‫المجلد ‪ / 10‬الع ــدد‪ ،)2002( 02 :‬ص ‪414 -094‬‬ ‫مجلـة القانون العقاري والبيئة‬

‫مركز الغير المتضرر من عقد تأمين مسؤولية الناقل البحري في التشريع الجزائري‬
‫‪Position of third not included person at insurance contract‬‬
‫‪responsibility of maritime transporter in the Algerian legislation‬‬

‫ط‪/‬د‪ .‬بلعباس حياة‬

‫مخبر القانون العقاري والبيئة‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية جامعة عبد الحميد بن باديس مستغانم (الجزائر)‪،‬‬
‫‪hayet.belabbes.etu@univ-mosta.dz‬‬
‫تاريخ النشر‪0202/06/01 :‬‬ ‫تاريخ القبول‪02002/00/01 :‬‬ ‫تاريخ االستالم‪0200/02/02 :‬‬

‫ملخص‪:‬‬
‫تتسم العقود المسماة بنسبية أثرها بالنسبة لألطراف المتعاقدة‪ ،‬بيد أن عقد التامين من مسؤولية‬
‫الناقل البحري رغم انه من العقود المسماة إال أن آثاره تتعدى أطراف العالقة التعاقدية وتنصرف إلى طرف‬
‫ثالث غير محدد في العقد وهو المتضرر من تحقق الخطر المؤمن منه‪ ،‬مما يكسب هذا العقد طبيعة‬
‫خاصة وحساسة تتمثل في مدى الحماية القانونية التي يحظى بها المتضرر من خالل التشريع‪ ،‬وطرق‬
‫تحصيله لحقه في التعويض من المؤمن بطريقة مباشرة رغم أن عالقته به غير مباشرة وهذا في حد ذاته‬
‫استثناءا على قاعدة نسبية أثر العقد من حيث األشخاص‪.‬‬
‫كلمات مفتاحية‪ :‬عقد التامين من مسؤولية الناقل البحري؛ اإلخالل بااللتزامات التعاقدية؛ المسؤولية‬
‫التقصيرية؛ المتضرر من مسؤولية الناقل البحري؛ الحماية القانونية؛ إلزامية التامين من المسؤولية المدنية؛‬
‫الدعوى المباشرة‪.‬‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪Among general principles of the mentioned contracts, its consequences‬‬
‫‪of contracting parts. Thus, insurance contract responsibility of maritime‬‬
‫‪transporter , even a part of the mentioned contracts, is consequences over‬‬
‫‪pass the contractual relationship, leading to a third person non précised at the‬‬
‫‪contract, being the not included person from the insured risk, which gives‬‬
‫‪this contract a specific and primordial nature, consisting in the rate of its legal‬‬
‫‪protection, means of obtaining direct indemnisation’ right from the insurer,‬‬
‫‪1‬‬
 ‫مركز الغير المتضرر من عقد تأمين مسؤولية الناقل البحري في التشريع الجزائري‬

‫‪even their relationship is direct. This represents an exception for the‬‬

‫‪contract’s consequences.‬‬
‫‪Keywords: Insurance contract responsibility of maritime transporter ; non‬‬
‫‪respect of contractual engagement ; under responsibility ; not included‬‬
‫; ‪person from maritime transporter responsibility insurance ; legale protection‬‬
‫‪obligation of responsibility insurance ; direct action.‬‬

‫مقدمة‬
‫تنعكس عملية النقل البحري بجملة من اآلثار على أطرافها وغير أطرافها‪ ،‬فإذا اقتصر اثر تنفيذ عقد‬
‫النقل على الناقل والشاحن أو المرسل إليه أو كان بين الناقل والمسافر فإننا بصدد العالقة العقدية أي عالقة‬
‫قانونية مباشرة أساسها العقد‪ ،‬أما إذا امتد أثر عقد النقل إلى غير أطراف العالقة فنكون بصدد عالقة قانونية‬
‫غير مباشرة أساسها المسؤولية التقصيرية‪.‬‬
‫نظرا لكثرة دعاوى المسؤولية المرفوعة ضد الناقل البحري‪ ،‬خول له المشرع الجزائري كغيره من‬
‫التشريعات حماية قانونية ‪ ،‬تتمثل في تامين مسؤوليته المدنية عقدية كانت ام تقصيرية ضد رجوع الغير عليه‬
‫بالتعويض عن األضرار التي تصيبه جراء تحقق الخطر المؤمن منه ‪.‬‬
‫وبما أن عقد التأمين تنصرف أثاره إلى طرفي العالقة التأمينية وهما المؤمن والمؤمن له ‪1‬و أحيانا‬
‫إلى طرف ثالث هو المستفيد‪ ،‬الذي يتم االشتراط لمصلحته شريطة أن يكون معينا في عقد التامين وقت‬
‫التعاقد‪ ،‬إال انه في عقد التامين من المسؤولية تتعدى أثاره طرفي العقد وتمتد إلى طرف ثالث أجنبي عنه‬
‫وغير مذكور في عقد التامين ولم يحدد أثناء التعاقد‪ ،‬إنما يظهر للوجود بمجرد تحقق الخطر المؤمن منه‬
‫وهو الغير المتضرر‪.‬‬
‫فإذا كانت العالقة بين الناقل والمؤمن عالقة تعاقدية قانونية مباشرة‪ ،‬فما طبيعة العالقة التي تربط‬
‫هذا الغير بطرفي عقد التامين من المسؤولية المدنية؟ وما هو المركز القانوني الذي يعطيه الحق في الحصول‬
‫على تعويض في حالة تحقق الخطر؟‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Traité de Droit Civil,les effets de la responsabilité, Jaques Ghestin, Genevieve Viney et Patrice‬‬
‫‪Jourdain,L.G.D.J,2eme édition,1989,P637.‬‬
‫‪295‬‬
 ‫بلعباس حياة‬

‫وعلى رأس هذه التساؤالت يثور إشكاال رئيسيا يتمثل‪ :‬في كيفية معالجة المشرع الجزائري لمركز‬
‫الغير المتضرر في عقد التامين من مسؤولية الناقل البحري على ضوء القانون الجزائري؟‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬محل الغير المتضرر من عقد تأمين مسؤولية الناقل البحري‬
‫يعتبر عقد التامين من العقود المسماة‪ 1‬التي نظمها المشرع الجزائري في القانون المدني لتشابهه‬
‫في مجمل أركانه مع باقي العقود‪ ،2‬إال انه ينفرد بخصائصه التي تميزه عن غيره ‪ ،‬نظرا لخصوصية محله‬
‫وهو الخطر المؤمن منه ‪ ،‬فنظمه من خالل نصوص األمر ‪ 20/51‬المؤرخ في ‪ 01‬يناير ‪ 0551‬المتعلق‬
‫بقانون التأمينات‪ ،‬المعدل والمتمم بموجب القانون رقم ‪ 20/21‬المؤرخ في ‪ 02‬فبراير ‪.0221‬‬
‫فإإذا كإان مؤدى عقإد التإامين هو التزام متبإادل بين طرفيإه ‪ ،‬بإاعتبإاره من عقود المعإاوض إ إ إ إ إ إإة بحيث‬
‫يحص إإل المؤمن على قس إإط التامين مقابل حص إإول المؤمن له على التعويض في حالة تحقق الخطر‪ ،3‬فما‬
‫هي طبيعة عقد تأمين مسإإؤولية الناقل البحري إذا كان التعويض من حصإإة طرف آخر ليس طرفا في العقد‬
‫ولم يذكر فيه كالمستفيد في عقد التامين؟‬
‫لذلك يجب التطرق إلى التعريف بعقد التامين من مسؤولية الناقل البحري حتى نتمكن من اإلجابة‬
‫على هذا التساؤل من خالل المطلبين التالين‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬ماهية عقد تامين مسؤولية الناقل البحري‬
‫إن الناقل البحري بموجب عقد النقل البحري يلتزم بنقل البضإ إ إ إإائع أو المسإ إ إ إإافرين عن طريق البحر‬
‫من مينإاء إلى آخر مقإابإل أجرة محإددة‪ ،‬لإذلإك يؤمن على مس إ إ إ إ إ إإؤوليتإه من إخطإار الرحلة البحرية التي قد‬
‫تسبب تلف أو هالك البضائع أو تلحق أضرار بالركاب‪.‬‬
‫بمعنى أن أطراف عقد تامين مسإإؤولية الناقل البحري هما المؤمن والناقل‪ ،‬وال نجد للغير المتض إإرر‬
‫مكانا وال تعيينا صريحا له في هذا العقد‪ ،‬فكيف تنصرف إليه آثار تنفيذ عقد التأمين؟‪.‬‬

‫‪1‬إ عبد الرزاق السنهوري ‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني‪،‬عقود التامين والغرر‪ ،‬المجلد السابع‪ ،‬دار احياء التراث العربي‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫ص ‪.0011‬‬
‫‪2‬إ انظر المادة ‪ 005‬من األمر ‪ 11/01‬المؤرخ في ‪ 0501/25/01‬المعدل بالقانون ‪ 02/21‬المتضمن القانون المدني‪.‬‬
‫‪3‬إ راجع في ذلك المادة ‪ 20‬من االمر ‪ 20/51‬والمادة ‪ 105‬من القانون المدني‪.‬‬
‫‪296‬‬
 ‫مركز الغير المتضرر من عقد تأمين مسؤولية الناقل البحري في التشريع الجزائري‬

‫لإلجابة على هذا التسإ إ إ إإاؤل يتوجب التعريف بعقد التأمين من مسإ إ إ إإؤولية الناقل البحري وتقصإ إ إ إإي‬
‫أطرافه حتى نتمكن من تحديد هذا الغير المبهم في العقد ‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف عقد تأمين مسؤولية الناقل البحري‬
‫إن المش إ إ إ إ إ إإرع الجزائري لم يتطرق صإ إ إ إ إ إ إراحإة إلى تعريف هإذا النوع من التإأمينإات ممإا يجعل بعض‬
‫الفقهاء يعرفونه على انه نوع من أنواع التامين من األض إ إ إرار‪ ،‬يكون الخطر فيه منصإ إ إإبا على مال المؤمن له‬
‫المادة ‪ 51‬من األمر‬ ‫وليس على شإ إ إ إ إ إإخصإ إ إ إ إ إإه‪ .1‬لكن المشإ إ إ إ إ إإرع تبنى مفهوم هذا التعريف من خالل ن‬
‫له فائدة مباشرة أو غير مباشرة في حفظ مال أو اجتناب وقوع خطر‬ ‫‪ 20/51‬بقوله‪ ":‬يمكن كل شخ‬
‫أن يؤمنه بما في ذلك الفائدة المرجوة منه" ‪.‬‬
‫إذا يمكن تعريف عقإد تإامين مس إ إ إ إ إ إإؤوليإة النإاقإل البحري على أنإه عقد يؤمن بموجبه الناقل البحري‬
‫على مس إ إ إإؤوليته المدنية بس إ إ إإبب خطا منه أو من األش إ إ إإخاص المس إ إ إإؤول عنهم مدنيا ‪ ،‬ض إ إ إإد رجوع الغير‬
‫‪2‬‬
‫المتضرر من تنفيذ عقد النقل البحري‪.‬‬
‫بمعنى أشإ إ إإمل يهدف هذا العقد إلى حماية الذمة المالية للناقل البحري من رجوع الغير المتضإ إ إإرر‬
‫عليه بالمسؤولية المدنية‪ ،3‬التي قسمها الفقيه دوما ‪ « Domat »4‬إلى عقدية أو تقصيرية‪.‬‬

‫‪1‬إ ريواز فائق حسين‪ ،‬عقود التامين من المسؤولية وضمان االستثمار في ضوء قاعدة نسبية أثر العقد(دراسة مقارنة)‪،‬المكتب الجامعي‬
‫الحديث‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬الطبعة االولى‪ ،‬أغسطس ‪،0201‬ص ‪.01‬‬
‫‪2‬إ لمزيد من التعريفات راجع‪ :‬ريواز فائق حسين‪ ،‬المرجع السابق ص ‪ /01‬سعيد مقدم‪ ،‬التأمين والمسؤولية المدنية‪،،‬كليك للنشر‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬سنة ‪ ،0221‬ص‪.00‬‬
‫‪. Agnés Pimbert,L’essentiel du Droit des assurances,2èm édition,Gualino,Paris,2014-2015,P45.‬‬
‫‪-Hubert Groutel,Droit des assurances (les mémontos DALLOZ),13èm édition, DALLOZ, Paris,‬‬
‫‪2015,P7.‬‬
‫‪- Hardy Ivamy, Chalmeres marine Insurance Act 1906,London butterworth,10TH edition,1971‬‬
‫‪3‬إ تن المادة ‪ 11‬من األمر رقم ‪ 20/51‬المؤرخ في ‪ 01‬يناير ‪ 0551‬المعدل والمتمم بالقانون رقم ‪ 20/21‬المؤرخ في‬
‫‪02‬فبراير‪ 0221‬المتضمن قانون التأمينات‪ ":‬يضمن المؤمن التبعات المالية المترتبة على مسؤولية المؤمن له المدنية بسبب األضرار‬
‫الالحقة بالغير"‪.‬‬
‫‪4‬إ محمد زهدور‪ ،‬المسؤولية عن فعل االشياء غير الحية ومسؤولية مالك السفينة في القانون البحري الجزائري‪ ،‬دار الحداثة‪،‬ط‪،0‬سنة‬
‫‪،0552‬ص‪.00‬‬
‫‪297‬‬
 ‫بلعباس حياة‬

‫فالناقل يؤمن على مس إ إإؤوليته العقدية من رجوع الغير المتض إ إإرر عليه الذي لحقته خس إ إإارة مادية أو‬
‫جسإ إ إ إ إإمانية‪ 1‬بسإ إ إ إ إإبب تنفيذ عقد النقل البحري ‪ ،‬ويكون أطرافها هما الناقل البحري ويقابله الشإ إ إ إ إإاحن أو‬
‫المرسل إليه إذا كان الضرر الحقا بالبضائع‪ ،‬أو يقابله الراكب (المسافر) إذا كان الضرر أصاب جسده أو‬
‫أمتعته‪.‬‬
‫أما المسؤولية التقصيرية للناقل البحري تتحقق اذا أصاب الضرر طرفا أجنبيا عن عقد النقل البحري‬
‫سواءا في ماله أو جسده بسبب تقصير منه ‪،‬وهذا ما سنحاول التعرض له من خالل الفرع التالي ‪:‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬أطراف العالقة العقدية لعقد تامين مسؤولية الناقل البحري‬
‫إذا كان عقد تامين مسإإؤولية الناقل البحري يضإإمن لهذا األخير عدم إفقار ذمته المالية جراء رجوع‬
‫الغير عليه بدعوى المسؤولية‪ ،‬فإنه يدخل تحت طيات هذه العالقة األطراف التالية‪:‬‬
‫أوال‪ :‬المؤمن‪ :‬يعرف على أنإإه تلإإك الهيئإإات التي ينظم تواجإإدهإإا القإإانون الإإداخلي لكإإل دولإإة‪،2‬‬
‫الذي يجيز لها أن تمارس أعمال التأمين وتتولى تطبيق قواعده وإداراته والتي تسإ إ إ إ إإمى شإ إ إ إ إإركات التامين‪،3‬‬
‫ودورها في هذا النوع من عقود تامين المس إ إ إ إ إ إإؤولية المدنية هو دفع مبالر التعويض المقررة للمتض إ إ إ إ إ إإرر من‬
‫مسؤولية الناقل البحري‪.‬‬
‫الناقل البحري طبيعيا كان أم معنويا‪ ،‬وألن االستثمار في نشاط‬ ‫ثانيا‪ :‬المؤمن له‪ :‬ويتمثل في شخ‬
‫النقل البحري يتطلب رأسمال ضخم الى جانب مرافق ومعدات ممارسة المالحة البحرية‪ ، 4‬يجعل من‬

‫‪ . 1‬كما اشار اليه الدكتور موسى جميل النعيمات في كتابه النظرية العامة للتامين من المسؤولية المدنية في ص ‪ 015‬ان‪ :‬الضرر‬
‫الجسمي وليس الجسدي ألن كلمة الجسد تستعمل للداللة على ماال روح فيه كقوله تعالى‪ " :‬فاخرج لهم عجال جسدا له‬
‫خوار"(االعراف ‪ ،) 001‬بينما كلمة الجسم تدل على ما فيه روح لقوله تعالى‪ ":‬قال ان الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم‬
‫والجسم" (البقرة ‪.)000‬‬
‫‪2‬إ راجع تنظيم شركات التأمين ومراقبة الدولة لها وانشائها وسيرها من خالل المواد ‪ 021‬الى ‪ 012‬من االمر ‪.20/51‬‬
‫‪3‬إ بهاء بهيج شكري‪ ،‬التامين في التطبيق والقانون والقضاء‪ ،‬الجزء االول نظام التامين‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬سنة‬
‫‪،0220‬ص‪.10‬‬
‫‪ . 4‬ك ما اشار اليه الدكتور عبد الحميد مرسي عنبر في كتابه شركات النقل البحري‪،‬ص‪،050‬ان‪ " :‬الملكية الفردية للسفن ظهرت‬
‫قديما ثم انتقلت الى فكرة الملكية الجماعية للسفن (على الشيوع)‪ ،‬لكنه مع نهاية القرن التاسع عشر ومع التطور الذي عرفته صناعى‬
‫‪298‬‬
 ‫مركز الغير المتضرر من عقد تأمين مسؤولية الناقل البحري في التشريع الجزائري‬

‫طبيعي شبه منعدمة في الجزائر بسبب استحواذ الدولة واحتكارها لنشاط‬ ‫فكرة وجود ناقل بحري كشخ‬
‫النقل البحري وامتالكها لمؤسسات نقل بحري كبرى كالشركة الوطنية للمالحة البحرية ‪ CNAN‬التي‬
‫تأسست سنة ‪ ، 05111‬للقيام بنشاط النقل البحري بجميع انواعه‪ ،‬واالنشطة المتعلقة به كعمليات المناولة‬
‫والقطر البحري‪ ،‬وعمليات وكالة السفن ووكالة الحمولة وغيرها‪ ،‬وتم اعادة هيكلتها بموجب المرسوم رقم‬
‫‪ 212/000‬المتعلق بإعادة هيكلة المؤسسات‪ ،‬والمرسوم رقم ‪ 103/005‬الذي مس في بنوده تعديل‬
‫القانون األساسي للشركة الوطنية للمالحة البحرية ‪.‬‬
‫تم فصل نشاط نقل المحروقات والمواد الكيماوية عنها وسميت الشركة الوطنية لنقل المحروقات‬
‫والمواد الكيماوية‪ ،) HYPROC( 4‬وكذا نشاط نقل المسافرين والخدمات البحرية التابعة للنقل‬
‫البحري بموجب المرسوم ‪ ، 510/010‬وسميت الشركة الوطنية لنقل المسافرين(‪ 6)ENTMV‬او‬
‫الجزائرية للنقل البحري وتمتلك ‪ 20‬سفن هي الطاسيلي‪ ،‬طارق بن زياد‪ ،‬جزايرس‪ ،‬اإليروس وتنشط على‬

‫السفن‪ ،‬ظهرت السفن الضخمة وا لناقالت العمالقة ذات التكلفة الباهضة التي ال يستطيع الفرد تحملها لوحده مما شجع ظهور‬
‫شركات تجارية كبرى اتخذت شكل شركات مساهمة‪ ،‬ورصدت للنشاط المالحي واالستغالل البحري‪ ،‬وكان لتدخل الدولة في‬
‫احتكار هذا النشاط حصة األسد لذلك نجد في بعض الدول معظم السفن البحرية تابعة للدولة"‪.‬‬
‫‪ .1‬المرسوم التنظيمي رقم ‪ 015/11‬المؤرخ في ‪ 0511/00/10‬المتضمن انشاء الشركة الوطنية للمالحة البحرية‪ ،‬ج ر ‪.21‬‬
‫‪ .2‬المرسوم التنظيمي قم ‪ 12/000‬المؤرخ في ‪ 0510/20/20‬المتضمن اعادة هيكلة المؤسسات العمومية‪ ،‬ج ر ‪.00‬‬
‫‪ .3‬المرسوم التنظيمي رقم ‪ 005/10‬المؤرخ ‪ ، 0510/21/00‬المتضمن تعديل القانون االساسي لشركة الوطنية للنقل البحري‪،‬‬
‫ج ر ‪.11‬‬
‫‪ .4‬المرسوم التنظيمي رقم ‪ 010/10‬المؤرخ في ‪ 0510/21/00‬المتضمن انشاء الشركة الوطنية للمحروقات والمواد الكيماوية‪،‬‬
‫ج ر ‪.11‬‬
‫‪ .5‬المرسوم التنظيمي رقم ‪ 010/10‬المؤرخ في ‪ 0510/20/00‬المتضمن تعديل القانون االساسي للشركة الوطنية للمالحة‬
‫البحرية‪ ،‬ج ر ‪.05‬‬
‫‪ .6‬المرسوم التنظيمي رقم ‪ 011/10‬المؤرخ في ‪ 0510/20/00‬المتضمن انشاء الشركة الوطنية لنقل المسافرين‪ ،‬ج ر ‪.05‬‬
‫‪299‬‬
 ‫بلعباس حياة‬

‫خطوط منتظمة‪ ،1‬والشركة الوطنية للخدمات البحرية واالعمال المتعلقة بالنقل البحري‪ENCAAT( 2‬‬
‫)‪.‬‬
‫بتاريخ ‪ 0221/00/10‬أنشئي مجمع الشركة الوطنية للمالحة البحرية ( ‪GROUP‬‬
‫‪ )CNAN‬يتكون من عدة فروع للنقل البحري منها‪ :‬فرع خطوط الشمال (‪)CNAN NORD‬‬
‫انشئ في ‪ ،0221/20/20‬فرع خطوط البحر االبيض المتوسط (‪)CNANMED‬انشئ في‬
‫‪ ،0221/20/20‬فرع لألعمال الملحقة بالنقل البحري (‪ 3)NASHCO‬انشئ سنة ‪، 0550‬وكان‬
‫عدد سفن‬ ‫األسطول الجزائر خالل الثمانينات يدير ‪ %12‬من نشاط التجارة الخارجية للجزائر‪،‬ثم تقل‬
‫االسطول الى ‪ 12‬سفينة‪ ،‬موزعة بين نقل البضائع ونقل الركاب ونقل المحروقات حسب احصائيات سنة‬
‫‪،0202‬اما بعد سنة ‪ 0201‬لم يتبقى اال عشرات السفن وأصبحت ‪ %12‬من التجارة الخارجية للجزائر‬
‫تتم بواسطة سفن اجنبية بسبب بيع السفن الجزائرية من طرف مديري الشركة الوطنية للمالحة البحرية‪.4‬‬
‫اذا الناقل (المؤمن له) هو الطرف الذي يس إ إإعى إلى إبرام عقد التأمين من أجل حماية ذمته المالية‬
‫وما يترتب عليها من أعباء المس إإؤولية‪ ، 5‬وهو بذلك يجمع بين ص إإفتين أس إإاس إإيتين‪ ،‬ص إإفة طالب التامين‬

‫‪.1‬على الموقع‪ https:// www.cnangroup.com :‬وعلى الموقع‪https:// ar.m.wikipedia.org :‬‬

‫‪ .2‬المرسوم التنظيمي رقم ‪ 011/10‬المؤرخ في ‪ 0510/20/00‬المتضمن انشاء الشركة الوطنية للخدمات البحرية واالعمال‬
‫المتعلقة بالنقل‪ ،‬ج ر ‪.05‬‬
‫‪ . 3‬بلسبط سمية‪ ،‬عقد امتياز خدمات النقل البحري‪ -‬مذكرة لنيل شهادة الماجيستار في القانون الخاص تخص قانون بحري‬
‫والنشاطات المينائية‪ -‬كلية الحقوق بجامعة وهران‪ ،‬سنة ‪ ،0201/0200‬ص‪.00‬‬
‫‪4‬‬
‫‪. Naïli Mohamed, transport, logistique et développement agroalimentaire en Algérie, 2014,‬‬
‫‪disponible sur :‬‬
‫‪ciheam.org/images/CIHEAM/PDFs/Publications/Mediterra/.../mediterra_chap19.pdf‬‬
‫‪. Setti M’hammed, Mohamed-Cherif Fatima-Zohra, Ducruet César, les ports algériens dans la‬‬
‫‪mondialisation : la fin du paradoxe, 2011, disponible sur : https://mediterranee.revues.org/5410.‬‬
‫‪Article de Riad,Algerie-transport maritim : Le groupeCNAN sera dissous,journal Réflexion,le‬‬
‫‪23/12/2016, disponible sur : http://www.reflexiondz.net »ALG.‬‬
‫‪5‬إ عبد القادر العطير‪ ،‬التأمين البري في التشريع‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪،‬األردن‪ ،0221،‬ط‪،20‬ص‪.021‬‬
‫راجع كذلك عبد الرزاق السنهوري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 0002‬‬
‫‪300‬‬
 ‫مركز الغير المتضرر من عقد تأمين مسؤولية الناقل البحري في التشريع الجزائري‬

‫الذي يتعاقد مع المؤمن ويتعهد بتنفيذ التزامات العقد المتمثلة في دفع قس إ إ إإط التامين‪ .‬وص إ إ إإفة أخرى هي‬
‫المهدد بالخطر ألنه إذا تحققت مسؤوليته يكون الملزم بتعويض الضرر الالحق بالغير‪.‬‬ ‫صفة الشخ‬
‫لكن المؤمن لإإه في عقإإد التإإامين من المس إ إ إ إ إ إإؤوليإإة عكس مإإا جرى عليإإه االتفإإاق في أنواع التإإامين‬
‫األخرى‪ ،‬نجده ال يجمع صإفة المسإتفيد من التامين كونه ليس الطرف الذي يتقاضى مبلر التعويض‪ ،‬عند‬
‫تحقق الخطر المؤمن منه‪ ،‬إنما يكون المستفيد في هذه الحالة هو الغير المتضرر محل دراستنا الموالية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬عالقة الغير المتضرر بأطراف عقد تامين مسؤولية الناقل البحري‬
‫المالحظ على المشإ إ إ إ إإرع الجزائري انه لم يحدد معنى الغير المتضإ إ إ إ إإرر من تحقق مسإ إ إ إ إإؤولية الناقل‬
‫البحري بإإل ترك مجإإال تحإإديإإد مفهومإإه مفتوحإإا لالجتهإإاد‪ .‬وحتى رجإإال الفقإإه لم يحإإددوا بإإدورهم مإإدلولإإه‬
‫نظرا لتضارب أراءهم وتعريفاتهم بشأنه‪.‬‬
‫عامة ينشإ إ إإأ هذا الغير المتضإ إ إإرر عن ما يرتبه تنفيذ عقد النقل البحري من طرف الناقل‪ ،‬فقد يكون‬
‫من بين األطراف التي تربطهم عالقة عقدية مع الناقل كالش إإاحن والمرس إإل إليه عن هالك البض إإائع‪ ،‬أو من‬
‫الركاب المنقولين على متن السفينة أو ورثتهم جراء إصابات جسدية أو هالك أغراضهم وأمتعتهم‪.‬‬
‫كما قد يكون هذا الغير أجنبيا عن أطراف عقد النقل البحري‪ ،‬إنما تنشإ إ إإأ عالقته بالناقل بموجب‬
‫قيام المسؤولية التقصيرية لهذا األخير بفعله الشخصي أو بفعل من هم تحت مسؤوليته أو تحت حراسته‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬من هو الغير المتضرر في عقد تامين مسؤولية الناقل البحري‬
‫كما س إإبقت اإلش إإارة إلى أن الغير المتض إإرر من قيام مس إإؤولية الناقل البحري قد يكون ناش إإئا عن‬
‫عالقة عقدية مباش إإرة لعقد النقل البحري‪ ،‬أو يكون ناش إإئا عن فعل ض إإار تقص إإيري يرتكبه الناقل أو تابعيه‬
‫المادة‬ ‫أجنبي عن عقد النقل البحري ‪ ،‬وهذا ما أشإإار إليه المشإإرع الجزائري من خالل ن‬ ‫ضإإد شإإخ‬
‫‪ 001‬من األمر ‪ 20/51‬المتضإ إإمن قانون التأمينات بقوله‪ ":‬يهدف التامين على مسإ إإؤولية الناقل البحري‬
‫إلى التعويض عن األض إ إ إرار أو الخس إ إ إإائر الالحقة بالبض إ إ إإائع واألش إ إ إإخاص بمناس إ إ إإبة االس إ إ إإتغالل التجاري‬
‫للسفينة"‪.‬‬

‫‪301‬‬
 ‫بلعباس حياة‬

‫لكن المشإ إ إ إإرع لم يفرق بالنسإ إ إ إإبة لألشإ إ إ إإخاص فيما اذا كانت تربطهم بالناقل عالقة عقدية أم أنهم‬
‫أجانب عن عقد النقل‪ ،‬تقرر حقهم في التعويض بس إ إإبب مس إ إإؤولية الناقل التقص إ إإيرية‪ .‬وهذا يجعلنا نتطرق‬
‫إلى كل نوع على حدا‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬الغير المتضرر من المسؤولية العقدية للناقل البحري‬
‫وهو كإل من تربطإه عالقإة عقدية قانونية مباش إ إ إ إ إ إإرة مع الناقل البحري‪ ،‬فإذا كان بص إ إ إ إ إ إإدد عقد نقل‬
‫البضائع وفق مقتضيات المادة ‪ 120‬من القانون البحري يكون إما شاحنا أو مرسال إليه ‪.‬‬
‫الطبيعي أو المعنوي الذي يعهد إلى الناقل ببض إ إإاعته لينقلها له من‬ ‫فالش إ إإاحن هو ذلك الش إ إإخ‬
‫ميناء الشحن(ميناء القيام) إلى ميناء التفرير(ميناء الوصول) في المدة المحددة ومقابل أجرة محددة‪.‬‬
‫أما المرسل إليه‪ :‬فهو طرف ثالث في عقد النقل البحري كما حددته المادة ‪ 010‬من القانون‬
‫البحري (وغالبا ما يكون الشاحن نفسه)‪ ،‬وهو من ترسل إليه البضاعة بموجب سند الشحن والذي يعد‬
‫وثيقة إثبات تقوم معها مسؤولية الناقل البحري على تسلمه البضائع المنقولة على سفينته‪.‬‬
‫المادة ‪ 100‬من القانون‬ ‫أو يكون راكبا إذا كان بمناس إ إ إ إإبة عقد نقل األش إ إ إ إإخاص اس إ إ إ إإتنادا لن‬
‫المنقول على السفينة والذي تلحقه أضرار (نتيجة إخالل الناقل‬ ‫البحري‪ ،‬أو يسمى المسافر وهو الشخ‬
‫بالتزامه بضإ إإمان السإ إإالمة في عقد نقل األشإ إإخاص)‪ ،‬اما في جسإ إإمه وإما على أمتعته س إ إواءا كانت أمتعة‬
‫عنبر أو سإ إإيارة سإ إإياحية كما عرفتها المادة ‪ 100‬من القانون البحري‪ ،‬أو تلك اإلصإ إإابات التي تؤدي إلى‬
‫وفاته على شإ إإرط أن تتم هذه األض إ إرار أثناء عملية النقل بداية من ركوبه على ظهر السإ إإفينة إلى غاية نزوله‬
‫منها‪ ،‬أ و بسبب تصادمها مع منشأة عائمة أو ثابتة‪.1‬‬
‫يمكن لهذا األخير إثبات عالقته بالناقل بموجب تذكرة السفر التي تعتبر بمثابة عقد مبرم بينه وبين‬
‫الناقل كما نصت عليه المادة ‪ 101‬من القانون البحري‪.‬‬

‫‪1‬إ راجع المواد ‪001،000‬و‪ 000‬من القانون رقم ‪ 12/01‬المؤرخ في‪ 01‬أكتوبر ‪ 0501‬المتضمن القانون البحري‪.‬‬
‫‪Mohamed Belebna,le contrat d’assurance maritime en droit algérien et en droit francais,these de‬‬
‫‪doctorat en droit de l’université Panthéon-Assas Paris 2,volume1,bibliotheque CUJAS,fevrier‬‬
‫‪1995,p 89-90.‬‬
‫‪302‬‬
 ‫مركز الغير المتضرر من عقد تأمين مسؤولية الناقل البحري في التشريع الجزائري‬

‫ثانيا‪ :‬الغير المتضرر من المسؤولية التقصيرية للناقل البحري‬

‫صفة الغير المتضرر في عقد تامين مسؤولية الناقل البحري هي أهم شرط يخول صاحبها حق‬
‫الحصول على التعويض‪ ،‬عمال بالقواعد العامة لرفع أي دعوى أمام القضاء‪ ، 1‬فإذا كانت صفة الشاحن‬
‫والمرسل إليه تثبت بموجب سند الشحن‪ ،‬وصفة الراكب تثبت بموجب تذكرة السفر‪ ،‬فكيف تتم إثبات‬
‫صفة المتضرر الغير طرف في عقد النقل البحري؟‪.‬‬
‫طبيعي أو‬ ‫يمكن تعريف الغير المتضرر من المسؤولية التقصيرية للناقل البحري أنه كل شخ‬
‫معنوي تلحق به أضرار في ماله أو جسمه بسبب حادث تسببت فيه سفينته لمنشأ عائمة أو ثابتة بسبب‬
‫التصادم أو في حالة شحن وتفرير للبضائع المنقولة وتصيب ماال أو شخصا على الرصيف ‪ ،‬أو كل من‬
‫يتوفى له شخ كان منقوال على السفينة (يسمى ذوي حقوق الهالك) أو كان يعوله وأصبح عاجزا عن‬
‫العمل بسبب الحادث‪.‬‬
‫بمعنى أن هذا الغير المتضرر ليس طرفا في عقد النقل البحري‪ ،‬لكنه وبسبب نشاط الناقل أصيب‬
‫ذاته في ماله أو في جسمه ‪ ،‬أو يكون غير مباشر إذا أصاب‬ ‫بضرر قد يكون مباشرا اذا أصاب الشخ‬
‫أو ذوي حقوقه‪ ،‬ألنه إذا مات مورثهم ينتقل إليهم حق مطالبة الناقل بالتعويض‬ ‫من يعولهم هذا الشخ‬
‫عن طريق الميراث الن المطالبة تدخل في الذمة المالية لمورثهم‪.2‬‬
‫لكن السؤال الذي يطرح في هذا المقام كيف ينصرف اثر عقد التامين لهذا الغير رغم انه ليس طرفا‬
‫فيه؟‬
‫الفرع الثاني‪ :‬أثار عقد التأمين من مسؤولية الناقل البحري بالنسبة للغير المتضرر‬
‫يبرم عقد التأمين بين المؤمن والناقل‪ ،‬وهذا الغير (سواءا شخصا طبيعيا أو معنويا ) ليس طرفا فيه‪،‬‬
‫ولم يبرم هذا العقد بنفسه وال نيابة عنه ولم تنصرف إرادته إلى االرتباط به‪ ،‬ومع ذلك نجد أن أثار هذا‬

‫‪1‬إ راجع المادة ‪01‬من القانون رقم ‪ 25/21‬المؤرخ في ‪ 01‬فبراير‪ 0221‬المتضمن قانون االجراءات المدنية واالدارية‪.‬‬
‫‪2‬إ راجع المادة ‪ 110‬فقرة ب وج من من األمر ‪ 12/01‬المؤرخ في‪01‬أكتوبر‪ 0501‬المعدل والمتمم بالقانون رقم ‪ 21/51‬المؤرخ‬
‫في ‪21‬جوان ‪ ،0551‬المتضمن القانون البحري ‪.‬‬
‫‪303‬‬
 ‫بلعباس حياة‬

‫العقد تنصرف إليه بمجرد تحقق الخطر المؤمن منه‪ ،‬وهذا أكدته المادة ‪ 001‬من القانون المدني في‬
‫نصها‪ ":‬ال يرتب العقد التزاما في ذمة الغير‪ ،‬ولكن يجوز أن يكسبه حقا"‪.‬‬
‫لذلك تضاربت اآلراء الفقهية حول هذه النقطة فيما اذا يعتبر مركز الغير في عقد تامين المسؤولية‬
‫من باب االشتراط لمصلحة الغير‪ ،‬أم يعتبر من الخلف عاما كان أم خاصا وهو ما سنحاول مناقشته فيما‬
‫يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬أثر عقد التأمين من المسؤولية العقدية للناقل البحري‬

‫كما سبق شرحه انه إذا سبب تنفيذ عقد النقل البحري ضررا بالبضائع أو األشخاص‪ ،‬فان الناقل‬
‫ملزم بتعويض المتضرر عن قيام مسؤوليته‪ ،‬رغم أن هذا المتضرر لم يكن طرفا في عقد التامين لكنه كان‬
‫طرفا في عقد النقل البحري‪ ،‬هذا ما يميز عقد التأمين من المسؤولية عن االشتراط لمصلحة الغير إذا نظرنا‬
‫إليه من زاوية عقد ‪،‬رغم اشتراكهما في عدة نقاط منها‪:‬‬
‫‪ -‬أن الناقل يتعاقد باسمه مع المؤمن على دفع أقساط معينة‪ ،‬مقابل التزام المؤمن بدفع تعويض للغير‬
‫المتضرر من تحقق الخطر المؤمن منه‪ ،‬حماية لذمته المالية شأنه شأن المتعاقد على التزامات يشترطها‬
‫من مفهوم المادة‬ ‫لمصلحة الغير إذا كانت له مصلحة شخصية مادية كانت أو معنوية‪ ،‬كما يستخل‬
‫‪ 001‬من القانون المدني والمادة ‪ 20‬من قانون التأمينات‪.‬‬
‫‪ -‬كما أن هذا الغير قد يكون شخصا طبيعيا أو معنويا غير معينا وقت إبرام عقد التامين لكنه يمكن‬
‫تعيينه في الوقت الذي ينتج فيه العقد أثره بتحقق الخطر وقيام مسؤولية الناقل البحري وهذا يشبه نظام‬
‫المادة ‪ 001‬من القانون المدني‪.‬‬ ‫االشتراط لمصلحة الغير كما تطرق إليه المشرع في ن‬
‫إال انه يختلف عنه في كون ان العالقة القانونية القائمة بين المستفيد والمشترط قد تكون تبرعا أو‬
‫معاوضة‪ ،‬أما في تامين مسؤولية الناقل البحري فهي دائما معاوضة بحيث يكون المؤمن له ملزما بدفع‬
‫‪1‬‬
‫تعويض للغير المتضرر‪.‬‬

‫‪1‬إ عبد الرزاق السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني ‪،‬ص‪.010‬‬

‫‪304‬‬
 ‫مركز الغير المتضرر من عقد تأمين مسؤولية الناقل البحري في التشريع الجزائري‬

‫كما أن تامين المسؤولية يمنع على الناقل اإلقرار بالمسؤولية بل يجب عليه دائما دفعها واتخاذ‬
‫جميع اإلجراءات الالزمة لذلك وكأنه غير مؤمن على مسؤوليته حسب المادة ‪ 11‬من قانون التأمينات‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫بينما االشتراط لمصلحة الغير فان المشترط يحق له المطالبة بتنفيذ ما اشترط لمصلحة المنتفع‪.‬‬
‫كما أن االشتراط لمصلحة الغير ينشئ حقا لصالح الغير دون المساس بالذمة المالية للمشترط‪،‬‬
‫بينما تامين مسؤولية الناقل البحري يهدف بالدرجة األولى إلى حماية الذمة المالية للناقل من رجوع الغير‬
‫عليه‪.‬‬
‫ثالث غير‬ ‫وعليه يمكن القول أن أثر عقد تامين المسؤولية العقدية للناقل البحري تمتد إلى شخ‬
‫مذكور في عقد التأمين لكنه طرف في عقد النقل البحري‪ .‬قد يكون مالكا للبضاعة المتضررة أو الشخ‬
‫المنقول على متن السفينة المتضرر في جسمه او ماله‪.‬‬
‫فهل هذا األثر يمس كذلك المتضرر من مسؤولية الناقل البحري التقصيرية رغم أنه ليس طرفا في‬
‫عقد النقل البحري؟‬
‫ثانيا‪ :‬أثر عقد التأمين من المسؤولية التقصيرية للناقل البحري‬
‫يمتد إليه اثر عقد تامين مسؤولية الناقل البحري‪ ،‬رغم انه ليس طرفا في عقد‬ ‫وهو كل شخ‬
‫النقل البحري‪ ،‬إنما استدعى ظهوره تنفيذ هذا العقد وتضرره منه ‪ ،‬و يلزم القانون الناقل بتعويضه عن الضرر‬
‫المادة ‪ 000‬من القانون المدني بقولها‪ ":‬كل فعل أيا كان يرتكبه‬ ‫الناشئ عن تقصيره أو إهماله عمال بن‬
‫بخطئه‪ ،‬ويسبب ضررا للغير يلزم من كان سببا في حدوثه بالتعويض"‪.‬‬ ‫الشخ‬
‫لذلك يجب التفريق بين نوعين من الضرر الذي يتعرض له هذا الشخ ‪ ،‬إما يكون على شخصه‬
‫وجسده‪ ،‬أو يكون على ماله وممتلكاته‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬إذا كان المضرور شخصا طبيعيا لكن الضرر الذي أصابه وقع على من يعوله‪ :‬فالحق‬
‫به عجزا أو أدى إلى وفاته ‪ ،‬فإن هذا النوع من الغير المتضرر يسمى الخلف العام‪ ،‬ألن خالفته العامة هي‬
‫استمرار العالقة القانونية التي نتجت عن سبب طبيعي وهو وفاة السلف المتعاقد مع الناقل أي الراكب‪،‬‬

‫‪1‬إ محمد عارف قاسم الشناق‪ ،‬االشتراط لمصلحة الغير‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬سنة ‪،0551‬جامعة القاهرة‪ ،‬ص ‪ 01‬ومابعدها‪.‬‬
‫‪305‬‬
 ‫بلعباس حياة‬

‫بحيث يخلفه في ذمته المالية كلها أو في جزء منها مع مراعاة القواعد المتعلقة بالميراث ‪،‬وهذا ما أكده‬
‫المادة ‪ 021‬من القانون المدني‪ ،‬باعتبار أن شخصية الخلف الوارث استمرارا لشخصية المورث‬ ‫فحوى ن‬
‫سلبا أو إيجابا وفق مقتضيات المادة ‪ 000‬من القانون المدني الفرنسي التي تعتبر الورثة الشرعيين والورثة‬
‫الطبيعيين والزوج الباقي على قيد الحياة مالكين بقوة القانون أموال المتوفي واسمه‪.‬‬
‫بمعنى أن هذا الخلف يحل محل سلفه بمطالبة الناقل بالتعويض عن الضرر الذي سببه لمورثهم‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬إذا كان الضرر الحقا بمال الشخص الطبيعي أو المعنوي األجنبي عن عقد النقل البحري‪:‬‬
‫عما لحقه من ضرر بممتلكاته‪ ،‬سواء جراء التصادم بين السفينة‬ ‫فإن الناقل ملزما بتعويض هذا الشخ‬
‫وجسم آخر أو أثناء عملية الشحن أو التفرير التي تؤدي إلى سقوط شيء على ممتلكات هذا الشخ ‪،‬‬
‫كما يمكن أن يقوم مقامه خلفه الخاص بالمطالبة بالتعويض عن هذه األضرار من الناقل البحري‪ ،‬كونه‬
‫تلقى من سلفه شيئا معينا بالذات أو حقا عينينا على هذا الشيء آو حقا شخصيا عليه‪ ،‬كما أقرته المادة‬
‫‪ 025‬من القانون المدني‪.‬‬
‫وعليه يتضح مما سبق أن اثر عقد تامين مسؤولية الناقل البحري يشمل الغير المتضرر من خطأ‬
‫الناقل سواءا كان طرفا في عقد النقل البحري أم كان أجنبيا عنه‪ ،‬ألن المغزى هو تغطية مسؤوليته وحماية‬
‫ذمته المالية‪.‬‬
‫إذا كان اثر العقد يمتد إلى أطراف ليسوا فيه ‪ ،‬فهل للقانون يد في ذلك ؟ وفي حالة اإليجاب‬
‫كيف عالج المشرع الجزائري سبل استيفاء الغير المتضرر لحقه في التعويض عن الضرر الذي أصابه جراء‬
‫قيام مسؤولية الناقل البحري؟‬
‫سنعالج هذين اإلشكالين المهمين من خالل ما يلي‪:‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬الحماية القانونية الممنوحة للغير المتضرر في عقد تامين مسؤولية الناقل‬
‫البحري‬
‫بعد التطور السريع الذي عرفته وسائل النقل البحري وكثرة الحوادث التي لحقت سواءا باألشخاص‬
‫أو بالبضائع جعلت القوانين المقارنة تعدل نصوصها‪ ،‬وتبحث عن وسيلة ناجعة لتغطية نفقات تعويض‬

‫‪306‬‬
 ‫مركز الغير المتضرر من عقد تأمين مسؤولية الناقل البحري في التشريع الجزائري‬

‫المتضررين‪ ،‬لذلك ألزمت مختلف التشريعات الدولية والداخلية الناقل البحري أن يؤمن على مسؤوليته‬
‫باعتبارها من أهم اآلثار المترتبة عن تنفيذ عقد النقل البحري‪ ،‬لمواجهة رجوع الغير المتضرر عليه‬
‫بالتعويضات‪.‬‬
‫فكيف كان تنظيم المشرع الجزائري لهذا المجال؟‬
‫المطلب األول‪ :‬تبني التشريعات لموضوع حماية الغير المتضرر من حوادث النقل البحري‬
‫لما شاع استعمال السفن على نطاق واسع في التجارة البحرية ‪،‬بادرت مختلف التشريعات إلى‬
‫استغالل نشاط النقل البحري‪ ،‬وباعتبار الجزائر تحظى بموقع استراتيجي هام بين الدول‬ ‫تنظيم كل ما يخ‬
‫نشاط النقل‬ ‫المطلة على البحر األبيض المتوسط‪ ،‬جعلها تغير من سياستها االقتصادية القانونية فيما يخ‬
‫البحري وما ينتج عنه من أثار‪ ،‬نظرا لتوسع خطوط النقل البحري مع توسع عمليات التبادل التجاري‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫ونظرا لحجم الدعاوى المرفوعة ضد الناقل البحري‪ ،‬خاصة وان الجزائر تحتكر قطاع النقل البحري‬
‫وال وجود لشركات نقل خاصة ماعدا تلك التي تمنحها امتياز خدمات النقل البحري‪ ، 2‬جعلت المشرع‬
‫يبحث عن وسيلة من شأنها حماية شركات النقل البحري من حجم التعويضات التي تهدد ذمتها المالية‪،‬‬
‫والتي قد تؤدي إلى إفالسها نظرا لكثرة المتضررين المطالبين بالتعويض‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬التنصيص القانوني الدولي على مركز الغير المتضرر من مسؤولية الناقل البحري‬
‫لعل ما نعنيه بهذا العنوان هو التشريعات واالتفاقيات الدولية‪ ،‬التي نظمت مسؤولية الناقل البحري‬
‫وضبطت أحكامها وأسسها والتي انضمت إليها الجزائر‪ ،‬ونذكر من أهمها معاهدة بروكسل المنعقدة سنة‬
‫‪ 0500‬الخاصة بنقل البضائع وتوحيد سندات الشحن‪،‬التي منحت للغير المتضرر حقا في مطالبة الناقل‬

‫‪1‬إ المرسوم رقم‪ 12/15‬مؤرخ في‪ 20‬جوان‪، 0515‬المتضمن احتكار النقل بالمواعين والصيانة بالموانئ الجزائرية والنقل البحري‬
‫وايجار السفن‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪.11‬‬
‫راجع كذلك‪:‬‬
‫‪Boukhatmi Fatima, Privasion du transport maritime en Algérie-troisieme essai, Revue le‬‬
‫‪Phare,N°12,2008,P15.‬‬
‫‪2‬إ بخوش رشيدة‪ ،‬عقد شحن وتفرير البضائع في الميناء‪ ،‬مذكرة تخرج المدرسة العليا للقضاء‪ ،‬سنة ‪،0225/0221‬ص ‪.0‬‬
‫‪307‬‬
 ‫بلعباس حياة‬

‫المسؤول عن هالك بضاعته أو تلفها أو عدم تنفيذ عقد النقل البحري أو التأخير في تسليمها بدفع تعويض‬
‫مالئم لحجم الضرر ‪.‬‬
‫كما أن معاهدة بروكسل لسنة ‪ 0510‬المنظمة لنقل المسافرين‪ ،‬خولت لألشخاص المنقولين بحرا‬
‫حقا في التعويض عن الضرر الذي تسبب فيه الناقل البحري‪ ،‬نتيجة عدم تنفيذ عقد النقل كلية أو التعديل‬
‫الجوهري لظروف السفر أو وفاة المسافر أو إصابته أو بسبب التأخير في تنفيذ عقد النقل البحري‪ .‬دون‬
‫أن ننسى الدور الذي لعبته معاهدة بروكسل لسنة ‪ 0502‬و‪ 0501‬المنظمتين لحوادث التصادم البحري‬
‫والتعويضات المقررة للمتضرر منها‪.‬‬
‫وباعتبار الجزائر من الدول المتعاقدة فكيف كان موقف المشرع من مكانة المتضرر من مسؤولية‬
‫الناقل البحري؟‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬إلزامية التأمين على مسؤولية الناقل البحري في التشريع الجزائري‬
‫كان التشريع الجزائري مسايرا ألحكام هذه المعاهدة في الكثير من نصوص القانون البحري‪ ،‬خاصة‬
‫فيما يتعلق بمسؤولية الناقل البحري عن البضائع في المواد من ‪ 120‬إلى ‪ ،101‬أو ما تعلق بمسؤوليته عن‬
‫على دعاوى التعويض التي يمكن للمضرور مباشرتها‪.‬‬ ‫المسافرين من ‪ 100‬إلى ‪ 112‬منه ‪ ،‬كما ن‬
‫على ذلك غير كافي لتوفير حماية قانونية للمتضرر‪ ،‬فقام المشرع بإلزام الناقل‬ ‫إال أن التنصي‬
‫البحري على اكتتاب عقد تأمين على مسؤوليته المدنية اتجاه المتضررين منها‪ .‬وهذا راجع إلى حجم‬
‫النشاط الذي تحتويه عملية النقل البحري وحجم االستثمار الذي يغامر به في عرض البحر نتيجة االلتزام‬
‫الذي يبادله ألصحاب البضائع المشحونة على سفينته أو المسافرين‪.‬‬
‫وخاصية اإللزام تضمنتها المادة ‪ 051‬من األمر ‪ 20/51‬في الفصل الثاني من الكتاب الثاني تحت‬
‫عنوان التأمينات اإللزامية‪ ،‬و التي تفرض على كل ناقل بحري التأمين على مسؤوليته المدنية تجاه األشخاص‬
‫واتجاه البضائع المنقولة واتجاه الغير‪ ،‬عن األضرار الجسمانية والمادية والمعنوية المتسبب فيها نتيجة‬
‫استغالل نشاط النقل‪ .‬ألن هدف التامين اإلجباري هو ضمان حق المضرور في الحصول على التعويض‪.‬‬
‫فكيف خول المشرع لهذا المتضرر طريقة المطالبة بحقه من الناقل البحري؟‬

‫‪308‬‬
 ‫مركز الغير المتضرر من عقد تأمين مسؤولية الناقل البحري في التشريع الجزائري‬

‫المطلب الثاني‪ :‬دعوى مطالبة المتضرر من مسؤولية الناقل البحري بالتعويض‬

‫المتضرر وبين المؤمن له (الناقل البحري) نتيجة تحقق‬ ‫تنشا عالقة قانونية مباشرة بين الشخ‬
‫المادة ‪ 001‬من األمر ‪ ،20/51‬والذي يمكنه من مطالبته مباشرة بتعويضه‬ ‫مسؤوليته المدنية عمال بن‬
‫عن الضرر الذي أصابه‪ ،‬لكن عالقته بالمؤمن هي عالقة غير مباشرة ألنه ليس طرفا في عقد تامين مسؤولية‬
‫الناقل البحري من جهة ‪ ،‬ومن جهة أخرى لم يتسبب المؤمن في وقوع الفعل المنشئ للمسؤولية‪ ،‬فال يمكن‬
‫مطالبة المؤمن بتعويضه عن الضرر الذي أصابه إال عن طريق دعوى غير مباشرة‪ .‬لكن هذه الدعوى ال‬
‫تعطي المتضرر حق امتياز على غيره من الدائنين الذين يزاحمونه‪.‬‬
‫فهل منح المشرع وسيلة للمتضرر الستيفاء التعويض المستحق له متقدما عن غيره من الدائنين؟‬
‫الفرع األول‪ :‬كيفية ممارسة الدعوى المباشرة من المتضرر ضد المؤمن في القانون الجزائري‬
‫إن الدعوى المباشرة هي دعوى المسؤولية التي يرفعها المتضرر ضد المؤمن للمطالبة بالتعويض‬
‫لتحقق مسؤولية الناقل البحري ‪،‬وبالرجوع إلى القانون المدني الجزائري ال نجد نصا يمنح المتضرر ممارسة‬
‫صراحة من خالل المادة ‪ 001‬من األمر ‪ 20/51‬المتضمن قانون‬ ‫دعوى مباشرة ضد المؤمن ‪ ،‬لكنه ن‬
‫التأمينات أن المؤمن ال ينفذ التزامه بدفع مبلر التأمين المستحق كله أو جزءا منه إال للمتضرر مادام أنه لم‬
‫يستوفي حقه في التعويض من المؤمن له (الناقل البحري) ‪.‬‬
‫المادة يوحي بأن المتضرر أو من يخلفه هو وحده صاحب الحق في مطالبة المؤمن‬ ‫ولعل ن‬
‫مباشرة بالتعويض عند تحقق الخطر المؤمن منه ‪ ،‬ويشترط في ممارسة الدعوى المباشرة الشروط التالية‪:‬‬
‫_ يجب أوال أن تنعقد مسؤولية الناقل البحري المدنية اتجاه الغير المتضرر‬
‫_ أن يكون المتضرر طرفا أجنبيا عن عقد تأمين مسؤولية الناقل البحري‪.‬‬
‫_ يجب أن تتم مطالبة الناقل بمبلر التعويض قبل اللجوء إلى مطالبة المؤمن وديا أو قضائيا‪ ،‬أي‬
‫عدم حصول المتضرر على تعويض عن الضرر الالحق به من المؤمن له الناقل البحري‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬ضمانات الدعوى المباشرة المخولة للمتضرر في مواجهة المؤمن‬

‫‪309‬‬
 ‫بلعباس حياة‬

‫إذا قامت مسؤولية الناقل البحري وتحقق الخطر المؤمن منه‪ ،‬يسعى المتضرر إلى إثبات التزام‬
‫المؤمن اتجاه الناقل بموجب عقد التامين لرفع دعوى المسؤولية ضده لمطالبته بالتعويض ‪ ،‬وبالتالي يتحدد‬
‫حقه هذا بحدود التزامات الناقل في عقد التامين وفق مقتضيات المادة ‪ 012‬من األمر‪ ،20/51‬وال‬
‫يمكن أن يطالب بحق يزيد عن حقوق المؤمن له اتجاه المؤمن الذي يعتبر مدينا للناقل ال للشخ‬
‫المضرور‪.‬‬
‫ومن هنا يجدر القول أن المؤمن له حق التمسك بكل الدفوع في مواجه المتضرر التي يجوز‬
‫التمسك بها اتجاه المؤمن له قبل نشوء الحادث‪ ،1‬ومن هذه الدفوع السابقة لنشوء حق المتضرر نجد‬
‫الدفع ببطالن عقد التامين ‪ ،‬أو الدفع بالفسخ بسبب التأخير في سداد قسط التامين ‪ ،‬الدفع بإنقاص مبلر‬
‫التامين بسبب إخالل الناقل بالتزاماته المتعلقة بالخطر‪ ،‬الدفع بالتقادم وغيرها من الدفوع‪.‬‬
‫غير أن تقرير المشرع إللزامية التامين على مسؤولية الناقل البحري حال دون ذلك‪ ،‬ألنه يسعى إلى‬
‫توفير حماية فعالة للمتضرر‪ ،‬من خالل إقرار مبدأ عدم جواز احتجاج المؤمن على المضرور بالدفوع التي‬
‫يتمسك بها‪ ،‬اتجاه الناقل البحري بمجرد تحقق الخطر المؤمن منه‪ ،‬ونشوء حق المتضرر في التعويض‪،‬‬
‫ويمنع على المؤمن التمسك بها كما يمنع تواطؤه مع الناقل البحري من اجل اإلضرار بحقوق المتضرر‪،‬‬
‫وهذا تكريسا لمبدأ ضمان حق المضرور في الحصول على التعويض‪ ،‬وهي الغاية التي ينشدها المشرع من‬
‫وراء فرض إجبارية التامين على مسؤولية الناقل البحري‪.‬‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫توصلنا من خالل هذا الطرح إلى أن المشرع الجزائري ‪،‬على غرار باقي التشريعات الدولية والمقارنة‬
‫تبنى حتمية تأمين الناقل البحري على مسؤوليته المدنية‪ ،‬اتجاه البضائع والمسافرين المنقولين على متن‬
‫سفينته‪ ،‬وكذا اتجاه الغير المتضرر من خالل نصوص األمر ‪ 20/51‬المتضمن قانون التأمينات‪.‬‬
‫إال انه لم يعطي هذه الفئة نفس األهمية التي منحها للمتضرر من حوادث السيارات‪ ،‬بموجب األمر‬
‫رقم ‪ 01/00‬المعدل والمتمم بالقانون ‪ 10/11‬المتعلق بإلزامية التأمين على السيارات وبنظام التعويض‬

‫‪1‬إ عبد الرزاق السنهوري ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.0151‬‬

‫‪310‬‬
 ‫مركز الغير المتضرر من عقد تأمين مسؤولية الناقل البحري في التشريع الجزائري‬

‫عن حوادث المرور‪ ،1‬والذي خصه بمراسيم تطبيقية كالمرسوم ‪ 212/10‬المحدد لشروط تطبيق المادة‬
‫‪3‬‬
‫‪ 20‬من األمر ‪ ، 01/00‬والمتعلقة بوثائق إلزامية التامين‪ ،‬وأحوال سقوط الضمان‪ ،‬وكذا المرسوم ‪12/11‬‬
‫المحدد لشروط تطبيق المادة ‪ 05‬من ذات األمر والمتعلقة بالتعويض عن األضرار الجسمانية وغيرها‪.‬‬
‫مما يفهم أن المشرع ترك مسألة حل منازعات مسؤولية الناقل البحري وقضايا التعويض المرفوعة‬
‫من المتضرر ضد شركات التأمين إلى اختصاص القاضي المعروض عليه النزاع‪ ،‬عمال بنصوص القانون‬
‫البحري وبضعة مواد من قانون التأمينات‪ ،‬خاصة وان دور الفقه في هذا الجانب شبه منعدم‪ ،‬عكس ما‬
‫تطرق إليه المشرع المصري واألردني و الفلسطيني في أسس ممارسة المتضرر للدعوى المباشرة في قوانينهم‬
‫الداخلية‪.4‬‬
‫قائمة المراجع‪:‬‬
‫المؤلفات‪:‬‬
‫‪ .0‬بهاء بهيج شكري‪ ،‬التامين في التطبيق والقانون والقضاء‪ ،‬الجزء االول نظام التأمين دار الثقافة‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬سنة ‪.0220‬‬
‫‪ .0‬ريواز فائق حسين‪،‬عقود التامين من المسؤولية وضمان االستثمار في ضوء قاعدة نسبية أثر‬
‫العقد(دراسة مقارنة)‪،‬المكتب الجامعي الحديث‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬الطبعة االولى‪ ،‬أغسطس ‪.0201‬‬
‫‪ .1‬سعيد مقدم‪،‬التامين والمسؤولية المدنية‪،،‬كليك للنشر‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬سنة ‪.0221‬‬

‫‪ .1‬االمر رقم ‪ 00/01‬المؤرخ في ‪ 12‬يناير ‪،0500‬ج‪.‬ر عدد‪ 01‬سنة ‪،0500‬المعدل والمتمم بالقانون رقم ‪ 11/10‬المؤرخ في‬
‫‪ 05‬جويلية ‪،0511‬ج ر عدد ‪ 05‬لسنة ‪ ،0511‬المتعلق بإلزامية التامين على السيارات وبنظام التعويض عن حوادث المرور‪.‬‬
‫‪ .2‬المرسوم التنظيمي رقم ‪ 12/10‬المؤرخ في ‪ 01‬فبراير ‪،0512‬جر العدد ‪ 21‬المؤرخة في‪،0512/20/05‬المحدد لشروط‬
‫تطبيق المادة ‪ 20‬من االمر ‪ 00/01‬المتعلق بإلزامية التامين واحوال سقوط الضمان‪ ،‬وشروط المرور الدولي‪.‬‬
‫‪ .3‬المرسوم رقم ‪ 12/11‬المؤرخ في ‪ 01‬فبراير ‪،0512‬ج ر العدد ‪ 21‬المؤرخة في ‪،0512/20/05‬المحدد لشروط التطبيق‬
‫الخاصة باجراءات التحقيق في االضرار ومعاينتها‪ ،‬التي تتعلق بالمادة ‪ 05‬من االمر ‪ 00/01‬المتعلق بإلزامية التأمين على السيارات‬
‫وبنظام التعويض عن االضرار‪.‬‬
‫‪.4‬موسى جميل النعيمات‪ ،‬النظرية العامة للتأمين من المسؤولية المدنية "دراسة مقارنة"‪ ،‬الطبعة االولى‪ ،‬دار الثقافة للنشر‬
‫والتوزيع‪،‬االردن‪.0221،‬‬
‫‪311‬‬
 ‫بلعباس حياة‬

‫‪ .0‬عبد الحميد مرسي عنبر في كتابه شركات النقل البحري(شركة المالحة البحرية)‪ .‬مصر‪ :‬دار‬
‫الكتاب المصرية‪ ،‬سنة ‪.0200‬‬
‫‪ .1‬عبد الرزاق السنهوري ‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني‪،‬عقود التامين والغرر‪ ،‬المجلد السابع‪،‬‬
‫الجزء الثاني‪ ،‬دار احياء التراث العربي‪ ،‬بيروت‪،‬طبعة ثالثة‪.0200،‬‬
‫‪ .1‬عبد القادر العطير‪ ،‬التأمين البري في التشريع‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار الثقافة للنشر‬
‫والتوزيع‪،‬األردن‪،0221،‬طبعة اولى‪.‬‬
‫‪ .0‬محمد زهدور‪ ،‬المسؤولية عن فعل االشياء غير الحية ومسؤولية مالك السفينة في القانون البحري‬
‫الجزائري‪ ،‬دار الحداثة‪،‬طبعة اولى‪،‬سنة ‪.0552‬‬
‫‪ .1‬موسى جميل النعيمات‪،‬التظرية العامة للتأمين من المسؤولية المدنية"دراسة مقارنة"‪،‬الطبعة‬
‫االولى‪،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪،‬االردن‪.0221،‬‬
‫‪ -‬المؤلفات باللغة االجنبية‬
‫‪1. Agnés Pimbert,L’essentiel du Droit des assurances,2èm édition, Gualino,‬‬
‫‪Paris,2014-2015.‬‬
‫‪2. Ghestin,Genevieve Viney et Patrice Jourdain,Traité de Droit Civil,les effets‬‬
‫‪de la responsabilité,Jaques L.G.D.J,2eme édition,1989.‬‬
‫‪3. Hardy Ivamy, Chalmeres marine Insurance Act 1906,London‬‬
‫‪butterworth,10TH edition,1971.‬‬
‫‪4. Hubert Groutel,Droit des assurances (les mémontos DALLOZ),13èm‬‬
‫‪édition, DALLOZ, Paris, 2015.‬‬
‫األطروحات‪:‬‬
‫‪ .0‬بخوش رشيدة‪ ،‬عقد شحن وتفرير البضائع في الميناء‪ ،‬مذكرة تخرج المدرسة العليا للقضاء‪،‬‬
‫سنة ‪.0225/0221‬‬
‫‪ .0‬بلسبط سمية‪ ،‬عقد امتياز خدمات النقل البحري‪ -‬مذكرة لنيل شهادة الماجيستار في القانون‬
‫قانون بحري والنشاطات المينائية‪ -‬كلية الحقوق بجامعة وهران‪ ،‬سنة‬ ‫الخاص تخص‬
‫‪.0201/0200‬‬

‫‪312‬‬
 ‫مركز الغير المتضرر من عقد تأمين مسؤولية الناقل البحري في التشريع الجزائري‬

‫‪ .1‬محمد عارف قاسم الشناق‪،‬االشتراط لمصلحة الغير‪ ،‬رسالة دكتوراه‪،‬سنة ‪،0551‬جامعة القاهرة‪.‬‬
‫‪4. Mohamed Belebna,le contrat d’assurance maritime en droit‬‬
‫‪algérien et en droit francais,these de doctorat en droit de‬‬
‫‪l’université Panthéon-Assas Paris 2,volume1,bibliotheque‬‬
‫‪CUJAS,fevrier 1995.‬‬
‫المقاالت‪:‬‬
‫‪1. Boukhatmi Fatima,Privasion du transport maritime en Algérie-troisieme‬‬
‫‪essai,Revue le Phare,N°12,2008.‬‬

‫القوانين والمراسيم ‪:‬‬

‫‪ .0‬األمر‪ 11/01‬المعدل والمتمم بالقانون رقم ‪ 21/20‬المؤرخ في ‪ 01‬مايو ‪ ،0220‬ج ر عدد ‪10‬‬
‫المتضمن القانون المدني‬
‫‪ .0‬األمر ‪ 12/01‬المؤرخ في‪01‬أكتوبر‪ 0501‬المعدل والمتمم بالقانون رقم ‪ 21/51‬المؤرخ في‬
‫‪21‬جوان ‪ ،0551‬المتضمن القانون البحري ‪.‬‬
‫‪ .1‬األمر رقم ‪ 20/51‬المؤرخ في ‪ 01‬يناير ‪، 0551‬جريدة رسمية عدد ‪ 01‬مؤرخة في‬
‫‪ ،0551/21/21‬المعدل والمتمم‬
‫‪ .0‬بالقانون رقم ‪ 20/21‬المؤرخ في ‪02‬فبراير‪ ، 0221‬جريدة رسمية عدد ‪ 01‬مؤرخة في‬
‫‪ ،0221/21/00‬المتضمن قانون التأمينات ‪.‬‬
‫‪ .1‬القانون رقم ‪ 25/21‬المؤرخ في ‪ 01‬فبراير‪ ،0221‬جريدة رسمية عدد‪ 00‬مؤرخة في‬
‫‪ ،0221/20/1‬المتضمن قانون االجراءات المدنية واالدارية‪.‬‬
‫‪ .1‬المرسوم التنظيمي رقم ‪ 015/11‬المؤرخ في ‪ 0511/00/10‬المتضمن انشاء الشركة الوطنية‬
‫للمالحة البحرية‪ ،‬ج ر ‪.21‬‬

‫‪313‬‬
 ‫بلعباس حياة‬

‫‪ .0‬المرسوم رقم‪ 12/15‬مؤرخ في‪ 20‬جوان‪،0515‬المتضمن احتكار النقل بالمواعين والصيانة بالموانئ‬
‫الجزائرية والنقل البحري وايجار السفن‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪.11‬‬
‫‪ .1‬المرسوم التنظيمي قم ‪ 12/000‬المؤرخ في ‪ 0510/20/20‬المتضمن اعادة هيكلة المؤسسات‬
‫العمومية‪ ،‬ج ر ‪.00‬‬
‫‪ .5‬المرسوم التنظيمي رقم ‪ 005/10‬المؤرخ ‪ ،0510/21/00‬المتضمن تعديل القانون االساسي‬
‫لشركة الوطنية للنقل البحري‪ ،‬ج ر ‪.11‬‬
‫‪ .02‬المرسوم التنظيمي رقم ‪ 010/10‬المؤرخ في ‪ 0510/21/00‬المتضمن انشاء الشركة الوطنية‬
‫للمحروقات والمواد الكيماوية‪ ،‬ج ر ‪.11‬‬
‫‪ .00‬المرسوم التنظيمي رقم ‪ 010/10‬المؤرخ في ‪ 0510/20/00‬المتضمن تعديل القانون االساسي‬
‫للشركة الوطنية للمالحة البحرية‪ ،‬جر ‪.05‬‬
‫‪ .00‬المرسوم التنظيمي رقم ‪ 011/10‬المؤرخ في ‪ 0510/20/00‬المتضمن انشاء الشركة الوطنية‬
‫لنقل المسافرين‪ ،‬ج ر ‪.05‬‬
‫‪ .01‬المرسوم التنظيمي رقم ‪ 011/10‬المؤرخ في ‪ 0510/20/00‬المتضمن انشاء الشركة الوطنية‬
‫للخدمات البحرية واالعمال المتعلقة بالنقل‪ ،‬ج ر ‪.05‬‬
‫‪ .00‬االمر رقم ‪ 00/01‬المؤرخ في ‪ 12‬يناير ‪،0500‬ج‪.‬ر عدد‪ 01‬سنة ‪،0500‬المعدل والمتمم‬
‫بالقانون رقم ‪ 11/10‬المؤرخ في ‪ 05‬جويلية ‪،0511‬ج ر عدد ‪ 05‬لسنة ‪ ،0511‬المتعلق بإلزاميه‬
‫التامين على السيارات وبنظام التعويض عن حوادث المرور‪.‬‬
‫‪ .01‬المرسوم التنظيمي رقم ‪ 12/10‬المؤرخ في ‪ 01‬فبراير ‪،0512‬جر العدد ‪ 21‬المؤرخة‬
‫في‪،0512/20/05‬المحدد لشروط تطبيق المادة ‪ 20‬من االمر ‪ 00/01‬المتعلق بإلزامية التامين‬
‫واحوال سقوط الضمان‪ ،‬وشروط المرور الدولي‪.‬‬
‫‪ .01‬المرسوم رقم ‪ 12/11‬المؤرخ في ‪ 01‬فبراير ‪،0512‬ج ر العدد ‪ 21‬المؤرخة في‬
‫‪،0512/20/05‬المحدد لشروط التطبيق الخاصة بإجراءات التحقيق في االضرار ومعاينتها‪ ،‬التي‬

‫‪314‬‬
 ‫مركز الغير المتضرر من عقد تأمين مسؤولية الناقل البحري في التشريع الجزائري‬

‫ المتعلق بالزامبية التأمين على السيارات وبنظام التعويض عن‬00/01 ‫ من االمر‬05 ‫تتعلق بالمادة‬
.‫االضرار‬
:‫مواقع االنترنيت‬
https:// www.cnangroup.com,consulté le 27/09/2019
https:// ar.m.wikipedia.org, consulté le 27/09/2019
Naïli Mohamed, transport, logistique et développement agroalimentaire en
Algérie, 2014, disponible sur :
ciheam.org/images/CIHEAM/PDFs/Publications/Mediterra/.../mediterra_chap19.p
df
. Setti M’hammed, Mohamed-Cherif Fatima-Zohra, Ducruet César, les ports
algériens dans la mondialisation : la fin du paradoxe, 2011, disponible sur :
https://mediterranee.revues.org/5410.
Article de Riad, Algerie-transport maritim : Le groupe CNAN sera dissous,
journal Réflexion, le 23/12/2016, disponible sur :
http://www.reflexiondz.net »ALG.

315