You are on page 1of 16

‫مشاكل البيئة السهبية في الجزائر‬

‫د‪ .‬تهامي محمد (جامعة األغواط )‪ ،‬د‪ .‬جعفورة مصعب(جامعة األغواط)‬

‫مشالك البيئة السهبية يف اجلزائر‬


‫‪The Problems of the Steppe Environment in Algeria‬‬
‫د‪ .‬تهامي محمد‬
‫جامعة عمار ثليجي‪ ،‬األغواط‪ ،‬الجزائر‬
‫‪touhami.socio@gmail.com‬‬
‫‪; Country‬‬
‫د ‪ .‬جعفورة مصعب‬
‫جامعة عمار ثليجي‪ ،‬األغواط‪ ،‬الجزائر‬
‫‪djaafouramousab@gmail.com‬‬
‫تاريخ النشر‪2019 / 12 / 15 :‬‬ ‫تاريخ القبول‪2019 / 11 / 15 :‬‬ ‫تاريخ االستقبال‪2019 / 10 / 30 :‬‬

‫ملخص الدراسة‪:‬‬
‫يعد موضوع البيئة من املواضيع املهمة التي تصدرت االهتمامات الفكرية في الوقت الراهن الذي يشهد تدهورا كبيرا‬
‫للبيئة الطبيعية‪ ،‬وهو األمر الذي من شأنه أن يسبب أخطار حقيقية على اإلنسانية كافة‪ .‬لهذا سنسعى من خالل هذه الورقة‬
‫البحثية أن نلقي الضوء على إحدى املناطق البيئية املهمة املتواجدة بالجزائر‪ ،‬وهي البيئة السهبية وهذا من خالل التطرق إلى‬
‫موقعها خصائصها ومميزاتها وأهميتها ومعرفة طبيعة النشاط االقتصادي السائد باملنطقة ومحاولة الوصول الى أهم املشاكل‬
‫التي تعاني منها البيئة السهبية في الجزائر وكذا جهود الدولة في القضاء على مشاكلها والتصدي للمشاكل البيئية بصفة عامة ‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬البيئة – البيئة السهبية – التصحر‪ -‬الجزائر‪.‬‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪The issue of the environment is one of the important subjects which have‬‬
‫‪dominated the intellectual concerns at the present time which is witnessing a‬‬
‫‪significant deterioration of the natural environment, which would cause real dangers‬‬
‫‪to all humanity. Therefore, we seek through this paper to shed light on one of the‬‬
‫‪important environmental areas located in Algeria, namely the steppe environment and‬‬
‫‪this by addressing its location, characteristics and importance, and identifying the‬‬
‫‪nature of the economic activity prevailing in the region and trying to reach the most‬‬
‫‪important problems of the steppe environment in Algeria as well as efforts the Algerian‬‬
‫‪government in eliminating its problems and preventing environmental problems in‬‬
‫‪general.‬‬
‫‪Keywords: Environment - Steppe Environment - Desertification – Algeria.‬‬

‫المجلد األول‪ :‬العدد الرابع ( ديسمبر ‪) 2019‬‬


‫‪61‬‬ ‫مجلة التمكين االجتماعي‬
‫مجلة فصلية دولية أكاديمية محكمة‬
‫مشاكل البيئة السهبية في الجزائر‬
‫د‪ .‬تهامي محمد (جامعة األغواط )‪ ،‬د‪ .‬جعفورة مصعب(جامعة األغواط)‬

‫‪ -‬مقدمة‬
‫البيئة هي ذلك الوسط الذي نعيش فيه‪ ،‬والتي نتأثر بعواملها املحيطة بنا ولألهمية البالغة‬
‫ملوضوع البيئة فقد تزايد االهتمام بها نظرا ملا تشهده من تدهور كبير وما لها من أهمية بالغة‬
‫لحياة اإلنسان كذلك‪ ،‬وذلك يرجع إلى التلوث البيئي بأنواعه وكذا القضاء واإلستنزاف الصارخ‬
‫للموارد الطبيعية وكل ما يمكن أن يهدد حياة الكائنات الحية واإلنسان على وجه الخصوص‪ ،‬وال‬
‫شك أن اإلنسان يعد الطرف األساس ي املساهم في إحداث املشاكل البيئية خاصة تلك املرتبطة‬
‫كمصدر رئيس ي للطاقة‪ ،‬إضافة الى‬
‫ٍ‬ ‫بالتلوث السيما مع التطور الصناعي‪ ،‬وتزايد استخدام النفط‬
‫ذلك الجفاف وندرة األمطار‪ ،‬وكذا الرعي الجائر لألنعام األمر الذي يهدد املساحات الخضراء‪ ،‬األمر‬
‫الذي ساهم في بروز مشكل خطير أال وهو التصحر‪ ،‬هذا املشكل الذي أصبح يشكل هاجس لدى‬
‫العديد من الدول‪ ،‬هذا ما جعل املجتمع الدولي يعطي اهتمام بالغ بهذه املشكلة منذ عقد اتفاقية‬
‫اليونسكو حول حماية التراث العالمي والثقافي والطبيعي ‪.‬‬
‫والجزائر كغيرها من الكثير من البلدان مهددة بظاهرة التصحر‪ ،‬إذ يهدد هذا الخطر أحد‬
‫أهم األقاليم املتواجدة في الجزائر وهو إقليم " السهوب" فالبيئة السهبية في الجزائر عموما كانت‬
‫وال تزال واحدة من أهم مصادر حياة وعيش اإلنسان في تلك املنطقة‪ ،‬إال أنها في السنوات األخيرة‬
‫تفككت تلك العالقة‪ ،‬وذلك بسبب الضغط املتزايد على موارد هذه البيئة من جهة وحاالت الجفاف‬
‫في السنوات األخيرة من جهة أخرى‪ ،‬األمر الذي أدى إلى تدهور هذه البيئة حيث فقدت الكثير من‬
‫مقوماتها خاصة غطائها النباتي الطبيعي وأصبحت عرضة لخطر التصحر‪ ،‬وذلك بسبب سوء‬
‫إستغالل هاته البيئة وتعرضها للرعي الجائر‪ ،‬ومن خالل ما سبق سنحاول في هذه الورقة البحثية‬
‫اإلجابة على التساؤالت التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬ماهي أهم خصائص ومميزات البيئة السهبية في الجزائر ؟‬
‫‪ -‬ماهي أهم املشاكل التي تعاني منها البيئة السهبية في الجزائر ؟‬
‫‪ -‬ماهي الحلول التي يمكن إتخاذها لحماية واملحافظة على البيئة السهبية في الجزائر ؟‬

‫المجلد األول‪ :‬العدد الرابع ( ديسمبر ‪) 2019‬‬


‫‪62‬‬ ‫مجلة التمكين االجتماعي‬
‫مجلة فصلية دولية أكاديمية محكمة‬
‫مشاكل البيئة السهبية في الجزائر‬
‫د‪ .‬تهامي محمد (جامعة األغواط )‪ ،‬د‪ .‬جعفورة مصعب(جامعة األغواط)‬

‫‪ -‬أوال‪ :‬أهداف الدراسة‪ :‬نسعى من خالل هاته الدراسة التعرف على‪:‬‬


‫‪ -‬محاولة التعرف على خصائص ومميزات البيئة السهبية في الجزائر ‪.‬‬
‫‪ -‬التعرف على أسباب تدهور البيئة السهبية في الجزائر ‪.‬‬
‫‪ -‬التعرف على اإلجراءات والتدابير الالزمة لحماية البيئة السهبية من املشاكل التي‬
‫تعترضها في الجزائر ‪.‬‬
‫‪ -‬ثانيا‪ :‬مصطلحات الدراسة‬
‫‪ .1‬البيئة‪ " :‬عرفت البيئة على أنها مكان االقامة واملنزل واملحيط" (ماجد راغب الحلو ‪،2002 ،‬‬
‫ص‪ ) 39 :‬و"البيئة من الفعل تبوأ‪ :‬أي نزل وأقام‪ ،‬نقول‪ :‬تبوأ فالن بيتا أي اتخذه منزال‪( ".‬‬
‫ابن منظور‪ ،2006 ،‬ص‪ ).513 :‬ولقد تعددت وتنوعت تعريفات ومفاهيم البيئة لتعدد‬
‫التخصصات واملهن التي تستخدم هذا املفهوم في بحوثها ودراستها كما" يتدخل مفهوم البيئة في‬
‫كل العلوم اإلنسانية من اجتماع‪ ،‬وجغرافيا واقتصاد وغير ذلك فقد بات دارجا الحديث عن‬
‫البيئة االجتماعية والبيئة الجغرافية والبيئة االقتصادية وغيرها"‪( ،‬عالم مجدي‪ ، 1987،‬ص‪:‬‬
‫‪ )54‬أما الدكتور صالح الدين عامر" يرى البيئة النطاق املادي الذي يعيش فيه اإلنسان‬
‫والكائنات الحية األخرى وبما يشمله من عناصر طبيعية وأخرى صناعية أضافها النشاط‬
‫اإلنساني‪( ".‬صالح الدين عامر ‪ ، 1982 ،‬ص‪)31 :‬‬
‫‪ .2‬السهوب‪ :‬السهوب منطقة أحيائية أي أنها منطقة لها خصوصية مناخية وجغرافية‪ ،‬تتميز‬
‫بوجود سهول املراعي وعدم وجود أشجار فيما عدا تلك القريبة من األنهار والبحيرات‪ ،‬كما يمكن‬
‫تسمية البراري وخاصة عشب البراري القصير بالسهوب‪ ،‬فالسهوب إما تكون منطقة شبه‬
‫صحراوية أو مغطاة بالعشب والشجيرات أو كليهما اعتمادا على فصل السنة‪.‬‬
‫( )‪https://ar.m.wikipedia.org/wiki‬‬
‫" ويعرف السهب بموجب قانون الثورة الزراعية " هو املنطقة الشاسعة التي ال يمكن نظرا‬
‫لجفاف مناخها إجراء أية زراعة فيها دون ري غير أن نباتها الدائم يسمح بتربية الغنم‪"......،‬‬

‫المجلد األول‪ :‬العدد الرابع ( ديسمبر ‪) 2019‬‬


‫‪63‬‬ ‫مجلة التمكين االجتماعي‬
‫مجلة فصلية دولية أكاديمية محكمة‬
‫مشاكل البيئة السهبية في الجزائر‬
‫د‪ .‬تهامي محمد (جامعة األغواط )‪ ،‬د‪ .‬جعفورة مصعب(جامعة األغواط)‬

‫(طالبي مسعودة ‪ ،2013/2014 ،‬ص‪ :‬د)‬


‫‪ -‬ثالثا‪ :‬البيئة السهبية في الجزائر‬
‫‪ .1‬البيئة السهبية‪:‬‬
‫" السهوب إقليم جغرافي‪ ،‬يقع بين الشمال الجزائري والجنوب الصحراوي يتألف من منطقة‬
‫شاسعة بين خطي املطر ‪ 400-100‬مم ‪ /‬السنة‪ ،‬تمتد من األطلس التلي إلى األطلس الصحراوي‪،‬‬
‫و"الفضاء السبهي الجزائري يضم ‪ 25‬والية ( ‪ 8‬سهبية‪ 13 ،‬فالحية سهبية و‪ 4‬شبه صحراوية)‬
‫وبمساحة قدرها ‪ 36‬مليون هكتار أي ما يعادل ‪ %15‬من مساحة البالد ‪ ،‬تتشكل أساسا من مراعي‬
‫ومنابت للحلفاء‪ ،‬متميزة بحركية يطغى عليها نمط تربية املاشية بقطيع مكون من ‪23,400,000‬‬
‫رأس غنم‪ ،‬و ‪ 4,000,000‬رأس ماعز‪ ،‬و‪400,000‬رأس إبل‪ ،‬وتمثل هذه الفضاءات الرعوية ‪% 42‬‬
‫من القيمة املضافة للقطاع الفالحي‪ ،‬مما يسمح بضمان مناصب شغل دائمة ومداخيل لسكان‬
‫هذه املناطق حيث يستفيد ‪ % 80‬منهم أي ما يعادل ‪ 09‬ماليين نسمة من نشاط تربية املاشية‪".‬‬
‫(وزارة الفالحة و التنمية الريفية و الصيد البحري‪ 10 ،‬ماي ‪)2016‬‬
‫وإقليم السهوب ينتشر على امتداد هذه الواليات (الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪،‬‬
‫ديسمبر ‪: )2016‬‬
‫واليات شبه صحراوية‬ ‫واليات فالحية سهبية‬ ‫واليات سهبية رعوية‬
‫الجلفة – األغواط – املسيلة تيارت – املدية – البويرة – غرداية – ورقلة – الوادي –‬
‫– بسكرة – تبسة – خنشلة سطيف – برج بوعريريج‪ -‬بشار‬
‫سوق أهراس – أم البواقي –‬ ‫– النعامة – البيض‬
‫باتنة – سعيدة – سيدي‬
‫تلمسان‪.‬‬ ‫–‬ ‫بلعباس‬
‫تسمسيلت‪ -‬معسكر‬
‫املصدر‪ :‬إعداد الباحثين‬

‫المجلد األول‪ :‬العدد الرابع ( ديسمبر ‪) 2019‬‬


‫‪64‬‬ ‫مجلة التمكين االجتماعي‬
‫مجلة فصلية دولية أكاديمية محكمة‬
‫مشاكل البيئة السهبية في الجزائر‬
‫د‪ .‬تهامي محمد (جامعة األغواط )‪ ،‬د‪ .‬جعفورة مصعب(جامعة األغواط)‬

‫‪ .2‬اإلطار الفيزيولوجي للبيئة السهبية‪:‬‬


‫" تتميز املنطقة السهبية بمجال رعوي كبير ومستو تقريبا بعلو حوالي ‪ 600‬م‪ ،‬وتتخلله بعض‬
‫السالسل الجبلية املعزولة‪ ،‬ومن الناحية املورفولوجية فإن املنطقة السهبية عبارة عن هضبة بين‬
‫سلسلتي األطلس التلي واألطلس الصحراوي‪.‬‬
‫‪ .3‬املظاهر املرفولوجية الكبرى املكونة للسهوب ‪:‬‬
‫‪ ‬السهول العليا‪ :‬الهضاب املحصورة بين سلسلتي األطلس التلي واألطلس الصحراوي وهي املكونة‬
‫للمنطقة السهبية ‪.‬‬
‫‪ ‬السبخات ‪ :‬منخفضات وشطوط وأحواض مائية داخلية معزولة تتخلل املنطقة السهبية‪.‬‬
‫‪ ‬الكثبان الرملية‪ :‬تشكل كثبان رملية ذات أحجام مختلفة تنتشر حول السبخات والشطوط‪،‬‬
‫وتتميز بتحركها بواسطة الرياح‪ ،‬وتأخذ أشكاال متعددة‪ ،‬وقد تكون مثبتة عن طريق الغطاء‬
‫النباتي الطبيعي أو املغروس‪.‬‬
‫‪ .4‬الحدود الطبيعية للمنطقة السهبية‪ :‬تتميز املنطقة السهبية بانحصارها بين أهم‬
‫السالسل الجبلية في الجزائر هما كالتالي‪:‬‬
‫‪ ‬سلسلة األطلس التلي‪ :‬السلسلة الجبلي املكونة للحدود الشمالية للمنطقة السهبية واملمتدة‬
‫على شكل شريط طولي من الحدود املغربية غربا حتى الحدود التونسية شرقا‪.‬‬
‫‪ ‬سلسلة األطلس الصحراوي‪ :‬وهي سلسلة األطلس الصحراوي الجبلية املكونة للحدود الجنوبية‬
‫للمنطقة السهبية‪ ،‬والفاصلة بينها وبين الصحراء في الجنوب‪ ،‬واملمتدة كذلك من الحدود‬
‫املغربية غربا حتى الحدود التونسية شرقا‪ ،‬واملميز لهذين السلسلتين أنهما تتقاربان أكثر كلما‬
‫اتجهنا شرقا " (البشير باكرية‪ ،2013 ،‬ص ص‪)14-13 :‬‬

‫المجلد األول‪ :‬العدد الرابع ( ديسمبر ‪) 2019‬‬


‫‪65‬‬ ‫مجلة التمكين االجتماعي‬
‫مجلة فصلية دولية أكاديمية محكمة‬
‫مشاكل البيئة السهبية في الجزائر‬
‫د‪ .‬تهامي محمد (جامعة األغواط )‪ ،‬د‪ .‬جعفورة مصعب(جامعة األغواط)‬

‫‪ -‬رابعا‪ :‬العوامل املساهمة في مشاكل البيئة السهبية‬


‫يرى (جوردي كورتينا سيغار) رفقة مجموعة من الباحثين أن " االستغالل املفرط للثروات‬
‫الطبيعية باإلضافة إلى الجفاف قد أدى إلى تدهور كبير ملساحات شاسعة من السهوب‪ .‬هذە‬
‫الوضعية ُي ْم ِك ُن تعميمها على مجموع دول املغرب العربي " (جوردي كورتينا سيغار وآخرون‪،‬‬
‫‪ ،2012‬ص‪)07 :‬‬
‫وفيما يلي سنتحدث عن أهم العوامل املسببة لتدهور البيئة السهبية في الجزائر‪.‬‬
‫‪ .1‬تأثير املوقع الجغرافي للمنطقة السهبية‪ :‬فوجودها بجوار الصحراء جعل هذه األخيرة تشكل‬
‫ضغطا كبيرا ومتواصال من خالل زحف الكثبان الرملية على األراض ي السهبية‪ ،‬وتوسيع دائرة‬
‫التصحر‪ ،‬إضافة إلى الرياح الحارة واملتمثلة في'' رياح الشهيلي'' والتي تعمل على نقل املظاهر‬
‫الصحراوية إلى داخل عمق املنطقة السهبية‪.‬‬
‫‪ ‬مشكلة التصحر‪:‬‬
‫‪ ‬مفهوم التصحر‪ " :‬التصحر هو مصطلح ذو دالالت متعددة‪ ،‬وقد دخل حيز االستخدام الشائع‬
‫منذ انعقاد مؤتمر األمم املتحدة األول املعني بالبيئة في ( ستوكهلم) في عام ‪ ،1972‬ويعرف‬
‫العلماء التصحر بأنه تدهور التربة في املناطق شبه الجافة أو املناطق شبه الرطبة وقد ميز‬
‫العلماء بين التصحر والزحف الصحراوي والجفاف‪ ،‬فالزحف الصحراوي هو احد أشكال‬
‫التصحر‪ ،‬والذي يؤدي إلى انخفاض أو تدهور قدرة اإلنتاج الحيوي للتربة والنظام البيئي‪،‬‬
‫والذي يؤدي إلى إيجاد ظروف شبه صحراوية وانتشار ظاهرة الكثبان الرملية‪ ،‬أما الجفاف‬
‫فينجم عن نقص املياه لفترة طويلة إلى حد ما‪ ،‬وهو في حد ذاته عامل تفض ي إليه شدة‬
‫التصحر‪ ( ".‬صبري محمد خليل‪. ) https://drsabrikhalil.wordpress.com ،‬‬
‫ويعرف بأنه قابلية الصحراء والظروف شبه الصحراوية لالمتداد واكتساح أحزمة األخضر‬
‫والخصب وتحويلها الى أراض ي جافة‪.‬‬

‫المجلد األول‪ :‬العدد الرابع ( ديسمبر ‪) 2019‬‬


‫‪66‬‬ ‫مجلة التمكين االجتماعي‬
‫مجلة فصلية دولية أكاديمية محكمة‬
‫مشاكل البيئة السهبية في الجزائر‬
‫د‪ .‬تهامي محمد (جامعة األغواط )‪ ،‬د‪ .‬جعفورة مصعب(جامعة األغواط)‬

‫‪ ‬أسباب التصحر والعوامل املؤدية إليه‪:‬‬


‫‪ " ‬ارتفاع درجة الحرارة وقلة األمطار أو ندرتها تساعد على سرعة التبخر وتراكم األمالح في‬
‫األراض ي املزروعة ‪.‬‬
‫‪ ‬كما أن السيول تجرف التربة وتقتلع املحاصيل مما يهدد خصوبة التربة‪.‬‬
‫‪ ‬زحف الكثبان الرملية التي تغطي الحرث والزرع بفعل الرياح ‪.‬‬
‫‪ ‬ارتفاع منسوب املياه الجوفية‪.‬‬
‫‪ ‬الزراعة التي تعتمد على األمطار‪.‬‬
‫‪ ‬االعتماد على مياه اآلبار في الري وهذه املياه الجوفية تزداد درجة ملوحتها بمرور الوقت مما‬
‫يرفع درجة ملوحة التربة وتصحرها‪.‬‬
‫‪ ‬الرياح تؤدي الى سرعة جفاف النباتات وذبولها الدائم خاصة إذا استمرت لفترة طويلة"‬
‫(ربيعة بوسكار ‪ ،2016-2015 ،‬ص‪) 149 :‬‬
‫يعتبر التصحر واحدة من أخطر املشكالت التي تهدد البيئة الطبيعية‪ ،‬إذ يعمل على‬
‫تدمير اإلمكانيات البيولوجية لألراض ي في املناطق الجافة‪ ،‬وشبه الجافة والشبه الرطبة التي تغطي‬
‫ما يقارب ‪ %40‬من سطح األرض‪ ،‬وإن تجريد وتعرية األراض ي يهدد سبل العيش ألكثر من ‪100‬‬
‫مليون شخص‪ .‬وهذا التردي قد يكون لألسباب طبيعية‪ ،‬إال أن املتسبب الرئيس ي في ذلك املمارسات‬
‫الخاطئة لإلنسان‪ ،‬ففي دراسة قام بها علماء من جامعة "أكسفورد" البريطانية أن مساحات‬
‫شاسعة من األراض ي الزراعية والرعوية بإفريقيا ستختفي بحلول عام ‪.2040‬‬
‫وعن الخسائر االقتصادية للتصحر تبين في تقويم أجراه برنامج األمم املتحدة للبيئة أنها تصل إلى‬
‫أكثر من ‪ 850‬مليون دوالر بين عامي ‪ .2010-1990‬على مستوى كل القارات ويؤدي التصحر أيضا‬
‫إلى الهجرة والنزوح نحو الشمال فقد أكد ‪-‬األمين التنفيذي ملرصد الصحراء والساحل‪ -‬أن ال ـ ‪20‬‬
‫عاما املقبلة ستشهد هجرة ما يقارب ‪ 60‬مليون شخص من مناطق الصحراء نحو أوروبا بحثا عن‬
‫ظروف املعيشة املالئمة‪( .‬رضوان سالمن‪،2006/2005 ،‬ص‪) 71 -70 :‬‬

‫المجلد األول‪ :‬العدد الرابع ( ديسمبر ‪) 2019‬‬


‫‪67‬‬ ‫مجلة التمكين االجتماعي‬
‫مجلة فصلية دولية أكاديمية محكمة‬
‫مشاكل البيئة السهبية في الجزائر‬
‫د‪ .‬تهامي محمد (جامعة األغواط )‪ ،‬د‪ .‬جعفورة مصعب(جامعة األغواط)‬

‫‪ .2‬التربة‪ :‬طبيعة التربة في هذه املنطقة والتي تتميز بكونها طبقة رقيقة وجد فقيرة من املواد‬
‫العضوية‪ ،‬وهو ما جعلها قلية الغطاء النباتي‪ ،‬وعرضة لكل أنواع االنجراف‪.‬‬
‫‪ .3‬املناخ‪ :‬نوع املناخ في املنطقة فهو مناخ قاري ذو شتاء بارد وقليل األمطار وصيف حار وجاف‪ ،‬أي‬
‫أنه مناخ يتميز بالقساوة‪.‬‬
‫‪ .4‬طبيعة بعض النبات‪ :‬نوع النبات الطبيعي السائد في املنطقة كالحلفاء فهي من النباتات املعمرة‬
‫والتي ال تتجدد عند إتالفها ‪.‬‬
‫‪ .5‬النشاط البشري‪ :‬طبيعة النشاط البشري السائد في املنطقة منذ القدم والقائم أساسا على‬
‫تربية الحيوانات والتي تعتمد على النبات الطبيعي في غذائها والتي شكلت ضغطا مستمرا على‬
‫الغطاء النباتي‪( .‬البشير باكرية‪ ،2013 ،‬ص ص‪)14-13 :‬‬
‫خاصة مع ازدياد أعداد رؤوس املاشية‪ .‬باإلضافة إلى عمليات الحرث التي زادت وتيرتها في املناطق‬
‫السهبية الرعوية في السنوات املاضية تزامنا مع االستخدام الكبير للسكان املحليين لألألت الحديثة‬
‫كالجرار مما تسبب في تعرية األرض من النباتات السهبية كالحلفاء‪ ،‬وبالتالي تعرضها للتصحر‪.‬‬
‫من خالل ما سبق نستنتج أن أهم مشاكل البيئة السهبية هي‪ :‬زحف الرمال (التصحر) ‪ -‬انجراف‬
‫التربة ‪ -‬ندرة األمطار ‪ -‬الجفاف ‪ -‬إتالف الغطاء النباتي بالحرث والرعي الجائر (غير املنتظم)‬
‫‪ -‬خامسا‪ :‬اإلجراءات الجزائرية لحماية البيئة‬
‫ّ‬
‫التنوعية األحيائية‬ ‫جاء في برنامج األمم املتحدة اإلنمائي أن األمل األفضل للحفاظ على‬
‫واملنظومات البيئية الحرجة يكمن في إقدام الحكومات والعلماء وذوي املصلحة الرئيسين األخرين‬
‫على وضع أولويات للعمل‪ ،‬والتعاون معا لتحقيق أهداف مشتركة‪ ،‬وتكون جهود ِحفظ األنواع على‬
‫أكبر قدر من َّ‬
‫الفعالية عندما يخطط لها خبراء ينتمون إلى مجموعة كبيرة متنوعة من فروع الدراسة‬
‫واملعرفة‪ ،‬بالتشاور مع السكان املحليين‪ .‬وقد سعت الجزائر عبر حكوماتها املتعاقبة إلى بذل جهود‬
‫من أجل املحافظة على البيئة تمثلت أساسا في اإلجراءات التالية ‪:‬‬

‫المجلد األول‪ :‬العدد الرابع ( ديسمبر ‪) 2019‬‬


‫‪68‬‬ ‫مجلة التمكين االجتماعي‬
‫مجلة فصلية دولية أكاديمية محكمة‬
‫مشاكل البيئة السهبية في الجزائر‬
‫د‪ .‬تهامي محمد (جامعة األغواط )‪ ،‬د‪ .‬جعفورة مصعب(جامعة األغواط)‬

‫‪ .1‬اإلجراءات القانونية‪:‬‬
‫‪ ‬التشريعات البيئية الجزائرية ‪ :‬لقد حددت الدولة الجزائرية منذ بداية اهتمامها بالبيئة‬
‫ومسائلها عدة تشريعات وقوانين بيئية كانت في البداية عبارة عن قوانين ضمنية في إطار قوانين‬
‫أخرى غير بيئية ثم تبعتها قوانين بيئية محضة تدخل تحت وصاية عاملية ووطنية‪.‬‬
‫‪ ‬القانون املتعلق بحماية البيئة‪ :‬ويتمثل في القانون رقم ‪ 03/ 83‬املؤرخ في ‪ 05‬فبراير‪ ،1983‬هذا‬
‫القانون كان يهدف لتنفيذ سياسة وطنية لحماية البيئية ترمي لحماية املوارد الطبيعية‬
‫واستخالفها واتقاء القضاء عليها واتقاء كل شكل من أشكال التلوث واألضرار ومكافحته‬
‫وتحسين إطار املعيشة ونوعيتها (أحمد ملحة‪ ، 2000 ،‬ص‪. ) 25 :‬‬
‫‪ .2‬التطور املؤسساتي لقطاع البيئة في الجزائر‪:‬‬
‫‪ ‬املحافظة السامية للسهوب‪ :‬صدر املرسوم الرئاس ي ‪ 337-81‬املؤرخ في ‪ 15‬صفر ‪ 1402‬املرافق‬
‫ل ـ ‪ 12‬ديسمبر ‪ ،1981‬واملتضمن إنشاء املحافظة السامية لتطوير السهوب‪( .‬طاليبي مسعودة‪،‬‬
‫‪ ،2014-2013‬ص‪) 9:‬‬
‫‪ ‬وتتمثل مهامها في تسيير برنامج تطوير السهوب‪.‬‬
‫‪ ‬املرصد الوطني للبيئة والتنمية املستدامة‪ :‬أنشأت سنة ‪ 2002‬وهي مؤسسة عمومية ذات‬
‫طابع صناعي وتجاري تتمتع بالشخصية املعنوية‪ ،‬وذمة مالية مستقلة‪ ،‬وتعمل على وضع‬
‫شبكات الرصد وقياس التلوث وجمع املعلومات املتصلة بالبيئة والتنمية املستديمة لدى‬
‫املؤسسات الوطنية والهيئات املتخصصة‪ ،‬باإلضافة إلى جمع املعلومة البيئية على الصعيد‬
‫العلمي والتقني واإلحصائي‪ ،‬ومعالجتها وإعدادها وتوزيعها‪.‬‬
‫‪ ‬الوكالة الوطنية للنفايات‪ :‬وهي مؤسسة ذات طابع صناعي وتجاري‪ ،‬تم إنشاؤها في ماي‪،2003‬‬
‫تقوم بتطوير نشاطات فرز النفايات وتثمينها وتقديم املساعدات للجماعات املحلية في ميدان‬
‫تسيير هذه النفايات‪.‬‬

‫المجلد األول‪ :‬العدد الرابع ( ديسمبر ‪) 2019‬‬


‫‪69‬‬ ‫مجلة التمكين االجتماعي‬
‫مجلة فصلية دولية أكاديمية محكمة‬
‫مشاكل البيئة السهبية في الجزائر‬
‫د‪ .‬تهامي محمد (جامعة األغواط )‪ ،‬د‪ .‬جعفورة مصعب(جامعة األغواط)‬

‫‪ ‬املركز الوطني للتكنولوجيا النظيفة‪ :‬من مهامه تشجيع املشاريع االستثمارية في املجال‬
‫التكنولوجي حول اإلنتاج األنظف‪ ،‬كما يساهم في تطوير تقنيات تقليص وتثمين النفايات هذا‬
‫وقد اهتمت الجزائر بجانب التكوين وتدريب الكفاءات في املجال البيئي‪ ،‬حيث كان التكوين‬
‫األول محوره ''التسيير البيئي والصناعي في الجزائر''‪ ،‬أما التكوين الثاني محوره '' التلوث‬
‫الصناعي وتسيير املراقبة‪ ،‬أما التكوين الثالث موضوعه " تسيير البيئة واملنشآت‪ ".‬باإلضافة‬
‫إلى تشجيع الحركات الجمعوية التي يتمثل نشاطها الرئيس ي في االتصال والتوعية بالرغم من‬
‫أهمية الجهود املبذولة من طرف الدولة لوضع سياسة وطنية لحماية البيئة إال انها تبقى ضعيفة‬
‫الفعالية للتصدي للمخاطر البيئية‪ ،‬ويرجع ذلك إلى القصور الواضح في ممارسة الهيئات‬
‫املختصة لصالحياتها بسبب عدم استقرار اإلطار املؤسساتي "(رزاق أسماء‪ ،2008-2007 ،‬ص‬
‫ص‪) 65-64 :‬‬
‫‪ .3‬منع الرعي‪:‬‬
‫َّ‬
‫" َمك َن منع الرعي من إعادة تأهيل مساحات كبيرة كانت متدهورة‪ ،‬أي حوالي ‪ 2.800.000‬هكتار‬
‫في الجزائر‪ ،‬ومن زيادة التنوع النباتي وتوفير الكأل باملراعي ) من ‪ 30‬إلى أكثر من ‪ 200‬وحدة علفية‬
‫بعد ثالث سنوات من الحماية) تساهم إعادة التأهيل في تسهيل تجديد سهوب الحلفاء والشيح‬
‫وعودة النباتات ذات القيمة الكلئية العالية وكذا إعادة تكوين مخزون البذور في التربة ‪.‬باإلضافة إلى‬
‫ُ ّ‬
‫ذلك‪ ،‬ت َم ِك ُن هذه التقنية من تحسين الغطاء النباتي زيادة من‪ %10‬إلى‪ ،%40-30‬وهو ما يساهم في‬
‫حماية أفضل للتربة ضد التعرية وفي تحسين خصوبة األرض) مواد عضوية‪ ،‬آزوت كلي‪ ،‬رطوبة(‬
‫ُ‬
‫وتشكل املحيطات املحمية وسيلة مهمة لحماية التنوع البيولوجي عبر املأوي البيئية التي توفرها‬
‫ملجموعة من النباتات والحيوانات املهددة باالنقراض‪ .‬غير أن القشرة البنيوية التي يمكن أن تنمو‬
‫على سطح األرض ُي ْم ِك ُن أن تزيد في غياب املطر‪ ،‬وهذا ما قد يؤثر سلبا على تكاثر النباتات الجديدة‬
‫وإيجابا على تخزين املياه في األماكن املكسوة بالنباتات عبر ديناميكية املنبع – املجمع‪.‬‬

‫المجلد األول‪ :‬العدد الرابع ( ديسمبر ‪) 2019‬‬


‫‪70‬‬ ‫مجلة التمكين االجتماعي‬
‫مجلة فصلية دولية أكاديمية محكمة‬
‫مشاكل البيئة السهبية في الجزائر‬
‫د‪ .‬تهامي محمد (جامعة األغواط )‪ ،‬د‪ .‬جعفورة مصعب(جامعة األغواط)‬
‫ُ ّ‬
‫ومن الناحية السوسيواقتصادية‪ ،‬ت َم ِك ُن إعادة التأهيل بواسطة منع الرعي من تنشيط‬
‫قطاع الرعي وذلك بفضل تحسين إنتاجيته عبر تقليص العجز الكلئي‪ ،‬وتوفير مداخيل مهمة‬
‫للجماعات الفقيرة ولخزينة الدولة عبر كراء املحيطات املهيئة‪ ،‬وهو ما يشكل خطوة مهمة نحو‬
‫َ َّ‬
‫تسيير عقالني ومسؤول لتلك األماكن وكذا خلق فرص عمل في مناطق هامشية ومتدهورة قل َما‬
‫تواجدت فيها إمكانية العمل‪.‬‬
‫من املؤكد أن منع الرعي هو وسيلة ناجعة لتجديد وإعادة تأهيل السهوب‪ ،‬إال أن فاعلية‬
‫هذه التقنية تكون أكبر حين يكون املناخ أقل جفافا والتربة أكثر عمقا‪ ،‬تسريبا وخصوبة‪ .‬على الرغم‬
‫ً‬
‫من ذلك‪ ،‬ال يمكن اعتبار منع الرعي ُم ْج ِديا بدون تحسين طرق تسيير املراعي على املستويين املحلي‬
‫والجهوي وذلك بتقليص عدد الرؤوس باملناطق املعنية‪ ،‬من جهة أخرى‪ ،‬عندما يتم الحصول على‬
‫التجديد املرجو‪ ،‬ال يمكن الحفاظ على إنتاجية نباتية في نفس املستوى إال بتسيير عقالني يكون‬
‫ً‬
‫فيه عدد املواش ي مالئما لقدرة املراعي على التجديد‪ .‬كما أنه عادة ما تكمن املشاكل املرتبطة بمنع‬
‫الرعي في مدة تطبيقه‪ ،‬حيث أن مدة منع طويلة قد تؤدي إلى توقيف التجديد الطبيعي"‪(.‬جوردي‬
‫كورتينا سيغار وآخرون‪ ،2012 ،‬ص ص ‪)8 -7 :‬‬
‫‪ .4‬املحافظة على املراعي السهبية ‪ :‬وهذا من خالل‬
‫‪ ‬الغراسة الرعوية و منع عمليات الحرث العشوائي من خالل أليات قانونية ردعية ( تعليمات‬
‫وزارية مشتركة)‬
‫‪ ‬وضع نظام انذار ملتابعة ومراقبة تدهور املراعي باشراك الهيئات املعنية ( املديرية العامة للغابات‪-‬‬
‫املحافظة السامية لتطوير السهوب‪ -‬مديريات املصالح الفالحية – الغرف الفالحية و الفيدرالية‬
‫الوطنية ملربي املواش ي)‬
‫‪ ‬تموين قطعان املاشية بالشعير‬
‫‪ ‬التسيير الجيد لتربية املواش ي من خالل تحسين السالالت و التخلص من الحيوانات غير‬
‫املنتجة( نعاج مسنة و الفائض من الذكور)‬

‫المجلد األول‪ :‬العدد الرابع ( ديسمبر ‪) 2019‬‬


‫‪71‬‬ ‫مجلة التمكين االجتماعي‬
‫مجلة فصلية دولية أكاديمية محكمة‬
‫مشاكل البيئة السهبية في الجزائر‬
‫د‪ .‬تهامي محمد (جامعة األغواط )‪ ،‬د‪ .‬جعفورة مصعب(جامعة األغواط)‬

‫‪ ‬التكوين و االرشاد في مجال تهيئة املراعي (وزارة الفالحة و التنمية الريفية و الصيد البحري‪،‬‬
‫‪ 10‬ماي ‪)2016‬‬
‫‪ .5‬مكافحة التصحر وتطوير الغابات‪:‬‬
‫أمام تفاقم خطورة ظاهرة التصحر وزحف الرمال التي تهدد املناطق السهبية بصفة خاصة‪،‬‬
‫كانت مشاريع مكافحة التصحر وتطوير الغابات من أولى األولويات‪ ،‬حيث " تندرج الخطة الوطنية‪،‬‬
‫التي أعدت ونفذت منذ ‪ ،1987‬في إطار البرامج املختلفة لتنمية مناطق السهوب‪ ،‬وترمي الى تكثيف‬
‫وتوسيع مشروع السد األخضر بالحد من عمليات الحرث املمكنة‪ ،‬بحصرها في إطار التنمية في‬
‫املناطق املمكن زراعتها" (إتفاقية مكافحة التصحر ‪ ،1999 ،‬ص‪)05 :‬‬
‫ومن أجل نجاح هذه الجهود‪ ،‬فقد أنظمت الجزائر إلى مختلف االتفاقيات الدولية‬
‫الخاصة بمكافحة التصحر والجفاف‪ ‬من خالل مشروع السد األخضر الذي بدأ بتنفيذه الجيش‬
‫الوطني الشعبي منذ عام ‪ 1970‬على مساحة قدرها ‪ 03‬ماليين هكتار‪ ،‬ويفترض أن يمتد من الحدود‬
‫املغربية إلى الحدود التونسية على طول ‪ 1500‬كلم‪ ،‬وبعرض ‪ 20‬كلم‪ ،‬بحيث يغطي السهوب‬
‫واألطلس الصحراوي‪ ،‬وقد تم بذل جهود كبيرة إلنجاز ‪ 142‬ألف هكتار كحصيلة أولية ملجهودات‬
‫الجيش الوطني الشعبي ووزارة الفالحة‪ ،‬ومن بين البرامج أيضا تقليص ضغط قطعان الرعي الجائر‬
‫(غير املنتظم) وإنشاء أكثر من ‪ 06‬ماليين مشتلة من طرف املديرية العامة للغابات عام ‪.1996‬‬
‫كما أدرجت مسألة مكافحة التصحر وتطوير الغابات في املخطط الوطني لألعمال من أجل‬
‫التنمية املستدامة من خالل إنجاز حظائر وحدائق خضراء ب ‪ 06‬مليون دوالر وإعداد خطة توجيهية‬
‫للحفاظ على األراض ي وحمايتها وإصالحها ومكافحة التصحر بغالف مالي يقدر ب ‪ 0.4‬مليون دوالر‪،‬‬

‫اهتمت الجزائر بمجال مكافحة التصحر من خالل انضمامها إلى أهم اتفاقيتين دوليتين في هذا الشأن وهما‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -‬االتفاقية الدولية المتعلقة بتعاون دول شمال إفريقيا في مجال محاربة التصحر‪ ،‬والتي تم التوقيع عليها في القاهرة بتاريخ‬
‫‪ 05‬فيفري ‪ ،1977‬وصادقت عليها الجزائر واعتمدتها بواسطة المرسوم ‪ 437 -821‬الصادر بتاريخ ‪ 11‬ديسمبر ‪،1982‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد‪ 51 :‬سنة ‪.1982‬‬
‫‪ -‬اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة التصحر‪ ،‬التي تم التوقيع عليها في باريس بتاريخ ‪ 17‬جوان ‪ 1994‬وصادقت عليها‬
‫الجزائر بموجب األمر رقم ‪ 04-96‬الصادر بتاريخ ‪ 10‬جانفي ‪ ،1996‬الجريدة الرسمية ‪.)1996 ( 03‬‬

‫المجلد األول‪ :‬العدد الرابع ( ديسمبر ‪) 2019‬‬


‫‪72‬‬ ‫مجلة التمكين االجتماعي‬
‫مجلة فصلية دولية أكاديمية محكمة‬
‫مشاكل البيئة السهبية في الجزائر‬
‫د‪ .‬تهامي محمد (جامعة األغواط )‪ ،‬د‪ .‬جعفورة مصعب(جامعة األغواط)‬

‫والحد من االنجراف في سبعة أحواض بغالف مالي يصل إلى ‪ 73‬مليون وبرنامج التهيئة املتكاملة‬
‫للسهوب في أكثر املناطق تضررا من التلوث بحوالي ‪ 32‬مليون دوالر‪( .‬رضوان سالمن‪،‬‬
‫‪،2006/2005‬ص‪) 171-170 :‬‬
‫" لقد سعت الدولة إلى عمل سياسات عديدة ومختلفة منذ سنة ‪ 1962‬من أجل مكافحة‬
‫هذه الظاهرة فنذكر على سبيل املثال ال الحصر السد األخضر‪ ،‬إنشاء تعاونيات رعوية‪ ،‬نشر‬
‫القانون الخاص‪...‬إلخ‪ ،‬غير أن هذه السياسات لم تعطي سوى القليل من النتائج وذلك لعدم قدرة‬
‫اإلدارة على وضع صيغة مشاركة فعلية مع العاملين في مجال الرعي من مربين وموالين ورعاة في‬
‫تسي ير املراعي بعد فشل جميع السياسات السابقة في الحد من ظاهرة التصحر ومن انعكاساتها‬
‫االجتماعية واالقتصادية لجأت الدولة إلى استحداث هيئة جديدة هي ''املحافظة السامية‬
‫للسهوب'' والتي تتمثل مهامها في تسيير برنامج تطوير السهوب‪ ،‬حيث تقبلها سكان السهوب عامة‬
‫وسكان املناطق املتضررة من التصحر خاصة‪ ،‬نظرا العتمادها املشاركة حيث استفاد السكان‬
‫وخاصة املوالون منهم من عدة امتيازات مثل مزارع رعوية إلنتاج النباتات العلفية‪ ،‬إقامة مناطق‬
‫محمية حيث يكون فيها الرعي مؤجل إلى غاية استرجاع األرض لقدرتها البيولوجية‪ ،‬ومن ثم تقوم‬
‫الدولة بكراء هذه املحميات للموالين ملدة معينة ويتم إعادة غلق هذه املحميات من جديد لدورة‬
‫جديدة من االسترجاع الذاتي‪.‬‬
‫كما قامت املحافظة السامية لتطوير السهوب بإنشاء استراتيجية عبر ‪ 440‬بلدية في ‪ 23‬والية‬
‫منها ‪ 08‬والیات سهبية و‪ 12‬فالحية رعوية و‪ 03‬شبه صحراوية والبيض والية منها وذلك بإعداد‬
‫مشاريع تهدف إلى‪ :‬إعادة التوازن لألنظمة البيئية املتدهورة والحفاظ على املوارد الطبيعية‪( .‬بوزيد‬
‫بو حفص وشماني أحمد ‪ ،2014 ،‬ص ص‪)884-883 :‬‬
‫‪ .6‬املحافظة على التنوع البيولوجي‪:‬‬
‫تتمثل إجراءات حماية التنوع البيولوجي في وضع قائمة إحصائية بأنواع الحيوانات والنباتات‪،‬‬
‫ودراسة خصائصها وتوزيعها وتوسيع مناطق املحميات الطبيعية‪ ،‬والهدف منها هو حماية األنواع‬

‫المجلد األول‪ :‬العدد الرابع ( ديسمبر ‪) 2019‬‬


‫‪73‬‬ ‫مجلة التمكين االجتماعي‬
‫مجلة فصلية دولية أكاديمية محكمة‬
‫مشاكل البيئة السهبية في الجزائر‬
‫د‪ .‬تهامي محمد (جامعة األغواط )‪ ،‬د‪ .‬جعفورة مصعب(جامعة األغواط)‬

‫الحيوانية والنباتية املهددة باالنقراض والحفاظ على التنوع البيولوجي‪( .‬رضوان سالمن‪،‬‬
‫‪ ،2006/2005‬ص‪) 173 :‬‬
‫سادسا‪ :‬الخطوط العريضة للتنمية السهبية‬
‫‪ -‬إعادة االعتبار للمراعي املتدهورة وتهيئتها‬
‫‪ -‬تحسين وإرشاد الفالحين واملوالين عن طريق توزيع نباتات رعوية‬
‫‪ -‬تكييف اإلنتاج العلفي لتقليص الضغط على املراعي املتدهورة (الرعي املكثف والحرث‬
‫الفوضوي)‪.‬‬
‫‪ -‬الحفاظ على السالالت ذات الجودة العاملية وحمايتها من االمراض الحيوانية بواسطة توزيع‬
‫اللقاحات باملجان من طرف املصالح الفالحية مع توفير األطباء البياطرة للقيام بحمالت تلقيح‬
‫وفحص للموش ي ‪.‬‬
‫‪ -‬تكثيف نقاط املياه من أجل توريد املاشية‬
‫‪ -‬استفادة الوسط الريفي من استعمال الطاقات املتجددة مثل توزيع خاليا الطاقة الشمسية من‬
‫اجل استعمالها في اإلنارة‬
‫‪ -‬تحسين شروط الحياة لسكان املناطق الريفية‬

‫وقعت الجزائر على بعض االتفاقيات المتعلقة بحماية التنوع البيولوجي واألنواع المهددة باالنقراض من خالل‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -‬االتفاقية الدولية المتعلقة '' بحماية التراث العالمي والثقافي والطبيعي''‪ ،‬والموقع عليها خالل الدورة السابعة عشر للندوة‬
‫العالمية لليونسكو‪ ،‬المنعقدة في باريس بتاريخ ‪ 17‬أكتوبر إلى ‪ 21‬نوفمبر ‪ ،1972‬والتي صادقت عليها الجزائر بواسطة‬
‫األمر رقم‪ 38-73 :‬بتاريخ ‪ ،1973‬الجريدة الرسمية ‪.)1973( 69‬‬
‫‪ -‬المعاهدة الخاصة '' بالتجارة الدولية في أنواع الحيوانات والنباتات المهددة باالنقراض''‪ ،‬التي تمت المصادقة عليها في‬
‫واشنطن بتاريخ ‪ 03‬مارس ‪ ،1973‬واعتمدتها الجزائر بواسطة المرسوم رقم‪ 498-82 :‬الصادر بتاريخ ‪ 05‬ديسمبر ‪،1982‬‬
‫الجريدة الرسمية‪.)1982( 55‬‬
‫‪ -‬اتفاقية '' ريو –حول التنوع البيولوجي'' الموقع عليها في ‪ 05‬جوان ‪ ،1992‬والتي وافقت عليها الجزائر بتاريخ ‪21‬‬
‫جانفي ‪ 1995‬بمقتضى األمر رقم‪ ،03-95 :‬الجريدة الرسمية‪.)1995(07‬‬

‫المجلد األول‪ :‬العدد الرابع ( ديسمبر ‪) 2019‬‬


‫‪74‬‬ ‫مجلة التمكين االجتماعي‬
‫مجلة فصلية دولية أكاديمية محكمة‬
‫مشاكل البيئة السهبية في الجزائر‬
‫د‪ .‬تهامي محمد (جامعة األغواط )‪ ،‬د‪ .‬جعفورة مصعب(جامعة األغواط)‬

‫‪ -‬فك العزلة عن املناطق الريفية بواسطة شق الطرق وتوفير وسائل النقل‬


‫‪ -‬إدماج املرأة الريفية في النشاطات االقتصادية ( الصناعات التقليدية‪ ،‬الصناعات الصغيرة‬
‫واملتوسطة‪ ،‬تربية الحيوانات) (بوزيد بو حفص وشماني أحمد ‪ ،2014 ،‬ص ‪)885 :‬‬
‫‪ -‬الخاتمة‬
‫في خاتمة هذا البحث نخلص إلى القول أن الجزائر دولة تملك إقليما مهما وهو اقليم‬
‫السهوب الذي يعد أساس نهوض االقتصاد الرعوي في البالد واالقتصاد الوطني بصفة عامة‪ ،‬وال‬
‫شك أن هذا االقليم يواجه أكثر من أي وقت مض ى مشاكل بيئية في مقدمتها خطر التصحر‪ ،‬وحتى‬
‫وإن كان هناك جهود من قبل الدولة الجزائرية ملواجهة هذا املشكل إال أنه غير كافي للتصدي لهذا‬
‫التهديد الذي يواجه املناطق السهبية خاصة الواقعة في الواليات ذات النشاط الرعوي املتاخمة‬
‫للصحراء الكبرى‪ .‬لذلك يجب العمل على استراتيجية حقيقية وعملية تعمل حماية وتطوير املناطق‬
‫السهبية‪ ،‬باإلضافة إلى ضرورة توعية السكان بأهمية هذا املجال الحيوي‪ ،‬خاصة إذا علمنا أن‬
‫سلوك االنسان هو املتسبب الرئيس ي في التدهور البيئي‪.‬‬
‫لقد أصبحت مشكلة البيئة إحدى أهم قضايا عصرنا الحالي والتي تفرض نفسها على‬
‫الناس جميعا‪ ،‬وسيبقى التدهور البيئي عائدا إلى فشل خطط التنمية التي أغفلت إدخال‬
‫االعتبارات البيئية في مشاريعها‪.‬‬

‫المجلد األول‪ :‬العدد الرابع ( ديسمبر ‪) 2019‬‬


‫‪75‬‬ ‫مجلة التمكين االجتماعي‬
‫مجلة فصلية دولية أكاديمية محكمة‬
‫مشاكل البيئة السهبية في الجزائر‬
‫د‪ .‬تهامي محمد (جامعة األغواط )‪ ،‬د‪ .‬جعفورة مصعب(جامعة األغواط)‬

‫‪ -‬قائمة املصادر واملراجع‪:‬‬


‫ابن منظور( ‪ ، )2006‬لسان العرب‪ ،‬ج‪ ،1‬ضبط وتعليق خالد رشيد القاض ي‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار صبح اديسوفت‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫إتفاقية مكافحة التصحر ( ‪ ، )1999‬مؤتمر األطراف‪ ،‬الدورة الثالثة‪ ،‬األمم املتحدة ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫أحمد ملحة ( ‪ ، )2000‬الرهانات البيئية في الجزائر‪ ،‬مطبعة النجاح‪ ،‬بن عكنون‪ ،‬الجزائر‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫البشير باكرية ( ‪ ، )2013‬تدهور البيئة السهبية وتأثيره على وتيرة التحضر حالة مدينة مسعد‪ ،‬رسالة‬ ‫‪.4‬‬
‫ماجيستير‪ ،‬قسم الجغرافيا والتهيئة القطرية‪ ،‬جامعة هواري بومدين‪ -‬الجزائر‪.‬‬
‫بوزيد بو حفص وشماني أحمد ( ‪ ، )2014‬تأثير التصحر على الهوية الفردية والجماعية لسكان السهوب‬ ‫‪.5‬‬
‫من البدو الرحل‪ ،‬امللتقى الدولي الثاني حول " املجاالت االجتماعية التقليدية والحديثة وإنتاج الهوية‬
‫الفردية والجماعية في املجتمع الجزائري‪ ،‬قسم علم االجتماع والديموغرافيا‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح ورقلة‪.‬‬
‫الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية(‪ ،)2016‬العدد‪ ،67 :‬الجزائر ‪.‬‬ ‫‪.6‬‬
‫جوردي كورتينا سيغار وآخرون (‪ ، )2012‬األسس العامة إلعادة التأهيل البيئي لسهوب الحلفاء‪ ،‬ترجمة‪:‬‬ ‫‪.7‬‬
‫مشيش دراق‪ ،‬إسبانيا‪ ،‬االتحاد العالمي لصون الطبيعة ومواردها‪.‬‬
‫ربيعة بوسكار ( ‪ ،)2016-2015‬مشكلة البيئة في الجزائر من منظور إقتصادي‪ ،‬أطروحة دكتوراه قسم‬ ‫‪.8‬‬
‫العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪.‬‬
‫رزاق أسماء‪ ،)2008-2007( ،‬آليات تمويل سياسات حماية البيئة في الجزائر‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬معهد‬ ‫‪.9‬‬
‫العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫رضوان سالمن( ‪ ،)2006-2005‬اإلعالم والبيئة‪ ،‬رسالة ماجستير في االعالم واالتصال‪ ،‬كلية العلوم‬ ‫‪.10‬‬
‫السياسية واالعالم‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫صبري محمد خليل‪ ،‬مشكله التصحر( أسبابها وأساليب حلها)‪https://drsabrikhalil.wordpress.co‬‬ ‫‪.11‬‬
‫صالح الدين عامر‪ ،‬القانون الدولي للبيئة‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة القاهرة‪. 1982 ،‬‬ ‫‪.12‬‬
‫طاليبي مسعودة ( ‪ ، )2014-2013‬نظام املحافظة السامية لتطوير السهوب‪ ،‬رسالة ماجستير تخصص‬ ‫‪.13‬‬
‫الدولة واملؤسسات العمومية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،1‬الجزائر‪.‬‬
‫عالم مجدي (‪ ، )1987‬القيم البيئية للطفل‪ ،‬مجلة التنمية والبيئة العدد رقم‪. 12 :‬‬ ‫‪.14‬‬
‫ماجد راغب الحلو (‪ ، )2002‬قانون حماية البيئة في ضوء الشريعة‪ ،‬منشأة املعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر ‪.‬‬ ‫‪.15‬‬
‫وزارة الفالحة و التنمية الريفية و الصيد البحري(‪ ،)2016‬رسالة توجيهية ( رؤية مجددة حول التثمين‬ ‫‪.16‬‬
‫االقتصادي للمراعي السهبية وعصرنة نظم تربية املواش ي)‪.‬‬
‫‪https://ar.m.wikipedia.org/wiki/‬‬ ‫‪.17‬‬

‫المجلد األول‪ :‬العدد الرابع ( ديسمبر ‪) 2019‬‬


‫‪76‬‬ ‫مجلة التمكين االجتماعي‬
‫مجلة فصلية دولية أكاديمية محكمة‬

You might also like