You are on page 1of 50

‫القانون الجزائي‬

‫‪ )1‬تعريف القانون الجزائي‬


‫‪1‬‬
‫أف القانكف الجزائي " مجمكعة مف القكاعد التي‬ ‫‪ -‬يرل القاضياف عبد العزيز العكادم كاسماعيؿ بف صالح‬
‫الدكلة بقصد تنظيـ حقّيا في تكقيع العقاب‬ ‫تسنيا‬
‫ّ‬
‫يعرفو بككنو " الفرع مف القانكف الذم يحدد الفعؿ أك اإلمتناع المككف لمجريمة‬
‫فإنو ّ‬
‫األستاذ جكف الرقيي ّ‬ ‫أما‬
‫‪ّ -‬‬
‫كالعقكبات الممكف تسميطيا عمى مرتكبييا"‬
‫المجرمة وطرق ردّ فعل المجتمع‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬القاضي مصطفى بف جعفر‪ " :‬قانون من قوانين الدولة يحدّد التصرفات‬
‫واألشخاص المعنيين بذلك"‪.‬‬
‫ىو مجموعة قواعد قانونية مكتوبة تحدد االفعال المعتبرة جرائم والجزاء المقرر لممسؤولين عن‬
‫ارتكابيا‪.‬‬
‫‪ )2‬تعريف الجريمة‬
‫األستاذ قارك ‪ Garraud‬أنيا " فعؿ أم حركة مف حركات الجسـ يقصد بيا إحداث تغيير في العالـ الخارجي"‬
‫حدده المشرع كرتّب‬
‫تصرؼ مخالؼ لقانكف مف قكانيف الدكلة ّ‬
‫القاضي مصطفى بف جعفر‪ :‬الجريمة سمكؾ أك ّ‬
‫عمى إتيانو عقابا أم إعتبره مكجبا لمردع ‪،‬فالجريمة تظير في شكؿ عمؿ إيجابي أك سمكؾ خارجي مخالؼ‬
‫إلختيارات المجتمع كنمط عيشو كيككف مكجبا لمعقاب‬
‫مجرم يخضع الشخص المسؤول عنو لجزاء جزائي"‪.‬‬
‫نعرف الجريمة باختصار أنيا "سموك َّ‬
‫‪ -‬الركن الشرعي‬ ‫‪)3‬‬
‫يجرـ سمككا معينا إذ يقتضي المبدأ "أف ال جريمة بدكف نص مف قانكف سابؽ الكضع‬
‫كجكد نص تشريعي صريح ّ‬

‫‪ - 1‬شغح اٌمبٔ‪ ْٛ‬اٌجٕبئ‪ ٟ‬اٌز‪ٔٛ‬ـ‪ ٟ‬اٌمـُ اٌؼبَ اٌشغوخ اٌز‪ٔٛ‬ـ‪١‬خ ٌفٕ‪ ْٛ‬اٌغؿُ ‪ 1962‬ص ‪6‬‬
‫‪ )4‬مبدأ شرعية الجرائم والعقوبات‬
‫كيعتبر مبدأ الشرعية أىـ مبدأ يسكد القانكف الجزائي‪ ،‬فيك يعني أف القانكف كحده ىك الذم يحدد الجرائـ كيحدد‬
‫المشرع قد سبؽ كنص عمى‬‫ّ‬ ‫العقكبات‪ ،‬فالقاضي ال يممؾ اعتبار سمكؾ ما جريمة كالمعاقبة عميو‪ ،‬ما لـ يكف‬
‫يعد القاضي فعالن معنيان‬
‫تجريمو كحدد لو عقابا قبؿ ارتكابو‪ ،‬فإذا لـ يجد مثؿ ىذا النص فال سبيؿ إلى أف ه‬
‫‪.‬كأساس ىذا‬ ‫جريمة كلك اقتنع بأنو مناقض لمعدالة أك األخالؽ أك الديف إال إذا كجد نصان يجرـ ىذا الفعؿ‪،‬‬
‫العامة مف اتخاذ أم إجراء بحقو ما لـ يكف‬
‫المبدأ ىك حماية الفرد كضماف حقكقو كحريتو كذلؾ بمنع السمطات ّ‬
‫قد ارتكب فعال ينص القانكف عميو كفرض عمى مرتكبيو عقكبة جزائية‪.‬‬
‫‪ 9‬جكيمية ‪1913‬‬ ‫كاف تكريس مبدأ الشرعية كاضحا كجميا بالفصؿ األكؿ مف المجمة الجنائية الصادرة بتاريخ‬
‫‪ 28‬مف‬ ‫كالذم جاء بو "ال يعاقب أحد إال بمقتضى نص مف قانكف سابؽ الكضع ‪ "....‬كما تضمف الفصؿ‬
‫أف " العقكبة شخصية كال تككف إال بمقتضى نص قانكف سابؽ الكضع‬ ‫دستكر البالد الصادر في جانفي ‪ّ 2014‬‬
‫عدا النص االرفؽ بالمتيـ " ككذلؾ حصر الفصؿ ‪ 65‬سمطة التجريـ كالعقاب بمكجب القانكف بالنسبة لمجنايات‬
‫كالجنح ككذلؾ المخالفات التي تتضمف عقابا سجنيا أما المخالفات المعاقب عمييا بالخطية فقط فيي مف‬
‫اختصاص السمطة التنفيدية (التراتيب) مالحظة‪ :‬التشريع = نص مكتكب يككف قانكنا (سمطة تشريعية) أك‬
‫تراتيب (سمطة تنفيذية)‪ .‬كيستخمص مف ىذا المبدأ ما يمي ‪:‬‬
‫‪ -‬ال يمكف لمقاضي إعتبار فعؿ مف قبيؿ الجريمة لفداحتو أك خطكرتو ما لـ يضؼ عميو المشرع الطابع‬
‫‪2‬‬
‫اإلجرامي ‪ ،‬فكؿ ما ىك غير مجرـ مباح قانكنا إذ ال جريمة بدكف نص قانكف‬
‫‪ -‬ال يمكف لمقاضي سحب أحكاـ جزائية عمى أفعاؿ إرتكبت قبؿ تجريميا إذ أف القانكف الجزائي ليس لو‬
‫مفعكؿ رجعي ‪،‬‬
‫حيز التنفيذ قبؿ تاريخ‬
‫ككؿ شخص محمكؿ عمى البراءة كاتياف أفعاؿ مباحة إذا لـ يقع إيجاد نص يجرميا كدخؿ ّ‬
‫إرتكابيا‬
‫نص ‪.‬‬
‫‪ -‬ال يمكف لمقاضي تسميط عقاب عمى فعؿ لـ ينص القانكف عمى عقابو إذ ال عقاب بدكف ّ‬
‫القرار التعقيبي عدد ‪ 47418‬المؤرخ في ‪ 7‬مارس ‪ 3 1993‬متضمنا ليذا المبدأ " إف القانكف ال يزجر الشخص‬
‫العادم الماسؾ أك المستيمؾ لمادة مف المكاد المصنفة بالجدكؿ أ أك ج كأماـ فقداف النص القانكني الزاجر تككف‬
‫مؤاخذة المعقب مف أجؿ أفعاؿ لـ يجرميا المشرع أم ار مخالفا لمقانكف كباطال بطالنا مطمقا"‪.‬‬
‫النص كعما تقتضيو عبارتو كأنو ال‬
‫ّ‬ ‫محكمة التعقيب قكال كأنو " عمى القاضي الجزائي أف ال يخرج عف حدكد‬
‫يمكنو في المادة الجزائية أف يقيس الكقائع ببعضيا عمى بعض متى كانت لكؿ كاقعة نص قانكني يمكف أف‬
‫يستكعبيا بالتطبيؽ دكف خرؽ لمقانكف ‪"4‬‬

‫‪ - 2‬رغ ج ػضص‪ 1491‬اٌظبصع ف‪ 23 ٟ‬جبٔف‪ ْ 1978 ٟ‬ج ص‪44‬‬


‫‪ - 3‬اٌمؼبء ‪ٚ‬اٌزشغ‪٠‬غ جبٔف‪ 1994 ٟ‬ص ‪160‬‬
‫‪ - 4‬رغ ج ف‪ ٟ‬اٌزؼض‪ ً٠‬ػضص ‪ 104‬اٌظبصع ف‪ 20 ٟ‬أوز‪ٛ‬ثغ ‪ ْ 1987‬ج ص ‪21‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ )5‬تطبيق النص الجزائي في الزمان‬
‫الفصل األول من المجمة الجزائية‬
‫نص مف قانكف سابؽ الكضع ‪ ،‬لكف إذا كضع قانكف بعد كقكع الفعؿ كقبؿ صدكر‬
‫" ال يعاقب أحد إالّ بمقتضى ّ‬
‫حكـ بات ككاف نصو أرفؽ بالمتيـ فالحكـ يقع بمقتضاه دكف غيره " ذاؾ ىك نص الفصؿ األكؿ مف المجمة‬
‫كالذم يمكف إعتماده إلستخالص النتائج التالية ‪:‬‬
‫نص سابق الوضع ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬أوال ‪ :‬وجود‬
‫ال يمكف الحديث عف الجريمة إالّ إذا كجد نص يحدد الفعؿ المجرـ كالعقاب المستكجب ‪ ،‬فالشخص الذم يرتكب‬
‫جريمة محمكؿ عمى العمـ بأنو يرتكب فعال يجرمو القانكف كتنصرؼ إرادتو إلى الحط مف القاعدة القانكنية كما‬
‫يجرـ السرقة ‪ ،‬لكف طبيعة بعض‬
‫نص ّ‬‫أنو إرتضى لنفسو نتائجيا مثؿ تعمد إختالس متاع الغير رغـ كجكد ّ‬
‫الجرائـ تطرح إشكاال ‪ ،‬فالمبدأ يقتضي إستحالة تطبيؽ القانكف الجزائي الجديد عمى أفعاؿ إرتكبت قبؿ صدكره‬
‫ؿلجريمة؟ مف‬ ‫كاجراء العمؿ بو في حيف كأف في جرائـ اإلعتياد يجب التساؤؿ عف بداية تحقيؽ الركف المادم‬
‫نتائج مبدأ الشرعية أف تككف األفعاؿ المحققة لمركف المادم قد نشأت في ظؿ القانكف الجديد كما سبؽ ال يمكف‬
‫إعتماده ‪.‬‬
‫حيز التنفيذ ‪ ،‬فإف كانت األفعاؿ قد تمت منذ‬
‫أم كضعية سابقة لدخكلو ّ‬
‫ال يمكف بحاؿ سحب أحكاـ القانكف عمى ّ‬
‫تتبع فإف‬
‫أم عمؿ تحقيؽ أك ّ‬ ‫ما يزيد عمى ثالثة أعكاـ ككانت مف قبيؿ الجنحة كلـ يقع في بحر تمؾ المدة ّ‬
‫أف مف حكـ عميو مف أجؿ جريمة متصفة باإلرىابية عمى معنى الفصؿ‬ ‫الدعكل العمكمية تككف قد إنقرضت كما ّ‬
‫‪ 52‬مكرر ؽ ج (قديـ ) كأنقضت آجاؿ سقكط العقاب العادية فإنو ال يمكف سحب اآلجاؿ الجديدة عمييا بعمّة‬
‫ك ّأنيا قكاعد إجرائية يمكف تطبيقيا فك ار‬
‫‪ -‬مبدأ عدـ رجعية القانكف الجديد أم عدـ إنسحابو عمى الماضي ىك مبدأ ينسحب عمى القكانيف المكضكعية‬
‫أما القكانيف الشكمية مثؿ التي تحدد مرجع النظر أك كيفية التقاضي‬
‫دكف سكاىا أم عمى النصكص التجريمية ّ‬
‫فإنيا تطبؽ كتسرم عمى الحاالت السابقة لصدكر القانكف‬
‫ك يعتبر التطبيؽ الفكرم لمقكانيف الشكمية مؤسسا عمى حسف سير العدالة الجزائية كتحسيف إجراءات التقاضي‬
‫كخدمة مصمحتي المجتمع كالمتيـ معا ‪ ،‬لكف مبدأ التطبيؽ الفكرم لمقكانيف الشكمية ليس حتميا فكمّما كاف في ذلؾ‬
‫أف‬
‫مس بمصمحة المتيـ الشرعية إالّ ككجب إعتماد النص القانكني الذم نشأت في ظمو الجريمة كمف ذلؾ ّ‬
‫ّ‬
‫تضمف ما يمي " تسقط الدعكل العمكمية‬
‫ّ‬ ‫الفصؿ ‪ 13‬مف قانكف المخدرات عدد ‪ 52‬المؤرخ في ‪ 18‬مام ‪1992‬‬
‫بمركر خمسة أعكاـ إذا كانت ناتجة عف جنحة كبمركر عشرة أعكاـ إف كانت ناتجة عف جناية ‪.‬‬
‫كيسقط العقاب المحككـ بو بمركر عشرة أعكاـ بالنسبة لمجنحة كبمركر عشريف عاما بالنسبة لمجناية كفؽ ىذا‬
‫مدد مف أجؿ إنقراض الدعكل العمكمية في مادة الجنح الكاردة‬
‫أشد كطأة عمى المتيـ إذ ّ‬
‫القانكف " كىك نص ّ‬
‫لكف ىذا القانكف ال‬
‫بقانكف المخدرات مف ثالثة إلى خمسة أعكاـ كما ضاعؼ أجؿ سقكط العقاب في الجنح ّ‬

‫‪3‬‬
‫حيز التنفيذ سكاء عند التتبع أك عند التنفيذ بآعتباره أشد‬
‫يمكف بأم حاؿ سحبو عمى الكضعيات السابقة لدخكلو ّ‬
‫كطأة بؿ يقع تطبيقو عمى الكضعيات الالحقة أم التي نشأت في ظمو‬
‫ني ‪ :‬صد كر قانكف جديد أرفؽ بالمتيـ كذلؾ بعد إرتكاب الجريمة كقبؿ صدكر حكـ بات فإنو يقع العمؿ‬
‫ثا ا‬
‫بمقتضاه ‪ ،‬كفي ىذه الصكرة يجب التساؤؿ عف مفيكـ النص األرفؽ كعف مدلكؿ الحكـ البات ‪.‬‬
‫محكمة التعقيب أكدت في عديد الق اررات أف القانكف الجديد كلئف كاف أرفؽ بالمتيـ في عديد المكاضع فإف تخكيؿ‬
‫حددىا القانكف‬
‫القانكف القديـ الذم نشأت في ظمو الجريمة يخكؿ النزكؿ بعقكبة الخطية إلى أدناىا في حيف ّ‬
‫أشد كطأة عمى المتيـ كيتجو العمؿ بالقانكف القديـ أم الناشئة في ظمو الفعمة‬
‫الجديد بعشريف بالمائة مما يجعمو ّ‬
‫أما الصكرة األخرل الممكف إستعراضيا كىي تعديؿ القانكف بالترفيع في أدنى العقكبة كالتخفيض مف أقصاىا‬
‫ّ‬
‫كمثاؿ ذلؾ أف العقاب المستكجب عمى مستكل النص القديـ ىك السجف مف ستة أشير إلى خمسة أعكاـ فيأتي‬
‫فإف العبرة بأقصى العقاب كيككف‬
‫النص الجديد متضمنا عقابا بالسجف مف عاـ إلى ثالثة أعكاـ كفي ىذه الحالة ّ‬
‫‪5‬‬
‫تبعا لذلؾ النص الجديد أرفؽ بالمتيـ‬
‫كيبقى تحديد المقصكد بالحكـ البات ‪ ،‬فيك ليس الحكـ النيائي الدرجة أك القابؿ لمتنفيذ بؿ الحكـ الذم ال‬
‫‪jugement‬‬ ‫يمكف الرجكع فيو إلستنفاذ طرؽ الطعف أك تجاكز اآلجاؿ فييا كىك ما يعبر عنو بالفرنسية بػ‬
‫‪jugement définitif‬‬ ‫‪ irrévocable‬لكف النص في صيغتو الفرنسية يستعمؿ مصطمح الحكـ النيائي‬
‫أف العبرة دائما بالنص العربي‪.‬‬
‫عمى ّ‬
‫‪ )6‬تفسير القوانين الجزائية‬
‫تقتضي القاعدة تفسير القكانيف الجزائية تفسي ار ضيقا كذلؾ حماية لحقكؽ المتيـ الشرعية ‪ ،‬كىي نتيجة مباشرة‬
‫لمبدأ شرعية الجرائـ كالعقكبات كيستخمص مف ذلؾ ما يمي ‪:‬‬
‫المشرع مف‬
‫ّ‬ ‫لكف ىذا ال يمنع‬
‫أف مفيكـ قاعدة التفسير الضيؽ ال تنسحب إالّ عمى أعماؿ القاضي ّ‬
‫‪ -‬أوال ‪ّ :‬‬
‫النص كآختياره‬
‫ّ‬ ‫مما يضفي مشركعية عمى تكسعو في‬‫النص ّ‬
‫ّ‬ ‫حر في تكضيح مدلكؿ‬ ‫كضع قانكف تفسيرم إذ ىك ّ‬
‫يتقيد مف جية أخرل بتفسير فقياء‬
‫لكنو ال ّ‬
‫بالنص كما تاله مف تفسير تشريعي ّ‬
‫ّ‬ ‫مقيد‬
‫فإنو ّ‬‫أما القاضي ّ‬
‫لما يراه ‪ّ ،‬‬
‫تبنييا فحسب‪ .‬فقاعدة التفسير الضيؽ تقتضي عدـ التكسع في النص مف‬
‫القانكف كيمكف اإلستئناس بآرائيـ أك ّ‬
‫المشرع لـ يجرميا ‪ ،‬فيك منفّذ لمنص القانكني في حدكد ما رسمو‬
‫ّ‬ ‫طرؼ القاضي كلك كانت األفعاؿ خطيرة لكف‬
‫المشرع كال يمكف لو الحمكؿ محمّو ميما كانت الفعمة إحتراما ؿمبدأ الشرعية مف جية كإلستقاللية السمط مف جية‬
‫ّ‬
‫المشرع لمعرفة ميداف تطبيقو ككيفية سحبو عمى‬
‫ّ‬ ‫أف التفسير ييدؼ إلى ضبط مدلكؿ القانكف كغاية‬
‫أخرل ‪ .‬عمى ّ‬
‫النص غامضا كجب عمى القاضي السعي في تحديد نطاقو مستعينا‬ ‫ّ‬ ‫الكقائع المعركضة عمى القاضي ‪ ،‬فإف كاف‬
‫يخكؿ لو اإلمتناع عف‬
‫النص ال ّ‬
‫ّ‬ ‫لكف غمكض‬ ‫في ذلؾ بجميع طرؽ التفسير مف أعماؿ تحضيرية أك عرؼ لغة ‪ّ ،‬‬
‫البت في القضية كاالّ كاف مستيدفا لمعقاب الكارد بالفصؿ ‪ 108‬مف المجمة الجزائية‬
‫ّ‬

‫‪ -5‬وظٌه جغ‪ّ٠‬خ اإلػزضاء ػٍ‪ ٝ‬األسالق اٌذّ‪١‬ضح ث‪ ٓ١‬أِغ ‪ 25‬أفغ‪ 1940 ً٠‬اٌّزؼّٓ ػبِ‪ِ ٓ١‬غ اٌشط‪١‬خ ‪ٚ‬اٌفظً ‪ِ 226‬ىغع اٌّضعج ثّ‪ٛ‬جت اٌمبٔ‪ ْٛ‬ػضص ‪ٌ 73‬ـٕخ ‪2004‬‬
‫‪ٚ‬اٌّزؼّٓ ػمبثب ثبٌـجٓ ِضح ؿزخ أش‪ٙ‬غ ‪ٚ‬اٌشط‪١‬خ أٌف ص‪ٕ٠‬بع‬

‫‪4‬‬
‫‪ -‬ثانيا ‪ :‬ال يمكف إعتماد القياس أم تنزيؿ حكـ القانكف عمى كضعية مشابية لكنيا لـ ترد بالنص‬
‫التقيد بالتفسير الحرفي ‪،‬‬
‫‪ -‬ثالثا ‪ :‬قاعدة التفسير الضيؽ ال تعني ّ‬
‫‪ -‬رابعا ‪ :‬قاعدة التفسير الضيؽ ال تعني البعد عف مقصد المشرع فعندما يرد بالنص الحديث عف الثمب‬
‫كبطرقة اإلشيار بكاسطة الصحافة ‪ ،‬كاف المنطمؽ ىك الصحافة المكتكبة ثـ تطكرت الطرؽ لتشمؿ اإلذاعة‬
‫كالتمفزة كاألنترنات ‪ ،‬فمقصد المشرع ىك اإلشيار‪" .‬قاعدة شرعية الجرائـ كالعقكبات تقتضي أف ال يعتمد القاضي‬
‫الجزائي في تفسير النص عمى حرفيتو بؿ ينبغي لو أف يبحث عف مقاصد الشارع كعمى الغرض الذم يرمي إليو‬
‫‪6‬‬
‫مف التجريـ‬
‫تسرب خطأ كاضح‬
‫‪ -‬خامسا ‪ :‬قاعدة التفسير الضيؽ ال تمنع القاضي مف الرجكع إلى مقصد المشرع عند ّ‬
‫بالنص‪.‬‬
‫‪ )7‬تطبيق القاعدة الجزائية في المكان‬
‫مس بالقكاعد التي تنظـ‬
‫كؿ ّ‬‫أف ّ‬ ‫ال تعتبر الدكلة ذات سيادة إالّ إذا كانت قكانينيا نافذة عمى كامؿ ترابيا كما ّ‬
‫عالقات األفراد فيما بينيـ كعالقتيـ بالدكلة تنسحب عمى ك ّؿ مف تكاجد بأراضييا ‪ ،‬فالقانكف الجزائي ذك إرتباط‬
‫مجرما داخؿ مجاؿ‬
‫كثيؽ بمفيكمي النظاـ العاـ كالسيادة لذلؾ كجب سحب أحكامو عمى كؿ شخص يأتي فعال ّ‬
‫لكف ىذا ال يعني‬
‫بغض النظر عف جنسيتو كىك ما يعرؼ بمبدإ إقميمية القانكف الجزائي ّ‬‫ممارسة الدكلة سيادتيا ّ‬
‫المس خارج اإلقميـ بمصالح البالد أك مصالح مكاطنييا ‪.‬‬
‫التقيد بو كتجاىؿ ّ‬
‫ّ‬
‫‪ )8‬مبدأ إقميمية القانون الجزائي‬
‫مفيوم االقميم‬
‫تمارس الدكلة سيادتيا داخؿ الرقعة الجغرافية المعترؼ بيا دكليا كك ّؿ جريمة ترتكب داخؿ إقميميا كميما كانت‬
‫كتمتد سيادة الدكلة التكنسية عمى كامؿ التراب التكنسي الذم‬
‫ّ‬ ‫جنسية مرتكبيا تخضع مبدئيا لقانكنيا الجزائي‬
‫يحده شماال كشرقا البحر األبيض المتكسط كجنكبا الجماىرية الميبية كغربا الجميكرية الجزائرية كما تمتد ىذه‬
‫ّ‬
‫أما‬
‫السيادة لمجزر التابعة لمجميكرية التكنسية كميما كاف حجميا أك كانت مساحتيا أك تكاجد سكاف قاريف بيا ّ‬
‫فإف سيادة البالد تشمؿ شكاطئيا كالمياه اإلقميمية أم الجزء مف البحر الكاقع عمى بعد ستة أمياؿ مف‬‫بح ار ّ‬
‫يعد‬
‫الشكاطئ أم حكالي تسعة كيمكمترات كستمائة كأربعة كخمسيف مت ار داخؿ البحر بآستثناء خميج تكنس الذم ّ‬
‫تمتد إلى بعد إثني عشر ميال مف‬
‫أما بالنسبة لمصيد البحرم فإف المياه اإلقميمية ّ‬
‫بأكممو تابعا لممياه اإلقميمية ّ‬
‫تـ تحديد المياه اإلقميمية بمكجب المؤرخ في ‪30‬‬ ‫الشكاطئ أم ما يزيد بقميؿ عمى التسعة عشر كيمكمت ار كقد ّ‬
‫أف مفيكـ الحدكد الجكية الخاضعة لسيادة الدكلة ىك ك ّؿ ما يعمك الحدكد البرية‬
‫ديسمبر ‪ 1963‬في حيف ّ‬
‫كالبحرية السابؽ اإلشارة إلييا ك ال تخرج عنيا إالّ طبقات الجك العمكم كلعؿ المقصكد بذلؾ ما خرج عف‬

‫‪ - 6‬رغ ج ‪ 1477‬ف‪ ْ 87/4/27 ٟ‬ص‪ٚ 17‬ف‪ٔ ٟ‬فؾ اإلرجبٖ ‪ 10087‬ف‪ ْ 86/2/19 ٟ‬ص ‪369‬‬
‫‪5‬‬
‫مجاؿ الطيراف المدني كال يمكف مشاىدتو بالعيف المجردة كقد تضمنت اإلتفاقية الدكلية المؤرخة في ‪ 27‬جانفي‬
‫‪ 1967‬كالمصادؽ عمييا مف طرؼ الحككمة التكنسية ىذا التحديد‪.‬‬
‫لكف مفيكـ اإلقميـ كآنسحاب القانكف الجزائي الداخمي عمى الجرائـ المرتكبة بو يعرؼ تكسعا الغاية منو إمتداد‬
‫ّ‬
‫سيادة الدكلة ألماكف " تكاجد عمميا " كمف ذلؾ مباني سفاراتيا كممثمياتيا الديبمكماسية زيادة عمى السفف الرافعة‬
‫لمراية التكنسية أك المسجمة بتكنس فقد تضمف الفصؿ األكؿ مف المجمة التأديبية كالجزائية البحرية الصادرة‬
‫بمكجب القانكف عدد ‪ 28‬المؤرخ في ‪ 30‬مارس ‪ّ 1977‬أنو" يخضع ألحكاـ ىذه المجمة جميع األشخاص ميما‬
‫أما‬
‫كانت جنسيتيـ الذيف يكجدكف عمى متف كؿ سفينة تكنسية تمسؾ دفت ار لمطاقـ بآستثناء السفف الحربية ‪ّ "....‬‬
‫مجمة التنظيـ اإلدارم لممالحة البحرية الصادرة بمكجب القانكف عدد ‪ 59‬المؤرخ في ‪ 11‬جكاف‪ 1976‬فقد تضمف‬
‫‪7‬‬
‫كتككف المخالفات‬ ‫أف ىذا القانكف ينسحب عمى السفف الحاممة لمجنسية التكنسية أك التي إكتسبتيا‬
‫فصميا األكؿ ّ‬
‫جرت إليو كذلؾ حسب منطكؽ الفصؿ‬ ‫ليذا القانكف مف أنظار محكمة الميناء الذم سجمت بو اؿ سفينة أك التي ّ‬
‫‪ 14‬مف مجمة الطيراف المدني الصادرة‬
‫أما في مجاؿ الطيراف المدني فقد تضمف الفصؿ‬
‫‪ 72‬مف المجمة ‪ّ ،‬‬
‫بمكجب القانكف عدد ‪ 58‬المؤرخ في ‪ 29‬جكاف ‪ 1999‬نفس المبدأ إذ تضمف التنصيص عمى إختصاص المحاكـ‬
‫التكنسية "بالنظر في الجرائـ التي ترتكب عمى متف الطائرات المسجمة بالبالد التكنسية"‪. 8‬‬
‫كسكاء كاف اإلقميـ فعميا أك إعتباريا فيك المعتمد بج ّؿ بمداف العالـ كبالدكؿ المستقمة ذات السيادة إالّ أنو يعرؼ‬
‫بعض اإلستثناءات حماية لمعالقات الديبمكماسية كتكريسا لعرؼ دكلي أخذ فيما بعد مرتبة اإلتفاقية الدكلية‪.‬‬
‫الحصانة الديبموماسية‬
‫‪9‬‬
‫كسحبتيا عمى ممثمي البعثات االرسمية األجنبية كمكظفي السفارات‬ ‫كرستيا إتفاقية فيانا لمعالقات الديبمكماسية‬
‫كالقنصميات كالمستخدميف كعائالت أعكاف السمؾ الديبمكماسي كتمتد ىذه الحصانة لمقر البعثة ككذلؾ لمنزؿ‬
‫‪10‬‬
‫لكف الحصانة الديبمكماسية ال تعني خركج كؿ ما يرتكب عمى العضك الديبمكماسي أك القنصمي‬ ‫الديبمكماسي‬
‫تخص إال األفعاؿ المجرمة‬
‫ّ‬ ‫أك عمى مرافقيو مف جرائـ عف دائرة القانكف الجزائي الداخمي ‪ ،‬فالحماية الدكلية ال‬
‫كك ّؿ ىذا ال‬ ‫تمتد لممقرات لكنيا ال تخرج عف إطار إقميـ البالد‬
‫أف الحماية ّ‬ ‫التي يأتييا المتمتع بالحصانة كما ّ‬
‫يعني كجكب اإلبقاء عمى نفس الممثؿ الديبمكماسي أك القنصمي رغـ ما يأتيو مف جرائـ بالبمد المضيؼ إذ يمكف‬
‫كما يمكف أف يقع تتبعو مف‬ ‫‪11‬‬
‫طمب ترحيمو مف طرؼ الحككمة بآعتباره قد أصبح شخصا غير مرغكب فيو "‬
‫‪12‬‬
‫‪.‬‬ ‫طرؼ سمطات بالده‬

‫‪ - 7‬اٌفظً األ‪ٚ‬ي ‪٠‬شض اٌـفٓ اٌّظٕ‪ٛ‬ػخ ثز‪ٔٛ‬ؾ أ‪ ٚ‬اٌـفٓ اٌغبعلخ ػٍ‪ ٝ‬اٌـ‪ٛ‬ادً أ‪ ٚ‬إٌّزؼػخ ِٓ اٌؼض‪ ٚ‬أِب اٌفظً اٌثبٔ‪ ٟ‬ف‪١‬شزغؽ إلوزـبة اٌجٕـ‪١‬خ اٌز‪ٔٛ‬ـ‪١‬خ ٍِى‪١‬ز‪ٙ‬ب‬
‫ٌز‪ٔٛ‬ـ‪ ٟ‬ثٕـجخ ‪ 51‬ثبٌّبئخ ‪ٚ‬أْ ‪٠‬ى‪ٕ١ِ ْٛ‬بء إٔزّبئ‪ٙ‬ب ثبٌجالص اٌز‪ٔٛ‬ـ‪١‬خ‬
‫‪ "- 8‬وّب رشزض ثبٌٕظغ ف‪ ٟ‬وً جغ‪ّ٠‬خ إعرىجذ ػٍ‪ِ ٝ‬زٓ ؽبئغح غ‪١‬غ ِـجٍخ ثبٌجالص اٌز‪ٔٛ‬ـ‪١‬خ إطا وبْ ِغرىج‪ٙ‬ب أ‪ ٚ‬اٌّزؼغع ِٕ‪ٙ‬ب ر‪ٔٛ‬ـ‪١‬ب أ‪ٔ ٚ‬ؼٌذ اٌطبئغح ثبٌجالص اٌز‪ٔٛ‬ـ‪١‬خ‬
‫إثغ إعرىبة اٌجغ‪ّ٠‬خ أ‪ ٚ‬وبْ ِـزغً اٌطبئغح ِىزغ‪٠‬ب ٌ‪ٙ‬ب ثض‪ ْٚ‬ؽبلُ ‪ٚ‬وبْ ‪٠‬م‪ ُ١‬ثز‪ٔٛ‬ؾ أ‪ ٚ‬وبْ اٌمظض رذ‪ٚ ً٠ٛ‬ج‪ٙ‬خ اٌطبئغح ‪ٚ‬وبْ ِغرىت اٌفؼٍخ أ‪ ٚ‬أدض اٌّشبعو‪ِٛ ٓ١‬ج‪ٛ‬صا‬
‫ثبٌجالص اٌز‪ٔٛ‬ـ‪١‬خ ف‪ ٟ‬د‪ ٓ١‬رى‪ِ ْٛ‬ذبوُ ِىبْ إٌؼ‪ٚ‬ي ِشزظخ ف‪ ٟ‬ط‪ٛ‬عح اٌززجغ ػٕض إٌؼ‪ٚ‬ي أ‪ِ ٚ‬ذبوُ ااإل‪٠‬مبف إطا أٌم‪ ٟ‬اٌمجغ ػٍ‪ ٝ‬اٌجبٔ‪ ٟ‬ثبٌجالص اٌز‪ٔٛ‬ـ‪١‬خ‬
‫‪ - 9‬اٌّؤعسخ ف‪ 18 ٟ‬أفغ‪ 1961 ً٠‬ث ُّ إرفبل‪١‬خ ف‪١‬بٔب وظٌه ٌٍؼاللبد اٌمٕظٍ‪١‬خ اٌّؤعسخ ف‪١ٔ 24 ٟ‬ـبْ –أفغ‪)1963 ً٠‬‬
‫‪ - 10‬اٌّبصح ‪ ِٓ 22‬إرفبل‪١‬خ ف‪١‬بٔب رزؼّٓ ِب ‪ -1 : ٍٟ٠‬رى‪ ْٛ‬دغِخ صاع اٌجؼثخ ِظ‪ٔٛ‬خ ‪ٚ‬ال ‪٠‬ج‪ٛ‬ػ ٌّؤِ‪ٛ‬ع‪ ٞ‬اٌض‪ٌٚ‬خ اٌّؼزّض ٌض‪ٙ٠‬ب صس‪ٌٙٛ‬ب إالّ ثغػب عئ‪١‬ؾ اٌجؼثخ ‪٠-2‬زغرت ػٍ‪ٝ‬‬
‫اٌض‪ٌٚ‬خ اٌّؼزّض ٌض‪ٙ٠‬ب إٌزؼاَ سبص ثآرشبط جّ‪١‬غ اٌزضاث‪١‬غ إٌّبؿجخ ٌذّب‪٠‬خ صاع اٌجؼثخ ِٓ أ‪ ّٞ‬إلزذبَ أ‪ ٚ‬ػغع ‪ِٕٚ‬غ أ‪ ٞ‬إسالي ثؤِٓ اٌجؼثخ أ‪ِ ٚ‬ـبؽ ثىغاِز‪ٙ‬ب ‪ -3‬رؼف‪ ٝ‬صاع‬
‫اٌجؼثخ ‪ٚ‬أثبث‪ٙ‬ب ‪ٚ‬أِ‪ٛ‬اٌ‪ٙ‬ب األسغ‪ ٜ‬اٌّ‪ٛ‬ج‪ٛ‬صح ف‪ٙ١‬ب ‪ٚٚ‬ؿبئً إٌمً اٌزبثؼخ ٌ‪ٙ‬ب ِٓ إجغاءاد اٌزفز‪١‬ش أ‪ ٚ‬اإلؿز‪١‬الء أ‪ ٚ‬اٌذجؼأ‪ ٚ‬اٌزٕف‪١‬ظ‬
‫‪ - 11‬اٌّبصح ‪ ِٓ 23‬إرفبل‪١‬خ ف‪١‬بٔب ٌٍؼاللبد اٌمٕظٍ‪١‬خ "‬
‫‪ - 12‬اٌّبصح ‪ 31‬عاثؼب ِٓ اإلرفبل‪١‬خ‬
‫‪6‬‬
‫‪14‬‬ ‫‪13‬‬
‫أك اؿقضائية ىـ ليسكا مف اإلستثناءات المطمقة لمبدأ اإلقميمية إذ المقصكد‬ ‫أك اؿبرلمانية‬ ‫الحصانة الرئاسية‬
‫بيذيف الصنفيف إستبعاد التتبع مؤقتا إلى حيف نظر المجمس األعمى لمقضاء أك لجنة الحصانة بمجمس النكاب أك‬
‫انتياء مدة الرئاسة كيمكف أف ترفع الحصانة فيقع التتبع كما يمكف أف يرفض المجمس رفعيا فيحكؿ ذلؾ دكف‬
‫‪15‬‬
‫نص عمييا الدستكر إذ يتمتع بمقتضاىا‬‫أما الحصانة الحقيقية التي يستبعد فييا مبدأ اإلقميمية فيي التي ّ‬
‫ّ‬ ‫التتبع‬
‫رئيس الجميكرية بالحصانة طكاؿ مدة مباشرتو لميامو ككذلؾ بعدىا بالنسبة إلى األفعاؿ التي قاـ بيا بمناسبة‬
‫مباشرتو لميامو كىي حصانة مطمقة الغاية منيا جعؿ رئيس الجميكرية بعيدا عف ك ّؿ التتبعات العدلية عند‬
‫مباشرتو لميامو كفي حدكدىا كىي ضمانة ألعمى ىرـ السمطة حتى يقع البعد عف ردكد الفعؿ السياسية بعد‬
‫إنتياء مياـ رئيس الدكلة شرط أف يككف ما أتاه في نطاؽ ميامو العميا أكبمناسبتيا ‪.‬‬
‫الجرائم المرتكبة في الخارج‪:‬‬
‫ىي إستثناء يمكف بمكجبو تتبع مف يرتكب فعمتو المجرمة خارج إقميـ البالد كالمس مف سمعتيا أك مصالحيا أك‬
‫مكاطنييا لذلؾ كاف لزاما إيجاد نصكص حمائية الغاية منيا سحب القانكف الجزائي الداخمي عمى بعض الجرائـ‬
‫المرتكبة خارج إقميـ البالد سكاء مست مف مصالح عضكية لمبالد أك ألحقت أض ار ار بمكاطنييا أك كاف مرتكبيا‬
‫تكنسيا أراد التحصف ببالده لغاية تجنب التتبعات ‪.‬‬
‫مبدأ الشخصية‬
‫التكنسي الذم يرتكب جناية أك جنحة كيرجع إلى البالد التكنسية يصبح مح ّؿ تتبع مف أجميا طبؽ القانكف‬
‫حددتيا مجمة اإلجراءات الجزائية كىي ‪:‬‬
‫الجزائي التكنسي تحت شركط ّ‬
‫‪ -‬أف تككف الجريمة مف قبيؿ الجناية أك الجنحة كيستثنى مف ذلؾ المخالفات بآعتبارىا مف الجرائـ البسيطة‬
‫التي ال تنـ عف حالة خطرة‪.‬‬
‫المشرع أف تأخذ الفعمة نفس‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬أف تككف الفعمة مجرمة بالبالد التي إرتكبت فييا ك بتكنس كال يشترط‬
‫الكصؼ بالبمديف إذ يمكف أف تككف معتبرة مف قبيؿ الجنحة في أحد البمديف كمف قبيؿ الجناية في البمد اآلخر‬
‫فالعبرة بالتجريـ المزدكج حسب تشريعنا‬
‫‪ -‬إذا كانت الفعمة غير مجرمة بالبالد األجنبية في حيف كأنيا مف قبيؿ الجنحة أك الجناية ال يجكز التتبع‬
‫مف أجميا كمف ذلؾ أف الفصؿ ‪ 236‬مف ؽ ج يعاقب بالسجف مدة خمسة أعكاـ كبخطية قدرىا خمسمائة دينار‬
‫الحؽ في إيقاؼ التتبع أك إيقاؼ‬
‫ّ‬ ‫زنا الزكج أك الزكجة كيجعؿ التتبع رىيف تشكي القريف المتضرر الذم يبقى لو‬
‫تنفيذ العقاب ‪ ،‬فإف تقدمت الزكجة المتضررة بشكاية لككالة الجميكرية في طمب تتبع زكجيا عدليا إلرتكابو‬
‫فإنو ال يمكف إثارة الدعكل‬
‫جريمة الزنا عند تكاجدىما معا بفرنسا ككاف ذلؾ مع إمرأة تكنسية حمّت بدكرىا بتكنس ّ‬

‫‪ -13‬اٌفظً ‪ ِٓ 87‬اٌضؿز‪ٛ‬ع‪.‬‬
‫‪ 14‬ـ اٌفظٍ‪ 68 ٓ١‬دظبٔخ ِطٍمخ ػٓ اػّبٌٗ إٌ‪١‬بث‪١‬خ ‪ٚ‬اٌفظً ‪ 69‬دظبٔخ ِؤلزخ ػٓ اػّبٌٗ اٌؼبص‪٠‬خ ‪ّ٠‬ىٓ عفؼ‪ٙ‬ب‪.‬‬
‫‪ - 15‬أٔظغ اٌفظً ‪ ِٓ 104‬اٌضؿز‪ٛ‬ع ‪ٚ‬وظٌه اٌمبٔ‪ ْٛ‬ػضص‪ 29‬اٌّؤعر ف‪ 14 ٟ‬ج‪١ٍ٠ٛ‬خ ‪ 1967‬اٌّزؼٍك ثزٕظ‪ ُ١‬اٌمؼبء‬
‫‪7‬‬
‫‪ 1975‬كتبعا لذلؾ ال كجكد‬ ‫يجرـ الزنا منذ‬
‫أف القانكف الفرنسي لـ يعد ّ‬
‫العمكمية ضد الزكج الخائف كشريكتو إذ ّ‬
‫إلزدكاجية التجريـ‪.‬‬
‫كتككف جناية أك جنحة بالبالد التي إقترفت فييا ككذلؾ بالبالد التكنسية‬
‫‪ -‬إذا كانت الفعمة مرتكبة بالخارج ّ‬
‫لكف المتيـ أثبت ّأنو كاف مح ّؿ تتبع مف أجميا ببالد اإلقامة بالخارج كحكـ ببراءتو كأصبح الحكـ باتا فإنو ال‬
‫ّ‬
‫يجكز تتبعو بتكنس إلتصاؿ القضاء بالمكضكع‪.‬‬
‫كتككف جناية أك جنحة بالبالد التي إقترفت فييا ككذلؾ بالبالد التكنسية‬
‫‪ -‬إذا كانت الفعمة مرتكبة بالخارج ّ‬
‫كقضى العقاب المحككـ بو ال‬‫لكف المتيـ أثبت ّأنو كاف مح ّؿ تتبع مف أجميا ببالد اإلقامة بالخارج كحكـ بإدانتو ّ‬
‫ّ‬
‫يجكز كذلؾ تتبعو بتكنس ‪.‬‬
‫كتككف جناية أك جنحة بالبالد التي إقترفت فييا ككذلؾ بالبالد التكنسية‬‫‪ -‬إذا كانت الفعمة مرتكبة بالخارج ّ‬
‫لكف المتيـ أثبت ّأنو كاف مح ّؿ تتبع مف أجميا ببالد اإلقامة بالخارج كحكـ بإدانتو لكنو تمتّع بالعفك فإنو ال يجكز‬
‫ّ‬
‫تتبعو بتكنس‬
‫كتككف جناية أك جنحة بالبالد التي إقترفت فييا ككذلؾ بالبالد التكنسية‬
‫‪ -‬إذا كانت الفعمة مرتكبة بالخارج ّ‬
‫لكف المتيـ أثبت ّأنو كاف مح ّؿ تتبع مف أجميا ببالد اإلقامة بالخارج كحكـ بإدانتو لكف العقاب سقط بمركر الزمف‬
‫ّ‬
‫فإنو ال يجكز تتبعو بتكنس ‪.‬‬
‫كتككف جناية أك جنحة بالبالد التي إقترفت فييا ككذلؾ بالبالد التكنسية‬
‫‪ -‬إذا كانت الفعمة مرتكبة بالخارج ّ‬
‫لكف المتيـ تم ّكف مف الفرار مف السجف أك كضع تحت اإلختبار القضائي أك تمتع بالسراح المؤقت في إنتظار‬ ‫ّ‬
‫محاكمتو لكنو تم ّكف مف الرجكع إلى البالد التكنسية فإنو يقع تتبعو مف أجؿ تمؾ الفعمة طبؽ القانكف التكنسي ما‬
‫داـ ما إرتكبو يش ّكؿ جناية أك جنحة بالبمديف كلـ يتصؿ القضاء بالمكضكع‪.‬‬
‫أف التكنسي الذم يرتكب جريمة بالخارج ال يككف في مأمف مف التتبعات بتكنس إالّ تحت‬
‫كيتضح مف ىذا ّ‬
‫محؿ عفك أك دخمت‬
‫أف تمؾ الفعمة كانت ّ‬‫تجنب العقاب مف أجؿ الفعمة مرتيف أك ّ‬
‫شركط معينة كخاصة منيا ّ‬
‫تضمف الفصؿ ‪ 305‬مف ـ إج ىذه األحكاـ " يمكف تتبع كمحاكمة المكاطف التكنسي مف طرؼ‬ ‫ّ‬ ‫مرحمة النسياف كقد‬
‫أف‬
‫تبيف ّ‬
‫المحاكـ التكنسية إذا إرتكب خارج تراب الجميكرية جناية أك جنحة يعاقب عمييا القانكف التكنسي إالّ إذا ّ‬
‫قانكف البالد المرتكبة بيا الجريمة ال يعاقب عمييا أك أثبت المتيـ أنو سبؽ إتصاؿ القضاء بيا نيائيا في الخارج‬
‫أف ىذا العقاب سقط بمركر الزمف أك‬
‫قضى العقاب المحككـ بو عميو أك ّ‬‫كفي صكرة الحكـ عميو بالعقاب ّأنو ّ‬
‫تضمف كذلؾ إمكانية تتبع كمحاكمة األجنبي المرتكب لجريمة بالخارج كالذم بعد‬
‫ّ‬ ‫لكف ىذا الفصؿ‬
‫شممو العفك " ّ‬
‫‪16‬‬
‫إتياف األفعاؿ المجرمة يكتسب الجنسية التكنسية‬
‫لكف‬
‫تمؾ جممة األحكاـ المتصمة بمبدأ الشخصية اإليجابية كىي تيدؼ باألساس لمتصدم لمجريمة كتحقيؽ العدالة ّ‬
‫بأف العديد مف التكنسييف يتضرركف مف جرائـ ترتكب عمييـ بالخارج كال تسمع شككاىـ أحيانا لذلؾ‬
‫المشرع أدرؾ ّ‬
‫ّ‬

‫‪ٚ - 16‬رٕطجك أدىبَ اٌفمغح اٌّزمضِخ ػٍ‪ ٝ‬اٌفبػً اٌظ‪٠ ٌُ ٞ‬ىزـت طفخ اٌّ‪ٛ‬اؽٓ اٌز‪ٔٛ‬ـ‪ ٟ‬إالّ ثؼض ربع‪٠‬ز إعرىبثٗ ٌألفؼبي إٌّـ‪ٛ‬ثخ إٌ‪. ٗ١‬‬

‫‪8‬‬
‫كاف تدخمو بمكجب القانكف عدد ‪ 113‬المؤرخ في ‪ 22‬نكفمبر ‪ 1993‬إلرساء مبدأ الشخصية السمبية كذلؾ‬
‫بإضافة الفصؿ ‪ 307‬مكرر لمجمة اإلجراءات الجزائية اآلتي نصو " ك ّؿ مف إرتكب خارج التراب التكنسي سكاء‬
‫بكصفو فاعال أصميا أك شريكا جناية أك جنحة ‪ ،‬يمكف تتبعو كمحاكمتو مف قبؿ المحاكـ التكنسية إذا كاف‬
‫المتضرر تكنسي الجنسية ‪ .‬كال يجكز التتبع إالّ بطمب مف النيابة العمكمية بناء عمى شكاية مف المتضرر أك مف‬
‫كرثتو ‪ .‬كال يجكز إجراء التتبع إذا أثبت المتيـ أنو حكـ عميو نيائيا بالخارج كفي صكرة الحكـ عميو بالعقاب أنو‬
‫تـ التأسيس لحماية‬‫النص ّ‬
‫ّ‬ ‫قضى العقاب المحككـ بو عميو أك سقط بمركر الزمف أك شممو العفك " كبمقتضى ىذا‬
‫ّ‬
‫حؽ التظمّـ كأككؿ لمنيابة العمكمية إثارة‬
‫المشرع ّقيد ّ‬
‫ّ‬ ‫لكف‬
‫التكنسي مف الجرائـ التي يمكف أف تستيدفو بالخارج ّ‬
‫‪ 30‬مف ـ إج لكف‬ ‫التتبع بناء عمى شكاية المتضرر تاركا المجاؿ مفتكحا " إلجتياد النيابة " في نطاؽ الفصؿ‬
‫اإلشكاؿ الكحيد الذم يطرحو ىذا الفصؿ ىك معرفة مدل إنسحابو عمى المتضرر األجنبي الذم يكتسب صفة‬
‫المكاطنة بعد تعرضو لإلعتداء بالخارج كمف طرؼ أجنبي كلع ّؿ اإلجابة تبقى رىينة تقدير السمطات التكنسية ك"‬
‫إجتياد النيابة العمكمية ‪.‬‬
‫مبدأ " العينية " أو الصالحية الذاتية‬
‫تضمف الفصؿ ‪ 307‬مف ـ إج إنسحاب القانكف الجزائي التكنسي عمى ك ّؿ أجنبي يرتكب خارج تراب الجميكرية‬ ‫ّ‬
‫تمس مف أمف الدكلة أك يقمّد طابع الدكلة أك العممة الكطنية الرائجة " ك ّؿ أجنبي يرتكب خارج تراب‬
‫أعماال ّ‬
‫الجميكرية سكاء بكصفو فاعال أصميا أك مشاركا جناية أك جنحة مف شأنيا النيؿ مف أمف الدكلة أك يقكـ بتقميد‬
‫طابع الدكلة أك بتدليس العممة الكطنية الرائجة يمكف تتبعو ك محاكمتو طبؽ أحكاـ القكانيف التكنسية إذا ألقي عميو‬
‫أف‬
‫م بالحماية إذ ّ‬
‫الحؽ الحر ّ‬
‫ّ‬ ‫القبض بالجميكرية التكنسية أك تحصمت الحككمة عمى تسميمو " فالعبرة بأىمية‬
‫المس مف أمف البالد أك رمز كيانو أك إقتصاده يجعؿ الخطر كبي ار كيفرض التصدم لذلؾ بإعماؿ قكاعد السيادة‬
‫ّ‬
‫لكف شرط أف يقع التكصؿ لضبط الجاني بتراب الجميكرية أك تتظافر الجيكد الدكلية كآليات التعامؿ الدكلي‬
‫لمتكصؿ بتسممو قصد محاكمتو طبؽ القانكف التكنسي ‪.‬‬
‫مبدأ اإلختصاص العالمي أو مبدأ العالمية‬
‫تطكر إذ تضمنت بعض اإلتفاقيات الدكلية حؽ تتبع كمحاكمة مرتكبي جرائـ المخدرات أك‬ ‫يبدك ىذا المبدأ في ّ‬
‫تدليس العممة أك اإلتجار باألشخاص بالدكلة الكاقع إلقاء القبض عمييـ فييا كذلؾ نظ ار لطبيعة مثؿ ىذه‬
‫أف عديد‬
‫الجرائـ العبر قارية كتجاكز نطاؽ إرتكابيا إقميـ البمد الكاحد ككجكد عصابات مييكمة كمنظمة عمى ّ‬
‫الدكؿ تمجأ إلى إجراءات التسميـ لغاية تتبع كمحاكمة مرتكبي مثؿ ىذه األفعاؿ بمكاف تحقيؽ ركف مف أركاف‬
‫الجريمة بإقميميا‪.‬‬
‫الركن المادي لمجريمة‬ ‫‪)9‬‬
‫ىك إتياف عمؿ مخالؼ لمقانكف أم القياـ بفعؿ يجرمو القانكف إذ ال يمكف مبدئيا تجريـ مجرد النكايا لصعكبة‬
‫ال تككف الجريمة إالّ بكجكد عمؿ أك‬ ‫الكقكؼ عمييا مف جية كتجنب التخميف كلما ال التعسؼ في التجريـ ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫تجنبا لمؤاخذة األشخاص مف أجؿ نكاياىـ زيادة عمى‬
‫مجسـ ماديا كىك شرط ضركرم لمتجريـ ّ‬
‫ّ‬ ‫سمكؾ خارجي‬
‫الصعكبة العممية في الكقكؼ عمى خبايا النفس كمدل تأثيرىا عمى أمف ك سالمة المجتمع ‪ ،‬فالقانكف الجزائي ال‬
‫ينطبؽ إالّ عمى ما تجسـ بفعؿ خارجي أك ترؾ أك إمتناع مالحظ كمممكس‪.‬‬
‫‪ )10‬العالقة السببية‬
‫يجب أف تقكـ الجريمة بكامؿ أركانيا مع إسناد الفعمة لممعني عبر ما يعرؼ بالعالقة السببية‪ ،‬أم تكضيح العالقة‬
‫‪17‬‬
‫فالفعؿ المادم الكاقع إتيانو قصدا أك خطأ يجب يرتبط بالنتيجة كبذلؾ‬ ‫السببية بيف الفعؿ أك السمكؾ كالنتيجة‬
‫تصكره يجعؿ‬
‫لكنو يحدث أحيانا تداخؿ عنصر لـ يكف في حسباف الجاني أك ّ‬ ‫يمكف التصريح بإدانة الجاني ّ‬
‫النتيجة تتحقؽ بكيفية أخرل غير التي أرادىا أك يترتّب عف خطأ الجاني ما يتجاكز كاقعا النتيجة الممكف تحققيا‬
‫تصكره في الجرائـ الشكمية أك ما يعرؼ بجرائـ الخطر مثؿ تزييؼ‬
‫عادة ‪.‬كالبحث عف العالقة السببية ال يمكف ّ‬
‫ألف النتيجة ليست معتبرة بؿ تثار ىذه المسألة في الجرائـ المادية أم في جرائـ النتيجة ككذلؾ‬
‫العممة أك غيرىا ّ‬
‫في الجرائـ غير القصدية أك جرائـ الخطأ ‪.‬‬
‫نظرية تعادل األسباب‬
‫يشترط في ظ ّؿ ىذه النظرية أف يككف الجاني قد أتى فعال أك سمككا كاف سببا في تحقيؽ الركف المادم لمجريمة‬
‫كاذا ط أر عامؿ آخر كاف سببا في تفاقـ النتيجة فإنو ال يؤخذ بعيف اإلعتبار كال عبرة بما ط أر بعد تحقيؽ الركف‬
‫لكف المجني عميو يقتصر عمى‬ ‫أف الجاني الذم يعمد إلى إصابة خصمو بكاسطة سالح أبيض ّ‬ ‫المادم كمف ذلؾ ّ‬
‫إستعماؿ طرؽ عالجية بدائية إليقاؼ النزيؼ فحسب فتتع ّكر حالتو كيفارؽ الحياة متأث ار بتمؾ اإلصابة نتيجة‬
‫فإف الجاني يساءؿ عف النتيجة التي تحققت كىي المكت ‪.‬‬
‫تقصيره ّ‬
‫نظرية السبب المالئم‬
‫ال تساكم ىذه النظرية بيف ك ّؿ العكامؿ المتداخمة في تحقيؽ النتيجة بؿ تبحث عف السبب األكثر إحتماال لتحقيؽ‬
‫مثؿ ىذه النتيجة كيقع التفريؽ لدل دعاة ىذه النظرية إلى كجكب التفريؽ بيف العكامؿ المألكفة كغير المألكفة كمف‬
‫ذلؾ تعتبر األسباب المتداخمة مألكفة إذا إرتكب الجاني فعمتو بأف أطمؽ النار عمى غريمو أك أصابو بجرح عمى‬
‫أف‬
‫مستكل البطف ترتّب عنو نزيؼ دمكم كبنقمو إلى المستشفى لـ يقع العثكر عمى الكمية الكافية مف الدـ ‪ ،‬أك ّ‬
‫الطبيب الجراح قد أصاب أثناء العممية عضكا حساسا مف بدف الجريح كاف كراء كفاتو ‪ ،‬كفي ىذه الصكرة يؤاخذ‬
‫أف خطأ الجراح أك النقص في فصيمة الدـ مف األمكر‬
‫المعتدم مف أجؿ النتيجة التي تحققت كىي المكت إذ ّ‬
‫تـ‬
‫أف الجاني الذم يصيب خصمو بمكمة أفقدتو كعيو كبنقمو لممستشفى ّ‬
‫المألكفة أك المحتمؿ حدكثيا في حيف ك ّ‬
‫لكف حريقا مفاجئا يشب بالمستشفى كييمؾ‬
‫اإلحتفاظ بالمعني تحت الرقابة الطبية لمتأكد مف خطكرة اإلصابة ّ‬
‫تصكر حدكث الحريؽ كفي‬
‫فإنو ال يمكف إعتبار الرابطة السببية بيف اإلعتداء كالمكت لعدـ ّ‬
‫عمى إثره الجريح ّ‬
‫ظرفي الزماف كالمكاف ‪.‬‬

‫‪ - 17‬رغ ج ػضص‪ 1787‬اٌظبصع ف‪ِ 15 ٟ‬بعؽ ‪ 1978‬إٌشغ‪٠‬خ ص ‪105‬‬


‫‪10‬‬
‫نظرية السبب المباشر والفعال‬
‫أف الشخص الذم يصيب خصمو بطعنة مكسى لـ‬ ‫تعتمد ىذه النظرية السبب المؤدم مباشرة لمنتيجة النيائية ‪ ،‬إذ ّ‬
‫المختص في التبنيج كحقف المصاب كمية‬
‫ّ‬ ‫تكف خطيرة عمى حياتو ال يمكف إعتباره المتسبب في المكت إف أخطأ‬
‫ال تتماشى مع سكابقو المرضية بآعتباره يشتكي مف مرض السكرم ‪ ،‬فخطأ ىذا األخير ىك السبب المباشر كال‬
‫األكؿ تبعة أخطاء غيره ممف تاله ‪ ،‬كمف مزايا ىذه النظرية ّأنيا تأخذ في الحسباف العامؿ‬
‫يمكف تحميؿ المعتدم ّ‬
‫أف تحميؿ‬ ‫يردىا بعضيـ قكال ك ّ‬
‫لكف ىذه المزية ّ‬
‫كتدخؿ العامؿ المباشر كالفكرم الذم كاف كراء النتيجة ّ‬
‫الزمني ّ‬
‫رده بناء عمى عمؿ النيابة‬
‫لكف ىذا يمكف ّ‬
‫األكؿ في مأمف ‪ّ ،‬‬ ‫المتدخؿ األخير كحده المسؤكلية يجعؿ الجاني ّ‬
‫لكؿ متدخؿ مف خطأ‪.‬‬
‫العمكمية كمحاكـ المكضكع إذ يمكف التتبع في حدكد ما ينسب ّ‬
‫موقف فقو القضاء‬
‫أف "‬
‫يبدك مكقؼ محكمة التعقيب التكنسية كاضحا إلعتمادىا في عديد الق اررات نظرية تعادؿ األسباب كمف ذلؾ ّ‬
‫إىماؿ الضحية لنفسو كاىماؿ مف أشرفكا عمى عالجو لو ال ينفي مسؤكلية الجاني جزائيا طالما كاف خطؤه قد‬
‫‪18‬‬
‫أف ما يط أر الحقا‬
‫كما ّ‬ ‫ساىـ في إحداث النتيجة التي كقعت ما لـ يكف يقصد مف كرائو تعكير مكقؼ المتيـ "‬
‫كمف شأنو تعكير الحالة كتغيير النتيجة يمكف أخذه بعيف اإلعتبار في كصؼ الجريمة المنسكب إرتكابيا لمجاني‬
‫كذاؾ ما ذىبت إليو محكمة التعقيب قكال ّأنو " إذا أحيؿ المتيـ عمى المحاكمة مف أجؿ الجرح عمى كجو الخطأ‬
‫تغير الكصؼ كآعتبار‬
‫المتضرر متأث ار بجراحو كبسبب المعالجة التي تمقاىا جاز لمنيابة العمكمية أف ّ‬
‫ّ‬ ‫ثـ تكفى‬
‫ّ‬
‫‪19‬‬
‫كذىبت محكمة‬ ‫القضية في قتؿ عمى كجو الخطأ كالحكـ الصادر بذلؾ إستئنافيا ال يككف خارقا لمقانكف "‬
‫‪20‬‬
‫أف‬
‫التعقيب بدكائرىا المجتمعة في ىذا التكجو بقرارىا المعركؼ " بنزؿ خميج القردة " كمف األسانيد الكاردة بو " ّ‬
‫أف ىذا الفعؿ‬
‫المسؤكلية الجزائية في جريمة القتؿ عمى كجو الخطأ كاف كانت متكلدة عف فعؿ مادم مباشر إالّ ّ‬
‫يمكف أف يككف تتكيجا لعدة أفعاؿ قاـ بيا عدد مف األشخاص إيجابا أك سمبا تظافر مجمكعيا عمى إيجاده فعال‬
‫تسببا كنتج عف كجكده القتؿ خطأ فيككف مرتكب ك ّؿ فعؿ مف تمؾ األفعاؿ سكاء اإليجابية منيا أك السمبية‬
‫أك ّ‬
‫مسؤكال جزائيا عف النتيجة التي حصمت مف مجمكعيا لتسببو بطريؽ مباشر أك غير مباشر في حصكؿ تمؾ‬
‫عما إرتكبو مف خطأ‬
‫كؿ منيـ ّ‬ ‫النتيجة متى تكفرت العالقة السببية بيف األفعاؿ كالنتيجة ‪.....‬كيتّجو مؤاخذة ّ‬
‫ساىـ بطريؽ مباشرة أك غير مباشرة نتيجة لفعؿ قاـ بو أك ترؾ فعؿ كاف يجب أف يقكـ بو "‪ .‬فالسبب مباش ار كاف‬
‫أك غير مباشر يمكف أف يؤدم إلى قياـ المسؤكلية كيكفي أف يتداخؿ عامؿ مف العكامؿ لمتصريح بقياـ‬
‫المسؤكلية ‪.‬‬

‫‪ - 18‬رغ ج ػضص ‪ 10760‬اٌظبصع ف‪ 10 ٟ‬أفغ‪ 1974 ً٠‬إٌشغ‪٠‬خ ص‪114 .‬‬


‫‪ - 19‬رغ ج ػضص‪ 7967‬طبصع ف‪ 12 ٟ‬ؿجزّجغ ‪ 1973‬إٌشغ‪٠‬خ ص‪226‬‬
‫‪ - 20‬لغاع اٌض‪ٚ‬ائغ اٌّجزّؼخ ػضص‪ 4233‬اٌظبصع ف‪ 7 ٟ‬جبٔف‪ 1983 ٟ‬إٌشغ‪٠‬خ ص ‪285‬‬
‫‪11‬‬
‫‪ )11‬الجرائم البسيطة والجرائم المركبة‬
‫تككف الجريمة البسيطة متكفرة األركاف مف مجرد عمؿ يأتيو الجاني مثؿ السرقة التي يتمثؿ ركنيا المادم في‬
‫أف الجريمة المركبة تتطمب لتحقيؽ ركنيا المادم عدة أفعاؿ‬‫إختالس متاع الغير أك كضع اليد عميو في حيف ك ّ‬
‫التحيؿ يمكف أف تدكـ الخزعبالت أياما أك شيك ار ‪ ..‬كتكمف الفائدة مف التمييز في عدة مكاضع‬
‫كمف ذلؾ جريمة ّ‬
‫كمنيا عند تحديد مرجع النظر أك كيفية إحتساب بداية سقكط حؽ التتبع ‪.‬‬
‫‪ )12‬الجرائم الحينية والجرائم المستمرة‬
‫أف بعضيا ال يتطمب تحقيؽ ركنيا المادم سكل لحظات أك‬ ‫تخضع الجرائـ في إرتكابيا لعنصر الزمف عمى ّ‬
‫حي از طكيال مف الزمف لذلؾ عرفت بالجرائـ الحينية كعمى‬
‫كقتا غير ذم أىمية‪ ،‬فالركف المادم ال يتطمب لتحقيقو ّ‬
‫فإف جرائـ أخرل يتكاصؿ ركنيا المادم في الزمف كيشترط لتكفر أركانيا تماديو أكتكرار الفعمة مثؿ‬
‫عكس ذلؾ ّ‬
‫جريمة التزكج عمى خالؼ الصيغ القانكنية ‪ .‬كتكمف الفائدة مف التمييز في عدة مكاضع كمنيا عند تحديد مرجع‬
‫النظر أك كيفية إحتساب بداية سقكط حؽ التتبع‬
‫الجرائم المادية والجرائم الشكمية‬
‫أما في‬
‫تتميز الجرائـ المادية بنتيجتيا ‪ ،‬فجريمة السرقة تتمثؿ في إختالس متاع الغير كحرمانو منو كلك مؤقتا ّ‬
‫ّ‬
‫ينص القانكف عمى عقاب‬‫الجرائـ الشكمية فإنو ال عبرة بالنتيجة بؿ بالفعؿ المادم الذم يأتيو الجاني كالذم ّ‬
‫مرتكبيو‪.‬‬
‫‪ )13‬الجرائم اإليجابية والجرائم السمبية‬
‫يعتمد ىذا التبكيب كيفية تحقيؽ الركف المادم ‪ ،‬فالجرائـ اإليجابية يككف ركنيا المادم متمثال في عمؿ‬
‫أف الجاني يقكـ بعمؿ مادم مممكس‬‫خارجي كاضح مثؿ اإلعتداء بالعنؼ أك القتؿ أك اإلغتصاب أك السرقة إذ ّ‬
‫أما الجرائـ السمبية فإنيا تتمثؿ مبدئيا في عدـ القياـ بعمؿ أكجبو القانكف كتترتب عميو نتيجة إجرامية‬
‫حسي ّ‬
‫أك ّ‬
‫كاضحة أم مجسمة ماديا ‪.‬‬
‫‪ )14‬الجريمة غير التامة‬
‫ينص‬
‫أف المحاكلة معاقب عمييا في ك ّؿ الجنايات ك ال يشترط أف ّ‬
‫يتّضح مف الفصؿ ‪ 59‬مف ؽ ج الذم ق ّ‬
‫ينص المشرع صراحة عمى تجريـ المحاكلة كعقابيا كالصيغة‬
‫أما في الجنح فيشترط أف ّ‬
‫القانكف عمى ذلؾ ّ‬
‫المعركفة عمى مستكل النصكص الزجرية تككف بآخر النص "كالمحاكلة مكجبة لمعقاب" في حيف ال كجكد لمحاكلة‬
‫في مادة المخالفات ‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫المحاولة‬
‫يمر الجاني بعدة مراحؿ‪ ،‬مف مرحمة التفكير إلى مرحمة العزـ كاعماؿ الرأم ليشرع الحقا في التحضير كاعداد‬
‫ّ‬
‫يمر إلى التنفيذ كاإلشكاؿ يكمف في معرفة المرحمة التي يجب أف يبمغيا الجاني لمحديث عف المحاكلة؟‬
‫العدة ثـ ّ‬
‫عدـ كجكد تعريؼ قانكني لممحاكلة‪ ،‬كقد أقرت محكمة التعقيب ذلؾ بعديد ق ارراتيا كمف بينيا القرار الصادر تحت‬
‫إف الفصؿ ‪ 59‬مف ؽ ج لـ يضع ضابطا كلـ يحدد الظركؼ‬ ‫عدد ‪ 5839‬بتاريخ ‪ 7‬أكت ‪ 1968‬كالذم جاء بو " ّ‬
‫‪21‬‬
‫أف" محاكلة الجريمة ال تتكفر إال بالشركع في تنفيذىا‬
‫ثـ أ ّكدت محكمة التعقيب ّ‬
‫ّ‬ ‫كاألمكر المككنة ليا ‪....‬‬
‫‪22‬‬
‫أف "‬
‫كما ّ‬ ‫فإف مجرد األعماؿ التحضيرية ال تؤدم مباشرة كحتما إلقتراؼ الجناية أك الجنحة"‬
‫كتفريعا عمى ذلؾ ّ‬
‫يككف جريمة المحاكلة عمى معنى الفصؿ ‪ 59‬مف ؽ‬ ‫مجرد العزـ عمى إرتكاب الجريمة دكف الشركع في تنفيذىا ال ّ‬
‫‪23‬‬
‫‪.‬‬ ‫ج‬
‫ألمر خارج عف إرادة الجاني رغـ‬ ‫لفظ المحاكلة ال يعني إالّ صكرة كاحدة كىي التي يتكقؼ فييا تنفيذ الجريمة‬
‫بمكغو طك ار متقدما إذ يجب إستثناء مراحؿ التفكير كالعزـ كابداء الرأم مف نطاؽ التجريـ لعدـ كجكد عمؿ مادم‬
‫مممكس يمكف عمى أساسو الحديث عف الركف المادم ‪.‬‬
‫أف مقصد الجاني لـ يتحقؽ (الجريمة‬
‫تمت بالفعؿ غير ّ‬‫يمكف حصكؿ حاالت تككف فييا جممة األعماؿ المادية قد ّ‬
‫الخائبة) كما يمكف أف يأتي الجاني جممة األعماؿ المادية لكف النتيجة لـ تحصؿ إلستحالة تحقيؽ الركف المادم‬
‫يف مف الجرائـ يدخالف تحت تعريؼ المحاكلة‪.‬‬
‫ميت (الجريمة المستحيمة) كىذيف الصنؼ‬
‫لمجريمة كمف ذلؾ قتؿ ّ‬
‫البدء في التنفيذ‬
‫حاكؿ فقياء القانكف تحديد المقصكد بالمحاكلة كآختمفكا حكؿ المرحمة التي يجب عمى الجاني بمكغيا لمحديث عف‬
‫كجكد بدء في التنفيذ فقاؿ بعضيـ بكجكب تركيز الفعؿ عمى تحقيؽ الركف المادم كقاؿ آخركف بخالؼ ذلؾ‬
‫ظيرت نظريتاف متباينتاف كدعت الحاجة إلى الكقكؼ عمى مكقؼ فقو القضاء مف كؿ كاحدة‪.‬‬
‫ؼ‬
‫‪ )1‬موقف الفقو‪:‬‬
‫أ) النظرية الموضوعية أو المادية ‪ :‬يعتبر الشركع في التنفيذ في ظؿ ىذه النظرية الفعؿ الذم يبدأ بو الجاني‬
‫ركاد ىذه النظرية يدخمكف تعديالت عمى مفيكـ الشركع‬
‫لكف تعدد اإلنتقادات جعؿ ّ‬
‫تحقيؽ الركف المادم لمجريمة‪ّ .‬‬
‫في التنفيذ بأخذىـ بعيف اإلعتبار ظركؼ التشديد مثؿ دخكؿ محؿ الغير بنية السرقة كالسؤاؿ الذم يطرح في‬
‫مثؿ ىذه الحالة ىك تحديد ما إذا كاف دخكؿ المحؿ لغاية السرقة فعال أك لغاية القتؿ أك اإلغتصاب في مغيب‬
‫عناصر كاضحة تدؿ عمى المقصد الحقيقي كذاؾ ما جعؿ فريقا آخر مف ركاد ىذه النظرية يعرفكف البدء في‬
‫التنفيذ بأنو الفعل الواضح لمداللة عمى النية اإلجرامية أم الفعؿ الذم ال يقبؿ التأكيؿ كال يككف لو أكثر مف‬
‫داللة‪.‬‬

‫‪ِ - 21‬جّ‪ٛ‬ػخ اٌمغاعاد اٌزؼم‪١‬ج‪١‬خ ِٓ ‪ 1957‬إٌ‪ 1970 ٝ‬ق رش ػضص سبص ‪ 1971‬ص ‪. 36‬‬
‫‪ - 22‬رغ ج ػضص ‪ 5997‬ف‪ 29 ٟ‬أفغ‪ِ 1968 ً٠‬جبصا ِذىّخ اٌزؼم‪١‬ت ِٓ ‪ 1957‬إٌ‪ 1970 ٝ‬ص‪)36‬‬
‫‪ - 23‬رغ ج ػضص ‪ 4523‬اٌظبصع ثزبع‪٠‬ز ‪ 13‬ج‪١ٍ٠ٛ‬خ ‪ 1966‬اٌّغجغ اٌـبثك ص ‪33‬‬
‫‪13‬‬
‫ب) النظرية الشخصية ‪ :‬يعتمد ركاد ىذه النظرية في تكضيح الشركع في التنفيذ عمى السمكؾ الخارجي الذم‬
‫يكشؼ عف " نية إجرامية نيائية كقاطعة " كيتحقؽ ذلؾ حيف يرتبط سمكؾ الجاني بيدؼ معيف كيككف تحقيقو‬
‫قريبا مما يقصده بالفعؿ إذ أنو أغمؽ باب التكبة أمامو كلـ تبؽ "سكل خطكة قصيرة بحيث لك ترؾ كشأنو لخطاىا‬
‫حتما" كيعتبر بعض آخر الشركع في التنفيذ بككنو العمؿ الذم يد ّؿ عمى ّنية إجرامية كحاسمة ال رجعة فييا "‬
‫العمؿ الذم يؤدم حاال كمباشرة إلى إرتكاب الجريمة "‪.‬‬
‫‪ )2‬موقف فقو القضاء ‪:‬‬
‫إستقر عميو فقو القضاء ىك إرتكاب األعماؿ التي يرل الجاني أنيا مؤدية مباشرة إلى‬
‫ّ‬ ‫البدء في التنفيذ كيفما‬
‫‪24‬‬
‫لكنو ال يمكف األخذ بيا‬
‫ّ‬ ‫إرتكاب ذات الجريمة كلك لـ تكف ىذه األعماؿ مف األفعاؿ المككنة لمجريمة نفسيا‬
‫‪25‬‬
‫كالفرؽ بيف العمؿ التنفيذم‬ ‫إذا كانت مف األعماؿ اإلستعدادية التي ال تد ّؿ بصفة جمية عمى قصد مرتكبيا‬
‫أف األكؿ يؤدم حاال كمباشرة إلى إرتكاب الجرـ بخالؼ الثاني فإنو مبيـ كال يمكف‬
‫كالعمؿ التحضيرم " ىك ّ‬
‫معرفة الغرض منو" ‪ 26‬فالمحاكلة ىي" بداية الشركع في الجريمة بعد إجتياز مرحمتي النية كاألعماؿ‬
‫‪27‬‬
‫أف فقو‬
‫كيتضح مف ىذه الق اررات ّ‬ ‫التحضيرية كىك أمر يختمؼ بآختالؼ الظركؼ كالمالبسات بك ّؿ جريمة‬
‫ككرسيا‬
‫ثـ أخذ بالنظرية الشخصية ّ‬‫القضاء تأرجح بيف النظريتيف الشخصية كالمكضكعية في مرحمة مف مراحمو ّ‬
‫بصفة جمية كمف ذلؾ القرار التعقيبي عدد‪ 4590‬الصادر بتاريخ ‪ 18‬جانفي ‪.282000‬‬
‫أف عدكلو لـ يكف‬
‫لكف المحاكلة ال تتحقؽ إالّ إذا كاف عدكؿ الجاني عف إرتكاب فعمتو خارجا عف إرادتو أم ّ‬
‫تمقائيا ‪.‬‬
‫العدول االضطراري‬
‫ال يطرح اؿعدكؿ اؿتمقائي إشكاال في الكاقع كتنتفي معو الجريمة "عدكؿ المتيـ اإلختيارم عف الجريمة تنتفي‬
‫‪29‬‬
‫لكف " العدكؿ التمقائي عف إتماـ الفعمة ليس ركنا مف أركاف جريمة المحاكلة كانما ىك عنصر‬
‫ّ‬ ‫معو نية القتؿ"‬
‫مف عناصر إنتفائيا كالمحاكلة التي يعاقب عمييا القانكف ىي أف يعجز المجرـ عف إرتكاب فعمتو بأمر خارج‬
‫‪30‬‬
‫عف إرادتو‪".‬‬
‫االضطرارم تخمي الجاني عف فعمتو ألمر خارج عف إرادتو أك‬ ‫كعمى عكس ىذا يعتبر مف قبيؿ العدكؿ‬
‫تداخؿ العنصر الخارجي مع العنصر الباطني أم ذم اإلتصاؿ بالجاني نفسو كما ال يعتبر مف قبيؿ العدكؿ‬
‫محاكلة الجاني إصالح الذبب أك التكفير عنو‪.‬‬

‫‪ - 24‬رغ ج ػضص ‪ 5997‬اٌظبصع ف‪ 29 ٟ‬أفغ‪ِ 1968 ً٠‬جّ‪ٛ‬ػخ اٌّجبصا ص ‪ 33‬أ‪ ٚ‬وظٌه رغ ج ػضص ‪ 21343‬اٌظبصع ثزبع‪٠‬ز ‪ 10‬ف‪١‬فغ‪ٔ 1986 ٞ‬شغ‪٠‬خ ِذىّخ اٌزؼم‪١‬ت‬
‫‪ 1986‬ص ‪296‬‬
‫‪- 25‬رغ ج ػضص ‪ 4361‬اٌظبصع ثزبع‪٠‬ز ‪ 16‬ف‪١‬فغ‪ٔ 1966 ٞ‬فؾ اٌّغجغ‬
‫‪ - 26‬رغ ج ػضص ‪ 5839‬اٌظبصع ثزبع‪٠‬ز ‪ 7‬أ‪ٚ‬د ‪ٔ 1968‬فؾ اٌّغجغ ص‪ 36‬أ‪ ٚ‬وظٌه ‪ٚ‬ف‪ٔ ٟ‬فؾ اإلرجبٖ رغ ج ػضص‪ 3289‬اٌظبصع ثزبع‪٠‬ز ‪ٛٔ 25‬فّجغ ‪ٔ 1964‬فؾ اٌّغجغ‬
‫ص ‪43‬‬
‫‪ - 27‬رغ ج ػضص ‪ 12410‬اٌظبصع ثزبع‪٠‬ز ‪ 20‬أوز‪ٛ‬ثغ ‪ 1984‬ص ‪173‬‬
‫‪ - 28‬إٌشغ‪٠‬خ ‪ 2000‬اٌمـُ اٌجؼائ‪ ٟ‬ص ‪204‬‬
‫‪ - 29‬رغ ج ‪ 19446‬اٌظبصع ف‪ِ 13 ٟ‬بعؽ ‪ ْ 2002‬ص ‪269‬‬
‫‪ - 30‬رغ ج ‪ 4590‬اٌظبصع ف‪ 18 ٟ‬جبٔف‪ ْ 2000 ٟ‬ص ‪204‬‬

‫‪14‬‬
‫ثـ عمد بمجرد مشاىدتو‬‫العدة كآنتحى مكانا خفيا كبقي يراقب غريمو ّ‬
‫‪)1‬العنصر الخارجي‪ :‬إذا قاـ الجاني بإعداد ّ‬
‫كجرده مف سالحو مماّ جعمو‬
‫إنقض عميو ّ‬
‫ّ‬ ‫لكف أحد المارة شاىده فصاح أك‬
‫إلى تصكيب فكىة بندقيتو صكبو ّ‬
‫فإف عدكلو لـ يكف تمقائيا كتبعا لذلؾ تقكـ جريمة محاكلة القتؿ ‪.‬‬
‫يغادر المكاف ‪ّ ،‬‬
‫‪ )2‬التوبة ‪ :‬ال يجب الخمط بيف التكبة أك التكفير عف الذنب كالعدكؿ التمقائي عف التنفيذ ‪ ،‬فالتكبة ىي حالة مف‬
‫لكف التكبة أك التكفير عف الذنب ال‬
‫نفّذ مخطّطو اإلجرامي لكنو ندـ كحاكؿ تدارؾ الضرر الذم ألحقو بالضحية ّ‬
‫يتدخؿ‬
‫المشرع ّ‬
‫ّ‬ ‫لكف‬
‫ّ‬ ‫يعفياف مف التتبع كالعقاب كانما يمكف لممحكمة أخذ ذلؾ بعيف اإلعتبار في تقدير العقاب‪.‬‬
‫أحيانا لجعؿ التكبة نافذة في بعض الجرائـ ذات الطابع الخاص أم التي يحتاج فييا الباحث لمدليؿ الصعب‬
‫كمف ذلؾ ما كرد بالفصؿ ‪ 93‬مف ؽ ج (االعفاء مف العقاب)‪.‬‬
‫الجريمة الخائبة‬
‫تتحقؽ‬
‫ّ‬ ‫الجريمة الخائبة ىي جريمة تامة مف حيث أركانيا غير أف النتيجة التي كاف يقصدىا الجاني ىي التي لـ‬
‫ككاف ذلؾ ممكنا لك لـ تط أر ظركؼ خارجة عف إرادتو‪ ،‬فقد قاـ بك ّؿ ما يتطمبو األمر إلنجاح العممية كتحقيؽ‬
‫لكف عنص ار خارجيا لـ يكف يتصكره حاؿ دكف ذلؾ‬
‫ىدفو كسعى بك ّؿ ما لو مف عزـ كارادة لمكصكؿ إلى ذلؾ ّ‬
‫ظو رغـ ما كاف عميو مف إستعداد كمف حالة خطرة ‪.‬‬‫كمرد فشمو ىذا يعزل لسكء ح ّ‬
‫ّ‬
‫الجريمة المستحيمة‬
‫الجريمة المستحيمة ىي تمؾ التي لـ تتحقؽ فييا غاية الجاني ألمر خارج عف إرادتو لعدـ إمكانية تحقيؽ‬
‫الركف المادم بمكجب زكالو أك ما شابو ذلؾ مف الحاالت التي تككف ك ّؿ األفعاؿ ظاى ار قد تحقّؽ غاية الجاني‬
‫لكنيا كاقعا غير ممكنة التحقؽ مثؿ إص ارره عمى قتؿ خصمو كتسمّؽ سكر المحؿ كالنفاذ إلى غرفة نكمو كاطالؽ‬
‫لكنو كرغما عف إصابتو فإنو قد سبؽ أف فارؽ الحياة ‪ ،‬فجريمة‬
‫النار صكب الفراش الذم إعتاد خصمو النكـ بو ّ‬
‫القتؿ التي كاف قصده تحقيقيا ال تقكـ إالّ بإزىاؽ ركح الضحية كال يمكف الحديث عف الجريمة إذا كاف الخصـ‬
‫قد فارؽ الحياة نتيجة مكتو الطبيعي مما يجعؿ الحديث عف إستحالة الجريمة‪.‬‬
‫مؤيد لإلدانة‬
‫قسـ مفيكـ اإلستحالة الفقياء بيف آخذ بمبدأ عدـ التجريـ لعدـ كجكد نتيجة إجرامية كبيف ّ‬
‫كقد ّ‬
‫مما أكجب عمى فريؽ آخر محاكلة التعديؿ بيف المكقفيف ‪.‬‬ ‫كالعقاب بناء عمى الحالة الخطرة ّ‬
‫أ) النظرية الموضوعية ‪:‬‬
‫ألم‬
‫ال عقاب عمى الجريمة المستحيمة التي ال ترتقي إلى شركع في الجريمة إلستحالة التنفيذ كاقعا كما ال كجكد ّ‬
‫أف األمف العاـ‬
‫أف ىذه النظرية كانت مح ّؿ نقد كمف ذلؾ ّ‬
‫إخالؿ باألمف العاـ لعدـ كجكد نتيجة إجرامية ‪ ،‬غير ّ‬
‫التصرؼ المشيف أم الفعؿ اإلجرامي‬
‫ّ‬ ‫يمكف أف يخت ّؿ بكجكد‬
‫ب) النظرية الشخصية ‪:‬‬
‫أف الجريمة المستحيمة تبدك أخطر مف المحاكلة إلنصراؼ إرادة الجاني إلى تحقيؽ النتيجة‬
‫كتعتمد مبدأ اإلدانة إذ ّ‬
‫ينـ عمى حالة خطرة يتّجو التصدم ليا‪.‬‬ ‫مما ّ‬

‫‪15‬‬
‫ج) النظرية التوفيقية ‪:‬‬
‫كتعتمد التفريؽ بيف اإلستحالة المطمقة كاإلستحالة النسبية فاإلستحالة المطمقة تعفي مف المؤاخذة لعدـ كجكد‬
‫ة‬ ‫أف اإلستحالة النسبية تككف مكجب‬
‫جريمة أك شركع في تنفيذىا لعدـ إمكانية تحقّؽ الركف المادم في حيف ك ّ‬
‫لممؤاخذة إذ كاف يكفي كجكد عنصر كاحد مكككؿ لمصدفة أحيانا لتتحقؽ الجريمة التامة‪.‬‬
‫فرؽ فقياء آخركف بيف اإلستحالة القانكنية كاإلستحالة المادية ‪ ،‬ففي الصكرة الثانية يقع التجريـ لكقكع الفعؿ‬
‫ك ّ‬
‫أف مف العناصر الكاجب‬ ‫المادم كمف ذلؾ تفتيش جيكب المتضرر كآستحالة العثكر عمى أمكاؿ لديو في حيف ك ّ‬
‫تكفرىا في القتؿ إزىاؽ الركح ‪ ،‬كبعدـ تكفر ىذا العنصر فإف الجريمة ال تقكـ مما يجعؿ اإلستحالة قانكنية ك ال‬
‫يمكف مؤاخذة الجاني مف أجؿ فعمتو ‪.‬‬
‫د) موقف فقو القضاء ‪:‬‬
‫أف " المسؤكلية الجزائية‬
‫ال كجكد لق اررات تعقيبية بتكنس حكؿ الجريمة المستحيمة بآستثناء قرار كحيد جاء بو ّ‬
‫‪31‬‬
‫بكؿ‬
‫أف فقو القضاء الفرنسي أخذ ّ‬ ‫عمى ّ‬ ‫تككف قائمة إف لـ يبمغ المتيـ غايتو بسبب إستعماؿ آلة غير كافية "‬
‫‪ 1859‬إلى إعتبار الجريمة‬ ‫التكجيات الفقيية السابؽ اإلشارة إلييا ‪ ،‬فقد ذىبت محكمة التعقيب الفرنسية منذ‬
‫‪32‬‬
‫لكف محكمة التعقيب الفرنسية الفرنسية بمكجب القرار الصادر في ‪ 16‬جانفي‬ ‫المستحيمة غير مكجبة لمعقاب ‪ّ ،‬‬
‫‪ 1986‬إعتبرت محاكلة القتؿ قائمة كلك في حالة كجكد إستحالة قانكنية إلتياف الجاني أعمالو كمباشراتو العدكانية‬
‫‪33‬‬
‫حيا‬
‫أف صاحبيا ال زاؿ ّ‬‫عمى جثة كاف يعتقد ّ‬
‫‪ )15‬الركن المعنوي لمجريمة‬
‫ىك إتياف الفعؿ المجرـ عف عمـ كارادة كىذا المصطمح أكسع مما يستعممو بعض الفقياء الذيف يؤثركف تسميتو‬
‫بالركف القصدم‪ .‬الذم يختمؼ بيف الجرائـ القصدية كما يعرؼ بجرائـ الخطأ أك الجرائـ غير القصدية ‪.‬‬
‫(الفصؿ‬ ‫كالركف المعنكم مشترط في الجنايات كالجنح كليس القاضي ممزما بالبحث عنو في مادة المخالفات ‪،‬‬
‫أف طبيعة المخالفات ال تقتضي كجكب تحرم الركف المعنكم بؿ العبرة بحصكؿ الفعؿ‬
‫‪ 313‬مف ؽ ج) إذ ّ‬
‫أف إشتراط الركف المعنكم في الجنح كالجنايات ضمانة إضافية يمنحيا‬
‫المخالؼ لمقانكف‪ ،‬كيتضح مف ذلؾ ّ‬
‫أف بساطة المخالفات كطبيعتيا "كاجراءاتيا المبسطة تنفي البحث كراء ذلؾ‬
‫المشرع لمجناة في حيف ك ّ‬
‫الركن المعنوي في الجرائم القصدية‬
‫تضمف الفصؿ ‪ 37‬مف ؽ ج ّأنو " ال يعاقب أحد إالّ لفعؿ إرتكب قصدا عدا الصكر المقررة بكجو خاص‬ ‫ّ‬
‫أف الجريمة ال يعاقب عنيا إالّ إذا إرتكبت عف قصد غير‬
‫بالقانكف "‪ ،‬كآنطالقا مف ىذا النص يتّجو القكؿ مبدئيا ك ّ‬
‫أف ىذا المبدأ يعرؼ إستثناءات في نطاؽ بعض الجنح‬
‫ّ‬

‫‪ - 31‬رغ ج ‪ 11014‬اٌظبصع ف‪ 29 ٟ‬جبٔف‪ ْ 1975 ٟ‬ص ‪ٚ 75‬رزّثً ‪ٚ‬لبئغ اٌمؼ‪١‬خ ف‪ ٟ‬رؼّض إِغأح صفغ سظ‪ّ١‬ز‪ٙ‬ب ثجئغ رشف‪١‬ب ِٕ‪ٙ‬ب ٌىٓ اٌّؼٕ‪١‬خ ٔجذ ِٓ اٌّ‪ٛ‬د ٌزشجّث‪ٙ‬ب‬
‫ثبٌذجبعح اٌّ‪ٛ‬ج‪ٛ‬صح ف‪ ٟ‬ؽغف‪ٚ ٗ١‬طغسذ ٌطٍت إٌجضح‬
‫‪ - 32‬رغ ج فغٔـ‪ِ ٟ‬ؤعر ف‪ 6 ٟ‬جبٔف‪ِ 1859 ٟ‬جٍخ صاٌ‪ٛ‬ػ اٌض‪ٚ‬ع‪٠‬خ ‪ 1859‬اٌجؼء األ‪ٚ‬ي ص ‪336‬‬
‫‪33‬‬
‫‪ -droit pénal général stefani , le vasseur et bouloc dalloz delta 16 édit° p207‬أٔظغ ِثال‬
‫‪ème‬‬

‫‪ou traité de droit criminel roger merle et andré vitu 6ème edit° cujas p614 et s‬‬
‫‪16‬‬
‫كبغض‬
‫ّ‬ ‫كالنتيجة التي ييدؼ الجاني إلى تحقيقيا ال تدخؿ في الحسباف ‪،‬فالعبرة بعمـ الجاني ّأنو يأتي فعال مجرما‬
‫تضمف الفصؿ ‪ 36‬مف ؽ ج ما يمي " ك ّؿ مف قصد عند إرتكابو‬ ‫ّ‬ ‫النظر عف نتيجتو أك غاية الجاني منو ‪ ،‬فقد‬
‫كيضر خالفا إلرادتو بآخر غير الذم قصده يستكجب العقكبات المقررة لمجريمة التي كاف‬
‫ّ‬ ‫معينا‬
‫لجريمة شخصا ّ‬
‫قصده إرتكابيا "‬
‫كالقصد الجنائي ‪ ،‬حسبما إستقر عميو فقو القضاء‪ " ،‬ىك عمـ الجاني عند إتيانو الفعؿ أنو يأتي عمال محظك ار‬
‫‪34‬‬
‫‪،‬‬
‫بغض النظر عف الدافع أك الداعي حتى لك كاف نبيال"‬
‫قانكنا كذلؾ ّ‬
‫بأف القانكف يعاقب عميو ‪ ،‬كىك‬‫"القصد الجنائي ىك إنصراؼ إرادة الجاني إلى إرتكاب فعؿ غير جائز مع عممو ّ‬
‫عنصر نفساني مكككؿ تقديره لمحض إجتياد محكمة المكضكع التي تستنتجو مف األدلة كالقرائف الفعمية كنكع‬
‫ألف‬
‫السالح المستعمؿ كمكاف اإلصابة ‪....‬ك ال ينفع إلستبعاد القصد التمسؾ بإنتفاء العداكة بيف القاتؿ كالقتيؿ ّ‬
‫‪35‬‬
‫العداكة ال تعدك أف تككف مف قبيؿ الدكافع أك البكاعث التي ال يعتمدىا القانكف الجنائي التكنسي"‬
‫أف الجاني يجب‬
‫حددتو محكمة التعقيب إنطالقا مف كيفية إتياف الفعؿ المجرـ قكال ك ّ‬
‫كفي تعريفيا لمقصد الجنائي ّ‬
‫أف فعمو فيو شيء‬
‫أف يأتي " فعمتو عف إرادة حرة كادراؾ تاـ كتمييز ‪ ،‬كالقصد مف اإلدراؾ ىك أف يدرؾ الجاني ّ‬
‫مف الخطكرة كمنافاة لحسف السمكؾ" ‪.36‬‬
‫تتعدد‬
‫فإف صكره ّ‬
‫كلئف كاف القصد الجنائي عنص ار نفسانيا مشترطا لقياـ الجريمة ‪ّ ،‬‬
‫القصد الجنائي العام والقصد الجنائي الخاص‬
‫يجرمو‬
‫بأف القانكف الجزائي ّ‬‫القصد الجنائي العاـ ىك إرادة الجاني إرتكاب فعؿ يعمـ أك ىك محمكؿ عمى العمـ ّ‬
‫محدد بنتيجة معينة بذاتيا كال يشترط في ك ّؿ الجرائـ ‪".‬‬
‫‪،‬أما القصد الجنائي الخاص فيك قصد جنائي ّ‬‫ّ‬
‫المشدد‬
‫ّ‬ ‫القصد الجنائي البسيط والقصد الجنائي‬
‫عندما يككف تعمد إرتكاب الفعؿ في الحاؿ ‪ ،‬يككف الحديث عف القصد الجنائي البسيط ‪ ،‬فإرادة الجاني‬
‫تكلّدت في ظرؼ زمني كجيز أك كانت متزامنة مع تحقيؽ الركف المادم لمجريمة كىك ما ال يعكس حالة إجرامية‬
‫متكاصمة‬
‫يمتد في الزمف كيتكجد قبؿ اإلقداـ عمى إرتكاب الجريمة كيعرؼ عادة‬
‫المشدد فيك قصد ّ‬
‫ّ‬ ‫أما القصد الجنائي‬
‫ّ‬
‫أف" سابقية القصد ىي النية الكاقعة قبؿ مباشرة‬
‫المشرع في نطاؽ جرائـ القتؿ بالفصؿ ‪ 202‬قكال ّ‬
‫ّ‬ ‫كعرفو‬
‫باإلضمار ّ‬
‫النص مف حيث بياف زمف ظيكر القصد فقد أكضحت محكمة‬
‫ّ‬ ‫اإلعتداء عمى ذات الغير" كنظ ار لغمكض ىذا‬
‫‪ 37‬كأكدت‬ ‫كتدبر عكاقبيا كىك ىادئ الباؿ‬
‫أف اإلضمار ىك تفكير الجاني في الفعمة ّ‬
‫التعقيب بعديد الق اررات ّ‬
‫إف سابقية اإلضمار تستمزـ حتما سبؽ عزـ الجاني عمى الجناية بعد التفكير فييا كفي عكاقبيا‬
‫محكمة التعقيب ‪ّ ":‬‬

‫‪ - 34‬رغ ج ‪ 33547‬اٌظبصع ف‪ِ 15 ٟ‬ب‪ ْ 1991 ٞ‬ص ‪74‬‬


‫‪ - 35‬رغ ج ػضص ‪ 18413‬اٌظبصع ف‪ 30 ٟ‬أفغ‪ ْ 1986 ً٠‬ص‪355‬‬
‫‪ - 36‬رغ ج ػضص ‪ 33235‬اٌظبصع ف‪ِ 7 ٟ‬ب‪ ْ 2003 ٞ‬ص ‪ 221‬أ‪ ٚ‬وظٌه ػضص ‪ 44946‬اٌظبصع ف‪ 11 ٟ‬ف‪١‬فغ‪ ْ 2004 ٞ‬ص ‪.)213‬‬

‫‪ - 37‬رغ ج ػضص ‪ 4565‬اٌظبصع ف‪ 2 ٟ‬جبٔف‪ 1980 ٟ‬اٌمؼبء ‪ٚ‬اٌزشغ‪٠‬غ أفغ‪ 1981 ً٠‬ص ‪ 105‬أ‪ ٚ‬وظٌه ػضص ‪ 7481‬اٌظبصع ف‪ٛٔ 27 ٟ‬فّجغ ‪ 1982‬إٌشغ‪٠‬خ ‪1982‬‬
‫ص‪)384‬‬
‫‪17‬‬
‫كىك ىادئ الباؿ كىك أمر تستخمصو محكمة األصؿ مف الكقائع كتستد ّؿ عمى تكفره مما تتضمنو األكراؽ مف‬
‫عبر عنو القانكف بعبارة العمد ال يكفي‬
‫إف ركف القصد الجنائي في جريمة الفصؿ ‪ 201‬الذم ّ‬ ‫األدلة كالقرائف ‪ّ ...‬‬
‫أف األمر الذم‬
‫لتكفره كجكد القصد الجنائي العاـ الذم يتطمبو القانكف في سائر الجرائـ القصدية كىك عمـ الجاني ّ‬
‫بد في جناية القتؿ العمد مف تكفّر قصد جنائي خاص كىك إنصراؼ إرادة الجاني‬
‫يأتيو ىك أمر محظكر بؿ ال ّ‬
‫‪38‬‬
‫إلى إرتكاب الجريمة كاتياف الفعؿ المعاقب عميو أم عزمو بدكف رجعة عمى إزىاؽ ركح المجني عميو"‬
‫المحدد‬
‫ّ‬ ‫المحدد والقصد غير‬
‫ّ‬ ‫القصد‬
‫معيف بذاتو سكاء مف حيث إتيانو أك مف حيث‬
‫المحدد ىك صكرة إنصراؼ إرادة الجاني إلى إرتكاب فعؿ ّ‬‫ّ‬ ‫القصد‬
‫المحدد‬
‫ّ‬ ‫أما القصد غير‬
‫تعمد قتؿ الدائف مدينو لغاية اإلستيالء عمى سندات الديف المكجكدة لديو ّ‬
‫نتائجو مثؿ ّ‬
‫بغض النظر عف النتيجة التي حصمت أم ّأنو قصد إتياف الفعؿ‬
‫المجرـ ّ‬
‫ّ‬ ‫فيتمثؿ في إرادة الجاني إرتكاب الفعؿ‬
‫تعمد كضع قنبمة بمغازة لغاية إرتكاب عمؿ إرىابي ‪.‬‬
‫محدد مثؿ ّ‬
‫المجرـ دكف تقييده بنتيجة أك بشخص ّ‬
‫ّ‬
‫القصد المباشر والقصد غير المباشر أو اإلحتمالي‬
‫تعمد تصكيب السالح نحك قمب الضحية ك إطالؽ النار‬ ‫تصكر الجاني لنتائج فعمتو مثؿ ّ‬
‫يعنى بالقصد المباشر ّ‬
‫أما القصد غير المباشر أك ما يعرؼ بالقصد اإلحتمالي فإنو يتكفّر في بعض الجرائـ التي تككف نتائجيا‬
‫عمييا ‪ّ ،‬‬
‫تعمد‬
‫تصكرىا مثؿ ّ‬
‫لكنيا نتائج ال يمكف لو إستبعادىا أم ّأنو محمكؿ عمى ّ‬
‫متجاكزة لما كاف يرمي الجاني تحقيقو ّ‬
‫‪39‬‬
‫‪.‬‬ ‫إيقاد النار بمحؿ مسككف لغاية التشفّي مف صاحبو فيترتّب عنو ىالؾ شخص‬
‫الركن المعنوي في الجرائم غير القصدية‬
‫لكف بعض‬
‫يقتضي المبدأ العاـ كيفما تمت اإلشارة إليو‪ ،‬أنو ال يعاقب أحد إالّ ألجؿ فعؿ إرتكب قصدا ‪ّ ،‬‬
‫صؼ الجرائـ نظ ار لخطكرتيا عمى األمف كالسمـ‬
‫ّ‬ ‫األخطاء التي تككف مبدئيا ذات طابع مدني ترتقي إلى‬
‫اإلجتماعية لذلؾ أخذ الفصؿ ‪ 37‬مف ؽ ج بيذا اإلستثناء كآعتبر الخطأ مكجبا لممؤاخذة الجزائية‪ ،‬كأكرد ضمف‬
‫تضمنو الفصؿ ‪ 217‬ك الفصؿ ‪ 225‬ك الفصؿ ‪ 309‬مف ؽ ج‬‫ّ‬ ‫ثالثة نصكص عناصر الخطأ ‪ ،‬كمف ذلؾ ما‬
‫لتجنب‬
‫كؿ الجيد ّ‬
‫التصرؼ كأخذ اإلحتياطات كبذؿ ّ‬
‫ّ‬ ‫الخطأ ىك إخالؿ بمبدأ عاـ يفرضو السمكؾ القكيـ كىك مراعاة‬
‫المككف‬
‫ّ‬ ‫إلحاؽ الضرر بالغير سكاء في بدنو أك في ممتمكاتو ‪ ،‬فالخطأ ىك أساس الجريمة غير القصدية كىك‬
‫لركنيا المعنكم‬
‫‪ )16‬التقسيم الثالثي لمجرائم‬
‫نصو حاليا" ضبطت بخمسة‬
‫الفصؿ ‪ 14‬مف ؽ ج ( بمكجب األمر المؤرخ في ‪ 15‬سبتمبر ‪ )1923‬المتضمف ما ّ‬
‫أعكاـ أدنى عقكبة السجف في الجرائـ التي يعتبرىا القانكف جناية عمى معنى الفصؿ ‪ 122‬مف ـ إج كبستة عشر‬
‫ثـ كانت‬‫يكما في مادة الجنح كبيكـ كاحد في مادة المخالفات ‪ ،‬كاليكـ أربع كعشركف ساعة كالشير ثالثكف يكما " ّ‬
‫مجمة اإلجراءات الجزائية التي أعادت تنظيـ المجمة القديمة كتضمف الفصؿ ‪ 122‬منيا الصادرة بمكجب القانكف‬

‫‪ - 38‬رغ ج ػضص ‪ 100132‬اٌظبصع ف‪ 11 ٟ‬ص‪٠‬ـّجغ ‪ 1998‬إٌشغ‪٠‬خ ‪ 1998‬ص ‪. )217‬‬


‫‪ - 39‬اٌفظً ‪ ِٓ 307‬ق ج‬
‫‪18‬‬
‫عدد‪ 23‬بتاريخ ‪ 24‬جكيمية ‪ " 1968‬تكصؼ بجنايات عمى معنى ىذا القانكف الجرائـ التي تستكجب عقابا بالقتؿ أك‬
‫بالسجف لمدة تتجاكز خمسة أعكاـ‬
‫مدتو خمسة عشر يكما كال تفكؽ الخمسة أعكاـ‬
‫كتكصؼ بجنح الجرائـ التي تستكجب عقابا بالسجف تتجاكز ّ‬
‫كبالخطية التي تتجاكز الستيف دينا ار‬
‫أف‬
‫كتكصؼ بمخالفات الجرائـ المستكجبة لعقاب ال يتجاكز خمسة عشر يكما أك ستيف دينا ار خطية " كيتّضح ّ‬
‫المشرع لعقكبة سالبة لمحرية أك‬
‫ّ‬ ‫معيار التفريؽ بيف األصناؼ الثالثة لمجرائـ ىك العقاب المستكجب ‪ ،‬فإختيار‬
‫كتصكره‬
‫ّ‬ ‫مرده الحرص عمى حماية الحقكؽ أك المصالح‬ ‫لعقكبة مالية أك التخفيؼ مف كطأة الجزاء أك التشدد فيو ّ‬
‫لكف ىذا التقسيـ الصكرم في كاقعو ىك المعتمد حاليا عمى‬
‫أف العقاب يمكف أف ال يعكس درجة خطكرة الفعؿ ّ‬ ‫ّ‬
‫مستكل المجمة الجزائية ‪.‬‬
‫المشرع ىذا التقسيـ الثالثي يعكس عديد اإلختالفات سكاء عمى مستكل اإلجراءات المتبعة أك عمى‬
‫ّ‬ ‫كاختيار‬
‫مستكل القكاعد األصمية ‪ ،‬فكصؼ الفعمة جناية أك جنحة أك مخالفة ينعكس عمى مستكل آجاؿ التتبع كقكاعد‬
‫اإلختصاص الحكمي كطرؽ الطعف كسقكط العقاب ككذلؾ عمى مستكل آجاؿ إسترداد الحقكؽ‪.‬‬
‫أف الدعكل العمكمية تسقط فيما عدا الصكر‬‫‪ -‬عمى مستكل آجاؿ التتبع‪ :‬تضمف الفصؿ ‪ 5‬مف ـ إج ّ‬
‫نص عمييا القانكف " بمركر عشرة أعكاـ كاممة إذا كانت ناتجة عف جناية ك بمركر ثالثة أعكاـ‬
‫الخاصة التي ّ‬
‫إذا كانت ناتجة عف جنحة ك بمركر عاـ كامؿ إذا كانت ناتجة عف مخالفة كذلؾ إبتداء مف يكـ كقكع الجريمة‬
‫تتبع ‪. ".....40‬‬
‫أم عمؿ تحقيؽ أك ّ‬
‫عمى شرط عدـ كجكد ّ‬
‫المشرع المخالفات مف أنظار قاضي الناحية الذم ينظر‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬عمى مستكل اإلختصاص الحكمي ‪ :‬جعؿ‬
‫فييا نيائيا كما ينظر إبتدائيا في الجنح التي ال يتجاكز العقاب فييا العاـ سجنا أك الخطية ألؼ دينار بآستثناء‬
‫جنحتي الجرح عمى كجو الخطأ كالحريؽ عف غير عمد في حيف تككف بقية الجنح مف أنظار المحكمة اإلبتدائية‬
‫ثـ عمى دائرة‬
‫أما الجنايات فإنيا تحاؿ كجكبا عمى التحقيؽ ّ‬ ‫كتصدر فييا األحكاـ إبتدائيا كتككف قابمة لإلستئناؼ ّ‬
‫اإلتياـ كتنظر فييا الدكائر الجنائية اإلبتدائية كتستأنؼ أماـ الدكائر الجنائية اإلستئنافية‪.‬‬
‫‪ -‬عمى مستكل العقكبات ‪ :‬ال يتجاكز عقاب المخالفة الخمسة عشر يكما سجنا أك ستيف دينا ار خطية‬
‫كؿ‬
‫أما الجناية فيي ّ‬
‫في حيف ال يمكف أف يتجاكز عقاب الجنحة خمسة أعكاـ سجنا كميما كاف مقدار الخطية ّ‬
‫جريمة يتجاكز عقابيا خمسة أعكاـ كينعكس ىذا عمى أمد سقكط العقاب ‪ ،‬ففي المخالفات يككف أمد السقكط‬
‫‪42‬‬ ‫‪41‬‬
‫كال يمكف في‬ ‫في حيف يسقط العقاب الجنائي بمضي عشريف عاما‬ ‫عاماف أما في الجنح فيك خمسة أعكاـ‬
‫المدة إذ حصمت في غضكف مدة السقكط أعماؿ تنفيذ أك حصؿ مانع قانكني أك‬
‫ك ّؿ األحكاؿ تجاكز ضعؼ ّ‬

‫‪ٕ٘ - 40‬بن إؿزثٕبء ػٍ‪ِ ٝ‬ـز‪ ٜٛ‬لبٔ‪ ْٛ‬اٌّشضعاد ػضص ‪ 52‬اٌّؤعر ف‪ِ 18 ٟ‬ب‪ 1992 ٞ‬إط رؼّٓ اٌفظً ‪ 13‬أّْ ؿم‪ٛ‬ؽ اٌضػ‪ ٜٛ‬اٌؼّ‪١ِٛ‬خ ف‪ ٟ‬اٌجٕخ ‪٠‬ى‪ ْٛ‬ثّغ‪ٚ‬ع سّـخ‬
‫أػ‪ٛ‬اَ ‪ٚ‬وظٌه لبٔ‪ِ ْٛ‬ىبفذخ اإلع٘بة‪.‬‬
‫‪(- 41‬ثآؿزثٕبء ِجبي اٌّشضعاد ‪٠ٚ‬ى‪ 10 ْٛ‬أػ‪ٛ‬اَ ‪ٚ‬ثؼغ إٌظ‪ٛ‬ص األسغ‪)ٜ‬‬
‫‪ - 42‬إسزظبع آجبي ؿم‪ٛ‬ؽ اٌؼمبة ‪ّ٠‬ىٓ أْ ‪٠‬ى‪٘ ْٛ‬ىظا ‪20.5.2‬‬
‫‪19‬‬
‫‪43‬‬
‫نص القانكف‬
‫أف عقاب المحاكلة يشمؿ ك ّؿ الجنايات كال يعاقب عنيا في الجنح إال إذا ّ‬
‫مادم حاؿ دكنو كما ّ‬
‫صراحة عمى ذلؾ في حيف ال عقاب لممحاكلة في مادة المخالفات ككذلؾ لممشاركة ‪.‬‬
‫‪ -‬عمى مستكل السكابؽ ‪ :‬ال تدرج األحكاـ الصادرة في المخالفات بصحيفة السكابؽ كال تعتبر في تقدير‬
‫أما عمى مستكل إسترداد الحقكؽ سكاء كاف آليا أك‬ ‫العكد في حيف يقع التنصيص عمييا بالنسبة لمجنح كالجنايات ّ‬
‫فإف اآلجاؿ تختمؼ حسب صنؼ الحكـ كحالة المتيـ أكاف مبتدئا أك عائدا‪.‬‬ ‫بطمب ‪ّ ،‬‬
‫جرائم الحق العام والجرائم العسكرية‬
‫األكؿ خاضعا لمقكاعد العامة الكاردة بالمجمة الجزائية كمف حيث اإلجراءات لمجمة اإلجراءات‬ ‫لئف كاف الصنؼ ّ‬
‫فإف الجرائـ العسكرية تخضع باألساس ألحكاـ مجمة المرافعات كالعقكبات العسكرية ‪ 44‬كيتّضح أف مجمة‬ ‫الجزائية ّ‬
‫المرافعات كالعقكبات العسكرية تعتمد التقسيـ الثنائي لمجرائـ العسكرية كيقع التفريؽ بيف الجنايات كالجنح كال كجكد‬
‫فرؽ‬
‫شدة العقكبات المستكجبة ‪ ،‬كنظ ار لطبيعة المياـ ك حساسيتيا ‪ّ ،‬‬
‫يميز الجرائـ العسكرية ّ‬
‫لمخالفات كما ّ‬
‫المشرع بيف إرتكاب الجريمة زمف السمـ كزمف الحرب ككذلؾ بيف الجناة حسب رتبيـ العسكرية‬
‫ّ‬
‫الجرائم السياسية وجرائم الحق العام‬
‫أم‬
‫المس مف كياف الدكلة كمصالح المجتمع العميا ‪،‬كال كجكد بتشريعنا إلى ّ‬
‫الجرائـ السياسية تيدؼ ظاى ار إلى ّ‬
‫تعريؼ لمجريمة السياسية رغـ تناكليا باإلشارة ضمف مجمة اإلجراءات الجزائية إذ "ال يمنح التسميـ إذا كانت‬
‫‪45‬‬
‫أك بالفصؿ‬ ‫أف طمب التسميـ كاف لغاية سياسية ‪"....‬‬
‫الجناية أك الجنحة تكتسي صبغة سياسية أك إتضح ّ‬
‫‪46‬‬
‫‪ 331‬ـ إج بشأف تنفيذ اإلنابات العدلية‬
‫‪ )17‬المسؤولية الجزائية الشخصية‬
‫يقتضي مبدأ المسؤكلية الشخصية أف يحمؿ عبء الفعمة عمى مف حقّؽ الركف المادم لمجريمة أك حاكؿ ذلؾ أك‬
‫أف‬
‫حرض عميو أك أعاف الفاعؿ األصمي ‪ ،‬عمى ّ‬ ‫ساىـ فيو أك شارؾ في تحقيقو أك اإلنتفاع بمحصكؿ الجريمة أك ّ‬
‫عدة أفراد لكنو يبقى الحديث عف مسؤكلية فردية ‪ ،‬لذلؾ كجب‬
‫تحقيؽ ىذا الركف يمكف أف يأتيو فرد كاحد أك ّ‬
‫التفريؽ بيف جممة المساىميف في إرتكاب الجريمة كمبنى التجريـ ليقع التخمّص إلى صكر المشاركة في‬
‫الجريمة‪.‬‬
‫الفاعل األصمي‬
‫ىك مف حقّؽ الركف المادم لمجريمة أك شرع في تنفيذه كيعتبر ك ّؿ مف ساىـ بقسط سابؽ أك متزامف أك الحؽ في‬
‫تحقيؽ الركف المادم لمجريمة أك اإلنتفاع بمحصكليا أك إخفائو أك إخفاء الجناة شريكا ينالو مبدئيا نفس العقاب‬
‫المستكجب لمفاعؿ األصمي‬

‫‪( - 43‬اٌفظً ‪ َ 350‬إج)‪.‬‬


‫‪ - 44‬اٌظبصعح ثّمزؼ‪ ٝ‬أِغ ‪ 8‬جّبص‪ ٜ‬اٌثبٔ‪١‬خ ‪ 1376‬اٌّ‪ٛ‬افك ٌ‪ 10 َٛ١‬جبٔف‪ٚ 1957 ٟ‬صسٍذ د‪ّ١‬ؼ اٌزٕف‪١‬ظ ف‪ ٟ‬غغح ف‪١‬فغ‪1957 ٞ‬‬
‫‪ - 45‬اٌفظً ‪ َ 313‬إج ‪ٔ ٛ٘ٚ‬ضّ ال ‪٠‬ؼزجغ اإلػزضاء ػٍ‪ ٝ‬د‪١‬بح عئ‪١‬ؾ اٌض‪ٌٚ‬خ أ‪ ٚ‬أدض أفغاص ػبئٍزٗ أ‪ ٚ‬أدض أػؼبء اٌذى‪ِٛ‬خ جغ‪ّ٠‬خ ؿ‪١‬بؿ‪١‬خ‬
‫‪ - 46‬ف‪ ٟ‬دبٌخ اٌززجؼبد اٌجؼائ‪١‬خ غ‪١‬غ اٌـ‪١‬بؿ‪١‬خ ثض‪ٌٚ‬خ أجٕج‪١‬خ‪ ،‬فئْ اإلٔبثبد اٌؼضٌ‪١‬خ اٌظبصعح ػٓ اٌـٍطخ األجٕج‪١‬خ رغص ثبٌطغ‪٠‬ك اٌض‪٠‬جٍ‪ِٛ‬بؿ‪ٚ ٟ‬رذبي ػٍ‪ٚ ٝ‬ػاعح اٌؼضي ‪....‬‬
‫‪20‬‬
‫المحرض‬
‫ّ‬
‫‪ 111‬مف القانكف‬ ‫المحرض " فاعال معنكيا " مثؿ القانكف اإليطالي بالفصؿ‬
‫ّ‬ ‫تذىب بعض التشاريع إلى إعتبار‬
‫‪ 23‬منو‬ ‫‪ 66‬كالدانماركي بالفصؿ‬ ‫الجزائي كالقانكف األلماني بالفصؿ ‪ 48‬منو كالقانكف البمجيكي بالفصؿ‬
‫‪47‬‬
‫المحرض‬
‫ّ‬ ‫جؿ التشاريع فإنيا ال زالت تعتبر‬
‫أما ّ‬ ‫كالسكيسرم بالفصؿ ‪ 24‬ككذلؾ بالقانكف الككيتي بالمادة ‪47‬‬
‫مشاركا في الجريمة لعدـ تحقيقو شخصيا الركف المادم لمجريمة‬
‫يحرضو عمى إرتكاب الجريمة مساىما‬ ‫القانكف بتكنس " حاالت يعتبر فييا القانكف الشخص الذم يؤجر غيره أك ّ‬
‫إلى جانب الفاعؿ األصمي ‪...‬كمف ذلؾ ما كرد بالفصؿ ‪ 237‬مف ؽ ج ‪...‬كىي حالة إستثنائية يعتبر فييا الفاعؿ‬
‫‪48‬‬
‫أف ىذا التفسير‬
‫لنتبيف ك ّ‬
‫لكنو يتّجو الرجكع إلى عمؿ المحاكـ ّ‬
‫ّ‬ ‫المعنكم مساىما فييا بكصفو فاعال أصميا "‬
‫يجرـ ىك إتياف فعؿ اإلختطاؼ أك محاكلتو‬
‫أف ما ّ‬
‫لمفصؿ المذككر ال يذىب في ىذا اإلتجاه كيؤخذ مف منطكقو ّ‬
‫كال كجكد ألم قرار يعتبر لفظ العمؿ عمى اإلختطاؼ فعال أصميا يكجب مؤاخذة مرتكبو كفاعؿ أصمي ثاف كلع ّؿ‬
‫مرده الرجكع إلى صيغة نص الفصؿ بالفرنسية ‪" quiconque aura enlevé ou tenté d’enlever‬‬ ‫ىذا ّ‬
‫المحرض قد أغرل غيره‬‫ّ‬ ‫أما إذا كاف‬
‫العدة كالشركع في عمؿ يؤدم إلى اإلختطاؼ ّ‬‫فمفظ العمؿ يقصد بو إعداد ّ‬
‫بالماؿ أك حممو تحت التيديد عمى إتماـ الفعمة محمو فإنو يعتبر مشاركا في الجريمة عمى معنى الفقرة األكلى مف‬
‫‪49‬‬
‫الفصؿ ‪ 32‬مف ؽ ج‬
‫صؼ الفاعؿ المعنكم‬
‫ّ‬ ‫كبآستثناء الحاالت الخاصة المنصكص عمييا بالقانكف ‪ -‬ال يرتقي التحريض بمرتكبو إلى‬
‫كما يمكف أف يترتّب عمى ذلؾ مف آثار بؿ يبقيو شريكا عمى معنى الفقرة األكلى مف الفصؿ ‪ 32‬مف ؽ ج ك‬
‫يستعير التجريـ كالعقاب مف جريمة الفاعؿ األصمي ‪.‬‬
‫تعدد الفاعمين‬
‫يذىب في بعض الجرائـ األخرل إلى‬ ‫المشرع‬
‫ّ‬ ‫أف‬
‫تعدد األطراؼ المساىمة فييا غير ّ‬
‫ال يشترط في ج ّؿ الجرائـ ّ‬
‫إشتراط صدكر الفعؿ عف أكثر مف طرؼ لقياـ الفعمة كتكفر األركاف كما يجعؿ تعدد الجناة في مكاضع أخرل‬
‫لكف مفيكـ لفظ المشاركة‬
‫ظرؼ تشديد لمعقاب ‪ ،‬كمف ذلؾ عمى مستكل جرائـ اإلعتداء عمى أمف الدكلة الداخمي ‪ّ .‬‬
‫في ىذا الصنؼ مف الجرائـ ليس نفسو المقصكد بالفصؿ ‪ 32‬مف ؽ ج ‪ ،‬بؿ يتعداه لمفيكـ المساىمة المباشرة أم‬
‫أف‬
‫أف ك ّؿ كاحد مف الجناة يعتبر فاعال أصميا ‪ ،‬كلئف كانت ىذه الجرائـ الجماعية قميمة عمى مستكل تشريعنا إالّ ّ‬
‫ّ‬
‫تجنب " التكتالت اإلجرامية " أك اإلنسياؽ كراء مريدييا لما لذلؾ‬
‫عقكباتيا صارمة أحيانا غاية المشرع مف كرائيا ّ‬
‫مف تأثير عمى األمف كالسمـ صمب المجتمع ‪.‬‬

‫‪ - 47‬اٌّ‪ٛ‬ؿ‪ٛ‬ػخ اٌجؼائ‪١‬خ ٌٍمبػ‪ ٟ‬فغ‪٠‬ض اٌؼغج‪ ٟ‬اٌّجٍض اٌثبٔ‪ ٟ‬صاع طبصع ث‪١‬غ‪ٚ‬د ‪ 1995‬ص ‪ِٚ 310‬ب ‪ٙ١ٍ٠‬ب‬
‫‪ - 48‬األؿزبط فغج اٌمظ‪١‬غ اٌّغجغ اٌـبثك ص ‪172‬‬
‫‪ - 49‬اٌششض اٌظ‪ ٞ‬أعشض إلعرىبة اٌجغ‪ّ٠‬خ أ‪ ٚ‬رـجت ف‪ٙ١‬ب ثؼطب‪٠‬ب أ‪ٚ ٚ‬ػ‪ٛ‬ص أ‪ ٚ‬ر‪ٙ‬ض‪٠‬ضاد ‪.......‬‬
‫‪21‬‬
‫قواعد المشاركة‬
‫تصرفات غير‬ ‫أف صكر المشاركة متعددة إذ تتراكح بيف مجرد اإلرشاد أك التحريض كىي‬
‫الفصؿ ‪ 32‬مف ؽ ج ّ‬
‫مادية كبيف المساعدة المادية كتقديـ الدعـ كالمعكنة لمفاعؿ األصمي مف جية كبيف مشاركة سابقة أك متزامنة أك‬
‫المشرع كاضحا إذ العبرة في المشاركة بتسييؿ تحقيؽ الركف المادم‬
‫ّ‬ ‫الحقة مف جية أخرل ‪ .‬كيبدك مكقؼ‬
‫لمجريمة سكاء بالتحريض عميو أك اإلرشاد المسيؿ لتحقيقو أك ضماف نجاح المشركع اإلجرامي ك اإلنتفاع‬
‫بمحصكؿ الجريمة إلى جانب الدعـ المادم كالمعنكم لمفاعميف األصمييف في الصكرة الخاصة الكاردة بالفقرة‬
‫األخيرة عند حصكؿ العمـ بالمشاريع اإلجرامية كالتستّر عمى الجناة بإيكائيـ أك تسييؿ إجتماعاتيـ ‪.‬‬
‫المشاركة السابقة‪:‬‬
‫يمكف حصر صكر المشاركة السابقة في حاالت ثالثة كىي اإلرشاد كالتحريض كاإلعانة‪.‬‬
‫كمده‬
‫‪ )1‬اإلرشاد ‪ :‬مف شركط اإلرشاد أف يككف المرشد قد أراد تحقيؽ الفاعؿ األصمي لمركف المادم لمجريمة ّ‬
‫لكف ال يمكف بحاؿ تتبع "صاحب المعمكمات " مف أجؿ‬ ‫تبصر كعمـ بالمعطيات الالزمة إلنجاح غرضو‬ ‫عف ّ‬
‫‪ .50‬ك" سكء النية" مشترط في المرشد إذ‬ ‫المشاركة إلنتفاء العمـ لديو بالمشركع اإلجرامي أك قصده اإلنخراط فيو‬
‫يجب أف يككف قد أرشد عف قصد إلرتكاب الجريمة كال يؤاخذ إال مف أجؿ ما قصد المشاركة فيو " فالشريؾ الذم‬
‫أرشد عف سكء ّنية إليقاع السرقة ال يعاقب إال مف أجؿ ذلؾ كال يجكز قانكنا تشريكو في القتؿ الذم إرتكبو‬
‫نص في القانكف يسمح بالتشريؾ في الجرائـ المحتممة أك‬‫أف جناية القتؿ كانت متكقعة إذ ال ّ‬
‫السارؽ بدعكل ّ‬
‫‪51‬‬
‫أف اإلرشاد كاف القصد منو إرتكاب السرقة ال غير"‬
‫المتكقعة أحرل إف أثبتت المحكمة ّ‬
‫‪ )2‬التسبب في إرتكاب الجريمة أك التحريض ‪:‬القانكف رغـ إستبعاده المحرض مف دائرة التجريـ كفاعؿ أصمي‬
‫معنكم ‪ّ ،‬قيد تجريمو عمى أساس المشاركة بكجكب بذلو العطايا أك اليدايا أك الكعكد أك بتجاكزه لنفكذه أكسمطتو‬
‫أك بآستعماؿ الحيؿ اإلجرامية‪ ،‬محكمة التعقيب إ ّف" محكمة المكضكع أدانت الطاعف مف أجؿ المشاركة في‬
‫أف مجرد التحريض ال‬
‫تفكه تمؾ العبارة التي رأت فييا تحريضا كالحاؿ ّ‬
‫اإلعتداء بالعنؼ مستخمصة ذلؾ مف ّ‬
‫تتككف منو المشاركة السابقة طبؽ مقتضيات الفقرة األكلى مف الفصؿ ‪ 32‬إذ يجب أف يككف مصحكبا بعطايا أك‬
‫ّ‬
‫‪52‬‬
‫كما سبؽ لمحكمة التعقيب تأكيد ذلؾ بالتفريؽ بيف‬ ‫نص المشاركة "‬
‫مكاعيد أك خزعبالت حسبما إقتضى ذلؾ ّ‬
‫إما باإلرشاد فقط كا ّما باؿ تسبب باليدايا أك‬
‫تتـ ّ‬
‫أف" المشاركة السابقة ّ‬
‫صكرتي الفقرة األكلى مف الفصؿ ‪ 32‬إذ ّ‬
‫‪53‬‬
‫إف لفظة النفكذ التي إستعمميا المشرع بالفصؿ ‪ 32‬مف ؽ ج‬ ‫العطايا أك المكاعيد أك اإلغراء محكمة التعقيب " ّ‬
‫المتعمؽ بالمشاركة ليا معناىا المطمؽ كتشمؿ أيضا النفكذ األدبي الذم يمكف أف يتمتع بو الشريؾ عمى الفاعؿ‬
‫‪54‬‬
‫األصمي ميما كانت عالقة األكؿ بالثاني"‬

‫‪ - 50‬رغ ج ف‪ٔ ٟ‬فؾ اٌ‪ٛ‬جٗ ػضص ‪ 4349‬اٌظبصع ف‪ٛٔ25 ٟ‬فّجغ ‪ 1981‬إٌشغ‪٠‬خ ص‪160‬‬
‫‪ - 51‬رغ ج ػضص ‪ 547‬اٌظبصع ف‪ِ 15 ٟ‬ب‪ِ 1961 ٞ‬جّ‪ٛ‬ع اٌّجبصا ِذىّخ اٌزؼم‪١‬ت ف‪ ٟ‬اٌّبصح اٌجؼائ‪١‬خ ِٓ ‪ 1957‬إٌ‪1970 ٝ‬ق رش ػضص سبص ‪ 1971‬ص‪72‬‬
‫‪ - 52‬رغ ج ػضص ‪ 15650‬اٌظبصع ف‪ِ 7 ٟ‬ب‪ ْ 1986 ٞ‬ج ص ‪363‬‬
‫‪ - 53‬رغ ج ػضص ‪ 8045‬اٌظبصع ف‪ 17 ٟ‬ج‪ٛ‬اْ ‪ 1971‬إٌشغ‪٠‬خ ص ‪171‬‬
‫‪ - 54‬رغ ج ػضص ‪ 765‬اٌظبصع ف‪ 16 ٟ‬جبٔف‪ِ 1961 ٟ‬جّ‪ٛ‬ع اٌّجبصا ِذىّخ اٌزؼم‪١‬ت ف‪ ٟ‬اٌّبصح اٌجؼائ‪١‬خ ِٓ ‪ 1957‬إٌ‪1970 ٝ‬ق رش ػضص سبص ‪ 1971‬ص‪)72‬‬
‫‪22‬‬
‫‪ )3‬اإلعانة عمى األعمال التحضيرية ‪ :‬مف ذلؾ تعمد الشريؾ تمكيف الفاعؿ األصمي مف مفؾ البراغي قصد‬
‫‪56‬‬ ‫‪55‬‬
‫‪.‬‬ ‫أك " تقديـ بطاقتيف صحيحتي األصؿ قصد إفتعاليا‬ ‫إستعمالو في خمع السيارة المزمع اإلستيالء عمييا‬
‫كمما يشترط في المشاركة السابقة أف يككف الشريؾ عمى ّبينة كأف يعرض أك يقبؿ تكفير ما يطمب منو كىك‬
‫لكف عدكؿ الجاني عمى تنفيذ الجريمة ينفي عنو صفة الشريؾ إالّ في بعض‬
‫عمى ّبينة مف المشركع اإلجرامي ‪ّ ،‬‬
‫الصكر التي تككف فييا المساعدة جريمة قائمة بذاتيا مثؿ تكفير سالح نارم بدكف رخصة أك الحصكؿ عمى‬
‫متفجرات‬
‫المشاركة المتزامنة‬
‫كتتطمب كجكد الفاعؿ األصمي كالشريؾ في ظرفي المكاف كالزماف أحيانا كمف ذلؾ تكلي الشريؾ حراسة‬
‫تعمد الشريؾ مسؾ الضحية‬
‫المكاف في حيف يعمد الفاعؿ األصمي إلى النفاذ داخؿ المحؿ كآرتكاب السرقة أك ّ‬
‫لتسييؿ عمؿ الفاعؿ األصمي ك تنفيذ مخططو اإلجرامي‬
‫القرار التعقيبي عدد ‪ 2705‬الصادر بتاريخ ‪ 30‬ديسمبر ‪ " 1963‬مسؾ الطاعنة القتيؿ عندما إرتمى عميو شقيقو‬
‫كخنقو كلـ تتخمى عف ذلؾ إالّ عندما أتـ زكجيا " عممو المذككر " يجعميا قد شاركتو في القتؿ مشاركة مقارنة‬
‫‪57‬‬
‫حسب الفقرة الثانية مف الفصؿ ‪ 32‬مف ؽ ج‬
‫المشاركة الالحقة‬
‫أف أبسط صكرىا يمكف أف‬
‫تتعدد صكر المشاركة الالحقة كتختمؼ حسب نكع الجريمة ككيفية إتيانيا عمى ّ‬
‫ّ‬
‫تحكؿ الجاني إلى‬
‫تتمثؿ في مياتفة الصديؽ لصديقو كطمبو منو إحضار كسيمة نقؿ لرفع محصكؿ سرقة أك في ّ‬
‫منزؿ ىذا الصديؽ كاإلشارة عميو بإخفاء المسركؽ لديو بعد إعالمو بالكاقعة ‪ ،‬أك شراء المسركؽ مع العمـ بفساد‬
‫مصدره‪.‬‬
‫كالمشاركة الالحقة تقكـ أساسا عمى اإلنتفاع بمحصكؿ الجريمة أك إخفاء معالميا أك ضماف عدـ عقاب‬
‫مرتكبييا كيمكف التفريؽ بيف صنفيف مف اإلخفاء ‪ ،‬أكليما يتصؿ بإخفاء المسركؽ أك محصكؿ الجريمة كثانييما‬
‫المجرـ جريمة مستقمة عف صكر‬
‫ّ‬ ‫المشرع الفرنسي مف إخفاء محصكؿ الفعؿ‬
‫ّ‬ ‫بإخفاء األشخاص ‪ ،‬كلئف جعؿ‬
‫كتكسع فقو القضاء في مدلكؿ " إخفاء‬
‫ّ‬ ‫المشاركة ‪ 58‬إالّ أف تشريعنا إعتبره صكرة مباشرة لممشاركة الالحقة‬
‫المسركؽ أك غيره مف الكسائؿ األخرل" كذلؾ بآعتماد بقية النص المتضمف اإلنتفاع بمحصكؿ الجريمة كمف ذلؾ‬
‫‪59‬‬
‫‪.‬‬
‫أف متأتى جريمة الخيانة المكصكفة مشمكؿ في ىذه الصكرة‬‫ّ‬
‫أما إخفاء األشخاص فقد نصت عميو أحكاـ الفقرة األخيرة مف الفصؿ ‪ 32‬مف ؽ ج كذلؾ بإعتبار الشخص‬
‫ّ‬
‫مشاركا إذا إعتاد إعداد محؿ لسكنى أك إلختفاء أك إلجتماع متعاطي قطع الطريؽ أك اإلعتداء عمى أمف الدكلة‬

‫‪ - 55‬رغ ج ػضص ‪ 41224‬اٌـبثك طوغٖ)‬


‫‪ - 56‬رغ ج ػضص ‪ 4165‬اٌظبصع ف‪ 9 ٟ‬ج‪١ٍ٠ٛ‬خ ‪ٚ 1980‬عص ثبٌّجٍخ اٌجؼائ‪١‬خ اٌّذالح ثزؼٍ‪١‬ك األؿزبط ِظطف‪ ٝ‬اٌظشغ‪ِ ٞ‬طجؼخ فٓ اٌطجبػخ اٌطجؼخ اٌثبٔ‪١‬خ ص‪)24‬‬
‫‪ - 57‬إٌشغ‪٠‬خ ‪ 1963‬ص ‪160‬‬
‫‪ - 58‬رُ اٌزٕظ‪١‬ض ػٍ‪ ٝ‬اٌّشبعوخ ثبٌفظً ‪ ِٓ 60‬اٌّجٍخ اٌجؼائ‪١‬خ اٌفغٔـ‪١‬خ اٌمض‪ّ٠‬خ ف‪ ٟ‬د‪ ٓ١‬وبٔذ األدىبَ اٌّزؼٍمخ ثئسفبء ِذظ‪ٛ‬ي اٌجغائُ ثبٌفظٍ‪٘ٚ 462ٚ 461 ٓ١‬ظاْ‬
‫اٌفظالْ رمبثٍ‪ّٙ‬ب ف‪ ٟ‬رشغ‪٠‬ؼٕب اٌفمغح اٌغاثؼخ ِٓ اٌفظً ‪ 32‬ثُ ‪ٚ‬ثزؼض‪ ً٠‬اٌمبٔ‪ ْٛ‬اٌجؼائ‪ ٟ‬اٌفغٔـ‪ ٟ‬أطجذذ اٌّشبعوخ ِٓ ِشّ‪ٛ‬الد اٌفظً ‪121-7‬‬
‫‪ - 59‬رغ ج ػضص ‪ 11329‬اٌظبصع ف‪ 8 ٟ‬جبٔف‪ ْ 1975 ٟ‬اٌجؼء األ‪ٚ‬ي ص‪19‬‬
‫‪23‬‬
‫أك األمف العاـ أك عمى األشخاص أك األمالؾ مع عممو بأعماليـ اإلجرامية ‪ ،‬كمف شركط التجريـ مف أجؿ‬
‫المشاركة تكفر عنصر اإلعتياد مع العمـ بالنشاط اإلجرامي كليست مشاركة الشخص في ىذه الحالة سابقة أك‬
‫متزامنة أك الحقة بؿ ىي متكاصمة كعمى إتصاؿ بالنشاط اإلجرامي كمثؿ ىذه األحكاـ تتكرر صمب المجمة‬
‫‪60‬‬
‫الجزائية‬
‫عقاب المشارك‬
‫يخضع عقاب المشارؾ إلى أحكاـ الفصؿ ‪ 33‬مف ؽ ج مبدئيا نفس العقاب المستكجب لمفعمة ينسحب عمى‬
‫الفاعؿ األصمي ك المشارؾ دكف تفريؽ كذاؾ ما يعرؼ بآستعارة العقاب ما لـ تر المحكمة إسعافو بظركؼ‬
‫أف الكصؼ اإلجرامي لمفعمة المرتكبة مف الفاعؿ األصمي ينسحب عمى عمؿ الشريؾ كىك‬
‫التخفيؼ ‪،‬كمبنى ىذا ّ‬
‫لكف ىذيف المبدأيف يعرفاف بعض اإلستثناءات‬
‫ما يعرؼ بآستعارة التجريـ ‪ّ ،‬‬
‫مبدأ إستعارة التجريم‬
‫أف المشارؾ في الجريمة يرتبط مف حيث كصؼ األفعاؿ المرتكبة منو بالكصؼ المضفى‬ ‫المقصكد بيذا المبدأ ّ‬
‫المشدد لمسرقة أك خيانة المؤتمف‬
‫ّ‬ ‫قانكنا عمى الفعمة األصمية كال يمكف إضفاء كصؼ مغاير عمى فعمتو فالظرؼ‬
‫المشددة مرتبطة بالشريؾ فال تأثير ليا عمى الكصؼ ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫أما إذا كاف ت الصفة‬
‫أك غيرىما ينسحب عمى مشاركتو ّ‬
‫فكمّما يأتي الفاعؿ األصمي فعمة تقترف بظرؼ تشديد متؤتي مف صفتو إالّ كآنسحبت تمؾ الصفة عمى المشارؾ ‪.‬‬
‫لكف صفة المشارؾ ال يمكف ليا أف تؤثّر عمى كصؼ الفعمة ‪.‬‬
‫ّ‬
‫إستعارة العقاب‬
‫ينص القانكف عمى خالؼ ذلؾ أك إقتضت األحكاؿ‬
‫يستكجب المشارؾ نفس العقاب المقرر لمفاعؿ األصمي ما لـ ّ‬
‫تمتيعو بظركؼ التخفيؼ كذلؾ حسبما إقتضاه الفصؿ ‪ 33‬مف ؽ ج ‪ ،‬كقد جرل فقو القضاء عمى إعتماد أحكاـ‬
‫أف القانكف يضع أحيانا عقابا ألطؼ بالمشارؾ كمف‬
‫الفصؿ ‪ 53‬مف ؽ ج كسحب أحكامو عمى المشارؾ كما ّ‬
‫ذلؾ ما تضمنو الفصؿ ‪ 34‬مف ؽ ج‬
‫يتسنى تسميط العقاب عمى المشارؾ ؟ عديد الصكر يمكف أف‬
‫لكف ىؿ يشترط أف يعاقب الفاعؿ األصمي حتى ّ‬ ‫ّ‬
‫تحدث كيمكف أف يعاقب فييا المشارؾ دكف الفاعؿ األصمي كمنيا ‪:‬‬
‫أف ىذا األخير كاف‬
‫يتبيف ّ‬
‫‪ -‬إتياف المشارؾ فعمتو بتسييؿ إرتكاب الفاعؿ األصمي جريمتو غير ّأنو ّ‬
‫فإف الفاعؿ األصمي يعفى مف العقاب لعدـ إمكانية‬
‫فاقدا لمعقؿ زمف إرتكاب الفعمة كبمكجب الفصؿ ‪ 38‬مف ؽ ج ّ‬
‫مؤاخذتو في حيف يعاقب المشارؾ‪.‬‬
‫‪ -‬عند مشاركة طفؿ دكف الثالثة عشر عاما ‪ ،‬يعاقب المشارؾ كيعفى الطفؿ لعدـ إمكانية المؤاخذة‪.‬‬

‫‪ - 60‬اٌفظً ‪ ِٓ 133‬ق ج ‪٠ :‬ؼبلت ثبٌؼم‪ٛ‬ثبد اٌّمغعح ثبٌفمغح األ‪ ِٓ ٌٝٚ‬اٌفظً اٌّزمضَ وًّ إٔـبْ رؼّض لظضا إػضاص ِذً إلجزّبع أػؼبء ػظبثخ ِفـض‪ ٓ٠‬أ‪ ٚ‬أػبٔ‪ُٙ‬‬
‫ثبٌّبي أ‪ ٚ‬ػٍ‪ ٝ‬اإلؿزفبصح ثّذظ‪ٛ‬ي أفؼبٌ‪ ُٙ‬اٌشج‪١‬ثخ أ‪ ٚ‬أػطبُ٘ ِذال ٌٍـىٕ‪ ٝ‬أ‪ ٚ‬اإلسزفبء‬
‫‪24‬‬
‫نصي كمف ذلؾ ما تضمنو الفصؿ ‪ 266‬مف ؽ ج المتعمؽ " بالحصانة العائمية "‬
‫‪ -‬عند كجكد إعفاء ّ‬
‫أف ىذا ال ينسحب‬
‫كالذم ينفي جريمة السرقة عمى األصكؿ كاف عمكا إذا إرتكبكا إختالسات ألمتعة أبنائيـ غير ّ‬
‫‪61‬‬
‫إالّ عمى ىؤالء األصكؿ دكف سكاىـ‬
‫‪ -‬كما يحدث أف تككف الفعمة األصمية غير معاقب عمييا في حيف يعاقب المشارؾ كمف ذلؾ ما‬
‫تضمنو الفصؿ ‪ 206‬مف ج " يعاقب بالسجف مدة خمسة أعكاـ اإلنساف الذم يعيف قصدا غيره عمى قتؿ نفسو‬
‫أف اإلنتحار غير مجرـ لسبب منطقي كبسيط كىك عدـ إمكانية تتبع‬
‫بنفسو فالمساعدة يعاقب عمييا في حيف ك ّ‬
‫ميت‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ -‬إمكانية تتبع المشارؾ كمعاقبتو كلك بقي الفاعؿ األصمي مجيكال شرط إثبات عمـ المشارؾ بفساد‬
‫أف‬
‫ق كاف إقتضى المبدأ القانكني العاـ ّ‬
‫مصدر األمكاؿ الكاصمة إلى يده كذاؾ ما أكدتو محكمة التعقيب قكال أف "‬
‫عدـ تتبع الفاعؿ األصمي ال يمنع قانكنا مف تتبع الشريؾ خصكصا إذا ظؿ الفاعؿ األصمي مجيكال كما ىي‬
‫‪62‬‬
‫أف مبدأ إستعارة العقاب ليس مطمقا كال ينسحب في ك ّؿ الحاالت ‪ ،‬فما كاف مرتبطا‬
‫صكرة الحاؿ " كيتّضح ّ‬
‫بعنصر شخصي ال ينسحب إالّ عمى صاحبو كتبقى صكرة أخيرة تتصؿ بعقاب المشارؾ كىي المتصمة بالجريمة‬
‫أما إذا تجاكز‬
‫التي كاف قصده المشاركة فييا ‪ ،‬فالمشارؾ يعاقب عمى الفعؿ الذم كاف ساىـ بقسط في تحقيقو ّ‬
‫الفاعؿ األصمي مح ّؿ اإلتفاؽ فإف العقاب ال يككف إالّ في حدكد ما كاف قصده المشاركة فيو‬
‫المشاركة السمبية أو اإلمتناع المحظور‬
‫أف المشاركة يمكف أف تتمثؿ في عمؿ سابؽ أك متزامف أك الحؽ‬
‫يتّضح مف مراجعة أحكاـ المجمة الجزائية ّ‬
‫الغاية منو مساعدة الفاعؿ األصمي عمى تحقيؽ مشركعو اإلجرامي أك اإلنتفاع مف محصكلو أك ضماف عدـ‬
‫أما إذا إقتصر المرء عمى حضكر إرتكاب الجاني لفعمتو كلـ تكف غايتو مساعدتو عمى إرتكاب الجريمة كلـ‬
‫عقابو ّ‬
‫لكف طبيعة بعض الجرائـ كخطكرتيا عمى‬
‫تتكفر نية المشاركة لديو فإنو يككف مبدئيا معفى مف العقاب ‪ّ ،‬‬
‫األشخاص أك األمف العاـ تحتّـ عمى ىذا الشخص اإلعالـ عنيا درءا لممفسدة كتمبية لكاجب المكاطنة كك ّؿ‬
‫تقاعس أك عدـ إعالـ عمى مثؿ ىذه الجرائـ يمكف أف يؤدم إلى التجريـ في الحاالت الخطرة كذاؾ ما إتفؽ عمى‬
‫ليكرس كاجب اإلعالـ أك‬
‫تسميتو بالمشاركة السمبية أك اإلمتناع المحظكر‪ ،‬لكف مجاؿ التجريـ تكسع أكثر ّ‬
‫اإلشعار عف بعض التصرفات تحت التيديد بالعقاب عندما يتعمؽ األمر بتعرض طفؿ لسكء المعاممة أك القسكة‬
‫السر الميني كتجاكز األمر حدكد عدـ اإلعالـ بالجرائـ‬
‫ييدد تكازنو ككذلؾ عند كجكد أعماؿ إرىابية برفع ّ‬
‫بما ّ‬
‫ليمزـ المكاطنيف بكاجب التدخؿ لمتصدم لمجريمة تحت شركط معينة ‪.‬‬
‫كيعتبر أمر ‪ 9‬جكيمية ‪ 1942‬المؤسس لممشاركة السمبية‬

‫‪ - 61‬ال رؼ ّض ِٓ اٌـغلخ اإلسزالؿبد اٌ‪ٛ‬الؼخ ِٓ األط‪ٛ‬ي ‪ٚ‬إْ ػٍ‪ٛ‬ا ألِزؼخ أثٕبئ‪ ُٙ‬إال إطا وبْ ثؼغ اٌّـغ‪ٚ‬ق ٍِىب ٌٍغ‪١‬غ أ‪ِ ٚ‬ؼم‪ٛ‬ال ‪ٚ .‬ال رٕـذت أدىبَ ٘ظا اٌفظً ػٍ‪ٝ‬‬
‫غ‪١‬غ األط‪ٛ‬ي فبػٍ‪ ٓ١‬أطٍ‪ ٓ١١‬أ‪ِ ٚ‬شبعو‪ٓ١‬‬
‫‪ - 62‬رغ ج ػضص ‪ 4476‬اٌظبصع ف‪ِ 5 ٟ‬بعؽ ‪ ْ 1980‬ج ص ‪57‬‬
‫‪25‬‬
‫‪ )18‬موانع المسؤولية‬
‫يتصكر تكفر القصد لدل الصغير الذم لـ يبمغ الثالثة عشر عاما مف عمره ككذلؾ فاقد العقؿ إذ رفع القمـ‬
‫ّ‬ ‫ال‬
‫عمى كمييما عمال بالفصؿ ‪ 38‬مف ؽ ج ‪.‬‬
‫السن‬
‫ّ‬ ‫صغر‬
‫" ال يعاقب مف لـ يتجاكز سنو ثالثة عشر عاما كاممة عند إرتكابو الجريمة ‪"....‬تمؾ ىي مقتضيات الفصؿ ‪38‬‬
‫‪ 9‬جكيمية ‪ 1913‬إذ‬ ‫أف ىذا الفصؿ لـ يكف كذلؾ عند صدكر المجمة في‬
‫مف ؽ ج في صيغتو الحالية عمى ّ‬
‫سف‬
‫تـ بمقتضاه الترفيع في ّ‬
‫عمي ّ‬
‫السف المعتمدة ىي سبعة أعكاـ كبتاريخ ‪ 22‬جكاف ‪ 1950‬صدر أمر ّ‬‫كانت ّ‬
‫المؤاخذة إلى ثالثة عشر عاما‪.‬‬
‫أم صعكبة تطبيقية بآستثناء تحديده عند غياب المثبت لو رسميا كىك‬
‫سف المؤاخذة ال يطرح ّ‬
‫كلئف كاف ّ‬
‫فإف إلتجاء القضاء إلى أىؿ الخبرة ممكف ‪ ، 63‬كتحديده كاجب لما لو مف تأثير‬
‫مضمكف الكالدة أك التصريح بيا‪ّ ،‬‬
‫‪64‬‬
‫سف الثالثة عشر عاما عند إرتكابو لمفعمة يجعمو غير مؤاخذ عمى فعمتو‬
‫عمى كجو الفصؿ ‪ ،‬فعدـ بمكغ الطفؿ ّ‬
‫لكف مسؤكليتو تككف مخففة بما يتماشى كحداثة عيده بالحياة‪.‬‬
‫أما إذا ما تجاكزىا فإنو يصبح مسؤكال جزائيا ّ‬
‫ّ‬
‫‪ 54‬ك عدد ‪ 55‬الصادريف في ‪ 4‬جكاف ‪1982‬‬ ‫سف الرشد الجزائي ثمانية عشر عاما بمكجب القانكنيف عدد‬ ‫ّ‬
‫عدال أحكاـ مجمة اإلجراءات الجزائية ك المجمة الجنائية كصمب مجمة حماية الطفؿ الصادرة بمقتضى‬
‫كالذيف ّ‬
‫‪65‬‬
‫‪.‬‬ ‫القانكف عدد ‪ 92‬المؤرخ في ‪ 9‬نكفمبر ‪ 1995‬كىك مكقؼ مطابؽ لتصكر المنتظـ األممي في ىذه الناحية‬
‫كقد حدد الفصؿ ‪ 68‬مف المجمة مراحؿ المسؤكلية الجزائية لمطفؿ‪ :‬مف ‪ 0‬حتى ‪ 13‬قرينة انعداـ مسؤكلية مطمقة‪،‬‬
‫مف ‪ 13‬حتى ‪ 15‬قرينة بسيطة مف ‪ 15‬حتى ‪ 18‬مرحمة المسؤكلية المخففة‪.‬‬
‫ك مف مزايا ىذه المجمة في الباب المتعمؽ بالجنكح بعدىا عف الطابع الزجرم عند إرتكاب الطفؿ جريمة‬
‫المشرع عف‬
‫ّ‬ ‫تردل فييا كما إبتعد‬
‫كالبحث كراء أنجع الطرؽ لمساعدتو كاصالحو كآنتشالو مف الكضعية التي ّ‬
‫بعض المفاىيـ المعتمدة في قضايا الرشداء كمف ذلؾ تكريسو عمال قضائيا صمب ىذه المجمة يتمثؿ في إمكانية‬
‫‪66‬‬
‫سف الطفؿ بيف الثالثة‬
‫تجنيح ك ّؿ الجرائـ بآستثناء جرائـ القتؿ كعدـ تجريـ المحاكلة في مادة الجنح إذا كاف ّ‬
‫عشر كالخمسة عشر عاما كلك نص القانكف عمى عقابيا ‪ 67‬كتكريس ضـ العقكبات المحككـ بيا ما لـ تقض‬
‫‪69‬‬ ‫‪68‬‬
‫كعدـ جكاز القياـ بالحؽ‬ ‫إلى جانب العمؿ بالكساطة‬ ‫المحكمة بخالؼ ذلؾ كتككف عندىا ممزمة بالتعميؿ‬
‫‪71‬‬ ‫‪70‬‬
‫كال يككف الحكـ بعقاب جزائي إال‬ ‫ككجكب اإللتجاء إلى الكسائؿ التربكية كالكقائية‬ ‫المدني في قضايا األطفاؿ‬
‫‪72‬‬
‫إذا تجاكز الطفؿ الخمسة عشر عاما شريطة تقضية العقاب بمؤسسة مالئمة كمختصة‬

‫‪ - 63‬رغ ج ػضص‪ 2707‬اٌظبصع ف‪ٛٔ 6 ٟ‬فّجغ ‪ِ 1963‬جّ‪ٛ‬ػخ ِجبصا ِذىّخ اٌزؼم‪١‬ت ف‪ ٟ‬اٌّبصح اٌجؼائ‪١‬خ ِٓ ػبَ ‪ 1957‬إٌ‪ ٝ‬ػبَ ‪ 1970‬اٌمؼبء ‪ٚ‬اٌزشغ‪٠‬غ ‪ 1971‬ػضص‬
‫سبص ص‪67‬‬
‫‪ - 64‬رغ ج ػضص‪ 4749‬اٌظبصع ف‪ 20 ٟ‬ج‪١ٍ٠ٛ‬خ ‪ٔ 1966‬فؾ اٌّغجغ ‪ٚ‬اٌظفذخ‬
‫‪ - 65‬صسٍذ د‪ّ١‬ؼ اٌزٕف‪١‬ظ ‪ 11 َٛ٠‬جبٔف‪. 1996 ٟ‬‬
‫‪ - 66‬اٌفظً ‪ِ ِٓ 69‬جٍخ دّب‪٠‬خ اٌطفً‬
‫‪ - 67‬اٌفظً ‪ َ ِٓ 78‬ح ؽ‬
‫‪ - 68‬اٌفظً‪80‬‬
‫‪ - 69‬اٌفظً ‪ِٚ 113‬ب ثؼضٖ‬
‫‪- 70‬اٌفظً ‪70‬‬
‫‪26‬‬
‫كما دامت إمكانية الحكـ بعقاب سالب لمحرية كاردة بالتشريع فإنو ال يجكز معاممة الطفؿ كغيره مف الرشداء‬
‫أف مدة السجف الممكف الحكـ بيا عميو ال يمكف‬
‫تضمف الفصؿ ‪ 43‬مف ؽ ج ّ‬ ‫ّ‬ ‫كتسميط نفس العقاب عميو لذلؾ‬
‫أما في بقية‬
‫أف تتجاكز عشرة أعكاـ إذا كاف العقاب المستكجب لمجريمة ىك اإلعداـ أك السجف بقية العمر ‪ّ ،‬‬
‫أف قكاعد العكد كالعقكبات‬
‫الحاالت فإفّ العقاب يحطّ إلى النصؼ عمى أف ال يتجاكز الخمسة أعكاـ ‪ ،‬زيادة عمى ّ‬
‫أف السف يمكف أف تككف مانعا مف مكانع المسؤكلية إذا لـ‬ ‫تطبؽ إزاء األطفاؿ ‪ ،‬كيتّضح تبعا لذلؾ ّ‬
‫التكميمية ال ّ‬
‫إف بمغ الثالثة عشر عاما كلـ‬ ‫يتجاكز الطفؿ الثالثة عشر عاما كما يمكف أف يترتب عنيا تخفيؼ العقكبات‬
‫يتجاكز الثمانية عشرة زمف إرتكاب الفعمة ‪.‬‬
‫الوسائل والتدابير المأذون بيا ضد األطفال الجانحين‬
‫"‪ ....‬تعطى األكلكية لمكسائؿ الكقائية كالتربكية كيتجنب قدر اإلمكاف اإللتجاء إلى اإلحتفاظ كاإليقاؼ التحفظي‬
‫كالى العقكبات السالبة لمحرية كخاصة منيا العقكبات قصيرة المدة "ذاؾ ىك مضمكف الفقرة الثانية مف الفصؿ ‪13‬‬
‫أما الفصؿ ‪ 43‬مف ؽ ج فقد أكرد‬ ‫مف ـ ح ط ككذلؾ فمسفة المشرع منذ أمر ‪ 1955‬المتعمؽ بالطفكلة الجانحة ّ‬
‫إمكانية تسميط عقاب جزائي عمى الطفؿ الذم تجاكز الثالثة عشر عاما كاممة كلـ يبمغ الثمانية عشر عاما " لكف‬
‫يعكض بالسجف لمدة عشرة أعكاـ كاذا كاف‬
‫إذا كاف العقاب المستكجب ىك اإلعداـ أك السجف بقية العمر فإنو ّ‬
‫ط إلى النصؼ شرط عدـ تجاكز العقاب خمسة أعكاـ " كال‬‫فإف مدتو تح ّ‬
‫العقاب المستكجب ىك السجف لمدة معينة ّ‬
‫فإف‬
‫أما عمى مستكل التنفيذ ّ‬
‫يمكف بأم حاؿ تطبيؽ قكاعد العكد أك العقكبات التكميمية الكاردة بالفصؿ ‪ 5‬مف ؽ ج ّ‬
‫الطفؿ المحككـ عميو بالسجف يكدع بمؤسسة مختصة ‪73‬كعند التعذر بجناح مخصص لألطفاؿ بالسجف كيفما‬
‫إقتضاه الفصؿ ‪ 99‬مف ـ ح ط مع حتمية الفصؿ ليال عف بقية المكدعيف مف الكيكؿ ‪.‬‬
‫كالحكـ بالسجف عمى الطفؿ الذم تجاكز الثالثة عشر عاما كلـ يبمغ الثمانية عشر عاما زمف إرتكاب الفعمة حالة‬
‫أما األحكاـ كالتدابير الممكف اإلذف بيا إزاء‬
‫إستثنائية ال يقع اإللتجاء إلييا إالّ ناد ار كتحت شركط حددىا القانكف ّ‬
‫الطفؿ فقد كردت بالفصميف ‪ 73‬ك‪ 99‬مف ـ ح ط كدكف حكض في اإلجراءات السابؽ بيانيا بالصفحات المتقدمة‬
‫فإنو يمكف إستعراض ىذه األحكاـ كالق اررات كالتدابير مختصرة‬
‫‪ -‬إذا نسبت لمطفؿ الذم تجاكز ثالثة عشر عاما مخالفة يمكف لقاضي األطفاؿ أف يقتصر عمى تكجيو تكبيخ‬
‫إليو أم أف يعاتبو عما صدر عنو كينذره بمغبة أفعالو دكف أم إجراء آخر‪.‬‬
‫‪ -‬أك أف يسمط عميو عقكبة الخطية إف كاف لو ماؿ كفي الصكرة فإنو ال يمكف أف تؤكؿ إلى الجبر بالسجف إذ‬
‫تضمف الفصؿ ‪ 345‬مف ـ إج أنو " ال يسكغ إجراء الجبر بالسجف أك العمؿ لفائدة المصمحة العامة ضد المحككـ‬
‫عمييـ الذيف سنيـ دكف ثمانية عشر عاما كاممة كقت إرتكابيـ لألفعاؿ التي إستمزمت التتبع "‪.‬‬

‫‪- 71‬اٌفظً‪79‬‬
‫‪- 72‬اٌفظً ‪ 79‬فمغح أس‪١‬غح ‪ ٚ‬رغ ج ػضص‪ 42949‬ثزبع‪٠‬ز ‪ِ 28‬ب‪ 2009 ٞ‬غ‪١‬غ ِٕش‪ٛ‬ع‬

‫‪ - 73‬ال ‪ٚ‬ج‪ٛ‬ص ٌّؤؿـبد ِشزظخ ف‪ ٟ‬إ‪ٛ٠‬اء األؽفبي اٌّذى‪ َٛ‬ػٍ‪ ُٙ١‬ثبٌـجٓ ثً ‪ٛ٠‬صػ‪ ْٛ‬ثؤجٕذخ سبطخ ثظٕف‪ ُٙ‬ف‪ ٟ‬اٌـج‪ ْٛ‬اٌؼبص‪٠‬خ‬
‫‪27‬‬
‫‪ -‬أك أف يقرر كضعو تحت نظاـ الحرية المحركسة كىك إجراء كقائي يجعؿ الطفؿ تحت رقابة مندكب الحرية‬
‫المحركسة الذم يتكلى متابعتو في المجاؿ المفتكح كينيي لقاضي األطفاؿ ما الحظو مف تطكر عمى مستكل‬
‫‪74‬‬
‫سمكؾ الطفؿ كتتكاصؿ ىذه المراقبة في أقصى الحاالت إلى بمكغ الطفؿ سف العشريف‬
‫‪ -‬عند إرتكاب الطفؿ جنحة أك جناية يمكف لممحكمة أف تقتصر عمى تسميـ الطفؿ إلى أبكيو أك إلى مقدمو أك‬
‫حاضنو أك إلى شخص يكثؽ بو دكف أم إجراء آخر في عديد الحاالت كخاصة عند إرتكاب الطفؿ جنحة إذ‬
‫يتعيد الكلي بالسير عمى تربيتو كمتابعتو كما يمكف أف تأذف المحكمة بدعـ مجيكد الكلي بكضع الطفؿ تحت‬
‫نظاـ الحرية المحركسة ‪.‬‬
‫‪ -‬يمكف أف تقرر المحكمة إحالة الطفؿ عمى قاضي األسرة كذلؾ إذا ما تبيف كأنو ضحية كضعية يمكف أف تؤدم‬
‫إلى تدىكر حالتو النفسية أك اإلجتماعية كىك يعتبر في ىذه الحالة طفال ميددا يجب إحتضانو كمتابعتو تجنبا‬
‫لمخاطر اإلنزالؽ في عالـ الجريمة ‪.‬‬
‫– مبدئيا‬ ‫‪ -‬كضع الطفؿ بمؤسسة عمكمية أك خاصة معدة لمتربية كالتككيف الميني كمؤىمة ليذا الغرض كىي‬
‫‪ -‬مؤسسة تككينية كتأىيمية تشغؿ كقت الطفؿ كتبعده عف مخاطر البطالة كالتشرد لكف مثؿ ىذا اإلجراء غير‬
‫معمكؿ بو لفقداف ىذه المؤسسات بآستثناء مراكز التككيف الميني التي ال تتعيد باألطفاؿ الجانحيف ‪.‬‬
‫‪ -‬كضع الطفؿ بمركز طبي أك طبي تربكم مؤىؿ ليذا الغرض كىك إجراء غير معمكؿ بو كسابقو كلنفس‬
‫األسباب ‪.‬‬
‫‪ -‬كضع الطفؿ بمركز إصالح كىك أ كثراإلجراءات المعمكؿ بيا عندما يتراءل لقضاء األطفاؿ إبعاد الطفؿ عف‬
‫محيطو كرعايتو في المجاؿ شبو المغمؽ كمراكز اإلصالح قائمة الذات كتحتضف األطفاؿ الجانحيف كتؤىميـ‬
‫كتككنيـ سكاء في المجاؿ الميني أك التعميمي كىي تضطمع بدكر ىاـ في رعاية الطفكلة الجانحة‬
‫تمؾ مختصرة التدابير كالكسائؿ الممكف اإلذف بيا إزاء األطفاؿ الجانحيف كىذه الق اررات كاألحكاـ الصادرة ضدىـ‬
‫تنقضي ببمكغيـ سف الثمانية عشر عاما بإستثناء الكضع تحت نظاـ الحرية المحركسة كىي كذلؾ قابمة لمتعديؿ‬
‫كالمراجعة كمما تبيف فشميا كال تؤثر الحقا عمى مستقبؿ ىؤالء األطفاؿ لعدـ إعتمادىا في قكاعد العكد ‪.‬‬
‫فإف العقكبات الكاردة بالفصؿ ‪ 5‬مف ؽ ج أك العقكبات كالتدابير المتخذة إزاء األطفاؿ الجانحيف‬
‫كفي األخير ّ‬
‫حدده القانكف كعمى‬
‫تخضع في إعماليا مف طرؼ القضاء لقكاعد مف شأنيا تكريس مبدأ تفريدىا في نطاؽ ما ّ‬
‫ضكء ما تكفر لممحكمة مف عناصر مف شأنيا التشديد أك التخفيؼ مف العقاب أك غيرىا مف الطرؽ المعتمدة‬
‫تمتد العناية التشريعية إلى ما بعد صدكر الحكـ إذ يمكف أف تنقضي العقكبة سكاء بتنفيذىا أك بالعفك كما‬
‫كما ّ‬
‫يمكف أف تمحى الجريمة كتدخؿ طي النسياف فيسترجع المحككـ عميو مكانتو صمب المجتمع كأنو لـ يرتكب‬
‫فعمتو‪.‬‬

‫‪ - 74‬اٌفظً ‪ َ ِٓ 101‬ح ؽ‬
‫‪28‬‬
‫فقدان العقل‬
‫يقصد بفقداف العقؿ حالة الجنكف التي تصيب المرء فيصبح بذلؾ عديـ الميز كاإلدراؾ ‪ ،‬فممكة اإلدراؾ كالتمييز‬
‫مشترطة كبفقدانيا تضمح ّؿ الجريمة إذ " مف األركاف الجكىرية لقياـ المسؤكلية الجنائية في الجرائـ القصدية أف‬
‫أف‬
‫حرة كادراؾ تاـ كتمييز كالقصد مف اإلدراؾ ىك أف يدرؾ الجاني ّ‬
‫يرتكب الجاني جنايتو عف قصد أم عف إرادة ّ‬
‫فعمو لو شيء مف الخطكرة فيو منافاة لحسف السمكؾ فممكة اإلدراؾ تؤىمو لفيـ ما يصدر عنو مف أفعاؿ ككزف‬
‫النتائج التي تترتب عف فعمتو" ‪ 75‬ك يككف قاضي المكضكع ممزما بتصفّح ممؼ الجاني كالسعي في الكقكؼ عمى‬
‫سالمة مداركو العقمية ‪ ،‬ككانت محكمة التعقيب في كقت مضى إعتبرت المجكء إلى اإلختبار مف المسائؿ‬
‫‪76‬‬
‫أف" إتجاه إجراء إختبار مف عدمو‬‫إذ أكدت ّ‬ ‫المكضكعية المكككؿ تقديرىا لقضاة األصؿ بشرط تعميؿ مكقفيـ‬
‫مف المسائؿ المكضكعية الخاضعة إلجتياد قاضي األساس كضمف سمطتو التقديرية متى إستباف لو مف الكقائع‬
‫كالتحقيقات ما يدعك لإلستجابة أك عدـ اإلستجابة إليو لكف بشرط أف يعمّؿ كجية نظره تعميال كاقعيا كقانكنيا ‪.‬‬
‫كال يعتبر سميب اإلرادة كمعفى مف المسؤكلية الجزائية مف إقترؼ جرما تحت تأثير المحبة إنصياعا منو لحبيبتو "‬
‫تبت في معرفة صحة مدارؾ‬
‫لكف محكمة التعقيب تراجعت جزئيا في ىذا التكجو قكال ّأنو " ليس لممحكمة أف ّ‬‫ّ‬
‫‪77‬‬
‫‪ "،‬فالخمؿ العقمي‬ ‫المتيـ كانما يناط ذلؾ بعيدة األطباء اإلختصاصييف كلممحكمة مناقشة نتائج اإلختبار""‬
‫كضعؼ المدارؾ مف األمكر التي ال ترجيح فييا إالّ بعد أخذ رأم أىؿ الذكر في ىذا الشأف كال يسع المحكمة‬
‫‪78‬‬
‫كالحالة تمؾ إالّ أف تأذف بعرض المتيـ عمى الفحص الطبي لمعرفة مدل ضعؼ مداركو العقمية زمف الكاقعة‬
‫اليكس أك الذىاف إنفصاـ‬ ‫ىذا كمف بيف األمراض العقمية أك النفسانية الممكف أف تؤثر عمى اإلدراؾ‬
‫الشخصية جنكف العظمة التخمؼ الذىني الجنكف اإلعتالؿ العصبي المرض العقمي اليكس الخيالي كمف جممة‬
‫مما يمكف أف ينفي‬
‫أف القاضي كبتككينو القانكني ال يقدر عمى تشخيص الحالة المرضية كالتأكد ّ‬ ‫ىذا يتّضح ّ‬
‫أف مثؿ ىذه األمراض‬
‫تقيد القاضي بتقارير اإلختبار إالّ ّ‬
‫المسؤكلية أك يخفّفيا ‪ ،‬كلئف كاف المبدأ يقتضي عدـ ّ‬
‫كاإلصابات تخرج عف نطاؽ إختصاصو ‪ ،‬كك ّؿ ما يمكف القياـ بو مناقشة التقرير كطمب زيادة التكضيح كاإللتجاء‬
‫فإف قاضي التحقيؽ أك‬‫–عند اإلقتضاء‪ -‬إلى لجنة مف األطباء ‪ ،‬كفي صكرة الجزـ بآنتفاء المسؤكلية الجزائية ّ‬
‫تصرح بذلؾ كليا – في الحاالت التي تستكجب متابعة الحالة المرضية " تسميـ‬
‫المحكمة المتعيدة في األصؿ ّ‬
‫المتيـ المعتكه لمسمطة اإلدارية" ‪ 79‬كيحدث أف يككف الجاني سميـ المدارؾ العقمية ‪ ،‬غير ّأنو يصاب إثر إرتكاب‬
‫يؤجؿ تقديمو لممحاكمة كما يمكف لقاضي‬
‫الجريمة بعتو كفي ىذه الحالة ال يمكف التصريح بآنتفاء مسؤكليتو كاّنما ّ‬
‫التحقيؽ أف يأذف بإيداعو بالسجف كذاؾ ما يؤخذ مف الفصؿ ‪ 77‬مف ـ إج " إذا إعترل ذا الشبية عتو بعد‬

‫‪ - 75‬رغ ج ػضص ‪ 3125‬اٌظبصع ف‪ 29 ٟ‬ج‪١ٍ٠ٛ‬خ ‪ِ 1964‬جّ‪ٛ‬ػخ ِجبصا ِذىّخ اٌزؼم‪١‬ت ف‪ ٟ‬اٌّبصح اٌجؼائ‪١‬خ ِٓ ػبَ ‪ 1957‬إٌ‪ ٝ‬ػبَ ‪ 1970‬اٌمؼبء ‪ٚ‬اٌزشغ‪٠‬غ ‪ 1971‬ػضص‬
‫سبص ص ‪.68‬‬
‫‪ - 76‬رغ ج ػضص ‪ 563‬اٌظبصع ف‪ 10 ٟ‬ص‪٠‬ـّجغ ‪1975‬‬
‫‪ - 77‬رغ ج ػضص‪ 2487‬اٌظبصع ف‪ 25 ٟ‬جبٔف‪ٔ 1978 ٟ‬شغ‪٠‬خ ِذىّخ اٌزؼم‪١‬ت ‪ 1978‬ص‪،58‬‬
‫‪ - 78‬رغ ج ػضص ‪ 21756‬اٌظبصع ف‪ 25 ٟ‬ج‪ٛ‬اْ ‪ 1987‬إٌشغ‪٠‬خ ‪ 1987‬ص ‪164‬‬

‫‪ - 79‬اٌفمغح األس‪١‬غح ِٓ اٌفظً ‪ ِٓ 38‬ق ج‪ ،‬ػٍ‪ ٝ‬أّْ ٘ظا إٌضّ ال ‪ّ٠‬ىٓ أسظٖ ػٓ ِٕؤ‪ ِٓ ٜ‬أدىبَ اٌمبٔ‪ ْٛ‬ػضص ‪ 53‬اٌظبصع ف‪ 3 ٟ‬أ‪ٚ‬د ‪ٚ 1992‬اٌّزؼٍك ثبإل‪ٛ٠‬اء اٌ‪ٛ‬ج‪ٛ‬ث‪ٟ‬‬
‫‪ٚ‬شغ‪ٚ‬ؽٗ ‪.‬‬
‫‪29‬‬
‫إرتكاب الجريمة يؤخر عرضو عمى المحاكمة أك يؤخر الحكـ عميو كيمكف إبقاء أك كضع ذم الشبية تحت‬
‫اإليداع بالسجف "‪.‬‬
‫اإلكراه‬
‫يكرس اإلكراه كعذر مبرئ رغـ كجكد بعض النصكص المتضمنة اإلشارة‬
‫نصا صريحا ّ‬‫يتضمف تشريعنا ّ‬
‫ّ‬ ‫لـ‬
‫إلمكانية إعتباره كذلؾ ‪ ،‬كقد أقرت ذلؾ محكمة التعقيب في قرارىا عدد ‪ 31598‬الصادرفي ‪ 7‬مام ‪" 802003‬إنو‬
‫حرة كادراؾ تاـ‬
‫مف األركاف الجكىرية لقياـ المسؤكلية الجنائية أف يرتكب الجاني جريمتو عف قصد أم عف إرادة ّ‬
‫كنية منافاة لحسف السمكؾ ‪،‬‬
‫ك تمييز كالقصد مف اإلدراؾ ىك أف يدرؾ الجاني أفّ فعمو لو شيء مف الخطكرة ّ‬
‫فممكة اإلدراؾ تؤىمو لفيـ ما يصدر عنو مف أفعاؿ ككزف النتائج التي تترتّب عف فعمو " كتبعا ليذا يتّضح أنو‬
‫فإف‬
‫المجرـ سكاء كاف اإلكراه ماديا أك معنكيا ّ‬
‫ّ‬ ‫حرة ‪ ،‬فإذا ما أكره عمى إتياف الفعؿ‬
‫تككف إرادة الجاني ّ‬
‫يجب أف ّ‬
‫تحدد مكقفيا صراحة مف‬ ‫لكف محكمة التعقيب التكنسية لـ ّ‬ ‫ذلؾ ينفي عنو الجريمة إلنتفاء ركف مف أركانيا ‪ّ ،‬‬
‫اإلكراه ‪ ،‬لذلؾ يمكف الرجكع إلى فقو القضاء المقارف لإلستدالؿ عمى األخذ باإلكراه كمانع مف مكانع المسؤكلية ‪.‬‬
‫أف القانكف الفرنسي تضمف بالفصؿ ‪ 122-2‬مف المجمة الجزائية أنو ال يؤاخذ جزائيا الشخص الذم‬ ‫كمف ذلؾ ّ‬
‫رده ‪ 81‬ك يضع فقو القضاء الفرنسي شرطيف لنفي‬ ‫إرتكب الفعؿ تحت تأثير القكة أك اإلكراه الذم لـ يمكنو ّ‬
‫تجنب الفعؿ ‪ irrésistible‬أما إذا‬
‫المسؤكلية بمكجب اإلكراه كىما عدـ التكقع ‪ imprévisible‬كعدـ القدرة عمى ّ‬
‫كاف ىناؾ خطأ سابؽ مف الجاني فإف المسؤكلية تبقى قائمة كمثاؿ ذلؾ الشخص الذم كاف متكليا سياقة سيارة‬
‫‪82‬‬
‫كلـ يخفّؼ مف السرعة رغـ كجكد الضباب فآرتكب حادث مركر‬
‫حالة السكر‬
‫‪83‬‬
‫أف " حالة السكر ليست مف األعذار‬ ‫ّ‬ ‫يؤخذ مف قرار تعقيبي صادر تحت عدد ‪ 40752‬بتاريخ ‪ 5‬فيفرم ‪1992‬‬
‫المبرئة كال المخففة لممسؤكلية الجزائية طالما كانت إختيارية كنتيجة إلرادة المتيـ " فما كاف صاد ار عف إرادة‬
‫كآختيار ال يرقى إلى صنؼ اإلكراه كال تأثير لو عمى المسؤكلية‬
‫‪ )19‬أسباب االباحة‬
‫يتخمى المرء عف حرياتو كردكد فعمو لفائدة المجمكعة لقاء ضمانيا أمنو كسالمتو ك أقاربو كسالمة مكاسبو مف‬
‫لكف المجتمع أك الدكلة ال يمكنيا ضماف ذلؾ بآستمرار‬
‫مرد ىذا إنخراطو في العقد اإلجتماعي ‪ّ ،‬‬
‫أم إعتداء كلع ّؿ ّ‬
‫ّ‬
‫فيصبح الشخص ممزما في الحاالت الخطيرة لمدفاع عف نفسو كعف أقاربو كعف مكاسبو كىك ما يمكف تعريفو‬
‫لكف الخضكع لمقتضياتو‬
‫مجرـ ّ‬
‫بالدفاع الشرعي كما يمكف أف يككف القانكف قد ألزـ الفرد بإتياف عمؿ في ظاىره ّ‬
‫يجعمو في ح ّؿ مف ك ّؿ عقاب شأنو كذلؾ عند تنفيذ األكامر الصادرة لو مف رؤسائو في العمؿ‪.‬‬

‫‪ - 80‬إٌشغ‪٠‬خ ‪ 2003‬ص‪325‬‬
‫‪81‬‬
‫‪،- »n’est pas pénalement responsable la personne qui a agi sous l’empire d’une force ou d’une contrainte à laquelle elle n’a pas‬‬
‫‪pu résister » art 122-2 cp Fr‬‬
‫‪. - 82‬اٌم‪ٛ‬ح اٌمب٘غح ٘‪ ٟ‬وًّ ِب ال ‪ّ٠‬ىٓ ر‪ٛ‬لؼٗ ‪ٚ‬سبعج ػٓ إعاصح اٌششض ‪ ٚ‬ال ‪ّ٠‬ىٓ رالف‪ ٗ١‬أ‪ ٚ‬طضّٖ رؼم‪١‬ج‪ ٟ‬جؼائ‪ ٟ‬ػضص ‪ 95694‬اٌظبصع ف‪ 9 ٟ‬ص‪٠‬ـّجغ ‪ 1998‬إٌشغ‪٠‬خ‬
‫ص‪94‬‬
‫‪ٔ - 83‬شغ‪٠‬خ ِذىّخ اٌزؼم‪١‬ت ‪ 1992‬ص‪164‬‬
‫‪30‬‬
‫الدفاع الشرعي عن النفس‬
‫عرض حياتو أك حياة أحد أقاربو لخطر حتمي كلـ تمكنو النجاة منو بكجو‬
‫" ال جريمة عمى مف دفع صائال ّ‬
‫المشرع الصبغة‬
‫ّ‬ ‫آخر‪ "....‬تمؾ ىي مقتضيات الفقرة األكلى مف الفصؿ ‪ 39‬مف ؽ ج كالتي بمقتضاىا ينزع‬
‫ق‪.‬‬
‫حؽ أحد أقارب‬
‫حؽ الفرد في الحياة أك ّ‬
‫يمس مف ّ‬
‫رد ىجكـ ّ‬
‫الجزائية عف بعض اإلعتداءات إذا كانت الغاية منيا ّ‬
‫إضطر إلى الدفاع الشرعي كما ال ضماف‬
‫ّ‬ ‫الفصؿ ‪ 104‬مف ـ إ ع المتضمف ما يمي " ال ضماف عمى مف‬
‫قكة قاىرة إذا لـ يكف ىناؾ خطأ ينسب لممدعى عميو قبؿ الحادثة أك أثنائيا ‪.‬‬
‫بمضرة حصمت بأمر طارئ أك ّ‬
‫التعدم عمى النفس أك الماؿ سكاء كاف ذلؾ‬
‫كاإلضطرار إلى الدفاع ىك حالة مف إلتجأ إلى دفع صكلة صائؿ أراد ّ‬
‫لممدافع أك لغيره "‪.‬‬
‫حدد شركطا‬
‫أف فقو القضاء ّ‬
‫كالمشترط قانكنا تكاجد المدافع في حالة خطر ك" ال تمكنو النجاة منو بكجو آخر" كما ّ‬
‫أخرل لإلنتفاع بالدفاع الشرعي كىي تتصؿ باليجكـ ككذلؾ بالدفاع أك كيفية التصدم لإلعتداء‪.‬‬
‫أ) شروط اليجوم‪:‬‬
‫‪84‬‬
‫أما الصؤكؿ مف الرجاؿ فيك الذم‬‫ّ‬ ‫المشرع كممة "الصائؿ" كالصكلة ىي الكثب أك السطك كالقير‬
‫ّ‬ ‫إستعماؿ‬
‫يضرب الناس كيتطاكؿ عمييـ ‪ 85‬ك مدلكؿ الصائؿ عمى مستكل الفصؿ ‪ 39‬مف ؽ ج ‪ ،‬أنوّ المياجـ الذم أراد‬
‫بفعمو ذلؾ التعدم عمى حياة المتصدم أك حياة أحد أقاربو كليست العبرة بشخص المياجـ بؿ بطبيعة اليجكـ‬
‫يبرر التمسؾ‬
‫بأنو ّ‬
‫كخطكرتو كعدـ مشركعيتو ‪ ،‬عمى ّأنو يجب الكقكؼ عمى شركط ىذا اليجكـ أك الخطر لمقكؿ ّ‬
‫بالدفاع الشرعي‬
‫‪ -‬ىجكـ غير مشركع ‪ :‬كيعتبر كذلؾ اليجكـ الصادر عف الشخص العادم عمى الغير لغاية اإلعتداء عمى‬
‫‪،‬أما إذا كاف صاد ار عف مثؿ إلقاء القبض عمى متّيـ فار آستعمالو القكة لحممو عمى اإلنصياع‬
‫حقّو في الحياة ّ‬
‫فإف ذلؾ ال يمكف إعتبار عكف أمف بصدد تنفيذ أمر مف عالئؽ كظيفو ىجكما غير مشركع يمكف التصدم لو‬ ‫ّ‬
‫مبرر لمدفاع الشرعي كلك كاف المكظؼ قد تجاكز سمطتو‪.86‬‬ ‫بالقكة ‪ ،‬فقو القضاء الفرنسي إعتبر ذلؾ غير ّ‬
‫ّ‬
‫مجرد التيديد بالقتؿ أك بغيره ‪ ،‬فإنو ال يعتبر‬
‫أما ّ‬
‫‪ -‬ىجكـ حاؿ كمباشر ‪ :‬كيعتبر كذلؾ اليجكـ الكاقع في الحاؿ ّ‬
‫أف " تجريد المعتدم مف سالحو قبؿ إحتداـ الخصاـ ينفي صفة‬
‫الجدية ذلؾ ّ‬
‫ّ‬ ‫مبر ار لمدفاع كلك بمغ درجة كبيرة مف‬
‫الدفاع الشرعي"‪. 87‬‬
‫‪ -‬ىجكـ خطير كيجب أف يستيدؼ حياة المدافع أك حياة أقاربو ‪ ،‬كلئف ذىبت محكمة التعقيب التكنسية في‬
‫إعتبار " الدفاع عف العرض كالدفاع عف الحياة كيعفي مرتكبو مف العقاب " ‪ 88‬إالّ ّأنو تـ تعديؿ ىذا المكقؼ‬
‫أف "القانكف التكنسي ال يعتبر الدفاع عف العرض مف قبيؿ الدفاع‬
‫كالتمسؾ بمنطكؽ الفصؿ ‪ 39‬مف ؽ ج قكال ك ّ‬

‫‪ِ - 84‬ؼجُ اٌؼغث‪١‬خ اٌىالؿ‪١‬ى‪١‬خ ‪ٚ‬اٌذض‪٠‬ثخ ٌٍضوز‪ٛ‬ع ‪ٛ٠‬ؿف ِذّض عػب ِىزجخ ٌجٕبْ ٔبشغ‪ 2006 ْٚ‬ص ‪)965‬‬
‫‪ٌ - 85‬ـبْ اٌؼغة إلثٓ ِٕظ‪ٛ‬ع اٌّجٍض ‪ 11‬صاع اٌفىغ ‪ 1990‬ص‪ 388‬دغف اٌالَ‬
‫‪86‬‬
‫‪- crim 5 janvier 1821 et 9 fevrier 1972 in droit pénal général f. desportes et LeGunehec op cit p 689‬‬
‫‪ - 87‬رغ ج ػضص ‪ 14709‬اٌظبصع ف‪ 28 ٟ‬أوز‪ٛ‬ثغ ‪ 1987‬اٌ‪ٛ‬اعص ثبٌّجٍخ اٌجٕبئ‪١‬خ ثزؼٍ‪١‬ك األؿزبط ثٍمبؿُ اٌمغ‪ ٞٚ‬اٌشبث‪ ٟ‬ؽجغ ‪ٔٚ‬شغ اٌّطجؼخ اٌغؿّ‪١‬خ ٌٍجّ‪ٛٙ‬ع‪٠‬خ اٌز‪ٔٛ‬ـ‪١‬خ‬
‫‪ 1992‬ص ‪27‬‬
‫‪ - 88‬رغ ج ػضص‪ 789‬اٌظبصع ف‪ 9 ٟ‬جبٔف‪ 1945 ٟ‬أ‪ٚ‬عصٖ األؿزبط ثٍمبؿُ اٌمغ‪ ٞٚ‬اٌشبث‪ ٟ‬ثبٌّجٍخ اٌجؼائ‪١‬خ اٌّؼٍك ػٍ‪ٙ١‬ب اٌّغجغ اٌـبثك ص‪26‬‬
‫‪31‬‬
‫‪89‬‬
‫أف الفصؿ ‪ 39‬مف ؽ ج ال‬
‫الشرعي فػ" الدفاع عف الشرؼ ال يرل فيو القانكف التكنسي كجيا لمدفاع الشرعي ك ّ‬
‫ممـ كىي‬
‫صير حياتو أك حياة أحد أقاربو في خطر ّ‬
‫ينفي مسؤكلية الفعمة إالّ عمى مف إرتكبيا مكرىا في ظرؼ ّ‬
‫ألكؿ مرة لدل محكمة التعقيب مع أنو جدؿ مكضكعي مف إختصاص‬‫أف إثارة ىذا الدفع ّ‬
‫غير صكرة الحاؿ ‪ ،‬كما ّ‬
‫‪90‬‬
‫مرة لدل التعقيب "‬
‫ألكؿ ّ‬
‫محكمة المكضكع كال يمكف التمسؾ بو ّ‬
‫المشرع بالفصؿ ‪ 39‬مف ؽ ج المقصكد باألقارب عمى سبيؿ الحصر كىـ ‪ :‬األصكؿ كالفركع كاإلخكة‬ ‫ّ‬ ‫كحدد‬
‫ّ‬
‫كاألخكات كالزكج كالزكجة كمف زاد عمى ذلؾ يعتبر غي ار كيبقى مجاؿ تقدير درجة المسؤكلية مكككال إلجتياد‬
‫األكؿ منو‬
‫المحكمة ‪ .‬لذلؾ كجب الرجكع إلى أحكاـ القانكف عدد ‪ 48‬المؤرخ في ‪ 3‬جكاف ‪ 1966‬كخاصة الفصؿ ّ‬
‫كؿ مف أمسؾ عمدا عف‬
‫كالمتضمف ما يمي " يعاقب بالسجف مدة خمسة أعكاـ كبخطية قدرىا عشرة آالؼ دينار ّ‬
‫منع فعؿ مكصكؼ جناية أك جنحة كاقعة عمى جسـ الشخص ككاف قاد ار عمى منعو بفعمو الحالي دكف خشية‬
‫نص أشمؿ كأكسع مف الفصؿ ‪ 39‬مف ؽ ج كلكنو يعد مف قبيؿ أمر القانكف‬
‫خطر عمى نفسو أك عمى الغير "كىك ّ‬
‫ال الدفاع الشرعي‪.‬‬
‫ب ) شروط الدفاع ‪:‬‬
‫التخكؼ مف‬
‫ّ‬ ‫مجرد‬
‫أما ّ‬‫التصدم لميجكـ الخطير مستحيال بدكف إستعماؿ العنؼ أك القتؿ ‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫يجب أف يككف‬
‫يبرر التمسؾ‬
‫فإنو ال ّ‬
‫حصكؿ مكركه لكقكع اليجكـ مف سكراف ال يقدر عمى البقاء كاقفا كصدكر التيديد عنو ّ‬
‫لتجنب الخطر إف كاف كمف ىذا يمكف إستنتاج ما يمي‪:‬‬
‫أف مغادرة المكاف كافية ّ‬
‫بالدفاع الشرعي إذ ّ‬
‫كرد فعؿ عمى اليجكـ ضركريا‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أف يككف الدفاع ّ‬
‫‪ -‬كجكب التناسب بيف الدفاع كاليجكـ ‪.‬‬
‫الدفاع الشرعي عن المال‬
‫‪ 39‬مف ؽ ج سكاء مف حيث إثبات‬ ‫مقتضيات الفصؿ ‪ 40‬مف ؽ ج تعتبر أشمؿ كأكسع مف أحكاـ الفصؿ‬
‫تسكر أك خمع كاقعا ليال يعتبر‬
‫العممية أك تكفر شركط الدفاع الشرعي ‪ ،‬فصاحب المح ّؿ الذم يتصدل لعممية ّ‬
‫يتصدل لمرتكب عممية سمب أك سرقة مرتكبة عمى ذاتو سكاء‬
‫ّ‬ ‫في حالة دفاع شرعي شأنو في ذلؾ الشخص الذم‬
‫بالميؿ أك بالنيار‪.‬‬
‫المتصدم ‪ ،‬فكاف مكقؼ فقو القضاء الفرنسي كاضحا في‬
‫ّ‬ ‫كطرح السؤاؿ حكؿ طبيعة ىذه القرينة التي ينتفع بيا‬
‫أف ىذه القرينة غير قابمة لمدحض ما دامت شركط اليجكـ متكفرة في ظرفييا المكاني كالزماني‬ ‫بدايتو إذ أ ّكد عمى ّ‬
‫أف مالبسات القضية كظركؼ إتياف اإلعتداء يمكف أف تؤخذ بعيف اإلعتبار‬
‫تـ تعديمو ‪ ،‬إذ ّ‬
‫لكف ىذا المكقؼ ّ‬
‫ّ‬
‫‪91‬‬
‫ذىبت محكمة التعقيب التكنسية في قرارىا الصادر بتاريخ ‪ 7‬فيفرم ‪ 2008‬تكفر الدفاع الشرعي مف عدمو مف‬
‫أف "قرينة الدفاع الشرعي الكاردة‬
‫المسائؿ المكضكعية المكككؿ تقديرىا لمحاكـ المكضكع شرط التعميؿ السميـ كما ّ‬
‫بالفصؿ ‪ 40‬مف ؽ ج تختمؼ عف الصكر الكاردة بالفصؿ ‪ 39‬لعدـ إشتراط الخطر المحدؽ ككجكب التناسب بيف‬

‫‪- 89‬رغ ج ػضص‪ 4519‬اٌظبصع ف‪ 16 ٟ‬ج‪١ٍ٠ٛ‬خ ‪ 1980‬اٌّغجغ اٌـبثك ص‪27‬‬


‫‪ - 90‬رغ ج ػضص‪ 2454‬اٌظبصع ف‪ِ 24 ٟ‬ب‪ 1978 ٞ‬إٌشغ‪٠‬خ ص ‪242‬‬
‫‪ - 91‬رغ ج ػضص‪ 26361‬اٌظبصع ف‪ 7 ٟ‬ف‪١‬فغ‪2008 ٞ‬غ‪١‬غ ِٕش‪ٛ‬ع‬
‫‪32‬‬
‫إف ما يؤخذ بعيف اإلعتبار ما يحدثو ذلؾ التعدم الكاقع ليال عمى حرمة المسكف مف تأثير عمى‬
‫كرده بؿ ّ‬
‫اليجكـ ّ‬
‫أف‬
‫تبيو مقصد المعتدم كعدـ تمكنو مف التصدم لو في ظرفي المكاف كالزماف إذ ّ‬ ‫الشخص المكجكد بو كعدـ ّ‬
‫حرمة المسكف مقدسة لما يجب أف تكفره ظاى ار مف راحة كسكينة لصاحبيا مف جية كلما يحدثو عنصر المفاجأة‬
‫الكاقعة ليال مف تأثير عمى شخص المعتدل عميو ‪.....‬ككانت محكمة اإلحالة قد عممت حكميا مف الناحيتيف‬
‫مما لو أصؿ ثابت بالممؼ ك آنتيت إلى قياـ قرينة الدفاع الشرعي‬
‫الكاقعية كالقانكنية كآجتيدت في تقدير األدلة ّ‬
‫أف تقدير‬
‫رد المطعنيف‪ " .‬كمف ىذا القرار يتّضح ّ‬‫الكاردة بالفصؿ ‪ 40‬مف ؽ ج فكاف حكميا سميـ المبنى كآتجو ّ‬
‫تكفر قرينة الدفاع الشرعي الكاردة بالفصؿ ‪ 40‬مف ؽ ج خاضع إلجتياد قضاة المكضكع شرط التعميؿ بناء عمى‬
‫المتقدـ‬
‫ّ‬ ‫أف صكرة الفصؿ ‪ 40‬مف ؽ ج تختمؼ تماـ اإلختالؼ عف صكر الفصؿ‬ ‫ما تضمنتو أكراؽ الممؼ ‪ ،‬كما ّ‬
‫إذ ال يشترط فييا التناسب كاّنما ما تحدثو كضعية اليجكـ عمى المحؿ المسككف ليال مف خكؼ في نفس النازؿ بو‬
‫كالذم ال يمكف لو الكقكؼ عمى غاية المياجـ كخالؼ ذلؾ صحيح ‪ ،‬فتككف القرينة بسيطة كيمكف دحضيا‬
‫تتضمنيا‪.‬‬
‫ّ‬ ‫أما الصكرة الثانية الكاردة بالفصؿ ‪ 40‬مف ؽ ج ‪ ،‬فال كجكد لق اررات تعقيبية‬
‫بالحجة المضادة ‪ّ .‬‬
‫إذن القانون أو السمطة المختصة‬
‫‪ 42‬مف ؽ‬ ‫نص قانكني أك إذف مف السمطة التي ليا النظر"( الفصؿ‬‫" ال عقاب عمى مف إرتكب فعال بمقتضى ّ‬
‫لكنو كاف تنفيذا ألمر قانكني صريح أك بناء‬
‫يجرمو القانكف الجزائي ّ‬
‫المشرع أعفى مف العقاب مف إرتكب فعال ّ‬
‫ّ‬ ‫ج)‬
‫عمى إذف مف السمطة المختصة بالنظر ‪،‬‬
‫محكمة التعقيب ‪ ":‬الفصؿ ‪ 11‬مف قانكف المركر لـ يعؼ أعكاف األمف مف كجكب إحتراـ تراتيب المركر كمالزمة‬
‫‪ 11‬المذككر‬ ‫تجنب الحكادث كاّنما جاء الفصؿ‬
‫اليميف كالتعديؿ مف السير عند إكتضاض الطريؽ حتّى يقع ّ‬
‫محددة بمقتضى التراتيب كبشرط‬
‫معينة كفي األماكف التي تككف السرعة فييا ّ‬
‫بتخكيميـ السير بسرعة في طريؽ ّ‬
‫‪92‬‬
‫أف يككف األعكاف متّجييف إلى األماكف المتحتّـ حضكرىـ فييا لمقياـ بكظائفيـ"‬
‫‪93‬‬
‫كالمتضمف بفصمو‬ ‫كمف الصكر المتضمنة إذف القانكف ما كرد بو القانكف عدد ‪ 48‬المؤرخ في ‪ 3‬جكاف ‪1966‬‬
‫كؿ مف أمسؾ عمدا عف منع فعؿ‬
‫األكؿ ما يمي ‪ " :‬يعاقب خمسة أعكاـ سجنا كبخطية قدرىا عشرة آالؼ دينار ّ‬
‫ّ‬
‫مكصكؼ إما بجناية أك بجنحة كاقعة عمى جسـ الشخص ككاف قاد ار عمى منعو بفعمو الحالي دكف خشية خطر‬
‫عمى نفسو أك عمى الغير" فالشخص الذم يغيث غيره بآستعماؿ العنؼ لتجريد مياجـ عمى أحد المارة مف سالحو‬
‫تدخمو كاف متحتّما‬
‫أف ّ‬‫يعتبر قد خضع لمقتضيات القانكف كال يمكف تتبعو مف أجؿ العنؼ الصادر عنو إذا ثبت ّ‬
‫ك ّأنو بفعمو ذلؾ قد منع إرتكاب جريمة تستيدؼ السالمة البدنية لممتضرر ‪،‬كما كرد بالقانكف عدد ‪ 4‬المؤرخ في ‪24‬‬
‫جانفي ‪94 1969‬اإلذف ألعكاف األمف بالجرح أك القتؿ عند اإلقتضاء كذلؾ بالفصكؿ ‪ 20‬ك‪ 21‬ك‪.22‬‬

‫‪ - 92‬رغ ج ػضص ‪ 1611‬اٌظبصع ف‪11 ٟ‬ص‪٠‬ـّجغ ‪ 1963‬إٌشغ‪٠‬خ ‪ 1963‬ص ‪97‬‬


‫‪ - 93‬اٌّزؼٍك ثبإلِزٕبع اٌّذظ‪ٛ‬ع‬
‫‪ - 94‬اٌّزؼٍك ثبإلجزّبػبد اٌؼبِخ ‪ٚ‬اٌّ‪ٛ‬اوت ‪ٚ‬اإلؿزؼغاػبد ‪ٚ‬اٌّظب٘غاد ‪ٚ‬اٌزجّ‪ٙ‬غ‬
‫‪33‬‬
‫التمنع يمكف‬
‫فإنو يعتبر كذلؾ مانعا مف مكانع المسؤكلية الجزائية كعدـ اإلستجابة أك ّ‬
‫أما إذف السمطة المختصة ّ‬‫ّ‬
‫تضمنتو أحكاـ مجمة المرافعات كالعقكبات العسكرية كمنيا الفصؿ ‪ 78‬اآلتي نصو‬
‫ّ‬ ‫أف يش ّكؿ جريمة كمف ذلؾ ما‬
‫‪ ":‬ك ّؿ مف لـ يطع أم ار يتعمؽ بكاجبو يعاقب زيادة عف العقكبات اإلنضباطية التي يمكف أف يحكـ بيا عميو‬
‫‪95‬‬
‫المتضمف كجكب طاعة المرؤكس‬
‫ّ‬ ‫يستشؼ قانكف الكظيفة العمكمية‬
‫ّ‬ ‫بالسجف مف شير إلى سنتيف " أك كذلؾ ما‬
‫لرؤسائو مع اإلنضباط في السمكؾ كأداء عممو ‪.‬‬
‫أف تنفيذ المرؤكس ألكامر رئيسو كاجب محمكؿ عميو كيجب إعفاؤه مف العقاب بآعتباره ممزـ‬
‫كيذىب البعض إلى ّ‬
‫تثبت المرؤكس مف‬ ‫لكف فريقا آخر يذىب إلى كجكب ّ‬
‫بالطاعة كالخضكع لتمؾ األكامر دكف إمكانية مناقشتيا ّ‬
‫مجرـ‬
‫مشركعية األكامر التي يتمقاىا كيككف مح ّؿ مؤاخذة إذا ما أذعف كترتّب عف تنفيذه لما أمر بو فعؿ ّ‬
‫الفصؿ ‪ 327‬قديـ مف المجمة الجزائية الفرنسية يجعميما مقترنيف إذ يشترط القانكف المذككر أف يككف إرتكاب‬
‫‪96‬‬
‫كذاؾ ما إنتيى إليو القاضياف السيداف‬ ‫نص قانكني كمأذكف بو مف سمطة شرعية‬ ‫الجناية أك الجنحة بمقتضى ّ‬
‫‪97‬‬
‫أف قانكننا ‪ ،‬نتيجة لكيفية تحرير الفصؿ ‪ 42‬ال يدعك‬
‫عبد العزيز العكادم كاسماعيؿ بف صالح قكال ّأنو " يبدك ّ‬
‫النص القانكني أك إذف السمطة المختصة يكفي لتبرير‬
‫ّ‬ ‫ألف كجكد أحد الشرطيف الذيف ىما‬
‫لمثؿ ىذا اإلشكاؿ ّ‬
‫فإف المرؤكس الذم يتكلى إثبات إقترافو لمفعؿ تنفيذا ألمر تمقاه مف رئيسو الذم يديف لو بالطاعة‬
‫الفعؿ‪ ،‬كحينئذ ّ‬
‫في مثؿ ىذه الحالة يعفى مف العقاب تطبيقا لممبدأ الذم كرد بو الفصؿ ‪ 42‬المذككر "‪.‬‬
‫فكؿ عكف عمكمي ميما كانت رتبتو مسؤكؿ عف تنفيذ المياـ المنكطة‬ ‫تـ الرجكع لقانكف الكظيفة العمكمية " ّ‬
‫إذا ّ‬
‫بعيدتو كىك مسؤكؿ لدل رؤسائو عمى السمطة التي منحت لو كال تعفيو المسؤكلية الخاصة الممقاة عمى رؤسائو‬
‫‪98‬‬
‫فإف‬
‫مف أية مسؤكلية ممقاة عمى عاتقو " كتبعا لذلؾ فإنو بآستثناء العسكرييف – لكجكد نصكص قانكنية آمرة – ّ‬
‫سائر األشخاص يككنكف مسؤكليف عف الجرائـ المرتكبة تنفيذا ألكامر رؤسائيـ إف كانت ىذه التعميمات غير‬
‫مشركعة كال يمكف إعفاؤىـ مف العقاب إالّ عند مشركعية األمر مف جية كصدكر ذلؾ عف الجية المختصة‬
‫بإسداء األمر‪.‬‬
‫رضاء المجني عميو‬
‫" الضحية أك المجني عميو ىك الشخص الذم أصيب بضرر فردم أك جماعي بما في ذلؾ الضرر البدني أك‬
‫العقمي أك المعاناة النفسية أك الخسارة اإلقتصادية أكالحرماف بدرجة كبيرة مف التمتع بحقكقو األساسية عف طريؽ‬
‫‪99‬‬
‫أضر‬
‫كؿ مف ّ‬
‫أفعاؿ أك حاالت إىماؿ تشكؿ إنتياكا لمقانكف الجزائي النافذ ‪ "...‬كالضحية أك المجني عميو ىك ّ‬
‫يعتد‬
‫يتصكرمبدئيا أف يككف الشخص محؿ حماية جزائية أك في حاجة إلييا كيمكف أف ّ‬
‫ّ‬ ‫ت الجريمة بحقكقو كال‬
‫برضاه‪.‬‬

‫‪ - 95‬ػضص ‪ 1983/112‬اٌّؤعر ف‪ٚ 1983/12/12 ٟ‬إٌّمخ ثبٌمبٔ‪ ْٛ‬ػضص ‪ 1997/83‬اٌّؤعر ف‪1997/12/20 ٟ‬‬
‫‪96‬‬
‫‪- il n’ya ni crime ni délit ,lorsque l’homicide,les blessures et les coups etaient ordonnés par la loi et commandés par l’autorité‬‬
‫‪légitime‬‬
‫‪ - 97‬شغح اٌمبٔ‪ ْٛ‬اٌجٕبئ‪ ٟ‬اٌز‪ٔٛ‬ـ‪ ٟ‬اٌّغجغ اٌـبثك ص ‪230‬‬
‫‪ - 98‬اٌزٕظ‪ ُ١‬اٌـ‪١‬بؿ‪ٚ ٟ‬اإلصاع‪ ٞ‬ثبٌجالص اٌز‪ٔٛ‬ـ‪١‬خ ‪-‬ؿبٌُ وغ‪٠‬غ اٌّغػ‪ٚ‬ل‪ِ ٟ‬ىزجخ إٌّبع ر‪ٔٛ‬ؾ ‪ 1999‬ص ‪247‬‬
‫‪ - 99‬إػالْ األُِ اٌّزذضح ثشؤْ اٌّجبصئبألؿبؿ‪١‬خ ٌز‪ٛ‬ف‪١‬غاٌؼضاٌخ ٌؼذب‪٠‬ب اٌجغ‪ّ٠‬خ ‪ٚ‬إؿبءح إؿزؼّبي اٌـٍطخ علُ ‪ 34/40‬اٌّؤعر ف‪ 29 ٟ‬ف‪١‬فغ‪1985 ٞ‬‬
‫‪34‬‬
‫كآنطالقا مف الدكر الممكف لمضحية أف تساىـ بو في إيقاع الجريمة عمييا كجب التساؤؿ عف الحاالت التي ال‬
‫يعتد فييا بالرضا كغيرىا التي يككف لمرضا أىمية أك إنعكاس عمى مسؤكلية الجاني ‪ ،‬كمف بيف‬
‫يمكف أف ّ‬
‫النصكص الجزائية ما تتضمف صراحة أك تمميحا لعدـ إعتبار الرضاء مبر ار لمجريمة مثؿ‪:‬‬
‫‪ -‬الفصؿ ‪ 206‬كالفصؿ ‪ 214‬كالفصؿ ‪ 215‬كالفصؿ ‪ 227‬مكرر ك الفصؿ ‪ 228‬مكرر مف ؽ ج كما تكجد‬
‫حاالت أخرل ال يعتد فييا برضاء الضحية مثؿ القتؿ بدافع الشفقة أك القتؿ الرحيـ كىك طمب الضحية نفسيا مف‬
‫‪100‬‬
‫لكف‬
‫ينص المشرع عمى مثؿ ىذه الحالة إلنضكائيا تحت تعريؼ القتؿ ّ‬
‫الجاني قتميا لتخميصيا مف اآلالـ كلـ ّ‬
‫نص صراحة عمى القتؿ الرحيـ ضمف قانكف الجنايات كجعمو مكجبا لمقصاص ‪ 101‬إذ القتؿ ال‬
‫المشرع التكنسي ّ‬
‫يعتد فيو بالدافع أك طمب المجني عميو ‪.‬‬
‫ّ‬
‫فإف بعض الجرائـ العمدية‬
‫كرغما عف ىذا المكقؼ الظاىر لعدـ إعتماد رضاء الضحية في عديد الصكر ‪ّ ،‬‬
‫يمكف أف تبرر برضاء أك قبكؿ الضحية إتيانيا عمييا مثؿ اإلعتداء بالعنؼ البميغ أك الشديد في المباريات‬
‫الرياضية كالمالكمة كغيرىا كيمكف أف يترتب عنيا المكت أحيانا كما ال يمكف تتبع الطبيب الجراح مف أجؿ‬
‫تعمده قطع عضك مف البدف إف حصؿ عمى مكافقة المريض أك ذكيو أك كاف األمر يستدعي اإلستعجاؿ زيادة‬
‫عمى عدـ جكاز تتبع الشخص مف أجؿ مكاقعة أنثى برضاىا إذا تجاكز سنيا العشريف عاما أك إتياف الفاحشة‬
‫عمى مف تجاكز الثمانية عشر عاما كبرضاه ‪.‬‬
‫‪ )20‬تمييز أسباب اإلباحة عن موانع المسؤولية وموانع العقاب‬
‫موانع العقاب‬ ‫موانع المسؤولية‬ ‫أسباب اإلباحة‬
‫ـ تتعلق بالعقاب‬ ‫ـ تتعلق بالمجرم‬ ‫ـ تتعلق بالجرٌمة‬
‫ـ شخصٌة‪ ،‬تحول دون‬ ‫ـ شخصٌة ألنها تمس إرادة الجانً‬ ‫ـ موضوعٌة ألنها تمس نص‬
‫تسلٌط العقاب‬ ‫(ركن معنوي)‬ ‫التجرٌم (ركن شرعً)‬
‫ـ ال تنفً المسؤولٌة المدنٌة‬ ‫ـ ال تنزع عن الفعل صفته اإلجرامٌة‬ ‫ـ تنزع عن الفعل صبغته اإلجرامٌة‬
‫ـ ال عقاب أصلً وأحٌانا‬ ‫حٌث ٌبقى مجرما‪.‬‬ ‫أي أنها تنفً المسؤولٌة الجزائٌة‬
‫هناك عقوبات تكمٌلٌّة (مثال‬ ‫ـ خاصة بمن توفرت فٌه‬ ‫والمسؤولٌة المدنٌة (‪ )104‬م‪.‬أ‪.‬ع‬
‫ف ‪ 192‬م‪.‬ج)‬ ‫‪-‬التمنع من قٌام المسؤولٌة المدنٌة ولو‬ ‫ـ تشمل كل من ساهم فً ارتكاب‬
‫(تدلٌس العملة ‪ ‬منع‬ ‫بصفة غٌر شخصٌة‬ ‫الفعل‬
‫اإلقامة أو الرقابة اإلدارٌة)‬ ‫ـ ال تحول دون إمكانٌة تسلٌط عقاب‬ ‫ـ تحول دون تطبٌق أي عقاب أو‬
‫مخفف أو تدبٌر وقائً‬ ‫تدبٌر احترازي‬
‫للذوات المعنوية‬ ‫‪ )21‬المسؤولية الجزائية‬
‫شيدت الحياة اإلجتماعية كاإلقتصادية تطك ار ىاما عبر السنيف كانت كراء ظيكر الشركات كالجمعيات ككانت‬
‫ىذه التكتالت في إستقالؿ أحيانا عف شخصية أعضائيا ‪ ،‬فكاف القانكف المدني ىك المبادر في إعتبار "الذات‬
‫المعنكية " مستقمة عف أعضائيا كطرح السؤاؿ عف إمكانية سحب أحكاـ القانكف الجزائي عمى الذكات المعنكية‬
‫ثـ كاف التشريع‬
‫كآعتبارىا مسؤكلة مف ىذه الناحية فآختمفت اآلراء فقييا ّ‬

‫‪٠ - 100‬غاجغ ف‪٘ ٟ‬ظا ِمبي األؿزبط اٌؼّ‪١‬ض األػ٘غ اٌمغ‪ ٞٚ‬اٌشبث‪ َ ٟ‬ق رش ‪ 1976‬ػضص ‪ 6‬ص ‪ِٚ‬ب ‪ٙ١ٍ٠‬ب د‪ٛ‬ي اٌمزً ثضافغ اٌشفمخ أ‪ ٚ‬لزً اٌّغدّخ‬
‫‪ - 101‬اٌفظً ‪ ِٓ 312‬لبٔ‪ ْٛ‬اٌجٕب‪٠‬بد ‪ ِٓ :‬أِغ أدضا ثمزً ٔفـٗ أ‪ ٚ‬أجّ غٖ أ‪ ٚ‬لبي ٌٗ ألزٍٕ‪ٚ ٟ‬لض ثغّ أره ِٓ صِ‪ ٟ‬فمزٍٗ اٌذىُ اٌمظبص ػٍ‪ ٝ‬اٌمبرً ‪ٚ‬إْ ؿمؾ فبٌزؼؼ‪٠‬غ ِثً شجٗ‬
‫اٌؼّض‬
‫‪35‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬التوجو الفقيي‬
‫أف ىذه الذكات ال يمكف أف تتحمؿ المسؤكلية الجزائية لعدة أسباب كمنيا ‪:‬‬ ‫كاف اإلتجاه السائد منذ البداية ّ‬
‫أف المسؤكلية الجزائية تقكـ أساسا عمى اإلرادة كاإلدراؾ أك األىمية لتحمميا كال تممؾ الذكات المعنكية إرادة‬
‫‪ّ -‬‬
‫خاصة ‪.‬‬
‫‪ -‬يقتضي مبدأ شخصية العقاب مؤاخذة الفرد عف فعمو الشخصي ‪ ،‬فإف حكـ عمى الذات المعنكية بعقكبة جزائية‬
‫فإنيا ستناؿ كافة أعضائيا بمف فييـ مف إرتكبكا الفعؿ المجرـ كغيرىـ ممف لـ يساىمكا فيو‪.‬‬
‫يتضمف سمـ عقكبات ال يمكف سحبيا إالّ عمى األشخاص الطبيعييف ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫أف القانكف‬
‫‪ّ -‬‬
‫لكف اإلتجاه الثاني الذم ظير ‪ ،‬أخذ بمبدأ مؤاخذة الذات المعنكية كتحميميا المسؤكلية الجزائية في منأل عف‬
‫ّ‬
‫يحمؿ الذات المعنكية المؤسس عمى الخطأ كيمكف‬‫بأف القانكف المدني ّ‬
‫األشخاص الطبيعييف المككنيف ليا ‪ ،‬قكال ّ‬
‫أف اإلعتراؼ بكجكد الذات المعنكية كالقياـ بأنشطة مشركعة في‬
‫البحث كراء مثيمو مف الناحية الجزائية ‪ ،‬كما ّ‬
‫أف‬
‫مككنييا ال يمنع مف تحميميا المسؤكلية الجزائية عند إتيانيا نشاطا غير مشركع زيادة عمى ّ‬
‫إستقالؿ تاـ عف ّ‬
‫حؿ الشركة كايقاؼ‬
‫العقكبات التقميدية يمكف سحبيا بمقتضى القانكف عمى الذات المعنكية فعقكبة اإلعداـ يقابميا ّ‬
‫نشاطيا يقابؿ عقكبة السجف كالخطية أك المصادرة أك الحجز عقكبات تقميدية قائمة ‪ ،‬فيؿ كاكب التشريع ىذه‬
‫اآلراء؟‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬التوجو التشريعي‬
‫ظيرت بكادر التكجو القائؿ بمبدأ المسؤكلية الجزائية لمذكات المعنكية مف خالؿ عديد النصكص ببالدنا سكاء منيا‬
‫اإلقتصادية أك البيئية كمف ذلؾ ‪:‬‬
‫‪103‬‬ ‫‪102‬‬
‫بالفصؿ ‪ 8‬منو‪ .‬قانكف‬ ‫بالفصؿ ‪ 33‬منيا كقانكف حماية المحيط‬ ‫‪ -‬مجمة الصرؼ كالتجارة الخارجية‬
‫مكافحة اإلرىاب كغسؿ األمكاؿ‬
‫تسميط العقوبات عمى الذوات المعنوية‬
‫مسا مف‬
‫ال يمكف الحديث عف عقكبات تقميدية يمكف تسميطيا عمى الذكات المعنكية بآستثناء الخطية التي تمثؿ ّ‬
‫أف بعض العقكبات المعتبرة تكميمية يمكف تسميطيا عمى ىذه الذكات كمنيا المصادرة كالحجزأك‬
‫الذمة المالية عمى ّ‬
‫‪104‬‬
‫الحؿ ‪ ،‬لكنو ال يمكف تسميط العقكبات‬
‫مثؿ الحرماف مف مباشرة النشاط أك ّ‬ ‫كذلؾ بعض العقكبات "التأديبية "‬
‫المذككرة عمى الذكات المعنكية إذا ثبت حصكؿ تجاكز كآرتكاب خطأ شخصي مف مسيرييا بؿ يمكف مؤاخذتيـ‬
‫أف ما قامكا بو كاف لفائدتيا أك حققت مف كرائو فائدة ‪.‬‬
‫يتبيف ّ‬
‫شخصيا بخطئيـ ما لـ ّ‬
‫فإف مبدأ‬
‫تبنت محكمة التعقيب تكسع نطاؽ المسؤكلية الجزائية "خالفا لما إنتيت إليو محكمة الحكـ المنتقد ّ‬
‫فضـ أشخاصا بعيديف ك ّؿ البعد عف الفعؿ المادم المجرـ‬
‫كتطكرت صكره ّ‬ ‫ّ‬ ‫شخصية المؤاخذة إتسعت حمقاتو‬
‫بمجرد نسبة اإلىماؿ كقمة اإلحتياط كربطيما بالنتيجة اإلجرامية عبر الصمة السببية كما تغافمت محكمة الحكـ‬

‫‪ - 102‬اٌظبصعح ثّ‪ٛ‬جت اٌمبٔ‪ ْٛ‬ػضص‪ 18‬اٌّؤعر ف‪ 21 ٟ‬جبٔف‪1976 ٟ‬‬


‫‪ - 103‬ػضص ‪91‬اٌظبصع ثزبع‪٠‬ز ‪ 2‬ا‪ٚ‬د ‪1988‬‬
‫‪ - 104‬و‪١‬فّب ‪ٚ‬لغ اٌزٕظ‪١‬ض ػٍ‪ ٗ١‬ثبٌمبٔ‪ ْٛ‬ػضص‪ٌ 75‬ـٕخ ‪2003‬‬
‫‪36‬‬
‫أف كراء الذات المعنكية أشخاص طبيعيكف يعممكف بكسائميا كتحت إسميا كأصبحت الذات‬ ‫المطعكف فيو عمى ّ‬
‫أم نشاط كاقعي كقانكني إال مف خالؿ إرادتيـ ‪.....‬‬
‫المعنكية كسيمة نشاطيـ إلى درجة أنو ال يمكف أف يككف ليا ّ‬
‫فإف مكقؼ محكمة الحكـ المنتقد بآستبعاد مؤاخذة الذات المعنكية في شخص ممثميا‬
‫كلكؿ ىذه اإلعتبارات ّ‬
‫القانكني ىك مكقؼ سطحي لـ ينفذ إلى عمؽ التطكرات التشريعية كالفقيية في ىذا الصدد كقررت محكمة التعقيب‬
‫‪105‬‬
‫نقض الحكـ المطعكف فيو "‬
‫‪ )22‬العقوبات األصمية ‪:‬‬
‫بنص‬
‫المقصكد بالعقكبات األصمية ‪ ،‬إحدل العقكبات الممكف تسميطيا عمى مرتكب الفعمة كالكاقع تضمينيا ّ‬
‫التجريـ كتضمنت المجمة ستة عقكبات أصمية‪.‬‬
‫عقوبة اإلعدام أك ما يعرؼ بالقتؿ عقابا كالتي يختمؼ مجاؿ تطبيقيا كتنفيذىا حسب عكامؿ تاريخية كعقائدية‬
‫إشتد النقاش حكؿ جدكل عقكبة اإلعداـ فرأل البعض كجكب‬
‫كسياسية ‪،‬كبداية مف منتصؼ القرف الثامف عشر ّ‬
‫اإلبقاء عمييا صيانة لممجتمع مع حصر مجاليا في أضيؽ الحدكد في حيف أ ّكد فريؽ آخر عمى فشميا في‬
‫يؤيد رأيو‪.‬‬
‫كقدـ ك ّؿ فريؽ ما ّ‬
‫إستئصاؿ الجريمة ككجكب إلغائيا ّ‬
‫عقوبة السجن حصر التشريع التكنسي نطاؽ عقكبة اإلعداـ في أضيؽ الحدكد كجعؿ عقكبة السجف ىي‬
‫المشرع أدنى العقكبة السجنية بالفصؿ ‪ 14‬مف ؽ ج‬
‫ّ‬ ‫كحدد‬
‫الطاغية عمى جممة العقكبات الكاردة بالمجمة الجزائية‪ّ .‬‬
‫تـ ضبط أقصى العقكبات بالفصؿ ‪ 122‬مف ـ إج ‪ .‬كعقكبة السجف تبتدئ مف اليكـ الذم سمب فيو‬ ‫في حيف ّ‬
‫فإف تمؾ المدة تطرح مف العقاب كما ىك الشأف عند كجكد إيقاؼ‬
‫المحككـ عميو حريتو ‪ ،‬فإف سبؽ اإلحتفاظ بو ّ‬
‫تحفظي سبؽ المحاكمة ما لـ تر المحكمة خالؼ ذلؾ‪.106‬‬
‫العمل لفائدة المصمحة العامة‪ :‬بناء عمى عدـ جدكل العقكبات السالبة لمحرية كلمدد قصيرة كما أفرزه الكاقع مف‬
‫المشرع إدراج عقكبة العمؿ لفائدة‬
‫ّ‬ ‫تأثيرات سمبية لمعقكبة السجنية ميما كانت درجة الرعاية كاإلصالح ‪ ،‬فقد إختار‬
‫المصمحة العامة ‪ ،‬كىي كلئف تكتسي طابع الزجر في ظاىرىا فإنيا تيدؼ باألساس إلى جعؿ الجاني يدرؾ‬
‫تـ ذلؾ بمكجب القانكف عدد ‪ 89‬المؤرخ في‬
‫سمبيات أفعالو كيقبؿ التكفير عف ذنبو بتقديـ خدمة لمصالح العاـ كقد ّ‬
‫المشرع الفصؿ ‪ 5‬مف ؽ ج بأف أدرج ىذه العقكبة ضمف سمـ العقكبات األصمية كما‬‫ّ‬ ‫عدؿ‬‫‪ 2‬أكت ‪ 1999‬إذ ّ‬
‫حدد بمكجبيا الجرائـ الممكف الحكـ فييا بعقكبة العمؿ لفائدة المصمحة العامة كشركط‬
‫أضاؼ جممة مف الفصكؿ ّ‬
‫التصريح بيا كالضمانات المتاحة لممحككـ عميو إلى جانب تعديؿ مجمة اإلجراءات الجزائية عمى مستكل التنفيذ ك‬
‫لتشمؿ ىذه العقكبة الجبر بالسجف ‪.‬‬

‫‪ - 105‬رغ ج ػضص ‪ 7221‬اٌظبصع ف‪ 16 ٟ‬ص‪٠‬ـّجغ ‪ ْ 2004‬ص ‪ ٛ٘ٚ 269‬لغاع ٌُ ‪ٍ٠‬ك دظّٗ ِٓ اٌزؼٍ‪١‬ك عغُ أّ٘‪١‬زٗ ‪ٚ‬ر‪ٛ‬ؿغ ِذىّخ اٌمبٔ‪ ْٛ‬ف‪ِ ٟ‬ف‪ َٛٙ‬اٌّـؤ‪١ٌٚ‬خ إط رّذ‬
‫إدبٌخ اٌّز‪ ُٙ‬ر‪١‬غ‪ ٞ‬ث‪ٛ‬طفٗ اٌّّثً اٌمبٔ‪ٌٍ ٟٔٛ‬شغوخ ‪ٚ‬اٌـؤاي اٌظ‪٠ ٞ‬جم‪ِ ٝ‬طغ‪ٚ‬دب ٘‪ ٛ‬رذض‪٠‬ض ِجبي اٌفظً‪ ِٓ 217‬ق ج ‪ِٚ‬ب ٘‪ ٛ‬اٌزط‪ٛ‬ع اٌزشغ‪٠‬ؼ‪ ٟ‬اٌّزذضس ػٕٗ ‪ٚ‬اٌظ‪ٞ‬‬
‫‪ّ٠‬ىٓ اٌذ‪ٛ‬ع ف‪ ٗ١‬ػٍ‪ِ ٝ‬ـز‪٘ ٜٛ‬ظا اٌمغاع إْ ٌُ رىٓ جٍّخ إٌظ‪ٛ‬ص اٌّؤؿـخ ثبألؿبؽ ٌّـؤ‪١ٌٚ‬خ اٌظ‪ٚ‬اد اٌّؼٕ‪٠ٛ‬خ‬
‫‪ - 106‬اٌفظً ‪ ِٓ 15‬ق ج ‪ ٌُٚ‬رٕظُ ِجٍخ اإلجغاءاد اٌجؼائ‪١‬خ طٌه ثجبة رٕف‪١‬ظ األدىبَ‬
‫‪37‬‬
‫‪107‬‬
‫عما‬
‫كتبدك كتعكيض مادم لممجتمع ّ‬ ‫عقوبة الخطية‪ :‬آخر عقكبة في سمـ العقكبات األصمية ‪ ،‬ىي الخطية‬
‫ذمتو المالية بما يجعمو يعدؿ عمى الرجكع‬
‫مس الجاني في ّ‬
‫لحقو مف ضرر ‪ ،‬كما أنيا تيدؼ – مبدئيا ‪ -‬إلى ّ‬
‫معينيا متماشيا مع اليدؼ مف ىذه العقكبة‪.‬‬
‫لمجريمة كتبعا لذلؾ كجب أف يككف ّ‬
‫أما في الجنح‬
‫المشرع أدنى الخطية بالفصؿ ‪ 16‬مف ؽ ج ك أقصى الخطية في مادة المخالفات ستكف دينا ار ّ‬
‫ّ‬ ‫حدد‬
‫ّ‬
‫فال تحديد لذلؾ‬
‫‪ )23‬العقوبات التكميمية أو التبعية‬
‫المشرع عمى كجكب تسميطيا‬
‫ّ‬ ‫ينص‬
‫العقكبات التكميمية ىي تتمة لمعقكبات األصمية كتصبح تبعية عندما ّ‬
‫فالعقكبات التبعية ىي نتيجة حتمية لمعقكبة‬
‫العقوبات التكميمية الماسة بحرية المحكوم عميو ‪:‬‬
‫تضمف الفصؿ ‪ 5‬مف ؽ ج ثالثة عقكبات تكميمية تمس مف حرية المحككـ عميو كىي منع اإلقامة كالمراقبة‬
‫اإلدارية كاإلقصاء ‪.‬‬
‫‪ )1‬منع اإلقامة أم اإلبعاد ‪ interdiction de séjour:‬كقد حددىا المشرع بالفصؿ ‪22‬‬
‫‪ )2‬الكضع تحت المراقبة اإلدارية ‪surveillance administrative:‬‬
‫المشرع المراقبة اإلدارية عمى غرار ما فعمو بالنسبة لمنع اإلقامة عمى أنيا تتمثؿ في إلزاـ المحككـ‬
‫ّ‬ ‫يعرؼ‬
‫لـ ّ‬
‫المعد لمغرض‬
‫ّ‬ ‫عميو بالحضكر يكميا بمركز األمف أك الحرس الكطني التابع لدائرتو مقر سكناه كامضاء الدفتر‬
‫أف " مجرد الحكـ بالمراقبة اإلدارية يخكؿ لمسمطة اإلدارية حؽ تعييف مكاف‬
‫تضمف ّ‬
‫ّ‬ ‫لكف الفصؿ ‪ 23‬مف ؽ ج‬ ‫ّ‬
‫إقامة المحككـ عميو عند إنقضاء مدة عقابو كالحؽ في تغييره إف رأت ضركرة ؿذلؾ " كال يسكغ لو مبارحة ذلؾ‬
‫المكاف بدكف رخصة ‪ 108‬كىذا النص ال زاؿ عمى حالتو إلى حد التاريخ عمى أف الكضع تحت المراقبة اإلدارية‬
‫ممكف إذا قضت المحكمة بعقاب يفكؽ العاميف أككاف الجاني عائدا لممرة الثانية( كىي إضافة تمت بمكجب أمر‬
‫‪ 22‬أكتكبر ‪ )1940‬كتككف المراقبة لمدة أقصاىا خمسة أعكاـ ثـ تدخؿ المشرع مف جديد لمترفيع في مدة المراقبة‬
‫‪109‬‬
‫اإلدارية إلى عشرة أعكاـ مع الصبغة اإللزامية في جرائـ أمف الدكلة كالجرائـ األخالقية كجرائـ المخدرات‬
‫ككذلؾ الجرائـ اإلرىابية‪.‬‬
‫‪ )3‬اإلقصاء‪la relégation :‬‬
‫يحدد المشرع المقصكد بيذه العقكبة التكميمية الكاجب تنفيذىا إثر قضاء العقكبة األصمية كىي لغة تفيد‬
‫لـ ّ‬
‫معيف ‪.‬‬
‫اإلستبعاد بمكاف ّ‬
‫العقوبات التكميمية الماسة ذات الصبغة المالية‬

‫‪ِ - 107‬ظطٍخ اٌشط‪١‬خ سبص ثبٌزشغ‪٠‬غ اٌز‪ٔٛ‬ـ‪ ٟ‬ف‪ ٟ‬د‪ ٓ١‬رـزؼًّ ثم‪١‬خ اٌض‪ٚ‬ي اٌؼغث‪١‬خ ِظطٍذب آسغ ‪ ٛ٘ٚ‬اٌغغاِخ ف‪ ٟ‬د‪ٚ ٓ١‬أْ اٌزشغ‪٠‬غ اٌز‪ٔٛ‬ـ‪٠ ٟ‬شض ث‪ٙ‬ب اٌزؼ‪٠ٛ‬ؼبد‬
‫اٌّضٔ‪١‬خ ‪.‬‬
‫‪ - 108‬اٌفظً ‪ ِٓ 24‬ق ج‬
‫‪ - 109‬رضسً اٌّشغع ؿٕخ ‪1966‬ثّ‪ٛ‬جت اٌمبٔ‪ ْٛ‬ػضص ‪ 63‬اٌّؤعر ف‪ٌ 1966/7/5 ٟ‬جؼً اٌّغالجخ اإلصاع‪٠‬خ ِزذزّخ ف‪ ٟ‬اٌجغائُ اٌّظو‪ٛ‬عح ‪ٚ‬دز‪ ٝ‬ف‪ ٟ‬ط‪ٛ‬عح ؿ‪ ٛٙ‬اٌّذىّخ‬
‫ػٍ‪ ٝ‬اٌزٕظ‪١‬ض ػٍ‪ ٝ‬طٌه ثذىّ‪ٙ‬ب فئْ ِظبٌخ األِٓ رزؼ‪ٙ‬ض ثبٌٍّف ثّجغص لؼبء اٌّذى‪ َٛ‬ػٍ‪ ٗ١‬ػم‪ٛ‬ثزٗ األطٍ‪١‬خ‬
‫‪38‬‬
‫تضمف الفصؿ ‪ 5‬مف ؽ ج عقكبتيف يمكف إعتبارىما ماستيف مف الذمة المالية لممحككـ عميو كىما مصادرة‬
‫المكاسب كالحجز الخاص‬
‫‪ )1‬مصادرة المكاسب في الصور التي نص عمييا القانون ‪ :‬كيتمثؿ ذلؾ في كضع الدكلة يدىا عمى مكاسب‬
‫المحككـ عميو‬
‫‪ )2‬الحجز الخاص ‪ confiscation spéciale :‬كالمقصكد بذلؾ حجزمحصكؿ الجريمة كآستصفائو لفائدة‬
‫الخزينة العامة أك اآلالت كالمعدات المستعممة في تنفيذىا ميما كاف صاحبيا كما يجب حجز كؿ اآلالت‬
‫تعيف قيمتيا بالحكـ "إستعدادا‬
‫فإف المحكمة ّ‬
‫كالمعدات المحجز صنعيا أك مسكيا كفي صكرة عدـ حجز ما ذكر ّ‬
‫لمجبر بالسجف" كىذاف النصاف باقياف رغـ صدكر مجمة اإلجراءات الجزائية كخاصة منيا الفصؿ ‪100‬‬
‫‪111‬‬ ‫‪110‬‬

‫العقوبات التكميمية الماسة بالحقوق المدنية والسياسية‬


‫الحرماف مف مباشرة الكظائؼ العمكمية أك بعض الميف مثؿ‬ ‫تشمؿ المطة السابعة مف العقكبات التكميمية‬
‫محاـ أك مأمكر عمكمي أك طبيب أك بيطرم أك قابمة أك مدير مؤسسة تربكية أك مستخدـ بيا بأم عنكاف كاف أك‬
‫لدل المحاكـ عدا اإلدالء تصريحات عمى سبيؿ اإلسترشاد كىي عقكبات‬ ‫عدؿ أك مقدـ أك خبير أك شاىد‬
‫تكميمية تجعؿ المحككـ عميو منزكع الثقة كمحركما مف حقكقو المدنية كما تضمف نفس النص حرماف المحككـ‬
‫عميو مف بعض اإلمتيازات كىي حمؿ السالح أكاألكسمة الشرفية الرسمية ‪.‬‬
‫العقوبات التكميمية الماسة من اإلعتبار‬
‫آخر العقكبات التكميمية الكاردة بالفصؿ ‪ 5‬مف ؽ ج ىي نشر مضاميف بعض األحكاـ كالمقصكد بذلؾ ليس‬
‫نشر كؿ الحكـ بؿ مضمكنو مع اإلشارة لمرتكب الفعمة تشيي ار بو‬
‫‪ )24‬تطبيق العقوبات‬
‫بنص‬
‫تقدير أك تطبيؽ العقكبة مكككؿ لمحض إجتياد محاكـ المكضكع دكف رقابة عمييا طالما كاف العقاب كاردا ّ‬
‫يحدد أقصى العقكبة‬
‫فالمشرع ّ‬
‫ّ‬ ‫مف قانكف سابؽ الكضع كعممت المحكمة حكميا بما لو أصؿ ثابت بالممؼ ‪، 112‬‬
‫المستكجبة كفي حاالت نادرة أدناىا كيبقى لمقاضي التأكد مف نسبة الفعمة كتقدير األدلة المعركضة عميو كتحديد‬
‫الحد األقصى لمعقكبة غير أنو يجكز لو النزكؿ دكف األدنى بتطبيؽ‬
‫العقاب ما بيف أدناه كأقصاه كال يمكنو تجاكز ّ‬
‫ظركؼ التخفيؼ إف كاف ذلؾ ممكنا كال يتعارض مع مقتضيات القانكف كىذه السمطة التقديرية ىي جكىر القضاء‬
‫‪113‬‬
‫المشرع لكنو ال يطبقو سكاء عمى‬
‫ّ‬ ‫مقيد بالعقاب الذم كضعو‬
‫فيك ّ‬ ‫كال سمطاف عميو في قضائو لغير القانكف‬
‫ك ّؿ الحاالت لكننا نفاجأ أحيانا برأم عاـ يعتمد قياس حالة عمى أخرل أك يستنكر فعمة كيطالب فييا بتكقيع‬
‫يضـ كقائع‬
‫أقصى العقكبات في حيف ال يجارم القضاء ذلؾ كعمى صكاب ‪ ،‬فك ّؿ ممؼ يعرض عميو يمكف أف ّ‬

‫‪ - 447‬اٌفظالْ ‪ ِٓ 29ٚ 28‬اٌّجٍخ ِغ رؼض‪ ً٠‬اٌفظً ‪ 28‬ثئصعاج ‪ٚ‬ج‪ٛ‬ة دجؼ األش‪١‬بء اٌّذجغ طٕؼ‪ٙ‬ب أ‪ِ ٚ‬ـى‪ٙ‬ب ثّمزؼ‪ ٝ‬لبٔ‪ 23 ْٛ‬ج‪١ٍ٠ٛ‬خ ‪1966‬‬
‫‪ - 448‬اٌفظً ‪ٌ " 100‬ىً ششض ‪٠‬ضػ‪ ٟ‬إؿزذمبق أش‪١‬بء ِ‪ٛ‬ػ‪ٛ‬ػخ رذذ ‪٠‬ض اٌؼضاٌخ أْ ‪٠‬جطٍت رغج‪١‬ؼ‪ٙ‬ب ِٓ دبوُ اٌزذم‪١‬ك ‪ٚ‬ػٕض إِزٕبع ٘ظا األس‪١‬غ فّٓ صائغح اإلر‪ٙ‬بَ ‪....‬‬
‫‪ٚ‬وً ِذج‪ٛ‬ػ ٌُ ‪٠‬طٍجٗ طبدجٗ ف‪ ٟ‬ظغف ثالثخ أػ‪ٛ‬اَ ِٓ لغاع اٌذفع أ‪ ٚ‬طض‪ٚ‬ع اٌذىُ ‪٠‬ظ‪١‬غ ِٓ دم‪ٛ‬ق اٌض‪ٌٚ‬خ‬
‫‪ - 112‬رغ ج ػضص ثزبع‪٠‬ز غ‪١‬غ ِٕش‪ٛ‬ع‬
‫‪ - 113‬اٌفظً ‪ ِٓ 65‬اٌضؿز‪ٛ‬ع ‪ٕ٠‬ض ػٍ‪ ٝ‬أْ اٌمؼبح ِـزمٍ‪ ْٛ‬ال ؿٍطبْ ػٍ‪ ُٙ١‬ف‪ ٟ‬لؼبئ‪ٌ ُٙ‬غ‪١‬غ اٌمبٔ‪ْٛ‬‬
‫‪39‬‬
‫لكف ظركؼ إرتكاب الجريمة كشخصية الجاني كتككيف كتربية القاضي كمّيا عناصر يتجو‬
‫متشابية في ظاىرىا ّ‬
‫أخذىا بعيف اإلعتبار ‪.‬‬
‫مقيدة بيف األدنى كاألقصى المنصكص عميو بالقانكف كاف‬‫لكف ىذه السمطة التقديرية لمعقاب المكككلة لمقاضي ّ‬
‫رأل كجكب الحط مف العقاب إلى ما دكف أدناه القانكني كجب عميو التأكد مف تكفر الشركط القانكنية التي‬
‫كضعيا المشرع كعدـ تجاكزىا أما إذا تكفر خالؼ ذلؾ فيك مقيد بالنصكص كعميو التشدد في العقاب‪.‬‬
‫‪ )25‬التخفيف العقاب‬
‫بسف الجاني كيفما‬
‫ال يمكف بحاؿ الحديث عف ظركؼ التخفيؼ بآعتبارىا تشمؿ عناصر شخصية كتقترف أساسا ّ‬
‫سبقت اإلشارة لذلؾ عند الحديث عف العقكبات المستكجبة في جرائـ األطفاؿ ‪ ،‬أما التخفيؼ مف كطأة العقاب فإنو‬
‫أمر مكككؿ إلجتياد قضاة المكضكع في نطاؽ التفريد الحكمي لمعقكبات فالمشرع يحدد األقصى كاألدنى لكؿ‬
‫عقكبة كيدخؿ في تقدير القضاء مالءمتيا مع شخصية المتيـ الماثؿ أماميا معتمدا جممة مف العناصر المتصمة‬
‫مكبؿ األيدم في بعض الحاالت إذ يحدث‬‫بشخصية الجاني كسكابقو كظركؼ ككيفية إتياف الفعمة ‪ ،‬لكنو يككف ّ‬
‫أف ينص المشرع عمى عدـ إمكانية تطبيؽ الفصؿ ‪ 53‬مف ؽ ج مثمما كاف عميو الحاؿ في مادة تدليس الشيؾ أك‬
‫عدـ إمكانية النزكؿ بالعقاب إلى ما دكف أدناه في إستيالؾ المخدرات ‪ ،‬لكف بقية الكضعيات المعركضة عميو‬
‫يكيؼ فييا العقاب بما ينسجـ مع القانكف مف جية كمع كجدانو كقناعتو‬
‫تبقى مجاال مف مجاالت إختصاصو ‪ّ ،‬‬
‫كاعماؿ ظركؼ التخفيؼ أمر إختيارم ‪ ،‬يدخؿ في إجتياد محاكـ المكضكع كال رقابة عمييا مف طرؼ محكمة‬
‫‪114‬‬
‫حرة في تقدير العقاب كفي تطبيؽ ظركؼ التخفيؼ بآعتبار كأف ذلؾ مكككؿ إلجتيادىا‬‫فالمحكمة ّ‬ ‫التعقيب‬
‫لكف تعديؿ محكمة اإلستئناؼ لمعقاب بالحطّ منو كالبقاء ما بيف أقصاه‬
‫المطمؽ كليا أف تعدؿ عنيا دكف تعميؿ ‪ّ ،‬‬
‫‪115‬‬
‫ك التخفيؼ مف العقاب يمكف أف‬ ‫كأدناه ال يعتبر مف قبيؿ تخفيؼ العقاب كيفما كرد بالفصؿ ‪ 53‬مف ؽ ج‬
‫يتمثؿ في النزكؿ بو إلى ما دكف أدناه القانكني درجة أك درجتيف أك بإبدالو مف عقكبة سالبة لمحرية إلى خطية‬
‫مالية أك بإسعاؼ المحككـ عميو بتأجيؿ تنفيذ العقاب ‪.‬‬
‫‪ )26‬تأجيل تنفيذ العقاب‬
‫كحدد مجاالتو ‪:‬‬
‫خكؿ تأجيؿ تنفيذ العقاب ّ‬‫الفقرة ‪ 13‬مف الفصؿ ‪ 53‬مف ؽ ج كالذم ّ‬
‫‪ -‬مجاؿ تأجيؿ تنفيذ العقاب منحصر في الجنايات كالجنح دكف المخالفات‪.116‬‬
‫‪ -‬تأجيؿ تنفيذ العقاب ممكف في العقاب السالب لمحرية كفي الخطية في مادة الجنح كفي العقاب بالسجف فحسب‬
‫كحدد نكعو‬
‫في الجنايات كذلؾ ما يؤخذ مف أحكاـ الفقرة ‪ 13‬إذ إقتصر المشرع عمى ذكر صدكر الحكـ في جنحة ّ‬
‫كمما يدعـ الرأم القائؿ بإمكانية تأجيؿ تنفيذ العقاب بالخطية ما كرد‬
‫في الجناية بحصر ذلؾ في العقكبة السجنية ّ‬
‫أف " الحكـ باإلدانة مع إسعاؼ المحككـ عميو بتأجيؿ التنفيذ كلك بالخطية ‪".....‬‬
‫المتضمف ّ‬
‫ّ‬ ‫بالفقرة‬

‫‪ - 114‬رغ ج ‪ 13521‬اٌظبصع ف‪ 16 ٟ‬ف‪١‬فغ‪ ْ 2005 ٞ‬ص ‪ 203‬أ‪ ٚ‬رغ ج ‪ 11753‬اٌظبصع ف‪11 ٟ‬ص‪٠‬ـّجغ ‪ ْ 1974‬اٌجؼء ‪ 2‬ص ‪175‬‬
‫‪ - 115‬رغ ج اٌظبصع ف‪ ٟ‬غ‪١‬غ ِٕش‪ٛ‬ع‬
‫‪ - 116‬رغ ج ‪ 26891‬اٌظبصع ف‪ 15 ٟ‬ج‪ٛ‬اْ ‪ ْ 1989‬ص ‪245‬‬
‫‪40‬‬
‫‪ -‬تأجيؿ التنفيذ يشمؿ العقكبة السالبة لمحرية كالخطية لكنو ال يشمؿ دفع مصاريؼ القضية كالخطايا المحككـ بيا‬
‫‪117‬‬
‫في جرائـ الجباية كالغابات لككنيا تكتسي طابعا تعكيضيا ‪.‬‬
‫‪ -‬ال ينسحب تأجيؿ التنفيذ عمى العقكبات الفرعية كالتحاجير الناتجة عف الحكـ بالعقاب أم العقكبات التكميمية ال‬
‫‪118‬‬
‫يشمميا تأجيؿ التنفيذ غير أف مفعكؿ التحجير يمكف أف يزكؿ مفعكليا بزكاؿ العقاب األصمي‬
‫‪ -‬يشترط إلسعاؼ المحككـ عميو بتأجيؿ التنفيذ أف يككف عديـ السكابؽ العدلية كأف تككف المحكمة قد تأكدت مف‬
‫‪119‬‬
‫فالعبرة‬ ‫أما القضايا الجارية ضده كالتي إستكجبت عرضو عمى القيس فإنيا ال تعتبر‬
‫عدـ سبؽ محاكمتو ّ‬
‫بسبؽ المحاكمة كعمى المحكمة التحقؽ مف ذلؾ ‪. 120‬‬
‫‪ -‬إذا كانت الجريمة مف قبيؿ الجناية فإنو ال يمكف الحكـ بتأجيؿ التنفيذ إالّ إذا كاف العقاب المستكجب بعد‬
‫إعماؿ ظركؼ التخفيؼ ال يتعدل العاميف كتجاكز ذلؾ يحكؿ دكف اإلسعاؼ بتأجيؿ التنفيذ ‪.121‬‬
‫‪ -‬يخضع المحككـ عميو بعقاب مؤجؿ لفترة إختبار تدكـ خمسة أعكاـ يتحتّـ عميو عدـ إرتكاب جريمة خالليا‬
‫أشد كعمى المحكمة إنذاره بالجمسة ك إنذاره مغبة العكد طيمة المدة‬
‫كالحكـ عميو بعقاب سالب لمحرية أك عقكبة ّ‬
‫القانكنية أم خالؿ الخمسة أعكاـ ‪.‬‬
‫‪ -‬ال يدرج العقاب المؤجؿ " بصحيفة السكابؽ التي تسمّـ لمخصكـ " أم بالبطاقة عدد ‪ 3‬لكنيا ترسـ بالبطاقة عدد‬
‫‪ 2‬التي تسمّـ لممحاكـ حتى تتثبت مف اآلجاؿ أك إقتراؼ الجريمة المكجبة لممحاكمة خالؿ فترة اإلختبار ‪.‬‬
‫أما إذا زلت بو القدـ‬
‫فإف العقاب يصبح كأف لـ يكف ّ‬
‫‪ -‬إف لـ يحكـ عمى المعني بالسجف خالؿ فترة اإلختبار ّ‬
‫ضمو لمعقاب الجديد كما يتـ إدراجو‬
‫مف جديد فإنو " يرفع عنو التأجيؿ " كينفذ العقاب المؤجؿ دكف إمكانية ّ‬
‫‪122‬‬
‫ببطاقة السكابؽ عدد‪ 3‬كسابقة‪.‬‬
‫‪ )27‬تشديد العقوبات‬
‫المشرع مسألة العكد بالتنظيـ كالتخصيص ‪ ،‬كيعتبر في حالة عكد‬
‫ّ‬ ‫شدة " تناكؿ‬
‫تحت عنكاف " ما يزيد الجرائـ ّ‬
‫إرتكاب الجاني " جريمة بعد عقابو بمكجب أخرل قبؿ أف تمضي خمسة سنكات عمى قضاء العقاب األكؿ أك‬
‫عمى إسقاطو أك عمى سقكطو بمركر الزمف " ‪ 123‬كىك يد ّؿ عمى تجدد الحالة الخطرة لدل الجاني كفشؿ العقكبة‬
‫األكلى في ردعو ‪ ،‬فالعكد ظرؼ شخصي لتشديد العقكبة بآعتباره يتّصؿ بتصرفات الجاني كعدـ تحقيؽ النتيجة‬
‫المرجكة مف العقاب تجاىو كال عالقة لذلؾ بكيفية إتياف الفعمة كما يط أر عمييا مف تشديد كآتجو تبعا لذلؾ بياف‬
‫صكره ككيفية تشديد العقاب عمى الجاني بمكجبو كما يمكف أف تتعدد جرائـ المتيـ فتكجب التشدد في العقاب‬
‫لكف تعدد الجرائـ ال يعني‬
‫ظاىريا بآعتباره لـ يعد مجرـ صدفة بؿ بدأت الحالة اإلجرامية تتجدد في جانبو ‪ّ ،‬‬

‫‪ - 117‬اٌفمغح ‪ ِٓ 16‬اٌفظً ‪ ِٓ 53‬ق ج‬


‫‪ - 118‬اٌفمغح ‪ ِٓ 17‬اٌفظً ‪ ِٓ 53‬ق ج‬
‫‪ - 119‬رغ ج ‪ 19475‬اٌظبصع ف‪ٛٔ 29 ٟ‬فّجغ ‪ ْ 1988‬ص ‪168‬‬
‫‪ - 120‬طضعد ثؼغ اٌمغاعاد اٌزؼم‪١‬ج‪١‬خ ف‪ِ ٟ‬بصح اٌش‪١‬ىبد رجؼً إػبفخ ثطبلخ اٌـ‪ٛ‬اثك ِ‪ٛ‬و‪ٛ‬ال ٌٍٕ‪١‬بثخ اٌؼّ‪١ِٛ‬خ ‪ ٟ٘ٚ‬لغاعاد ظغف‪١‬خ أٍِز‪ٙ‬ب ظغ‪ٚ‬ف اٌزؼبًِ ِغ ٘ظٖ اٌمؼب‪٠‬ب‬
‫ػٕضِب رزؼٍك ثبٌّز‪ ُٙ‬لؼ‪١‬خ ‪ٚ‬ادضح ‪٠‬ذىُ ف‪ٙ١‬ب ثبٌزؤج‪ِٚ ً١‬ثبي طٌه رغ ج ‪ 4247‬اٌظبصع ف‪21 ٟ‬ص‪٠‬ـّجغ ‪ 2000‬ق رش ‪ 2001‬ػضص ‪ 5‬ص ‪139‬‬
‫‪ - 121‬ال ‪ّ٠‬ىٓ اٌزؤج‪ ً١‬إطا دىُ ثبٌـجٓ ‪ 3‬أػ‪ٛ‬اَ رغ ج ‪ 80179‬اٌظبصع ف‪ِ 3 ٟ‬بعؽ ‪ ْ 1997‬ص ‪185‬‬
‫‪ - 122‬اٌفمغح ‪ ِٓ 19‬اٌفظً ‪ 53‬ق ج‬
‫‪ - 123‬اٌفظً ‪ ِٓ 47‬ق ج ف‪ ٟ‬فمغرٗ األ‪ٌٝٚ‬‬
‫‪41‬‬
‫باألساس كجكب البعد عف النظرة اإلنسانية الكاجب أف تتجمى مف الحكـ أك أف يقع التغاضي عف إعماؿ ظركؼ‬
‫التخفيؼ عند اإلقتضاء‪.‬‬
‫‪ )28‬العود‬
‫العكد – كلئف كاف حالة خطرة متجددة – فإنو يختمؼ عف حاالت تكارد الجرائـ أك تعددىا ‪ ،‬فالعبرة فيو بفشؿ‬
‫العقكبة األكلى في ثنيو عف إتياف جرائـ أخرل رغـ قضاء األكلى أك مركر ردح مف الزمف عمييا كال يشترط عمى‬
‫مستكل الفصؿ ‪ 47‬مف ؽ ج أف يككف العكد لنفس الجريمة أك ما يعرؼ بالعكد الخاص إذ يكفي إرتكاب جريمة‬
‫اإلعتداء بالعنؼ الشديد في المرة األكلى كتنفيذ العقاب عمى الجاني ليعتبر في حالة عكد بآرتكاب جريمة سرقة‬
‫أف أجؿ‬
‫نص عمى ّ‬ ‫ضمف الفقرة الثانية مف الفصؿ ‪ 47‬مف ؽ ج حالة عكد – مف نكع خاص – إذ ّ‬ ‫المشرع ّ‬
‫ّ‬ ‫لكف‬
‫‪ّ ،‬‬
‫الخمسة أعكاـ المشترط إلحتساب العكد يرفع إلى عشرة إذا كانت الجريمتاف أم األكلى كالثانية مستكجبتيف‬
‫فإف إتياف الجاني لجريمة السرقة المكصكفة مف محؿ‬
‫ثمة ‪ّ ،‬‬
‫لمعقاب بالسجف لمدة عشرة أعكاـ أك أكثر كمف ّ‬
‫مسككف بآستعماؿ التسكر كالخمع في المرة األكلى كتسميط عقاب عميو بالسجف لمدة عاميف كقضائو العقاب ثـ‬
‫إرتكابو جريمة تدليس تجعمو في حالة عكد ككجب إعتبار األجؿ الفاصؿ بيف قضاء العقاب كآرتكاب الجريمة‬
‫الثانية ‪.‬‬
‫فإف بعض الفصكؿ‬
‫نصا عاما – يقع الرجكع إليو في مغيب نص خاص ّ‬
‫لكف الفصؿ ‪ 47‬مف ؽ ج – كاف كاف ّ‬ ‫ّ‬
‫مف المجمة الجزائية أك مف القكانيف الخاصة تنص عمى العكد الخاص كمف ذلؾ ما تضمنو الفصؿ ‪ 52‬مف ؽ ج‬
‫" إذا إرتكب السكر مرة ثانية فالعقاب يككف بأقصى العقكبات المقررة بالفصؿ ‪ 317‬مف ىذا القانكف ‪.‬‬
‫كتكرر إرتكاب السكر فيما بعد يكجب العقاب بالسجف مدة ستة أشير " أك أمر ‪ 1941‬المتعمؽ بالرجكع لمشغب‬
‫‪ 14‬مف قانكف‬ ‫بعد التنفيذ كالذم يجعؿ العقاب جناحيا في صكرة العكد في ظرؼ عاـ ‪،‬أك ما كرد بالفصؿ‬
‫المخدرات عدد‪ 52‬المؤرخ في ‪ 18‬مام ‪ 1992‬مف كجكب الحكـ بأقصى العقاب المقرر لمجريمة في صكرة العكد ‪.‬‬
‫لكف السؤاؿ الذم يطرح ىك معرفة كيفية إعتبار المتيـ في حالة عكد ‪ ،‬إذ أف بعض التشريعات تعتبر سبؽ‬
‫ّ‬
‫المحاكمة كاؼ لمتشديد في العقاب بآعتبار تكرر الفعؿ ‪.‬‬
‫‪ )1‬شروط العود‪ :‬ال يكفي لقياـ العكد أف يككف الجاني قد سبقت محاكمتو مف أجؿ جريمة أخرل في أجؿ خمسة‬
‫األكؿ أك أسقط عنو بمكجب العفك أك أف يككف قد سقط بمركر الزمف‬
‫قضى العقاب ّ‬ ‫أعكاـ بؿ يجب أف يككف قد ّ‬
‫يعتد بو إلعتبار العكد‬
‫كمجرد التنصيص ببطاقة السكابؽ عمى إيقاؼ المعني كايداعو السجف في قضية أكلى ال ّ‬
‫ّ‬
‫‪124‬‬
‫النص يشترط سبؽ قضاء العقاب‬
‫ّ‬ ‫ما داـ‬
‫ىذا كال تعتبر في تقدير العكد كؿ العقكبات المستكجب لممخالفات ككذلؾ المحككـ بيا مف المحاكـ العسكرية‬
‫ألجؿ جرائـ عسكرية صرفة كالعقكبات المستكجبة مف أجؿ الجرائـ غير القصدية إال إذا كانت المحاكمة الجارية‬

‫‪ - 124‬رغ ج ػضص ‪ 10437‬اٌظبصع ف‪ 26 ٟ‬جبٔف‪ ْ 2005 ٟ‬ص ‪266‬‬


‫‪42‬‬
‫فإف الجنحة المتكلدة عف مخالفة ال يمكف أف تعتبر في‬
‫مف نفس نكع الجريمة السابؽ قضاء عقابيا ‪ ،‬كتبعا لذلؾ ّ‬
‫‪125‬‬
‫تقدير العكد كمثاؿ ذلؾ تشديد العقاب لتكرر السكر عمال بالفصؿ ‪ 52‬مف ؽ ج ال يعتبر في تقدير العكد‬
‫لكف المشرع‬
‫كفي األخير فإف إشتراط سبؽ المحاكمة كقضاء العقاب عمى مستكل النص ضركرياف لتقدير العكد ّ‬
‫إستبعد قضاء العقاب في صكرة خاصة كىي سبؽ الحكـ بتأجيؿ تنفيذ العقاب كآرتكاب جريمة جديدة خالؿ فترة‬
‫تضمف الفصؿ ‪ 53‬مف ؽ ج بفقرتو ‪ 18‬ما يمي " عمى المحكمة عند القضاء بتأجيؿ التنفيذ أف تنذر‬ ‫ّ‬ ‫اإلختبار فقد‬
‫أف العقكبات‬‫المحككـ عميو بأنو لك حكـ عميو مف جديد في الظركؼ المبينة آنفا تنفذ عميو العقكبة األكلى ك ّ‬
‫أف " مف شركط العكد‬ ‫لكف محكمة التعقيب كفي قرار يتيـ ذىبت خالؼ ذلؾ قكال ك ّ‬
‫المقررة لمعكد تسمط عميو " ّ‬
‫قضاء العقاب األكؿ فالمحككـ عميو سابقا بعقاب مؤجؿ كآرتكب جريمة أخرل إستكجب مف أجميا العقاب ال يقاؿ‬
‫عنو عائدا ك ال يعامؿ معاممة المعيد بؿ يعامؿ معاممة المبتدئ كيسعؼ مثمو بظركؼ التخفيؼ كال خرؽ لمفصؿ‬
‫أف‬
‫النص إذ ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ 47‬كالفقرة الحادية عشر مف الفصؿ ‪ 53‬ج "‪ 126 .‬كلع ّؿ مثؿ ىذا القرار يمكف إستبعاده لكضكح‬
‫تجدد الحالة الخطرة ككجب التصدم ليا كآعتبار ذلؾ في إحتساب العكد‬
‫ّ‬ ‫ينـ عف‬
‫إتياف جريمة خالؿ فترة اإلختبار ّ‬
‫‪.‬‬
‫‪ )2‬العقوبة المستوجبة لمعائد العكد كما سبقت اإلشارة إليو ظرؼ تشديد شخصي كىك جزاء مف لـ يرتدع رغـ‬
‫الشدة كبطريقة مغايرة لمعاممة المبتدئ لذلؾ‬
‫سبؽ محاكمتو كتنفيذ العقاب عميو لذلؾ كجب التعامؿ معو ببعض ّ‬
‫يحدد العقكبة المستكجبة الفصؿ ‪ 49‬مف ؽ ج‬
‫كضع المشرع مبدأ عاما ّ‬
‫كلئف كاف العكد ظرؼ تشديد مرتبط بذات الجاني لسبؽ إرتكابو جريمة أكلى أكجبت تسميط عقاب سالب لمحرية‬
‫عميو كرجكعو لمجريمة رغـ قضاء العقاب كالتعرؼ عمى الحياة السجنية مما ينـ عف حالة خطرة يتجو التصدم‬
‫ليا ‪ ،‬فإنو يحدث أف يرتكب الجاني عدة جرائـ يمكف أف تؤشر لمثؿ ىذه الحالة ‪ ،‬كينتيج المشرع إزاءىا مكقفا‬
‫مغاي ار‪.‬‬
‫‪ )29‬تعدد الجرائم والعقوبات‬
‫تتعدد الجرائـ المرتكبة مف الجاني كيحاؿ مف أجميا عمى المحاكمة كيحدث أف تككف األفعاؿ متباينة ال رابطة‬
‫قد ّ‬
‫تتعدد األفعاؿ لكنيا تككف لمقصد كاحد كىك ما يعرؼ بالتكارد‬
‫بينيا سكل إتيانيا مف نفس الشخص كما يمكف أف ّ‬
‫الكاقعي أك المادم لمجرائـ في حيف تحدث حاالت أخرل يرتكب فييا الجاني فعمة كاحدة يمكف أف تأخذ عدة‬
‫أكصاؼ قانكنية أم أف كؿ كصؼ يؤدم إلى عقاب كذاؾ ما يعرؼ بالتكارد الصكرم أك التكارد المعنكم لمجرائـ ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬إرتكاب جرائم متباينة‬
‫يمكف أف يمثؿ المتيـ أماـ محكمة الناحية أك الدائرة الجناحية أك الدائرة الجنائية كقد تعمقت بو عدة قضايا متباينة‬
‫كؿ ممؼ عمى إنفراد كتسمط‬
‫كمتباعدة في الزمف كال يربط بينيا سكل نسبتيا لنفس الفاعؿ فتتعامؿ المحكمة مع ّ‬
‫تفرد العقاب بإعماؿ الفصؿ ‪ 53‬مف ؽ ج كتسمط العقكبات التي‬ ‫العقكبات المستكجبة لكؿ جريمة كيمكنيا أف ّ‬

‫‪ - 125‬رغ ج ‪ 11479‬اٌظبصع ف‪ 7 ٟ‬ج‪١ٍ٠ٛ‬خ ‪ ْ 1984‬ص ‪163‬‬


‫‪ - 126‬رغ ج ‪ 7921‬اٌظبصع ف‪ 23 ٟ‬ف‪١‬فغ‪ ْ 1983 ٞ‬ص ‪152‬‬
‫‪43‬‬
‫حرة في تسميط عقاب سالب لمحرية أك الحكـ بالخطية‬
‫تراىا مالئمة لشخص المتيـ كلألفعاؿ المنسكبة إليو كىي ّ‬
‫لكنو يمكف كذلؾ أف تقرر المحكمة تسميط عقاب سالب لمحرية في القضية األكلى‬
‫في ىذه كبالسجف في أخرل ‪ّ ،‬‬
‫بضـ العقكبات لبعضيا كتبعا لذلؾ فإف المحكمة تككف قد خفّفت عمى‬ ‫كفي ما يمييا مف القضايا مع اإلذف ّ‬
‫‪127‬‬
‫ضـ‬
‫ط منيا أك بتقرير الضـ ‪ ،‬عمى أف السؤاؿ الذم يطرح ىك معرفة إمكانية ّ‬ ‫المحككـ عميو العقكبة سكاء بالح ّ‬
‫العقكبة الصادرة عف الدائرة الجناحية مثال بالمحكمة اإلبتدائية بتكنس لمعقكبة الصادر بيا الحكـ عف الدائرة‬
‫ضـ العقكبة السالبة لمحرية المحككـ بيا بجمسة اليكـ لمعقكبة‬
‫الجناحية بالمحكمة اإلبتدائية بقفصة أك كذلؾ ّ‬
‫الضـ فإنو يتجو القكؿ بعدـ جكازه إذ أف المحكمة‬
‫ّ‬ ‫المحككـ بيا بجمسة سابقة ‪ ،‬كخالفا لما يراه البعض مف إمكانية‬
‫المتعيدة بعدة قضايا تتعمؽ بنفس المتيـ عمى ّبينة مف جممة الكقائع ككيفية إتيانيا كظركفيا كمالبساتيا كىي‬
‫تجتيد في تقدير العقاب كمالءمتو لشخصية المتيـ الماثؿ أماميا ‪،‬كليست عمى بينة مف تمؾ المعطيات إف كانت‬
‫أف تقرير الضـ إنما الغاية منو‬
‫القضية السابؽ الحكـ فييا مف طرؼ محكمة أخرل خاضعة لنفس المعايير كما ّ‬
‫تـ عمى مستكل محكمة أخرل يمكف أف ال يككف‬ ‫تخفيؼ العقاب عمى المتيـ الحاضر لدييا كتقدير الكقائع كيفما ّ‬
‫نفسو لدل المحكمة الثانية ‪ ،‬فكحدة الجية القضائية ىي األساس إلعماؿ الضـ كذاؾ ما سبؽ لمحكمة التعقيب‬
‫‪129‬‬ ‫‪128‬‬
‫" فالمتيـ الكاقع تتبعو في عدة جرائـ بقضايا مختمفة‬ ‫مع كجكب نشر كؿ القضايا بجمسة كاحدة‬ ‫تأكيده‬
‫سبقت محاكمتو في البعض منيا فإف محاكمتو الثانية بجمسة أخرل ال يضـ عقابيا لمعقاب المحككـ بو بالقضية‬
‫األكلى بجمسة سابقة لما في ذلؾ مف مخالفة ما جرل عميو فقو القضاء‪"...‬‬
‫كضـ العقكبات مكككؿ إلجتياد قضاة المكضكع في الجرائـ المتباينة لما ليـ مف سمطة في تحديد العقاب كىك –‬
‫ّ‬
‫‪130‬‬
‫لكف ىذا المبدأ ليس مطمقا إذ سبؽ‬
‫ّ‬ ‫كلئف كاف مف قبيؿ التخفيؼ – فإنو ال يخضع لرقابة محكمة التعقيب‬
‫‪131‬‬
‫إذ يشترط الفصؿ ‪ 69‬مف ـ ح ط كجكب‬ ‫لمحكمة التعقيب نقض حكـ لعدـ إعتماده الضـ في قضايا األطفاؿ‬
‫الضـ غير‬
‫ّ‬ ‫لكف‬
‫ضـ العقكبات في مثؿ ىذه القضايا كاف تراءل لممحكمة خالؼ ذلؾ كجب عمييا تعميؿ حكميا ‪ّ .‬‬
‫‪132‬‬
‫نص عمى ذلؾ صراحة الفصؿ ‪ 57‬مف ؽ ج ككذلؾ الشأف بالنسبة لمعقكبتيف‬‫إذ ّ‬ ‫ممكف في العقكبات المالية‬
‫التكميميتيف في منع اإلقامة كالمراقبة اإلدارية ‪.‬‬
‫كيتضح أف المحكمة حرة في ضـ العقكبات السالبة لمحرية إف كاف تعيدىا بنفس القضايا المتعمقة بمتيـ كاحد‬
‫‪133‬‬
‫بنفس الجمسة لكنو ال يمكف التمسؾ بذلؾ مف طرؼ لساف الدفاع إذ يدخؿ في إجتياد المحكمة تقدير العقاب‬
‫لكف المحكمة مقيدة بأحكاـ الفصميف ‪ 54‬ك‪ 55‬مف ؽ ج عند كجكد تكارد أك تشعب‬
‫‪ّ ،‬‬

‫‪ - 127‬رغ ج ‪ 75749‬اٌظبصع ف‪ِ 24 ٟ‬بعؽ ‪ ْ 1998‬ص ‪145‬‬


‫‪ - 128‬رغ ج ‪ 2957‬اٌظبصع ف‪ 6 ٟ‬ج‪ٛ‬اْ ‪ ْ 1981‬ص ‪ 108‬ثشظ‪ٛ‬ص اٌّذىّخ اٌ‪ٛ‬ادضح‬
‫‪ - 129‬رغ ج ‪ 6705‬اٌظبصع ف‪ِ 23 ٟ‬ب‪ ْ 1983 ٞ‬ص ‪" 146‬‬
‫‪ - 130‬رغ ج ‪ 35447‬اٌظبصع ف‪ 16 ٟ‬أوز‪ٛ‬ثغ ‪ 2008‬غ‪١‬غ ِٕش‪ٛ‬ع‬
‫‪ - 131‬رغ ج أؽفبي ‪ 42949‬اٌظبصع ف‪ِ 28 ٟ‬ب‪ 2009 ٞ‬غ‪١‬غ ِٕش‪ٛ‬ع‬
‫‪ - 132‬رغ ج ‪ 41271‬اٌظبصع ف‪ 30 ٟ‬أفغ‪ٚ 2009 ً٠‬وظٌه ‪ 43210‬اٌظبصع ف‪ 18 ٟ‬ج‪ٛ‬اْ ‪ 2009‬غ‪١‬غ ِٕش‪ٛ‬عاْ‬
‫‪ - 133‬إؿزثٕبء ‪ٚ‬اعص ثبٌمبٔ‪ ْٛ‬ػضص ‪ٌ 75‬ـٕخ ‪ٌ 2003‬زؼّٓ اٌفظً ‪ 31‬ػضَ إِىبٔ‪١‬خ ػُ اٌؼم‪ٛ‬ثبد ف‪ ٟ‬اٌجغائُ اإلع٘بث‪١‬خ اٌّزجب‪ٕ٠‬خ ‪ٚ‬وظٌه لبٔ‪ ْٛ‬اٌش‪١‬ىبد اٌّؤعر ف‪ 3 ٟ‬أفغ‪ً٠‬‬
‫‪ 1996‬ثبٌفظً ‪ 411‬عاثؼب ِٓ َ د ٌىٕٗ جؼً إؿزثٕبء ‪ ٛ٘ٚ‬اٌؼُ ف‪ ٟ‬دض‪ٚ‬ص ‪ 20‬ػبِب ػٕض رجب‪ٚ‬ػ األدىبَ رٍه اٌّضح‬
‫‪44‬‬
‫ثانيا ‪ :‬توارد الجرائم وتشعبيا‬
‫– مف الناحية‬ ‫لمحديث عف التكارد كجب التفريؽ بيف كحدة الفعؿ ككحدة المقصد كلك ّؿ فرع ميزاتو ‪ ،‬فالتكارد‬
‫القانكنية – صنفاف ‪ ،‬يعرؼ أكليما بالتكارد الصكرم كيعرؼ الثاني بالتكارد الكاقعي‬
‫‪ )1‬التوارد الصوري ‪:‬‬
‫المككف " لعدة جرائـ " كاختصا ار ‪،‬‬
‫ّ‬ ‫المشرع التكارد الصكرم بالفصؿ ‪ 54‬مف ؽ ج بأنو" الفعؿ الكاحد "‬
‫ّ‬ ‫عرؼ‬
‫ّ‬
‫تعدد األكصاؼ القانكنية الممكف إضفاؤىا عمى الفعؿ الكاحد المرتكب مف الجاني كتنازع‬
‫ّ‬ ‫بأنو‬ ‫القكؿ‬ ‫يمكف‬
‫األكصاؼ ىذا يؤدم عمميا إلى إحالة الجاني عمى المحاكمة مف أجؿ تمؾ الجرائـ بآختالؼ أكصافيا إذ مف عادة‬
‫لكف المحكمة تضفي‬
‫المجمعة لدييا عمى مستكل األبحاث ‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫النيابة العمكمية تحرير قرار اإلحالة في جممة التيـ‬
‫نص‬
‫األشد كىك ما يؤخذ مف ّ‬
‫ّ‬ ‫الكصؼ األخير عمى الفعمة المعركضة عمييا كتقضي بالعقاب المستكجب لمجريمة‬
‫الفصؿ ‪ 54‬مف ؽ ج ذاتو ‪.‬‬
‫كالتكارد الصكرم يفترض حصكؿ مثؿ ىذه الحالة أم تعيد المحكمة بفعمة كاحدة أضفت عمييا النيابة العمكمية أك‬
‫قاضي التحقيؽ أك دائرة اإلتياـ عدة أكصاؼ لتداخميا ك تككف المحكمة ممزمة باإلقتصار عمى الكصؼ األشد‬
‫كالحكـ مف أجمو كخالؼ ذلؾ يجعؿ حكميا مكجبا لمنقض ‪ ،‬فالفعمة الكاحدة ال يمكف منطقيا أف تكتسي إال كصفا‬
‫كاحدا كبقية األكصاؼ الممحقة إنما ىي تبعية في أغمب األحياف فعممية التحيؿ تشترط إستعماؿ طرؽ ككسائؿ‬
‫يمكف أف تأخذ كصفا إجراميا خاصا إذا ما إرتكبت بمعزؿ عف عممية إبتزاز األمكاؿ لكنيا تصبح عنص ار مف‬
‫عناصر التحيؿ في نطاؽ الفصؿ ‪ 291‬مف ؽ ج ‪.‬‬
‫‪ )2‬التوارد الواقعي أو المادي‪:‬‬
‫المراد بالتكارد الكاقعي ىك تعدد األفعاؿ كآتحادىا في اليدؼ أك المقصد حتى تصبح كحدة متكاممة كغير قابمة‬
‫لمتجزئة كال عبرة فييا بصنفيا سكاء كانت مف قبيؿ الجنايات أك الجنح أك المخالفات أم أف يككف كصؼ األكلى‬
‫جنحة كالثانية مخالفة كالثالثة جناية كخالفا لما سبؽ ذكره بشأف إرتكاب جرائـ متباينة فإف حالة التكارد المادم‬
‫تقكـ عمى أساسي اإلرتباط مف جية كعدـ قابمية التجزئة ‪ ،‬كقد أكضحت محكمة التعقيب ذلؾ قكال أنو " يؤخذ مف‬
‫الفصؿ ‪ 55‬مف ؽ ج أف جرائـ التشعب تقكـ عمى ركنيف أساسييف كىما كحدة المقصد كعدـ إمكانية التجزئة في‬
‫أف األفعاؿ التي يقترفيا الجاني تعتبر مف قبيؿ الجرائـ المتشعبة‬
‫الجرائـ المقترفة في ظركؼ متّحدة كمعنى ىذا ّ‬
‫كلك كاف معاقبا عنيا بعدة نصكص كذلؾ متى تألؼ مف مجمكعيا ىيكؿ كاحد أجزاؤه مرتبطة بعضيا ببعض‬
‫كيتعذر فصؿ أم جزء منيا بدكف مساس بالييكؿ الذم يشكؿ كحدة بكامميا في نظر الجاني ال يمكف ليا أف‬
‫تتجسـ في الخارج كيحصؿ المقصكد منيا بتمؾ الظركؼ مجتمعة كلمحكمة المكضكع إستخالص تمؾ العناصر‬
‫‪134‬‬
‫كليست العبرة بإتيانيا في ظرؼ زمني كاحد بؿ يمكف أف تككف قد إرتكبت عمى مراحؿ كبدكنيا‬ ‫مف الكقائع "‬
‫‪ 55‬مف ؽ ج أف الجرائـ الكاقعة لمقصد‬ ‫ال يمكف تحقيؽ الجريمة األـ أم الجريمة األشد إذ " يؤخذ مف الفصؿ‬

‫‪ - 134‬رغ ج ‪ 29557‬اٌظبصع ف‪ِ 13 ٟ‬بعؽ ‪ ْ 1990‬ص ‪152‬‬


‫‪45‬‬
‫عدة مراحؿ كفي أماكف مختمفة تككف مرتبطة ببعضيا بعض بحيث يصير مجمكعيا‬
‫كاحد كلك أنيا إرتكبت عمى ّ‬
‫‪135‬‬
‫غير قابؿ لمتجزئة تعتبر جريمة كاحدة تستكجب العقاب ألشد جريمة منيا "‬
‫ك"إرتكاب المتيـ لجرائـ تدليس أصؿ بطاقة تعريؼ قكمية كآستعماليا كاقامة شيادة نص فييا عمى أمكر غير‬
‫حقيقية بصفة مادية كآستعماليا كالتحيؿ ك ّؿ ذلؾ مف أجؿ مقصد كاحد ىك سرقة كنش الصككؾ التابع لممتضرر‬
‫صير مجمكعيا غير قابؿ لمتجزئة ك معتبرة جريمة كاحدة‬
‫يجعؿ تمكـ الجرائـ مرتبطة ببعضيا بعضا إرتباطا ّ‬
‫‪136‬‬
‫عمى أنو يحدث أف‬ ‫ألشد جريمة منيا حسب صريح الفصؿ ‪ 55‬مف ؽ ج "‬ ‫تكجب العقاب المنصكص عميو ّ‬
‫تككف الجرائـ مف نفس الصنؼ كمستكجبة لنفس العقاب مثؿ إستيالؾ مادة مخدرة كمسكيا ككجب إعماؿ الفصؿ‬
‫‪137‬‬
‫‪ 55‬مف ؽ ج‬
‫ىذا ‪ ،‬كيحدث أف تتعيد النيابة العمكمية باألبحاث فتفرد ك ّؿ جريمة بالتتبع مما يتع ّذر معو إعماؿ أحكاـ الفصؿ‬
‫عرؼ‬
‫ضـ اإلجراءات لبعضيا عند إرتباط الجرائـ ‪ ،‬فقد ّ‬
‫‪ 55‬مف ؽ ج ‪ ،‬لذلؾ أكجب الفصؿ ‪ 131‬مف ـ إج ّ‬
‫لضـ التتبعات قكال " يمكف اإلذف بضـ‬
‫ثـ أشار بالفصؿ المكالي ّ‬
‫المشرع مفيكـ اإلرتباط بالفصؿ ‪ 130‬مف ـ إج ّ‬
‫اإلجراءات لبعضيا في صكرة إرتباط الجرائـ في األحكاؿ المبينة بالفصؿ المتقدـ أك في غيرىا مف األحكاؿ‬
‫ضـ اإلجراءات لبعضيا بعضا في الصكرة‬
‫المشابية ليا إذا إقتضت الظركؼ لزكـ تكحيد التتبع ‪........‬كيتحتـ ّ‬
‫الكاردة بالفصؿ ‪ 55‬مف المجمة الجنائية "‪.‬‬
‫‪ )30‬وقف العقوبة أو زواليا ومحوىا‬
‫حؽ اإلذف بتأجيؿ تنفيذ العقاب يمكف لمككيؿ العاـ أف يأذف‬
‫المخكؿ ليا قانكنا ّ‬
‫ّ‬ ‫مثمما ىك األمر بالنسبة لممحكمة‬
‫في بعض الحاالت بكقؼ تنفيذ العقاب السالب لمحرية كما يمكف أف يقع الشركع في تنفيذ العقاب كيقع تمتيع‬
‫المحككـ عميو بالسراح الشرطي كىك تعطيؿ مكاصمة التنفيذ تحت شركط في حيف يمكف أف تنقضي العقكبة أك‬
‫تنحؿ نيائيا بكفاة المحككـ عميو أك باإلسقاط في الحاالت الخاصة أك بالعفك سكاء كاف رئاسيا أك عاما ‪.‬‬
‫ّ‬
‫لكف آثار العقكبة كخيمة في عديد الحاالت إذ تبقى مف السكابؽ المعتمدة في العكد كتحكؿ دكف إعادة إدماج‬
‫المحككـ عميو في المجتمع لذلؾ كاف إسترداد الحقكؽ بصنفيف الكسيمة الكفيمة بتسييؿ ىذه العممية كاف لـ يقع‬
‫تنفيذ العقاب فإف مضي مدة مف الزمف كافية لتناسييا كطي صفحة الماضي ‪.‬‬
‫‪ )31‬تعطيل تنفيذ العقاب‬
‫لحد التاريخ أنو " يسكغ لمككيؿ العاـ‬
‫تضمف الفصؿ ‪ 337‬مف ـ إج في صيغتو األكلية كالتي ال زاؿ عمييا ّ‬
‫لمجميكرية‪ 138‬في األحكاؿ الخطيرة كاإلستئنافية أف يمنح المحككـ عميو غير المكقكؼ تأجيؿ تنفيذ العقاب كيعمـ‬
‫كاتب الدكلة لمعدؿ فك ار "ككقع التساؤؿ عف ىذه الحاالت الخطيرة كاإلستثنائية ‪ ،‬كآتضح مف دراسة الممفات الكاقع‬
‫أف الككالء العاميف يأذنكف بذلؾ عند كجكب إجراء عممية جراحية متأكدة أك إجتياز إمتحاف أك‬
‫تعطيؿ التنفيذ فييا ّ‬

‫‪ - 135‬رغ ج ‪ 95112‬اٌظبصع ف‪ِ 12 ٟ‬ب‪ ْ 1998 ٞ‬ص ‪174‬‬


‫‪ - 136‬رغ ج ‪ 68831‬اٌظبصع ف‪ 11 ٟ‬ص‪٠‬ـّجغ ‪ ْ 1995‬ص ‪131‬‬
‫‪ - 137‬رغ ج ‪ 4321‬اٌظبصع ف‪ 18 ٟ‬ج‪ٛ‬اْ ‪ 2009‬أ‪ ٚ‬رغ ج ‪ 41271‬اٌظبصع ف‪ 30 ٟ‬أفغ‪ 2009 ً٠‬غ‪١‬غ ِٕش‪ٛ‬عاْ‬
‫‪ - 138‬رُ دظف سطخ اٌ‪ٛ‬و‪ ً١‬اٌؼبَ ٌٍجّ‪ٛٙ‬ع‪٠‬خ ثّ‪ٛ‬جت اٌمبٔ‪ ْٛ‬ػضص ‪ 80‬اٌّؤعر ف‪ 29 ٟ‬ص‪٠‬ـّجغ ‪ٚ 1987‬أؿٕضد طالد‪١‬برٗ ٌٍ‪ٛ‬والء اٌؼبِ‪ٌ ٓ١‬ض‪ِ ٜ‬ذبوُ اإلؿزئٕبف وًّ ف‪ٟ‬‬
‫صائغح ِغجغ ٔظغٖ‬
‫‪46‬‬
‫كقدـ المعني مطمب‬
‫غيرىما كما يقع اإللتجاء إلى تعطيؿ التنفيذ إف كاف الحكـ قصير المدة كال يتعدل ستة أشير ّ‬
‫البت في‬
‫لكف بعض الحاالت كانت تتعمؽ بتعطيؿ التنفيذ إلى أف يقع ّ‬
‫عفك كيخشى التنفيذ قبؿ البت في المطمب ّ‬
‫القضية لدل التعقيب كىي الحاالت التي أصبحت متداكلة أكثر منذ بعض السنيف كينتصب الككيؿ العاـ المكمؼ‬
‫‪139‬‬
‫أف الشرط األساسي لمتعيد بالمطمب كفي‬
‫بالسير عمى التنفيذ إلبداء رأيو في جدية الطعف كامكانية قبكلو عمى ّ‬
‫ك ّؿ الحاالت عدـ الشركع في تنفيذ العقكبة السالبة لمحرية كال يمكف بحاؿ أف يشمؿ ىذا التعطيؿ األحكاـ‬
‫بالخطايا‪ .‬كتحدث حالة أخرل يمكف لمككيؿ العاـ أف يعطؿ فييا التنفيذ أك أف يأذف باإلفراج عف شخص بصدد‬
‫‪280‬‬ ‫قضاء العقكبة ككذلؾ بتمقيو اإلذف مف كزير العدؿ عند كجكد مطمب في إعادة النظر كذلؾ عمال بالفصؿ‬
‫مف ـ إج‬
‫‪ )32‬السراح الشرطي‬
‫السراح الشرطي ىك كقؼ تنفيذ العقاب السالب لمحرية بعد الشركع في تنفيذه " يمكف أف يتمتّع بالسراح الشرطي‬
‫ك ّؿ سجيف محككـ عميو بعقكبة كاحدة أك عدة عقكبات سالبة لمحرية إذا برىف بسيرتو داخؿ السجف عف إرتداعو‬
‫المشرع إشترط كذلؾ كجكب قضاء جزء مف كامؿ العقكبة أك‬
‫ّ‬ ‫أك إذا ظير سراحو مفيدا لصالح المجتمع " عمى أف‬
‫مف جممة العقكبات المحككـ بيا عمى أف ال تقؿ بالنسبة لممبتدئ عف نصؼ المدة كدكف أف تككف أقؿ مف ثالثة‬
‫أما مدة اإلختبار بالنسبة‬
‫أشير كبالنسبة لمعائد أف ال تقؿ عف ثمثي المدة كتككف في حدكد ستة أشير أك أكثر ّ‬
‫لممحككـ عميو بالسجف مدل الحياة فيي خمسة عشر عاما ‪140‬كيتّضح أف المشرع قد فرض في حدكد الفصكؿ‬
‫‪ 353‬كما بعده مف ـ إج خصكع المحككـ عميو لفترة إختبار يبرىف خالليا بتصرفاتو داخؿ المؤسسة السجنية عف‬
‫تضمف قانكف ‪ 14‬مام ‪ 2001‬دعـ ممؼ السجيف مف طرؼ مدير المؤسسة السجنية ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫إرتداعو كحسف سمككو كما‬
‫كيمنح السراح الشرطي بقرار مف كزير العدؿ بعد مكافقة لجنة السراح الشرطي ‪141‬ىذا كيمكف أف يفرض قرار‬
‫السراح الشرطي اإلقامة المحركسة إذا لـ يكف المحككـ عميو قد سبؽ كضع بمكجب الحكـ تحت المراقبة اإلدارية‬
‫أكتحجير اإلقامة أك بكضعو كجكبا بمصمحة عمكمية أك بمؤسسة خاصة شريطة عدـ تجاكز المدة المتبقية مف‬
‫نص بالفصؿ ‪ 358‬مف المجمة عمى تنفيذ العقكبات التكميمية المحككـ بيا بمجرد اإلفراج‬ ‫العقاب ‪ ،‬لكف المشرع ّ‬
‫مما يحمؿ عمى القكؿ بأنو إعتبر السراح الشرطي قائما مقاـ إنتياء العقاب إذ أف تنفيذ‬
‫عف المحككـ عميو ّ‬
‫العقكبات التكميمية يبتدئ عادة مف تاريخ إنقضاء العقاب األصمي كيمكف أف يطرح ىذا إشكاال ‪ ،‬إذ تضمف‬
‫القانكف إمكانية إلغاء السراح الشرطي عند الحكـ عمى المتمتع بو مف جديد أك عند مخالفتو لمشركط المكضكعة‬
‫لسراحو كيتـ قضاء كامؿ أك بعض المدة المتبقية ‪.‬‬
‫لكف السراح الشرطي يصبح نيائيا في صكرة عدـ إلغائو لسبب مف السببيف المذككريف كيعتبر العقاب قد تـ‬
‫قضاؤه مف تاريخ السراح الشرطي ‪.‬‬

‫‪ِ - 139‬ذبػغح ِظطف‪ ٝ‬ثٓ جؼفغ د‪ٛ‬ي رؼط‪ ً١‬رٕف‪١‬ظ اٌؼمبة ِٓ اٌ‪ٛ‬و‪ ً١‬اٌؼبَ ِجّ‪ٛ‬ػخ ِذبػغاد اٌجّؼ‪١‬خ اٌز‪ٔٛ‬ـ‪١‬خ ٌٍمبٔ‪ ْٛ‬اٌجٕبئ‪1993ٟ‬‬
‫‪ِ -142‬مزؼ‪١‬بد اٌفظٍ‪ِ ِٓ 354ٚ 353 ٓ١‬جٍخ اإلجغاءاد اٌجؼائ‪١‬خ رجؼً إِىبٔ‪١‬خ ِٕخ اٌـغاح اٌشغؽ‪ِ ٟ‬ش‪ٌٛ‬خ ػٕض ‪ٚ‬ج‪ٛ‬ص دىُ ال ‪٠‬مً ػٓ ‪ 6‬أش‪ٙ‬غ ٌٍّجزضا ‪ 9 ٚ‬أش‪ٙ‬غ‬
‫ثبٌٕـجخ ٌٍؼبئض أ ِّب ِٓ دىُ ػٍ‪ ٗ١‬ص‪ ْٚ‬طٌه ف‪ّ١‬ىٓ إػّبي اٌـغاح اٌّف‪١‬ض ٌٍّجزّغ؟‬
‫‪ ٟ٘ٚ - 143‬رؼُ ِّثال ٌ‪ٛ‬ػ‪٠‬غ اٌؼضي (إصاعح اٌشؤ‪ ْٚ‬اٌجؼائ‪١‬خ ) ‪ِّٚ‬ثال ٌٍمؼبء اٌؼـىغ‪ٚ ٞ‬إصاعح اٌشغؽخ اٌؼضٌ‪١‬خ ‪ِّٚ‬ثال ٌٍ‪١ٙ‬ئخ اٌ‪ٛ‬ؽٕ‪١‬خ ٌٍّذبِ‪ِّٚ ٓ١‬ثال إلصاعح اٌشغؽخ‬
‫‪141‬‬
‫اٌؼضٌ‪١‬خ ‪ِّٚ‬ثال ٌٍ‪ٛ‬و‪ ً١‬اٌؼبَ ٌض‪ِ ٜ‬ذىّخ اإلؿزئٕبف ثز‪ٔٛ‬ؾ ‪٠ٚ‬زغأؿ‪ٙ‬ب ِجضئ‪١‬ب اٌّض‪٠‬غ اٌؼبَ ٌٍـج‪ْٛ‬‬
‫‪47‬‬
‫ىذا كلئف كاف السراح الشرطي مف الق اررات الممكف إتخاذىا مف طرؼ كزير العدؿ كحقكؽ اإلنساف لغاية مكافأة‬
‫فإف جديد القانكف عدد ‪ 92‬المؤرخ في ‪ 29‬أكتكبر ‪ 2002‬أف جعؿ العمؿ بيذه اآللية‬
‫المحككـ عميو الذم إرتدع ‪ّ ،‬‬
‫مخكال لقاضي تنفيذ العقكبات ‪142‬كآشترط لذلؾ صدكر حكـ ال يتجاكز الثمانية أشير مع إحتراـ مقتضيات‬
‫الفصميف ‪ 353‬ك ‪ 355‬مف مجمة اإلجراءات الجزائية كىك قرار يتخذه قاضي تنفيذ العقكبات مف تمقاء نفسو أك‬
‫بطمب مف المحككـ عميو أك احد أصكلو أك فركعو أك قرينو أك بناء عمى إقتراح مف مدير السجف ‪ ،‬كيشترط‬
‫عرض الممؼ عمى ككيؿ الجميكرية إلبداء رأيو في أجؿ أربعة أياـ كيمكف ليذا األخير الطعف في قرار قاضي‬
‫تنفيذ العقكبات في أجؿ أربعة أياـ أماـ دائرة اإلتياـ عمى أف ىذا الطعف يكقؼ التنفيذ كىك ما يجعؿ السراح‬
‫الشرطي مؤسسة ذات طبيعة مشتركة إذ كانت ذات طابع إدارم محض لتمر بمكجب التعديؿ اآلخير إلى‬
‫مؤسسة قضائية كذلؾ ‪.‬‬
‫‪ )33‬أسباب زوال العقوبة‬
‫تزكؿ العقكبات بقضائيا أك بكفاة المحككـ عميو أك أك شمكليا بالعفك كما يمكف أف ينص المشرع عمى إمكانية‬
‫المشرع يجعؿ الزكاؿ كميا في بعض الحاالت كيقصره عمى العقكبات‬
‫ّ‬ ‫أف‬
‫الصمح فييا أكعف قبكليا لإلسقاط ‪ ،‬عمى ّ‬
‫األصمية مستثنيا بعض العقكبات التكميمية ‪.‬‬
‫تنفيذ العقوبات‬
‫قضى عقكبتو ال يمكف بأم حاؿ إعادة التنفيذ عميو أك تتبعو مف جديد مف أجؿ نفس الفعمة كلك تحت كصؼ‬
‫مف ّ‬
‫كقضى العقكبة " كبرأت ذمتو تجاه المجتمع "‪.‬‬
‫آخر ‪ la règle non bis in idem‬فقد حككـ مف أجميا ّ‬
‫الصمح‬
‫‪143‬‬
‫غير‬ ‫نص القانكف عمى ذلؾ صراحة‬ ‫أف الدعكل العمكمية تنقضي بالصمح إف ّ‬ ‫تضمف الفصؿ ‪ 4‬مف ـ إ ج ّ‬
‫أم إشارة أخرل بالباب المتعمؽ بتنفيذ األحكاـ ككاف لزاما الرجكع لمنصكص المتضمنة‬
‫أف المجمة لـ تتضمف ّ‬
‫أف الصمح المبرـ مع إدارة الديكانة قبؿ صدكر الحكـ يجعؿ‬
‫لمصمح كمف أىميا المجمة الديكانية التي تضمنت ّ‬
‫الجريمة منحمة كتنقضي بمكجبو الدعكل العمكمية في حيف يترتب عمى إبرامو إثر صدكر الحكـ النيائي زكاؿ‬
‫‪144‬‬
‫العقكبة المالية في حيف تنفذ العقكبة السالبة لمحرية‬
‫أما بشأف األطفاؿ الجانحيف المسمط عمييـ كسيمة كقائية أك عقابا جزائيا فقد تضمنت مجمة حماية الطفؿ بابا‬
‫ّ‬
‫كامال في الكساطة كىك صمح يتـ إبرامو بيف الطفؿ أك مف ينكبو قانكنا كالمتضرر لغاية " إيقاؼ مفعكؿ التتبعات‬
‫كيتـ عف طريؽ مندكب حماية الطفكلة كيخضع لرقابة كمراجعة قاضي األطفاؿ‬‫الجزائية أك المحاكمة أك التنفيذ" ّ‬
‫‪145‬‬
‫أف مثؿ ىذا الصمح ال يمكف أف ينعقد عند إرتكاب الطفؿ جناية ‪.‬‬‫عمى ّ‬

‫‪ -144‬اٌفظً ‪ِ342‬ىغع اٌّؼضي ثّمزؼ‪ ٝ‬اٌمبٔ‪ ْٛ‬ػضص‪ 92‬اٌّؤعر ف‪2002/10/29 ٟ‬‬


‫‪ - 143‬اٌّطخ ‪ ِٓ 6‬اٌفظً ‪ َ ِٓ 4‬إج‬
‫‪ - 144‬اٌفظً ‪ َ ِٓ 322‬ص " إال أْ اٌظٍخ اٌّجغَ ثؼض طض‪ٚ‬ع دىُ ٔ‪ٙ‬بئ‪ ٟ‬ال ‪٠‬ذ‪ٛ‬ي ص‪ ْٚ‬رٕف‪١‬ظ اٌؼم‪ٛ‬ثبد اٌجضٔ‪١‬خ‬
‫‪ - 145‬اٌفظً ‪ َ ِٓ 115‬ح ؽ‬
‫‪48‬‬
‫اإلسقاط‬
‫" تنقضي الدعكل العمكمية ‪....‬سابعا بالرجكع في الشكاية إذا كانت شرطا الزما لمتتبع كالرجكع بالنسبة ألحد‬
‫‪ 4‬مف ـ إج كلع ّؿ الفصؿ‬ ‫يعد رجكعا بالنسبة لمباقيف " ذاؾ محتكل الفقرة الفرعية السابعة مف الفصؿ‬
‫المتيميف ّ‬
‫الكحيد الذم يتضمف تكقؼ التتبع عمى شكاية الطرؼ المتضرر ىك الفصؿ ‪ 236‬مف ؽ ج المتعمؽ بجريمة الزنا‬
‫الوفاة‬
‫" تزكؿ بكفاة المحككـ عميو جميع العقكبات األصمية كالتكميمية بآستثناء الحجز كالمصادرة كاغالؽ المحالت "ذاؾ‬
‫أف إشكاال عمميا يمكف‬
‫منطكؽ الفصؿ ‪ 352‬مف ـ إج ‪ ،‬فالكفاة مكجبة إلنقضاء العقكبات ميما كاف نكعيا عمى ّ‬
‫أف يثار كذلؾ عند صدكر حكـ بالخطية كشرعت القباضة المالية في تنفيذه بآعتماد ضرب عقمة عمى مكاسب‬
‫المحككـ عميو كفي األثناء تحدث الكفاة ‪ ،‬فيؿ يمكف مكاصمة التنفيذ عمى مخمفو ؟ كتككف اإلجابة بالنفي أساسا‬
‫كيمكف لمكرثة – عند إصرار القباضة عمى مكاصمة التنفيذ – أف ترفع األمر لممحكمة التي أصدرت الحكـ عمال‬
‫‪146‬‬
‫بالفصميف‪ 340‬ك‪ 341‬مف ـ إج‬
‫العفو العام‬
‫المجرـ عمى بعض‬
‫ّ‬ ‫تتخذ السمطة التشريعية بيف الفينة كاألخرل قانكنا في العفك العاـ تقرر بمكجبو نزع الطابع‬
‫الجرائـ كمحك العقكبات الصادرة في شأنيا كذلؾ ألسباب تتصؿ بمعالجة كضعيات إجتماعية أك إقتصادية أك‬
‫أف " العفك العاـ يمنح بقانكف كتمحى بو الجريمة مع العقاب‬
‫سياسية ‪ ،‬كلئف تضمف الفصؿ ‪ 376‬مف ـ إج ّ‬
‫ظؿ القانكف المنظـ ليا‬
‫المحككـ بو " فإنو يشترط أف تككف الفعمة المجرمة قد إرتكبت ككانت متكفرة األركاف في ّ‬
‫غير أف تسامح ممثمي الشعب كرغبتيـ في طي صفحة الماضي ىك الذم يككف كراء صدكر قانكف العفك العاـ‬
‫عمى أف الجريمة ال تمغى مف التشريع كتبقى قائمة بأركانيا كعقابيا عمى مستكل النصكص ‪.‬‬
‫يمس مف حقكؽ الغير المكتسبة بمكجب األحكاـ العدلية فتبقى حقكؽ القائـ بالحؽ الشخصي‬
‫كالعفك العاـ ال ّ‬
‫تـ تنفيذه مف الخطايا ال يمكف إسترجاعو ‪ ،‬كتضمف الفصؿ ‪ 377‬مف ـ إج بفقرتو‬ ‫كحقكؽ الدكلة مصانة ‪ ،‬كما ّ‬
‫يضر بحقكؽ الغير ال سيما حقكؽ القائـ بالحؽ الشخصي كال ينسحب عمى المصاريؼ‬
‫األخيرة أف " العفكالعاـ ال ّ‬
‫تـ‬
‫تـ تنفيذىما كال عمى الخطية التي ّ‬
‫القضائية كلك التي لـ تستخمص كال عمى مصادرة المكاسب أك الحجز إذا ّ‬
‫يمس مف حقكؽ القائـ بالحؽ المدني كالمصاريؼ القضائية لكنو يشمؿ‬
‫النص في كضكحو ال ّ‬ ‫ّ‬ ‫إستخالصيا " كىذا‬
‫أف ما سبؽ تنفيذه مف خطايا أك حجز أك‬
‫العقكبات األصمية كالفرعية المترتبة عمى الجريمة كالحكـ فييا غير ّ‬
‫مصادرة ال يمكف الرجكع فيو ‪.‬‬
‫كىذا العفك ال يمكف أف يككف فرديا فيك قانكف كسائر القكانيف في شمكليتو كاطالقو كيمكف أف يككف مطمقا كما‬
‫يمكف أف يككف معمقا عمى شرط إذ يمكف لألسباب المبينة آنفا صدكر العفك التشريعي دكف إشتراط قياـ‬

‫‪ - 146‬رغفغ ؿبئغ إٌؼاػبد اٌّزؼٍمخ ثبٌزٕف‪١‬ظ ٌٍّذىّخ اٌز‪ ٟ‬أطضعد اٌذىُ ‪.‬اٌفظً ‪ َ 340‬إج‬
‫‪49‬‬
‫المشمكليف بو بإجراءات أك صدكر إلتزامات عنيـ كما يمكف أف يعمّؽ عمى شرط كيصبح مف مشمكالت الجية‬
‫المكمفة بالتنفيذ كىي النيابة العمكمية التأكد مف تكفر ما أكجبو القانكف " كالرجكع في التنفيذ"‬
‫العفو الخاص‬
‫مدة العقاب" أك إبداؿ‬
‫ط مف " ّ‬
‫أف العفك ح ّ‬
‫يتضح مف مراجعة أحكاـ الفصؿ ‪ 371‬مف مجمة اإلجراءات الجزائية ّ‬
‫ط مف المدة ال يمكف أف ينسحب عمى غير العقكبات السالبة لمحرية في حيف كأف القانكف‬
‫بعقاب أخؼ منو كالح ّ‬
‫نفسو ىك الذم أكجب عرض ممفات المحككـ عمييـ باإلعداـ عمى رئيس الجميكرية كال حديث عمى الخطايا‬
‫بآستثناء ما أكرده الفصؿ ‪ 374‬مف المجمة في صيغة كاضحة " ال يشمؿ العفك الخاص المصاريؼ القضائية كلك‬
‫لـ تستخمص كما كقع دفعو مف الخطايا لمدكلة ال يرجع " مما جعؿ البعض يذىبكف إلى إمكانية العفك في‬
‫العقكبات المالية بناء عمى عدـ إمكانية إسترجاع ما تـ إستخالصو مف الخطايا في حيف كأف ما بقي يمكف العفك‬
‫تـ العمؿ بو ‪.‬‬
‫فيو ‪ ،‬كىك إتجاه ّ‬
‫لكف إشكالية القانكف التكنسي‬
‫أف المدة المتبقية مف العقاب تعتبر كأف لـ تكف ّ‬
‫ىذا كمف آثار العفك الخاص ّ‬
‫إعتبار العقكبة المشمكلة بالعفك مف السكابؽ خالفا لبعض التشريعات األخرل التي تمغييا كميا مف السكابؽ ‪.‬‬
‫‪ )34‬محو آثار العقوبة أو إسترداد الحقوق‬
‫بقيت بطاقة السكابؽ مف العكائؽ التي تحكؿ دكف إعادة إدماج المحككـ عميو بالمجتمع ‪ ،‬فيي تشترط عند‬
‫ك يكفي أف ترد سابقة بالبطاقة المشترطة حتى يحرـ المعني مف التمتع‬ ‫التشغيؿ كفي قضاء عديد المآرب‬
‫كحدد شركط إلغاء السكابؽ مف البطاقة عدد ‪ 3‬باألساس‬
‫بحقكقو كاممة لذلؾ أكجد المشرع مؤسسة إسترداد الحقكؽ ّ‬
‫‪147‬‬
‫كذلؾ بالفصكؿ ‪ 367‬كما بعده مف مجمة اإلجراءات الجزائية‬

‫‪ )150‬رُ رؼض‪٘ ً٠‬ظٖ األدىبَ ثّ‪ٛ‬جت اٌمبٔ‪ ْٛ‬ػضص‪ 114‬اٌّؤعر ف‪ٛٔ 22 ٟ‬فّجغ ‪ 1993‬اٌظ‪ ٞ‬أؿّؾ ٌّب ‪٠‬ؼغف ثبإلؿزغصاص ا‪ٚ ٌٟ٢‬طٌه ثئصعاج اٌفظً ‪ِ 369‬ىغع‬
‫‪50‬‬

You might also like