You are on page 1of 13

2020 /06/ 16 / 03 ‫ ع‬09 ‫ المجلد‬/02‫ ج وهران‬/ )Journal of Social and Human Science Studies( ‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية‬

ISNN: 2253-0592 EISSN: 2588-199X / Prefix: 10.46315

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫المجتمع المدني ودوره في حماية البيئة‬
‫في الجزائر جمعيات حماية البيئة أنموذجا‬
Civil Society and Its Role in the Protection of the Environment in
Algeria- Societies of Environmental Protection as a Model
‫ كلية العلوم السياسية‬،‫ تنظيمات إدارية‬:‫مختبر‬ ‫علوم‬ Doc: Baaliousaid Bahmed ‫ باعلي واسعيد باحمد‬:‫ط‬
.03 ‫ جامعة الجزائر‬،‫سياسية والعالقات الدولية‬ bahmedabs@gmail.com
‫ كلية العلوم السياسية‬،‫ تنظيمات إدارية‬:‫مختبر‬ ‫علوم‬ Dr. Salmi Laifa ‫ ساملي العيفة‬.‫ د‬:‫املشرف‬
.03 ‫ جامعة الجزائر‬،‫سياسية والعالقات الدولية‬
DOI : 10.46315/1714-009-003-015
2020/06/16 :‫ النشر‬2020/04/21 :‫القبول‬ 2019/09/28 :‫اإلرسال‬

)‫ (عربية‬:‫ملخص‬
‫تعد قضية البيئة واملحافظة عليها وحمايتها من القضايا التي تفرض نفسها على املجتمع الدولي ويعود ذلك‬ ّ
‫ مما يفرض على الحكومات‬،‫إلى ظهور مشكالت بيئية مختلفة تهدد الحياة الشرية بصفة خاصة والكون بصفة عامة‬
‫ وفي هذا اإلطار تزايد دور الجمعيات البيئية وغيرها من‬،‫ومؤسسات املجتمع املدني ضرورة القيام بثورة بيئية عاجلة‬
‫املنظمات وأصبحت تساهم بدور أساس ي في توسيع النقاش البيئي لإلشعار بالخطار التي تهدد البيئة ونشر الوعي‬
‫ وتقوم الجزائر بمجهودات كبيرة في هذا املجال إال أنها غير كافية في ظل زيادة املشكالت البيئية وتفش ي‬،‫البيئي‬
‫ ومن هذا املنطلق تهدف هذه الدراسة الوصفية التحليلية إلى‬،‫السلوكيات املضرة بالبيئة من طرف املواطنين‬
.‫مناقشة دور مؤسسات املجتمع املدني من خالل جمعيات حماية البيئة في حماية البيئة في الجزائر‬
.‫ مؤسسات؛ املجتمع املدني؛ جمعيات حماية البيئة؛ البيئة‬:‫كلمات مفتاحية‬
Abstract: (English)
The issue of the environment, its preservation and protection is one of the issues that implicate the
international community. This is due to the emergence of various environmental problems that threaten
human life specifically, and the universe generally, which imposes on governments and civil society
institutions an urgent environmental revolution. In this vein, the role of environment associations and other
organizations has increased and become so important in expanding the environmental debate for raising
awareness of the threats that face the environment. Algeria is making a great effort in this area, but it is not
sufficient with the increasing of environmental problems and the spread of harmful behaviors on the
environment by the citizens. From this perspective, this analytical-descriptive study aims at discussing the role
of civil society institutions in the protection of the environment in Algeria through associations of
environment.
Keywords : civil society ; organizations‫ و‬environment protection associations, environment.

213
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية (‪ / )Journal of Social and Human Science Studies‬ج وهران‪ /02‬المجلد ‪ 09‬ع ‪2020 /06/ 16 / 03‬‬
‫‪ISNN: 2253-0592 EISSN: 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -1‬مقدمة‪:‬‬
‫لقد كان من املعروف في مجتمعاتنا‪ ،‬أن مسؤولية تسيير شؤون الدولة والعمل على‬
‫تحقيق رفاهية املجتمع وتنميته هي من اختصاص الدولة‪ ،‬لكن نتيجة املستجدات املفروضة جراء‬
‫التطورات والتحوالت التي شهدتها كافة الجوانب الحياتية‪ ،‬أدى إلى بروز فواعل جديدة ال تقل‬
‫أهميتها عن أهمية الدولة ملا ثبت من نجاعتها في تسيير شؤون املواطنين و تلبية حاجاتهم‪ ،‬ومن هنا‬
‫نسجل أهمية املجتمع املدني في تحقيق التنمية الشاملة‪ ،‬ومن أهم املجاالت التي يساهم فيها‬
‫املجتمع املدني مساهمة فعالة هو مجال البيئة‪ ،‬ويتجلى ذلك من خالل إدراك مؤسسات املجتمع‬
‫املدني والحكومات على استحالة حماية البيئة بشكل فردي وأن قضايا البيئة قضايا مجتمعية ال‬
‫تنحصر في سن القوانين بل تتطلب تضافر جهود الفراد والجماعات والجمعيات على كافة‬
‫املستويات للعمل على مواجهة املشكالت البيئية من خالل نشر الوعي البيئي باعتبار أن سلوكياتهم‬
‫تجاه البيئة تكون في الغالب نابعة من نقص الوعي لدى الفرد وجهله بالعالقة التي تربط بينه وبين‬
‫بيئته‪.‬‬
‫وقد سجلت قضايا حماية البيئة والدفاع عن مقومات استدامتها باعتبارها اإلطار‬
‫الساس ي واملشترك لحياة الجيال املتعاقبة بروزها املتصاعد خالل العقود الخيرة كأحد أكثر‬
‫املواضيع التي أثارت قلق وانشغال املجتمعات اإلنسانية املعاصرة وذلك بفعل ما شهدته نظمها‬
‫وعناصرها الحيوية من تدهور وتردي غير مسبوق وعبر مناطق عدة من العالم‪ ،‬وأمام خطورة هذا‬
‫الوضع البيئي وما ترتب عليه من تداعيات ونتائج وخيمة على سالمة النظم واملوارد الطبيعية‪،‬‬
‫احتدت النقاشات والتساؤالت املتعددة الجوانب حول مسببات الظاهرة ودوافعها ومدى قدرة‬
‫اإلنسان املعاصر على مواجهتها والتحكم في آثارها‪ ،‬ومن ثم قدرته على ضمان ديمومة اإلطار‬
‫الحيوي املشترك لبقاء املجتمعات اإلنسانية بأجيالها الحاضرة والالحقة‪.‬‬
‫والجزائر ليست بمعزل عن املشكالت البيئية املوجودة سواء على املستوى العاملي أو على‬
‫مستوى حدودها الجغرافية‪ ،‬فهي تعاني من هذه املشكالت البيئية كالتصحر والتلوث وتراجع‬
‫نسبة الغطاء النباتي‪ ،‬تغير املناخ والجفاف‪ ،‬ولعل أبرز املشاكل ما شهدته بعض املناطق من‬
‫الجزائر في اآلونة الخيرة من فيضانات وحرائق‪ ،‬حيث أتلفت آالف الهكتارات من الغابات‪ ،‬ناهيك‬
‫ُ‬
‫عن مختلف السلوكيات والتصرفات التي يقوم بها املواطن تجاه بيئته مثل رمي النفايات بطريقة‬
‫عشوائية في املحيط العام أو تقطيع الشجار وغيرها من املظاهر التي توحي بغياب الوعي البيئي‬
‫ونقص الرقابة واملتابعة‪ ،‬وكل هذا يدفع إلى ضرورة تكاتف الجهود والتنسيق الفعال بين الحكومة‬
‫واملجتمع املدني من أجل تحقيق تنمية بيئية مستدامة‪.‬‬

‫‪214‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية (‪ / )Journal of Social and Human Science Studies‬ج وهران‪ /02‬المجلد ‪ 09‬ع ‪2020 /06/ 16 / 03‬‬
‫‪ISNN: 2253-0592 EISSN: 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وانطالقا مما سبق حاولنا أن تكون هذه الدراسة حول أهمية املجتمع املدني من خالل‬
‫الجمعيات البيئية ودورها في حماية البيئة واملحافظة عليها‪ ،‬وعليه نطرح اإلشكالية الرئيسة التالية‪:‬‬
‫كيف يمكن ملؤسسات املجتمع املدني من خالل جمعيات البيئة أن تساهم في حماية البيئة‬
‫واملحافظة عليها في الجزائر؟‬
‫منهجية الدراسة‪:‬‬
‫اعتمدت هذه الدراسة على املنهج الوصفي التحليلي في جمع املعلومات املتعلقة بالظاهرة‬
‫محل البحث‪ ،‬وتحديد مفهومها ومستوياتها املختلفة‪ ،‬مع االستعانة باملنهج التاريخي لتتبع التطور‬
‫التاريخي لهم املفاهيم الواردة في الدراسة والتطورات التي لحقتها والعوامل التي يمكن افتراضها‬
‫خلف تلك التطورات باإلضافة إلى تتبع مسار نشأة املجتمع املدني في الجزائر‪ ،‬باإلضافة إلى املنهج‬
‫املقارن باعتبار املقارنة جوهر املنهج العلمي‪ ،‬فمقارنة تجارب املجتمع املدني الجزائري بتجارب‬
‫المم الخرى يعمق من رؤيتنا ملؤسساتنا ويتيح لنا تفحص سياسات املجتمعات الخرى ورؤية أوسع‬
‫للبدائل ويلقي الضوء على فضائل مجتمعنا وعيوبه‪.‬‬
‫الفرضيات‪:‬‬
‫‪ -‬يساهم املجتمع املدني بقوة في حماية البيئة باعتباره شريكا أساسيا وضروريا‪.‬‬
‫‪ -‬يعتبر املجتمع املدني الجزائري فتيا وحديث النشأة‪.‬‬
‫‪ -‬تواجه جمعيات حماية البيئة صعوبات تحد وتعرقل أداء مهامها في مجال حماية البيئة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مفهوم املجتمع املدني والبيئة‬


‫انطالقا من طبيعة املوضوع واملفاهيم التي يتضمنها التي ال تزال محل دراسة وبحث بين‬
‫املفكرين والباحثين‪ ،‬ونخص بالذكر مفهومي املجتمع املدني والبيئة‪ ،‬هذين املفهومين اللذين‬
‫تقوم عليهما هذه الدراسة‪ ،‬ومن خالل هذا املبحث سوف نتطرق إلى تعريف املجتمع املدني في‬
‫املطلب الول بينما نعرف البيئة في املطلب الثاني‪.‬‬
‫‪ -1‬مفهوم املجتمع املدني‬
‫نعتمد هنا على التعريف الذي وضعته املوسوعة العربية للمجتمع املدني إذ عرفته بأنه‪":‬‬
‫مجموعة التنظيمات التطوعية املستقلة ذاتيا‪ ،‬التي تمأل املجال العام بين السرة والدولة‪ ،‬وهي غـير‬
‫ربحية‪ ،‬تسعى إلى تحقيق منافع أو مصالح للمجتمع ككل‪ ،‬أو بعض فئاته املهمشة؛ لتحقـيق مصـالح‬
‫َ‬
‫أفرادها‪ ،‬ملتزمة بقيم ومعايير االحترام والتراض ي‪ ،‬واإلدارة السلمية لالختالفات والتسـامح‪ ،‬وقبول‬
‫اآلخر" (قنديل‪ ،‬أ‪ ،2008 ،‬ص‪.)64‬‬

‫‪215‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية (‪ / )Journal of Social and Human Science Studies‬ج وهران‪ /02‬المجلد ‪ 09‬ع ‪2020 /06/ 16 / 03‬‬
‫‪ISNN: 2253-0592 EISSN: 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وبما أننا اعتمدنا في دراستنا على الجمعيات كعينة للمجتمع املدني فال بد أن نتطرق إلى‬
‫مفهوم الجمعية‪.‬‬
‫مفهوم الجمعية‪ :‬إن املتتبع للكتابات املختلفة حول الجمعيات تصادفه العديد من التسميات‬
‫كاملنظمات الهلية‪ ،‬املؤسسات االجتماعية الهلية‪ ،‬املنظمات التطوعية‪ ،‬املنظمات غير‬
‫الحكومية‪ ،‬املنظمات غير الهادفة للربح‪ ،‬مجموعات املصالح‪ ،‬الجماعات الضاغطة‪ ،‬وغيرها‬
‫من املسميات املختلفة التي يمكن أن تطلق على هذه الكيانات أو البنى االجتماعية‪ ،‬وذلك‬
‫حسب السياق الذي تندرج ضمنه هذه التسمية‪ ،‬مع أن هناك بعض هوامش االختالف بين‬
‫املضامين الداللية لهذه املصطلحات‪ ،‬وتشكل الجمعيات جزءا هاما من مكونات املجتمع‬
‫املدني ومؤسساته؛‬
‫يعرفها بارسونز بأنها‪" :‬كيانات أو وحدات اجتماعية تبنى ويعاد بناؤها لتحقيق أهداف‬
‫معينة في الصالح العام للمجتمع ولفراد املنظمة "(رشاد‪ ،‬أ‪ ،2000 ،‬ص‪ ،)25‬كما تعرف أيضا‬
‫بأنها "وحدات أنشئت من أبناء املجتمع املحلي‪ ،‬ال تهدف إلى الربح‪ ،‬وتسعى إلى تنمية املوارد‬
‫البشرية والبيئية واالرتقاء باملجتمع ككل‪ ،‬وتمكينه من الحصول على حقوقه" (رشاد‪ ،‬ص‪،)25‬‬
‫ويركز هذا التعريف على خصائص ثالث هي املبادرة املحلية‪ ،‬الطوعية‪ ،‬والهداف التنموية‬
‫والدفاعية للمنظمة‪.‬‬
‫وهناك العديد من التعاريف املختلفة التي ال يتسع املجال لذكرها‪ ،‬إال أن الجدير بالذكر أن‬
‫كل دولة تحدد من خالل قوانينها الداخلية تعريفا رسميا للجمعيات‪ ،‬ففي الجزائر تنص املادة‬
‫الثانية من قانون ‪ ،31-90‬على أن الجمعية تمثل اتفاقية القوانين املعمول بها‪ ،‬و يجتمع في إطارها‬
‫أشخاص طبيعيون أو معنويون على أساس تعاقدي ولغرض غير مربح كما يشتركون في تسخير‬
‫معارفهم ووسائلهم ملدة محددة أو غير محددة من أجل ترقية النشطة ذات الطابع املنهي‬
‫االجتماعي العلمي الديني التربوي الثقافي والرياض ي على الخصوص‪ ،‬و يجب أن يحدد هدف‬
‫الجمعية بدقة وأن تكون تسميتها مطابقة له (أنظر‪ :‬املادة رقم ‪ 02‬من قانون ‪ )31-90‬؛ باإلضافة‬
‫إلى ما ذكر في املادة الثانية من قانون ‪ ،31-90‬تضيف املادة الثانية من قانون ‪ ،06 – 12‬املجال‬
‫البيئي والخيري واإلنساني‪ ،‬وتسقط املجال الديني‪ ،‬كما يجب أن يندرج موضوع نشاطات الجمعية‬
‫وأهدافها ضمن الصالح العام وأن ال يكون مخالفا للثوابت والقيم الوطنية والنظام العام واآلداب‬
‫العامة وأحكام القوانين والتنظيمات املعمول بها (أنظر‪ :‬املادة رقم ‪ 02‬من قانون ‪.)06 – 12‬‬
‫‪ -2‬مفهوم البيئة‬
‫تبوأ فالن‬‫اشتقت لفظة البيئة من الجذر الثالثي َب َوأ الذي يعني رجع‪ ،‬ويقول العرب ّ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫منزال أي قطنه وجعله محال له‪ ،‬أما اصطالحا فيشير مفهوم البيئة إلى ذاك الوسط الذي‬
‫‪216‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية (‪ / )Journal of Social and Human Science Studies‬ج وهران‪ /02‬المجلد ‪ 09‬ع ‪2020 /06/ 16 / 03‬‬
‫‪ISNN: 2253-0592 EISSN: 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫يحيط باإلنسان ويؤثر عليه من ناحية صحية‪ ،‬وهي تشمل املنشآت واملنافع املشيدة؛‬
‫كالشوارع واملساكن‪ ،‬أو املوارد الطبيعية؛ كالنهار‪ ،‬أو ما اعتمد عليه اإلنسان لسد حاجاته‬
‫من مأكل‪ ،‬وملبس‪ ،‬ومشرب‪ ،‬هذا باإلضافة إلى ما يتفاعل ويؤثر عليه من عوامل جوية‬
‫وكيميائية (سامح‪ ،‬ع‪.)2013 ،‬‬
‫كما تعرف بأنها‪ " :‬الحوال الفزيائية والكميائية واإلحيائية لإلقليم الذي يعيش فيه كائن‬
‫حي‪ ،‬وتعتبر الكرة الرضية كلها بمثابة البيئة لبني البشر" (الشليخي‪ ،‬ع‪.)2009 ،‬‬
‫كما تعرف أيضا بأنها‪ " :‬الوسط الذي يتصل بحياة اإلنسان وصحته في املجتمع‪ ،‬سواء‬
‫كان من خلق الطبيعة أم من صنع اإلنسان‪ ،‬لن البيئة تتكون من عنصرين؛ الول طبيعي وهو‬
‫الذي ال دخل لإلنسان في وجوده‪ ،‬والثاني هو الصناعي أو املشيد" (الحميدي‪ ،‬م‪ ،2008 ،‬ص‬
‫‪.)56‬‬
‫أما التعريف القانوني للبيئة فهي تعرف حسب التشريعات الخاصة بكل مجتمع‪ ،‬غير أن‬
‫هناك تعريف قانوني دولي‪ ،‬فقد عرف مؤتمر ستوكهولم ‪1972‬م البيئة بأنها‪ " :‬رصيد املوارد‬
‫املادية واالجتماعية واملناخية في وقت ومكان ما إلشباع حاجات اإلنسان" (حجاب‪ ،‬م‪،1999 ،‬‬
‫ص ‪.)98‬‬
‫أما بالنسبة للمشرع الجزائري فقد جاء حسب القانون رقم ‪ 10\03‬املتعلق بحماية‬
‫البيئة في إطار التنمية املستدامة ما يلي‪ " :‬أن البيئة تتكون من املوارد الطبيعية الالحيوية‬
‫والحيوية كالهواء‪ ،‬الجو واملاء والرض والباطن والنبات والحيوان‪ ،‬بما في ذلك التراث الوراثي‪،‬‬
‫وأشكال التفاعل بين هذه املواد‪ ،‬وكذا الماكن واملناظر واملعالم الطبيعية"‪.‬‬
‫من خالل عرضنا للتعاريف السابقة حول البيئة نالحظ أن هناك تباينا في تحديد‬
‫تعريف شامل للبيئة‪ ،‬خاصة من حيث الجانب القانوني لها‪ ،‬فهناك إشارة إلى جملة العناصر‬
‫املكونة للبيئة الطبيعية وغير الطبيعة من جهة‪ ،‬واعتبار أن اإلنسان هو جزء ال يتجزأ من هذا‬
‫املجال الكوني الذي تتفاعل فيه مختلف العناصر البيئية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مساهمة الجمعيات في حماية البيئة في الجزائر‬
‫باعتبار أن البيئة في الوقت الحالي أخذت حيزا كبيرا من االهتمام سواء على املستوى‬
‫العاملي أو على املستوى الوطني‪ ،‬حيث تعتبر الجزائر من بين الدول املعرضة للتهديدات البيئية‬
‫املختلفة على غرار التلوث بكل أنواعه والتصحر وغيرها‪ ،‬فمن خالل هذا املبحث سوف نتطرق في‬
‫املطلب الول إلى الطر القانونية والتنظيمية إلشراك املجتمع املدني‪ ،‬أما في املطلب الثاني فنتطرق‬
‫إلى دور الجمعيات في حماية البيئة‪.‬‬

‫‪217‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية (‪ / )Journal of Social and Human Science Studies‬ج وهران‪ /02‬المجلد ‪ 09‬ع ‪2020 /06/ 16 / 03‬‬
‫‪ISNN: 2253-0592 EISSN: 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -1‬األطرالقانونية والتنظيمية إلشراك املجتمع املدني‬
‫ّ‬
‫مر التشريع الجزائري الخاص بالقوانين املنظمة للقطاع الجمعوي بعدة مراحل ولكل‬ ‫ّ‬
‫مرحلة خاصيتها‪ ،‬إذ صدرت في هذا الشأن جملة من القوانين واملراسيم التي تحكمت في سير‬
‫القطاع الجمعوي بعد االستقالل‪ ،‬غير أن قانون الجمعيات الفرنس ي الصادر بتاريخ ‪05‬‬
‫جويلية‪ 1901‬يعتبر املصدر الساس ملجمل هذه القوانين املنظمة لكل أشكال التنظيم الجمعوي‬
‫وفئاته‪ ،‬إذ كان املرجع املعتمد في تأسيس الجمعيات بعد االستقالل واعتمدت نصوصه التنظيمية‬
‫في الفترة املمتدة ما بين سنة ‪ 1962‬و‪ ،1971‬أي الفترة التي تعرف في تاريخ القانون الجزائري" بفترة‬
‫الشغور القانوني"‪.‬‬
‫بحرية إنشاء الجمعيات واإلجراءات املبسطة التي‬ ‫مسحة هذا القانون اللبرالية وإقراره ّ‬
‫اعتمدها‪ ،‬سمحت بإنشاء جملة من الجمعيات املستقلة– بكل ما تحمله كلمة مستقلة من محتوى‬
‫‪ -‬والبعيدة عن مجال هيمنة السلطة الناشئة‪ .‬حالة التأسيس املستقل وفق قواعد القانون‬
‫الفرنس ي‪ ،‬شملت الصناف الجمعوية الثالث املحددة قانونا وهي (‪:)PNUD,1998,p 12‬‬
‫‪ -‬الجمعيات غير املعلنة والتي ال تتمتع بالشخصية املعنوية‪.‬‬
‫‪ -‬الجمعيات املعلن عنها والتي ال يمكن لها استقبال الهبات واإلعانات‪.‬‬
‫‪ -‬الجمعيات ذات النفع العام والتي تتمتع بشخصية معنوية كاملة وذات أفضلية وأسبقية من‬
‫حيث الدعم العمومي واستثماراته‪.‬‬
‫من املالحظ أنه وبالرغم من اعتماد هذا القانون في عملية التأسيس املستقل لجملة من‬
‫الجمعيات على اختالف فئاتها‪ ،‬فإن إرادة السلطة السياسية التي قادت البالد مع بدايات‬
‫االستقالل‪ ،‬رأت في كل تعدد تنظيمي تهديدا ملبدأ الوحدة الوطنية "املقدس" واالختيارات‬
‫السياسية الساسية للوطن‪ ،‬لذا أوجبت مراقبته‪ ،‬فجاءت تعليمة ‪ 02‬مارس ‪ 1964‬التي أصدرتها‬
‫وزارة الداخلية والتي أجازت لعوان اإلدارة العمومية الذين لهم عالقة مباشرة مع الجمعيات إجراء‬
‫املصرح بها‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫تحقيق مدقق عن أهداف ونشاط الجمعيات‬
‫قضت هذه التعليمة في حقيقة المر على إجراءات التأسيس املبسطة التي ينص عليها قانون‬
‫ّ‬
‫‪ 1901‬وأدخلت إلزامية الحصول على االعتماد املسبق كإجراء احتياطي يمكن التحقق من النوايا‬
‫الحقيقية من طلبات التأسيس‪.‬‬
‫تم إلغاء العمل بهذا القانون وأدرجت في إطار املراجعة العامة للقوانين‬ ‫بعد هذه التعليمة ّ‬
‫الفرنسية التي كانت ينظر إليها على أنها تتعارض مع السيادة الوطنية (‪ ،)PNUD,p12‬هذه‬
‫اإلجراءات أخذت الطابع اليديولوجي وبها أسس ملرحلة جديدة في التعامل مع الجمعيات املخالفة‬
‫للتوجهات السياسية للسلطة القائمة‪.‬‬
‫‪218‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية (‪ / )Journal of Social and Human Science Studies‬ج وهران‪ /02‬المجلد ‪ 09‬ع ‪2020 /06/ 16 / 03‬‬
‫‪ISNN: 2253-0592 EISSN: 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫في هذا السياق ظهر أول تشريع جزائري ذي مسحة اشتراكية منظم للقطاع الجمعوي وتمثل‬
‫في المر الصادر عام ‪ 1971‬برقم ‪ 79/71‬والذي أفرز بدوره حالة قانونية جديدة تثبتت أكثر بعد‬
‫صدور المر املعدل رقم ‪ 21/72‬املؤرخ في ‪ 07‬جوان ‪.1972‬‬
‫ّ‬
‫لتصبح الحالة القانونية الجديدة التي أفرزها أمر ‪ 71‬و‪ 72‬مكونا أساسيا لذهنية تعامل‬
‫مكونات القطاع الجمعوي بمختلف مكوناته التنظيمية وتنوعاتها‪ ،‬هذه‬ ‫السلطات العمومية مع ّ‬
‫الذهنية التي ال تزال قائمة الى اآلن‪.‬‬
‫مهما يكن‪ ،‬يعبر هذان المران من الناحية الرمزية إلى مرحلة هامة في تاريخ التنظيمات‬
‫الجمعوية في الجزائر من حيث الشكل التنظيمي وواجبات التسيير وفق ما تمليه اإلرادة السياسية؛‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫إذ وبالرغم من محافظة المرين على املستويات الثالث املذكورة في التشريع الفرنس ي‪ ،‬إال أنهما غذيا‬
‫وأشبعا بجملة من الشروط والتوجيهات التي تعطي الهيمنة للعقلية الحادية ووسائل املراقبة‬
‫املركزية‪ ،‬محافظة على التوجه السياس ي واإليديولوجي املختار مركزيا والذي يقوم بدوره على‬
‫مستويات ثالث هي‪:‬‬
‫‪ -‬التشديد على الوحدة اليديولوجية‪.‬‬
‫‪ -‬تأطير الصراعات والنزاعات االجتماعية من خالل أشكال التنظيم املراقبة مركزيا‪.‬‬
‫‪ -‬تجزئة املطالب االجتماعية وتأطيرها بواسطة أشكال التنظيم املراقبة مركزيا‪ ،‬هذا الجتناب أي‬
‫شكل من أشكال التنظيم االجتماعي املستقل الذي يمكن أن يوظف من طرف الفئات االجتماعية‬
‫السياسية والثقافية الجانحة واملعارضة لنهج السلطة القائدة للمجتمع‪.‬‬

‫هذه املستويات الثالث‪ ،‬ما هي في حقيقة المر إال آليات للتحكم واملراقبة اعتمدها التشريع‬
‫الخاص بالتنظيمات الجمعوية ابتداء من سنة ‪ 1971‬وهي املرحلة التي اتسمت بتخلي السلطة‬
‫الحرة في عملية التأسيس والتي تم استخالفها بمجموعة من‬ ‫العمومية وإدارتها عن مبدأ اإلرادة ّ‬
‫تمكن اإلدارة من التحكم في عملية التأسيس بشكل يجعل أي تنظيم جمعوي جديد‬ ‫ّ‬ ‫الشروط‬
‫يخدم ضرورة التوجه اإليديولوجي للسلطة وسياستها القائمة على تسيير نظام الحزب الواحد‪.‬‬
‫تم إدراج مبدأ االعتماد املزدوج الذي ال يكتفي بترخيص السلطة العمومية‬ ‫من أجل هذا ّ‬
‫املباشرة واملشرفة على املحيط الجغرافي املحدد إداريا لنشاط هذه الجمعية أو تلك وهي الوالية‬
‫بالنسبة للجمعيات املحلية؛ ووزارة الداخلية بالنسبة للجمعيات الوطنية‪ ،‬بل أوجب املوافقة على‬
‫طلبات التأسيس التصديق املسبق من طرف الهيئات أو الوزارات الوصية على نشاط هذه‬
‫الجمعية أو تلك ‪ ،‬أظف إلى ذلك‪ ،‬فإن المر ‪ 79/71‬يعطي اإلدارة العمومية صالحيات عديدة في‬

‫‪219‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية (‪ / )Journal of Social and Human Science Studies‬ج وهران‪ /02‬المجلد ‪ 09‬ع ‪2020 /06/ 16 / 03‬‬
‫‪ISNN: 2253-0592 EISSN: 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫مراقبة سير عمل الجمعيات وسن العقوبات الردعية والتي تصل إلى حد حل الجمعية إداريا وخارج‬
‫اإلطار القضائي املخول و املختص بذلك قانونا‪.‬‬
‫فاملادة الثالثة من هذا المر (المرية الصادرة برقم ‪ )79/71‬تشترط في املؤسس للجمعيات‬
‫عدة شروط منها على وجه التحديد‪ :‬الصفاء من حيث الفكر والسلوك تجاه الثورتين‬ ‫وكذا املنخرط ّ‬
‫"التحريرية واالشتراكية" وهذا بصريح نص املادة السالفة الذكر والذي يقول حرفيا‪:‬‬
‫‪ -‬أن ال تكون للمؤسس سلوكيات معادية لحرب وثورة التحرير الوطني‪.‬‬
‫‪ -‬أن ال تكون له نشاطات مضادة ومعادية ملصالح الثورة االشتراكية‪.‬‬
‫أما املادة السابعة من هذا المر‪ ،‬فهي صريحة القول ومحددة لطبيعة اإلجراءات الردعية إذ‬
‫تنص صراحة على اعتبار‪" :‬كل جمعية باطلة وملغاة‪ ،‬إذا ألحقت الضرر باالختيارات السياسية‬
‫واالقتصادية االجتماعية والثقافية للبالد أو إلحاق الضرر بحرمة التراب الوطني"‪.‬‬
‫مع بداية الثمانينات ظهرت مؤشرات تغيير العالقة بين السلطة واملجتمع وذلك من خالل‬
‫املحاوالت الولى لتغير نموذج العالقات االجتماعية االقتصادية مع املجتمع وفرض أسلوب‬
‫وفلسفة جديدة للعيش والتي تجسدت الحقا في شعار "من أجل حياة أفضل"‪ّ ،‬ميزت خطاب هذه‬
‫الفلسفة من حيث النظر والهدف‪ ،‬دخول بعض املفاهيم واملصطلحات التي كانت مستبعدة من‬
‫التداول في الخطاب السياس ي لسلطة الحزب الواحد‪ ،‬من أهم هذه املفاهيم مفهوم "املجتمع‬
‫ينظر له سياسيا وجعل ّ‬ ‫ّ‬
‫مكوناته أساس الحلول املفترضة دون الخذ بعين‬ ‫املدني" الذي أصبح‬
‫االعتبار خلفيته التاريخية وذلك بمعزل عن محيطه االجتماعي‪ ،‬الثقافي خاصة املختلف مع واقع‬
‫املجتمع الجزائري الثقافي‪ ،‬فكان هذا املفهوم محل غرس قصرا ال توافقا مع الوعي العام للمجتمع‬
‫الجزائري‪.‬‬
‫املكونات التنظيمية املستقلة وفلسفة فعلها االجتماعي‪ ،‬ترجم‬ ‫هذا التحول في املوقف من ّ‬
‫كذلك نظريا في اعتماد جملة من املفاهيم املتعارضة مع "التوجه االشتراكي" وتجسد عمليا هذا‬
‫املسعى الحقا فيما يخص أشكال التنظيم املؤطرة للمجتمع باملصادقة على القانون رقم ‪15/85‬‬
‫لسنة ‪ 1987‬املتعلق بالجمعيات غير السياسية؛ ميزة هذا القانون على املستوى التطبيقي إلغاء‬
‫االعتماد املسبق والرجوع إلى التصريح اإلداري الذي كان معموال به قبل سنة ‪ 1971‬من حيث‬
‫الفترة والمر رقم ‪ 79/71‬من الجانب التشريعي والذي صدر بنفس السنة املذكورة‪.‬‬
‫يظهر هنا‪ ،‬وكأن المر اتخذ وعيا لتهيئة القطاع الجمعوي مستقبال ملواجهة التكفل‬
‫بالقضايا التي ستنتج عن سياسة تخلي الدولة عن الكثير من مهامها ووظائفها وبالتالي تغيير طبيعة‬
‫عالقتها التي كانت قائمة مع الفراد واملجتمع والتي كانت تقوم على الكفالة من جانب الولي وطاعة‬
‫السلطة القائدة لها من جانب مكونات الثاني‪ ،‬لكن وبالرغم من العودة إلى الروح اللبرالية في مسألة‬
‫‪220‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية (‪ / )Journal of Social and Human Science Studies‬ج وهران‪ /02‬المجلد ‪ 09‬ع ‪2020 /06/ 16 / 03‬‬
‫‪ISNN: 2253-0592 EISSN: 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫تأسيس وتسيير الجمعيات التي جاء بها قانون سنة ‪ ،1987‬فإن املرسوم التطبيقي الصادر بتاريخ‬
‫‪ 02‬فيفري ‪ 1988‬سحب هذه الروح بإبقائه على صالحيات اإلدارة في عملية مراقبة تأسيس‬
‫الجمعيات؛ لذا فإن االنفتاح القانوني على أشكال التنظيمات الجمعوية في هذه الفترة بالذات‪،‬‬
‫بقى ناقصا وال يتماش ى ومجمل التحوالت التي حدثت على املستوى االقتصادي واالجتماعي التي‬
‫نفذت في حينها‪.‬‬
‫استمرت هذه الوضعية القانونية على حالها إلى غاية صدور القانون رقم ‪ 31/90‬املؤرخ في‬
‫ديسمبر ‪( 1990‬قانون الجمعيات ‪ )1990‬كتتويج لالنفتاح السياس ي املفروض من أعلى والقائم على‬
‫التعددية‪ ،‬التي تجسدت تشريعا في دستور ‪ 1989‬وقانون الجمعيات ذات الطابع السياس ي لذات‬
‫السنة‪ ،‬ثم قانون الجمعيات لسنة ‪ ،1990‬هنا يمكن اعتبار من الناحية التشريعية ال على مستوى‬
‫املمارسة ‪،‬هذا القانون يعتبر بمثابة القانون املنظم لهذا القطاع حاليا ومن ميزاته اعتبار تجمع‬
‫خمسة عشرة عضوا (‪ )15‬بصفة إرادية سببا قانونيا كافيا لتأسيس جمعية حسب ما أقرته املادة‬
‫الثانية (‪ ،)02‬إلى جانب هذه امليزة هناك ميزات أخرى ومنها على وجه التحديد‪ :‬التخفيض من‬
‫اإلجراءات االحتياطية املانعة‪ ،‬أو التقليل من تدخل اإلدارة في صيرورة النشأة وتأسيس الجمعيات‬
‫بجعل التصريح املسبق كاف الكتساب الجمعية لوجودها القانوني وشخصيتها املعنوية؛ وذلك‬
‫بمجرد نشر ذلك في جريدتين وطنيتين‪ ,‬هذا بالرغم من اإلجراءات غير املقننة تقنينا محكما والتي‬
‫تعطي لإلدارة إمكانية إقصاء أو تجميد أية جمعية كما تنص عليه املادة الخامسة من قانون‬
‫‪ ،31/90‬إذ حسب روح هذه املادة تعتبر كل جمعية ملغاة إذا كانت أهدافها تخالف النظام‬
‫التأسيس ي أو اآلداب العامة‪ ,‬القوانين والتنظيمات املعمول بها وهو ما طبق فعال سنة ‪ 1993‬على‬
‫جل الجمعيات اإلسالمية التي اعتبرت جانحة عن‪/‬أو مناهضة لإلرادة السياسية التي خلقتها ظروف‬ ‫ّ‬
‫توقيف املسار االنتخابي لشهر جانفي سنة ‪ 1992‬إلى جانب هذا‪ ،‬هناك الشروط التي تنص عليها‬
‫املادة ‪ 04‬من ذات القانون السالف الذكر والخاصة بالعضاء املؤسسين وغير املحددة بدقة‪ ،‬من‬
‫أشكال عدم الدقة هذه القضايا املتعلقة بـ‪:‬‬
‫‪ -‬إشكالية التمتع بالجنسية الجزائرية‪.‬‬
‫‪ -‬التمتع بالحقوق املدنية والسياسية دون تحديد السباب التي أدت إلى نزعها‪.‬‬
‫‪ -‬السلوك املخالف لثورة التحرير الوطني دون تحديدا لطبيعته التنظيمية وامتداداته‬
‫العائلية والزمنية‪.‬‬
‫إلى جانب هذه املآخذ‪ ،‬هناك بعض املزايا واالمتيازات الخرى التي يخولها هذا القانون‬
‫ّ‬
‫للجمعيات واملحددة أساسا في املواد من ‪ 26‬إلى ‪ 30‬والتي تتيح وتمكن التنظيمات الجمعوية وخاصة‬
‫ذات التوجه اإلسالمي على اختالف فئاتها بالبحث عن مصادر للتمويل العيني واملالي‪ ،‬خارج اإلطار‬
‫‪221‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية (‪ / )Journal of Social and Human Science Studies‬ج وهران‪ /02‬المجلد ‪ 09‬ع ‪2020 /06/ 16 / 03‬‬
‫‪ISNN: 2253-0592 EISSN: 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الحكومي زيادة على اشتراكات العضاء وذلك لتفعيل نشاطاتها وبرامجها لكن ميوعة وعدم دقة‬
‫بعض املواد القانونية أعطت للسلطات العمومية إمكانية جعل املساعدات العينية واملالية التي‬
‫تتلقاها الجمعيات مهما كان مصدرها عائقا فعليا أمام الجمعيات ووسيلة من وسائل عرقلة أو حل‬
‫الجمعيات ذات التوجهات اإلسالمية ملجرد االسم الصريح وهو ما حدث بالفعل‪.‬‬
‫‪ -2‬دورالجمعيات في حماية البيئة‬
‫نظرا لتركيز قانون حماية البيئة على الطابع الوقائي فقد أرس ى أسسا لإلطار االتفاقي لتنفيذ‬
‫التدابير البيئية وشرع في استكمال بناء قواعد شراكة مع جمعيات حماية البيئة باعتبارها أحد‬
‫أهم شركاء اإلدارة البيئية لتفعيل السياسة البيئية‪.‬‬
‫استكماال للتحول الجذري في القبول بدور الجمعيات كشريك لإلدارة في تحقيق الهداف‬
‫االستراتيجية الوطنية لحماية البيئة‪ ،‬خص قانون ‪ 03/10‬املتعلق بحماية البيئة الجمعيات بفصل‬
‫خاص‪.‬‬
‫حيث تتمتع الجمعيات البيئية بحرية اختيار النشاطات القانونية املالئمة واملتاحة لها لبلوغ‬
‫هدفها‪ ،‬فلها أن تختار العمل التوعوي والتطوعي امليداني‪ ،‬أو أن تركز على اتصالها باملنتخبين‬
‫املحليين وتلعب دور املنبه واملراقب للكشف عن االنتهاكات التي تمس البيئة أو أن تلجأ إلى طرق‬
‫الطعن القضائية‪ ،‬أو أن تستعمل كل هذه اآلليات بصفة عقالنية من أجل بلوغ أهدافها‪.‬‬
‫ونتيجة لهذه املرونة التي تتسم بها اآلليات التي تستخدمها جمعيات حماية البيئة‪ ،‬فقد عدد‬
‫املجلس الوطني للحياة الجمعوية الفرنس ي‪ ،‬ثمانية أصناف من النشاطات الرئيسة التي تقوم بها‪:‬‬
‫‪ -‬إعالم وتربية الجمهور وتكوين أشخاص مختصين‪ ،‬مثل املنشطين واإلداريين واملنتخبين‪.‬‬
‫‪ -‬املشاركة واملشاورة مع املنتخبين واإلداريين‪.‬‬
‫‪ -‬نشر املعلومات لوسائل اإلعالم‪ ،‬وإصدار نشرية أو مجلة‪.‬‬
‫‪ -‬اللجوء إلى القضاء في حاالت التلوث أو مخالفة قوانين حماية البيئة‪.‬‬
‫‪ -‬حيازة أو تسيير الوساط الطبيعية (شهاب‪ ،‬ب‪ ،2000 ،‬ص ‪.)150‬‬
‫إن اضطالع جمعيات حماية البيئة للمهام السالفة الذكر على أكمل الوجه‪ ،‬يجعل منها ثقال‬
‫مضادا ضد تعسف اإلدارة وتقوم بمقاضاة كل شخص لم يحترم القانون‪ ،‬كما أنها تندد باملشاريع‬
‫الضارة بالبيئة ولها عدة مهام اقرتها جميع القوانين‪:‬‬
‫‪ -‬تقديم طلبات فتح دعوى لتصنيف حظيرة وطنية أو محمية طبيعية وإنشاء املساحات‬
‫الخضراء من خالل املشاركة في إعداد املخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير ومخطط شغل‬
‫الراض ي‪.‬‬
‫‪ -‬حفظ الصحة الحيوانية‪ ،‬واملساهمة في استئصال المراض الحيوانية‪.‬‬
‫‪222‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية (‪ / )Journal of Social and Human Science Studies‬ج وهران‪ /02‬المجلد ‪ 09‬ع ‪2020 /06/ 16 / 03‬‬
‫‪ISNN: 2253-0592 EISSN: 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫كما يتم تنظيم الصيد وحماية الثروة املائية بين مختلف الجمعيات على املستوى املحلي‬
‫واإلشراف املركزي لالتحادية الوطنية للصيادين وتكوين الصيادين وإنشاء منطقة أو مناطق‬
‫للمحافظة على تكاثر الصيد بعد استشارة اإلدارة املحلية والحد من الصيد املحظور ومحاربته‪،‬‬
‫كما يمكن للجمعيات أن تتدخل في حاالت تلوث للمياه الصالحة للشرب أو تمارس دورا وقائيا في‬
‫حماية املياه من التلوث (درار‪ ،‬ل‪ ،2012 ،‬ص ‪.)56‬‬
‫‪ -3‬تقييم فعالية جمعيات حماية البيئة في الجزائر‬
‫سنحاول تقييم فعالية جمعيات البيئة في الجزائر من خالل النقاط التالية‪:‬‬
‫أوال‪ :‬صور عضوية جمعيات حماية البيئة في الجزائر ضمن الهيئات املشرفة على حماية البيئة‬
‫ال يزال ضعيف جدا‪ ،‬إذ تنحصر عضوية الجمعيات البيئية في اللجنة القانونية واالقتصادية‬
‫للمجلس العلى للتنمية املستدامة‪ ،‬ولذلك تظل فعالية مشاركتها في تحقيق أهداف‬
‫االستراتيجية الوطنية لحماية البيئة محدودة (وناس‪ ،‬ي‪ ،2007 ،‬ص ‪.)150‬‬
‫ثانيا‪ :‬بالرغم من التوسع في قبول تأسيس الجمعيات البيئية للدفاع عن املصالح الجماعية‪،‬‬
‫وحتى مصالح الشخاص غير املنتسبين إليها بانتظام أو بالتفويض من شخصين‪ ،‬فإن النزاع‬
‫الجمعوي البيئي لم يزدهر وال تعدو القضايا املنشورة واملتداولة من قبل الباحثين أن تعد على‬
‫رؤوس الصابع‪ ،‬ويعزى ذلك إلى حداثة التشريع الذي تناول لول مرة وبوضوح حق جمعيات‬
‫حماية البيئة في التقاض ي من خالل قانون ‪( 10-03‬وناس‪ ،‬ي‪ ،‬ص ‪.)152‬‬
‫ثالثا‪ :‬نظرا ملحدودية املوارد الناجمة عن اشتراكات العضاء‪ ،‬والعائدات املرتبطة بنشاط‬
‫الجمعيات‪ ،‬والهبات والوصايا‪ ،‬فإن نشاط الجمعيات عموما والجمعيات البيئية خصوصا‬
‫يتوقف على دعم السلطات العامة لتحقيق أهدافها‪.‬‬
‫وحتى الدعم الذي تحصل عليه الجمعيات من الصناديق الوالئية لترقية مبادرات‬
‫الشباب واملمارسات الرياضية‪ ،‬والتي يتم تغذيتها من مساهمات الواليات والبلديات بنسبة ‪٪7‬‬
‫من ناتج الضرائب املباشرة املحلية في الواليات والبلديات تعاني صعوبة الحصول عليه بسبب‬
‫عدم إشارة نصوصه الخاصة بتمويل نشاط الجمعيات البيئية‪( ،‬أبربر‪ ،‬غ‪،)107 ،2010 ،‬‬
‫باإلضافة إلى وجود صعوبات أيضا فيما يخص التمويل املركزي لجمعيات حماية البيئة مقابل‬
‫مشاريعها املقبولة لعدم وجود نصوص قانونية واضحة‪ ،‬تبين بصورة دقيقة كيفية التمويل‪،‬‬
‫إضافة إلى الطابع املتشعب ملوضوع نشاط الجمعيات البيئية‪ ،‬الذي يندرج ضمن قطاعات‬
‫وزارية مختلفة وظهور تعقيدات بيروقراطية في التمويل‪ ،‬ما ينعكس سلبا على نشاطات‬
‫الجمعية‪ ،‬وضعف التنسيق بين الجمعيات البيئية والجمعيات الخرى‪ ،‬وبينها وبين اإلدارة‪،‬‬
‫زيادة إلى غياب التخطيط املستقبلي وعدم القدرة على التنبؤ والتصور املستقبلي‪.‬‬
‫‪223‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية (‪ / )Journal of Social and Human Science Studies‬ج وهران‪ /02‬المجلد ‪ 09‬ع ‪2020 /06/ 16 / 03‬‬
‫‪ISNN: 2253-0592 EISSN: 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -4‬خاتمة‪:‬‬
‫بعد هذا العرض والتحليل ملسيرة الجمعيات واملجتمع املدني في الجزائر‪ ،‬ومكانته القانونية‪ ،‬مع‬
‫تعد ضرورة حتمية على املجتمع بصفة‬ ‫التركيز على الجمعيات البيئية‪ ،‬اتضح لنا أن حماية البيئة ّ‬
‫عامة والفرد بصفة خاصة‪ ،‬حيث تعتبر البيئة شرطا لحياة اإلنسان وسالمته‪ ،‬وهذا الخير ُي ّ‬
‫عد‬
‫عنصرا إيجابيا وسلبيا في نفس الوقت‪ ،‬إذ يتأثر بها ويؤثر عليها‪.‬‬
‫لذا تعتبر مشاركة الجمعيات في اتخاذ القرارات العامة جد مهمة في حماية البيئة‪ ،‬ويتجلى ذلك‬
‫من خالل املساهمة في صنع القرارات املسبقة مع اإلدارة‪.‬‬
‫وقد تأثرت حماية البيئة في الجزائر بالتناوب املستمر ملختلف الوزارات على مهمة حماية البيئة‪،‬‬
‫وعدم استقرارها والطابع القطاعي ملختلف العناصر البيئية‪ ،‬والتي ظلت تحتفظ به وزارات‬
‫قطاعية خاصة مع غياب أو نقص التنسيق نتيجة لعدم وجود وزارة قوية‪ ،‬وبعد استحداث وزارة‬
‫خاصة بالبيئة كرست النصوص املنظمة للمجال ولها تصورات خاصة بطريقة تسيير الطابع‬
‫القطاعي لحماية البيئة من خالل التنسيق بين مختلف الوزارات والوزارة املكلفة بالبيئة‪ ،‬أما‬
‫الهيئات املحلية فيتجلى دورها في الوقاية والتدخل‪.‬‬
‫أما فيما يخص جمعيات حماية البيئة في الجزائر فقد سجلت أداء هزيال وضعيفا فعليا في‬
‫معظمها‪ ،‬مقارنة مع املهمة املنتظرة منها‪ ،‬والسوأ في المر أن العديد منها تتميز بطابع ظرفي ال‬
‫یحقق الغایة من وجودها‪ ،‬فعلى هذا الساس البد من تركيز الجهود على مواجهة العقبات التي‬
‫تعاني منها الجمعیات البیئیة في الجزائر ال سیما من خالل‪:‬‬
‫‪ -‬بذل املزيد من الجهود من أجل إصالح أوضاع الجمعيات‪ ،‬حتى تكون أكثر شفافية والتزاما‬
‫بضوابط العمل املدني وقواعده‪ ،‬وذلك بالعمل على تنظيم هذه املؤسسات وتأطيرها‪.‬‬
‫‪ -‬إعادة بناء العمل الجمعوي على أسس حديثة‪ ،‬للتصدي للتحديات املحلية بكل أنواعها‪،‬‬
‫عن طريق تمكينه باملهارات التي تعزز فيه التفكير اإلبداعي‪ ،‬في حل املشكالت واتخاذ‬
‫القرارات‪ ،‬وتدريبه على التخطيط االستراتيجي واستشراف املستقبل‪.‬‬
‫‪ -‬إتاحة الفرص للجمعيات؛ للتواصل مع املجالس املنتخبة املحلية واالنفتاح عليها‪.‬‬
‫‪ -‬وضع قانون خاص بالجمعيات البیئیة یوسع مجال عملها ویوضح الوسائل والتقنيات التي‬
‫تعتمدها لتحقیق أهدافها‪.‬‬
‫‪ -‬مضاعفة اإلعانات املالیة والتحفيزات املشجعة لتأسيس الجمعيات البیئیة حتى تتمكن‬
‫من ممارسة نشاطها بحیویة وفعالیة‪.‬‬
‫‪ -‬تنظیم برامج وندوات ودورات تحسیسیة لألفراد املنخرطين في الجمعیات البیئیة لتأهیلهم‬
‫نظریا وتطبیقیا في املجال البیئي‪.‬‬
‫‪224‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية (‪ / )Journal of Social and Human Science Studies‬ج وهران‪ /02‬المجلد ‪ 09‬ع ‪2020 /06/ 16 / 03‬‬
‫‪ISNN: 2253-0592 EISSN: 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -‬تفعیل عملیات التنسیق بين الجمعیات البیئیة والسلطات العمومیة وتوسیع مجال‬
‫الحوار والتواصل فیما بینهما وتجاوز أي تهميشها في عملیات التخطیط واتخاذ القرارات‬
‫ذات الصلة بالجانب البیئي‪.‬‬
‫‪ -‬تهیئة الظروف املشجعة للجمعیات البیئیة لتشارك في النشطة والحمالت البیئیة الدولیة‬
‫لكسب الخبرات واملهارات الفنیة في طرق التحسیس ومستویات التفاوض والنقاش البیئي‪.‬‬
‫*******‬
‫‪ -1‬املصادرواملراجع‬
‫الكتب‪:‬‬
‫‪ -‬أبربر‪ ،‬غ‪ .)2010( .‬دور املجتمع املدني في صياغة السياسات البيئية‪ :‬دراسة حالة الجزائر (أطروحة‬
‫ماجستير)‪ .‬جامعة الحاج لخضر‪ ،‬قسم العلوم السياسية‪ ،‬باتنة‪.‬‬
‫‪ -‬حجاب‪ ،‬محمد‪ .)1999( .‬التلوث وحماية البيئة‪ .‬مصر‪ :‬دار الفجر للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪ -‬الحميدي‪ ،‬حمد‪ .)2008( .‬املسؤولية املدنية الناشئة عن تلوث البيئة الحرية والطرق القانونية لحمايتها‬
‫دراسة مقارنة‪ .‬مصر‪ :‬دار الجامعة الجديدة‪.‬‬
‫‪ -‬درار‪ ،‬ل‪ .)2012( .‬دور الضبط اإلداري في حماية البيئة (أطروحة ماستر)‪ .‬جامعة عبد الحميد بن باديس‪،‬‬
‫مستغانم‪.‬‬
‫رشاد‪ ،‬أحمد‪ .)2000( .‬إدارة وتنمية املؤسسات االجتماعية‪ .‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ :‬املكتبة الجامعية‪.‬‬
‫‪ -‬الشليخي‪ ،‬عبد القادر‪ .)2009( .‬حماية البيئة‪ .‬بيروت‪ :‬منشورات الحلبي الحقوقية‪.‬‬
‫‪ -‬قنديل‪ ،‬أماني‪ .)2008( .‬املوسوعة العربية للمجتمع املدني‪ .‬مصر‪ :‬الهيئة املصرية العامة للكتاب‪.‬‬
‫‪ -‬وناس‪ ،‬ي‪ .)2007( .‬اآلليات القانونية لحماية البيئة في الجزائر (أطروحة دكتوراة)‪ .‬جامعة أبي بكر بلقايد‪،‬‬
‫قسم الحقوق‪ ،‬تلمسان‪.‬‬
‫‪- Le mouvement associatif lié à l’environnement, étude institutionnelle et juridique. )1998(.‬‬
‫‪Alger: PNUD.‬‬
‫الدوريات‪:‬‬
‫‪ -‬شهاب‪ ،‬باسم‪ .)2000( .‬املشاركة الجماهيرية في حل املشاكل البيئية‪ .‬مجلة العلوم القانونية واإلدارية‪.‬‬
‫‪.147-166.‬‬
‫‪ -‬ساس ي سفيان‪ .)2020( .‬املجتمع املدني الدين والهوية في الجزائر‪ .‬مجلة دراسات إنسانية واجتماعية‪.‬‬
‫املجلد ‪ ،09‬العدد ‪.297–275 .02‬‬
‫م واقع إلكترونية‪:‬‬
‫‪ -‬عبد السالم‪ ،‬س (‪ .)2013‬مفهوم البيئة‪ .‬تم االسترجاع من الرابط‪www.alukah.net :‬‬

‫‪225‬‬

You might also like