You are on page 1of 6

‫نطاق رسيان قانون‬

‫العقوبات القطري‬
‫‪٢٠٢٣/١٢/١‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Sharq Law Firm‬‬ ‫‪Sharq Law Firm‬‬

‫نطاق رسيان قانون العقوبات‬


‫القطري رقم (‪ )11‬لسنة ‪2004‬‬
‫من حيث املكان‬

‫أوال‪ :‬مبدأ إقليمية النص الجنايئ‬ ‫تحديد مكان ارتكاب الجرمية‬ ‫تحديد إقليم الدولة‬
‫ ‬ ‫القاعدة العامة يف تحديد سلطان النص‬ ‫ ‬ ‫يعد تطبيق الدولة لقانون عقوباتها أحد‬ ‫ليك يطبق قانون العقوبات القطري مكانياً‬ ‫ ‬ ‫يتعني بداية تحديد املقصود بإقليم الدولة‪.‬‬
‫الجنايئ من حيث املكان هو “مبدأ اإلقليمية”‪.‬‬ ‫أهم مظاهر سيادة الدولة عىل إقليمها‪ ،‬وألننا‬ ‫فإنه يجب أن ترتكب الجرمية يف نطاق اإلقليم‬ ‫يشمل إقليم الدولة ثالثة أقاليم‪ :‬اإلقليم الربي‬
‫ويقصد بهذا املبدأ أن قانون العقوبات القطري‬ ‫نعيش يف عامل يتميز بتعدد الدول ذات السيادة‬ ‫القطري وفقا للتحديد الذي سبق بيانه‪ .‬والحقيقة‬ ‫والجوي والبحري‪ .‬اإلقليم الربي يشمل الجزء من‬
‫يطبق عىل جميع الجرائم التي ترتكب أو تقع عىل‬ ‫فيه‪ ،‬نشأت مشكلة تطبيق القانون الجنايئ من‬ ‫أنه ال تثور أدىن صعوبة يف تحديد مكان ارتكاب‬ ‫األرض الذي تعينه الدولة كحدود سياسية لها‬
‫اإلقليم القطري‪ ،‬بغض النظر عن جنسية الجاين‬ ‫حيث املكان‪ ،‬وثار التساؤل عن الكيفية التي‬ ‫الجرمية إذا كانت الجرمية قد ارتكبت بكاملها‬ ‫متارس سيادتها فيه‪ .‬أما اإلقليم البحري‪ ،‬فيشمل‬
‫مرتكب الجرمية‪ ،‬وأيا كانت جنسية املجني عليه‬ ‫ميكن من خاللها وبواسطتها تحديد نطاق تطبيق‬ ‫داخل اإلقليم القطري‪ ،‬كأن تقع جرمية قتل او‬ ‫املياه الداخلية يف حدود الدولة من أنهار وبحريات‬
‫الذي وقعت عليه الجرمية‪ ،‬بل وبغض النظر عام إذا‬ ‫قانون العقوبات لدولة ما من حيث املكان؟‬ ‫احتيال او رسقة يف مدينة الدوحة عىل سبيل‬ ‫وخلجان وقنوات‪ ،‬ويشمل كذلك الجزء من البحر‬
‫كانت الجرمية قد أصابت بالرضر مصالح دولة أجنبية‬ ‫اتفقت أغلب الترشيعات الجنائية الحديثة‪-‬ومنها‬ ‫املثال‪ ،‬فال جدال يف ان القانون الواجب تطبيقه‬ ‫املتصل بحدود الدولة األرضية‪ .‬وقد جرى العرف‬
‫أخرى‪ .‬وهذا يعني أن الحدود املكانية لسلطان‬ ‫قانون العقوبات القطري عىل عدد من املبادئ‬ ‫هو قانون العقوبات القطري‪ ،‬وتكون الجرمية من‬ ‫الدويل عىل تحديد ما يدخل يف نطاق إقليم‬
‫النص الجنايئ وفقا ملبدأ اإلقليمية تنتهي بالحدود‬ ‫والضوابط والتي عىل أساسها ميكن تحديد‬ ‫اختصاص القضاء القطري وفقا ملبدأ اإلقليمية‬ ‫الدولة بثالثة أميال بحرية‪ .‬وقد حدد املرشع القطري‬
‫املكانية التي تفرض الدولة سيادتها عليها‬ ‫نطاق تطبيق قانون العقوبات من حيث املكان‪.‬‬ ‫ولكن يف كثري من األحيان ال ترتكب الجرمية‬ ‫يف املادة رقم (‪ )5‬من القانون رقم (‪ )12‬لسنة‬
‫فمثال إذا قام شخص هندي الجنسية يعمل يف قطر‬ ‫وهذه املبادئ هي‪ :‬مبدأ اإلقليمية‪ ،‬مبدأ‬ ‫بكاملها عىل اإلقليم القطري‪ ،‬وامنا تتوزع‬ ‫‪ 2019‬بشأن املناطق البحرية لدولة قطر نطاق هذا‬
‫باالعتداء بالرضب عىل زميله بالعمل الباكستاين‬ ‫الشخصية‪ ،‬مبدأ العينية‪ ،‬وأخريا مبدأ العاملية‪.‬‬ ‫أركانها‪ ،‬وبصفة خاصة عنارص الركن املادي‬ ‫اإلقليم باثني عرش ميال بحريا باتجاه البحر‪ .‬أما اإلقليم‬
‫الجنسية‪ ،‬يف هذه الحالة يطبق عىل الواقعة قانون‬ ‫فام هو املقصود بهذه املبادئ؟ سنتناول‬ ‫لها بني أكرث من دولة‪ .‬فقد يرتكب السلوك او‬ ‫الجوي فيشمل كل ما يعلو اإلقليم الربي والبحري‬
‫العقوبات القطري‪ ،‬وتكون الجرمية من اختصاص‬ ‫فيام ييل بيان ذلك‪ ،‬مع توضيح موقف املرشع‬ ‫النشاط اإلجرامي يف دولة ما‪ ،‬وتتحقق النتيجة‬ ‫وقد تبنى قانون العقوبات القطري مبدأ‬
‫القضاء القطري؛ مادام ان الجرمية قد حدثت‬ ‫القطري منها‪ ،‬وذلك من خالل استعراض نصوص‬ ‫االجرامية عىل اإلقليم القطري أو العكس‬ ‫اإلقليمية يف املادة (‪ )13‬من القانون رقم (‪)11‬‬
‫عىل اإلقليم القطري‪ ،‬عىل الرغم من أن الجاين‬ ‫قانون العقوبات القطري رقم (‪ )11‬لسنة ‪2004‬‬ ‫مثال ذلك أن تضع امرأة يف باكستان السم‬ ‫لسنة ‪ 2004‬بنصه عىل أنه “ترسي أحكام هذا‬
‫واملجني عليه أجانب ومن جنسيتني مختلفتني‪.‬‬ ‫يف الطعام لزوجها يوم سفره لقطر للعمل‪،‬‬ ‫القانون عىل كل من يرتكب يف قطر جرمية من‬
‫وهذا ما يدعونا اىل تحديد املقصود بإقليم‬ ‫وعندما يصل اىل اإلقليم القطري تتحقق الوفاة‪،‬‬ ‫الجرائم املنصوص عليها فيه”‪ .‬وبالتايل فإن‬
‫الدولة‪ ،‬ثم بيان كيفية تحديد مكان ارتكاب الجرمية‬ ‫وأيضا إذا قام شخص باستخدام وسائل احتيالية‬ ‫أي جرمية تقع عىل اإلقليم القطري الربي أو‬
‫ضد آخر يف قطر ثم سلم املجني عليه املال‬ ‫البحري أو الجوي تكون خاضعة لقانون العقوبات‬
‫للجاين يف لبنان‪ ،‬كذلك إذا قام شخص مقيم‬ ‫القطري ومن اختصاص القضاء الجنايئ القطري‪.‬‬
‫يف مملكة البحرين بارتكاب سب أو قذف عىل‬ ‫واآلن ما هو املقصود مبكان ارتكاب الجرمية؟‬
‫موقع الكرتوين ضد شخص مقيم بدولة قطر‬ ‫من فضاء اىل أقىص مدى ميكن أن تصل اليه‬
‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪Sharq Law Firm‬‬ ‫‪Sharq Law Firm‬‬

‫يف كل الوقائع السابقة نالحظ أن عنارص الركن‬ ‫يف األمثلة السابقة نالحظ اختالف مكان ارتكاب‬ ‫ولكن كان غرض الجاين أو الجناة من البداية أن تتحقق‬
‫املادي للجرمية تفرقت يف أكرث من نطاق‬ ‫الفعل عن املكان الذي تحققت فيه النتيجة‬ ‫يف اإلقليم القطري‪ ،‬إال أنه لسبب أو آلخر مل يتحقق‬
‫مكاين ألكرث من دولة‪ ،‬وهنا يثار التساؤل عن‬ ‫اإلجرامية‪ ،‬ففي جرمية القتل النشاط اإلجرامي‬ ‫ذلكولبيان ما سبق‪ ،‬لنفرتض أن قررت عصابة لتجارة‬
‫القانون الواجب التطبيق يف تلك الحاالت؟‬ ‫بوضع السم تم يف باكستان والنتيجة اإلجرامية‬ ‫املخدرات يف أفغانستان تهريب شحنة من مخدر‬
‫حسم املرشع القطري تلك املسألة يف الفقرة‬ ‫(الوفاة) وقعت يف قطر‪ ،‬ويف جرمية االحتيال‬ ‫األفيون والحشيش اىل قطر‪ ،‬وأثناء مرور الشحنة‬
‫الثانية من املادة (‪ )13‬من قانون العقوبات بقوله‬ ‫النشاط االجرامي تم يف قطر والنتيجة االجرامية‬ ‫بدولة إيران تم القبض عليهم مبعرفة السلطات‬
‫“وتعترب الجرمية مرتكبة يف قطر إذا وقع فيها‬ ‫(تسليم املال) متت يف لبنان‪ ،‬ويف جرمية السب أو‬ ‫اإليرانية‪ ،‬يف هذه الحالة ووفقا لنص املادة (‪)13‬‬
‫فعل من األفعال املكونة لها‪ ،‬أو إذا تحققت‬ ‫القذف العلني عن طريق موقع الكرتوين‪ ،‬السلوك‬ ‫من قانون العقوبات القطري فإن هذه الواقعة‬
‫‪”.‬فيها نتيجتها‪ ،‬أو كان يراد أن تتحقق فيها‬ ‫اإلجرامي املتمثل يف اسناد واقعة للمجني عليه‬ ‫تدخل يف نطاق تطبيق قانون العقوبات القطري؛‬
‫ومؤدى الفقرة السابقة من نص املادة (‪)13‬‬ ‫وتؤدي اىل عقابه أو احتقاره تم يف البحرين‪،‬‬ ‫ألن الجرمية كان يراد لها أن تتحقق يف قطر‪ ،‬والعلة‬
‫أنه يكفي أن يتحقق جزء من ماديات الجرمية‬ ‫والنتيجة اإلجرامية(مبعناها القانوين) واملتمثلة‬ ‫يف ذلك‪ ،‬تقدير املرشع القطري أن هذا الترصف‬
‫يف اإلقليم القطري حتى تخضع للقانون‬ ‫يف املساس برشف املجني عليه واعتباره‪،‬‬ ‫ميثل تهديدا ملصالح يحميها‪ ،‬وأن هذا التهديد‬
‫الوطني ومن ثم لالختصاص القضايئ القطري‪،‬‬ ‫تتحقق أيضا يف قطر مادام أن املقذوف يف حقه‬ ‫يكفي ألن متتد يده مبالحقة الجناة وعقابهم‬
‫ويستوي يف نظر املرشع هنا أن يكون الجزء‬ ‫املوجود يف قطر‪ ،‬يستطيع الدخول عىل املوقع‬
‫الذي تحقق عىل اإلقليم القطري هو السلوك‬ ‫اإللكرتوين ومشاهدة أو سامع عبارات السب أو‬
‫اإلجرامي‪ ،‬أو النتيجة اإلجرامية‪ ،‬بل حتى أي‬ ‫القذف املسندة اليه‪ ،‬باإلضافة اىل تحقق رشط‬
‫جزء من التسلسل السببي الذي يربط بينهام‬ ‫العالنية يف كال الدولتني‪ ،‬فهنا نرى أن بعض عنارص‬
‫أكرث من ذلك‪ ،‬خرج املرشع القطري عىل مبدأ‬ ‫الجرمية تعترب وقعت عىل اإلقليم القطري‪ ،‬ونفس‬
‫اإلقليمية‪ ،‬وقرر أن ميتد نطاق تطبيق قانون‬ ‫الحكم يرتتب يف حالة السب والقذف االلكرتوين غري‬
‫”العقوبات عىل جرائم “كان يراد أن تتحقق فيها‬ ‫العلني‪ ،‬كام لو أرسل الجاين املوجود يف البحرين‬
‫عبارات السب أو القذف للمجني عليه املوجود‬
‫‪4‬‬ ‫”يف قطر عن طريق برنامج “الواتس آب مثال‬ ‫‪5‬‬
‫‪Sharq Law Firm‬‬ ‫‪Sharq Law Firm‬‬

‫حكم الجرائم التي تقع‬ ‫مع عدم اإلخالل بأحكام االتفاقيات واملعاهدات“‬
‫التي تكون الدولة طرفاً فيها‪ ،‬ال ترسي أحكام‬
‫عىل السفن والطائرات‬ ‫هذا القانون عىل الجرائم التي تُرتكب عىل منت‬
‫السفن والطائرات األجنبية املوجودة أو املارة‬
‫”بإقليم الدولة‬

‫وقد أورد املرشع القطري يف ذات املادة عدة استثناءات عىل املبدأ‬
‫السابق‪ ،‬إذ يرسي قانون العقوبات القطري عىل الجرائم التي تقع‬
‫عىل السفن والطائرات األجنبية املوجودة أو املارة بإقليم الدولة يف‬
‫الحاالت التالية‬
‫ألن الجرمية مل تقع عىل اإلقليم القطري‪ ،‬كام‬ ‫‪ .١‬إذا امتدت آثار الجرمية إىل الدولة‬
‫أن مرص وان قامت مبحاكمته غيابيا اال أنها ال‬ ‫‪ .٢‬إذا كانت الجرمية بطبيعتها متس أمن الدولة‪ ،‬أو‬
‫تستطيع مطالبة قطر بتسليمه؛ ألن الدولة ال‬ ‫ت ُعكر السلم العام فيها‪ ،‬أو تخل باآلداب العامة فيها‪،‬‬
‫تقوم بتسليم مواطنيها‪ .‬ويرتتب عىل ما سبق‬ ‫أوبسرياملالحةيفمجالهاالجويأوبحرهااإلقليمي‬
‫أنه إذا استندنا اىل مبدأ اإلقليمية مبفرده يف‬ ‫‪ .٣‬إذا طلب ربان السفينة أو قائد الطائرة أو ممثل‬
‫الفرض السابق‪ ،‬سيفلت الجاين بكل تأكيد من يد‬ ‫دبلومايس للدولة التي تحمل السفينة علمها‬
‫العدالة ولن يكون باإلمكان محاكمته ومن ثم عقابه‬ ‫أو الطائرة جنسيتها مساعدة السلطات القطرية‬
‫عن جرميته‪ ،‬وبدون شك هذه النتيجة ال ميكن‬ ‫‪ .٤‬إذا كان الجاين أو املجني عليه قطرياً‪ ،‬أو وافدا ً‬
‫قبولها؛ فهي تصدم مع أبسط مبادئ العدالة‬ ‫يحمل رخصة إقامة بالدولة سارية املفعول وقت‬
‫لذلك وعىل نهج الترشيعات الجنائية الحديثة‬ ‫الجرمية‬ ‫ارتكاب‬
‫أخذ املرشع القطري مببدأ “الشخصية اإليجابية‬ ‫‪ .٥‬إذا كانت التدابري التي تتخذها الدولة بشأن‬
‫للقانون الجنايئ” عندما نص يف املادة (‪ )18‬من‬ ‫السفينة أو الطائرة الزمة ملكافحة االتجار غري‬
‫قانون العقوبات عىل أنه “كل قطري ارتكب وهو‬ ‫املرشوع باملخدرات أو املواد التي تؤثر عىل العقل‬
‫خارج قطر فعال يعترب جناية أو جنحة يف هذا‬
‫حرص املرشع القطري أن ينص رصاحة يف املادة‬ ‫القانون‪ ،‬يعاقب مبقتىض أحكامه إذا عاد اىل قطر‪،‬‬ ‫ثانيا‪ :‬مبدأ الشخصية‬
‫(‪ )14‬من قانون العقوبات عىل رسيان أحكام قانون‬ ‫وكان الفعل معاقبا عليه مبقتىض القانون الذي‬ ‫لبيان أهمية مبدأ الشخصية ودوره يف تكملة ما‬
‫العقوبات القطري عىل الجرائم التي ترتكب‬ ‫ارتكب فيه”‪ .‬ومؤدى نص املادة (‪ )19‬أن قانون‬ ‫قد يشوب مبدأ اإلقليمية من قصور نرضب املثال‬
‫عىل منت السفن والطائرات التي متلكها الدولة‬ ‫العقوبات القطري ميتد تطبيقه اىل الجرائم التي‬ ‫التايل‪ :‬لنفرتض أن أحد املواطنني القطريني أثناء‬
‫القطرية‪ ،‬أو تلك التي تحمل العلم القطري‪ ،‬أو‬ ‫تقع خارج إقليم الدولة إذا توافرت الرشوط التالية‬ ‫توا جده يف جمهورية مرص العربية ارتكب جرمية‬
‫كانت الدولة تديرها ألي غرض‪ ،‬أينام وجدت هذه‬ ‫ما‪ ،‬واستطاع الهرب مبارشة بعد ارتكاب الجرمية‬
‫السفن أو الطائرات‪ ،‬أي سواء كانت موجودة‬ ‫اىل قطر ‪ ،‬قبل القبض عليه أو محاكمته من قبل‬
‫يف اإلقليم البحري أو الجوي القطري‪ ،‬أو‬ ‫السلطات املرصية‪ ،‬يف هذا الفرض ال ميكن‬
‫كانت يف إقليم دولة أخرى‪ ،‬وسواء كانت هذه‬ ‫محاكمته يف قطر استنادا اىل مبدأ اإلقليمية؛‬
‫السفن أو الطائرات عسكرية أو مدنية او تجارية‬
‫‪6‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪Sharq Law Firm‬‬ ‫‪Sharq Law Firm‬‬

‫ثالثا‪ :‬مبدأ العينية‬


‫أو تزوير أو تزييف أو تقليد أي عملة ورقية أو‬ ‫يقصد مببدأ “العينية” رسيان قانون العقوبات‬
‫معدنية متداولة قانونا يف قطر‪ ،‬أو حيازة أو ترويج‬ ‫الوطني عىل الجرائم التي ترتكب خارج اإلقليم‪،‬‬
‫هذه العمالت املزورة أو املزيفة أو املقلدة‪ .‬ارتكب‬ ‫أيا كانت جنسية مرتكبها‪ ،‬سواء كان مواطنا أم‬
‫أو شارك يف ارتكاب جرمية خارج قطر من الجرائم‬ ‫أجنبيا‪ ،‬وذلك يف حالة ما إذا كانت هذه الجرائم‬
‫املوجهة ضد أمن الدولة الداخيل أو الخارجي‪ ،‬أو‬ ‫موجهة ضد املصالح الجوهرية واألساسية للدولة؛‬
‫الجرائم املتعلقة بالرشوة أو االختالس أو اإلرضار‬ ‫فاملعيار هنا ليس مكان ارتكاب الجرمية كام‬
‫باملال العام‪ ،‬أو الجرائم املتعلقة بتزوير أو تقليد‬ ‫يقيض بذلك مبدأ اإلقليمية‪ ،‬وليس جنسية الجاين‬
‫املحررات الرسمية أو األختام أو العالمات أو‬ ‫وكونه قطريا كام يقيض بذلك مبدأ الشخصية‪،‬‬
‫الطوابع الحكومية‪ ،‬أو تزوير أو تزييف أو تقليد أي‬ ‫وإمنا العربة بأهمية املصلحة التي نالها الفعل‬
‫عملة ورقية أو معدنية متداولة قانوناً يف قطر‪ ،‬أو‬ ‫باالعتداء ومتثل للدولة أهمية جوهرية وأساسية‪.‬‬
‫الرشط الرابع‪ :‬أن يعود الجاين اىل قطر‪ :‬يتطلب‬ ‫الرشط األول‪ :‬أن يكون الجاين مواطنا‪ .‬واملواطن‬ ‫حيازة أو ترويج هذه العمالت املزورة أو املزيفة أو‬ ‫وعلة أخذ الترشيعات الجنائية الحديثة مببدأ العينية؛‬
‫املرشع لرسيان قانون العقوبات القطري عىل‬ ‫هو من يحمل الجنسية القطرية‪ .‬ويشرتط أن‬ ‫ ‪.‬املقلدة‬ ‫ويالحظ أن قانون العقوبات القطري‬ ‫أنه يضمن حق الدولة يف الدفاع عن مصالحها‬
‫املواطن مرتكب الجناية أو الجنحة يف الخارج أن‬ ‫تكون له هذه الصفة وقت ارتكاب الجرمية‬ ‫قرص رسيان مبدأ العينية عىل طائفة من الجرائم ذات‬ ‫الجوهرية ومقوماتها األساسية ضد ما ميس بها‬
‫يكون قد عاد اىل اإلقليم القطري بعد ارتكاب‬ ‫الرشط الثاين‪ :‬أن تكون الواقعة التي ارتكبها‬ ‫جسامة وأهمية خاصة‪ .‬وهذه الجرائم وردت عىل‬ ‫او يعرضها للخطر‪ ،‬باإلضافة اىل أن الدولة األجنبية‬
‫الجرمية يف الخارج؛ فال تجوز محاكمته غيابيا‪،‬‬ ‫املواطن يف الخارج لها وصف الجناية أو‬ ‫سبيل الحرص فال يجوز أن ميتد نطاق التجريم لغريها‪،‬‬ ‫التي وقع الفعل عىل أراضيها قد ال تحفل عادة‬
‫فبقاؤه يف الخارج يعطي لسلطات الدولة‬ ‫الجنحة وفقا ألحكام قانون العقوبات القطري‬ ‫ويستوي أن يكون الجاين قد ساهم يف الجرمية‬ ‫بإضفاء حامية جنائية عىل تلك املصالح وكغريه من‬
‫األجنبية إمكانية القبض عليه ومحاكمته هناك‪ .‬وال‬ ‫الرشط الثالث‪“ :‬التجريم املزدوج”‪ .‬ويعني ذلك أن‬ ‫بوصفه فاعال أصليا لها أم رشيكاً فيها‪ ،‬ويستوي‬ ‫الترشيعات الجنائية الحديثة‪ ،‬كرس قانون العقوبات‬
‫يشرتط أن تكون عودته طواعية واختيارا‪ ،‬فتجوز‬ ‫يكون الفعل الذي ارتكبه الجاين معاقبا عليه وفقا‬ ‫كذلك أن يكون مواطنا أو أجنبيا‪ ،‬ويستوي أن يكون‬ ‫القطري مبدأ العينية يف املادة (‪ )16‬منه بقوله”‬
‫محاكمته ولو كانت عودته ألرض الوطن جربا‬ ‫للقانون القطري وقانون الدولة األجنبية التي وقع‬ ‫الجاين موجودا عىل اإلقليم القطري وقت تحريك‬ ‫ترسي أحكام هذا القانون عىل كل من ارتكب أو‬
‫عنه‪ .‬ووفقا للامدة (‪ )19‬من قانون العقوبات‬ ‫فيها فإذا كان الفعل مجرم يف قانون البلد األجنبي‬ ‫الدعوى ضده أم ال‪ ،‬وأخريا يستوي أن يكون الفعل‬ ‫شارك يف ارتكاب جرمية خارج قطر من الجرائم‬
‫القطري‪ ،‬ال تقام الدعوى الجنائية عىل املواطن‬ ‫ولكنه غري معاقب عليه يف القانون القطري فال‬ ‫محال للتجريم وفقا لقانون البلد الذي وقع فيه أم ال‬ ‫املوجهة ضد أمن الدولة الخارجي أو الداخيل‪ ،‬أو‬
‫الذي ارتكب جرمية يف الخارج إذا ثبت أن‬ ‫تجوز محاكمة املواطن عن ذلك الفعل‪ .‬مثال ذلك‬ ‫الجرائم املتعلقة بتزوير أو تقليد املحررات الرسمية‬
‫املحاكم األجنبية أصدرت حكام نهائيا برباءته‪،‬‬ ‫جرمية تعدد الزوجات يف فرنسا‪ ،‬فالشخص الذي‬
‫أو أدانته واستوىف العقوبة‪ ،‬او سقطت عنه‬ ‫يتزوج بأكرث من سيدة يعترب مرتكبا لجنحة تعدد‬
‫او انقضت الدعوى الجنائية الناشئة عن الفعل‬ ‫الزوجات وفقا للقانون الفرنيس‪ ،‬ولكن هذا الفعل‬
‫غري معاقب عليه يف القانون القطري‪ ،‬وبالتايل فإن‬
‫القطري الذي يتزوج أكرث من امرأة يف فرنسا ثم‬
‫يعود اىل قطر ال تجوز محاكمته عن ذلك الفعل؛ ألن‬
‫تعدد الزوجات ال يعترب جرمية يف القانون القطري‬

‫‪8‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪Sharq Law Firm‬‬ ‫‪Sharq Law Firm‬‬

‫رابعاً‪ :‬مبدأ عاملية القانون الجنايئ‬


‫يقصد مببدأ عاملية القانون الجنايئ‪ ،‬أن يكون لكل دولة الحق بالنسبة‬
‫لبعض الجرائم الخطرية املاسة بالجامعة الدولية والقيم اإلنسانية‬
‫املشرتكة الحق يف القبض عىل الجاين األجنبي إذا تواجد عىل‬
‫أراضيها‪ ،‬وأن تقوم إما مبحاكمته وعقابه وفقا لقانون عقوباتها‪ ،‬او‬
‫تسليمه اىل الدولة األجنبية التي تطالب بتسليمه‪ ،‬أيا كانت جنسيته‪،‬‬
‫وأيا كان مكان ارتكابه للجرمية‪ ،‬وأيا كانت جنسية املجني عليه‪ .‬ويربر‬
‫هذا املبدأ رغبة الدول يف التعاون ملكافحة الظاهرة اإلجرامية‪،‬‬
‫وخاصة يف نطاق اإلجرام الدويل الذي تقوم به جامعات إجرامية‬
‫منظمة تنتمي لدول متعددة‪ ،‬والتي ينصب إجرامها عىل نوعية خاصة‬
‫ من الجرائم تصيب بالرضر مصالح دول متعددة وليست دولة واحدة‬
‫وقد تبنى املرشع القطري مبدأ العاملية عندما نص يف املادة (‪ )17‬من‬
‫قانون العقوبات عىل” ترسي أحكام هذا القانون عىل كل من وجد يف‬
‫الدولة بعد أن ارتكب يف الخارج‪ ،‬بوصفه فاعال أو رشيكا‪ ،‬أيا من جرائم‬
‫اإلتجار يف املخدرات أو يف األشخاص أو جرائم القرصنة أو اإلرهاب‬
‫ ”الدويل‬ ‫ويالحظ أن املرشع القطري قرص نطاق تطبيقه ملبدأ‬
‫العاملية عىل جرائم اإلتجار يف املخدرات‪ ،‬واالتجار يف البرش‪ ،‬وجرائم‬
‫القرصنة واإلرهاب الدويل فقط‪ ،‬وهذه الجرائم وردت عىل سبيل الحرص‬

‫خامتة‬
‫من خالل استعراض نصوص قانون العقوبات القطري فيام يتعلق‬
‫مبوضوع “نطاق تطبيق قانون العقوبات القطري من حيث املكان‪،‬‬
‫يتبني لنا أن القاعدة العامة واملبدأ األسايس يف التطبيق هو “مبدأ‬
‫إقليمية قانون العقوبات” أما املبادئ األخرى كمبدأ الشخصية‬
‫اإليجابية والعينية والعاملية‪ ،‬فهي تعد مبثابة استثناءات‪ ،‬الغرض‬
‫منها إما سد النقص الذي قد ينتج عن التمسك بتطبيق مبدأ‬
‫اإلقليمية‪ ،‬كام يف حالة األخذ مببدأ الشخصية اإليجابية؛ لعدم‬
‫افالت املواطن القطري من املسئولية الجنائية اذا ارتكب جرمية‬
‫خارج اإلقليم‪ ،‬وإما للدفاع عن املصالح األساسية والجوهرية‬
‫للدولة القطرية عند األخذ مببدأ العينية‪ ،‬وأخري لرغبة املرشع‬
‫القطري يف التعاون مع املجتمع الدويل يف مكافحة الظاهرة‬
‫اإلجرامية الدولية‪ ،‬وذلك بتبنيه مبدأ عاملية القانون الجنايئ‬

‫‪10‬‬ ‫‪11‬‬

You might also like