You are on page 1of 261

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬


‫جامعة الجزائر‪3‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية التجارية‬
‫وعلوم التسيير‬

‫أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه علوم في علوم التسيير‬


‫تخصص‪ :‬إدارة األعمال والتنمية المستدامة‬
‫بعنوان‪:‬‬

‫مساهمة األيكوسياحة في تحقيق التنمية المحلية في الجزائر‪-‬دراسة حالة‬


‫المحمية الطبيعية بتازة والية جيجل‪-‬‬

‫تحت إشراف األستاذ الدكتور‪:‬‬ ‫من إعداد الطالب‪:‬‬


‫يوسف بومدين‬ ‫عبد السالم محصول‬
‫أمام أعضاء لجنة المناقشة المكونة من السادة األساتذة‪:‬‬
‫الصفة‬ ‫مؤسسة االنتماء‬ ‫الرتبة العلمية‬ ‫االسم واللقب‬
‫رئيسا‬ ‫جامعة الجزائر‪3‬‬ ‫أستاذ‬ ‫كواش خالد‬
‫مقررا‬ ‫جامعة الجزائر‪3‬‬ ‫أستاذ‬ ‫بومدين يوسف‬
‫عضوا‬ ‫جامعة الجزائر‪3‬‬ ‫أستاذ‬ ‫محمدي عز الدين‬
‫عضوا‬ ‫‪ENSSEA‬‬ ‫أستاذ‬ ‫موفق علي‬
‫عضوا‬ ‫جامعة المسيلة‬ ‫أستاذ محاضر "أ"‬ ‫شريط حسين‬
‫عضوا‬ ‫جامعة بومرداس‬ ‫أستاذ‬ ‫بن حسان حكيم‬
‫نوقشت وأجيزت علنا بتاريخ‪ 91 :‬سبتمرب ‪2222‬‬
‫السنة الجامعية‪2023/2022 :‬‬
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬
‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬
‫جامعة الجزائر‪3‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية التجارية‬
‫وعلوم التسيير‬

‫أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه علوم في علوم التسيير‬


‫تخصص‪ :‬إدارة األعمال والتنمية المستدامة‬
‫بعنوان‪:‬‬

‫مساهمة األيكوسياحة في تحقيق التنمية المحلية في الجزائر‪-‬دراسة حالة‬


‫المحمية الطبيعية بتازة والية جيجل‪-‬‬

‫تحت إشراف األستاذ الدكتور‪:‬‬ ‫من إعداد الطالب‪:‬‬


‫يوسف بومدين‬ ‫عبد السالم محصول‬
‫أمام أعضاء لجنة المناقشة المكونة من السادة األساتذة‪:‬‬
‫الصفة‬ ‫مؤسسة االنتماء‬ ‫الرتبة العلمية‬ ‫االسم واللقب‬
‫رئيسا‬ ‫جامعة الجزائر‪3‬‬ ‫أستاذ‬ ‫كواش خالد‬
‫مقررا‬ ‫جامعة الجزائر‪3‬‬ ‫أستاذ‬ ‫بومدين يوسف‬
‫عضوا‬ ‫جامعة الجزائر‪3‬‬ ‫أستاذ‬ ‫محمدي عز الدين‬
‫عضوا‬ ‫‪ENSSEA‬‬ ‫أستاذ‬ ‫موفق علي‬
‫عضوا‬ ‫جامعة المسيلة‬ ‫أستاذ محاضر "أ"‬ ‫شريط حسين‬
‫عضوا‬ ‫جامعة بومرداس‬ ‫أستاذ‬ ‫بن حسان حكيم‬

‫السنة الجامعية‪2023/2022 :‬‬


‫شكر وتقدير‬
‫وجل الذي وفقنا إلمتام ىذا العمل‪ ،‬فاحلمد هلل محدا كثريا طيبا مباركا‬
‫عز ّ‬‫يف البداية حنمد اهلل ّ‬
‫فيو كما حيب ريب ويرضى جلالل وجهو وعظيم سلطانو‪.‬‬

‫كما أتقدم بشكري اجلزيل لألستاذ الدكتور‪ :‬بومدين يوسف‪ ،‬على قبولو اإلشراف على‬
‫ىذه األطروحة‪ ،‬ومنحي الكثري من وقتو وجهده وصربه‪ ،‬وتزويدي بالتوجيهات والنصائح طيلة‬
‫فرتة إجناز ىذا العمل‪ ،‬فبارك اهلل فيك‪ ،‬وجعلو يف ميزان حسناتك‪.‬‬

‫كما أتقدم بالشكر لكل األساتذة الذي قاموا بتحكيم االستبيان‪ ،‬وتقدمي مالحظاهتم‬
‫وتوجيهاهتم حول حماوره وفقراتو‪.‬‬

‫كما أتقدم بالشكر اجلزيل لكل عمال احلظرية الوطنية بتازة والية جيجل وعلى رأسهم مديرة‬
‫احلظرية الوطنية السيّدة‪ :‬وسيلة ليليا بودوحان‪ ،‬السيّد‪ :‬بيرم سليم‪ ،‬والسيّد‪ :‬بوشارب عبد‬
‫الوهاب على م ّدي بكل املعلومات واملعطيات طيلة فرتة الرتبص امليداين‪.‬‬

‫كما أعرب عن شكري وامتناين لكل أفراد عيّنة الدراسة على رحابة صدرىم وقبوهلم اإلجابة‬
‫على عبارات االستبيان‪.‬‬

‫كما ال يفوتين أن أشكر األساتذة أعضاء لجنة المناقشة على تفضلهم بقراءة ىذه‬
‫األطروحة وتقييمها‪ ،‬وقبوهلم مناقشتها‪ ،‬وتقدمي مالحظاهتم القيمة يف سبيل إثراء ىذا العمل‪.‬‬

‫‪I‬‬
‫إهداء‬
‫ي انعشٌشٌن انغانٍٍن أطال ّ‬
‫ّللا فً عمزهما‬ ‫إنى واند ّ‬
‫إنى كم اإلخىة واألخىات وأوالدهم حفظهم ّ‬
‫ّللا‬
‫إنى كم أفزاد عائهتً انكزٌمة "محصىل"‬
‫إنى كم أصدقائً وسمالئً ومعارفً‬
‫أهدي نكم هذا انعمم‪.....‬‬

‫عبد السالم محصول‬

‫‪II‬‬
‫الملخّص‬
،‫يعد قطاع االيكوسياحة حاليا أحد أىم قطاعات السياحة وأكثرىا منوا على مستوى السوق السياحي العاملي‬
.‫كما يلعب دورا كبريا يف حتقيق التنمية احمللية يف خمتلف املناطق والوجهات السياحية خاصة النائية‬
‫ ومدى مسامهتها يف حتقيق التنمية احمللية يف‬،‫وهتدف ىذه الدراسة إىل تسليط الضوء على مفهوم األيكوسياحة‬
‫ فرد من زوار بعض املواقع السياحية اهلامة يف احملميّة‬308 ‫مكون من‬ ّ ‫ متّ توزيع استبيان‬،‫ ولتحقيق ىذه الغاية‬،‫اجلزائر‬
‫ وذلك باستخدام‬،‫ قصد معرفة مستويات األيكوسياحة والتنمية احمللية يف احملميّة الطبيعية‬،‫الطبيعية بتازة والية جيجل‬
.‫ ملتوسط عينة واحدة ومعامل االرتباط بريسون وغريىا‬t ‫جمموعة من املقاييس اإلحصائية كاختبار‬
‫وقد توصلت الدراسة إىل أ ّن ىناك مستوى متوسط لأليكوسياحة والتنمية احمللية على مستوى احملميّة الطبيعية‬
،‫ كما أ ّن ىناك عالقة طردية قوية بني األيكوسياحة وخمتلف أبعاد التنمية احملليّة؛ االقتصادية‬،‫بتازة والية جيجل‬
‫ تساىم األيكوسياحة يف حتقيق التنمية احمللية يف اجلزائر عامة واحملمية الطبيعية بتازة‬،‫ وبالتايل‬،‫الثقافية والبيئية‬-‫االجتماعية‬
.‫والية جيجل على وجو اخلصوص‬
.‫ املنطقة البحرية احملميّة‬،‫ احملميّة الطبيعية‬،‫ التنمية احملليّة‬،‫ األيكوسائح‬،‫ األيكوسياحة‬:‫الكلماتّالمفتاحيّة‬
Abstract
The ecotourism sector is currently one of the most important and growing sectors of tourism
in the global tourism market. It also plays a major role in achieving local development in various
regions and tourist destinations, especially remote ones.
This study aims to shed light on the concept of ecotourism, and the extent of its contribution
to achieving local development in Algeria. To fulfill this end, a questionnaire was distributed to 083
individuals of visitors to some important tourist sites in the nature reserve of Taza, Jijel city, in
order to know the levels of ecotourism and local development in the nature reserve, using a set of
statistical measures such as one sample t-test and the Pearson correlation coefficient and others.
The study concluded that there is an average level of ecotourism and local development at
the nature reserve of Taza, Jijel city, there is also a strong direct relationship between ecotourism
and the various dimensions of local development; Economic, social-cultural and environmental, and
therefore, ecotourism contributes to achieving local development in Algeria in general and the
nature reserve of Taza, Jijel city in particular.
Key words: ecotourism, ecotourist, local development, nature reserve, marine protected area.

Résumé
Le secteur de l'écotourisme est actuellement l'un des secteurs touristiques les plus importants
et les plus en croissance sur le marché mondial du tourisme, Il joue également un rôle majeur dans
la réalisation du développement local dans diverses régions et destinations touristiques, en
particulier les plus éloignées.
Cette étude vise à faire la lumière sur le concept d'écotourisme, et l'étendue de sa
contribution à la réalisation du développement local en Algérie. a cet effet, un questionnaire a été
distribué à 380 personnes parmi les visiteurs de quelques sites touristiques importants de la réserve

III
naturelle de Taza, wilaya de Jijel. Afin de connaître les niveaux d'écotourisme et de développement
local dans la réserve naturelle, en utilisant un ensemble de mesures statistiques telles que le test t
pour la moyenne d'un échantillon et le coefficient de corrélation de Pearson et d'autres.
L'étude a conclu qu'il existe un niveau moyen d'écotourisme et de développement local au
niveau de la réserve naturelle de Taza, wilaya de Jijel, il existe également une forte relation directe
entre l'écotourisme et les différentes dimensions du développement local; Economique, socio-
culturel et environnemental, ainsi, l'écotourisme contribue à la réalisation du développement local
en Algérie en général et de la réserve naturelle de Taza, wilay de Jijel en particulier.
Mots clés: écotourisme, écotouriste, développement local, réserve naturelle, aire marine protégée.

IV
‫الصفحة‬ ‫الفهرس المختصر‬
‫الواجهة‬
‫‪I‬‬ ‫شكر وتقدير‬
‫‪II‬‬ ‫إهداء‬
‫‪III‬‬ ‫ادللخص‬
‫‪V‬‬ ‫فهرس احملتويات ادلختصر‬
‫أ‪-‬ر‬ ‫ادلق ّدمة العامة‬
‫الفصل األول‪ :‬األسس النظرية لأليكوسياحة‬
‫‪13‬‬ ‫متهيد‬
‫‪14‬‬ ‫ادلبحث األول‪ :‬مدخل إىل السياحة‬
‫‪33‬‬ ‫ادلبحث الثاين‪ :‬مفهوم األيكوسياحة‬
‫‪52‬‬ ‫ادلبحث الثالث‪ :‬األطراف ذات ادلصلحة يف األيكوسياحة‬
‫الفصل الثاني‪ :‬األيكوسياحة كأداة فعالة لتحقيق التنمية المحلية‬
‫‪67‬‬ ‫متهيد‬
‫‪68‬‬ ‫ادلبحث األول‪ :‬مفهوم التنمية احمللية‬
‫‪86‬‬ ‫ادلبحث الثاين‪ :‬عناصر ومتطلبات التنمية احمللية‬
‫‪100‬‬ ‫ادلبحث الثالث‪ :‬آثار األيكوسياحة على التنمية احمللية‬
‫الفصل الثالث‪ :‬األيكوسياحة في الجزائر‪ :‬المقومات والجهود المبذولة‬
‫‪124‬‬ ‫متهيد‬
‫‪125‬‬ ‫ادلبحث األول‪ :‬مؤشرات القطاع السياحي يف اجلزائر‬
‫‪134‬‬ ‫ادلبحث الثاين‪ :‬واقع األيكوسياحة يف اجلزائر‬
‫‪155‬‬ ‫ادلبحث الثالث‪ :‬ادلشاريع النموذجية الواعدة لأليكوسياحة يف احلظرية الوطنية لتازة –والية جيجل‪-‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬دراسة تطبيقية على المحميّة الطبيعيّة بتازة‪-‬والية جيجل‪-‬‬
‫‪177‬‬ ‫متهيد‬
‫‪178‬‬ ‫ادلبحث األول‪ :‬اإلجراءات ادلنهجية للدراسة التطبيقية‬
‫‪187‬‬ ‫ادلبحث الثاين‪ :‬حتليل بيانات مستوى األيكوسياحة والتنمية احمللية‬
‫‪194‬‬ ‫ادلبحث الثالث‪ :‬حتليل نتائج منوذج االحندار ومناقشة فرضيات الدراسة‬
‫‪026‬‬ ‫اخلامتة‬
‫‪027‬‬ ‫نتائج الدراسة‬

‫‪V‬‬
‫‪012‬‬ ‫التوصيات وآفاق البحث‬
‫‪017‬‬ ‫قائمة ادلراجع‬
‫‪031‬‬ ‫ادلالحق‬
‫‪047‬‬ ‫فهرس األشكال‬
‫‪042‬‬ ‫فهرس اجلداول‬
‫‪052‬‬ ‫فهرس احملتويات‬

‫‪VI‬‬
‫المقدّمة العامّة‬
‫المقدمة العامة‪..............................................................................................‬‬

‫مقدمة‬
‫تعد السياحة من أقدم الظواىر البشرية على وجو األرض‪ ،‬حيث ارتبطت بوجود اإلنسان وتنقالتو‪ ،‬حيث‬
‫تطورت يف مظاىرىا وأىدافها ووسائلها من رلرد وسيلة لتلبية احلاجيات اليومية إىل صناعة تتعدد فيها األنواع واألذواق‬
‫والوسائل‪ ،‬مشكلة بذلك دعامة أساسية يف اقتصاديات كثري من الدول‪ .‬وقد كان لتطور وسائل النقل وتنوعها الدور‬
‫األبرز يف ازدىار وتطور السياحة‪ ،‬حيث عملت على تقليل الوقت واجلهد وتقريب الوجهات السياحية شلا انعكس اجيابيا‬
‫على زيادة احلركية السياحية زلليا وعادليا‪.‬‬
‫ويعترب قطاع السياحة حاليا أحد أكرب القطاعات االقتصادية على مستوى العامل؛ حيتل ادلركز الثالث كأكرب قطاع‬
‫صادرات بعد صناعة النفط وادلواد الكيماوية وقبل صناعة السيارات والصناعات الغذائية‪ ،‬وىذا بالنظر إىل مسامهتو‬
‫الكبرية يف االقتصاد العادلي من خالل اإليرادات السياحية (ذباوزت ‪ 7.1‬تريليون دوالر سنة ‪9173‬م وىو ما ديثل‬
‫‪ %92‬من الصادرات اخلدماتية العادلية)‪ ،‬وكذا حجم العمالة اليت يوفرىا ىذا القطاع‪ ،‬كما يلعب دور مهم يف اقتصاديات‬
‫الدول من خالل زيادة الدخل الوطين وسد العجز يف موازين ادلدفوعات‪ ،‬وتوفري العملة الصعبة وامتصاص البطالة‪.‬‬
‫وبالرغم من اإلجيابيات اليت زبلفها السياحة اجلماعية على الدول خاصة االقتصادية منها‪ ،‬إالّ أنو وكأي نشاط‬
‫اقتصادي ذلا سلبيات عليها خاصة البيئية منها واالجتماعية‪-‬الثقافية‪ ،‬وىو ما فتح اجملال واسعا أمام ظهور أمناط سياحية‬
‫جديدة رباول من خالل رلموعة من اآلليات تقليل سلبيات السياحة اجلماعية على اقتصاديات الدول عوما‬
‫واالقتصاديات احمللية على وجو اخلصوص‪ .‬وتعد األيكوسياحة باعتبارىا جزء من السياحة ادلستدامة أحد أىم ىذه األنواع‬
‫وأكثرىا منوا على ادلستوى العادلي‪ ،‬حيث تشري تقارير ادلنظمة العادلية للسياحة أ ّن السوق األيكوسياحي ينمو سنويا بأربعة‬
‫أضعاف منو السوق السياحي العادلي ككل‪ .‬وتعد األيكوسياحة دبثابة اإلكليل السحري بالنسبة للكثري من ادلناطق حيث‬
‫تعمل على زيادة الدخل وخلق فرص العمل وتقليل اآلثار السلبية للسياحة وىو ما يساىم يف ربقيق التنمية احمللية يف تلك‬
‫ادلناطق‪.‬‬
‫وتتوفر اجلزائر مقومات سياحية طبيعية وثقافية وحضارية ىائلة‪ ،‬شلا يؤىلها ألن تكون واحدة من أفضل الوجهات‬
‫األيكوسياحية الناشئة‪ ،‬وقد شهدت السنوات األخرية تزايد اعتماد وتطبيق معايري األيكوسياحة يف الكثري من ادلناطق‬
‫احملمية يف اجلزائر‪ ،‬وكذا إقامة العديد من ادلشاريع واألنشطة األيكوسياحية‪ ،‬على غرار ادلشاريع األيكوسياحية النموذجية‬
‫ادلقامة على مستوى احملمية الطبيعية لتازة بوالية جيجل‪.‬‬

‫أ‬
‫المقدمة العامة‪..............................................................................................‬‬

‫أوال‪ :‬إشكالية البحث‬


‫تسعى اجلزائر جاىدة لتحقيق التنمية احمللية يف سلتلف ادلناطق خاصة النائية منها‪ ،‬وذلك بإقامة سلتلف ادلشاريع‬
‫التنموية اليت من شأهنا أن تعود بالنفع على السكان احملليني ذلذه ادلناطق‪ .‬ويف ادلقابل‪ ،‬سبتلك اجلزائر مقومات أيكوسياحية‬
‫طبيعية وثقافية معتربة‪ ،‬األمر الذي جيعل من استغالذلا يف إقامة ادلشاريع األيكوسياحية فرصة كبرية لتعزيز جهود التنمية‬
‫احمللية خاصة يف ادلناطق النائية بالنظر إىل اآلثار النامجة عنها خاصة االقتصادية والبيئية‪ ،‬وىو ما عملت عليو من خالل‬
‫إقامة رلموعة من ادلشاريع واألنشطة األيكوسياحية يف سلتلف ادلناطق احملمية‪ ،‬على غرار ادلشاريع األيكوسياحية ادلقامة‬
‫على مستوى احملمية الطبيعية لتازة بوالية جيجل‪ ،‬وعليو من خالل ما سبق ديكن طرح اإلشكالية الرئيسية التالية‪4‬‬

‫‪ ‬ما مدى مساهمة األيكوسياحة في تحقيق التنمية المحلية في الجزائر عموما والمحمية الطبيعية لتازة بوالية‬
‫جيجل على وجه الخصوص؟‬

‫ثانيا‪ :‬األسئلة الفرعية‬


‫قصد اإلجابة على اإلشكالية الرئيسية للدراسة قمنا بطرح رلموعة من األسئلة الفرعية كما يلي‪4‬‬
‫‪ ‬ما ىو مستوى تطبيق معايري األيكوسياحة يف احملميّة الطبيعية لتازة بوالية جيجل؟‬
‫‪ ‬ما ىو مستوى التنمية احملليّة يف ادلناطق التابعة للمحميّة الطبيعية لتازة بوالية جيجل؟‬
‫‪ ‬ما ىو دور األيكوسياحة يف ربقيق البعد االقتصادي للتنمية احمللية يف احملمية الطبيعية لتازة بوالية جيجل؟‬
‫‪ ‬ما ىو دور األيكوسياحة يف ربقيق البعد االجتماعي‪-‬الثقايف للتنمية احمللية يف احملمية الطبيعية لتازة بوالية جيجل؟‬
‫‪ ‬ما ىو دور األيكوسياحة يف ربقيق البعد البيئي للتنمية احمللية يف احملمية الطبيعية لتازة بوالية جيجل؟‬
‫ثالثا‪ :‬فرضيات الدراسة‬
‫ضلاول من خالل ىذه الدراسة إثبات مدى مسامهة األيكوسياحة يف ربقيق التنمية احمللية لذلك قمنا بوضع‬
‫اإلجابات ادلسبقة التالية على اإلشكالية الرئيسية والتساؤالت الفرعية كما يلي‪4‬‬
‫‪ ‬الفرضية الرئيسية‪ :‬تساىم األيكوسياحة بشكل اجيايب وفعال يف ربقيق التنمية احمللية باجلزائر عموما واحملميّة الطبيعية‬
‫لتازة بوالية جيجل على وجو اخلصوص؛‬
‫‪ ‬الفرضية الفرعية األولى‪ 4‬ىناك مستوى ضعيف لتطبيق معايري األيكوسياحة يف احملمية الطبيعية لتازة بوالية جيجل؛‬
‫‪ ‬الفرضية الفرعية الثانية‪ :‬ىناك مستوى كبري للتنمية احملليّة يف ادلناطق التابعة للمحمية الطبيعية لتازة بوالية جيجل؛‬

‫ب‬
‫المقدمة العامة‪..............................................................................................‬‬

‫‪ ‬الفرضية الفرعية الثالثة‪ :‬تساىم األيكوسياحة اجيابيا يف ربقيق البعد االقتصادي للتنمية احملليّة يف احملميّة الطبيعيّة لتازة‬
‫بوالية جيجل؛‬

‫‪ ‬الفرضية الفرعية الرابعة‪ :‬يوجد تأثري ّ‬


‫متوسط لأليكوسياحة على البعد االجتماعي‪-‬الثقايف للتنمية احملليّة يف احملميّة‬
‫الطبيعيّة لتازة بوالية جيجل؛‬
‫‪ ‬الفرضية الفرعية الخامسة‪ :‬ىناك تأثري ضعيف لأليكوسياحة على البعد البيئي للتنمية احملليّة يف احملميّة الطبيعيّة لتازة‬
‫بوالية جيجل؛‬
‫رابعا‪ :‬منهج البحث وأدوات جمع البيانات‬
‫بغية إصلاز ىذه الدراسة اعتمدنا على ادلنهج الوصفي التحليلي الذي يقوم على اجلمع بني اجلوانب النظرية‬
‫والعملية مستعينني دبجموعة من ادلصادر ادلتنوعة من كتب‪ ،‬مقاالت‪ ،‬رلالت متخصصة‪ ،‬ملتقيات‪ ،‬موسوعات‪ ،‬ومواقع‬
‫انًتنت‪ .‬وقد قمنا جبمع ادلعلومات والبيانات وتبويبها وعرضها وربليلها وتفسريىا بالنسبة للجانب النظري‪ ،‬وكذا ادلقاربة‬
‫بادلثال احلقيقي (دراسة حالة احملميّة الطبيعية لتازة ب والية جيجل) وتعميم نتائج الدراسة ادليدانية بالنسبة للجانب‬
‫التطبيقي‪ .‬ولإلجابة على التساؤل الرئيسي والتساؤالت الفرعية استخدمنا استبيان زلكم يقيس مدى مسامهة‬
‫األيكوسياحة يف ربقيق التنمية احمللية يف احملمية الطبيعية لتازة بوالية جيجل‪ ،‬وتعميم النتائج على كل احملميّات الطبيعية يف‬
‫اجلزائر‪ ،‬حيث قمنا بتحليل البيانات والوصول إىل النتائج وذلك باستخدام برنامج احلزم اإلحصائية للعلوم االجتماعية‬
‫‪.SPSS21‬‬
‫خامسا‪ :‬أهمية البحث‬
‫يكتسي البحث أمهيتو من مكانة القطاع السياحي بالنسبة لالقتصاد العادلي ككل –بالنظر إىل قيمة ادلداخيل‬
‫السياحية وحجم العمالة مقارنة بباقي القطاعات على ادلستوى العادلي‪ ،-‬وكذا مكانة قطاع األيكوسياحة ضمن السوق‬
‫السياح العادلي‪ ،‬حيث ينمو ىذا السوق سنويا بأربع أضعاف منو السوق السياحي العادلي ككل حسب تقارير ادلنظمة‬
‫العادلي للسياحة‪ .‬وبالرغم من احلداثة النسبية دلوضوع األيكوسياحة‪ ،‬والضبابية اليت ال تزال ربيط ببعض شلارساتو‪ ،‬إال أن‬
‫الكثري من األكاددييني وادلهنيني واخلرباء أصبحوا ينظرون إليها باعتبارىا البديل األمثل للسياحة اجلماعية بسبب اآلثار‬
‫السلبية اليت تنتج عن ىذه األخرية وخاصة البيئية منها‪ ،‬حيث تعمل األيكوسياحة على تفعيل أبعاد التنمية احمللية‬
‫ادلستدامة االقتصادية‪ ،‬االجتماعية والثقافية‪ ،‬والبيئية‪ ،‬وذلك بسبب اآلثار اليت يرتقب أن تنتج عنها‪.‬‬
‫أما على ادلستوى الوطين واحمللي‪ ،‬فباإلضافة إىل أمهية القطاع السياحي بالنسبة لالقتصاد الوطين (تنويع ادلداخيل‬
‫والتقليل من التبعية لقطاع احملروقات وكذا ربقيق التوازنات االقتصادية الكربى)‪ ،‬فقد أضحت األيكوسياحة وسيلة تسيري‬

‫ت‬
‫المقدمة العامة‪..............................................................................................‬‬

‫فعالة لدى القائمني على احملميات الطبيعية من أجل تقليل الضغوط البشرية واالستنزافية على مواردىا الطبيعية‪ .‬وتوفري‬
‫فرص ومشاريع اقتصادية بديلة من شأهنا ادلسامهة اجيابيا يف ربقيق التنمية احمللية يف ىذه ادلناطق‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬دوافع اختيار الموضوع‬
‫ديكن تلخيص أىم الدوافع اليت أدت بنا إىل اختيار ىذا ادلوضوع يف النقاط التالية‪4‬‬
‫‪ ‬الرغبة الشخصية الكبرية يف البحث يف ميدان اقتصاديات السياحة عموما واأليكوسياحة على وجو اخلصوص بسبب‬
‫الغموض الذي الزال حييط هبذا ادلفهوم؛‬
‫‪ ‬حداثة ادلوضوع يف رلال اقتصاديات السياحة‪ ،‬وقلة الدراسات العربية اليت تناولت موضوع األيكوسياحة وعالقتو‬
‫بالتنمية احمللية؛‬
‫‪ ‬حداثة تطبيق معايري األيكوسياحة يف الكثري من ادلناطق احملمية والوجهات السياحية؛‬
‫‪ ‬االعتقاد الراسخ بأمهية مكانة القطاع السياحي يف ربقيق اإلقالع االقتصادي ادلنشود؛‬
‫‪ ‬إثراء ادلكتبة العربية بدراسة جديدة يف رلال األيكوسياحة والتنمية احمللية‪ ،‬حيث ديكن أن يكون مرجع إلطالق دراسات‬
‫وأحباث أخرى جديدة يف ىذا ادليدان‪.‬‬
‫سابعا‪ :‬أهداف البحث‬
‫نسعى من خالل ىذا البحث إىل ربقيق مجلة من األىداف‪ ،‬ديكن أن نلخص أمهها يف النقاط التالية‪4‬‬
‫‪ ‬تسليط الضوء على موضوع اقتصاديات األيكوسياحة‪ ،‬مفاىيمو‪ ،‬أبعاده‪ ،‬وتأثرياتو على التنمية احملليّة؛‬
‫‪ ‬الوقوف على ادلقومات السياحية الطبيعيّة والثقافية الكبرية وادلتنوعة اليت تزخر هبا اجلزائر‪ ،‬ومدى إمكانية استغالذلا يف‬
‫خلق منتجات أيكوسياحية فريدة وتنافسية؛‬
‫‪ ‬التعريف بادلشاريع األيكوسياحية النموذجية على مستوى احملمية الطبيعية لتازة بوالية جيجل‪ ،‬سلتلف األطراف الفاعلة‬
‫يف إصلازىا‪ ،‬ومدى التقدم يف ربقيق األىداف ادلسطرة؛‬
‫‪ ‬قياس مستوى تطبيق معايري األيكوسياحة والتنمية احمللية يف احملمية الطبيعية لتازة وادلناطق اجملاورة ذلا؛‬
‫‪ ‬قياس مستويات مسامهة األيكوسياحة يف سلتلف أبعاد التنمية احمللية االقتصادية‪ ،‬االجتماعية الثقافية‪ ،‬والبيئية يف والية‬
‫جيجل‪.‬‬
‫ثامنا‪ :‬الدراسات السابقة‬
‫نستعرض يف ىذا العنصر بعض الدراسات السابقة حول ادلوضوع‪ ،‬ونوضح جوانب االستفادة منها يف دراستنا‪،‬‬
‫كما نربز أوجو اختالف دراستنا عنها‪.‬‬

‫ث‬
‫المقدمة العامة‪..............................................................................................‬‬

‫أ‪ .‬عرض الدراسات السابقة‬


‫يف حدود اطالعنا على ادلوضوع‪ ،‬فإن الدراسات اليت تطرقت إىل موضوع األيكوسياحة وعالقتو بالتنمية احمللية‬
‫قليلة وخاصة باللغة العربية‪ ،‬وفيما يلي نستعرض بعض ىذه الدراسات‪4‬‬
‫دراسة سعد ابراهيم حمد‪:9002 ،‬‬
‫تطوير واقع السياحة البيئية في جنوب العراق‪ -‬منطقة األهوار‪-‬‬
‫وىي عبارة عن مقال صادر عن ادلعهد التقين نينوى‪ ،‬العراق‪ .‬استهلو الباحث بإشكالية رئيسية مفادىا‪ 4‬ىل‬
‫ديكن للموارد البيئية أن تساىم يف تطوير السياحة؟ وقد ىدفت الدراسة إىل البحث يف مقومات تنمية السياحة البيئية يف‬
‫منطقة األىوار بالعراق‪ ،‬وقد توصلت الدراسة إىل رلموعة من النتائج ديكن تلخيصها فيما يلي‪4‬‬
‫‪ ‬نقص االىتمام واالستغالل من قبل مهنيو السياحة ىو الذي يعيق االستثمار السياحي يف العراق؛‬
‫‪ ‬نقص الكوادر ادلؤىلة اليت ربمل على عاتقها مسؤولية تطوير القطاع السياحي؛‬
‫‪ ‬قلة التنسيق بني الوزارات ادلعنية كالسياحة والبيئة؛‬
‫‪ ‬نقص الوعي السياحي لدى السكان احملليني بأمهية استغالل ادلوارد الطبيعية سياحيا؛‬
‫‪ ‬نقص البنية التحتية ادلخصصة للسياحة البيئيّة واليت تعكس ادلوروث الثقايف للمنطقة كالنزل البيئية وغريىا‪.‬‬
‫دراسة عروس نسرين‪:9002 ،‬‬
‫السياحة البيئية ودورها في تسويق الجزائر كمقصد سياحي مستدام –دراسة ميدانية لمحمية تازة بوالية‬
‫جيجل‪-‬‬
‫وىي عبارة عن أطروحة دكتوراه الطور الثالث‪ ،‬صادرة عن جامعة سطيف‪ ،7‬اجلزائر‪ .‬انطلقت الباحثة خالذلا من‬
‫إشكالية مت التعبري عنها من خالل التساؤل الرئيسي التايل‪ 4‬كيف ديكن اعتماد وربسني السياحة البيئية حىت تساىم يف‬
‫تسويق اجلزائر كمقصد سياحي مستدام؟‪ ،‬وقامت الباحثة بتوزيع ‪ 229‬استبيان على زوار زلمية تازة جبيجل من أجل‬
‫معرفة مستويات السياحة البيئية يف احملميّة‪ ،‬وقد توصلت الباحثة من خالل ىذه الدراسة إىل رلموعة من النتائج نوجزىا‬
‫فيما يلي‪4‬‬
‫‪ ‬ىناك مستوى متوسط لتطبيق معايري السياحة البيئية يف زلمية تازة بوالية جيجل؛‬
‫‪ ‬ىناك مستوى متوسط دلعايري تسويق زلمية تازة جبيجل كمقصد سياحي مستدام؛‬
‫‪ ‬ىناك عالقة ارتباط اجيابية قوية بني تطبيق معايري السياحة البيئية وتسويق زلمية تازة كمقصد سياحي مستدام؛‬
‫‪ ‬ديكن تعميم منوذج السياحة البيئية ادلطبق يف زلمية تازة بوالية جيجل على كل احلظائر الوطنية‪.‬‬

‫ج‬
‫المقدمة العامة‪..............................................................................................‬‬

‫دراسة محسن ميالد الترهوني‪:9002 ،‬‬


‫السياحة البيئية والتنمية المستدامة‪ -‬دراسة نموذج المجتمع الليبي‬
‫وىي عبارة عن أطروحة دكتوراه‪ ،‬صادرة عن جامعة طرابلس‪ ،‬ليبيا‪ .‬وقد انطلق الباحث يف ىذه الدراسة من‬
‫إشكالية رئيسية مفادىا‪ 4‬ما ىو أثر السياحة البيئية على التنمية ادلستدامة يف اجملتمع اللييب؟‪ ،‬وقد أجرى الباحث دراسة‬
‫ميدانية عن تأثريات السياحة البيئية والتنمية ادلستدامة باجملتمع اللييب بالنسبة للبعد االقتصادي‪ ،‬االجتماعي والثقايف‪،‬‬
‫ومدى اتفاقها مع األسلوب ادلقًتح ورصد ادلعوقات اليت ربول دون أداء السياحة البيئية لدورىا ادلأمول‪ .‬وقد توصلت‬
‫الدراسة إىل رلموعة من النتائج ديكن أن نوجزىا فيما يلي‪4‬‬
‫‪ ‬أ ّن السياحة البيئية ال تؤدي دورىا كما ينبغي أن يكون يف التنمية ادلستدامة للمجتمع اللييب؛‬
‫‪ ‬تؤثر السياحة البيئية أكثر على البعد االقتصادي للتنمية ادلستدامة منو على البعد الثقايف‪ ،‬مث البعد االجتماعي؛‬
‫‪ ‬تش ّكل ادلعوقات اخلدمية‪ ،‬االقتصاد ية االجتماعية‪ ،‬اإلجرائية واإلدارية‪ ،‬اإلعالم السياحي‪ ،‬وحسن الضيافة‪ ،‬ادلعوقات اليت‬
‫كانت سبب يف عدم أداء السياحة البيئية لدورىا كما ينبغي يف التنمية ادلستدامة للمجتمع اللييب‪.‬‬
‫‪:9111 ،Regina Scheyvens‬‬ ‫دراسة‬
‫‪Ecotourism and the empowerment of local communities‬‬
‫وىي عبارة عن مقال نشر يف رللة ‪ ،Tourism management‬اإلصدار‪ ،9‬العدد ‪ ،Elsevier ،91‬ىولندا‪.‬‬
‫وقد انطلقت الباحثة يف ىذه الدراسة من التساؤل الرئيسي التايل‪ 4‬ما ىو دور األيكوسياحة يف سبكني اجملتمعات احمللية؟‬
‫وقد ىدفت الدراسة إىل معرفة الطرق اليت من خالذلا نفهم بشكل أفضل تأثري مشاريع األيكوسياحة على حياة‬
‫األشخاص الني يعيشون يف البيئات اليت يًتدد عليها األيكوسياح‪ .‬وقد توصلت الدراسة إىل رلموعة من النتائج نوجزىا‬
‫فيما يلي‪4‬‬
‫‪ ‬أمهية سيطرة اجملتمعات احمللية على ادلبادرات األيكوسياحية ادلوجودة يف منطقتها‪ ،‬وتقاسم عوائدىا؛‬
‫‪ ‬ينبغي على األيكوسياحة أن تعزز احملافظة والتنمية على ادلستوى احمللي؛‬
‫‪ ‬التمكني السياسي للمجتمع من خالل األيكوسياحة يتم من خالل توجيو أصوات واىتمامات السكان احملليني ضلو‬
‫تنمية أي مشروع أيكوسياحي من مرحلة اجلدوى وحىت تنفيذه؛‬
‫‪ ‬يشري التمكني االجتماعي إىل احلالة ال يت يتم فيها تأكيد وتعزيز شعور اجملتمع بالتماسك والتكامل من خالل أنشطة‬
‫األيكوسياحة؛‬

‫ح‬
‫المقدمة العامة‪..............................................................................................‬‬

‫‪:3002 ،Jonathan Tardif‬‬ ‫دراسة‬


‫‪écotourisme et développement durable‬‬
‫وىي عبارة عن مقال نشر يف اجمللة اإللكًتونية ‪ ،vertigo‬اجمللد ‪ ،4‬العدد ‪ ،7‬جامعة كيبك‪ ،‬كندا‪ .‬وقد حاول‬
‫الباحث من خالل ىذا الدراسة اإلجابة على التساؤل الرئيسي التايل‪ 4‬ما ىو دور األيكوسياحة يف ربقيق التنمية‬
‫ادلستدامة؟ وقد ىدفت الدراسة إىل تتبع مصطلح األيكوسياحة منذ ظهوره وعالقتو دبختلف أنواع السياحة وآثاره على‬
‫التنمية ادلستدامة‪ ،‬وقد توصلت الدراسة إىل رلموعة من النتائج ديكن تلخيصها فيما يلي‪4‬‬
‫‪ ‬تشكل األيكوسياحة ظاىرة سياحية حديثة نسبيا؛‬
‫‪ ‬تعد األيكوسياحة وسيلة فعالية حلل مشاكل التنمية ادلستدامة يف ادلناطق الطبيعية النائية؛‬
‫‪ ‬صعوبة العثور على األيكوسياحة ادلستدامة يف الواقع العملي؛‬
‫‪ ‬تشكل األيكوسياحة عالمة تسويقية أكثر منها شلارسة سياحية‪.‬‬
‫‪:3093‬‬ ‫دراسة ‪ Jessica Coria‬و ‪ ،Enrique Calfucura‬جانفي‬
‫‪Ecotourism and the development of indigenous communities: the good, the bad, and the ugly‬‬
‫وىي عبارة عن مقال نشر يف رللة ‪ ،Ecological Economics‬العدد‪ ،Elsevier ،12‬ىولندا‪ .‬وقد استهل‬
‫الباحثان ىذه الدراسة ب اإلشكالية الرئيسية التالية‪ 4‬ىل األيكوسياحة ىي شكل من التنمية ادلستدامة للمجتمعات احمللية‬
‫األصلية؟ وقد ىدفت ىذه الدراسة إىل التعرف على سلتلف اآلثار االجيابية والسلبية لأليكوسياحة على اجملتمعات احمللية‪،‬‬
‫وتوصلت الدراسة إىل أن لأليكوسياحة آثار اجيابية وسلبية على اجملتمعات ادلضيفة تتمثل يف ربسني رفاىية السكان‬
‫احملليني‪ ،‬تنويع العائد االقتصادي‪ ،‬وتوفري فرص العمل‪ ،‬يف حني تعًتض األيكوسياحة مشكلة التوزيع غري العادل إليراداهتا‬
‫بني السكان احملليني وأصحاب ادلصلحة اخلارجيني‪ .‬كما ش ّددت الدراسة على احلاجة إىل مناىج أفضل لأليكوسياحة‬
‫القائمة على السكان احملللني‪ ،‬عالوة على ذلك‪ ،‬فقد يكون استخدام األدوات االقتصادية التكميلية وتسويق ما يسمى‬
‫األنواع الكاريزمية عناصر حامسة لتعظيم عائدات األنشطة األيكوسياحية‪.‬‬
‫‪:3092 ،Tuğba Kiper‬‬ ‫دراسة‬
‫‪Role of Ecotourism in Sustainable Development‬‬
‫وىي عبارة عن مقال نشر يف كتاب بعنوان‪ 4‬تطورات يف ىندسة ادلناظر الطبيعية‪ ،‬جامعة ناميك كمال‪ ،‬تركيا‪.‬‬
‫حاول الباحث من خالل ىذه الدراسة اإلجابة على رلموعة من األسئلة أبرزىا‪ 4‬ما ىي األيكوسياحة؟‪ ،‬ما ىي آثار‬
‫وربديات األيكوسياحة؟‪ ،‬وقد ىدفت الدراسة إىل البحث يف الطرق اليت من خالذلا ديكن تقييم األيكوسياحة والسياحة‬
‫ادلستدامة؛ واقًتاح طرق من أجل ربسني شلارسات األيكوسياحة احلالية‪ .‬وتوصلت ىذه الدراسة إىل مجلة من النتائج ديكن‬
‫تلخيصها فيما يلي‪4‬‬

‫خ‬
‫المقدمة العامة‪..............................................................................................‬‬

‫‪ ‬تزايد اىتمام السياح بالسفر إىل ادلناطق الطبيعية مؤخرا؛‬


‫‪ ‬األيكوسياحة ىي نوع من السياحة يتم تطويرىا يف ادلناطق الطبيعية هبدف تقدير الطبيعة والثقافة احمللية والتعرف عليها؛‬
‫‪ ‬تتالءم األيكوسياحة مع مبادئ السياحة ادلستدامة‪ ،‬لكنها زبتلف عنها يف اجلوانب ادلتعلقة بقضايا اجملتمع احمللي‪،‬‬
‫التفسريات ادلقدمة للزوار حول وجهة معينة‪ ،‬وعدد الزوار؛‬
‫‪ ‬تساىم األيكوسياحة يف زيادة عائدات السياحة‪ ،‬غري أهنا تساىم أيضا يف اآلثار االجتماعية االجيابية‪.‬‬
‫ب‪.‬تبيان االستفادة من الدراسات السابقة‬
‫تتميز ادلعرفة العلمية بكوهنا تراكمية‪ ،‬فكل حبث جديد البد أن يأخذ بعني االعتبار الدراسات السابقة حول‬
‫ذات ادلوضوع‪ ،‬فيضيف عالقات جديدة مع متغريات جديدة‪ ،‬أو ينفي ويصحح نتائج دراسات سابقة‪ .‬وقد انطلقت‬
‫دراساتنا من النتائج اليت توصلت إليها الدراسات السابقة‪ ،‬وديكن استظهار أوجو االستفادة من الدراسات السابقة فيما‬
‫يلي‪4‬‬
‫‪ ‬االستفادة من ادلعلومات وادلعطيات اليت تضمنتها الدراسات السابقة‪ ،‬وتوظيفها خلدمة اجلانب النظري والتطبيقي من‬
‫دراستنا؛‬
‫(ادلكونات) اليت اعتمدت عليها عروس نسرين‪ ،‬يف بناء منوذجها يف الشطر اخلاص‬
‫ّ‬ ‫‪ ‬االستفادة من ادلعايري‬
‫ادلكونات األنسب لقياس مستوى األيكوسياحة يف أي منطقة زلمية‪ ،‬حيث قمنا بإدخال‬
‫باأليكوسياحة‪ ،‬وتعد ىذه ّ‬
‫بعض التعديالت واعتماد بعض ادلتغريات ادلش ّكلة لكل م ّكون من مكونات التجربة األيكوسياحية؛‬
‫‪ ‬التعرف على سلتلف أبعاد التنمية احمللية من خالل دراسة محسن ميالد الترهوني‪ ،‬واالستعانة هبا حيث قمنا بإدخال‬
‫بعض التعديالت واعتماد بعض ادلتغريات ادلش ّكلة لكل بعد من أبعاد التنمية احملليّة وإضافة بعضها‪.‬‬
‫ج‪ .‬االختالف الموجود بين دراستنا والدراسات السابقة‬
‫تضمنت دراستنا رلموعة من اجلوانب واألبعاد ادلختلفة دلتغريي الدراسة على حد سواء‪ ،‬وىو ما دييزىا عن‬
‫الدراسات السابقة‪ ،‬وديكن تلخيص أىم ىذه االختالفات فيما يلي‪4‬‬
‫‪ ‬معاجلة األسس النظرية لأليكوسياحة‪ ،‬تطورىا التارخيي‪ ،‬مفهومها‪ ،‬مبادئها‪ ،‬وآثارىا ادلختلفة على التنمية احمللية‪،‬‬
‫باعتبارىا عملية تنموية متوسطة وطويلة ادلدى‪ ،‬وىذا ما دييز دراستنا عن الدراسات السابقة حيث تطرقت إىل سلتلف‬
‫أبعاد األيكوسياحة بالتفصيل؛ وقمنا برفع اللبس عن التسمية الصحيحة لأليكوسياحة ‪ ecotourism‬بدال من تسمية‬
‫السياحة البيئية ادلتداولة يف دراسة كل من سعد إبراهيم حمد‪ ،‬ودراسة عروس نسرين‪ ،‬ودراسة محسن ميالد الترهوني‬
‫وذلك بطريقة علمية ومنهجية؛‬

‫د‬
‫المقدمة العامة‪..............................................................................................‬‬

‫غري األول (ادلتغري ادلستقل‪-‬‬


‫دبتغري التنمية احمللية يف الدراسة‪ ،‬وزلاولة معرفة أثر ادلت ّ‬
‫متغري األيكوسياحة ّ‬
‫‪ ‬االقتصار على ربط ّ‬
‫األيكوسياحة) على مجيع أبعاد ادلتغري الثاين (ادلتغري التابع‪-‬التنمية احمللية‪ ،‬وىو ما مل نلمسو يف الدراسات السابقة اليت‬
‫‪Regina‬‬ ‫ركزت معظمها على البعد االقتصادي للتنمية احمللية وأمهلت األبعاد االجتماعية الثقافية والبعد البيئي كدراسة‬
‫‪ ،Scheyvens‬ودراسة ‪ ،Tuğba Kiper‬كما أهنا مل تقدم معايري لقياس مستويات األيكوسياحة يف منطقة ما خبالف‬
‫دراسة عروس نسرين؛‬
‫‪ ‬القيام دبحاولة قياس مستوى التنمية احمللية يف ادلناطق التابعة للمحمية الطبيعية بتازة‪ ،‬حيث تعترب دراستنا ّأول دراسة‬
‫تضع رلموعة من ادلعايري من أجل قياس التنمية احمللية دبختلف أبعادىا االقتصادية‪ ،‬واالجتماعية‪-‬الثقافية والبيئية‬
‫خصوصا على حد اطالعنا‪ ،‬وبالتايل احلصول على بيانات مباشرة عن طريق االستبيان ادلق ّدم ألفراد العيّنة‪ ،‬بدال من‬
‫البيانات غري ادلباشرة (الثانوية) اليت تقدمها ادلنظمات ذات الصلة؛‬
‫‪ ‬تدعيم البحث بدراسة ميدانية تضمنت عرض وربليل رلموعة من ادلشاريع األيكوسياحية النموذجية يف إطار مشروع‬
‫‪ Sea Med Pan‬يف احملمية الطبيعية بتازة والية جيجل‪ ،‬باإلضافة إىل اقًتاح رلموعة من ادلشاريع األيكوسياحية يف احملمية‬
‫الطبيعية بغرض ترقية األيكوسياحة هبا‪ ،‬وىو ما مل تشتمل عليو الدراسات السابقة كدراسة ‪،Jonathan Tardif‬‬
‫ط‪.‬‬
‫ودراسة ‪ Tuğba Kiper‬وغريىا‪ ،‬واليت ركزت على اجلانب النظري لأليكوسياحة فق ّ‬
‫تاسعا‪ :‬هيكل البحث‬
‫قمنا بإعداد ىذه الدراسة يف أربع فصول‪ 4‬تطرقنا يف الفصل األول إىل األسس النظرية لأليكوسياحة‪ ،‬انطالقا من‬
‫التطور التارخيي ذلا‪ ،‬تعريفها‪ ،‬خصائصها‪ ،‬أنواعها‪ ،‬وعالقتها مع األنواع األخرى للسياحة‪ ،‬أما يف الفصل الثاين فقد تناولنا‬
‫التنمية احمللية وعالقتها ب األيكوسياحة‪ ،‬يف حني تطرقنا يف الفصل الثالث إىل واقع األيكوسياحة يف اجلزائر من خالل‬
‫مقوماهتا الطبيعية والثقافية ادلوجودة‪ ،‬باإلضافة إىل إطارىا القانوين ومكانتها ضمن اسًتاتيجية السياحية يف اجلزائر مرورا‬
‫دبختلف ادلشاريع النموذجية لأليكوسياحة على مستوى احملميّة الطبيعية بتازة يف والية جيجل‪ ،‬فاقًتاح رلموعة من‬
‫ادلشاريع األيكوسياحية يف احملميّة‪ ،‬أما يف الفصل الرابع فقد قمنا بتحليل بيانات دراسة احلالة حول واقع األيكوسياحة‬
‫والتنمية احملليّة يف احملمية الطبيعية بتازة والعالقة بينهما‪ ،‬مث عرضنا النتائج وقمنا دبناقشة الفرضيات‪.‬‬
‫عاشرا ‪:‬اإلطار الزماني والمكاني للدراسة‬
‫متّ إجراء ىذه الدراسة التطبيقية وفقا للحدود الزمانية وادلكانية التالية‪:‬‬
‫أ‪-‬اإلطار الزماني للدراسة‪ :‬متّ إجراء الدراسة ادليدانية خالل الفًتة من ‪ 1‬إىل ‪ 30‬أفريل ‪ 2022‬م‪ ،‬كما تبيّنو رسالة‬
‫االستقبال الصادرة عن احلظرية الوطنية لتازة بوالية جيجل؛‬

‫ذ‬
‫المقدمة العامة‪..............................................................................................‬‬

‫ب‪-‬اإلطار المكاني للدراسة‪ :‬متّ إجراء الدراسة ادليدانية على مستوى احلظرية الوطنية لتازة والية جيجل؛‬
‫حادي عشر‪ :‬صعوبات البحث‬
‫واجهتنا خالل اصلاز ىذه الدراسة رلموعة من الصعوبات ديكن تلخيص أمهها فيما يلي‪4‬‬
‫‪ ‬نقص ادلراجع اليت تناولت موضوع األيكوسياحة‪ ،‬وعالقتو بالتنمية احمللية خاصة باللغة العربية من كتب أو دراسات؛‬
‫‪ ‬اخللط الكبري يف بعض ادلراجع بني األيكوسياحة والسياحة البيئية واأليكولوجية؛‬
‫‪ ‬عدم توفر إحصائيات حول حجم السوق األيكوسياحية وادلداخيل وكذا عدد األيكوسياح يف اجلزائر؛‬
‫‪ ‬حداثة تطبيق معايري األيكوسياحة يف احملميات الطبيعية اجلزائرية‪ ،‬ومنو صعوبة إجراء تقييم ذلا؛‬
‫‪ ‬فًتات الغلق اليت شهذهتا ادلواقع السياحية التابعة للمحميّة الطبيعية بتازة‪ ،‬بسبب إجراءات احلد من فريوس كورونا‪ ،‬وىو‬
‫وصعب من مهمة احلصول على البيانات‪.‬‬
‫ما أطال يف م ّدة إصلاز الدراسة ّ‬
‫ثاني عشر‪ :‬تحديد المصطلحات‬
‫بغية اإلحاطة ادلسبقة بادلصطلحات ادلهمة ادلستخدمة يف الدراسة‪ ،‬ينبغي ربديد مفهومها مسبقا‪ ،‬وتتمثل أىم‬
‫ادلصطلحات ادلستخدمة يف الدراسة يف ما يلي‪4‬‬
‫‪ ‬األيكوسياحة ‪ 4Ecotourism‬السفر ادلسئول إىل ادلناطق الطبيعية‪ ،‬الذي يتضمن التفسري والتعلم‪ ،‬ويساىم يف استدامة‬
‫الرفاىية االقتصادية والبيئية للمجتمعات وادلوارد احمللية‪.‬‬
‫‪ ‬التنمية المحلية ‪ :Local development‬رلموع العمليات واألنشطة اليت هتدف إىل النهوض بادلستوى االقتصادي‬
‫واالجتماعي والبيئي للمجتمعات احمللية‪.‬‬
‫‪ ‬المحمية الطبيعية‪ :‬منطقة جغرافية زلددة ادلساحة خزبصص للمحافظة على ادلوارد البيئية ادلتجددة وتطبيق النظم اجليدة‬
‫الستغالذلا‪ ،‬تشرف عليها ىيئة معينة‪ ،‬وربتوي على نباتات أو حيوانات مهددة باالنقراض شلا يستلزم محايتها من‬
‫التعديات اإلنسانية والتلوث بشىت الصور‪.‬‬

‫ر‬
‫األول‪:‬‬
‫ّ‬ ‫الفصل‬
‫األسس النظرية‬
‫لأليكوسياحة‬
‫الفصل األول‪...................................................................:‬األسس النظرية لأليكوسياحة‬
‫تمهيد‬
‫تعد السياحة ظاىرة قديبة ارتبطت بوجود اإلنساف وتنقالتو‪ ،‬حيث كانت بسيطة يف مظاىرىا‪ ،‬أىدافها ووسائلها‬
‫يف بداياهتا‪ ،‬لتصبح صناعة قائمة بذاهتا تتعدد مظاىرىا وأىدافها ووسائلها يف الوقت الراىن‪ .‬وقد كاف لتطور وسائل النقل‬
‫الدور الكبًن يف تطور السياحة‪ ،‬حيث سانبت يف التقليل من مدة السفر وزيادة رفاىيتو‪ ،‬وربط ـبتلف مناطق العادل‬
‫ببعضها‪ .‬وأماـ تعدد الرغبات والدوافع البشرية من السياحة‪ ،‬والتقدـ الكبًن يف شىت ؾباالت اغبياة اؼبادية‪ ،‬ظهرت ىناؾ‬
‫الكثًن من أنواع السياحة‪ ،‬كالسياحة الدينية‪ ،‬العالجية‪ ،‬سياحة األعماؿ‪...،‬اخل‪.‬‬
‫وتعترب األ يكوسياحة أحد أنواع السياحة اغبديثة ال ي ظهرت مع تاايد رغبة السياح يف قضا وقت أطوؿ يف‬
‫التعلم يف إطار مستداـ‪ ،‬ويتطلب قباح األيكوسياحة إشراؾ صبيع‬
‫الطبيعة العذرا والبعد عن زخرفات السياحة اعبماعية‪ ،‬و ّ‬
‫أصحاب اؼبصلحة الرئيسيٌن والثانويٌن‪ ،‬وتقريب وجهات نظرىم‪ .‬لذلك سوؼ كباوؿ من خالؿ ىذا الفصل التطرؽ إذل‬
‫ـبتلف اؼبفاىيم اؼبتعلقة بالسياحة‪ ،‬األيكوسياحة واألطراؼ ذات اؼبصلحة يف صناعة األيكوسياحة‪ ،‬وذلك كما يلي‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مدخل إلى السياحة‬


‫المبحث الثاني‪ :‬مفهوم األيكوسياحة‬
‫المبحث الثالث‪ :‬األطراف ذات المصلحة في األيكوسياحة‬

‫‪13‬‬
‫الفصل األول‪...................................................................:‬األسس النظرية لأليكوسياحة‬
‫المبحث األول‪ :‬مدخل إلى السياحة‬
‫شهدت ظاىرة السياحة تطورا كبًنا على ـبتلف األصعدة‪ ،‬وقد مرت خالؿ تطورىا دبراحل كثًنة‪ ،‬وتعددت‬
‫أشكاؽبا وأنواعها‪ ،‬وال تااؿ الكثًن من اؼبفاىيم اؼبتعلقة هبا ؿبل خالؼ بٌن الباحثٌن‪ .‬وسوؼ نستعرض يف ىذا اؼببحث‬
‫تطور السياحة عرب العصور‪ ،‬ومفهومها وأنواعها‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تطور السياحة‬
‫عرفت ظاىرة السياحة منذ القدـ بوصفها ظاىرة طبيعية ربتم على اإلنساف االنتقاؿ من مكاف ألخر ألسباب‬
‫متعددة‪ ،‬وكانت ظاىرة السفر يف فجر التاريخ بسيطة وبدائية يف مظهرىا وأسباهبا وأىدافها ووسائلها‪ ،‬مث تطورت ىذه‬
‫الظاىرة البسيطة حىت أصبحت يف ىذا العصر تشكل علما يدرس‪ ،‬ونشاطا لو أسسو ومبادئو وقواعده وتأثًناتو اؼبباشرة‬
‫وغًن اؼبباشرة على ـبتلف شؤوف اغبياة‪ ،‬لذلك انربى علما السياحة واؼبعنيوف بشؤوهنا إذل ضرورة متابعة تاريخ ظاىرة‬
‫السفر والسياحة‪ ،‬وحبث تطورىا يف اؼبراحل التارىبية اؼبختلفة لكي يبكنهم ذلك من حصر أسباهبا وفوائدىا ونتائجها‬
‫هبدؼ خدمة الفرد واجملتمع‪ .‬وفبا سبق نستنتج أف السياحة‪:1‬‬
‫أوال‪ :‬ظاىرة قديبة نشأت منذ خلق اهلل األرض ومن عليها؛‬
‫ثانيا‪:‬ربولت من ظاىرة لتحقيق رغبات اإلنساف وحاجاتو إذل ظاىرة اجتماعية وثقافية ىدفها اؼبتعة والراحة واالستجماـ؛‬
‫ثالثا‪ :‬كانت السياحة يف اؼباضي ؾبرد ظاىرة اجتماعية وإنسانية‪ .‬وتغًنت النظرة إليها يف العصر اغبديث حبيث أصبح‬
‫ينظر إذل السياحة على أهنا صناعة مركبة وىادفة إذل ربقيق تقدـ اقتصادي واجتماعي؛‬
‫رابعا‪ :‬مرت السياحة يف تطورىا التارىبي بعدة مراحل ىي‪:‬‬
‫‪-1‬السياحة في العصور القديمة‪ :‬إف غرياة التنقل والرتحاؿ من مكاف آلخر كانت موجودة عند اإلنساف منذ نشأتو‬
‫األوذل سعيا إذل ربسٌن الظروؼ اؼبعيشية ومن أجل حياة أفضل فلم تكن منظمات أو جهات رظبية توفر لإلنساف‬
‫احتياجاتو الضرورية فكاف عليو أف يسعى إذل توفًنىا بنفسو ودل تكن ىناؾ قوانٌن وأعراؼ ربد أو ربكم تصرفاتو والتااماتو‬
‫سوى قوانٌن الطبيعة‪ 2،‬وقد امتدت ىذه اغبقبة منذ ظهور اإلنساف على وجو األرض حىت سنة ‪ 3،1840‬حيث سبيات‬
‫جبملة من اػبصائص تتمحور أنبها حوؿ بساطة وسائل النقل الربي والبحري )الدواب‪ ،‬القوارب والسفن الشراعية(كما‬

‫‪1‬مثىن طو اغبوري‪ ،‬اظباعيل الدباغ‪ ،‬مبادئ السفر والسياحة‪ ،‬مؤسسة الوراؽ‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪ ،2001 ،‬ص‪.19‬‬
‫‪2‬ماىر عبد العايا‪ ،‬صناعة السياحة‪ ،‬دار زىراف للنشر والتوزيع‪ ،‬األردف‪ ،2007 ،‬ص‪.14‬‬
‫‪3‬‬
‫ماىر عبد اػبالق السيسي‪ ،‬مبادئ السياحة‪ ،‬ط‪ ،2‬ؾبموعة النيل العربية‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪ ،2016 ،‬ص‪.19‬‬

‫‪14‬‬
‫الفصل األول‪...................................................................:‬األسس النظرية لأليكوسياحة‬
‫أف أىداؼ التنقل آنذاؾ كانت ذبارية‪ ،‬أو دينية‪ ،‬أو صحية‪ ،‬من خالؿ تنقل األغنيا لالستشفا دبياه العيوف الطبيعية؛‬
‫‪1‬‬
‫جدا ‪.‬‬
‫وبذلك كاف عدد السياح قليل ً‬
‫‪2‬‬
‫ومن خصائص ىذه اؼبرحلة‪:‬‬
‫أ‪ -‬ظهور اغبكومات والدوؿ مثل الدولة يف بالد الرافدين واغبضارة الفرعونية يف مصر والرومانية؛‬
‫ب‪ -‬ظهور اعبيش ىيأ األماف للناس وبالتارل حرية اغبركة؛‬
‫ج‪ -‬ظهور األنظمة والقوانٌن إضافة إذل ظهور العلوـ وتطور وسائل النقل واؼبواصالت وخاصة السفن الشراعية؛‬
‫د‪ -‬ظهور النقود واؼبعامالت والتبادؿ التجاري وبالتارل ظهور اؼبلكية الفردية؛‬
‫ه‪ -‬ظهور األدياف واؼبعتقدات؛‬
‫ويعد الفينيقيوف من أشهر الشعوب ال ي اتسمت حبب اؼبخاطرة واالىتماـ بالرتحاؿ البحري‪ ،‬حبثا عن اؼبعرفة‬
‫والكسب اؼبادي‪ ،‬وال ي تعد من أىداؼ السياحة دبفهومها اغبديث‪ ،‬ومن ابرز الرحالت السياحية يف تلك الفرتة كانت‬
‫يف بالد اإلغريق عندما كانت تفد صباعات من اليونانيٌن القدما وبعض سكاف األقاليم األوروبية إذل منطق جبل أوؼببيا‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫ؼبشاىدة األلعاب االوؼببية ال ي شرع يف تنظيمها عاـ ‪ 776‬ؽ‪.‬ـ‪.‬‬
‫‪-2‬السياحة في العصور الوسطى‪ :‬سادت ىذه اؼبرحلة يف الفرتة اؼبمتدة بٌن حوارل القرف ‪ 15‬وهناية القرف ‪16‬‬
‫اؼبيالدي‪ ،‬كما أف السفر واالنتقاؿ بقي بدائيا كما كاف يف العصور األوذل مع تطور يسًن‪ ،‬وقد حظي السفر ألغراض دينية‬
‫بأنبية بالغة خالؿ العصور الوسطى‪ .‬وأضحى السفر ألسباب دينية ثقافة راسخة يف أكبا كثًنة من العادل‪ .‬ومع هناية‬
‫القروف الوسطى كاف ىناؾ عدد كبًن من اغبجاج اؼبسيحيٌن اؼبتوجهٌن إذل األماكن اؼبقدسة الرئيسية يف أوروبا‪ ،‬وكذلك‬
‫األمر بالنسبة للحجاج اؼبسلمٌن اؼبتوجهٌن إذل مكة‪ 4.‬خالؿ ىذه اغبقبة التارىبية كانت اغبضارة اإلسالمية يف أوج‬
‫ازدىارىا‪ ،‬فاىتمت بالعلوـ والفنوف واآلداب والعمارة وزادت حركة الناس يف ـبتلف أكبا البالد اإلسالمية‪ ،‬وقد سانبت‬
‫اغبضارة اإلسالمية يف إنشا عدد من اؼبدف أصبحت قبلة للسياح من كل أصقاع العادل كبغداد وقرطبة‪ ،‬كما سبيات ىذه‬
‫اؼبرحلة بتطور بعض اعبامعات العريقة بأوروبا مثل جامعة السوربوف بفرنسا وجامعة أوكسفورد بإقبليرتا‪ ،‬فبا جعل البلدين‬
‫‪5‬‬
‫قبلة لعدد من طالب العلم‪ ،‬غًن أنو خالؿ ىذه الفرتة دل تكن ىناؾ قوانٌن منظمة لالنتقاؿ وال وسائل نقل متطورة‪.‬‬

‫‪1‬صالح الدين عبد الوىاب‪ ،‬نظرية السياحة الدولية‪ ،‬دار اؽبنا للطباعة والنشر‪ ،‬مصر‪ ،1992 ،‬ص‪.15‬‬
‫‪2‬نعيم الظاىر‪ ،‬سراب إلياس‪ ،‬مبادئ السياحة‪ ،‬ط‪ ،1‬دار اؼبسًنة للنشر والتوزيع والطباعة‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪ ،2007 ،‬ص‪.12‬‬
‫‪3‬خالد كواش‪ ،‬السياحة مفهومها‪ ،‬أركانها‪ ،‬أنواعها‪ ،‬دار التنوير‪ ،‬اعباائر‪ ،2007 ،‬ص‪.14‬‬
‫‪4‬‬
‫‪N.Jayapalan, An introduction to tourism, Atlantic publishers and distributors, New delhi, India, 2001, p11.‬‬
‫‪5‬عويناف عبد القادر‪ ،‬السياحة في الجزائر االمكانيات والمعوقات (‪ ) 2025-2000‬في ظل اإلستراتيجية السياحية الجديدة للمخطط التوجيهي للتهيئة‬
‫السياحية ‪ ،SDAT2025‬أطروحة دكتوراه يف العلوـ االقتصادية‪ ،‬جامعة اعباائر‪ ،3‬اعباائر‪ ،2013 ،‬ص‪.5‬‬

‫‪15‬‬
‫الفصل األول‪...................................................................:‬األسس النظرية لأليكوسياحة‬
‫‪-4‬السياحة في المرحلة الحديثة‪ :‬سبتد ىذه اؼبرحلة بٌن القرف ‪ 16‬وهناية القرف ‪ 19‬اؼبيالديٌن‪ ،‬وشهدت ىذه اؼبرحلة –‬
‫ال ي بدأت بعد بد حركة االكتشافات اعبغرافية خالؿ القرف اػبامس عشر‪ -‬تغًنات عديدة يف اجملاؿ العلمي‪،‬‬
‫كاالكتشافات اعبغرافية ال ي أدت إذل زيادة األسفار والتنقالت ولعل أنبا‪ :1‬اكتشاؼ أمريكا من طرؼ كوؼببوس‪،‬‬
‫اكتشاؼ رأس الرجا الصاحل من طرؼ فاسكودي قاما سنة ‪1498‬ـ‪ ،‬واكتشاؼ اسرتاليا عاـ ‪1605‬ـ‪ ،‬ونيوزيلندا‬
‫‪2‬‬
‫عاـ ‪1769‬ـ‪.‬‬
‫لتبدأ بعد ذلك الرحالت القارية داخل األقاليم اجملهولة فيما يعرؼ بقارات العادل اعبديد‪ ،‬حيث غطت رحالت‬
‫األسباف معظم أقاليم أمريكا الالتينية خالؿ الفرتة بٌن عامي‪1513‬ـ‪1783-‬ـ‪ ،‬باإلضافة إذل الرحالت األوروبية صوب‬
‫إفريقيا‪ ،‬واتسمت ىذه اؼبرحلة بتطور اآللة وتقدـ وتطور وسائل االتصاؿ واؼبواصالت‪ ،‬فقد ساعد ظهور البواخر‬
‫والسيارات والسكك اغبديدية على جعل السفر أكثر راحة وأمنا وصحب ذلك تطور اجتماعي بظهور علما وفنانٌن يف‬
‫ـبتلف اجملاالت العلمية والدراسية والفنية‪ ،‬فكاف األفراد يسافروف إذل عواصم العادل واؼبدف الشهًنة ؼبشاىدة اآلثار واؼبراكا‬
‫الثقافية وكانت مقتصرة على فئة معينة تعرؼ بالسياح األثريا وازداد أعداد ىؤال السياح يف اقرف السابع عشر والثامن‬
‫عشر وخضعت السياحة يف ىذه اؼبرحلة لبعض القيود والقواعد والقوانٌن كجوازات السفر والتأشًنات‪،‬كنتيجة لظهور‬
‫الدوؿ ذات نظم سياسية واقتصادية ودينية ـبتلفة وظهور التشريعات وإدراؾ أنبية السياحة‪.‬‬
‫ويف أواخر القرف الثامن عشر وبداية القرف التاسع عشر‪ ،‬أحدثت الثورة الصناعية تغًنا كبًنا يف وسائل اؼبواصالت‬
‫واالتصاؿ والذي أدى إذل اختصار الوقت واؼبسافات وزيادة عدد اؼبسافرين‪ .‬ودل تعد السياحة يف ىذه اؼبرحلة ؾبرد حركة‬
‫تنقل وسفر‪ ،‬بل أصبحت ظاىرة ؽبا أبعادىا االقتصادية واالجتماعية ال ي جعلت منها ظاىرة تستحق االىتماـ‪ ،‬خاصة‬
‫أف التحوالت الاراعية والصناعية واغبضارية والثقافية ال ي شهذهتا ىذه اؼبرحلة قد سانبت بشكل رئيس يف بروز السياحة‬
‫كنشاط إنساين وقطاع اقتصادي لو دوره الذي ال يقل أنبية عن بقية القطاعات االقتصادية األخرى‪ ،‬ففي ىذه اؼبرحلة‬
‫‪3‬‬
‫ظهرت أنواع متعددة وـبتلفة من النشاطات السياحية ال ي ارتبط كل منها بأىداؼ معينة‪.‬‬
‫ومع هناية ىذه اؼبرحلة دل تعد السياحة مقتصرة على العائالت اإلقطاعية‪ ،‬بل أصبحت سبارس من قبل الشرائح‬
‫السكانية دبختلف مستوياهتا‪ ،‬األمر الذي أدى إذل تاايد أعداد السياح وتكثيف النشاطات السياحية اؼبختلفة‪.‬‬

‫‪1‬مرواف أبو رضبة وآخروف‪ ،‬مبادئ السياحة‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الربكة للنشر والتوزيع‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪ ،2001 ،‬ص‪.20‬‬
‫‪2‬خالد كواش‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.16‬‬
‫‪3‬عثماف ؿبمد غنيم‪ ،‬بنيتا نبيل سعد‪ ،‬التخطيط السياحي‪ ،‬ط‪ ،1‬دار صفا للنشر والتوزيع‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪ ،1999 ،‬ص‪.18‬‬

‫‪16‬‬
‫الفصل األول‪...................................................................:‬األسس النظرية لأليكوسياحة‬
‫‪-5‬السياحة المعاصرة‪ :‬تبدأ ىذه اؼبرحلة مع بداية القرف العشرين الذي تطورت خاللو السياحة بصورة دل تشهدىا من‬
‫قبل خاصة بعد اغبرب العاؼبية الثانية‪ ،‬حيث استقرت األوضاع السياسية وازدىرت األوضاع االقتصادية وزاد االىتماـ‬
‫باعبوانب االجتماعية والنفسية للبشر يف العديد من أقاليم العادل ال ي سنت فيها القوانٌن والتشريعات ال ي ربمي العامل‬
‫واإلنساف‪ ،1‬كما شهدت ىذه اؼبرحلة تقنيات جديدة مثل الطًناف‪ ،‬أجهاة الكمبيوتر‪ ،‬الروبوتات‪ ،‬األقمار الصناعية‬
‫واالتصاالت‪ ،‬وال ي حولت الطريقة ال ي يعيش هبا الناس‪ ،‬العمل‪ ،‬واللعب‪ .‬ويعود الفضل للتكنولوجيا اغبديثة يف تطور‬
‫السياحة اعبماعية لعدد من األسباب‪ :‬زادت وقت الفراغ‪ ،‬وفرت دخل إضايف تقديري‪ ،‬حسنت االتصاالت السلكية‬
‫‪2‬‬
‫والالسلكية ‪ ،‬و خلقت وسائل نقل أكثر فعالية‪.‬‬
‫كما شهدت ىذه اؼبرحلة ظهور العديد من اؼبنظمات الدولية‪ :‬كاؼبنظمة العاؼبية للسياحة التابعة ؽبيئة األمم‬
‫اؼبتحدة‪ ،‬و يعترب القرف العشرين دبثابة العصر الذىيب للسياحة لعدة اعتبارات أنبها‪:3‬‬
‫أ‪ -‬التطور والتقدـ الكبًن يف وسائل النقل اؼبختلفة الربية و البحرية و اعبوية يف ؾباؿ األماف و السرعة و الراحة‪ .‬وكمثاؿ‬
‫على انتشار وسائل النقل تطور الطائرات اغبربية ال ي كانت تستعمل ألغراض اغبرب إذل طائرات مدنية لنقل الركاب‪،‬‬
‫وىذا بدوره الغي اؼبسافات بٌن الدوؿ‪ ،‬أي أصبح االنتقاؿ من دولة إذل أخرى ال يستغرؽ إال ساعات ؿبدودة‪ ،‬بعد أف‬
‫‪4‬‬
‫كاف االنتقاؿ من مكاف آلخر يستغرؽ أياـ طويلة وحيث كانت ؿبفوفة باؼبخاطر والقراصنة‪.‬‬
‫ب‪ -‬التطور و التقدـ الكبًن يف وسائل اإلعالـ و االتصاؿ (اؼبرئية واؼبسموعة واؼبقرو ة) مع السهولة والسرعة يف نقل‬
‫األخبار يف غبظة حدوثها عرب قارات العادل (االنرتنت ‪ ،‬الفاكس…)‪.‬‬
‫ج‪-‬البفاض أسعار الرحالت الشاملة بالطائرات )‪ (charters‬يف الفرتة بٌن ‪1960‬ـ إذل ‪1966‬ـ‪ ،‬أدى إذل تضاعف‬
‫‪5‬‬
‫ىذه الرحالت وساعد على تشجيع السياحة إذل مناطق بعيدة وفتح أسواؽ سياحية جديدة‪.‬‬
‫د‪ -‬تاايد أوقات الفراغ والعطل السنوية اؼبدفوعة األجر‪ ،‬وارتفاع اؼبستوى الثقايف واالجتماعي و العلمي الذي أنعكس‬
‫على اذباه السياحة‪.‬‬
‫ه‪ -‬اىتماـ الدوؿ بالسياحة واغبرص على تنميتها وتطويرىا ساىم يف انتعاش اغبركة السياحية‪.‬‬

‫‪1‬صليحة حواسين‪ ،‬التطورات الجديدة في التسويق السياحي ودورىا في خلق الجيوسياحة (دراسة حالة مديرية السياحة والصناعات التقليدية لوالية عين‬
‫الدفلى)‪ ،‬رسالة ماجستًن يف العلوـ االقتصادية‪ ،‬جامعة اعباائر‪ ،2014 ،3‬ص‪.66‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Chucky.Gee Dean, Eduardo fayos-sola, International tourism: a global perspective, world tourism organisation,‬‬
‫‪Madrid, spain, 1997, p12.‬‬
‫‪3‬ىدى سيف لطيف‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.22‬‬
‫‪4‬زيد منًن عبوي‪ ،‬االقتصاد السياحي‪ ،‬ط‪ ،1‬األردف‪ ،2008 ،‬ص‪.17‬‬
‫‪5‬ماىر عبد اػبالق السيسي‪ ،‬مبادئ السياحة‪ ،‬ط‪ ،2‬ؾبموعة النيل العربية‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪ ،2016 ،‬ص‪.23‬‬

‫‪17‬‬
‫الفصل األول‪...................................................................:‬األسس النظرية لأليكوسياحة‬
‫و‪ -‬يف ىذه الفرتة‪ ،‬ويف بداية عقد الستينات ظهر ألوؿ مرة علم السياحة إذل الوجود بوصفو علما مستقال ومتكامال‬
‫ومعرتؼ بو‪ .‬ومت إنشا اؼبدارس واؼبعاىد واعبامعات اؼبتخصصة بتدريس ىذا العلم‪ .‬ومت إصدار العديد من األحباث‬
‫‪1‬‬
‫والكتب والنشرات السياحية‪.‬‬
‫ز‪ -‬تطور أماكن اإليوا وتعدد ىا وتنوعها واتساع الرقعة اعبغرافية ؽبا‪ .‬فبعد أف كانت عبارة عن قصور ضخمة تصلح‬
‫إلقامة األثريا والقادرين على الدفع‪ ،‬نشأت فنادؽ من الدرجة الثانية والثالثة‪ ،‬كما ظهرت اؼبوتيالت على الطرؽ‬
‫السياحية اػبارجية‪ ،‬بيوت الشباب واؼبخيمات السياحية ال ي سبتاز بأسعارىا اؼبعتدلة حىت أصبحت ضمن إمكانيات‬
‫شرائح الطبقة العاملة بشكل عاـ‪.‬‬
‫ح‪-‬أخذت الرحالت السياحية تتجو من السياحة الفردية كبو السياحة اعبماعية‪ ،‬وازبذت طابعا منظما يشرؼ عليو‬
‫وكاالت السفر والسياحة الواسعة االنتشار يف العادل‪.‬‬
‫وقد فتح تاايد عدد الوجهات السياحية على مستوى العادل يف الوقت الراىن الباب على مصراعيو كبو تاايد‬
‫االستثمارات السياحية‪ ،‬األمر الذي جعل من السياحة ؿبرؾ رئيسي للتقدـ االجتماعي واالقتصادي يف ىذه الدوؿ من‬
‫خالؿ خلق فرص العمل واؼبؤسسات‪ ،‬عوائد الصادرات‪ ،‬وتنمية البىن التحتية‪.‬‬
‫وعلى مدار العقود الستة اؼباضية شهدت السياحة مبوا وتنوعا مستمرا‪ ،‬ليصبح واحد من أكرب وأسرع القطاعات‬
‫االقتصادية مبوا على اؼبستوى العاؼبي‪ .‬كما ظهرت العديد من الوجهات السياحية العاؼبية اعبديدة إضافة إذل الوجهات‬
‫التقليدية اؼبفضلة من أوروبا وأمريكا الشمالية‪.‬‬
‫وتتبج ح السياحة كوهنا ربقق مبوا متواصال مع مرور الوقت‪ ،‬بالرغم من الصدمات العرضية‪ ،‬فبا يدؿ على قوة‬
‫ّ‬
‫القطاع ومرونتو‪ .‬فقد تاايد عدد السياح على اؼبستوى الدورل من ‪ 25‬مليوف سائح سنة ‪1950‬ـ على اؼبستوى الدورل‬
‫إذل ‪ 278‬مليوف سائح سنة ‪1980‬ـ‪ ،‬إذل ‪ 674‬مليوف سائح سنة ‪2000‬ـ‪ ،‬إذل ‪ 1460‬مليوف سائح سنة ‪2019‬ـ‪.‬‬
‫وباؼبقابل فقد تطورت اإليرادات السياحية الدولية احملصلة من ـبتلف الوجهات السياحية من ‪ 2‬مليار دوالر سنة‬
‫‪1950‬ـ‪ ،‬إذل ‪ 104‬مليار دوالر سنة ‪1980‬ـ‪ ،‬إذل ‪ 495‬مليار دوالر سنة ‪2000‬ـ‪ ،‬إذل ‪ 1.481‬تريليوف دوالر سنة‬
‫‪2019‬ـ‪.‬‬
‫وتعد السياحة فئة رئيسية يف ذبارة اػبدمات الدولية‪ ،‬فباإلضافة إذل اإليرادات ال ي ربصلها الوجهات السياحية‪،‬‬
‫فإف السياحة تولد أيضا ‪ 255‬مليار دوالر أمريكي من الصادرات من خالؿ خدمات نقل السياح الدوليٌن اؼبقدمة لغًن‬

‫‪ 1‬نعيم الظاىر‪ ،‬سراب إلياس‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.23‬‬

‫‪18‬‬
‫الفصل األول‪...................................................................:‬األسس النظرية لأليكوسياحة‬
‫اؼبقيمٌن يف عاـ ‪2019‬ـ‪ ،‬ليصل إصبارل قيمة الصادرات السياحية إذل ‪ 1.7‬تريليوف دوالر أمريكي‪ ،‬أي دبعدؿ ‪ 5‬مليار‬
‫‪1‬‬
‫دوالر أمريكي يوميا يف اؼبتوسط‪.‬‬
‫وسبثل السياحة الدولية حاليا ‪ %28‬من صادرات العادل من اػبدمات‪ ،‬و‪ %7‬من الصادرات العاؼبية‪ ،‬حيث مبت‬
‫السياحة أسرع من التجارة العاؼبية على مدى السنوات األربع اؼباضية‪ .‬وباعتبارىا فئة تصدير عاؼبية‪ ،‬ربتل السياحة اؼبرتبة‬
‫الثالثة بعد الوقود واؼبواد الكيميائية وقبل اؼبنتجات الغذائية والسيارات‪ ،‬يف حٌن تعد قطاع التصدير األوؿ يف كثًن من‬
‫الدوؿ النامية‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تعريف السياحة والسائح‬
‫يتوقف تعريف السياحة والسائح على ؾبموعة من اؼبعايًن والشروط‪ ،‬وىذا ما سوؼ كباوؿ تبيانو يف ىذا اؼبطلب‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف السياحة‬
‫تعد ظاىرة السياحة من الظواىر اؼبعقدة يف ؾباؿ البحث والدراسة وذلك بسبب مشولية أبعادىا جملاالت ـبتلفة‪،‬‬
‫وتعدد أنواعها‪ ،‬فبا صعب على الباحثٌن واؼبنظمات ذات الصلة إعطا تعريف شامل ؽبذه الظاىرة‪ .‬والبد قبل الدخوؿ يف‬
‫تفاصيل تعريف السياحة من الوقوؼ على األىداؼ الكامنة ورا تعريف أي ظاىرة بشكل عاـ‪ ،‬والظاىرة السياحية‬
‫‪2‬‬
‫بشكل خاص‪ .‬ويبكن القوؿ إف الوصوؿ إذل تعريف دقيق ومتكامل وموحد للظاىرة السياحية وبقق األغراض التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬غرض تعليمي‬
‫من اؼبهم أف يعرؼ الطالب اؼبتخصصوف يف الدراسات السياحية معىن الظاىرة السياحية‪ .‬فتطوير الظاىرة‬
‫السياحية يتطلب بالضرورة الوقوؼ على معادل ىذه الظاىرة وأبعادىا وعناصرىا وىذا يأيت من خالؿ اإلطالع على‬
‫العديد من التعاريف وربليلها والربط اعبدرل بينها وصوال إذل تعريف متكامل ومتفق عليو من قبل اعبميع‪.‬‬
‫‪ -2‬غرض إحصائي‬
‫اإلحصا عبارة عن وسيلة تستخدـ من قبل صبيع العلوـ لتطوير أي ظاىرة مدروسة مهما اختلفت‪ .‬والوصوؿ‬
‫إذل تعريف موحد ومتكامل ومتفق عليو للظاىرة السياحية حبيث يسهل مهمة الباحثٌن يف قياس الظاىرة السياحية‪ ،‬حبيث‬
‫ذبنبهم اػبلط الق ائم بٌن ظاىرة السفر بشكل عاـ والظاىرة السياحية بشكل خاص‪ .‬وىكذا نصل إذل حالة مثلى لتوحيد‬
‫الضوابط واؼبعايًن واؼبقاييس اؼبستخدمة يف قياس الظاىرة السياحية‪ ،‬خصوصا يف ؾباالت اإلحصا السياحي اإلقليمي‬
‫والدورل‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪International Tourism Highlights, 2020 edition, UNWTO, http://www.e-‬‬
‫‪unwto.org/doi/pdf/10.18111/9789284418145‬‬
‫‪ 2‬نعيم الظاىر‪ ،‬سراب إلياس‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪،‬ص‪.28،27‬‬

‫‪19‬‬
‫الفصل األول‪...................................................................:‬األسس النظرية لأليكوسياحة‬
‫‪ -3‬غرض تشريعي وإداري‬
‫إف التشريعات والقوانٌن اإلدارية تتطلب بالضرورة التعمق يف الظاىرة السياحية‪ ،‬وبالتارل رسم أبعاد النشاط‬
‫السياحي وحدوده وفصلها عن األنشطة األخرى هبدؼ التأكد من أف التشريعات والقوانٌن تصيب اؽبدؼ فعال‪ .‬فإصدار‬
‫تشريع خاص من أجل تطوير النشاط السياحي يتطلب بالضرورة ربديد األنشطة السياحية اؼبشمولة هبذا اإلعفا ‪.‬‬
‫وإصدار تشريع بإلغا السفر ألغراض سياحية ىل يشمل صبيع اؼبسافرين للخارج‪ ،‬أـ شروبة معينة بالذات؟‪.‬‬
‫وينظر إذل السياحة على أهنا صناعة القرف العشرين أو الصناعة اؼبتداخلة أو اؼبركبة أو الصناعة اؼبتكاملة أو‬
‫الصناعة بدوف مداخن أو غذا الروح أو برتوؿ القرف الواحد والعشرين‪ 1.‬وقد عرفت اجملتمعات العربية السياحة منذ‬
‫القدـ‪ ،‬حيث كانت القوافل ذبوب أمكنة بعيدة من أجل التجارة‪ ،‬وطلب الرزؽ‪ ،‬ودبجي اإلسالـ واعتناؽ القبائل العربية‬
‫لو‪ ،‬سانبت السياحة يف انتشار اإلسالـ يف أمصار بعيدة‪ ،‬ؼبا عرؼ عن اؼبسلمٌن من خصاؿ ضبيدة كاألمانة والصدؽ‬
‫ش (‪ )1‬إ ايَلفإ إه ْم إر ْحلاةا‬ ‫وعدـ الغش يف البيوع‪ .‬وقد رسخ القرآف الكرًن تلك الرحالت يف قولو تعاذل‪ (( :‬إإإل ايَل إ‬
‫ف قُ اريْ ٍ‬
‫ف (‪ ،(1))))4‬وقد ورد‬ ‫وع وآمنا هم إمن اخو ٍ‬ ‫إ‬ ‫إ‬ ‫إ‬
‫ب اى اذا الْبا ْيت (‪ )3‬الَّذي أاط اْع ام ُه ْم م ْن ُج ٍ ا ا ُ ْ ْ ْ‬ ‫الشتا إاء او َّ‬
‫الص ْي إ‬
‫ف (‪ )2‬فا لْيا ْعبُ ُدوا ار َّ‬ ‫ِّ‬
‫لفظ السياحة يف القرآف الكرًن يف أكثر من موضع‪ ،‬ومن ذلك سورة التوبة اآلية (‪ ،)02‬حيث يقوؿ اهلل تعاذل‪:‬‬
‫ين)) (‪ ،)2‬وتعين ىنا كلمة‬ ‫إ‬ ‫ض أ ْاربا اعةا أا ْش ُه ٍر اوا ْعلا ُموا أانَّ ُك ْم غاْي ر ُم ْع إج إزي اللَّ إو اوأ َّ َّ‬ ‫يحوا فإي ْاأل ْار إ‬ ‫إ‬
‫ان الل او ُم ْخ إزي الْ اكاف إر ا‬ ‫ُ‬ ‫((فاس ُ‬
‫فسيحوا أي فسًنوا أيها اؼبشركوف سًن السائحٌن آمنٌن مدة أربعة أشهر ال يتعرض خالؽبا لكم أحد‪ .‬ويف السورة نفسها‬
‫إ‬ ‫إ‬ ‫الراكإعُو ان َّ‬
‫الس إ‬ ‫السائإ ُحو ان َّ‬‫ْح إام ُدو ان َّ‬ ‫إ‬
‫اج ُدو ان ْاْلم ُرو ان بإال اْم ْع ُروف اوالن ُ‬
‫َّاىو ان اع إن‬ ‫ورد قولو تعاذل‪(( :‬التَّائبُو ان ال اْعابإ ُدو ان ال ا‬
‫ين))(‪ .)3‬والسائحوف ىنا تعين الصائموف استنادا لقوؿ رسوؿ اهلل (صلى‬ ‫إإ‬ ‫الْمن اك إر والْحافإظُو ان لإح ُد إ‬
‫ود اللَّ إو اوبا ِّ‬
‫ش إر ال ُْم ْؤمن ا‬ ‫ُ‬ ‫ُ ا ا‬
‫اهلل عليو وسلم ) " سياحة أم ي الصوـ " ويقوؿ اؼبفسروف ىم اؼبسافروف للجهاد أو لطلب العلم‪ ،‬كما وردت يف سورة‬
‫ٍ‬
‫ت ٰسئإ ٰح ٍ‬ ‫إ ٍ إ ٍ ٰإ ٍ إ ٍ‬ ‫إ‬
‫ت‬ ‫ٰجا اخ ْي ًرا ِّمن ُك َّن ُم ْسل ٰامت ُّم ْؤم ٰنات قان ٰتات ٰتائ ٰبات ٰاعبإ ٰاد ا ا‬
‫س ٰى اربُّوۥُٓ إن طالَّ اق ُك َّن أان يُْبدلاوۥُٓ أا ْزاو ً‬
‫التحرًن قولو تعاذل (( اع ا‬
‫ت اوأابْ اك ًارا))(‪ .)4‬والسائحات تعين الصائمات‪ ،‬وظبي الصائم سائحا ألنو يسيح يف النهار بال زاد‪ ،‬وقاؿ بعض‬ ‫ثايِّٰب ٍ‬
‫ا‬
‫اؼبفسرين أف معناىا اؼبهاجرات‪ ،‬يضاؼ إذل ذلك أف من فرائض اإلسالـ حج البيت ؼبن استطاع إليو سبيال‪ ،‬وىو ما‬
‫يدخل اليوـ يف باب السياحة الدينية‪.‬‬

‫(‪ )1‬سورة قريش‬


‫(‪ )2‬سورة التوبة‪ ،‬اآلية (‪)02‬‬
‫(‪ )3‬سورة التوبة‪ ،‬اآلية (‪)112‬‬
‫(‪ )4‬سورة التحرًن اآلية (‪)05‬‬
‫‪ 1‬ماىر عبد العايا توفيق‪ ،‬صناعة السياحة‪ ،‬دار زىراف للنشر والتوزيع‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪ ،1997 ،‬ص‪.14‬‬

‫‪20‬‬
‫الفصل األول‪...................................................................:‬األسس النظرية لأليكوسياحة‬
‫من خالؿ ما تقدـ لبلص إذل أف اؼبعىن اغبديث للفظ السياحة دخيل على اللغة العربية ألف كل اؼبعاين ال ي‬
‫وبملها اللفظ يف اللغة العربية ـبتلفة‪.‬‬
‫أما أصل كلمة السياحة "‪ "Tourism‬من "‪ "Tour‬ال ي تعين رحلة‪ ،‬وأطلقت على طالب العلم االقبليا يف أوربا‬
‫كلمة السياح "‪ " Tourist‬يف القرف الثامن عشر‪ ،‬وانتشرت ىذه الكلمة من الفرنسية إذل اللغات األخرى واستعملت‬
‫للسياحة والسائح‪ ،‬أي التحرؾ يف رحلة لغرض اؼبنفعة أو الرتفيو أو الصحة‪ ،‬وليس الكتساب األمواؿ أو اإلقامة الدائمة‬
‫‪1‬‬
‫يف الدوؿ اؼبضيفة‪.‬‬
‫عرؼ قاموس اؼبعاين اعبامع السياحة على أهنا من الفعل "ساح" يسيح‪ ،‬سائح‪ ،‬أي انتقل وطاؼ وىو‪ :‬التنقل‬
‫وّ‬
‫‪2‬‬
‫من بلد إذل آخر قصد التناه وحب االستطالع‪.‬‬
‫وقد قدمت الكثًن من اؼبنظمات اؼبتخصصة وكذا الباحثٌن واؼبهنيٌن تعاريف ـبتلفة للسياحة‪ ،‬فينظر إليها عادل‬
‫االقتصاد على أهنا ظاىرة اقتصادية ألهنا عبارة عن عرض للسلع واػبدمات اؼبتنوعة يقابلو طلب عليها من طرؼ السياح‪،‬‬
‫وينظر إليها عادل االجتماع على أهنا ظاىرة اجتماعية اؽبدؼ منها ىو رغبة السياح يف زيادة رأظباؽبم االجتماعي من‬
‫خالؿ االحتكاؾ والتعرؼ على شعوب وثقافات ـبتلفة جديدة‪ ،‬ويكمن االختالؼ بٌن ىذه التعاريف يف التباين يف‬
‫التخصص العلمي وعناصر السياحة يف حد ذاهتا (اؼبكاف‪ ،‬الوظيفة‪ ،‬اؼبتعة‪ ،‬الثرا )‪ .‬ومن أجل إعطا تعريف شامل لظاىرة‬
‫السياحة البد أف نتطرؽ إذل ؾبموعة من التعاريف اؼبتخصصة‪ ،‬ونذكر من بينها‪:‬‬
‫عرؼ األؼباين جويًن فرويلر"‪ "Jobert Feuler‬السياحة سنة ‪1905‬ـ‪ ،‬وىو أوؿ تعريف للسياحة‪ ،‬حيث عرؼ‬
‫السياحة على أهنا‪ " :‬ظاىرة من ظواىر العصر‪ ،‬تنبثق من اغباجة اؼبتاايدة إذل الراحة وتغيًن اؼبكاف‪ ،‬وإذل التمتع جبماؿ‬
‫الطبيعة واإلحساس هبا وكذا اإلقامة يف مناطق ؽبا طبيعتها اػباصة‪ ،‬وأيضا تطور االتصاالت بٌن الشعوب واألفراد وأوساط‬
‫‪3‬‬
‫ـبتلفة من اعبماعات اإلنسانية‪ ،‬ىذه االتصاالت ال ي كانت شبرة اتساع نطاؽ التجارة والصناعة وتقدـ وسائل النقل"‪.‬‬
‫ينظر ىذا التعريف لظاىرة السياحة على أهنا حاجة من حاجيات الطبيعة البشرية اؼبتعددة واؼبتجددة‪ ،‬وىي‬
‫اغباجة إذل الراحة واؽبدو ‪ ،‬وال ي يتم إشباعها عن طريق السفر إذل اؼبناطق ذات اؼبناظر الطبيعية اػبالبة واإلقامة هبا‪ ،‬كما‬
‫ركا التعريف على البعد االتصارل للسياحة ودورىا يف اتساع الرتابط بٌن الشعوب فبا ينعكس عليها اهبابيا على صبيع‬
‫األصعدة‪.‬‬

‫‪1‬مسعود مصطفى الكتاين‪ ،‬علم السياحة والمنتزىات‪ ،‬دار اغبكمة للطباعة والنشر‪ ،‬اؼبوصل‪ ،‬العراؽ‪ ،1990 ،‬ص‪.121‬‬
‫زيارة الرابط ‪2020/10/20‬تاريخ‪https://www.almaany.com/ar/dict/ar-ar/%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%ad%d8%a9/‬‬
‫‪2‬‬

‫‪3‬ماىر عبد العايا توفيق‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.22‬‬

‫‪21‬‬
‫الفصل األول‪...................................................................:‬األسس النظرية لأليكوسياحة‬
‫كما عرؼ العادل االقتصادي النمساوي"‪ "Choulirne schratanhous‬عاـ ‪1910‬ـ‪ ،‬السياحة على أهنا‪":‬‬
‫االصطالح الذي يطلق على أي عمليات خصوصا العمليات االقتصادية ال ي تتعلق بوجود وإقامة وانتشار األجانب‬
‫‪1‬‬
‫داخل وخارج منطقة معينة أو أية بلدة ترتبط هبم ارتباطا مباش ػرا"‬
‫ركا ىذا التعريف على اعبوانب االقتصادية للسياحة فقط‪ ،‬وأنبل اعبوانب األخرى خاصة االجتماعية منها‬
‫والثقافية واالتصالية اؼبهمة ال ي تنبثق عن السياحة‪.‬‬
‫" بأف‬ ‫و"‪Kurt Kraft‬‬ ‫" رئيس اعبمعية الدولية ػبربا السياحة العاؼبيٌن‬ ‫"‪Walter humziker‬‬ ‫وبٌن األستاذ‬
‫السياحة ىي‪ " :‬ؾبموع العالقات والظواىر ال ي ترتتب على إقامة مؤقتة لشخص أجنيب يف مكاف ما لطاؼبا أف ىذه اإلقامة‬
‫اؼبؤقتة ال تتحوؿ إذل إقامة دائمة‪ ،‬وطاؼبا دل ترتبط ىذه اإلقامة بنشاط يدر رحبا ؽبذا األجنيب "‪.2‬‬
‫ركا ىذا التعريف على ـبتلف الظواىر الناذبة عن السياحة وأضاؼ ؽبا عنصرا مهما يف تعريف السياحة وىو عدـ‬
‫فبارسة السائح ألي نشاط اقتصادي من شأنو أف يدر رحبا عليو‪ ،‬باإلضافة إذل عدـ ربوؿ اإلقامة إذل إقامة دائمة‪.‬‬
‫إال أف واحد من التعاريف اؼبفاىيمية الذي يستحق اىتماما خاصا ىو الذي قدما ‪ Gilber‬سنة ‪،1990‬‬
‫وقد اقرتح من أجل الفهم االجتماعي للسياحة‪ " :‬السياحة ىي جا واحد من الرتفيو الذي ينطوي على السفر إذل‬
‫ؾبتمع أو وجهة غًن مألوفة ‪ ،‬لفرتة قصًنة األجل‪ ،‬وذلك لتلبية حاجات مستهلك من نشاط واحد أو ؾبموعة من‬
‫األنشطة "‪.3‬‬
‫وينظر ىذا التعريف إذل السياحة من وجهة نظر اجتماعية حيث يرى أف السياحة ىي نشاط ترفيهي يهدؼ إذل‬
‫تلبية حاجات السائح االجتماعية من خالؿ التعرؼ على ؾبتمعات وشعوب أخرى‪.‬‬
‫ودل يقتصر تعريف السياحة على الباحثٌن فقط‪ ،‬بل أيضا اىتمت بو اؽبيئات الدولية اغبديثة والقديبة‪ ،‬وال ي من‬
‫بينها‪:‬‬
‫عرؼ مؤسبر األمم اؼبتحدة للسياحة والسفر الدورل اؼبنعقد بروما سنة ‪1963‬ـ السياحة على أهنا‪ " :‬ظاىرة‬
‫اجتماعية وإنسانية تقوـ على انتقاؿ الفرد من مكاف إقامتو الدائمة إذل مكاف آخر لفرتة مؤقتة ال تقل عن أربعة وعشرين‬
‫ساعة‪ ،‬وال تايد عن اثين عشرة شهرا هبدؼ السياحة الرتفيهية‪ ،‬العالجية أو التارىبية‪ ،‬والسياحة كالطائر ؽبا جناحاف نبا‬
‫‪4‬‬
‫السياحة اػبارجية والداخلية"‪.‬‬

‫‪1‬ؿبمود كامل‪ ،‬السياحة الحديثة علما وتطبيقا‪ ،‬اؽبيئة العامة اؼبصرية للكتاب‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪ ،1975 ،‬ص‪.16‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Walter, Hamziker, Le tourisme: caractéristiques principales, Aiest éditions gurten, Berne, paris, 1992, p76.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Norbert Vanhove, the economics of tourism destinations, second edition, Elsevier publication, USA, 2011, p2.‬‬
‫‪4‬قنفة نورة‪ ،‬ظبيشي وداد‪ ،‬المقومات السياحية الجزائرية بين أزمة تفعيل الممارسة واقعيا وحتمية توظيف اإلعَلم السياحي المرئي‪...‬الفلم الوثائقي المتلفز‬
‫نموذجا‪ ،‬اؼبلتقى الدورل األوؿ حوؿ اؼبقاوالتية ودورىا يف تطوير القطاع السياحي يف اعباائر‪ ،‬جامعة قاؼبة‪ ،‬يومي ‪ 09 ،08‬نوفمرب ‪ ،2015‬ص‪.3‬‬

‫‪22‬‬
‫الفصل األول‪...................................................................:‬األسس النظرية لأليكوسياحة‬
‫ركا ىذا التعريف على مدة السياحة وأنواعها‪ ،‬يف حٌن أنبل ـبتلف اآلثار ال ي تنتج عن ظاىرة السياحة وخاصة‬
‫االقتصادية منها‪.‬‬
‫أما األكاديبية الدولية للسياحة فقد عرفتها بأهنا‪" :‬السياحة تعبًن يطلق على حاالت الرتفيو‪ ،‬وعلى ىذا األساس‬
‫‪1‬‬
‫فهي ؾبموعة األنشطة احملضرة لتحقيق ىذا النوع من الرحالت الرتفيهية‪ ،‬وىي صناعة تتعاوف على سد حاجة السائح‪".‬‬
‫ركا ىذا التعريف على أف السياحة ىي صناعة تتطلب ؾبموعة من اؼبدخالت (أنشطة)‪ ،‬وأنبل آثارىا اؼبختلفة‬
‫ومدهتا‪.‬‬
‫يف حٌن عرفت اؼبنظمة العاؼبية للسياحة )‪ (WTO‬السياحة على أهنا‪ ":‬تشمل األنشطة ال ي يقوـ هبا األشخاص‬
‫خالؿ رحلتهم وإقامتهم يف أماكن خارج مكاف إقامتهم اؼبعتادة وؼبدة متتالية ال تتجاوز سنة واحدة ألغراض الرتفيو‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫األعماؿ وأغراض أخرى‪".‬‬
‫ركا ىذا التعريف على األنشطة واألغراض ومدة السياحة‪ ،‬وأنبل ـبتلف اآلثار اؼبتولدة عنها‪.‬‬
‫من خالؿ التعريفات السابقة يبكننا إعطا تعريف شامل للسياحة وىي ظاىرة انتقاؿ األشخاص سوا داخل‬
‫بالدىم من منطقة إذل أخرى (سياحة داخلية)‪ ،‬أو االنتقاؿ إذل دوؿ أخرى (سياحة خارجية)‪ ،‬وذلك ألغراض متعددة‬
‫مثل‪ :‬الرتفيو‪ ،‬الراحة‪ ،‬العالج‪ ،‬الرياضة‪ ،‬إقامة الشعائر الدينية‪ ،....،‬غًن الكسب اؼبادي أو اإلقامة‪ .‬ولفرتة زمنية مؤقتة‬
‫تتجاوز ‪24‬ساعة وال تتعدى سنة واحدة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬تعريف السائح‬
‫وبضى تعريف السائح بأنبية بالغة لدى الكثًن من اؼبنظمات واؽبيئات اغبكومية وغًن اغبكومية‪ ،‬لعدة أغراض‬
‫كاألغراض اإلحصائية ال ي هتتم جبمع اؼبعلومات والبيانات واإلحصائيات اػباصة بعدد السواح‪ ،‬أصنافهم‪ ،‬أغراضهم‪،‬‬
‫مقدرهتم على اإلنفاؽ‪ ،‬أعمارىم‪ ،‬مواطنهم‪...‬اخل‪ ،‬وكذلك اغباؿ بالنسبة للسياسة االقتصادية فكل إنفاؽ داخل البلد‬
‫اؼبضيف من قبل السواح يعترب إنفاقا سياحيا مهما كانت طبيعتو فيدخل ربت ىذا التحديد مثل اإلنفاؽ على الطعاـ‪،‬‬
‫الشراب‪ ،‬اإليوا ‪ ،‬النقل‪ ،‬الرتفيو‪...‬اخل يف داخل ىذا اإلطار ىناؾ دوافع تربط بٌن ـبتلف عناصر اإلنفاؽ الذي يدور حوؿ‬
‫استًناد خدمات وسلع سياحية للسائحٌن الذين يتنقلوف إذل البلد اؼبضيف لالستهالؾ السياحي‪.3‬‬

‫‪1‬مشرت فطيمة‪ ،‬تطوير القطاع السياحي ودوره في تحقيق نمو اقتصادي مستديم –دراسة تحليلية استشرافية آفاق ‪ ،-2030‬أطروحة دكتوراه الطور‬
‫الثالث (ؿ‪.‬ـ‪.‬د) يف العلوـ االقتصادية‪ ،‬جامعة البويرة‪ ،‬اعباائر‪ ،2020/2019 ،‬ص‪.6‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Jean michel Dewaily, Emile Flament, Le tourisme , SEDES ,Coll, Campus, Paris, P11.‬‬

‫‪3‬جغرافيا السياحة والطيران‪ ،‬ط‪ ،1‬اؼبؤسسة العامة للتعليم الفين والتدريب اؼبهين‪ ،‬اؼبملكة العربية السعودية‪ ،2007 ،‬ص‪.10‬‬

‫‪23‬‬
‫الفصل األول‪...................................................................:‬األسس النظرية لأليكوسياحة‬
‫وتتعدد التعريفات اؼبتعلقة بالسائح ومن بينها التعريف الذي قدمتو عصبة األمم اؼبتحدة حيث شاركت عصبة‬
‫األمم خالؿ عقد الثالثينيات يف احملاوالت اػباصة بتحديد مفهوـ السياحة وذلك من خالؿ ربديد الفئات ال ي يبكن‬
‫تسميتها بالسائحٌن‪ .‬ففي البداية قبد أف عصبة األمم يف عاـ ‪1937‬ـ قامت بتحديد مفهوـ السياح على أهنم‬
‫"األشخاص الذين يسافروف من أجل اؼبتعة أو ألسباب صحية أو أسباب خاصة‪ ،‬وكذا األشخاص الذين يسافروف من‬
‫أجل حضور اجتماعات علمية‪ ،‬إدارية‪ ،‬سياسية‪ ،‬أو رياضية أو غًنىا‪ ،‬ىذا باإلضافة إذل اؼبسافرين يف رحالت حبرية حىت‬
‫ولو قضوا مدة أقل من ‪ 24‬ساعة"‪ .‬وبذلك بدأت تظهر وألوؿ مرة عند تعريف السائح أنبية معيار مدة اإلقامة‪ ،‬وحبيث‬
‫ال تقل عن ‪ 24‬ساعة باستثنا اؼبشاركٌن يف الرحالت البحرية‪.‬‬
‫وتباعا ؽبذا التعريف فإنو ال ينطبق على األشخاص الذين يرغبوف يف اغبصوؿ على إقامة دائمة يف الدولة أو‬
‫‪1‬‬
‫األشخاص الذين يرغبوف يف اغبصوؿ على عمل صفة السائح‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫وقد حصرت عبنة السياحة التابعة لعصبة األمم السائحٌن يف الفئات التالية‪:‬‬
‫‪-1‬األشخاص الذين يسافروف من أجل اؼبتعة أو ألسباب صحية أو ألسباب خاصة؛‬
‫‪-2‬األشخاص الذين يسافروف من أجل حضور اجتماعات أو يبثلوف نواحي ـبتلفة مثل (النواحي العلمية واإلدارية‬
‫والسياسية والدينية والرياضية‪...‬اخل)؛‬
‫‪-3‬األشخاص الذين يسافروف من أجل العمل والتجارة؛‬
‫‪-4‬اؼبسافروف يف رحالت حبرية حىت ولو قضوا إقامة أقل من ‪ 24‬ساعة وتقيد ىذه اعبماعة على أهنا صباعة خاصة‬
‫بصرؼ النظر عن مكاف إقامتهم اؼبعتاد إذا كاف ذلك ضروريا‪.‬‬
‫عرؼ مؤسبر روما العاؼبي للسياحة سنة ‪1963‬ـ‪ ،‬السائح بأنو‪ " :‬من ياور بلدا غًن بلده الذي يقيم فيو‬
‫كما ّ‬
‫بصورة دائمة ومعتادة‪ ،‬ألي سبب من األسباب‪ ،‬عدا قبوؿ وظيفة بأجر يف البلد الذي ياوره"‪ .3‬وقد مشل ىذا التعريف‬
‫فئتٌن من الاائرين نبا‪ :‬السائحٌن ومسافري الرحالت السريعة‪.‬‬
‫‪-1‬السائحون )‪ :(Touristes‬وىم الاائروف اؼبؤقتٌن الذين يقيموف على األقل ؼبدة ‪ 24‬ساعة يف الدولة ال ي ياوروهنا‪.‬‬
‫‪-2‬مسافري الرحَلت السريعة )‪ :(Excursionnistes‬وىم الاائروف اؼبؤقتٌن ؼبدة تقل عن ‪ 24‬ساعة يف الدولة ال ي‬
‫‪4‬‬
‫ياوروهنا‪.‬‬

‫‪1‬اقتصاديات القطاع السياحي في مصر وانعكاساتها على االقتصاد القومي‪ ،‬سلسلة قضايا التخطيط والتنمية‪ ،‬رقم‪ ،124‬معهد التخطيط القومي‪ ،‬صبهورية‬
‫مصر العربية ‪ ،‬ديسمرب‪ ،1998‬ص‪.09‬‬
‫‪2‬أضبد فوزي ملوخية‪ ،‬مدخل إلى علم السياحة‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الفكر اعبامعي‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2008 ،‬ص‪،‬ص ‪.37،38‬‬
‫‪3‬مصطفى يوسف كايف‪ ،‬فلسفة اقتصاد السياحة والسفر‪ ،‬ط‪ ،1‬دار اغبامد للنشر والتوزيع‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪ ،2016 ،‬ص‪.40‬‬
‫‪4‬يسرى دعبس‪ ،‬صناعة السياحة بين النظرية والتطبيق‪ ،‬ط‪ ،1‬اؼبلتقى اؼبصري لإلبداع والتنمية‪ ،‬مصر‪ ،2003 ،‬ص‪،‬ص ‪.163،162‬‬

‫‪24‬‬
‫الفصل األول‪...................................................................:‬األسس النظرية لأليكوسياحة‬
‫‪1‬‬
‫وعليو فبا سبق نستنتج أف األشخاص الذين ال ينطبق عليهم تعريف السائح ىم‪:‬‬
‫أ‪ -‬أعضا اؽبيئات الدبلوماسية؛‬
‫ب‪ -‬أفراد القوات اؼبسلحة األجنبية؛‬
‫ج‪ -‬العاملوف اؼبؤقتٌن فبن يرتبطوف بعقود عمل يف دولة أجنبية كأف يكونوا خربا ‪ ،‬موظفوف أو عماؿ أو أي عمل أخر‬
‫بشكل مؤقت؛‬
‫د‪ -‬األشخاص اؼبقيمٌن عند اغبدود ويعملوا يف أراضي دولة أخرى؛‬
‫ه‪ -‬من يفد دولة ما بقصد التوطن كالالجئٌن السياسيٌن أو االستقرار والسكن يف بلد ما أو األشخاص الذين يرغبوف‬
‫يف اغبصوؿ على إقامة دائمة؛‬
‫و‪ -‬اؼبسافروف العابروف (كمسافرين الرتانايت‪ ،‬طاقم الطائرة‪ ،‬الباخرة‪ ،‬سائقي القاطرات‪ ،‬الشاحنات)‪ ،‬فبن يعربوف البلد‬
‫ويبقوف فيو لفرتة تقل عن ‪24‬ساعة؛‬
‫‪2‬‬
‫أما بالنسبة للجاائر فقد تبنّت تعريف اؼبنظمة العاؼبية للسياحة إال أهنا أضافت إليو بعض اؼبفاىيم‪.‬‬
‫أ‪-‬الدخول‪ :‬كل مسافر عرب اغبدود ودخل الرتاب الوطين خارج مساحة العبور يعترب داخال؛‬
‫ب‪-‬المسافر‪ :‬كل شخص دخل الرتاب الوطين مهما كانت دوافع ىذا الدخوؿ ومهما كاف مقر إقامتو وجنسيتو باستثنا‬
‫اعبوالٌن يف رحلة حبرية‪.‬‬
‫واعبواؿ يف رحلة حبرية ىو كل زائر يدخل اغبدود الوطنية ويغادرىا يف نفس السفينة ال ي جا فيها وال ي يبكث‬
‫على متنها طوؿ مدة إقامتو يف البالد‪.‬‬
‫ج‪-‬الزائر‪ :‬كل من دخل حدود اعباائر من غًن أف يقيم فيها عادة مال يبارس فيها أي مهنة مقابل أجر وىذا التعريف‬
‫يشمل فئتٌن من الزوار‪ :‬نبا السياح واعبوالوف‪.‬‬
‫د‪-‬السائح‪ :‬كل زائر لفرتة ؿبدودة يبقى على األقل ‪ 24‬ساعة يف البالد‪ ،‬ويبكن تلخيص دوافع زيارتو يف األغراض التالية‪:‬‬
‫اؼبتعة (يف عطلة‪ ،‬أسباب صحية‪ ،‬دراسية‪ ،‬دواعي دينية‪ ،‬رياضية ) أشغاؿ (زيارة األقارب‪ ،‬مهمة‪ ،‬اجتماع)‪.‬‬
‫ه‪ -‬غير المقيمين‪ :‬ىم السياح اعبوالوف واؼبسافروف العابروف للجاائر باستثنا اعبوالٌن يف رحلة حبرية‪.‬‬
‫و‪-‬المقيمون‪ :‬ىم اؼبسافروف غًن اعبوالٌن يف رحلة حبرية وغًن اؼبقيمٌن وكل اعباائريٌن يعتربوف مقيمٌن‪.‬‬

‫‪1‬ماىر بد العايا توفيق‪ ،‬صناعة السياحة‪ ،‬دار زىراف‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪ ،2008 ،‬ص‪.28‬‬
‫‪2‬الديواف الوطين لإلحصائيات‪ ،‬مجموعة اإلحصائيات السنوية رقم ‪ ،18‬نشرة ‪ ،2000‬ص‪.275‬‬

‫‪25‬‬
‫الفصل األول‪...................................................................:‬األسس النظرية لأليكوسياحة‬
‫ز‪-‬الجوال‪ :‬ىو زائر ؼبدة ؿبدودة‪ ،‬إقامتو يف اعباائر ال تتجاوز ‪ 24‬ساعة وىذا اؼبفهوـ ينطبق على كل اؼبسافرين الذين‬
‫ىم يف جولة حبرية ما عدا اؼبسافرين الذين يبكن اعتبارىم من الناحية القانونية أهنم دل يدخلوا الرتاب فضال عن سكاف‬
‫اغبدود العاملٌن يف اعباائر‪.‬‬
‫فبا سبق نستنتج أف السائح ىو الشخص الذي يسافر خارج ؿبل إقامتو األصلي أو االعتيادي وألي سبب غًن‬
‫الكسب اؼبادي أو الدراسة سوا كاف يف داخل بلده (السائح الوطين) أو داخل بلد غًن بلده (السائح األجنيب) ولفرتة‬
‫تايد عن ‪24‬ساعة‪ ،‬وإف قلّت عن ذلك فهو يعترب قاصد للناىة‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬أنواع السياحة‬
‫يبكن أف تتخذ السياحة أشكاؿ متعددة وىذا طبقا للدوافع والرغبات اؼبراد إشباعها‪ ،‬فهناؾ السياحة الرياضية‬
‫والثقافية والعالجية والدينية وسياحة األعماؿ‪...،‬اخل‪ ،‬باإلضافة إذل أشكاؿ أخرى حديثة ساعد على انتشارىا التقدـ‬
‫العلمي واالقتصادي والتكنولوجي‪ ،‬وما رافقو من تطلعات ورغبات ذات نوعيات خاصة دل تكن معروفة من قبل‪ ،‬فبا‬
‫يتطلب توفًن خدمات وتسهيالت وذبهياات وعناصر جذب زبتلف إذل حد كبًن يف خصائصها وصفاهتا عما ربتاجو‬
‫السياحة التقليدية‪ ،‬وقد صنف خربا السياحة األنواع اؼبختلفة ؽبا وفقا لعدة معايًن‪:‬‬
‫أوال‪ :‬تبعا لعدد األشخاص المسافرين‪ :‬حسب ىذا اؼبعيار قبد األنواع التالية‪:‬‬
‫‪-1‬سياحة فردية‪ :‬ىي عبارة عن سياحة غًن منظمة وال تعتمد على برنامج منظم أو ؿبدد يقوـ هبا شخص أو ؾبموعة‬
‫أشخاص لايارة بلد أو مكاف ما وترتاوح مدة إقامتهم حسب سبتعهم باؼبكاف أو حسب وقت الفراغ اؼبتوفر لديهم‪ ،‬كل‬
‫سائح من ىذه اجملموعة لو دوافعو ورغباتو اػباصة ال ي جا من أجل ربقيقها وال ي تتوقف على مقدرتو اؼبادية‪.1‬‬
‫‪-2‬سياحة جماعية‪ :‬تقوـ هبا ؾبموعة سياحية أو ؾبموعة من األفراد وتكوف منظمة من طرؼ منظمات متخصصة‬
‫كالوكاالت السياحية أو مربؾبة من طرؼ األىل واألقارب من أجل التقرب واالستمتاع أكثر‪ .‬ىذا النوع ىو األسهل من‬
‫حيث متابعة التأثًنات االقتصادية للسياح كاؼبداخيل الناذبة عن كل فوج سياحي‪ ،‬أما السياحة الفردية فهي صعبة اؼبتابعة‬
‫‪2‬‬
‫وبالتارل تكوف اؼبداخيل االقتصادية الناذبة عنها صعبة التحديد‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ثانيا‪ :‬طبقا لنوع وسيلة النقل المستخدمة‪ :‬حسب ىذا اؼبعيار قبد‪:‬‬
‫‪-1‬سياحة برية‪ :‬السيارات اػباصة‪ ،‬السكك اغبديدية‪ ،‬اغبافالت العامة واػباصة؛‬
‫‪-2‬سياحة بحرية أو نهرية‪ :‬السفن والبواخر؛‬

‫‪1‬ماىر عبد اػبالق السيسي‪ ،‬صناعة السياحة‪ :‬األساسيات والمبادئ‪ ،‬مطابع الوال اغبديثة‪ ،‬مصر‪ ،2003 ،‬ص‪.39‬‬
‫‪2‬فؤاد بن غضباف‪ ،‬السياحة البيئية المستدامة بين النظرية والتطبيق‪ ،‬ط‪ ،1‬دار صفا للنشر والتوزيع‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪ ،2015 ،‬ص‪.44‬‬
‫‪ 3‬كواش خالد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.43‬‬

‫‪26‬‬
‫الفصل األول‪...................................................................:‬األسس النظرية لأليكوسياحة‬
‫‪-3‬سياحة جوية‪ :‬الطائرات اؼبختلفة؛‬
‫ثالثا‪ :‬حسب السن‪ :‬حسب ىذا اؼبعيار قبد‪:1‬‬
‫‪-1‬سياحة الطَلئع‪ :‬وترتبط بالسن من ‪ 14-07‬سنة‪ ،‬وىي عادة ما تكوف يف إطار رحالت استكشافية‪ ،‬أو رحالت‬
‫تعلم السياحة أو التعرؼ على الطبيعة وتنظم من طرؼ الشركات أو النقابات أو اعبمعيات اػبًنية‪.‬‬
‫‪-2‬سياحة الشباب‪ :‬يف ىذا النوع يكوف ىناؾ البحث عن اإلثارة‪ ،‬والبحث عن اغبياة االجتماعية وىذا الرتباطو بالسن‬
‫الذي يرتاوح ما بٌن ‪ 21-15‬سنة‪.‬‬
‫‪-3‬سياحة الناضجين‪ :‬وىي موجهة للذين ترتاوح أعمارىم مابٌن ‪ 55-35‬سنة‪ ،‬وىي عبارة عن سياحة اسرتخا ومتعة‬
‫للهروب من جو العمل الروتيين واإلرىاؽ‪ ،‬ويغلب طابع الراحة واالستجماـ والرتفيو على ىذا النوع من السياحة‪ ،‬وتكوف‬
‫‪2‬‬
‫الرحالت دائما موجهة إذل شاطئ البحر واألماكن اؽبادئة‪.‬‬
‫‪-4‬سياحة المتقاعدين‪ :‬وىي على نوعٌن أحدنبا يقدـ عليو أفراد ىذه الشروبة فور تعاقدىم‪ ،‬وىو يتميا عن االستجماـ‬
‫والراحة واؽبدو ولذلك يتم اختيار األماكن ال ي تبعد عن اؼبدف اؼبادضبة‪ ،‬وثانيهما يتميا بايارة األماكن ال ي كاف وبلم هبا‬
‫‪3‬‬
‫السائح طيلة حياتو‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬حسب المنطقة الجغرافية‪ :‬تقسم السياحة حسب معيار اؼبنطقة اعبغرافية إذل‪:‬‬
‫أ‪-‬سياحة داخلية‪ :‬ومعناىا انتقاؿ األفراد داخل البلد نفسو أي انتقاؿ مواطين الدولة نفسها يف داخل بلدىم‪ ،‬وىذا النوع‬
‫من السياحة وبتاج إذل خدمات متنوعة وأسعار متنوعة وتشجيو ؼبواطن البلد‪ ،‬ويعترب ىذا النوع من أىم أنواع السياحة‬
‫‪4‬‬
‫لألسباب التالية‪:‬‬
‫‪-‬ال يبكن أف تنجح السياحة اػبارجية دوف قباح السياحة الداخلية‪ ،‬ألف السياحة الداخلية تبدأ دبواطين البلد نفسو حيث‬
‫ينتقلوف إذل أجاا ـبتلفة من بلدىم‪ ،‬حيث يتعرؼ اؼبواطنٌن على أآلثار واألماكن اؽبمة يف بلدىم‪ ،‬وىذا بدوره يكوف‬
‫سفًنا لبلدىم وفبثال لو‪ ،‬ويؤدي ىذا االنتقاؿ إذل احرتاـ ال سواح األجانب وعدـ التعرض ؽبم ألف مواطن البلد نفسو‬
‫سوؼ يتمتع باػبدمات ال ي يقدمها بلده وهبرهبا‪ ،‬حيث ال تكوف حكرا على األجانب‪ ،‬فبا يساىم يف التقليل من عدائية‬
‫اؼبواطن اذباه السياح األجانب؛‬
‫‪-‬توزيع الدخل بٌن مواطين البلد نفسو وعدـ تركياه يف منطقة واحدة؛‬

‫‪1‬يسري دعبس‪ ،‬السياحة‪ ،‬اؼبلتقى اؼبصري لإلبداع والتنمية‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪ ،2001 ،‬ص‪.52‬‬
‫‪2‬طو أضبد عبيد‪ ،‬مشكَلت التسويق السياحي‪ ،‬اؼبكتب اعبامعي اغبديث‪ ،2010 ،‬ص‪.163‬‬
‫‪3‬آمنة أبو حجر‪ ،‬الجغرافية السياحية‪ ،‬دار أسامة للنشر والتوزيع‪ ،‬األردف‪ ،2010 ،‬ص‪.79‬‬
‫‪4‬عال ابراىيم العسارل‪ ،‬السياحة في الوطن العربي التاريخ المخاطر المهددات‪ ،‬ط‪ ،1‬دار أمد للشر والتوزيع‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪ ،2016 ،‬ص‪.62‬‬

‫‪27‬‬
‫الفصل األول‪...................................................................:‬األسس النظرية لأليكوسياحة‬
‫‪-‬القضا على البطالة؛‬
‫‪-‬ربسٌن وتطوير البنية التحتية للبلد نفسو‪.‬‬
‫ب‪-‬سياحة إقليمية‪ :‬ىي السفر والتنقل بٌن دوؿ متجاورة تكوف منطقة سياحية واحدة مثل الدوؿ العربية‪ ،‬الدوؿ‬
‫اإلفريقية‪ ،‬دوؿ اؼبغرب العريب‪ ،‬دوؿ جنوب شرؽ آسيا‪ ،‬وتتميا السياحة اإلقليمية بالبفاض التكلفة اإلصبالية للرحلة نظرا‬
‫‪1‬‬
‫لعنصر اؼبسافة القريبة نسبيا ال ي يقطعها السائح‪.‬‬
‫ج‪-‬سياحة خارجية‪ :‬وىي انتقاؿ األفراد أو السياح انتقاال مؤقتا من بلد آلخر من أجل السياحة والتعرؼ على بالد‬
‫جديدة وعادات أىلها وطرؽ معيشتهم وتفكًنىم ومدى ما قدموه من اقبازات‪ ،2‬وتساىم السياحة اػبارجية يف تعايا‬
‫‪3‬‬
‫العالقات االقتصادية الدولية من خالؿ‪:‬‬
‫‪ -‬عقد االتفاقيات السياحية الدولية بٌن ـبتلف الدوؿ و الشركات السياحية؛‬
‫‪ -‬استخداـ رؤوس األمواؿ األجنبية لبنا البنية التحتية لتلبية احتياجات السياحة الدولية؛‬
‫‪ -‬ربسٌن نظاـ العالقات اؼبالية يف السياحة الدولية ؛‬
‫‪ -‬توسيع التعاوف وتعميقو‪ ،‬وتبادؿ اؼبساعدات يف ؾباؿ الدعاية السياحية واإلعالف السياحي‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬حسب أغراض السياحة‪ :‬حسب ىذا اؼبعيار قبد‪:‬‬
‫‪-1‬السياحة الترفيهية‪ :‬يعتقد بأف أقصى دافع لكل فرد يف السفر يتمثل يف إشباع رغباتو‪ ،‬ال ي تتجلى يف الشعور‬
‫بالسعادة أي أف للسفر خاصية فريدة تكمن يف القدرة على إشباع ىذه الرغبات‪ .‬والواقع أف رغبة الفرد يف الرتفيو والرتويح‬
‫عن النفس قوية يف ربقيق اؼبرح واإلثارة واؼبتع اغبسية‪ .‬ويف ىذا السياؽ يتفق"‪" Medougall‬مع الفكرة السابقة الذكر أف‬
‫السياحة تضفي على الشخص مايدا من السعادة وتغمره دبظاىر السرور‪.‬‬
‫وىذا النوع من السياحة يعترب من العناصر األساسية ألي نشاط سياحي؛ إذ يستهدؼ الفرد من خاللو الرتويح‬
‫عن النفس‪ ،‬واالستجماـ‪ ،‬وقضا وقت الفراغ والراحة بعيدا عن روتٌن اغبياة اليومي والضغوط اليومية اؼبستمرة‪ .‬ويبكن‬
‫اعتبار أ ّف ىدا النوع والغرض من السياحة يعد نصرا مشرتكا يف كل أنواع السياحة؛ إذ أ ّف األنواع األخرى للسياحة غالبا‬
‫‪4‬‬
‫ما تتضمن فكرة الرتفيو يف األماكن ال ي ياورىا الفرد أو يستمتع هبا‪.‬‬

‫‪ 1‬كواش خالد‪ ،‬السياحة‪ :‬مفه ٍومها‪ ،‬أركانها‪ ،‬أنواعها‪ ،‬ط‪ ،1‬دار التنوير‪ ،‬اعباائر‪ ،2007 ،‬ص‪.89‬‬
‫‪2‬صاحل ونيس عبد النيب‪ ،‬المعتمد في السياحة واألسفار‪ ،‬ط‪ ،1‬منشورات اللجنة الشعبية العامة للثقافة واإلعالـ‪ ،‬ليبيا‪ ،2006 ،‬ص‪.17‬‬
‫‪3‬ؿبمود الديباسي وآخروف‪ ،‬تخطيط البرامج السياحية‪ ،‬الطبعة األوذل‪ ،‬دار اؼبسًنة‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪ ،2002 ،‬ص ‪.140‬‬
‫‪4‬أماين رضا‪ ،‬اإلعَلم والسياحة‪ ،‬أطلس للنشر واإلنتاج اإلعالمي‪ ،‬اعبياة‪ ،‬مصر‪ ،2017 ،‬ص‪.15‬‬

‫‪28‬‬
‫الفصل األول‪...................................................................:‬األسس النظرية لأليكوسياحة‬
‫وتشًن بعض اإلحصا ات اؼبتوفرة لعدد من الدوؿ العربية أف نسبة سياحة الراحة والرتفيو والعطالت إذل إصبارل‬
‫السياحة تصل إذل ‪ %100‬يف اؼبغرب‪ %91 ،‬يف مصر‪ ،‬و‪ % 73‬يف اعباائر‪ ،‬و‪ %72‬يف البحرين‪ .‬وتشكل سياحة‬
‫العمل التجاري واؼبهين نسبة‪ %24‬يف اعباائر والسعودية‪ ،‬و‪ %17‬يف البحرين‪ .‬أما السياحة هبدؼ زيارة األصدقا‬
‫واألقارب فهي تشكل ‪ %18.6‬من حجم السياحة يف سوريا‪ %14.5 ،‬يف األردف‪ ،‬و‪ %13.1‬يف السعودية‪ .‬ويبقى‬
‫على الدوؿ النامية اؼبهتمة هبذا النمط السياحي أف تواكب الامن‪ ،‬وهتيئ السبل الرتفيهية ال ي تتماشى مع متطلبات‬
‫السائحٌن من طاليب ىذا اؼبن تج السياحي باختالؼ أذواقهم ورغباهتم‪ ،‬من أجل جذب أعداد كبًنة من السياح من‬
‫اؼبهتمٌن السياحة الرتفيهية‪.1‬‬
‫‪-2‬السياحة الرياضية‪ :‬وىذا النوع منن السياحة يعترب من أنواع السياحة القديبة وال ي تشمل رحالت الصيد ويف الوقت‬
‫اغباضر يبثل ىذا النوع من السياحة صيد األظباؾ‪ ،‬اليخوت‪ ،‬التجديف‪ ،‬ركوب اػبيل‪ ،‬الاوارؽ الشراعية‪ ،‬التاجل على اعبليد‬
‫‪...‬اخل‪.‬‬
‫واآلف أخذت الكثًن من الدوؿ العاؼبية تتنافس يف إقامة مباريات كاس العادل أو دورة األلعاب األوؼببية أو الشتوية‬
‫أو أي مباريات أخرى وذلك للمكاسب ال ي ربققها ىذه اؼبباريات الرياضية وكذلك عدد السواح اؼبشاركٌن والدعاية ال ي‬
‫ربصل عليها الدوؿ‪ .‬وىذا النوع من السياحة يتطلب إنشا بنية ربتية وفوقية على مستوى عارل من التقدـ والتطور وتوفًن‬
‫وسائل اتصاالت وإقامة فبتازة على ـبتلف األسعار‪ .‬وأصبحت ىذه اؼبباريات والسباقات تستقطب عدد كبًن جدا من‬
‫‪2‬‬
‫اؼبشاركٌن واؼبشجعٌن واؽبواة ورجاؿ األعماؿ والصحفيٌن‪...‬اخل‪.‬‬
‫وكذلك تستعد الدوؿ اؼبضيفة ؽبذا النوع من اؼبباريات قبل سنوات عديدة من إقامة ىذه اؼبباريات‪ .‬وؽبذا نرى‬
‫كثًن من الدوؿ تتسابق يف تنظيم مثل ىذه اؼبسابقات واؼبباريات مثل تنظيم سباؽ اؼبالكمة العاؼبية واؼبصارعة وكرة القدـ‬
‫والتنس‪...‬اخل‪.‬‬
‫ووبتاج ىذا النوع من السياحة إذل استثمار أمواؿ كثًنة وخدمات سياحية ضخمة وؽبذا السبب دائما تتبىن‬
‫اغبكومات واؼبنظمات الرظبية تنظيم وإنشا مثل ىذه اؼبباريات‪ .‬ويعترب ىذا النوع من السياحة من أفضل وسائل الدعاية‬
‫واإلعالف للدوؿ اؼبضيفة ؽبذه اؼببا ريات وأبسط مثاؿ على ذلك ىو مدينة مونرتياؿ يف كندا فقد كانت ىذه اؼبدينة غًن‬
‫معروفة دوليا وال تتمتع خبدمات عالية ولكن عند إقامة دورة األلعاب األوؼببية فيها عاـ ‪1976‬ـ‪ ،‬اشتهرت ىذه اؼبدينة‬
‫عاؼبيا وأصبحت مركا استقطاب سياحي عاؼبي وخاصة بالنسبة للدوؿ األوروبية وتطورت اػبدمات السياحية هبا وكذلك‬

‫‪1‬صليحة عشي‪ ،‬األداء واألثر االقتصادي واالجتماعي للسياحة في الجزائر وتونس والمغرب‪ ،‬أطروحة دكتوراه علوـ يف العلوـ االقتصادية‪ ،‬كلية العلوـ‬
‫االقتصادية‪ ،‬جامعة اغباج ػبضر‪ ،‬باتنة‪ ،‬اعباائر‪ ،2011/2010 ،‬ص‪.12‬‬
‫‪2‬ماىر عبد العايا توفيق‪ ،‬صناعة السياحة‪ ،‬دار زىراف للنشر والتوزيع‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪ ،2008 ،‬ص‪ ،‬ص‪.59،58‬‬

‫‪29‬‬
‫الفصل األول‪...................................................................:‬األسس النظرية لأليكوسياحة‬
‫البنية التحتية والفوقية هبا‪ .‬ومن الدوؿ اؼبشهورة يف إقامة مثل ىذه اؼبباريات ىي اسبانيا‪ ،‬أمريكا‪ ،‬انكلرتا‪ ،‬ايطاليا‪ .‬وأخذت‬
‫أيضا بعض الدوؿ العربية تتجو بإقامة وتطوير ىذا النوع من السياحة مثل قطر– ال ي ستحتضن موندياؿ كرة القدـ لعاـ‬
‫‪2022‬ـ‪ -‬واإلمارات العربية اؼبتحدة ومصر واؼبغرب‪.‬‬
‫‪-3‬السياحة العَلجية‪ :‬تكمن يف ىذا النوع من السياحة اغباجة إذل العالج اعبسمي والنفسي وأمراض أخرى عند‬
‫اؼبواطنٌن وسبارس هبدؼ الشفا التاـ أو التخفيف من اآلالـ واألوجاع وىي تنقسم إذل عدة أنواع حسب الوسائل الطبيعية‬
‫‪1‬‬
‫اؼبستخدمة يف العالج وىي‪:‬‬
‫أ‪ -‬السياحة العَلجية المناخية‪ :‬ويتم العالج عن طريق اؼبناخ وذلك مثل بعض األمراض ال ي تعاجل يف اعبباؿ والبعض‬
‫اآلخر يف البحار وغًنىا‪.‬‬
‫ب‪ -‬السياحة العَلجية المعدنية‪ :‬تشمل السياحة اؼبعدنية شكل السياحة الصحية األكثر انتشارا لكن التقاليد اؼبنتشرة‬
‫يف ىذا اؼبيداف ذبعلها تتجاوز ىذا اإلطار سباما حيث أهنا تعترب كإحدى وسائل التسلية‪.‬‬
‫وقد استمرت العيوف اؼبعدنية يف جذب السياح إذل اليوـ‪ ،‬ومرجع ذلك إذل االعتقاد الباقي يف القوى الشفائية‬
‫للمياه اؼبعدنية‪ ،‬وإذل التسهيالت ال ي أقيمت حوؽبا‪ ،‬السيما تسهيالت اؼبؤسبرات الدولية‪ ،‬يف بادف بادف وجودسربج ويف‬
‫فسبادف‪ .‬ودل يكن السر العالجي مقصورا على رحالت العيوف اؼبعدنية بل اشرتؾ يف ىذا اعبانب سياحة الشواطئ واعبباؿ‬
‫والريف‪.‬‬
‫‪-4‬السياحة الثقافية‪ :‬يهتم هبذا النوع شروبة معينة من السائحٌن على مستويات ـبتلفة من الثقافة‪ 2.‬وهتدؼ إذل التعرؼ‬
‫على اغبضارات القديبة وزيارة اؼبناطق األثرية ذات اؼباضي والتاريخ‪ ،‬فهي ذبتذب نوعيات من السائحٌن الذين يرغبوف يف‬
‫إشباع رغبة اؼبعرفة وزيادة معلوماهتم اغبضارية ومعايشة الشعوب اؼبختلفة بعاداهتا وفنوهنا وقيمها‪ ،‬ويبثل ىذا النوع من‬
‫السياحة ما يعادؿ ‪ %10‬من حركة السياحة الدولية كما يتميا ىذا النوع من السياحة بأف السائح عادة ما يقبل عليها‬
‫مرة واحدة فقط بغرض اؼبعرفة وال يكرر الايارة لنفس اؼبكاف‪ 3.‬ويقصد هبا السفر واالطالع أو اؼبشاركة يف مبط اغبياة ال ي‬
‫تالشت وليس ؽبا وجود يف ذاكرة اإلنساف‪ ،‬إف وجود مثل ىذه" الصورة الرائعة "أو "اللوف احمللي "يف اؼبناطق ال ي تقصد‬

‫‪1‬إبراىيم عليوات‪ ،‬مداخلة بعنواف‪ :‬السياحة في الدول العربية واقع وتحديات دراسة تجارب بعض الدول‪ ،‬اؼبلتقى الدورل حوؿ‪ :‬السياحة رىاف التنمية‬
‫اؼبستدامة‪ ،‬كلية العلوـ االقتصادية وعلوـ التسيًن‪ ،‬جامعة البليدة‪ ،‬اعباائر‪ 25/24 ،‬أفريل ‪ ،2012‬ص‪.4‬‬
‫ص‪.108‬‬ ‫‪2‬خليفة مصطفى غرابية‪ ،‬السياحة والبيئة‪ ،‬دار ناشري للنشر االلكرتوين‪،2016 ،‬‬
‫‪3‬عامر عيساين‪ ،‬األىمية االقتصادية لتنمية السياحة المستدامة‪ -‬دراسة حالة الجزائر‪ ،-‬أطروحة مقدمة ضمن متطلبات شهادة دكتوراه علوـ يف علوـ‬
‫التسيًن‪ ،‬كلية العلوـ االقتصادية وعلوـ التسيًن‪ ،‬جامعة اغباج ػبضر‪ ،‬باتنة‪ ،‬اعباائر‪ ،2010 ،‬ص‪،‬ص‪.17،16‬‬

‫‪30‬‬
‫الفصل األول‪...................................................................:‬األسس النظرية لأليكوسياحة‬
‫للسياحة يعد من عناصر اعبذب السياحي الرئيسية‪ ،‬وتشمل األنشطة يف ىذه األماكن السياحية تناوؿ الوجبات يف‬
‫‪1‬‬
‫الفنادؽ الريفية‪ ،‬مهرجاف األزيا ‪ ،‬االحتفاالت الشعبية‪ ،‬الفنوف واؼبصنوعات اليدوية ذات الطراز القدًن‪.‬‬
‫‪ -5‬سياحة األعمال‪ :‬وىي نوع جديد من السياحة ظهر يف القرف اؼباضي‪ ،‬ويتمثل يف عقد اؼبؤسبرات لايارة األسواؽ‬
‫واؼبعارض‪ ،‬ال ي تتضمن قطع أثرية وربف ال تقدر بثمن وكذا حضور اؼبؤسبرات الدولية ال ي تتضمن صبيع التوجهات‬
‫‪3‬‬
‫السياحية الدولية‪ 2،‬ومبيا فيو‪:‬‬
‫أ‪-‬السياحة العلمية والتكنولوجية‪ :‬أو السياحة البحثية وىي ال ي تشمل الدراسات والبحوث العلمية خاصة تلك ال ي‬
‫تتعلق بالبيئة النباتية واغبيوانية (الفلورا والفلونا) وكذلك دراسة حركة الطيور وىجرهتا العاؼبية وتكاثرىا‪.‬‬
‫ب‪-‬سياحة االجتماعات‪ :‬ارتبط ىذا النوع بالتطورات الكبًنة يف العالقات االقتصادية والسياسية والثقافية واالجتماعية‬
‫بٌن معظم دوؿ العادل‪ ،‬وقبدىا ترتبط ارتباطا وثيقا بسياحة اؼبعارض‪ .‬ويعتمد النهوض السياحي يف ىذا القطاع على توافر‬
‫عوامل عدة مثل اعتداؿ اؼبناخ وتوافر اؼبرافق ووسائل االتصاالت‪ ،‬ووجود الفنادؽ‪ ،‬والقاعات اجملهاة لعقد االجتماعات‪،‬‬
‫واؼبطارات الدولية‪ ،‬وموقع اؼبدينة كمنتجع سياحي يوفر مناخا مالئما ؼبثل ىذه اؼبؤسبرات‪.‬‬
‫ج‪-‬سياحة الملتقيات العلمية واالقتصادية‪ :‬ونعين هبا سياحة اؼبؤسبرات واؼبعارض‪ ،‬ومن أمثلتها سياحة اؼبؤسبرات دبدينة‬
‫شرـ الشيخ اؼبصرية‪ ،‬ومن أبرز اؼبؤسبرات ال ي عقدت ىناؾ اؼبؤسبر الدورل لصانعي السالـ الذي حضره ‪ 29‬من زعما أكرب‬
‫دوؿ العادل يف ‪.1996/3/13‬‬
‫د‪-‬سياحة األعمال والمعارض االقتصادية‪ :‬وىي السفر من أجل التسوؽ من الدوؿ ال ي تتميا بوفرة يف ؾبمعات الشرا‬
‫وجودة األسعار‪ ،‬ومنها ديب ولندف وباريس فهي وجهات للتسوؽ‪.‬‬
‫‪-6‬السياحة الدينية‪ :‬ىي السفر من دولة إذل أخرى أو االنتقاؿ داخل حدود الدولة بعينها بغرض زيارة األماكن‬
‫اؼبقدسة‪ ،‬وىي سياحة هتتم باعبانب الروحي لإلنساف فهي مايج من التأمل الديين والثقايف أو بغض الدعوة أو القياـ‬
‫بعمل خًني‪ 4،‬وتنفرد هبذا النوع من السياحة دوؿ ؿبدودة يف العادل وتأيت يف أوؽبا اؼبملكة العربية السعودية اؼبشهورة‬
‫باغبج والعمرة‪ ،‬والقدس يف فلسطٌن‪ ،‬ومناطق كربال والنجف يف العراؽ الحتوائهما على مراقد األئمة والصحابة‪ ،‬كذلك‬
‫الفاتيكاف والصٌن واؽبند لبعض األدياف والطوائف‪ 5.‬وتتنوع السياحة الدينية بتنوع أغراض اغبجاج فبعضهم يقوـ هبا للوفا‬

‫‪1‬ىباس رجا اغبريب‪ ،‬التسويق السياحي في المنشآت السياحية‪ ،‬دار أسامة للنشر والتوزيع‪ ،‬األردف‪ ، 2012 ،‬ص ‪.33‬‬
‫‪2‬أضبد عبد السميع عالـ‪ ،‬علم االقتصاد السياحي‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الوفا لدنيا الطباعة والنشر‪ ،‬االسكندرية مصر‪ ،2008 ،‬ص‪.28‬‬
‫‪3‬عثماف غنيم‪ ،‬سعد بنيتا‪ ،‬التخطيط السياحي‪ ،‬ط‪ ،1‬دار صفا للنشر والتوزيع‪ ،‬عماف‪ ،1999 ،‬ص‪.23‬‬
‫‪4‬عبد الكرًن حافظ‪ ،‬اإلدارة الفندقية والسياحة‪ ،‬دار أسامة للنشر والتوزيع‪ ،‬األردف‪ ،2010 ،‬ص‪.31‬‬
‫‪5‬خليل ؿبمد سعد‪ ،‬مبادئ علم السياحة‪ ،‬ط‪ ،1‬اعبنادرية للنشر والتوزيع‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪ ،2017 ،‬ص‪.38‬‬

‫‪31‬‬
‫الفصل األول‪...................................................................:‬األسس النظرية لأليكوسياحة‬
‫‪jusserand‬‬ ‫بنذر‪ ،‬كما ىو اغباؿ يف حاالت اؼبرض أو األخطار الكبًنة‪ ،‬أو تتم للفدية واالستغفار من خطيئة‪ .‬وقد أطلق‬
‫‪1‬‬
‫على ىذا النمط بأنو ال ينقطع‪.‬‬
‫ويتطلب ىذا النوع من السياحة خدمات متنوعة األسعار وخدمات مساعدة متوسطة‪ ،‬ويتطلب خدمات أسواؽ‬
‫كبًنة لغرض تبضع السواح منها لشرا اؽبدايا التذكارية ألىلهم وأقارهبم أثنا زيارهتم الدينية‪.‬‬
‫وزبضع ىذه ا ألماكن أيضا لاخم العمل واػبدمات يف مواسم اغبج والايارة والعمرة تتطلب خدمات كبًنة جذا‬
‫وكذلك وسائط نقل ضخمة جذا وكذلك اػبدمات األخرى‪ .‬وال تستغرؽ فرتة الايارة أكثر من مدة معينة حسب طقوس‬
‫ومواسم اغبج أو الايارة وأطوؿ فرتة ىي فرتة اغبج إذ تستغرؽ من أسبوع على األقل إذل شهر على األكثر‪.‬‬
‫‪-7‬سياحة المتعة (الترفيو‪ ،‬االستجمام)‪ :‬تكوف الايارة فيها من أجل قضا العطل (اإلجازات) يف األماكن ال ي تشتهر‬
‫باعتداؿ الطقس أو دبناظرىا الطبيعية وىدو ربوعها وصباؿ شواطئها‪ ،‬صحاريها‪ ،...‬ويعرفها اؼبختصٌن على أهنا تغيًن‬
‫مكاف اإلقامة لغرض االستمتاع والرتفيو عن النفس وليس لغرض آخر‪ ،‬ويبكن أف يتخللها فبارسة اؽبوايات اؼبختلفة‬
‫كالصيد والغوص والتاحلق‪ ،‬ويعترب ىذا النوع من أقدـ أنواع السياحة ال ي عرفها العادل‪ ،‬وسبثل جا ثابت من العرض‬
‫‪2‬‬
‫السياحي‪ ،‬وتعترب دوؿ البحر األبيض اؼبتوسط من أكثر اؼبناطق جذبا غبركة السياحة الرتفيهية‪.‬‬
‫وتعترب السياحة الصحراوية السياحة األكثر شهرة وطلبا من طرؼ السياح اليوـ‪ ،‬حيث أف السائح هبذبو‬
‫سحر الصحرا الواسعة‪ ،‬ؼبا ؽبا من دالالت‪ .‬وىي منتج تعمل الكثًن من الدوؿ على تطويره عرب استغالؿ ـبتلف‬
‫‪3‬‬
‫إمكانيات اؼبنطقة الطبيعية والتارىبية والثقافية مصحوبة بنشاطات ترفيهية واستكشافية ػبصوصيات اؼبنطقة‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫خامسا‪ :‬أنواع سياحية حديثة‪ :‬وتشمل‪:‬‬
‫‪-1‬سياحة المعاقين‪ :‬زبص شروبة اؼبعاقٌن‪ ،‬نشأت يف الواليات اؼبتحدة األمريكية سنة ‪1976‬ـ‪ ،‬صبعية لتطوير سياحة‬
‫اؼبعاقٌن وصاحب ذلك إصدار تشريعات خاصة باؼبعاقٌن تعمل على تشجيع ىذا النوع من السياحة وتوفًن كافة‬
‫التسهيالت واالحتياجات اؼبطلوبة ؽبذا النوع من السائحٌن‪.‬‬
‫‪-2‬سياحة الحوافز‪ :‬تع ترب سياحة اغبوافا من الوسائل اغبديثة لإلدارة وال ي تستخدمها اؼبؤسسات لتحقيق األىداؼ‬
‫اؼبنشودة وتكوف سياحة اغبوافا دبثابة اؼبكافأة ال ي وبصل عليها اؼبوظفوف‪ ،‬أو اؼبتعاملوف مع اؼبؤسسة‪ ،‬وتكوف ىذه اؼبكافأة‬
‫يف شكل رحلة سياحية‪.‬‬

‫‪1‬ؿبمد صبحي عبد اغبكيم‪ ،‬ضبدي أضبد الديب‪ ،‬جغرافية السياحة‪ ،‬ط‪ ،2‬مكتبة األقبلو اؼبصرية‪ ،‬القاىرة‪ ،2001 ،‬ص‪.35‬‬
‫‪ 2‬يسري دعبس‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.30‬‬
‫‪3‬فؤاد البكري‪ ،‬اإلعَلم السياحي‪ ،‬ط‪ ،1‬دار هنضة الشرؽ‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪ ،2001 ،‬ص‪.45‬‬
‫‪4‬ماىر عبد اػبالق السيسي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.69‬‬

‫‪32‬‬
‫الفصل األول‪...................................................................:‬األسس النظرية لأليكوسياحة‬
‫‪-3‬السياحة البديلة‪ :‬وتعين االىتماـ بالتوازف اإليكولوجي وضباية البيئة‪ ،‬التواصل اغبضاري واالجتماعي وضباية القيم يف‬
‫اجملتمع‪ ،‬وتعترب أداة للتنمية االقتصادية اؼبتواصلة وطريقة فعالة غبسن إدارة اؼبوارد‪.‬‬
‫‪-4‬السياحة الطبيعية‪ :‬تعترب السياحة الطبيعية أحد التطبيقات للسياحة البديلة وتقوـ أساسا على ضباية البيئة وتفادي‬
‫األضرار ال ي تساىم فيها السياحة بشكل كبًن نتيجة التوسع واالستغالؿ غًن اؼبنظم‪.‬‬
‫‪-5‬سياحة مراقبة الطيور‪ :‬وتعترب من األمباط اغبديثة حيث تعترب مراقبة الطيور ىواية منتشرة على مستوى العادل نظرا‬
‫لوجود معظم مراقيب الطيور يف أمريكا الشمالية‪ ،‬بريطانيا‪ ،‬الياباف‪ ،‬ويقدروف حبوارل ‪ 3‬إذل ‪ 4‬ماليٌن شخص‪ ،‬يسافروف إذل‬
‫‪1‬‬
‫مناطق ـبتلفة من العادل أمال يف رؤية األنواع اؼبختلفة من الطيور‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬مفهوم األيكوسياحة‬
‫رغم الضبابية ال ي ال تااؿ ربيط دبفهوـ األيكوسياحة‪ ،‬إال أنو حاز يف العقود القليلة اؼباضية على اىتماـ الباحثٌن‬
‫واػبربا واؼبنظمات الدولية ذات الصلة‪ .‬وسوؼ كباوؿ يف ىذا اؼببحث التطرؽ إذل بعض مفاىيم وخصائص ىذا‬
‫اؼبصطلح‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬السياق التاريخي لظهور مصطلح األيكوسياحة‬
‫يوجد اختالؼ بٌن الباحثٌن األكاديبيٌن واػبربا حوؿ أصل مصطلح األيكوسياحة‪ ،‬ويظهر ىذا االختالؼ جليا‬
‫يف الكثًن من الدراسات ال ي تناولت ىذا اؼبوضوع‪ .‬فبالرغم من أف جذور مصطلح األيكوسياحة ليست واضحة اؼبعادل‬
‫سباما‪ ،‬إال أف واحد من بٌن األوائل الذين استخدموه ىو ‪ Hotzer‬سنة ‪1965‬ـ والذي استخدمو لشرح العالقة اؼبعقدة‬
‫بٌن السياح والبيئات والثقافات ال ي يتفاعلوف معها‪ ،‬حيث حدد ‪ Hotzer‬أربع ركائا أساسية للسياحة اؼبسئولة‪ ،‬تتمثل‬
‫يف‪ -1:‬اغبد األدىن من األثر البيئي ‪ -2‬أدىن أثر وأقصى احرتاـ للثقافات اؼبضيفة ‪ -3‬أقصى عوائد اقتصادية للقاعدة‬
‫‪Hotzer‬‬ ‫الشعبية يف البلد اؼبضيف ‪ -4‬وأقصى ترفيو 'ارتياح' للسياح اؼبشاركٌن‪ 2،‬وقد تطور مفهوـ األيكوسياحة حسب‬
‫‪Nelson‬‬ ‫نتيجة لعدـ الرضا حوؿ هنج اغبكومات واجملتمع السلبية يف التنمية‪ ،‬خصوصا من وجهة النظر البيئية‪ .‬كما تبىن‬
‫أيضا ىذا اؼبوقف اػباص لتوضيح فكرة أف األيكوسياحة ىي يف الواقع فكرة قديبة‪ ،‬ظهرت خالؿ أواخر ‪1960‬ـ وبداية‬
‫إذل أف مصطلح‬ ‫‪Nelson‬‬ ‫‪1970‬ـ‪ ،‬عندما أصبح الباحثوف قلقوف إزا االستخداـ الالعقالين للموارد الطبيعية‪ ،‬ويشًن‬
‫‪3‬‬
‫"التنمية البيئية" أدخلت كأداة للحد من مثل ىذه التنمية‪.‬‬

‫‪1‬عامر عيساين‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪،‬ص ‪.19،18‬‬


‫‪2‬‬
‫‪Jagbir Singh, ecotourism, I.K.international publishing house PVT.LT, New Delhi, India, 2010, p p146,147.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪David A.Fennel, Ecotourism: an introduction, second edition, taylor & francais e-library, Routledge, London‬‬
‫‪,2005, p17.‬‬

‫‪33‬‬
‫الفصل األول‪...................................................................:‬األسس النظرية لأليكوسياحة‬
‫أف اؼبصطلح يرجع إذل أواخر ‪1980‬ـ‪ ،‬يف حٌن يشًن‬ ‫‪Hvenegaard‬‬ ‫و‬ ‫‪Orams‬‬ ‫ويرى علما آخروف أمثاؿ‬
‫‪1‬‬
‫إذل أف اؼبصطلح يبكن أف يرجع إذل أواخر ‪ 1970‬من خالؿ عمل ‪ Miller‬حوؿ التنمية البيئية‪.‬‬ ‫‪Higgins‬‬

‫وبالرغم من ىذا التضارب حوؿ أصل مصطلح األيكوسياحة‪ ،‬إال أف واحد من اؼبواضيع الناشئة اؼبتوافقة يف‬
‫كاف أوؿ من استخدـ ىذه الكلمة يف بداية ‪ 2.1980‬وقد‬ ‫‪Ceballos-Lascuráin‬‬ ‫األدبيات حاليا تدعم حقيقة أف‬
‫أوضح ‪ Ceballos-Lascuráin‬أف إشارتو األولية ؽبذه العبارة كانت يف عاـ ‪1983‬ـ‪ ،‬ولكنها بدأت تظهر بشكل واسع‬
‫مع مطلع تسعينات القرف العشرين من خالؿ ورشات العمل واالجتماعات ال ي نظمت من قبل اؼبنظمات غًن اغبكومية‬
‫واؼبؤسسات األكاديبية‪.‬‬
‫وقد كاف لظهور اغبركة البيئية يف أوائل ‪1970‬ـ الدور األبرز يف تطور األيكوسياحة‪ .‬حيث أثبت اىتماـ الناس‬
‫اؼبتاايد بالبيئة والرحالت اؼبوجهة كبو اؼبناطق الطبيعية‪ ،‬إذل جانب االستيا اؼبتاايد من السياحة اعبماعية‪ ،‬أف ىناؾ مكاف‬
‫لقطاع األيكوسياحة ضمن صناعة السياحة‪ .‬وباؼبقابل‪ ،‬فإف فهم وقبوؿ مبادئ احملافظة على الطبيعة واالستدامة من طرؼ‬
‫نسبة متاايدة من السكاف ساىم أيضا يف تطور مصطلح األيكوسياحة‪ 3.‬ويف نفس الوقت‪ ،‬بدأت الدوؿ النامية تدرؾ أف‬
‫السياحة القائمة على الطبيعة توفر وسائل لكسب النقد األجنيب‪ ،‬وتوفر استخداـ أقل للموارد من البدائل األخرى مثل‬
‫قطع األشجار والاراعة‪ .‬وحبلوؿ منتصف عاـ ‪ ،1980‬صنفت الكثًن من ىتو الدوؿ األيكوسياحة كوسيلة من أجل‬
‫‪4‬‬
‫ربقيق احملافظة وأىداؼ التنمية على حد سوا ‪.‬‬
‫وحبلوؿ عاـ ‪2002‬ـ‪ ،‬عيّنت اعبمعية العامة لألمم اؼبتحدة ىذه السنة كسنة دولية لأليكوسياحة‪ .‬وتعد ىذه‬
‫اؼبناسبة فرصة لعرض ذبارب األيكوسياحة يف صبيع أكبا العادل‪ ،‬من أجل تعايا األدوات واألطر اؼبؤسسية ال ي تضمن‬
‫ربقيق تنميتها اؼبستدامة يف اؼبستقبل‪ .‬ويعين ىذا تعظيم الفوائد االقتصادية‪ ،‬البيئية واالجتماعية من األيكوسياحة‪ ،‬مع‬
‫ذبنب عيوهبا وآثارىا السلبية اؼباضية‪ 5.‬وقد ّتوجت الثمانية عشر اجتماعا ربضًنيا ال ي أقيمت خالؿ سن ي ‪ 2001‬و‬
‫بالقمة العاؼبية لأليكوسياحة يف مدينة كيبك الكندية‪ ،‬وال ي عقدت بٌن ‪ 19‬و ‪ 22‬ماي ‪2002‬ـ‪ 6.‬وقد كاف‬
‫‪2002‬ـ ّ‬
‫‪7‬‬
‫من نتائج السنة الدولية لأليكوسياحة ثالثة استنتاجات رئيسية وىي‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫‪David fennell, Ecotourism: an introduction, fourth edition, taylor & francais e-library, Routledge, London, 2015,‬‬
‫‪p9.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪David fennell, Ecotourism, third edition, taylor & francais e-library, Routledge, London, 2008, p17.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Jonathan Tardif, Écotourisme et développement durable, Vertigo la revue électronique en sciences de‬‬
‫‪l'environnement, 2003, p2.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪R.K.Blamey, The encyclopedia of ecotourism, CAB international, UK, 2001, p5.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪http://www.gdrc.org/uem/eco-tour/2002/yearecoturism2002.html‬‬ ‫تاريخ االطالع على الرابط ‪ 2020/08/14‬على الساعة ‪20:30‬‬
‫‪6‬‬
‫‪Jim Butcher, the united nations international year of ecotourism: a critical analysis of development implications,‬‬
‫‪Progress in development studies journal, publications Sage, 2006, p147.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪Charles R. Goeldner, J.R.Brent Ritchie, Tourism: Principles, Practices, Philosophies, Tenth edition, Jhon Wiley and‬‬
‫‪Sons, Inc, USA, 2006, p480.‬‬

‫‪34‬‬
‫الفصل األول‪...................................................................:‬األسس النظرية لأليكوسياحة‬
‫أوال‪ :‬سياسة األيكوسياحة‪ :‬حيث قاـ أكثر من ‪ 50‬بلد بوضع سياسات واسرتاتيجيات تركا على األيكوسياحة على‬
‫اؼبستوى الوطين‪ .‬وقد أثبت مفهوـ األيكوسياحة أنبيتو حيث ينظر إذل التنوع الطبيعي والثقايف كأصوؿ سياحية‪ ،‬كما‬
‫يشدد على أنبية مشاركة اجملتمعات احمللية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬األيكوسياحة والتنمية المستدامة‪ :‬حيث تبٌن األدلة اؼبلموسة أف األيكوسياحة إف سبّت إدارهتا بطريقة مستدامة‪،‬‬
‫فسوؼ تساعد على اغبفاظ على التنوع البيولوجي‪ ،‬زبفيف الفقر يف اؼبناطق الريفية‪ ،‬ويبكن أف توفر منافع للمجتمعات‬
‫احمللية واألصلية ال ي تقع بالقرب من‪ ،‬أو يف اؼبناطق احملمية رظبيا‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬األيكوسياحة كمحرك اقتصادي عالمي‪ :‬م ن األمور اؼبعرتؼ هبا حاليا أف السياحة أصبحت ؿبرؾ اقتصادي‬
‫عاؼبي‪ .‬وأف التحدي الرئيسي بالنسبة للمستقبل ىو تطبيق مبادئ األيكوسياحة‪/‬السياحة اؼبستدامة يف صبيع أشكاؿ‬
‫‪1‬‬
‫التنمية السياحية‪.‬‬
‫وعلى العموـ يبكن تلخيص أىم اؼبراحل التارىبية لتطور مفهوـ األيكوسياحة وتركيا كل مرحلة من خالؿ الشكل‬
‫اؼبوارل‪:‬‬

‫خَلل األلفينات‬ ‫الشكل رقم (‪ :)01‬تطور مفهوم األيكوسياحة‬

‫المحافظة البيئية‬
‫والتعليم‬ ‫خَلل التسعينات‬

‫المحافظة البيئية‬
‫المنافع االقتصادية‪-‬‬
‫والتعليم‬ ‫قبل التسعينات‬
‫االجتماعية (الوظائف)‬

‫المنافع االقتصادية‪-‬‬ ‫المحافظة البيئية‬ ‫األيكوسياحة‬


‫بعد العدالة‬
‫االجتماعية (الوظائف)‬ ‫والتعليم‬

‫االستدامة‪ ،‬األخَلق‪/‬‬
‫بعد العدالة‬
‫الوعي‪ /‬المسؤولية‬

‫المحافظة على الثقافة‬

‫‪Patrick Brandful Cobbinah, Contextualising the meaning of‬‬ ‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحث باالعتماد على‪:‬‬
‫‪ecotourism, tourism management perspectives, volume16, october 2015, p181.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪James Higham, Critical issues in ecotourism: understanding a complex tourism phenomenon, Elsevier, Great‬‬
‫‪Britain, 2007, p10.‬‬

‫‪35‬‬
‫الفصل األول‪...................................................................:‬األسس النظرية لأليكوسياحة‬
‫يوضح الشكل تطور تركيا واىتمامات األيكوسياحة منذ ظهورىا وانتشارىا‪ ،‬حيث تطورت من ؾبرد احملافظة‬
‫على البيئة والتعليم‪ ،‬إذل مفهوـ االستدامة وإشراؾ اجملتمع احمللي على صبيع اؼبستويات‪ ،‬وعليو فإف األيكوسياحة ىي‬
‫سياحة تبادلية التأثًن وفعالة األثر‪ ،‬وكثيفة العائد واؼبردود‪ ،‬وىي سياحة حبكم اؼبمارسة والعمل السياحي‪ ،‬متداخلة‬
‫‪1‬‬
‫ومتشابكة بينها وبٌن كافة األنشطة ال ي يبارسها اإلنساف‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مفهوم األيكوسياحة واأليكوسائح‬
‫يشكل الوصوؿ إذل تعريف موحد لأليكوسياحة واأليكوسائح‪ ،‬وكذا اإلحاطة خبصائصهما وأنواعهما‪ ،‬نقطة‬
‫مهمة كبو فهم أسس ىذه الصناعة‪ .‬وىو ما سنتطرؽ إليو يف ىذا العنصر‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف األيكوسياحة‬
‫ىناؾ اختالؼ يف اآلرا بٌن الباحثٌن واػبربا حوؿ مفهوـ موحد لأليكوسياحة‪ ،‬ويتجلى ذلك بوضوح يف اػبلط‬
‫الكثًن بينها وبٌن أنواع أخرى من السياحة‪ ،‬ال سيما السياحة البيئية‪ ،‬وكذلك السياحة االيكولوجية حيث أنّو كثًنا ما‬
‫تستخدـ ىذه اؼبصطلحات يف البحوث للتعبًن عن األيكوسياحة‪ .‬ومن أجل تقدًن مفهوـ صحيح ودقيق للمصطلح‪،‬‬
‫والذي سوؼ نعتمده يف دراستنا‪ ،‬فإننا سوؼ نقوـ بتحليل اؼبصطلح باللّغة الفرنسية ‪ éco-tourisme‬حيث أنو مركب من‬
‫والبعد االقتصادي‬ ‫‪écologique‬‬ ‫ىنا ىو البعدين اإليكولوجي‬ ‫‪éco‬‬ ‫و ‪ ،tourisme‬واؼبقصود بػ‬ ‫‪éco‬‬ ‫كلمتٌن‬
‫‪ 2،économique‬وىذا ما يبياىا عن السياحة البيئية أو اإليكولوجية » ‪ .« le tourisme environnemental‬فباإلضافة‬
‫إذل اؼبكانة احملورية للبعد البيئي يف التجربة األيكوسياحية‪ ،‬تورل األيكوسياحة أنبية كبًنة للبعد االقتصادي ودوره يف‬
‫استدامة رفاىية اجملتمعات احمللية‪ ،‬وضرورة إشراكها يف زبطيط وإدارة اؼبشاريع األيكوسياحية‪ ،‬باإلضافة إذل احملافظة على‬
‫اؼبوروث التارىبي والثقايف للمنطقة‪ .‬وقد قدمت الكثًن من التعاريف لأليكوسياحة سوا من طرؼ الباحثٌن واػبربا أو‬
‫اؼبنظمات الدولية ذات الصلة‪ ،‬ومن بٌن التعاريف اؼبقدمة قبد‪:‬‬
‫عرفها اجملتمع الدورل لأليكوسياحة على أهنا‪" :‬السفر اؼبسئوؿ إذل اؼبناطق الطبيعية الذي وبافظ على البيئة‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫واستدامة رفاىية اجملتمعات احمللية‪ ،‬ويشتمل على والتفسًن والتعليم‪".‬‬
‫وما يؤخذ على ىذا التعريف أنو أنبل اعبانب الثقايف والتارىبي للمنطقة الطبيعية‪ ،‬والذي يتجلى من خالؿ‬
‫اىتماـ األيكوسائح بالتظاىرات الثقافية واؼبوروث التارىبي للمنطقة‪ .‬يف حٌن أنو ركا على ثالث نقاط رئيسية يقوـ عليها‬
‫أي تعريف لأليكوسياحة وىي‪ )1 :‬العنصر الطبيعي ‪ )2‬العنصر التعليمي ‪ )3‬عنصر االستدامة‪.‬‬

‫‪1‬إبراىيم بظاظو‪ ،‬السياحة البيئية وأسس استدامتها‪ ،‬ط‪ ،1‬مؤسسة الوراؽ للنشر والتوزيع‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪ ،2010 ،‬ص‪.149‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Chakour said chaouki, Réflexion autour de la relation : aires marines protégées écotourisme et dévelopment‬‬
‫‪durable des territoires littoraux, revue des sciences économiques et de gestion, setif, 2015 , p64.‬‬
‫‪3‬‬
‫تاريخ االطالع على الرابط ‪http://www.ecotourism.org/what-is-ecotourism 2021/08/14‬‬

‫‪36‬‬
‫الفصل األول‪...................................................................:‬األسس النظرية لأليكوسياحة‬
‫كما عرفت منظمة السياحة العاؼبية األيكوسياحة بأهنا‪ " :‬السياحة ال ي تنطوي على السفر إذل مناطق طبيعية دل‬
‫يلحق هبا التلوث‪ ،‬هبدؼ ؿبدد ىو الدراسة‪ ،‬اإلعجاب واالستمتاع باؼبناظر ونباتاهتا وحيواناهتا الربية‪ ،‬فضال عن أي‬
‫‪1‬‬
‫تظاىرة ثقافية قائمة (سوا يف اؼباضي أو اغباضر) وجدت يف ىذه اؼبناطق"‪.‬‬
‫ويؤخذ على ىذا التعريف أنو أنبل مكوف االستدامة‪ ،‬وىوف عنصر رئيسي يف الرحالت األيكوسياحية‪ ،‬ويتجلى‬
‫يف تقليل اآل ثار السلبية للسياحة على البيئة واجملتمعات احمللية‪ ،‬كما أف التعريف أنبل أيضا اؼبكوف التعليمي الذي يكوف‬
‫حاضرا بقوة يف التجارب األيكوسياحية‪.‬‬
‫حسب الصندوؽ العاؼبي للمحافظة على اغبياة الربية )‪ ،(WWF‬فإف األيكوسياحة ىي‪ ' :‬السفر اؼبسؤوؿ الذي‬
‫‪2‬‬
‫يساىم يف ضباية اؼبناطق الطبيعية ورفاىية اجملتمعات احمللية'‬
‫وما يؤخذ على ىذا التعريف أنو أنبل اعبانب الثقايف يف التجربة األيكوسياحية‪ ،‬حيث أف التجربة األيكوسياحية‬
‫ىي ذبربة تعليمية هتدؼ إذل توجيو سلوؾ الاوار كبو السلوؾ البيئي القوًن‪ ،‬وتاويدىم باؼبعلومات حوؿ تاريخ وعادات‬
‫وتقاليد سكاف اؼبنطقة‪.‬‬
‫وقد عرؼ ‪ weaver‬األيكوسياحة كما يلي‪" :‬األيكوسياحة ىي شكل من أشكاؿ السياحة ال ي تشجع ذبارب‬
‫التعلم وتقييم البيئة الطبيعية‪ ،‬أو بعض مكوناهتا ‪ .‬ضمن سياقها الثقايف اؼبرتبط هبا‪ ،‬وؽبا مظهر مستداـ بيئيا‪ ،‬اجتماعيا‬
‫‪3‬‬
‫وثقافيا‪ ،‬ويفضل أف تكوف على كبو وبسن قاعدة اؼبوارد الطبيعية والثقافية للوجهة ويعاز قابلية العملية للتطبيق‪".‬‬
‫ويؤخذ على ىذا التعريف أ نو أنبل األنبية االقتصادية لأليكوسياحة يف استدامة رفاىية اجملتمعات احمللية وضماف‬
‫مشاركتها يف إدارة اؼبشاريع األيكوسياحية‪.‬‬
‫األيكوسياحة على أهنا‪ ' :‬األيكوسياحة ىي شكل مستداـ من السياحة القائمة على اؼبوارد‬ ‫‪Fenell‬‬ ‫كما عرؼ‬
‫الطبيعية‪ ،‬وال ي تركا يف اؼبقاـ األوؿ على معايشة الطبيعة والتعلم منها‪ ،‬وال ي تدار أخالقيا لتكوف منخفضة التأثًن‪ ،‬غًن‬
‫استهالكية‪ ،‬وموجهة ؿبليا (اؼبراقبة‪ ،‬األرباح‪ ،‬واغبجم)‪ .‬ربدث عادة يف اؼبناطق الطبيعية‪ ،‬وينبغي أف تساىم يف احملافظة‬
‫‪4‬‬
‫على ىذه اؼبناطق وضبايتها'‪.‬‬
‫واؼبالحظ على ىذا التعريف أنو أنبل دور األيكوسياحة يف استدامة رفاىية اجملتمعات احمللية‪ ،‬واىتم باؼبكوف‬
‫الطبيعي والتعليمي واحملافظة على البيئة فقط من التجربة األيكوسياحية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪A.K. Bhattacharya, Ecotourism and livelihoods, Ashok Kumar Mittal concept publishing company, New Delhi, India,‬‬
‫‪2005, p1.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪James Higham, Critical Issues in Ecotourism: understanding a complex tourism phenomenon, first edition,‬‬
‫‪Butterworth-Heinemann, UK, 2007, p29.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪David A. Fennell, Ross K. Dowling, Ecotourism policy and planning, Cromwell press, trombridge, UK, 2003, p3.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Christiane Gagnon, Sege Gagnon, L’ecotourisme, entre l’arbre et l’écorce : De la conservation a la au‬‬
‫‪développement viable des territoires‬‬

‫‪37‬‬
‫الفصل األول‪...................................................................:‬األسس النظرية لأليكوسياحة‬
‫األيكوسياحة على أهنا‪" :‬السفر إذل اؼبناطق اؽبشة‪ ،‬البكر‪ ،‬الغًن معدلة طبيعيا‪ ،‬وال ي‬ ‫‪Honey‬‬ ‫يف حٌن عرؼ‬
‫تسعى ألف تكوف منخفضة التأثًن وصغًنة اغبجم عادة‪ .‬تساعد على تثقيف اؼبسافر؛ توفر األمواؿ للمحافظة؛ وتفيد‬
‫‪1‬‬
‫مباشرة التنمية االقتصادية والتمكٌن السياسي للمجتمعات احمللية؛ وتعاز احرتاـ الثقافات اؼبختلفة وحقوؽ اإلنساف"‪.‬‬
‫وقد ركا ىذا التعريف على اؼبكوف الطبيعي‪ ،‬التعليمي واالستدامة وأضاؼ عنصر أخر وىو التمكٌن السياسي‬
‫للمجتمعات عن طريق إشراكهم يف تطوير وتسيًن اؼبشاريع األيكوسياحية‪.‬‬
‫األيكوسياحة على أ ّهنا‪" :‬األيكوسياحة ىي شكل من أشكاؿ السياحة‬ ‫‪ Lazato-Giotard‬و‪Balfe‬‬ ‫كما عرؼ‬
‫اؼبسئولة يف اؼبناطق الطبيعية ال ي تساىم يف ضباية البيئة ويف رفاىية السكاف احملليٌن‪ ،‬يف حٌن تليب توقعات اإلنساف فيما‬
‫‪2‬‬
‫يتعلق بالرتفيو‪ ،‬واالحتياجات االقتصادية واالجتماعية والثقافية للفاعلٌن احملليٌن يف اؼبواقع الطبيعية ال ي يتم زيارهتا"‪.‬‬
‫ومن النقائص ال ي تعرتي ىذا التعريف ىو إنبالو للرتاث الثقايف للمجتمعات احمللية ودوره يف جذب السياح‬
‫البيئيٌن إذل ىذه اؼبناطق‪.‬‬
‫إال أف واحد من التعاريف اؼبتداولة حوؿ األيكوسياحة ىو الذي وضعو ‪ Héctor Ceballos-lascuràin‬منسق‬
‫االرباد العاؼبي غبماية الطبيعة (‪ )UICN‬يف كتابو ' السياحة‪ ،‬األيكوسياحة واؼبناطق احملميّة '‪ ،‬حيث عرؼ األيكوسياحة‬
‫على أهنا‪ ":‬السفر اؼبسئوؿ بيئيا إذل اؼبناطق الطبيعية قليلة التلوث نسبيا‪ ،‬من أجل االستمتاع وتقدير الطبيعة‪ ،‬والذي‬
‫‪3‬‬
‫يشجع احملافظة على البيئة ولو تأثًن منخفض عليها‪ ،‬ويوفر فوائد اجتماعية واقتصادية للسكاف احملليٌن‪".‬‬
‫نستنتج من ىذا التعريف أف األيكوسياحة تتكوف من العناصر التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬السفر اؼبسؤوؿ إذل اؼبناطق الطبيعية؛‬
‫‪ -2‬اؽبدؼ من الايارة ىو االستمتاع بالطبيعة وتقديرىا؛‬
‫‪ -4‬تقليل اآلثار السلبية على الطبيعة‪،‬‬
‫‪ -5‬توفًن فوائد اقتصادية واجتماعية للسكاف احملليٌن؛‬
‫من خالؿ التعاريف اؼبقدمة سابقا يبكننا أف نقدـ تعريف شامل لأليكوسياحة على أهنا السفر اؼبسؤوؿ إذل‬
‫اؼبناطق الطبيعية من أجل التعلم واالستمتاع باؼبناظر الطبيعية وتقديرىا واإلطالع على الثقافات احمللية‪ ،‬والذي يساىم يف‬
‫احملافظة على البيئة وزيادة رفاىية اجملتمعات احمللية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Hannah Schwamborn, ecotourism and ski touring: tour operator’s adaption of ecotourism principles, Grin Verlag,‬‬
‫‪open publishing GMbH, Germany, 2013, p5.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Jean-Marie Breton, Patrimoine, tourisme, environnement et développement durable, édition Karthala-CREJETA,‬‬
‫‪paris, fance, 2010, p13.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪R. Buckley, Environmental impacts of ecotourism, CAB international, UK, 2004, p15.‬‬

‫‪38‬‬
‫الفصل األول‪...................................................................:‬األسس النظرية لأليكوسياحة‬
‫وبالنظر إذل التعاريف التقنية اؼبقدمة لأليكوسياحة‪ ،‬فإنو يبكننا استنباط أربعة مناىج ـبتلفة ترتاوح ما بٌن‬
‫التعاريف الضعيفة جذا إذل القوية جدا‪:‬‬

‫أ‪-‬التعريف الضعيف جذا‪ :‬يركا بشكل أساسي على ّ‬


‫اؼبكوف الطبيعي لأليكوسياحة‪ ،‬على سبيل اؼبثاؿ‪ ،‬يبكن أف ينطوي‬
‫‪1‬‬
‫تعريف ما على قياس أسس فبارسات األيكوسياحة يف كل من اؼبناطق احملمية وغًن احملمية‪.‬‬
‫اؼبكوف التعليمي‬
‫اؼبكوف الطبيعي بدرجة أوذل‪ ،‬وبدرجة أقل ّ‬ ‫ب‪-‬التعريف الضعيف‪ :‬ينصب الرتكيا األساسي فيو على ّ‬
‫واالستدامة‪ .‬حيث يبكن أف يرّكا التعريف ىنا على قياس أسس اؼبمارسات األيكوسياحية يف اؼبناطق احملمية وغًن احملمية‬
‫‪2‬‬
‫وال ي تولد مستويات منخفضة من اؼبنافع التعليمية ‪/‬احملفاظة‪ /‬االقتصادية ‪/‬االجتماعية‪/‬الثقافية للوجهة‪.‬‬

‫ج‪-‬التعريف القوي‪ :‬يرّكا على صبيع ّ‬


‫اؼبكونات الثالثة (الطبيعي‪ ،‬التعليمي‪ ،‬واالستدامة) بالتساوي‪ .‬على سبيل اؼبثاؿ‪،‬‬
‫يبكن أف يرّكا التعريف على قياس أسس اؼبمارسات األيكوسياحية يف اؼبناطق احملميّة وغًن احملميّة وال ي تولد مستويات‬
‫‪3‬‬
‫عالية من اؼبنافع التعليمية ‪/‬احملفاظة‪/‬االقتصادية‪ /‬االجتماعية ‪/‬الثقافية للوجهة‪.‬‬

‫د‪-‬التعريف القوي جدا‪ :‬يأخد صبيع ّ‬


‫اؼبكونات الثالثة بعٌن االعتبار‪ ،‬ولكن مع تركيا أقل على اعبوانب االقتصادية‬
‫لأليكوسياحة‪ .‬يف ىذه اغبالة‪ ،‬فإف التعريف يبكن أف يرّكا على قياس أسس اؼبمارسات األيكوسياحية يف اؼبناطق احملميّة‬
‫وغًن احملميّة وال ي تولد مستويات عالية من اؼبنافع التعليمية‪/‬احملافظة‪ /‬االقتصادية ‪/‬االجتماعية ‪/‬الثقافية ومستوى منخفض‬
‫من العوائد االقتصادية للوجهة‪.‬‬
‫ويبٌن اعبدوؿ التارل اػبصائص األساسية للتعاريف التقنية اؼبقدمة لأليكوسياحة‪:‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)01‬التعاريف التقنية المقدمة لأليكوسياحة‬
‫المكون‬ ‫التعريف‬
‫الرتكيا األساسي‪:‬‬ ‫الضعيف جذا‬
‫المكون الطبيعي‪ :‬اؼبناطق احملميّة وغًن احملميّة‪.‬‬
‫الرتكيا األساسي‪:‬‬ ‫الضعيف‬
‫المكون الطبيعي‪ :‬اؼبناطق احملميّة وغًن احملميّة‪.‬‬
‫الرتكيا األقل‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Tim Knowles, Dimitrios Diamantis, Joudalla Bey El-Mourhabi, The globalisation of tourism and hospitality: A‬‬
‫‪strategic perspective, second edition, TJ Digital, Padstow Cornwall, UK, 2004, p125.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪X.Font, R.C.Buckley, Tourism ecolabelling: certification and promotion of sustainable management, Biddles Ltd,‬‬
‫‪Guildford and King’s Lynn, UK, 2001, p34.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Dimitrios Diamantis, Ecotourism: Management and Assessment, Thomson Learning, London, 2007, p6.‬‬

‫‪39‬‬
‫الفصل األول‪...................................................................:‬األسس النظرية لأليكوسياحة‬
‫المكون التعليمي‪ :‬التفسًن وبرامج التدريب‪.‬‬
‫مكون االستدامة‪ :‬العناصر االقتصادية و‪/‬أو االجتماعية‪-‬الثقافية‪.‬‬
‫الرتكيا األساسي‪:‬‬ ‫القوي‬
‫المكون الطبيعي‪ :‬اؼبناطق احملميّة وغًن احملميّة‬
‫المكون التعليمي‪ :‬التفسًن وبرامج التدريب‬
‫مكون االستدامة‪ :‬تركيا متساوي على العناصر االقتصادية واالجتماعية الثقافية‪.‬‬
‫الرتكيا األساسي‪:‬‬ ‫القوي جذا‬
‫المكون الطبيعي‪ :‬اؼبناطق احملمية وغًن احملمية‪.‬‬
‫المكون التعليمي‪ :‬التفسًن وبرامج التدريب‪.‬‬
‫مكون االستدامة‪ :‬الرتكيا على العناصر االجتماعية والثقافية بدال من العناصر‬
‫االقتصادية‪.‬‬

‫‪Dimitrios Diamantis, Ecotourism, Cornwell express, UK, 2004, p7.‬‬ ‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحث باالعتماد على‪:‬‬

‫من خالؿ ما سبق يتضح لنا أنو ليس ىناؾ نقص يف تعاريف األيكوسياحة‪ .‬حيث ساىم ضخ كل ىذه‬
‫التفسًنات اؼبختلفة يف إضافة غموض أكثر إذل اؼبصطلح‪ ،‬ماذا يبثل؟ أين وبدث؟ على من ينطبق؟ وربت أي ظروؼ؟‪.‬‬
‫ويف دراسة حديثة مشلت ‪ 85‬تعريف لأليكوسياحة‪ ،‬قاـ )‪ Fennell (2001‬بعاؿ ‪ 20‬كلمة مفتاحية مت استخدامها يف‬
‫تعريف األيكوسياحة يف اؼباضي‪ ،‬مع الفاعلٌن اؼبشاركٌن يف وضع التعاريف‪ ،‬والفرتة الامنية ال ي وضعت فيها التعاريف‪.‬‬
‫وقد مشلت الكلمات ال ي أشًن إليها أكثر من غًنىا من بٌن العشرين كلمة مفتاحية أخرى ما يلي‪ :‬إشارة إذل مكاف‬
‫حدوث األيكوسياحة‪ ،‬على سبيل اؼبثاؿ‪ :‬اؼبناطق الطبيعية )‪ (62.4%‬من ‪ 85‬تعريف‪ ،‬احملمية )‪ ،(61.2%‬إشارة إذل‬
‫الثقافة )‪ ،(50.6%‬فوائد للسكاف احملليٌن )‪ ،(48.2%‬التعليم )‪ ،(41.2%‬االستدامة )‪ ،(25.9%‬واآلثار‬
‫)‪ .(25%‬معظم التعاريف مت تطويرىا بٌن سنة ‪ 1991‬إذل سنة ‪( 1993‬العدد‪ ،25 :‬اؼبعدؿ‪ ،)29.4% :‬تليها‬
‫مباشرة الفرتة الامنية من ‪ 1994‬إذل ‪ ( 1996‬العدد‪ ،23 :‬اؼبعدؿ‪ .)27.1% :‬وبشكل عاـ فإف احملافظة‪ ،‬التعليم‪،‬‬
‫األخالؽ‪ ،‬االستدامة‪ ،‬اآلثار واؼبنافع احمللية كانت فبثلة بشكل أفضل يف التعاريف األكثر حداثة‪ ،‬فبا يبٌن الرتكيا اؼبتغًن‬
‫لأليكوسياحة عرب الامن‪ .‬ومن اعبدير بالذكر أف اغبكومات تركا بقوة على احملافظة‪ ،‬التعليم واؼبنافع للسكاف احملليٌن يف‬
‫تعاريفها‪ ،‬باؼبقارنة مع التعاريف ال ي يكتبها األفراد (الباحثٌن)‪ .‬وعلى النقيض من ذلك‪ ،‬فإف التعاريف ال ي يقدمها األفراد‬

‫‪40‬‬
‫الفصل األول‪...................................................................:‬األسس النظرية لأليكوسياحة‬
‫تركا بقوة على البيئة وحدىا كأساس للتعريف (بدال من التوافق مع اؼبتغًنات االجتماعية‪-‬الثقافية واالقتصادية) وكذلك‬
‫اآلثار‪ .‬ويف حٌن أف ىذه ىي االذباىات السائدة‪ ،‬فإف بعض التعاريف كانت فريدة من نوعها بسبب االبتعاد عن العديد‬
‫‪1‬‬
‫من اؼبتغًنات األكثر شيوعا اؼبدرجة يف ىذه التعاريف‪ ،‬والرتكيا على متغًنات مثل‪ :‬اإلجهاد‪ ،‬اإلشراؼ والروحانية‪.‬‬
‫وقد أثّر عدـ وجود تعريف موحد ومتفق عليو بٌن اؼبنظمات الدولية العاؼبية ذات الصلة‪ ،‬وبٌن األكاديبيٌن يف‬
‫صعوبة صبع اؼبعلومات اإلحصائية حوؿ ىذا الفرع من صناعة السياحة‪ ،‬ويف تشكيل صبعيات لتعايا الوجهات واألنشطة‪.‬‬
‫وبالرغم من ذلك‪ ،‬فقد وجدت اؼبنظمة العاؼبية للسياحة سنة ‪1989‬ـ‪ ،‬أف السفر إذل الطبيعة يشكل ‪ %20‬من إصبارل‬
‫السفر‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬أنواع األيكوسياحة‬
‫‪Dowling‬‬ ‫أصبحت األيكوسياحة واحدة من أسرع القطاعات مبوا يف صناعة السياحة العاؼبية وفقا لػ ‪ Page‬و‬
‫(‪ ،)2000‬وتشًن بعض تقديرات اؼبنظمة العاؼبية للسياحة إذل أف ما يقارب ‪ %20‬من السوؽ العاؼبية قائمة على‬
‫األيكوسياحة‪ .‬ويبدو ظاىريا أف ىذا التقدير سخي نوعا ما‪ ،‬لكن يبكن أف يرجع ذلك إذل األشكاؿ اؼبختلفة‬
‫لأليكوسياحة‪ ،‬فعلى سبيل اؼبثاؿ رسم كل من ‪ Page‬و ‪ Dowling‬سبيياا مهما بٌن األشكاؿ "الصلبة" و "الناعمة"‬
‫لأليكوسياحة كما يلي‪:‬‬
‫أوال‪-‬األيكوسياحة الصلبة‪ :‬تشدد على اؼبواجهات اؼبكثفة‪ ،‬الشخصية واؼبطولة مع الطبيعة‪ ،‬وال ي ربدث عموما يف‬
‫ؿبيطات ىادئة‪ ،‬وحيث ال تقدـ اجملتمعات احمللية أي نوع من الاخارؼ التقليدية للسياحة اغبديثة‪ .‬وعادة ما يكوف‬
‫‪2‬‬
‫اؼبشاركٌن ملتامٌن للغاية بيئيا حبثا عن ما صنفو ‪ Cohen‬بالتجربة 'الوجودية'‪.‬‬
‫ثانيا‪-‬األيكوسياحة الناعمة‪ :‬مت انتقادىا على أهنا ؾبرد تسمية ـبتلفة للسياحة الطبيعية‪ ،‬مع قليل من التداخل يف اؼبفهوـ‬
‫مع األيكوسياحة‪ .‬ويوفر ىذا االختالؼ للسياح اعبماعيٌن فرصة للحصوؿ على ذبربة أيكوسياحية كجا من رحلتهم‬
‫الكبًنة‪ .‬ىؤال السياح لديهم مصلحة سطحية أكثر فيما يتعلق بالقضايا البيئية‪ .‬كما أف ذبارهبم أقصر وقد تكوف ؾبرد‬
‫رحلة يوـ إذل منط قة طبيعية قريبة نسبيا من منطقة الوجهة الرئيسية ولديها بنية ربتية مناسبة (الطرؽ‪ ،‬اغبمامات‪،‬‬
‫اؼبرطبات‪...‬اخل‪ ).‬الستيعاب عدد كبًن من السياح‪ .‬وكنتيجة لذلك‪ ،‬فإف التفاعالت مع الطبيعة يتم تسهيلها عن طريق‬
‫اؼبرشدين‪ ،‬كما أهنا سطحية‪ 3.‬واعبدوؿ اؼبوارل يوضح الفرؽ بٌن األيكوسياحة الناعمة والصلبة كما يلي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪D.A .Fennell, Ecotourism programme planning, Cromwell Press, UK, 2002, p15.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Stephen Williams, Tourism Geography: A new synthesis, second edition, Routledge, London, UK, 2009, p131.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Velvet Nelson, An introduction to the geography of tourism, Rowman and & Littlefield Publishers INC , UK, 2013,‬‬
‫‪p55.‬‬

‫‪41‬‬
‫الفصل األول‪...................................................................:‬األسس النظرية لأليكوسياحة‬
‫الجدول رقم (‪ :)02‬األيكوسياحة الصلبة والناعمة‬
‫الصلبة‬ ‫طيف األيكوسياحة‬ ‫الناعمة‬
‫التزام بيئي قوي‬ ‫التزام بيئي معتدل‬
‫تدعم االستدامة‬ ‫استدامة ثابتة‬
‫رحَلت متخصصة‬ ‫رحَلت متعددة األىداف‬
‫رحَلت طويلة‬ ‫رحَلت قصيرة‬
‫مجموعات صغيرة‬ ‫مجموعات كبيرة‬
‫النشاط البدني‬ ‫الخمول البدني‬
‫التحدي البدني‬ ‫الراحة البدنية‬
‫خدمات متوقعة قليلة‬ ‫خدمات متوقعة‬
‫التركيز التجربة الشخصية‬ ‫التركيز على التفسير‬
‫ترتيبات السفر ذاتية‬ ‫االعتماد على وكَلء السفر‪/‬متعاملي السياحة‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحث باالعتماد على‪:‬‬
‫‪R.Harvey Lemelin, Bryan Smale, wildlife tourist archetypes: are all polar bear viewers in churchili,‬‬
‫‪manitoba ecotourists?, tourism in marine environment, Vol 4, No 2, usa, 2007, p3.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬خصائص األيكوسياحة‬
‫السبع التالية‪:‬‬
‫تتميا األيكوسياحة عن غًنىا من أنواع السياحة دبجموعة من اػبصائص يبكن إصباؽبا يف النقاط ّ‬
‫أوال‪ :‬تركز على السفر إلى وجهات طبيعية‪ 1:‬فاأليكوسياحة ىي نوع من السفر القائم على الطبيعة‪ ،‬أي أف السياح‬
‫اؼبعنيٌن يسافروف إذل مناطق طبيعية أو بالقرب من اؼبناطق الطبيعية أو اؼبناطق احملميّة لالستمتاع دبقومات اعبذب‬
‫الطبيعية‪ 2.‬ىذه الوجهات ىي يف الغالب مناطق نائية‪ ،‬سوا مأىولة أو غًن مأىولة‪ ،‬وعادة ما تكوف ربت نوع من‬
‫اغبماية البيئية على اؼبستوى الدورل‪ ،‬الوطين‪ ،‬احمللي‪ ،‬أو حىت على اؼبستوى اػباص‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬تقليل اْلثار‪ :3‬تسعى األيكوسياحة جاىدة لتخطي اآلثار السلبية ال ي تتسبب فيها السياحة اعبماعية‪ ،‬كمخلفات‬
‫ا لفنادؽ‪ ،‬اؼبنتاىات‪ ،‬وغًنىا من البىن التحتية باستخداـ اؼبواد اؼبعاد تدويرىا أو باستخداـ مواد البنا احمللية اؼبتاحة‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Shalini Singh, Domestic Tourism in Asia: Diversity and Divergence, Antony Rowe, UK, 2012, p360.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Hannah Schwamborn, ecotourism and ski touring: tour operator’s adaption of ecotourism principles, GRIN‬‬
‫‪Verlag, open publishing Gmb, 2013, p3.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Cristina Barna, Manuela Epure, Ruxandra Vasilescu, Ecotourism: conservation of thenatural and cultural heritage,‬‬
‫‪Reaser review of applied socio-economic research, volume1, issue1, Romania, 2011, p87.‬‬

‫‪42‬‬
‫الفصل األول‪...................................................................:‬األسس النظرية لأليكوسياحة‬
‫مصادر الطاقة اؼبتج ّد دة‪ ،‬إعادة التدوير والتخلص اآلمن من النفايات والقمامة‪ ،‬والتصميم اؼبعماري اغبساس بيئيا وثقافيا‪.‬‬
‫كما يتطلب تقليل اآلثار أيضا أف يتم تنظيم أعداد السياح وسلوكهم لضماف مستوى ؿبدود من الضرر على النظاـ‬
‫البيئي‪ ،‬حيث تصنف األيكوسياحة عموما على أهنا صناعة غًن استخراجية أو غًن استهالكية‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬تعزيز االحترام والوعي الثقافي والبيئي‪ 1:‬تسعى األيكوسياحة جاىدة من أجل تعليم السياح واجملتمعات احمللية‪،‬‬
‫حيث يتعٌن على منظمي الرحالت األيكوسياحية قبل أف تبدأ الرحلة تاويد السياح دبعلومات حوؿ البلد‪ ،‬البيئة‪ ،‬وثقافة‬
‫السكاف احملليٌن‪ ،‬فضال عن مدونة لقواعد السلوؾ البيئي اؼبسئوؿ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫رابعا‪ :‬توفر عوائد مالية مباشرة للحماية‪ :‬تساعد األيكوسياحة على صبع األمواؿ ّ‬
‫الالزمة غبماية البيئة‪ ،‬والبحوث‪،‬‬
‫والتعليم من خالؿ ؾبموعة متنوعة من اآلليات‪ ،‬دبا يف ذلك رسوـ دخوؿ اغبديقة‪ ،‬الشركات السياحية‪ ،‬الفنادؽ وشركات‬
‫الطًناف‪ ،‬وضرائب اؼبطارات‪ ،‬والتربعات‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬توفر العوائد المالية والتمكين للسكان المحليين‪ 3:‬حيث ينبغي أف تدار اؼبعسكرات‪ ،‬الناؿ‪ ،‬خدمات الدليل‪،‬‬
‫اؼبطاعم وغًنىا من االمتيازات من قبل اجملتمعات احمللية احمليطة باغبدائق الوطنية أو بالشراكة معها أو أي وجهة سياحية‬
‫أخرى‪،‬كما تشجع االيكوسياحة أكثر على استخداـ وكاالت السياحة‪ ،‬تأجًن السيارات‪ ،‬الفنادؽ‪ ،‬وشركات الطًناف‪،‬‬
‫وشركات أخرى ذات صلة وال ي يبلكها مواطين البلد اؼبضيف‪ ،‬وىذا حىت تكوف األرباح أكثر عرضة للبقا داخل البلداف‬
‫النامية‪ .‬واألىم من ذلك‪ ،‬إذا كاف ينظر لأليكوسياحة على أهنا أداة للتنمية احمللية‪ ،‬فإنو هبب عليها أف تساعد على ربويل‬
‫السيطرة االقتصادية والسياسية إذل اجملتمع احمللي‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬تحترم الثقافة المحلية‪ :‬فاأليكوسياحة ليست فقط "أكثر اخضرارا" ولكن أيضا أقل تدخال ثقافيا واستغالليا‬
‫من السياحة التقليدية‪ .‬ففي حٌن تشكل الدعارة واألسواؽ السودا ‪ ،‬واؼبخدرات غالبا اؼبنتجات الثانوية للسياحة‬
‫اعبماعية‪ ،‬فإف األيكوسياحة تسعى ألف تكوف ؿبرتمة ثقافيا ويكوف ؽبا تأثًن ضئيل على كل من البيئة الطبيعية واإلنساف‬
‫يف البلد اؼبضيف‪ .‬وىذا ليس باألمر السهل‪ ،‬خصوصا وأف األيكوسياحة غالبا ما تنطوي على السفر إذل اؼبناطق النائية‬
‫حيث اجملتمعات الصغًنة واؼبعاولة وال ي ؽبا خربة قليلة يف التعامل مع األجانب‪ .‬وكما ىو اغباؿ بالنسبة للسياحة‬
‫التقليدية‪ ،‬تنطوي األيكوسياحة على عالقة غًن متكافئة القوى بٌن الاائر واؼبضيف وتسليع العالقات من خالؿ تبادؿ‬
‫اؼباؿ‪ .‬وينبغي على األيكوسائح كجا من مسؤوليتو أف يتعرؼ مسبقا على العادات والتقاليد واحرتاـ قواعد اللباس‬

‫‪1‬‬
‫‪http://www.ecotourismlogue.com/about-ecotourism‬‬ ‫تاريخ االطالع على الرابط ‪2021/08/20‬‬
‫‪2‬‬
‫‪http://www.ecotourdirectory.com/ecotourism/ecotourism_definitions.php‬‬ ‫تاريخ االطالع على الرابط ‪2021/01/29‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Martha Honey, Ecotourism and sustainable development : who owns paradise?, second edition, Island press,‬‬
‫‪London, UK, 2008, p30.‬‬

‫‪43‬‬
‫الفصل األول‪...................................................................:‬األسس النظرية لأليكوسياحة‬
‫واألعراؼ االجتماعية األخرى‪ ،‬وأال ي تدخل يف اجملتمع إال إذا دعي سوا بشكل فردي أو كجا من جوالت منظمة‬
‫تنظيما جيدا‪.‬‬
‫سابعا‪ :‬تدعم حقوق اإلنسان والحركات الديمقراطية‪ :1‬تشًن اؼبنظمة العاؼبية للسياحة ربت رعاية األمم اؼبتحدة إذل أف‬
‫السياحة تسا ىم ب" التفاىم الدورل‪ ،‬السالـ‪ ،‬االزدىار‪ ،‬واالحرتاـ العاؼبي ومراعاة حقوؽ اإلنساف واغبريات األساسية‬
‫للجميع"‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإ ّف مثل ىذه اؼبشاعر تنعكس يف السياحة اعبماعية التقليدية‪ .‬وعلى الرغم من أف السياحة كثًنا ما‬
‫توصف بأهنا أداة لبنا التفاىم الدورل والسالـ العاؼبي‪ ،‬فإف ىذا ال وبدث تلقائيا‪ ،‬وبشكل متكرر‪ ،‬حيث أنّو يف الواقع‬
‫تعاز السياحة اقتصاديات الدوؿ القمعية وغًن الديبقراطية‪ .‬وعادة ما تورل السياحة اعبماعية اىتماما ضئيال بالنظاـ‬
‫السياسي يف البلد اؼبضيف‪ ،‬وبالصراعات اؼبوجودة فيو‪ ،‬ما دل سبتد تلك االضطرابات اؼبدنية إذل السياح‪.‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬مفهوم األيكوسائح‬
‫يوجد تقسيمٌن للخصائص يبكنهما أف يساعدنا يف اكتشاؼ اػبصائص ال ي سبيّا األيكوسياح‪ ،‬ونبا اػبصائص‬
‫الديبغرافية والنفسية‪ .‬ويتضمن التقسيم الديبغرايف ربديد السوؽ من خالؿ متغًنات كالعمر‪ ،‬اعبنس‪ ،‬الوظيفة‪ ،‬الدخل‬
‫والتعليم وبالتارل فهي طريقة ربليل كميّة‪ .‬يف حٌن أف التقسيم النّفسي يعتمد على الطريقة الكيفية‪ ،‬عن طريق ربليل‬
‫بيانات أعمق كالقيم‪ ،‬اغبوافا‪ ،‬والصور اؼبسبقة لأليكوسائح‪ .‬ويعتمد متعاملي األيكوسياحة على كال التقسيمٌن‪ ،‬وذلك‬
‫‪2‬‬
‫بغية اغبصوؿ على اؼبعلومات الكافية حوؿ االحتياجات اؼبتغًنة لعمالئهم‪.‬‬
‫عرؼ األيكوسائح بأنو الشخص اؼبتنقل من أجل مشاىدة الطيور أو اؼبغامرة أو األشخاص اؼبهتمٌن واؼبدافعٌن‬
‫وي ّ‬
‫عن البيئة‪ ،‬أو اؼبهتمٌن بالتعرؼ على عادات وتقاليد وثقافة الشعوب األخرى‪ ،‬وقد يشمل ذلك الطالب أو أساتذة‬
‫اعبامعات أو أعضا اعبمعيات العامة سوا قدـ أولئك من مسافات قريبة أو بعيدة أو كانوا زوار داخليٌن أو دوليٌن‪.‬‬
‫ولكن يبكننا القوؿ إف الاائر احمللي يهدؼ من األيكوسياحة إذل مشاىدة عناصر الطبيعة مثل‪ :‬الطيور والنباتات واعبباؿ‬
‫أو فبارسة رياضة التسلق أو زيارة اؼبناطق الربية احملمية أو الشواطئ‪ ،...‬لكن السائح الدورل فإنو هبمع يف زيارتو بٌن‬
‫‪3‬‬
‫مشاىدة اؼبناطق الطبيعية والتعرؼ إذل األبعاد الثقافية واالجتماعية لسكاف تلك اؼبناطق‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪http://www.untamedpath.com/Ecotourism/defining.html‬‬ ‫تاريخ االطالع على الرابط ‪2021/08/20‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Stephen Wearing, John Neil, Ecotourism: impacts, potentials and possibilities, second edition, Elsevier, Hungary,‬‬
‫‪2009, p196.‬‬
‫‪3‬أكرـ عاطف رواشدة‪ ،‬السياحة البيئية‪ :‬األسس والمرتكزات‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الراية للنشر والتوزيع‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪ ،2008 ،‬ص‪.73‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل األول‪...................................................................:‬األسس النظرية لأليكوسياحة‬
‫األيكوسياح سنة ‪1997‬ـ‪ ،‬بأهنم‪ " :‬أفراد من اجملتمع الذين لديهم‬ ‫‪ Blarney‬و‪Braithwaite‬‬ ‫كما عرؼ‬
‫‪1‬‬
‫مصلحة يف قضا بعض من إجازاهتم يف ‪ 12‬شهر اؼبقبلة يف زيادة معرفتهم وتقديرىم للطبيعة"‬
‫ركا ىذا التعريف على الدافع الثقايف‪ ،‬وأنبل الدافع الطبيعي ودافع االستدامة اؼبكوف للرحلة األيكوسياحية‪.‬‬
‫الصفات النّفسية لأليكوسائح‪ ،‬حيث ذكر بأنو شخص يتصف‬
‫ىذا وقد قاـ ‪ Colivin‬سنة ‪1996‬ـ‪ ،‬بوضع ّ‬
‫‪2‬‬
‫دبا يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬وجود رغبة كبًنة لديو للتعرؼ على األماكن الطبيعية واغبضارية (يتمتع باألخالؽ البيئية)؛‬
‫‪ -2‬يسعى للحصوؿ على خربة حقيقية؛‬
‫‪ -3‬يسعى للحصوؿ على اػبربة الشخصية واالجتماعية؛‬
‫‪ -4‬ال يرغب بايارة اؼبناطق ال ي يتواجد هبا أعداد كبًنة من السياح؛‬
‫‪3‬‬
‫‪-5‬رصيد ىائل من اإلدراؾ واؼبعرفة بالبيئة الطبيعية‪ ،‬باإلضافة إذل اؼبظاىر الثقافية اؼبصاحبة؛‬
‫‪ -6‬يتفاعل مع السكاف احملليٌن وينخرط يف ثقافتهم وحياهتم االجتماعية؛‬
‫‪4‬‬
‫‪ -7‬سهل التكليف حىت بوجود خدمات سياحية بسيطة‪.‬‬
‫‪ -8‬اهبايب وينفق نقوده للحصوؿ على اػبربة وليس من أجل الراحة واؼبتعة‪.‬‬
‫يبٌن نطاؽ أنواع األيكوسياح‪:‬‬
‫والشكل اؼبوارل ّ‬

‫‪1‬‬
‫‪Anyapak prapannetivuth, Ecotourism: A study on responsible environmental behavior of visitors to popular‬‬
‫‪national parks in Thailand, a partial fulfillment of the degree of doctor in business administration, University of south‬‬
‫‪Australia, 2008, p2.‬‬
‫‪2‬دليل مفهوم السياحة المستدامة وتطبيقها‪ ،‬الدليل اإلرشادي للسياحة اؼبستدامة يف الوطن العريب‪ ،‬السلسلة‪ ،1‬جامعة الدوؿ العربية‪ ،‬برنامج األمم اؼبتحدة‪،‬‬
‫‪ ،2005‬ص‪.5‬‬
‫‪3‬صباؿ الدين سحنوف‪ ،‬ؿبمد ضبو‪ ،‬مداخلة بعنواف‪ :‬الفنادق البيئية كمطلب لنمو السياحة واستدامتها مع اإلشارة إلى تجارب عربية‪ ،‬اؼبلتقى الدورل بعنواف‪:‬‬
‫االستثمار يف القطاع السياحي وآثاره على التنمية اؼبستدامة يف اعباائر‪ ،‬اؼبركا اعبامعي بتيبازة‪ ،‬اعباائر‪ 27/26 ،‬نوفمرب ‪ ،2014‬ص‪.06‬‬

‫‪4‬مصطفى يوسف كايف‪ ،‬السياحة البيئية المستدامة تحدياتها وآفاقها المستقبلية‪ ،‬دار مؤسسة رسالف للنشر والتوزيع‪ ،‬دمشق‪ ،‬سوريا‪ ،2014 ،‬ص‪.42‬‬

‫‪45‬‬
‫الفصل األول‪...................................................................:‬األسس النظرية لأليكوسياحة‬
‫الشكل رقم (‪ :)02‬طيف أنواع األيكوسياح‬
‫أيكوسائح عرضي‬
‫أيكوسائح محتمل‬ ‫أيكوسائح متمرس‬

‫طيف األيكوسياح‬
‫مستوى‬
‫ضعيف‬ ‫متوسط‬ ‫قوي‪ ،‬مستعد للمسانبة‬
‫االلتزام البيئي‬

‫أنشطة يف الوسط الطبيعي‬ ‫األيكوسياحة من بٌن‬ ‫متخصصة حيث الدافع‬ ‫نوع الرحلة‬
‫بأغراض متعددة‬ ‫أغراض متعددة‬ ‫الرئيسي ىي األيكوسياحة‬

‫مستوى التوعية‬
‫وبتاج التوعية للقياـ هبا‬ ‫متيقظ بأبعادىا‬ ‫واع‬
‫حول السياحة‬
‫المسئولة‬
‫ناىات قصًنة لأليكوسياحة‬ ‫ناىة قصًنة إذل متوسطة‪،‬‬ ‫إقامة متوسطة أو طويلة‪،‬‬ ‫مدة الرحلة‬
‫يف رحلة ؼبدة متغًنة‬ ‫األيكوسياحة متعلقة‬ ‫اؽبدؼ الرئيسي للرحلة ىو‬ ‫األيكوسياحية‬
‫بسفر من نوع آخر‬ ‫األيكوسياحة‬

‫رحالت يف ؾبموعات‬ ‫رحالت يف ؾبموعات‬ ‫رحالت يف ؾبموعات صغًنة‬ ‫حجم‬


‫صغًنة أو كبًنة‬ ‫صغًنة أو كبًنة‬ ‫(من ‪ 10‬إذل ‪ 15‬شخص)‬ ‫العينة‬

‫زبوف نشط (اؼبغامرة)‬ ‫زبوف نشط وخامل‬ ‫زبوف نشط (مستعد للقياـ‬ ‫الجهد‬
‫وخامل (زيارة تأمل )‬ ‫جبهد )‬ ‫البدني‬

‫متوسط إذل مرتفع‬ ‫مستوى‬


‫متوسط إذل مرتفع‬ ‫مرف حسب السياؽ‬
‫الرفاىية‬

‫متوسط إذل ضعيف‬ ‫متوسط‬ ‫عميق‬ ‫مستوى التفاعل مع‬


‫الطبيعة‬

‫قليل التطور‬ ‫متوسط التطور‬ ‫متطور إذل علمي‬ ‫نوع محتوى التفسير‬

‫وحيد أو منظمي رحالت‬ ‫وحيد أو منظم رحالت‬ ‫وحيد‪ ،‬ؾبموعات متخصصة‬ ‫نوع التخطيط‬
‫متخصصٌن أو تقليديٌن‬ ‫تقليدي‬ ‫والتخطيط للرحلة‬
‫على‪Nature et tourism, L’écotourisme au québec en 2002, tourisme québec, :‬‬ ‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحث باالعتماد‬
‫‪canada, 2002, p13.‬‬

‫‪46‬‬
‫الفصل األول‪...................................................................:‬األسس النظرية لأليكوسياحة‬
‫وقد قاـ اجملتمع الدورل لأليكوسياحة سنة ‪ ،1998‬بوضع اؼبلف الشخصي لأليكوسائح (اػبصائص‬
‫الديبغرافية)‪ ،‬وذلك استنادا إذل دراسة استقصائية أجريت على اؼبسافرين القادمٌن من الواليات اؼبتحدة األمريكية‪ .‬وقد‬
‫توصلت ىذه الدراسة إذل النتائج التالية‪:‬‬
‫‪-1‬العمر‪ :‬بٌن ‪ 35‬و ‪ 54‬سنة‪ ،‬العمر الذي يتغًن وفقا لتغًن النشاط وعوامل أخرى مثل التكلفة؛‬
‫‪-2‬الجنس‪ ٪50 :‬كانوا من النسا و ‪ ٪50‬من الرجاؿ‪ ،‬اختالفات واضحة على خالؼ ذلك ازباذ قرار بشأف‬
‫األنشطة؛‬
‫‪-3‬التعليم‪ ٪82 :‬كانوا حاصلٌن على درجة جامعية‪ .‬االىتماـ باأليكوسياحة يتحرؾ وأصبح يبس أكثر فأكثر طبقات‬
‫لديها مستوى تعليمي أقل‪ ،‬وىذا يدؿ على أف األيكوسياحة آخذة يف التوسع يف األسواؽ الرئيسية‪.‬‬
‫‪ -4‬مدة الرحلة‪ :‬قدمت اجملموعة األكثر أنبية من األيكوسياح تفضيالهتا للرحالت من ‪ 8‬إذل ‪14‬يوما؛‬
‫‪-5‬النفقات‪ :‬األيكوسياح ذوي اػبربة كانوا على استعداد إلنفاؽ أكثر من سياح "التيار"‪ :‬أىم شروبة (‪ )٪26‬كانت‬
‫مستعدة إلنفاؽ ما بٌن ‪ 1000‬و ‪ 1500‬دوالر (الواليات اؼبتحدة) للرحلة الواحدة‪.‬‬
‫‪ -6‬عنصر مهم في الرحلة‪ :‬كانت ردود الفعل الثالثة الغالبة من طرؼ األيكوسياح ذي اػبربة‪ - :‬اؼبناظر الطبيعية ‪-‬‬
‫مراقبة اغبياة اغبيوانية‪- ،‬اؼبشي ؼبسافات طويلة ‪ .‬وكاف الدافعاف الرئيسياف لأليكوسياح دوي اػبربة يف رحلتهم القادمة‪- :‬‬
‫‪1‬‬
‫التمتع اؼبناظر الطبيعية والطبيعة‪ - ،‬إجرا ذبارب جديدة ومعرفة مواقع جديدة‪.‬‬
‫‪ -7‬األيكوسياح دوي الخبرة‪ :‬السياح الذين شاركوا يف رحلة واحدة على األقل من "األيكوسياحة"‪.‬‬
‫من خالؿ التعاريف السابقة يبكننا أف نعرؼ األيكوسائح على أنو كل شخص يقوـ برحلة سياحية منظمة من‬
‫طرؼ وكاالت سياحية ؿبلية‪ ،‬ضمن ؾبموعات صغًنة‪ ،‬إذل أماكن طبيعية بغرض التعلم واالستمتاع بالطبيعة والتعرؼ على‬
‫الثقافات احمللية لسكاهنا‪ ،‬واالحتكاؾ هبم‪ ،‬على كبو وبافظ على البيئة‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬عَلقة األيكوسياحة بأنواع السياحة األخرى‬
‫استخدـ مصطلح األيكوسياحة يف األدبيات من قبل صناعة السياحة منذ الثمانينات‪ ،‬وخالؿ ىذه اؼبدة تطور‬
‫مع عدد من اؼبصطلحات ذات الصلة‪ ،‬وال ي من بينها‪ :‬السياحة الطبيعية (القائمة على الطبيعة)‪ ،‬سياحة اؼبغامرات‪،‬‬
‫السياحة البديلة‪ ،‬السياحة غًن االستهالكية‪ ،‬السياحة اؼبستدامة‪ ،‬وقد استخدمت ىذه اؼبصطلحات يف الغالب بشكل‬
‫يعوؽ تطور السياحة كمجاؿ متماسك للدراسات‬
‫مرتادؼ مع األيكوسياحة‪ ،‬وىو ما أدى إذل اختالؿ يف ال ّدالالت‪ ،‬فبا ّ‬

‫‪1‬‬
‫‪Ecotourism Statistical Fact Sheet, the international ecotourism society, 2000, p2. http://www.active-‬‬
‫‪tourism.com/factsEcotourism1.pdf‬‬

‫‪47‬‬
‫الفصل األول‪...................................................................:‬األسس النظرية لأليكوسياحة‬
‫كالسياحة اعبماعية‬
‫لو شبكتو اؼبنطقية لتمييا فئات السياحة‪ .‬ويف نفس الوقت فإف األيكوسياحة وبعض اؼبصطلحات ّ‬
‫‪1‬‬
‫وسياحة ‪ )sea, sand, sun( 3S‬ينظر إليها عادة على أهنا حصريا متبادلة‪.‬‬
‫وعلى الرغم من الظهور اغبديث نسبيا لأليكوسياحة‪ ،‬إال أهنا تنمو بشكل متسارع‪ ،‬فحسب تقارير منظمة‬
‫السياحة العاؼبية فإف ىذا النوع من السياحة ينمو دبعدؿ ‪ 7-2.5‬مرات أكثر من أنواع السياحة األخرى‪ ،‬وقد ق ّدرت‬
‫قيمة السوؽ األيكوسياحي بػ ‪ 181.1‬بليوف دوالر سنة ‪2019‬ـ‪ ،‬و ‪ 181.0‬بليوف دوالر سنة ‪2020‬ـ‪ ،‬ومن اؼبتوقع‬
‫أف تصل إذل ‪ 333.8‬بليوف دوالر حبلوؿ سنة ‪ ،2027‬ؿبققا زيادة بػ ‪ %14.3‬خالؿ الفرتة من ‪2021‬ـ إذل‬
‫‪2027‬ـ‪ 2.‬وتعد ايسلندا‪ ،‬كينيا‪ ،‬ونيباؿ الوجهات األيكوسياحية األكثر تنافسية على مستوى العادل‪.‬‬
‫وقد أصبحت األيكوسياحة اػبيار البديل للسياحة اعبماعية ‪ Mass Tourism‬يف كال من العادل اؼبتقدـ والنامي‪،‬‬
‫وذلك لدورىا اإلهبايب يف حفظ التوازف البيئي من ناحية‪ ،‬ومن ناحية أخرى تسعى إذل ربقيق الرفاه االقتصادي‬
‫واالجتماعي والثقايف للسكاف احملليٌن‪ .‬فنالحظ يف أنواع السياحة األخرى أف اجملتمع اؼبضيف يتأثر ووباوؿ توفًن كل‬
‫السبل والسلوكيات ال ي تتناسب مع سلوكيات الاائر‪ ،‬إال أف ىذا النوع يفرض على الاائر سلوؾ يتقبلو اجملتمع اؼبضيف‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫وبالتارل فإف ىذا النوع من السياحة يتكيف فيو الاائر مع عادات وتقاليد اجملتمع اؼبضيف ال العكس‪.‬‬
‫ويرى ‪ Fennell‬أف األيكوسياحة تتواجد ضمن التصنيف األوسع ألنواع السياحة‪ ،‬وال ي يبكن تقسيمها للوىلة‬
‫األوذل إذل "السياحة اعبماعية " و "السياحة البديلة"‪ .‬وينظر إذل السياحة اعبماعية على أهنا الشكل التقليدي للتنمية‬
‫السياحية حيث تسيطر مبادئ السوؽ اغبرة وتعظيم الربح على اؼبدى القصًن‪ .‬وبالتارل كاف ىناؾ مربر كاؼ لتحديد هنج‬
‫بديل للتنمية السياحية يقلل من اآلثا ر السلبية لنهج السياحة اعبماعية‪ .‬لذلك فالسياحة البديلة ىي نتيجة طبيعية للفهم‬
‫الناضج للتنمية السياحية ونقاط قوهتا وضعفها‪ .‬ويرى ‪ ،Fennell‬أ ّف‪" :‬السياحة البديلة ىي مصطلح عاـ يشمل نطاؽ‬
‫كامل من اسرتاتيجيات السياحة ( مثال‪' :‬مالئمة'‪' ،‬إيكو'‪' ،‬ليّنة'‪' ،‬مسئولة'‪' ،‬خضرا '‪...،‬اخل‪ .‬هتدؼ صبيعها إذل توفًن‬
‫‪4‬‬
‫بديل أفضل للسياحة اعبماعية التقليدية يف أنوع معينة من الوجهات"‪.‬‬
‫ووفقا لػ ‪ Weaver‬فإف األيكوسياحة والسياحة البديلة نبا نوعاف من السياحة متقارباف جذا فيما بينهما‪ .‬ومن‬
‫اؼبمكن التفريق بٌن أنواع السياحة ع لى أهنا مستدامة أو غًن مستدامة‪ ،‬خاصة إذا ما اتبعنا األسس النظرية اؼبعروضة من‬
‫قمة ريو سنة ‪1992‬ـ‪ ،‬وبالرغم من ذلك‪ ،‬فإنو ليس ىناؾ فرؽ واضح بٌن االثنٌن (انظر الشكل‪ .)03‬وحسب‬
‫طرؼ ّ‬
‫بعض اآلرا فإنو ليس ىناؾ تناقض متأصل بٌن السياحة اعبماعية واالستدامة‪ .‬ويف الواقع العملي‪ ،‬فإ ّف القطاع السياحي‬

‫‪1‬‬
‫‪David B. Weaver, The encyclopedia of ecotourism, op.cit, p25‬‬
‫االطالع على الرابط ‪ 2022./02/14‬على الساعة ‪19:04‬تاريخ‪www.alliedmarketresearch.com‬‬
‫‪2‬‬

‫‪ 3‬أكرـ عاطف رواشدة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪،‬ص‪.67،66‬‬


‫‪4‬‬
‫‪David B. Weaver, The encyclopedia of ecotourism, op.cit, p25.‬‬

‫‪48‬‬
‫الفصل األول‪...................................................................:‬األسس النظرية لأليكوسياحة‬
‫يتجو كبو االستدامة كنتيجة لطلب الوعي البيئي واالجتماعي للسوؽ السياحي‪ .‬باإلضافة إذل ذلك‪ ،‬فإف السبب‬
‫الرئيسي للتوجو كبو االستدامة ليس اغبافا باإلحساس بالوعي البيئي واالجتماعي‪ ،‬وإمبا بسبب أ ّف االستدامة توفر فرصة‬
‫لتوسيع ا لسوؽ الدولية وخلق مناطق ربح جديدة من خالؿ إضافة مناطق جديدة لألماكن واألنشطة اؼبعتادة‪ .‬وتكمن‬
‫‪1‬‬
‫اغبقيقة على األغلب بٌن ىذين الرأيٌن‪.‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)03‬العَلقة بين االستدامة‪ ،‬السياحة الجماعية‪ ،‬السياحة البديلة واأليكوسياحة‬

‫السياحة الجماعية‬

‫السياحة المستدامة‬

‫السياحة غير‬
‫المستدامة‬
‫األيكوسياحة‬

‫السياحة‬
‫البديلة‬
‫السياحة االجتماعية الثقافية البديلة‬

‫‪Yunus Emre Genc, Murat Kayalar, Arab tourists opinions about‬‬ ‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحث باالعتماد على‬
‫‪sustainable arab tourism in Trabzon and facilities of Trabzon , London journal of reserch in‬‬
‫‪management and business, vol20, issue4, 2020, p16.‬‬

‫وتعتمد األيكوسياحة بصفة خاصة على عناصر اعبذب واؼبقومات الطبيعية‪ ،‬أو ال ّدمج بٌن العناصر الطبيعية‬
‫والثقافية‪ ،‬وعليو فإهنا ترتبط ارتباطا وثيقا بكل من السياحة الطبيعية والسياحة الثقافية‪ ،‬كما أهنا تش ّكل الوجو اآلخر‬
‫ؼبفهوـ السياحة اؼبستدامة‪ ،‬حيث أنّو كثًنا ما يستخدـ مصطلحي 'السياحة اؼبستدامة' و'األيكوسياحة' بالتبادؿ‪ ،‬غًن أنّو‬
‫يف واقع األمر توجد بعض االختالفات بينهما‪ ،‬فالسياحة اؼبستدامة ىي ال ي يبكن أف تستمر دوف اإلضرار بالبيئة‪،‬‬
‫وكذلك تدمج اجملتمع احمللي وتشركو يف زبطيط وتنفيذ التنمية السياحية‪ ،‬يف حٌن أ ّف األيكوسياحة ىي نوع من السياحة‬
‫قليلة الكثافة‪ ،‬قليلة األثر‪ ،‬وبالتارل يبكن اعتبارىا شكل من أشكاؿ السياحة اؼبستدامة‪ 2.‬إذف فاأليكوسياحة تتفق مع‬

‫‪1‬‬
‫‪Yunus Emre Genc, Murat Kayalar, Arab tourists opinions about sustainable Arab tourism in Trabzon and‬‬
‫‪facilities of Trabzon , London journal of reserch in management and business, vol20, issue4, 2020, p16‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Garrett Nagle, Tourism, leisure and recreation, Nelson Thorns, Cheltenham, Great Britain, 2011, p127.‬‬

‫‪49‬‬
‫الفصل األول‪...................................................................:‬األسس النظرية لأليكوسياحة‬
‫السياحة اؼبستدامة يف كوهنا تسعى إذل ربقيق الرفاىية لألجياؿ اغبالية دوف التأثًن على قدرة األجياؿ القادمة يف ربقيق‬
‫رفاىيتها‪ .‬ويف ؿباولة منو لتوضيح العالقة بٌن األيكوسياحة وأنواع السياحة األخرى‪ّ ،‬بٌن )‪ (Megan, 2002‬كيفية‬
‫اعتبار األيكوسياحة شكل من أشكاؿ االستدامة ضمن السياحة الطبيعية بينما تشمل أيضا عناصر ىامة من مكونات‬
‫السياحة الثقافية والريفية‪.‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)04‬األيكوسياحة كمرتكز من مرتكزات السياحة المستدامة‪.‬‬

‫سياحة األعمال‬

‫سياحة الشاطئ‬

‫السياحة المستدامة‬
‫أشكال السياحة غير المستدامة‬

‫السياحة الريفية‬

‫السياحة الطبيعية‬
‫األيكوسياحة‬

‫السياحة الثقافية‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحث باالعتماد على‪:‬‬


‫‪Megan Epler Wood, Ecotourism: Principles, Practices and policies for sustainability, united nations‬‬
‫‪publication, 2002, p10.‬‬
‫يوضح الشكل أعاله األنواع اؼبختلفة من السياحة ال ي تسعى إذل ربقيق مفهوـ االستدامة وال ي تصب صبيعها يف‬
‫ّ‬
‫قالب السياحة اؼبستدامة‪ ،‬حيث نالحظ أف األيكوسياحة ىي مركا ىذا النوع من السياحة‪ ،‬ومعظم أنواع السياحة‬
‫األخرى سبد السياحة اؼبستدامة بعناصر ىامة لتحقيق الديبومة‪ .‬إال أف السياحة الطبيعية تصب يف قالب األيوسياحة بكل‬
‫ؿبتوياهتا ال ي تعد بدورىا مركا السياحة اؼبستدامة‪ ،‬أما السياحة الريفية والثقافية فإف عناصرىا تنقسم إذل قسمٌن األوؿ‪:‬‬
‫يصب وبشكل مباشر يف السياحة اؼبستدامة أما القسم الثاين فيصب يف األيوسياحة‪ ،‬وىذا ما تؤكده الدراسة ال ي قامت‬
‫هبا منظمة السياحة العاؼبية ؼبعرفة موقع وعالقة األيكوسياحة مع أنواع السياحة األخرى يف عاـ ‪2001‬ـ‪ ،‬حيث خرجت‬
‫الدراسة بالشكل التارل‪:‬‬

‫‪50‬‬
‫الفصل األول‪...................................................................:‬األسس النظرية لأليكوسياحة‬
‫الشكل (‪ :)05‬األيكوسياحة كجزء من السوق السياحي‬

‫السوق السياحي‬

‫السياحة‬ ‫سياحة‬ ‫سياحة‬ ‫السياحة‬ ‫السياحة‬ ‫السياحة‬


‫العَلجية‬ ‫األعمال‬ ‫الشواطئ‬ ‫الطبيعية‬ ‫الريفية‬ ‫الثقافية‬

‫سياحة‬ ‫األيكوسياحة‬
‫المغامرة‬

‫‪Ibun Kombo, factors affecting ecotourism development in zanzibar,‬‬ ‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحث باالعتماد على‪:‬‬
‫‪IJRDO journal science and humanities research, vol1, issue8, august 2016, p145.‬‬
‫يتضح لنا من خالؿ الشكل أ ّف األيكوسياحة ىي جا من السوؽ السياحي يعمل يف سوؽ متخصصة‪ ،‬فبا يعين‬
‫إنشا خط ضيّق من اؼبنتجات واػبدمات مرغوب فيو للغاية من قبل شروبة صغًنة نسبيا من السكاف‪ ،‬ويش ّكل السفر‬
‫اؼبوجو كبو الطبيعة السوؽ األساسي لأليكوسياحة‪ ،‬والذي يركا على العمل اؼبسؤوؿ بيئيا‪ .‬إنو سوؽ متخصص صغًن‬
‫ولكنو ينمو بقوة‪ ،‬على األقل يف اآلونة األخًنة‪ ،‬أل ّف نطاقو ؿبدود من حيث اؼبساحات اؼبادية‪ ،‬األنشطة‪ ،‬العمليات‬
‫اإلدارية واألسواؽ‪ .‬وقد أكدت العديد من الدراسات التجريبية حجم األيكوسياحة وأنشطتها يف ىذا اجملاؿ‪ ،‬فبا يوضح‬
‫مدى صغر وضيق األيكوسياحة داخل السوؽ السياحي بأكملو‪ ،‬يف حٌن ترى بعض الدراسات أف األيكوسياحة ليست‬
‫فقط شروبة من السوؽ وإمبا ىي عملية تنموية‪.‬‬
‫وتعد األيكوسياحة نوع من أنواع السياحة الطبيعية‪ ،‬تتطلب أساسا بيئة طبيعية لكي تتشكل‪ 1.‬وحسب‬
‫اؼبكوف الثقايف والذي ىو موجود تقريبا يف كل‬
‫فإ ّف األيكوسياحة تتضمن عنصر ثقايف يف قاعدة جاذبيتها‪ ،‬أي ّ‬ ‫‪Weaver‬‬

‫منتج أيكوسياحي‪ ،‬حيث لو أنبية ثانوية‪ .‬ويرجع ذلك إذل حقيقة أنو من الصعب التمييا بٌن البيئة الطبيعية والثقافية‪.‬‬
‫وباإلضافة إذل ذلك‪ ،‬فإف بعض منتجات األيكوسياحة ينطبق عليها تعريف سياحة اؼبغامرات‪ ،‬خاصة تلك ال ي ربدث يف‬
‫البيئة الربية أو البحرية‪ ،‬وال ي تتطلب عنصر ـباطرة‪ ،‬مستويات عالية من اعبهد البدين واستخداـ مهارات متخصصة‪ .‬ويف‬
‫حٌن أف بعض منتجات األيكوسياحة تليب متطلبات منتج سياحة اؼبغامرة‪ ،‬فإف العكس غًن صحيح‪ ،‬وذلك ألف عوامل‬
‫جذب سياحة اؼبغامرة ليست دائما قائمة على الطبيعة‪ ،‬وال تفي دبتطلبات االستدامة‪ ،‬كما أف سائح اؼبغامرة ال يسعى إذل‬

‫‪1‬‬
‫‪Nature et tourism, L’écotourisme au québec en 2002, tourisme québec, canada, 2002, p90.‬‬

‫‪51‬‬
‫الفصل األول‪...................................................................:‬األسس النظرية لأليكوسياحة‬
‫ذبربة تعلّم وخربة‪ .‬وعلى العموـ‪ ،‬فإ ّف ىناؾ جا أقل من التداخل بٌن األيكوسياحة وسياحة اؼبغامرة منو بٌن األيكوسياحة‬
‫‪1‬‬
‫والسياحة الثقافية‪.‬‬
‫وباإلضافة إذل ذلك‪ ،‬يبكن أف تش ّكل السياحة الاراعية سوؽ منافسة غًن مباشرة لأليكوسياحة بسبب تركياىا‬
‫اؼبشرتؾ على االستدامة وسالمة البيئة الطبيعية‪ ،‬وؿبافظتها على البيئة‪ .‬وعليو‪ ،‬فإف االختالفات الرئيسية بٌن السياحة‬
‫الطبيعية‪ ،‬سياحة اؼبغامرات واأليكوسياحة ىو اغبافا أو األخالقيات الكامنة ورا اؼبنتج السياحي‪ .‬حيث أف كل ىذه‬
‫األنواع ربتاج إذل الطبيعة؛ والفرؽ الوحيد ىو يف العناية أو احملافظة على البيئة‪ ،‬وكذا اعبهود اؼببذولة ؼبساعدة االقتصاد‬
‫احمللي‪ 2.‬وعلى ىذا األساس يبكن القوؿ أف األيكوسياحة ىي نوع من السياحة الثقافية‪ ،‬ولكنها تسعى إذل تقليل اآلثار‬
‫السلبية على البيئة إذل حدىا األدىن‪ ،‬كما أهنا ترتبط بعالقات واضحة مع السياحة الثقافية من خالؿ السعي إذل حفظ‬
‫اؼبواقع الرتاثية واألثرية من أف تصل إليها يد اػبراب‪ ،‬وكذلك ترتبط بالسياحة الريفية من خالؿ دور األيكوسياحة يف‬
‫احملافظة على ثقافة وعادات وتقاليد اجملتمع احمللي‪ ،‬وسبكينهم من إدارة أنفسهم بأنفسهم‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬األطرف ذات المصلحة في صناعة األيكوسياحة‬
‫وفقا لػ ‪ Ceballos-Lascurain‬فإف األطراؼ ذات اؼبصلحة يف صناعة األيكوسياحة يبكن أف تتضمن كال من‪:‬‬
‫اجملتمعات احمللية؛ موظفو اؼبناطق احملمية؛ صناعة السياحة؛ اؼبنظمات غًن اغبكومية؛ اؼبؤسسات اؼبالية‪ ،‬اؼبستهلكوف؛‬
‫ومنظمات األيكوسياحة الوطنية‪ ،3‬ويتعاوف ىؤال الفاعلٌن فيما بينهم من أجل تنمية األيكوسياحة من جهة‪ ،‬وتعايا‬
‫فكرة احملافظة على اؼبصادر الطبيعية من جهة أخرى‪ .‬وسوؼ نتطرؽ يف ىذا اؼببحث إذل ـبتلف أنواع األطراؼ ذات‬
‫اؼبصلحة يف صناعة األيكوسياحة وأدوارىا‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬األطراف ذات المصلحة الرئيسية في صناعة األيكوسياحة‬
‫يش ّكلوف الدعائم األساسية لنجاح األيكوسياحة‪ ،‬بفضل وزهنم وأدوارىم الرئيسية يف صناعة األيكوسياحة‬
‫ويتمثلوف فيما يلي‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مدراء المناطق المحمية‬
‫يشرؼ على إدارة اؼبناطق احملمية مدرا ـبتصٌن يف علوـ األحيا ‪ ،‬أو يف الاراعة‪ ،‬أو علما النبات‪ ،‬فبن يبتلكوف‬
‫معارؼ وخربات كافية بطرؽ ضباية وتسيًن اغبياة الربية والفطرية واؼبناطق اؼبهددة بيئيا‪ .‬وتتضمن مهامهم الرئيسية التنفيذ‬
‫اؼبيداين لإلجرا ات اؼبتعلّقة حبماية النباتات واغبيوانات اؼبوجودة يف اؼبنطقة‪ ،‬وفتحها أماـ اغبركة السياحية والاوار ولكن‬

‫‪1‬‬
‫‪Alexis Papathanassis, the long tail of tourism: holiday niches and their impact on mainstream tourism, Germany,‬‬
‫‪2011, p123.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Carol Patterson, the business of ecotourism, third edition, Trafford, Canada, 2007, p1.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Kelly S. Bricker, Holly Donohoe, Demystifying theories in tourism research, Gutenberg Press Ltd, Tarxien, Malta,‬‬
‫‪2015, p21.‬‬

‫‪52‬‬
‫الفصل األول‪...................................................................:‬األسس النظرية لأليكوسياحة‬
‫ضمن أسس بيئية علمية‪ ،‬تسمح بإدارة مكونات اغبياة الربية يف احملمية‪ ،‬وتوفًن التسهيالت ال ي وبتاجها الاوار بالتعاوف‬
‫‪1‬‬
‫مع أصحاب اؼبنشآت السياحية‪.‬‬
‫ويتوجب على مدرا اؼبناطق احملمية العمل على تسوية النااعات نتيجة اؼبصاحل اؼبتضاربة بٌن ـبتلف الفاعلٌن يف‬
‫النشاط السياحي ؼبصلحة اؼبنطقة احملمية‪ ،‬إال أف ىذا األمر يتطلب التعاوف بٌن مدرا اؼبناطق احملمية واؼبؤسسات األخرى‬
‫‪2‬‬
‫خاصة غًن اغبكومية منها‪ .‬ويبكن تلخيص دور مدرا اؼبناطق احملمية فيما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬تنفيذ خطة التسيير (‪ :)management‬كحد أدىن ينبغي أف تنشئ اإلدارة شكالً ما من أشكاؿ اغبضور للتدليل‬
‫على اغبالة اؼبعينة ؼبوقع ما ‪ .‬وإذا كانت األمواؿ أو قيود أخرى ال تسمح بإنشا البنية التحتية وإهباد العاملٌن الالزمٌن‪،‬‬
‫عندئذ وبتاج األمر إذل إهباد دالئل وإذل توزيع معلومات لإلبالغ عن وجود اؼبنطقة احملمية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬تحديد حدود المناطق المحمية‪ :‬إف االستقصا الفيايقي ووضع عالمات تبٌن اغبدود – ويف بعض اغباالت‬
‫حدود األصقاع داخل منطقة ؿبمية – ىي أمور ىامة غًن أف اؼبنطقة احملمية ربتاج إذل "حدود حيّة" تكوف مفهومة‬
‫ومتفقاً عليها وؿبرتمة من جانب أصحاب اؼبصلحة احملليٌن‪ .‬وبذلك ‪ ،‬فإف العملية تنطوي يف اؼبعتاد على التفاوض وبنا‬
‫الوفاؽ يف اآلرا وليس ؾبرد االستقصا ووضع عالمات تدؿ على اغبدود‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬وضع وصيانة البنية التحتية واؼبعدات (مثل أبنية اؼبكاتب واؼبركبات‪ ،‬ومرافق ومعدات البحث‪ ،‬والطرؽ‪ ،‬والتاويد‬
‫باؼبا ‪ ،‬ومعدات االتصاؿ‪ ،‬واألسلحة النارية‪ ،‬ووسائل الرتحيب بالاائرين )‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬اؼبوظفوف واإلدارة اؼبالية واإلدارية‪ ،‬شاملة األنشطة مثل تعيٌن اؼبوظفٌن واإلدارة اليومية واؼبسا لة اؼبالية وتنمية القدرة‬
‫وغًن ذلك من اؼبهاـ اإلدارية‪.‬‬

‫خامسا‪ّ :‬‬
‫الرصد والتقييم وربليل االذباىات باعتبارىا اؼبكونات الرئيسية من بيولوجية وغًنىا‪ ،‬ال ي ىي أىداؼ للحفظ‪ ،‬أو‬
‫ال ي تطغي على أىداؼ اغبفظ يف اؼبناطق احملمية؛‬
‫سادسا‪ :‬ممارسة اإلدارة التشاركية‪ :‬إف طرائق التقييم اؼبنتظم ؼبقاصد اإلدارة وأنشطتها ولتصحيحها يف ضو اػبربة‬
‫اؼبكتسبة والظروؼ اؼبتغًنة‪ ،‬قد وضعت واستعملت استعماالً واسعاً‪.‬‬
‫سابعا‪ :‬إدارة شؤوف السائحٌن‪ ،‬والباحثٌن والقائمٌن بالتنقيب البيولوجي‪ ،‬وتشمل ىذه األنشطة أموراً منها ربديد شروط‬
‫الرتاخيص والرسوـ ال ي تدفع للدخوؿ وتوفًن اؼبعلومات من خالؿ اػبرائط والبيانات الشفوية واؼبعارض ورصد تصرفات‬
‫الاائرين للتيقن من أهنم ىبضعوف للقواعد‪ ،‬وتلبية االحتياجات الطبية للموظفٌن وللاائرين؛‬

‫‪1‬أكرـ عاطف رواشده‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪ .110‬بتصرؼ‬


‫‪2‬المناطق المحمية‪ ،‬االتفاقية اؼبتعلقة بالتنوع البيولوجي‪ ،‬مونرتياؿ‪ ،2003 ،‬ص ص‪ ،15،14‬متوفرة على الرابط‬
‫‪ ، https://www.cbd.int/doc/meetings/...‬تاريخ اإلطالع على الرابط ‪ 2020/07/17‬على الساعة ‪12:00‬‬

‫‪53‬‬
‫الفصل األول‪...................................................................:‬األسس النظرية لأليكوسياحة‬
‫ثامنا‪ :‬اغبفاظ على عالقات طيبة يف ؾبتمعات السكاف األصليٌن واحملليٌن‪ ،‬الذين يعيشوف يف اؼبناطق احملمية واؼبناطق‬
‫اؼبتاطبة ؽبا؛‬
‫تاسعا‪ :‬حل اؼبنازعات والصراعات‪ ،‬بٌن سلطات اؼبناطق احملمية وغًنىم من أصحاب اؼبصلحة مثل اجملتمعات احمللية‬
‫وأصحاب اؼبصاحل يف األعماؿ والوكاالت اغبكومية؛‬
‫عاشرا‪ :‬الرقابة وتطبيق القانوف حسب مقتضى اغباؿ؛‬
‫حادي عشر‪ :‬تعايا القيم والنجاحات يف اؼبناطق احملمية‪ .‬حيث أف اؼبناطق احملمية يتوقع منها أف يتاايد إسهامها يف ربقيق‬
‫غايات التنمية الوطنية وتوليد منافع اجتماعية واقتصادية للناس واجملتمعات الذين يعيشوف بالقرب منها‪ ،‬يصبح من‬
‫الضروري تنمية مهارات اؼبديرين ال ي سبكنهم من االتصاؿ والتعاوف مع نظرائهم يف قطاعات التنمية األخرى‪ ،‬وذلك يف‬
‫سبيل اإلدارة الفعالة ‪.‬‬
‫ويلعب مدرا وموظفو اؼبناطق احملمية دورا حاظبا يف األيكوسياحة‪ ،‬فباإلضافة إذل دورىم مسؤوليتهم اؼبباشرة يف‬
‫فإهنم يقوموف بتوفًن مدخالت قيّمة من أجل إنشا برامج تثقيف‬
‫احملافظة على النباتات واغبيوانات اؼبتواجدة يف احملمية‪ّ ،‬‬
‫ألهنم ّأوؿ من سيالحظ التغًنات‬
‫بيئية وأنظمة مراقبة التأثًن‪ .‬ويقع موظفو اؼبناطق احملمية على اػبطوط األمامية لإلدارة‪ّ ،‬‬
‫على اؼبوارد الطبيعية مثل الضرر البيئي من جرا السياحة‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬صناعة السياحة‬
‫تعد صناعة السياحة من الصناعات كثيفة العمالة واؼبتعاملٌن‪ ،‬حيث تستقطب ؾبموعة كبًنة من الناس ومن‬
‫مستويات علمية متباينة ‪ ،‬دبا يف ذلك اؼبتعاملٌن السياحيٌن‪ ،‬وكال السياحة اؼبسئولٌن عن ترتيبات السفر‪ ،‬موظفو اػبطوط‬
‫اعبوية والسفن السياحية‪ ،‬سائقي السيارات اؼبستعملة‪ ،‬موظفي الفنادؽ الكربى والناؿ العائلية الصغًنة‪ ،‬اغبرفيٌن‪ ،‬أصحاب‬
‫اؼبطاعم‪ ،‬اؼبرشدين السياحيٌن وصبيع األشخاص اآلخرين اؼبستقلٌن الدين يقوموف بتوفًن السلع واػبدمات للسياح‪ .‬ويتعٌن‬
‫على موظفي اؼبناطق احملمية والسكاف احملليٌن أف يتكيفوا مع الفاعلٌن يف صناعة السياحة ويتعلموا كيف يستفيدوا منهم‬
‫‪1‬‬
‫ويقيموا شراكة معهم‪.‬‬
‫ويتعامل اؼبسافروف طواؿ رحلتهم مع العديد من أصحاب اؼبصلحة يف صناعة السياحة‪ .‬وغالبا ما يكوف أوؿ‬
‫اتصاؿ للمسافرين مع وكيل السفر‪ ،‬منظم رحالت سياحية‪ ،‬أو خط جوي‪ .‬عادة ما يتصل العميل دبنظم رحالت سياحية‬
‫ينظم رحالت إذل اػبارج واؼبتمركا يف البلد األصلي للسائح‪ ،‬والدي بدوره سوؼ يتصل دبنظم رحالت يعمل يف نفس‬

‫‪1‬‬
‫‪Andy. D Alan M, Ecotourism development: a manual for conservation planners and managers, vol1, the nature‬‬
‫‪conservancy, Arlington, virginia, USA, 2002, p23.‬‬

‫‪54‬‬
‫الفصل األول‪...................................................................:‬األسس النظرية لأليكوسياحة‬
‫اؼبك اف ويتمركا يف بلد الوجهة‪ .‬ويعد منظم الرحالت يف بلد الوجهة يف أفضل موقع للتكفل جبميع الرتتيبات احمللية الالزمة‬
‫مثل النقل‪ ،‬السكن وخدمة اؼبرشد‪ .‬وعندما يصل اؼبسافر إذل وجهتو‪ ،‬تبدأ شركات ؿبلية ـبتلفة بالدخوؿ يف حيا اللعب‪.‬‬
‫ويشرتؾ صبيع أصحاب اؼبصلحة يف صناعة السياحة يف دافع واحد ىو ربقيق منافع اقتصادية‪ ،‬غًن أنّو قد تدخل‬
‫دوافع أخرى يف االعتبار باإلضافة إذل الدافع التجاري‪ ،‬وخاصة بٌن األشخاص الدين يبارسوف األيكوسياحة (دافع‬
‫ضبائي)‪ ،‬ولكن السبب يف كوهنم مؤسسات سياحية يعتمد على غرضهم اؼبربح اقتصاديا‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫وتربز أنبية أعضا صناعة السياحة بالنسبة لأليكوسياحة يف عدة نقاط‪ ،‬يبكن إهبازىا فيما يلي‪:‬‬
‫‪-‬الفهم اعبيّد باذباىات وأمباط الرحالت‪ :‬حيث أ ّهنم يعرفوف كيف يتصرؼ العمال وماذا يريدوف؛‬
‫‪ -‬التأثًن على سلوؾ اؼبسافرين‪ ،‬من خالؿ تشجيعهم على سلوؾ مالئم‪ ،‬واغبد من اآلثار السلبية على اؼبناطق احملمية؛‬
‫‪-‬ترويج األيكوسياحة؛ حيث يعرؼ أعضا صناعة السياحة كيفية الوصوؿ إذل اؼبسافرين احملتملٌن من خالؿ اؼبطبوعات‪،‬‬
‫شبكة االنرتنت‪ ،‬وسائل اإلعالـ وغًنىا من أمباط الرتقية‪ ،‬وتوفًن حلقة وصل بٌن اؼبستهلكٌن والوجهات األيكوسياحية‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬السكان المحليين‬
‫تتباين آرا السكاف احملليٌن ومعارفهم وتصوراىم حوؿ األيكوسياحة‪ ،‬غًن أنو توجد بعض اؼبواقف اؼبشرتكة‬
‫بينهم‪ ،‬ووبدث أف ذبد بعض اجملتمعات الريفية ال ي تعودت على اؼبعيشة اؽبادئة نفسها فجأة وسط اذباىات وحركات‬
‫سياحية دولية كانت أو ؿبلية يأتوف ؼبشاىدة اؼبناطق الطبيعية واالستمتاع هبا واإلطالع على عادات وتقاليد وثقافة اجملتمع‬
‫احمللي‪ ،‬وبالتارل فإف ردود الفعل زبتلف عند ىذه اغبالة‪ ،‬فالبعض ال يريد أية عالقة مع ىؤال السياح وخباصة الدوليٌن‬
‫منهم خوفا من اآلثار االجتماعية والثقافية على مبط حياهتم الذي تعودوا عليو‪ ،‬إضافة إذل أهنم ال يرحبوف بتلك التغًنات‬
‫ال ي ذبلبها األيكوسياحة عليهم‪ .‬أما البعض اآلخر فقد يصل مستوى إعجابو بالسياحة إذل درجة أنو يتخذ كل اعبهود‬
‫الالزمة لتطويرىا خاصة إذا أدرؾ مدى مسانبة األيكوسياحة يف خلق فرص العمل وقدرهتا يف اغبافظ على مصادرىم ال ي‬
‫‪2‬‬
‫يعتمدوا عليها يف معيشتهم‪.‬‬
‫ويرحب العديد من السكاف احملليٌن خاصة يف الدوؿ النامية بالاوار ويقوموا بتصميم برامج سياحية ؽبم ويكوف‬
‫دافعهم لذلك إما السعي إذل ضباية اؼبصادر الطبيعية اؼبتوفرة يف منطقتهم‪ ،‬أو ربقيق العوائد االقتصادية اؼبتمثلة يف صبع‬
‫وكسب األمواؿ‪ ،‬وربقيق فرص العمل‪ ،‬وإحداث التنمية ؼبنطقتهم‪ .‬أما بالنسبة ألولئك األشخاص الذين ال يرغبوف‬
‫بالسياحة وال يسعوا إذل تشجيعها على اإلطالؽ فهم ال يبلكوف الوسائل الفعالة إليقافها أماـ اذباه عاؼبي يسعى إذل‬

‫‪1‬‬
‫‪Andy. D Alan M, op.cit, p24.‬‬
‫‪2‬عبد السالـ ؿبصوؿ‪ ،‬دور السياحة البيئية في تحقيق التنمية المستدامة في االقتصاديات المغاربية‪-‬دراسة حالة الجزائر‪ ،‬تونس والمغرب‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستًن يف علوـ التسيًن‪ ،‬جامعة فرحات عباس‪ ،‬سطيف‪ ،‬اعباائر‪ ،2014 ،‬ص ‪.100‬‬

‫‪55‬‬
‫الفصل األول‪...................................................................:‬األسس النظرية لأليكوسياحة‬
‫تطوير صناعة السياحة واكتشاؼ مناطق أيكوسياحية جديدة لذا فإف أمرىم يكتفي يف مقاطعتها ورفض العمل هبا ؽبم‬
‫وألبنائهم‪.‬‬
‫ووبتاج اىتماـ اجملتمع والسكاف احملليٌن بالتنمية إذل عناية خاصة وتوعية ىؤال األفراد حوؿ أنبية وأثر وفوائد‬
‫السياحة خاصة إذا علموا أف السياحة سبس حياة صبيع األطراؼ من السكاف احملليٌن‪ ،‬فهي تشكل مصدر دخل‬
‫لبعضهم‪ ،‬كما أهنا تساىم يف تنظيم حياهتم وتقاليدىم وثقافاهتم‪ ،‬باإلضافة إذل مسانبتها يف تنظيمهم اجتماعيا وسياسيا‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫وعلى أية حاؿ فإف السكاف احملليٌن يلعبوف دورا ىاما يف األيكوسياحة لسببٌن‪:‬‬
‫أوال‪ :‬أف األيكوسياحة ربدث يف موطنهم األصلي الذي يعيشوف فيو‪ ،‬فبا يفرض عليهم أف يكونوا نشيطٌن يف ازباذ القرار‬
‫والتخطيط واإلدارة اػباصة باأليكوسياحة؛‬
‫ثانيا‪ :‬يعد السكاف احملليٌن الطرؼ األكثر حفاظا على اؼبصادر الطبيعية‪ .‬وبالتارل فإف عالقتهم واستعماؽبم للمصادر‬
‫ستحدد مدى قباح اسرتاتيجيات اغبفاظ بالنسبة للمناطق احملمية ومن مث قباح السياحة‪ ،‬كما أ ّف معرفتهم بثقافتهم‬
‫وعاداهتم وتقاليدىم احمللية يساىم أكثر يف تعليم وتثقيف السياح‪.‬‬
‫وقد ح ّدد ‪ )1991( Drake‬باالعتماد على عمل ‪ )1987( Paul‬الفوائد التالية اؼبرتبطة باؼبشاركة احمللية يف‬
‫‪2‬‬
‫مشاريع األيكوسياحة‪:‬‬
‫‪ -1‬زيادة كفا ة اؼبشروع من خالؿ إشراؾ السكاف احملليٌن يف زبطيط‪ ،‬تنفيذ وإدارة اؼبشروع؛‬
‫‪ -2‬زيادة فعالية اؼبشروع وربقيقو ألىدافو اؼبسطرة من خالؿ مايد من اؼبشاركة احمللية‪ ،‬وىو ما يدىم التنمية احمللية يف ىذه‬
‫اؼبناطق؛‬
‫‪ -3‬بنا القدرات لدى اؼبستفيدين لفهم األيكوسياحة وكيف يبكن أف تساىم يف التنمية اؼبستدامة (من خالؿ ضماف‬
‫اؼبشاركة الفعالة للمشاركٌن يف اؼبشروع يف أي مرحلة‪ ،‬ومن خالؿ التدريب الرظبي وغًن الرظبي‪ ،‬وأنشطة التوعية)؛‬
‫‪ -4‬زيادة سبكٌن اجملتمع احمللي يف شىت اجملاالت (االقتصادية‪ ،‬االجتماعية والسياسية) وذلك من خالؿ السعي إذل منح‬
‫السكاف احملليٌن قدر أكرب من السيطرة على ما لديهم من موارد والقرارات اؼبتعلقة باستخداـ ىذه اؼبوارد وال ي تؤثر‬
‫على حياهتم (وىذا يعين ضماف أف وبصل السكاف احملليٌن على الفوائد اؼبرتبطة باستعماؿ تلك اؼبوارد)؛‬
‫‪ -5‬التقليل من التكاليف من خالؿ تقاظبها مع اؼبستفيدين احملليٌن‪ ،‬على سبيل اؼبثاؿ‪ :‬تكاليف العمل‪ ،‬تكاليف‬
‫التمويل‪ ،‬تشغيل وصيانة اؼبشروع‪ ،‬و‪/‬أو متابعة اؼبشروع وتقييم التكاليف‪.‬‬

‫‪ 1‬أكرـ عاطف رواشده‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.112‬‬


‫‪2‬‬
‫‪Brian Garrod, Local participation in the planning and management of ecotourism: a revised model approach,‬‬
‫‪Faculty of Economics and Social Science, University of the West of England, Frenchay Campus, Coldharbour Lane,‬‬
‫‪Bristol, England, 2002, p6.‬‬

‫‪56‬‬
‫الفصل األول‪...................................................................:‬األسس النظرية لأليكوسياحة‬
‫الفرع الرابع‪ :‬أصحاب المشاريع السياحية‬
‫تعترب السياحة صناعة متعددة اؼبدخالت واؼبخرجات‪ ،‬كما أهنا احملرؾ الرئيسي القتصاديات الكثًن من الدوؿ‪،‬‬
‫حيث تشمل عدد كبًن من الفاعلٌن مثل منظمي الرحالت السياحية‪ ،‬ووكال السياحة والسفر‪ ،‬وكذلك موظفي شركات‬
‫الطًناف‪ ،‬والرحالت البحرية‪ ،‬وسائقي اغبافالت‪ ،‬وموظفي الفنادؽ الكبًنة والناؿ الصغًنة‪ ،‬وصناع اغبرؼ التقليدية‪،‬‬
‫وأصحاب اؼبطاعم‪ ،‬واؼبرشدين السياحيٌن‪ ،‬باإلضافة إذل أولئك الذين يعرضوا خدماهتم وسلعهم إذل ىذه النشاطات‬
‫والذين يشكلوا الروابط اػبلفية ؽبا وبالتارل فإف درجة التعقيد ىذه تضع مدرا اؼبناطق احملمية أماـ ربديات يف كيفية‬
‫‪1‬‬
‫تشكيل شراكة وعالقات مع ىذه األطراؼ الفاعلة يف النشاط السياحي‪.‬‬
‫يرتبط السياح بعدد من األطراؼ الفاعلة يف النشاط السياحي خالؿ رحلتهم‪ ،‬ففي الرحالت الدولية فإف السائح‬
‫يكوف اتصالو األوؿ مع وكيل السياحة والسفر أو منظم الرحالت أو شركات الطًناف‪ ،‬مث يعمل وكيلو على إيصالو إذل‬
‫وكيل االستقباؿ يف بلد اؽبدؼ السياحي الذي يأخذ على عاتقو كافة الرتتيبات اؼبتعلقة بالنقل واإلقامة واإلرشاد‬
‫واإلطعاـ‪ ،‬ىذا باإلضافة إذل العديد من النشاطات احمللية األخرى كاحملاؿ التجارية وؿبالت الصرافة واالسرتاحات وغًنىا‬
‫من اػبدمات ال ي تدخل أيضا يف ت شكيل ىذا السيناريو السياحي‪ .‬أما اؼبعيار الفعاؿ يف ربط كل ىذه األطراؼ معا فهي‬
‫مسألة الربح اؼبادي‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫وترجع اسباب اىتماـ صبيع ىذه األطراؼ باأليكوسياحة حسب )‪ (Eagles Higgins, 1998‬إذل ما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬معرفتهم دبكانة السوؽ األيكوسياحية ضمن االذباىات السياحية اغبديثة؛‬
‫ثانيا‪ :‬دور األيكوسياحة يف تعايا السلوؾ والثقافة البيئية لدى السياح‪ ،‬وبالتارل تقليل اآلثار السلبية يف اؼبناطق احملمية؛‬
‫ثالثا‪ :‬دور صناعة السياحة يف ترويج األيكوسياحة‪ ،‬وتقريبها من السياح سوا كاف ذلك من خالؿ اؼبنشورات‪،‬‬
‫واالنرتنت‪ ،‬وغًنىا من وسائل اإلعالـ‪.‬‬
‫الفرع الخامس‪ :‬المسئولون الحكوميون‬
‫تلعب الدولة دورا ؿبوريا يف ىذا اجملاؿ‪ ،‬من خالؿ وضع إطار تشريعي مالئم للسياحة عموما واأليكوسياحة على‬
‫وجو اػبصوص‪ ،‬والعمل على الرتويج للسياحة الوطنية يف األسواؽ الدولية وؿباولة جذب السياح األجانب‪ .‬وىو ما‬
‫يفرض عليها القياـ باستثمارات كبًنة يف البنية التحتية‪ ،‬تطوير اػبدمات وتكوين اؼبورد البشري يف قطاع الفنادؽ واؼبطاعم‪.‬‬
‫وينبغي على اغبكومة أيضا االىتماـ ب اؼبناطق احملمية ودعم احملافظة على الطبيعة‪ .‬ولكن لألسف فإف اؼبصاحل اؼبالية غالبا‬

‫‪1‬أكرـ عاطف رواشدة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪ .113‬بتصرؼ‪.‬‬


‫‪2‬‬
‫‪Eagles. P, B. Higgins, Ecotourism market and industry structure in ecotourism: a guide for planners and‬‬
‫‪managers, 1998, p13.‬‬

‫‪57‬‬
‫الفصل األول‪...................................................................:‬األسس النظرية لأليكوسياحة‬
‫ما تسود على حسن نية الدولة‪ ،‬حيث تفضل اغبكومة استخداـ اؼبوارد الطبيعية بطريقة ليست مستدامة وبالتارل جين‬
‫األرباح بطريقة مباشرة‪ .‬ويبدو أننا ال هنتم إال دبا لو قيمة‪ .‬كما ينبغي على األيكوسياحة أف تكوف أكثر رحبية على اؼبدى‬
‫اؼبتوسط والطويل وذلك من اجل ربفيا القادة السياسيٌن‪ .‬وتشكل األيكوسياحة بالنسبة لبعض الدوؿ اؼبصدر الرئيسي‬
‫‪1‬‬
‫للعملة األجنبية‪ ،‬فبا يثبت وباؼبثاؿ لبعض الدوؿ األخرى اؼبتمردة أف ىذا القطاع ىو ؿبرؾ للنمو االقتصادي‪.‬‬
‫ويشارؾ الكثًن من اؼبسئولٌن اغبكوميٌن من اؼبديريات والقطاعات وعلى كافة اؼبستويات سوا الوطنية‪ ،‬اإلقليمية‬
‫واحمللية يف عملية زبطيط‪ ،‬تنفيذ وإدارة األيكوسياحة‪ ،‬وتشمل ىذه القطاعات يف الغالب وزارة السياحة‪ ،‬وزارة البيئة‪ ،‬وزارة‬
‫‪2‬‬
‫النقل‪ ،‬اؼبديرية العامة للغابات‪ ،‬باإلضافة إذل اؼبديريات اإلقليمية واحمللية التابعة ؽبا‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫وسبكن مسانبة اؼبؤسسات اغبكومية يف األيكوسياحة حسب )‪ (Preece, 1995‬من خالؿ‪:‬‬
‫أوال‪ :‬تاويد اؼبناطق احملمية بالكفا ات والكوادر من أبنا اجملتمع احمللي‪ ،‬العارفٌن دبقومات وخصوصيات اؼبنطقة؛‬
‫ثانيا‪ :‬اؼبشاركة يف صياغة اسرتاتيجية وطنية لأليكوسياحة‪ ،‬والعمل على تنفيذىا مع ـبتلف اعبهات الفاعلة؛‬
‫ثالثا‪ :‬صياغة القوانٌن اػباصة ال ي ربكم عمل اؼبناطق احملمية‪ ،‬مثل رسوـ دخوؿ الاوار إذل ىذه احملميات‪ ،‬وكذلك أنظمة‬
‫توزيع العائدات اؼبتأتية من األيكوسياحة على اجملتمع احمللي؛‬
‫رابعا‪ :‬توضيح مكانة وعالقة القطاع اػباص باأليكوسياحة يف اؼبناطق احملمية؛‬
‫خامسا‪ :‬تطوير البنية التحتية الداعمة خارج اؼبنطقة احملمية من توفًن للمطارات‪ ،‬العيادات‪ ،‬الفنادؽ‪...،‬اخل؛‬
‫سادسا‪ :‬دعم وترويج األيكوسياحة عن طريق وسائط االتصاؿ اؼبختلفة‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬األيكوسياحة والمنظمات غير الحكومية‬
‫تلعب اؼبنظمات غًن اغبكومية دورا شبينا وحساسا يف األيكوسياحة ألهنا تعمل كحلقة وصل بٌن عدد كبًن من‬
‫اؼبمولوف (اؼباكبوف) وأصحاب اؼبشاريع‬
‫األطراؼ اؼبهتمة دبثل ىذا النوع من السياحة‪ ،‬حيث تعمل على الربط بٌن ّ‬
‫األيكوسياحية ‪ .‬وعلى ىذا األساس يبكن القوؿ أف اؼبنظمات غًن اغبكومية تلعب أدوارا متعددة يف توظيف وتطبيق‬
‫‪4‬‬
‫األيكوسياحة وتتمثل ىذه األدوار يف‪:‬‬
‫أوال‪ :‬دور مباشر‪ :‬يشغل من خاللو أفراد اؼبؤسسات غًن اغبكومية منصب إما مدرا مشاريع أيكوسياحية أو منصب‬
‫مدرا اؼبناطق احملمية؛‬

‫‪1‬‬
‫‪Guide de l’écotourisme, petite futé, France, 2012-2013, p,p45,46.‬‬
‫‪2‬أكرـ عاطف رواشدة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪ .114‬بتصرؼ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Preece N, P. Van Osterzee, D. James, Two way track: biodiversity conservation and ecotourism, department of‬‬
‫‪environment, sport and territories, Australia, 1995, p15.‬‬
‫‪4‬أكرـ عاطف رواشدة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪ ،‬ص‪ .116،117‬بتصرؼ‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫الفصل األول‪...................................................................:‬األسس النظرية لأليكوسياحة‬
‫ثانيا‪ :‬دور غير مباشر‪ :‬من خالؿ العمل كمديرين أو مستشارين‪ ،‬أو كشركا مع الشركات السياحية اػباصة‪ ،‬أو‬
‫اجملتمعات احمللية‪ ،‬ويف بعض الظروؼ االستثنائية العمل كمجهاين للخدمات السياحية‪ ،‬كما ىو اغباؿ يف ؿبمية ضانا يف‬
‫األردف‪ ،‬حيث أ ّف اإلشراؼ‪ ،‬والرقابة‪ ،‬والتاويد‪ ،‬واؼبتابعة والتنفيذ كلو ملقى على عاتق اعبمعية اؼبلكية غبماية الطبيعة‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫وتقوـ اؼبنظمات غًن اغبكومية دبجموعة من اؼبشاريع منها‪:‬‬
‫‪ -1‬القياـ دببادرات تكوين وتدريب السكاف احملليٌن يف فنوف اإلرشاد السياحي واللغات‪ ،‬وكذا إدارة اؼبشاريع‬
‫األيكوسياحية؛‬
‫‪ -2‬اؼبسانبة يف وضع معايًن التجارة األخالقية من خالؿ اؼبشاركة يف اجتماعات ومنتديات أصحاب اؼبصلحة؛‬
‫‪ -3‬إدارة برامج إصدار شهادات األيكوسياحة وتقييمها؛‬
‫‪ -4‬تدريب أصحاب اؼبشاريع الشباب يف صبيع أكبا العادل على اؼببادئ ال ي تنطوي عليها إدارة األعماؿ اؼبسئولة؛‬
‫‪ -5‬العمل مع اغبكومات والوكاالت الدولية لتطوير سياسات األيكوسياحة اؼبستدامة؛‬
‫‪ -6‬العمل مع اؼبناطق احملمية إلنشا قدرة إدارة الاائر؛‬
‫‪ -7‬سبثيل اجملتمعات األصلية والسكاف احملليٌن وال ي تفتقر يف بعض األحياف إذل اغبقوؽ السياسية واالجتماعية‪ ،‬يف‬
‫االجتماعات الرظبية‪.‬‬
‫ويف دراسة مشلت ‪ 57‬حالة فردية وصفت بالتفصيل‪ ،‬توصلت ‪ Tania Paola Romero Brito‬إذل أف ىناؾ طبسة‬
‫‪2‬‬
‫أسباب رئيسية تدفع اؼبنظمات الغًن حكومية للمشاركة يف مشاريع األيكوسياحة وىي‪:‬‬
‫‪ ‬بالنسبة لػ ‪ 14‬حالة (‪ ) %24.5‬شكلت مشاريع األيكوسياحة جا ا من خطة اسرتاتيجية شاملة متعددة للمنظمات‬
‫الغًن حكومية اؼبعنية‪ ،‬هبدؼ كسب الدعم اؼبارل والسياسي من أجل احملافظة على األنواع واؼبناطق‪ .‬وىذا اؼبنطق ىو‬
‫األكثر شيوعا يف اؼبناطق اؼبدارة مباشرة من قبل اؼبنظمات غًن اغبكومية ذات الصلة؛‬
‫‪ ‬بالنسبة لػ ‪ 06‬حاالت (‪ )10.5%‬استخدمت اؼبنظمات اغبكومية األيكوسياحة كإسرتاتيجية للمحافظة من أجل‬
‫التخفيف من اآلثار البيئية للكوارث الطبيعية كاألعاصًن أو التهديدات البيئية اػبارجية مثل التعدين أو تنمية السياحة‬
‫اعبماعية؛‬
‫‪ ‬بالنسبة لػ ‪ 06‬حاالت (‪ ) 10.5%‬شاركت اؼبنظمات غًن اغبكومية من أجل دعم مشروع أيكوسياحي دببادرة من‬
‫مؤسسة خاصة‪ ،‬اجملتمع احمللي أو بطل فردي والذي يدعو إذل دعم احملافظة؛‬

‫‪1‬‬
‫‪Andy. D alan M, op.cit, p42.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Tania Paola Romero Brito, Non-governmental organizations NGOs in ecotourism, Submitted in the fulfilment of‬‬
‫‪the requirements of the degree of Doctor of Philosophy, Griffith University, Australia, 2015, p79‬‬

‫‪59‬‬
‫الفصل األول‪...................................................................:‬األسس النظرية لأليكوسياحة‬
‫‪ ‬بالنسبة لػ ‪ 06‬حاالت (‪ ) 10.5%‬شاركت اؼبنظمات الغًن حكومية من أجل السيطرة على تأثًنات الاوار‪ ،‬بعد أف‬
‫أصبحت منطقة ذات أنبية ؿبافظة عالية معروفة كوجهة سياحية؛‬
‫‪ ‬بالنسبة لػ‪ 12‬حالة (‪ ) 21%‬اعتمدت اؼبنظمات الغًن حكومية اسرتاتيجية احملافظة السياحية كبديل اقتصادي منخفض‬
‫التأثًن للمجتمعات احمللية يف اؼبقاـ األوؿ؛‬
‫‪ ‬بالنسبة لػ‪ 13‬حالة (‪ )%22.8‬فإف أسباب مشاركة اؼبنظمات غًن اغبكومية يف األيكوسياحة كانت غًن ؿبددة‪.‬‬
‫وىناؾ عدة أنواع من اؼبنظمات السياحية غًن اغبكومية العاملة يف ؾباؿ السياحة بشكل عاـ واأليكوسياحة‬
‫‪1‬‬
‫بشكل خاص وفقا لػ ‪ Andy‬و‪ Alan‬ومنها‪.‬‬
‫أ‪-‬منظمات غير حكومية ربحية‪ :‬كجمعيات منظمي الرحالت السياحية‪ ،‬وصبعيات الفنادؽ‪ ،‬وشركات الطًناف‪ ،‬أضف‬
‫إذل ذلك منظمات ذبارية هتتم يف أمور السفر‪ ،‬ىذه اؼبنظمات تظم يف عضويتها عدد كبًن من األفراد الذين هبتمعوف‬
‫بانتظاـ ويسعوف إذل إصدار نشرات خاصة ـبتلفة تتعلق بنشر أفكار السياحة والرتكيا على أخالقيات اؼبهن‪ ،‬ومن مث‬
‫الرتكيا على االذباىات اغبديثة يف األيكوسياحة‪.‬‬
‫ب‪-‬منظمات غير حكومية ال ربحية‪ :‬ترتكا جهودىا بشكل أساسي على عملية تطوير‪ ،‬زبطيط‪ ،‬تنفيذ وتسيًن اؼبشاريع‬
‫األيكوسياحية‪ ،‬وقد تكوف ىذه اؼبنظمات دولية مثل منظمة اجملتمع الدورل لأليكوسياحة‪ ،‬ومنظمة السياحة العاؼبية‪ ،‬وقد‬
‫تكوف إقليمية مثل منظمة السياحة العربية‪ ،‬أو ؿبلية مثل اعبمعية اؼبلكية األردنية غبماية الطبيعة‪ .‬ويكمن دورىا الرئيسي‬
‫يف التنسيق بٌن اؼبناطق احملمية والسكاف احملليٌن وبقية األطراؼ العاملة يف ؾباؿ األيكوسياحة‪ ،‬ويف بعض األحياف تقدـ‬
‫مساعدات مالية وتكنولوجية‪ ،‬أو تقوـ باإلدارة اؼبباشرة ؼبواقع األيكوسياحة‪.‬‬
‫وتعد اؼبنظمات غًن اغبكومية شركا مثاليٌن للقطاع اػباص من خالؿ تطوير ؾبموعة كبًنة من الربامج مثل‬
‫البحوث حوؿ أفضل اؼبمارسات‪ ،‬تدريب الدليل‪ ،‬التخطيط اإلقليمي واجتماعات أصحاب اؼبصلحة‪ ،‬تنمية اجملتمع‬
‫احمللي‪ ،‬إدارة اؼبناطق احملمية‪ ،‬ومبادرات احملافظة اؼبستهدفة‪.‬‬
‫وتعمل اؼبنظمات غًن اغبكومية أيضا بنشاط وطنيا ودوليا لضماف أف تتطور األيكوسياحة بانسجاـ مع أولويات‬
‫احملافظة والتنمية اؼبستدامة الوطنية والدولية‪ .‬يف الواقع‪ ،‬تعمل اؼبنظمات غًن اغبكومية عرب العادل على تطوير برنامج‬
‫األيكوسياحة اػباص هبا وذلك لرغبتهم اعباؿبة يف استعماؿ األيكوسياحة كوسيلة للمحافظة والتنمية اؼبستدامة‪ .‬على‬
‫سبيل اؼبثاؿ‪ ،‬طورت أكرب منظمة خاصة للمحافظة يف العادل‪ ،‬برنامج لأليكوسياحة يتماشى مع التنمية اؼبسئولة‬
‫‪2‬‬
‫للمنتجات األيكوسياحية والتخطيط األيكوسياحي للمناطق احملمية‪.‬‬

‫‪1‬أكرـ عاطف رواشدة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪ ،‬ص‪ .117 ،116‬بتصرؼ‬
‫‪ 2‬عبد السالـ ؿبصوؿ‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.105‬‬

‫‪60‬‬
‫الفصل األول‪...................................................................:‬األسس النظرية لأليكوسياحة‬
‫أخًنا‪ ،‬فإف الكثًن من اؼبنظمات غًن اغبكومية احمللية تنفذ مبادرات أيكوسياحية شعبية حقيقية تركا على احملافظة‬
‫على اؼبوارد احمللية وال ي يبكن أف تستفيد منها من اإلمكانات االقتصادية والرتبوية لأليكوسياحة‪ .‬وعلى سبيل اؼبثاؿ‪ ،‬وتعد‬
‫برامج مشاىدة السلحفاة‪ ،‬اغبوت‪ ،‬البطريق‪ ،‬والطيور أمثلة رائعة لكيفية زيادة األيكوسياحة بنجاح للوعي وللمبالغ‬
‫‪1‬‬
‫اؼبخصصة للحماية‪ ،‬إشراؾ اؼبرشدين احملليٌن‪ ،‬كما تؤدي إذل ضباية مستدامة طويلة األجل لألنواع اؼبهددة‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬األطراف ذات المصلحة الثانوية في صناعة األيكوسياحة‬
‫تساىم األطراؼ اؼبساندة بدور ثانوي غًن أنّو ال غىن عنو يف قباح اؼبشاريع األيكوسياحية‪ ،‬ومن بٌن ىذه‬
‫اؼبمولوف‪ ،‬األكاديبيوف‪ ،‬واؼبسافروف‪.‬‬
‫األطراؼ‪ّ :‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الممولون‬
‫اؼبمولوف لبنة أساسية يف تنمية األيكوسياحة‪ ،‬دبا يوفرونو من دعم مارل إلقامة اؼبشاريع األيكوسياحية‪،‬‬
‫يعترب ّ‬
‫ويبكن ألطراؼ متعددة سبويل تنمية األيكوسياحة عن طريق اؼبنح أو القروض‪ :‬اؼبؤسسات اؼبالية‪ ،‬دبا يف ذلك الشركات‬
‫االستثمارية‪ ،‬الوكاالت اؼباكبة الثنائية أو متعددة األطرؼ مثل البنك الدورل والبنك اؼبشرتؾ للتنمية‪ ،‬اؼبستثمرين اػبواص‪،‬‬
‫اؼبنظمات غًن اغبكومية والبنوؾ اػباصة‪ .‬وتشكل ىذه اؼبسانبات موردا ماليا ىاما بالنسبة للمناطق احملمية‪ ،‬ودعما كافيا‬
‫لتطوير األيكوسياحة‪ ،‬خاصة يف ظل اؼبياانيات اؼبالية احملدودة للمناطق احملمية‪ ،‬وال ي يعتمد عليها يف القياـ بدراسات‪،‬‬
‫بنا اؼبرافق‪ ،‬إنشا البىن التحتية وتكوين اؼبوظفٌن‪ .‬وتقدـ العديد من اؼبنظمات غًن اغبكومية الدولية ال ي ترتكا يف‬
‫الواليات اؼبتحدة األمريكية وأوروبا التمويل و‪/‬أو اؼبساعدة التقنية ؼبشاريع األيكوسياحة يف البلداف النامية‪ .2‬وتستخدـ‬
‫– قسم الدعم اػبارجي اػبارجي‬ ‫‪DIFID‬‬ ‫الكثًن منها األمواؿ ال ي تتيحها الوكاالت اغبكومية مثل ‪ GTZ ،USAID‬و‬
‫للواليات اؼبتحدة األمريكية‪ ،‬أؼبانيا وبريطانيا العظمى على التوارل‪ ،‬احملافظة على البيئية عن طريق برنامج "حدائق يف خطر"‬
‫اؼبموؿ من طرؼ ‪ ،USAID‬وىو ما ساعد عدد مهم من اؼبنظمات غًن اغبكومية احمللية على تطوير مشاريع‬
‫‪3‬‬
‫األيكوسياحة ذات الصلة باؼبناطق احملمية‪ .‬ومثل ىذا التمويل قد يكوف يف واحدة أو أكثر من اجملاالت التالية‪:‬‬
‫أوال‪ :‬القياـ باقباز دراسات اعبدوى االقتصادية للمشاريع السياحية عامة واأليكوسياحية خاصة؛‬
‫ثانيا‪ :‬إنشا التسهيالت السياحية اؼبختلفة يف اؼبوقع السياحي مثل‪ :‬الفنادؽ واؼبطاعم ومكاتب السياحة والسفر والتنقل‬
‫وغًنىا؛‬

‫‪1‬‬
‫‪Megan Epler Wood, ecotourism: Principles, practices and policies for sustainability, united nations publication,‬‬
‫‪2002, p,p37, 38.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Andy. D alan M, op.cit, p25.‬‬
‫‪3‬أكرـ عاطف رواشدة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.118‬‬

‫‪61‬‬
‫الفصل األول‪...................................................................:‬األسس النظرية لأليكوسياحة‬
‫ثالثا‪ :‬دعم البنية التحتية اؼبؤدية إذل اؼبوقع السياحي من مسارات وإشارات إرشادية أو شبكات اؼبياه والصرؼ الصحي أو‬
‫الكهربا وغًنىا؛‬
‫رابعا‪ :‬تكوين السكاف احملليٌن حوؿ ـبتلف اػبدمات اؼبرافقة لأليكوسياحة‪ :‬فنوف اإلرشاد السياحي‪ ،‬اغبرؼ التقليدية‪،‬‬
‫صناعة منتجات ؿبلية‪ ،‬التعامل مع األيكوسياح‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬األكاديميون‬
‫يلعب األكاديبيوف دورا ثانويا غًن أنو ال يبكن االستغنا عنو خالؿ مراحل زبطيط وإدارة اؼبشاريع واألنشطة‬
‫األيكوسياحية‪ .‬ويساىم األكاديبيوف يف ربديد مواضيع األيكوسياحة اؼبهمة‪ ،‬وطرح األسئلة الرئيسية من أجل ضماف‬
‫اؼبرجوة‪ ،‬ويعمل األكاديبيوف على تسهيل فهمنا لأليكوسياحة من خالؿ طرح األسئلة مثل‪:‬‬
‫ربقيق األيكوسياحة ألىدافها ّ‬
‫من يستفيد من األيكوسياحة بالضبط؟ كيف يبكن قياس ىذه الفوائد؟ كيف تساىم األيكوسياحة يف معرفتنا اغبالية‬
‫للحماية؟ ما ىي الروابط بٌن األيكوسياحة والسياحة؟ ويبكن لألكاديبيٌن مساعدتنا على فهم كيف تتفاعل األيكوسياحة‬
‫‪1‬‬
‫مع مفاىيم أخرى واذباىات عاؼبية‪.‬‬
‫وباإلضافة إذل طرح األسئلة وصياغة الفرضيات‪ ،‬يقوـ األكاديبيوف بإجرا دراسات بالتعاوف مع اؼبنظمات غًن‬
‫‪2‬‬
‫اغبكومية واجملتمعات احمللية‪ ،‬حيث يبكنهم أيضا‪:‬‬
‫أوال‪ :‬تطوير وتنفيذ سرب اآلرا ‪ ،‬على سبيل اؼبثاؿ تفضيالت الاوار‪ ،‬واستعدادىم للدفع‪ ،‬اخل؛‬
‫ثانيا‪ :‬القياـ جبرد للثروة النباتية واغبيوانية؛‬
‫ثالثا‪ :‬توليد بيانات حوؿ األشكاؿ اؼبختلفة للسياحة؛‬
‫رابعا‪ :‬قياس آثار السياحة ونشر النتائج من أجل تكوين قاعدة معلومات جيّدة؛‬
‫خامسا‪ :‬توفًن الوسائل لتوجيهنا يف نقاشاتنا واستنتاجاتنا حوؿ األيكوسياحة؛‬
‫سادسا‪ :‬تسهيل نشر ىذه اؼبعلومات والتخمينات النظرية من خالؿ اؼبؤسبرات‪ ،‬اؼبنشورات‪ ،‬االنرتنت‪ ،‬وغًنىا‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬المسافرون‬
‫يبتلك اؼبسافروف موقع فريد كالعب يف األيكوسياحة‪ ،‬فهم العنصر اغبيوي يف صناعة األيكوسياحة‪ ،‬كما أ ّهنم‬
‫اؽبدؼ النهائي الذي تصب يف سبيلو كل النشاطات والتحفياات واؼبغريات من وكاالت سياحية ومنظمٌن للرحالت‪،‬‬
‫وأصحاب الفنادؽ وغًنىم من الفاعلٌن يف النشاط السياحي‪ 3.‬وىناؾ أنواع ـبتلفة من السياح‪ ،‬كاألجانب واؼبواطنٌن‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Andy Drumm, Alan Moore, op.cit, p28.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Andy Drumm, Alan Moore, op.cit, p26.‬‬
‫‪3‬ؿبسن أضبد اػبضًني‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.120‬‬

‫‪62‬‬
‫الفصل األول‪...................................................................:‬األسس النظرية لأليكوسياحة‬
‫اؼبغامروف الصغار‪ .. ،‬اخل‪ ،‬والذين وبتاجوف إذل مستوى عاؿ من الراحة‪ ،‬حيث أهنم يريدوف يف األساس قضا ذبربة مفيدة‬
‫وفبتعة وىم على استعداد لدفع شبنها‪ ،‬كما أهنم يريدوف مرشدين جيدين‪ ،‬حساسية بيئية من قبل كل الفاعلٌن‪ ،‬األمن‪،‬‬
‫ملصقات جيدة‪ ،‬خرائط‪ ،‬طرؽ معينة بدقة‪ ،‬وأسعار عادلة للخدمات اؼبقدمة‪ .‬كما أهنم على استعداد للتعامل مع‬
‫الظروؼ اؼبناخية غًن اؼبواتية‪ ،‬وليس مع الوعود الكاذبة حوؿ ما سوؼ يرونو يف رحالهتم‪ .‬وإذل جانب إعجاهبم بالطبيعة‬
‫والتنوع البيولوجي‪ ،‬فإهنم غالبا ما يكونوف مهتمٌن باجملتمعات والثقافات احمللية ويريدوف فرصة من أجل إقامة اتصاؿ‬
‫‪1‬‬
‫الرظبية اؼبخصصة لأليكوسياحة‪ ،‬فإ ّهنم عادة الفئة األكثر‬ ‫ّ‬ ‫ات‬ ‫ر‬‫اؼبشاو‬
‫و‬ ‫لالجتماعات‬ ‫حضورىم‬ ‫عدـ‬ ‫من‬ ‫بالرغم‬‫و‬ ‫معهم‪.‬‬
‫تضررا بنتائج ىذه القرارات‪ ،‬كما أف قراراهتم واػبيارات ال ي يقوموف هبا‪ ،‬ونوع الرحلة ال ي يريدوف أف يشاركوا فيها‪ ،‬ؽبا تأثًن‬
‫‪2‬‬
‫ىائل على قباح أو فشل مشاريع األيكوسياحة‪.‬‬
‫ويوضح الشكل اؼبوارل ـبتلف أصحاب اؼبصلحة الرئيسيوف والثانويٌن يف صناعة األيكوسياحة‪:‬‬
‫الشكل (‪ :)06‬األطراف ذات المصلحة في صناعة األيكوسياحة‬

‫المجتمعات‬
‫المحلية‬
‫المؤسسات‬ ‫صناعة‬
‫الحكومية‬ ‫السياحة‬

‫األيكوسياحة‬
‫الناجحة‬ ‫المنظمات‬
‫الممولون‬ ‫غير‬
‫الحكومية‬

‫األكاديميون‬ ‫المسافرون‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحث باالعتماد على اإلطار النظري لألطراؼ ذات اؼبصلحة‬

‫‪1‬‬
‫‪Dianne Bchan, Beyond Fences: Seeking social sustainability in conservation, second edition,Gland, Switzerland‬‬
‫‪IUCN, 1997, p89.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Andy Drumm, Alan Moore, Ibid , p26.‬‬

‫‪63‬‬
‫الفصل األول‪...................................................................:‬األسس النظرية لأليكوسياحة‬
‫يتضح لنا من خالؿ الشكل أف األيكوسياحة تشتمل على العديد من أصحاب اؼبصلحة الرئيسيٌن والثانويٌن‪،‬‬
‫والذين غالبا ما تكوف لديهم اىتمامات ودوافع ـبتلفة وكثًنا ما يبحثوف عن نتائج ـبتلفة من األيكوسياحة‪ .‬ويلعب‬
‫البعض أدوار رئيسية‪ ،‬يف حٌن أف دور بعضهم أقل أنبية‪ ،‬غًن أ ّهنم صبيعا ضروريٌن لتنمية وإدارة اؼبواقع األيكوسياحية‪،‬‬
‫وينبغي ألي نقاش حوؿ األيكوسياحة أف يعرتؼ جبميع وجهات نظر أصحاب اؼبصلحة‪ ،‬ووباوؿ ربقيق احتياجاهتم‪،‬‬
‫مطالبهم ومصاغبهم الفردية واؼبوازنة بينها‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫الفصل األول‪...................................................................:‬األسس النظرية لأليكوسياحة‬
‫خَلصة‬
‫تعترب السياحة نشاط إنساين دو طابع اقتصادي واجتماعي على حد سوا ‪ ،‬حيث تطورت من عادة يومية‬
‫للبحث عن متطلبات اؼبعيشة‪ ،‬إذل صناعة حقيقية تؤثر على كل جوانب اقتصاديات الدوؿ‪ ،‬فبا دفع بالدوؿ واغبكومات‬
‫إذل رصد مبالغ مالية ضخمة‪ ،‬ووضع اسرتاتيجيات وخطط ؿبكمة من أجل تطوير ـبتلف أنواع السياحة‪ ،‬قصد تلبية‬
‫ـبتلف أذواؽ ورغبات السياح‪ ،‬فبا يعمل على زيادة عرضها السياحي واستقطاب أكرب حصة من السوؽ السياحي‬
‫العاؼبي‪.‬‬
‫وتعد األيكوسياحة أحد أنواع السياحة البديلة‪ ،‬وأكثرىا مبوا على مستوى السوؽ السياحي ككل‪ ،‬وىي نوع من‬
‫أنواع السياحة اؼبستدامة والسياحة الطبيعية‪ ،‬تسعى إذل ربقيق رفاىية السياح واجملتمعات احمللية اغبالية على حد سوا ‪،‬‬
‫دوف التأثًن على قدرة األجياؿ اؼبستقبلية على ربقيق رفاىيتها‪ ،‬كما أهنا ال تااؿ ربتل حياا كبًنا من اىتمامات ونقاشات‬
‫الباحثٌن واؼبهنيٌن‪ ،‬حوؿ ماىيتها ومبادئها وطريقة فبارستها‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫األيكوسياحة كأداة‬
‫فعّالة لتحقيق‬
‫التنمية المحلية‬
‫الفصل الثاني‪ ................................................:‬األيكوسياحة كأداة فعالة لتحقيق التنمية المحلية‬

‫تمهيد‬
‫تعد التنمية احمللية عنصرا أساسيا يف التنمية الشاملة ألي بلد‪ ،‬وقد أضحت الشغل الشاغل عبميع اغبكومات‬
‫اؼبتعاقبة منذ النصف الثاشل من القرف التاسع عشر‪ ،‬حيث تقدـ كبديل اسًتاتيجي ؼبعاعبة اػبلل التنموي الذي تعاشل منو‬
‫الدوؿ النامية بشكل عاـ‪ ،‬وذلك لدورىا اؽباـ يف ربقيق العدالة االجتماعية واإلنصاؼ يف توزيع اؼبكاسب بُت ـبتلف‬
‫شرائح اجملتمع‪ .‬وتنظر التنمية احمللية إذل اجملتمع احمللي كأفراد نشيطُت يف العملية التنموية سياسيا‪ ،‬اجتماعيا‪ ،‬ثقافيا‬
‫واقتصاديا بغية النهوض بأعبائهم وانشغاالهتم وربقيق أىدافهم وطموحاهتم‪.‬‬
‫وتشكل األيكوسياحة أحد األنشطة السياحية البديلة اغبديثة‪ ،‬اليت القت قبوال عاما بُت ـبتلف الباحثُت‪،‬‬
‫واؼبهنيُت‪ ،‬وذلك بالنظر إذل مبادئها وأىدافها وطرؽ فبارستها‪ ،‬فبا هبعل منها أحد أىم األدوات اؼبعوؿ عليها لتحقيق‬
‫التنمية احمللية خاصة يف اؼبناطق البعيدة‪ ،‬وذلك بفضل آثارىا االهبابية اؼبختلفة على السكاف احملليُت على ـبتلف‬
‫األصعدة‪.‬‬
‫لذلك سنحاوؿ يف ىذا الفصل التعرؼ على آثار األيكوسياحة ودورىا يف ربقيق التنمية احمللية على كافة‬
‫اؼبستويات‪ ،‬وذلك من خالؿ التطرؽ إذل اؼبباحث التالية‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم التنمية المحلية‬


‫المبحث الثاني‪ :‬عناصر ومتطلبات التنمية المحلية‬
‫المبحث الثالث‪ :‬آثار األيكوسياحة على التنمية المحلية‬

‫‪67‬‬
‫الفصل الثاني‪ ................................................:‬األيكوسياحة كأداة فعالة لتحقيق التنمية المحلية‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم التنمية المحلية‬


‫تعد التنمية احمللية من أىم اؼبفاىيم البديلة لوضع خطط واسًتاتيجيات للنهوض باالقتصاد احمللي‪ ،‬ومن شبة الوطٍت‬
‫‪ -‬بالنظر للخصوصيات اليت سبتاز هبا‪ -‬وىو ما أكدتو غالبية التجارب االقتصادية العاؼبية‪ ،‬فبا يدفعنا إذل ضرورة األخذ‬
‫بعُت االعتبار مسألة التنمية احمللية كأساس فعاؿ لضماف تنفيذ السياسات العامة الوطنية بعد رظبها من قبل اغبكومات‬
‫اؼبركزية‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تطور مفهوم التنمية المحلية‬
‫دل يكن مصطلح التنمية احمللية يذكر يف األدبيات االقتصادية‪ ،‬فاؼبنظروف االقتصاديوف كانوا يركزوف أحباثهم‬
‫ودراساهتم على النمو االقتصادي والتنمية االقتصادية بشكل عاـ‪ ،‬لكن منذ ستينيات القرف اؼباضي بدأت تظهر البوادر‬
‫األوذل لالىتماـ بالتنمية احمللية من خالؿ تنامي اىتماـ الدوؿ بالتسيَت على اؼبستوى احمللي كبديل وكرفض لنظاـ التسيَت‬
‫‪1‬‬
‫اؼبوحد على اؼبستوى اؼبركزي الذي كاف يسيطر على غالبية اقتصاديات دوؿ العادل‪.‬‬
‫وقد بدأ التعرؼ على التنمية احمللية منذ بداية القرف العشرين حيث يرى الكثَت فبن أرخوا ؼبفهوـ تنمية اجملتمع‬
‫احمللي أنو من اؼبمكن أف ترجع بأصوؽبا األوذل إذل العقد الثاشل من القرف العشرين وما بعده يف إشارة منهم إذل العديد من‬
‫السياسات والربامج‪ ،‬واعبهود اليت تبنتها اغبكومات واؽبيئات التطوعية سواء يف الواليات اؼبتحدة األمريكية أو يف‬
‫اؼبستعمرات الربيطانية يف الدوؿ اليت حصلت على استقالؽبا يف وقت مبكر واليت استهدفت صبيعها ربريك األوضاع‬
‫الراكدة يف اجملتمعات احمللية الريفية ورفع مستويات اغبياة االجتماعية‪.2‬‬
‫ومنذ أواخر النصف األوؿ من القرف العشرين شهدت الدوؿ النامية العديد من الربامج واؼبشروعات اليت كانت‬
‫هتدؼ إرل النهوض دبعدالت التنمية وأيضا تسليط الضوء على أنبية تطوير الريف‪ ،‬ولقد استخدمت يف ىذا اإلطار‬
‫مفاىيم ومصطلحات عديدة‪ ،‬بداية من مصطلح تنمية اجملتمع سنة ‪1944‬ـ‪ ،‬عندما رأت سكرتارية اللجنة االستشارية‬
‫لتعليم اعبماىَت يف إفريقيا ضرورة األخذ بتنمية اجملتمع‪ ،‬واعتبارىا نقطة البداية يف السياسات العامة‪ ،‬كما أوصى مؤسبر‬
‫كمربدج عاـ ‪ 1948‬بضرورة تنمية اجملتمع احمللي لتحسُت الظروؼ اؼبعيشية للمجتمع ككل اعتمادا على اؼبشاركة‬
‫واؼببادرة‪ .‬ويف عاـ ‪ 1954‬أوصى مؤسبر أشردج ‪ Ashridge‬الذي عقد ؼبناقشة التنمية احمللية ألفراد اجملتمع واؼبشاكل‬
‫اإلدارية يف اؼبستعمرات الربيطانية بضرورة تنمية اجملتمع احمللي‪ ،‬غَت أف االنتشار الكبَت لربامج التنمية احمللية دل تتهيأ ظروفو‬
‫يف اغبقيقة إال يف مرحلة ما بعد اغبرب العاؼبية الثانية حيث ربررت الدوؿ اليت كانت خاضعة لالستعمار وربصلت على‬

‫‪1‬‬
‫‪Jean Yves Gouttebel, Stratégie de developpement teritorial , edition Economica, Paris,2003, p91.‬‬
‫تنظيم المجتمع في الخدمة االجتماعية‪ ،‬اؼبكتب اعبامعي اغبديث‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2000 ،‬ص‪.20‬‬ ‫‪2‬قوت القلوب ؿبمد فريد‪،‬‬

‫‪68‬‬
‫الفصل الثاني‪ ................................................:‬األيكوسياحة كأداة فعالة لتحقيق التنمية المحلية‬

‫استقالؽبا حوارل منتصف اػبمسينيات‪ ،‬ومن ىنا فقد بدأت العديد من الدوؿ النامية تتبٌت فكرة التنمية احمللية كسياسة‬
‫‪1‬‬
‫قومية وبرنامج قوي إلصالح األوضاع اؼبًتدية يف تلك الدوؿ وذلك من خالؿ اعبهود الذاتية للمواطنُت‪.‬‬
‫بدأت تتضح للجميع أنبية وفعالية التنمية احمللية منذ ىذه الفًتة وقد نالت اىتماما خاصا من ىيئة األمم‬
‫اؼبتحدة اليت بدأت بدراسة أساليب التنمية احمللية‪ .‬ويف سنة ‪1955‬ـ أصدر اجمللس االقتصادي واالجتماعي يف ىيئة‬
‫األمم اؼبتحدة أوؿ إعالف شامل عن موضوع "التقدـ االجتماعي من خالؿ تنمية اجملتمع احمللي"‪.‬‬
‫وإذا كانت تنمية اجملتمع احمللي قد نشأت من خالؿ اػبربات يف اؼبناطق الريفية‪ ،‬فإهنا قد امتدت لتشمل‬
‫اجملتمعات اغبضرية سواء يف الدوؿ النامية أو اؼبتقدمة‪ ،‬ويف تقرير األمم اؼبتحدة لسنة ‪1957‬ـ عن الوضع االجتماعي يف‬
‫العادل ألقي الضوء على مشاكل التحضر وىكذا بدأ الًتكيز على تنمية اجملتمعات احمللية اغبضرية بعد أف كانت األمم‬
‫اؼبتحدة تركز يف البداية على تنمية اجملتمعات احمللية يف اؼبناطق الريفية وكاف اىتمامها ينصب على إسًتاتيجية التحديث‬
‫كعملية وعلى تنسيق اػبدمات يف الزراعة والصحة والتعليم والرعاية االجتماعية‪.‬‬
‫لقد أصبحت األمم اؼبتحدة وعلى أثر ما ذبمع لديها من خربات تعي أف القيمة األساسية لربامج التنمية احمللية‬
‫ال تكمن يف ؾبرد إقباز ربسينات واقعية وإمبا يف إحداث تغَتات يف اذباىات الناس وخاصة التغلب على اذباىات‬
‫الالمباالة والتشكك اليت كانت تعترب اؼبعوؽ الرئيسي لتحقيق مبو اقتصادي‪.‬‬
‫ومن ناحية أخرى اقًتح ؾبموعة من اػبرباء على مستوى األمم اؼبتحدة أف يكوف اؽبدؼ من التنمية ليس زيادة‬
‫اإلنتاج فحسب بل هبب أف يعٍت أيضا التوزيع العادؿ لعائدات التنمية على سكاف اجملتمع‪ ،‬كما ذىبوا إذل ضرورة مراعاة‬
‫اؼبشاكل واالحتياجات اغبقيقية للسكاف‪ ،‬وإال فقدت التنمية احمللية أنبيتها‪ ،‬ويف تقرير األمم اؼبتحدة لسنة ‪1961‬ـ عن‬
‫الوضع االجتماعي يف العادل أشار بشكل خاص إذل مشكلة التوازف بُت التنمية االجتماعية واالقتصادية بعد النتائج اليت‬
‫أظهرهتا الدراسة اليت قامت هبا ىذه اؽبيئة حوؿ برامج التنمية يف ىذه الدوؿ‪ ،‬حيث اتضح أهنا تركز أىدافها على اعبانب‬
‫االجتماعي لذلك فقد ألقت الضوء على ضرورة االىتماـ بالتنمية االجتماعية على غرار التنمية االقتصادية للمجتمع‪.2‬‬
‫ويف سنة ‪1963‬ـ ناقش خرباء األمم اؼبتحدة اؼبتخصصُت يف التنمية عالقة تنمية اجملتمع احمللي بالتخطيط عموما‬
‫والًتتيبات التنظيمية اؼبختلفة ؼبشروعات التنمية احمللية واقًتحوا أساليب متعددة لدعم التأثَت االقتصادي و االجتماعي‬
‫لتنمية اجملتمع احمللي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫قوت القلوب ؿبمد فريد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.162‬‬

‫‪2‬بيصار عبد اؼبطلب‪ ،‬حسُت األمُت شريط‪ ،‬التنمية المحلية في إطار التجارب الدولية والخبرات الميدانية‪ ،‬ؾبلة العلوـ اإلدارية واؼبالية‪ ،‬اجمللد ‪ ،2‬العدد‪،2‬‬
‫‪ ،2018‬ص‪.40‬‬

‫‪69‬‬
‫الفصل الثاني‪ ................................................:‬األيكوسياحة كأداة فعالة لتحقيق التنمية المحلية‬

‫وقد اىتمت األمم اؼبتحدة بالعالقة بُت التنمية احمللية والتخطيط اؼبركزي على اعتبار أف ىذا األخَت ال يتوافق مع‬
‫مبدأ تقرير اؼبصَت الذي تعتمد عليو التنمية احمللية‪ ،‬فقد ال تتفق احتياجات السكاف احملليُت مع اؼبتطلبات القومية ولذلك‬
‫حاوؿ تقريرىا لسنة ‪1967‬ـ التأكيد بأف التنمية اغبقيقية تتطلب ضرورة ذبنب فرض اػبطط من أعلى واستعماؿ تنمية‬
‫اجملتمع احمللي كوسيلة لتنفيذ العمل الذي تقرره السلطات العليا‪.1‬‬
‫لقد كاف ىذا األمر يف البداية مرفوض حيث دل وبظى بالقبوؿ والدعم ألنو بٍت على بعد سياسي يطالب هبوية‬
‫خاصة لألقاليم‪ ،‬مث استقر ىذا اؼبطلب على اعبانب االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬وبداية من الثمانينات أخذ مصطلح التنمية‬
‫احمللية وبوز القبوؿ وكسب تدرهبيا اعًتافا من طرؼ ـبتلف اؽبيئات اغبكومية واؼبؤسسات واعبمعيات ومنها مندوبية مراقبة‬
‫أقرت يف ـبطط ‪1988-1984‬ـ التنمية احمللية كنمط من أمباط‬
‫الًتاب والعمل اعبهوي )‪ (DATAR‬الفرنسية اليت ّ‬
‫‪2‬‬
‫التنمية‪.‬‬
‫إف اىتماـ األمم اؼبتحدة بالتنمية احمللية سواء من اعبانب الفكري‪ ،‬أو جانب اؼبمارسة وحىت من جانب التدعيم‬
‫اؼبادي والفٍت الذي قدمتو للمجتمعات اليت ربتاج إذل اؼبساعدة يف ىذا اجملاؿ‪ ،‬أعطى للتنمية احمللية انتشارا واسعا يف‬
‫ـبتلف أرجاء اؼبعمورة كما جعل اسًتاتيجيات ىذه التنمية تتحسن وتتطور من خالؿ اؼبتابعة اؼبستمرة للخرباء والباحثُت‬
‫اؼبتخصصُت يف ؾباالت التنمية للعملية التنموية على مستوى اجملتمعات احمللية وؿباولة االكتشاؼ اؼبستمر لعيوب‬
‫األساليب اؼبمارسة يف التنمية احمللية وؿباولة تداركها وإهباد اغبلوؿ ؽبا وكذا العراقيل اليت تقف يف وجو ربقيق التنمية احمللية‬
‫بنجاح والوصوؿ إذل التكامل بُت التنمية احمللية والقومية‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تعريف التنمية المحلية وخصائصها‬
‫يستلزـ وضع مفهوـ شامل للتنمية احمللية أوال وقبل كل شيء ربديد مفهوـ اجملتمع احمللي‪ ،‬الذي يعترب مدخال‬
‫لتحديد أىم العوامل االجتماعية والثقافية اؼبشاركة يف إقباح عملية التنمية‪ .‬ويعرؼ" ماكيفر وبيج " اجملتمع احمللي على أنو‬
‫" ؾبموعة من الناس الذين يقيموف غالبا على رقعة من األرض وتربطهم عالقات دائمة نسبيا وليست من النوع العارض‬
‫اؼبؤقت‪ ،‬وؽبم نشاط منظم وفق قواعد وأساليب وأمباط متعارؼ عليها وتسود بينهم روح صبعية تشعرىم بأف كال منهم‬
‫ينتمي إذل ىذا اجملتمع"‪ ،3‬من خالؿ ىذا التعريف يتبُت لنا أف اجملتمع احمللي يقوـ على أساسُت‪ :‬األوؿ اإلقليم الذي‬
‫يشغلو والثاشل الشعور اؼبشًتؾ الذي ينبع من اؼبصاحل ووحدة اؼبصَت باإلضافة إذل التفاعل‪.‬‬

‫‪1‬ؿبمد هبجت جاد اهلل كشك‪ ،‬تنظيم المجتمع من المساعدة إلى الدفاع‪ ،‬دار اؼبعرفة اعبامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،1998 ،‬ص‪،‬ص‪.260،259‬‬
‫‪2‬خنفري خيضر‪ ،‬تمويل التنمية المحلية في الجزائر واقع وآفاق ‪ ،‬أطروحة دكتوراه يف العلوـ االقتصادية‪ ،‬كلية العلوـ االقتصادية‪ ،‬جامعة اعبزائر‪،3‬‬
‫‪ ،2011/2010‬ص‪.13‬‬

‫‪3‬مناؿ طلعت ؿبمود‪ ،‬التنمية والمجتمع‪ ،‬اؼبكتب اعبامعي اغبديث‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2001 ،‬ص‪.05‬‬

‫‪70‬‬
‫الفصل الثاني‪ ................................................:‬األيكوسياحة كأداة فعالة لتحقيق التنمية المحلية‬

‫وينبغي عند دراسة اجملتمع احمللي وسبل تنميتو األخذ بعُت االعتبار النقاط األساسية التالية‪:1‬‬
‫‪ ‬التعرؼ على الظروؼ واألوضاع اعبغرافية البيئية اليت سبيز اجملتمع احمللي عن غَته ومدى تأثَت ىذه الظروؼ على‬
‫األوضاع االقتصادية والسكانية؛‬
‫‪ ‬طبيعة العالقات االجتماعية واعبماعات والنظم اليت يتألف منها اجملتمع احمللي‪ ،‬كذلك اؼبتغَت الثقايف الذي يتناوؿ‬
‫العادات والتقاليد والعرؼ والقانوف السائد‪ ،‬كلها تعترب ضرورية للفهم اؼبتكامل للمجتمع احمللي؛‬
‫‪ ‬الًتكيز يف دراسة اجملتمع احمللي على البعد اإلنساشل سيكولوجيا أمر بالغ األنبية خاصة يف عملية التغيَت التنموية وما‬
‫تتطلبو من دافعية‪.‬‬
‫إف اإلحاطة هبذه النقاط األساسية أمر ضروري ويكتسي أنبية بالغة لفهم اجملتمع احمللي ومشاكلو من كافة‬
‫اعبوانب اؼبتشابكة ومن أجل تطبيق طريقة تغيَت مالئمة للظروؼ واألوضاع االقتصادية واالجتماعية للمجتمع احمللي‬
‫وفق إطار سياسة تنموية ؿبلية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف التنمية المحلية‬
‫عرؼ مفهوـ التنمية احمللية تطورا كبَتا خاصة بعد اغبرب العاؼبية الثانية‪ ،‬وىذا نتيجة لتطور مفهوـ التنمية بصفة‬
‫عامة الذي أصبح يشمل كل اعبوانب االقتصادية واالجتماعية والثقافية والسياسية‪...،‬اخل‪ ،‬ورغم تعدد تعاريف التنمية إال‬
‫أف أىدافها توحدت يف أف التنمية استغالؿ أمثل للموارد اؼبادية والبشرية وتوظيفها للرقي باإلنساف وربسُت دخلو وتوفَت‬
‫قسط من اػبدمات األساسية لو وألسرتو وجملتمعو وىذا ال وبدث إال بوجود آفاؽ وتطلعات على اؼبستوى احمللي تتمثل يف‬
‫تفعيل دور اؼبواطنُت يف التنمية احمللية ودعم االستثمار احمللي عن طريق استخداـ مناىج علمية تيسر الوصوؿ لألىداؼ‬
‫اليت تعُت يف ربقيق التنمية احمللية‪2.‬وقد قدمت للتنمية احمللية العديد من التعاريف نورد بعضا منها فيما يلي‪:‬‬
‫عرفت األمم اؼبتحدة التنمية احمللية على أهنا‪" :‬التنمية احمللية ىي العمليات اليت يبكن هبا توحيد جهود اؼبواطنُت‬
‫واغبكومة لتحسُت األحواؿ االقتصادية‪ ،‬االجتماعية والثقافية يف اجملتمعات احمللية وؼبساعدهتا يف االندماج يف حياة األمة‬
‫‪3‬‬
‫واؼبسانبة يف تقدمها بأقصى قدر فبكن"‪.‬‬
‫ركز ىذا التعريف على ضرورة توحيد اعبهود بُت ـبتلف الفاعلُت يف التنمية احمللية لكي ال تتعارض فيما بينها‪،‬‬
‫بغية سبكُت اجملتمعات احمللية على كافة اؼبستويات‪.‬‬

‫‪1‬مرصل أضبد مصطفى‪ ،‬إحساف حفظي‪ ،‬قضايا التنمية في الدول النامية‪ ،‬دار اؼبعرفة اعبامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2005 ،‬ص‪.230‬‬
‫‪2‬عبد الرضبن ؿبمد اغبسن‪ ،‬دور السياسات الوطنية في التنمية المحلية بالسودان‪ ،‬ؾبلة الباحث‪ ،‬العدد‪ ،13‬جامعة ورقلة‪ ،2013 ،‬ص‪.115‬‬
‫‪3‬ظبَت عبد الوىاب‪ ،‬التنمية الريفية والمحلية وسيلة الحكومات لتحقيق التنمية الشاملة ومحاربة الفقر‪ ،‬اؼبنظمة العربية للتنمية اإلدارية‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪ ،2008‬ص‪.20‬‬

‫‪71‬‬
‫الفصل الثاني‪ ................................................:‬األيكوسياحة كأداة فعالة لتحقيق التنمية المحلية‬

‫ويعرؼ عبد اؼبطلب عبد اغبميد التنمية احمللية بأهنا‪" :‬العملية اليت بواسطتها يبكن ربقيق التعاوف الفعاؿ بُت‬
‫اعبهود الشعبية واعبهود اغبكومية لالرتقاء دبستويات التجمعات احمللية والوحدات احمللية اقتصاديا وثقافيا وحضاريا‪ ،‬من‬
‫منظور ربسُت اغبياة لسكاف تلك التجمعات‪ ،‬يف أي مستوى من مستويات اإلدارة احمللية ويف منظومة شاملة‬
‫ومتكاملة "‪،‬كما يعرفها كذلك على أ ّهنا‪ " :‬عملية التغيَت اليت تتم يف إطار سياسة عامة تعرب عن احتياجات الوحدة‬
‫احمللية‪ ،‬وذلك من خالؿ القيادات احمللية القادرة على استخداـ واستغالؿ اؼبوارد احمللية‪ ،‬وإقناع اؼبواطنُت احملليُت باؼبشاركة‬
‫الشعبية‪ ،‬واالستفادة من الدعم اؼبادي واؼبعنوي اغبكومي‪ ،‬وصوال إذل رفع مستوى اؼبعيشة لكل أفراد الوحدة احمللية ودمج‬
‫‪1‬‬
‫صبيع الوحدات يف الدولة"‪.‬‬
‫ركز ىذين التعريفُت على أنبية استمرارية عملية التنمية احمللية‪ ،‬وضرورة تضافر اعبهود اغبكومية واعبهود الشعبية‬
‫على اؼبستوى احمللي من أجل استغالؿ اؼبوارد احمللية على أفضل وجو بغية النهوض دبستويات معيشة ورفاىية اجملتمعات‬
‫احمللية على كافة اؼبستويات‪.‬‬
‫كما عرفت التنمية احمللية على أهنا‪" :‬مدى تأثَت مشروعات وبرامج التنمية على اجملاؿ اعبغرايف األصغر الذي‬
‫يعيش فيو السكاف‪ ،‬سواء إف كانت تلك اؼبشروعات والربامج ذات طابع قومي أو ذات طابع إقليمي مثل مشروعات‬
‫البنيات التحتية أو اػبدمات دبختلف أشكاؽبا‪ .‬يتم االىتماـ يف ىذا اجملاؿ باؼبخرجات احمللية واآلثار الثانوية للمشروعات‬
‫‪2‬‬
‫والربامج التنموية اليت تعترب يف غاية األنبية للوسط احمللي"‪.‬‬
‫ركز ىذا التعريف على اآلثار احمللية اؼبختلفة للمشروعات والربامج التنموية على السكاف احملليُت‪ ،‬يف حُت أنبل‬
‫دور االستمرارية وتضافر اعبهود الشعبية واغبكومية يف إقباح ىذه اؼبشاريع وربقيق التنمية احمللية‪.‬‬
‫على أهنا‪ " :‬ذبنيد السكاف ألجل ربسُت احمليط الذي يعيشوف فيو مع توفَت‬ ‫‪José Arocena‬‬ ‫يف حُت عرفها‬
‫‪3‬‬
‫قنوات دعم تنمي عمل الفاعلُت احملليُت وتضافر جهودىم ػبدمة اجملتمع احمللي"‪.‬‬
‫ركز ىذا التعريف على أنبية اؼبشاركة الشعبية‪ ،‬والدعم الفٍت كعنصرين مهمُت يف ربقيق التنمية احمللية‪ ،‬يف حُت‬
‫أنبل أنبية تضافر اعبهود احمللية واغبكومية‪ ،‬وضرورة استغالؿ اؼبوارد احمللية لالنطالؽ يف عملية التنمية احمللية‪.‬‬
‫ثالث تعاريف للتنمية احمللية‪ ،‬تًتاوح من األقدـ إذل األحدث‪ ،‬وىي‪:‬‬ ‫‪L.Tourjansky-Cabart‬‬ ‫كما اقًتح‬
‫"التنمية احمللية ىي تعبَت عن التضامن احمللي الذي يؤذي إذل خلق عالقات اجتماعية جديدة ويظهر رغبة سكاف منطقة‬

‫‪1‬عبد اؼبطلب عبد اغبميد‪ ،‬التمويل المحلي والتنمية المحلية‪ ،‬الدار اعبامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2001 ،‬ص‪.13‬‬
‫‪2‬حسُت بشَت ؿبمد‪ ،‬التنمية المحلية‪ :‬المفهوم والخيارات‪ ،‬ؾبلة الوسط االقتصادي‪ ،‬اػبرطوـ‪ ،2010 ،‬ص‪.1‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Pierre Noël Denieuil, Introduction aux théories et quelques pratiques du développement local et territorial, B.I.T,‬‬
‫‪GENERE, 2005, p 6.‬‬

‫‪72‬‬
‫الفصل الثاني‪ ................................................:‬األيكوسياحة كأداة فعالة لتحقيق التنمية المحلية‬

‫صغَتة يف تقدير الثروة احمللية‪ ،‬واليت ىي خالقة التنمية االقتصادية"‪،‬كما يعرفها على أهنا‪ " :‬التنمية احمللية ىي عملية‬
‫تنشيط وإثراء األنشطة االقتصادية واالجتماعية يف إقليم انطالقا من تعبئة وتنسيق موارده وطاقاتو"‪ .‬ويعرفها كذلك على‬
‫أهنا‪" :‬ليست مبط‪ ،‬وليست مبوذج‪ ،‬التنمية احمللية ىي ديناميكية تربز فعالية العالقات الغَت مسلعة حصريا بُت الرجاؿ‬
‫‪1‬‬
‫لتقييم الثروة اليت لديهم"‪.‬‬
‫التنمية احمللية على أهنا‪ " :‬العملية اليت يتمكن هبا اجملتمع احمللى من ربديد حاجاتو‬ ‫‪M.Roos‬‬ ‫يف حُت يعرؼ‬
‫وأىدافو‪ ،‬وترتيب ىذه اغباجات واألىداؼ وفقا ألولوياهتا‪ ،‬مع إذكاء الثقة والرغبة يف العمل ؼبقابلة تلك اغباجات‬
‫‪2‬‬
‫واألىداؼ‪ ،‬ومن خالؿ ذلك يبكن أف تنموا وسبتد روح التعاوف والتضامن يف اجملتمع"‪.‬‬
‫ركز ىذا التعريف على ضرورة ربديد اغباجيات األساسية للمجتمع احمللي‪ ،‬كخطوة أوذل يف عملية التنمية احمللية‬
‫شريطة أف تكوف مرفقة باعبهود احمللية‪ ،‬وأنبل دور اعبهود اغبكومية وأنبيتها يف توجيو ودعم اعبهود احمللية على كافة‬
‫اؼبستويات وبكافة السبل من أجل إقباح عملية التنمية احمللية‪.‬‬
‫التنمية احمللية على أهنا‪" :‬ما ىي إال نشاط منظم لغرض ربسُت األحواؿ‬ ‫‪Arthur Dunham‬‬ ‫وعرؼ األستاذ‬
‫اؼبعيشية يف اجملتمع وتنمية قدراتو على ربقيق التكامل االجتماعي والتوجيو الذايت لشؤونو‪ ،‬ويقوـ أسلوب العمل يف ىذا‬
‫اغبقل على تعبئة وتنسيق النشاط التعاوشل واؼبساعدات الذاتية للمواطنُت ويصحب ذلك مساعدات فنية من اؼبؤسسات‬
‫‪3‬‬
‫اغبكومية واألىلية"‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫ويرى األستاذ ‪ Arthur Dunham‬من خالؿ ىذا التعريف أف التنمية احمللية تقوـ على أربعة عناصر ىي‪:‬‬
‫‪ ‬برنامج ـبطط‪ ،‬يًتكز حوؿ االحتياجات الكلية للمجتمع؛‬
‫‪ ‬تشجيع اؼبساعدة الذاتية‪ ،‬باعتبارىا حجر الزاوية يف برنامج التنمية عامة‪ ،‬ويقصد بذلك اؼبشاركة اعبماىَتية؛‬
‫‪ ‬ما تقدمو اؽبيئات اغبكومية واألىلية من مساعدات فنية تشمل العاملُت الفنيُت واآلالت واألدوات واإلعانات‬
‫اؼبالية؛‬
‫‪ ‬ربقيق التكامل بُت التخصصات اؼبختلفة والداخلة يف ؾباؿ التنمية احمللية‪ ،‬أي الزراعة والتعليم الشباب الصحة‬
‫والنشاط النسائي أي مساعدة اجملتمع ككل‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Karima Boudedja, Les acteurs et le développement local: outils et représentations, Cas des territoires ruraux au‬‬
‫‪Maghreb, these de doctorat, Géographie, Université Paul Valéry - Montpellier III, France, 2013, p46.‬‬
‫‪2‬ىناء حافظ بدوي‪ ،‬التنمية االجتماعية رؤية واقعية من منظور الخدمة االجتماعية‪ ،‬دار اؼبعرفة اعبامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬مصر‪ ،2000 ،‬ص‪.127‬‬
‫‪3‬‬
‫مصطفى اعبندي‪ ،‬اإلدارة المحلية واستراتيجياتها‪ ،‬منشأة اؼبعارؼ‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،1987 ،‬ص‪.132‬‬

‫‪4‬أضبد مصطفى خاطر‪ ،‬التنمية االجتماعية المفهومات األساسية ونماذج الممارسة‪ ،‬اؼبكتبة اعبامعية اغبديثة‪ ،‬مصر‪ ،2002 ،‬ص‪.153‬‬

‫‪73‬‬
‫الفصل الثاني‪ ................................................:‬األيكوسياحة كأداة فعالة لتحقيق التنمية المحلية‬

‫وعليو‪ ،‬من خالؿ ىذا العرض ؼبراحل تطور مفهوـ التنمية احمللية‪ ،‬يتبُت أف شبة صبلة تعاريف عدة للمصطلح‪ ،‬كل‬
‫تعريف منها ينطلق من وجهة أمبوذج معريف مشابو أو ـبتلف نسبيا عن األخر‪ ،‬وذلك كاآليت‪:‬‬
‫‪ ‬األنموذج المعرفي المغلق‪ :‬ينزع ىذا األمبوذج إذل فلسفة كالسيكية أكثر ؿبافظة ؼبفهوـ التنمية احمللية‪ ،‬فهي‬
‫سبارس يف حدود ما يبكن تسميتو نوعا من اغبراؾ االقتصادي يطاؿ البنية الزراعية الفالحية للمجتمع الريفي الذي ىو ؿبل‬
‫التنمية واإلنتاج‪ ،‬ويعكس ىذا الدور طبعا‪ ،‬عوائد اقتصادية واجتماعية صبة‪ ،‬تعود ىي األخرى باؼبنفعة العامة على سائر‬
‫القرى وفئات اجملتمع الريفي معا‪ ،‬وذلك من حيث سبكُت اغباجة اؼباسة إذل زيادة فرص السكاف يف السالمة الصحية‪ ،‬ويف‬
‫إشباع األفق الفكرية أو الذىنية‪ ،‬ويف زيادة فرص السكاف يف األنشطة اإلنتاجية والًتفيهية والثقافية‪ ،.....‬السيما‬
‫االستغالؿ اغبسن لكافة األراضي الزراعية اؼبالية واؼبمكن إخضاعها للتنمية الزراعية بطريقة أكثر كفاءة‪ ،‬فضال عن ربقيق‬
‫أقصى توازف فبكن بُت كل من اغبرية والضبط االجتماعي للساكن الريفي‪ .‬وؽبذا الغرض‪ ،‬قبد اؼبفكر العريب" مالك ابن‬
‫نيب "يضع يف مقدمة كل تنمية وـبطط تنموي معادلتو اؼبشهورة شعار "كل األفواه تستحق قوهتا‪ ،‬وكل السواعد هبب‬
‫عليها العمل"‪ ،‬مالحظا أف على كل ؾبتمع ؿبلي متخلف يف ؿباولتو األوذل لإلقالع االقتصادي‪ ،‬أف يهتم بالنشاط‬
‫الزراعي احمللي حىت يوفر القوت للسواعد اؼبتوقفة ) العاطلة ( اليت يبكنها بعد ذلك أف تضطلع دبهمة التنمية والنهوض‬
‫االقتصادي للبالد‪ ،‬إذ أف التنمية احمللية عرب ىذا األمبوذج على النحو الذي يلخص إليو" مالك ابن نيب "بقولو ىي" أف‬
‫نستثمر ما نستطيع بالوسائل احمللية اؼبوجودة فعال يف أيدينا‪ ، .....‬ووسائل بلداننا يف ساعة الصفر من إقالعها ىي‬
‫‪1‬‬
‫الفالحة واؼبواد األولية اػباـ"‪.‬‬
‫‪ ‬األنموذج المعرفي المفتوح‪ :‬تعٍت التنمية احمللية عرب ىذا األمبوذج" جانب من عملية أكثر مشوال ىي عملية‬
‫التنمية االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬وىي هبذا اؼبعٌت تعد؛ عملية جذرية بطبيعتها‪ ،‬راديكالية بتعبَت آخر‪ ،‬وذلك يف كوهنا أداة‬
‫ربطيم وبناء يف نفس الوقت‪ ،‬ربطم بناء قديبا وتقيم بناء جديدا‪ ،‬فأما البناء القدصل الذي ينقض فهو أقرب إذل اؼبفهوـ‬
‫اؼبتداوؿ يف الفكر التنموي اؼببكر ؼبا يسمى بالدائرة اؼبفرغة للتخلف االقتصادي‪ ،‬وأما البناء اعبديد الذي يقاـ فهو بناء‬
‫القتصاد جديد قابل للنمو الذايت‪ ،‬وبناء جملتمع جديد قادر على التطور االرتقائي اؼبستمر"‪،‬وىي دبفهومها اػباص تشَت‬
‫إذل" مشوؿ العملية التنموية لكافة مناطق اغبيز اؼبعمور للدولة‪ ،‬انطالقا من منطقة أو مناطق بعينها‪ ،‬يتم اختيارىا دوف‬
‫غَتىا أو قبل غَتىا‪ ،‬وفقا إلسًتاتيجية طويلة األمد"‪ ،‬إذل جانب ذلك‪ ،‬شبة تعريف آخر يشَت إذل التنمية احمللية يف ضوء‬
‫ىذا األمبوذج على أهنا‪ " :‬عملية حشد اؼبوارد اؼبمكنة طبيعيا‪ ،‬ماليا وبشريا واجتماعيا ػبلق أي لتكوين عنقود أو ؾبموعة‬

‫‪1‬مالك ابن نيب‪ ،‬مشكالت الحضارة‪ :‬بين الرشاد والتيو‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬دمشق‪ ،‬سوريا‪ ،2002 ،‬ص‪.172‬‬

‫‪74‬‬
‫الفصل الثاني‪ ................................................:‬األيكوسياحة كأداة فعالة لتحقيق التنمية المحلية‬

‫عناقيد للتنمية والتنافسية"‪ ،‬أو ىي‪ " :‬عملية »‪( «Agglomération‬خاصية التجمع) معقدة ومركبة ذات أبعاد اقتصادية‬
‫‪1‬‬
‫واجتماعية ؿبضة‪ ،‬تتم يف وسط معُت ىو الوسط احمللي بالذات"‪.‬‬
‫وعليو فبا تقدـ نستنتج أف التنمية احمللية ىي العملية اليت بواسطتها يبكن ربقيق التعاوف الفعاؿ بُت اعبهود‬
‫الشعبية واغبكومية لالرتقاء دبستوى التجمعات احمللية والوحدات احمللية اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وحضاريا‪ ،‬من منظور‬
‫ربسُت نوعية اغبياة لسكاف تلك التجمعات احمل لية يف أي مستوى من مستويات اإلدارة احمللية يف منظومة شاملة‬
‫ومتكاملة‪ ،‬فهي إذا عملية التغيَت اليت تتم يف إطار سياسة عامة ؿبلية تعرب عن احتياجات الوحدة احمللية وذلك من خالؿ‬
‫القيادات احمللية القادرة على استخداـ واستغالؿ اؼبوارد احمللية وإقناع اؼبواطنُت احملليُت باؼبشاركة واالستفادة من الدعم‬
‫اؼبادي واؼبعنوي للحكومة وصوال إذل رفع مستوى اؼبعيشة لكل أفراد الوحدة احمللية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬خصائص التنمية المحلية‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫بصفة عامة‪ ،‬ومهما كاف اإلقليم الذي مت ربليلو‪ ،‬فإف التنمية احمللية تتميز باػبصائص التالية‪:‬‬
‫‪-1‬ىادفة‪ :‬ويعٍت ذلك أهنا تنطلق من ىدؼ أو ؾبموعة من األىداؼ تسعى إذل ربقيقها وتتوقف أىداؼ عملية التنمية‬
‫على اؼبدخالت واإلمكانيات اؼبتاحة للقياـ بتلك العملية‪ ،‬حيث ال ينبغي ربديد أىداؼ تفوؽ ىذه اؼبدخالت‪ ،‬وتلك‬
‫اإلمكانات وإال فإف ىذه األىداؼ لن تتحقق‪.‬‬
‫‪-2‬علمية‪ :‬التنمية ليست عشوائية بل تقوـ على أسس علمية مدروسة وعمليات زبطيط فائقة الدقة‪ ،‬ودراسات وحبوث‬
‫جدوى متقنة يتحدد على ضوئها مدخالت وعمليات التنمية‪ ،‬ومن مث اؼبخرجات أو النواتج اؼبتوقع بلوغها‪.‬‬
‫‪-3‬نظامية‪ :‬ال تتم عمليات التنمية عرضا بل تتم بشكل نظامي دقيق يف جهات ومؤسسات متخصصة فكل عملية‬
‫تنمية تكوف دبثابة منظومة مكونة من ثالث ؿباور‪ :‬اؼبدخالت‪ ،‬والعمليات‪ ،‬واؼبخرجات‪ ،‬وتضم اؼبدخالت كافة متطلبات‬
‫التنمية من اؼبوارد الطبيعية‪ ،‬واؼبوارد البشرية والتمويل‪...‬وغَتىا‪ .‬وتشمل العمليات كافة اإلجراءات اؼبرتبطة بتنفيذ خطط‬
‫التنمية‪ ،‬أما اؼبخرجات فتضم النواتج واألىداؼ اليت أمكن بلوغها أو ربقيقها‪.‬‬
‫‪-4‬ايجابية‪ :‬ينبغي أف تكوف التنمية اهبابية‪ ،‬فهي دبثابة ربسُت وتطوير للشيء ينتقل بو من طور اقل إذل طور أرقى‪ ،‬أو‬
‫من جيد إذل أجود‪ ،‬وليس من اؼبنطق أف تكوف التنمية سلبية‪ ،‬فعمليات التنمية الصناعية اليت تتجاىل مبدأ توازف عناصر‬

‫‪1‬ميلود ولد الصديق‪ ،‬ػبضر بن دادة‪ ،‬مداخلة بعنواف‪ :‬استراتيجية تطوير التعليم في سبيل تحقيق التنمية المحلية في الجزائر‪ ،‬اؼبلتقى الدورل حوؿ اغبوكمة‬
‫والتنمية احمللية‪ ،‬جامعة ؿبمد البشَت اإلبراىيمي‪،‬برج بوعريريج‪ ،‬اعبزائر‪ 8-7 ،‬ديسمرب ‪ ،2015‬ص‪.153‬‬
‫‪2‬حسُت عبد اغبميد أضبد رشواف‪ ،‬التنمية اجتماعيا ثقافيا اقتصاديا سياسيا إداريا بشريا‪ ،‬مؤسسة شباب اعبامعة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2009 ،‬ص‪.73‬‬

‫‪75‬‬
‫الفصل الثاني‪ ................................................:‬األيكوسياحة كأداة فعالة لتحقيق التنمية المحلية‬

‫البيئة‪ ،‬وتقوـ على االستخداـ اعبائر لبعض موارد البيئة الطبيعية‪ ،‬تكوف نتائجها بالضرورة سلبية على بيئة الفرد الطبيعية‬
‫واالجتماعية‪.‬‬
‫‪-5‬مستمرة‪ :‬ومن أىم خصائص عمليات التنمية الديبومة واالستمرارية فمدخالت التنمية متغَتة ومن مث فإف ذلك‬
‫يستلزـ استمرار مراحل تلك التنمية ؼبواكبة تلك اؼبتغَتات‪ ،‬كما أف احتياجات ومتطلبات أفراد اجملتمع يف تغَت مستمر‪ ،‬فبا‬
‫ينعكس على تغيَت وأىداؼ التنمية‪ ،‬ومن مث استمرارية مراحل التنمية ؼبواكبة ذلك‪ ،‬ومن أىم استمرارية التنمية رغبة‬
‫‪1‬‬
‫اإلنساف الدائمة يف بلوغ ما ىو أفضل فكلما ارتقى درجة تطلع إذل درجات أعلى‪...‬اخل‪.‬‬
‫‪-6‬الشمول والتكامل‪ :‬ويعٍت ذلك تناوؿ قضية التنمية من صبيع جوانبها االقتصادية واالجتماعية والثقافية فال يبكن‪-‬‬
‫مثال ‪-‬االىتماـ بقضية التعليم دوف االىتماـ بقضايا الصحة أو الزراعة أو السكن أو اؼبشروعات اإلنتاجية األخرى‪،‬‬
‫ويقصد بالشمولية كذلك مشوؿ التنمية على كل قطاعات اجملتمع اعبغرافية والسكانية‪ ،‬حبيث ربقق العدالة‪ ،‬وتكافؤ‬
‫الفرص‪ ،‬وإرضاء لكل اؼبواطنُت فال يصح أف تستفيد فئة من اجملتمع بعائد برامج التنمية‪ ،‬بينما وبرـ اآلخروف وقد يكونوف‬
‫من الفئات الفقَتة األقل قوة وتأثَتا يف اجملتمع وىم أصحاب اغبق يف التنمية‪.‬‬
‫ويعٍت التكامل كذلك التكافل بُت اعبهود األىلية واغبكومية ومشاركة صبيع فئات اؼبواطنُت رجاال ونساء وأغنياء‬
‫وفقراء‪ ،‬ومتعلمُت وغَت متعلمُت‪ ،‬والعمل بروح الفريق بُت صبيع العاملُت يف حقل التنمية سواء أكانوا رظبيُت أـ شعبيُت‪.‬‬
‫‪-7‬مراعاة أف تكوف برامج التنمية قائمة على أساس إشباع مطالب وحاجات اإلنساف األساسية‪ ،‬واليت وتتمثل يف‬
‫حاجاتو البيولوجية‪ ،‬وحاجاتو النفسية‪ ،‬وحاجاتو االجتماعية واالقتصادية ويتم ذلك من خالؿ النظم واؼبؤسسات‬
‫االجتماعية اليت تقوـ يف اجملتمع وما يصاحبها من قيم ومعايَت ربدد نوع العالقات اليت تسود بُت أفراد اجملتمع‪.‬‬
‫‪-8‬مبدأ تحديد االحتياجات‪ :‬توضع اػبطة العامة للدولة على أساس اؼبعرفة التامة باحتياجات اجملتمع عامة أما‬
‫اجملتمعات احمللية فتختلف فيما بينها يف احتياجاهتا حيث يكوف لكل منها خصوصياتو الثقافية‪ ،‬والبد أف توضع ىذه‬
‫الربامج واؼبشروعات يف ضوء ىذه اػبصوصيات‪ ،‬ويعلم كل ؾبتمع من اجملتمعات احتياجاتو اؼبلحة واألكثر إغباحا‪ ،‬حيث‬
‫يقوـ التخطيط والتنمية على اؼبستوى احمللي على أساس ىذه اؼبعرفة‪.‬‬
‫‪-9‬التوازن والتنسيق‪ :‬ينبغي مراعاة توازف مشروعات برامج التنمية اؼبختلفة‪ ،‬ويعٍت ذلك االىتماـ جبوانب التنمية حسب‬
‫حاجة اجملتمع‪ ،‬فلكل ؾبتمع احتياجات تفرض وزنا خاصا لكل جانب منها‪ ،‬فمثال اجملتمعات الفقَتة سبثل قضايا التنمية‬
‫االقتصادية فيها وزنا أكرب على ما عداىا‪ ،‬فبا هبعل تنمية اؼبوارد اإلنتاجية ىي األساس‪ ،‬والقضايا األخرى تعد فروعا‬

‫‪1‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬ص‪.74‬‬

‫‪76‬‬
‫الفصل الثاني‪ ................................................:‬األيكوسياحة كأداة فعالة لتحقيق التنمية المحلية‬

‫منها‪ ،‬ويف ؾبتمعات أخرى غنية مثل دوؿ البًتوؿ‪ ،‬حيث وبقق الدخل فائضا يكوف للخدمات الصحية واإلسكانية‬
‫واالجتماعية شأف أكرب‪.‬‬
‫وينبغي مراعاة التنسيق بُت مشروعات وبرامج التنمية اؼبختلفة‪ ،‬ويهدؼ التنسيق إذل توفَت جو يسمح بتعاوف‬
‫صبيع األجهزة القائمة على خدمة اجملتمع‪ ،‬وتضافر جهودىا‪ ،‬حبيث ال تصبح مشروعات وبرامج التنمية‪ ،‬متكررة أو‬
‫متناقضة أو متداخلة فبا يبعثر اعبهود‪ ،‬ويزيد من تكاليف اػبدمات‪ ،‬ويعمل على تشتيت والءات اؼبواطنُت يف اجملتمع‬
‫‪1‬‬
‫الواحد‪ ،‬فبا يقلل اغبماس للعمل اعبمعي‪ ،‬فبا يكوف لو اثر على فشل ؾبهود التنمية‪.‬‬
‫‪-01‬المبدأ الديمقراطي‪ :‬يعترب اؼببدأ الديبقراطي جوىر أي برنامج للتنمية أو مشروع من اؼبشروعات‪ ،‬دبعٌت أف ال تفرض‬
‫مشروعات التنمية فرضا على أفراد اجملتمع احمللي وإمبا البد وأف تنبع من داخلو‪ ،‬وبتعبَت آخر نتبع من القاعدة متجهة إذل‬
‫القمة وىو أمر ضروري حىت يبكن أف يشارؾ فيها أعضاء اجملتمع بإرادهتم وباختيارىم‪.‬‬
‫‪ -00‬اكتشاؼ وتدريب القيادة الشعبية احمللية وتشجيعها وذلك الف التنمية ال يبكن أف تتحقق من خالؿ القيادات‬
‫اؼبهنية اؼبأجورة وحدىا‪ ،‬وكذا تفعيل دور النساء والشباب يف برامج التنمية‪ ،‬وذلك عن طريق برامج الًتبية األساسية وتعليم‬
‫الكبار ونوادي الشباب وأجهزة رعاية األمومة والطفولة واعبمعيات واألندية النسائية‪.‬‬
‫‪ -02‬مبدأ االعتماد على الموارد المحلية‪ :‬يقصد باؼبوارد احمللية كل اؼبوارد الطبيعية أو الطاقات البشرية اؼبتوفرة يف‬
‫اجملتمع احمللي حيث تعد ىذه القاعدة ذات نفع اقتصادي كبَت يف التنمية احمللية ألهنا تعمل على تقليل التكاليف وحسن‬
‫تسيَت اؼبشروعات‪ ،‬نتيجة سهولة اغبصوؿ على تلك اؼبوارد وبالتارل اغبرية واالستقاللية أكثر يف التخطيط والتنفيذ‪ ،‬كما‬
‫أف القادة احملللُت باعتبارىم إحدى اؼبوارد البشرية يكونوف أكثر فعالية قباحا يف تغيَت اذباىات أفراد ؾبتمعهم احمللي‬
‫‪2‬‬
‫وإقناعهم باألفكار اعبديدة دبا يعود بالفائدة على اؼبشروعات التنموية يف اجملتمع‪.‬‬
‫‪-03‬هبب أف تدعم اعبهود الذاتية جبهود حكومية فعالة والتوصل إذل أحسن استخداـ فبكن للتنظيمات التطوعية على‬
‫مستوى اجملتمعات احمللية‪ ،‬أو اجملتمعات الوسيطة وتوظيفها يف خدمة أىداؼ خطة التنمية‪.‬‬
‫‪-04‬ال تستطيع اجملتمعات احمللية وحدىا مواجهة كل مشكالهتا‪ ،‬األمر الذي يقتضي وجود خطة للتنمية اؼبتوازنة على‬
‫اؼبستوى القومي‪ ،‬فبا ييسر التقدـ االقتصادي واالجتماعي على اؼبستوى احمللي‪.‬‬

‫‪1‬كماؿ بودانة‪ ،‬أثر الرقابة اإلدارية على التنمية المحلية‪ -‬دراسة ميدانية ببلدية حاسي بحبح الجلفة‪ ،-‬رسالة ماجستَت يف علم االجتماع‪ ،‬كلية العلوـ‬
‫اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬جامعة ؿبمد خيضر بسكرة‪ ،‬اعبزائر‪ ،2014/2013 ،‬ص‪.77‬‬
‫‪2‬ؿبي الدين صابر‪ ،‬التغيير الحضاري وتنمية المجتمع‪ ،‬ط‪ ،2‬اؼبكتبة العصرية‪ ،‬بَتوت‪ ،1986 ،‬ص‪.150‬‬

‫‪77‬‬
‫الفصل الثاني‪ ................................................:‬األيكوسياحة كأداة فعالة لتحقيق التنمية المحلية‬

‫‪ -05‬اإلسراع بالنتائج المادية الملموسة‪ :‬وفقا ؽبذه القاعدة قبد أف بعض العاملُت يف ميادين التنمية احمللية يروف‬
‫ضرورة الًتكيز على اػبدمات السريعة النتائج‪ ،‬كاػبدمات الطبية والصحية واؼبشروعات االقتصادية ذات العائد السريع‪،‬‬
‫اليت تليب اغباجات الضرورية بالنسبة لألفراد احملليُت‪ ،‬ويف مقابل ذلك االبتعاد الكلي على اؼبشروعات الطويلة اؼبدى ذات‬
‫التكلفة الكبَتة واؼبدى الزمٍت الطويل‪ ،‬خاصة يف اؼبراحل األوذل من التنمية احمللية وذلك ألف ىذا النوع يتطلب خربات فنية‬
‫معقدة‪.1‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬أىداف وأبعاد التنمية المحلية‬
‫هتدؼ التنمية احمللية إذل ربقيق ؾبموعة من األىداؼ على صبيع اؼبستويات واألبعاد احمللية‪ ،‬وفيما يلي نتطرؽ إذل‬
‫ىذه األىداؼ واألبعاد تباعا‪.‬‬
‫أوال‪ :‬أىداف التنمية المحلية‬
‫ين ظر إذل التنمية احمللية على أهنا عملية ىدفها األوؿ واألخَت إشباع اعبانب اؼبادي لإلنساف فقط‪ ،‬إال أهنا يف‬
‫‪2‬‬
‫اغبقيقة أوسع من ذلك‪ ،‬حيث يبكننا أف مبيز بُت ىدفُت أساسيُت للتنمية احمللية ونبا‪:‬‬
‫‪ -0‬أىداف االنجاز‪ :‬وتشمل كل ما ربققو التنمية احمللية من منجزات مادية؛‬
‫‪ -2‬أىداف معنية‪ :‬وتشمل كل اؼبتغَتات السلوكية واؼبعرفية واؼبهارية اليت تطرأ على سكاف اجملتمع أثناء فبارستهم وقيادهتم‬
‫لعملية التنمية احمللية؛‬
‫ويبكن حصر ـبتلف األىداؼ اؼبرجوة من عملية التنمية احمللية فيما يلي‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫أ‪-‬األىداف االقتصادية‪ :‬وتتمثل يف‪:‬‬
‫‪ ‬تقليص الفجوة االقتصادية بُت اؼبناطق اغبضارية والريفية‪ ،‬وخلق ؾباؿ تعاوشل وتكاملي بُت القطاعات من أجل تسخَت‬
‫صبيع االقتصاديات احمللية ػبدمة االقتصاد الوطٍت‪ ،‬والعمل على رفع قيمة ناذبها احمللى الذي يساىم بطريقة مباشرة يف‬
‫رفع الناتج الوطٍت اإلصبارل وزيادة معدالت اإلنتاجية الزراعية من أجل ربقيق األمن الغذائي احمللى والوطٍت؛‬

‫‪1‬ـبتار ضبزة وآخروف‪ ،‬دراسات في التنمية الريفية المتكاملة بمصر‪ ،‬مكتبة اػباقبي‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪ ،1994 ،‬ص‪.377‬‬
‫‪2‬مناؿ طلعت ؿبمود‪ ،‬الموارد البشرية وتنمية المجتمع المحلي‪ ،‬اؼبكتب اعبامعي اغبديث‪ ،‬مصر‪ ،2001 ،‬ص‪.33‬‬
‫‪3‬وسيلة سعود‪ ،‬مداخلة بعنواف‪ :‬دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في التنمية المحلية المستدامة‪ -‬دراسة حالة والية البويرة للفترة ‪،2103-2119‬‬
‫اؼبلتقى الدورل حوؿ تقييم اسًتاتيجيات وسياسات اعبزائر االقتصادية الستقطاب االستثمارات البديلة للمحروقات يف آفاؽ األلفية الثالثة‪ ،‬جامعة اؼبسيلة‪ ،‬اعبزائر‪،‬‬
‫‪ 29-28‬أكتوبر ‪ ،2014‬ص‪.10‬‬

‫‪78‬‬
‫الفصل الثاني‪ ................................................:‬األيكوسياحة كأداة فعالة لتحقيق التنمية المحلية‬

‫‪ ‬االرتقاء بكل اؼبشاريع التنموية والنظم اؼبؤسساتية اليت سبكنها من ربقيق القيمة اؼبضافة يف اعبانب االقتصادي وإعطاء‬
‫الفرصة للمؤسسات اؼبالية مثل‪ :‬البنوؾ وشركات التأمُت للمسانبة يف سبويل ىذه اؼبشاريع وخاصة سبويل اؼبؤسسات‬
‫اؼبتوسطة والصغَتة واؼبصغرة بسبب خصائصها وطبيعتها اليت سبكنها من خلق القيمة اؼبضافة بأقل التكاليف؛‬
‫‪ ‬خلق نظاـ اقتصادي ؿبلي مستقل عن اؼبركز يستمد قوة اقتصاده من اػبصائص اليت سبيزه واليت تسمح لو بإعطاء‬
‫اإلضافة يف اجملاؿ الذي يناسب خصوصيتو من أجل إعطاء دفعة حقيقية لالقتصاد الوطٍت بغية ربقيق متطلبات التنمية‬
‫الوطنية اؼبستدامة الشاملة واؼبتوازنة‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫ب‪-‬األىداف االجتماعية‪ :‬وتتمثل يف‪:‬‬
‫‪ ‬إحداث تغيَتات على الصعيد االجتماعي وذلك من خالؿ ربسُت مستويات اؼبعيشة‪ ،‬من صحة وذلك بفرض معايَت‬
‫للهواء واؼباء والضوضاء؛‬
‫‪ ‬ربقيق اغبماية الصحية وضماف الرعاية الصحية للطبقة الفقَتة؛‬
‫‪ ‬تأمُت اغبصوؿ على اؼبياه النظيفة الكافية لالستعماالت اؼبعيشية وذلك ألف اؼبياه تعترب من األولويات اليت تسعى كل‬
‫اجملتمعات للحصوؿ عليها مهما اختلفت طبيعتها ودرجات مبوىا؛‬
‫‪ ‬ضماف اإلتاحة الكافية للتعليم عبميع مستويات اجملتمع من خالؿ توفَت اػبدمات يف ـبتلف اجملاالت التعليمية‬
‫والًتبوية والتدريب اؼبهٍت من أجل رفع مستوي الكفاءة للتعامل مع صبيع متغَتات اغبياة‪ ،‬وهبب إحداث تطوير يف قيم‬
‫اإلنسانية ليتيح ؽبم فرصة التكيف مع الظروؼ اعبديدة وأف يكوف ىذا التطور ديناميكيا ليتالءـ مع سرعة التغَت‬
‫والتأقلم مع اآلالت اعبديدة ذات التكنولوجيا العالية نسبيا؛‬
‫‪ ‬استحداث مناصب شغل جديدة واحملافظة على ثقافة وحضارة وخصوصية اجملتمع احمللي والعمل على دمج واستغالؿ‬
‫ىذه الثقافات يف سياساهتا واسًتاتيجياهتا الًتقوية والتنموية؛‬
‫‪ ‬االىتماـ بعملية تنظيم ظاىرة اؽبجرة الداخلية والتدفق غَت اؼبراقب الذي يتم من اؼبناطق الريفية إذل اؼبناطق اغبضرية وما‬
‫ينتج عنو من مشاكل اجتماعية‪ ،‬وذلك بسبب تفاوت مستويات اؼبعيشة ومعدالت االزدىار واليت ال يبكن التخلص‬
‫منها إال من خالؿ تنمية اؼبناطق الريفية‪.‬‬

‫‪1‬ؿبمد الناصر مشري‪ ،‬دور المؤسسات المتوسطة والصغيرة والمصغرة في تحقيق التنمية المحلية المستدامة‪-‬دراسة لإلستراتيجية الوطنية لترقية‬
‫المؤسسات الصغيرة والمتوسطة حالة والية تبسة‪ ،-‬رسالة ماجستَت يف العلوـ االقتصادية‪ ،‬جامعة فرحات عباس‪ ،‬سطيف‪ ،‬اعبزازئر‪ ،2011 ،‬ص‪.74‬‬

‫‪79‬‬
‫الفصل الثاني‪ ................................................:‬األيكوسياحة كأداة فعالة لتحقيق التنمية المحلية‬

‫‪1‬‬
‫ج‪-‬األىداف السياسية‪ :‬وتتمثل يف‪:‬‬
‫‪ ‬العمل على خلق اؼبشاركة الوجدانية‪ ،‬وتأسيس الروابط بُت اؼبشاريع وبُت أكرب عدد فبكن من اعبماعات احمللية‪ ،‬لكي‬
‫يقتنعوا بأف األمباط السائدة قاصرة عن أداء مهمتها‪ ،‬ومن مث هبب تغيَتىا وتبديلها بأمباط جديدة‪ ،‬تكوف قادرة على‬
‫السَت مع مقتضيات التجديد يف صبيع اؼبيادين‪ ،‬وخلق روح جديدة يف العالقات اإلنتاجية‪ ،‬ومرافق اػبدمات األخرى؛‬
‫‪ ‬تعمل على صهر اجملتمعات احمللية وربويلها إذل حالة من التماسك والًتابط‪ ،‬لكي يسهل مبوىا بشكل متوازف‪ ،‬فبا هبنب‬
‫اجملتمع الكثَت من اؽبزات واالنتكاسات‪ ،‬من خالؿ ترابط اؼبشاريع وسباسكها‪ ،‬حىت يكوف ىناؾ إحساس دائم بالوحدة‬
‫الوطنية ال يف اجملاؿ السياسي فحسب‪ ،‬وإمبا أيضا يف احملالُت االقتصادي واالجتماعي؛‬
‫تعمل التنمية احمللية على خلق الرأي العاـ الذي يؤمن بعمليات التحوؿ والتغَت‪ ،‬والعمل على أف يكوف جزءا من‬ ‫‪‬‬
‫تلك النشاطات اإلنسانية اليومية‪ ،‬من خالؿ الشعور اعبمعوي الذي يسيطر على العقوؿ والسلوؾ واألفعاؿ‪ ،‬فبا يضمن‬
‫ؽبا النجاح‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أبعاد التنمية المحلية‬
‫بالرغم من تركيزىا على اغبيز اعبغرايف احمللي احملدود‪ ،‬إذل أف تأثَتات التنمية احمللية تشمل ـبتلف األبعاد‬
‫االقتصادية‪ ،‬االجتماعية‪ ،‬السياسية‪... ،‬اخل‪.‬‬

‫‪ -0‬البعد االقتصادي‬
‫تراعي التنمية احمللية البعد االقتصادي من أجل تنمية اإلقليم احمللي اقتصاديا‪ ،‬وذلك عن طريق البحث عن‬
‫القطاعات االقتصادية اليت يبكن أف تتميز هبا اؼبنطقة‪ ،‬سواء عن طريق النشاط الزراعي أو الصناعي أو اغبريف‪ 2،‬و ؽبدا‬
‫قبد أف اؼبنطقة اليت تتحدد هبا فبيزاهتا مسبقا تكوف قادرة على النهوض بالنشاط االقتصادي اؼبناسب ؽبا من اجل توفَت‬
‫فائض القيمة عن طريق اؼبنتجات احملققة باإلضافة إذل ذلك يبكن أف تدمج أفراد اجملتمع الباحثُت عن فرص العمل يف‬
‫النشاط االقتصادي ؽبذا تصبح التنمية احمللية ربقق البعد االقتصادي من خالؿ‪ :‬امتصاص البطالة‪ ،‬توفَت اؼبنتجات‬
‫االقتصادية سواء لالستهالؾ أو للتوزيع إذل األقاليم األخرى‪ ،‬كذلك تعتمد التنمية احمللية على بناء اؽبياكل القاعدية احمللية‬

‫‪1‬عبد اغبميد بوقصاص‪ ،‬التنمية في المجتمعات المحلية بين الواقع واألىداف‪ ،‬ؾبلة التواصل‪ ،‬جامعة عنابة‪ ،‬اعبزائر‪ ،‬عدد جواف‪ ،2000‬ص‪.64‬‬
‫‪2‬نصَتة براىيمي‪ ،‬عبد القادر ناصور‪ ،‬معوقات التنمية المحلية في الجزائر ‪ ،‬ؾبلة إدارة اؼباؿ واألعماؿ‪ ،‬اجمللد الثالث‪ ،‬العدد الثاشل‪ ،‬جامعة ضبة ػبضر‪ ،‬الوادي‪،‬‬
‫اعبزائر‪ ،‬ديسمرب ‪ ،2018‬ص‪.81‬‬

‫‪80‬‬
‫الفصل الثاني‪ ................................................:‬األيكوسياحة كأداة فعالة لتحقيق التنمية المحلية‬

‫سواء من حيث الطرقات‪ ،‬اؼبستشفيات واؼبدارس‪..‬اخل اليت تساىم بدمج طاليب العمل من جهة وسبهد الطريق كبو اعبو‬
‫‪1‬‬
‫اؼبناسب ألفراد اجملتمع القاطنُت بذلك اإلقليم كما تستقطب رؤوس األمواؿ لالستثمار يف اؼبنطقة‪.‬‬
‫‪ -2‬البعد االجتماعي‬
‫يكوف اجملتمع ىو مركز التدخل أما بالنسبة للتنمية االجتماعية فهي مرجعية لوجود الشروط اؼبؤدية من جهة إذل‬
‫تطور اجملتمع ثقافيا واقتصاديا‪ ،‬ومن جهة أخرى إذل كل أعضاء ىذا اجملتمع للمشاركة يف التطور واالزدىار‪ ،‬ويف ىذا‬
‫‪2‬‬
‫االذباه فإف التنمية االجتماعية وثيقة االرتباط بالتنمية االقتصادية والثقافية‪.‬‬
‫و يركز البعد االجتماعي للتنمية احمللية على أف اإلنساف يشكل جوىر التنمية وىدفها النهائي من خالؿ‬
‫االىتماـ بالعدالة االجتماعية‪ ،‬ومكافحة الفقر وتوفَت اػبدمات االجتماعية عبميع أفراد اجملتمع‪ ،‬باإلضافة إذل ضماف‬
‫‪3‬‬
‫الديبقراطية من خالؿ مشاركة الشعوب يف ازباذ القرار بكل شفافية‪.‬‬
‫وؽبذا قبد أف البعد االجتماعي للتنمية احمللية يبثل حجر الزاوية‪ ،‬ألف توفَت اغبياة االجتماعية اؼبتطورة‪ ،‬من شأنو‬
‫أف يدمج كل طاقات اجملتمع لتطوير الثروة وزيادة القيمة اؼبضافة‪ ،‬وعليو قبد أف تسخَت التنمية احمللية خدمة للمجتمع‪،‬‬
‫يبكنها أف تقدـ لنا ؾبتمعا يتصف بالنبل وينبذ اعبريبة وؿببا لوطنو ومنطقتو‪.‬‬
‫كما أف ىناؾ ميادين أخرى ـبتلفة تشملها التنمية احمللية ؽبا عالقة وطيدة بالبعد االجتماعي‪ ،‬مثل التعليم‬
‫والصحة واألمن واإلسكاف‪... ،‬اخل‪ ،‬وكل اىتمامات التنمية احمللية هبذه اعبوانب ينجر عنو آثار مباشرة على شرائح اجملتمع‬
‫إما إهبابا أو سلبا‪.‬‬
‫‪ -3‬البعد البيئي‬
‫يركز البعد البيئي للتنمية احمللية على ضرورة مراعاة اغبدود البيئية يف ـبتلف اؼبشاريع التنموية اؼبنجزة‪ ،‬وكذلك‬
‫القياـ بدراسات اعبدوى البيئية أثناء التخطيط إلقباز اؼبشاريع‪ ،‬وذلك بغية التقليل من اآلثار البيئية السلبية ؽبذه اؼبشاريع‬
‫على ـبتلف األنظمة البيئية‪ ،‬حيث أف لكل نظاـ بيئي حدود معينة من االستهالؾ واالستنزاؼ ال يبكن ذباوزىا‪ .‬وعلى‬

‫‪1‬آكلي زكية‪ ،‬فريدة كايف‪ ،‬التنمية المحلية في الجزائر قراءة للنهوض بالمقومات وتجاوز العوائق‪ ،‬ؾبلة اقتصاديات اؼباؿ واألعماؿ‪ ،‬اعبزائر‪ ،‬مارس ‪،2017‬‬
‫ص‪.100‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Louis et Benoit levesque, developpement economique cummunautaire, économie sociale et intervention, SainteFoy,‬‬
‫‪PUQ, 1996, p19‬‬
‫‪3‬بادر ؿبمد علي وردـ‪ ،‬العالم ليس للبيبع‪ :‬مخاطر العولمة على التنمية المستدامة‪ ،‬األىلية للنشر والتوزيع‪ ،‬عماف‪ ،2003 ،‬ص‪189‬‬
‫‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫الفصل الثاني‪ ................................................:‬األيكوسياحة كأداة فعالة لتحقيق التنمية المحلية‬

‫ىذا األساس هبب وضع حدود أماـ االستهالؾ والنمو السكاشل والتلوث وأمباط اإلنتاج البيئية واستنزاؼ اؼبياه وقطع‬
‫‪1‬‬
‫الغابات واقبراؼ الًتبة‪.‬‬
‫وقد تسببت األساليب التنموية االستهالكية وغَت اؼبستدامة بيئيا اؼبتبعة من طرؼ الكثَت من الدوؿ والشركات‪،‬‬
‫إذل تدىور الوضع البيئي على اؼبستوى العاؼبي فبثال يف االحتباس اغبراري وفقداف طبقة األوزوف ونقص اؼبساحات اػبضراء‬
‫واألمطار اغبمضية‪ ،‬وفقداف التنوع البيولوجي‪ ،‬واتساع نطاؽ التصحر‪ ،‬وما إذل ذلك من مشاكل بيئية تتعدى اغبدود‬
‫اعبغرافية للدوؿ‪ ،‬فبا استدعى الدعوة إذل ضرورة دمج البعد البيئي يف التخطيط اإلمبائي لدوؿ العادل‪ .‬وعلى اثر ذلك‬
‫عقدت األمم اؼبتحدة مؤسبرا حوؿ البيئية والتنمية " مؤسبر األرض" يف ريودي جانَتو‪ ،‬بالربازيل سنة ‪ ،1992‬وكانت من‬
‫بُت األىداؼ الرئيسية للمؤسبر الدعوة إذل دمج االىتمامات االقتصادية والبيئية واالجتماعية على اؼبستوى الدورل‪ ،‬كما‬
‫‪2‬‬
‫كانت إحدى أىم اؼبسائل الرئيسية اليت تطرؽ إليها اؼبؤسبر ىي وضع وتنفيذ اسًتاتيجيات لتحقيق التنمية اؼبستدامة‪.‬‬
‫‪ -4‬البعد السياسي‬
‫هتدؼ إذل ربقيق استقرار النظاـ السياسي‪ ،‬وىذا باألخذ باؼبشاركة الشعبية اعبماىَتية واؼبتمثلة يف حق اؼبواطنُت‬
‫يف اختيار من يبثلوهنم لتورل السلطة كاختيار النخب اغباكمة أو اختيار أعضاء الربؼباف أو اجملالس التشريعية أو احمللية‪،‬‬
‫ومن خالؿ اؼبشاركة السياسية يلعب اؼبواطن دورا كبَتا يف دعم مسَتة التنمية السياسية ‪ ،‬وتعرؼ بأهنا عملية اجتماعية‬
‫تارىبية متعددة األبعا د والزوايا تستهدؼ تطوير أو استحداث نظاـ سياسي يستمد أصولو الفكرية من نسق إيديولوجي‬
‫تقدمي مالئم يتسق مع الواقع االجتماعي والثقايف للمجتمع‪ ،‬ويشكل أساسا مناسبا لعملية التعبئة االجتماعية‪ ،‬ويتألف‬
‫بناء ىذا النظاـ من ؾبموعة من اؼبؤسسات السياسية الرظبية والطوعية اليت تتمايز عن بعضها بنائيا وتتبادؿ التأثَت فيما‬
‫بينها جدليا‪ ،‬وتتكامل مع بعضها وظيفيا‪ ،‬وسبثل الغالبية العظمى من اعبماىَت وتعكس مصاغبها‪ ،‬وهتيئ اؼبناخ اؼبالئم‬
‫ؼبشاركتها يف اغبياة السياسية بشكل اهبايب وفعاؿ يساعد على تعميق وترسيخ حقائق ويتيح الفرصة لتوفَت أوضاع مواتية‬
‫لتحقيق االستقرار داخل اجملتمع بوجو عاـ‪ ،‬كما أهنا عملية سياسية متعددة الغايات تستهدؼ فكرة اؼبواطنة وربقيق‬
‫التكامل واالستقرار داخل ربوع اجملتمع‪ ،‬وزيادة معدالت مشاركة اعبماىَت يف اغبياة السياسية وتدعيم قدرة اغبكومة‬
‫اؼبركزية على إعماؿ قوانينها وسياساهتا على سائر إقليم الدولة‪ ،‬ورفع كفاءة ىذه اغبكومة فيما يتصل بتوزيع القيم واؼبوارد‬
‫االقتصادية اؼبتاحة‪ ،‬فضال عن إضفاء الشرعية على السلطة‪ ،‬حبيث تستند إذل أساس قانوشل حق فيما يتصل باعتالئها‬

‫‪1‬غرييب أضبد ‪،‬أبعاد التنمية المحلية وتحدياتها في الجزائر‪ ،‬ؾبلة البحوث والدراسات العلمية‪ ،‬العدد ‪ ،4‬كلية العلوـ االقتصادية وعلوـ التسيَت‪ ،‬جامعة اؼبدية‪،‬‬
‫أكتوبر ‪ ،2010‬ص‪.7‬‬
‫‪ 2‬بادر ؿبمد علي وردـ‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.199‬‬

‫‪82‬‬
‫الفصل الثاني‪ ................................................:‬األيكوسياحة كأداة فعالة لتحقيق التنمية المحلية‬

‫وفبارستها وتداوؽبا‪ ،‬مع مراعاة الفصل بُت الوظيفتُت التشريعية والتنفيذية‪ ،‬حبيث تقوـ على كل منهما ىيئة مستقلة‪ ،‬فضال‬
‫‪1‬‬
‫عن إتاحة الوسائل الكفيلة بتحقيق الرقابة اؼبتبادلة بُت اؽبيئتُت ومن أبرز أىدافها‪:‬‬
‫‪ ‬ربقيق اؼبواطنة وبناء الدولة؛‬
‫‪ ‬ترسيخ التكامل وىو الًتابط الوثيق بُت أفراد اجملتمع من خالؿ زبليصو من أسباب التصادـ يف سبيل ربقيق اجملتمع‬
‫اؼبنسجم؛‬
‫‪ ‬تدعيم قدرة اغبكومة اؼبركزية على التغلغل داخل إقليم دولتها؛‬
‫‪ ‬زيادة كفاءة اغبكومة اؼبركزية فيما يتعلق بتوزيع اؼبنافع على األفراد؛‬
‫‪ ‬زيادة معدالت اؼبشاركة يف اغبياة السياسية‪.‬ػ إضفاء الشرعية على السلطة السياسية من خالؿ استنادىا إذل الدستور‪.‬‬
‫‪ -5‬البعد التكنولوجي‬
‫أصبحت التكنولوجيا من أىم الركائز اليت تقوـ عليها اغبياة البشرية بسبب االهبابيات اليت سبنحها كوسيلة لتقليل‬
‫الضغوطات واألعباء وربقيق الرفاىية والراحة‪ ،‬غَت أف التكنولوجيا سالح ذو حدين‪ ،‬فبالرغم من االهبابيات اليت تضعها‬
‫ربت إمرة اإلنساف‪ ،‬فإف ىناؾ سلبيات ذبعلها تعد التهديد األبرز على حياتو وخاصة بالنسبة لألضرار اليت تؤثر هبا على‬
‫البيئة‪ ،‬فالتنمية احمللية تسعى إرل استعماؿ تكنولوجيات أنظف يف اؼبرافق الصناعية وبالتارل التحوؿ إذل التكنولوجيات‬
‫األنظف والتقنيات الصديقة للبيئة واالعتماد على التكنولوجيات اليت تستخدـ للتخلص التدرهبي من اؼبواد الكيماوية‪،‬‬
‫واليت تقلص إرل حد كبَت من استهالؾ الطاقة وغَتىا من اؼبوارد الطبيعية‪ ،‬واالعتماد على التكنولوجيات احملسنة‪ 2،‬أو‬
‫االىتماـ باستخداـ مصادر الطاقة النظيفة كالطاقة الشمسية والرياح والغاز الطبيعي خاصة يف الصناعة واؼبنازؿ‪.‬‬
‫كما يعٍت ذلك ضرورة فرض النصوص القانونية اػباصة بعقوبات ؼبستخدمي التكنولوجيا اؼبلوثة حىت ال يكوف‬
‫ىناؾ مزيد من التدىور يف نوعية البيئة‪ ،‬ويتم ذلك من خالؿ االستثمار يف التعليم والتنمية البشرية دبا وبقق أىداؼ‬
‫‪3‬‬
‫التنمية احمللية‪.‬‬

‫‪1‬عبد القادر حسُت‪ ،‬الحكم الراشد في الجزائر وإشكالية التنمية المحلية‪ ،‬رسالة ماجستَت يف العلوـ السياسية‪ ،‬كلية اغبقوؽ والعلوـ السياسية‪ ،‬جامعة‬
‫تلمساف‪ ،‬اعبزائر‪ ،2012 ،‬ص‪.65‬‬
‫‪2‬بوعمامة نصر الدين‪ ،‬بوعمامة علي‪ ،‬استراتيجيات التنمية المحلية في ظل المحافظة على البيئة‪ ،‬مداخلة ضمن اؼبلتقي الوطٍت الثالث حوؿ التنمية احمللية‬
‫اؼبستدامة البعد البيئي‪ ،‬اؼبركز اعبامعي باؼبدية‪ ،‬اعبزائر‪ 4-3 ،‬مارس ‪ ،2008‬ص‪.5‬‬
‫‪3‬مدحت أبو النصر‪ ،‬ياظبُت مدحت ؿبمد‪ ،‬التنمية المستدامة مفهومها أبعادىا مؤشراتها‪ ،‬اجملموعة العربية للتدريب والنشر‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪،2017 ،‬‬
‫ص‪.106‬‬

‫‪83‬‬
‫الفصل الثاني‪ ................................................:‬األيكوسياحة كأداة فعالة لتحقيق التنمية المحلية‬

‫ويتضمن ذلك أيضا ضرورة االىتماـ باستخداـ احملروقات وطرح نفاياهتا داخل البيئة بطريقة ال تضر بالبيئة؛ بغنية‬
‫التقليل من االحتباس اغبراري الذي يهدد بتغَت اؼبناخ‪ ،‬إذل جانب ازباذ اإلجراءات الكفيلة باغبد من انبعاث الغازات مثل‬
‫ثاشل أكسيد الكربوف؛ وذلك عرب اغبد بصورة كبَتة من استخداـ احملروقات وإهباد مصادر أخرى للطاقة إلمداد اجملتمعات‬
‫‪1‬‬
‫الصناعية‪ ،‬باإلضافة إذل اغبيلولة دوف تدىور طبقة األوزوف اغبامية لألرض‪.‬‬
‫‪ -6‬البعد اإلداري‬
‫ىي عملية تغيَت ـبطط تستخدـ فيها طرؽ علمية سبكن اعبهاز اإلداري من ربديث األمباط التنظيمية والسلوكية‬
‫وإتباع اؽبياكل اإلدارية اؼبالئمة‪ ،‬وتكييفها يف ضوء اؼبتغَتات البيئية وتدعيمها باؼبهارات البشرية الضرورية‪ ،‬وفتح ؾباالت‬
‫رحبة للتدريب دبا ينمي قدرات القوى العاملة‪ ،‬وربديث القوانُت والتشريعات اؼبعموؿ هبا‪ ،‬وتطوير وتنمية معلومات‬
‫ومهارات واذباىات وسلوكات أفراد اؼبنظمة‪ ،‬وربسُت بيئة العمل اإلداري‪ ،‬وذلك من أجل ربقيق أىداؼ ارتيادية‬
‫‪2‬‬
‫(اسًتاتيجية) للتنمية البشرية بأقصى درجة من الكفاءة والفعالية‪.‬‬
‫وعليو فإف التنمية ىي تعبَت عن حيوية السياسة العامة وتطورىا يف كافة نواحي اغبياة‪ ،‬ومنها النواحي اإلدارية‪،‬‬
‫وحىت يف اجملاؿ اإلداري فهي سبثل ؾبموعة من العمليات واإلجراءات اؼبخططة سلفا تستعمل فيها بعض األساليب الفنية‬
‫كالتدريب والتوجيو‪ ،‬وتقدصل اؼبساعدات اؼبادية كاألمواؿ‪ ،‬واؼبعنوية كاالستثمارات من أجل رفع مردودية العمل اإلداري‬
‫وجعلو مؤىال إلدارة التنمية‪.‬‬
‫وعلى ىذا األساس فإف التنمية اإلدارية تعرب عن األساليب اؼبالئمة لتشغيل اعبهاز اإلداري وما وبقق اإلمباء‬
‫الفعاؿ‪ ،3‬فهي تعٌت بتطوير اعبانب اإلداري واليت هتدؼ بدورىا إذل ربقيق التقدـ االقتصادي واالجتماعي من أجل ربقيق‬
‫تنمية شاملة‪ .‬كما تعرب التنمية اإلدارية عن عملية تغيَت إهبايب أو إحداث نقلة كمية ونوعية يف ـبتلف اعبوانب اإلدارية‪.‬‬
‫وعليو فإف ربقيق التنمية اإلدارية الفعلية مرىوف بتواجد قيادة إدارية فعالة ؽبا القدرة على بث روح النشاط اغبيوي‬
‫يف جوانب ال تنظيم ومستوياتو كما يغرس يف األفراد العاملُت باؼبنظمة روح التكامل واإلحساس بأهنم صباعة واحدة‬
‫ومًتابطة تسعى إذل ربقيق األىداؼ والتطلع إذل اؼبزيد من العطاء واإلقبازات‪.‬‬
‫كما أف مفهوـ التنمية اإلدارية مرتبط أكثر بتنمية وتطوير القدرات البشرية يف اإلدارة لتحقيق عنصر الكفاءة‬
‫والفعالية يف اؼبؤسسات اإلدارية العلمية‪ ،‬وزيادة مهاراهتا وقدراهتا يف حل ما يواجهها من مشاكل‪ ،‬ورفع مستوى أدائها‬
‫وتطوير سلوكها دبا وبقق أقصى ما يف التنمية االقتصادية‪.‬‬

‫اقتصاديات البيئة والعولمة‪ ،‬دار مؤسسة رسالف للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬دمشق‪ ،‬سوريا‪ ،2013 ،‬ص‪.98‬‬ ‫‪1‬مصطفى يوسف كايف‪،‬‬
‫‪2‬عبد القادر حسُت‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪68‬‬
‫‪3‬أضبد رشيد‪ ،‬إدارة التنمية والتنمية اإلدارية‪ ،‬الطبعة األوذل‪ ،‬دار الشروؽ‪ ،‬اؼبملكة العربية السورية‪ ،1979 ،‬ص‪.8‬‬

‫‪84‬‬
‫الفصل الثاني‪ ................................................:‬األيكوسياحة كأداة فعالة لتحقيق التنمية المحلية‬

‫‪ -7‬البعد البشري‬
‫إف اؼبالمح األساسية ؼبا يبكن أف يطلق عليو 'مالمح جديدة للتنمية' ىي تلك اؼبهتمة باعبنس البشري‪ ،‬حبيث‬
‫تفهم التنمية كحالة رفاه بشري أكثر من كوهنا حالة مبو االقتصاد الوطٍت‪ .‬وقد مت التعبَت عن ىذا االىتماـ صراحة يف‬
‫‪1‬‬
‫البياف اؼبعروؼ 'بإعالف كوكويوؾ' سنة ‪.1974‬‬
‫يعترب اإلنساف احملور الرئيسي يف عملية التنمية حيث تعتمد عليو اػبطط والربامج التنموية ألي ؾبتمع‪ ،‬كما أنو‬
‫اؽبدؼ من التنمية‪ ،‬وىذا يعٍت أف التنمية تتحقق بفضل اإلنساف ومن أجلو أيضا‪ ،‬وذلك لن يكوف إال باالىتماـ بالعنصر‬
‫البشري من خالؿ التعليم‪ ،‬التدريب والتأىيل الذي يضمن تغيَتا وربوال يف بعض متغَتات اغبياة مثل التكنولوجيا‬
‫باإلضافة إذل االىتماـ بالصحة العامة للمجتمع‪.‬‬
‫وتنطلق التنمية البشرية من شعار "اإلنساف أوال" وتعرؼ تنمية اؼبوارد البشرية بأهنا عملية مبو رأس اؼباؿ البشري‬
‫واستثماره بكفاءة يف التنمية االقتصادية‪ ،‬وىي تعٍت تلك اعبهود الوطنية اليت يتبعها النظاـ السائد يف أي ؾبتمع من‬
‫اجملتمعات اإلنسانية الواعية‪ ،‬هبدؼ الوفاء حباجات األفراد فيها‪ ،‬وىي عملية متكاملة سبكن اإلنساف من ربقيق ذاتو‬
‫واالعتماد على تنمية ؾبتمعو‪ ،‬وحسب تقرير ىيئة األمم اؼبتحدة للتنمية البشرية لعاـ ‪ 1990‬فإف األغلبية ترى بتوسيع‬
‫خيارات الناس‪ ،‬وتكمن ىذه اػبيارات األساسية يف صبيع مستويات التنمية‪ ،‬وىي أنو على اإلنساف أف وبي حياة جيدة‬
‫وصحية‪ ،‬وأف وبصل على اؼبوارد الالزمة ؼبستوى معيشي كرصل‪.‬‬
‫فإذا دل تكن ىذه اػبيارات متاحة‪ ،‬فستظل ىناؾ فرص أخرى كثَتة يتعذر اغبصوؿ عليها‪ ،‬كما يشَت تقرير‬
‫التنمية البشرية عاـ ‪ ، 1993‬إال أف التنمية البشرية ىي تنمية الناس‪ ،‬وتنمية الناس تعٍت استثمار قدرات البشر سواء يف‬
‫التعليم أو الصحة أو اؼبهارات حىت يبكنهم العمل على كبو منتج وخالؽ‪.‬‬
‫والتنمية من أجل الناس تعٍت كفالة توزيع شبار النمو االقتصادي الذي وبققونو توزيعا واسع النطاؽ وعادال‪ ،‬أما‬
‫التنمية بواسطة الناس فتعٍت إعطاء كل فرد فرصة اؼبشاركة فيها‪ ،‬وعلى ىذا األساس فإف التنمية البشرية (اإلنسانية)‪،‬‬
‫اؼبستدامة ىي تنمية ديبقراطية هتدؼ إذل بناء نظاـ اجتماعي عادؿ أو إذل رفع القدرات البشرية عرب زيادة اؼبشاركة الفاعلة‬
‫والفعالة‪ ،‬للمواطنُت وعرب سبكُت الفئات اؼبهمة وتوسيع خيارات اؼبواطنُت وإمكاناهتم والفرص اؼبتاحة‪ ،‬والفرص تتضمن‬
‫اغبرية دبعناىا الواسع واكتساب اؼبعرفة وسبكُت اإلطار اؼبؤسسايت‪.‬‬
‫وهبب أف يالحظ أيضا أف االىتماـ باعبوانب غَت االقتصادية للتنمية ال ينعكس فقط يف زيادة الًتكيز على‬
‫االعتبارات االجتماعية أو السياسية أو البيئية منفصلة بل أيضا يف مفهوـ التنمية اؼبتكاملة الذي يركز على العالقات‬

‫الرابط ‪http://www.arab-api.org/images/publication‬‬ ‫‪1‬مفهوم التنمية‪ ،‬اؼبعهد العريب للتخطيط‪ ،‬ص‪ ،8‬متوفر على‬
‫‪/pdfs/116/116_develop_bridge1.pdf‬‬

‫‪85‬‬
‫الفصل الثاني‪ ................................................:‬األيكوسياحة كأداة فعالة لتحقيق التنمية المحلية‬

‫اؼبتبادلة للعوامل االقتصادية واالجتماعية والسياسية والبيئية‪ .‬وىذا موضح باالنتباه اؼبكرس لربامج التنمية اؼبتكاملة‬
‫وإلدخاؿ مفاىيم مثل التنمية البيئية‪ ،‬والتنمية اؼبستدامة والتنمية البشرية اؼبتكاملة‪.‬‬
‫ومهما يكن األمر‪ ،‬فإف ىناؾ توسعا يف مفهوـ التنمية واعًتافا متزايدا بال مبطيتها إذ ال يوجد مبوذج واحد للتنمية‬
‫ينبغي أف تسلكو كل الدوؿ‪ ،‬وذلك الختالؼ اؼبعوقات واؼبشاكل التنموية بُت الدوؿ‪ ،‬فبا يؤذي إذل اختالؼ السياسات‬
‫والربامج اؼبتبعة‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬عناصر ومتطلبات ومعوقات التنمية المحلية‬
‫يتوقف قباح عملية التنمية احمللية توفر ؾبموعة من العناصر‪ ،‬واؼبتطلبات الضرورية‪ ،‬كما تقف يف سبيل ربقيقها‬
‫ؾبموعة من اؼبعوقات اليت زبتلف حسب خصوصيات كل ؾبتمع ؿبلي‪ .‬وىذا ما سنتطرؽ إليو يف ىذا اؼببحث‬
‫المطلب األول‪ :‬عناصر التنمية المحلية‬
‫‪1‬‬
‫تقوـ التنمية احمللية على ؾبموعة من الركائز لضماف قباح الربامج واؼبشاريع التنموية‪ ،‬نوجزىا يف النقاط التالية‪:‬‬
‫‪-0‬برنامج مخطط‪ :‬يًتكز حوؿ االحتياجات الكلية للمجتمع‪ ،‬ذلك أف التخطيط الكفء ىو الطريقة اؼبثلى اليت تضمن‬
‫استخداـ صبيع اؼبوارد الوطنية اؼبادية والطبيعية والبشرية‪ ،‬بطريقة علمية وعملية وإنسانية‪ ،‬لكي ربقق الرقي والرفاىية‬
‫للمجتمع‪.‬‬
‫‪-2‬المشاركة الجماىيرية‪ :‬تتحقق التنمية احمللية على اؼبستوى اؼبكاشل احمللي‪ ،‬أي مستوى التجمعات السكانية سواء‬
‫أكانت مدنا أـ قرى‪ ،‬وىذا يعٍت أهنا تنمية من أسفل ‪ development from below‬يتطلب ربقيقها بشكل فاعل توفَت‬
‫شكل مناسب من أشكاؿ الالمركزية اليت سبكن اؽبيئات الرظبية والشعبية واألىلية والسكاف بشكل عاـ من اؼبشاركة يف‬
‫خطوات إعداد وتنفيذ ومتابعة خططها‪ .‬ولعل األسباب اليت جعلت من التنمية احمللية تنمية من أسفل‪ -‬تنجز على‬
‫اؼبستوى اؼبكاشل احمللي‪ -‬تكمن يف الدور اؼبتعاظم للحكومات احمللية واجملالس البلدية والقروية اليت تصدر يوميا عشرات‬
‫‪2‬‬
‫القرارات اليت زبدـ حاجات وأولويات اجملتمع احمللي وتعمل على تشكيلو وفق مبط معُت‪.‬‬
‫‪-3‬المساعدات الفنية‪ :‬وىي ما تقدمو اؽبيئات اغبكومية‪ ،‬فعملية التنمية ربتاج إذل عنصرين ىامُت نبا العنصر البشري‬
‫والعنصر اؼبادي‪ ،‬ويبتزج ىذاف العنصراف امتزاجا كبَتا يف اغبياة االجتماعية ويتكوف من ذلك عنصر اؼبساعدات الفنية‪ ،‬أي‬
‫اؼبساعدة الفنية البشرية واؼبساعدة الفنية اؼبادية وكالنبا يكمل اآلخر‪.‬‬

‫‪1‬مصطفى اعبندي‪ ،‬اإلدارة المحلية واستراتيجياتها‪ ،‬دار نشأة اؼبعارؼ‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2001 ،‬ص‪.132‬‬
‫‪2‬عثماف ؿبمد غنيم‪ ،‬ماجدة أضبد أبو زنط‪ ،‬التنمية المستديمة‪ :‬فلسفتها وأساليب تخطيطها وأدوات قياسها‪ ،‬ط‪ ،1‬دار صفاء للنشر والتوزيع‪ ،‬عماف‪،‬‬
‫األردف‪ ،2007 ،‬ص‪ .31‬بتصرؼ‬

‫‪86‬‬
‫الفصل الثاني‪ ................................................:‬األيكوسياحة كأداة فعالة لتحقيق التنمية المحلية‬

‫‪-4‬التكامل بين االختصاصات‪ :‬من القواعد األساسية يف التنمية احمللية أف يكوف ىناؾ تكامل بُت اؼبشاريع يف اؼبيادين‬
‫اؼبختلفة عن طريق برنامج متعدد األغراض‪ ،‬وىذا نتيجة لتشابك العوامل اؼبؤثرة يف الظواىر االقتصادية واالجتماعية‬
‫والسياسية‪ ،‬فال يبكن فصل الظواىر االجتماعية مثال عن الظواىر االقتصادية‪ ،‬فهي تعتمد على بعضها البعض وتتبادؿ‬
‫التأثَت والتأثر‪.‬‬
‫‪-5‬االعتماد على الموارد المحلية للمجتمع‪ :‬يعترب االعتماد على اؼبوارد احمللية من أىم ركائز ربقيق التنمية احمللية‪،‬‬
‫ذلك أف استخداـ موارد اجملتمع اؼبعروفة لدى أفراده أسهل من استخداـ موارد غَت معروفة‪ ،‬كما أف االعتماد على اؼبوارد‬
‫‪1‬‬
‫احمللية لو عائد يتمثل يف البفاض تكلفة اؼبشروعات نظرا لكوف اؼبشروع يعتمد على موارد ذاتية ؿبلية‪.‬‬
‫‪-6‬اإلسراع في الوصول إلى النتائج‪ :‬يقصد هبا أف تتضمن برامج التنمية خدمات سريعة النتائج‪ ،‬فيجب اختيار تلك‬
‫اؼبشروعات ذات العائد السريع وقليلة التكاليف‪ ،‬والسبب يف ذلك ىو كسب ثقة اجملتمع بأف ىناؾ منفعة وبصلوف عليها‬
‫جراء إقامة مشروع ما يف ؾبتمعهم‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬متطلبات التنمية المحلية‬
‫لقد اختلفت الكتابات يف التنمية احمللية وتعددت كل حسب منظوره الفكري والزاوية اليت تناوؿ منها ىذا‬
‫اؼبفهوـ‪ ،‬لكن ىناؾ بعض النقاط اؼبشًتكة اليت هبمع عليها جل مفكري التنمية احمللية‪ ،‬وىي أف اؽبدؼ الرئيسي ؽبا ىو‬
‫تطوير اجملتمعات احمللية‪ ،‬ويف ىذا اإلطار ال يبكن إغفا ؿ اعبهود الذاتية اجملسدة واؼبتمثلة يف اؼبشاركة الشعبية إذل جانب‬
‫اعبهود اغبكومية من أجل ربقيق التنمية احمللية‪ ،‬كما أف القاعدة األساسية لنجاح التنمية احمللية تكوف باؼبشاركة فنجاح‬
‫ذبربة أي دولة يف النمو يرجع إذل اعتمادىا على مواردىا احمللية وأشبن ىذه اؼبوارد ىو العنصر البشري‪ ،‬وإذا ما ذباىلت‬
‫الدولة ىذا العنصر وركزت على عناصر أخرى فإهنا ستخلق عبئ مستمر على التنمية وىو وجود عنصر بشري يزداد عددا‬
‫ويقل كفاءة دوف أف يقدر على تقدصل جهد متزايد ػبدمة‬
‫أوال‪ :‬المشاركة الشعبية‬
‫تعترب اؼبشاركة الشعبية دعامة أساسية من دعائم قباح وازدىار التنمية احمللية‪ ،‬فلم تعد اؼبشاركة ؾبرد مطلب‬
‫‪":‬‬ ‫ىاي‪Hay‬‬ ‫سياسي أو شعار يستخدـ للمناورة‪ ،‬ولكنها أصبحت ضرورة حتمية‪ ،‬وتعٍت اؼبشاركة الشعبية فحسب‬
‫اؼبسانبة الطوعية يف العالقة بُت الفرد واعبماعة‪ ،‬وبُت اعبماعة وصباعة أخرى"؛ ويرى الدكتور عبد اؼبنعم شوقي يف نفس‬
‫طوعا يف أعماؿ التنمية‪ ،‬سواء بالرأي أو بالعمل أو بالتمويل‬
‫االذباه أف اؼبشاركة الشعبية ىي‪ ":‬عملية مسانبة اؼبواطنُت ً‬

‫‪1‬السبيت وسيلة‪ ،‬تمويل التنمية المحلية من منظور إسالمي‪ ،‬ؾبلة العلوـ اإلنسانية‪ ،‬العدد‪ ،23‬جامعة بسكرة‪ ،‬اعبزائر‪ ،2011 ،‬ص‪.295‬‬

‫‪87‬‬
‫الفصل الثاني‪ ................................................:‬األيكوسياحة كأداة فعالة لتحقيق التنمية المحلية‬

‫وغَت ذلك؛ بل إف اؼبشاركة تعترب درجة إحساس الناس دبشكالهتم احمللية‪ ،‬ونوع استجابتهم غبل ىذه اؼبشكالت”‪،1‬‬
‫وعلى الرغم من قدـ ىذا اؼبفهوـ‪ ،‬فقد انتشر يف العقود القليلة اؼباضية‪ ،‬سواء يف اؼبناقشات األكاديبية للسياسات أو يف‬
‫الربامج السياسية الفعلية للجماعات واألحزاب‪ ،‬وىناؾ من ينظر إذل اؼبشاركة باعتبارىا إسًتاتيجية تربوية وعالجية‪ ،‬ومن‬
‫أشهر فبثلي ىذه النظرة "" موري روس"" حيث يرى أف تنظيم اجملتمع وسيلة ؼبساعدة الناس على حل مشكالهتم ومن مث‬
‫فاؼبشاركة اسًتاتيجية لتنمية الكوادر اليت تقوـ على مبدأ الطواعية يف التنظيمات أو اعبماعات داخل اجملتمع‪ ،‬إذ أف عملية‬
‫اؼبشاركة من أكثر القضايا التنظيمية يف صنع القرار‪ ،‬ومن مث تؤدي إذل مزيد من التجسيد الفعلي ؼببادئ الديبقراطية‪،‬‬
‫وىناؾ من يرى أف عملية اؼبشاركة ما ىي إال نتيجة للثورات والسخط العاـ وعدـ الرضا‪ ،‬ومن مث فهي دبثابة حل جزئي‬
‫‪2‬‬
‫ؽبذه التوترات‪.‬‬
‫وزبتلف أساليب اؼبشاركة الشعبية باختالؼ أشكاؿ اؼبسانبة اليت يقوـ هبا األفراد حبيث ربدد األعماؿ اليت‬
‫‪3‬‬
‫يقوموف هبا ويبكن أف ربدث اؼبشاركة الشعبية بعدة طرؽ وأساليب أنبها‪:‬‬
‫‪-0‬المشاركة المباشرة‪ :‬يبكن تعريفها بأهنا مشاركة ـبتلف فئات الشعب أو ىيئات أو صباعات منتظمة للسلطات‬
‫أشكاال عدة أىم ىذه‬
‫ً‬ ‫اغبكومية يف كل ما يتعلق بالعملية التنموية أو يف مراحل منها‪ ،‬ويأخذ ىذا النوع من اؼبشاركة‬
‫األشكاؿ‪:‬‬
‫‪ ‬استشارة األىارل واجملموعات اؼبستهدفة من خالؿ االجتماعات واؼبقابالت واؼبؤسبرات العامة؛‬
‫‪ ‬الالمركزية اإلدارية واليت تتمثل يف إهباد مؤسسات وىيئات زبطيط على اؼبستوي اإلداري؛‬
‫وخصوصا ما يتعلق منها بربامج االعتماد على النفس واؽبيئات التطوعية؛‬
‫ً‬ ‫‪ ‬برامج تنمية اجملتمع احمللي‬
‫‪ ‬وسائل اإلعالـ اؼبختلفة؛‬
‫‪ ‬االستبياف والدراسات اؼبختلفة؛‬
‫‪ ‬االستفتاء العاـ حوؿ قضية أو قضايا معينة‪.‬‬
‫‪-2‬المشاركة غير المباشرة‪ :‬ربدث بواسطة أشخاص ؿبددين وبتكليف من جهات معينة أو بدوافع ذاتية‪ .‬ويلعب‬
‫اؼبواطن داخل اجملتمع أدوار كثَتة ‪ ،‬فتارة مستهلك وتارة أخرى ناخب مقرر ؼبن يبثلو يف اغبياة السياسية‪ ،‬مرة دافع للضريبة‬
‫مقابل اػبدمات اليت يتلقاىا‪ ،‬ومرة يلعب دور الزبوف ويف األخَت فمواطن يعترب اؼبستعمل واؼبستفيد من نتائج السياسة‬

‫‪1‬ؿبمد سعيد اغبليب‪ ،‬دور القطاع األىلي في اقتصاد السوق االجتماعي‪ ،‬صبعية العلوـ االقتصادية السورية‪،‬سوريا‪ ،2005 ،‬ص‪،‬ص‪. 9،8‬‬
‫‪2‬‬
‫إحساف حفظي‪ ،‬علم اجتماع التنمية‪ ،‬دار اؼبعرفة اعبامعية‪ ،‬مصر‪ ،2004 ،‬ص‪-‬ص ‪.418 -416‬‬
‫‪3‬طارؽ بركات‪ ،‬تفعيل دور المشاركة الشعبية والتمكين المستدام في التنمية المحلية‪ ،‬ؾبلة تشرين للبحوث والدراسات العلمية‪ ،‬اجمللد‪ ،26‬العدد‪، 5‬‬
‫‪ ،2014‬ص‪.70‬‬

‫‪88‬‬
‫الفصل الثاني‪ ................................................:‬األيكوسياحة كأداة فعالة لتحقيق التنمية المحلية‬

‫العامة اليت تقرىا اغبكومة‪ .‬أي دعم اعبهود اؼببذولة من قبل األفراد واألىارل أنفسهم للنهوض بالتنمية وربسُت مستوى‬
‫معيشتهم والرقي بنوعية حياهتم ودلك عن طريق‪:‬‬
‫‪ ‬تنظيم آلية موحدة للمشاركة الشعبية يف التنمية على مستوى الوحدات احمللية دبشاركة اجملالس الشعبية والقيادات‬
‫التنفيذية؛‬
‫‪ ‬تشجيع اؼببادرات الشعبية من خالؿ آليات اؼبشاركة الشعبية احمللية واإلسهاـ يف التكاليف االستثمارية للمشروعات وفق‬
‫األولويات واالحتياجات اعبماىَتية؛‬
‫‪ ‬تشجيع منظمات اجملتمع اؼبدشل كاعبمعيات للقياـ دبهاـ إدارة وتشغيل وصيانة مشروعات اػبدمات العامة بالوحدات‬
‫احمللية كأعماؿ النظافة مثال ربت إشراؼ اعبهات الرظبية؛‬
‫‪ ‬التدريب اؼبستمر للقيادات الشعبية احمللية بكافة مستوياهتا وفئاهتا لالرتقاء بقدراهتم على القياـ دبهامهم يف اؼبشاركة‬
‫الشعبية وتشجيع فرص تبادؿ اػبربات التنموية ومباذج اؼبشاركة فيما بُت القيادات الشعبية؛‬
‫‪ ‬تكثيف سياسة االتصاؿ مع اؼبواطنُت وإ شراكهم يف القرار احمللي‪ ،‬كما هبب أف سبنح اعبماعات احمللية إمكانيات حقيقية‬
‫‪1‬‬
‫الستعماؿ قدراهتا واحتياطاهتا وإمكانيات اؼبواطنُت قصد إشراكهم يف األعماؿ التنموية‪.‬‬
‫غَت أنو توجد يف كل ؾبتمع ؾبموعة من التحديات اليت تعيق الشراكة الفعالة اليت من شأهنا أف تؤدي إرل التنمية‬
‫اغبقيقة والفعلية للمجتمع احمللي‪ ،‬وتتعدد أسباب العزوؼ عن اؼبشاركة‪ ،‬سواء كانت أسباب سياسية أو اجتماعية أو‬
‫اقتصادية‪ ،‬واليت ترتبط باؼبشاركُت أنفسهم أو باؼبنظمات واؽبيئات اليت تنظم حركة اؼبشاركة يف اجملتمع وتصنف ىذه‬
‫التحديات كما يلي‪:‬‬
‫أ‪-‬تحديات مرتبطة بطبيعة المشروعات التنموية نفسها‪ :‬كأف تكوف ىذه اؼبشروعات يف بعض األحياف غَت متوافقة مع‬
‫ميوؿ واحتياجات بعض فئات اجملتمع مثل الشباب وكبار السن‪ ،‬أو أف يكوف ىناؾ صعوبة يف اغبصوؿ على اػبدمات‬
‫واالستفادة من اؼبشروعات اؼبقًتحة فبا يؤدي غالبًا إرل عدـ ذباوهبم وارتياهبم من اؼبشاركة فبا ينعكس سلبا على قباحها‪.‬‬
‫كما أف عدـ إشراؾ األفراد احملليُت يف كل خطوات اؼبشروع منذ مرحلة الدراسة والتنفيذ وانتهاء دبرحلة اؼبتابعة والتقييم‪،‬‬
‫إضافة إرل بعد اؼبشروعات عن اؼبناطق السكنية هبعلها خارج دائرة اىتمامهم ويزيد يف عدـ االىتماـ والعزوؼ عن‬
‫‪2‬‬
‫اؼبشاركة‪.‬‬

‫‪1‬بومدين طامشة‪ ،‬الحكم الراشد ومشكلة بناء قدرات اإلدارة المحلية في الجزائر‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬زبصص تنظيم سياسي وإداري كلية العلوـ السياسية‬
‫واإلعالـ‪ ،‬قسم العلوـ السياسية والعالقات الدولية‪ ،‬جامعة اعبزائر‪ ،2007 ،‬ص ‪.45‬‬
‫‪2‬عثماف غنيم‪ ،‬التخطيط أسس ومبادئ عامة‪ ،‬دار صفاء للنشر والتوزيع ‪،‬األردف‪ ،2001 ،‬ص‪.179‬‬

‫‪89‬‬
‫الفصل الثاني‪ ................................................:‬األيكوسياحة كأداة فعالة لتحقيق التنمية المحلية‬

‫ب‪-‬تحديات مرتبطة باألفراد المحليين‪ :‬إف ارتفاع نسبة اعبهل واألمية بُت األفراد احملليُت ونقص الوعي االجتماعي‬
‫والسياسي لديهم‪ ،‬يعترب من أىم اؼبعوقات اليت تواجو اؼبشاركة‪ ،‬إضافة إرل فقداف األفراد احملليُت الثقة باؼبسئولُت عن‬
‫اؼبشروعات التنموية‪ ،‬فبا يصرفهم كثَتا عن اؼبشاركة بانتظاـ‪ ،‬كما أف نقص أو عدـ ربمس األفراد كبو بعض اؼبشروعات‬
‫‪1‬‬
‫العتقادىم بأهنا غَت مناسبة‪ ،‬يفقدىم الدافع ويعودىم االتكاؿ علي الدولة‪.‬‬
‫ج‪-‬تحديات مرتبطة بالنظام اإلداري‪ :‬حيث ترتبط مشاركة اؼبواطنُت باؼبركزية والالمركزية اإلدارية فالدوؿ اليت تتبع اؼبركزية‬
‫يف التخطيط لسياستها العامة االقتصادية واالجتماعية أو تنفيذ الربامج واؼبشروعات تغلق الطريق أماـ اؼبشاركة الشعبية‬
‫والعكس‪.‬‬
‫د‪-‬تحديات مرتبطة بالمشاركة الشعبية نفسها‪ :‬إف اؼبشاركة نفسها تساىم يف توليد الصراعات واػبالفات بُت اؼبواطنُت‬
‫من جهة واػبربا ء والفنيُت يف ىيئات الوحدات احمللية من جهة أخري حوؿ سلطة ازباذ القرار‪ ،‬حيث يعتمد اػبرباء ألهنم‬
‫اؼبسئولوف عن ازباذ القرار يف ىيئاهتم‪ ،‬يف حُت يعتقد اؼبواطنوف أهنم األقدر على ربديد أولويات حاجاهتم‪ ،‬كما أف‬
‫‪2‬‬
‫مشكلة اختالؼ حاجات اؼبواطنُت باختالؼ فئاهتم وطبقاهتم قد تكوف مشكلة أماـ ترتيب اغبلوؿ للمشاكل احمللية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬التمويل المحلي‬
‫يعترب التمويل احمللي من الضروريات الالزمة واألساسية لقياـ التنمية احمللية‪ ،‬حيث تتطلب ىذه األخَتة تعبئة أكرب‬
‫قدر فبكن من اؼبوارد اؼبالية احمللية‪ ،‬ويعرؼ التمويل احمللي بأنو كل اؼبوارد اؼبالية اؼبتاحة واليت يبكن توفَتىا من مصادر‬
‫ـبتلفة لتمويل التنمية احمللية بالصورة اليت ربقق أكرب معدالت لتلك التنمية عرب الزمن‪ ،‬وتعظم استقاللية احملليات عن‬
‫‪3‬‬
‫اغبكومة اؼبركزية يف ربقيق التنمية احمللية اؼبنشودة‪.‬‬
‫ولتنمية اؼبوارد اؼبالية فإنو هبب توسيع سلطات الوحدات احمللية يف اغبصوؿ على إيراداهتا الذاتية‪ ،‬وأف يكوف لكل‬
‫منها موازنة مستقلة‪ ،‬يتم إعدادىا على اؼبستوى احمللي‪ ،‬حبيث يتم ترشيد اإلنفاؽ العاـ‪ ،‬وتطوير القدرات الفنية واإلدارية‬
‫للعاملُت‪ ،‬وإعداد الدراسات الفنية واالقتصادية وهتيئة اؼبناخ اؼبناسب لالستثمار‪ ،‬وتنظيم اعبهود الذاتية اػباصة باألفراد‬
‫والقطاع اػباص‪ ،‬ودعم الالمركزية اؼبالية من خالؿ توسيع صالحيات الوحدات احمللية يف فرض الضرائب والرسوـ يف إطار‬
‫‪4‬‬
‫ضوابط مركزية‪.‬‬

‫‪1‬مناؿ سعيد قرارة‪ ،‬آليات تفعيل الوعي والمشاركة الشعبية في التخطيط العمراني في الضفة الغربية‪ ،‬رسالة ماجستَت ‪،‬كلية الدراسات العليا ‪ ،‬جامعة النجاح‬
‫الوطنية‪ ،‬فلسطُت‪ ،2004 ،‬ص‪. 147‬‬
‫‪ 2‬عثماف غنيم‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.179‬‬
‫‪3‬عبد اؼبطلب عبد اغبميد‪ ،‬التمويل المحلي والتنمية المحلية ‪ ،‬الدار اعبامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2001 ،‬ص‪.22‬‬
‫‪4‬تمويل المحليات‪ ،‬مركز دراسات و استشارات اإلدارة العامة‪ ،‬القاىرة‪ ،‬متوفر على الرابط‪http://www.Parcegypt.com.‬‬

‫‪90‬‬
‫الفصل الثاني‪ ................................................:‬األيكوسياحة كأداة فعالة لتحقيق التنمية المحلية‬

‫‪1‬‬
‫غَت أنو ينبغي أف تتوفر يف التمويل احمللي شروط يبكن إهبازىا فيما يلي‪:‬‬
‫أ‪-‬ذاتية المورد‪ :‬أي أف تستقل الوحدة احمللية بسلطة تقدير اؼبورد احمللي من حيث تأسيسو وربصيلو وىي ما تسمى‬
‫باؼبوارد الذاتية اؼبطلقة سبيزا عن اؼبوارد الذاتية النسبية واؼبوارد اػبارجية‪ .‬لكن اؼبشرع اعبزائري ال يسمح للوحدات اإلدارية‬
‫ومنها البلدية بتأسيس ضريبة ؿبلية بل تركها للقا نوف ربقيقا ؼببدأ العدالة ووحدة الضريبة وىذا يتناىف مع حرية ربديد‬
‫‪2‬‬
‫الضريبة وربصيلها من طرؼ ىذه اؽبيئات‪.‬‬
‫ب‪-‬محلية المورد‪ :‬أي أف يكوف وعاء اؼبورد بالكامل يف نطاؽ الوحدة احمللية اليت تستفيد من حصيلتو وأف يكوف متميزا‬
‫بالقدر الكايف عن أوعية الضرائب اؼبركزية مثال الضريبة احمللية على العقارات‪.‬‬
‫ج‪-‬سهولة إدارة المورد‪ :‬أي أف تكوف تكلفة ربصيل اؼبورد أقل قيمة فبكنة‪ ،‬وكذلك سهولة تقدير الوعاء اػباضع‬
‫للضريبة‪.‬‬
‫د‪-‬مرونة المورد‪ :‬أي يبكن الزيادة فيو حسب اغباجة من حيث مبالغو اؼبالية أو أنواعو‪ ،‬وىذا ما يزيد من نفقات‬
‫الوحدات احمللية‪.‬‬
‫ه‪-‬كفاية المورد واتساعو‪ :‬أي أف يكوف كافيا لتغطية احتياجات اعبماعات احمللية لتتمكن من تلبية اغباجات العامة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬الالمركزية السياسية واإلدارية والمالية‬
‫يعرؼ فقهاء القانوف اإلداري الالمركزية بأهنا‪":‬ربويل جزء من وظائف الدولة إما بطريقة التفويض إذل وحدات‬
‫اعبهاز اإلداري أو بطريقة النقل إذل ىيئات مستقلة قانونا‪ ،‬والذي قد يشمل وظائف الدولة الثالث وقد يقتصر على‬
‫الوظيفة التنفيذية أو اإلدارية فقط"‪ ،3‬ويقتضي التشابك الذي وبيط هبذا اؼبفهوـ توضيح مفهوـ كل من الالمركزية‬
‫السياسية والالمركزية اإلدارية‪ .‬فالالمركزية السياسية تعٍت توزيع الوظائف اغبكومية اؼبختلفة التشريعية والتنفيذية والقضائية‬
‫بُت اغبكومة اؼبركزية واغبكومات احمللية‪ .‬يف حُت تعٍت الالمركزية اإلدارية حسب عالء الدين عشي" بأهنا نظاـ يقوـ على‬
‫أساس توزيع الوظيفة اإلدارية بُت اعبهات اغبكومية اؼبركزية يف العاصمة‪ ،‬وبُت أشخاص اإلدارة احمللية يف األقاليم وسبتع‬
‫ىؤالء األشخاص بالشخصية االعتبارية اؼبستقلة‪ ،‬مع خضوعها لرقابة اغبكومة اؼبركزية"‪.‬‬

‫‪1‬وىيبة بن ناصر‪ ،‬التمويل المحلي ودوره في عملية التنمية المحلية‪ ،‬ؾبلة البحوث والدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬اجمللد‪ ،2‬العدد‪ ،3‬كلية اغبقوؽ والعلوـ‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة البليدة‪ ،2‬ص‪.91‬‬
‫دور اإلدارة المحلية والبلديات في إعادة صياغة الدولة‪ ،‬منشورات اؼبنظمة العربية للتنمية اإلدارية‪ ،‬مصر‪ ،2009 ،‬ص‪.60‬‬ ‫‪2‬ظبَت ؿبمد عبد الوىاب‪،‬‬
‫‪3‬عبد اؼبطلب غازل وآخروف‪ ،‬اإلصالح المؤسسي بين المركزية والالمركزية‪ ،‬مركز دراسات واستشارات اإلدارة العامة‪ ،‬القاىرة‪ ،2001 ،‬ص‪.19‬‬

‫‪91‬‬
‫الفصل الثاني‪ ................................................:‬األيكوسياحة كأداة فعالة لتحقيق التنمية المحلية‬

‫ويف ىذا اؼبقاـ يفرؽ عالء الدين عشي"بُت مفهوـ الالمركزية اإلدارية وبُت مفهوـ الالمركزية السياسية‪ ،‬حيث‬
‫يقوؿ يف ىذا السياؽ إف اؼبقصود بالالمركزية اإلدارية ال هبب أف ينصرؼ إذل مفهوـ الالمركزية السياسية اليت تعد أسلوبا‬
‫‪1‬‬
‫من أساليب التنظيم الدستوري للسلطة وبالتارل فالفرؽ بينهما كبَت من حيث الطبيعة واؼبضموف‪.‬‬
‫يف حُت يرى عمار بوضياؼ أف "الالمركزية اإلدارية ىي توزيع الوظائف اإلدارية بُت اغبكومة اؼبركزية يف‬
‫العاصمة‪ ،‬وبُت ىيأت ؿبلية أو مصلحيو مستقلة‪ ،‬كما يرى أف لالمركزية اإلدارية جانبُت‪ ،‬جانب سياسي يتمثل يف سبكُت‬
‫األجهزة احمللية اؼبنتخبة من قبل الشعب يف تسيَت شؤوهنا فبا وبقق مبدأ الديبقراطية‪ ،‬وجانب قانوشل يتجسد يف توزيع‬
‫الوظيفة اإلدارية يف الدولة بُت األجهزة اؼبركزية واؽبيأة اؼبستقلة ذات الطابع اؼبرفقي أو اؼبصلحي‪ ،‬األمر الذي من شأنو أف‬
‫‪2‬‬
‫يقرب اإلدارة أكثر من اؼبواطن‪.‬‬
‫وعليو فإف عنصر الالمركزية وبظى بأنبية بالغة يف عملية التنمية‪ ،‬وذلك ؼبا يوفره ىذا العنصر من امتيازات ألفراد‬
‫اجملتمع احمللي من اؼبشاركة يف القرارات وربديد احتياجاتو ورفع انشغاالتو من خالؿ فبثليو يف اجملالس اؼبنتخبة‪ ،‬ومنظمات‬
‫‪3‬‬
‫اجملتمع اؼبدشل‪ ،‬فبا يسهل على السلطات اؼبركزية ربديد أولويات اؼبشاريع التنموية واليت زبتلف من منطقة إذل أخرى‪.‬‬
‫وباإلضافة إذل ذلك‪ ،‬فإف تطبيق الالمركزية اؼبالية ي هدؼ إذل إعطاء احملليات (اعبماعات احمللية) اؼبرونة الكافية يف‬
‫توزيع استثماراهتا اؼبخصصة لكل منطقة على األنشطة واؼبشروعات االستثمارية الالزمة ػبطة التنمية االقتصادية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬وفقا ألولوياهتا واحتياجاهتا الفعلية ودبا يتفق مع ظروؼ وإمكانيات كل منطقة‪ ،‬ويكوف تفعيل الالمركزية‬
‫بازباذ اإلجراءات التالية‪:‬‬
‫أ‪ -‬إتباع أسلوب المركزية القرار يف ظل مركزية السياسات؛‬
‫ب‪-‬العمل على تدعيم التمويل الذايت لوحدات اإلدارة احمللية؛‬
‫ج‪ -‬البحث عن إعداد تعديالت جذرية يف قانوف اإلدارة احمللية دبا وبقق طموحات اجملتمعات احمللية كبو الالمركزية‪ ،‬مع‬
‫إعطاء صالحيات أوسع لرؤساء اجملالس الشعبية‪ ،‬دبا يؤكد اقًتاب سلطة القرار من اؼبواطن صاحب اغباجة أو اؼبصلحة‬
‫ويرفع من كفاءة اإلدارة احمللية يف ربمل مسؤولياهتا اذباه اؼبواطن‪.‬‬
‫د‪-‬تفعيل سياسة التنمية الحضرية والريفية‪ :‬نشَت إذل أف سياسات التنمية اغبضرية تشمل إقامة مدف وؾبتمعات عمرانية‬
‫جديدة باؼبناطق الصحراوية وتنمية اؼبدف اغبضرية لالرتقاء هبا وربسُت مستوى معيشة األفراد هبا من خالؿ إتباع‬

‫‪1‬عالء الدين عشي‪ ،‬مدخل القانون اإلداري التنظيم اإلداري‪ ،‬اعبزء األوؿ‪ ،‬دار اؽبدى للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬اعبزائر‪ ،2009 ،‬ص‪،‬ص‪.57،56‬‬
‫‪2‬عمار بوضياؼ‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري‪ ،‬ط‪ ،2‬جسور للنشر والتوزيع‪ ،‬اعبزائر‪ ،2007 ،‬ص‪170‬‬
‫‪3‬سي فضيل اغباج وآخروف‪ ،‬إشكالية التنمية المحلية المقومات والمعوقات‪ ،‬اجمللة اعبزائرية لالقتصاد واإلدارة‪ ،‬العدد ‪ ،09‬جامعة مصطفى اسطمبورل‪،‬‬
‫معسكر‪ ،‬جانفي ‪ ،2017‬ص‪.167‬‬

‫‪92‬‬
‫الفصل الثاني‪ ................................................:‬األيكوسياحة كأداة فعالة لتحقيق التنمية المحلية‬

‫إسًتاتيجية االنتشار اؼبركز لتحقيق االستفادة القصوى من موارد التنمية اؼبتاحة يف اغبيز اؼبأىوؿ حاليا كمرحلة أوذل مث‬
‫‪1‬‬
‫اػبروج إذل الصحراء يف اؼبرحلة الثانية‪ ،‬أما أبعاد التنمية الريفية اؼبتكاملة فتتمثل يف األيت‪:‬‬
‫‪ ‬تنويع مصادر الدخل يف اؼبناطق الريفية‪ ،‬حبيث يتم تدبَت فرص عمل ذات مردود مادي يف مشروعات وأنشطة متنوعة‬
‫جبانب النشاط الزراعي الرئيسي؛‬
‫‪ ‬استغالؿ الطاقات البشرية خاصة اؼبرأة الريفية وفئة الشباب يف إقامة مشروعات صغَتة تتوافق وإمكانيات اجملتمع الريفي‪،‬‬
‫من أجل دفع عجلة التنمية؛‬
‫‪ ‬مد شبكات اؼبرافق العامة إذل اؼبناطق الصحراوية والتجمعات الريفية‪.‬‬
‫ه‪-‬رفع كفاءة إدارة المجتمع المحلي‪ :‬من خالؿ تيسَت اإلجراءات اغبكومية وتبسيطها (اغبكومة االليكًتونية ؿبليا)‪،2‬‬
‫من أجل ربقيق الشفافية واؼبصداقية وتوفَت اػبدمات للمواطن يف سهولة ويسر وكذا تطوير نظاـ ربصيل الضرائب من‬
‫أجل زيادة موارد البلديات إضافة إذل‪:‬‬
‫‪ ‬تشجيع مبادرات البلديات يف تبٍت مباذج متميزة يف العمل واإلقباز التنموي (كمبادرة ؿبو األمية ومبادرة تنظيم‬
‫األسرة‪.............‬الػ ػػخ)؛‬
‫‪ ‬حبث إمكانية إصدار تقارير التنمية البشرية للوحدات احمللية يف إطار منظومة تنموية شاملة تًتجم إذل خطة إمبائية‬
‫متكاملة تدعيما لنظاـ الالمركزية‪.‬‬
‫و‪-‬دور الجهات الحكومية‪ :‬اؼبتمثلة خاصة يف توفَت ـبتلف اػبدمات واؼبشروعات اؼبتعلقة بالتنمية احمللية وإعطاء الدعم‬
‫الكايف وتشجيع اؼببادرات الفردية وتفعيل اؼبشاركة وتشجيع االستثمار احمللي والذي يهدؼ إذل تراكم الثروات وخلق فرص‬
‫أكثر من مناصب العمل‪ ،‬ذبدر اإلشارة إذل أف ذبربة االستثمار اؼبارل للجماعات احمللية دل تطبق باعبزائر بسبب نقص‬
‫اػبربات يف ىذا اؼبيداف‪ ،‬وقد جاء قانوف االستثمار ‪ 12-93‬دبا يػُ َفعل ىذا اجملاؿ حيث أعطى لالستثمار احمللي دورا ىاما‬
‫يف ربقيق التنمية احمللية ويتجلى ذلك من خالؿ إنشاء ىيأة ـبتصة مثل عبنة اؼبساعدة من أجل ترقية وربديد االستثمارات‬
‫على اؼبستوى احمللي والوكالة الوطنية لًتقية االستثمارات على اؼبستوى الوطٍت وتقوـ دبا يلي‪:‬‬
‫‪ ‬تشجيع ومساعدة اؼبستثمرين يف تنفيذ مشاريعهم االستثمارية؛‬
‫‪ ‬ضماف ترقية االستثمارات؛‬

‫‪1‬ؿبمد نصر مهنا‪ ،‬أساليب ووسائل تقوية األجهزة المحلية‪ ،‬اؼبنظمة العربية للتنمية اإلدارية‪ ،‬القاىرة‪ ،2008 ،‬ص‪.95‬‬
‫‪2‬ندير عبد الرزاؽ‪ ،‬قرواي اضبد الصغَت‪ ،‬مداخلة بعنواف‪ :‬دور الحكومة االلكترونية في تحقيق األداء الحكومي‪ ،‬اؼبؤسبر الدورل حوؿ‪ :‬األداء اؼبتميز للمنظمات‬
‫واغبكومات‪ ،‬جامعة ورقلة‪ ،‬اعبزائر‪ 09-08 ،‬مارس ‪ ،2005‬ص‪. 147‬‬

‫‪93‬‬
‫الفصل الثاني‪ ................................................:‬األيكوسياحة كأداة فعالة لتحقيق التنمية المحلية‬

‫‪ ‬توفَت وإحاطة اؼبستثمرين دبختلف اؼبعلومات الضرورية‪ ،‬االقتصادية‪ ،‬التقنية‪ ،‬التشريعية‪ ،‬التنظيمية‪ ،‬واؼبتعلقة دبجاؿ‬
‫استثماراهتم وطرؽ استفادهتم من التسهيالت اؼبتوفرة؛‬
‫‪ ‬ربديد اؼبشاريع اليت تعود بالفائدة على االقتصاد الوطٍت أو احمللي ويعد االستثمار احمللي أحد دعائم التنمية احمللية؛‬
‫المطلب الثالث‪ :‬معوقات التنمية المحلية‬
‫تعد التنمية احمللية أحد أقبع السياسات واالسًتاتيجيات اؼبنتهجة غبل اؼبشاكل اليت تعاشل منها اجملتمعات احمللية‪،‬‬
‫كما ينظر إليها كوسيلة فعالة لتحقيق التكامل والتقارب بُت األقاليم الريفية واغبضرية‪ ،‬غَت أف ىناؾ الكثَت من اؼبعوقات‬
‫اليت تقوض ربقيق ىذه األىداؼ‪ ،‬وتعرقل مسار التنمية احمللية‪ ،‬واليت يبكن إهبازىا فيما يلي‪:‬‬
‫أوال‪-‬المعوقات االقتصادية‪ :‬إف أكرب مشكل يعًتض طريق التنمية احمللية ىو مشكل التمويل احمللى حيث قبد أف ىناؾ‬
‫نقص كبَت يف مصادر التمويل احمللية الداخلية من خالؿ تعدد الضرائب والرسوـ اعببائية وصعوبة ربصيلها بسبب التهرب‬
‫الضرييب ونقص الرقابة واؼبعلومات االقتصادية‪ ،‬مقارنة بتنوع وتعدد النفقات وكذا النقائص اليت تعرفها أنظمة اؼبالية احمللية‪،‬‬
‫وىذا ما يدفع إرل االعتماد على القروض واإلعانات اؼبشروطة‪ ،‬ىذا باإلضافة إرل مشكل التحوالت االقتصادية وما‬
‫يًتتب عنو من سياسات اقتصادية تعود بآثار مباشرة وغَت مباشرة على وضعية أفراد اجملتمع احمللي كارتفاع معدالت الفقر‬
‫وتدشل مستوي اؼبعيشة والتضخم والبطالة والتضخم السكاشل غَت الرشيد وتدىور األحواؿ اؼبعيشية يف اؼبناطق العشوائية‬
‫وتزايد الطلب على اؼبوارد واػبدمات الصحية واالجتماعية وما ينجم عنو من تدىور لقاعدة اؼبوارد الطبيعية واستمرار‬
‫‪1‬‬
‫استنزافها لدعم أمباط اإلنتاج واالستهالؾ اغبالية فبا يزيد يف نضوب قاعدة اؼبوارد الطبيعية وإعاقة ربقيق التنمية احمللية‪.‬‬
‫القيمي دورا فعاال يف تطوير ؾباؿ التنمية احمللية‪ ،‬كما أف البفاض مستوياتو‬
‫ّ‬ ‫ثانيا‪-‬المعوقات القيمية‪ :‬يلعب النسق‬
‫ينعكس سلبا عليها باعتباره نسقا ؿبوريا يف توجيو السلوؾ والدوافع واالقباز كبو الفعل االجتماعي احمللي اؼبوجو للتنمية‬
‫احمللية‪ ،‬وكذا األنبية البالغة اليت تلعبها القيم يف تكوين البناء االجتماعي واالقتصادي يف اجملتمعات احمللية‪ ،‬وذلك ألف‬
‫القيم ترتبط بالركيزة األساسية للتنمية احمللية وىو الفرد‪ ،‬حيث يصنف " علي كاشف" القيم واؼبعايَت اؼبعوقة للتنمية يف‬
‫‪2‬‬
‫اجملتمع احمللي كاآليت‪:‬‬
‫‪ ‬االنعزالية وصور الالمباالة واالعتماد على الغَت؛‬
‫‪ ‬عدـ تقدير قيمة العمل؛‬

‫‪1‬مشري ؿبمد الناصر‪ ،‬دور المؤسسات المتوسطة والصغيرة والمصغرة في تحقيق التنمية المحلية المستدامة‪ ،‬رسالة ماجستَت يف العلوـ االقتصادية‪ ،‬كلية‬
‫العلوـ االقتصادية التجارية وعلوـ التسيَت‪ ،‬جامعة فرحات عباس‪ ،‬سطيف‪ ،1‬اعبزائر‪ ،2011 ،‬ص‪ .78‬بتصرؼ‬
‫االجتماعية المفاىيم والقضايا‪ ،‬الدار اعبامعية‪ ،‬مصر‪ ،2007 ،‬ص‪. 17‬‬ ‫‪2‬علي الكاشف‪ ،‬التنمية‬

‫‪94‬‬
‫الفصل الثاني‪ ................................................:‬األيكوسياحة كأداة فعالة لتحقيق التنمية المحلية‬

‫‪ ‬ازدراء العمل اليدوي؛‬


‫‪ ‬عدـ تقدير قيمة العمل والزمن‪.‬‬
‫ثالثا‪-‬المعوقات الثقافية‪ :‬تعترب اؼبعوقات الثقافية من بُت أىم التحديات اليت تواجهها اجملتمعات احمللية‪ ،‬فغالبا ما يكوف‬
‫سبب فشل معظم اؼبشروعات يف اجملتمعات احمللية ىو جهل الباحثُت لثقافة وخصوصيات ذلك اجملتمع أو اؼبنطقة‪ ،‬فما‬
‫يصلح يف ؾبتمع ما أو جهة ما أو منطقة ليس بالضرورة يصلح يف ؾبتمع أخر ىبتلف عنو‪ ،‬خاصة إذا كانت تلك اؼبشاريع‬
‫‪1‬‬
‫مستوردة من ؾبتمعات زبتلف من حيث اؼبستوى الثقايف والظروؼ احمليطة هبا واؼبتغَتات اؼبتحكمة هبا‪.‬‬
‫كما يعد اؽبيكل السكاشل يف اجملتمع احمللي والًتكيبة االجتماعية اؼبكونة لو كأحد العوامل اؼبؤثرة يف التنمية احمللية‪،‬‬
‫فضال عن عوامل أخرى تتمثل يف اؼبتغَت الديبوغرايف وما ينتج عنو من تفاقم مشكلة البطالة واختالؿ التوازف السكاشل‪.‬‬
‫ويبكن القوؿ أف نسق اؼبعتقدات واألفكار وبوي قدر كبَتا من معوقات التنمية يف اجملتمعات احمللية اؼبتخلفة‪،‬‬
‫فنسق اؼبعتقدات يرتبط بطبيعة اإلنساف‪ ،‬مزاجو وعاؼبو‪ ،‬وإطاره اؼبرجعي احمللي‪ ،‬وطبيعة ىذه اؼبعتقدات تقف سلبا اذباه‬
‫التغَت‪ ،‬فعادة ال تقبل ىذه اؼبعتقدات الرضوخ للتجديدات أو التحديث بطريقة سهلة‪ .‬واؼبعتقدات ىي اليت يطلق عليها‬
‫القوى اػبارقة وىي على مبط أو شكل اؼبعتقدات واالذباىات اليت تنبع من األنساؽ الدينية واألعراؼ والعادات والتقاليد‬
‫‪2‬‬
‫السائدة يف صباعة من اعبماعات‪ ،‬وىي سبثل معيقا من معوقات التنمية االجتماعية احمللية عند الرغبة يف إحداث التغَت‪.‬‬
‫إف اؼبوروث الثقايف ألي ؾبتمع ىو إذا ما توارثتو األجياؿ عرب فًتات زمنية طويلة وىو دبثابة كنز ثقايف وجب‬
‫اغبفاظ عليو وتكييف اػبطط التنموية معو‪ ،‬دبعٌت أنو هبب أف تبٌت ىذه اػبطط وفق ثقافة اجملتمعات احمللية‪ ،‬حىت يتسٌت‬
‫‪3‬‬
‫للمجتمع بكل فئاتو اؼبشاركة فيها‪ ،‬حيث يتوقف قباح التنمية احمللية على مدى قبوؽبا من قبلو‪ ،‬ويتم ذلك من خالؿ‪:‬‬
‫‪ ‬تغيَت اؼبفاىيم اػباطئة عن الثقافة والتنمية احمللية بوصفها مفاىيم متكاملة وليست متنافرة؛‬
‫‪ ‬توجيو أنظار اؼبؤسسات واؼبسئولُت إذل البعد الثقايف كأساس اسًتاتيجي يف كل مشروع تنموي؛‬
‫‪ ‬إ شراؾ وسائل اإلعالـ يف أي مشروع ثقايف تنموي باعتبار أف إعالـ الفرد وتعريفو باؼبشاريع التنموية اؼبقررة يؤدي بو إذل‬
‫اؼبسانبة فيها ويشعره أنو شريك يف العملية؛‬

‫‪1‬فادية عمر اعبوالشل‪ ،‬تغير االتجاىات والتكيف السلوكي في المجتمع المحلي‪ ،‬ط‪ ،1‬اؼبكتبة اؼبصرية‪ ،‬مصر‪ ،2009 ،‬ص‪.118‬‬
‫‪2‬فاروؽ كووبل‪ ،‬أضبد درديش‪ ،‬التنمية المحلية بين المعيقات االجتماعية والمعيقات السوسيو ثقافية‪ ،‬ؾبلة دراسات يف التنمية واجملتمع‪ ،‬اجمللد‪ ،5‬العدد‪،1‬‬
‫جامعة الشلف‪ ،‬اعبزائر‪ ،2017 ،‬ص‪.122‬‬
‫‪3‬بوصبعة عمار‪ ،‬مهدي السعيد‪ ،‬مداخلة بعنواف‪ :‬المعوقات الثقافية للتنمية االقتصادية بالمجتمع الجزائري‪ ،‬اؼبلتقى الدورل األوؿ حوؿ اؼبقومات الثقافية‬
‫للتنمية يف اعبزائر‪ ،‬جامعة الشلف‪ ،‬اعبزائر‪ 25/24 ،‬نوفمرب ‪ ،2015‬ص‪.11‬‬

‫‪95‬‬
‫الفصل الثاني‪ ................................................:‬األيكوسياحة كأداة فعالة لتحقيق التنمية المحلية‬

‫‪ ‬إعداد األفراد نفسيا وثقافيا لتقبل الربامج واؼبسانبة فيها‪ ،‬خاصة وأف عملية التنمية تعترب اؼبشاركة الشعبية عنصر‬
‫أساسي فيها؛‬
‫‪ ‬تغيَت نظرة األفراد حوؿ أي مشروع تنموي العتباره مصدر منفعة عامة وليس مصدر ثروة فقط تنتهي عالقتهم بو‬
‫دبجرد اغبصوؿ على اؼبقابل اؼبادي‪.‬‬
‫رابعا‪-‬المعوقات اإلدارية والتنظيمية‪ :‬تتعدد وتتنوع اؼبعوقات اإلدارية اليت تعًتض ربقيق التنمية احمللية يف الدوؿ النامية‪،‬‬
‫وتتمثل ىذه اؼبعوقات يف تعقد اإلجراءات وتفشي الروتُت والبطء الشديد يف إصدار القرارات‪ ،‬وانتشار الالمباالة‬
‫والسلبية‪ ،‬وسيطرة اؼبصاحل الشخصية على عالقات العمل الرظبية‪ ،‬وعدـ وضع الرجل اؼبناسب يف اؼبكاف اؼبناسب‪،‬‬
‫وصعوبة التنسيق بُت الوحدات اإلدارية اعبديدة واألجهزة التقليدية القائمة‪ ،‬اؼبركزية الشديدة وعدـ التفويض‪ ،‬التخطيط‬
‫غَت السليم‪ ،‬نقص اؼبعلومات الالزمة الزباذ القرارات‪ ،‬البَتوقراطية وتباين وتعقد اإلجراءات‪ ،‬الوضع التنظيمي لألجهزة‬
‫اإلدارية‪ 1،‬ونقص الكفاءات اإلدارية اؼبؤىلة واؼبدربة والقادرة على ربمل مسؤولية التنمية احمللية يف اجملتمعات احمللية‪ ،‬ويعود‬
‫‪2‬‬
‫ذلك باألساس لعدـ االىتماـ بإدارة اؼبوارد البشرية اليت ؽبا الدور الفعاؿ يف عملية التنمية احمللية‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ويلخص "ؿبمد شفيق" أىم معوقات التنمية احمللية من الناحية اإلدارية فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬سوء إدارة اؼبنشاة وعدـ كفاءة اعبهاز اغبكومي؛‬
‫‪ ‬سوء توزيع االختصاصات وخاصة الفنية يف بعض القطاعات؛‬
‫‪ ‬ضعف األداة التنفيذية وسوء إدارهتا لبعض الوحدات اغبكومية وخباصة الوحدات احمللية؛‬
‫‪ ‬عدـ واقعية األىداؼ ورفع الشعارات الرنانة اؼبتعلقة هبا؛‬
‫‪ ‬تراخي اعبهات اإلدارية وضعف سلطاهتا فبا أدى إذل انتشار رقعة الفساد‪ ،‬وارتفاع األسعار بشكل فاحش؛‬
‫‪ ‬تسرب العمالة اؼباىرة الفنية والتقنية من كثَت من القطاعات اإلنتاجية األساسية (أي ىجرة األدمغة)؛‬
‫‪ ‬عدـ وجود سياسات فعالة الستخداـ وتوزيع القوى البشرية طبقا الحتياجات التنمية احمللية الفعلية يف اجملتمع احمللي؛‬
‫‪ ‬عدـ التخطيط اعبيد ؼبشاريع التنمية احمللية دبا يتماشى واغباجات األساسية للمجتمع احمللي؛‬
‫وعلى العموـ فإف مربرات قياـ نظاـ اإلدارة احمللية تفرضو صبلة من األسباب‪ ،‬يبكن تلخيصها يف‪:‬‬
‫‪ ‬التخفيف من أعباء موظفي اإلدارات اؼبركزية وقصرىا على األعماؿ اإلدارية اؼبهمة؛‬

‫‪1‬عبد الرضبن بن أضبد ىيجاف وآخروف‪ ،‬مبادئ إدارة األعمال‪ :‬األساسيات واالتجاىات الحديثة‪ ،‬ط‪ ،1‬العبيكاف للنشر‪ ،‬الرياض‪ ،‬السعودية‪،2014 ،‬‬
‫ص‪.196‬‬
‫‪2‬حسُت عبد اغبميد أضبد رشواف‪ ،‬التنمية‪..‬اجتماعيا‪ ،‬ثقافيا‪ ،‬اقتصاديا‪ ،‬سياسيا‪ ،‬اداريا‪ .‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.231‬‬
‫‪3‬ؿبمد شفيق‪ ،‬دراسات في التنمية االجتماعية‪ ،‬اؼبكتب اعبامعي اغبديث‪ ،‬مصر‪ ،2009،‬ص‪-‬ص‪.77-75‬‬

‫‪96‬‬
‫الفصل الثاني‪ ................................................:‬األيكوسياحة كأداة فعالة لتحقيق التنمية المحلية‬

‫‪ ‬التنسيق فيما بُت اإلدارة احمللية واغبكومة اؼبركزية لوضع اػبطط واؼبشروعات اليت تالءـ حاجات السكاف يف‬
‫مناطقهم و حسب ظروفهم وتنفيذىا يف تلك اؼبناطق؛‬
‫‪ ‬ضماف سرعة اإلقباز بكفاءة وفاعلية‪ ،‬واغبد من الروتُت بتبسيط اإلجراءات؛‬
‫‪ ‬استخداـ أساليب إدارية ـبتلفة عن تلك اليت تطبقها اإلدارة اؼبركزية تراعي الظروؼ والعوامل احمللية فبا يرفع من‬
‫كفاءة العمل؛‬
‫‪ ‬زيادة قدرة اؼبوظفُت احملليُت على اإلبداع واالبتكار؛‬
‫‪ ‬إكساب الكوادر احمللية خربة متزايدة نتيجة مشاركتها يف عمليات ازباذ القرارات ؛‬
‫‪ ‬ترسيخ مفهوـ الرقابة الشعبية ‪.‬‬
‫خامسا‪-‬المعوقات السياسية‪ :‬تعد اؼبعوقات السياسية الصخرة العاثرة يف وجو التنمية احمللية واليت تتجسد يف سيطرة‬
‫اؼبركزية العقيمة اليت تعيق التقدـ واستغالؿ نقاط القوة يف احملليات واألقاليم واستقطاب فرص البيئة اػبارجية‪ .‬إف الالمركزية‬
‫تلعب دورا مهما يف نظم اغبكم احمللي والوطٍت حيث أف غياب الالمركزية وخاصة اإلدارية ينفي أنبية ودور التنمية احمللية‬
‫ويلغي وجودىا من األصل حيث أف ىذا اعبانب السياسي‪-‬الالمركزية ‪-‬ىاـ ألنو وبقق الديبقراطية والشورى بشكل فاعل‬
‫كما وبقق التوازف بُت األىداؼ القومية واحمللية ويعطى الفرصة لوجود اػبدمات اؼبتكاملة ويؤدي أيضا إرل إقحاـ القاعدة‬
‫‪1‬‬
‫الشعبية وترقية إحساس اؼبواطن باؽبموـ الوطنية وليس الًتكيز فقط على اؼبطالب احمللية بل اؼبشاركة الفعالة فيها‪.‬‬
‫وباإلضافة إذل عنصر اؼبركزية والالمركزية‪ ،‬تتميز معظم اجملتمعات احمللية خبصائص سياسية تعيق عملية التنمية‬
‫احمللية‪ ،‬واليت من أنبها نذكر‪:‬‬
‫‪ ‬تفتقر معظم اجملتمعات احمللية إذل اؼبناخ الديبقراطي السليم مع ضعف اؼبشاركة السياسية من قبل أفرادىا‪ ،‬بسب ضعف‬
‫مستوى أعضاء اجملالس اؼبنتخبة اؼبسانبة يف إدارة مقاليد التنمية احمللية؛‬
‫‪ ‬سيطرة العالقات والروابط التقليدية والقبلية على عملية ازباذ القرارات السياسية بشأف برؾبة اؼبشاريع التنموية يف‬
‫‪2‬‬
‫اجملتمعات احمللية؛‬
‫‪ ‬سبركز القوة السياسية يف اجملتمعات احمللية يف أيدي صباعات معينة‪ ،‬أي عدـ توزيع السلطة توزيعا عادال بُت اعبماعات‬
‫السياسية احمللية (غياب التداوؿ السلمي على السلطة) فالسلطة ربتكر من قبل صباعة واحدة؛‬

‫‪1‬األمُت العوض حاج أضبد‪ ،‬واخروف‪ ،‬ورقة بعنواف‪ ،‬األطر المؤسسية للمجتمع المحلى والشراكة في تحقيق التنمية‪ ،‬متوفر على الرابط‬
‫‪www.welfare.gov.sdworkshoptanmia2.pdf‬‬
‫‪2‬سي فضيل اغباج وآخروف‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.170‬‬

‫‪97‬‬
‫الفصل الثاني‪ ................................................:‬األيكوسياحة كأداة فعالة لتحقيق التنمية المحلية‬

‫‪ ‬ضعف اؼبشاركة السياسية وتدشل مستوى الثقافة السياسية لدى مواطٍت ىذه اجملتمعات احمللية‪ ،‬باإلضافة إذل غياب الوعي‬
‫السياسي واؼبشاركة السياسية ألفراده تتيح والشك الفرصة لتنفرد الصفوة اغباكمة بازباذ القرارات دوف مناقش أو منافس‬
‫أو منازع؛‬
‫‪ ‬تتميز اجملتمعات احمللية بالتغَت السريع والفجائي واعبذري وعدـ االستقرار السياسي نتيجة لغياب اؼبشاركة السياسية‬
‫‪1‬‬
‫الفعلية‪ ،‬الشيء الذي يعيق التنمية احمللية بشكل مباشر؛‬
‫‪ ‬الصراعات اغبزبية بُت ـبتلف التشكيالت السياسية اؼبكونة للمجالس الشعبية البلدية والوالئية اؼبنتخبة واليت تؤثر سلباً‬
‫على قرارات ىذه اجملالس‪ ،‬فبا ينعكس على ـبتلف اؼبشاريع التنموية‪ ،‬وهبعل التنمية على مستوى احمللي دوف طموحات‬
‫‪2‬‬
‫وتطلعات اؼبواطنُت‪.‬‬
‫سادسا‪-‬المعوقات االجتماعية‪ :‬تتمثل اؼبعوقات االجتماعية للمجتمعات احمللية يف النظم االجتماعية السائدة‪،‬‬
‫والعادات‪ ،‬والتقاليد‪ ،‬والقيم اؼبوروثة‪ ،‬اليت تقف عقبة دوف ربقيق التنمية احمللية‪ ،‬فقد يعوؽ نظاـ اؼبلكية السائد يف ؾبتمع‬
‫معُت برامج ومشروعات التنمية احمللية‪ ،‬كما يعترب نظاـ من النظم االجتماعية اليت تعيق جهود التنمية احمللية‪ ،‬كما توجد‬
‫فئات يف معظم اجملتمعات احمللية ترغب يف احملافظة على القيم‪ ،‬وتقف عقبة أماـ ما ىو جديد‪ ،‬فهم ىبشوف من هتديد‬
‫ىذه التنمية ؼبصاغبهم‪ ،‬وما يصاحب ذلك من قضاء على ما يتمتعوف بو من حقوؽ وامتيازات‪ ،‬كما قد تنبع اؼبقاومة‬
‫كذلك من بعض مراكز القوى والنزاعات التقليدية والرجعية احملافظة‪ 3،‬وتعد الزيادة السكانية من أىم معوقات التنمية‬
‫احمللية‪ ،‬حيث تؤدي إذل نقص متوسط الدخل الفردي‪ ،‬تأثر اػبدمات اؼبقدمة للسكاف سلبيا (كالتعليم‪ ،‬الصحة‪...،‬اخل)‪،‬‬
‫‪4‬‬
‫استنزاؼ الزيادة اإلنتاجية‪ ،‬وتفاقم اؼبشاكل االجتماعية واالقتصادية اليت يعاشل منها اجملتمع احمللي‪.‬‬
‫سابعا‪-‬التحويالت المالية والتنمية المحلية‪ :‬للتحويالت اؼبالية عواقب غَت مقصودة ألهنا ىدايا وليست دخال مكتسبا‪،‬‬
‫فاؼبتلقوف قد ال يتعبوف أنفسهم كثَتا يف البحث عن عمل أو يبدلوف جهدا كبَتا يف الدراسة إذا كانوا يعلموف أهنم‬
‫يستطيعوف االعتماد على الدخل من التحويالت لتكملة أجورىم أو اإلحالؿ ؿبلها‪ ،‬فبا يقلل من رغبة ومشاركة اؼبتلقُت‬
‫ؽبا يف قوة العمل‪ ،‬وعدـ اىتمامهم بنوعية اجملالس اغبكومية اؼبنتخبة وال بنوعية اعبهاز اإلداري احمللي‪ ،‬فبا يؤدي إذل فقداف‬

‫‪1‬ؿبمد شفيق‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪،‬ص ‪.79،80‬‬


‫‪2‬خنفري ػبضر‪ ،‬تمويل التنمية المحلية في الجزائر واقع وآفاق‪ ،‬أطروحة دكتوراه يف العلوـ االقتصادية‪ ،‬جامعة اعبزائر‪ ،3‬اعبزائر‪ ،2011 ،‬ص‪.222‬‬
‫‪3‬حسُت عبد اغبميد أضبد رشواف‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.225‬‬
‫‪4‬كووبل فاروؽ‪ ،‬درديش أضبد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.124‬‬

‫‪98‬‬
‫الفصل الثاني‪ ................................................:‬األيكوسياحة كأداة فعالة لتحقيق التنمية المحلية‬

‫االىتماـ بالضغط على اإلدارة احمللية واغبكومية لتوفَت خدمات أفضل‪ ،‬وبالتارل تدىور نوعية اإلدارة احمللية واغبكومة‬
‫‪1‬‬
‫بالدرجة األوذل؛‬
‫ثامنا‪-‬المعوقات المناخية‪ :‬يتسبب تغَت اؼبناخ يف تفاقم التحديات اؼبتزايدة على التنمية احمللية بشكل أخص‪ ،‬فبا يتسبب‬
‫يف إغباؽ الضرر بالفعل بالبلداف النامية‪ ،‬عن طريق طرح هتديدات جديدة إضافة إذل زيادة انتشار ظاىرة الفقر يف‬
‫اجملتمعات احمللية ‪ .‬ويبثل تغَت اؼبناخ هتديدا جادا ودانبا على التنمية‪ ،‬فعدـ التخفيف من آثار تغَت اؼبناخ يبكن أف يسبب‬
‫تزايد يف درجات اغبرارة يصل إذل ‪ 5‬درجات مئوية يف ىذا القرف‪ ،‬ىذا التزايد يف اغبرارة الذي قد يضفي أمباط طقس‬
‫جديدة‪ ،‬سيتطلب التصدي ؽبا جهودا ضخمة من أجل التكيف‪ ،‬ولكن مع ىذه اعبهود فقد يتعرض ما بُت ‪-100‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ 400‬مليوف نسمة ػبطر اعبوع‪ ،‬وتعاشل من ‪ 2-1‬مليار نسمة إضافية من نقص يف اؼبياه؛‬
‫إف التنمية احمللية كعملية حتمية يف البلداف النامية القت أكثر من العقبات وخاصة يف ظل النظاـ العاؼبي اعبديد‪،‬‬
‫وما يفرضو من صعوبات يف استفادة تلك الدوؿ من مزايا السوؽ العاؼبية‪ ،‬وكذا العصابات اإلرىابية العابرة للحدود‪ ،‬اليت‬
‫كاف من أثرىا نفور االستثمارات األجنبية من الدوؿ النامية نظرا لعدـ توفر األمن واالستقرار فيها‪ ،‬إضافة إذل ما ذكر أنفا‬
‫من معوقات اجتماعية وثقافية وسياسية واقتصادية وغَتىا من العوامل األخرى اليت تعاشل منها اجملتمعات احمللية‪ ،‬وتقف‬
‫عرضة ؼبسار التنمية احمللية يف الدوؿ السائرة يف طريق النمو‪ ،‬فبا هبعل ربقيق التنمية احمللية فيها غاية يف الصعوبة ما دل‬
‫تتخذ اإلجراءات الالزمة‪ ،‬ابتداء من إعادة يف اؼبنظومة التشريعية‪ ،‬ومرورا باغبياة االجتماعية والسياسية والثقافية اؼبميزة‬
‫للمجتمع احمللي‪ ،‬وانتهاء بإعادة ىيكلة اؼبنظومة اإلدارية دبا يتماشى مع اإلدارة اغبديثة اؼبؤىلة لتسيَت عملية التنمية احمللية‬
‫وخصوصية اجملتمع احمللي من خالؿ الًتكيز أكثر على وظائف إدارة اؼبوارد البشرية اليت تعترب احملرؾ الرئيسي ؼبؤسسات‬
‫الدولة ككل وتكييفها مع طبيعة وظروؼ اجملتمعات احمللية‪.‬‬
‫تعد التنمية بشكل عاـ ىاجس كل الدوؿ خاصة الدوؿ النامية منها‪ ،‬فالتنمية بكل أبعادىا وعلى كافة مستوياهتا‬
‫تعطي وزنا واعتبارا ومكانة للدولة سواء على اؼبستوى احمللي الداخلي (أفرادىا‪ ،‬مواطنيها)‪ ،‬أو على اؼبستوى اػبارجي‬
‫ضمن النسق الدورل‪ ،‬حيث تنطوي التنمية عموما على إحداث نوع من التغيَت قي اجملتمع أي (إحداث تغيَت مقصود‬
‫ولكن ق صد التطوير والتحسُت)‪ ،‬لذلك جاءت التنمية احمللية لتكوف أقرب إذل اؼبواطن‪ ،‬فهي تعمل على ربسُت أوضاعو‬
‫وتلبية احتياجاتو‪ ،‬وتتجلى أنبية التنمية احمللية يف تفعيل ؾباالهتا االقتصادية‪ ،‬السياسية‪ ،‬اإلدارية‪ ،‬االجتماعية والبشرية بكل‬
‫ما ىبدـ اإلنساف ألنو اؼبقصود من ىذه التنمية‪ ،‬وىو األساس احملوري الذي تبٌت عليو التنمية احمللية على وجو اػبصوص‪،‬‬

‫‪1‬رالف شامي‪ ،‬كونيل فولنكامب‪ ،‬التحويالت ودورىا في التنمية‪-‬عكاز ضعيف‪ ،‬ؾبلة التمويل والتنمية‪ ،‬اجمللد ‪ ،46‬العدد‪ ،4‬صندوؽ النقد الدورل‪ ،‬ديسمرب‬
‫‪ ،2009‬ص‪.31‬‬
‫‪2‬كَتؾ ىاملتوف‪ ،‬مارياف فاي‪ ،‬مناخ متغير للتنمية‪ ،‬ؾبلة التمويل والتنمية‪ ،‬العدد ‪ ،4‬اجمللد‪ ،46‬صندوؽ النقد الدورل‪ ،‬ديسمرب‪ ،2009‬ص‪.10‬‬

‫‪99‬‬
‫الفصل الثاني‪ ................................................:‬األيكوسياحة كأداة فعالة لتحقيق التنمية المحلية‬

‫والذي توجو إذل خدمتو من جهة أخرى‪ .‬لذلك فإف جودة التنمية احمللية يتوقف على مدى فعالية مقوماهتا وركائزىا‬
‫األساسية يف اجملتمع‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬آثار األيكوسياحة على التنمية المحلية‬
‫أضحت التنمية احمللية تشغل حيزا كبَتا من اىتماـ‪ ،‬وأجندات عمل الكثَت من الدوؿ واغبكومات يف العادل‬
‫السيما النامية‪ ،‬رغبة منها يف ربسُت رفاىية شعوهبا والنهوض دبستواىا اؼبعيشي خاصة يف اؼبناطق النائية‪ ،‬فبا يتطلب تعبئة‬
‫كل اؼبوارد اؼبتاحة اؼبادية منها والالمادية والبشرية ضمن سياساهتا واسًتاتيجياهتا‪ .‬وعلى ىذا األساس يشكل السوؽ‬
‫األيكوسياحي باعتباره جزء مهم من القطاع السياحي أحد أىم القطاعات اؼبعوؿ عليها لرفع النمو االقتصادي‪ ،‬وإحداث‬
‫نقلة نوعية يف الكثَت من اجملاالت‪ ،‬ومن شبة ربقيق التنمية احمللية اؼبنشودة خصوصا يف اؼبناطق النائية‪ .‬وسوؼ كباوؿ يف‬
‫ىذا اؼببحث التطرؽ ؼبختلف اآلثار اليت تنتج عن األنشطة األيكوسياحة وتأثَتىا على التنمية احمللية يف ىذه اؼبناطق‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬اآلثار االقتصادية لأليكوسياحة‬
‫عندما نريد ربديد اآلثار االقتصادية للسياحة وربليلها‪ ،‬فإف اؼبشكلة اؼبباشرة اليت تواجهنا ىي قلة االتفاؽ يف‬
‫األدبيات حوؿ العناصر والقطاعات اليت تش ّكل صناعة السياحة‪ ،‬وىو ما هبعل من مهمة تقييم اآلثار االقتصادية صعبة‬
‫وطويلة‪ ،‬كما أنو من الصعب أيضا فصل تدفق الدخل السياحي إذل االقتصاد احمللي عن باقي مصادر الدخل األخرى‪،‬‬
‫ألنو من الصعب ربديد نسبة اإلنفاؽ السياحي على السلع واػبدمات إذل إصبارل اإلنفاؽ من قبل كل اؼبستهلكُت يف‬
‫اؼبنطقة اؼبدروسة‪.‬‬
‫إف قياس اآلثار االقتصادية للسياحة ىو عمل أكثر تعقيدا من ؾبرد حساب مستوى اإلنفاؽ السياحي‪ ،‬فمن‬
‫اؼبهم قياس اآلثار اؼبباشرة‪ ،‬الغَت مباشرة واؼبستحثّة من خالؿ تقدير األثر الكلي للسياحة‪ .‬وعلى الرغم من وجود الكثَت‬
‫من األساليب اؼبختلفة للوصوؿ إذل األثر كتحليل اؼبضاعف السياحي‪ ،‬ربليل اؼبدخالت واؼبخرجات‪ ،‬والنموذج اغبسايب‬
‫العاـ‪ ،‬إال أهنا فشلت كلها يف الوصوؿ إذل مستوى مقبوؿ من الدقّة‪ ،‬كما أف ىناؾ نقائص جدية يف استخداـ ىذه الطرؽ‬
‫غبساب األثر البيئي واأليكولوجي للسياحة على االقتصاد احمللي‪.‬‬
‫ويعاشل القطاع السياحي يف كل بلد أو وجهة سياحية من مشكل اؼبوظبية‪ ،‬إال أف الندرة النسبية للمواقع‬
‫األيكوسياحية تسمح لبعض الدوؿ واؼبناطق النائية خصوصا بالتغلب عليو‪ ،‬وذلك إذا ما مت استخداـ األيكوسياحة كنقطة‬
‫مكملة لتوليد أنشطة اقتصادية جديدة‪ ،‬فبا يعود بالفائدة على االقتصاد احمللي خصوصا والوطٍت على‬
‫انطالؽ وإسًتاتيجية ّ‬
‫وجو العموـ‪ ،‬وذلك بفضل اؼبزايا اليت تقدمها األيكوسياحة‪ ،‬واليت يبكن إهبازىا فيما يلي‪:‬‬

‫‪100‬‬
‫الفصل الثاني‪ ................................................:‬األيكوسياحة كأداة فعالة لتحقيق التنمية المحلية‬

‫الشكل (‪ : )17‬اآلثار االقتصادية لأليكوسياحة‬


‫توفير عوائد وإيرادات مالية‬

‫توفير فرص العمل‬

‫توفير عوائد مالية للمحافظة‬


‫الجوانب‬
‫االقتصادية‬
‫تنويع العائد االقتصادي‬
‫لأليكوسياحة‬
‫تطوير الصناعات المحلية‬

‫تطوير البنية التحتية‬


‫الندرة النسبية‬
‫للمواقع‬
‫زيادة اإليرادات الحكومية‬
‫األيكوسياحية‬

‫منفذ جديد من األسواق‬

‫تقليل مشاكل التقلبات االقتصادية‬

‫التقليل من تفاوت الدخل‬

‫التخفيف من حدة الفقر‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحث باالعتماد على‪ :‬ؿبسن أضبد اػبضَتي‪ ،‬السياحة البيئية‪ ،‬ؾبموعة النيل العربية‪ ،‬مصر‪ ،2009 ،‬ص‪،55‬‬
‫بتصرؼ‪.‬‬
‫أوال‪ :‬توليد عوائد وإيرادات مالية مهمة على المستوى المحلي‪ 1:‬جراء فبارسة نشاط األيكوسياحة‪ ،‬سواء بالعملة‬
‫األجنبية أو احمللية‪ ،‬فبا يؤدي إذل زيادة مداخيل الكثَت من األسر اجملاورة ؼبناطق فبارستها؛ ويؤدي إذل ربسُت مستويات‬
‫معيشتها‪ ،‬وزيادة احتياطيات الدولة من العملة األجنبية‪ ،‬وزيادة صادرات الدولة يف ؾباؿ اػبدمات‪ ،‬األمر الذي وبسن‬
‫ميزاف اؼبدفوعات‪ ،‬ويعمل على زيادة موارد سبويل اؼبوازنة العامة للدولة خاصة اؼبوارد الضريبية باختالؼ أنواعها‪ ،‬سواء من‬
‫عائد اإلنفاؽ السياحي يف الداخل‪ ،‬أو من ناتج أرباح اؼبنشآت الوطنية نتيجة ؽبذا اإلنفاؽ‪ ،‬وما يعنيو ذلك من توليد قيمة‬
‫مضافة‪ ،‬ومن إمكاف إسهامها بفاعلية يف زيادة عناصر التكوين الرأظبارل للدولة‪ ،‬وكذلك من الًتاكم الرأظبارل فيها‪ ،‬وىو‬

‫‪1‬عروس نسرين‪ ،‬السياحة البيئية ودورىا في تسويق الجزائر كمقصد سياحي مستدام‪-‬دراسة ميدانية لمحمية تازة بوالية جيجل‪ ،-‬أطروحة دكتوراه الطور‬
‫الثالث (ؿ‪.‬ـ‪.‬د) يف العلوـ التجارية‪ ،‬جامعة فرحات عباس سطيف‪ ،1‬اعبزائر‪ ،2017 ،‬ص‪.31‬‬

‫‪101‬‬
‫الفصل الثاني‪ ................................................:‬األيكوسياحة كأداة فعالة لتحقيق التنمية المحلية‬

‫أمر يستند أساسا ويعتمد على زيادة الدخل القومي‪ ،‬وعلى االرتقاء دبستوى اؼبعيشة‪ ،‬وعلى ربقيق قدر مناسب من‬
‫‪1‬‬
‫العدالة يف التوزيع‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬توفير فرص العمل‪ :‬والتوظيف للسكاف احملليُت الباحثُت عن عمل‪ 2،‬وبالتارل التقليل من حدة البطالة يف أوساط‬
‫السكاف احملليُت‪ ،‬خاصة يف اؼبناطق البعيدة احملرومة من اؼبشاريع االقتصادية التنموية مقارنة باؼبناطق اؼبأىولة‪ 3.‬حيث تعترب‬
‫األيكوسياحة نشاط متكامل وكثيف العمالة‪ ،‬فبا يساىم يف التقليل من حدة البطالة يف ىذه اؼبناطق‪ .‬وتنحصر فرص‬
‫العمل األولية اليت توفرىا األيكوسياحة يف ؾباالت الفنادؽ والنزؿ األيكوسياحية‪ ،‬صناع اغبرؼ‪ ،‬أصحاب احملالت‪،‬‬
‫منظمي الرحالت‪ ،‬موظفي الوكالة اغبكومية‪ ،‬حراس اؼبناطق احملمية‪ ،‬اؼبرشدين وما شابو ذلك‪ 4.‬ويعد تدريب السكاف‬
‫احملليُت وتكوينهم كمرشدين طبيعيُت واحد من الطرؽ البالغة األنبية اليت من خالؽبا تولد األيكوسياحة فرص عمل يف‬
‫اؼبناطق الريفية‪ ،‬ويف كثَت من األحياف يبكن ؽبذه الربامج تدريب اؼبزارعُت الذين نزحوا بسبب جهود احملافظة أو حىت‬
‫تدريب صيادو اغبيوانات الربية السابقُت يف مهن ثانية كدليل طبيعي مثال؛ ويش ّكل الصيادوف على وجو اػبصوص فرصة‬
‫مناسبة ألف أنشطتهم السابقة الغَت مشروعة زودهتم دبعارفة فريدة من نوعها حوؿ مكاف تواجد النباتات واغبيوانات‬
‫‪5‬‬
‫النادرة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬توليد عوائد مالية من أجل المحافظة على البيئة‪ :‬يستفيد العديد من اؼبتعاملُت يف األيكوسياحة من األراضي‬
‫العم ومية يف معظم رحالهتم‪ .‬ومن أجل االشتغاؿ على ىذه األرضي فإهنم مطالبوف باستيفاء بعض اؼبعايَت من أجل‬
‫اغبصوؿ على رخصة من مسَتي األراضي‪ ،‬دبا يف ذلك دفع رسوـ تتماشى مع عدد الزوار إذل تلك اؼبنطقة‪ ،‬وذلك حىت‬
‫يف األماكن اليت يكوف فيها دخوؿ العامة ؾبانا‪ .‬ويكمن اؽبدؼ من وراء فرض ىذه الرسوـ يف اؼبسانبة يف تنمية اؼبوارد‬
‫الطبيعية للبالد واحملافظة عليها‪ .‬وبالرغم من اختالؼ اآلليات من بلد إذل آخر‪ ،‬إال أف اؽبدؼ األساسي نفسو‪ .‬كما‬
‫يساىم كذلك الكثَت من اؼبتعاملُت يف األيكوسياحة بطريقة مباشرة يف احملافظة على البيئة من خالؿ سبويل الفرؽ‬
‫والتنظيمات اليت هتتم بالبيئة‪ ،‬وكذلك األنشطة الرامية للمحافظة على البيئة‪ ،‬كالتشجَت‪ ،‬وؿباربة التلوث بكل‬
‫‪6‬‬
‫أصنافو‪...‬اخل‪.‬‬

‫‪ 1‬ؿبسن أضبد اػبضَتي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪ .55‬بتصرؼ‬


‫‪2‬‬
‫‪Zenaida L. Cruz, Principles of tourism, part 1, Rex book store. Inc, manila, philipines, 2006, p223.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Metin Kozak, Nazmi Kozak, Sustainability of tourism : Cultural and environmental perspectives, Cambridge‬‬
‫‪scholars publishing, Great Britain, 2011, p231.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Stephen Wearing, John Neil, Ecotourism: impacts, potentials and possibilities, second edition, Butterworth-‬‬
‫‪Heinemann, Hungary, 2009, p126.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪Andrew P.Miller, Ecotourism development in costa rica: the search for oro verde, Lexington Books, USA, 2012,‬‬
‫‪p19.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪Sue Beeton, Ecotourism: a practical guide for rural communities, Landlinks press, Australia, 1998, p07.‬‬

‫‪102‬‬
‫الفصل الثاني‪ ................................................:‬األيكوسياحة كأداة فعالة لتحقيق التنمية المحلية‬

‫رابعا‪ :‬تنويع العائد االقتصادي‪ :‬وتنويع مصادر الدخل القومي‪ ،‬وتنميتو من أنشطة رئيسية أو فرعية نشأت وارتبطت‬
‫بالنشاط السياحي بصفة عامة‪ ،‬وبالنشاط األيكوسياحي بصفة خاصة‪ ،‬وما تبتدعو من ؾباالت نوعية وابتكاريو متجددة‬
‫يف كافة ؾباالت النشاط االقتصادي مثل أنشطة‪ :‬النقل الربي‪ ،‬اعبوي‪ ،‬البحري‪ ،‬والنهري‪ ،‬ونشاط اإليواء‪ :‬الفندقي‪،‬‬
‫واؼبعسكرات‪ ،‬و(اؼبوتيالت )‪ ،‬ونشاط التغذية‪ ،‬واإلعاشة من‪ :‬مطاعم‪ ،‬واسًتاحات‪ ،‬وكافًتيا‪ ...‬وأنشطة مقتنيات و‬
‫(عاديات)‪ :‬ىدايا وتذكارات‪...‬اخل‪ ...‬ومن مث فإف األيكوسياحة تساعد كثَتا على معاعبة مشكلة الفقر‪ ،‬وربسن كثَتا من‬
‫مستوى اغبياة واؼبعيشة‪ ،‬وتساعد كال من الدوؿ واغبكومات واؼبشروعات واألفراد على ربسُت األوضاع االقتصادية‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬تطوير الصناعات المحلية‪ :‬حيث يوفر مبو األيكوسياحة فرصا فبتازة من أجل تطوير الصناعات احمللية‪ ،‬من‬
‫خالؿ زيادة الطلب على اؼبساكن اجملهزة‪ ،‬ومنافذ األكل والشرب‪...،‬اخل‪ .‬كما أهنا تتمتع دبوقع فريد للمساعدة يف تنمية‬
‫السكاف احملليُت الذين مت ذباىلهم منذ فًتة طويلة من قبل ؿباوالت التنمية الصناعية اليت تًتكز عادة يف اؼبناطق‬
‫اغبضرية‪ .‬حيث أنو من اؼبتوقع أف يستفيد السكاف احملليوف من رغبة األيكوسياح يف اقتناء التحف احمللية الصنع‪ ،‬وذلك‬
‫‪1‬‬
‫لدوافع وؿبفزات عدة تًتاوح بُت الصيد من أجل اؽبدايا التذكارية إذل البحث عن األصالة‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬تطوير وتحسين البنية التحتية والمرافق الهيكلية المحلية خصوصا‪ 2:‬من طرؽ‪ ،‬جسور‪ ،‬مطارات‪...‬‬
‫باستخداـ اإليرادات اؼبكتسبة‪ ،‬وىو ما يؤدي إذل ربسُت الطاقة االستيعابية لالقتصاد الوطٍت‪ ،‬وخصوصا الطاقة السياحية؛‬
‫وىو ما ينعكس على زيادة تدفق السياح كبو البلد‪ ،‬وربسُت مقومات جذب االستثمارات األجنبية‪ ،‬ويعمل عل توطُت‬
‫االستثمارات احمللية‪ ،‬خاصة وأف األيكوسياحة رغم اعتمادىا بدرجة كبَتة على اؼبوارد الطبيعية والثقافات احمللية يف إنشاء‬
‫اؼبقصد األيكوسياحي أو التجربة األيكوسياحية‪ ،‬إال أهنا تتطلب كذلك توفر العديد من البٌت التحتية خصوصا الطرؽ‬
‫واؼبطارات من أجل سهولة الوصوؿ إذل اؼبقصد األيكوسياحي‪.‬‬
‫سابعا‪ :‬زيارة اإليرادات الحكومية‪ :‬وبالتارل التقليل من اعتماد الدولة على الضرائب اؼبباشرة يف ربصيل اإليرادات‪ ،‬وىو‬
‫ما يرتب عنو زيادة قدرهتا على سبويل اإلنفاؽ اغبكومي‪ ،‬وسبويل التحويالت االجتماعية اؼبقدمة سواء لألفراد‪ ،‬اؼبؤسسات‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫اؼبشروعات‪...‬اخل‪.‬‬
‫ثامنا‪ :‬منفذ جديد من األسواق لتصريف المنتجات المحلية‪ :‬حيث يصبح السكاف احملليُت قادرين على بيع منتجاهتم‬
‫مباشرة إذل اؼبستهلك دوف اغباجة إذل استخداـ وسيط‪ .‬ويف حُت زبدـ ىذه الطريقة الصناعة احمللية‪ ،‬فإف السكاف احملليُت‬

‫‪1‬‬
‫‪Rosaleen Duffy, A trip too far: ecotourism politics and exploitation, Earthscan publication LTD, USA, 2002, p51.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Dimitrios Diamantis, Ecotourism, TJI, Padstow, Cornwall, UK, 2004, p304.‬‬
‫‪3‬ؿبسن أضبد اػبضَتي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.57‬‬

‫‪103‬‬
‫الفصل الثاني‪ ................................................:‬األيكوسياحة كأداة فعالة لتحقيق التنمية المحلية‬

‫هبدوف أنفسهم متضررين بعض الشيء‪ ،‬حيث يعمل السوؽ اعبديد للسلع احمللية على رفع أسعارىا العاؼبية‪ ،‬فبا هبل من‬
‫‪1‬‬
‫الصعب على السكاف احملليُت توفَت السلع اليت تعودوا عليها‪.‬‬
‫تاسعا‪ :‬التقليل من مشاكل التقلبات االقتصادية‪ :‬تساىم األيكوسياحة يف مساعدة البلداف على االبتعاد عن‬
‫االقتصاديات القائمة على الصادرات الزراعية ومشاكل التقلبات اؼبتأصلة فيها‪ ،‬حيث تشكل تقلبات الصادرات الزراعية‬
‫عائقا كبَتا أماـ التوسع االقتصادي‪ ،‬وتزداد اؼبشكلة تعقيدا بسبب أف عوامل التقلب خارجة عن سيطرة ىذه الدوؿ إذل‬
‫حد كبَت ‪ ،‬وتشمل ىذه العوامل 'البفاض قيمة الدوالر األمريكي‪ ،‬اؼبضاربة اؼبستقبلية على السلع‪ ،‬ومعايَت التجارة'‪،‬‬
‫وباإلضافة إذل العوامل االقتصادية الدولية فإف التقلبات يف األسواؽ الزراعية ىي أيضا خارج نطاؽ أيادي اؼبنتجُت‪،‬‬
‫بسبب التغَتات يف العرض الناصبة سواء عن الظروؼ الطبيعية اؼبواتية أو الغَت مواتية خالؿ موسم النمو‪ ،‬واليت ؽبا تأثَتات‬
‫حادة على األسعار‪ .‬إف اجتماع تقلبات السوؽ والظروؼ الطبيعية هبعل من الزراعة يف الدوؿ النامية اقًتاحا صعبا للغاية‪،‬‬
‫خاصة بالنسبة لصغار اؼبزارعُت‪ ،‬الذين يتعُت عليهم أف يتنافسوا ليس فقط مع الظروؼ الطبيعية ودورات االزدىار‬
‫والكساد يف أسعار اؼبنتجات‪ ،‬ولكن أيضا مع ؿبدودية اؼبوارد الطبيعية والسلطة السياسية؛ عادة ما تكوف يف وضع غَت‬
‫‪2‬‬
‫مناسب مع األسواؽ العاؼبية وغالبا ما تتلقى أسعار منخفضة نسبيا ؼبنتجاهتا‪.‬‬
‫عاشرا‪ :‬التقليل من تفاوت الدخل‪ :‬يستفيد السكاف يف بعض الوجهات األيكوسياحية من برامج توزيع الدخل‪ ،‬واليت‬
‫إما توفر الدفع نقدا‪ ،‬أو من خالؿ سبويل اؼبشاريع االجتماعية غالبا كاآلبار واؼبدارس‪ ،‬فبا يعمل على تقليل التفاوت يف‬
‫الدخل بُت فئات اجملتمع‪ .‬فعلى سبيل اؼبثاؿ‪ ،‬يوفر ميثاؽ احملافظة على اغبياة الربية يف نيباؿ توزيع من ‪ %50-%30‬من‬
‫‪3‬‬
‫مداخيل اؼبناطق احملمية على اجملتمعات احمليطة هبا‪.‬‬
‫حادي عشر‪ :‬التخفيف من حدة الفقر‪ :‬تشَت اؼبنظمة العاؼبية للسياحة (‪ )2002‬إذل أف السياحة ال زبتلف كثَتا عن‬
‫‪4‬‬
‫القطاعات اإلنتاجية األخرى من حيث قدرهتا على التخفيف من حدة الفقر‪ ،‬غَت أهنا تتمتع باؼبزايا اإلضافية التالية‪:‬‬
‫‪ ‬لديها إمكانيات عالية للحفاظ على الروابط األمامية اػبلفية؛‬
‫‪ ‬كثيفة العمالة نسبيا‪ ،‬وتوظف نسبة عالية من النساء؛‬
‫‪ ‬لديها إمكانيات يف البلداف واؼبناطق الفقَتة اليت هبا عدد قليل من الصادرات التنافسية؛‬
‫‪ ‬يبكن أف تبٌت اؼبنتجات السياحية اؼبوارد الطبيعية والثقافة‪ ،‬وىي أصوؿ يبلكها بعض الفقراء‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Kevin Belanger, Ecotourism and its effects on native populations, submission for writing Award, 2006, p5.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Andrew P.Miller, Ecotourism development in costa rica: the search for oro verde, Lexington Books, USA, 2012,‬‬
‫‪p17.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪David Bruce Weaver, The Encyclopedia of Ecotourism, op.cit, p365.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Ecotourism and poverty alleviation, state of the environment, 2004, p204,‬‬
‫‪http://lib.icimod.org/record/11745/files/4971.pdf‬‬

‫‪104‬‬
‫الفصل الثاني‪ ................................................:‬األيكوسياحة كأداة فعالة لتحقيق التنمية المحلية‬

‫وتواجو اؼبناطق النائية البعيدة مشكلة عدـ استقرار الطلب السياحي‪ ،‬فبا ينتج عنو عواقب اقتصادية مدمرة‪،‬‬
‫بسبب األنشطة االقتصادية قليلة التنوع‪ ،‬وفرص العمل احملدودة يف كثَت من األحياف اليت سبيز ىذه اؼبناطق‪ 1،‬كما أف‬
‫تضاعف عدد السكاف يف بعض اؼبدف الصغَتة مع وصوؿ السياح‪ ،‬ينتج عنو زيادة الطلب على اؼبنتجات احمللية خالؿ‬
‫مدة إقامتهم ‪ ،‬والذي يقابلو نقص يف اؼبعروض من ىذه السلع بسبب ضعف القدرات اإلنتاجية احمللية‪ ،‬فبا يؤدي إذل‬
‫‪2‬‬
‫االرتفاع الكبَت يف أسعارىا ؿبدثة ضغوط تضخمية‪.‬‬
‫كما تتسبب موظبية األنشطة السياحية يف خلق تبعية اقتصادية للخارج‪ ،‬وعلى النقيض من ذلك‪ ،‬فإف مبو‬
‫األيكوسياحة يشكل انفتاحا اقتصاديا مرغوبا فيو بالنسبة للمناطق النائية األقل تصنيعا؛ حيث تتيح ؽبا فرصة تنويع‬
‫أنشطتها االقتصادية‪ ،‬دوف الوقوع يف السياحة اعبماعية اليت ؽبا آثار عكسية‪ .‬ويرى البعض أنو إذا دل تكن ىناؾ عوائد‬
‫‪3‬‬
‫اقتصادية ؿبلية مهمة للمجتمعات احمللية‪ ،‬فإف اؼبعركة من أجل احملافظة على البيئة من الصعب االنتصار فيها‪.‬‬
‫فبا سبق يتضح لنا أنو مع وجود مستوى مالئم من التخطيط واغبيطة‪ ،‬فإف األيكوسياحة لديها إمكانيات كبَتة‬
‫للنهوض بالبعد االقتصادي للتنمية احمللية يف اؼبناطق النائية خصوصا‪ ،‬وذلك بفضل اآلثار االهبابية اليت يبكن أف زبلفها‬
‫األنشطة واؼبشاريع األيكوسياحية على اقتصاديات تلك اؼبناطق؛ سواء من خالؿ العوائد اؼبالية اؼبباشرة والغَت مباشرة‪،‬‬
‫خلق فرص العمل وبالتارل التقليل من البطالة يف أوساط السكاف احملليُت‪ ،‬تنويع األنشطة االقتصادية وبالتارل التقليل من‬
‫ـباطر الدورات االقتصادية‪ ،‬التقليل من حدة الفقر‪ ،‬تصريف اؼبنتجات احمللية‪ ،‬تطوير البنية التحتية‪... ،‬اخل‪ ،‬وىو ما‬
‫ينعكس اهبابيا على استدامة رفاىية اجملتمعات احمللية‪ ،‬ويساىم يف دعم اعبانب االقتصادي للتنمية احمللية يف تلك اؼبناطق‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬اآلثار االجتماعية والثقافية لأليكوسياحة‬
‫من الصعب تقدير اآلثار االجتماعية والثقافية لأليكوسياحة كميا‪ ،‬غَت أنو مع مرور الوقت يبكننا مالحظتها‬
‫على السكاف احملليُت‪ .‬وكما ىو اغباؿ بالنسبة لل بيئة الطبيعية‪ ،‬فإف البيئة االجتماعية والثقافية ىي دبثابة عامل جذب‬
‫ومتل ّقي آلثار األيكوسياحة على حد سواء‪ ،‬وإذا أصبحت ىذه اآلثار أكثر سلبية‪ ،‬فإف االستدامة احمللية لأليكوسياحة‬
‫يبكن أف تتعرض للخطر‪ .4‬وربدث اآلثار االجتماعية يف أي منطقة‪ ،‬عندما وبتك الزوار من ـبتلف الثقافات واجملتمعات‬
‫مع السكاف احملليُت‪ ،‬وخصوصا عندما تتحقق التنمية السياحية حيث تصبح ظاىرة للعياف‪ .‬ويعد السكاف األصليوف عامل‬
‫اعبدب األساسي لأليكوسياح الدين يزوروف اؼبناطق الطبيعية البعيدة كاألمازوف‪ ،‬إفريقيا‪ ،‬واؼبناطق البعيدة من الشرؽ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪Louis Dupont, Contribution à l’étude des dimensions économiques du tourisme et des voyages, l’Harmattan,‬‬
‫‪France, 2002, p593‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Marie Lequin, gouvernance en ecotourisme : développement durable, développement régional et démocratie‬‬
‫‪participative, Thèse du doctorat en études urbaines, université du québec à montréal, janvier 2000, p20.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Marie Lequin, écotourisme et gouvernance participative, Presses de l’université du Québec, Canada, 2001, p22.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪http://www.fao.org/docrep/w7714e/w7714e06.htm‬‬ ‫تاريخ اإلطالع على الرابط ‪ 2020/11/18‬على الساعة‪22:34‬‬

‫‪105‬‬
‫الفصل الثاني‪ ................................................:‬األيكوسياحة كأداة فعالة لتحقيق التنمية المحلية‬

‫وحىت ال يتم استغالؽبم وتدمَت ؾبتمعاهتم‪ ،‬من اؼبهم إشراؾ اجملتمعات احمللية يف كل فًتات زبطيط وتنمية األيكوسياحة‪،‬‬
‫كما ينبغي على األيكوسياحة أف تدعم الوعي البيئي والثقايف‪ ،‬التقدير واحملافظة على البيئة‪ ،‬حىت تكوف مستدامة‬
‫اجتماعيا وتفيد اجملتمعات احمللية‪.‬‬
‫وتتحكم يف اآلثار االجتماعية والثقافية لأليكوسياحة عدة عوامل‪ ،‬تشمل‪ :‬حجم تطور السياحة؛ الذي يتعلق‬
‫بعدد السياح مقارنة باجملتمع اؼبضيف‪ ،‬حيث أنو يف الكثَت من الوجهات األيكوسياحية يكوف عدد الزوار صغَت‪ ،‬غَت أ ّف‬
‫ذلك يبثل عدد اؼبقيمُت الدائمُت؛ اؼبستوى االقتصادي للمجتمع اؼبضيف؛ حيث أنو يف الكثَت من الوجهات‪ ،‬يأيت الناس‬
‫من البلداف اؼبتطورة لزيارة السكاف يف البلداف النامية‪ ،‬وهبلبوف معهم العملة الصعبة وينفقوهنا دوف التفكَت يف أف السكاف‬
‫احملليُت ال يبلكوف نفس اغبظوظ أو الفرص؛ أما اعبانب الثالث فيتمثل يف االختالفات الثقافية بُت اؼبضيفُت والزوار‪-‬‬
‫حيث أنو ؼبا يصل السياح إذل وجهتهم؛ هبلبوف معهم معتقدات‪ ،‬قيم وسلوكيات ـبتلفة واليت سوؼ تؤثر على احتكاكهم‬
‫‪1‬‬
‫باجملتمع اؼبضيف‪.‬‬
‫ويقودنا اغبديث يف ىذا العنصر إذل اإلشارة إذل مفهوـ مشروع األيكوسياحة اجملتمعي‪ ،‬والذي يهدؼ إذل‬
‫احملافظة على اؼبوارد الطبيعية وربقيق الرفاه االقتصادي للمجتمعات احمللية‪ ،‬مع الًتكيز على ضرورة ربقيق رفاه اجتماعي‬
‫واغبفاظ على ثقافات األفراد الذين يقطنوف يف مناطق إقامة اؼبشاريع األيكوسياحية‪ ،‬حيث ينص على قياـ اجملتمع احمللي‬
‫بعملية الرقابة على ىذه اؼبشاريع التنموية‪ ،‬وضماف بقاء عوائد وأرباح ىذه اؼبشاريع داخل اجملتمع احمللي وبالتارل عدـ‬
‫‪2‬‬
‫خروجها واالنتفاع هبا‪.‬‬
‫وتعد األيكوسياحة وليدة ؾبتمع معُت‪ ،‬تعطي لو‪ ،‬كما يعطي ؽبا‪ ،‬وىي سياحة قائمة على التفاعل والتأثَت‬
‫اؼبتبادؿ بينها وبُت اجملتمع احمليط هبا‪ ،‬تعطي لو الراحة واألماف ويعطي ؽبا االستضافة‪ ،‬وتنمو العالقات االجتماعية‪ ،‬وتزداد‬
‫اغبركية االجتماعية ‪ ،‬والتنقلية االجتماعية‪ ،‬يف إطار ضوابط سليمة وفعالة‪ ،‬كما أهنا تعمل على ربقيق وربسُت عملية‬
‫ربديث اجملتمع‪ ،‬وزيادة قوة وفاعلية قوى اؼبعاصرة واغبداثة ‪ ،Modernisation‬وتفعيل آلياهتا‪ ،‬سواء عن طريق تعليم‬
‫األجياؿ الصاعدة‪ ،‬أو من خالؿ تغيَت بعض القيم السلبية‪ ،‬وربويلها إذل قيم إهبابية‪ ،‬وتساعد األيكوسياحة على اإلسراع‬
‫بنقل اجملتمعات اؼبنعزلة اؼبنغلقة على ذاهتا يف الداخل‪ ،‬وربويلها إذل ؾبتمعات منفتحة على اػبارج‪ ...‬وسبكينها من أف‬
‫إهبابية ؿبببة إذل اجملتمع احمللي‬ ‫‪International Image‬‬ ‫تستفيد من منجزات اغبضارة‪ ،‬كما أهنا زبلق صورة ذىنية عاؼبية‬
‫بصفة عامة‪ ،‬وإذل ؾبتمع اؼبقصد السياحي بصفة خاصة‪ ،‬دبا يعنيو ذلك من ربسُت النطباعات األجانب وفكرهتم عن‬

‫‪1‬‬
‫‪Dimitrios Diamantis, ecotourism, Op.cit, p16.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Richar Denman, lignes directrices pour le développement de l’écotourisme communautaire, The Tourism‬‬
‫‪Company, juillet 2001, p2.‬‬

‫‪106‬‬
‫الفصل الثاني‪ ................................................:‬األيكوسياحة كأداة فعالة لتحقيق التنمية المحلية‬

‫البلد اؼبضيف والتأثر بو‪ ،‬ومساندتو‪ ،‬ودعم قضاياه ‪ ،‬والتعرؼ على عاداتو وتقاليده ومشاركتها ـبتلف السكاف احملليُت‬
‫األصليُت‪ ،‬والتعريف هبا‪ ،‬كما أ ّهنا تساىم يف تقليل الفجوة بُت األقاليم اؼبختلفة‪ ،‬وزيادة ارتباط السكاف بأراضيهم وبالتارل‬
‫‪1‬‬
‫التقليل من النزوح كبو اؼبناطق اغبضرية‪.‬‬
‫كما تساعد األيكوسياحة على إبقاء اجملتمع احمللي يف حالة عمل دائم‪ ،‬ومستمر‪ ،‬والتقليل من اؼبخاطر اؼبوظبية‬
‫ومصاعبها‪ ،‬وما ينشأ عنها من توتر وقلق واضطراب اجتماعي‪ ،‬خاصة أف األيكوسياحة تساعد أفراد‬ ‫‪Seasonality‬‬
‫‪2‬‬
‫اجملتمع على تطوير قابليتهم واستعدادىم للتغيَت‪ ،‬والتجاوب اإلهبايب مع متطلباتو‪.‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)18‬اآلثار االجتماعية لأليكوسياحة‬

‫الحركية االجتماعية‬ ‫األبعاد االجتماعية‬


‫لأليكوسياحة‬
‫التقدم االجتماعي‬
‫التفاعل والتأثير‬
‫المتبادل‬

‫تحسين نوعية الحياة‬

‫مجتمع أصيل‬ ‫تلبية الحاجيات من‬


‫ومنفتح‬ ‫المعلومات حول المورد‬

‫المشاركة المجتمعية‬

‫المصدر‪ :‬ؿبسن أضبد اػبضَتي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،60‬بتصرؼ‪.‬‬


‫وبصفة عامة‪ ،‬تتمثل األىداؼ االجتماعية الرئيسية لأليكوسياحة يف السماح للمجتمعات احمللية بتحسُت نوعية‬
‫حياهتا ورفاىيتها‪ ،‬وتلبية حاجياهتا من اؼبعلومات حوؿ اؼبورد األيكوسياحي‪ .‬ويرتبط ربقيق ىذه األىداؼ بقدرة اجملتمعات‬

‫‪1‬عايد راضي خنفر‪ ،‬أياد عبد اإللو‪ ،‬تسويق السياحة البيئية والتنوع الحيوي‪ ،‬ؾبلة جامعة أسيوط‪ ،‬اجمللد‪ ،9‬العدد‪ ،02‬العربية السعودية‪ ،‬أكتوبر‪،2006‬‬
‫ص‪.60‬‬
‫‪ 2‬ؿبسن أضبد اػبضَتي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.61‬‬

‫‪107‬‬
‫الفصل الثاني‪ ................................................:‬األيكوسياحة كأداة فعالة لتحقيق التنمية المحلية‬

‫احمللية على ازباذ القرارات واؼبشاركة يف زبطيط‪ ،‬تنفيذ وإدارة اؼبشاريع يف منطقتها‪ ،‬وبالتارل اؼبسانبة يف تنميتها‬
‫احمللية‪ ،‬وبالتارل ينبغي االستعانة بنمط اإلدارة التشاركية يف التسيَت؛ أي أنو لتجنب أف تكوف لأليكوسياحة آثار سلبية‬
‫على اجملتمعات اؼبضيفة ينبغي استشارة السكاف احملليُت واستيعاب مصاغبهم‪ ،‬وذلك منذ مرحلة التخطيط للمشروع‬
‫‪1‬‬
‫األيكوسياحي إذل مرحلة التسيَت‪.‬‬
‫كما أف لأليكوسياحة جانبها الثقايف القائم على نشر اؼبعرفة‪ ،‬وزيادة تأثَت اؼبكوف اؼبعريف على تطوير وتقدصل‬
‫الربامج األيكوسياحية ‪ ،‬خاصة مع تعاظم رغبة السياح يف اغبصوؿ على اؼبعلومات‪ ،‬وازدياد حقهم يف اؼبعرفة‪ ،‬ومن ىنا‬
‫‪2‬‬
‫كاف الدور الثقايف الذي تقوـ بو األيكوسياحة‪ ،‬والذي تظهر أىم معاؼبو يف الشكل اؼبوارل‪.‬‬
‫الشكل (‪ :)19‬اآلثار الثقافية لأليكوسياحة‬

‫رسالة ثقافية‬

‫التنوير البيئي‬
‫رؤية ثقافية‬

‫الجوانب الثقافية‬
‫لأليكوسياحة‬

‫تنمية الوعي البيئي‬

‫تهذيب الممارسة‬
‫ثقافة‬
‫البيئة‬
‫المشاركة البيئية‬

‫االىتمام باآلخرين‬

‫التفاعل الثقافي‬

‫المصدر‪ :‬ؿبسن أضبد اػبضَتي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪ .62‬بتصرؼ‬

‫‪1‬‬
‫‪Marie Lequin, Op.cit, p,p23,24.‬‬
‫‪ 2‬ؿبسن أضبد اػبضَتي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.61‬‬

‫‪108‬‬
‫الفصل الثاني‪ ................................................:‬األيكوسياحة كأداة فعالة لتحقيق التنمية المحلية‬

‫فاعبوانب الثقافية لأليكوسياحة‪ ،‬جوانب تفاعلية قائمة على توسيع ؾباؿ اإلدراؾ وزيادة الوعي والفهم لقضايا‬
‫البيئة‪ ،‬وتعميق اإلحساس بالشعور والتعاوف وأنبية اؼبشاركة وتنمية اؼبعرفة باآلخرين الذين يعيشوف على كوكب األرض‪.‬‬
‫وتكتسب األنبية الثقافية لأليكوسياحة من كوهنا تقود عصر التنوير البيئي‪ ،‬ذلك التنوير الذي أظهر أنبية وقف تدىور‬
‫البيئة الفطرية الطبيعية‪ ،‬وأنبية القضاء على التلوث الذي حدث فيها‪ ،‬وحتمية استعادة التوازف الطبيعي الفطري‪ ،‬وما يعنيو‬
‫ذلك من استعادة قدرة الطبيعة على معاعبة اإلختالالت اليت وبدثها اإلنساف يف البيئة عرب آلياهتا الطبيعية التلقائية‪ ،‬وأف‬
‫يتم ذلك بشكل تلقائي فاعل ومؤثر بإهبابية‪ .‬ومن مث فإف نشر الثقافة عن طريق السياحة‪ ،‬أمر يستند إذل توافر عاملُت‬
‫‪1‬‬
‫رئيسيُت نبا‪:‬‬
‫أوال‪ :‬العامل األول‪ :‬أف األيكوسياحة سبتلك رؤية رباوؿ ربقيقها وتصورا تعمل على إهباده على أرض الواقع اغبي‬
‫اؼبلموس‪ ،‬وىو تصور فاعل وحافز‪ ،‬وموجو لقوى الفعل ومدعم ؽبا‪ ،‬سواء كانت قوى سياحية فاعلة‪ ،‬أو قوى بيئية‬
‫متفاعلة؛‬
‫ثانيا‪ :‬العامل الثاني‪ :‬أف األيكوسياحة ؽبا رسالة‪ ،‬تعمل على توصيلها إذل كافة شعوب العادل‪ ،‬باختالؼ أفرادىا‬
‫وعناصرىا وطبقاهتا‪ ،‬وىي رسالة من أجل اإلنسانية عامة‪ ،‬ػبَتىا‪ ،‬ولسالمتها‪ ،‬ولبقائها‪ ،‬وىي رسالة متعددة األطراؼ‪،‬‬
‫فبتدة اعبوانب‪ ،‬كما أهنا تتعدى نطاؽ كل من اؼبرسل واؼبستقبل‪ ،‬وتطور ذاهتا‪ ،‬ليس فقط يف مضموف وؿبتوى الرسالة‪،‬‬
‫ولكن يف أدوات إرساؿ الرسالة واستقباؿ ردود الفعل‪.‬‬
‫ومن خالؿ تفاعل ىذين العنصرين‪ ،‬تأيت أنبية األيكوسياحة يف دعوهتا إذل تغيَت وتطوير وربسُت سلوؾ اإلنساف‬
‫واؼبشروعات والدوؿ واغبكومات‪ ،‬لتصبح سلوكا سليما وصحيحا وغَت ملوث للبيئة‪ ،‬بل يصَت سلوكا يعمل على معاعبة‬
‫اإلختالالت البيئية‪ .‬حيث تعمل األيكوسياحة على نشر ثقافة احملافظة على البيئة‪ ،‬وعلى زيادة اىتماـ اإلنساف الفرد‬
‫باآلخرين‪ ،‬وعلى زيادة مفهوـ اؼبشاركة والتعاوف‪ ،‬كما أهنا تعمل على احملافظة على اؼبوروث والًتاث الثقايف اإلنساشل‪،‬‬
‫وعلى فهم وإدراؾ ثقافة االختالؼ‪ ،‬وثقافة اغبضارة‪ ،‬واؼبواقع التارىبية‪ ،‬وصناعة األحداث واؼبناسبات الثقافية‪ ،‬والكشف‬
‫‪2‬‬
‫عن الكنوز الثقافية للحضارات القديبة واالىتماـ بصيانتها كجزء من تراث البشرية‪ ،‬وثروهتا اغبضارية‪.‬‬
‫كما تعمل األيكوسياحة على سبكُت اجملتمع احمللي‪ ،‬حيث تشجع على استخداـ اؼبعارؼ احمللية‪ ،‬اؼبواد والعمل‪،‬‬
‫وتوفر الفرصة للمجتمع احمللي لتوليد منافع اقتصادية من السياحة‪ .‬وعالوة على ذلك‪ ،‬فإف تنمية األيكوسياحة يبكن أف‬
‫تعزز اؼبلكية احمللية‪ ،‬تدصل اؽبوية احمللية‪ ،‬وتقوي العدالة االقتصادية يف اجملتمع‪ ،‬وتزيد معظم اؼبنافع للمجتمع احمللي عندما‬

‫‪1‬ؿبسن أضبد اػبضَتي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.63‬‬


‫‪2‬عبد السالـ ؿبصوؿ‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.118‬‬

‫‪109‬‬
‫الفصل الثاني‪ ................................................:‬األيكوسياحة كأداة فعالة لتحقيق التنمية المحلية‬

‫تتطور صناعة السياحة احمللية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإف السكاف احملليُت يف كثَت من األحياف‪ ،‬ال يستطيعوف ربمل بدء التنمية‬
‫السياحية بدوف اؼبساعدة ا ػبارجية‪ ،‬فبا ينتج عنو فقداف السيطرة واؼبنافع‪ ،‬ومن أجل تقليل ذلك‪ ،‬ينبغي استخداـ ؾبموعة‬
‫من القيود واؼببادئ التوجيهية للحفاظ على عملية أيكوسياحية ؾبتمعية صغَتة اغبجم‪ .‬ويتمثل اعبانب اإلهبايب اآلخر يف‬
‫‪1‬‬
‫أف األيكوسياحة يبكن أف زبلق تقدير نسيب للثقافة احمللية‪ ،‬وتساىم يف التفهم الدورل ؼبختلف الثقافات‪.‬‬
‫وبصورة عامة‪ ،‬فإف إشراؾ اجملتمع احمللي يبكن أف يولد شعورا بالفخر وشكال من أشكاؿ اؼبلكية‪ ،‬ويف الوقت‬
‫نفسو يعمل كحاجز ضد بعض مصادر االستثمار خارج اؼبنطقة احمللية‪ .‬كما أنو ىبلق اؼبزيد من فرص التنويع من خالؿ‬
‫أشكاؿ جديدة من ا ؼبؤسسات البيئية‪ ،‬ومن مث فإف توفَت الفوائد احمللية واإلقليمية وبتاج إذل التزاـ من موفري ذبارب‬
‫األيكوسياحة ‪ ،‬بتقسيم عادؿ للفوائد على اجملتمع احمللي‪ ،‬على الرغم من أنو يف بعض اغباالت قد تًتكز شركات‬
‫األيكوسياحة يف ؾبتمعات أخرى أو تتضمن اؼبلكية الوطنية أو اؼبتعددة اعبنسيات‪.‬‬
‫ويعد تسويق الطقوس الثقافية التقليدية كمشاىدة االحتفاالت الدينية من بُت اآلثار السلبية اليت يبكن أف ربدث‬
‫كنتيجة لوجود السياح على اجملتمعات احمللية‪ ،‬وىو ما يسمى "بتأثَت حديقة اغبيواف "‪ ،‬حيث ينعدـ وجود أي تفاعل‬
‫متبادؿ بُت الزوار والسكاف احملليُت‪ .‬ويف اؼبقابل‪ ،‬قد وبدث أف تشكل السياحة يف بعض اؼبناطق مثل الشماؿ الكندي‬
‫الكبَت‪ ،‬أداة إلعادة انتشاؿ وإحياء اؼبمارسات الثقافية اؼبنسية أحيانا للسكاف األصليُت‪ ،‬فبا يساعد على إعادة إعطاء‬
‫الفخر وإعادة بناء اؽبوية اعبماعية‪ 2.‬كما أ ّف توافد السياح إذل مناطق اعبذب السياحي حاملُت معهم ثقافاهتم اؼبختلفة‪،‬‬
‫يبكن أف تؤدي إذل تبادؿ السكاف احملليُت لبعض مالمح الثقافات األجنبية‪ ،‬وىذا ما قد يفقد اؼبنطقة جزء ىويتها‬
‫الثقافية‪ 3.‬كما قد يقتدي بعض السكاف احملليُت بأمباط حياة السياح ووباولوف تقليد ثقافتهم ويغَتوف عاداهتم الغدائية‬
‫‪4‬‬
‫وطريقة لباسهم وحىت سلوكهم االجتماعي‪.‬‬
‫وعلى العموـ تشَت نتائج الكثَت من الدراسات أف األيكوسياحة يبكن أف تتسبب يف الكثَت من اآلثار الثقافية‬
‫اإلهبابية والسلبية على اجملتمعات اؼبضيفة‪ ،‬واليت يبكن تلخيصها يف اعبدوؿ اؼبوارل‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Michael luck, Torsten kirstges, Global ecotourism policies and case studies: perspectives and constraints, SHORT‬‬
‫‪RUN PRESS, Great Britain, 2003, p150.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Marie Lequin, op.cit, p24.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Laurent Denais, op.cit, p32.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Marie Lequin, écoutourisme et gouvernace participative,op.cit, p23.‬‬

‫‪110‬‬
‫الفصل الثاني‪ ................................................:‬األيكوسياحة كأداة فعالة لتحقيق التنمية المحلية‬

‫الجدول رقم (‪ :)13‬اآلثار الثقافية المحتملة لتنمية األيكوسياحة‬


‫بنود اآلثار‬ ‫أنواع اآلثار‬
‫السلبية‬ ‫التغير الثقافي‬
‫‪-‬جعل الثقافة التقليدية شبيهة بثقافة السائح؛‬
‫‪-‬زبفيف الثقافة التقليدية جملتمع السكاف احملليُت؛‬
‫‪-‬استبداؿ القيم التقليدية للسكاف بقيم السياح؛‬
‫‪-‬تقليل االحًتاـ للثقافة التقليدية؛‬
‫‪-‬تغيَت االحتفاالت التقليدية؛‬
‫‪-‬التخلي عن اؼبؤسسات التقليدية (مثل الزراعة) من أجل االلبراط يف صناعة‬
‫األيكوسياحة؛‬
‫السلبية‬ ‫االنتهاك الثقافي‬
‫‪-‬ازدياد هنب وزبريب اؼبواقع الثقافية‪ ،‬التارىبية‪ ،‬والدينية؛‬
‫‪-‬ازدياد اللباس غَت اؼبناسب ثقافيا من قبل السياح؛‬
‫‪-‬التسبب يف االستخداـ غَت اؼبناسب ثقافيا للكحوؿ؛‬
‫فقدان األصالة الثقافية السلبية‬
‫‪-‬تسليع الثقافة التقليدية؛‬
‫‪-‬تغيَت الثقافة احمللية لتلبية طلبات السياح؛‬
‫‪-‬تقويض أصالة منتجات الثقافة احمللية عن طريق التسليع؛‬
‫السلبية‬ ‫التهميش الثقافي‬
‫‪-‬حث اؼبقيم على أف يصبح 'رجل ىامشي'؛‬
‫الخوف من االختالف السلبية‬
‫‪-‬التسبب يف الصدمة الثقافية؛‬ ‫الثقافي‬
‫‪-‬تشجع عدـ رضا السياح على جوانب من الثقافة احمللية (الصيد‪ ،‬الزراعة)؛‬
‫‪-‬تثَت مشاعر السخط لدى السائح؛‬

‫‪111‬‬
‫الفصل الثاني‪ ................................................:‬األيكوسياحة كأداة فعالة لتحقيق التنمية المحلية‬

‫‪-‬تدخل السياح يف اغبياة اليومية للمقيمُت؛‬


‫‪-‬زيادة الصراعات بُت اؼبقيمُت؛‬
‫االيجابية‬ ‫االحترام الثقافي‬
‫‪-‬ربسُت التقدير الذايت والفخر باجملتمع لدى اؼبقيمُت؛‬ ‫واإلصرار‬
‫‪-‬احملافظة على القصص والفلكلور اؼبوجود؛‬
‫‪ -‬دمج التاريخ احمللي‪ ،‬التقاليد‪ ،‬األحداث‪ ،‬الثقافات‪ ،‬أمباط اغبياة‪ ،‬الديانات‪ ،‬والقيم مع‬
‫ذبربة السياح؛‬
‫‪-‬تشجيع اؼبقيمُت على اؼبشاركة الفعالة يف الثقافة التقليدية جملتمعاهتم؛‬
‫‪-‬إعادة إحياء الفنوف احمللية‪ ،‬األحداث الثقافية‪ ،‬وتقاليد اؼبنطقة؛‬
‫‪ -‬زيادة الرعاية اؼبالية للمقيمُت للًتاث الثقايف من خالؿ العوائد اؼبالية اليت هبنوهنا من‬
‫األيكوسياحة؛‬
‫‪-‬توفَت منح دراسية للطالب احملليُت من خالؿ عوائد األيكوسياحة‪.‬‬

‫السلبية‬ ‫التغير اللغوي‬


‫‪-‬تقليل استخداـ اللغات التقليدية اليت يتكلم هبا اؼبقيموف احملليوف؛‬
‫االيجابية‬ ‫التفاىم الثقافي‬
‫‪-‬زيادة التعليم والتفسَت الثقايف للزوار؛‬
‫‪-‬دعم قابلية اؼبقيمُت لفهم ثقافة السياح؛‬
‫‪-‬تشجيع اؼبقيمُت على إعادة قراءة الثقافات التقليدية؛‬
‫‪-‬تشجيع تبادؿ الثقافات واؼبعتقدات بُت اؼبقيمُت والزوار؛‬
‫السلبية‬
‫‪-‬فرض تفسَت مبطي على الثقافة احمللية؛‬
‫المحافظة على التراث االيجابية‬
‫‪-‬زيادة احًتاـ اؼبقيمُت لًتاثهم الثقايف؛‬ ‫والقيم‬

‫‪112‬‬
‫الفصل الثاني‪ ................................................:‬األيكوسياحة كأداة فعالة لتحقيق التنمية المحلية‬

‫‪-‬تسهيل احملافظة على الًتاث الثقايف؛‬


‫‪-‬اؼبسانبة يف إدارة اؽبندسة اؼبعمارية بواسطة خصائص تقليدية؛‬
‫السلبية‬
‫‪-‬فقداف مباشل اجملتمع ػبصائصها التقليدية تدرهبيا؛‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحث‬
‫من خالؿ ما تقدـ نستنتج أف األيكوسياحة تنظر إذل اؼبوروث االجتماعي والثقايف كأصوؿ ينبغي اغبفاظ عليها‬
‫وتشجيع فبارستها بُت أوساط السكاف احملليُت‪ ،‬ألهنا تشكل ميزة تنافسية سياحية سبيز تلك اؼبنطقة عن بقية اؼبناطق‪ ،‬وىو‬
‫ما يسمح ؽبا خبلق منتج أيكوسياحي فريد وتنافسي‪ .‬لذلك تعمل األيكوسياحة على احملافظة على اؼبقومات اإلجتماعية‬
‫والثقافية للمجتمعات احمللية‪ ،‬وتنادي بضرورة ترسيخها بُت أوساط األجياؿ اغبالية للمجتمعات احمللية من أجل ضماف‬
‫استمرارىا‪ ،‬واحملافظة على ىويتها الثقافية‪ ،‬وبالتارل تساىم األيكوسياحة اهبابيا يف ترسيخ البعد االجتماعي والثقايف للتنمية‬
‫احمللية‪ ،‬من خالؿ احملافظة على القيم الثقافية والعادات والتقاليد اػباصة باجملتمعات احمللية‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬اآلثار السياسية لاليكوسياحة‬
‫تعددت ؾباالت العمل السياسي‪ ،‬وتنوعت اىتمامات السياسيُت مع تنوع اىتمامات األفراد‪ ،‬وتنوع القضايا‬
‫السياسية‪ ،‬واكتسبت ىذه القضايا جوانب وأبعاد جديدة‪ ،‬بل أصبحت القضايا غَت السياسية سياسة حبكم اتصاؽبا‬
‫حباضر ومستقبل األفراد واعبماعات‪ ،‬وتعد قضية التلوث البيئي أىم ىذه القضايا‪ ،‬وكذا احملافظة على صحة وسالمة‬
‫‪1‬‬
‫البيئية‪ ،‬ومن مث أصبحت االيكوسياحة حبكم فبارستها ذات طابع سياسي يوضحو لنا الشكل اؼبوارل‪.‬‬

‫‪1‬عبد السالـ ؿبصوؿ‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪ .114‬بتصرؼ‬

‫‪113‬‬
‫الفصل الثاني‪ ................................................:‬األيكوسياحة كأداة فعالة لتحقيق التنمية المحلية‬

‫الشكل (‪ :)01‬اآلثار السياسية لأليكوسياحة‬

‫االستقرار السياسي‬ ‫الجوانب السياسية‬


‫لأليكوسياحة‬
‫البرامج السياسية لألحزاب‬

‫انشغاالت الناخبين‬ ‫األمن السياسي‬


‫للدولة‬

‫الضغوطات الدولية‬
‫ممارسات‬
‫صحيحة‬
‫االتفاقيات الدولية‬
‫لأليكوسياحة‬
‫السمعة الدولية‬

‫المصدر‪ :‬ؿبسن أضبد اػبضَتي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.58‬‬


‫يتضح لنا من ىذا الشكل أف انزعاج األفراد واعبماعات من التلوث دبختلف أنواعو‪ ،‬وكذا السياسات‬
‫واؼبمارسات البيئية اػباطئة اليت تطاؿ البيئة‪ ،‬واحتجاجهم عليها‪ ،‬قد تعرض األمن السياسي ألية دولة إذل انزالقات أمنية‬
‫غَت ؿبمودة العواقب‪ ،‬ومن مث فإف العمل على تصحيح ىذه اؼبمارسات وضماف سالمة البيئة يعترباف من متطلبات األمن‬
‫السياسي للدولة‪ ،‬وىو ما يقع يف صلب عمل األيكوسياحة‪ .‬حيث أصبحت البيئة واالىتماـ بسالمتها من أىم عناصر‬
‫الربامج السياسية لألحزاب‪ ،‬وأصبحت اىتمامات وؿباور احملافظة على السالمة والصحة البيئية الفطرية‪ ،‬ومعاعبة التلوث‬
‫الذي حدث فيها ضمن ؾباالت التنافس بُت القوى السياسية اؼبتصارعة للفوز باؼبقاعد السياسية يف الربؼباف‪...‬بل لقد‬
‫‪1‬‬
‫أنشئت أحزاب (اػبضر) من أجل البيئة الفطرية‪...‬وأصبحت ىذه األحزاب ؽبا قوة‪ ،‬وؽبا فاعلية يف الساحة السياسية‪.‬‬
‫وقد خصصت الكثَت من الدوؿ يف الوقت الراىن حقائب وزارية للبيئة‪ ،‬فأصبحت ؽبا وزارات‪ ،‬ووضعت ؽبا‬
‫اػبطط والربامج ورصدت ؽبا األمواؿ‪ ،‬حيث أصبحت البيئة جزءا من عمل اغبكومات‪ ،‬كما ربرص الدوؿ على‬
‫االستجابة للضغوط الدولية من أجل ضباية البيئة وتغيَت السياسات البيئية غَت اؼبستدامة‪ ،‬بغية ربسُت صورهتا أماـ اجملتمع‬
‫الدورل كمدافع عن البيئة‪ ،‬وكذا تطبيقا ؼببدأ حسن التعامل واعبوار‪ ،‬وقد ربدث الكثَت من الصراعات واغبروب بُت الدوؿ‬

‫‪1‬ؿبسن أضبد اػبضَتي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪ ، 65‬بتصرؼ‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫الفصل الثاني‪ ................................................:‬األيكوسياحة كأداة فعالة لتحقيق التنمية المحلية‬

‫نتيجة للتلوث البيئي العابر للحدود‪ ،‬األمر الذي ينعكس على االستقرار السياسي للدولة‪ ،‬فسالمة البيئة ؽبا أثر على‬
‫احملافظة على استمرار اغبكومات‪ ،‬وضماف عدـ وجود معارضة قوية ؽبا‪ ،‬سواء كانت معارضة ؿبلية أو دولية‪ ،‬وضماف والء‬
‫الناخبُت احملليُت‪ ،‬خاصة عندما يشعر الناخبوف باىتماـ حكوماهتم بالبيئة وسالمتها وصحتها‪ ،‬واىتماـ براؾبها االنتخابية‬
‫‪1‬‬
‫بالصحة البيئية‪ ،‬وباستعادة آلياهتا وسبتعها بالسالمة واغبيوية‪.‬‬
‫من خالؿ ما سبق نستنتج أف األيكوسياحة تساىم يف دعم البعد السياسي للتنمية احمللية‪ ،‬حيث تعمل على‬
‫زيادة الوعي السياسي لكل من السكاف احملليُت وكذلك األحزاب السياسية‪ ،‬وذلك بضرورة تنظيمهم سياسيا وتعيُت‬
‫فبثلُت عنهم من أجل اؼبطالبة حبقوقهم‪ ،‬وإدراج االعتبارات البيئية ضمن أجنداهتم وـبططات عملهم اؼبستقبلية‪ ،‬والضغط‬
‫على اغبكومات من أجل إصدار لوائح وتشريعات تسمح حبماية مقوماهتم الطبيعية والثقافية‪ ،‬والتقليل من التلوث البيئي‬
‫الناتج عن األنشطة السياحية‪ ،‬فبا ينعكس اهبابيا على التمكُت السياسي للسكاف احملليُت‪ ،‬ويسمح بتجنب االضطرابات‪،‬‬
‫وىو ما يؤدي إذل ربقيق االستقرار السياسي داخل البلداف‪ ،‬وربسُت صورهتا اػبارجية كبلد ؿبافظ على البيئة‪.‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬اآلثار البيئية لأليكوسياحة‬
‫تعد البيئة األصل الطبيعي الذي يزدىر بسبب األيكوسياحة؛ حيث أنّو إذا دل يتم تطوير األيكوسياحة وإدارهتا‬
‫تقوض مفهوـ االستدامة بكاملو‪ .‬كما أف توقيت ومدة‬
‫بشكل سليم فإهنا يبكن أف تؤدي إذل آثار سلبية من شأهنا أف ّ‬
‫زيارة األيكوسياح إذل اؼبنطقة اغبساسة‪ ،‬وطبيعة العالقة األثر‪-‬االستخداـ‪ ،‬توحي بأف األيكوسياحة يبكن أف تشكل ربديا‬
‫كبَتا لنظم اؼبوارد البيئية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فقد اعًتؼ معظم اؼبتعاملُت األيكوسياحيُت بقيمة االستدامة واحملافظة على البيئة‪،‬‬
‫وأهنم بصدد تغيَت فبارساهتم التجارية من أجل احملافظة على اؼبوارد الطبيعية وضباية البيئة‪ .‬وينطبق الشيء نفسو على‬
‫األيكوسياح؛ الذين يبكنهم دعم ىذه التنمية من خالؿ تثقيف أنفسهم أكثر حوؿ اآلثار البيئية اليت يبكن أف تنشأ عن‬
‫األيكوسياحة والسياحة بشكل عاـ‪ ،‬وأيضا من خالؿ ربديد خيارات سفرىم كبو تلك الوجهات اليت تدعم ضباية البيئة‬
‫‪2‬‬
‫واحملافظة على العجائب الطبيعية لألرض‪.‬‬
‫وبالرغم من مركزية البيئة بالنسبة لأليكوسياحة‪ ،‬فإف ىناؾ القليل من اؼبعارؼ اؼبًتاكمة فيما يتعلق بآثار‬
‫األيكوسياحة على البيئة‪ ،‬وانعكاسات ىذه اآلثار على ذبربة األيكوسائح‪ .‬ويرجع ذلك أساسا إذل درجة تعقيد ىذه‬
‫اآلثار وصعوبة تقييمها بدقة‪ ،‬باإلضافة إذل قلة األحباث اؼبقارنة يف ىذا اجملاؿ‪ ،‬ومع ذلك‪ ،‬فإنو غالبا ما تصنّف أثار‬
‫‪3‬‬
‫األيكوسياحة باستخداـ تصنيفات مثل 'مباشرة' و 'غَت مباشرة' أو 'على اؼبوقع' و 'خارج اؼبوقع'‪.‬‬

‫‪1‬عبد السالـ ؿبصوؿ‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.115‬‬


‫‪2‬‬
‫‪Dimitrios Diamantis, Ecotourism: management and assessment, TJ I Digital, Padstow, Cornwall, UK, 2004, p15.‬‬
‫على الساعة ‪23:09‬تاريخ االطالع على الرابط ‪http://www.fao.org/2020/10/15‬‬
‫‪3‬‬

‫‪115‬‬
‫الفصل الثاني‪ ................................................:‬األيكوسياحة كأداة فعالة لتحقيق التنمية المحلية‬

‫تشجع األيكوسياحة على اإلدارة اؼبستدامة للموارد الطبيعية‪ ،‬حيث ينظر إليها كأداة‬
‫ومن الناحية النظرية‪ّ ،‬‬
‫للمحافظة على التنوع البيولوجي واألنظمة البيئية اؼبهددة‪ ،‬وخاصة يف البلداف النامية‪ ،‬كما تسمح باستعادة مواطن‬
‫اغبيوانات‪ ،‬وتشمل اآلثار البيئية االهبابية لأليكوسياحة أيضا زيادة الوعي البيئي لألطراؼ الفاعلة يف األيكوسياحة‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫ربسُت نوعية وخصائص اؼبناظر الطبيعية‪ ،‬اؼبسطحات اؼبائية‪ ،‬ونوعية اؼباء واؽبواء‪.‬‬
‫كما يبكن لأليكوسياحة ربت ظروؼ معيّنة‪ ،‬أف تعزز ضباية اؼبناطق الطبيعية بفضل برامج احملافظة اليت تقوـ‬
‫يعرب السياّح الوافدين من‬
‫باستحداثها‪ ،‬حيث يتم سبويل ىذه الربامج من قبل وكاالت اإلعانة أو اؼبنظمات غَت اغبكومية‪ .‬و ّ‬
‫الدوؿ الصناعية عن رغبتهم الكبَتة يف الدفع من أجل احملافظة على التنوع البيولوجي يف البلداف النامية‪ ،‬حيث تستخدـ‬
‫العوائد االقتصادية الناصبة لتمويل احملافظة على األنظمة البيئية يف البلداف اؼبعنية‪ .‬ويتم استخداـ اإليرادات اليت تتولد عن‬
‫األيكوسياحة يف ربسُت مستوى معيشة اجملتمعات احمللية‪ ،‬وتشجيعهم على تقليل ضغطهم على البيئة؛ وذلك من خالؿ‬
‫استبداؿ األنشطة التقليدية األقل احًتاما للبيئة (االستغالؿ غَت اؼبشروع والالعقالشل للموارد الغابية‪ ،‬الزراعة اؼبكثفة‪،‬‬
‫الصيد اعبائر‪ ،‬صبع أنواع اغبيوانات والنباتات‪ ،‬اخل‪ ).‬باألنشطة األيكوسياحية اؼبختلفة (اؼبرشدين‪ ،‬اغبرؼ اليدوية اؼبوجهة‬
‫الصلة بُت اإلنساف‪ -‬الطبيعة‪ .‬ويف ىذا السياؽ‪ ،‬فإف األيكوسياحة سوؼ‬
‫للسياح‪ ،‬األمن‪ ،‬اخل‪ ،).‬فبا يسمح باستعادة ّ‬
‫‪2‬‬
‫تكوف اسًتاتيجية مرحبة للجانبُت (اسًتاتيجية رابح‪-‬رابح)‪.‬‬
‫وتصنّف اآلليات اليت تولّد األيكوسياحة من خالؽبا آثار بيئية اهبابية على البيئة الطبيعية إذل طبس فئات رئيسية‬
‫ىي‪ :‬النشاط البيئي‪ ،‬دعم اؼبنظمات البيئية غَت اغبكومية‪ ،‬اؼبسانبات يف وكاالت إدارة اؼبناطق احملمية العامة‪ ،‬اؼبسانبات‬
‫يف جهود احملافظة اجملتمعية‪ ،‬ودعم ؿبميات احملافظة على البيئة اػباصة‪ .‬وتعد قدرة األيكوسياحة على التأثَت بشكل اهبايب‬
‫على سياسات اغبكومة أو الدولة اذباه احملميات واحملافظة‪ ،‬عن طريق التشريعات‪ ،‬حيازة األراضي‪ ،‬التوظيف واؼبيزانيات‬
‫الص عب تقييم ىده العملية السياسية واسعة النطاؽ‪ .‬وتوفر مدغشقر مثاؿ على ذلك‪ ،‬حيث يتم‬
‫أىم آلية؛ غَت أنو من ّ‬
‫إدارة ؿبمياهتا منذ سنة ‪1992‬ـ من طرؼ مؤسسة غَت حكومية أنشأت دبوجب مرسوـ حكومي‪" :‬اؼبنظمة الوطنية إلدارة‬
‫احملميات الطبيعية يف مدغشقر"‪ ،‬واليت مت تأسيسها بعد عقود من جهود اؼبنظمات غَت اغبكومية احملافظة على البيئة‪،‬‬
‫وحسب اؼبوقع اإللكًتوشل للمنظمة فإف ‪ %50‬من رسوـ الدخوؿ إذل احملمية تستخدـ يف تنمية مشاريع اجملتمع احمللي‬
‫باؼبناطق احمليطة باغبدائق‪ .‬وتستمد ىذه الرسوـ بصفة كبَتة من السياح الدوليُت الذين يزوروف اغبدائق الوطنية يف‬
‫مدغشقر‪ ،‬غالبا مع منظمي الرحالت السياحية‪ ،‬ؼبشاىدة الليمور‪ ،‬الطيور واغبرباء‪ .‬ومن الواضح أف ىذه اؼبقاربة كانت‬

‫‪1‬‬
‫‪Biju Abraham, K Nagarajan, Alex K Thottunkel, op.cit, p87.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Géraldin Froger, La mondialisation contre le développement durabe ?, P.I.E-PETER LANG, Bruxelles, Belgique,‬‬
‫‪2006 , p289.‬‬

‫‪116‬‬
‫الفصل الثاني‪ ................................................:‬األيكوسياحة كأداة فعالة لتحقيق التنمية المحلية‬

‫ناجحة‪ ،‬حيث أنو منذ سنة ‪2004‬ـ‪ ،‬أعلنت حكومة مدغشقر عن ىدؼ رظبي من أجل زيادة مساحة اغبدائق الوطنية‬
‫من ‪17.000‬كلم‪ 2‬إذل ‪60.000‬كلم‪ 2‬ؼبواجهة إزالة الغابات اغبالية دبا يفوؽ ‪ 2000‬كلم‪ 2‬سنويا‪ ،‬وىو ما يبثل زيادة‬
‫‪1‬‬
‫حبوارل ‪ %10‬من إصبارل مساحة البالد‪.‬‬
‫ويرى أنصار األيكوسياحة أف أنشطتها غَت ىدامة للبيئة‪ ،‬وذلك بسبب عدد الزوار وأحجاـ اجملموعات الصغَتة‪،‬‬
‫كما أف السياح يتمتعوف بوعي بيئي كاؼ‪ ،‬ولذلك يفًتض أهنم وبًتموف اؼبناطق الطبيعية‪ .‬وبالرغم من ذلك‪ ،‬إذا كانت‬
‫األيكوسياحة ربث على ضباية البيئة‪ ،‬وتعزز ذبديد اؼبواطن الطبيعية واحملافظة عليها نظريا‪ ،‬فإهنا غالبا ما تًتكز يف البيئات‬
‫الفريدة واغبساسة‪ ،‬واليت ؽبا قدرة ؿبدودة على ربمل ضغوط االستخداـ‪ ،‬حيث يكفي أف يكوف زبطيطها وإدارهتا سيئُت‬
‫حىت يكوف ؽبا آثار سلبية على مدمرة على البيئة‪ ،‬سواء من حيث ضغط اؼبلوثات أو النفايات‪.‬‬
‫وىناؾ أسباب وجيهة تدفع بعض احملذرين من األيكوسياحة لالعتقاد أهنا يبكن أف تولّد نتائج وخيمة على‬
‫‪2‬‬
‫البيئة‪ ،‬ومن بُت ىذه األسباب‪:‬‬
‫أوال‪ :‬مكان حدوث األيكوسياحة‪ :‬عادة ما يتم توجيو األيكوسياحة إذل أماكن خاصة جدا واليت قد تكوف ؽبا قدرة‬
‫ؿبدودة على ربمل ضغوطات االستخداـ‪ ،‬ويتم تشجيع الزوار احملتملُت على الذىاب قبل فوات األواف؛‬
‫ثانيا‪ :‬وقت حدوث األيكوسياحة‪ :‬قد ربدث الزيارة أيضا يف أوقات حساسة‪ ،‬مثل مواسم التكاثر والتزاوج أو عندما‬
‫تكوف اغبيوانات اؼبفًتسة بصدد مالحقة فرائسها؛‬
‫ثالثا‪ :‬العالقة بين األثر واالستخدام‪ :‬يف غياب اؼبعلومات الكافية‪ ،‬غالبا ما يفًتض أف العالقة بُت حجم االستخداـ‬
‫واآلثار اؼبرتبطة هبا خطية‪ .‬لكن من غَت اؼبرجح أف يكوف األمر كذلك‪ ،‬ففي الواقع‪ ،‬من اؼبرجح أف تكوف العالقة على‬
‫شكل منحٌت قطع مكافئ‪ ،‬حيث أنو حىت األعداد الصغَتة من الزوار تولّد آثارا كبَتة‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬اآلثار خارج الموقع‪ :‬حىت لو كانت اآلثار على اؼبوقع صغَتة‪ ،‬فإف اآلثار خارج اؼبوقع قد تكوف كبَتة‪ .‬حيث‬
‫يقطع األيكوسياح عادة مسافات طويلة باستخداـ الطائرة اليت تستهلك كميات كبَتة من الطاقة للفرد الواحد وتساىم يف‬
‫تغَت اؼبناخ العاؼبي بقدر ما‪ ،‬وردبا أكثر من ما يستهلكو يف اؼبتوسط السائح اعبماعي‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫وبشكل عاـ تشمل اآلثار العكسية اليت يبكن أف تتسبب فيها األيكوسياحة على البيئة‪ ،‬ما يلي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Ralf Buckley, Evaluating the net effects of ecotourism on the environment: a framework, first assessment and‬‬
‫‪future research, Journal of Sustainable Tourism. Vol 17, No 6, Routledge, England, November 2009, p650.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Geoffrey Wall, Is ecotourism sustainable ?, Environmental Management Vol. 21, No. 4, Springer-Verlag New York‬‬
‫‪Inc, USA, 1997, p487.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Environmental issues and best practices, http://videa.ca/wp-content/uploads/2015/08/Environmental-issues-in-‬‬
‫‪Ecotourism.pdf‬‬

‫‪117‬‬
‫الفصل الثاني‪ ................................................:‬األيكوسياحة كأداة فعالة لتحقيق التنمية المحلية‬

‫‪-0‬تآكل أو انضغاط التربة‪ :‬من جراء الطرؽ واؼبمرات سيئة التصميم اليت ال تتبع اؼبمرات الطبيعية؛ التحركات خارج‬
‫الطرؽ لتجنب الرطبة منها؛ اؼبناطق الوعرة وذات األخاديد‪ ،‬السَت خارج الطرؽ‪ ،‬وفبرات السيارات من أجل رؤية‬
‫اغبيوانات الفريدة أو ميزات اؼبوارد؛ والبنية التحتية سيئة التخطيط أو االستخداـ اؼبفرط يف اؼبناطق مثل أماكن التخييم‬
‫وطرؽ اعبوالت السياحية‪.‬‬
‫‪-2‬تخريب الموارد المائية ونوعيتها‪ :‬بسبب التصميم غَت اؼبناسب؛ ووضع اؼبراحيض وخزانات الصرؼ الصحي؛‬
‫‪1‬‬
‫والنفايات الصلبة؛‬
‫‪-3‬إزالة الغابات عن طريق حصد اغبطب؛ التخييم؛ والبناء‪.‬‬
‫‪ -4‬تدمَت النباتات الفريدة؛‬
‫‪-5‬تغيَت سلوؾ اغبيوانات بسبب التدخل البشري‪ ،‬من خالؿ االحتكاؾ باغبيوانات واالقًتاب منها وإطعامها؛‬
‫‪-6‬التلوث بسبب القمامة؛ ـبلفات النفط؛ أو عوادـ السيارات؛‬
‫ويبكن تصنيف آليات اغبد من اآلثار البيئية السلبية لأليكوسياحة على نطاؽ واسع إذل آليات تكنولوجية‬
‫وسلوكية‪ .‬ويف حُت يستخدـ معظم السياح دبا فيهم األيكوسياح وسائل آلية يف السفر‪ ،‬تشكل الضوضاء‪ ،‬االنبعاثات‬
‫اعبوية ويف بعض األحياف االنبعاثات اؼبائية من احملركات‪ ،‬اؼبصادر الرئيسية للتلوث يف صبيع أكباء العادل‪ ،‬فهي ذات أنبية‬
‫كبَتة بالنسبة عبودة البيئة العاؼبية‪ ،‬وقد اجتذبت استثمارات واسعة النطاؽ واىتماـ السياسة يف معظم الدوؿ اؼبتقدمة‪.‬‬
‫ويبكن ؼبشغلي األيكوسياحة اعتماد تقنيات احملركات األقل تأثَتا‪ ،‬بالرغم من أهنم ال يشاركوف يف تطويرىا عموما‪ ،‬فعلى‬
‫سبيل اؼبثاؿ يبكنهم استخداـ ؿبركات الدفع الرباعية بدال من استخداـ ؿبركات الدفع الثنائية‪ ،‬أو احملركات الكهربائية أو‬
‫اؽبجينة لنقل اؼبوظفُت والعمالء‪ .‬ومع ذلك فإف القليل منهم يفعل ذلك‪ ،‬وعموما عندما تتطلبها اللوائح احمللية فقط‪ ،‬على‬
‫سبيل اؼبثاؿ للوصوؿ إذل اؼبمرات اؼبائية حيث يسمح للقوارب فقط باستخداـ احملركات الكهربائية‪.‬‬
‫ويشكل التصميم‪ ،‬البناء‪ ،‬وعملية اإلقامة‪ ،‬ظبة أساسية لقطاع األيكوسياحة التجارية‪ .‬ويشمل ذلك‪ :‬تكييف‬
‫اؼبباشل العامية‪ ،‬واعتماد األساليب اؼبعمارية العامية؛ استخداـ اؼبواد احمللية واؼبعاد تدويرىا؛ أنظمة إمدادات الطاقة واؼبياه‬
‫واالستخداـ الفعاؿ؛ إعادة التدوير‪ ،‬السيما اؼبواد الغذائية وغَتىا من اؼبواد االستهالكية؛ تقنيات معاعبة مياه الصرؼ‬
‫الصحي منخفضة التأثَت‪ .‬وبالرغم من أف جوانب مثل كفاءة الطاقة واؼبياه ؽبا أنبية كبَتة على اؼبستوى العاؼبي‪ ،‬فإف‬
‫اؼبسانبة اإلصبالية لقطاع األيكوسياحة نفسو صغَتة‪ ،‬ما دل توفر عمليات األيكوسياحة تأثَتا ذبريبيا أو اختبارا تقنيا يؤدي‬
‫إذل ما يسمى بتعميم ربسُت كفاءة اؼبياه والطاقة عرب صناعة السياحة بأكملها‪ .‬وىذا يقودنا إذل قضية اغبجم اؼبثَتة‬
‫‪1‬‬
‫‪Jaime A.Seba, ecotourism and sustainable tourism: new perspectives and studies, Apple academic press, Canada,‬‬
‫‪2012, p46.‬‬

‫‪118‬‬
‫الفصل الثاني‪ ................................................:‬األيكوسياحة كأداة فعالة لتحقيق التنمية المحلية‬

‫للجدؿ‪ ،‬كما يؤدي إذل التمييز الدالرل بُت األيكوسياحة والسياحة اؼبستدامة‪ .‬ويبدو بالفعل أف التقنيات ذات التأثَت‬
‫اؼبنخفض قد اعتمدت يف السابق‪ ،‬وأف تكوف أكثر شيوعا يف الوقت اغبارل يف عمليات األيكوسياحة مث صناعة السياحة‬
‫بكاملها‪ .‬كما أنو ال يبدو أف ىناؾ أي أدلة قاطعة‪ ،‬لتحديد ما إذا كاف أي اعتماد مبكر ؼبثل ىذه التكنولوجيات من قبل‬
‫مشغلي األيكوسياحة قد ىبلق ضغوط تنظيمية وسوقية لتحسُت استدامة صناعة السياحة السائدة‪ ،‬أو ما إذا كانت ىذه‬
‫‪1‬‬
‫الضغوط قد ظهرت بشكل مستقل كمظهر من مظاىر االىتمامات البيئية اجملتمعية الواسعة‪.‬‬
‫ويبكن القوؿ أف معظم متعاملي الوكاالت األيكوسياحة التجارية اليت اعتمدت ىذه التدابَت السلوكية‪ ،‬فعلوا‬
‫ذلك ألسباب ذبارية ؿبضة ‪ ،‬إما للحصوؿ على تراخيص الدخوؿ واالشتغاؿ داخل احملميات الطبيعية‪ ،‬أو للمسانبة يف‬
‫إرضاء العميل وبالتارل تكرار األعماؿ واإلحاالت‪ .‬وبالنظر إذل ىذا التحليل فإف االعتبار الرئيسي ىو النتائج وليس‬
‫الدوافع‪ .‬بالنسبة لبعض اآلليات‪ ،‬تكوف النتائج واضحة نسبيا‪ ،‬فإذا مت حظر األنشطة ذات التأثَت الكبَت يف منطقة معينة‪،‬‬
‫فإف اآلثار يف تلك اؼبنطقة سوؼ تنخفض تبعا لذلك‪ .‬قد يتغَت النشاط وتأثَتاتو يف مكاف آخر‪ ،‬لكن إذا كانت اؼبنطقة‬
‫اعبديدة ذات قيمة أقل للمحافظة‪ ،‬فإف اغبظر سوؼ يبقى وبد من اآلثار البيئية السلبية الصافية‪.‬‬
‫لكن بالنسبة للعديد من اآلليات السلوكية‪ ،‬تكوف النتائج غَت واضحة وغَت ؾبربة إذل حد كبَت‪ .‬وبالرغم من أف‬
‫قواعد اؼبمارسة واسعة االنتشار‪ ،‬لكن التقييمات إذل حد اآلف تشَت إذل أنو يتم ذباىلها إذل حد كبَت‪ .‬وتعترب الرسائل‬
‫التعليمية ذات التأثَت األدسل شائعة يف اغبدائق وإدارة اغبياة الربية‪ ،‬ويف كثَت من وكاالت األيكوسياحة التجارية‪ .‬كما يبكن‬
‫أف يساىم اؼبرشدوف اعبيدوف يف إرضاء العميل‪ ،‬لكن ىناؾ أدلة قليلة على أف ذلك يساىم بشكل ملموس يف احملافظة‬
‫على البيئة ‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬فقد قاـ عدد قليل جذا بتقييم آثار التفسَت البيئي على السلوؾ أو التأثَتات اغبالية‪ .‬كما قاـ‬
‫عدد من الباحثُت باختبار فعالية برامج التفسَت للحدائق يف تغيَت سلوؾ زوار اغبدائق اؼبستقلُت‪ .‬أما فعالية التفسَت عن‬
‫طريق اؼبرشدين يف التقليل من آثار العمالء على الوكاالت األيكوسياحية التجارية فقد مت اختبارىا على الغواصُت يف نظاـ‬
‫بيئي للشعب اؼبرجانية وعلى اؼبتجولُت يف غابة شبو استوائية‪.‬‬
‫وبالنظر إذل أف األيكوسياحة يبكن أف تولد بعض اآلثار السلبية على البيئة‪ ،‬فإف األسئلة اغباظبة اليت ينبغي‬
‫اإلجابة عنها ىي‪:‬‬
‫‪ ‬ما ىي اؼبستويات اؼبقبولة من ىتو اآلثار؟‬
‫‪ ‬ما ىي العالقة بُت االستخداـ ومستوى األثر؟‬
‫‪ ‬كيف تتأثر ىذه العالقة بأنشطة اإلدارة (التسيَت)؟‬

‫‪1‬‬
‫‪Ralf Buckley, op.cit, p657.‬‬

‫‪119‬‬
‫الفصل الثاني‪ ................................................:‬األيكوسياحة كأداة فعالة لتحقيق التنمية المحلية‬

‫إف مسألة اؼبستويات اؼبقبولة شائكة خصوصا‪ ،‬حيث أهنا أحبطت مديري اؼبوارد وأصحاب اؼبصلحة اآلخرين‬
‫لسنوات‪ .‬كما أف اإلجابة على ىذه اؼبسألة سياسية بدال من تقنية‪ ،‬وزبتلف باختالؼ أصحاب اؼبصلحة‪.‬‬
‫التغَت البيئي (أثر األيكوسياحة)‪ ،‬ويرجع ذلك‬
‫كما أنو من الصعب جذا تقييم العالقة بُت االستخداـ ومستوى ّ‬
‫جزئيا إذل أف القليل فقط من العوامل البيئية سهلة االنقياد ؼبتطلبات التصميم التجرييب الالزـ إلقامة عالقات سببية‪.‬‬
‫وكنتيجة لذلك فإف الكثَت من الدراسات ىي دراسات مًتابطة وليست سببية‪ .‬ويعد االعتماد على الرصد كبديل للتحليل‬
‫التجرييب مثاؿ على ىذه اؼبشكلة‪ ،‬حيث يبكن للرصد أف يوفر معلومات مفيدة‪ ،‬لكن ينبغي توخي اغبذر عند االستدالؿ‬
‫‪1‬‬
‫على السببية من دراسات الرصد بسبب احتماؿ وجود عوامل مربكة‪.‬‬
‫وتشَت الدراسة اليت أجريت إذل أف العالقة بُت االستخداـ واألثر غَت خطية عموما وزبتلف باختالؼ اؼبعادل‪.‬‬
‫ورص الًتبة ـبتلفة عن العالقة بُت االستخداـ واضطراب اغبياة الربية‪.‬‬
‫فعلى سبيل اؼبثاؿ‪ ،‬قد تكوف العالقة بُت االستخداـ ّ‬
‫وعموما‪ ،‬فإف العالقة غَت خطية ‪ ،‬حيث يبكن لعدد متوسط من الزوار أف وبدث تغيَت مهم‪ ،‬لكن زوار إضافيُت قد ال‬
‫وبدثوف تغيَت إضايف مهم‪ .‬وتشَت دراسات التعايف من اآلثار‪ ،‬أف التعايف وبدث بصورة أبطئ من األثر األورل‪ .‬بالنظر إذل‬
‫ىذه العالقات‪ ،‬فإف اسًتاتيجية التشتيت الشائعة يبكن أف تكوف مضللة‪ ،‬يف حُت يبكن إلسًتاتيجية الًتكيز أف يكوف ؽبا‬
‫آثار أقل عموما‪.‬‬
‫الشكل (‪ :)00‬اآلثار البيئية االيجابية لأليكوسياحة‬
‫التسيير‬
‫المستدام‬
‫للموارد الطبيعية‬
‫التقليل من‬ ‫حماية البيئة‬
‫التلوث البيئي‬ ‫والمناطق‬
‫الطبيعية‬
‫اآلثار البيئية‬
‫لأليكوسياحة‬
‫المحافظة على‬
‫تحسين نوعية‬
‫التنوع‬
‫الموارد الطبيعية‬
‫البيولوجي‬
‫تجديد المواطن‬
‫والمحافظة عليها‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحث باالعتماد على التأصيل النظري لألثار البيئية لأليكوسياحة‬

‫على الساعة ‪10:15‬تاريخ االطالع على الرابط ‪http://www.fao.org/2020/10/20‬‬


‫‪1‬‬

‫‪120‬‬
‫الفصل الثاني‪ ................................................:‬األيكوسياحة كأداة فعالة لتحقيق التنمية المحلية‬

‫يتبُت لنا أف األيكوسياحة بإمكاهنا أف تساىم اهبابيا يف ربقيق البعد البيئي للتنمية احمللية إذا‬
‫من خالؿ ما سبق ّ‬
‫ما مت زبطيطها وإدارهتا بشكل سليم‪ ،‬وذلك بفضل برامج احملافظة اليت تنشئ عنها‪ ،‬فبا يعمل على زيادة الوعي البيئي‬
‫بضرورة احملافظة على البيئة والتقليل من اآلثار السلبية للزيارة لدى صبيع األطراؼ ذات اؼبصلحة خصوصا السياح‬
‫وال سكاف احملليُت‪ ،‬وكذا إصالح األضرار البيئية الناصبة عن الزيارة من خالؿ اؼبسانبات اؼبالية اؼبقدمة من طرؼ اؼبتعاملُت‬
‫األيكوسياح ورسوـ الدخوؿ إذل اؼبناطق احملمية‪.‬‬

‫‪121‬‬
‫الفصل الثاني‪ ................................................:‬األيكوسياحة كأداة فعالة لتحقيق التنمية المحلية‬

‫خالصة‬
‫تستأثر عملية التنمية احمللية باىتماـ خاص من قبل صبيع الدوؿ اؼبتقدمة والنامية على حد سواء ‪ ،‬نظراً ؼبا يًتتب‬
‫عليها من هنوض باجملتمعات احمللية‪ ،‬ورفع ؼبستوى الدخوؿ واؼبعيشة للمواطنُت ومراعاة ؼبطالبهم االجتماعية‪ ،‬والسعي‬
‫لتحقيق اؼبصلحة العامة‪ ،‬مع األخذ بعُت االعتبار اؼبشاركة بُت صبيع اعبهات احمللية الفاعلة‪ ،‬يف إطار من الثقة اؼبتبادلة‬
‫والشفافية‪ ،‬وذلك بتعزيز شرعية السلطة احمللية من قبل السلطة اؼبركزية‪ ،‬ومن جانب أخر‪ ،‬يشكل قطاع التنمية احمللية كما‬
‫ىو معلوـ نقطة تالؽ ؿبورية ذبمع السياسات القطاعية يف سياؽ نظرة مشولية هبدؼ اغبد من التفاوت اعبهوي‪ ،‬كما‬
‫تعترب أمثل طريقة للتوفيق بُت النجاعة االقتصادية‪ ،‬والعدالة االجتماعية مع اغبفاظ على البيئة وىذا ما هبعلها ضمن سياؽ‬
‫التنمية اؼبستدامة‪.‬‬
‫ويعوؿ الكثَت من اؼبسئولُت احملليُت يف ربقيق التنمية احمللية خصوصا يف اؼبناطق البعيدة على إقامة اؼبشاريع‬
‫األيكوسياحية‪ ،‬حيث أثبتت الكثَت من التجارب الرائدة أ ّف ىذه اؼبشاريع تدعم صبيع أبعاد التنمية احمللية‪ ،‬خصوصا البعد‬
‫االقتصادي‪ ،‬من خالؿ ربسُت الرفاىية االقتصادية للسكاف احملليُت‪ ،‬وتوفَت مناصب الشغل‪ ،‬وكذا اعبانب االجتماعي‬
‫والثقايف من خالؿ زيادة وعيهم بأنبية احملافظة على مقوماهتم الطبيعية واستغالؽبا سياحيا‪ ،‬بطريقة تعود عليهم بالنفع‪،‬‬
‫باإلضافة إذل اعبانب البيئي من خالؿ تقليل الضغط على اؼبواقع السياحية‪ ،‬ومعاعبة التلوث واستصالح اؼبواطن‪.‬‬

‫‪122‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫األيكوسياحة في‬
‫المقومات‬
‫ّ‬ ‫الجزائر‪:‬‬
‫والجهود المبذولة‬
‫الفصل الثالث‪..........................................:‬األيكوسياحة في الجزائر‪ :‬المقومات والجهود المبذولة‬
‫تمهيد‬
‫يعد القطاع السياحي يف اعبزائر أحد أىم القطاعات الكامنة اليت يعول عليها يف ربقيق اإلقالع االقتصادي‬
‫للبالد‪ ،‬والتقليل من التبعية لقطاع احملروقات‪ ،‬وذلك بفضل اؼبقومات الضخمة اليت يبتلكها خاصة الطبيعية منها‪ ،‬وقد‬
‫عرف ىذا القطاع تطورات ىامة منذ االستقالل‪ ،‬انعكست اهبابيا على اجملاميع االقتصادية الكلية للبلد‪ .‬ورغم التحديات‬
‫والصعوبات اليت ال تزال تعًتض سبيل النهوض هبذا القطاع اغبساس‪ ،‬فإن مستوى أداءه مرىون بزيادة اإلنتاجية يف‬
‫القطاعات األخرى اليت تتصل بو واػبدمات اليت تتفاعل معو كالنقل واالتصاالت‪...‬اخل‪.‬‬
‫وأمام الصعوبات اليت تعًتض تنمية القطاع السياحي اعبزائري‪ ،‬ويف مقدمتها الصعوبات اؼبالية‪ ،‬وقلّة‬
‫االستثمارات‪ ،‬يربز االىتمام بًتقية األيكوسياحة كأحد اغبلول اليت من شأهنا إعطاء نوع من الديناميكية للقطاع‬
‫السياحي‪ ،‬كون اؼبشاريع األيكوسياحية ال تتطلب ىياكل سياحية واستثمارات ورؤوس أموال كبَتة‪ ،‬إمبا تركز على أصالة‬
‫وبساطة اؼبنتجات السياحية اؼبقدمة‪ ،‬واليت تعكس خصوصية كل منطقة‪.‬‬
‫لذلك سنحاول من خالل ىذا الفصل التعرف على واقع األيكوسياحة يف اعبزائر من خالل التطرق إذل اؼبباح‬
‫التالية‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مؤشرات القطاع السياحي في الجزائر؛‬


‫المبحث الثاني‪ :‬واقع األيكوسياحة في الجزائر؛‬
‫المبحث الثالث‪ :‬المشاريع النموذجية الواعدة لأليكوسياحة بالحظيرة الوطنية‬
‫لتازة –والية جيجل‪-‬‬

‫‪124‬‬
‫الفصل الثالث‪..........................................:‬األيكوسياحة في الجزائر‪ :‬المقومات والجهود المبذولة‬
‫المبحث األول‪ :‬مؤشرات القطاع السياحي في الجزائر‬
‫شهد القطاع السياحي اعبزائري قفزة نوعية منذ االستقالل‪ ،‬وذلك بفضل الربامج التنموية واالستثمارات الكبَتة‬
‫اليت شهدىا القطاع‪ ،‬وىو ما انعكس اهبابيا على تطور مؤشرات األداء اػباصة بو‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تطور اإليرادات والنفقات السياحية في الجزائر خالل الفترة ‪2000‬م‪2019-‬م‬
‫وبتل القطاع السياحي مكانة ىامة يف اقتصاديات الكثَت من الدول خاصة النامية منها واليت تفتقر إذل اؼبوارد‬
‫يبدىا بالعملة الصعبة‪ ،‬فبا يعمل على ربسُت موازين مدفوعاهتا‪ ،‬وربسُت مستويات النمو واؼبعيشة هبا‪.‬‬ ‫الطبيعية‪ ،‬حي‬
‫ويشكل اؼبيزان السياحي ألي بلد‪ ،‬الفرق بُت ما يبر عرب اعبهاز اؼبصريف من إيرادات خاصة بالسياحة القادمة‪ ،‬مطروح‬
‫منها مدفوعات السياحة العكسية إذل اػبارج‪ .‬وبصيغة رياضية فإن اؼبيزان السياحي ىو ‪ BT=RT-ET‬حي ‪ BT :‬ىو‬
‫اؼبيزان السياحي‪ RT ،‬اإليرادات السياحية‪ ET ،‬ىو اإلنفاق السياحي‪.‬‬
‫ويسمح اؼبيزان السياحي بتكوين صورة أولية إصبالية واضحة حول واقع النشاط السياحي يف أي بلد‪ ،‬وتأثَت ىذا‬
‫النشاط على اجملاميع االقتصادية الكربى لو ‪ ،‬ويوضح اعبدول اؼبوارل تطور اؼبيزان السياحي يف اعبزائر خالل الفًتة‬
‫‪2019-2000‬م‬
‫الجدول رقم (‪ :)04‬تطور اإليرادات والنفقات السياحية في الجزائر خالل الفترة ‪2000‬م‪ 2019-‬م‬

‫الميزان السياح‬ ‫النفقات السياحية‬ ‫اإليرادات السياحية‬ ‫السنوات‬


‫(مليون دوالر)‬ ‫(مليون دوالر)‬ ‫(مليون دوالر)‬
‫‪91-‬‬ ‫‪193‬‬ ‫‪102‬‬ ‫‪2000‬‬
‫‪94-‬‬ ‫‪194‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪2001‬‬
‫‪137-‬‬ ‫‪248‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪2002‬‬
‫‪143-‬‬ ‫‪255‬‬ ‫‪112‬‬ ‫‪2003‬‬
‫‪163-‬‬ ‫‪341‬‬ ‫‪178‬‬ ‫‪2004‬‬
‫‪183-‬‬ ‫‪660‬‬ ‫‪477‬‬ ‫‪2005‬‬
‫‪21-‬‬ ‫‪414‬‬ ‫‪393‬‬ ‫‪2006‬‬
‫‪159-‬‬ ‫‪502‬‬ ‫‪343‬‬ ‫‪2007‬‬
‫‪140-‬‬ ‫‪613‬‬ ‫‪473‬‬ ‫‪2008‬‬
‫‪213-‬‬ ‫‪574‬‬ ‫‪361‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪392-‬‬ ‫‪716‬‬ ‫‪324‬‬ ‫‪2010‬‬

‫‪125‬‬
‫الفصل الثالث‪..........................................:‬األيكوسياحة في الجزائر‪ :‬المقومات والجهود المبذولة‬
‫‪295-‬‬ ‫‪595‬‬ ‫‪300‬‬ ‫‪2011‬‬
‫‪303-‬‬ ‫‪598‬‬ ‫‪295‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪206-‬‬ ‫‪532‬‬ ‫‪326‬‬ ‫‪2013‬‬
‫‪388-‬‬ ‫‪685‬‬ ‫‪316‬‬ ‫‪2014‬‬
‫‪415-‬‬ ‫‪772‬‬ ‫‪347‬‬ ‫‪2015‬‬
‫‪310-‬‬ ‫‪556‬‬ ‫‪246‬‬ ‫‪2016‬‬
‫‪460-‬‬ ‫‪632‬‬ ‫‪172‬‬ ‫‪2017‬‬
‫‪343.5-‬‬ ‫‪540‬‬ ‫‪196.5‬‬ ‫‪2018‬‬
‫‪528-‬‬ ‫‪668‬‬ ‫‪140‬‬ ‫‪2019‬‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الباح باالعتماد على بيانات البنك الدورل‪ ،‬السياحة الدولية (اإليرادات‪ ،‬النفقات‪)2019 ،‬‬
‫‪ -‬وبيانات موقع أطلس العاؼبي للبيانات ‪www.knoema.com‬‬
‫من خالل اعبدول أعاله يتبُت لنا أن اؼبيزان السياحي يف اعبزائر شهد عجزا متفاوتا خالل الفًتة ‪-2000‬‬
‫تطورت اؼبدفوعات السياحية‬ ‫‪2019‬م‪ ،‬وذلك بسبب ضعف اإليرادات السياحية مقارنة باؼبدفوعات السياحية‪ ،‬حي‬
‫بوتَتة أكرب من تطور اإليرادات السياحية‪ ،‬فبا تسبب يف انتقال العجز السياحي من ‪ 91‬مليون دوالر سنة ‪2000‬م إذل‬
‫‪ 528‬مليون دوالر سنة ‪2019‬م‪ ،‬أي دبعدل مبو قدره ‪ ،%480‬فبا يدل على أن العجز السياحي تضاعف بأكثر من‬
‫أربع مرات خالل ىذه الفًتة‪ ،‬وقد شهدت سنة ‪2017‬م أكرب قيمة لعجز اؼبيزان السياحي بلغت ‪ 528‬مليون دوالر‪.‬‬
‫وبالرغم من تطور اإليرادات السياحية خالل ىذه الفًتة من ‪ 102‬مليون دوالر سنة ‪2000‬م‪ ،‬إذل ‪ 140‬مليون دوالر‬
‫سنة ‪2019‬م‪ ،‬أي دبعدل مبو قدره ‪( %37,25‬انظر الشكل رقم ‪ ،)12‬وذلك بسبب التحسن الكبَت الذي عرفتو‬
‫اعبزائر يف الكثَت من اؼبؤشرات وعلى مستوى صبيع األصعدة؛ كالتحسن اؼبلحوظ يف األوضاع األمنية‪ ،‬ربسن اػبدمات‬
‫السياحية‪ ،‬وتزايد االستثمارات السياحية‪ ،‬فبا انعكس اهبابيا على أعداد السياح الوافدة وبالتارل تزايد اإليرادات السياحية‪،‬‬
‫سجل عجزا متواصال خالل نفس الفًتة‪ ،‬وذلك بسبب النفقات السياحية الناذبة عن السياحة‬
‫إال أ ّن اؼبيزان السياحي ّ‬
‫العكسية‪ ،‬واليت شهدت ىي األخرى مبوا ملحوظا‪ ،‬حي تطورت من ‪ 193‬مليون دوالر سنة ‪2000‬م‪ ،‬إذل ‪668‬‬
‫مليون دوالر سنة ‪2019‬م‪ ،‬أي دبعدل مبو قدره ‪ .%246‬ويرجع تزايد السياحة العكسية يف اعبزائر خالل ىذه الفًتة إذل‬
‫صبلة من العوامل‪ ،‬واليت أفقدت اؼبنتوج السياحي اعبزائري تنافسيتو مقارنة باؼبنتجات السياحية للوجهات السياحية‬
‫األخرى‪ ،‬خصوصا الدول اجملاورة كتونس واؼبغرب‪ ،‬وتتمثل ىذه العوامل فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬الصورة السياحية السيئة اليت الزالت تعاشل منها اعبزائر لدى الكثَت من السياح األجانب‪ ،‬بالرغم من التحسن األمٍت‬
‫واؼبادي الكبَت الذي تعرفو البالد؛‬

‫‪126‬‬
‫الفصل الثالث‪..........................................:‬األيكوسياحة في الجزائر‪ :‬المقومات والجهود المبذولة‬
‫‪ ‬ضعف نوعية اؼبنتجات السياحية اعبزائرية‪ ،‬وفشلها يف تنشيط السياحة الداخلية ناىيك عن جدب السياح األجانب؛‬
‫‪ ‬إيواء وفنادق ذات طاقات غَت كافية وذات نوعية سيئة؛‬
‫‪ ‬ارتفاع أسعار اؼبنتجات السياحية اعبزائرية‪ ،‬مقارنة باؼبنتجات السياحية لدول اعبوار مثال‪ ،‬فبا أفقد اؼبنتوج السياحي‬
‫اعبزائري تنافسيتو؛‬
‫‪(SEA, S3‬‬ ‫‪ ‬مبطية اؼبنتوج السياحي اعبزائري وقلة تنوعو‪ ،‬والذي يركز بصفة كبَتة على اؼبنتجات السياحية اؼبعروفة بـ‬
‫)‪ ،SUN, SAND‬البحر‪ ،‬الشمس والرمل؛‬
‫‪ ‬قلة اؼبنتجات السياحية اؼبوجهة للطبقة الوسطى‪ ،‬وسوء تسيَتىا ‪ :‬كاؼبنتجعات‪ ،‬الفنادق‪...،‬اخل‪ ،‬فبا يدفع هبذه الطبقة‬
‫الختيار الدول اجملاورة كوجهة سياحية؛‬
‫‪ ‬خدمات مرتفعة السعر بالنسبة للسكان احملليُت‪ ،‬وذات نوعية أقل مقارنة بدول اعبوار خاصة تونس واؼبغرب؛‬
‫‪ ‬نقص يف تكوين اؼبستخدمُت يف اؼبؤسسات السياحية؛‬
‫‪ ‬غياب األمن والطلب السياحي؛‬
‫‪ ‬غياب اسًتاتيجية تسويقية وتروهبية سواء داخلية أو خارجية فعالة للمنتج السياحي اعبزائري‪.‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)12‬تطور اإليرادات والنفقات السياحية في الجزائر خالل الفترة ‪2000‬م‪2019-‬م‬

‫تطور اإليرادات والنفقات السياحية خالل الفترة ‪2019-2000‬‬


‫‪900‬‬
‫‪800‬‬
‫اإليرادات والنفقات السياحية‬

‫‪700‬‬
‫‪600‬‬
‫‪500‬‬
‫‪400‬‬
‫‪Série1‬‬
‫‪300‬‬
‫‪Série2‬‬
‫‪200‬‬
‫‪100‬‬
‫‪0‬‬
‫‪1995‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2020‬‬

‫السنوات‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباح باالعتماد على بيانات اعبدول رقم (‪)04‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تطور عدد السياح الوافدين والخارجين من الجزائر خالل الفترة ‪2000‬م‪2019-‬م‬
‫زبتلف أنظمة إحصاء السياح الوافدين من دولة إذل أخرى‪ ،‬لذلك ينبغي علينا عند مقارنة أعداد السياح الوافدين‬
‫إذل الدول األخذ بعُت االعتبار اختالف أنظمة اإلحصاء اليت تتبعها كل دولة‪ .‬وتعتمد اعبزائر يف إحصاء عدد السياح‬

‫‪127‬‬
‫الفصل الثالث‪..........................................:‬األيكوسياحة في الجزائر‪ :‬المقومات والجهود المبذولة‬
‫الوافدين إليها على نظام اإلحصاء ‪ VF‬أي أهنا تقوم بإحصاء الزوار الدوليُت القادمُت إذل اغبدود دبا يف ذلك السياح‬
‫وزوار اليوم الواحد‪ .‬ويوضح اعبدول اؼبوارل تطور عدد السياح الوافدين إذل اعبزائر واػبارجُت منها واؼبيزان السياحي خالل‬
‫الفًتة ‪2000‬م‪2019-‬م‪:‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)05‬تطور الميزان السياحي الجزائري خالل الفترة ‪2000‬م‪2019-‬م‬
‫الميزان السياحي‬ ‫عدد السياح الخارجين من الجزائر‬ ‫عدد السياح الوافدين إلى الجزائر‬ ‫السنوات‬

‫‪140398-‬‬ ‫‪1006382‬‬ ‫‪865984‬‬ ‫‪2000‬‬


‫‪288494-‬‬ ‫‪1189910‬‬ ‫‪901416‬‬ ‫‪2001‬‬
‫‪268455-‬‬ ‫‪1256515‬‬ ‫‪988060‬‬ ‫‪2002‬‬
‫‪87614-‬‬ ‫‪1253901‬‬ ‫‪1166287‬‬ ‫‪2003‬‬
‫‪183142-‬‬ ‫‪1416861‬‬ ‫‪1233719‬‬ ‫‪2004‬‬
‫‪70401-‬‬ ‫‪1513491‬‬ ‫‪1443090‬‬ ‫‪2005‬‬
‫‪288469‬‬ ‫‪1349113‬‬ ‫‪1637582‬‬ ‫‪2006‬‬
‫‪243084‬‬ ‫‪1500000‬‬ ‫‪1743084‬‬ ‫‪2007‬‬
‫‪232749‬‬ ‫‪1539000‬‬ ‫‪1771749‬‬ ‫‪2008‬‬
‫‪234506‬‬ ‫‪1677000‬‬ ‫‪1911506‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪313025‬‬ ‫‪1757471‬‬ ‫‪2070496‬‬ ‫‪2010‬‬
‫‪680233‬‬ ‫‪1714654‬‬ ‫‪2394887‬‬ ‫‪2011‬‬
‫‪723498‬‬ ‫‪1910558‬‬ ‫‪2634056‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪597208‬‬ ‫‪2135523‬‬ ‫‪2732731‬‬ ‫‪2013‬‬
‫‪537731-‬‬ ‫‪2839104‬‬ ‫‪2301373‬‬ ‫‪2014‬‬
‫‪1928146-‬‬ ‫‪3638140‬‬ ‫‪1709994‬‬ ‫‪2015‬‬
‫‪2490080-‬‬ ‫‪4529524‬‬ ‫‪2039444‬‬ ‫‪2016‬‬
‫‪2607619-‬‬ ‫‪5058404‬‬ ‫‪2450785‬‬ ‫‪2017‬‬
‫‪2953000-‬‬ ‫‪5610000‬‬ ‫‪2657000‬‬ ‫‪2018‬‬
‫‪3361000-‬‬ ‫‪5732000‬‬ ‫‪2371000‬‬ ‫‪2019‬‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الباح باالعتماد على بيانات من وزارة السياحية والصناعات التقليدية‪.‬‬
‫وبيانات موقع أطلس العاؼبي للبيانات ‪www.knoema.com‬‬

‫‪128‬‬
‫الفصل الثالث‪..........................................:‬األيكوسياحة في الجزائر‪ :‬المقومات والجهود المبذولة‬
‫من خالل اعبدول أعاله يتضح لنا أن أعداد السياح الوافدين إذل اعبزائر عرف تطورا مستمرا (انظر الشكل رقم‬
‫‪ ،)13‬حي تطور العدد من ‪ 865984‬سائح سنة ‪2000‬م‪ ،‬إذل ‪ 2371000‬سائح سنة ‪2019‬م‪ ،‬أي بنسبة مبو‬
‫قدرىا ‪ ،%173‬فبا يعٍت أن عدد السياح قد تضاعف ب ‪ 1.73‬مرة خالل ىذه الفًتة‪ ،‬وقد شهدت سنة ‪2013‬م‬
‫أكرب توافد للسياح بلغ ‪ 2732731‬سائح‪ .‬ويبكن تقسيم مراحل تطور عدد السياح الوافدين إذل اعبزائر خالل الفًتة‬
‫‪2019-2000‬م إذل ثالث مراحل‪:‬‬
‫‪-1‬المرحلة األولى‪2002-2000 :‬م‪ :‬شهدت ىذه الفًتة تطور بسيط ألعداد السياح الوافدين إذل اعبزائر‪ ،‬حي دل‬
‫يتعدى العدد اإلصبارل مليون سائح‪ ،‬ويرجع ذلك إذل تدىور األوضاع األمنية الذي عانت منها اعبزائر كوهنا خرجت من‬
‫مرحلة العشرية السوداء‪ ،‬باإلضافة إذل تضرر وغلق الكثَت من اؼبؤسسات الفندقية جراء اغبرب وقلة عددىا وضعف‬
‫اػبدمات السياحية اؼبقدمة‪ ،‬كما ترافقت ىذه الفًتة مع اغبرب العاؼبية على اإلرىاب بعد أحداث ‪ 11‬سبتمرب ‪2001‬م‪،‬‬
‫وما نتج عنها من تراجع للحركة السياحية على اؼبستوى العاؼبي‪ .‬واعبدير بالذكر أن اعبزء األكرب من السياح الوافدين إذل‬
‫اعبزائر خالل ىذه الفًتة كان من اعبزائريُت اؼبقيمُت باػبارج‪ ،‬والذين يؤتون لزيارة عائالهتم وقضاء بعض الوقت يف الوطن‪،‬‬
‫أما السواح األجانب فقد كان عددىم قليل جدا بسبب الصورة السياحية السيئة اليت رسخت يف أذىاهنم حول الوضع‬
‫األمٍت اؼبتدىور يف اعبزائر‪.‬‬
‫‪-2‬المرحلة الثانية‪ :2009-2003 :‬شهدت ىذه اؼبرحلة ذباوز عدد السياح الوافدين إذل اعبزائر حاجز اؼبليون سائح‬
‫ألول مرة‪ ،‬حي انتقل من ‪ 1.166.287‬سائح سنة ‪2003‬م‪ ،‬إذل ‪1.911.506‬سائح سنة ‪2009‬م‪ ،‬أي بنسبة‬
‫مبو قدرىا ‪ ،% 63.89‬ويرجع ذلك إذل التحسن الكبَت يف الوضع األمٍت الذي شهدتو البالد خالل ىذه الفًتة‪،‬‬
‫باإلضافة إذل عودة اؼبؤسسات الفندقية اؼبتوقفة عن النشاط إذل االشتغال وربسن اػبدمات اؼبقدمة هبا‪ ،‬مع بداية تزايد‬
‫توافد أعداد السياح األجانب إذل اعبزائر بعد االستقرار األمٍت النسيب الذي عرفتو البالد‪.‬‬
‫‪-3‬المرحلة الثالثة‪2019-2010 :‬م‪ :‬شهدت ىذه اؼبرحلة ذباوز عدد السياح الوافدين إذل اعبزائر حاجز اؼبليونُت‬
‫سائح ألول مرة يف تاريخ البلد‪ ،‬ويرجع استمرار تطور إصبارل عدد السياح الوافدين إذل اعبزائر إذل تزايد عدد السياح‬
‫األجانب الوافدين نتيجة لتحسن صورة اعبزائر السياحية لدى األجانب‪ ،‬باإلضافة إذل تزايد توافد أعداد السياح اعبزائريُت‬
‫اؼبقيمُت باػبارج‪ ،‬مع استمرار ربسن األوضاع األمنية يف البالد‪ ،‬وربسن اػبدمات السياحية وتنوعها‪ ،‬وإقباز الكثَت من‬
‫اؼبشاريع السياحية خاصة الفندقية فبا انعكس اهبابيا على العرض السياحي واػبدمات السياحية اؼبقدمة‪.‬‬
‫وبالرغم من النمو اؼبضطرد لعدد السياح الوافدين إذل اعبزائر خالل الفًتة ‪2019-2000‬م‪ ،‬إال أن ىذه الفًتة‬
‫تطور عددىم من ‪ 1006382‬سنة‬ ‫شهدت أيضا خروج أكرب ألعداد متزايدة من السياح اعبزائريُت كبو اػبارج‪ ،‬حي‬

‫‪129‬‬
‫الفصل الثالث‪..........................................:‬األيكوسياحة في الجزائر‪ :‬المقومات والجهود المبذولة‬
‫‪2000‬م إذل ‪ 5732000‬سنة ‪2019‬م‪ ،‬أي بنسبة مبو قدرىا ‪ ،%469‬فبا جعل اؼبيزان السياحي ىو اآلخر يشهد مبوا‬
‫متدبدبا‪ ،‬يبكن تقسيمو إذل ثالث مراحل كما يلي‪:‬‬
‫أ‪-‬المرحلة األولى‪2000 :‬م‪2005-‬م‪ :‬شهد اؼبيزان السياحي خالل ىذه الفًتة عجزا متدبدبا‪ ،‬كون السياحة‬
‫فظل الكثَت من اعبزائريُت اختيار الوجهات السياحية اػبارجية عن الوجهة‬ ‫العكسية أكرب من السياحة الوافدة‪ ،‬حي‬
‫الداخلية‪ ،‬بسبب الوضع األمٍت غَت اؼبستقر الذي ميّز اعبزائر خالل ىذه الفًتة‪ ،‬وتدشل اػبدمات السياحية هبا‪ ،‬ويف اؼبقابل‬
‫توفر الوجهات السياحية اػبارجية البديلة كتونس واؼبغرب ومصر‪ ،‬واليت تقدم خدمات سياحية متميزة وبأسعار تنافسية‪.‬‬
‫ب‪-‬المرحلة الثانية‪2006 :‬م‪2013-‬م‪ :‬شهد اؼبيزان السياحي خالل ىذه الفًتة مبوا ملحوظا‪ ،‬حي كانت السياحة‬
‫الوافدة أكرب من السياحة العكسية‪ ،‬ويرجع ذلك إذل ربسن الوضع األمٍت يف اعبزائر‪ ،‬واستمرار تزايد أعداد السياح سواء‬
‫من اعبزائريُت اؼبقيمُت باػبارج أو األجانب‪ ،‬وباؼبقابل شهدت بعض الوجهات السياحية اؼبفضلة لدى اعبزائريُت كتونس‬
‫ومصر أوضاع أمنية متدىورة بسبب الربيع العريب فبا اضطر باعبزائريُت إذل اختيار الوجهة الداخلية على الوجهة اػبارجية‪.‬‬
‫ج‪-‬المرحلة الثالثة‪2014 :‬م‪2019-‬م‪ :‬شهدت ىذه الفًتة عودة العجز إذل اؼبيزان السياحي‪ ،‬حي كانت السياحة‬
‫العكسية أكثر من السياحة الوافدة‪ ،‬وقد شهدت ىذه الفًتة عودة االستقرار إذل بعض الوجهات السياحية اؼبفضلة لدى‬
‫اعبزائريُت كتونس‪ ،‬بسبب قرهبا اعبغرايف‪ ،‬وغياب التأشَتة‪ ،‬وخدماهتا اؼبميزة وأسعارىا التنافسية‪ ،‬فبا جعلهم يفضلون‬
‫الوجهة اػبارجية على السياحة الداخلية‪ .‬والشكل اؼبوارل يبُت تطور عدد السياح الوافدين واػبارجُت من اعبزائر خالل‬
‫الفًتة ‪2019-2000‬م‪.‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)13‬تطور عدد السياح الوافدين والخارجين من الجزائر خالل الفترة ‪2000‬م‪2019-‬م‬
‫تطور عدد السياح الوافدين والخارجين من الجزائر خالل الفترة ‪2019-2000‬م‬
‫‪7000000‬‬
‫عدد السياح الوافدين والخارجين من الجزائر‬

‫‪6000000‬‬

‫‪5000000‬‬

‫‪4000000‬‬

‫‪3000000‬‬ ‫السياح الوافدين‬

‫‪2000000‬‬ ‫السياح الخارجين‬

‫‪1000000‬‬

‫‪0‬‬
‫‪1995‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2020‬‬

‫السنوات‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباح باالعتماد على بيانات اعبدول رقم (‪)05‬‬

‫‪130‬‬
‫الفصل الثالث‪..........................................:‬األيكوسياحة في الجزائر‪ :‬المقومات والجهود المبذولة‬
‫المطلب الثالث‪ :‬مساهمة قطاع السياحة في التشغيل بالجزائر‬
‫تعترب صناعة السياحة واحدة من أكثر القطاعات كثافة للعمالة على مستوى االقتصاد العاؼبي‪ ،‬فبا هبعلها‬
‫مصدرا ىاما للوظائف اليت ربتاج إذل درجات متفاوتة من اؼبهارة يف ىذا القطاع اػبدمايت‪ ،‬األمر الذي يسمح لكثَت من‬
‫فئات اجملتمع بالولوج بسرعة إذل القوة العاملة‪ .‬ويساىم النشاط السياحي يف خلق فرص التوظيف سواء بشكل مباشر‬
‫يتصل باستغالل اؼبقاصد السياحية‪ ،‬أي داخل قطاع السياحة ذاتو كالعمالة اؼبخصصة للنقل السياحي‪ ،‬واإلرشاد‬
‫السياحي‪ ،‬وضباية السياح‪ ،‬وحفظ شؤوهنم‪ ،‬أو بشكل غَت مباشر‪ ،‬باؼبسانبة يف خلق فرص العمل بالقطاعات اليت سبد‬
‫السياحة باحتياجاهتا من السلع واػبدمات كالعاملُت يف البنية األساسية‪ ،‬والزراعية‪ ،‬وذبارة اؼبواد الغذائية‪ ،‬والرعاية‬
‫الصحية‪.‬‬
‫ويساىم القطاع السياحي من خالل إنشاء اؼبشاريع السياحية اؼبباشرة أو اؼبساعدة ؽبا دبختلف أنواعها‪ ،‬أو‬
‫التوسع يف إنشائها رأسيا أو أفقيا‪ ،‬يف خلق فرص عمل جديدة‪ ،‬سواء كان سبويل ىذه اؼبشاريع برأظبال أجنيب أو وطٍت‪،‬‬
‫فبا يؤدي إذل التخفيف من حدة البطالة يف كثَت من األحيان‪ ،‬وكذا تنشيط ؾباالت أخرى مرتبطة هبا كالتعليم والتدريب‬
‫‪1‬‬
‫يف ـبتلف اؼبهن السياحية كالقطاع الفندقي‪ ،‬اؼبقاىي واؼبطاعم‪ ،‬واليت يبكن أن تعرب عن العمالة السياحية يف اعبزائر‪.‬‬
‫ويعد معدل خلق الوظائف يف قطاع السياحة األكرب من اؼبعدالت السائدة يف القطاعات األخرى بنحو ‪1.5‬‬
‫مرة‪ ،2‬وطبقاً لدراسات "مكتب العمل الدورل"‪ ،‬فإن معدل إهباد وظائف مباشرة يف قطاع الفنادق فقط يًتاوح بُت ‪0.5‬‬
‫إذل ‪ 1‬فرصة عمل لكل غرفة جديدة يف فندق‪ ،‬ويرتفع ىذا اؼبعدل يف الدول ذات الرواتب اؼبنخفضة نسبياً ليصل إذل‬
‫‪ 1.5‬فرصة عمل أو أكثر‪ . 3‬وتشَت دراسات أخرى أن إضافة سرير جديد يف فندق‪ ،‬يسهم يف توظيف سنوي لنحو‬
‫‪ 2.7‬شخص يف قطاع البناء والتجهيزات األساسية كتجهيزات اؼبطابخ وغَتىا من اؼبنقوالت اؼبنزلية‪ ،‬باإلضافة إذل خلق‬
‫مزيد من فرص التوظيف من خالل مضاعف التشغيل‪ ،‬وأن إضافة غرفة جديدة لفندق يساعد على توفَت ‪ 1.8‬وظيفة‬
‫‪4‬‬
‫عمل‪.‬‬
‫توفر حيزا واسعا‬ ‫ويبكن القول بأن السياحة تعترب صناعة خدماتية كثيفة العمالة ومصدر ىام للتوظيف‪ ،‬حي‬
‫للتشغيل يف ـبتلف اجملاالت واؼبستويات العلمية اؼبؤىلة وغَت اؼبؤىلة‪ ،‬ويف ىذا اجملال أكدت إحدى الدراسات على قدرة‬
‫التنمية السياحية على امتصاص البطالة وفسح اجملال واسعا للتشغيل‪ ،‬وأوضحت الدراسة اليت أجريت يف دول أوروبية‬

‫‪1‬‬
‫‪Ministère du tourisme: Plan d’action pour le développement durable du tourisme en Algérie, horizon 2010, p.4‬‬
‫‪2‬‬
‫التعاون العربي في قطاع السياحة‪http://www.amf.org.ae ،‬‬

‫‪3‬التعاون العربي في قطاع السياحة‪ ،‬الفصل الثاشل عشر‪ ،‬جامعة الدول العربية‪ ،2007 ،‬ص‪.219‬‬
‫‪4‬اؼبرجع نفسو‬

‫‪131‬‬
‫الفصل الثالث‪..........................................:‬األيكوسياحة في الجزائر‪ :‬المقومات والجهود المبذولة‬
‫وأمريكية دبا يف ذلك منطقة الكارييب أن اإلنفاق يف قطاع السياحة يؤدي إذل توفَت مناصب عمل تعادل ضعف العمالة‬
‫اؼبتولدة عن نفس اإلنفاق يف أي قطاع آخر‪ ،‬وتشَت ذات الدراسة بأن بناء غرفة فندقية جديدة سبكن من إهباد ثالث‬
‫فرص عمل مباشرة وغَت مباشرة‪.‬‬
‫أما بالنسبة للتكلف ة النسبية ػبلق ىذه الوظائف يف قطاع السياحة مقارنة بقطاعات النشاط االقتصادي األخرى‬
‫فال توجد بيانات تفصيلية عنها السيما يف الدول العربية‪ ،‬يف حُت يتباين ما يتوفر عنها يف تقدير ىذه التكلفة النسبية‬
‫تؤكد دراسات أن تكلفة توفَت وظيفة يف قطاع السياحة أقل منها يف القطاعات الصناعية‬ ‫على مستوى العادل‪ ،‬حي‬
‫التقليدية األخرى بنحو ‪ 20‬مرة‪ .‬كما تبُت دراسة للبنك الدورل أن تكلفة إهباد منصب عمل يف اجملال السياحي تًتاوح‬
‫ما بُت ‪ 40-20‬ألف دوالر أمريكي‪ ،‬وتعد تلك التكلفة أقل من مثيلتها يف بعض الصناعات الثقيلة‪ ،‬مثل صناعة اغبديد‬
‫والصلب‪ ،‬صناعة الكيماويات‪ ،‬ولكنها أكثر ارتفاعا منها يف قطاع الصناعات الصغَتة‪.‬‬
‫وتتوقع اؼبنظمة العاؼبية للساحة أن يساىم قطاع السياحة يف خلق حوارل ‪ 296‬مليون وظيفة على مستوى العادل‬
‫حبلول عام ‪2019‬م‪ .1‬أما بالنسبة للجزائر فيساىم القطاع السياحي يف توفَت فرص العمل وبالتارل التقليل من حدة‬
‫البطالة‪ .‬واعبدول اؼبوارل يوضح تطور العاملُت بالقطاع السياحي يف اعبزائر خالل الفًتة ‪2010‬م‪2019-‬م‬
‫الوحدة‪ :‬ألف عامل‬ ‫الجدول رقم (‪ :)06‬تطور عدد العاملين في القطاع السياحي في الجزائر خالل الفترة ‪2010‬م‪2019-‬م‬
‫‪2019‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫السنوات‬
‫‪648.7‬‬ ‫‪629.6‬‬ ‫‪634.6‬‬ ‫‪633.3‬‬ ‫‪641.7‬‬ ‫‪632.6‬‬ ‫‪678.5‬‬ ‫‪618.2‬‬ ‫‪543.2‬‬ ‫‪543.5‬‬ ‫عدد‬
‫العاملين‬

‫باالعتماد على موقع أطلس العاؼبي للبيانات ‪www.knoema.com‬‬ ‫المصدر‪ :‬من إعداد الباح‬
‫من خالل اعبدول أعاله يتبُت لنا أن عدد العاملُت يف القطاع السياحي باعبزائر شهد تزايدا مستمرا خالل الفًتة‬
‫انتقل من ‪ 543.5‬ألف عامل سنة ‪2010‬م‪ ،‬إذل‪ 648,7‬ألف عامل سنة ‪2019‬م‪ ،‬أي‬ ‫‪2019-2000‬م‪ ،‬حي‬
‫دبعدل مبو قدره ‪( ،%19.35‬انظر الشكل رقم ‪ ،)14‬غَت أن ىذا الرقم اؼبسجل يبقى ضعيف وبعيدا عن اآلمال اؼبعلقة‬
‫على القطاع السياحي يف امتصاص البطالة‪ ،‬ويرجع السبب اؼبباشر يف ذلك ؼبراكز اإليواء غَت اؼبصنفة واليت تشكل النسبة‬
‫األكرب من طاقات اإليواء يف اعبزائر حي أن مناصب التوظيف فيها ضعيفة جذا مقارنة بالفنادق ‪ 5‬قبوم و‪ 4‬قبوم واليت‬
‫تتميز بارتفاع معدل التوظيف فيها‪ 2.‬ويعاشل التشغيل يف القطاع السياحي باعبزائر من العديد من النقائص‪ ،‬منها ما يرتبط‬

‫‪1‬‬
‫‪Employment in the tourism industry, http://www.ilo.org/global/publications/world-of-work-‬‬
‫‪magazine/articles/WCMS_157893/lang--en/index.htm‬‬
‫‪2‬عبد الرزاق موالي ػبضر‪ ،‬خالد بورحلي‪ ،‬متطلبات تنمية القطاع السياحي في االقتصاد الجزائري‪ ،‬اجمللة اعبزائرية للتنمية االقتصادية‪ ،‬العدد‪ ،4‬جامعة ورقلة‪،‬‬
‫اعبزائر‪ ،‬جوان‪ ،2016‬ص‪.74‬‬

‫‪132‬‬
‫الفصل الثالث‪..........................................:‬األيكوسياحة في الجزائر‪ :‬المقومات والجهود المبذولة‬
‫بنمط التشغيل الذي يشهد ارتفاع عدد العاملُت باإلدارات مقارنة بالعدد اإلصبارل للمشتغلُت يف القطاع‪ ،‬بالرغم من أن‬
‫معايَت التشغيل تشَت إذل ضرورة عدم ذباوز نسبة العاملُت يف اإلدارات ‪ %7‬من ؾبموع العاملُت يف القطاع‪ .‬ومنها ما‬
‫يرتبط بالتأىيل يف القطاع‪ ،‬حي يعاشل العاملُت يف القطاع من نقص التأىيل‪ ،‬حي تفتقد فئات عريضة منهم إذل اغبد‬
‫األدسل من التأىيل‪ ،‬وىو ما ينعكس سلبا على جودة ونوعية اػبدمات السياحية اؼبقدمة‪ ،‬وبالتارل فقدان اؼبنتج السياحي‬
‫ا عبزائري لتنافسيتو مقارنة مع اؼبنتجات السياحية اؼبماثلة لدول اعبوار‪ ،‬وتقدر نسبة العمالة غَت اؼبؤىلة يف القطاع السياحي‬
‫اعبزائري حبوارل ‪ ، %66‬حسب دراسة أعدهتا اؼبنظمة العاؼبية للسياحة‪ ،‬يف حُت تتيح اؼبقاييس الدولية اؼبطبقة يف القطاع‬
‫السياحي ما نسبتو ‪ %20‬فقط ؽبذا الصنف من العمالة‪ ،‬نظرا ألنبية وحساسية العنصر البشري اؼبؤىل يف ىذا القطاع‪.‬‬
‫وتسعى اعبزائر منذ السنوات القليلة اؼباضية إذل زيادة تكوين اؼبورد البشري يف ـبتلف اؼبهن واألنشطة اؼبتعلقة‬
‫تعمل على اإلدماج‬ ‫بالسياحة‪ ،‬باعتباره حجر األساس يف اسًتاتيجيتها لتنمية القطاع السياحي ألفاق ‪2030‬م‪ ،‬حي‬
‫اؼبكثف غبرف السياحة ضمن اؼبنظومة الوطنية للتكوين اؼبهٍت‪ ،‬باإلضافة إذل إنشاء مؤسسات تكوينية جديدة يف ـبتلف‬
‫تزايدت أعداد اؼبدارس العليا ومراكز التكوين اؼبتخصصة يف ؾبال الفندقة والسياحة‪ ،‬واليت ؽبا‬ ‫الشعب السياحية ‪ ،‬حي‬
‫‪1‬‬
‫أكثر من ‪ 10‬سنوات خربة يف ىذا اجملال‪ ،‬وىي‪:‬‬
‫‪-1‬اؼبدرسة الوطنية العليا للسياحة‪ -‬اعبزائر العاصمة؛‬
‫‪-2‬اؼبعهد الوطٍت للتقنيات الفندقية والسياحية ‪ -‬تيزي وزو؛‬
‫‪-3‬مركز الفندقة والسياحة – بوسعادة؛‬
‫‪-4‬مراكز التدريب اؼبهٍت والتعلم‪ 55 :‬مركز للتكوين وتقدصل شهادات )‪ (CAP‬يف الفروع اؼبتخصصة يف الفندقة (فن‬
‫الطبخ ‪ ،‬اؼبطاعم واالستقبال)؛‬
‫‪-5‬اؼبعاىد الوطنية اؼبتخصصة للتدريب اؼبهٍت‪ 10 :‬معاىد للتكوين وتقدصل شهادات؛ شهادة تقٍت سامي يف فروع‬
‫الفندقة (فن الطبخ ‪ ،‬اؼبطاعم‪ ،‬اإليواء‪/‬االستقبال‪ ،‬إدارة الفندق ‪،‬دليل مرافق)؛‬
‫‪-6‬اؼبدرسة العليا للفندقة واؼبطاعم بعُت البنيان اعبزائر؛‬
‫ويظل مستقبل التشغيل يف القطاع السياحي باعبزائر مرىون بالتغلب على النقائص اليت تواجهو سواء اؼبتعلقة‬
‫بنمط التشغيل أو بالتأىيل‪ ،‬والذي يرتبط بدرجة كبَتة بتحسن مكانة القطاع السياحي يف السياسة االقتصادية للبالد‪،‬‬
‫وإعطاءه اؼبكانة الالئقة بو ك أحد القطاعات كثيفة العمالة‪ ،‬فبا يساعد على التقليل من مشكل البطالة اليت أثقلت كاىل‬
‫اغبكومات اعبزائرية اؼبتعاقبة‪.‬‬

‫تاريخ االطالع على الرابط ‪ 2020/10/16‬على الساعة ‪http://www.andi.dz/index.php/ar/secteur-du-tourisme10:00‬‬


‫‪1‬‬

‫‪133‬‬
‫الفصل الثالث‪..........................................:‬األيكوسياحة في الجزائر‪ :‬المقومات والجهود المبذولة‬
‫الشكل رقم (‪ :)14‬تطور عدد العاملين في القطاع السياحي الجزائري خالل الفترة ‪2010‬م‪2019-‬م‬

‫تطور عدد العاملين في القطاع السياحي خالل الفترة ‪2000‬م‪2019-‬م الوحدة‪ :‬ألف عامل‬
‫‪800‬‬
‫‪700‬‬
‫‪600‬‬
‫عدد العاملين‬

‫‪500‬‬
‫‪400‬‬
‫‪300‬‬
‫عدد العاملين‬
‫‪200‬‬
‫‪100‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2008‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2020‬‬

‫السنوات‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباح باالعتماد على بيانات اعبدول رقم (‪)06‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬واقع األيكوسياحة في الجزائر‬


‫سبتلك اعبزائر مقومات سياحية ىامة سواء الطبيعية‪ ،‬الثقافية أو اغبضارية‪ ،‬األمر الذي هبعل منها واحدة من أىم‬
‫الوجهات السياحية الواعدة‪ ،‬وذلك بفضل اغبركية والنمو الذي يشهده قطاعها السياحي‪ .‬وسوف نركز يف ىذا اؼببح‬
‫على السوق األيكوسياحي يف اعبزائر باعتباره جزء صغَت ناشئ من السوق السياحي اعبزائري ككل‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مقومات األيكوسياحة في الجزائر‬


‫بفضل تنوعها البيولوجي الغٍت‪ ،‬تعد اعبزائر من بُت أكثر دول البحر األبيض اؼبتوسط سبيزا من وجهة النظر‬
‫البيولوجية‪ ،‬اؼبناخية‪ ،‬النباتية واغبيوانية‪ .‬ىذا التنوع البيئي ولّد ثروة من اؼبناظر والبيئات الطبيعية عالية اعبودة‪ ،‬وىو ما ظبح‬
‫للجزائر بامتالك تراث طبيعي استثنائي‪ .‬ويعترب التنوع البيولوجي اعبزائري من بُت أعلى اؼبعدالت يف حوض البحر األبيض‬
‫اؼبتوسط‪ ،‬وذلك بفضل وجود األنواع النادرة جذا مثل نورس أودوين‪ ،‬فقمات الراىب‪ ،‬والغزال الرببري‪.‬‬
‫ومن أجل ضباية ىذا الًتاث الطبيعي الوطٍت‪ ،‬أنشأت اعبزائر شبكة من اغبظائر الوطنية واؼبناطق احملمية اليت‬
‫ربتوي على أنظمة بيئية فريدة سبثل التنوع البيولوجي يف البالد‪ ،‬وسوف نستعرض فيما يلي ىذه احملميات الطبيعية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الحظائر الوطنية‬
‫تضم اعبزائر حاليا عشر (‪ )10‬حظائر وطنية مصنّفة‪ ،‬تنتمي إذل الًتاث الطبيعي العاؼبي احملمي دوليا من طرف‬
‫منظمة اليونيسكو (كما تبقى ؾبموعة معتربة من اغبظائر الوطنية مرشحة لتصبح ؿبميات عاؼبية)‪ ،‬وقد مت تصنيف ىذه‬
‫اؼبواقع نظرا الستيفائها ؾبموعة من الشروط كتوفر نظام بيئي فبيز عن اؼبناطق اجملاورة ‪-‬تواجد عدد معُت من الكائنات‬

‫‪134‬‬
‫الفصل الثالث‪..........................................:‬األيكوسياحة في الجزائر‪ :‬المقومات والجهود المبذولة‬
‫النادرة ‪ ،-‬تنوع الغطاء النبايت أو البنيات اعبيولوجية بالنسبة للمناطق الصحراوية‪...،‬اخل‪ ،‬وفيما يلي نستعرض اغبظائر‬
‫الوطنية اؼبوجودة يف اعبزائر‪:‬‬
‫‪-1‬الحظيرة الوطنية لثنيّة الح ّد‬
‫تعد اغبظَتة الوطنية لثنية اغبد واؼبعرفة أيضا بـ "جنة األرز" أول حظَتة وطنية باعبزائر‪ ،‬أنشأت يف ‪ 03‬أوث‬
‫‪1923‬م على مساحة قدرىا ‪ 1563‬ىكتار‪ ،‬وقد مت ربويلها إذل حظَتة وطنية دبوجب اؼبرسوم ‪ 459-83‬اؼبؤرخ يف‬
‫‪ 23‬جويلية ‪1983‬م‪ ،‬على مساحة قدرىا ‪ 3424‬ىكتار‪ ،‬وىي عبارة عن صخرة ملفوفة وؿباطة من كل جانب‬
‫باؼبراعي‪ ،‬تتواجد يف والية تيسمسيلت على بعد حوارل ‪ 50‬كم مشاال‪ ،‬ربدىا من الشمال الشلف وعُت الدفلى واؼبدية‬
‫ومن الغرب والية غليزان ومن اعبنوب الشرقي اعبلفة وتيارت من اعبنوب‪ .‬وىي عبارة عن غابة كثيفة دبختلف أنواع‬
‫األشجار أنبها شجرة األرز األطلسي وىذه اؼبيزات جعلتها مصنفة كمحمية وطنية وعاؼبية وكأحد أىم األقطاب السياحية‬
‫يف اعبزائر‪.‬‬
‫وتبلغ أعلى قمة يف اغبظَتة ‪1786‬م وىي رأس الرباريت‪ ،‬أما أخفض منطقة فتقع حبوارل ‪862‬م أما االرتفاع‬
‫اؼبتوسط يًتاوح بُت ‪1550‬م‪ .‬أما بالنسبة للطبقة اؼبشجرة فتتمثل يف األرز األطلسي )‪ (cedus atlentica‬وىو مزيج من‬
‫األرزيات اغبديثة والقديبة اليت سبثل من ‪ 10‬إذل‪ % 20‬يف اعبهة اعبنوبية من اغبظَتة باإلضافة إذل حزام البلوط‬
‫الفلُت )‪ (chêne liège‬وكذا البلوط األخضر )‪ (quercus ilex‬والذي يبثل الطبقة اؼبشجرة‪.1‬‬
‫‪-2‬الحظيرة الوطنية للقالة‬
‫تعترب اغبظَتة الوطنية للقالة بوالية الطارف مؤسسة عمومية ذات طابع إداري‪ ،‬تابعة لوزارة الفالحة والتنمية الريفية‪،‬‬
‫وتقع يف اعبانب الشمارل الشرقي للجزائر على بعد‪ 87‬كلم من مدينة عنابة‪ ،‬وبدىا من الشمال البحر األبيض اؼبتوسط‪،‬‬
‫من الشرق اغبدود التونسية‪ ،‬من اعبنوب سوق أىراس‪ ،‬ومن الغرب والية الطارف‪ .‬أما جغرافيا فتقع بُت خطي طول ‪36‬‬
‫و‪ 43‬مشاال و‪08‬و‪ 37‬شرقا‪ ،‬وقد أنشأت اغبظَتة وفقا للمرسوم رقم ‪ 83/458‬اؼبؤرخ يف ‪1983/06/23‬م‪ ،‬وتتوزع‬
‫اغبظَتة على امتداد ‪ 9‬بلديات (القالة‪ ،‬أم الطبول‪ ،‬العيون‪ ،‬رمل السوق‪ ،‬عُت العسل‪ ،‬بقوس‪ ،‬بوثلجة‪ ،‬الطارف وبروبان)‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫على مساحة إصبالية قدرىا ‪ 76438‬ىكتار‪.‬‬
‫وربتوي اغبظَتة على‪ 1339‬نوع من اغبياة الربية‪ ،‬منها ‪ 953‬نوع معروف‪ ،‬من بينها ‪ 71‬صنفا من الطيور اؼبائية‬
‫و‪ 10‬أصناف من اغبيوانات الثديية احملمية‪ .‬كما تزخر اغبظَتة بثروة مائية وغابية ىامة تقدر مساحتها ب ‪59833‬‬

‫‪1‬الحظيرة الوطنية ثنية الحد‪ ،‬متوفر على الرابط ‪ ،https://www.trfihi-parks.com‬تاريخ االطالع على الرابط ‪ 2020/10/08‬على الساعة ‪.14:00‬‬
‫‪2‬‬
‫‪http://www.algerie-monde.com/parcs-naturels/el-kala‬‬ ‫تاريخ االطالع على الرابط ‪ 2020/10/09‬على الساعة ‪21:00‬‬

‫‪135‬‬
‫الفصل الثالث‪..........................................:‬األيكوسياحة في الجزائر‪ :‬المقومات والجهود المبذولة‬
‫ىكتار تتميز بنباتات طبيعية وأصناف األشجار النادرة‪ ،‬منها ‪ 3400‬ىكتار من غابات البلوط الفليٍت‪ 2716 ،‬ىكتارا‬
‫من غابات بلوط الزان و‪ 3000‬ىكتار ضبراي و‪ 20‬ىكتارا من غابات الصنوبر اغبليب‪.‬‬
‫وتضم اغبظَتة (‪ )07‬مناطق رطبة ذات أنبية عاؼبية حسب اتفاقية ‪ RAMSAR‬منها حبَتيت طونقة وأبَتة‪ ،‬اللتان‬
‫صنفتا سنة ‪1982‬م‪ ،‬إضافة إذل البحَتة السوداء ونشعة عُت اػبيار‪ ،‬وحبَتيت اؼبالح والزرقاء واليت صنفت ما بُت‬
‫‪2002‬م و ‪2004‬م ومستنقع بوردصل سنة ‪2009‬م‪ ،‬وىذا ؼبا تتوفر عليو ىذه اؼبناطق الرطبة اغبساسة من تنوع بيولوجي‬
‫نادر وىام جدا‪ 1.‬وتتميز اغبظَتة بتنوع كبَت لألنظمة البيئية‪ ،‬نظام بيئي حبري وساحلي يبتد على طول ‪40‬كلم‪ ،‬من قمة‬
‫روزة غربا إذل قمة سقالب شرقا‪ ،‬يتكون أساسا من تكوينات مرجانية ضبراء‪ ،‬يف حُت ربتل الكثبان الرملية الساحلية‬
‫تشكيالت طبيعية من الصنوبر اغبليب والبحري‪ ،‬نظام بيئي حبَتي وبتوي على أصناف من اغبيوانات والنباتات اؼبائية‬
‫‪2‬‬
‫والطيور النادرة‪ ،‬وآخر غايب يتكون أساسا من غابات البلوط‪ ،‬الزيتون‪...،‬اخل‪.‬‬
‫‪-3‬الحظيرة الوطنية لتازة‬
‫أنشأت دبوجب اؼبرسوم رقم ‪ 34/348‬الصادر يف ‪ 03‬نوفمرب ‪ ،1984‬تقع يف والية جيجل يف منطقة القبائل يف‬
‫جبال أطلس التل‪ ،‬وتطل على خليج جباية‪ ،‬وظبيت تازة نسبة إذل قرية بالقرب من اغبديقة‪ .‬تبلغ مساحتها اإلصبالية‬
‫‪ 3807‬ىكتار‪ ،‬وىذي بذلك تعد واحدة من أصغر اغبظائر الوطنية يف اعبزائر‪ .‬وتقع اغبظَتة يف ثالث بلديات ىي‬
‫العوانة دبساحة ‪ %20‬وزيامة منصورية ‪ %27.5‬و‪ %50‬من منطقة سلمى بن زيادة‪ ،‬وبذلك تبعد عن والية جيجل‬
‫حبوارل ‪20‬كلم من والية جيجل و‪ 59‬كلم من شرق جباية و‪100‬كلم من مشال شرق سطيف‪ .‬وقد مت االعًتاف‬
‫باغبظَتة كمحمية عاؼبية للمحيط اغبيوي سنة ‪2004‬م من قبل ‪ UNESCO‬نظرا لغناىا وتنوع ثرواهتا‪.‬‬
‫تتمتع بأعلى معدل تشجَت يف‬ ‫ونظرا لتنوعها البيولوجي الكبَت‪ ،‬فإن اغبظَتة الوطنية لتازة فريدة من نوعها‪ ،‬حي‬
‫‪3‬‬
‫اعبزائر‪ ،‬كما تستفيد أراضيها من األنظمة البيئية الربية والبحرية معا‪.‬‬
‫‪-4‬الحظيرة الوطنية لقورايا‬
‫مت تأسيس اغبظَتة الوطنية قورايا خالل اغبقبة االستعمارية دبرسوم حكومي لـ ‪ 7‬أوث ‪1924‬م‪ ،‬على مساحة تقدر‬
‫بـ ‪ 530‬ىكتار‪ ،‬لتحول بعد االستقالل إذل ؿبمية دبوجب اؼبرسوم رقم ‪ 327/83‬اؼبوافق لـ ‪ 3‬نوفمرب ‪1984‬م‪ ،‬مث إذل‬
‫حظَتة وطنية عن طريق اؼبرسوم ‪ 2001/407‬من قبل وارل والية جباية‪ .‬وتقع اغبظَتة الوطنية قورايا (نسبة إذل جبل قورايا‬
‫الذي استمدت منو اغبظَتة اظبها والذي يبلغ طولو ‪ 660‬مًتا) على الساحل الشرقي للجزائر يف والية جباية‪ ،‬على بعد‬

‫‪1‬‬
‫‪https://www.annasronline.com/index.php/‬‬ ‫تاريخ االطالع على الرابط ‪ 2020/10/09‬على الساعة ‪18:39‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Les aires protegees en algerie, http://www.asal.dz/files/atlas/Atlas.pdfn‬‬
‫تاريخ االطالع على الرابط ‪ 2020/07/10‬على الساعة على الساعة ‪http://www.algerie-monde.com/parcs-naturels/taza/10:23‬‬
‫‪3‬‬

‫‪136‬‬
‫الفصل الثالث‪..........................................:‬األيكوسياحة في الجزائر‪ :‬المقومات والجهود المبذولة‬
‫‪ 230‬كلم من العاصمة‪ ،‬وىذا التموقع هبعل اغبظَتة يف اتصال مع مدن أخرى‪ :‬مدينة سطيف جنوبا (‪ 111‬كلم)‪،‬‬
‫تيزي وزو غربا (‪ 127‬كلم)‪ ،‬ومدينة جيجل شرقا (‪ 96‬كلم)‪.‬‬
‫تغطي اغبظَتة مساحة ‪ 2080‬ىكتار‪ ،‬وتقدم لزوارىا ثروات أثرية وصبالية استثنائية‪ ،‬السيما اؼبواقع التارىبية‪ ،‬قمة‬
‫القردة ‪ ،‬قلعة قورايا‪ ،‬كورنيش كاب كاربون‪ ،‬واؼبنحدرات الرائعة‪ ،‬وقد مت تصنيفها كمحمية للمحيط اغبيوي من طرف‬
‫‪ UNESCO‬سنة ‪2004‬م‪.‬‬
‫وتتمتع اغبظَتة الوطنية قورايا بالتنوع البيولوجي‪ ،‬حي يوجد هبا ماال يقل عن ‪ 1709‬نوعا من اغبيوانات والنباتات‬
‫دبا يف ذلك ‪ 30‬نوع من الثدييات‪ 135 ،‬نوع من الطيور‪ 9 ،‬أنواع من الزواحف‪ 3 ،‬أنواع من الربمائيات‪ 11 ،‬نوع من‬
‫الرخويات‪ 543 ،‬نوعا من األظباك والعوالق البحرية‪ ،‬و ‪ 420‬نوعا من الالفقريات‪.‬‬
‫كما وبتوي موقع اغبظَتة على العديد من اؼبواقع التارىبية اليت سبثل آثار اغبضارات اؼبختلفة اليت ميزت تاريخ اؼبدينة‬
‫‪1‬‬
‫واؼبواقع اػبالبة كقلعة يبا قورايا ومقبض األقداس‪ ،‬تستقبل سنويا أعداد كبَتة من السياح والزوار الفضوليُت‪.‬‬
‫شريعة‬
‫‪-5‬الحظيرة الوطنية لل ّ‬
‫تقع اغبظَتة الوطنية للشريعة على بعد حوارل طبسُت كلم جنوب غرب اعبزائر العاصمة يف قلب األطلس البليدي‪،‬‬
‫وترجع فكرة إنشاء اغبظَتة إذل صبعية التاريخ الطبيعي لشمال إفريقيا سنة ‪1912‬م‪ ،‬وقد مت إنشاؤىا دبوجب مرسوم‬
‫حكومي يف ‪ 3‬سبتمرب ‪1925‬م‪ ،‬على مساحة تقدر بـ ‪ 1351‬ىكتار وىي تضم غابات سيدي الكبَت وغيلي اليت‬
‫تنتمي إذل بلدية البليدة وغابات تَتغا اليت تنتمي إذل بلدية الربواقية‪ ،‬يف عهد اعبزائر اؼبستقلة وبتطبيق مرسوم ‪458/83‬‬
‫الصادر بتاريخ ‪ 1983-07-23‬الذي يتعلق بقانون اغبظائر يف اعبزائر‪ ،‬أنشأت اغبظَتة الوطنية للشريعة من جديد‬
‫باؼبرسوم رقم ‪ 461/83‬الصادر بتاريخ ‪.1983/07/23‬‬
‫وتًتبع اغبظَتة الوطنية للشريعة على مساحة قدرىا ‪ 26587‬ىكتار من اؼبساحات الغابية واعببلية‪ ،‬وتتوزع ىذه‬
‫اؼبساحة على ‪ 12‬بلدية منتشرة يف ثالث واليات ىي البليدة واؼبدية وعُت الدفلى‪ ،‬إال أن اعبزء األكرب من ىذه اؼبساحة‬
‫يقع يف تراب والية البليدة بنسبة تتجاوز ‪ ،% 67‬كما تعد بلدية الشريعة البلدية اليت يقع اعبزء األكرب من اغبظَتة على‬
‫تراهبا‪ ،‬تليها بلديتا ضبام ملوان واغبمدانية من والية اؼبدية‪ .‬ومت االعًتاف هبا كمحمية عاؼبية للمحيط اغبيوي سنة‬
‫‪2002‬م من طرف ‪.UNESCO‬‬
‫ربتوي حظَتة الشريعة على تراث بيئي شبُت‪،‬حي تضم زىاء ‪ 1358‬نوعاً من األحياء‪ ،‬منها ‪ 794‬نوعاً نباتياً موزعا‬
‫على ‪ 88‬عائلة من مواطن ـبتلفة (آسيا‪ ،‬أفريقيا‪،‬البحر األبيض اؼبتوسط)‪ ،‬و‪ 564‬نوعاً حيوانياً منها ‪ 25‬من الثدييات‬
‫أنبها القردة مثل قرد اؼباغو اؼبهدد باالنقراض‪ ،‬البقر الوحشي واػبنزير الربي‪ ،‬الذئب‪ ،‬الضبع وابن آوى‪ ،‬فضال عن ‪121‬‬

‫تاريخ االطالع على الرابط ‪ 2020/07/12‬على الساعة ‪http://www.algerie-monde.com/parcs-naturels/gouraya/16:00‬‬


‫‪1‬‬

‫‪137‬‬
‫الفصل الثالث‪..........................................:‬األيكوسياحة في الجزائر‪ :‬المقومات والجهود المبذولة‬
‫من أنواع الطيور منها اعبوارح كالنسر األصهب والعقاب‪ ،‬إضافة إذل أنواع من اغبشرات والرخويات وكثَتات األرجل‬
‫والقشريات‪.1‬‬
‫‪-6‬الحظيرة الوطنية لبلزمة‬
‫أنشأت اغبظَتة الوطنية لبلزمة دبوجب اؼبرسوم الرئاسي رقم ‪ 326/84‬اؼبؤرخ يف ‪ 3‬نوفمرب ‪1984‬م‪ ،‬تًتبع‬
‫تبعد عن والية باتنة حبوارل ‪ 7‬كلم‪ .‬ربدىا من الشمال والية‬ ‫اغبظَتة على مساحة قدرىا ‪ 26250‬ىكتار‪ ،‬حي‬
‫قسنطينة‪ ،‬ومن الشمال الغريب والية سطيف‪ ،‬ومن اعبنوب والية بسكرة‪ ،‬ومن الشرق والية خنشلة‪.‬‬
‫تتكون جبال بلزمة على العموم من الصخور الرسوبية الكريتاسية والكلسية‪ ،‬وىذا راجع إذل العصر اعبوراسي األسفل‪،‬‬
‫وتبلغ أعلى قمة حوارل ‪2000‬م أما االكبدار فيقدر حبوارل ‪25‬م‪ .‬يف اغبظَتة الوطنية لبلزمة الشبكة اؼبائية ليست‬
‫يوجد خطُت مغذيُت‬ ‫ب الشيء اؼبهم‪ ،‬ألهنا قليلة‪،‬ولكن مع ىذا ىناك العديد من اؼبنابع اليت تغذي ىذه الشبكة‪ ،‬حي‬
‫ينبعان من جبال بلزمة الشمالية‪.‬‬
‫وقد أظهرت الدراسات البيولوجية أن اغبظَتة الوطنية لبلزمة ربتوي على طبقات نباتية متنوعة وبصفة عامة قبد‬
‫أن ىناك ‪ 447‬صنف‪ 18 ،‬منها ؿبمية و‪ 14‬منها نادرة و‪ 21‬نوع نادر‪ .‬وما يبيز اغبظَتة يف االرزيات حوارل‬
‫‪ 5679.3‬ىكتار أي ما يعادل ‪ %21.6‬من نبات اغبظَتة‪ .‬أما بالنسبة للثروة اغبيوانية فتحتوي اغبظَتة الوطنية لبلزمة‬
‫على حوارل ‪ 5/1‬من األنواع احملمية منها ‪17‬نوع من الثدييات من بينها ‪ 05‬أنواع ؿبمية‪ ،‬باإلضافة إذل ‪ 106‬نوع من‬
‫الطيور ‪ 35‬منها ؿبمي من خالل القانون اعبزائري‪ 177 ،‬نوع من اغبشرات ‪ 13‬منها ؿبمية‪ ،‬و‪ 09‬أنواع من الربمائيات‬
‫والزواحف‪.2‬‬
‫‪ -7‬الحظيرة الوطنية لجرجرة‬
‫أنشأت اغبظَتة الوطنية عبرجرة خالل الفًتة االستعمارية دبرسوم حكومي يف ‪ 18‬سبتمرب ‪1925‬م على مساحة‬
‫قدرت بـ ‪ 16550‬ىكتار‪ ،‬وغداة االستقالل مت تأسيسها بصفة رظبية دبوجب اؼبرسوم التنفيذي رقم ‪ 460/83‬اؼبوافق لـ‬
‫‪ 23‬جويلية ‪1983‬م‪ ،‬على مساحة تقدر بـ ‪ 18550‬ىكتار‪ ،‬وتقع اغبظَتة يف مشال اعبزائر على بعد ‪ 150‬كم جنوب‬
‫شرق العاصمة بالقرب من البحر اؼبتوسط وىي بذلك تقع يف سلسلة جبال جرجرة ‪.‬وبدىا مشاال البحر اؼبتوسط ووالية‬
‫بومرداس ومن الشرق والية جباية ومن الغرب والية اؼبدية ومن اعبنوب ؿبدودة باؼبناطق اعبنوبية لوالية البويرة‪.‬‬

‫‪1‬الحظيرة الوطنية للشريعة نظام إيكولوجي وتنوع بيولوجي‪ ،‬متوفر على الرابط ‪ ،https://www.z-dz.com/‬تاريخ االطالع على الرابط ‪،2020/10/12‬‬
‫على الساعة ‪.15:00‬‬
‫‪2‬تقديم الحديقة الوطنية بلزمة‪ ،‬متوفر على الرابط ‪ ،https://nrme.net‬تاريخ االطالع على الرابط ‪ ،2020/10/12‬على الساعة ‪.16:23‬‬

‫‪138‬‬
‫الفصل الثالث‪..........................................:‬األيكوسياحة في الجزائر‪ :‬المقومات والجهود المبذولة‬
‫قبدىا ؿباطة من الشرق إذل الغرب بصخرتُت كبَتتُت صخر بلوري‬ ‫وتنتمي اغبظَتة إذل اغبزام القبائلي حي‬
‫الًتكيب مكون من الصخور اؼبتحولة القديبة والرسوبية واليت تكونت من صخور الشيست كما ربتوي اغبظَتة على‬
‫تضاريس ؿبطمة ذات اكبدارات وعرة وىاوية وتالل عديدة باإلضافة إذل وجود أكوام من األنقاض واغبصى اؼبًتامية ىنا‬
‫وىناك‪ .‬يًتاوح االرتفاع ما بُت‪1600‬م إذل ‪1800‬م‪ .‬أعلى قمة هبا ىي قمة اللة خدهبة ‪ 2308‬م‪ .‬كما يوجد هبا أعلى‬
‫‪1‬‬
‫حبَتة يف افريقيا على ارتفاع ‪1667‬م حبَتة أكفادو جببال تيكجدة‪.‬‬
‫وربتوي اغبظَتة على أنواع ـبتلفة من النباتات منها البلوط واألرز وىناك نوعان منها اعبافة والرطبة يف ىذه‬
‫الغابات قبد أصناف عديدة من الفواكو وكذا النباتات الشوكية وعلى العموم توجد يف اغبظَتة حوارل ‪1100‬صنف ‪35‬‬
‫منها أصلية و‪ 70‬منها نادرة و‪ 33‬صنف ؿبمي‪ .‬كما ربوي على ثروة حيوانية متنوعة وغنية حي قبد اغبيوانات الالضبة‬
‫مثل‪ :‬الكلب الثعلب األضبر الرباح وابن عرس أما الثدييات فنجد نوعُت منها الضبع وىو نادر وكذلك الوشق باإلضافة‬
‫قبد حوارل‬ ‫إذل اػبنزير وقرد اؼباقو والقنفذ والشيهم واعبرذان السوداء ومن ىنا نالحظ أن ىناك تنوع حيواشل كبَت حي‬
‫‪ 23‬صنف من الثدييات ‪ 10‬منها ؿبمية وحوارل ‪ 122‬من الكواسر والطيور من بينها الصقور والنسور والعصافَت‪.‬‬

‫‪-8‬الحظيرة الوطنية لتلمسان‬


‫تقع يف مدينة تلمسان‪ ،‬وىي واحدة من اغبدائق الوطنية األخَتة للجزائر بسبب حداثة إنشائها وذلك سنة‬
‫‪1993‬م‪ ،‬تبلغ مساحتها ‪ 8825‬ىكتار‪ ،‬وتشمل أقاليم سبع بلديات منها على اػبصوص‪ :‬تلمسان واؼبنصورة وعُت‬
‫فزة‪ .‬سبيز اغبديقة كتلتُت جيولوجيتُت‪ ،‬أراضي من العصر اعبوراسي وأراضي من العصر الثال ‪ ،‬كما تتميز بالطابع‬
‫الصخري وىذا ما أدى إذل وجود العديد من اؼبغارات‪،‬كما قبد يف اغبظَتة الًتبة اغبمراء واألراضي اعبافة قليلة اؼبياه‪.‬‬
‫وتتميز اغبظَتة الوطنية لتلمسان بتنوعها البيولوجي‪ ،‬حي تتشكل التكوينات الغابية للحظَتة من أشجار البلوط‬
‫بأنواعو‪ ،‬أما النباتات فتوجد حوارل ‪ 904‬صنف منها ‪ 22‬صنف ؿبمي و‪ 31‬أصلي و‪ 38‬نادر و‪ 27‬صنف نادر جدا‬
‫مثل‪ :‬الثوم الذىيب‪ ،‬النباتات الطبية‪ ،‬الفطريات‪ ،‬كما ربتوي اغبظَتة على حوارل ‪ 141‬نوع حيواشل منها ‪ 49‬ؿبمي من‬
‫طرف القانون اعبزائري‪ .‬تتميز اغبديقة الوطنية بتلمسان بأثارىا اػبالبة منها ‪ :‬األوريت اؼبشهورة بشالالهتا؛ مغارة بٍت عاد‬
‫اليت تقع على علو ‪1 123‬م وتًتبع على مساحة ‪8 500‬م ‪2‬وتضم غرفة السلطان‪ ،‬غرفة اغبارس وسبثال اغبرية‪ ،‬ىضبة‬
‫الال سيت‪ ،‬اؼبنصورة‪ ،‬مسجد سيدي بومدين‪ ،‬مسجد سيدي إسحاق الطيار‪ ،‬مئذنة أغادير‪ ،‬وادي تافنة‪ ،‬سد مفروش‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫غابة موتاس‪.‬‬

‫‪1‬الحديقة الوطنية جرجرة رمز للسحر السياحي في الجزائر‪ ،‬متوفر على الرابط ‪ https://www.akhbarelyoum.dz/ar/‬تاريخ االطالع عل الرابط‬
‫‪ 2020/10/17‬على الساعة ‪.12:00‬‬
‫تاريخ االطالع على الرابط ‪ 2020/07/13‬على الساعة ‪https://www.pntlemcen.com/18:00‬‬
‫‪2‬‬

‫‪139‬‬
‫الفصل الثالث‪..........................................:‬األيكوسياحة في الجزائر‪ :‬المقومات والجهود المبذولة‬
‫‪-9‬الحظيرة الوطنية للطاسيلي ناجير‬
‫مت إنشائها دبوجب اؼبرسوم رقم ‪ 168-72‬اؼبؤرخ يف ‪ 27‬جويلية ‪1972‬م‪ 1،‬وتقع على بعد حوارل ‪ 600‬كم‬
‫إذل الشمال الغريب من سبنراست‪ ،‬يف والية إيليزي‪ ،‬وىي عبارة ىضبة شاسعة من اغبجر الرملي‪ 2.‬وتًتبع اغبظَتة على‬
‫مساحة قدرىا ‪ 80000‬ىكتار‪ ،‬وقد مت تصنيفها كأول ؿبمية صحراوية للمحيط اغبيوي ضمن برنامج اإلنسان واحمليط‬
‫اغبيوي‪.‬‬
‫ويف عام‪ 1982‬م صنفت اليونسكو اؼبوقع يف قائمة الًتاث العاؼبي‪ ،‬ويف عام‪ 1986‬م ؿبمية اإلنسان والبيوسفَت‬
‫حيوانات نادرة يف طريق االنقراض وجدت مالذا يف اؼبنطقة كالألروية (الضأن الرببري) وأنواع عديدة من الغزال والفهود‬
‫وحيوانات أخرى‪ .‬وبعد أن صنفتها اليونيسكو ضمن اإلرث التارىبي الوطٍت يف يوليو ‪1972‬م‪ ،‬مت إدراج طاسيلي نعاجر‬
‫إرثا حضاريا عاؼبيا سنة ‪ 1982‬م بفضل ثرواهتا الثقافية مث لقيت االعًتاف يف شبكة برنامج اليونيسكو اإلنسان واجملال‬
‫اغبيوي كمحمية إنسانية وؾبال حيوي‪ ،‬يف حُت مت إدراج حبَتة إىرير سنة ‪ 2001‬م كمنطقة رطبة ذات أنبية عاؼبية ضمن‬
‫الئحة معاىدة رامسار الدولية حول اؼبناطق الرطبة‪ ،‬ويشكل اؼبوقع أكرب متحف للرسوم الصخرية البدائية يف كل الكرة‬
‫األرضية وقد مت إحصاء أكثر من ‪ 30،000‬رسم تصف الطقوس الدينية واغبياة اليومية لإلنسان الذي عاش يف ىذه‬
‫اؼبناطق أثناء حقبة ما قبل التاريخ‪ .‬فبا ينبهنا وهبعلنا نتخيل كيف كانت ىذه اؼبناطق القاحلة العقيمة تعج اػبضرة‬
‫‪3‬‬
‫واغبياة‪.‬‬
‫‪-10‬الحظيرة الثقافية لألهقار‬
‫مت تأسيسها دبوجب اؼبرسوم رقم ‪ 231-87‬اؼبؤرخ يف ‪ 3‬نوفمرب ‪1983‬م‪ ،‬ربت اسم "ديوان حظَتة األىقار‬
‫الوطنية" ‪( ،OPNA‬كانت تسمى اغبظَتة الوطنية لألىقار حىت فيفري ‪2011‬م)‪ ،‬مت تصنيفها كمحمية وطنية سنة‬
‫‪1987‬م‪ ،‬كما مت اقًتاحها على قائمة الًتاث العاؼبي لليونسكو سنة ‪1988‬م‪ ،‬تقع يف والية سبنراست يف أقصى جنوب‬
‫‪4‬‬
‫اعبزائر‪.‬‬
‫وتًتبع اغبظَتة الثقافية لألىقار على مساحة قدرىا ‪ 633887‬كلم‪ ،2‬وىي موطن لًتاث ثقايف وطبيعي غاية يف‬
‫الروعة‪ ،‬كما ربتوي اغبظَتة على مواقع أثرية يعود تارىبها من ‪ 600000‬إذل مليون سنة مضت‪ ،‬حي تشكل متحف‬
‫حقيقي يف اؽبواء الطلق‪ .‬ويعد جبل أسكرام الذي يبعد عن مدينة سبنراست ب‪ 80‬كم‪ ،‬مقصدا مهما للسياح ويتم‬

‫‪1‬‬
‫‪https://www.m-culture.gov.dz‬‬ ‫تاريخ االطالع على الرابط ‪ 2020/07/13‬على الساعة ‪21:00‬‬
‫‪2‬‬
‫على الساعة ‪https://visitalgeria.dz/le-parc-national-du-tassili-najjer/21:30‬‬ ‫تاريخ االطالع على الرابط ‪2020/07/13‬‬
‫‪3‬‬
‫تاريخ االطالع على الرابط ‪ 2020/10/16‬على الساعة ‪https://web.archive.org06:00‬‬
‫‪4‬‬
‫تاريخ االطالع على الرابط ‪ 2020/10/16‬على الساعة ‪https://www.m-culture.gov.dz10:00‬‬

‫‪140‬‬
‫الفصل الثالث‪..........................................:‬األيكوسياحة في الجزائر‪ :‬المقومات والجهود المبذولة‬
‫تشاىد قمة أسكرام اليت ترتفع حبوارل‬ ‫الوصول إليو عرب طريق غَت مصوف‪ ،‬وتستغرق الرحلة ثالث ساعات حي‬
‫‪2800‬م عن سطح البحر وتصل درجة اغبرارة حىت ‪ 12‬ربت الصفر يف أوقات من السنة‪ .‬ولكنو يف اؼبقابل يعترب قبلة‬
‫مفضلة للسياح بسبب االستمتاع بأصبل شروق وغروب يف اعبزائر والعادل كلو كما يعترب من أىم معادل السياحة يف اعبزائر‪.‬‬
‫‪-11‬الحظيرة الوطنية لتاغيت‬
‫يبتد موقع تاغيت على مساحة قدرىا ‪ 2883‬ىكتار‪ ،‬مشال غرب العرق الغريب الكبَت‪ ،‬على الضفة اليسرى‬
‫لوادي الساورة‪ ،‬على بعد ‪ 90‬كلم جنوب غرب بشار‪ ،‬وهبمع بُت مناظر طبيعية ـبتلفة‪ ،‬صحراوية على وجو اػبصوص‪،‬‬
‫كالعرق‪ ،‬الرق‪ ،‬اغبمادة‪ ،‬اعببل‪ ،‬الواد والنخلة‪ .‬تضم ؾبموعة من أصناف اغبيوانات كالثدييات فبثلة يف‪ :‬الفنك‪ ،‬الغزال‪،‬‬
‫الثعلب‪... ،‬اخل‪ ،‬باإلضافة إذل الطيور والزواحف‪.‬‬
‫‪-12‬الحظيرة الوطنية لجبل عيسى‬
‫تقع اغبظَتة الوطنية عببل عيسى غرب اعبزائر وبالتحديد يف والية النعامة‪ ،‬وىي حظَتة من األطلس الصحراوي‪،‬‬
‫مت إنشاؤىا سنة ‪2003‬م‪ ،‬على مساحة تقدر بـ ‪ 24400‬ىكتار‪.‬‬
‫وتضم ىذه اؼبنطقة اعببلية فسيفساء من األمباط اغبيوانية اليت مت إحصاؤىا خالل السنوات األخَتة كالضب و‬
‫اغبرباء و فأر الرمال والثعلب األضبر والسنجاب الرببري والورل الصحراوي (نوع من الزواحف ) والقنافذ واألرانب الربية‬
‫والوعل وابن آوى وغَتىا من الكائنات اغبية‪.‬‬
‫ويعد ىذا الفضاء الطبيعي متحفا اثريا مفتوحا ذو قيمة تراثية يضم بقايا غابات متحجرة بفعل العوامل اؼبناخية‬
‫وعدد ىام من ؿبطات للنقوش الصخرية لإلنسان اغبجري القدصل‪ ،‬كما تعد اؼبنطقة مصدرا للسكان احملليُت للتزود بالعديد‬
‫من النباتات اليت تستعمل يف العالج كإكليل اعببل والشيح والزعًت والفيجل واغببق وغَتىا‪ 1.‬واعبدول اؼبوارل يبُت ـبتلف‬
‫اغبظائر الوطنية يف اعبزائر‪.‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)07‬الحظائر الوطنية في الجزائر‬
‫تاريخ ومرسوم اإلنشاء‬ ‫المساحة (هكتار)‬ ‫الموقع الجغرافي‬ ‫الحدائق‬
‫‪ 459-83‬اؼبوافق لـ ‪1983-08-23‬‬ ‫‪3424‬‬ ‫تيسمسيلت‬ ‫ثنية الحد‬
‫‪ 460-83‬اؼبوافق لـ ‪1983-08-23‬‬ ‫‪18550‬‬ ‫بويرة‪/‬تيزي وزو‬ ‫جرجرة‬
‫‪ 461-83‬اؼبوافق لـ ‪1983-08-23‬‬ ‫‪26587‬‬ ‫بليدة‪/‬مدية‬ ‫شريعة‬
‫‪ 462-83‬اؼبوافق لـ ‪1983-08-23‬‬ ‫‪76438‬‬ ‫الطارف‬ ‫القالة‬

‫‪1‬الحظيرة الوطنية لجبل عيسى بالنعامة‪ :‬مؤهالت طبيعية تبحث عن تثمين‪ ،‬وكالة األنباء اعبزائرية‪ ،‬متوفر على الرابط ‪ ،https://www.aps.dz‬تاريخ‬
‫االطالع على الرابط‪ 2020/10/12 :‬على الساعة ‪20:20‬‬

‫‪141‬‬
‫الفصل الثالث‪..........................................:‬األيكوسياحة في الجزائر‪ :‬المقومات والجهود المبذولة‬
‫‪ 326-84‬اؼبوافق لـ ‪1984-11-03‬‬ ‫‪26250‬‬ ‫باتنة‬ ‫بلزمة‬
‫‪ 327-84‬اؼبوافق لـ ‪1984-11-03‬‬ ‫‪2080‬‬ ‫جباية‬ ‫قوراية‬
‫‪ 328-84‬اؼبوافق لـ ‪1984-11-03‬‬ ‫‪3807‬‬ ‫جيجل‬ ‫تازة‬
‫‪ 117-93‬اؼبوافق لـ ‪1993-05-12‬‬ ‫‪8225‬‬ ‫تلمسان‬ ‫تلمسان‬
‫‪ 88-87‬اؼبوافق لـ ‪1987-04-21‬‬ ‫‪800000‬‬ ‫إليزي‬ ‫الطاسيلي‬
‫‪ 231-87‬اؼبوافق لـ ‪1987-11-03‬‬ ‫‪450000‬‬ ‫سبنراست‬ ‫األهاقار‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الباح باالعتماد عل بيانات أطلس اغبظائر الوطنية يف اعبزائر‬
‫وتزخر ىذه اغبظائر الوطنية بثروة نباتية وحيوانية متنوعة نعرضها يف اعبدول اؼبوارل‪:‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)08‬نظرة حول التنوع البيولوجي للحظائر الوطنية في الجزائر‬
‫األسماك‬ ‫البرمائيات‬ ‫الزواحف‬ ‫الطيور‬ ‫الثدييات‬ ‫النباتات‬ ‫الحدائق‬
‫_‬ ‫‪2‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪195‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪447‬‬ ‫بلزمة‬
‫_‬ ‫‪7‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪106‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪778‬‬ ‫الشريعة‬
‫_‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪112‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪689‬‬ ‫جرجرة‬
‫_‬ ‫‪7‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪134‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪755‬‬ ‫القالة‬
‫_‬ ‫_‬ ‫_‬ ‫‪131‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪305‬‬ ‫قوراية‬
‫_‬ ‫_‬ ‫_‬ ‫‪119‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪434‬‬ ‫تازة‬
‫_‬ ‫_‬ ‫_‬ ‫‪93‬‬ ‫‪17‬‬ ‫_‬ ‫ثنية الحد‬
‫_‬ ‫‪7‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪110‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪702‬‬ ‫تلمسان‬
‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪135‬‬ ‫‪30‬‬ ‫_‬ ‫طاسيلي‬
‫_‬ ‫_‬ ‫_‬ ‫‪62‬‬ ‫‪36‬‬ ‫_‬ ‫اآلهاقار‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الباح باالعتماد على‪:‬‬
‫تاريخ االطالع على الرابط ‪http://www.kbinirsnb.be/cb/antelopes/Cartography/parcs_nationaux_algerie.pdf,‬‬
‫‪ ،2020/10/19‬على الساعة ‪19:05‬‬
‫الرطبة‬
‫ثانيا‪ :‬المحميات الطبيعية والمناطق ّ‬
‫وإذل جانب اغبدائق الوطنية‪ ،‬قامت اعبزائر بإنشاء العديد من احملميات الطبيعية‪ ،‬وذلك دبوجب أحكام اؼبرسوم‬
‫رقم ‪ 144-87‬الصادر يف ‪1984.06.16‬م‪ .‬ويكمن اؽبدف من وراء إنشاء احملميات الطبيعة يف‪:‬‬
‫‪ ‬احملافظة على التنوع البيولوجي‪ ،‬وخاصة اليت ىي يف طريق االنقراض على اؼبستوى الوطٍت؛‬
‫‪ ‬إصالح وذبديد مواطن اغبيوانات والنباتات وبيئاهتا؛‬

‫‪142‬‬
‫الفصل الثالث‪..........................................:‬األيكوسياحة في الجزائر‪ :‬المقومات والجهود المبذولة‬
‫‪ ‬احملافظة على الوسط اغبيوي والتشكيالت اعبيولوجية‪ ،‬اعبيومورفولوجية ‪...‬؛‬
‫‪ ‬هتيئة فضاءات للسياحة والًتفيو والتعليم البيئي؛‬
‫‪ ‬احملافظة على اغبياة الربية‪ ،‬النباتات‪ ،‬اؼبياه وكل وسط طبيعي لو مصلحة خاصة؛‬
‫‪ ‬تشجيع وتطوير الدراسات العلمية والتقنية اػباصة بالوسط الواجب ضبايتو داخل حدوده اإلقليمية‪.‬‬
‫وتضم اعبزائر حاليا ‪ 6‬مواقع مقًتحة لتصنيفها كمحميات طبيعية‪ ،‬واعبدول اؼبوارل يقدم حملة عن ىذه اؼبواقع‬
‫الجدول رقم (‪ :)09‬المحميات الطبيعية في الجزائر‬
‫المساحة (هكتار)‬ ‫مكان التواجد (الوالية)‬ ‫االسم المحمية الطبيعية‬
‫‪ 1500‬ىكتار‬ ‫اعبزائر‬ ‫بحيرة رغاية‬
‫‪ 16481‬ىكتار‬ ‫اؼبسيلة‬ ‫المرقاب‬
‫‪ 2367‬ىكتار‬ ‫سطيف‬ ‫مرتفعات بابور‬
‫‪ 2000‬ىكتار‬ ‫قاؼبة‬ ‫غابة بني صالح‬
‫‪ 23000‬ىكتار‬ ‫معسكر‪ -‬وىران ومستغازل‬ ‫مستنقع ماكتة‬
‫‪ 23000‬ىكتار‬ ‫النعامة‬ ‫عين بن خليل‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباح باالعتماد على‪:‬‬


‫‪ , http://www.dgf.gov.dz/index.php?rubrique=protection&section=airesprotegees‬تاريخ االطالع على الرابط‬
‫‪ 2020/10/20‬على الساعة ‪22:21‬‬

‫وتنتمي اغبظائر الوطنية إذل الًتاث الطبيعي العاؼبي احملمي من طرف منظمة اليونسكو‪ ،‬وتتوزع على كامل الًتاب‬
‫الوطٍت‪ ،‬حي تقع ‪ 08‬من ىذه اغبظائر يف مشال اعبزائر‪ ،1‬أنشأت صبيعها يف القرن العشرين وبالتحديد يف الثمانينات‪،‬‬
‫كما ربتل مساحة إصبالية تقدر حبوارل ‪ 193.837‬ىكتار‪ ،‬أي ما نسبتو ‪ %0.08‬من مساحة الًتاب الوطٍت‪ ،‬وتشرف‬
‫عليها وزارة الفالحة‪ ،‬التنمية الريفية والصيد البحري‪ .‬ويبُت التقسيم البيئي أن ‪ %60‬من كل حديقة تتألف من الطبقات‬
‫الثالثة األوذل للحماية؛ وىي تقريبا موطن كل التنوع البيولوجي للحدائق‪ ،‬أما ‪ %40‬الباقية فهي مغطاة باؼبناطق العازلة‬
‫واؼبناطق احمليطة هبا‪ .‬أما يف منطقة السهوب‪ ،‬فتوجد حديقة أخرى ىي اغبديقة الوطنية عببل عيسى بوالية النعامة‪ ،‬واليت‬
‫تبلغ مساحتها ‪ 24500‬ىكتار‪ ،‬وقد مت تصنيفها سنة ‪ 2003‬م من قبل وزارة البيئة وهتيئة اإلقليم‪ .‬أما يف اعبنوب فتوجد‬
‫حديقتُت وطنيتُت تقعان ربت إشراف وزارة الثقافة نبا‪ :‬الطاسيلي واؽباقار‪ ،‬وتغطيان مساحة إصبالية قدرىا ‪ 53‬مليون‬

‫‪1‬‬
‫‪A. Sissaoui, R. Baba, N. Chabi, Protected areas for conservation of biodiversity and sustainable development in‬‬
‫‪Algeria: the case of Taza national park-jijel, Journal of new sciences, volume CSIEA (32), 01 November 2017,‬‬
‫‪p2845.‬‬

‫‪143‬‬
‫الفصل الثالث‪..........................................:‬األيكوسياحة في الجزائر‪ :‬المقومات والجهود المبذولة‬
‫ىكتار أي ما نسبتو ‪ %22.25‬من مساحة الًتاب الوطٍت‪ .‬وتزخر ىذه اغبدائق بثروات نباتية وحيوانية متنوعة كالطيور‬
‫‪1‬‬
‫والزواحف والثدييات‪....‬اخل‪.‬‬
‫وإذل جانب اغبظائر الوطنية سبتلك اعبزائر ‪ 5‬ؿبميات طبيعية‪ ،‬تتميز بتنوع نبايت وحيواشل كبَت‪ ،‬وىي‪ :‬احملمية‬
‫الطبيعية لبٍت صاحل بقاؼبة (‪ 2000‬ىكتار)‪ ،‬احملمية الطبيعية اؼبرغاب باؼبسيلة (‪ 13482‬ىكتار)‪ ،‬احملمية الطبيعية البابور‬
‫بسطيف (‪ 2367‬ىكتار)‪ ،‬احملمية الطبيعية اؼبكتة دبستغازل (‪ 19750‬ىكتار)‪ ،‬واحملمية الطبيعية البحرية جزر حبيبة‬
‫بوىران(‪ 2684‬ىكتار)‪ .‬كما ربتوي اعبزائر على أربعة ؿبميات للصيد وىي‪ :‬ؿبمية الصيد باعبلفة (‪31866‬ىكتار‪،‬‬
‫‪ 57000‬زائر سنويا)‪ ،‬ؿبمية الصيد دبعسكر ( ‪ 6530‬ىكتار‪ 200 ،‬نوع نبايت‪ 2000 ،‬زائر سنويا)‪ ،‬ؿبمية الصيد‬
‫بتلمسان (‪2159‬ىكتار‪ 350 ،‬نوع نبايت‪ 73 ،‬نوع حيواشل‪ 200 ،‬زائر سنويا)‪ ،‬وؿبمية الصيد بزيرالدة (‪1044‬‬
‫‪2‬‬
‫ىكتار‪ 300 ،‬نوع نبايت‪ 120 ،‬نوع حيواشل‪ 1000 ،‬زائر سنويا)‪ ،‬وتقع كلها ربت إشراف اؼبديرية العامة للغابات‪.‬‬
‫الرطبة (اؼبصنفة والغَت مصنفة) تش ّكل‬
‫وباإلضافة إذل احملميات الطبيعية تزخر اعبزائر بعدد ىائل من اؼبناطق ّ‬
‫أنظمة بيئية فريدة من نوعها‪ ،‬حي تتميز بالتنوع البيولوجي كما تسمح خبلق العديد من فرص العمل من خالل تنمية‬
‫بعض األنشطة كالزراعة وتربية األحياء اؼبائية‪ ،‬كما تعد ىذه اؼبناطق بفضل فبيزاهتا الطبيعية والبيئية أماكن جذ مالئمة‬
‫ؼبمارسة العديد من األنشطة الًتفيهية كالصيد‪ ،‬ركوب القوارب واالسًتخاء واالستكشاف‪ ،‬فبا هبعل منها أماكن جذب‬
‫أيكوسياحية بامتياز‪ ،‬ويبكن ذكر بعض ىذه اؼبناطق فيما يلي‪:‬‬
‫الرطبة في الجزائر‬
‫الجدول رقم (‪ :)10‬المناطق ّ‬
‫الرطبة وسنة تصنيفها‬
‫المنطقة ّ‬ ‫المنطقة الجغرافية‬
‫حبَتة الرغاية (اعبزائر العاصمة؛ ‪ ،)2003‬كثبان بومرداس (اعبزائر العاصمة؛ غَت مصنفة)‪ ،‬كثبان‬ ‫الشمال‬
‫مازافران (اعبزائر العاصمة؛ غَت مصنفة)‪.‬‬
‫زاىرز غريب (اعبلفة؛ ‪ ،)2003‬زاىرز شرقي (اعبلفة؛ ‪ ،)2003‬شط اغبضنة (اؼبسيلة؛‬ ‫الجنوب‬
‫‪ ،)2001‬واد إىرير (إليزي؛ ‪ ،)2001‬شط ملغيغ (الوادي؛ ‪ ،)2003‬شط مروان (الوادي؛‬
‫‪ ،)2001‬واد اػبروف (بسكرة؛ ‪ ،)2001‬عُت ورقة (النعامة؛ ‪ ،)2003‬واحات تيوت ومغرار‬
‫(النعامة؛ ‪ ،)2003‬حبَتة عُت بن خليل (النعامة؛ ‪ ،)2004‬شط أم الرانب (ورقلة)‪ ،‬قلتة ايزاك‬
‫اعراسن (سبنراست)‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Makhlouf sara, gouvernance des territoires côtiers et aires protégées en Algérie: de a conservation au developmt‬‬
‫‪durabe intégré, thèse de doctorat L.M.D, université de Jijel, 2019/2020, p87.‬‬
‫‪2‬‬
‫تاريخ االطالع على الرابط ‪ 2020/10/22‬على الساعة ‪http://www.dgf.org.dz/fr/structure/reserve-de-chasse20:30‬‬

‫‪144‬‬
‫الفصل الثالث‪..........................................:‬األيكوسياحة في الجزائر‪ :‬المقومات والجهود المبذولة‬

‫سبخة بازر (سطيف؛ ‪ ،)2004‬شط البيضاء وضبام السخنة (سطيف؛ ‪ ،)2004‬شط الفردين‬ ‫الشرق‬
‫(سطيف؛ غَت مصنف)‪ ،‬سبخة اغباميات (سطيف؛ ‪ ،)2004‬القرعات والطرف (أم البواقي؛‬
‫‪ ،)2004‬قرعة قليف (أم البواقي؛ ‪ ،)2004‬مركب قرباز صنهاجة (سكيكدة؛ ‪،)2001‬‬
‫حبَتة فتزارة (عنابة؛ ‪ ،)2003‬البحَتة السوداء (الطارف؛ ‪ ،)2003‬حبَتة طونقة وأوبَتة‬
‫(الطارف؛ ‪ ،)1982‬حبَتة اؼبالح (الطارف؛ ‪ ،)2004‬أحواض عُت خيار (الطارف؛‬
‫‪.)2003‬‬
‫سبخة وىران (‪ ،)2001‬حبَتة تيالمُت (وىران؛ ‪ ،)2004‬سبخات أرزيو (وىران؛ ‪،)2004‬‬ ‫الغرب‬
‫شط الرقي (سعيدة؛ ‪ ،)2001‬ضاية الفرد (تلمسان)‪.‬‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الباح باالعتماد على بيانات أطلس اغبظائر الوطنية يف اعبزائر اؼبتوفر على الرابط‬
‫‪ ،http://www.asal.dz/files/atlas/Atlas.pdf‬ص‪.07‬‬

‫وربصي اعبزائر حسب دراسة مسح اؼبناطق الرطبة اليت وضعتها دائرتنا الوزارية و اليت أقبزت من طرف مكتب‬
‫دراسات كندي سنة ‪2011‬م‪ 1700 ،‬منطقة رطبة‪ 526 ،‬مت ربديدىا يف اػبرائط و وضعت إحداثياهتا اعبغرافية‪ .‬كما‬
‫مت من خالل ىذه الدراسة ربديد عشرة مواقع ذات األولوية اليت مت اختيارىا لتزويدىا دبخطط تسيَت مدمج و بدراسة‬
‫هتيئة و ضباية و تصنيف‪ .‬إضافة إذل ذلك‪ ،‬فقد مت إحصاء سنة ‪2015‬م‪ 2375 ،‬منطقة رطبة منها ‪ 2056‬منطقة‬
‫طبيعية و ‪ 319‬منطقة اصطناعية‪.1‬‬
‫كما تعمل اعبزائر منذ انضمامها إذل اتفاقية رامزار )‪ (Ramsar‬اؼبتعلقة باؼبناطق الرطبة ذات األنبية الدولية سنة‬
‫‪1982‬م‪ ،‬على إدراج مواقع أخرى ذات أنبية بيئية كربى وخاصة بالنسبة للطيور‪ ،‬واليت يتوقف وجودىا عليها‪ ،‬حي‬
‫ارتفع عدد اؼبواقع اعبزائرية اؼبدرجة يف قائمة رامسار بشكل ملحوظ من ‪ 13‬موقع سنة ‪2000‬م‪ ،‬دبساحة إصبالية تقدر‬
‫بـ ‪ 1.8‬مليون ىكتار‪ ،‬إذل ‪ 50‬موقع حاليا دبساحة قدرىا ‪ 2.981.421‬ىكتار‪ ،‬من بُت ‪ 1451‬منطقة رطبة موجود‬
‫يف صبيع أكباء البالد‪ 2.‬كما أن ىناك ‪ 10‬مواقع أخرى هبري تصنيفها من طرف اتفاقية رامزار حسب اؼبديرية العامة‬
‫للغابات واليت هتدف للوصول إذل ‪ 3.5‬مليون ىكتار من اؼبناطق ذات األنبية الدولية يف اعبزائر‪.‬‬

‫تاريخ االطالع على الرابط ‪ 2020/07/14‬على الساعة ‪http://www.meer.gov.dz/a/?page_id=231716:00‬‬


‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫‪https://rsis.ramsar.org/ris-search/?f[0]=regionCountry_en_ss%3AAlgeria&pagetab=1‬‬ ‫تاريخ االطالع على الرابط‬
‫‪ 2020/07/15‬على الساعة ‪10:00‬‬

‫‪145‬‬
‫الفصل الثالث‪..........................................:‬األيكوسياحة في الجزائر‪ :‬المقومات والجهود المبذولة‬
‫ثالثا‪ :‬المواقع التاريخية والثقافية في الجزائر‬
‫مرت على اعبزائر العديد من اغبضارات‪ ،‬فبا جعلها سبتلك إرثا تارىبيا وثقافيا عظيما‪ ،‬حي تبُت بقايا اغبفريات‬
‫ّ‬
‫اؼبكتشفة بتيغنيف بالغرب اعبزائري‪ ،‬أن تواجد اإلنسان باعبزائر يعود إذل حوارل ‪500.000‬سنة‪ ،‬يف حُت أرخت الرسوم‬
‫الصخرية اؼبتواجدة بالطاسيلي إذل ‪5.000‬سنة قبل اؼبيالد‪ 1،‬وقد أطلقت على السكان األصليُت للجزائر عدة تسميات‬
‫أشهرىا 'النوميديون'‪ ،‬كما تعاقبت عليها بعد العصر اغبجري وقبل الفتح اإلسالمي طبس أمم عظيمة‪ :‬الرببر وىم‬
‫السكان األصليون القدماء‪ ،‬والفينيقيون والرومان سنة ‪ 42‬ق‪.‬م‪ ،‬فالوندال‪ ،‬فالروم البيزنطيون‪ ،‬ويف عام ‪682‬م بدأ العصر‬
‫اإلسالمي‪ ،‬كما دخلت اعبزائر ربت السيطرة العثمانية من أجل مقاومة هتديدات الغزو اإلسبانية سنة ‪1518‬م‪،‬‬
‫وتعرضت لالستعمار الفرنسي سنة ‪1830‬م‪ ،‬ونالت استقالؽبا يف ‪ 5‬جويلية ‪1962‬م‪.‬‬
‫وتنفرد اعبزائر دبعادل تارىبية وثقافية متنوعة‪ ،‬وتعترب من بُت الدول اليت تتوفر على اؼبناطق األثرية‪ ،‬وتظهر ىذه‬
‫الثروة يف تصنيف اليونسكو لسبع مناطق أثرية ضمن الًتاث العاؼبي‪ ،‬وىي‪:‬‬
‫‪-1‬قلعة بني حماد‪ :‬ىي قلعة ذات موقع جبلي صبيل مع أطالل أول عاصمة ألمراء بٍت ضباد‪ ،‬واليت تأسست يف عام‬
‫‪ 1007‬وىدمت يف عام ‪ ،1152‬وتقدم قلعة بٍت ضباد صورة حقيقية للمدينة اإلسالمية احملصنة‪ ،‬وتقع يف اؼبعاضيد مشال‬
‫شرق والية اؼبسيلة على بعد ‪ 36‬كلم‪ .‬كانت العاصمة األوذل لدولة اغبماديُت الصنهاجيُت قبل جباية‪ ،‬واليت بلغت أوجها‬
‫يف القرن اغبادي عشر‪ .‬تضم القلعة كبو ‪ 7‬كم من اعبدران احملصنة‪ ،‬مع عدد كبَت من اآلثار الضخمة‪ ،‬ومنها اعبامع‬
‫الكبَت ومئذنتو‪ ،‬وسلسلة من القصور‪ ،‬اؼبسجد؛ بو قاعة الصالة اليت تضم ‪ 13‬من البالطات من ‪ 8‬خلجان‪ .‬وتعكس‬
‫أنقاض القلعة مدى الصقل الكبَت من حضارة ضباد‪ ،‬واؽبندسة اؼبعمارية األصلية والثقافة الفخمة يف مشال أفريقيا‪ .‬ويف‬
‫عام ‪1980‬م ‪ ،‬أدرجت يف مواقع الًتاث العاؼبي من قبل اليونسكو‪ ،‬ووصفت بأهنا "صورة حقيقية للمدينة اإلسالمية‬
‫احملصنة"‪.2‬‬
‫‪-2‬جميلة‪ :‬مدينة 'صبيلة' ىكذا ىو اظبها ىي مدينة صبيلة فعال بثثارىا التارىبية الرومانية‪ ،‬واظبها األصلي الروماشل ىو‬
‫'كويكول' وتقع آثار صبيلة على بعد ‪ 50‬كلم إذل الشمال الشرقي من مدينة سطيف اعبزائرية‪ .‬وتعترب مدينة صبيلة األثرية‬
‫من أصبل اؼبزارات السياحية واؼبتاحف اؼبفتوحة على اؽبواء الطلق يف مشال إفريقيا‪ ،‬وقد كانت واحدة من أعرق اؼبدن‬
‫التارىبية اليت تعود للفًتة الرومانية‪ .‬ومن اؼبباشل اليت ال تزال واقفة بشكل صبيل بُت آثار صبيلة قبد 'قوس النصر' الذي‬

‫‪1‬‬
‫‪http://www.el-mouradia.dz/arabe/algerie/Histoire/algeriear.htm‬‬ ‫تاريخ االطالع على الرابط ‪ 2020/07/15‬على الساعة ‪15:00‬‬
‫‪2‬‬
‫تاريخ االطالع على الرابط ‪ 2020/07/16‬على الساعة ‪https://www.almrsal.com/post/33059617:00‬‬

‫‪146‬‬
‫الفصل الثالث‪..........................................:‬األيكوسياحة في الجزائر‪ :‬المقومات والجهود المبذولة‬
‫يعود تاريخ إنشائو لسنة ‪216‬م‪ ،‬اؼبعبد الكبَت واؼبسرح الروماشل‪ 1.‬ويف عام ‪1982‬م‪ ،‬أدرجت منظمة اليونسكو صبيلة‬
‫ضمن الًتاث العاؼبي‪.‬‬
‫‪-3‬القصبة‪ :‬كانت القصبة قبل ؾبيء العثمانيُت إذل اعبزائر منطقة عظيمة يف البحر األبيض اؼبتوسط‪ ،‬وتشتهر بكنوز‬
‫عديدة‪ ،‬مثل اؼبساجد والعيون اليت كان عددىا يقدر بـ‪ 150‬وتقلص إذل سبع عيون‪ ،‬إضافة إذل الزوايا والقصور‪ .‬جعلها‬
‫تصنف ضمن معادل اليونيسكو ‪ .1992‬وتوجد يف القصبة سبعة قصور‪ ،‬من بينها قصر "عزيزة" وقصر "حسن باشا"‬
‫وقصر "خداوج العمياء" وقصر "الدار اغبمراء" وقصر "الرياس"‪ .‬كما أن بالقصبة ‪ 18‬زاوية ربتوي كل واحدة منها على‬
‫مصلى‪ ،‬أكربىا زاوية سيدي عبد الرضبن الثعاليب‪ .‬وا شتهرت القصبة باؼبديح وباألغاشل الشعبية اليت كان ؽبا صدى كبَت‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫واشتهر بأدائها األستاذ اغباج ؿبمد العنقى وغَته من مطريب الفن الشعيب‪.‬‬
‫‪-4‬تيمقاد‪ :‬على اؼبنحدر الشمارل من جبال أوراس‪ ،‬نشأت تيمقاد من ال شيء عام ‪ 100‬بعد اؼبيالد على يد‬
‫اإلمرباطور تراجان كمستوطنة عسكرية‪ .‬وتش ّكل اؼبدينة ‪ -‬بفنائها اؼبربع وتصميمها القائم على األعمدة الذي يشرف‬
‫عليها الكاردو والديكومانوس ونبا الطريقان الرئيسيان اللذان يعربان اؼبدينة‪ -‬مثاالً مكتمالً للتنظيم اؼبديٍت الروماشل‪ .‬وقد‬
‫‪3‬‬
‫أدرجت ضمن مواقع الًتاث العاؼبي لليونسكو سنة ‪1982‬م‪.‬‬
‫‪-5‬وادي ميزاب‪ :‬ميزاب ىي واحة يف وادي عميق‪ ،‬وضيق‪ ،‬تتألف من طبس مدن مسورة‪ ،‬وتقع داخل الصحراء على‬
‫بعد حوارل ‪ 600‬كلم من جنوب اعبزائر العاصمة‪ .‬وتعرف اؼبدن اػبمس باسم بينتابوليس (وىي كلمة يونانية تعٍت اؼبدن‬
‫اػبمسة)‪ ،‬وتتوزع على طول الوادي على مسافة حوارل ‪ 10‬كم‪ ،‬وأنشئت يف القرن الـ‪ 11‬على يد أمازيغ ميزابيُت تنحدر‬
‫أصوؽبم من مشال غرب أفريقيا يف منطقة كانت تسمى تاىرت (تيارت حاليا)‪ .‬يف عام ‪ ،909‬دمر حريق ىائل منازل بٍت‬
‫قاموا ببناء طبس مدن ؿبصنة ‪ -‬كل قلعة مصغرة منها‪ ،‬ؿباطة‬ ‫ميزاب فغادروا تاىرت واستقروا يف وادي ميزاب حي‬
‫جبدران‪ ،‬ومسجد‪ ،‬استخدمت مئذنتو كربج للمراقبة‪ .‬وقد حافظت صبيع مدن ميزاب على مر السنُت على ثقافتها األصلية‬
‫والتماسك بُت ؾبتمعاهتا‪ ،‬ويف عام ‪ ،1982‬انضمت إذل قائمة مواقع الًتاث العاؼبي لليونسكو‪.4‬‬
‫‪-6‬تيبازة‪ :‬تقع تيبازة على ضفاف البحر اؼبتوسط وىي مركز ذباري بوشل (قرطاجي) قدصل‪ .‬احتلّها الرومان وجعلوىا قاعدة‬
‫اسًتاتيجية لفتح اؼبمالك اؼبوريتانية‪ ،‬وربتوي تيبازا على ؾبموعة فريدة من اآلثار الفينيقية والرومانية واؼبسيحية القديبة‬

‫‪1‬‬
‫‪http://www.tahwas.net‬‬ ‫تاريخ االطالع على الرابط ‪ 2020/09/13‬على الساعة ‪17:30‬‬
‫‪2‬‬
‫‪http://www.aljazeera.net/proams/almashaa‬‬ ‫تاريخ االطالع على الرابط ‪ 2020/08/25‬على الساعة ‪18:00‬‬
‫‪3‬‬
‫‪http://whc.unesco.org/ar/list/194#top‬‬ ‫تاريخ االطالع على الرابط ‪ 2020/09/13‬على الساعة ‪20:25‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ 2020/09/17‬على الساعة ‪http://www.albayan.ae/editors-choice/asfar/2015-07-29-1.242569512:00‬‬ ‫تاريخ االطالع على الرابط‬

‫‪147‬‬
‫الفصل الثالث‪..........................................:‬األيكوسياحة في الجزائر‪ :‬المقومات والجهود المبذولة‬
‫والبيزنطية اليت تتجاور مع النصب احمللية مثل قرب الرومية وىو الضريح اؼبوريتاشل اؼبلكي الكبَت‪ .‬ويف عام ‪ ،1982‬انضمت‬
‫‪1‬‬
‫إذل قائمة مواقع الًتاث العاؼبي لليونسكو‪.‬‬
‫‪-7‬منطقة الطاسيلي‪' :‬طاسيلي ناجر' ىضبة ترتفع ‪ 2000‬مًت فوق سطح البحر‪ ،‬تقدر مساحتها بـ‪ 12000‬كم‪،2‬‬
‫ربتوي على أشجار تعود إذل أكثر من ‪ 2000‬سنة وتشكيالت متنوعة من الصخور الربكانية والرملية‪ ،‬وىو موقع أثري‬
‫يعود إذل عام ‪ 6000‬قبل اؼبيالد‪ ،‬ووبتوي على ‪ 15000‬رسم وكبت‪ .2...‬وقد أدرج اؼبوقع ضمن مواقع الًتاث العاؼبي‬
‫لليونسكو سنة ‪1982‬م‪.‬‬
‫ومن بُت اؼبقومات الثقافية اليت تزخر هبا اعبزائر أيضا قبد اؼبتاحف‪،‬حي ربتوي اعبزائر على عدد ال بأس بو من‬
‫اؼبتاحف الكبَتة مثل" اؼبتحف الوطٍت سَتتا "بقسنطينة والذي يعترب من أقدم اؼبتاحف يف اعبزائر‪ ،‬باإلضافة إذل اؼبتاحف‬
‫التالية‪:‬‬
‫أ‪-‬متحف باردو الوطني‪ :‬موجود بالعاصمة‪ ،‬وىو متحف ىبتص يف عرض آثار عصور ما قبل التاريخ ومقتنيات‬
‫اإلثنوغرافيا‪ ،‬أنشئ يف ‪ 16‬أفريل ‪1930‬م أثناء اغبقبة االستعمارية‪ ،‬غَت أ ّن قصر اؼبتحف عبارة عن بيت من بيوت‬
‫‪3‬‬
‫الفحص اؼببنية يف العهد العثماشل‪ ،‬أواخر القرن الثامن عشر‪.‬‬
‫ب‪-‬المتحف الوطني زبانة‪ :‬يوجد يف وىران‪ ،‬وبتوي على أرشيف كبَت لتاريخ اعبزائر القدصل واغبدي واؼبعاصر‪ ،‬ووبتوي‬
‫كذلك على اآلثـار القديبة اإلسالمية و الرومانية وآثار ما قبل التاريخ‪ .‬واؽبدف من وراء تدشينو ىو الرغبة يف اغبفاظة‬
‫على التحف اؼبوجودة يف اؼبواقع األثرية وضبايتها‪.4‬‬
‫ج‪-‬المتحف الوطني للفنون الشعبية‪ :‬يقع يف القصبة– العاصمة‪ ،-‬ويضم معروضات عن التقاليد والصناعات التقليدية‬
‫والفنون الشعبية؛‬
‫د‪-‬متحف هيبون‪ :‬دبدينة عنابة‪ ،‬ويعرض بو اآلثار القديبة الدالة على تاريخ ىذه اؼبدينة النوميدية الرومانية؛‬
‫ه‪ -‬متحف تيمقاد‪ :‬دبدينة تيمقاد– باتنة‪ ،-‬وبو قطع فسيفساء وآثار قديبة منها نقود وأسلحة قديبة وسباثيل؛‬
‫و‪-‬المتحف الوطني للمجاهد‪ :‬بالعاصمة‪ ،‬ويضم كل اآلثار والتماثيل اؼبتصلة بثورة التحرير اعبزائرية‪ ،‬والثورات الشعبية‬
‫العديدة اليت سبقتها؛‬

‫‪1‬‬
‫‪http://whc.unesco.org/ar/list/193#top‬‬ ‫تاريخ االطالع على الرابط‪ 2020/09/18‬على الساعة ‪23:00‬‬
‫‪2‬‬
‫‪http://www.tahwas.net/‬‬ ‫تاريخ االطالع على الرابط ‪ 2020/09/18‬على الساعة ‪23:30‬‬
‫‪3‬متحف باردو‪ ،‬متوفر على الرابط ‪ ،http://www.saaih.com‬تاريخ االطالع على الرابط ‪ 2020/09/18‬على الساعة ‪17:00‬‬
‫‪4‬أهم المتاحف الوطنية بالجزائر‪ ،‬متوفر على الرابط ‪،https://9alam.com/community/threads/axm-almtaxhf-alutni-fi-algzar.12969/‬‬
‫تاريخ االطالع على الرابط ‪ 2020/09/19‬على الساعة ‪16:30‬‬

‫‪148‬‬
‫الفصل الثالث‪..........................................:‬األيكوسياحة في الجزائر‪ :‬المقومات والجهود المبذولة‬
‫ز‪-‬المتحف الوطني للفنون الجميلة‪ :‬باغبامة– العاصمة‪ ،-‬تعرض بو منتجات الفن العصري كالرسم‪ ،‬النحت‪ ،‬النقش‪،‬‬
‫التصوير‪..،‬اخل‪.‬‬
‫وإذل جانب الًتاث التارىبي والثقايف الذي تزخر بو اعبزائر‪ ،‬يربز الًتاث الثقايف الشعبوي‪ ،‬ويتمثل يف إرث من‬
‫العادات والتقاليد احمللية ومنتجات متنوعة من الصناعات التقليدية‪ ،‬واليت تتوزع أنشطتها إذل ثالث فروع وىي‪ :‬نشاطات‬
‫الصناعة التقليدية والصناعة التقليدية الفنية؛ نشاطات الصناعة التقليدية‪-‬اغبرفية لإلنتاج؛ ونشاطات الصناعة التقليدية‬
‫اغبرفية للخدمات‪1‬؛ ومن بُت منتجات الصناعات التقليدية قبد‪ :‬صناعة الزرايب اليت تشتهر هبا بعض مناطق البالد‪ ،‬مثل‬
‫منطقة غرداية‪ ،‬اعبلفة‪ ،‬وصناعة النحاس اليت تعرف هبا مدينة قسنطينة‪ ،‬وصناعة الفخار اؼبتواجدة يف عدد من مناطق‬
‫البالد‪ ،‬خاصة منطقة القبائل و اؼبشهورة أيضا بالفضيات‪ 2،‬كذلك صناعة اعبلود يف سبنراست وتلمسان يف اغبقائب‪،‬‬
‫الطرز يف تقرت‪ ،‬وصناعة كل من اػبزف الفٍت‪ ،‬اػبيزران‪ ،‬اغبدادة الفنية والرخام والنقش على اػبشب اليت سبارس يف‬
‫مناطق عدة من الوطن‪.‬‬
‫وإذل جانب تراثها الثقايف اؼبادي الثّري‪ ،‬تزخر اعبزائر بالًتاث الثقايف الالّمادي كالطبوع اؼبوسيقية اليت القت‬
‫رواجا كبَتا ليس فقط على اؼبستوى الوطٍت‪ ،‬بل والعاؼبي أيضا‪ ،‬حي سبيزت كل منطقة من مناطق اعبزائر شرقها وغرهبا‬
‫'الراي' الذي تعود نشأتو إذل الغرب اعبزائري وبالذات مدينة‬
‫وجنوهبا بنوع موسيقي خاص‪ ،‬ومن بُت ىذه الطبوع قبد ّ‬
‫وىران‪' ،‬اغبوزي' ويشتهر أيضا بالغرب اعبزائري وبالتحديد يف مدينة تلمسان‪ ،‬أما اؼبنطقة الوسطى باعبزائر فتشتهر بفن‬
‫الشعيب‪ ،‬واألغنية الشاوية باألوراس‪ ،‬أما 'األغية السطايفية' سيدة أعراس اعبزائر بامتياز‪ ،‬فهي ثال أشهر الطبوع اؼبوسيقية‬
‫الراي واألغنية القبائلية اليت تنتشر بكثرة خصوصا يف جباية وتيزي وزو‪ ،‬أما اعبنوب اعبزائري فهو أيضا يتميز بطبوع‬
‫بعد ّ‬
‫ربضى دبكانة خاصة على اؼبستوى الوطٍت منها اؼبوسيقى الًتقية والقناوة‪ ،‬والتيندي بأقصى جنوب اعبزائر‪ ،‬وأىليل‬
‫‪3‬‬
‫بتيميمون‪.‬‬
‫أما بالنسبة لفن الطبخ اعبزا ئري فهو يبتلك فبيزاتو اػباصة‪ ،‬حي ال يبكن لعارف ومتذوق حقيقي أن ىبلط بُت‬
‫"طاجُت" جزائري وآخر من بلدان اؼبغرب العريب‪ ،‬كما أن اؼبطبخ اعبزائري استفاد أيضا من العديد من التأثَتات األجنبية‪:‬‬
‫يفضل اعبزائريون األطباق اغبارة‪ ،‬ويعد الكمون والقرفة أكثر التوابل‬ ‫القبائلية‪ ،‬الًتكية‪ ،‬اإلسبانية والفرنسية‪ ،‬حي‬
‫استخداما‪ .‬ىذا ووبب اعبزائريون تناول وجبة 'الكمية' لشحذ شهيتهم‪ ،‬وىي تشكيلة من اؼبقبالت اؼبصنوعة من الًتاموس‬
‫‪1‬‬
‫‪www.mta.gov.dz.‬‬ ‫تاريخ االطالع على الرابط‪ 2020/09/19‬على الساعة ‪23:00‬‬
‫‪2‬اؽبذبة مناجلية‪ ،‬اإلمكانيات والمقومات السياحية في الجزائر‪ ،‬ؾبلة دراسات وأحباث‪ ،‬اجمللة العربية يف العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬العدد‪،2017 ،26‬‬
‫ص‪. 6‬‬
‫‪3‬الموسيقى في الجزائر‪ :‬تراث فني زاخر وطبوع متنوعة‪ ،‬متوفر على الرابط ‪ ، http://www.djazairess.com/echchaab/13991‬تاريخ االطالع على‬
‫الرابط ‪ 2020/10/20‬على الساعة ‪21:35‬‬

‫‪149‬‬
‫الفصل الثالث‪..........................................:‬األيكوسياحة في الجزائر‪ :‬المقومات والجهود المبذولة‬
‫والزيتون ويفضل أن تكون حارة‪ ،‬باإلضافة إذل اغبميص (وىي سلطة من الطماطم والفلفل اؼبشوية مع زيت الزيتون)‪ ،‬أما‬
‫بال نسبة لألطباق‪ ،‬فإن اؼبطبخ اعبزائري ال يفتقر إذل الوصفات‪ ،‬ويعد الكسكس طبقو األكثر رمزية‪ ،‬حي غالبا ما يكون‬
‫دبثابة الطبق الوطٍت يف االحتفاالت واؼبناسبات الكبَتة‪.‬‬
‫من خالل ما تقدم يتبُت لنا أن اعبزائر تزخر دبقومات تارىبية وثقافية ثرية تتمثل أساسا يف اؼبواقع األثرية واؼبعادل‬
‫التارىبية واؼبتاحف والصناعات التقليدية‪ ،‬كما أهنا تزخر بالًتاث الالمادي الذي يتمثل يف الطبوع الغنائية والعادات‬
‫والتقاليد وفنون الطبخ اليت زبتلف من منطقة إذل أخرى‪ ،‬وىذا ما يسمح ؽبا بأن تكون وجهة أيكوسياحية تنافسية‬
‫وعاؼبية‪ ،‬إذا ما مت استغالل ىذه اؼبقومات يف تكوين منتجات أيكوسياحية متنوعة وتنافسية‪ .‬غَت أن اؼبتتبع لقطاع‬
‫السياحة اعبزائري يالحظ ضعف مسانبة ىذه اؼبقومات يف السياحة يف اعبزائر وبالتارل ضرورة تفعيل دورىا خاصة بالنسبة‬
‫للمعادل الثقافية‪ ،‬وكذلك إشراك سكان اؼبناطق اجملاورة ؽبذه اؼبعادل يف السياحة‪ ،‬سباما كما وبدث يف مهرجان صبيلة السنوي‬
‫بوالية سطيف حي تتزين مدينة صبيلة للحدث وتدب اغبياة فيها بفعل فعاليات اؼبهرجان الفٍت الذي ينشطو قبوم الغناء‬
‫اعبزائري والعريب فتتوافد حشود اعبمهور الذين ىم سياح كذلك ليضفوا على اؼبدينة جوا من اغبيوية ففي مدينة صبيلة‬
‫انتعشت السياحة مؤخرا‪ ،‬وظهر فيها اغبرفيون والرسامون يقدمون نشاطهم للجمهور ويروجونو‪ ،‬وتأمل مناطق أخرى من‬
‫الوطن يف أن تستحدث مناسبات وتستغل أماكن وذكريات تارىبية وفنية إلنعاش قطاعي الثقافة والسياحة معا‪.1‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬اإلطار القانوني لأليكوسياحة في الجزائر‬
‫بالرغم من الًتسانة القانونية اليت تزخر هبا اؼبنظومة القانونية يف اعبزائر واليت مست كل مكونات وأنشطة القطاع‬
‫السياحي وـبتلف الفاعلُت فيو‪ ،‬إال أهنا تفتقد ألي مادة قانونية صروبة‪ ،‬تعرف‪ ،‬تنظم وربدد األيكوسياحة‪ ،‬ويرجع ذلك‬
‫إذل اغبداثة النسبية ؽبذا النوع من السياحة‪ ،‬وكذا إذل غياب تسمية متفق عليها‪ ،‬حي أنو عادة ما يتم اػبلط بُت كل من‬
‫األيكوسياحة‪ ،‬السياحة البيئية والسياحة اإليكولوجية‪ ،‬باإلضافة إذل غياب تعريف شامل متفق عليو بُت األكاديبيُت‬
‫واػبرباء حول مصطلح األيكوسياحة‪ ،‬فمفهوم األيكوسياحة ىالمي‪ ،‬ويشمل أبعاد عديدة وأنشطة متنوعة‪ ،‬كما يضم‬
‫أشكال ـبتلفة من السياحة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإنو يبكننا استنباط بعض اؼبواد القانونية اليت ؽبا عالقة ضمنية باأليكوسياحة‪،‬‬
‫كوهنا تناولت أحد أو بعض األنشطة األيكوسياحية‪.‬‬
‫تنص اؼبادة ‪ 12‬من اؼبرسوم التنفيذي رقم ‪ 46-2000‬اؼبؤرخ يف ‪ 1‬مارس ‪ ،2000‬والذي يعرف اؼبؤسسات‬
‫الفندقية ووبدد تنظيمها وسَتىا وكذا كيفيات استغالؽبا على أن‪ " :‬اؼبخيم ىو مساحة مهيأة لضمان إقامة منتظمة‬
‫للسياح يف‪:‬‬

‫‪1‬السياحة الثقافية في الجزائر واقع وآفاق‪ ،‬متوفر على الرابط ‪ ،http://www.djazairess.com/elmassa/24309‬تاريخ االطالع على الرابط‬
‫‪ ،2020/09/19‬على الساعة ‪23:30‬‬

‫‪150‬‬
‫الفصل الثالث‪..........................................:‬األيكوسياحة في الجزائر‪ :‬المقومات والجهود المبذولة‬
‫‪ ‬ذبهيزات خفيفة وبضروهنا بأنفسهم أو تقدم ؽبم يف عُت اؼبكان؛‬
‫‪ ‬عربات التخييم اؼبقطورة؛‬
‫يرتب اؼبخيم يف ثالثة (‪ ) 03‬أصناف‪ .‬يرخص بالتخييم اغبر أو الفردي‪ ،‬يف األماكن الطبيعية للتخييم‪ ،‬دبوجب‬
‫مقرر يصدره رئيس اجمللس الشعيب البلدي اؼبختص إقليميا‪.‬‬
‫تطرقت ىذه اؼبادة إذل ـبتلف اعبوانب التنظيمية اؼبتعلقة بنشاط التخييم‪ ،‬والذي يشكل أحد األنشطة‬
‫األيكوسياحية اؼبنتشرة بكثرة‪ ،‬واليت من اؼبمكن أن يشتمل عليها برنامج أو رحلة أيكوسياحية‪ ،‬شريطة أن يكون نشاط‬
‫التخييم منظم‪ ،‬يتم يف مناطق ـبصصة لو‪ ،‬وتتخللو فبارسات سياحية مسئولة‪ ،‬هتدف أساسا إذل احملافظة على الوسط‬
‫الطبيعي واالستمتاع باؼبقومات الطبيعية للمناطق بأقل أثر بيئي‪.‬‬
‫القانون رقم ‪ 01-03‬اؼبؤرخ يف ‪ 17‬فيفري ‪2003‬م‪ ،‬اؼبتعلق بالتنمية السياحية اؼبستدامة‪ ،‬والذي يهدف إذل‬
‫اؼبسانبة يف اغبفاظ على البيئة وربسُت احمليط وترقية اؼبؤىالت الطبيعية والثقافية والتارىبية‪ ،‬وىو ما يعكس حرص الدولة‬
‫على تطوير وضباية الًتاث الطبيعي والثقايف للمناطق وضرورة استغاللو سياحيا‪ ،‬وىو ما يصب يف لب اىتمامات‬
‫األيكوسياحية‪ ،‬اليت ترتكز يف اؼبقام األول على ضرورة احملافظة على الًتاث الطبيعي والثقايف للمناطق الطبيعية‪ ،‬واستغاللو‬
‫بطريقة سياحية مستدامة‪.‬‬
‫كما تنص اؼبادة ‪ 2‬من اؼبرسوم التنفيذي رقم ‪ 224-06‬اؼبؤرخ يف ‪ 21‬جانفي ‪ ،2006‬والذي وبدد شروط‬
‫فبارسة نشاط الدليل يف السياحة وكيفيات ذلك ‪ ،‬على أنو‪" :‬يعد دليال يف السياحة كل شخص طبيعي يرافق السياح‬
‫الوطنيُت أو األجانب بصفة دائمة أو موظبية مقابل أجر‪ ،‬دبناسبة رحالت سياحية أو أسفار منظمة أو نزىات على منت‬
‫سيارات للنقل العمومي يف الطريق العام‪ ،‬يف اؼبتاحف والنصب التذكارية واؼبعادل التارىبية واغبظائر الثقافية"‪.‬‬
‫تطرقت ىذه اؼبادة إذل ال ّدليل السياحي الذي يعد عنصرا رئيسيا وىاما يف تصميم اؼبنتج األيكوسياحي وقباح‬
‫التجربة األيكوسياحية‪ ،‬باعتبارىا ذبربة تعلم‪ ،‬تعليم وتفسَت باألساس لأليكوسياح‪ ،‬حي يقع على عاتق اؼبرشد السياحي‬
‫مسؤولية توجيو السياح وتزويدىم باؼبعارف واؼبعلومات اػباصة باؼبواقع الطبيعية‪ ،‬التارىبية واغبضارات اؼباضية‪ ،‬وعادات‬
‫وتقاليد السكان األصليُت للمناطق اليت يزوروهنا‪ ،‬باإلضافة إذل تزويدىم باؼببادئ واؼبعلومات اؼبتعلقة باحملافظة على الطبيعة‬
‫والسلوك البيئي اؼبسؤول‪ .‬غَت أن ما يبيز الدليل األيكوسياحي يف التجربة األيكوسياحية عن غَته يف الرحالت السياحية‬
‫األخرى ىو ضرورة امتالكو معارف نوعية ومتخصصة تتعلق بالًتاث الطبيعي والثقايف للمنطقة‪ ،‬وباؼبمارسات‬
‫معُت‬
‫األيكوسياحية اؼبستدامة‪ ،‬وبشروط وكيفية فبارسة بعض األنشطة األيكوسياحية اليت تتطلب بدل جهد بدشل ّ‬
‫كالرياضات اعببلية واؼبائية أو فبارسات خاصة‪....‬اخل‪.‬‬

‫‪151‬‬
‫الفصل الثالث‪..........................................:‬األيكوسياحة في الجزائر‪ :‬المقومات والجهود المبذولة‬
‫يف حُت تنص اؼبادة ‪ 15‬من القانون رقم ‪ 02-11‬اؼبؤرخ يف ‪ 17‬فرباير ‪ ،2011‬واؼبتعلق باجملاالت احملمية يف‬
‫إطار التنمية اؼبستدامة على أنو‪ " :‬تقسم اجملاالت احملمية اؼبنشأة دبوجب أحكام اؼبواد ‪5‬و‪6‬و‪10‬و‪11‬و‪ ،12‬إذل ثالث‬
‫(‪ )03‬مناطق‪:‬‬
‫أوال‪ :‬المنطقة المركزية‪ :‬وىي منطقة ربتوي على مصادر فريدة ال يسمح فيها إال باألنشطة اؼبتعلقة بالبح العلمي؛‬
‫ثانيا‪ :‬المنطقة الفاصلة‪ :‬وىي منطقة ربيط باؼبنطقة اؼبركزية أو ذباورىا وتستعمل من أجل أعمال إيكولوجية حية‪ ،‬دبا فيها‬
‫التطبيقي واألساسي‪ .‬وىي مفتوحة أمام اعبمهور يف شكل زيارات‬ ‫الًتبية البيئية والتسلية والسياحة البيئية والبح‬
‫اكتشاف للطبيعة برفقة دليل‪ .‬وال يسمح بأي تغيَت أو بأي عمل من شأنو إحداث إخالل بتوازن اؼبنطقة؛‬
‫ثالثا‪ :‬منطقة العبور‪ :‬وىي م نطقة ربيط باؼبنطقة الفاصلة وربمي اؼبنطقتُت األوليتُت وتستخدم مكانا لكل أعمال التنمية‬
‫البيئية للمنطقة اؼبعنية‪ .‬ويرخص فيها بأنشطة الًتفيو والراحة والتسلية والسياحة‪".‬‬
‫وردت السياحة البيئية يف ىذه اؼبادة بلفظ صريح‪ ،‬وذلك عند تعداد األنشطة اؼبمارسة يف كل منطقة من اؼبناطق‬
‫اؼبكونة للمنطقة الطبيعية احملميّة‪ ،‬وعلى وجو اػبصوص يف اؼبنطقة الفاصلة‪ ،‬كما يبكن كذلك القيام باألنشطة‬ ‫ّ‬
‫األيكوسياحية يف كل من اؼبنطقة اؼبركزية اؼبخصصة لألنشطة العلمية‪ ،‬اؼبنطقة الفاصلة اؼبخصصة لألعمال األيكولوجية‬
‫ومنطقة العبور اؼبخصصة لألنشطة السياحية‪ ،‬شريطة عدم القيام بأي نشاط أو عمل قد يؤدي إذل اإلخالل بالتوازن‬
‫البيئي لتلك اؼبناطق‪ .‬وتعد اؼبناطق احملمية اؼبكان األكثر مالئمة ؼبمارسة األنشطة األيكوسياحية‪ ،‬من زبييم‪ ،‬استمتاع‬
‫ينظر إليها على أهنا وسيلة إلدارة اؼبناطق احملمية وزبفيف‬ ‫باؼبناظر الطبيعية ودراسة األنواع النباتية واغبيوانية‪ ،‬حي‬
‫الضغوط على اؼبوارد الطبيعية‪ ،‬وتلبية االحتياجات والتطلعات السياحية للزوار‪.‬‬
‫اؼبرسوم التنفيذي رقم ‪ 203-16‬اؼبؤرخ يف ‪ 25‬جويلية ‪ 2016‬والذي وبدد شروط وكيفيات فبارسة نشاط‬
‫النقل البحري واغبضري والنزىة البحرية هبدف الربح‪ ،‬والذي كشفت الدولة اعبزائرية من خاللو عن رغبتها يف تنمية نشاط‬
‫النقل البحري دبختلف أنواعو‪ ،‬دبا فيها نشاط النقل البحري السياحي الذي يضم )الصيد البحري السياحي‪ ،‬التنزه يف‬
‫البحر‪ ،‬والباخرة‪-‬اؼبطعم‪ ،‬ويعد نشاط النقل البحري السياحي أحد األنشطة األيكوسياحية‪ ،‬اليت يتم تطويرىا بالتوازي مع‬
‫إنشاء اؼبناطق البحرية احملمية من أجل التقليل من آثارىا السلبية على إيرادات الصيادين على اؼبدى اؼبتوسط‪.‬‬
‫‪SDAT2025‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬مكانة األيكوسياحة ضمن المخطط التوجيهي للتهيئة السياحية‬
‫تقصي مكانة األيكوسياحة باعتبارىا سوق صغَت ناشئ من السوق السياحي‬
‫كباول من خالل ىذا اؼبطلب ّ‬
‫ككل‪ ،‬ضمن السياسة السياحية يف اعبزائر آلفاق مستقبلية‪.‬‬

‫‪152‬‬
‫الفصل الثالث‪..........................................:‬األيكوسياحة في الجزائر‪ :‬المقومات والجهود المبذولة‬
‫‪SDAT2025‬‬ ‫أوال‪ :‬تعريف المخطط التوجيهي للتهيئة السياحية‬
‫يشكل اؼبخطط التوجيهي للتهيئة السياحية ‪ ،SDAT2025‬اإلطار االسًتاتيجي للسياسة السياحية يف اعبزائر‪،‬‬
‫وىو جزء من اؼبخطط الوطٍت لتهيئة اإلقليم ‪ ،SNAT2025‬والذي تبُت فيو الدولة رؤيتها لتطوير السياحة الوطنية على‬
‫اؼبدى القصَت ‪ ،2009‬اؼبتوسط ‪ 2015‬والبعيد ‪ ،2025‬وىو بالتارل أداة تًتجم إرادة الدولة يف تثمُت القدرات‬
‫الطبيعية‪ ،‬الثقافية‪ ،‬والتارىبية للبالد‪ ،‬ووضعها يف خدمة السياحة يف اعبزائر‪ ،‬بغية ربقيق التنمية اؼبستدامة اليت ترتكز على‬
‫التوازن الثالثي اؼبتمثل يف الفعالية االقتصادية‪ ،‬الرقي االجتماعي‪ ،‬واالستدامة البيئية على اؼبستوى الوطٍت لعشرين سنة‬
‫‪1‬‬
‫قادمة‪.‬‬
‫‪SDAT2025‬‬ ‫ثانيا‪ :‬أهداف المخطط الوطني للتهيئة السياحية‬
‫ىذا اؼبخطط ىو جزء من اؼبخطط الوطٍت للتهيئة اإلقليمية‪ ،‬والذي تقرر إعداده وربديد معاؼبو بالقانون ‪02/01‬‬
‫‪2‬‬
‫اؼبؤرخ يف ‪ 12‬ديسمرب ‪ ،2001‬واؼبتعلق بتهيئة اإلقليم والتنمية اؼبستدامة من خالل‪:‬‬
‫‪-1‬تحديد المحطات الرئيسية للتنمية السياحية الوطنية على فترات مختلفة‪ :‬حي عمدت الدولة إذل اختيار احملطة‬
‫األوذل على اؼبدى القصَت خالل سنة ‪ ،2009‬مث احملطة الثانية تكون على اؼبدى اؼبتوسط وذلك يف آفاق ‪،2015‬‬
‫واحملطة األخَتة للتنمية السياحية تكون على اؼبدى البعيد وذلك يف آفاق ‪.2025‬‬
‫‪-2‬إضفاء الطابع الدولي على السياحة الجزائرية‪ :‬وجعل اعبزائر وجهة سياحية تنافسية يف حوض البحر األبيض‬
‫اؼبتوسط باالعتماد على مزاياىا وأصوؽبا من خالل‪:‬‬
‫أ‪-‬اؼبسانبة يف خلق فرص عمل جديدة واؼبسانبة بشكل كبَت يف االقتصاد العام للدولة؛‬
‫ب‪-‬اؼبسانبة يف ربسُت التوازنات الكربى (التشغيل‪ ،‬النمو‪ ،‬اؼبيزان التجاري واالستثمار)؛‬
‫ج‪-‬ربديد وسائل وضعو حيز التنفيذ وربديد شروط قابلية ذبسيده‪.‬‬
‫‪-3‬جعل السياحة قاطرة للنمو االقتصادي‪ :‬من خالل‪:‬‬
‫أ‪ -‬خلق اقتصاد بديل عن النفط والغاز؛‬
‫ب‪ -‬تنظيم العرض السياحي كبو السوق الوطنية؛‬
‫ج‪-‬ربفيز وأثر اهبايب على القطاعات االقتصادية األخرى من خالل‪:‬‬
‫د‪ -‬التأثَت على القطاعات األخرى (الصناعة‪ ،‬الفالحة‪ ،‬اغبرف‪ ،‬اػبدمات)؛‬

‫‪1‬‬
‫‪Shéma Directeur d’Aménagement Tourstique SDAT 2025, le diagnostique : audit du tourisme algérien, livre 1, Le‬‬
‫‪ministère de l’Aménagement du Territoire, de l’Environnement et du Tourisme, Janvier 2008, p5.‬‬
‫‪2‬‬

‫‪153‬‬
‫الفصل الثالث‪..........................................:‬األيكوسياحة في الجزائر‪ :‬المقومات والجهود المبذولة‬
‫ه‪-‬النظر إذل السياحة يف إطار منهج شامل يدمج ـبتلف العوامل (النقل‪ ،‬البيئة‪ ،‬اؽبيئات) ومراعاة منطق صبيع الفاعلُت‬
‫يف القطاع اػباص (اعبزائريُت واألجانب) واعبمهور؛‬
‫و‪-‬أن يكون ىناك اتساق مع اسًتاتيجيات القطاعات األخرى والشروع يف الديناميكيات العامة على اؼبستوى الوطٍت‬
‫يف إطار ‪.SNAT2025‬‬
‫‪-4‬دعم مخطط الجودة السياحية في الجزائر‪ :‬من خالل العمل على ترقية اؼبنتوج السياحي اعبزائري‪ ،‬وجعلو عالمة‬
‫مسجلة ذات قيمة تنافسية وذلك باالعتماد على برامج التكوين والتأىيل وكذا من االستفادة من التكنولوجيا اغبديثة‬
‫لًتقية قطاع السياحة بصفة مستدامة‪.‬‬
‫‪-5‬تثمين الموروث الطبيعي‪ ،‬التاريخي‪ ،‬الثقافي والديني‪ :‬واستغاللو سياحيا‪ ،‬فاالقتصاد السياحي لديو عالقة وثيقة مع‬
‫يشكل اإلنسان‪ ،‬الطبيعة‪ ،‬اؼبناخ‪ ،‬التاريخ‪...،‬اخل‪ ،‬العناصر‬ ‫اإلقليم‪ ،‬ومكانا للتعبَت عن التاريخ والتنوع الثقايف‪ .‬حي‬
‫الرئيسية لإلقليم‪.‬‬
‫‪-6‬تثمين وتحسين صورة الجزائر‪ :‬يهدف ىذا الربنامج إذل إحداث تغيَت يف نظرة وتوقعات اؼبتعاملُت الدوليُت اذباه‬
‫السوق اعبزائرية يف سياق القيام بسوق ذات أنبية‪ ،‬ومن غَت تبعية‪ ،‬مع اجملموعة اعبديدة للمنتجات والقدرات اؼبتاحة‪،‬‬
‫واليت تتوافق مع احتياجات اؼبستهلكُت الدوليُت‪ .‬والشكل اؼبوارل يوضح األىداف الرئيسية اػبمسة للمخطط التوجيهي‬
‫للتهيئة السياحية ‪.SDAT2025‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)15‬األهداف الخمسة للمخطط التوجيهي للتهيئة السياحية ‪SDAT2025‬‬

‫تنشيط‬
‫التوازنات‬
‫الكبرى‬

‫إحداث توافق‬
‫تثمين صورة‬
‫بين الترويج‬ ‫المخطط التوجيهي‬ ‫الجزائر‬
‫السياحي والبيئة‬ ‫للتهيئة السياحية‬
‫‪SDAT 2025‬‬

‫ترقية اقتصاد‬
‫تثمين الموروث‬
‫بديل لقطاع‬
‫الطبيعي‪ ،‬الثقافي‪،‬‬
‫المحروقات‬
‫التاريخي والديني‬

‫‪Shéma Directeur d’Aménagement Tourstique SDAT 2025, le‬‬ ‫المصدر‪ :‬من إعداد الباح باالعتماد على‪:‬‬
‫‪diagnostique : audit du tourisme algérien, op cit, p 25.‬‬

‫‪154‬‬
‫الفصل الثالث‪..........................................:‬األيكوسياحة في الجزائر‪ :‬المقومات والجهود المبذولة‬
‫من خالل الشكل أعاله وبعد االطالع على أىداف اؼبخطط التوجيهي للتهيئة السياحية ‪ ،SDAT2025‬يتضح‬
‫لنا أن ترقية األيكوسياحة يف اعبزائر يقع يف صلب اىتمامات وأولويات السياسة السياحية يف اعبزائر آلفاق ‪،2025‬‬
‫ويتجلى ذلك ضمنيا من خالل أىدافها اؼبعلنة اؼبتعلقة بتثمُت اؼبوروث الطبيعي‪ ،‬الثقايف‪ ،‬التارىبي والديٍت للبالد‪ ،‬وكذا‬
‫التحسُت اؼبستدام لصورة اعبزائر اليت تقتضي ترقية ىذا النوع من السياحة اؼبستدامة‪ ،‬وكذا اعبمع بُت الًتقية السياحية‬
‫والبيئة والذي يبكن ربقيقو فقط من خالل تنمية أنواع سياحية بديلة‪ ،‬تتمحور حول السياحة اؼبستدامة بصفة عامة‪،‬‬
‫واأليكوسياحة بصفة خاصة‪ ،‬وىو ما يسمح باحملافظة على اؼبوارد الطبيعية واألنظمة البيئية واستدامتها‪ ،‬وضمان استمرارية‬
‫وتوارث الًتاث الثقايف ما بُت أبناء اعبيل الواحد واألجيال اؼبتعاقبة‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬المشاريع النموذجية الواعدة لأليكوسياحة بالحظيرة الوطنية لتازة –والية جيجل‪-‬‬
‫بغية استغالل مقوماهتا الطبيعية سياحيا‪ ،‬والرفع من مردودىا االقتصادي واؼبارل‪ ،‬قامت اغبظَتة الوطنية لتازة‬
‫دبجموعة من اؼبشاريع واألنشطة األيكوسياحية‪ ،‬وىذا ما سنتطرق إليو يف ىذا اؼببح ‪.‬‬
‫‪Sea Med‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬مشروع‬
‫تندرج اؼبشاريع األيكوسياحية اؼبنجزة يف اغبظَتة الوطنية لتازة ضمن مشروع ‪ ،Sea Med‬الذي سنحاول التعرف‬
‫عليو من خالل ىذا اؼبطلب‪.‬‬
‫‪Sea Med‬‬ ‫أوال‪ :‬تقديم مشروع‬
‫ىو مشروع تعاون دورل يبتد على مدار ‪ 4‬سنوات (من نوفمرب ‪ 2008‬إذل أكتوبر‬ ‫‪Med PAN Sud‬‬ ‫مشروع‬
‫‪ ،)2012‬دبيزانية قدرىا ‪ 3.800.100‬أورو‪ ،‬ويتمتع بتعاون أكثر من ‪ 20‬منظمة وطنية ودولية وكذا السلطات اؼبعنية يف‬
‫‪ 11‬دولة من جنوب وشرق البحر األبيض اؼبتوسط‪ ،‬بغية تنفيذ برنامج طموح لدعم اؼبناطق احملمية البحرية‪ .‬ويهدف اؼبشروع‬
‫إذل دعم بلدان جنوب وشرق البحر األبيض اؼبتوسط من أجل ربسُت كفاءة تسيَت ؿبمياهتا البحرية‪ ،‬والتشجيع على إنشاء‬
‫ؿبميات حبرية جديدة‪ .‬ومن أجل القيام بذلك مت إطالق ‪ 5‬مشاريع ذبريبية حول التخطيط وكفاءة تسيَت اؼبناطق احملمية‬
‫البحرية يف كل من‪ :‬اعبزائر‪ ،‬كرواتيا‪ ،‬ليبيا‪ ،‬تون س وتركيا‪ .‬ويتم إدارة ىذا اؼبشروع من قبل فرع الصندوق العاؼبي للطبيعة بالبحر‬
‫‪ ) WWF‬بالتعاون مع مركز النشاطات اإلقليمي للمناطق احملمية التابع لربنامج األمم‬ ‫(‪Méditerranée‬‬ ‫األبيض اؼبتوسط‬
‫‪FEM‬‬ ‫‪ ،)UNEP-MAP‬كما أن اؼبشروع ىو جزء من مكون التنوع البيولوجي ؼبشروع‬ ‫(‪RAC /SPA‬‬ ‫اؼبتحدة للبيئة‬

‫‪155‬‬
‫الفصل الثالث‪..........................................:‬األيكوسياحة في الجزائر‪ :‬المقومات والجهود المبذولة‬
‫(الشراكة اإلسًتاتيجية من أجل النظام البيئي البحري اؼبتوسطي الكبَت)‪ ،‬بقيادة برنامج األمم اؼبتحدة‬ ‫‪MedPartnership‬‬
‫‪1‬‬
‫مكونات وأىداف مشروع ‪.Sea Med‬‬
‫يبُت ّ‬
‫للبيئة ‪ .‬والشكل اؼبوارل ّ‬
‫مشروع ‪MedPAN Sud‬‬ ‫الشكل رقم (‪:)16‬‬

‫‪ -‬تخطيط المناطق‬ ‫كرواتيا‪-‬تركيا‪-‬ليبيا‪-‬‬ ‫المشاريع‬


‫المحمية البحرية‬ ‫تونس ‪-‬الجزائر‬ ‫النموذجية‬

‫مشروع ‪MedPAN Sud‬‬


‫‪-‬تحسين الكفاءات‪،‬‬ ‫‪-‬أنشطة التكوين على المستوى‬
‫المرحلة األساسية‬
‫‪-‬تطبيق الكفاءات؛‬ ‫اإلقليمي؛‬
‫‪-‬برامج إرشادية؛‬ ‫دعم القدرات‬
‫أنجزت في ‪06‬‬
‫‪-‬أنشطة التكوين على مستوى‬
‫مناطق بحرية محمية‬
‫المحميات‪.‬‬

‫‪ -‬ترقية المناطق‬
‫‪-‬المرافقة‬
‫المحمية البحرية؛‬
‫‪-‬التحسيس‬ ‫االتصال‬
‫‪ -‬إشراك األطراف‬
‫‪-‬الترويج‬
‫ذات المصلحة‪.‬‬

‫باالعتماد على اؼبوقع الرظبي لشبكة ‪MedPan Sud‬‬ ‫المصدر‪ :‬من إعداد الباح‬
‫ويعد مشروع ‪ Sea Med‬جزء من اؼبشروع األول ‪ )8008-8002( Med-Pan Sud‬الذي يشرف عليو الصندوق‬
‫ويضم ‪ 20‬شريك‪ ،‬والذي يعمل على إنشاء مناطق ؿبمية جديدة يف ‪ 11‬بلد غَت‬ ‫)‪(WWF Med‬‬ ‫العاؼبي للطبيعة‬
‫أورويب‪ ،‬كما يسعى إذل ربسُت فعالية تسيَت اؼبناطق احملمية البحرية جنوب وشرق البحر األبيض اؼبتوسط‪ ،‬حي قام فرع‬
‫الصندوق العاؼبي للطبيعة يف البحر األبيض اؼبتوسط )‪ (WWF Med‬سنة ‪2014‬م‪ ،‬بطرح مشروع جديد لدعم اؼبناطق‬
‫يف جنوب وشرق البحر األبيض اؼبتوسط‪ ،‬ويهدف ىذا اؼبشروع إذل تطوير نشاطات اقتصادية‬ ‫)‪(AMP‬‬ ‫البحرية احملمية‬
‫مستدامة يف احملمية البحرية اجملاورة للحظَتة الوطنية لتازة‪ ،‬وقد استغرقت مدة اقباز ىذا اؼبشروع سبع وثالثون (‪)37‬‬
‫انطلق اقبازه من ‪ 01‬أفريل ‪2014‬م‪ ،‬إذل غاية ‪ 30‬أفريل ‪2017‬م‪ ،‬كما قدرت تكلفة اؼبشروع بـ‬ ‫شهرا‪ ،‬حي‬
‫أورو؛ حي ‪ 174.296‬أورو مسَتة من طرف اغبظَتة الوطنية لتازة يف حُت ‪ 95.662‬أورو مسَتة من‬
‫‪ّ 269.958‬‬

‫‪1‬‬
‫‪https://wwf.panda.org/fr/aires_marines_protegees/projet_medpan_sud/‬‬ ‫تاريخ االطالع على الرابط ‪ 2020/10/25‬على الساعة‬
‫‪16:30‬‬

‫‪156‬‬
‫الفصل الثالث‪..........................................:‬األيكوسياحة في الجزائر‪ :‬المقومات والجهود المبذولة‬
‫طرف ‪ .WWF Med‬ويسعى ىذا اؼبشروع إذل ربسُت صورة اعبزائر السياحية وجعلها وجهة أيكوسياحية تنافسية‪ ،‬وكذا‬
‫تنويع وتطوير األنشطة االقتصادية الصيدية والسياحية اؼبستدامة يف اؼبنطقة البحرية‪.‬‬
‫(‪ )8002-8002‬إدارة‬ ‫‪SEA Med‬‬ ‫وبناءا على نتائج وتوصيات مشروع ‪ ،Med PAN Sud‬يتناول مشروع‬
‫الصيد واأليكوسياحة من خالل هنج تشاركي من أجل إظهار قيمة اؼبناطق احملمية البحرية من أجل إدارة رشيدة للموارد‬
‫ّ‬
‫البحرية‪ ،‬من أجل إنتاج سبل العيش واؼبسانبة يف إنشاء مشاريع مبوذجية لإلدارة اؼبتكاملة للمناطق الساحلية‪.‬‬
‫وربقيقا ؽبذه الغاية‪ ،‬يدعم مشروع ‪ SEA-Med‬اؼبشاريع التجريبية يف ‪ 6‬دول‪ :‬اغبدائق الطبيعية عبزر الستوفو و‬
‫تيالسيكا (كرواتيا)؛ اغبديقة الوطنية البحرية كارابورون سازان (ألبانيا)؛ احملمية البحرية كاس كيكوفا (تركيا)؛ كاب‬
‫نيجرو‪-‬كاب سَتات ( تونس)؛ اغبديقة الوطنية لتازة (اعبزائر)؛ احملمية البحرية فروة وعُت الغزالة (ليبيا)‪.‬‬
‫‪SEA-Med‬‬ ‫الشكل رقم (‪ :)17‬بطاقية المشاريع التجريبية لمشروع‬

‫)‪Activités économiques durables dans les aires marines protégées méditerranée (SEA-MED‬‬ ‫المصدر‪:‬‬
‫‪project, rapport de 3eme année, wwf, 2016, p7.‬‬

‫‪Sea Med‬‬ ‫ثانيا‪ :‬أهداف مشروع‬


‫يسعى مشروع ‪ Sea Med‬إذل ربقيق صبلة من األىداف يبكن تلخيصها يف اعبدول اؼبوارل‪:‬‬
‫‪Sea Med‬‬ ‫الجدول رقم (‪ :)11‬أهداف مشروع‬
‫األنشطة‬ ‫األهداف‬
‫‪-‬دعم التخطيط واإلدارة التشاركية اؼبتكاملة؛‬ ‫تطوير وتنفيذ مخططات التسيير‬
‫‪-‬وضع خطط مالية بديلة بغية تقليل التبعية للتمويل العمومي؛‬ ‫القائمة على المعرفة‬
‫‪-‬تعبئة متخذي القرار لصاحل إدارة اؼبناطق البحرية احملمية؛‬ ‫تحسين حوكمة المناطق البحرية‬

‫‪157‬‬
‫الفصل الثالث‪..........................................:‬األيكوسياحة في الجزائر‪ :‬المقومات والجهود المبذولة‬

‫‪-‬تعزيز التعاون بُت القطاعات؛‬ ‫المحميّة‬


‫‪-‬تعزيز ربط شبكات اؼبناطق البحرية احملميّة؛‬
‫‪-‬العمل مع الشركات السياحية احمللية واؼبصايد التقليدية من أجل تبنّيها‬ ‫تعزيز التنمية االقتصادية المستدامة‬
‫وتنفيذىا فبارسات اإلدارة اؼبستدامة؛‬
‫‪-‬تعزيز التبادالت بُت الشركات؛‬
‫‪-‬إطالق اؼببادرات السياحية اليت ترتكز على البيئة؛‬
‫‪-‬توفَت ؾبموعة متوازنة من أنشطة تعزيز القدرات‪ ،‬وتبادل اػبربات والفرص‬ ‫دعم قدرات المجتمعات المحلية‬
‫ونقل اؼبعرفة؛‬ ‫من أجل المحافظة‬
‫العمل على الوصول إذل أكرب قاعدة شعبية باستخدام أدوات االتصال‬ ‫الفهم الجيد لقيم المناطق البحرية‬
‫اؼبستهدفة‪.‬‬ ‫المحميّة المتوسطية‬
‫‪Activités économiques durables dans les aires marines protégées‬‬ ‫المصدر‪ :‬من إعداد الباح باالعتماد على‪:‬‬
‫‪méditerranée (SEA-MED) project, rapport de 3‬‬ ‫‪eme‬‬
‫‪année, wwf, 2016, p3.‬‬
‫وقد مت وضع ىذه األىداف بالنظر إذل النقائص اليت تعاشل منها اؼبناطق البحرية احملمية يف الدول اؼبتوسطية‪،‬‬
‫حي يعمل الصندوق العاؼبي للطبيعة مع حكومات وسلطات ‪ 6‬مناطق ؿبمية حبرية متوسطية على سبكينها من التطور‬
‫إدارة‬ ‫كبو حالة من االستقاللية اؼبالية والتشغيلية‪ ،‬كما يسعى اؼبشروع إذل إظهار أنبية اؼبناطق احملمية البحرية من حي‬
‫اؼبوارد البحرية وتوليد وسائل التعايش وكذا اؼبسانبة يف خلق أمباط مبوذجية لإلدارة اؼبتكاملة للمناطق الساحلية‪ ،‬وذلك من‬
‫خالل التعامل مع إدارة الصيد والسياحة عن طريق هنج تشاركي لكل الفاعلُت‪.‬‬
‫وقد حقق مشروع ‪ Sea Med‬يف هناية العام الثال من تنفيذه الذي انتهى يف جوان ‪2017‬م‪ ،‬النتائج التالية‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ ‬تدريب أكثر من ‪ 300‬شخص على فبارسات إدارة السياحة اؼبستدامة؛‬
‫‪ ‬تنظيم أكثر من ‪ 40‬دورة تدريبية؛‬
‫‪ ‬تطوير ‪ 5‬خطط إلدارة السياحة اؼبستدامة؛‬
‫‪ ‬خلق أكثر من ‪ 100‬فرصة عمل جديدة؛‬
‫‪ ‬أكثر من ‪ 70‬شركة نشطة يف ربسُت معايَت اعبودة البيئية؛‬
‫‪ ‬إنشاء وتدريب ‪ 4‬منظمات غَت حكومية ؿبلية جديدة مسئولة عن إدارة مبادرات السياحة اؼبستدامة؛‬
‫‪ ‬إنتاج أكثر من ‪ 30‬مطبوعة؛‬

‫‪1‬‬
‫‪Activités économiques durables dans les aires marines protégées méditerranée (SEA-MED) project, rapport de‬‬
‫‪3eme année, wwf, 2016, p3.‬‬

‫‪158‬‬
‫الفصل الثالث‪..........................................:‬األيكوسياحة في الجزائر‪ :‬المقومات والجهود المبذولة‬
‫‪ ‬تنظيم ‪ 8‬زيارات متبادلة؛‬
‫‪ ‬إنتاج عدد ‪ 4‬أدلة سياحية؛ إنشاء ‪ 4‬مسارات تعليمية جديدة (ربت اؼباء واألرض)‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬المنطقة البحرية المحميّة )‪ (AMP‬بتازة والية جيجل‬


‫قامت اغبظَتة الوطنية لتازة وبالتعاون مع ؾبموعة من األطراف ذات اؼبصلحة بإنشاء اؼبنطقة البحرية احملمية لتازة‬
‫قصد ربقيق ؾبموعة من األىداف‪ ،‬وىو ما سنحاول التعرف عليو يف ىذا اؼبطلب‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تقديم المنطقة البحرية المحمية )‪ (AMP‬بتازة والية جيجل‬
‫يندرج مشروع إقامة اؼبنطقة البحرية احملمية لتازة يف إطار مشروع شبكة مسَتي احملميات البحرية يف جنوب البحر‬
‫األبيض اؼبتوسط )‪ ،(Med Pan Sud‬اؼبقًتح من طرف الصندوق العاؼبي للطبيعة )‪ ،(WWF‬وىو أحد اؼبشاريع اػبمسة‬
‫اؼبقامة يف جنوب البحر األبيض اؼبتوسط بالتوازي مع اؼبشاريع األربعة األخرى يف كل من تونس‪ ،‬ليبيا‪ ،‬كرواتيا وتركيا‪.‬‬
‫وتعد احملمية البحرية لتازة امتداد حبري للحظَتة الوطنية لتازة؛ ىذه األخَتة اليت سبتد على مساحة تقدر بـ ‪3807‬‬
‫ىكتار‪ ،‬موزعة على بلديات العوانة ‪ 837‬ىكتار‪ ،‬سلمى بن زيادة بـ ‪ 1945‬ىكتار وزيامة منصورية بـ ‪ 1025‬ىكتار‪.‬‬
‫وتقع اؼبنطقة البحرية احملمية لتازة يف اعبزء الشرقي ػبليج جباية بطول ساحلي يقدر بـ ‪ 31.4‬كلم‪ .‬ويعد ىذا اؼبشروع‬
‫امتداد ؼبشروع الشبكة اؼبتوسطية للحظائر الوطنية )‪ ،(Interreg IIIC Med Pan‬والذي أقره كذلك الصندوق العاؼبي‬
‫للطبيعة » ‪ « WWF‬ما بُت ‪2005‬م و‪2007‬م‪ .‬وقد شارك خالل فًتة اؼبشروع كل من اؼبديرية العامة للغابات‬
‫واغبظائر الوطنية لكل من تازة وقوراية والقالة يف ـبتلف الورشات التقنية اليت أقامها الصندوق العاؼبي للطبيعة‪ ،‬حي‬
‫حظي مشروع اغبظَتة الوطنية لتازة باألفضلية أمام كل من مشروع اغبظَتة الوطنية للقالة ومشروع اغبظَتة الوطنية لقوراية‪،‬‬
‫مت دمج ىاتُت األخَتتُت يف برنامج عمل مشروع اغبظَتة الوطنية لتازة‪ .‬وقد كان من اؼبقرر إقامة مشروع احملمية‬ ‫حي‬
‫‪1‬‬
‫البحرية لتازة على طول الفًتة اؼبمتدة من ‪ 2009‬إذل ‪ ،2015‬مقسم إذل قسمُت‪:‬‬
‫‪ ‬القسم األول من ‪2009‬م إلى ‪2012‬م‪ :‬واؼبتعلق بإقامة وتصنيف احملمية البحرية لتازة‪ ،‬حي مت االنتهاء منها؛‬
‫‪ ‬القسم الثاني من ‪2012‬م إلى ‪2015‬م‪ :‬واؼبتعلق بتطوير أنشطة أيكوسياحية باحملمية عن طريق إقامة طرق‬
‫"مسارات" ربت اؼباء بالتنسيق مع رابطة الغوص لوالية جيجل‪ ،‬إضافة إذل نشاط السياحة والصيد‪ ،‬وقد مت إقبازىا‬
‫كذلك؛‬

‫‪1‬قدري صالح الدين‪ ،‬بن ذىيبة ؿبمد‪ ،‬ابوبكر بوسادل‪ ،‬مقالة بعنوان‪ :‬دور األيكوسياحة في دعم فعالية المحميات البحرية في األقاليم الساحلية الجزائرية‬
‫دراسة حالة المحمية البحرية لتازة‪ ،‬ؾبلة البديل االقتصادي‪ ،2020 ،‬ص‪.56‬‬

‫‪159‬‬
‫الفصل الثالث‪..........................................:‬األيكوسياحة في الجزائر‪ :‬المقومات والجهود المبذولة‬
‫وبعد االنتهاء من القسمُت األول والثاشل ‪ ،‬شرعت اغبظَتة الوطنية لتازة وبالتعاون مع الصندوق العاؼبي للطبيعة‬
‫)‪ (wwf‬يف إقامة مشروعُت آخرين يتضمنان ؾبموعة من األنشطة‪ ،‬وذلك كما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬القسم الثالث من ‪ 2017‬إلى ‪ :2019‬مشروع ‪ ،Med MPA Network‬الذي وبمل عنوان 'كبو إنشاء شبكة‬
‫سبثيلية وفعالة التسيَت للمناطق البحرية احملمية يف اؼبتوسط'‪ ،‬ؼبدة ‪ 15‬شهرا من ‪ 08‬أكتوبر ‪ 2017‬إذل ‪ 14‬جانفي‬
‫‪ ،2019‬باتفاقية شراكة بُت الصندوق العاؼبي غبماية الطبيعة يف مشال افريقيا (تونس) واغبظَتة الوطنية لتازة مت‬
‫إمضائها بتاريخ ‪ 08‬أكتوبر ‪ ،2017‬ويهدف ىذا اؼبشروع إذل‪:‬‬
‫‪-‬ربسُت فعالية تسيَت اؼبناطق البحرية احملمية بإشراك ـبتلف أصحاب اؼبصلحة؛‬
‫‪-‬تفضيل تبادل اػبربات بُت اؼبناطق البحرية احملمية؛‬
‫‪-‬دعم قدرات الفرق يف كل موقع اؼبشروع بغية خلق عملية زبطيط وتسيَت مدمج للمناطق البحرية احملمية‪.‬‬
‫‪ ‬القسم الرابع من ‪ 2021‬إلى ‪ :2022‬وبمل اسم مشروع ‪ ،COGITO‬ربت عنوان ' تعزيز التسيَت اؼبدمج‬
‫يبولو الصندوق العاؼبي غبماية الطبيعة‬
‫واؼبستدام للمناطق الساحلية‪ ،‬اعبزر واؼبناطق البحرية احملمية يف البحر اؼبتوسط'‪ّ ،‬‬
‫‪ ،WWF Rome‬ويسعى إذل ربقيق صبلة من األىداف ىي‪:‬‬
‫‪-‬توحيد وإعادة تأىيل اؼببادرات التجريبية اؼبشًتكة إلدارة اؼبناطق الساحلية واعبزر؛‬
‫‪-‬تعزيز قدرات اؼبؤسسات ومسَتي اؼبواقع وصبيع شركاء اؼبشروع؛‬
‫‪-‬القيام بعملية التحسيس لصاحل التسيَت اؼبدمج واؼبشًتك للمناطق؛‬
‫‪-‬تنمية وتقييم اؼبعارف العلمية يف خدمة إدارة السياسة؛‬
‫‪-‬ربسُت االحتكاك بُت الشركاء وتنسيق إجراءات اؼبشروع‪.‬‬
‫جدير بالذكر أن اؼبنطقة البحرية احملمية لتازة قد مت تصنيفها رظبيا بواسطة مرسوم والئي ؿبلي وذلك منذ جانفي ‪2022‬م‬
‫ثانيا‪ :‬أسباب إنشاء المنطقة البحرية المحمية)‪ (AMP‬بتازة والية جبجل‬
‫تواجو اغبظَتة الوطنية لتازة ربديات صبة أبرزىا احملافظة على التنوع البيئي واؼبناظر الطبيعية اليت سبيز ـبتلف‬
‫مواق عها الربية والبحرية على حد سواء‪ ،‬وحبكم إطاللتها على البحر األبيض اؼبتوسط مت اقًتاح إنشاء منطقة ؿبمية حبرية‬
‫)‪ (AMP‬ويرجع ذلك إذل عدة أسباب أبرزىا‪:‬‬
‫‪ ‬اعتبارات بيئية‪ :‬يسعى من خالؽبا القائمون على اغبظَتة الوطنية لتازة إذل احملافظة على التنوع البيئي البحري الذي‬
‫تعرفو اؼبنطقة‪ ،‬خاصة بعد التدىور الذي شهده البحر األبيض اؼبتوسط نتيجة للتلوث الكبَت الذي عرفة جراء قذف‬
‫اؼبخلفات الصلبة والسائلة فيو‪ ،‬وىو ما أثر سلبا على اغبياة البحرية واؼبوارد الصيدية يف دول حول البحر اؼبتوسط عامة‬

‫‪160‬‬
‫الفصل الثالث‪..........................................:‬األيكوسياحة في الجزائر‪ :‬المقومات والجهود المبذولة‬
‫واعبزائر خاصة وجيجل على وجو اػبصوص‪ ،‬وىو ما يفرض على اؼبسئولُت ضرورة التحرك من أجل ضباية اؼبوارد اؼبائية‬
‫الصيدية؛‬
‫و ّ‬
‫الشكل رقم (‪ :)18‬تطور إنتاج الموارد الصيدية لوالية جيجل خالل الفترة ‪2011‬م‪2016-‬م‬

‫‪Ramdane Nadia, AMP W Jijel : processus de consultation et de concertation du Parc national‬‬ ‫المصدر‪:‬‬
‫‪de Taza Wilaya de Jijel pour la mise en fonctionnement du PESCA Tourisme, communication présentée‬‬
‫‪au séminaire de clôture de projet pilote SEA-Med- PNTaza 2014-2017, Jijel, 22 et 23 mars 2017.‬‬
‫ؽبذا تسعى اغبظَتة الوطنية لتازة يف إطار مشروع ‪ Sea-Med‬من خالل إقامة اؼبنطقة البحرية احملمية إذل ؿباولة "‬
‫اسًتجاع اؼبخزون الصيدي من األنواع اؼبستغلة بشكل مفرط مثل األظباك والقشريات‪ ،‬ضباية أماكن التفريخ واغبضانة‬
‫الصيد يف كافة اؼبناطق البحرية احملمية عن طريق تسيَت‬
‫لألنواع ذات القيمة اإليكولوجية والتجارية‪ ،‬وكذا ربسُت نشاط ّ‬
‫تواجد تلك األنواع والتوزيع اعبيد للكتلة اغبيوية هبدف ضبايتها"‪.‬‬
‫‪ ‬اعتبارات التنظيم واإلدارة‪ :‬هتدف اغبظَتة الوطنية لتازة من خالل ىذا اؼبشروع إذل تنظيم وتسيَت حركة السياح غَت‬
‫اؼبنظمة يف والية جيجل‪ ،‬السيما وأن الوالية تستقطب سنويا اؼباليُت من السياح اؼبهتمُت بالسياحة الشاطئية‪ ،‬وىو ما‬
‫الًتدد العارل للسياح‪ ،‬والذي تظهر مالؿبو السلبية سنويا من خالل‪ :‬رمي‬ ‫هبعل اغبظَتة الوطنية لتازة يف مواجهة أمام ّ‬
‫الفضالت يف الشواطئ والبحر‪ ،‬االستهالك اؼبرتفع للمياه الصاغبة للشرب‪... ،‬اخل‪ ،‬وبالتارل تربز اغباجة إذل فبارسات‬
‫يستدعي إقامة اؼبناطق احملمية البحرية إقامة مشاريع‬ ‫الصيدية كوسيلة إلدارة وتنظيم حركة السياح‪ ،‬حي‬
‫السياحة ّ‬
‫اقتصادية تدر أرباح مالية؛‬

‫‪ ‬اعتبارات حمائية‪ :‬ينظر إذل اؼبنطقة البحرية احملمية باعتبارىا وسيلة هتيئة غبماية اؼبوارد ّ‬
‫الصيدية‪ ،‬حي يتم إتباع أسلوب‬
‫تسيَت مدمج للموارد الساحلية‪ ،‬قص د ضمان صيد مسؤول ومستدام للموارد الصيدية دبا يساىم يف ربقيق األمن الغذائي‬
‫اؼبستدام لألجيال اغبالية واؼبستقبلية‪ ،‬كما تعد مكان مالئم إلقامة أنشطة ومشاريع أيكوسياحية‪ ،‬باإلضافة إذل أهنا تعمل‬

‫‪161‬‬
‫الفصل الثالث‪..........................................:‬األيكوسياحة في الجزائر‪ :‬المقومات والجهود المبذولة‬
‫على بناء القدرة على التكيف مع تغَت اؼبناخ من خالل زبزين كميات أكرب من الكربون أكثر من أي مكان آخر على‬
‫األرض‪-‬أكثر حبوارل ‪ 16‬مرة من النباتات وـبزون الًتبة على األرض‪ .‬يف الوقت نفسو‪ ،‬يؤدي ارتفاع مستويات ثاشل‬
‫أكسيد الكربون يف اعبو إذل أن يصبح البحر أكثر دفئا وضبوضة‪ ،‬فبا يؤدي إذل مشاكل إضافية مثل ابيضاض اؼبرجان‬
‫وانتزاع األكسجُت‪ ،‬ويبكن أن ذبعل احملميات البحرية النظم البيئية البحرية أكثر تكيفا مع ىذه اآلثار‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬تقسيم المنطقة البحرية المحمية )‪ (AMP‬بتازة والية جيجل‬
‫يستند تقسيم اؼبنطقة اؼبراد ضبايتها إذل برنامج احمليط واإلنسان لليونسكو )‪ (MAB‬واؼبتعلق دبحميات احمليط‬
‫البيولوجي‪ ،‬حي أن كل ؿبمية هبب أن ربتوي على ثالثة مناطق مقسمة كما يلي‪:‬‬
‫‪-1‬منطقة الحماية الكلية "المنطقة المركزية"‪ :‬وسبثل نسبة ‪ %10‬إذل ‪ %20‬من مساحة احملمية‪ ،1‬وتكتسي ىذه‬
‫اؼبنطقة أنبية بالغة ألهنا ربتوي على العناصر اؼبميزة للنظم االيكولوجية للمنطقة‪ ،‬ومن أىم أدوار ىذه اؼبنطقة‪ :‬اسًتجاع‬
‫التنوع البيولوجي‪ ،‬احملافظة على ـبتلف الوظائف اليت تقوم هبا النظم االيكولوجية‪ ،‬إضافة إذل اسًتجاع وزيادة اؼبخزون من‬
‫العلمي والرصد؛ وتبلغ مساحة ىذه اؼبنطقة يف‬ ‫اؼبوارد الصيدية ‪ ،‬وىذه اؼبنطقة تكون ـبصصة غالبا لنشاطات البح‬
‫احملمية البحرية لتازة ‪ 1299‬ىكتار‪ ،‬أي ما يعادل ‪ %13.5‬من اؼبساحة اإلصبالية للمحمية‪.‬‬
‫‪-2‬منطقة الحماية النسبية"المنطقة العازلة"‪ :‬وربتل نسبة ما بُت ‪ 30 %‬إذل ‪ 40 %‬من اؼبساحة اإلصبالية للمحمية‬
‫تعترب دبثابة اغبافظ ؽبا‪ .‬وىذه اؼبنطقة غالبا ما تكون ـبصصة‬ ‫البحرية‪ ،2‬وىي اؼبنطقة احمليطة باؼبنطقة اؼبركزية‪ ،‬حي‬
‫لنشاطات التعليم البيئي‪ ،‬النشاطات الًتفيهية‪ ،‬واأليكوسياحة‪ ،‬وتعترب ىذه اؼبنطقة دبثابة حلقة وصل بُت منطقة اغبماية‬
‫الكلية واؼبنطقة احمليطة؛ وتبلغ مساحة ىذه اؼبنطقة يف احملمية البحرية لتازة ‪ 2011‬ىكتار‪ ،‬أي ما يعادل ‪ %21‬من‬
‫اؼبساحة اإلصبالية للمحمية‪ ،‬وتنقسم بدورىا إذل قسمُت‪ ،‬القسم األول خاص باعبزر واؼبناطق الساحلية وتكون درجة‬
‫اغبماية هبا خاصة‪ ،‬ومن بُت النشاطات اؼبسموح هبا قبد السباحة واؼبالحة والرسو "مسموح هبا يف مناطق معينة" والغوص‬
‫العلمي والتعليم والتكوين ‪.‬أما‬ ‫بدون قارورات أوكسجُت والغوص بالقارورات "ويكون بًتخيص"‪ ،‬إضافة إذل البح‬
‫اؼبنطقة الثانية فتكون درجة اغبماية هبا متوسطة هبدف ضباية اؼبنطقة الكلية على وجو اػبصوص‪ ،‬ومن النشاطات اؼبسموح‬
‫‪lignes‬‬ ‫‪ "les‬أو باستعمال "‬ ‫"‪palangres/palangrots‬‬ ‫هبا يف ىذه اؼبنطقة الصيد بواسطة اؼبهن الصغَتة باستعمال‬
‫الرسو "وىو مسموح يف مناطق دون أخرى" والغوص‬
‫"‪ ،canne, traine à la main‬باإلضافة إذل السباحة واؼبالحة و ّ‬
‫باستخدام القارورات والبح العلمي والتكوين‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Grimes Samir, Plan de gestion de l'aire marine du parc national d'EL KALA, Projet MedMap, PNUE, 2005, p83.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Concept des AMP en méditerranée, en Algérie et projet de classement de Taza, le 1er Concours de la photographie‬‬
‫‪sous marine de la corniche Jijelinne, PNT, 05-08 juillet 2011.‬‬

‫‪162‬‬
‫الفصل الثالث‪..........................................:‬األيكوسياحة في الجزائر‪ :‬المقومات والجهود المبذولة‬
‫‪-3‬المنطقة المحيطة‪ :‬وربتل نسبة ‪ %50‬فأكثر من اؼبساحة اإلصبالية للمحمية البحرية‪ ،1‬وتعمل ىذه اؼبنطقة على‬
‫ح ّ السكان احملليُت على االستغالل اؼبستدام للموارد الطبيعية للمنطقة‪ ،‬ويف احملمية البحرية لتازة مت زبصيص ما يساوي‬
‫‪ %65.5‬من إصبارل مساحة احملمية ؽبذه اؼبنطقة‪ ،‬وىي تتمتع بدرجة ضباية ضعيفة‪ ،‬ومن النشاطات اؼبسموحة بداخلها‪:‬‬
‫‪ ‬الصيد بسفن اعبياب يف أعماق ال تتعدى ‪ 50‬مًتا؛‬
‫‪ ‬الصيد بسفن السردين يف أعماق ال تتعدى ‪ 30‬مًتا؛‬
‫‪،" palangre/palangrot ،‬‬ ‫"‬ ‫‪filet trémail‬‬ ‫‪ ‬الصيد بسفن اؼبهن الصغَتة بواسطة الوسائل التالية ‪:‬الشباك الثالثية‬
‫‪lignes " canne, traine à la main‬‬
‫‪lignes " canne, traine à la main،" palangre/palangrot ،‬‬ ‫‪ ‬الصيد باستعمال الشباك الثالثية ‪" filet trémail‬‬
‫بالنسبة صيد اؼبتعة؛‬
‫‪ ‬الصيد بالغوص اؼبسؤول بيئيا؛‬
‫الرسو‪ ،‬الغوص‬
‫إضافة إذل ما سبق‪ ،‬فإن األنشطة التالية مسموح هبا يف ىذه اؼبنطقة‪ :‬السباحة‪ ،‬اؼبالحة‪ّ ،‬‬
‫"باستخدام القارورات أو بدوهنا"‪ ،‬إضافة إذل البح العلمي" ‪ ،" Monitoring‬التعليم‪ ،‬التكوين‪ ،‬تصريف مياه‬
‫الصرف الصحي واألشغال البحرية واليت ينبغي أن زبضع لدراسات التأثَت البيئي ‪.‬والشكل اؼبوارل يبُت حدود وتقسيم‬
‫احملمية البحرية لتازة‪.‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)19‬حدود وتقسيم المنطقة البحرية المحمية للحظيرة الوطنية بتازة‬

‫‪Boubekri I, Gestion Intégrée d’une Aire Marine Protégées Méditerranéenne: Cas de l’AMP de‬‬ ‫المصدر‪:‬‬
‫‪Taza-Jijel-Algérie, thèse de doctorat, département sciences de la mer, faculté des sciences, Université de‬‬
‫‪Annaba, 2017, p18.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪op.cit.‬‬

‫‪163‬‬
‫الفصل الثالث‪..........................................:‬األيكوسياحة في الجزائر‪ :‬المقومات والجهود المبذولة‬
‫الصيد حول اؼبنطقة البحرية احملميّة لتازة وعلى كامل سواحل منطقة جيجل بكونو حريف بشكل أساسي‪،‬‬
‫ويتميز ّ‬
‫يوجد أكثر من ‪ 300‬وحدة صيد ذات طول ما بُت ‪4.8‬مًت و ‪ 12‬مًت‪ ،‬مزودة بعتاد الصيد اػباص باؼبراكب‬ ‫حي‬
‫الصغَتة‪ ،‬أما الصيد الصناعي فهو تقريبا منعدم‪ .‬من ناحية أخرى‪ ،‬توجد منافسة قوية للغاية فيما ىبص صيد اؼبتعة‪ ،‬حي‬
‫يوجد حوارل ‪ 700‬وحدة صيد ذات طول ‪ 4.8‬مًت مصرحة يف صيد اؼبتعة‪ ،‬فبا يعمل على خلق تضارب متزايد يف‬
‫‪1‬‬
‫االستخدام‪ ،‬ووبفز أيضا اؼبزيد من جهود الصيد يف مواجهة البفاض اإلنتاج منذ سنة ‪2011‬م حبوارل ‪.%50‬‬

‫رابعا‪ :‬اآلثار المرتقبة إلنشاء المنطقة البحرية المحميّة )‪ (AMP‬لتازة بوالية جيجل‬
‫من اؼبؤكد أن إقامة اؼبنطقة البحرية احملميّة بتازة والية جيجل سوف تكون ؽبا انعكاسات صبّة على اؼبنطقة خاصة‬
‫ووالية جيجل على وجو العموم‪ .‬غَت أن إنشاء اؼبنطقة البحرية احملميّة وحدىا دون تطوير أنشطة اقتصادية مرافقة فيها‬
‫سوف يؤثر سلبا على إيرادات الصيادين اغبرفيُت‪ ،‬وبالتارل التأثَت سلبا على نشاط الصيد اغبريف كموروث ثقايف‪ ،‬وىو ما‬
‫يوضحو الشكل اؼبوارل‪.‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)20‬تأثير المنطقة البحرية المحمية على إيرادات الصيادين الحرفيين ( الوحدة دج‪/‬سنة)‬

‫المصدر‪Chakour Saïd Chaouki, Etude des impacts du projet de Parc Naturel du Mont Chenoua sur le :‬‬
‫‪développement du territoire, Plan Bleu, Centre d'Activités Régionales PNUE/PAM, Sophia‬‬
‫‪Antipolis,Octobre 2012. P172.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Ramdane Nadia, Le pescatourisme entre le défit du service touristique et la perspective socio-économique de la‬‬
‫‪peche en algerie, regional experience exchange workshop of the Medpan network, 13/15 november 2018, Palma de‬‬
‫‪mallorca, spain. P5.‬‬

‫‪164‬‬
‫الفصل الثالث‪..........................................:‬األيكوسياحة في الجزائر‪ :‬المقومات والجهود المبذولة‬
‫يتضح لنا من خالل الشكل أعاله أن إقامة اؼبنطقة البحرية احملميّة سوف يؤثر سلبا على رقم أعمال الصيادين‬
‫اغبرفيُت خالل السنوات الثالثة واػبمسة األوذل إلنشائها‪ ،‬وذلك بنسبة ‪ %23.44‬و ‪ %2.56‬على التوارل‪ ،‬ويرجع‬
‫الصيد الفتقاد الصيادين إذل‬
‫الرسو خارج اؼبنطقة البحرية احملميّة‪ ،‬باإلضافة إذل قلّة خرجات ّ‬
‫ذلك إذل البفاض اؼبخزون و ّ‬
‫بالصيد يف أعارل البحار‪ ،‬وىو ما من شأنو التأثَت سلبا على اعبدوى االقتصادية ؼبشروع اؼبنطقة‬
‫العتاد الذي يسمح ؽبم ّ‬
‫الصيد اغبريف كموروث ثقايف من جهة أخرى‪ ،‬فبا يستدعي تطوير‬
‫البحرية احملميّة من جهة‪ ،‬وعلى اعبانب الثقايف لنشاط ّ‬
‫أنشطة أيكوسياحية من أجل دعم فعالية ىذه اؼبنطقة البحرية احملميّة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن اغبماية سوف تساعد على ربسُت‬
‫الصيد لكل وحدة صيد بالطن‪ ،‬حي سيتم تسجيل‬
‫الكتلة اغبيوية وانتقاؽبا كبو اؼبناطق اجملاورة فبا يؤدي إذل تطور قدرة ّ‬
‫مكاسب ابتداء من السنة الثالثة إلنشاء اؼبنطقة البحرية احملميّة‪ ،‬حي يرتقب أن ينمو رقم األعمال دبعدل ‪ %74‬بعد‬
‫‪ 30‬سنة من إنشاء اؼبنطقة البحرية احملميّة‪.‬‬
‫كما أنو من اؼبتوقع أن يكون إلنشاء اؼبنطقة البحرية احملمية تأثَت على الطلب السياحي يف الوالية اليت تشتهر‬
‫بالسياحة الساحلية‪ ،‬والشكل اؼبوارل يوضح ذلك‪:‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)21‬تأثير المنطقة البحرية المحميّة على الطلب السياحي‬

‫‪Chakour Saïd Chaouki, Etude des impacts du projet de Parc Naturel du Mont Chenoua‬‬ ‫المصدر‪:‬‬
‫‪sur le développement du territoire, Plan Bleu, Centre d'Activités Régionales PNUE/PAM, Sophia‬‬
‫‪Antipolis,Octobre 2012, p174.‬‬

‫يوضح الشكل أعاله مسانبة اؼبنطقة البحرية احملمية يف تنمية السياحة‪ .‬حي سيشهد الطلب السياحي يف كال‬
‫السيناريوين تطورا كبو االرتفاع‪ ،‬وذلك بنسبة ‪ %269‬يف حالة عدم وجود اؼبنطقة البحرية احملميّة‪ ،‬وبنسبة ‪ %301‬يف‬

‫‪165‬‬
‫الفصل الثالث‪..........................................:‬األيكوسياحة في الجزائر‪ :‬المقومات والجهود المبذولة‬
‫حالة وجود اؼبنطقة البحرية احملميّة ‪ .‬وحىت إذا كان من احملتمل أن ربدث التنمية السياحية آثارا اهبابية على االقتصاد احمللي‬
‫من حي زيادة اإليرادات وخلق الوظائف‪ ،‬فإهنا فبا ال شك فيو سوف تؤذي إذل زيادة الضغوطات البشرية على اؼبناطق‬
‫الساحلية‪ .‬ويتبُت لنا من خالل اؼبقارنة بُت السيناريوين (بدون وجود منطقة حبرية ؿبمية وبوجودىا)‪ ،‬القيمة اؼبضافة‬
‫الًتدد السياحي‪ ،‬فبا ينعكس بدوره اهبابيا على التنمية احمللية‬
‫للمنطقة البحرية احملمية اليت سيكون ؽبا آثار اهبابية على ّ‬
‫للمنطقة‪.‬‬
‫وبغية التمكن من توضيح األثر االقتصادي للمنطقة البحرية احملمية على التنمية احمللية من خالل آثارىا على‬
‫االقتصاد السياحي‪ ،‬مت سبثيل توقعات تطورات اإليرادات الناصبة عن النشاط السياحي بالنسبة لكل سيناريو يف الشكل‬
‫اؼبوارل‪:‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)22‬تأثير المنطقة البحرية المحميّة على رقم أعمال السياحة‬

‫‪Chakour Saïd Chaouki, op.cit, p175.‬‬ ‫المصدر‪:‬‬


‫من خالل الشكل أعاله يتضح لنا أن اإليرادات السياحية سوف تشهد تطورا يف كل سيناريو من السيناريوىات‬
‫الثالثة خالل الثالثُت سنة اؼبوالية إلنشاء اؼبنطقة البحرية احملميّة وذلك دبعدل ‪ ،%1527 ،%1749‬و‪ %1155‬على‬
‫الًتتيب بالنسبة لكل سيناريو‪ ،‬غَت أ ّن ىذا التطور سوف يعرف بعض االختالفات‪ ،‬ويرجع ذلك إذل حالة التنوع‬
‫البيولوجي (حالة جيّدة‪ ،‬متوسطة‪ ،‬رديئة)‪ ،‬ىذا يدل على أن النشاط السياحي يرتبط ارتباطا وثيقا حبالة البيئة‪ ،‬حي‬

‫‪166‬‬
‫الفصل الثالث‪..........................................:‬األيكوسياحة في الجزائر‪ :‬المقومات والجهود المبذولة‬
‫تتزايد اإليرادات السياحية بتحسن نوعية البيئة‪ ،‬وتنخفض بتدىورىا‪ .‬غَت أ ّن كل السيناريوىات الثالث تتوقع زيادة يف رقم‬
‫أعمال السياحة كنتيجة إلنشاء اؼبنطقة البحرية احملمية وبالتارل اؼبسانبة اهبابيا يف ربقيق التنمية احمللية يف اؼبنطقة‪.‬‬
‫ورغم اآلثار االهبابية اؼبتوقعة ؼبشروع اؼبنطقة البحرية احملميّة على التنمية احمللية يف الوالية على اؼبدى الطويل‪ ،‬إال‬
‫أنّو طبقا آلراء اػبرباء فإن مشروع اؼبنطقة البحرية احملميّة لن يكون مرحبا على اؼبدى القصَت (أقل من طبس سنوات)‪،‬‬
‫حي سيؤثر سلبا على إيرادات الصيّادين‪ ،‬وىو ما دفع القائمُت على اؼبشروع للتفكَت يف تطوير أنشطة مرافقة‪ ،‬تسمح‬
‫للصيادين بالتقليل من تأثَتات ىذا اؼبشروع عليهم‪ ،‬وزيادة إيراداهتم‪ ،‬ومن ىنا جاءت فكرة إطالق مشروع السياحة‬
‫الصيدية ‪.Pescatourisme‬‬
‫ّ‬
‫المطلب الثالث‪ :‬خطوات تنفيذ المشاريع األيكوسياحية بالمحمية الطبيعية لتازة والية جيجل‬
‫تبنّت اغبظَتة الوطنية لتازة على عاتقها مسؤولية تطوير األيكوسياحية هبا‪ ،‬من خالل إقباز ؾبموعة من اؼبشاريع‬
‫يف إطار مشروع ‪ .Sea-Med‬وسوف كباول يف ىذا اؼبطلب الوقوف على واقع ىذه اؼبشاريع‪.‬‬
‫الصيدية (‪ )Pescatourisme‬في الحظيرة الوطنية لتازة‬
‫أوال‪ :‬الخطوات المتبعة بهدف تطوير مشروع السياحة ّ‬
‫الصيدية (‪-)Pescatourisme‬اليت ظهرت ألول مرة يف إيطاليا يف الثمانينات مث انتقلت إذل فرنسا‬
‫تعرف السياحة ّ‬
‫ّ‬
‫سنة ‪2000‬م‪ ،-‬على أ ّهنا نشاط يوفر للصيادين احملًتفُت إمكانية استقبال عدد من األشخاص من غَت طاقمهم على‬
‫للصياد أن‬
‫الصيد احملًتف وطرق الصيّد التقليدية‪ .‬ويبكن ّ‬
‫منت قارهبم‪ ،‬خالل فًتة معينة من النهار‪ ،‬بغية اكتشاف عادل ّ‬
‫يوفر خدمة اإلطعام وكذا اؼببيت للسياح الذين يشًتط أن ال يتجاوز عددىم ‪ 12‬سائحا على منت القارب‪ ،‬وحبضور‬
‫شخصُت من أفراد الطاقم‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫الصيدية بذلك إذل ربقيق صبلة من األىداف‪ ،‬يبكن إهبازىا فيما يلي‪:‬‬
‫وتسعى السياحة ّ‬
‫الصيادين؛‬ ‫‪ ‬الفعالية االقتصادية‪ :‬حي تسعى السياحة ّ‬
‫الصيدية إذل ربقيق عوائد اقتصادية غباملي اؼبشاريع من ّ‬
‫الصيدية‪ :‬من خالل التقليل من الكميّات اؼبصطادة‪ ،‬والًتكيز على النوعية بدال من الكميّة؛‬
‫‪ ‬اإلدارة المستدامة للموارد ّ‬
‫الصيد من اآلباء إذل‬
‫الصيدية بتوري نشاط ّ‬ ‫الصيدي‪ :‬حي تسمح السياحة ّ‬ ‫‪ ‬تثمين التراث اإلنساني في النشاط ّ‬
‫األبناء وبالتارل اغبفاظ على ىذا اؼبوروث الثقايف‪.‬‬
‫الصيدية كنشاط إضايف من أجل التقليل من‬
‫وبناءا على طلب اؼبهنيُت يف سنة ‪ ،2012‬أوصى اػبرباء بالسياحة ّ‬
‫الصيد وضمان إيرادات جديدة‪ .‬ومنذ ذلك اغبُت‪ ،‬جعلت اغبظَتة الوطنية لتازة من السياحة اؼبستدامة‪ ،‬دبا فيها أنشطة‬
‫ّ‬
‫الصيدية واحدة من أىداف مشروع ‪ SEA MED‬بقيادة‬
‫الصيدية يف صلب اىتماماهتا‪ .‬وقد أصبحت السياحة ّ‬
‫السياحة ّ‬

‫‪1‬‬
‫‪Remi Bellia, Le pescatourisme: une solution pour la pêche durable au Nord et au Sud de la Méditerranée ?Une‬‬
‫‪expérience conduite dans le Parc National de Taza, Algérie. Commandée par WWF Mediterranean, 2016, p,p 8,12.‬‬

‫‪167‬‬
‫الفصل الثالث‪..........................................:‬األيكوسياحة في الجزائر‪ :‬المقومات والجهود المبذولة‬
‫مت يف ىذا الصدد‬ ‫الصندوق العاؼبي للطبيعة يف البحر األبيض اؼبتوسط وبالتعاون اؼبباشر مع اغبظَتة الوطنية لتازة‪ ،‬حي‬
‫الصيدية يف اغبظَتة الوطنية لتازة‪ ،‬يبكن إصباؽبا يف‬
‫القيام دبجموعة من اػبطوات اؽبامة يف سبيل تطوير مشروع السياحة ّ‬
‫النقاط التالية‪:‬‬
‫الصيدية‪ ،‬تقوم ىذه الفرقة بتقدصل‬
‫الصيادين من أجل متابعة السياحة ّ‬
‫‪ ‬مت تشكيل فرقة عمل خاصة تتكون من ؾبموعة من ّ‬
‫يسعى اؼبشروع إذل خلق أنشطة‬ ‫تقاريرىا مباشرة إذل عبنة التشاور حول تقدم اؼبشروع وتوجهاتو والنتائج احملققة‪ ،‬حي‬
‫سياحية مستدامة تتوافق مع سياسة إدارة إقليم اغبظَتة الوطنية بتازة‪ ،‬وذلك لفائدة الصيادين اغبرفيُت ولسكاهنا‪ .‬وبالتارل‬
‫فهذا اؼبشروع ال يسعى الستنساخ ذبارب فباثلة يف دول البحر اؼبتوسط‪ ،‬وإمبا يتعلق بتنفيذ مشروع تنموي ؿبلي يتوافق‬
‫مع تطلعات واحتياجات الفاعلُت احملليُت؛‬
‫الصيد‪ ،‬السياحة‪ ،‬اؼبديرية‬
‫الصيد والقطات األخرى ذات الصلة بقطاع ّ‬
‫‪ ‬تعزيز التشخيصات احمللية كخطوة أولية مع مهنيي ّ‬
‫اعبهوية للسياحة‪ ،‬فبثلي والية جيجل وبلديات زيامة منصورية والعوانة‪ ،‬وذلك هبدف اغبصول على التحليل األكثر‬
‫تفصيال لتوقعات واحتياجات اإلقليم؛‬
‫‪ ‬تعيُت حاملي اؼبشروع (الذين سيقومون بإركاب السياح يف قوارهبم) عددىم أربعة (اثنان يف ميناء زيامة منصورية واثنان‬
‫يف ميناء بوالديس) وتدريبهم‪ ،‬وكذا اقتناء الوسائل اؼبعتمدة يف القيام باؼبشروع (سًتات الطفو‪..،‬اخل)؛‬
‫‪ ‬هتيئة أماكن ركوب السياح ورسو السفن على مستوى ميناء زيامة منصورية وميناء بوالديس‪،‬‬
‫‪ ‬طلب الًتاخيص اؼبؤقتة الالزمة للقيام بعملية االختبار وذبربة أفكار ىذا اؼبشروع؛‬
‫‪ ‬وضع ـبطط تقٍت من أجل إصالح السفن وأمن األفراد على مستوى ميناء بوالديس وزيامة منصورية؛‬
‫الصيدية حبضور السلطات احمللية (وارل الوالية) والعمل على تقييم نتائجها؛‬
‫‪ ‬إطالق مبادرات ذبريبية يف السياحة ّ‬
‫‪ ‬القيام بإجراء سرب آراء حول تردد السياح على جزيريت زيامة منصورية والعوانة؛‬
‫‪ ‬تنظيم ضبالت تنظيف للجزر دبشاركة كل من بلدية العوانة‪ ،‬مديرية السياحة‪ ،‬مديرية البيئة‪ ،‬وبعض اعبمعيات؛‬
‫‪ ‬إعداد ـبطط للتّهيئة ولتسيَت اغبركة داخل مواقع اعبزيرتُت وذلك دببادرة من صبعية ‪Les PIM‬؛‬
‫‪ ‬القيام برحالت علمية (تكوين) إذل اػبارج يف كل من كورسيكا وسَتدينيا‪ ،‬وقد مت اختيار ىاتُت الوجهتُت لعدة أسباب‬
‫الصيدية‪ ،‬وقد ضمت ىذه الرحلة ؾبموعة من‬
‫منها وجود مناطق ؿبمية يف ىذه األماكن سبارس فيها أنشطة السياحة ّ‬
‫إطارات اإلدارات احمللية وؼبدة ‪ 6‬أيام بالتعاون مع صبعية ‪les PIM‬؛‬
‫الرظبلة النهائية للنتائج من أجل نقل اؼبمارسات اعبيّدة إذل اؼبناطق البحرية احملمية‬
‫‪ ‬تعزيز اإلجراءات اليت مت تنفيذىا و ّ‬
‫األخرى يف اعبزائر‪.‬‬

‫‪168‬‬
‫الفصل الثالث‪..........................................:‬األيكوسياحة في الجزائر‪ :‬المقومات والجهود المبذولة‬
‫‪ ‬سانبت إجراءات التنفيذ اؼبتبعة يف إذل إصدار اؼبرسوم التنفيذي رقم ‪ 203-16‬اؼبؤرخ يف ‪ 22‬شوال ‪ 1437‬اؼبوافق‬
‫‪ 27‬يوليو ‪ ، 2016‬والذي وبدد شروط وطرق فبارسة أنشطة النقل البحري والقوارب اغبضرية اؽبادفة للربح من طرف‬
‫وزارة النقل‪ ،‬وبالتارل االعًتاف رظبيا هبذا النشاط يف اعبزائر؛‬
‫الصيد البحري واؼبنطقة البحرية احملمية لتازة سنة ‪2017‬م‪ ،‬نتج‬
‫‪ ‬القيام بربنامج ربسيس وطٍت بالتعاون بُت مديريات ّ‬
‫عنها تقدصل ‪ 8‬ملفات من ‪ 3‬واليات ىي جيجل‪ ،‬وىران وعُت سبوشنت‪ ،‬ويف سنة ‪ 2018‬سبت اؼبوافقة على ‪ 4‬ملفات‬
‫من قبل اللجان متعددة القطاعات للغرب؛‬
‫‪ ‬االنتهاء من اؼبشروع وتقدصل مل فو للموافقة على بداية التشغيل من قبل عبنة إقليمية واليت بدورىا عاينت اؼبشروع وقدمت‬
‫بعض التحفظات‪ ،‬واليت أخذت بعُت االعتبار من طرف القائمُت على اؼبشروع‪ ،‬ومن مث إعادة إرسال اؼبلف للّجنة‬
‫وانتظار قرار اؼبوافقة على االنطالق يف التشغيل وذلك بالتشاور مع صبيع اعبهات الفاعلة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الخطوات المتبعة بهدف إنجاز مسالك النزهة تحت مائية على مستوى المحمية الطبيعية بتازة‬
‫يعرف مسلك النزىة ربت اؼبائي بأنو نشاط مائي منظم وتعليمي يهدف إذل اكتشاف تنوع اؼبناظر البحرية بكل‬
‫ّ‬
‫أمان‪ ،‬والوقوف على ىشاشة األنظمة البيئية ومرافقة تغَتات السلوك‪ .‬وسعيا منها لتنويع األنشطة األيكوسياحية يف اؼبواقع‬
‫البحرية التابعة ؽبا‪ ،‬وفك الضغط قليال على الشواطئ واليابسة‪ ،‬قامت اغبظَتة الوطنية لتازة التابعة للمحمية الطبيعية بتازة‬
‫والية جيجل‪ ،‬وبالتعاون مع بعض الفاعلُت احملليُت كاعبمعيات ونوادي الغوص‪ ،‬بإقباز مسلكُت ربت مائيُت للنزىة (انظر‬
‫اؼبلحق رقم‪ ،)01‬ويهدف ىذا اؼبشروع اعبماعي إذل ربقيق ىدفُت رئيسيُت نبا‪ :‬تطوير أنشطة أيكوسياحية مستدامة‬
‫بالتزامن مع ضمان التعليم البيئي‪ ،‬وكذا التوعية واحملافظة على ىذه اؼبنطقة البحرية احملمية اليت ستكون فريدة من نوعها يف‬
‫حوض البحر األبيض اؼبتوسط‪ .‬وقد مر إقباز ىذا اؼبشروع بعدة إجراءات ومراحل نوجزىا فيما يلي‪:‬‬
‫عبيجل وىو مركز غطس متخصص يف األنشطة ربت اؼبائية‪ ،‬قامت اغبظَتة الوطنية‬ ‫‪Raie Manta‬‬ ‫‪ ‬بالتعاون مع نادي‬
‫لتازة يف إطار مشروع ‪ SEA-Med‬بإقباز اؼبسلك ربت مائي األول رأس العافية "اؼبنار الكبَت"‪ .‬وقد بدأ ىذا اؼبشروع يف‬
‫سنة ‪ 2013‬م‪ ،‬بفضل التكوين اؼبقدم من طرف اغبظَتة الوطنية لتازة حول إدارة وتثمُت اؼبسارات ربت اؼبائية‪ ،‬وقد كان‬
‫‪Raie‬‬ ‫من نتائج ىذه الدورة التكوينية إنشاء اؼبسار ربت اؼبائي رأس العافية بالشراكة مع اغبظَتة الوطنية لتازة‪ ،‬نادي‬
‫‪ Manta‬واعبمعيات احمللية األخرى‪ ،‬حي مت اختيار اؼبوقع الذي وبتضن اؼبمر ربت اؼبائي بناءا على العديد من اؼبعايَت‪،‬‬
‫أبرزىا ثرائو اغبيواشل والنبايت‪ .‬ويبكن لفرق الغطس القيام هبذا النشاط الًتفيهي واالستكشايف عن طريق اؼبمرات اؼبائية‪،‬‬
‫حي ال يبكن فبارستو إال دبساعدة القناع‪ ،‬والغطس والزعانف يف أعماق تصل إذل ‪ 10‬أمتار؛‬
‫‪ ‬مت إقباز مسلك النزىة ربت اؼبائي الثاشل يف جزيرة العوانة‪ ،‬وذلك بالتعاون بُت اغبظَتة الوطنية لتازة ونادي األلعاب‬
‫الرياضية البحرية ناس البحر ‪ ،Club nautique gens de Mer‬كما مت عقد اتفاقية شراكة بُت النادي وبلدية العوانة؛‬

‫‪169‬‬
‫الفصل الثالث‪..........................................:‬األيكوسياحة في الجزائر‪ :‬المقومات والجهود المبذولة‬
‫‪ ‬إطالق ورشات تكوين وطنية ودولية حول إقباز وتسيَت اؼبسالك ربت اؼبائية؛‬
‫‪ ‬تنظيم طبعات وطنية للتصوير الفوتوغرايف ربت اؼبائي والفيلم القصَت‪ ،‬على غرار الطبعة الوطنية الثالثة‪ ،‬الرابعة واػبامسة‪،‬‬
‫ورصد جوائز قيمة باؼبناسبة؛‬
‫‪ ‬إطالق اتفاقيات شراكة مع بعض الوكاالت السياحية من أجل الًتويج لأليكوسياحة وتنظيم رحالت أيكوسياحية إذل‬
‫اغبظَتة الوطنية لتازة؛‬
‫‪ ‬إبرام اتفاقيات تعاون مع صبعيات ومنظمات ؾبتمع مدشل ونوادي من أجل اؼبسانبة يف تنمية األيكوسياحة يف اغبظَتة‬
‫الوطنية لتازة؛‬
‫‪ ‬وضع الفتات وملصقات سواء ربت اؼباء على حدود اؼبسلك ربت اؼبائي أو فوق اليابسة من أجل توجيو السياح كبو‬
‫السلوك البيئي السليم‪ ،‬وتعريفهم باؼبقومات الطبيعية للموقع‪.‬‬
‫‪ ‬إبرام اتفاقية بُت اغبظَتة الوطنية لتازة ونادي ‪ Raie Manta‬من أجل استغالل ىذا األخَت للمسلك ربت اؼبائي سياحيا‪،‬‬
‫واالستفادة من العوائد اؼبالية‪.‬‬
‫مزود بلوحات إرشادية‪ ،‬حي‬ ‫ويشكل اؼبسلك ربت مائي الذي يقع يف اؼبنار الكبَت مسارا بطول ‪ 1.5‬كلم ّ‬
‫تساىم اعبوالت اؼبصحوبة باؼبرشدين داخل اؼبسار يف تعزيز اؼبعرفة بالتنوع البحري خصوصا‪ ،‬الثقافة والًتبية البيئية‪،‬‬
‫وبالتارل اؼبسانبة يف توعية اعبمهور بأنبية ىذه الثروات من خالل تطوير ردود فعل صحيحة اذباه الطبيعة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬الخطوات المتبعة بهدف إقامة مشروع التطوير البيئي لمشتى الشريعة‬
‫سعيا منها كبو فك العزلة عن منطقة مشىت الشريعة‪ ،‬واستغالل مقوماهتا الطبيعية سياحيا يف خلق منتجات‬
‫أيكوسياحية تنافسية؛ بغية جذب األيكوسياح احملليُت وحىت الدوليُت‪ ،‬قامت اغبظَتة الوطنية لتازة بإقباز مشروع بيئي يف‬
‫إطار مشروع ‪ ،Sea-Med‬وذلك بالتعاون والتشاور مع صبيع أصحاب اؼبصلحة فبثلُت يف بلدية زيامة منصورية‪ ،‬اؼبديريات‬
‫الوالئية للسياحة‪ ،‬الفالحة‪ ،‬البيئة والصيد البحري‪ ،‬غرفة التجارة وغرفة اغبرف التقليدية‪ ،‬وكذا اؼبتعاملُت يف قطاع السياحة‬
‫وىم النادي السياحي اعبزائري ‪ ،Touring Club Algérie‬سياحة وأسفار اعبزائر وكاليت جيجل وجباية‪ ،‬باإلضافة إذل‬
‫بعض اعبمعيات احمللية والوطنية وكذا اجملتمع احمللي‪ .‬ويطمح اؼبشروع إذل تطبيق ؾبموعة من األفكار البيئية اؼبميّزة‪ ،‬هبدف‬
‫للحظَتة‬ ‫‪Sea-Med‬‬ ‫هتيئة اؼبنطقة وجعلها وجهة أيكوسياحية رائدة‪ .‬وبعد هتيئة اؼبسلك يف إطار اؼبشروع النموذجي‬
‫الوطنية لتازة‪ ،‬أصبح بإمكان اعبميع اؼبشي فيو واالستمتاع برؤية اؼبناظر الطبيعية اػبالبة‪ .‬ىذا اؼبسلك الغايب يتعدى طولو‬
‫‪ 3.5‬كلم‪ ،‬تتفاوت فيو نوعية اؼبمرات بُت السهلة واؼبتوسطة والصعبة‪ ،‬من خالل جولة تستغرق تقريبا الساعة ونصف‬
‫(انظر اؼبلحق رقم‪ .)02‬ويبكن تلخيص اعبهود اؼببذولة من طرف احملمية الطبيعية لتازة هبدف التطوير البيئي ؼبشىت الشريعة‬
‫يف النقاط التالية‪:‬‬

‫‪170‬‬
‫الفصل الثالث‪..........................................:‬األيكوسياحة في الجزائر‪ :‬المقومات والجهود المبذولة‬
‫‪ ‬القيام بتنظيم ورشة عمل حول التطوير البيئي ؼبشىت الشريعة يف ديسمرب ‪ 2014‬كخطوة أوليّة؛‬
‫‪ ‬القيام بتحديد حاملي اؼبشروع ‪ ،Porteurs de projet‬وتنظيم دورات تدريبية بغية تكوينهم؛‬
‫‪ ‬إنشاء صبعية أطلق عليها السكان احملليون اسم "إشراق للشريعة"‪ ،‬مهمتها العمل على ترقية األيكوسياحة يف اؼبنطقة‪،‬‬
‫الفخار؛‬
‫وتكثيف التواصل والتشاور مع السكان احملليُت‪ ،‬وتكوينهم يف ؾبال اإلرشاد السياحي وصناعة ّ‬
‫‪ ‬تكوين السكان احملليُت حول ـبتلف النباتات احمللية‪ ،‬وكيفية استخالصها واستغالؽبا يف صناعة منتجات نباتية كالشموع‬
‫والصابون والعطور ‪ ،‬واليت يبقى مشكل تسويقها ىو العائق الكبَت الذي يواجهها‪ ،‬يف ظل نقص خرباء يف تسويق‬
‫اؼبنتجات احمللية (انظر اؼبلحق رقم‪)03‬؛‬
‫‪ ‬القيام بدورات تكوين للمرشدين السياحيُت احملليُت‪ ،‬على الرغم من صعوبة العثور على مرشدين ؿبليُت ـبتصُت وعلى‬
‫دراية بالثقافة احمللية واألماكن الطبيعية احمللية؛‬
‫‪ ‬تنظيم معارض لبيع اؼبنتجات احمللية‪ ،‬على غرار اؼبعرض الذي أقيم دبقر بلدية زيامة منصورية؛‬
‫‪ ‬استحداث "دار التراث المحلي"‪ ،‬لتكون دبثابة متحف للًتاث الثقايف للمنطقة‪ ،‬وذلك من خالل إعادة هتيئة مبٌت قدصل‬
‫سبت كسوتو باألحجار‬ ‫ومهجور كان تابع للحرس البلدي‪ ،‬مع الًتكيز على مراعاة الطابع اؼبعماري للمنطقة حي‬
‫الطبيعية وتغطيتو بالقرميد‪ .‬ويسعى القائمون على ىذا اؼبشروع إذل عرض ـبتلف اؼبنتجات احمللية‪ ،‬والتعريف هبا ودبختلف‬
‫العادات والتقاليد احمللية بغية التعريف بالثقافة احمللية واستقطاب ؿبيب السياحة الثقافية (انظر اؼبلحق رقم‪)04‬؛‬
‫‪ ‬هتيئة "المسلك الغابي للشريعة ‪ "Sentier pédestre‬اؼبخصص للتنزه واؼبشي ؼبسافات طويلة‪ ،‬هبدف االستكشاف‬
‫والدراسة‪ ،‬فبارسة الرياضة والتمتع باؼبقومات الطبيعية اليت توفرىا اؼبنطقة‪ .‬وذلك بعد دراسة ؾبموعة من اػبيارات‬
‫اؼببُت يف الشكل اؼبوارل‪،‬‬
‫واؼبقًتحات اؼبطروحة إلقباز اؼبسلك من طرف فرق اؼبشروع‪ ،‬واليت ّتوجت باعتماد اؼبسلك ّ‬
‫يوضح اؼبخطط نقطة بداية اؼبسلك مرورا بنقطة الراحة على مستوى اؼبكان اؼبسمى مكان الفراشات ‪la place des‬‬

‫‪ papillons‬سبت هتيئتها دبواد ؿبلية‪ ،‬وصوال إذل منبع مائي يسمى عُت البحرية‪ ،‬مث الوصول إذل هناية اؼبسلك‪.‬‬
‫‪ ‬وضع حواجز ؼبنع وصول السيارات إذل اؼبوقع‪ ،‬وكذا لوحات إرشادية بغية توجيو السياح داخل اؼبوقع؛‬
‫‪ ‬إقباز "طاولة التوجيه ‪ "Table d’orieontation‬على ارتفاع ‪360‬م‪ ،‬حي توفر نظرة شاملة للمكان‪ ،‬وتعرض ـبتلف‬
‫األماكن اليت يبكن زيارهتا يف احملميّة الطبيعية لتازة بوالية جيجل (الكهوف العجيبة‪ ،‬اغبظَتة الوطنية لتازة‪...،‬اخل‪.).‬‬
‫(انظر اؼبلحق رقم‪)05‬؛‬
‫‪ ‬السعي يف سبيل إقباز وهتيئة نزل بيئية‪ ،‬من خالل ترميم وإعادة هتيئة منازل مهجورة‪ ،‬غَت أ ّن العملية تعرف بعض‬
‫العراقيل تتمثل يف اؼبلكية اعبماعية ؽبذه اؼبنازل‪ ،‬وامتناع مالكها عن التنازل عنها‪.‬‬

‫‪171‬‬
‫الفصل الثالث‪..........................................:‬األيكوسياحة في الجزائر‪ :‬المقومات والجهود المبذولة‬
‫‪1‬‬
‫ويسمح ىذا اؼبسلك الغايب للزوار باكتشاف ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬الحياة اليومية والثقافية لسكان الشريعة‪ :‬يعتمد سكان اؼبنطقة على الفالحة اعببلية كمصدر لالستهالك الذايت‬
‫كًتبية األبقار‪ ،‬اؼباعز‪ ،‬الدواجن‪ ،‬وتربية النحل‪ .‬كما أ ّن اؼبنطقة مشهورة بزيت الفستق اؼبصطكي 'الضرو' إذل جانب‬
‫زيت الزيتون والعديد من اؼبنتوجات الفالحية‪ ،‬أما يف اغبرف األخرى فنجد صناعة الفخار والزرايب‪ .‬كما تشتهر منطقة‬
‫الشريعة بأكالهتا الشعبية اؼبتعددة ومن أشهرىا طبق الكسكسي األسود اؼبصنوع من شبار البلوط‪ ،‬والبغرير واؼبربجة‬
‫باللنب‪.‬‬
‫‪ ‬التنوع الحيواني في الحظيرة الوطنية لتازة‪ :‬تتمتع منطقة الشريعة بتشكيلة رائعة من ـبتلف أنواع اغبيوانات‪ ،‬ومن‬
‫بُت اغبيوانات اؼبوجودة‪ :‬القرد اؼبغاريب‪ ،‬الثعلب األشقر‪ ،‬كاسر اعبوز القبائلي الذي يعترب رمز اغبظَتة الوطنية‬
‫لتازة‪...،‬اخل‪.‬‬
‫‪ ‬التنوع النباتي في الحظيرة الوطنية لتازة‪ :‬حوارل ‪ 679‬نوع من الكائنات النباتية األرضية منها ‪ 33‬نوع ؿبمي أي‬
‫‪ .%4.8‬منها نباتات طبية وأخرى مستعملة يف ؾباالت ـبتلفة‪ .‬وتسود فيها أشجار البلوط والبلوط الفليٍت‪.‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬األنشطة األيكوسياحية المقترحة بغية ترقية األيكوسياحة في المحمية الطبيعية بتازة والية جيجل‬
‫يوفر التنوع الطبيعي والثقايف الذي تزخر بو احملميّة الطبيعية بتازة والية جيجل‪ ،‬إمكانية خلق منتجات‬
‫أيكوسياحية متنوعة‪ ،‬غَت أنو يتحتم على القائمُت عليها بذل جهود معتربة ومنسقة مع كافة أصحاب اؼبصلحة‪ ،‬بغية‬
‫تقدصل منتجات أيكوسياحية فريدة‪ ،‬تنافسية وناجحة‪ ،‬ومن بُت اإلجراءات واألنشطة األيكوسياحية اؼبقًتحة ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬هتيئة مركز االستقبال والتوجيو التابع للحظَتة الوطنية بتازة‪ ،‬وتزويده بوسائل االتصال والراحة اغبديثة وبكامَتات اؼبراقبة؛‬
‫‪ ‬إنشاء أبراج مراقبة جديدة وتزويدىا بأحدث أنواع اؼبناظَت من أجل التمتع دبشاىدة ـبتلف أنواع الطيور اؼبهاجرة واغبياة‬
‫الربية يف احملمية الطبيعية بتازة؛‬
‫الصيد خاصة التقليدية منها اؼبعروفة يف اؼبنطقة؛‬
‫بالصيد البحري‪ ،‬وبتقنيات ّ‬
‫‪ ‬إنشاء متحف للبحر والتنوع البيولوجي يهتم ّ‬
‫‪ ‬إنشاء وتعيُت اؼبمرات والطرق الرئيسية يف اغبديقة؛ من أجل سبكُت السياح من الوصول إذل ـبتلف األماكن التابعة‬
‫للمحمية الطبيعية بتازة؛‬
‫اؼبميزة للمجتمعات احمللية اجملاورة للمحميّة الطبيعية‬
‫‪ ‬فتح متحف يضم الًتاث الثقايف‪ ،‬النشاطات‪ ،‬والعادات والتقاليد ّ‬
‫بتازة؛‬
‫‪ ‬دعم ضبالت التشجَت والغرس هبدف تكثيف الغطاء النبايت‪ ،‬وكذلك جلب أنواع ـبتلفة من اغبيوانات إذل اغبديقة والعمل‬
‫على تكاثرىا؛‬

‫‪1‬دليل مشتى الشريعة الغوص في قلب الطبيعة على مرتفعات الشريعة‪ ،‬منشورات اغبظَتة الوطنية لتازة‪.‬‬

‫‪172‬‬
‫الفصل الثالث‪..........................................:‬األيكوسياحة في الجزائر‪ :‬المقومات والجهود المبذولة‬
‫‪ ‬إنشاء ـبترب هبدف دراسة ـبتلف األنواع النباتية واغبيوانية يف اغبديقة‪ ،‬وإهباد سبل وطرائق جديدة لتكاثرىا وربسُت نوعها‬
‫ونسلها؛‬
‫‪ ‬وضع الفتات توجيهية إضافية للسياح‪ ،‬من أجل تعريفهم دبختلف اؼبقومات األيكوسياحية اؼبوجودة داخل اغبديقة‪،‬‬
‫ودبختلف اؼبمارسات السياحية اؼبسئولة؛‬
‫‪ ‬عقد اتفاقيات شراكة مع الوكاالت السياحية احمللية والوطنية‪ ،‬من أجل تنظيم رحالت أيكوسياحية إذل احملمية الطبيعية‬
‫بتازة؛‬
‫‪ ‬أما خبصوص اإلقامة واإلطعام‪ ،‬فيستحسن بناء ‪ 4‬نزل بيئية‪ ،‬سعة كل منها ‪ 08‬أسرة‪ ،‬باستخدام مواد أولية ؿبلية‬
‫(اػبشب) من أجل إقامة األيكوسياح‪ ،‬باإلضافة إذل بناء وحدتُت لإلطعام متخصصتُت يف إعداد الوجبات احمللية؛‬
‫‪ ‬اعتماد وسائل النقل التقليدية داخل احملميّة الطبيعية‪ ،‬بغية التقليل من التلوث وانبعاث الغازات الذي زبلفو الوسائل‬
‫اغبديثة‪ ،‬حي يبكن استعمال اغبيوانات (‪ 15‬خيل ّبري)؛ الدراجات (‪)30‬؛ العربات (‪)5‬؛ باإلضافة إذل القوارب اؼبائية‬
‫اليدوية‪.‬‬
‫ومن شأن اؼبشاريع واألنشطة األيكوسياحية اؼبقًتحة بغية ترقية األيكوسياحة يف احملمية الطبيعية بتازة أن تساىم‬
‫يف توفَت مناصب شغل إضافية لسكان اؼبنطقة؛ باإلضافة إذل مناصب الشغل اؼبوجودة حاليا واؼبقدرة بـ ‪ 68‬منصب عمل‬
‫يوضح‬
‫منها ‪ 22‬عامل متعاقد‪ ،‬فبّا يساىم يف التقليل من حدة البطالة بُت أوساط السكان احملليُت‪ .‬واعبدول اؼبوارل ّ‬
‫مناصب الشغل اؼبتوقع استحداثها جراء تطوير األنشطة األيكوسياحية يف احملميّة الطبيعية بتازة والية جيجل‪.‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)12‬توزيع مناصب الشغل المتوقع استحداثها في المحميّة الطبيعية بتازة والية جيجل‬
‫عدد العمال‬ ‫منصب الشغل‬
‫‪5‬‬ ‫مرشد أيكوسياحي‬
‫‪3‬‬ ‫بيطري‬
‫‪3‬‬ ‫الطباخُت‬
‫‪5‬‬ ‫أعوان الغابات‬
‫‪10‬‬ ‫اؼبنظمُت‬
‫‪8‬‬ ‫مسَتو مركز االستقبال‬
‫‪5‬‬ ‫موظف احملالت التجارية‬
‫‪6‬‬ ‫موظف اؼبطعم‬

‫‪173‬‬
‫الفصل الثالث‪..........................................:‬األيكوسياحة في الجزائر‪ :‬المقومات والجهود المبذولة‬
‫‪8‬‬ ‫موظف النزل البيئي‬
‫‪53‬‬ ‫اإلجمالي‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الباح‬
‫يتضح لنا من خالل اعبدول أ ّن إصبارل مناصب الشغل اؼبتوقع استحداثها سيبلغ ‪ 53‬منصب شغل مباشر‪،‬‬
‫باإلضافة إذل مناصب الشغل غَت اؼبباشرة واليت ترتبط بالقطاعات األخرى ذات الصلة‪ .‬كما أنّو من اؼبتوقع أن تساىم‬
‫اؼبشاريع واألنشطة األيكوسياحية اؼبقًتحة من أجل ترقية األيكوسياحة يف احملمية الطبيعية بتازة يف زيادة عدد الزوار إذل‬
‫احملمية الطبيعية‪ ،‬والذي يصل حاليا إذل ‪ 130.000‬زائر سنويا‪ ،‬فبا يساىم يف زيادة إيرادات األسر اجملاورة للمحمية‬
‫الطبيعية‪ ،‬سواء من خالل الوظائف اؼبباشرة اليت توفرىا احملمية أو من خالل تصريف اؼبنتجات احمللية للزوار‪ ،‬وكذا‬
‫اػبدمات اؼبقدمة ؽبم‪ ،‬وىو ما يساىم يف التقليل من حدة الفقر والبطالة الذي تعاشل منو البلديات التابعة ؽبا احملمية‬
‫الطبيعية‪.‬‬

‫‪174‬‬
‫الفصل الثالث‪..........................................:‬األيكوسياحة في الجزائر‪ :‬المقومات والجهود المبذولة‬
‫خالصة‬
‫عرف القطاع السياحي اعبزائري تطورات ىامة ومتسارعة‪ ،‬انعكست اهبابيا على التوازنات االقتصادية الكربى‬
‫زيادة الدخل الوطٍت‪ ،‬وتوفَت مناصب الشغل وبالتارل التقليل من حدة البطالة‪ ،‬وكذا اؼبسانبة يف النمو‬ ‫للبلد من حي‬
‫االقتصادي وربسُت ميزان اؼبدفوعات‪ ،‬غَت أن نسبة مسانبتو الزالت ضعيفة بالنظر إذل اإلمكانيات السياحية الكبَتة‬
‫اليت يتمتع هبا البلد‪ .‬وسبتلك اعبزائر مقومات أيكوسياحية ىامة ومتنوعة تتجسد يف اغبظائر الوطنية واحملميات الطبيعية‪،‬‬
‫باإلضافة إذل الًتاث الثقايف والتارىبي واغبضاري الثّري‪ ،‬إال أ ّن تبنّيها لأليكوسياحة ال يزال يف خطواتو األوذل؛ ويتبُت ذلك‬
‫من خالل مكانة األيكوسياحة ضمن سياستها السياحية آلفاق ‪2025‬م؛ وكذا غياب مواد قانونية صروبة تعرف وتنظم‬
‫األيكوسياحة‪ .‬وتعد اغبظَتة الوطنية لتازة بوالية جيجل من أوائل اغبظائر الوطنية اليت تبنّت مبادئ وأىداف األيكوسياحة‬
‫وسعت إذل تنميتها من خالل قيامها دبجموعة من اؼبشاريع النموذجية على غرار السياحة الصيدية‪ ،‬اؼبسالك ربت اؼبائية‬
‫‪ ،Sea‬فبا انعكس اهبابيا على العرض السياحي وتنوع‬ ‫‪Med‬‬ ‫والتطوير البيئي لقرية الشريعة‪ ،‬وذلك يف إطار مشروع‬
‫اؼبنتجات السياحية يف ىذه الوالية الساحلية‪ ،‬وىو ما من شأنو دعم اغبركية التجارية يف الوالية واؼبسانبة يف تنميتها ؿبليا‪.‬‬

‫‪175‬‬
‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫دراسة تطبيقية على‬
‫المحمية الطبيعية بتازة‬
‫والية جيجل‬
‫الفصل الرابع‪.......................................2‬دراسة تطبيقية على المحمية الطبيعية بتازة ‪-‬والية جيجل‪-‬‬

‫تمهيد‬
‫دلتغًني الدراسة وأبعادعلا والروابط ادلوجودة بينهما‪ ،‬واطالعنا على ادلناىج‬
‫بعد إحاطتنا باجلانب النظري ّ‬
‫واألساليب ادلستخدمة يف الدراسات السابقة‪ ،‬والوقوف على واقع األيكوسياحية يف اجلزائر عامة واحملميّة الطبيعية لتازة‬
‫بوالية جيجل خاصة‪ ،‬ننتقل يف ىذا الفصل إىل اجلانب التطبيقي من الدراسة‪ ،‬زلاولٌن اإلحاطة مبختلف جوانبو‪.‬‬
‫وسوف نتطرق يف ىذا الفصل إىل اخلطوات ادلنهجية ادلتبعة يف إجراء ىذه الدراسة‪ ،‬ومن مث اإلجابة على‬
‫تساؤالهتا‪ ،‬وىو بذلك يشكل األساس الذي ستبىن عليو الدراسة التطبيقية اليت مت إجراؤىا على مستوى احلظًنة الوطنية‬
‫لتازة جبيجل‪ ،‬مث نقوم بتحليل مستوى متغًني الدراسة يف احملمية الطبيعية‪ ،‬وكذا إجراء اختبارات ظلوذج االضلدار‪ ،‬ومناقشة‬
‫فرضيات الدراسة‪ ،‬وذلك كما يلي‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬اإلجراءات المنهجية للدراسة التطبيقية‬


‫المبحث الثاني‪ :‬تحليل بيانات مستوى األيكوسياحة والتنمية المحلية‬
‫المبحث الثالث‪ :‬تحليل نتائج نموذج االنحدار‬
‫ومناقشة فرضيات الدراسة‬

‫‪177‬‬
‫الفصل الرابع‪.......................................2‬دراسة تطبيقية على المحمية الطبيعية بتازة ‪-‬والية جيجل‪-‬‬

‫المبحث األول‪ 2‬اإلجراءات المنهجية للدراسة التطبيقية‬


‫لدراسة مدى مساعلة األيكوسياحة يف حتقيق التنمية احمللية يف اجلزائر‪ ،‬مت اختيار احملمية الطبيعية لتازة بوالية‬
‫جيجل لتكون مكان إلجراء الدراسة ادليدانية والتطبيقية‪ ،‬وذلك دلا تتمتع بو من مقومات طبيعية وثقافية‪ ،‬كما تضم‬
‫مشاريع أيكوسياحية ظلوذجية واعدة يعول عليها يف حتقيق التنمية احمللية يف ادلنطقة‪ ،‬لذلك سوف نقوم يف ىذا ادلبحث‬
‫بوصف سلتلف اخلطوات ادلنهجية والوسائل ادلستعملة يف الدراسة‪.‬‬

‫المطلب األول‪ 2‬مجتمع وعيّنة الدراسة‬


‫بالنظر إىل طبيعة الدراسة اليت تندرج ضمن الدراسات السياحية والتنموية االستشرافية‪ ،‬فقد مت حصر رلتمع‬
‫الدراسة يف زوار عدد من ادلواقع السياحية ادلعروفة يف احملمية الطبيعية بتازة والية جيجل‪ ،‬وقد مت اختيار ىذه ادلواقع بالنظر‬
‫إىل امتالكها مقومات أيكوسياحية ىامة‪ ،‬وكذا األنشطة األيكوسياحية ادلمارسة فيها‪ .‬يف حٌن مت اختيار عيّنة الدراسة‬
‫بطريقة عشوائية لعدد من زوار ىذه ادلواقع‪ ،‬حيث قمنا أوال باختيار عينة استطالعية من أجل التأكد من صدق وثبات‬
‫أداة الدراسة‪ ،‬وبعد ذلك مت تعميم االستبيان على العينة الكلية للدراسة من أجل استكمال إجراءاهتا‪ ،‬وذلك كما يلي‪:‬‬
‫أوال‪-‬العيّنة االستطالعية للدراسة‬
‫قمنا بتوزيع ‪ 40‬استبيانا أوليا على عيّنة استطالعية‪ ،‬باستخدام أسلوب ادلقابلة مع ادلستجوبٌن‪ ،‬وقد وزرعت‬
‫االستبيانات على رلموعة من زوار بعض مواقع احملمية الطبيعية لتازة بوالية جيجل‪ ،‬وذلك بغية التأكد من مدى صدق‬
‫وثبات أداة الدراسة قبل توزيعها بشكل هنائي على العيّنة الكلية‪ ،‬وبعد القيام باختبارات الصدق والثبات‪ ،‬والتأكد من‬
‫مالئمة االستبيان من خالل النتائج ادلتحصل عليها‪ ،‬مت توزيع االستبيانات على العيّنة الكلية للدراسة‪ ،‬حيث مت استبعاد‬
‫العيّنة االستطالعية من العيّنة الكلية اليت أجريت عليها الدراسة‪.‬‬
‫ثانيا‪-‬العيّنة الكلية للدراسة‬
‫أجريت ىذه الدراسة على عيّنة عشوائية من رلتمع الدراسة الذي يتمثل يف زوار بعض ادلواقع السياحية يف احملمية‬
‫الطبيعية بتازة والية جيجل‪ ،‬حيث بلغ عدد الزوار الذين مت توزيع االستبيانات عليهم ‪ 380‬زائرا موزعٌن على ادلواقع‬
‫الزوار وذلك بغية تسهيل‬
‫ادلذكورة يف اجلدول رقم (‪ .)33‬وقد مت القيام بتعبئة االستبيانات باستخدام أسلوب ادلقابلة مع ّ‬
‫فهم أسئلة االستبيان‪ ،‬ورغم ذلك فقد مت استبعاد ‪ 5‬استبيانات مل نلمس فيها ج ّدية وموضوعية يف اإلجابة من طرف‬
‫ادلستجوبٌن‪.‬‬

‫‪178‬‬
‫الفصل الرابع‪.......................................2‬دراسة تطبيقية على المحمية الطبيعية بتازة ‪-‬والية جيجل‪-‬‬

‫الجدول رقم (‪ 2)31‬العيّنة الكلية للدراسة‬


‫االستبيانات الصالحة‬ ‫االستبيانات المسترجعة‬ ‫الموقع السياحي‬

‫‪322‬‬ ‫‪325‬‬ ‫الحظيرة الوطنية لتازة‬


‫‪94‬‬ ‫‪95‬‬ ‫الكهوف العجيبة‬
‫‪74‬‬ ‫‪75‬‬ ‫المنار الكبير‬
‫‪40‬‬ ‫‪40‬‬ ‫جزيرة العوانة‬
‫‪45‬‬ ‫‪45‬‬ ‫منبع المشاكي‬
‫‪157‬‬ ‫‪108‬‬ ‫المجموع‬
‫المصدر‪ 2‬من إعداد الباحث باالعتماد على االستبيانات ادلنجزة‬

‫المطلب الثاني‪ 2‬مصادر جمع بيانات الدراسة‬


‫بغية حتقيق األىداف ادلسطرة للدراسة مت االعتماد على العديد من ادلصادر جلمع ادلعلومات النظرية وادلعطيات‬
‫ادليدانية‪ ،‬حيث ؽلكن تبويبها كما يلي‪:‬‬
‫أ‪-‬البيانات الثانوية‬
‫اع تمدنا يف اجلانب النظري من الدراسة على الكتب وادلقاالت والدوريات وادللتقيات العلمية ومواقع االنرتنت‪،‬‬
‫واليت تنوعت مصادرىا بٌن العربية واألجنبية‪ ،‬باإلضافة إىل حتليل ونقذ بعض الدراسات ذات الصلة من أجل اقتباس‬
‫معلومات حول ادلوضوع وفق األسس العلمية‪ ،‬وذلك بغية تكوين خلفية معرفية نظرية حول سلتلف مفاىيم وأبعاد‬
‫األيكوسياحة والتنمية احمللية وحتليل الروابط القائمة بينهما‪.‬‬
‫ب‪-‬البيانات األولية‬
‫وىي البيانات ادلتعلقة مبجتمع وأفراد عيّنة الدراسة‪ ،‬حيث مت االعتماد على االستبيان كأداة أساسية للبحث‪ ،‬وقد‬
‫مت تصميمو خصيصا ذلذا الغرض‪ ،‬وتوزيعو على عينة الدراسة من أجل قياس مستوى متغًني الدراسة من خالل رلموعة‬
‫مكون االستدامة) وكذا مستوى‬
‫مكون التعلم والتفسًن‪ّ ،‬‬
‫(ادلكون الطبيعي‪ّ ،‬‬
‫من العبارات اليت تقيس مستوى ادلتغًن ادلستقل ّ‬
‫التنمية احمللية (البعد االقتصادي‪ ،‬البعد االجتماعي‪-‬الثقايف‪ ،‬والبعد البيئي) يف اجلزائر – دراسة حالة احملمية الطبيعية بتازة‬
‫والية جيجل‪ ،-‬ومن مث تفريغها يف برنامج ‪ SPSS23‬وحتليلها باستخدام االختبارات اإلحصائية ادلناسبة بغية الوصول إىل‬
‫نتائج ختدم أىداف البحث‪.‬‬

‫‪179‬‬
‫الفصل الرابع‪.......................................2‬دراسة تطبيقية على المحمية الطبيعية بتازة ‪-‬والية جيجل‪-‬‬

‫المطلب الثالث‪ 2‬المنهج واألداة واألساليب اإلحصائية المستخدمة‬


‫تبىن كل دراسة على منهج علمي من أجل الوصول إىل أىدافها النهائية ادلرجوة‪ ،‬ويسًن كل منهج علمي على‬
‫رلموعة من ادلراحل واخلطوات‪ ،‬وذلك باستخدام أساليب وطرق معاجلة إحصائية من أجل اختبار فرضيات الدراسة‬
‫والوصول إىل تعميم النتائج‪.‬‬

‫الفرع األول‪ 2‬المنهج المستخدم وأداة الدراسة‬


‫نتطرق يف ىذا العنصر إىل ادلنهج العلمي واألداة ادلستخدمٌن يف الدراسة‪.‬‬
‫أوال‪ 2‬المنهج المستخدم‬
‫بالنظر إىل طبيعة الدراسة واألىداف ادلرجوة من وراء القيام هبا‪ ،‬فقد مت االعتماد على ادلنهج الوصفي التحليلي‪،‬‬
‫ألنو ادلنهج األفضل واألنسب ذلذا النوع من الدراسات‪ ،‬حيث يقوم بدراسة ورصد الظاىرة كما حتدث يف الواقع‪ ،‬والتعرف‬
‫على األسباب والعوامل اليت ساعلت يف حدوثها‪ ،‬وبالتايل وصف ادلتغًنات وصفا دقيقا وشامال معربا عنها كميا وكيفيا‪،‬‬
‫ادلكون الطبيعي‪ ،‬التعليمي‪ ،‬االستدامة) والتنمية‬
‫من خالل حتديد مكونات متغًني الدراسة ادلتمثلة يف األيكوسياحة ( ّ‬
‫احمللية (البعد االقتصادي‪ ،‬االجتماعي‪-‬الثقايف والبيئي)‪ ،‬وحتليلها ومعرفة العالقة بينها‪ ،‬كما مت االعتماد على منهج دراسة‬
‫حالة يف اصلاز الدراسة والذي يسمح جبمع البيانات وحتليلها واحلصول على ادلعلومات ومن مث اختبار صحة الفرضيات‬
‫والوصول إىل نتائج وتعميمها‪.‬‬
‫ثانيا‪ 2‬أداة الدراسة‬
‫قمنا بزيارة احلظًنة الوطنية لتازة بوالية جيجل‪ ،‬وكذا القيام بإجراء ادلقابلة الشخصية مع رلموعة من إطارات‬
‫احملمية الطبيعية‪ ،‬وذلك بغية احلصول على بعض ادلعلومات والوثائق الرمسية حول األيكوسياحة يف احملمية الطبيعية‬
‫خصوصا واجلزائر عموما‪ .‬كما استخدمنا االستبيان جلمع البيانات الالزمة حول موضوع الدراسة‪ ،‬وبالنظر إىل طبيعة‬
‫الدراسة ادليدانية‪ ،‬وادلنهج العلمي ادلتبع يف إعداد الدراسة فإن االستبيان ىو أحد أىم األدوات وأكثرىا مالئمة إلعداد‬
‫اجلانب ادليداين للدراسة وحتقيق األىداف ادلرجوة من وراء إجرائها‪ .‬وقد مت االعتماد يف إعداد أسئلة االستبيان على‬
‫اجلانب النظري وبعض الدراسات حول ادلوضوع‪.‬‬
‫‪-3‬ثبات االستبيان‬
‫يقصد بثبات االستبيان أن تعطي ىذه األداة نفس النتائج لو طبقت عدة مرات على نفس عيّنة ورلتمع‬
‫الدراسة‪ ،‬يف نفس الشروط‪ ،‬أي أن ال يكون ىناك اختالف كبًن يف النتائج خالل فرتة زمنية زل ّددة‪ .‬وبغية التأكد من‬

‫‪180‬‬
‫الفصل الرابع‪.......................................2‬دراسة تطبيقية على المحمية الطبيعية بتازة ‪-‬والية جيجل‪-‬‬

‫ثبات االستبيان اخلاص بدراستنا‪ ،‬قمنا باستخدام مقياس ألفا كرونباخ (‪ )Cronbach's Alpha‬على عيّنة استطالعية‬
‫يبٌن لنا النتائج ادلتحصل عليها‪.‬‬
‫مكونة من (‪ ،)40‬وقد متّ استبعادىا من العيّنة الكليّة‪ .‬واجلدول ادلوايل ّ‬
‫الجدول رقم (‪ 2)31‬معامل ثبات االستبيان‬
‫معامل ألفا كرونباخ‬ ‫عدد العبارات‬ ‫عنوان المحور الفرعي‬ ‫المحور‬
‫‪0.845‬‬ ‫‪06‬‬ ‫المكون الطبيعي‬
‫ّ‬ ‫األيكوسياحة‬
‫‪0.864‬‬ ‫‪09‬‬ ‫مكون التعلم والتفسير‬
‫ّ‬
‫‪0.784‬‬ ‫‪06‬‬ ‫مكون االستدامة‬
‫ّ‬
‫‪0.938‬‬ ‫‪21‬‬ ‫مجموع األيكوسياحة‬
‫‪0.820‬‬ ‫‪08‬‬ ‫البعد االقتصادي‬ ‫التنمية المحليّة‬
‫‪0.845‬‬ ‫‪09‬‬ ‫البعد االجتماعي‪-‬الثقافي‬
‫‪0.794‬‬ ‫‪05‬‬ ‫البعد البيئي‬
‫‪0.927‬‬ ‫‪22‬‬ ‫مجموع التنمية المحليّة‬
‫‪0.968‬‬ ‫الثبات العام لالستبيان‬
‫المصدر‪ 2‬من إعداد الباحث باالعتماد على سلرجات برنامج ‪SPSS23‬‬

‫متغًني الدراسة قد جتاوزت ‪ ،%60‬حيث‬


‫من خالل اجلدول أعاله يتبٌن لنا أ ّن مجيع معامالت ثبات زلاور ّ‬
‫ادلتغًن ادلستقل (األيكوسياحة)‬
‫ادلتغًن ادلستقل بٌن ‪ %70‬و‪ ،%86‬ليبلغ معامل ثبات ّ‬
‫تراوحت معامالت ثبات زلاور ّ‬
‫ادلتغًن التابع‬
‫ادلتغًن التابع بٌن ‪ %79‬و ‪ ،%84‬ليبلغ معامل ثبات ّ‬
‫‪ ،%88‬يف حٌن تراوحت معامالت ثبات زلاور ّ‬
‫(التنمية احملليّة) ‪ ،%92‬أما معامل الثبات الكلي جلميع عبارات االستبيان فقد بلغ ‪ ،%96‬وىو ما يدفعنا إىل احلكم‬
‫بثبات عبارات االستبيان ادلوجو إىل عيّنة الدراسة‪.‬‬
‫‪-2‬صدق االستبيان‬
‫يقصد بصدق االستبيان أن تقيس أسئلة االستبيان ما وضعت لقياسو‪ ،‬وقد قام الباحث بالتأكد من صدق‬
‫عبارات االستبيان من خالل عدة طرق‪:‬‬
‫أ‪-‬الصدق الظاهري 'صدق المح ّكمين'‬
‫مت عرض االستبيان على رلموعة من األساتذة احمل ّكمٌن ادلتخصصٌن يف السياحة‪ ،‬التنمية‪ ،‬واألساليب اإلحصائية‬
‫وذلك قصد التأكد من مصداقيتو‪ ،‬وقد مت أخذ النصائح‪ ،‬التوجيهات والتصحيحات ادلقدمة من طرف احمل ّكمٌن حبذف‬

‫‪181‬‬
‫الفصل الرابع‪.......................................2‬دراسة تطبيقية على المحمية الطبيعية بتازة ‪-‬والية جيجل‪-‬‬

‫وتعديل وإضافة بعض فقرات االستبيان بعٌن االعتبار‪ ،‬حيث متّ التدقيق يف االستبيان من خالل زلتوى العبارات ومدى‬
‫انتمائها إىل رلاذلا‪ ،‬باإلضافة إىل البناء ادلنهجي والشكلي والصياغة اللغوية‪ ،‬ليتم يف األخًن ضبط الصيغة النهائية‬
‫لالستبيان قبل توزيعو على العيّنة االستطالعية‪.‬‬
‫ب‪-‬صدق االتّساق الداخلي لفقرات االستبيان‬
‫مت حساب االتساق الداخلي لفقرات االستبيان على عيّنة الدراسة‪ ،‬وذلك حبساب معامالت االرتباط بٌن كل‬
‫فقرة وال ّدرجة الكلية للمحور التابعة لو‪ ،‬وقد تباينت معامالت االرتباط يف زلور األيكوسياحة بٌن (‪ %53‬و ‪،)%75‬‬
‫أما يف زلور التنمية احملليّة فقد تراوحت بٌن (‪ %57‬و ‪ ،)%74‬شلّا يدل على أ ّن معامالت االرتباط طردية وموجبة‬
‫وبالتايل ّقوة العالقة بٌن كل فقرة والدرجة الكلية للمحور التابعة لو‪ ،‬كما أ ّهنا دالة عند مستوى داللة ‪ .0.03‬وىذا يعين‬
‫أن فقرات االستبيان صادقة دلا وضعت لقياسو‪( .‬انظر ادللحقٌن رقم ‪ 08‬و ‪.)09‬‬
‫ج‪-‬صدق االتساق البنائي لمحاور االستبيان‬
‫ومكوناتو‪ ،‬وقد‬
‫مت حساب االتساق البنائي حملاور االستبيان‪ ،‬وذلك حبساب معامل االرتباط بًنسون بٌن كل زلور ّ‬
‫جاءت النتائج كما يلي‪:‬‬
‫الجدول رقم (‪ 2)37‬صدق االتّساق البنائي لمحاور االستبيان‬
‫معامل االرتباط مستوى الداللة‬ ‫عنوان المحور الفرعي‬ ‫المحور‬
‫‪0.000‬‬ ‫**‪0.950‬‬ ‫ادلكون الطبيعي‬
‫ّ‬ ‫األيكوسياحة‬
‫‪0.000‬‬ ‫**‪0.948‬‬ ‫مكون التعلم والتفسًن‬
‫ّ‬
‫‪0.000‬‬ ‫**‪0.919‬‬ ‫م ّكون االستدامة‬
‫‪0.000‬‬ ‫**‪0.939‬‬ ‫البعد االقتصادي‬ ‫التنمية المحليّة‬
‫‪0.000‬‬ ‫**‪0.936‬‬ ‫البعد االجتماعي‪-‬الثقايف‬
‫‪0.000‬‬ ‫**‪0.945‬‬ ‫البعد البيئي‬
‫دال عند مستوى ‪0.03‬‬
‫** االرتباط ّ‬
‫المصدر‪ 2‬من إعداد الباحث باالعتماد على سلرجات برنامج ‪SPSS23‬‬

‫يبٌن اجلدول أعاله معامالت االرتباط بًنسون بٌن كل زلور فرعي من زلاور ال ّدراسة واحملور الكلّي التّابع لو‪،‬‬
‫حيث تراوحت معامالت االرتباط بٌن (‪ %93‬و‪ )%95‬يف زلور األيكوسياحة‪ ،‬وبٌن (‪ %93‬و ‪ )%94‬يف زلور‬
‫التنمية احملليّة‪ ،‬عند مستوى داللة أقل من ‪ 0.00‬وبالتايل فهي دالّة‪ ،‬وعليو ؽلكن القول أ ّن هناك اتساق بنائي جيّد‬
‫ضمن محاور االستبيان‪.‬‬

‫‪182‬‬
‫الفصل الرابع‪.......................................2‬دراسة تطبيقية على المحمية الطبيعية بتازة ‪-‬والية جيجل‪-‬‬

‫الفرع الثاني‪ 2‬األساليب اإلحصائية المستخدمة‬


‫ختتلف األساليب اإلحصائية ادلستخدمة من دراسة إىل أخرى‪ ،‬حسب نوع البيانات‪ ،‬والتوزيع الذي تتبعو‪،‬‬
‫وكذلك نوع األسئلة ادلطروحة يف الدراسة‪ .‬فبعد حتويل البيانات ادلستقاة من عينة الدراسة إىل بيانات كمية اعتمادا على‬
‫مقياس ليكرت اخلماسي وتفريغها يف برنامج ‪ SPSS21‬اإلحصائي‪ ،‬استخدمنا رلموعة من األساليب اإلحصائية لإلجابة‬
‫على تساؤالت الدراسة واختبار الفرضيات‪ ،‬وبالتايل الوصول إىل نتائج‪ ،‬وتتمثل األساليب اإلحصائية ادلستخدمة يف‬
‫الدراسة فيما يلي‪:‬‬

‫‪-3‬المتوسطات الحسابية واالنحرافات المعيارية‬


‫استخدمنا ادلتوسط احلسايب دلعرفة مدى دتركز آرا ء أفراد العينة حول قيمة معينة‪ ،‬وذلك بقسمة رلموع القيم على‬
‫عدد االستبيانات‪ ،‬ونظرا العتمادنا على مقياس ليكرت )‪ (Likert‬اخلماسي؛ فإن ادلتوسطات الدالة على قوة مستوى‬
‫متغًني الدراسة ىي تلك اليت تفوق قيمة ادلتوسط الفرضي ادلقدر بـ‪ 3‬نظرا لكوهنا الدرجة احملايدة يف ادلقياس‪ ،‬وبالتايل فما‬
‫يفوقها فهو إما موافق أو موافق دتاما‪ ،‬ويتم احلكم على ادلستويات عن طريق تقسيم ادلقياس إىل فئات حيث يبلغ ادلدى‬
‫‪ 0.8‬وفق اجلدول ادلوايل‪:‬‬
‫الجدول رقم (‪ 2)31‬ميزان تقديري وفقا لمقياس ليكرت الخماسي‬
‫المستوى‬ ‫طول الفترة‬ ‫المتوسط المرجح باألوزان‬ ‫االستجابة‬
‫منخفض‬ ‫‪0.80‬‬ ‫من ‪ 3.00‬إىل‪3.80‬‬ ‫ال أوافق بشدة‬
‫‪0.80‬‬ ‫من ‪ 3.83‬إىل‪2.60‬‬ ‫ال أوافق‬
‫متوسط‬ ‫‪0.80‬‬ ‫من‪ 2.63‬إىل‪3.40‬‬ ‫محايد‬
‫مرتفع‬ ‫‪0.80‬‬ ‫من ‪ 3.43‬إىل‪4.20‬‬ ‫أوافق‬
‫‪0.80‬‬ ‫من ‪ 4.23‬إىل‪5.00‬‬ ‫أوافق بشدة‬
‫المصدر‪ 2‬من إعداد الباحث باالعتماد على مقياس ليكرت اخلماسي‬
‫كما استخدمنا االضلراف ادلعياري للحكم على مدى إمجاع أفراد العينة على متوسط إجابتهم‪ ،‬حيث كلما كان‬
‫ذل ذلك على تشتت أكرب يف إجابات أفراد العينة وعدم إمجاعهم‪ ،‬والعكس‬
‫ىناك اضلراف كبًن عن ىذا ادلتوسط كلما ّ‬
‫صحيح‪.‬‬

‫‪183‬‬
‫الفصل الرابع‪.......................................2‬دراسة تطبيقية على المحمية الطبيعية بتازة ‪-‬والية جيجل‪-‬‬

‫‪-2‬اختبار ألفا كرونباخ ‪ :Alpha Cronbach test‬للتأكد من ثبات عبارات االستبيان؛ وقد أظهرت النتائج ثبات‬
‫فقرات االستبيان باعتبار أن معامالت ألفا كرونباخ كانت أكرب من ‪( %70‬حسب مقياس نانلي) لكل زلاور االستبيان‬
‫وكذلك الثبات الكلي للدراسة‪.‬‬

‫‪-1‬معامل االرتباط بيرسون‪ 2‬مت استخدام ىذا ادلقياس للحكم على مدى صدق االتساق الداخلي والبنائي لفقرات‬
‫وزلاور االستبيان‪ ،‬وكذا معرفة مدى ارتباط متغًني الدراسة‪ ،‬ويتم احلكم على وجود ارتباط بٌن فقرتٌن أو متغًنين من‬
‫خالل قيمة االرتباط؛ حيث إذا كانت ىذه القيمة أكرب من ‪( 0.7‬قد يكون موجب أو سالب) نقول أن ىناك ارتباط‬
‫موجب قوي‪.‬‬
‫‪ 2(One sample‬استخدامنا ىذا االختبار لتحديد مدى داللة البيانات‬ ‫واحدة)‪T-test‬‬ ‫‪-1‬اختبار‪ t‬لمتوسط عينة‬
‫ادلتعلقة بالوسط احلسايب واالضلراف ادلعياري‪ ،‬ففي حٌن يتم احلكم على مستوى ادلتوسط احلسايب من خالل فئات مقياس‬
‫ليكرت اخلماسي‪ ،‬فإن احلكم على مدى إمجاع الباحثٌن عن طريق االضلراف ادلعياري يكون باختبار معنوية ادلتوسطات‬
‫واالضلرافات‪ ،‬وىذا ما يوفره لنا اختبار ‪ t‬دلتوسط عينة واحدة‪.‬‬

‫‪-7‬اختبار كولومجروف‪-‬سمرنوف )‪ 2(1-Sapmle K-S‬وذلك لتحديد طبيعة التوزيع الذي تتخذه بيانات العينة‪،‬‬
‫ويشرتط لصالحية ظلوذج االضلدار أن يكون ىذا التوزيع طبيعيا‪ ،‬وىو أيضا شرط أساسي الستخدام كل االختبارات‬
‫ادلعلمية‪.‬‬

‫‪-1‬اختبار المعنوية الكلية ‪ 2F-Test‬تعرف ادلعنوية يف ظلوذج االضلدار بأن ىناك على األقل واحدا من معاملي االضلدار‬
‫معنوي‪ .‬وقصد التأكد من مدى صالحية ظلوذج اضلدار دلتغًنين يشرتط توفر رلموعة من الشروط‪ ،‬واليت من بينها ضرورة‬
‫توفر ادلعنوية الكلية للنموذج‪ ،‬وىو ما ؽلكننا التأكد منو من خالل اختبار ‪ ،F-Test‬حيث يقوم النموذج على فرضيتٌن‬
‫رئيسيتٌن علا‪:‬‬
‫‪ H0‬ظلوذج االضلدار معنوي؛‬
‫‪ H1‬ظلوذج االضلدار غًن معنوي؛‬

‫‪-5‬اختبار المعنوية الجزئية ‪ 2T-Test‬باإلضافة إىل حتقق شرط ادلعنوية الكلية لصالحية ظلوذج االضلدار‪ ،‬ينبغي تتبع‬
‫مصدر ادلعنوية وذلك باالعتماد على اختبار ‪ ،T-Test‬من خالل اإلجابة على تساؤلٌن‪ ،‬فرضياهتما على التوايل‪:‬‬
‫أ‪.‬بالنسبة للجزء الثابت‬
‫‪ H0‬معامل االضلدار (اجلزء الثابت يف ادلعادلة)=‪0‬؛‬

‫‪184‬‬
‫الفصل الرابع‪.......................................2‬دراسة تطبيقية على المحمية الطبيعية بتازة ‪-‬والية جيجل‪-‬‬

‫‪ H1‬معامل االضلدار (اجلزء الثابت يف ادلعادلة)≠ ‪0‬؛‬


‫ب‪.‬بالنسبة للمتغير المستقل (الميل)‬
‫‪ H0‬معامل ادلتغًن ادلستقل (ادليل)=‪0‬؛‬
‫‪ H1‬معامل ادلتغًن ادلستقل (ادليل)≠ ‪0‬؛‬
‫شلا سبق يتبٌن لنا أن تطبيق ظلوذج االضلدار يتطلب حتقق شرط ادلعنوية اجلزئية‪ ،‬اليت تشرتط أن يكون‪ :‬ىناك على‬
‫األقل واحد من ادلعامالت ال يساوي الصفر‪ .‬ويتضمن ىذا الشرط أيضا وجود قدرة تفسًنية للنموذج؛ أي نسبة تأثًن‬
‫‪Adjusted R‬‬ ‫ادلتغًن ادلستقل يف ادلتغًن التابع‪ ،‬وىو ما دفعنا إىل استخدام معامل التحديد ومعامل التحديد ادلصحح‬
‫‪.square‬‬

‫الفرع الثالث‪ 2‬خطوات تطبيق الدراسة‬


‫عند القيام بدراسة علمية ينبغي تتبع رلموعة من ادلراحل واخلطوات ادلنهجية يف إعدادىا‪ ،‬وتتمثل ادلراحل ادلتبعة‬
‫يف دراستنا طبقا دلا يقتضيو ادلنهج العلمي ادلعتمد (ادلنهج الوصفي) فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬القيام بإعداد اجلانب النظري للدراسة‪ ،‬والذي يقتضي اإلحاطة باإلطار ادلفاىيمي لكل متغًنات الدراسة‪ ،‬والروابط‬
‫ادلوجودة بينها؛‬
‫مكونات األيكوسياحة‪ ،‬وكذا سلتلف أبعاد التنمية احمللية وذلك‬
‫‪ ‬مت إعداد استبيان أويل من أجل احلصر ادلبدئي دلختلف ّ‬
‫باالعتماد على رلموعة من البحوث والدراسات ذات الصلة؛‬
‫‪ ‬عرض االستبيان على ادلشرف دلعرفة مدى مشوليتو دلختلف أبعاد موضوع الدراسة‪ ،‬وتعديلو بعد األخذ بتوجيهاتو؛‬
‫‪ ‬عرض االستبيان على رلموعة من احملكمٌن ادلتخصصٌن والذين قدموا مقرتحات وتعديالت حول زلاور وعبارات‬
‫االستبيان؛‬
‫‪ ‬إعداد الصيغة النهاية لالستبيان من خالل ضبط احملاور والعبارات وترتيبها؛‬
‫‪ ‬توزيع االستبيان على عينة استطالعية باحلظًنة الوطنية حجمها ‪ 40‬فردا وذلك للتأكد من سالمة االستبيان وصدقو‬
‫وثباتو قبل التوزيع النهائي على العينة الكلية للدراسة؛‬
‫‪ ‬توزيع االستبيان على العينة الكلية للدراسة وذلك بعد التأكد من صدق وثبات االستبيان؛‬
‫‪ ‬استعادة االستبيانات ادلوزعة على العينة الكلية للدراسة‪ ،‬وذلك مبساعدة بعض العمال يف عملية التوزيع واالسرتجاع؛‬
‫‪ ‬ترقيم وترميز االستبيانات ادلسرتجعة وتفريغها حسب ادلعايًن ادلتعارف عليها‪ ،‬ليتم معاجلتها إحصائيا بواسطة برنامج‬
‫‪.SPSS21‬‬

‫‪185‬‬
‫الفصل الرابع‪.......................................2‬دراسة تطبيقية على المحمية الطبيعية بتازة ‪-‬والية جيجل‪-‬‬

‫المطلب الرابع‪ 2‬نموذج متغيرات الدراسة‬


‫هتدف ىذه الدراسة إىل إغلاد العالقة بٌن األيكوسياحة والتنمية احمللية وتكميمها‪ ،‬وقياس قوة االرتباط بٌن‬
‫ادلكون‬
‫مكونات أساسية ( ّ‬
‫األيكوسياحة وسلتلف أبعاد التنمية احمللية‪ .‬وقد متّ قياس مستوى األيكوسياحة من خالل ثالث ّ‬
‫الطبيعي‪ ،‬التعليمي واالستدامة)‪ ،‬يف حٌن مت تقسيم التنمية احمللية إىل ثالث أبعاد (االقتصادي‪ ،‬االجتماعي‪-‬الثقايف‪،‬‬
‫ادلكونات واألبعاد بناءا على الدراسات السابقة يف ىذا اجملال‪ ،‬وادلراجع واألدبيات اليت‬
‫والبيئي)‪ ،‬وقد مت اختيار ىذه ّ‬
‫تناولت ادلوضوع‪ ،‬باإلضافة إىل وجهة نظر الباحث والتوجيهات ادلقدمة من طرف بعض ادلختصٌن يف رلال اقتصاديات‬
‫مكونات وأبعاد دلتغًني الدراسة كما ىي موضحة يف الشكل ادلوايل‪:‬‬
‫السياحة والتنمية‪ .‬وبناءا على ذلك مت اختيار عدة ّ‬
‫الشكل رقم (‪ 2)21‬نموذج متغيرات الدراسة‬

‫المتغير التابع‬ ‫المتغير المستقل‬

‫التنمية المحلية‬ ‫األيكوسياحة‬

‫البعد االقتصادي‬ ‫المعايير الطبيعية‬

‫البعد االجتماعي‪ -‬الثقافي‬ ‫معايير التعلّم والتفسير‬

‫البعد البيئي‬ ‫معايير االستدامة‬

‫المصدر‪ 2‬من إعداد الباحث باالعتماد على االستبيان ادلنجز‬


‫من خالل الشكل أعاله يتضح لنا أن ادلتغًن ادلستقل ىو األيكوسياحة‪ ،‬يف حٌن يتمثل ادلتغًن التابع يف التنمية‬
‫احمللية‪ ،‬وقد قمنا بتقسيم كل متغًن إىل ثالث معايًن وأبعاد كالتايل‪:‬‬

‫‪-3‬المتغير المستقل‪ 2‬يتمثل يف األيكوسياحة‪ ،‬حيث يرتكز كل برنامج أو رحلة أيكوسياحية على ثالث ّ‬
‫مكونات‬
‫(معايًن) ‪-‬كما مت التطرق إليو يف اجلانب النظري‪ ،-‬واليت ؽلكن إبرازىا فيما يلي‪:‬‬
‫أ‪-‬المعايير الطبيعية‪ 2‬فالتجربة األيكوسياحية ىي جتربة طبيعية باألساس‪ ،‬لذلك نطمح من خالل ىذا العنصر إىل إبراز‬
‫سلتلف ادلقومات الطبيعية اليت تشكل عامل جذب للسياح يف احملمية الطبيعية كادلوقع اجلغرايف‪ ،‬ادلناظر الطبيعية‪ ،‬التنوع‬
‫البيولوجي‪...،‬اخل‪.‬‬

‫‪186‬‬
‫الفصل الرابع‪.......................................2‬دراسة تطبيقية على المحمية الطبيعية بتازة ‪-‬والية جيجل‪-‬‬

‫ب‪-‬معايير التّعلم والتفسير‪ 2‬ػلتل ّ‬


‫مكون التعلّم والتفسًن موقعا مهما يف التجربة األيكوسياحية‪ ،‬والذي يتجسد يف‬
‫زلاولة تغيًن األفكار وادلمارسات السياحية اخلاطئة لدى الزوار من جهة‪ ،‬وإكساهبم ادلعلومات الكافية حول ادلقومات‬
‫الطبيعية والثقافية للمنطقة من جهة أخرى‪ ،‬ويتم حتقيق ىذا اذلدف من خالل اعتماد رلموعة من اإلجراءات كادلرشدين‬
‫السياحيٌن‪ ،‬الالفتات التوجيهية والتعليمية‪...،‬اخل‪.‬‬
‫ج‪-‬معايير االستدامة‪ 2‬فاأليكوسياحة ىي نوع من السياحة البديلة اليت حتافظ على البيئة وحتسن الرفاىية االقتصادية‬
‫للسكان احملليٌن‪ .‬ويشمل ىذا العنصر مجلة اإلجراءات ادلعتمدة هبدف استدامة األنشطة األيكوسياحية واحلفاظ على‬
‫ادلواقع السياحية يف احملمية كوضع قيود على الدخول الكبًن لعدد السياح‪ ،‬التقليل من التلوث‪...،‬اخل‪.‬‬

‫‪ -2‬المتغير التابع‪ 2‬يتمثل يف التنمية احمللية‪ ،‬ويقصد بو رلمل التغًنات واآلثار االقتصادية واذليكلية اليت تطرأ على منطقة‬
‫ما جراء القيام مبشروع اقتصادي أو إتباع سياسة اقتصادية معينة‪ ،‬وقد مت تقسيم ىذا ادلتغًن إىل ثالثة أبعاد كما يلي‪:‬‬
‫الرقي االقتصادي اليت تشهدىا ادلناطق التابعة للمحمية الطبيعية‬ ‫أ‪ -‬البعد االقتصادي‪ 2‬ويشمل سلتلف مقومات ّ‬
‫الرفاىية و ّ‬
‫بتازة والية جيجل؛‬
‫ب‪-‬البعد االجتماعي‪-‬الثقافي‪ 2‬ويشمل سلتلف الظواىر االجتماعية والقيم الثقافية السائدة لدى السكان احملليٌن يف‬
‫ادلناطق التابعة للمحمية الطبيعية بتازة والية جيجل؛‬
‫ج‪-‬البعد البيئي‪ 2‬ويشمل سلتلف خصائص ومظاىر البيئة الطبيعية يف ادلناطق التابعة للمحمية الطبيعية بتازة‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ 2‬تحليل بيانات مستوى األيكوسياحة والتنمية المحلية‬


‫نستعرض يف ىذا ادلبحث نتائج ادلعاجلة اإلحصائية إلجابات ادلبحوثٌن ونقوم بتحليلها‪ ،‬وذلك بعد أن قمنا‬
‫بتحديد اإلطار ادلنهجي واألدوات اإلحصائية ادلستخدمة؛ بغية الوصول إىل إجابات على األسئلة ادلطروحة يف بداية‬
‫نعرج إىل حتليل مستويات‬
‫الدراسة‪ .‬وسنقوم أوال بتحليل مستويات األيكوسياحة يف احملمية الطبيعية لتازة بوالية جيجل‪ ،‬مث ّ‬
‫ادلتغًنين وحتليلها‪.‬‬
‫التنمية احمللية‪ ،‬مث نقوم بتحديد العالقة بٌن ّ‬

‫المطلب األول‪ 2‬تحليل إجابات أفراد العيّنة حول مستويات األيكوسياحة‬


‫ضلاول يف ىذا ادلطلب عرض وحتليل نتائج إجابات ادلبحوثٌن حول عبارات االستبيان ادلتعلقة بادلتغًن ادلستقل يف‬
‫الدراسة وىو األيكوسياحة‪ ،‬والذي قمنا بتقسيمو إىل ثالث معايًن (كما أشرنا إليو يف الدراسة النظرية)‪ ،‬تسمح لنا بقياس‬
‫مستوى األيكوسياحة يف احملميّة الطبيعية بتازة والية جيجل‪ ،‬وقد استخدمنا يف معاجلة بيانات ىذا احملور ثالث أساليب‬

‫‪187‬‬
‫الفصل الرابع‪.......................................2‬دراسة تطبيقية على المحمية الطبيعية بتازة ‪-‬والية جيجل‪-‬‬

‫إحصائية تتمثل يف‪ :‬ادلتوسط احلسايب ‪ ،µ‬االضلراف ادلعياري )‪ ،(Sd‬واختبار ‪ t‬دلتوسط عينة واحدة ‪One sample T‬‬
‫يبٌن لنا النتائج ادلتحصل عليها‪:‬‬
‫‪ ،test‬واجلدول ادلوايل ّ‬
‫الجدول رقم (‪ 2)35‬نتائج تحليل بيانات األيكوسياحة‬
‫القرار‬ ‫ال ّداللة‬ ‫قيمة‪T‬‬ ‫‪Sd‬‬ ‫‪µ‬‬ ‫األيكوسياحة‬
‫قوي‬ ‫‪0.000‬‬ ‫‪13.815‬‬ ‫‪0.822‬‬ ‫‪3.59‬‬ ‫تتمتع ادلواقع السياحية ادلوجودة داخل احملمية مبوقع‬
‫ّ‬
‫جغرايف شليّز؛‬
‫قوي‬ ‫‪0.000‬‬ ‫‪15.671‬‬ ‫‪0.761‬‬ ‫‪3.62‬‬ ‫تتوفر احملميّة على مناظر طبيعية خالبة تستقطب‬
‫ّ‬

‫المعايير الطبيعية‬
‫اىتمام السياح؛‬
‫قوي‬ ‫‪0.000‬‬ ‫‪13.073‬‬ ‫‪0.849‬‬ ‫‪3.57‬‬ ‫تتميّز احملميّة الطبيعية بتنوع بيولوجي معترب؛‬
‫ّ‬
‫قوي‬ ‫‪0.000‬‬ ‫‪13.853‬‬ ‫‪0.857‬‬ ‫‪3.61‬‬ ‫تتوفر احملميّة الطبيعية على نوعية ىواء نقية؛‬
‫ّ‬
‫قوي‬ ‫‪0.000‬‬ ‫‪14.356‬‬ ‫‪0.835‬‬ ‫‪3.62‬‬ ‫ىناك مصادر للمياه العذبة داخل احملميّة الطبيعية؛‬
‫ّ‬
‫قوي‬ ‫‪0.000‬‬ ‫‪14.443‬‬ ‫‪0.822‬‬ ‫‪3.61‬‬ ‫تتوفر احملميّة على اذلدوء والسكينة لراحة السيّاح؛‬
‫ّ‬
‫قوي‬ ‫‪8.888‬‬ ‫‪18.883‬‬ ‫‪0.619‬‬ ‫‪3.60‬‬ ‫المجموع‬
‫ّ‬
‫قوي‬ ‫‪0.000‬‬ ‫‪15.595‬‬ ‫‪0.762‬‬ ‫‪3.61‬‬ ‫ىناك الفتات إرشادية للسيّاح داخل احملميّة؛‬
‫ّ‬
‫قوي‬ ‫‪0.000‬‬ ‫‪9.593‬‬ ‫‪0.818‬‬ ‫‪3.41‬‬ ‫تتوفر ادلواقع السياحيّة داخل احملميّة على مرشدين‬
‫ّ‬
‫سياحيٌن؛‬
‫قوي‬ ‫‪0.000‬‬ ‫‪15.007‬‬ ‫‪0.771‬‬ ‫‪3.60‬‬ ‫تتوفر احملميّة على ملصقات تعريفية مبختلف األنواع‬
‫ّ‬
‫النباتية واحليوانية ادلوجودة داخلها؛‬
‫معايير التّعلم والتفسير‬

‫متوسط‬
‫ّ‬ ‫‪0.000‬‬ ‫‪3.906‬‬ ‫‪0.753‬‬ ‫‪3.15‬‬ ‫ىناك برامج توعية دورية حول األنواع ادله ّددة‬
‫باالنقراض داخل احملميّة؛‬
‫متوسط‬
‫ّ‬ ‫‪0.001‬‬ ‫‪3.347‬‬ ‫‪0.710‬‬ ‫‪3.12‬‬ ‫توفر احملميّة مطويات تعليمية للسياح حول سلتلف‬
‫ادلواقع السياحية واألنواع النباتية واحليوانية هبا؛‬
‫قوي‬ ‫‪0.000‬‬ ‫‪13.876‬‬ ‫‪0.748‬‬ ‫‪3.54‬‬ ‫تقوم احملميّة بتنظيم أيام دراسية وملتقيات دلختلف‬
‫ّ‬
‫الفاعلٌن حول األيكوسياحة؛‬
‫متوسط‬
‫ّ‬ ‫‪0.012‬‬ ‫‪2.538‬‬ ‫‪0.692‬‬ ‫‪3.09‬‬ ‫تقوم احملميّة بتنظيم دورات تكوينية لفائدة السكان‬
‫احملليٌن حول األيكوسياحة؛‬

‫‪188‬‬
‫الفصل الرابع‪.......................................2‬دراسة تطبيقية على المحمية الطبيعية بتازة ‪-‬والية جيجل‪-‬‬

‫قوي‬ ‫‪0.000‬‬ ‫‪9.494‬‬ ‫‪0.941‬‬ ‫‪3.46‬‬ ‫دلسنا اىتمام القائمٌن على احملميّة بالتعريف بالرتاث‬
‫ّ‬
‫الثقايف للمنطقة؛‬
‫متوسط‬
‫ّ‬ ‫‪0.000‬‬ ‫‪7.919‬‬ ‫‪0.913‬‬ ‫‪3.37‬‬ ‫يعمل القائمون على احملميّة على تنويع األنشطة‬
‫األيكوسياحية هبا؛‬
‫متوسط‬
‫ّ‬ ‫‪0.000‬‬ ‫‪13.132‬‬ ‫‪0.549‬‬ ‫‪3.37‬‬ ‫المجموع‬
‫متوسط‬
‫ّ‬ ‫‪0.000‬‬ ‫‪6.270‬‬ ‫‪0.782‬‬ ‫‪3.25‬‬ ‫يوجد استغالل عقالين للموارد الطبيعية يف ادلواقع‬
‫السياحية داخل احملمية؛‬
‫متوسط‬
‫ّ‬ ‫‪0.000 4.974-‬‬ ‫‪0.758‬‬ ‫‪2.81‬‬ ‫تطبق احملميّة رلموعة من اآلليات من أجل تقليل‬
‫الضغوطات البشرية على ادلواقع السياحية؛‬
‫متوسط‬
‫ّ‬ ‫‪0.000‬‬ ‫‪4.628‬‬ ‫‪0.748‬‬ ‫‪3.18‬‬ ‫تساىم ادلواقع السياحية داخل احملميّة يف الرفاىية‬

‫معايير االستدامة‬
‫االقتصادية للسكان احملليٌن؛‬
‫متوسط‬
‫ّ‬ ‫‪0.000‬‬ ‫‪7.551‬‬ ‫‪0.780‬‬ ‫‪3.30‬‬ ‫تعمل احملميّة على معاجلة اآلثار السلبية للزوار على‬
‫ادلواقع السياحية داخل احملمية؛‬
‫متوسط‬
‫ّ‬ ‫‪0.000‬‬ ‫‪8.420‬‬ ‫‪0.828‬‬ ‫‪3.36‬‬ ‫يراعي القائمون على احملمية البعد البيئي يف التخطيط‬
‫لألنشطة األيكوسياحية داخل احملمية؛‬
‫متوسط‬
‫ّ‬ ‫‪0.000‬‬ ‫‪7.383‬‬ ‫‪0.818‬‬ ‫‪3.31‬‬ ‫ختصص احملميّة جزء من إيراداهتا للتقليل من التلوث‬
‫ومحاية البيئة‪.‬‬
‫متوسط‬
‫ّ‬ ‫‪0.000‬‬ ‫‪7.186‬‬ ‫‪0.545‬‬ ‫‪3.20‬‬ ‫المجموع‬
‫متوسط‬
‫ّ‬ ‫‪8.888‬‬ ‫‪14.176‬‬ ‫‪0.537‬‬ ‫‪3.39‬‬ ‫مجموع محور األيكوسياحة‬
‫المصدر‪ 2‬من إعداد الباحث باالعتماد على سلرجات برنامج ‪SPSS 23‬‬

‫يستعرض اجلدول أعاله نتائج بعض االختبارات اإلحصائية ادلطبقة على البيانات ادلتحصل عليها من إجابات‬
‫وتبٌن النتائج ادلتحصل‬
‫مبكوناتو (معايًنه) الثالث‪ّ ،‬‬
‫ادلتغًن ادلستقل للدراسة الذي يتمثل يف األيكوسياحة ّ‬
‫أفراد العيّنة حول ّ‬
‫عليها أ ّن مستوى موافقة أفراد العيّنة على عبارات ادلعايًن الطبيعية لأليكوسياحة كان مرتفع؛ حيث بلغ ادلتوسط ادلرجح‬
‫للمعايًن الطبيعية ‪ 3.60‬وىو ما يقابل درجة ادلوافقة حسب مقياس ليكارت اخلماسي‪ ،‬يف حٌن تباينت متوسطات‬
‫العبارات بٌن ‪ 3.62‬كأعلى قيمة وذلك يف عبارة ' ىناك مصادر للمياه العذبة داخل احملميّة '‪ ،‬و‪ 3.57‬كأدىن قيمة‬
‫للمتوسط وذلك يف عبارة ' تتميز احملمية بتنوع بيولوجي معترب '‪ ،‬يف حٌن سجلنا قيم صغًنة لالضلرافات ادلعيارية؛ شلا يدل‬
‫على وجود توافق وتقارب يف آراء أفراد العيّنة حول عبارات ادلعايًن الطبيعية‪ ،‬وىو ما يؤكد حقيقة ادلقومات الطبيعية‬

‫‪189‬‬
‫الفصل الرابع‪.......................................2‬دراسة تطبيقية على المحمية الطبيعية بتازة ‪-‬والية جيجل‪-‬‬

‫ادلعتربة اليت تزخر هبا والية جيجل عامة واحملمية الطبيعية لتازة على وجو اخلصوص‪ ،‬حيث يزور الوالية واحملمية الطبيعية‬
‫فادلكون‬
‫سنويا ادلاليٌن من السياح بدافع اكتشاف ادلناطق الطبيعية والتّمتع بادلناظر اخلالبة اليت تزخر هبا ادلنطقة؛ وبالتايل ّ‬
‫الطبيعي يعد أحد أىم دوافع اختيار السيّاح لوالية جيجل وللمحمية الطبيعية لتازة كوجهة سياحية ذلم‪.‬‬
‫ّأما فيما ؼلص نتائج عبارات معايًن التعلّم والتفسًن‪ ،‬فقد تراوحت قيمة ادلتوسطات فيها بٌن ‪ 3.09‬كأصغر‬
‫قيمة وذلك يف عبارة ' تقوم احملمية بتنظيم دورات تكوينية لفائدة السكان احملليٌن حول األيكوسياحة '‪ ،‬و ‪ 3.63‬كأكرب‬
‫قيمة للمتوسط وذلك يف عبارة 'ىناك الفتات إرشادية للسياح داخل احملمية '‪ .‬وىو ما أثر على ادلتوسط العام ذلذا ادل ّكون‬
‫والذي بلغ ‪ ،3.37‬باضلراف معياري صغًن داللة على وجود توافق يف اآلراء حول عبارات معايًن التعلّم والتفسًن‪ ،‬وىو ما‬
‫متوسط حسب مقياس ليكرت اخلماسي‪ ،‬وىو ما يعكس حرص القائمٌن على احملمية الطبيعية لتازة على‬
‫يقابل مستوى ّ‬
‫تزويد السياح مبختلف ادلعارف وقواعد السلوك البيئي ادلسؤول من خالل سلتلف األنشطة التعليمية والتفسًنية اليت تقدمها‬
‫للسياح‪ ،‬بغية التأثًن اغلابيا على سلوكهم السياحي احلايل وادلستقبلي‪ ،‬وتزويدىم مبختلف ادلعارف حول سلتلف األنواع‬
‫النباتية واحليوانية ادلوجودة وكذا عادات وتقاليد السكان األصليٌن للمنطقة‪.‬‬
‫سجلت نتائج إجابات أفراد العيّنة حول عبارات معايًن االستدامة أعلى قيمة للمتوسط بلغت ‪3.36‬‬
‫يف حٌن ّ‬
‫وذلك يف عبارة ' يراعي القائمون على احملمية البعد البيئي يف التخطيط لألنشطة األيكوسياحية داخل احملمية؛'‪ ،‬أما أصغر‬
‫قيمة للمتوسط فقد بلغت ‪ 2.83‬وذلك يف عبارة ' تطبق احملميّة رلموعة من اآلليات من أجل تقليل الضغوطات البشرية‬
‫على ادلواقع السياحية؛'‪ ،‬وىو ما أثر على قيمة ادلتوسط العام اليت بلغت ‪ ،3.20‬والذي يقابل ادلستوى ادلتوسط من‬
‫ادلوافقة على ىذه العبارات من قبل ادلستجوبٌن‪ .‬وىو ما يؤكد بساطة إجراءات االستدامة ادلعتمدة على مستوى احملمية‬
‫الطبيعية لتازة‪ ،‬وىو ما يستدعي ضرورة بدل مزيد من اجلهود‪ ،‬ووضع آليات من آجل استدامة األنشطة اآليكوسياحية‬
‫داخل احملميّة الطبيعية‪.‬‬
‫ادلكونات الفرعية الثالث لأليكوسياحة باحلصول على درجة‬
‫ادلسجلة حول عبارات ّ‬
‫وقد مسحت درجات ادلوافقة ّ‬
‫موافقة بالنسبة للمتغًن ككل (األيكوسياحة)‪ ،‬حيث بلغ ادلتوسط الكلي لأليكوسياحة ‪ ،3.39‬باضلراف معياري دال عند‬
‫متوسط دلعايًن األيكوسياحة داخل احملمية الطبيعية لتازة بوالية‬
‫مستوى ‪ .%5‬وعليو‪ ،‬شلا سبق نستنتج أن ىناك مستوى ّ‬
‫جيجل‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ 2‬تحليل إجابات أفراد العيّنة حول مستويات التنمية المحليّة‬
‫نستعرض يف ىذا ادلطلب نتائج ردود ادلبحوثٌن حول عبارات ادلتغًن التابع يف الدراسة (التنمية‬
‫احملليّة) والذي قمنا بتقسيمو إىل ثالثة أبعاد (االقتصادية‪ ،‬االجتماعية‪-‬الثقافية‪ ،‬والبيئية) ونقوم بتحليلها‪ ،‬معتمدين على‬

‫‪190‬‬
‫الفصل الرابع‪.......................................2‬دراسة تطبيقية على المحمية الطبيعية بتازة ‪-‬والية جيجل‪-‬‬

‫نفس األساليب اإلحصائية من متوسط حسايب ‪ ،µ‬واضلراف معياري ‪ ،Sd‬باإلضافة إىل ادلقارنة بٌن ادلتوسطات لعينة‬
‫واحدة باستخدام اختبار ‪ ،One sample T test‬واجلدول ادلوايل يوضح لنا النتائج ادلتحصل عليها‪:‬‬
‫الجدول رقم (‪ 2)30‬نتائج تحليل بيانات التنمية المحلية‬
‫القرار‬ ‫الداللة‬ ‫قيمة‪T‬‬ ‫‪Sd‬‬ ‫‪µ‬‬ ‫التنمية المحلية‬
‫قوي‬ ‫‪8.888‬‬ ‫‪10.019‬‬ ‫‪0.789‬‬ ‫‪3.41‬‬ ‫ىناك تراكم للثروة وتزايد إليرادات السكان احملليٌن يف‬
‫ّ‬
‫ادلناطق التابعة للمحمية الطبيعية بتازة؛‬
‫متوسط‬
‫ّ‬ ‫‪8.888‬‬ ‫‪7.558‬‬ ‫‪0.813‬‬ ‫‪3. 32‬‬ ‫تعرف ادلناطق التابعة للمحمية الطبيعية مستويات‬
‫تشغيل مرتفعة؛‬
‫متوسط‬
‫ّ‬ ‫‪8.888‬‬ ‫‪7.297‬‬ ‫‪0.842‬‬ ‫‪3.32‬‬ ‫تتوفر ادلناطق التابعة للمحمية الطبيعية على أسواق‬
‫وتظاىرات لتصريف ادلنتجات احمللية؛‬
‫متوسط‬
‫ّ‬ ‫‪8.888‬‬ ‫‪8.042‬‬ ‫‪0.828‬‬ ‫‪3. 34‬‬ ‫تعرف ادلناطق التابعة للمحمية تنوعا يف األنشطة‬

‫البعد االقتصادي‬
‫االقتصادية وحتسنا يف احلركية التجارية؛‬
‫قوي‬ ‫‪8.888‬‬ ‫‪12.946‬‬ ‫‪0.770‬‬ ‫‪3.51‬‬ ‫ىناك حتسن يف ادلواصالت العامة من وإىل ادلواقع‬
‫ّ‬
‫السياحية يف احملمية الطبيعية بتازة؛‬
‫قوي‬ ‫‪8.888‬‬ ‫‪10.848‬‬ ‫‪0.809‬‬ ‫‪3.45‬‬ ‫ىناك حتسن يف البنية التحتية للمناطق التابعة للمحمية‬
‫ّ‬
‫الطبيعية بتازة؛‬
‫قوي‬ ‫‪0.000‬‬ ‫‪16.404‬‬ ‫‪0.872‬‬ ‫‪3.74‬‬ ‫تعرف ادلناطق التابعة للمحمية الطبيعية تغطية جيدة‬
‫ّ‬
‫بشبكات االتصال الالسلكية؛‬
‫متوسط‬
‫ّ‬ ‫‪0.028‬‬ ‫‪2.203‬‬ ‫‪0.680‬‬ ‫‪3.08‬‬ ‫تتوفر ادلناطق التابعة للمحمية الطبيعية على خدمات‬
‫مصرفية جيّدة؛‬
‫متوسط‬
‫ّ‬ ‫‪8.888‬‬ ‫‪13.995‬‬ ‫‪0.548‬‬ ‫‪3. 40‬‬ ‫المجموع‬
‫متوسط‬
‫ّ‬ ‫‪0.000‬‬ ‫‪8.474‬‬ ‫‪0.774‬‬ ‫‪3.34‬‬ ‫ىناك استقرار للسكان احملليٌن يف ادلناطق التابعة‬
‫البعد االجتماعي‪ -‬الثقافي‬

‫للمحمية الطبيعية بتازة؛‬


‫متوسط‬
‫ّ‬ ‫‪0.000‬‬ ‫‪8.362‬‬ ‫‪0.704‬‬ ‫‪3.30‬‬ ‫توجد مستويات ضعيفة للفقر يف أوساط اجملتمعات‬
‫احمللية التابعة للمحمية الطبيعية؛‬
‫متوسط‬
‫ّ‬ ‫‪0.004‬‬ ‫‪2.863‬‬ ‫‪0.739‬‬ ‫‪3.11‬‬ ‫ىناك مستويات ضعيفة للبطالة يف أوساط اجملتمعات‬
‫احمللية التابعة للمحمية؛‬

‫‪191‬‬
‫الفصل الرابع‪.......................................2‬دراسة تطبيقية على المحمية الطبيعية بتازة ‪-‬والية جيجل‪-‬‬

‫قوي‬ ‫‪0.000‬‬ ‫‪11.295‬‬ ‫‪0.750‬‬ ‫‪3.44‬‬ ‫تشهد ادلناطق التابعة للمحمية اطلفاض يف األميّة يف‬
‫ّ‬
‫أوساط السكان احملليٌن؛‬
‫متوسط‬
‫ّ‬ ‫‪0.000‬‬ ‫‪8.535‬‬ ‫‪0.774‬‬ ‫‪3.34‬‬ ‫ىناك انفتاح للمجتمع احمللي وتقبلو للثقافات األخرى‬
‫يف ادلناطق التابعة للمحمية الطبيعية؛‬
‫متوسط‬
‫ّ‬ ‫‪0.001‬‬ ‫‪3.468‬‬ ‫‪0.864‬‬ ‫‪3.15‬‬ ‫ىناك زيادة للوعي بأعلية احملافظة على ادلوروث الثقايف‬
‫والتارؼلي يف أوساط السكان احملليٌن التابعٌن للمحمية‬
‫الطبيعية؛‬
‫متوسط‬
‫ّ‬ ‫‪0.000‬‬ ‫‪9.443‬‬ ‫‪0.727‬‬ ‫‪3.35‬‬ ‫تقام عادة ادلهرجانات والتظاىرات الثقافية يف ادلناطق‬
‫التابعة للمحمية الطبيعية؛‬
‫متوسط‬
‫ّ‬ ‫‪0.000‬‬ ‫‪3.805‬‬ ‫‪0.719‬‬ ‫‪3.14‬‬ ‫يقبل السكان احملليٌن يف ادلناطق التابعة للمحمية‬
‫الطبيعية على تعلم اللّغات األجنبية؛‬
‫قوي‬ ‫‪0.000‬‬ ‫‪10.854‬‬ ‫‪0.733‬‬ ‫‪3.41‬‬ ‫ىناك اىتمام بالفنون والصناعات التقليدية احمللية يف‬
‫ّ‬
‫ادلناطق التابعة للمحمية الطبيعية؛‬
‫متوسط‬
‫ّ‬ ‫‪8.888‬‬ ‫‪10.592‬‬ ‫‪0.527‬‬ ‫‪3.29‬‬ ‫المجموع‬
‫قوي‬ ‫‪0.000‬‬ ‫‪11.030‬‬ ‫‪0.726‬‬ ‫‪3.41‬‬ ‫توجد مستويات منخفضة من التلوث البيئي يف ادلناطق‬
‫ّ‬
‫التابعة للمحمية الطبيعية بتازة؛‬
‫متوسط‬
‫ّ‬ ‫‪0.000‬‬ ‫‪8.888‬‬ ‫‪0.796‬‬ ‫‪3.37‬‬ ‫ىناك اىتمام باجلانب البيئي من قبل األفراد ومنشآت‬
‫األعمال يف ادلناطق التابعة للمحمية الطبيعية؛‬
‫قوي‬ ‫‪0.000‬‬ ‫‪11.747‬‬ ‫‪0.787‬‬ ‫‪3.48‬‬ ‫تتوفر ادلناطق التابعة للمحمية الطبيعية على أراضي‬
‫البعد البيئي‬
‫ّ‬
‫خصبة وكثيفة التشجًن؛‬
‫قوي‬ ‫‪0.000‬‬ ‫‪12.805‬‬ ‫‪0.738‬‬ ‫‪3.49‬‬ ‫تتميز ادلناطق التابعة للمحمية الطبيعية مبستويات‬
‫ّ‬
‫تساقط مرتفعة لألمطار؛‬
‫متوسط‬
‫ّ‬ ‫‪0.000‬‬ ‫‪10.162‬‬ ‫‪0.767‬‬ ‫‪3.40‬‬ ‫توجد يف ادلناطق التابعة للمحمية الطبيعية أنظمة بيئية‬
‫ىشة ومتكاملة؛‬
‫قوي‬ ‫‪8.888‬‬ ‫‪14.469‬‬ ‫‪0.575‬‬ ‫‪3.43‬‬ ‫المجموع‬
‫ّ‬
‫متوسط‬
‫ّ‬ ‫‪8.888‬‬ ‫‪13.906‬‬ ‫‪0.517‬‬ ‫‪3.37‬‬ ‫مجموع محور التنمية المحلية‬
‫المصدر‪ 2‬من إعداد الباحث باالعتماد على سلرجات برنامج ‪SPSS 23‬‬

‫‪192‬‬
‫الفصل الرابع‪.......................................2‬دراسة تطبيقية على المحمية الطبيعية بتازة ‪-‬والية جيجل‪-‬‬

‫يبٌن اجلدول أعاله نتائج حتليل إجابات أفراد العيّنة حول ادلتغًن التابع يف الدراسة وىو التنمية احمللية بأبعاده‬
‫ّ‬
‫الثالثة‪ ،‬وتظهر النتائج ادلتوصل إليها أ ّن مستوى موافقة أفراد العيّنة على عبارات البعد االقتصادي للتنمية احمللية كان‬
‫متوسط؛ حيث بلغ ادلتوسط ادلرجح للبعد االقتصادي ككل ‪3.40‬؛ وىو ما يقابل درجة ادلوافقة حسب مقياس ليكرت‬
‫ّ‬
‫اخلماسي‪ ،‬وقد تباينت متوسطات عبارات البعد االقتصادي بٌن ‪ 3.74‬كحد أعلى‪ ،‬وذلك يف عبارة " تعرف ادلناطق‬
‫التابعة للمحمية الطبيعية تغطية جيدة بشبكات االتصال الالسلكية؛"‪ ،‬و ‪ 3.08‬كحد أدىن‪ ،‬وذلك يف عبارة "تتوفر‬
‫ادلناطق التابعة للمحمية الطبيعية على خدمات مصرفية جيّدة؛"‪ ،‬باضلرافات معيارية صغًنة‪ ،‬داللة على وجود توافق يف‬
‫آراء ادلبحوثٌن حول عبارات البعد االقتصادي للتنمية احمللية‪ .‬وىو ما يؤكد احلركية االقتصادية اليت أصبحت تشهدىا‬
‫الوالية‪ ،‬خاصة يف السنوات األخًنة بفضل مجلة من ادلشاريع التنموية‪ ،‬وىو ما انعكس اغلابيا على رفاىية اجملتمع احمللي‪،‬‬
‫وعلى مقومات احلياة يف ادلنطقة‪.‬‬
‫يف حٌن جاءت نتائج عبارات البعد االجتماعي‪-‬الثقايف للتنمية احمللية مغايرة بعض الشيء‪ ،‬حيث تراوحت قيمة‬
‫متوسطاهتا بٌن ‪ 3.44‬كأعلى قيمة‪ ،‬وذلك يف عبارة "تشهد ادلناطق التابعة للمحمية اطلفاض يف األميّة يف أوساط‬
‫السكان احملليٌن؛"‪ ،‬و ‪ 3.33‬كأدىن قيمة‪ ،‬وذلك يف عبارة " ىناك مستويات ضعيفة للبطالة يف أوساط اجملتمعات احمللية‬
‫التابعة للمحمية؛"‪ ،‬وىو ما أثر على ادلتوسط ادلرجح العام للبعد االجتماعي‪-‬الثقايف للتنمية احمللية الذي بلغ ‪3.29‬‬
‫والذي يقابل مستوى متوسط حسب مقياس ليكرت اخلماسي‪ ،‬وباضلراف معياري صغًن‪ ،‬شلا يدل على وجود توافق يف‬
‫اآلراء بٌن ادلبحوثٌن حول عبارات البعد‪ .‬وىو ما يدعم حقيقة التطورات االجتماعية‪ -‬الثقافية االغلابية اليت تعرفها ادلنطقة‬
‫على سلتلف األصعدة‪ ،‬كانعكاس للتطورات وادلكاسب االقتصادية اليت تشهدىا ادلنطقة‪.‬‬
‫أما فيما يتعلق بنتائج عبارات البعد البيئي للتنمية احملليّة‪ ،‬فقد تباينت نتائج متوسطاهتا احلسابية بٌن ‪3.49‬‬
‫كأعلى قيمة‪ ،‬وذلك يف عبارة " تتميز ادلناطق التابعة للمحمية الطبيعية مبستويات تساقط مرتفعة لألمطار؛" و ‪3.37‬‬
‫كأدىن قيمة‪ ،‬وذلك يف عبارة " ىناك اىتمام باجلانب البيئي من قبل األفراد ومنشآت األعمال يف ادلناطق التابعة للمحمية‬
‫الطبيعية؛"‪ ،‬وىو ما أثّر على ادلتوسط ادلرجح للبعد ككل والذي بلغ ‪ ،3.43‬والذي يقابل مستوى مرتفع‪ ،‬وباضلراف‬
‫معياري صغًن‪ ،‬شلا يدل على وجود توافق يف أراء أفراد العينة حول عبارات البعد‪ ،‬ويرجع ذلك إىل الطبيعة اذلشة البكر اليت‬
‫تتمتع هبا والية جيجل عامة‪ ،‬واحملمية الطبيعية لتازة على وجو اخلصوص‪ ،‬على الرغم من وجود بعض أشكال التلوث‬
‫خاصة البحري والسطحي‪.‬‬
‫ادلتحصل عليها يف األبعاد الثالثة للتنمية احملليّة‪ ،‬من احلصول على درجة موافقة‬
‫ّ‬ ‫وقد م ّكنت درجات ادلوافقة‬
‫بالنسبة للمتغًن ككل (التنمية احملليّة)‪ ،‬حيث بلغ ادلتوسط ادلوزون للمحور ككل (التنمية احمللية) ‪ ،3.37‬باضلراف معياري‬

‫‪193‬‬
‫الفصل الرابع‪.......................................2‬دراسة تطبيقية على المحمية الطبيعية بتازة ‪-‬والية جيجل‪-‬‬

‫متوسط ألبعاد التنمية احمللية داخل احملمية الطبيعية‬


‫دال عند مستوى ‪ .0.05‬وعليو شلا سبق نستنتج أن ىناك مستوى ّ‬
‫لتازة بوالية جيجل‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ 2‬تحليل نتائج نموذج االنحدار ومناقشة فرضيات الدراسة‬


‫لدراسة العالقة بٌن متغًنين أو أكثر عادة ما تستخدم ظلاذج االضلدار (البسيط‪ ،‬أو ادلتع ّدد) خاصة يف العلوم‬
‫اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬الطبيّة‪... ،‬اخل‪ .‬وتسمح ىذه النماذج بتمثيل العالقة بٌن ادلتغًنات والوصول إىل معادلة رياضية‬
‫تشرحها‪ ،‬بدال من االعتماد على معامالت االرتباط اليت تقيس درجة االرتباط بٌن ادلتغًنات فقط‪ .‬ومبا أن دراستنا حتاول‬
‫إغلاد العالقة بٌن األيكوسياحة والتنمية احمللية‪ ،‬فقد استخدمنا ظلوذج االضلدار البسيط دلعرفة نوع ىذه العالقة والوصول إىل‬
‫دالة رياضية تشرحها‪.‬‬
‫ويتوقف استخدام ظلوذج االضلدار البسيط على توفر رلموعة من الشروط أبرزىا الشرط النّظري‪ ،‬الذي يؤكد على‬
‫ادلتغًنين‪ ،‬وىو ما تؤكده األدبيات والدراسات السابقة حول ادلوضوع‪ ،‬باإلضافة إىل االستقاللية‬
‫وجود عالقة نظرية بٌن ّ‬
‫واعتدالية التوزيع‪.‬‬

‫المطلب األول‪ 2‬تحليل نتائج االرتباط‬


‫نتطرق يف ىذا ادلطلب إىل حتليل نتائج ظلوذج االضلدار ادلوضح يف ظلوذج الدراسة‪ ،‬غًن أنو ينبغي التأكد أوال من‬
‫شروط صالحية تطبيق ظلوذج االضلدار يف عيّنة الدراسة‪ ،‬ولعل أعلها ىو الشرط النّظري الذي يؤكد على وجود عالقة بٌن‬
‫ادلتغًنين‪ ،‬وقد أثبتنا من خالل اجلزء النّظري اخلاص بالدراسة وكذا الدراسات السابقة وجود عالقة ارتباط وتداخالت‬
‫نظرية بٌن األيكوسياحية والتنمية احمللية‪ ،‬وىو م ا سنحاول إثباتو وحتليلو إحصائيا من خالل اجلدول ادلوايل الذي يوضح‬
‫عالقة االرتباط بٌن األيكوسياحة والتنمية احمللية‪ ،‬اعتمادا على إجابات ادلبحوثٌن وذلك باستخدام معامل االرتباط‬
‫بًنسون‪ ،‬كما يلي‪:‬‬
‫الجدول رقم (‪ 2)31‬معامل االرتباط بين األيكوسياحة والتنمية المحلية‬
‫التنمية المحلية‬ ‫األيكوسياحة‬ ‫االرتباط‬
‫**‪0.927‬‬ ‫‪3‬‬ ‫معامل بيرسون‬ ‫األيكوسياحة‬
‫‪0.000‬‬ ‫الداللة‬
‫‪375‬‬ ‫‪375‬‬ ‫‪N‬‬

‫‪3‬‬ ‫**‪0.927‬‬ ‫معامل بيرسون‬ ‫التنمية المحلية‬


‫‪0.000‬‬ ‫الداللة‬

‫‪194‬‬
‫الفصل الرابع‪.......................................2‬دراسة تطبيقية على المحمية الطبيعية بتازة ‪-‬والية جيجل‪-‬‬

‫‪375‬‬ ‫‪375‬‬ ‫‪N‬‬

‫**‪ 2‬االرتباط معنوي عند مستوى داللة ‪0.03‬‬


‫المصدر‪ 2‬من إعداد الباحث باالعتماد على سلرجات برنامج ‪SPSS 23‬‬
‫يتضح لنا من خالل اجلدول أعاله أن ىناك عالقة ارتباط طردية قوية بٌن ادلتغًن ادلستقل (األيكوسياحة) وادلتغًن‬
‫التابع (التنمية احمللية) يف إجابات ادلبحوثٌن والذين بلغ عددىم ‪ 375‬فردا‪ ،‬حيث بلغت قيمة معامل بًنسون ‪0.927‬‬
‫بقيمة داللة بلغت ‪ 0.000‬وىي أصغر من ‪ 0.03‬وقد ميّزت بعالمة ** للداللة على أهنا دالة إحصائيا عند مستوى‬
‫معنوية ‪ 0.03‬كما دتت كتابتو حتت اجلدول‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ 2‬تحليل بيانات االنحدار‬


‫استكماال لشروط تطبيق ظلوذج االضلدار اخلطي ينبغي التأكد من ادلعنوية الكلية للنموذج‪ ،‬وىذا بعد أن تأكدنا‬
‫من وجود عالقة ارتباط قوية بٌن ادلتغًنين (األيكوسياحة والتنمية احمللية)‪ ،‬ويقصد بادلعنوية الكلية للنموذج الذي يأخذ‬
‫الشكل اخلطي التايل‪ Y= b0X +b1 :‬أن تكون على األقل واحدة من ادلعامالت (‪ )b0, b1‬ال تساوي الصفر‪ ،‬وعليو‬
‫فإنو إذا توصلنا إىل نتيجة مفادىا انعدام ادلعامالت معا‪ ،‬فهذا يعين عدم إمكانية تطبيق ظلوذج االضلدار‪ ،‬وبالتايل عدم‬
‫صالحيتو للتنبؤ‪ ،‬وؽلكن اختبار ادلعنوية الكلية للنموذج باستخدام نسبة التباين ادلفسر إىل التباين غًن ادلفسر‪ ،‬ويتبع ىذا‬
‫توزيع فيشر‪ ،F‬واجلدول ادلوايل يبٌن لنا نتائج اختبار فيشر ‪ F‬للمعنوية الكلية للنموذج‪:‬‬
‫الجدول رقم (‪ 2)28‬نتائج اختبار فيشر ‪ F‬للمعنوية الكلية للنموذج‬
‫ال ّداللة‬ ‫‪F‬‬ ‫متوسط المربّعات‬
‫ّ‬ ‫درجة الحريّة‬ ‫مجموع‬ ‫النموذج‬
‫المربّعات‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪2282.274‬‬ ‫‪85.932‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪85.932‬‬ ‫االنحدار‬
‫‪0.038‬‬ ‫‪373‬‬ ‫‪34.043‬‬ ‫الخطأ‬
‫‪374‬‬ ‫‪99.953‬‬ ‫الكلّي‬
‫المصدر‪ 2‬من إعداد الباحث باالعتماد على برنامج ‪SPSS 23‬‬

‫ويرتكز اختبار فيشر ‪ F‬للمعنوية الكلية على فرضية أساسية مفادىا أنو يوجد يف النموذج على األقل واحد من‬
‫للنموذج‪ ،‬حيث نقوم أوال بوضع‬ ‫‪F‬‬ ‫ادلعامالت (‪ )b0, b1‬ال يساوي الصفر‪ ،‬وللتأكد من ذلك ينبغي إغلاد قيمة‬
‫الفرضيتٌن التاليتٌن‪:‬‬
‫‪-‬الفرضية الصفرية ‪ 2H0‬ظلوذج االضلدار غًن معنوي‪ ،‬إذا كانت قيمة ‪ F‬غًن دالّة عند مستوى ‪%5‬؛‬
‫‪-‬الفرضية البديلة ‪ 2H1‬ظلوذج االضلدار معنوي‪ ،‬إذا كانت قيمة ‪ F‬دالّة عند مستوى ‪%5‬؛‬

‫‪195‬‬
‫الفصل الرابع‪.......................................2‬دراسة تطبيقية على المحمية الطبيعية بتازة ‪-‬والية جيجل‪-‬‬

‫وتعين الفرضية الصفرية أن مجيع معامالت االضلدار غًن معنوية (ال ختتلف عن الصفر ‪ ،)b0=b1=0‬بينما‬
‫الفرضية البديلة تعين أنو يوجد على األقل واحد من معامالت االضلدار معنوي (ؼلتلف عن الصفر‬
‫وبالرجوع إىل اجلدول أعاله‪ ،‬نالحظ أن قيمة ‪ F‬بلغت ‪ 2282.274‬عند مستوى داللة ‪ 0.000‬وىي أقل‬
‫من ‪ ، 0.05‬وبالتايل نرفض الفرض الصفري ونقبل الفرض البديل القائل بأن ظلوذج االضلدار معنوي‪ ،‬ومنو نستنتج أنو‬
‫يوجد على األقل واحد من ادلعامالت ال يساوي الصفر‪.‬‬
‫ومن أجل تتبع شروط صالحية تطبيق ظلوذج االضلدار‪ ،‬ينبغي علينا اختبار القدرة التفسًنية للنموذج‪ ،‬ونقصد‬
‫بالقدرة التفسًنية للنموذج؛ مدى قدرة ادلتغًنات ادلستقلة يف النموذج على تفسًن التغًنات اليت حتدث يف ادلتغًن التابع‪ ،‬أو‬
‫مبعىن آخر نسبة التغًنات اليت حتدث يف ادلتغًن التابع وتعزى إىل ادلتغًنات ادلستقلة‪ .‬ويتم احلكم على القدرة التفسًنية‬
‫للنموذج من خالل معامل التحديد)‪ (R-squared‬أو معامل التحديد ادلع ّدل )‪ ،(Adjusted R-squared‬ويفضل‬
‫االعتماد على ىذا األخًن ألنو أكثر دقة‪ .‬واجلدول ادلوايل يظهر لنا نتائج اختبار القدرة التفسًنية لنموذج االضلدار‪:‬‬
‫الجدول رقم (‪ 2)23‬القدرة التفسيرية لنموذج االنحدار‬
‫الخطأ المعياري للتقدير‬ ‫المصحح‬
‫ّ‬ ‫معامل التحديد‬ ‫معامل التحديد‬ ‫معامل االرتباط‬
‫‪Std.Error‬‬ ‫‪Adjusted R2‬‬ ‫‪R2‬‬ ‫‪R‬‬
‫‪0.394‬‬ ‫‪0.859‬‬ ‫‪0.860‬‬ ‫‪0.927‬‬

‫المصدر‪ 2‬من إعداد الباحث باالعتماد على سلرجات برنامج ‪SPSS 23‬‬
‫ن‪.0 R2 1 :‬‬
‫مثّ فإ ّ‬ ‫ويف احلاالت العادية فإن معادلة االضلدار تفسر بعض التغًن يف ادلتغًن التابع وليس كلو‪ ،‬ومن‬
‫وبالرجوع إىل سلرجات اجلدول أعاله يتضح لنا أن معامل التحديد بلغت قيمتو ‪ ،0.860‬وىذا يعين أن ادلتغًن ادلستقل‬
‫(األيكوسياحة) يفسر ‪ %86‬من ادلتغًن التابع (التنمية احمللية)‪ ،‬وتبقى نسبة تقدر بـ ‪ %34‬مفسرة بواسطة عوامل أخرى‬
‫منها اخلطأ ادلعياري‪ ،‬أي أ ّن ‪ %86‬من التطورات اليت حدثت على مستوى التنمية احمللية يف احملمية الطبيعية بتازة والية‬
‫جيجل ترجع إىل األنشطة وادلشاريع األيكوسياحية‪ ،‬وىو ما يعين وجود قدرة تفسًنية جيدة لنموذج االضلدار‪.‬‬

‫‪-3‬اختبار اعتدالية التوزيع‬


‫يقصد باعتدالية التوزيع الكشف عن طبيعة توزيع البيانات ما إذا كانت تتوزع توزيعا طبيعيا أم ال (توزيع منتظم‪،‬‬
‫توزيع أسي أم توزيع بواسون)‪ ،‬ويعد توفر ىذا الشرط عنصرا أساسيا لصالحية تطبيق ظلوذج االضلدار‪ ،‬وكذا حتديد نوعية‬
‫االختبارات اليت ستطبق الحقا سواء االختبارات ادلعلمية أو الالمعلمية‪ ،‬ودلعرفة ذلك قمنا باستخدام اختبار كولورلروف‪-‬‬
‫مسرنوف )‪ (1-Sample K-S‬وكذا اختبار شابًنو‪ -‬ويلك‪ ،‬واجلدول ادلوايل يظهر لنا النتائج ادلتحصل عليها‪:‬‬

‫‪196‬‬
‫الفصل الرابع‪.......................................2‬دراسة تطبيقية على المحمية الطبيعية بتازة ‪-‬والية جيجل‪-‬‬

‫الجدول رقم (‪ 2)22‬اختبار اعتدالية التوزيع‬


‫اختبار شابيرو‪-‬ويلك‬ ‫اختبار كولومجروف‪-‬سمرنوف‬ ‫االختبار‬
‫ال ّداللة‬ ‫درجة الحريّة‬ ‫إحصائية‬ ‫ال ّداللة‬ ‫درجة الحريّة‬ ‫إحصائية‬
‫االختبار‬ ‫االختبار‬
‫‪0.070‬‬ ‫‪375‬‬ ‫‪0.993‬‬ ‫‪0.200‬‬ ‫‪375‬‬ ‫‪0.037‬‬ ‫توزيع‬
‫البواقي‬
‫المصدر‪ 2‬من إعداد الباحث باالعتماد على سلرجات برنامج ‪SPSS 23‬‬

‫الالمعلمية‪ ،‬على‬
‫ويتوقف إصدار احلكم على اعتدالية التوزيع من عدمها؛ ومنو استخدام االختبارات ادلعلمية أو ّ‬
‫قيمة إحصائية اختبار كوجملروف‪-‬مسرنوف وإحصائية شابًنو‪-‬ويلك وخصوصا داللتهما اإلحصائية عند مستوى ‪،%5‬‬
‫ويقوم االختبار على فرضيتٌن علا‪:‬‬
‫‪-‬الفرضية الصفرية ‪ 2H0‬البيانات ال تتبع التوزيع الطبيعي‪ ،‬إذا كانت قيمة ‪ F‬دالّة عند مستوى ‪%5‬؛‬
‫‪-‬الفرضية البديلة ‪ 2H1‬البيانات تتبع التوزيع الطبيعي‪ ،‬إذا كانت قيمة ‪ F‬غًن دالّة عند مستوى ‪%5‬؛‬
‫وبالنظر إىل اجلدول أعاله نالحظ أن قيمة إحصائية اختبار كولورلروف‪-‬مسرنوف بلغت ‪ 0.037‬عند مستوى‬
‫داللة ‪ 0.200‬يف حيث بلغت قيمة إحصائية شابًنو‪-‬ويلك ‪ 0.993‬عند مستوى داللة ‪ ،0.070‬وبالتايل فهي قيم‬
‫غًن دالّة‪ ،‬ومنو نرفض الفرضية الصفرية اليت تنص على أ ّن البيانات ال تتوزع توزيع طبيعي‪ ،‬ونقبل الفرضية البديلة اليت تنص‬
‫على أن البيانات تتوزع توزيعا طبيعيا‪.‬‬
‫وؽلكننا التأكد من اعتدالية التوزيع االحتمايل للبواقي بيانيا‪ ،‬وذلك من خالل الشكل ادلوايل‪:‬‬

‫‪197‬‬
‫الفصل الرابع‪.......................................2‬دراسة تطبيقية على المحمية الطبيعية بتازة ‪-‬والية جيجل‪-‬‬

‫الشكل رقم (‪ 2)21‬تجانس توزيع البواقي‬

‫المصدر‪ 2‬من إعداد الباحث باالعتماد على سلرجات ‪SPSS23‬‬


‫يتضح لنا من خالل الشكل أن تقريبا كل البيانات واقعة على اخلط ادلستقيم أو جبانبو‪ ،‬شلا يدل على أن البواقي‬
‫تتوزع توزيعا طبيعيا‪ ،‬وىو شرط أساسي من شروط إجراء حتليل االضلدار‪ .‬وؽلكننا التأكد من ذلك من خالل شكل انتشار‬
‫القيم ادلوايل‪:‬‬

‫‪198‬‬
‫الفصل الرابع‪.......................................2‬دراسة تطبيقية على المحمية الطبيعية بتازة ‪-‬والية جيجل‪-‬‬

‫الشكل رقم (‪ 2)27‬انتشار البواقي‬

‫المصدر‪ 2‬من إعداد الباحث باالعتماد على سلرجات برنامج ‪SPSS23‬‬


‫معٌن وىو ما يتطابق مع شرط اخلطيّة‪ ،‬شلا‬
‫يتضح لنا من خالل الشكل أعاله أن انتشار القيم ال يأخذ شكل ّ‬
‫يعين أ ّن البيانات تتبع التوزيع الطبيعي‪ ،‬وىو شرط من شروط تطبيق االضلدار اخلطي البسيط‪.‬‬

‫‪-2‬اختبار المعنوية الجزئية‬


‫عقب التأكد من توفر مجيع الشروط الالزمة لصالحية تطبيق ظلوذج االضلدار‪ ،‬ننتقل يف اخلطوة ادلوالية إىل حتليل‬
‫بيانات النّموذج اليت يظهرىا اجلدول ادلوايل‪ ،‬الذي استخرجنا منو معادلة االضلدار كما يلي‪:‬‬
‫‪Y= 0.893X + 0.340‬‬

‫‪199‬‬
‫الفصل الرابع‪.......................................2‬دراسة تطبيقية على المحمية الطبيعية بتازة ‪-‬والية جيجل‪-‬‬

‫الجدول رقم (‪ 2)21‬نموذج االنحدار‬


‫ال ّداللة‬ ‫المعامالت المعيارية قيمة ‪ t‬المحسوبة‬ ‫المعامالت غير المعيارية‬ ‫النموذج‬
‫‪Béta‬‬ ‫الخطأ غير‬ ‫‪B0‬‬
‫المعياري‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪5.300‬‬ ‫‪0.064‬‬ ‫‪0.340‬‬ ‫الجزء الثابت‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪47.773‬‬ ‫‪0.927‬‬ ‫‪0.039‬‬ ‫‪0.893‬‬ ‫األيكوسياحة‬
‫(المتغيّر المستقل)‬
‫المصدر‪ 2‬من إعداد الباحث باالعتماد على سلرجات برنامج ‪SPSS 23‬‬

‫يوضح اجلدول أعاله معامالت االضلدار ادلعيارية وغًن ادلعيارية واخلطأ ادلعياري وقيمة اختبار ‪ t‬مع القيمة‬
‫االحتمالية لالختبارات (الداللة اإلحصائية)‪ ،‬حيث يتبٌن لنا أن معامالت االضلدار ختتلف عن الصفر‪ ،‬كما أهنا دالة‬
‫إحصائيا‪.‬‬
‫بعد إجرائنا الختبار ادلعنوية الكليّة‪ ،‬وتأكدنا من وجود معامل على األقل من معامالت ظلوذج االضلدار ال‬
‫يساوي صفر؛ نواصل تتبّع أي من معامالت النموذج معنوي بالتحديد‪ .‬ودلعرفة اإلجابة يفرتض اختبار ادلعنوية اجلزئية ‪t‬‬
‫ما يلي‪:‬‬
‫أ‪-‬بالنسبة للجزء الثابت ‪:b0‬‬

‫‪-‬الفرضية الصفرية ‪ 2H0‬معامل االضلدار ‪ b0‬غًن معنوي‪ ،‬إذا كانت قيمة ‪ t‬غًن دالّة عند مستوى ‪0.05‬؛‬
‫‪-‬الفرضية الصفرية ‪ 2H1‬معامل االضلدار ‪ b0‬معنوي‪ ،‬إذا كانت قيمة ‪ t‬دالّة عند مستوى ‪0.05‬؛‬
‫ب‪-‬بالنسبة للمتغير المستقل (الميل ‪2)b1‬‬
‫‪-‬الفرضية الصفرية ‪ 2H0‬معامل االضلدار ‪ b1‬غًن معنوي‪ ،‬إذا كانت قيمة ‪ t‬غًن دالة عند مستوى ‪0.05‬؛‬
‫‪-‬الفرضية الصفرية ‪ 2H1‬معامل االضلدار ‪ b1‬معنوي‪ ،‬إذا كانت قيمة ‪ t‬دالة عند مستوى ‪0.05‬؛‬
‫وبالنظر إىل معطيات اجلدول أعاله نالحظ أ ّن اجلزء الثابت من معادلة االضلدار (‪ )b0‬بلغت قيمتو ‪0.340‬‬
‫دال‪ ،‬ومنو نرفض الفرض الصفري‬
‫عند مستوى داللة ‪ 0.000‬وىو أصغر من مستوى ال ّداللة ادلعتمد‪ ،‬وبالتايل فهو ّ‬
‫القائل بعدم معنوية اجلزء الثابت من معادلة االضلدار ونقبل الفرض البديل الذي ينص على معنوية اجلزء الثابت من معادلة‬
‫االضلدار‪.‬‬

‫‪200‬‬
‫الفصل الرابع‪.......................................2‬دراسة تطبيقية على المحمية الطبيعية بتازة ‪-‬والية جيجل‪-‬‬

‫أما بالنسبة دلعامل معادلة االضلدار (‪ )b1‬فقد بلغت قيمتو ‪ 0.893‬عند مستوى داللة ‪ 0.000‬وىو أقل من‬
‫دال‪ ،‬ومنو نرفض الفرض الصفري ونقبل الفرض البديل الذي ينص على معنوية‬
‫مستوى الداللة ادلعتمد‪ .‬وبالتايل فهو ّ‬
‫معامل معالة االضلدار )‪.(b1‬‬
‫إن ادلعنوية اجليّدة لكل معامل النموذج ادلقدر‪ ،‬مع إغلاد كل قيم االحتماالت احلرجة أقل من ‪ ،0.05‬باإلضافة‬
‫إىل نسبة معامل التحديد‪ ،‬ىي نتائج من شأهنا أن تعطينا نظرة إحصائية حول صلاعة النموذج يف تفسًن تغًنات ادلتغًن‬
‫التابع‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ 2‬مناقشة فرضيات الدراسة‬


‫دلتغًني ال ّدراسة‪ ،‬وإجرائنا لل ّدراسة ادليدانية والتطبيقية وقيامنا بتحليل النتائج‪ ،‬وبناء‬
‫بعد معاجلتنا للجانب النّظري ّ‬
‫ظلوذج الدراسة‪ ،‬ننتقل إىل مناقشة الفرضيات اليت بنيت عليها الدراسة تباعا‪ ،‬وذلك كما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ 2‬مناقشة الفرضية الفرعية األولى‬


‫نصت ىذه الفرضية على أ ّن‪ :‬هناك مستوى ضعيف لتطبيق معايير األيكوسياحة في المحميّة الطبيعية لتازة‬
‫ّ‬
‫بوالية جيجل‪ ،‬وبالرجوع إىل النتائج ادلتحصل عليها بعد حتليل ردود ادلبحوثٌن‪-‬ادلتوسطات احلسابية واالضلرافات‬
‫مبكونات (معايًن) األيكوسياحة تقع ضمن الفئة الثالثة من فئات‬‫ادلعيارية‪ -‬صلد أن أغلب ادلتوسطات احلسابية ادلتعلقة ّ‬
‫يعرب عنو بادلوافقة إىل حد‬
‫تعرب عن ادلوقف احملايد يف ادلقياس‪ ،‬والذي ّ‬
‫ادلتوسطة واليت ّ‬
‫مقياس ليكرت اخلماسي‪ ،‬وىي الفئة ّ‬
‫عند‬ ‫‪One sample T test‬‬ ‫معٌن‪ ،‬كما أن ضعف قيمة االضلرافات ادلعيارية‪ ،‬واحلصول على قيم معنويّة (دالّة) الختبار‬
‫ّ‬
‫مستوى اخلطأ ادلسموح بو يف الدراسة ‪ ،0.05‬كلها معطيات تدفعنا إىل رفض الفرضية األوىل القائلة بوجود مستوى‬
‫متوسط‬
‫مكونات (معايًن) األيكوسياحة يف احملمية الطبيعية بتازة والية جيجل‪ ،‬وبالتايل‪ :‬هناك مستوى ّ‬
‫ضعيف لتطبيق ّ‬
‫لتطبيق معايير األيكوسياحة في المحمية الطبيعية لتازة بوالية جيجل‪.‬‬

‫ثانيا‪ 2‬مناقشة الفرضية الفرعية الثانية‬


‫نصت ىذه الفرضية على أ ّن‪ :‬هناك مستوى كبير للتنمية المحلية في المناطق التابعة للمحمية الطبيعية بتازة‬
‫ّ‬
‫والية جيجل‪ ،‬وقد بيّنت النتائج ادلتوصل إليها بعد حتليل إجابات أفراد العيّنة أن غالبية ادلتوسطات احلسابية لعبارات‬
‫تعرب‬
‫األبعاد الثالثة للتنمية احمل لية‪ ،‬تقع ضمن الفئة الثالثة من فئات مقياس ليكرت اخلماسي‪ ،‬وىي الفئة ادلتوسطة واليت ّ‬
‫عن ادلوقف احملايد‪ ،‬كما أن صغر قيمة االضلرافات ادلعيارية يوحي بوجود توافق يف اآلراء بٌن أفراد العيّنة حول عبارات‬
‫األبعاد الثالثة‪ ،‬كما أ ّن تسجيل قيم معنوية (دالّة) ‪ One sample T test‬عند مستوى اخلطأ ادلسموح بو يف الدراسة‬

‫‪201‬‬
‫الفصل الرابع‪.......................................2‬دراسة تطبيقية على المحمية الطبيعية بتازة ‪-‬والية جيجل‪-‬‬

‫‪ ،0.05‬كلها معطيات تدفعنا إىل رفض الفرضية الثانية القائلة بوجود مستوى كبًن للتنمية احمللية يف ادلناطق التابعة‬
‫متوسط للتنمية المحلية في المناطق التابعة للمحمية‬
‫للمحمية الطبيعية بتازة والية جيجل‪ ،‬وبالتايل‪ :‬هناك مستوى ّ‬
‫الطبيعية بتازة والية جيجل‪.‬‬

‫ثالثا‪ 2‬مناقشة الفرضية الفرعية الثالثة‬


‫نصت ىذه الفرضية على أ ّن‪ :‬تساهم األيكوسياحة ايجابيا في تحقيق البعد االقتصادي للتنمية المحليّة في‬
‫ّ‬
‫المحميّة الطبيعيّة لتازة بوالية جيجل؛ حيث ّ‬
‫تبٌن النتائج ادلتحصل عليها من إجابات أفراد العيّنة‪ ،‬وكذا القيام باختبار‬
‫بًنسون بٌن األيكوسياحة والتنمية االقتصادية عن وجود عالقة ارتباط موجبة وقوية‪ ،‬حيث بلغت قيمة معامل بًنسون‬
‫‪ 0.860‬عند مستوى داللة ‪ 0.000‬وىو أقل من مستوى اخلطأ ادلسموح بو يف الدراسة ‪ ،0.05‬وىو ما يدفعنا إىل‬
‫قبول الفرضية الثالثة‪ ،‬اليت تنص على أنّو‪ :‬تساهم األيكوسياحة ايجابيا في تحقيق البعد االقتصادي للتنمية المحليّة‬
‫في المحميّة الطبيعيّة لتازة بوالية جيجل؛‬

‫رابعا‪ 2‬مناقشة الفرضية الفرعية الرابعة‬


‫متوسط لأليكوسياحة على البعد االجتماعي‪-‬الثقافي للتنمية‬ ‫نصت ّىذه الفرضية على أ ّن‪ :‬يوجد تأثير ّ‬‫ّ‬
‫ادلتحصل عليها من حتليل إجابات أفراد العيّنة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫المحليّة في المحميّة الطبيعيّة لتازة بوالية جيجل؛ ّ‬
‫وتوضح النتائج‬
‫وخاصة قيمة معامل بًنسون للعالقة بٌن األيكوسياحة والبعد االجتماعي‪-‬الثقايف للتنمية احملليّة (بلغت قيمتو ‪،)0.873‬‬
‫أ ّن ىناك ارتباط طردي موجب وقوي بٌن األيكوسياحة والبعد االجتماعي‪-‬الثقايف للتنمية احملليّة‪ ،‬وذلك عند مستوى‬

‫داللة ‪ 0.000‬وىو أقل من ‪ ،0.05‬شلا يدفعنا إىل رفض الفرضية الرابعة القائلة بوجود تأثًن ّ‬
‫متوسط لأليكوسياحة على‬
‫قوي لأليكوسياحة على البعد‬
‫البعد االجتماعي‪-‬الثقايف للتنمية احملليّة يف احملمية الطبيعيّة لتازة‪ ،‬وبالتايل‪ :‬يوجد تأثير ّ‬
‫االجتماعي‪-‬الثقافي للتنمية المحليّة في المحميّة الطبيعية لتازة بوالية جيجل‪.‬‬

‫خامسا‪ 2‬مناقشة الفرضية الفرعية الخامسة‬


‫نصت ّىذه الفرضية على أ ّن‪ :‬هناك تأثير ضعيف لأليكوسياحة على البعد البيئي للتنمية المحليّة في‬ ‫ّ‬
‫ادلتحصل عليها من حتليل إجابات ادلبحوثٌن‪ ،‬وخاصة قيمة‬
‫ّ‬ ‫المحميّة الطبيعيّة لتازة بوالية جيجل؛ حيث ّ‬
‫تبٌن النتائج‬
‫معامل بًنسون للعالقة بٌن األيكوسياحة والبعد البيئي للتنمية احملليّة (بلغت قيمتو ‪ ،)0.883‬أ ّن ىناك ارتباط طردي‬
‫موجب وقوي بٌن األيكوسياحة والبعد البيئي للتنمية احملليّة‪ ،‬وذلك عند مستوى داللة ‪ 0.000‬وىو أقل من ‪،0.05‬‬
‫وىو ما يدفعنا إىل رفض الفرضية اخلامسة القائلة بعدم وجود تأثًن لأليكوسياحة على البعد البيئي للتنمية احملليّة يف احملمية‬

‫‪202‬‬
‫الفصل الرابع‪.......................................2‬دراسة تطبيقية على المحمية الطبيعية بتازة ‪-‬والية جيجل‪-‬‬

‫قوي لأليكوسياحة على البعد البيئي للتنمية المحليّة في المحميّة الطبيعيّة لتازة‬
‫الطبيعيّة لتازة‪ ،‬وبالتايل‪ :‬هناك تأثير ّ‬
‫بوالية جيجل؛‬

‫سادسا‪ 2‬مناقشة الفرضية الرئيسية للدراسة‬


‫نصت ىذه الفرضية على أنّو‪ :‬تساهم األيكوسياحة بشكل ايجابي وفعال في تحقيق التنمية المحليّة في‬ ‫ّ‬
‫الجزائر عموما‪ ،‬والمحميّة الطبيعية لتازة بوالية جيجل على وجه الخصوص؛ ومن خالل مناقشتنا للفرضيات الفرعية‬
‫تبٌن لنا أ ّن ىناك مستويات معتربة لأليكوسياحة والتنمية احملليّة على مستوى احملميّة الطبيعية لتازة بوالية جيجل‬
‫للدراسة ّ‬
‫من جهة‪ ،‬كما أ ّن معامالت االرتباط بٌن األيكوسياحة وسلتلف أبعاد التنمية احمللية (البعد االقتصادي‪ ،‬البعد‬
‫االجتماعي‪-‬الثقايف‪ ،‬البعد البيئي) كانت كلها كبًنة وموجبة شلّا يدل على وجود عالقة طردية قويّة بٌن األيكوسياحة‬
‫وسلتلف أبعاد التنمية احملليّة ادلعتمدة يف الدراسة ىذا من جهة أخرى‪ ،‬كما بلغت قيمة معامل بًنسون لالرتباط بٌن‬
‫ادلتغًنين‪ ،‬ىذا وقد مسح لنا‬
‫األيكوسياحة والتنمية احمللية ‪ ،0.927‬شلا يدل على وجود عالقة ارتباط طردية وقوية بٌن ّ‬
‫الوقوف ادلباشر على واقع سلتلف ادلشاريع األيكوسياحية يف احملميّة الطبيعية لتازة بوالية جيجل بإدراك أعلية األيكوسياحة‬
‫بالنسبة للتنمية احمللية يف سلتلف ادلناطق التابعة للمحميّة الطبيعية وعلى مجيع األصعدة‪ .‬وعليو‪ ،‬من خالل النتائج‬
‫ادلتحصل عليها نقبل الفرضية الرئيسية اليت تنص على أنّو‪ :‬تساهم األيكوسياحة بشكل ايجابي وفعال في تحقيق‬
‫التنمية المحليّة في الجزائر عموما‪ ،‬والمحميّة الطبيعية لتازة بوالية جيجل على وجه الخصوص‪.‬‬

‫‪203‬‬
‫الفصل الرابع‪.......................................2‬دراسة تطبيقية على المحمية الطبيعية بتازة ‪-‬والية جيجل‪-‬‬

‫خالصة‬
‫تطرقنا يف ىذا الفصل إىل سلتلف ادلراحل ادلتبعة‪ ،‬والوسائل ادلستخدمة يف اصلاز الدراسة التطبيقية‪ ،‬بدءا بتحديد‬
‫رلتمع وعينة الدراسة‪ ،‬مرورا هبيكل وتكوين أداة الدراسة وسلتلف زلاورىا‪ ،‬إىل طريقة مجع البيانات وتبويبها وتصنيفها‪،‬‬
‫واستخدام األدوات االحصائية ادلناسبة‪ ،‬وقد قمنا بتحليل النتائج ادلتحصل عليها‪ ،‬وكذا بناء ظلوذج الدراسة‪ ،‬حيث توصلنا‬
‫إىل التأكد من صالحية النموذج لتمثيل العالقة بٌن متغًني الدراسة‪ .‬كما توصلنا من خالل مناقشتنا دلختلف فرضيات‬
‫الدراسة إىل رفض فرضيات الدراسة الفرعية األوىل والثانية والرابعة واخلامسة‪ ،‬يف حٌن قمنا بقبول الفرضية الفرعية الثالثة‬
‫والفرضية الرئيسية للدراسة‪.‬‬

‫‪204‬‬
‫الخاتمة العامة‬
‫الخاتمة العامة‪..............................................................................................‬‬

‫خاتمة‬
‫تعد األيكوسياحة أحد أىم أنواع السياحة البديلة وأكثرىا منوا يف السوق السياحي العادلي خبلل السنوات القليلة‬
‫ادلاضية‪ ،‬حيث منت بأكثر من أربع أضعاف منو السوق السياحي العادلي ككل حسب تقارير دلنظمة السياحة العامية‪،‬‬
‫وتكتسي األيكوسياحة أمهيتها من خبلل مبادئها وأىدافها وطريقة شلارستها‪ ،‬كما أنو أصبح ينظر إليها باعتبارىا ادلصباح‬
‫السحري الذي حيقق التنمية احمللية يف ادلناطق النائية خاصة يف الدول النامية‪ ،‬وذلك بفضل آثارىا االجيابية على االقتصاد‬
‫احمللي لتلك ادلناطق‪ ،‬كما تع ّد وسيلة وآلية فعالة لتمكني اجملتمعات احمللية من إدارة نفسها بنفسها من خبلل المركزية‬
‫ازباذ القرارات ادلتعلقة بادلشاريع األيكوسياحية‪ ،‬وكذا ربويل السيطرة عليها زلليا (األرباح‪ ،‬التسيري‪... ،‬اخل)‪.‬‬
‫وربتوي اجلزائر مقومات أيكوسياحية ىامة‪ ،‬فباإلضافة إىل تنوع تراثها الطبيعي‪ ،‬الثقايف (ادلادي والبلّمادي)‬
‫والتارخيي‪ ،‬تضم اجلزائر عدد م عترب من احلدائق الوطنية‪ ،‬احملميات الطبيعية وادلناطق الرطبة ذات األمهية الدولية‪ ،‬وادلدرجة‬
‫يف االتفاقيات الدولية من أجل احملافظة عليها‪ ،‬وتش ّكل ىذه ادلناطق أصول كامنة وفرص مبلئمة لتطوير أنشطة ومشاريع‬
‫أيكوسياحية هبا‪ ،‬دلا تتمتع بو من عوامل جذب كبرية ومتنوعة‪ .‬وبادلقابل‪ ،‬الزالت اجلزائر تفتقر إىل إطار قانوين خاص‬
‫ورؤية اسًتاتيجية واضحة فيما يتعلق باأليكوسياحة‪ ،‬وىو ما يفرض عليها بدل جهود إضافية والقيام دبجموعة من‬
‫اإلصبلحات على كامل األصعدة وفق اسًتاتيجية تشاركية شاملة‪ ،‬بغية النهوض بقطاع األيكوسياحة فيها‪.‬‬
‫وتعترب احمل مية الطبيعية لتازة بوالية جيجل من بني احملميات الوطنية السباقة إىل االىتمام بًتقية األيكوسياحة هبا‪،‬‬
‫فباإلضافة إىل تشجيعها الدائم للكثري من ادلمارسات واألنشطة السياحية ادلستدامة‪ ،‬قامت بإطبلق رلموعة من ادلشاريع‬
‫الصيدية‪ ،‬ادلسارات ربت ادلائية‪ ،‬التطوير البيئي دلشىت الشريعة) بالتعاون مع‬
‫األيكوسياحية النموذجية الواعدة (السياحة ّ‬
‫رلموعة من الفاعلني الوطنيني والدوليني على غرار الصندوق العادلي للطبيعة فرع البحر األبيض ادلتوسط‪ ،‬وذلك يف إطار‬
‫برنامج ‪ ،Sea Med Pan‬وتشهد ىذه ادلشاريع مراحل إصلاز جد متقدمة‪ ،‬حيث يرتقب أن تساىم يف زيادة اإليرادات‬
‫السياحية والًتدد السياحي على الوالية عامة شلا ينعكس اجيابيا على التنمية احمللية هبا على ادلدى ادلتوسط والطويل‪.‬‬
‫وقد توصلنا يف ىذه الدراسة إىل وجود مستوى متوسط لؤليكوسياحة والتنمية احمللية يف احملمية الطبيعية بتازة والية‬
‫جيجل‪ ،‬كما أظهرت نتائج االختبارات اليت قمنا هبا باإلضافة إىل نتائج ربليل منوذج االضلدار وجود عبلقة طردية موجبة‬
‫بني األيكوسياحة وسلتلف أبعاد التنمية احمللية (االقتصادية‪ ،‬االجتماعية‪-‬الثقافية والبيئية) على مستوى احملمية الطبيعية‬
‫بتازة والية جيجل‪ ،‬شلا يفتح اجملال واسعا أمام إمكانية استنساخ ىذه ادلشاريع األيكوسياحية وتطبيقها يف زلميات طبيعية‬
‫أخرى على ادلستوى الوطين‪ ،‬مع مراعاة اخلصوصيات الطبيعية والثقافية لكل زلمية عند إنشاء ادلشاريع األيكوسياحية‪،‬‬
‫وىو ما من شأنو أن ينعكس اجيابيا على كل أبعاد التنمية احمللية يف ىذه ادلناطق‪.‬‬

‫‪206‬‬
‫الخاتمة العامة‪..............................................................................................‬‬

‫نتائج الدراسة‬
‫مسح لنا القيام بإجراء ىذه الدراسة بالوصول إىل مجلة من النتائج‪ ،‬سوف ضلاول تقسيمها إىل نتائج نظرية وأخرى‬
‫متعلقة بادلشاريع األيكوسياحية (ميدانية)‪ ،‬وأخرى متعلقة بالدراسة التطبيقية‪ ،‬وذلك كما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬النتائج النظرية للدراسة‬
‫م ّكننا القيام باصلاز اجلانب النظري للدراسة من الوصول إىل مجلة من النتائج النظرية‪ ،‬نوجزىا فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬تعترب األيكوسياحة أحد أىم أنواع السياحة البديلة؛ وىذا بالنظر إىل معدالت منوىا‪ ،‬خصائصها وأىدافها اليت ذبمع‬
‫بني ربقيق الرفاىية االقتصادية للمجتمعات احمللية‪ ،‬واحملافظة على مقوماهتا الطبيعية والثقافية؛‬
‫‪ ‬تستخدم األيكوسياحة غالبا كإسًتاتيجية تسويقية من قبل الكثري من الوجهات السياحية‪ ،‬بغرض جذب أكرب قدر‬
‫من السياح‪ ،‬غري أنو يف الواقع العملي من الصعب إجياد األيكوسياحة احلقيقية (ادلستدامة)؛‬
‫‪ ‬تستخدم األيكوسياحة عادة كاسًتاتيجية تسيري مستدامة من قبل مدراء ادلناطق احملمية‪ ،‬حيث يسمح استخدام أدواهتا‬
‫بتقليل الضغوط البشرية االستنزافية على ادلناطق الطبيعية احملميّة؛‬
‫‪ ‬تعد األيكوسياحة وسيلة فعالة لتحقق التنمية احمللية يف ادلناطق النائية‪ ،‬حيث تعمل على زيادة دخل السكان احملليني‬
‫وتوفري فرص عمل ذلم‪ ،‬شلا يقلل من حدة الفقر والبطالة يف ىذه ادلناطق؛‬
‫‪ ‬سبتلك اجلزائر مقومات أيكوسياحة ىامة ومتنوعة كاحلظائر الوطنية واحملميات الطبيعية وادلناطق الرطبة‪ ،‬باإلضافة إىل‬
‫موروثها الثقايف الغين كالعادات والتقاليد والطبوع الغنائية وفنون الطبخ؛‬
‫‪ ‬تفتقر اجلزائر إىل إطار قانوين خاص باأليكوسياحة‪ ،‬غري أنو توجد بعض ادلواد القانونية اليت تناولت تنظيم بعض‬
‫األنشطة األيكوسياحة؛‬
‫‪ ‬تقع األيكوسياحة يف صلب اىتمامات السياسة السياحية يف اجلزائري آلفاق ‪0202‬م‪ ،‬ويتجلى ذلك من خبلل‬
‫‪.SDAT2025‬‬ ‫األىداف الضمنيّة وادلعلنة للمخطط التوجيهي للتهيئة السياحية‬

‫‪Sea Med Pan‬‬ ‫ثانيا‪ :‬النتائج الميدانية المتعلقة بالمشاريع النموذجية لأليكوسياحة‬
‫مسح لنا الوقوف ادلباشر على واقع ادلشاريع األيكوسياحية ادلقامة على مستوى احملميّة الطبيعية بتازة والية جيجل‪،‬‬
‫بالوصول إىل مجلة من النتائج ديكن تلخيصها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬تعد ادلشاريع األيكوسياحية ادلقامة على مستوى احملمية الطبيعية بتازة ذبارب منوذجية رائدة يف رلال األيكوسياحة يف‬
‫اجلزائر خاصة والوطن العريب عموما‪ ،‬حيث تشكل لبنة أساسية ضلو إطبلق مشاريع أيكوسياحية شلاثلة يف زلميات‬
‫طبيعية أخرى؛‬

‫‪207‬‬
‫الخاتمة العامة‪..............................................................................................‬‬

‫‪ ‬اصلاز ىذه ادلشاريع األيكوسياحية يف احملميّة الطبيعية بتازة‪ ،‬يعكس حرص القائمني على احملميّة على ترقية‬
‫األيكوسياحية داخل احملميّة‪ ،‬واحملافظة على مقوماهتا الطبيعية والثقافية‪ ،‬وتنويع منتجاهتا السياحية واكتساهبا دليزة‬
‫تنافسية؛‬
‫‪ ‬تبين احلظرية الوطنية لتازة بوالية جيجل دلفهوم ادلقاربة التشاركية يف زبطيطها‪ ،‬اصلازىا وتسيريىا دلختلف ادلشاريع‬
‫األيكوسياحية ادلقامة هبا‪ ،‬من خبلل إشراك سلتلف أصحاب ادلصلحة من خرباء وباحثني‪ ،‬وزارت السياحة والنقل‬
‫والصيد البحري‪ ،‬ادلديريات الوالئية‪ ،‬اجلمعيات ومنظمات اجملتمع ادلدين‪ ،‬باإلضافة إىل إشراك اجملتمع احمللي الذي‬
‫يكتسي ميزة خاصة‪ ،‬وذلك يف إطار مشروع ‪Sea Med Pan‬؛‬
‫الصيدية ادلشًتكة الواعدة سياحيا بالنسبة‬
‫الصيدية ‪ pescatourisme‬أحد ادلشاريع السياحية و ّ‬
‫‪ ‬يعد مشروع السياحة ّ‬
‫الصيديّة سياحيا‬
‫للمنطقة من خبلل زيادة وتنويع عرضها السياحي‪ ،‬وكذا صيديّا من خبلل استغبلل القوارب ّ‬
‫خصوصا يف فًتات الراحة البيولوجية؛‬
‫الصيدية؛ بعد كل من ايطاليا وفرنسا‪ ،‬وإصدارىا دلراسيم تنفيذية خاصة بكيفية سريىا‪،‬‬
‫‪ ‬اعتماد اجلزائر دلشروع السياحة ّ‬
‫تعكس رغبة احلكومة اجلزائرية يف تثمني ثرواهتا الطبيعية واحملافظة عليها‪ ،‬وربقيق الرفاىية االقتصادية للمجتمع احمللي يف‬
‫إطار التسيري ادلستدام ذلذه ادلوارد سياحيّا؛‬
‫‪ ‬يعترب مشروع إنشاء ادلسلكني ربت مائيني أحد أىم ادلشاريع األيكوسياحية على ادلستوى الوطين واإلفريقي‪ ،‬وىو منتج‬
‫سياحي ثقايف بيئي فريد من نوعو‪ ،‬ينطوي على نوع من ادلغامرة اليت تتطلب جهدا بدنيا متخصصا ومعرفة مسبقة‬
‫بطريقة الغطس؛‬
‫‪ ‬يعد مشروع التطوير البيئي دلشىت الشريعة أحد ادلشاريع األيكوسياحية اذلامة اليت أقيمت باحملميّة الطبيعية لتازة والية‬
‫جيجل‪ ،‬وىو ما من شأنو أن حيسن صورة السياحة اجلزائرية أمام السياح األجانب‪ ،‬وينعكس اجيابيا على العرض‬
‫السياحي يف ادلنطقة وعلى نوعية وتنوع ادلنتجات السياحية ادلقدمة‪ ،‬وفتح اجملال أمام إشراك اجملتمع احمللي يف تسيري‬
‫مثل ىكذا مشاريع‪ ،‬شلا يساىم يف زيادة وعيهم السياحي‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬النتائج المتعلقة بالدراسة التطبيقية‬


‫بعد ربليل البيانات ادلتحصل عليها من خبلل االستبيان ادلوزع على عيّنة من زوار أىم ادلواقع السياحية باحملمية‬
‫الطبيعية لتازة والية جيجل‪ ،‬توصلنا إىل رلموعة من النتائج ادليدانية واليت ديكن تلخيصها فيما يلي‪:‬‬
‫متوسط لتطبيق معايري األيكوسياحة يف احملمية الطبيعية لتازة بوالية جيجل‪ ،‬ويرجع ذلك باألساس إىل‬‫‪ ‬ىناك مستوى ّ‬
‫(ادلكون الطبيعي)‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ادلقومات الطبيعية اذلائلة اليت تزخر هبا والية جيجل عامة واحملمية الطبيعية لتازة على وجو اخلصوص‬

‫‪208‬‬
‫الخاتمة العامة‪..............................................................................................‬‬

‫وتتمثل ىذه ادلقومات يف ادلناظر الطبيعية اخلبلبة والتنوع النبايت واحليواين وكذا نوعية ادلاء واذلواء اجليدة‪ ،‬وباإلضافة إىل‬
‫ذلك تبدل احملمية الطبيعية لتازة جهودا معتربة من أجل تعليم وتزويد السياح بكافة ادلعارف حول األنواع النباتية‬
‫ادلكون التعليمي)‪ ،‬كما تبدل احملمية جهود معتربة‬
‫واحليوانية ادلوجودة يف ادلنطقة وكذا عادات وتقاليد السكان احملليني ( ّ‬
‫يف سبيل معاجلة اآلثار السلبية الناذبة عن األنشطة األيكوسياحية والتقليل منها‪ ،‬وبالتايل احملافظة على ادلقومات الطبيعية‬
‫(مكون االستدامة)؛‬
‫والثقافية للمنطقة ّ‬
‫‪ ‬ىناك مستوى متوسط للتنمية احمللية يف ادلناطق التابعة للمحمية الطبيعية لتازة بوالية جيجل‪ ،‬ومرد ذلك إىل الديناميكية‬
‫االقتصادية اليت تشهدىا ادلنطقة خاصة يف السنوات القليلة ادلاضية‪ ،‬نتيجة للمشاريع السياحية واالقتصادية ادلقامة‪ ،‬وىو‬
‫ما انعكس اجيابيا على الرفاىية االقتصادية للسكان احملليني؛ من خبلل توفري فرص التشغيل وزيادة العوائد االقتصادية‪،‬‬
‫كما كان ذلذه احلركية االقتصادية‪ ،‬آثار اجتماعية وثقافية على ادلنطقة ككل‪ ،‬أبرزىا التقليل من نزوح السكان احملليني‬
‫ضلو ادلدينة والتقليل من حدة الفقر وكذا األمية بني أوساط السكان احمللني‪ ،‬أما فيما خبص البعد البيئي‪ ،‬فتعد ادلناطق‬
‫اجملاورة للمحمية الطبيعية لتازة جبيجل أحد أكثر ادلناطق تساقطا لؤلمطار يف اجلزائر‪ ،‬شلا انعكس اجيابيا على كثافة الغطاء‬
‫للمنطقة‪ ،‬وتعدد مصادر ادلياه فيها وخصوبة تربتها؛‬
‫‪ ‬تلعب األيكوسياحة دورا اجيابيا وىاما يف ربقيق البعد االقتصادي للتنمية احملليّة يف احملميّة الطبيعية لتازة بوالية جيجل‪،‬‬
‫وذلك من خبلل تكوين إيرادات ومداخيل إضافية للسكان احملليني وبالتايل ربسني الرفاىية االقتصادية ذلم‪ ،‬كما أهنا‬
‫تساىم يف خلق فرص عمل جديدة وبالتايل التقليل من البطالة بني أوساط السكان احملليني‪ ،‬باإلضافة إىل تنويع األنشطة‬
‫االقتصادية يف ادلنطقة وبالتايل دعم احلركية االقتصادية فيها‪ ،‬وىو ما يعمل على فتح منافذ جديدة لتسويق ادلنتجات‬
‫احملليّة؛‬
‫‪ ‬تساىم األيكوسياحة يف ترسيخ قيم ومبادئ البعد االجتماعي‪-‬الثقايف للتنمية احملليّة يف احملميّة الطبيعية لتازة بوالية‬
‫جيجل‪ ،‬وذلك من خبلل التقليل من الظواىر االجتماعية السلبية اليت تعاين منها بعض ادلناطق التابعة للمحميّة كالنزوح‬
‫ضلو ادلدن‪ ،‬الفقر‪ ،‬األمية‪...،‬اخل‪ .‬وكذا العمل على ترسيخ القيم اجملتمعية االجيابية يف أوساط السكان احملليني وانفتاحهم‬
‫وتقبلهم لثقافة اآلخرين‪ ،‬وزيادة وعيهم بضرورة احملافظة على ادلوروث الثقايف للمنطقة وإحياءه واستغبللو سياحيا‪ ،‬وكذا‬
‫ادلوروث الطبيعي للمنطقة باعتباره أصل من األصول السياحية الفريدة؛‬
‫‪ ‬تعمل األيكوسياحة على دعم البعد البيئي للتنمية احمللية على مستوى احملمية الطبيعيّة لتازة بوالية جيجل‪ ،‬من خبلل‬
‫العمل على التقليل من سللفات السياح على ادلواقع السياحية واستصبلحها‪ ،‬وكذا طريقة التعامل واالحتكاك دبختلف‬

‫‪209‬‬
‫الخاتمة العامة‪..............................................................................................‬‬

‫مقومات ىذه ادلواقع‪ ،‬باإلضافة إىل تطبيق بعض اآلليات اليت تسمح بالتقليل من الضغوطات البشرية على ادلواقع‬
‫السياحية التابعة للمحمية الطبيعية‪.‬‬
‫‪ ‬تساىم األيكوسياحة اجيابيا يف ربقيق التنمية احمللية يف اجلزائر عموما واحملمية الطبيعية لتازة بوالية جيجل على وجو‬
‫اخلصوص‪ ،‬حيث تعمل على استدامة رفاىية اجملتمعات احملليّة وتنويع مصادر دخلها من جهة‪ ،‬وزلاولة تغيري سلوك‬
‫السياح ونظرهتم وتقديرىم دلقوماهتم الطبيعية والثقافية من جهة أخرى‪ ،‬وذلك يف إطار احملافظة على البيئة وسبكني‬
‫األجيال ادلستقبلية من االستفادة واالستمتاع هبذه ادلقومات الطبيعية والثقافية‪.‬‬

‫التوصيات وآفاق البحث‬


‫على ضوء النتائج اليت أسفرت عنها الدراسة‪ ،‬قمنا بوضع رلموعة من التوصيات اليت من شأهنا أن تعمل على‬
‫ترقية األيكوسياحة يف اجلزائر إذا ما مت أخذىا بعني االعتبار من طرف اجلهات الوصية على ادلستويني احمللي والوطين‪ ،‬وقد‬
‫مت تصنيف ىذه التوصيات ربت رلموعة من الفروع كما يلي‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تدعيم اإلطار القانوني والهياكل التنظيمية‪ :‬ويتطلب ذلك القيام دبجموعة من اإلجراءات ديكن إمجاذلا‬
‫فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬إنشاء إطار مؤسسايت (ىيكل تنظيمي ) مركزي خاص باأليكوسياحة‪ ،‬مستقل أو يكون تابع لوزارة السياحة؛‬
‫‪ ‬استحداث جلنة عمل مشًتكة بني سلتلف القطاعات ذات الصلة (السياحة‪ ،‬الثقافة‪ ،‬الفبلحة‪ ،‬البيئة) تعمل على وضع‬
‫تصور لدعم وتنمية األنشطة وادلشاريع األييكوسياحية على ادلستويني احمللي والوطين؛‬
‫‪ ‬إصدار قوانني تشريعية تتعلق بتعريف وتنظيم األنشطة األيكوسياحية وأماكن شلارستها‪ ،‬وكذا الكيانات األيكوسياحية‬
‫ومعايري وشروط إنشائها؛‬
‫‪ ‬إدخال ادلشاريع األيكوسياحية يف التشريعات ادلتعلقة بإجراءات ادلوافقة على ادلشاريع السياحية؛‬
‫‪ ‬إنشاء مد يرية فرعية أو مصلحة خاصة باأليكوسياحة يف كل مديرية والئية للسياحة‪ ،‬وذلك بغرض حصر ادلقومات‬
‫األيكوسياحية‪ ،‬ومتابعة األنشطة وادلشاريع األيكوسياحية‪ ،‬والعمل على حل ادلشاكل اليت تواجهها زلليا؛‬
‫‪ ‬إشراك السكان احملليني واحلركات اجلمعوية يف ادلشاورات ادلتعلقة بتخطيط‪ ،‬تطوير وتسيري ادلشاريع األيكوسياحية يف‬
‫ادلناطق احملمية والنائية؛‬
‫‪ ‬ربسني احلوكمة‪ ،‬من خبلل تدعيم مراقبة وإدارة األنشطة األيكوسياحية‪ ،‬ومتابعة مستوى أداء القائمني عليها‪.‬‬

‫‪210‬‬
‫الخاتمة العامة‪..............................................................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬دعم التكوين والتدريب‪ :‬خيتلف زلتوى برامج وأنشطة األيكوسياحة عن مثيبلهتا يف السياحة اجلماعية‪ ،‬وىو‬
‫ما حيتم علينا إعادة النظر يف برامج التكوين السياحي يف اجلزائر‪ ،‬وتكييفها مع خصوصيات ومبادئ وأىداف‬
‫األيكوسياحة‪ ،‬وتزويد مقدمي األنشطة األيكوسياحية بتدريبات متخصصة نظرية وميدانية حول سلتلف أبعاد األيكوسياحة‪.‬‬
‫وذلك من خبلل ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬إنشاء مراكز تدريب جديدة متخصصة يف زبطيط‪ ،‬إدارة وتقييم األنشطة وادلشاريع األيكوسياحية؛‬
‫‪ ‬تكييف زلتوى برامج التكوين احلالية مع متطلبات وأىداف األيكوسياحة؛‬
‫‪ ‬إصدار مادة تعليمية خاصة باأليكوسياحة بالتعاون مع الباحثني األكاددييني وادلتخصصني يف اجملال؛‬
‫‪ ‬إبرام اتفاقيات شراكة وتعاون مع ىيئات للتدريب أو مؤسسات أكادديية متخصصة يف األيكوسياحة‪ ،‬وكذلك مع‬
‫القطاعات ذات الصلة (السياحة‪ ،‬البيئة‪ ،‬االقتصاد)؛‬
‫‪ ‬إقامة دورات تدريبية منتظمة متخصصة يف تصميم وإدارة ادلشاريع األيكوسياحية‪ ،‬الدليل األيكوسياحي‪...،‬اخل؛‬
‫‪ ‬مرافقة سلتصني مكونني يف تصميم ادلشاريع التجريبية ومعرفة السوق واذباىاتو (العرض‪ ،‬الطلب‪ ،‬ادلعايري واللوائح‪.)...‬‬
‫‪ ‬اإلطبلع على ذبارب وأنشطة أيكوسياحية ناجحة على ادلستوى الدويل‪ ،‬وزلاولة تطبيقها على ادلستوى احمللي أخذا‬
‫باالعتبار ؛‬
‫‪ ‬ربديث ودعم مراكز التدريب وادلؤسسات ادلتخصصة اليت ديكن أن تشارك يف األيكوسياحة (الفروسية‪ ،‬الرياضات‬
‫اجلبلية‪ ،‬مشاىدة الطبيعة‪ ،‬مشاىدة الطيور‪)...،‬؛‬
‫‪ ‬تنظيم رحبلت تكوين ميدانية إىل مناطق تضم أنشطة ومشاريع أيكوسياحية ناجحة؛‬
‫‪ ‬ربديد وتعداد الوكبلء ادلكلفني بتطوير‪ ،‬بناء ومراقبة مشاريع األيكوسياحة وأداء دورىا كمسري‪ ،‬مرشد ومدافع عن البيئة؛‬
‫‪ ‬تنظيم دورات تكوين قصرية األجل بالتعاون مع ادلختصني يف األيكوسياحة‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬دعم الترويج والتسويق السياحي‪ :‬تعد مهمة تفسري وتعليم مبادئ وأىداف األيكوسياحة دلختلف اجلهات‬
‫الفاعلة (اجلمهور‪ ،‬اجملتمعات احمللية‪ ،‬ادلديريات وادلهنيني‪...،‬اخل) عنصرا أساسيا يف تنمية األيكوسياحة يف أي بلد‪ ،‬حيث‬
‫تساىم يف تعزيز أمهية ومكانة ادلوروث الطبيعي والثقايف لديهم‪ ،‬وتغيري نظرهتم اذباىو وطريقة تعاملهم معو‪ ،‬ويتم ذلك من‬
‫خبلل‪:‬‬
‫‪ ‬اعتماد تكنولوجيا اإلعبلم واالتصال احلديثة (االنًتنت‪ ،‬الراديو‪ ،‬التلفاز)‪ ،‬وتعميم استخدامها يف الًتويج لؤليكوسياحة؛‬
‫‪ ‬إنتاج النشرات وادللصقات والكتيبات ألطفال ادلدارس والطبلب؛‬
‫‪ ‬فتح زبصصات علمية يف األيكوسياحة لطبلب ادلعاىد واجلامعات؛‬

‫‪211‬‬
‫الخاتمة العامة‪..............................................................................................‬‬

‫‪ ‬تنظيم اجتماعات دورية مع السكان احملليني يف ادلناطق احمليطة باحملميات الطبيعية‪ ،‬تتعلق بكيفية ادلشاركة يف زبطيط‬
‫وإدارة ادلشاريع األيكوسياحية؛‬
‫‪ ‬إطبلع السكان احملليني على ذبارب ومشاريع أيكوسياحية ناجحة‪ ،‬من أجل دراسة طرق زبطيطها وإدارهتا‪ ،‬استخبلص‬
‫اجيابياهتا وزلاولة تطبيقها زلليا؛‬
‫‪ ‬إقامة ورشات تطبيق ية للسكان احملليني حول تسيري ادلواقع األيكوسياحية‪ ،‬دبشاركة ادلتخصصني وأصحاب ادلشاريع‬
‫األيكوسياحية الناجحة؛‬
‫‪ ‬التنظيم الدوري أليام دراسية وندوات علمية وملتقيات وطنية ودولية حول األيكوسياحة‪ ،‬بالتعاون مع اجلامعات وادلعاىد‬
‫وادلراكز ادلتخصصة يف سلتلف ادلناطق يف الببلد؛‬
‫‪ ‬االنضمام إىل ادلنظمات واالتفاقيات الدولية ادلهتمة باأليكوسياحة‪ ،‬وإيفاد ادلسئولني واإلداريني ومهنيي السياحة‬
‫للمشاركة يف فعاليات ادللتقيات الدولية ادلنظمة حول األيكوسياحة؛‬
‫‪ ‬إرسال البعثات العلمية إىل الدول األجنبية قصد تكوينهم‪ ،‬وإطبلعهم على التجارب األجنبية الناجحة يف رلال‬
‫األيكوسياحة؛‬
‫‪ ‬إقامة اتفاقيات شراكة وتعاون مع وجهات أيكوسياحية تنافسية‪ ،‬ايسلندا‪ ،‬تنزانيا‪ ،‬كينيا‪ ،‬رواندا‪...‬اخل‪ ،‬لبلستفادة من‬
‫ذبارهبا يف رلال األيكوسياحة‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬وضع آليات للتمويل المستدام للمشاريع األيكوسياحية‪ :‬من خبلل تكييف طرق التمويل احلالية‬
‫وادلستحدثة لكي تتماشى مع خصوصيات االستثمار األيكوسياحي‪ ،‬بغية تعبئة أكرب قدر من الدعم ادلايل الستدامة تنمية‬
‫األيكوسياحة‪ ،‬وذلك من خبلل‪:‬‬
‫‪ ‬إدراج ادلشاريع األيكوسياحية ضمن ادلشاريع ادلستفيدة من االمتيازات ادلمنوحة يف إطار قوانني دعم وتطوير االستثمار‪،‬‬
‫من أجل تعظيم االستفادة من صيغ التمويل احلالية؛‬
‫‪ ‬استحداث وكالة وطنية خاصة بدعم وتطوير ادلشاريع األيكوسياحية‪ :‬شللوكة من قبل الدولة‪ ،‬وتقوم بتقدمي التمويل‬
‫ألصحاب مشاريع األيكوسياحة ومرافقة ادلستثمرين‪ ،‬وتوجيههم إىل غاية إكمال مشاريعهم ودخوذلا مرحلة االستغبلل؛‬
‫‪ ‬منح قروض بفوائد ميسرة من قبل البنوك ألصحاب ادلشاريع األيكوسياحية‪ ،‬وابتكار منتجات مالية خاصة (قروض‬
‫أيكوسياحية‪...،‬اخل)؛‬
‫‪ ‬إنشاء بنوك عمومية وخاصة هبدف سبويل ادلشاريع االستثمارية السياحية وخاصة ادلشاريع األيكوسياحية؛‬

‫‪212‬‬
‫الخاتمة العامة‪..............................................................................................‬‬

‫‪ ‬تقدمي ربفيزات جبائية أل صحاب ادلشاريع األيكوسياحية‪ ،‬سواء خبلل مرحلة اإلصلاز من خبلل استفادهتم من نظام‬
‫الشراء باإلعفاء من الرسم على القيمة ادلضافة واحلقوق اجلمركية مثبل‪ ،‬وكذلك خبلل مرحلة االستغبلل من خبلل‬
‫اإلعفاء الكلي أو اجلزئي من الضرائب كالرسم على النشاط ادلهين‪ ،‬الضريبة على الدخل اإلمجايل‪ ،‬أو الضريبة على أرباح‬
‫الشركات‪ ،‬وذلك خبلل فًتة زمنية ال تقل عن ‪ 2‬سنوات إىل ‪02‬سنوات‪ ،‬واإلعفاء الكلي من الضرائب لؤلرباح ادلعاد‬
‫استثمارىا يف إنشاء أو توسيع ادلشاريع األيكوسياحية؛‬
‫‪ ‬منح قطع أرضية للمستثمرين األيكوسياح من أجل إقامة مشاريعهم؛‬
‫‪ ‬توفري موارد مالية إضافية لفائدة الصندوق اخلاص بدعم االستثمار السياحي من أجل دعم ادلشاريع األيكوسياحية‪.‬‬

‫الفرع الخامس‪ :‬تعظيم المنافع االقتصادية للمجتمعات المحلية‪ :‬وذلك بغية توفري فرص عيش مستدامة للسكان‬
‫احملليني‪ ،‬والتقليل من حدة الفقر والبطالة‪ ،‬وتعظيم القيمة االقتصادية للمحميات الطبيعية‪ ،‬وذلك من خبلل‪:‬‬
‫‪ ‬ربويل السيطرة على احملميات الطبيعية واحلدائق الوطنية من اإلدارة ادلركزية إىل اإلدارة احمللية (اإلدارة‪ ،‬األرباح‪... ،‬اخل)؛‬
‫‪ ‬تنمية ادلؤسسات األيكوسياحية احمللية‪ :‬من خبلل تقدمي الدعم ادلايل وادلعنوي للمستثمرين احملللني من أجل إنشاء‬
‫مؤسسات أيكوسياحية على ادلستوى احمللي؛‬
‫‪ ‬دعم اتفاقيات الشراكة بني ادلؤسسات األيكوسياحة األجنبية والقطاع اخلاص احمللي‪ ،‬وذلك بغية نقل معارف وخربات‬
‫إنشاء وتسيري ادلشاريع األيكوسياحية إىل ادلستثمرين احملليني؛‬
‫‪ ‬إعادة تدوير واستثمار األرباح احملققة من قبل الشركات األيكوسياحية زلليا‪ ،‬من خبلل إطبلق منتجات واستثمارات‬
‫أيكوسياحية جديدة؛‬
‫‪ ‬تشجيع اقتناء السلع واخلدمات ادلنتجة زلليا‪ ،‬وذلك بغية تصريف ادلنتجات وتشجيع األنشطة احمللية؛‬
‫‪ ‬توظيف يد عاملة زللية‪ ،‬وذلك بغية التقليل من حدة البطالة يف ىذه ادلناطق‪.‬‬

‫الفرع السادس‪ :‬تعزيز الرصد والتقييم‪ :‬وذلك بغية التأكد من ربقيق األيكوسياحية ألىدافها ادلرجوة‪ ،‬واكتشاف اآلثار‬
‫السلبية مبكرا ومعاجلتها‪ .‬وتتمثل اإلجراءات ادلقًتحة يف ىذا اجملال يف‪:‬‬
‫للرصد‬
‫للرصد والتّقييم (الربامج واآلثار)‪ :‬من خبلل وضع رلموعة من األدوات وتطوير رلموعة من ادلعايري ّ‬
‫‪ ‬تطوير نظام ّ‬
‫والتّقييم؛‬
‫‪ ‬مراقبة إدارة الربامج؛ من خبلل إعداد تقرير حالة حول تطبيق برنامج األيكوسياحة؛‬
‫‪ ‬إجراء تقييم متوسط األجل دلدى التقدم يف تنفيذ اإلسًتاتيجية الوطنية ادلقًتحة لؤليكوسياحة‪ :‬من خبلل إعداد التقارير‬
‫الدورية دلدى التقدم يف ربقيق األىداف ادلسطرة ورصد االضلرافات ومعرفة أسباهبا ومعاجلتها؛‬

‫‪213‬‬
‫الخاتمة العامة‪..............................................................................................‬‬

‫‪ ‬إجراء مراقبة لآلثار االقتصادية واالجتماعية‪ :‬من خبلل إعداد تقرير رصد حول الوضعية االقتصادية واالجتماعية‬
‫للسكان احملليني قبل وبعد تنفيذ ادلشاريع األيكوسياحية؛‬
‫الرصد البيولوجي (نوعية ادلياه‪ ،‬اذلواء‪ ،‬احلياة الربية‪...،‬اخل)‪،‬‬
‫‪ ‬إجراء مراقبة التنوع البيولوجي‪ :‬من خبلل إعداد تقرير نظام ّ‬
‫من أجل التأكد من مدى تأثري األنشطة األيكوسياحية على البيئة واحلياة الربية‪.‬‬

‫الفرع السابع‪ :‬تبني االبتكار في المنتجات األيكوسياحية‪ :‬وذلك بغية توفري منتجات أيكوسياحية متنوعة‪ ،‬تنافسية‬
‫وعالية اجلودة‪ ،‬حيث ينبغي أن يوجو االىتمام ضلو تشجيع االبتكار‪ ،‬وتوفري التوجيو من أجل تنمية منتجات جديدة وربقيق‬
‫التميز يف التفسري وتقدمي اخلربات‪ ،‬ومن شأن ىذه ادلبادرات أن تعمل على تنمية واستغبلل ادلقومات السياحية‪ ،‬وتعزيز‬
‫مكانة اجلزائر كوجهة أيكوسياحية حديثة‪ ،‬ويتم ذلك من خبلل‪:‬‬
‫‪ ‬ادلراجعة والتحديث الدوري للمعايري الوطنية للكيانات واخلطوط األمامية لؤليكوسياحة (النزل األيكوسياحية‪ ،‬ادلطورين‪،‬‬
‫وادلرشدين‪ ،‬الوكاالت السياحية)؛‬
‫‪ ‬حصر وتعداد الكيانات األيكوسياحية ادلعتمدة ادلوجودة (النزل األيكوسياحية‪ ،‬الوكاالت األيكوسياحية‪ ،‬ادلرشدين‬
‫األيكوسياحيني)‪ ،‬وتقييم مدى توافقها مع معايري وأىداف األيكوسياحة؛‬
‫‪ ‬وضع نظام لتخطيط وتطوير األيكوسياحة‪ ،‬سواء على ادلستوى احمللي أو الوطين؛‬
‫‪ ‬تطوير منتجات أيكوسياحية جديدة مستدامة بيئيا‪ ،‬ودعم ادلنتجات األخرى ادلوجودة؛‬
‫‪ ‬تطوير ادلنشآت والبنية التحتية الداعمة؛‬
‫‪ ‬إدارة زوار ادلناطق الطبيعية واحملمية‪ ،‬من خبلل التطبيق ادليداين آلليات‪ :‬الطاقة االستيعابية‪ ،‬حدود قدرة التحمل‪ ،‬خطة‬
‫تطوير ادلوقع‪ ،‬خطة التقسيم؛‬
‫‪ ‬وضع خطة لئلسًتاتيجية التسويقية لؤليكوسياحة؛‬
‫‪ ‬تطوير العبلمة التجارية للوجهة األيكوسياحية؛ واليت سبيزىا عن غريىا من الوجهات مثبل‪ :‬اجلزائر جنّة الطيور ادلهاجرة؛‬
‫‪ ‬تسهيل الوصول إىل قواعد البيانات وادلعلومات حول ادلنتجات األيكوسياحية‪ ،‬كمواقع األنًتنت‪ ،‬والوسائط ادلتعددة؛‬
‫‪ ‬استحداث إطار مناسبايت من أجل تشجيع األحداث ادلبلئمة داخل احلدائق الوطنية‪ ،‬واليت توفر ذبارب جديدة للزوار‪،‬‬
‫تدعم احملافظة على البيئة داخل احلدائق الوطنية‪ ،‬وتوفر منافع اقتصادية للسكان احملليني؛‬
‫‪ ‬دعم برامج إصدار الشهادات اليت تدعم األنشطة السياحية‪ ،‬وتوفر مداخل متعددة للصناعة هبدف تعزيز أفضل‬
‫ادلمارسات وضمان برامج مستدامة إلصدار الشهادات؛‬
‫‪ ‬تطوير أفضل ادلمارسات‪ ،‬وأفضل الفرص االستثمارية األيكوسياحية األقل تأثريا؛‬

‫‪214‬‬
‫الخاتمة العامة‪..............................................................................................‬‬

‫‪ ‬تسريع استيعاب الشهادات ضمن صناعة األيكوسياحة ووضع قاعدة بيانات للمؤسسات ادلعتمدة؛‬
‫‪ ‬إجراء تقييم لنتائج برامج إصدار الشهادات ومدى فعاليتها على منتجات األيكوسياحة‪.‬‬

‫بعد قيامنا بإجراء الدراسة حول ىذا ادلوضوع واإلطبلع على سلتلف أبعاده‪ ،‬وعلى ضوء النتائج ادلتوصل إليها‪،‬‬
‫تبني لنا أ ّن ىناك رلموعة من ادلواضيع مل تستويف حقها بعد من البحث يف ىذا اجملال‪ ،‬واليت من ادلمكن أن تكون عناوين‬
‫ّ‬
‫إلطبلق أحباث مستقبلية‪ ،‬ونذكر منها‪:‬‬
‫‪ ‬دور األيكوسياحة يف سبكني اجملتمعات احمللية‪-‬دراسة حالة احلظرية الوطنية لتازة‪-‬؛‬
‫‪ ‬األيكوسياحة كأداة فعالة للتسيري ادلستدام للمناطق احملمية‪ -‬دراسة حالة احملمية الطبيعية بتازة‪-‬؛‬
‫‪ ‬األيكوسياحة يف اجلزائر‪ :‬الواقع اإلمكانيات والتحديات‪-‬دراسة حالة رلموعة من احلظائر الوطنية؛‬
‫‪ ‬األيكوسياحة كإسًتاتيجية تسويقية مستدامة –دراسة حالة رلموعة من الوجهات األيكوسياحية‪-‬‬

‫‪215‬‬
‫قائمة‬
‫المراجع‬
‫قائمة المراجع‪..............................................................................................‬‬

‫أوال‪ 3‬المراجع باللغة العربية‬


‫أ‪-‬القرآن الكريم‬
‫ب‪-‬الكتب‬
‫‪-1‬إبراىيم بظاظو‪ ،‬السياحة البيئية وأسس استدامتها‪ ،‬ط‪ ،1‬مؤسسة الوراق للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.2010 ،‬‬
‫‪-2‬إحسان حفظي‪ ،‬علم اجتماع التنمية‪ ،‬دار ادلعرفة اجلامعية‪ ،‬مصر‪.2004 ،‬‬
‫‪-3‬أمحد رشيد‪ ،‬إدارة التنمية والتنمية اإلدارية‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬ادلملكة العربية السورية‪.1979 ،‬‬
‫‪-4‬أمحد عبد السميع عالم‪ ،‬علم االقتصاد السياحي‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪.2008‬‬
‫‪-5‬أمحد فوزي ملوخية‪ ،‬مدخل إلى علم السياحة‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الفكر اجلامعي‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬مصر‪.2008 ،‬‬
‫‪-6‬أمحد مصطفى خاطر‪ ،‬التنمية االجتماعية المفهومات األساسية ونماذج الممارسة‪ ،‬ادلكتبة اجلامعية احلديثة‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪.2002‬‬
‫‪-7‬أكرم عاطف رواشده‪ ،‬السياحة البيئية‪ 3‬األسس والمرتكزات‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الراية للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪.2008‬‬
‫‪-8‬أماين رضا‪ ،‬اإلعالم والسياحة‪ ،‬أطلس للنشر واإلنتاج اإلعالمي‪ ،‬اجليزة‪ ،‬مصر‪.2017 ،‬‬
‫‪-9‬آمنة أبو حجر‪ ،‬الجغرافية السياحية‪ ،‬دار أسامة للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪.2010 ،‬‬
‫‪-10‬بادر زلمد علي وردم‪ ،‬العالم ليس للبيبع‪ 3‬مخاطر العولمة على التنمية المستدامة‪ ،‬األىلية للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫عمان‪.2003 ،‬‬
‫‪-11‬حسٌن عبد احلميد أمحد رشوان‪ ،‬التنمية اجتماعيا ثقافيا اقتصاديا سياسيا إداريا بشريا‪ ،‬مؤسسة شباب اجلامعة‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.2009 ،‬‬
‫‪-12‬خالد كواش‪ ،‬السياحة مفهومها‪ ،‬أركانها‪ ،‬أنواعها‪ ،‬دار التنوير‪ ،‬اجلزائر‪.2007 ،‬‬
‫‪-13‬خليفة مصطفى غرابية‪ ،‬السياحة والبيئة‪ ،‬دار ناشري للنشر االلكرتوين‪.2016 ،‬‬
‫‪-14‬خليل زلمد سعد‪ ،‬مبادئ علم السياحة‪ ،‬ط‪ ،1‬اجلنادرية للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.2017 ،‬‬
‫‪-15‬زيد منًن عبوي‪ ،‬االقتصاد السياحي‪ ،‬ط‪ ،1‬األردن‪.2008 ،‬‬
‫‪-16‬مسًن عبد الوىاب‪ ،‬التنمية الريفية والمحلية وسيلة الحكومات لتحقيق التنمية الشاملة ومحاربة الفقر‪ ،‬ادلنظمة‬
‫العربية للتنمية اإلدارية‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪.2008 ،‬‬

‫‪217‬‬
‫قائمة المراجع‪..............................................................................................‬‬

‫‪-17‬مسًن زلمد عبد الوىاب‪ ،‬دور اإلدارة المحلية والبلديات في إعادة صياغة الدولة‪ ،‬منشورات ادلنظمة العربية‬
‫للتنمية اإلدارية‪ ،‬مصر‪.2009 ،‬‬
‫‪-18‬صاحل ونيس عبد النيب‪ ،‬المعتمد في السياحة واألسفار‪ ،‬ط‪ ،1‬منشورات اللجنة الشعبية العامة للثقافة واإلعالم‪،‬‬
‫ليبيا‪.2006 ،‬‬
‫‪-19‬صالح الدين عبد الوىاب‪ ،‬نظرية السياحة الدولية‪ ،‬دار اذلناء للطباعة والنشر‪ ،‬مصر‪.1992 ،‬‬
‫‪-20‬طو أمحد عبيد‪ ،‬مشكالت التسويق السياحي‪ ،‬ادلكتب اجلامعي احلديث‪ ،‬مصر‪.2010 ،‬‬
‫‪-21‬عبد الرمحن بن أمحد ىيجان وآخرون‪ ،‬مبادئ إدارة األعمال‪ 3‬األساسيات واالتجاىات الحديثة‪ ،‬ط‪ ،1‬العبيكان‬
‫للنشر‪ ،‬الرياض‪ ،‬السعودية‪.2014 ،‬‬
‫‪-22‬عبد الكرمي حافظ‪ ،‬اإلدارة الفندقية والسياحة‪ ،‬دار أسامة للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪.2010 ،‬‬
‫‪-23‬عبد ادلطلب عبد احلميد‪ ،‬التمويل المحلي والتنمية المحلية ‪ ،‬الدار اجلامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.2001 ،‬‬
‫‪-24‬عبد ادلطلب عبد احلميد‪ ،‬التمويل المحلي والتنمية المحلية‪ ،‬الدار اجلامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.2001 ،‬‬
‫‪-25‬عبد ادلطلب غاًل وآخرون‪ ،‬اإلصالح المؤسسي بين المركزية والالمركزية‪ ،‬مركز دراسات واستشارات اإلدارة‬
‫العامة‪ ،‬القاىرة‪.2001 ،‬‬
‫‪-26‬عثمان غنيم‪ ،‬التخطيط أسس ومبادئ عامة‪ ،‬دار صفاء للنشر والتوزيع ‪،‬األردن‪.2001 ،‬‬
‫‪-27‬عثمان زلمد غنيم‪ ،‬بنيتا نبيل سعد‪ ،‬التخطيط السياحي‪ ،‬ط‪ ،1‬دار صفاء للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪.1999‬‬
‫‪-28‬عثمان زلمد غنيم‪ ،‬ماجدة أمحد أبوزنط‪ ،‬التنمية المستديمة‪ 3‬فلسفتها وأساليب تخطيطها وأدوات قياسها‪،‬‬
‫ط‪ ،1‬دار صفاء للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.2007 ،‬‬
‫‪-29‬عالء ابراىيم العسايل‪ ،‬السياحة في الوطن العربي التاريخ المخاطر المهددات‪ ،‬ط‪ ،1‬دار أمد للشر والتوزيع‪،‬‬
‫عمان‪ ،‬األردن‪.2016 ،‬‬
‫‪-30‬عالء الدين عشي‪ ،‬مدخل القانون اإلداري التنظيم اإلداري‪ ،‬اجلزء األول‪ ،‬دار اذلدى للطباعة والنشر والتوزيع‪،‬‬
‫اجلزائر‪.2009 ،‬‬
‫‪-31‬علي الكاشف‪ ،‬التنمية االجتماعية المفاىيم والقضايا‪ ،‬الدار اجلامعية‪ ،‬مصر‪.2007 ،‬‬
‫‪-32‬عمار بوضياف‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري‪ ،‬ط‪ ،2‬جسور للنشر والتوزيع‪ ،‬اجلزائر‪.2007 ،‬‬
‫‪-33‬فادية عمر اجلوالين‪ ،‬تغير االتجاىات والتكيف السلوكي في المجتمع المحلي‪ ،‬ط‪ ،1‬ادلكتبة ادلصرية‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪.2009‬‬

‫‪218‬‬
‫قائمة المراجع‪..............................................................................................‬‬

‫‪-34‬فؤاد البكري‪ ،‬اإلعالم السياحي‪ ،‬ط‪ ،1‬دار هنضة الشرق‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪.2001 ،‬‬
‫‪-35‬فؤاد بن غضبان‪ ،‬السياحة البيئية المستدامة بين النظرية والتطبيق‪ ،‬ط‪ ،1‬دار صفاء للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫األردن‪.2015 ،‬‬
‫‪-36‬قوت القلوب زلمد فريد‪ ،‬تنظيم المجتمع في الخدمة االجتماعية‪ ،‬ادلكتب اجلامعي احلديث‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪.2000‬‬
‫‪-37‬مالك ابن نيب‪ ،‬مشكالت الحضارة‪ 3‬بين الرشاد والتيو‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬دمشق‪ ،‬سوريا‪.2002 ،‬‬
‫‪-38‬ماىر بد العزيز توفيق‪ ،‬صناعة السياحة‪ ،‬دار زىران‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.2008 ،‬‬
‫‪-39‬ماىر عبد اخلالق السيسي‪ ،‬صناعة السياحة‪ 3‬األساسيات والمبادئ‪ ،‬مطابع الوالء احلديثة‪ ،‬مصر‪.2003 ،‬‬
‫‪-40‬ماىر عبد اخلالق السيسي‪ ،‬مبادئ السياحة‪ ،‬ط‪ ،2‬رلموعة النيل العربية‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪.2016 ،‬‬
‫‪-41‬ماىر عبد العزيز توفيق‪ ،‬صناعة السياحة‪ ،‬دار زىران للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.2008 ،‬‬
‫‪-42‬مثىن طو احلوري‪ ،‬امساعيل الدباغ‪ ،‬مبادئ السفر والسياحة‪ ،‬مؤسسة الوراق‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.2001 ،‬‬
‫‪-43‬زلمد هبجت جاد اهلل كشك‪ ،‬تنظيم المجتمع من المساعدة إلى الدفاع‪ ،‬دار ادلعرفة اجلامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫مصر‪.1998 ،‬‬
‫‪-44‬زلمد مخيس الزوكة‪ ،‬صناعة السياحة من منظور جغرافي‪ ،‬ط‪ ،2‬دار ادلعرفة اجلامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪.1995‬‬
‫‪-45‬زلمد شفيق‪ ،‬دراسات في التنمية االجتماعية‪ ،‬ادلكتب اجلامعي احلديث‪ ،‬مصر‪.2009،‬‬
‫‪-46‬زلمد صبحي عبد احلكيم‪ ،‬محدي أمحد الديب‪ ،‬جغرافية السياحة‪ ،‬ط‪ ،2‬مكتبة األصللو ادلصرية‪ ،‬القاىرة‪،‬‬
‫‪.2001‬‬
‫‪-47‬زلمد نصر مهنا‪ ،‬أساليب ووسائل تقوية األجهزة المحلية‪ ،‬ادلنظمة العربية للتنمية اإلدارية‪ ،‬القاىرة‪.2008 ،‬‬
‫‪-48‬زلمود الدمياسي وآخرون‪ ،‬تخطيط البرامج السياحية‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار ادلسًنة‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.2002 ،‬‬
‫‪-49‬زلمود كامل‪ ،‬السياحة الحديثة علما وتطبيقا‪ ،‬اذليئة العامة ادلصرية للكتاب‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪.1975 ،‬‬
‫‪-50‬زلي الدين صابر‪ ،‬التغيير الحضاري وتنمية المجتمع‪ ،‬ط‪ ،2‬ادلكتبة العصرية‪ ،‬بًنوت‪.1986 ،‬‬
‫‪-51‬سلتار محزة وآخرون‪ ،‬دراسات في التنمية الريفية المتكاملة بمصر‪ ،‬مكتبة اخلاصلي‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪.1994 ،‬‬
‫‪-52‬مدحت أبو النصر‪ ،‬يامسٌن مدحت زلمد‪ ،‬التنمية المستدامة مفهومها أبعادىا مؤشراتها‪ ،‬اجملموعة العربية للتدريب‬
‫والنشر‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪.2017 ،‬‬

‫‪219‬‬
‫قائمة المراجع‪..............................................................................................‬‬

‫‪-53‬مروان أبو رمحة وآخرون‪ ،‬مبادئ السياحة‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الربكة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.2001 ،‬‬
‫‪-54‬مرمي أمحد مصطفى‪ ،‬إحسان حفظي‪ ،‬قضايا التنمية في الدول النامية‪ ،‬دار ادلعرفة اجلامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪.2005‬‬
‫‪-55‬مسعود مسطفى الكتاين‪ ،‬علم السياحة والمنتزىات‪ ،‬دار احلكمة للطباعة والنشر‪ ،‬ادلوصل‪ ،‬العراق‪.1990 ،‬‬
‫‪-56‬مصطفى اجلندي‪ ،‬اإلدارة المحلية واستراتيجياتها‪ ،‬دار نشأة ادلعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.2001 ،‬‬
‫‪-57‬مصطفى يوسف كايف‪ ،‬اقتصاديات البيئة والعولمة‪ ،‬دار مؤسسة رسالن للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬دمشق‪ ،‬سوريا‪،‬‬
‫‪.2013‬‬
‫‪-58‬مصطفى يوسف كايف‪ ،‬فلسفة اقتصاد السياحة والسفر‪ ،‬ط‪ ،1‬دار احلامد للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪.2016‬‬
‫‪-59‬منال شوقي عبد ادلعطى أمحد‪ ،‬جغرافية السياحة‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪.2011‬‬
‫‪-60‬منال طلعت زلمود‪ ،‬التنمية والمجتمع‪ ،‬ادلكتب اجلامعي احلديث‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.2001 ،‬‬
‫‪-61‬منال طلعت زلمود‪ ،‬الموارد البشرية وتنمية المجتمع المحلي‪ ،‬ادلكتب اجلامعي احلديث‪ ،‬مصر‪.2001 ،‬‬
‫‪-62‬نعيم الظاىر‪ ،‬سراب إلياس‪ ،‬مبادئ السياحة‪ ،‬ط‪ ،1‬دار ادلسًنة للنشر والتوزيع والطباعة‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.2007 ،‬‬
‫‪-63‬ىباس رجاء احلريب‪ ،‬التسويق السياحي في المنشآت السياحية‪ ،‬دار أسامة للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪.2012 ،‬‬
‫‪-64‬ىناء حافظ بدوي‪ ،‬التنمية االجتماعية رؤية واقعية من منظور الخدمة االجتماعية‪ ،‬دار ادلعرفة اجلامعية‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.2000 ،‬‬
‫‪-65‬يسرى دعبس‪ ،‬صناعة السياحة بين النظرية والتطبيق‪ ،‬ط‪ ،1‬ادللتقى ادلصري لإلبداع والتنمية‪ ،‬مصر‪.2003 ،‬‬
‫‪-66‬يسري دعبس‪ ،‬السياحة‪ ،‬ادللتقى ادلصري لإلبداع والتنمية‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪.2001 ،‬‬

‫ج‪-‬المجالات العلمية‬
‫‪-1‬أمحد غرييب‪ ،‬أبعاد التنمية المحلية وتحدياتها في الجزائر‪ ،‬رللة البحوث والدراسات العلمية‪ ،‬العدد ‪ ،4‬كلية العلوم‬
‫االقتصادية وعلوم التسيًن‪ ،‬جامعة ادلدية‪ ،‬أكتوبر ‪.2010‬‬
‫‪-2‬حسٌن بشًن زلمد‪ ،‬التنمية المحلية‪ 3‬المفهوم والخيارات‪ ،‬رللة الوسط االقتصادي‪ ،‬اخلرطوم‪.2010 ،‬‬
‫‪-3‬رالف شامي‪ ،‬كونيل فولنكامب‪ ،‬التحويالت ودورىا في التنمية‪-‬عكاز ضعيف‪ ،‬رللة التمويل والتنمية‪ ،‬اجمللد ‪،46‬‬
‫العدد‪ ،4‬صندوق النقد الدويل‪ ،‬ديسمرب ‪.2009‬‬

‫‪220‬‬
‫قائمة المراجع‪..............................................................................................‬‬

‫‪-4‬زكية آكلي‪ ،‬فريدة كايف‪ ،‬التنمية المحلية في الجزائر قراءة للنهوض بالمقومات وتجاوز العوائق‪ ،‬رللة اقتصاديات‬
‫ادلال واألعمال‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬مارس ‪.2017‬‬
‫‪-5‬سي فضيل احلاج وآخرون‪ ،‬إشكالية التنمية المحلية المقومات والمعوقات‪ ،‬اجمللة اجلزائرية لالقتصاد واإلدارة‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،09‬جامعة مصطفى اسطمبويل‪ ،‬معسكر‪ ،‬جانفي ‪.2017‬‬
‫‪-6‬طارق بركات‪ ،‬تفعيل دور المشاركة الشعبية والتمكين المستدام في التنمية المحلية‪ ،‬رللة تشرين للبحوث‬
‫والدراسات العلمية‪ ،‬اجمللد‪ ،26‬العدد‪.2014 ، 5‬‬
‫‪-7‬عايد راضي خنفر‪ ،‬أياد عبد اإللو‪ ،‬تسويق السياحة البيئية والتنوع الحيوي‪ ،‬رللة جامعة أسيوط‪ ،‬اجمللد‪،9‬‬
‫العدد‪ ،02‬العربية السعودية‪ ،‬أكتوبر‪.2006‬‬
‫‪-8‬عبد احلميد بوقصاص‪ ،‬التنمية في المجتمعات المحلية بين الواقع واألىداف‪ ،‬رللة التواصل‪ ،‬جامعة عنابة‪،‬‬
‫اجلزائر‪ ،‬عدد جوان‪.2000‬‬
‫‪-9‬عبد الرمحن زلمد احلسن‪ ،‬دور السياسات الوطنية في التنمية المحلية بالسودان‪ ،‬رللة الباحث‪ ،‬العدد‪ ،13‬جامعة‬
‫ورقلة‪.2013 ،‬‬
‫‪-10‬عبد الرزاق موالي خلضر‪ ،‬خالد بورحلي‪ ،‬متطلبات تنمية القطاع السياحي في االقتصاد الجزائري‪ ،‬اجمللة اجلزائرية‬
‫للتنمية االقتصادية‪ ،‬العدد‪ ،4‬جامعة ورقلة‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬جوان‪.2016‬‬
‫‪-11‬عبد ادلطلب بيصار‪ ،‬حسٌن األمٌن شريط‪ ،‬التنمية المحلية في إطار التجارب الدولية والخبرات الميدانية‪ ،‬رللة‬
‫العلوم اإلدارية وادلالية‪ ،‬اجمللد ‪ ،2‬العدد‪.2018 ،2‬‬
‫‪-12‬قدري صالح الدين‪ ،‬بن ذىيبة زلمد‪ ،‬ابوبكر بوسامل‪ ،‬مقالة بعنوان‪ :‬دور األيكوسياحة في دعم فعالية المحميات‬
‫البحرية في األقاليم الساحلية الجزائرية دراسة حالة المحمية البحرية لتازة‪ ،‬رللة البديل االقتصادي‪.2020 ،‬‬
‫‪-13‬كًنك ىاملتون‪ ،‬ماريان فاي‪ ،‬مناخ متغير للتنمية‪ ،‬رللة التمويل والتنمية‪ ،‬العدد ‪ ،4‬اجمللد‪ ،46‬صندوق النقد‬
‫الدويل‪ ،‬ديسمرب‪.2009‬‬
‫‪-14‬نصًنة براىيمي‪ ،‬عبد القادر ناصور‪ ،‬معوقات التنمية المحلية في الجزائر‪ ،‬رللة إدارة ادلال واألعمال‪ ،‬اجمللد‬
‫الثالث‪ ،‬العدد الثاين‪ ،‬جامعة محة خلضر‪ ،‬الوادي‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬ديسمرب ‪.2018‬‬
‫‪-15‬وسيلة السبيت‪ ،‬تمويل التنمية المحلية من منظور إسالمي‪ ،‬رللة العلوم اإلنسانية‪ ،‬العدد‪ ،23‬جامعة بسكرة‪،‬‬
‫اجلزائر‪.2011 ،‬‬

‫‪221‬‬
‫قائمة المراجع‪..............................................................................................‬‬

‫‪-16‬وىيبة بن ناصر‪ ،‬التمويل المحلي ودوره في عملية التنمية المحلية‪ ،‬رللة البحوث والدراسات القانونية‬
‫والسياسية‪ ،‬اجمللد‪ ،2‬العدد‪ ،3‬كلية احلقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة البليدة‪.2‬‬

‫د‪-‬أطروحات الدكتوراه ورسائل الماجستير‬


‫‪-1‬خيضر خنفري‪ ،‬تمويل التنمية المحلية في الجزائر واقع وآفاق‪ ،‬أطروحة دكتوراه يف العلوم االقتصادية‪ ،‬كلية العلوم‬
‫االقتصادية‪ ،‬جامعة اجلزائر‪.2011 ،3‬‬
‫‪-2‬صليحة حواسين‪ ،‬التطورات الجديدة في التسويق السياحي ودورىا في خلق الجيوسياحة (دراسة حالة مديرية‬
‫السياحة والصناعات التقليدية لوالية عين الدفلى)‪ ،‬رسالة ماجستًن يف العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة اجلزائر‪.2014 ،3‬‬
‫‪-3‬صليحة عشي‪ ،‬األداء واألثر االقتصادي واالجتماعي للسياحة في الجزائر وتونس والمغرب‪ ،‬أطروحة دكتوراه‬
‫علوم يف العلوم االقتصادية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة احلاج خلضر‪ ،‬باتنة‪ ،‬اجلزائر‪.2011 ،‬‬
‫‪-4‬طامشة بومدين‪ ،‬الحكم الراشد ومشكلة بناء قدرات اإلدارة المحلية في الجزائر‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬ختصص تنظيم‬
‫سياسي وإداري كلية العلوم السياسية واإلعالم‪ ،‬قسم العلوم السياسية والعالقات الدولية‪ ،‬جامعة اجلزائر‪.2007 ،‬‬
‫‪-5‬عامر عيساين‪ ،‬األىمية االقتصادية لتنمية السياحة المستدامة‪ -‬دراسة حالة الجزائر‪ ،-‬أطروحة مقدمة ضمن‬
‫متطلبات شهادة دكتوراه علوم يف علوم التسيًن‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيًن‪ ،‬جامعة احلاج خلضر‪ ،‬باتنة‪،‬‬
‫اجلزائر‪.2010 ،‬‬
‫‪-6‬عبد السالم زلصول‪ ،‬دور السياحة البيئية في تحقيق التنمية المستدامة في االقتصاديات المغاربية‪-‬دراسة حالة‬
‫الجزائر‪ ،‬تونس والمغرب‪ ،‬رسالة ماجستًن يف علوم التسيًن‪ ،‬جامعة فرحات عباس‪ ،‬سطيف‪ ،‬اجلزائر‪.2014 ،‬‬
‫‪-7‬عبد القادر حسٌن‪ ،‬الحكم الراشد في الجزائر وإشكالية التنمية المحلية‪ ،‬رسالة ماجستًن يف العلوم السياسية‪،‬‬
‫كلية احلقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة تلمسان‪ ،‬اجلزائر‪.2012 ،‬‬
‫‪-8‬عبد القادر عوينان‪ ،‬السياحة في الجزائر االمكانيات والمعوقات (‪ )0202-0222‬في ظل اإلستراتيجية‬
‫السياحية الجديدة للمخطط التوجيهي للتهيئة السياحية ‪ ،SDAT2025‬أطروحة دكتوراه يف العلوم االقتصادية‪،‬‬
‫جامعة اجلزائر‪ ،3‬اجلزائر‪.2013 ،‬‬
‫‪-9‬فطيمة مشرت‪ ،‬تطوير القطاع السياحي ودوره في تحقيق نمو اقتصادي مستديم –دراسة تحليلية استشرافية‬
‫آفاق ‪ ،-0202‬أطروحة دكتوراه الطور الثالث (ل‪.‬م‪.‬د) يف العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة البويرة‪ ،‬اجلزائر‪.2020 ،‬‬

‫‪222‬‬
‫قائمة المراجع‪..............................................................................................‬‬

‫‪-10‬كمال بودانة‪ ،‬أثر الرقابة اإلدارية على التنمية المحلية‪ -‬دراسة ميدانية ببلدية حاسي بحبح الجلفة‪ ،-‬رسالة‬
‫ماجستًن يف علم االجتماع‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬جامعة زلمد خيضر بسكرة‪ ،‬اجلزائر‪.2014 ،‬‬
‫‪-11‬زلمد الناصر مشري‪ ،‬دور المؤسسات المتوسطة والصغيرة والمصغرة في تحقيق التنمية المحلية المستدامة‪،‬‬
‫رسالة ماجستًن يف العلوم االقتصادية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية التجارية وعلوم التسيًن‪ ،‬جامعة فرحات عباس‪ ،‬سطيف‪،1‬‬
‫اجلزائر‪.2011 ،‬‬
‫‪-12‬منال سعيد قرارة‪ ،‬آليات تفعيل الوعي والمشاركة الشعبية في التخطيط العمراني في الضفة الغربية‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستًن ‪،‬كلية الدراسات العليا‪ ،‬جامعة النجاح الوطنية‪ ،‬فلسطٌن‪.2004 ،‬‬
‫‪-13‬نسرين عروس‪ ،‬السياحة البيئية ودورىا في تسويق الجزائر كمقصد سياحي مستدام‪-‬دراسة ميدانية لمحمية‬
‫تازة بوالية جيجل‪ ،-‬أطروحة دكتوراه الطور الثالث (ل‪.‬م‪.‬د) يف العلوم التجارية‪ ،‬جامعة فرحات عباس سطيف‪،1‬‬
‫اجلزائر‪.2017 ،‬‬

‫ه‪-‬الملتقيات الوطنية والدولية‬


‫‪-1‬إبراىيم عليوات‪ ،‬مداخلة بعنوان‪ :‬السياحة في الدول العربية واقع وتحديات دراسة تجارب بعض الدول‪ ،‬ادللتقى‬
‫الدويل حول‪ :‬السياحة رىان التنمية ادلستدامة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيًن‪ ،‬جامعة البليدة‪ ،‬اجلزائر‪25/24 ،‬‬
‫أفريل ‪.2012‬‬
‫‪-2‬عبد الرزاق ندير‪ ،‬قرواي امحد الصغًن‪ ،‬مداخلة بعنوان‪ :‬دور الحكومة االلكترونية في تحقيق األداء الحكومي‪،‬‬
‫ادلؤمتر الدويل حول‪ :‬األداء ادلتميز للمنظمات واحلكومات‪ ،‬جامعة ورقلة‪ ،‬اجلزائر‪ 09-08 ،‬مارس ‪. 2005‬‬
‫‪-3‬عمار بومجعة‪ ،‬مهدي السعيد‪ ،‬مداخلة بعنوان‪ :‬المعوقات الثقافية للتنمية االقتصادية بالمجتمع الجزائري‪ ،‬ادللتقى‬
‫الدويل األول حول ادلقومات الثقافية للتنمية يف اجلزائر‪ ،‬جامعة الشلف‪ ،‬اجلزائر‪ 25/24 ،‬نوفمرب ‪.2015‬‬
‫‪-4‬عنايب بن عيسى‪ ،‬مداخلة بعنوان‪ :‬الترويج للمنتج السياحي البيئي الجزائري بالخارج‪ 3‬لماذا وكيف؟‪ ،‬ادللتقى‬
‫الدويل حول‪ :‬اقتصاديات السياحة ودورىا يف التنمية ادلستدامة‪ ،‬جامعة زلمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬اجلزائر‪10/9 ،‬مارس‬
‫‪.2010‬‬
‫‪-5‬ميلود ولد الصديق‪ ،‬خلضر بن دادة‪ ،‬مداخلة بعنوان‪ :‬استراتيجية تطوير التعليم في سبيل تحقيق التنمية المحلية‬
‫في الجزائر ‪ ،‬ادللتقى الدويل حول احلوكمة والتنمية احمللية‪ ،‬جامعة زلمد البشًن اإلبراىيمي‪،‬برج بوعريريج‪ ،‬اجلزائر‪8-7 ،‬‬
‫ديسمرب ‪.2015‬‬

‫‪223‬‬
‫قائمة المراجع‪..............................................................................................‬‬

‫‪-6‬نورة قنفة‪ ،‬وداد مسيشي‪ ،‬المقومات السياحية الجزائرية بين أزمة تفعيل الممارسة واقعيا وحتمية توظيف اإلعالم‬
‫السياحي المرئي‪...‬الفلم الوثائقي المتلفز نموذجا‪ ،‬ادللتقى الدويل األول حول ادلقاوالتية ودورىا يف تطوير القطاع‬
‫السياحي يف اجلزائر‪ ،‬جامعة قادلة‪ ،‬يومي ‪ 09 ،08‬نوفمرب ‪.2015‬‬
‫‪-7‬وسيلة سعود‪ ،‬مداخلة بعنوان‪ :‬دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في التنمية المحلية المستدامة‪ -‬دراسة حالة‬
‫والية البويرة للفترة ‪ ،0200-0222‬ادللتقى الدويل حول تقييم اسرتاتيجيات وسياسات اجلزائر االقتصادية الستقطاب‬
‫االستثمارات البديلة للمحروقات يف آفاق األلفية الثالثة‪ ،‬جامعة ادلسيلة‪ ،‬اجلزائر‪ 29-28 ،‬أكتوبر ‪.2014‬‬

‫و‪-‬الدوريات والتقارير‬
‫‪-1‬اقتصاديات القطاع السياحي في مصر وانعكاساتها على االقتصاد القومي‪ ،‬سلسلة قضايا التخطيط والتنمية‪،‬‬
‫رقم‪ ،124‬معهد التخطيط القومي‪ ،‬مجهورية مصر العربية ‪ ،‬ديسمرب‪.1998‬‬
‫‪https://9alam.com/community/threads/axm-almtaxhf-‬‬ ‫‪-2‬أىم المتاحف الوطنية بالجزائر‪ ،‬متوفر على الرابط‬
‫‪،alutni-fi-algzar.12969/‬‬
‫‪-3‬التعاون العربي في قطاع السياحة‪ ،‬الفصل الثاين عشر‪ ،‬جامعة الدول العربية‪ .2007 ،‬متوفر على الرابط‬
‫‪http://www.amf.org.ae‬‬
‫‪.https://nrme.net‬‬ ‫‪-4‬تقديم الحديقة الوطنية بلزمة‪ ،‬متوفر على الرابط‬
‫‪-5‬جغرافيا السياحة والطيران‪ ،‬ط‪ ،1‬ادلؤسسة العامة للتعليم الفين والتدريب ادلهين‪ ،‬ادلملكة العربية السعودية‪.2007 ،‬‬
‫‪-6‬الحديقة الوطنية جرجرة رمز للسحر السياحي في الجزائر‪ ،‬متوفر على الرابط‬
‫‪.https://www.akhbarelyoum.dz/ar/‬‬
‫‪.https://www.trfihi-parks.com‬‬ ‫‪-7‬الحظيرة الوطنية ثنية الحد‪ ،‬متوفر على الرابط‬
‫‪-8‬الحظيرة الوطنية لجبل عيسى بالنعامة‪ 3‬مؤىالت طبيعية تبحث عن تثمين‪ ،‬وكالة األنباء اجلزائرية‪ ،‬متوفر على‬
‫‪https://www.aps.dz‬‬ ‫الرابط‬
‫‪.https://www.z-dz.com/‬‬ ‫‪-9‬الحظيرة الوطنية للشريعة نظام إيكولوجي وتنوع بيولوجي‪ ،‬متوفر على الرابط‬
‫‪-10‬دليل مفهوم السياحة المستدامة وتطبيقها‪ ،‬الدليل اإلرشادي للسياحة ادلستدامة يف الوطن العريب‪ ،‬السلسلة‪،1‬‬
‫جامعة الدول العربية‪ ،‬برنامج األمم ادلتحدة‪.2005 ،‬‬
‫‪-11‬الديوان الوطين لإلحصائيات‪ ،‬مجموعة اإلحصائيات السنوية رقم ‪ ،01‬نشرة ‪.2000‬‬
‫‪http://www.djazairess.com/elmassa/24309‬‬ ‫‪-12‬السياحة الثقافية في الجزائر واقع وآفاق‪ ،‬متوفر على الرابط‬
‫‪.http://www.saaih.com‬‬ ‫‪-13‬متحف باردو‪ ،‬متوفر على الرابط‬

‫‪224‬‬
..............................................................................................‫قائمة المراجع‬

‫ متوفر على الرابط‬.2003 ،‫ مونرتيال‬،‫ االتفاقية ادلتعلقة بالتنوع البيولوجي‬،‫المناطق المحمية‬-14


https://www.cbd.int/doc/meetings/...
‫ متوفر على الرابط‬،‫ تراث فني زاخر وطبوع متنوعة‬3‫الموسيقى في الجزائر‬-15
http://www.djazairess.com/echchaab/13991

‫ المراجع باللاغة األجنبية‬3‫ثانيا‬


A-books
1-A.K. Bhattacharya, Ecotourism and livelihoods, Ashok Kumar Mittal concept publishing
company, New Delhi, India, 2005.
2-Alexis Papathanassis, the long tail of tourism: holiday niches and their impact on
mainstream tourism, Germany, 2011.
3-Andrew P.Miller, Ecotourism development in costa rica: the search for oro verde, Lexington
Books, USA, 2012.
4-Andrew P.Miller, Ecotourism development in costa rica: the search for oro verde, Lexington
Books, USA, 2012.
5-Andy. D alan M, Ecotourism development: a manual for conservation planners and
managers, vol1, Arlington, virginia, USA, 2002.
6-Brian Garrod, Local participation in the planning and management of ecotourism: a revised
model approach, Faculty of Economics and Social Science, University of the West of England,
Frenchay Campus, Coldharbour Lane, Bristol, England, 2002.
7-Carol Patterson, the business of ecotourism, third edition, Trafford, Canada, 2007.
8-Charles R. Goeldner, J.R.Brent Ritchie, Tourism: Principles, Practices, Philosophies, Tenth
edition, Jhon Wiley and Sons, Inc, USA, 2006.
9-Christiane Gagnon, Sege Gagnon, L’ecotourisme, entre l’arbre et l’écorce : De la
conservation a la au développement viable des territoires
10-Chucky.Gee Dean, Eduardo fayos-sola, International tourism: a global perspective, world
tourism organisation, Madrid, spain, 1997.
11-D.A .Fennell, Ecotourism programme planning, Cromwell Press, UK, 2002, p15.
12-David A. Fennell, Ross K. Dowling, Ecotourism policy and planning, Cromwell press,
trombridge, UK, 2003.
13-David fennell, Ecotourism, third edition, taylor & francais e-library, Routledge, London, 2008.
14-David fennell, Ecotourism: an introduction, fourth edition, taylor & francais e-library,
Routledge, London, 2015.
15-Dianne Bchan, Beyond Fences: Seeking social sustainability in conservation, second
edition,Gland, Switzerland IUCN, 1997.
16-Dimitrios Diamantis, Ecotourism, TJI, Padstow, Cornwall, UK, 2004.
17-Dimitrios Diamantis, Ecotourism: management and assessment, TJ I Digital, Padstow,
Cornwall, UK, 2004.
18-Eagles. P, B. Higgins, Ecotourism market and industry structure in ecotourism: a guide for
planners and managers, 1998.
19-Garrett Nagle, Tourism, leisure and recreation, Nelson Thorns, Cheltenham, Great Britain,
2011.

225
..............................................................................................‫قائمة المراجع‬

20-Géraldin Froger, La mondialisation contre le développement durabe ?, P.I.E-PETER LANG,


Bruxelles, Belgique, 2006.
21-Hannah Schwamborn, ecotourism and ski touring: tour operator’s adaption of ecotourism
principles, GRIN Verlag, open publishing Gmb, 2013.
22-Hannah Schwamborn, ecotourism and ski touring: tour operator’s adaption of ecotourism
principles, Grin Verlag, open publishing GMbH, Germany, 2013.
23-Jagbir Singh, ecotourism, I.K.international publishing house PVT.LT, New Delhi, India, 2010.
24-Jaime A.Seba, ecotourism and sustainable tourism: new perspectives and studies, Apple
academic press, Canada, 2012.
25-James Higham, Critical Issues in Ecotourism: understanding a complex tourism
phenomenon, first edition, Butterworth-Heinemann, UK, 2007.
26-Jean michel Dewaily, Emile Flament, Le tourisme , SEDES ,Coll, Campus, Paris,
27-Jean Yves Gouttebel, Stratégie de developpement teritorial , edition Economica, Paris,2003.
28-Jean-Marie Breton, Patrimoine, tourisme, environnement et développement durable, édition
Karthala-CREJETA, paris, fance, 2010.
29-Jim Butcher, the united nations international year of ecotourism: a critical analysis of
development implications, Progress in development studies journal, publications Sage, 2006.
30-Kelly S. Bricker, Holly Donohoe, Demystifying theories in tourism research, Gutenberg Press
Ltd, Tarxien, Malta, 2015.
31-Kevin Belanger, Ecotourism and its effects on native populations, submission for writing
Award, 2006.
32-Louis Dupont, Contribution à l’étude des dimensions économiques du tourisme et des
voyages, l’Harmattan, France, 2002.
33-Louis et Benoit levesque, developpement economique cummunautaire, économie sociale et
intervention, SainteFoy, PUQ, 1996.
34-Marie Lequin, écotourisme et gouvernance participative, Presses de l’université du Québec,
Canada, 2001.
35-Martha Honey, Ecotourism and sustainable development : who owns paradise?, second
edition, Island press, London, UK, 2008.
36-Megan Epler Wood, ecotourism: Principles, practices and policies for sustainability, united
nations publication, 2002.
37-Metin Kozak, Nazmi Kozak, Sustainability of tourism : Cultural and environmental
perspectives, Cambridge scholars publishing, Great Britain, 2011.
38-Michael luck, Torsten kirstges, Global ecotourism policies and case studies: perspectives and
constraints, SHORT RUN PRESS, Great Britain, 2003.
39-N.Jayapalan, An introduction to tourism, Atlantic publishers and distributors, New delhi,
India, 2001.
40-Norbert Vanhove, the economics of tourism destinations, second edition, Elsevier publication,
USA, 2011.
41-Pierre Noël Denieuil, Introduction aux théories et quelques pratiques du développement
local et territorial, B.I.T, GENERE, 2005.
42-Preece N, P. Van Osterzee, D. James, Two way track: biodiversity conservation and
ecotourism, department of environment, sport and territories, Australia, 1995.
43-R. Buckley, Environmental impacts of ecotourism, CAB international, UK, 2004.

226
..............................................................................................‫قائمة المراجع‬

44-R.K.Blamey, The encyclopedia of ecotourism, CAB international, UK, 2001.


45-Rosaleen Duffy, A trip too far: ecotourism politics and exploitation, Earthscan publication
LTD, USA, 2002.
46-Shalini Singh, Domestic Tourism in Asia: Diversity and Divergence, Antony Rowe, UK,
2012.
47-Stephen Wearing, John Neil, Ecotourism: impacts, potentials and possibilities, second
edition, Butterworth-Heinemann, Hungary, 2009, p126.
48-Stephen Williams, Tourism Geography: A new synthesis, second edition, Routledge, London,
UK, 2009.
49-Sue Beeton, Ecotourism: a practical guide for rural communities, Landlinks press, Australia,
1998.
50-Tim Knowles, Dimitrios Diamantis, Joudalla Bey El-Mourhabi, The globalisation of tourism
and hospitality: A strategic perspective, second edition, TJ Digital, Padstow Cornwall, UK, 2004.
51-Velvet Nelson, An introduction to the geography of tourism, Rowman and & Littlefield
Publishers INC , UK, 2013.
52-Walter, Hamziker, Le tourisme: caractéristiques principales, Aiest éditions gurten, Berne,
paris, 1992.
53-X.Font, R.C.Buckley, Tourism ecolabelling: certification and promotion of sustainable
management, Biddles Ltd, Guildford and King’s Lynn, UK, 2001.
54-Zenaida L. Cruz, Principles of tourism, part 1, Rex book store. Inc, manila, philipines, 2006.

B-doctorat thesis
1-Anyapak prapannetivuth, Ecotourism: A study on responsible environmental behavior of
visitors to popular national parks in Thailand, a partial fulfillment of the degree of doctor in
business administration, University of south Australia, 2008.
2-Karima Boudedja, Les acteurs et le développement local: outils et représentations, Cas des
territoires ruraux au Maghreb, these de doctorat, Géographie, Université Paul Valéry -
Montpellier III, France, 2013.
3-Makhlouf sara, gouvernance des territoires côtiers et aires protégées en Algérie :de a
conservation au developmt durabe intégré, thèse de doctorat L.M.D, université de Jijel,
2019/2020.
4-Marie Lequin, gouvernance en ecotourisme : développement durable, développement régional et
démocratie participative, Thèse présentée comme exigence partielle du doctorat en études
urbaines,université du québec à montréal, janvier 2000.
5-Tania Paola Romero Brito, Non-governmental organizations NGOs in ecotourism, Submitted
in the fulfilment of the requirements of the degree of Doctor of Philosophy, Griffith University,
Australia, 2015.

C-Journals
1-A. Sissaoui, R. Baba, N. Chabi, Protected areas for conservation of biodiversity and
sustainable development in Algeria: the case of Taza national park-jijel, Journal of new
sciences, volume CSIEA (32), 01 November 2017.
2-Cristina Barna, Manuela Epure, Ruxandra Vasilescu, Ecotourism: conservation of thenatural
and cultural heritage, Reaser review of applied socio-economic research, volume1, issue1,
Romania, 2011.

227
..............................................................................................‫قائمة المراجع‬

3-Geoffrey Wall, Is ecotourism sustainable ?, Environmental Management Vol21, No4, Springer-


Verlag New York Inc, USA, 1997.
4-Grimes Samir, Plan de gestion de l'aire marine du parc national d'EL KALA, Projet
MedMap, PNUE, 2005.
5-Ralf Buckley, Evaluating the net effects of ecotourism on the environment: a framework,
first assessment and future research, Journal of Sustainable Tourism. Vol17, No6, Routledge,
England, November 2009.
6-Remi Bellia, Le pescatourisme: une solution pour la pêche durable au Nord et au Sud de la
Méditerranée ?Une expérience conduite dans le Parc National de Taza, Algérie. Commandée
par WWF Mediterranean, 2016.
7-Said chaouki chakour, Réflexion autour de la relation : aires marines protégées écotourisme
et dévelopment durable des territoires littoraux, revue des sciences économiques et de gestion,
setif, 2015.
8-Yunus Emre Genc, Murat Kayalar, Arab tourists opinions about sustainable Arab tourism in
Trabzon and facilities of Trabzon , London journal of reserch in management and business,
vol20, issue4, 2020.

D-seminars
1-Ramdane Nadia, Le pescatourisme entre le défit du service touristique et la perspective socio-
économique de la peche en algerie, regional experience exchange workshop of the Medpan
network, Palma de mallorca, spain, 13/15 november 2018.
2-Concept des AMP en méditerranée, en Algérie et projet de classement de Taza, le 1er
Concours de la photographie sous marine de la corniche Jijelinne, PNT, 05-08 juillet 2011.

E-Reports
1-Activités économiques durables dans les aires marines protégées méditerranée (SEA-MED)
project, rapport de 3eme année, wwf, 2016.
2-Ecotourism Statistical Fact Sheet, the international ecotourism society, 2000, http://www.active-
tourism.com/factsEcotourism1.pdf
3-Employment in the tourism industry, http://www.ilo.org/global/publications/world-of-work-
magazine/articles/WCMS_157893/lang--en/index.htm
4-Guide de l’écotourisme, petite futé, France, 2012-2013.
5-International Tourism Highlights, 0220 edition, UNWTO, http://www.e-unwto.org/
6-Les aires protegees en algerie, http://www.asal.dz/files/atlas/Atlas.pdfn
7-Plan d’action pour le développement durable du tourisme en Algérie, horizon 2010,
Ministère du tourisme.
8-Shéma Directeur d’Aménagement Tourstique SDAT 2025, le diagnostique: audit du tourisme
algérien, livre 1, Le ministère de l’Aménagement du Territoire, de l’Environnement et du
Tourisme, Janvier 2008.
‫ المواد والقوانين‬3‫ثالثا‬
‫ والذي يعرف ادلؤسسات الفندقية‬،2000 ‫ مارس‬1 ‫ ادلؤرخ يف‬46-2000 ‫ من ادلرسوم التنفيذي رقم‬12 ‫ادلادة‬-1
.‫وحيدد تنظيمها وسًنىا وكذا كيفيات استغالذلا‬
.‫ ادلتعلق بالتنمية السياحية ادلستدامة‬،‫م‬2003 ‫ فيفري‬17 ‫ ادلؤرخ يف‬01-03 ‫القانون رقم‬-2

228
..............................................................................................‫قائمة المراجع‬

‫ والذي حيدد شروط شلارسة نشاط‬،2006 ‫ جانفي‬21 ‫ ادلؤرخ يف‬224-06 ‫ من ادلرسوم التنفيذي رقم‬2 ‫ادلادة‬-3
.‫الدليل يف السياحة وكيفيات ذلك‬
‫ وادلتعلق باجملاالت احملمية يف إطار التنمية‬،2011 ‫ فرباير‬17 ‫ ادلؤرخ يف‬02-11 ‫ من القانون رقم‬15 ‫ادلادة‬-4
.‫ادلستدامة‬
‫ والذي حيدد شروط وكيفيات شلارسة نشاط النقل‬،2016 ‫ جويلية‬25 ‫ ادلؤرخ يف‬203-16 ‫ادلرسوم التنفيذي رقم‬-5
.‫الربح‬
ّ ‫البحري واحلضري والنزىة البحرية هبدف‬
‫ مواقع االنترنت‬3‫رابعا‬
1-https://www.almaany.com/ar/dict/ar-ar/%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%ad%d8%a9/
2- http://www.gdrc.org/uem/eco-tour/2002/yearecoturism2002.html
3-http://www.ecotourism.org/what-is-ecotourism
4-http://www.ecotourismlogue.com/about-ecotourism
5-http://www.ecotourdirectory.com/ecotourism/ecotourism_definitions.php
6-http://www.untamedpath.com/Ecotourism/defining.html
7-http://www.fao.org/docrep/w7714e/w7714e06.htm
8- http://www.andi.dz/index.php/ar/secteur-du-tourisme
9- http://www.algerie-monde.com/parcs-naturels/taza/
10- https://www.pntlemcen.com/
11-https://www.m-culture.gov.dz
12- https://visitalgeria.dz/le-parc-national-du-tassili-najjer
13-https://web.archive.org
14-http://www.dgf.org.dz/fr/structure/reserve-de-chasse
15- http://www.meer.gov.dz/a/?page_id=2317
16-https://rsis.ramsar.org/ris-search/?f[0]=regionCountry_en_ss%3AAlgeria&pagetab=1
17-http://www.el-mouradia.dz/arabe/algerie/Histoire/algeriear.htm
18- https://www.almrsal.com/post/330596
19-http://www.tahwas.net
20- http://www.aljazeera.net/proams/almashaa
21-http://whc.unesco.org/ar/list/194#top
22- http://www.albayan.ae/editors-choice/asfar/2015-07-29-1.2425695
23- http://whc.unesco.org/ar/list/193#top
24-http://www.tahwas.net/
25-www.mta.gov.dz.
26- https://wwf.panda.org/fr/aires_marines_protegees/projet_medpan_sud/
27- https://www.annasronline.com/index.php/
28-www.alliedmarketresearch.com

229
‫المالحق‬
‫المالحق‪....................................................................................................‬‬

‫الملحق رقم (‪ :)10‬المسلك تحت المائي للحظيرة الوطنية لتازة‬

‫‪231‬‬
‫المالحق‪....................................................................................................‬‬

‫الملحق رقم (‪ :)10‬المسلك الغابي لمشتى الشريعة بالمحمية الطبيعية لتازة‬

‫الملحق رقم (‪ :)10‬بعض منتجات السكان المحليين‬

‫‪232‬‬
‫المالحق‪....................................................................................................‬‬

‫الملحق رقم (‪ :)10‬دار التراث المحلي قبل وبعد التهيئة‬

‫‪233‬‬
‫المالحق‪....................................................................................................‬‬

‫الملحق رقم (‪ :)10‬طاولة التوجيه‬

‫‪234‬‬
‫المالحق‪....................................................................................................‬‬

‫الملحق رقم (‪ :)10‬استبيان الدراسة‬

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعميم العالي والبحث العممي‬

‫جامعة الجزائر‪3‬‬

‫كمية العموم االقتصادية التجارية‬

‫وعموم التسيير‬

‫استبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــانة بح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــث‬

‫السالم عليكم ورمحة اهلل تعاىل وبركاتو‬

‫يسعى الباحث إىل القيام بدراسة بعنوان‪ " :‬مساهمة األيكوسياحة في تحقيق التنمية المحلية في الجزائر‪-‬‬
‫دراسة حالة المحمية الطبيعية بتازة والية جيجل‪ ،"-‬وذلك هبدف معرفة مستويات األيكوسياحة والتنمية احمللية يف‬
‫احملمية الطبيعية بتازة والية جيجل‪ ،‬وكذا العالقة بني األيكوسياحة وخمتلف أبعاد التنمية احمللية‪ ،‬واقرتاح مجلة من التدابري‬
‫بغية ترقية األيكوسياحة يف اجلزائر‪.‬‬

‫ويف إطار استكمال متطلبات احلصول على شهادة الدكتوراه علوم يف علوم التسيري‪ ،‬وبغية الوصول إىل نتائج‬
‫ميدانية علمية دقيقة‪ ،‬يرجى التكرم بتقدمي إجاباتكم احملايدة واملمثلة لقناعاتكم الشخصية‪ ،‬وأن تتم اإلجابة بأفضل ما‬
‫لديكم من معلومات وذلك بوضع اإلشارة (‪ )x‬يف املكان املناسب لكل فقرة‪ ،‬حيث أن تعاونكم واىتمامكم باإلجابة‬
‫على فقرات االستبيان بدقة وموضوعية‪ ،‬سيكون حتما عامال مهما يف جناح الدراسة‪ ،‬وسوف تعامل ىذه اإلجابات‬
‫بالسرية التامة‪ ،‬كما أنو سيتم استخدامها ألغراض البحث العلمي فقط‪.‬‬

‫ويف األخري تفضلوا بقبول فائق االحرتام والتقدير‬

‫األستاذ المشرف‪ :‬أ‪.‬د‪.‬يوسف بومدين‬ ‫الباحث‪ :‬عبد السالم محصول‬

‫‪235‬‬
‫المالحق‪....................................................................................................‬‬

‫أوال‪ :‬محور األيكوسياحة‬

‫موافق‬ ‫موافق‬ ‫محايد‬ ‫غير‬ ‫غير‬ ‫األيكوسياحة‬ ‫المكون‬


‫ّ‬

‫بشدة‬ ‫موافق‬ ‫موافق‬


‫بشدة‬
‫تتمتع املواقع السياحية املوجودة داخل احملمية مبوقع جغرايف‬
‫مميّز؛‬
‫تتوفر احملمية على مناظر طبيعية خالبة تستقطب اىتمام‬

‫المعايير الطبيعية‬
‫السياح؛‬
‫تتميز احملمية الطبيعية بتنوع بيولوجي معترب؛‬
‫تتوفر احملمية الطبيعية على نوعية ىواء نقية؛‬
‫ىناك مصادر للمياه العذبة داخل احملمية الطبيعية؛‬
‫تتوفر احملمية على اهلدوء والسكينة لراحة السياّح؛‬
‫ىناك الفتات إرشادية للسيّاح داخل احملميّة؛‬
‫تتوفر املواقع السياحيّة داخل احملميّة على مرشدين سياحيني؛‬
‫تتوفر احملميّة على ملصقات تعريفية مبختلف األنواع النباتية‬
‫واحليوانية املوجودة داخلها؛‬
‫ىناك برامج توعية دورية حول األنواع امله ّددة باالنقراض داخل‬
‫احملميّة؛‬
‫توفر احملمية مطويات للسياح حول خمتلف املواقع السياحية‬
‫معايير التعلم والتفسير‬

‫واألنواع النباتية واحليوانية هبا؛‬


‫تقوم احملميّة بتنظيم أيام دراسية وملتقيات ملختلف الفاعلني‬
‫حول األيكوسياحة؛‬
‫تقوم احملميّة بتنظيم دورات تكوينية لفائدة السكان احملليني‬
‫حول األيكوسياحة؛‬
‫ملسنا اىتمام القائمني على احملمية بالتعريف بالرتاث الثقايف‬
‫للمنطقة؛‬
‫يعمل القائمون على احملمية على تنويع األنشطة األيكوسياحية‬
‫هبا؛‬

‫‪236‬‬
‫المالحق‪....................................................................................................‬‬

‫يوجد استغالل عقالين للموارد الطبيعية يف املواقع السياحية‬


‫داخل احملمية؛‬
‫تطبق احملميّة جمموعة من اآلليات من أجل تقليل الضغوطات‬
‫البشرية على املواقع السياحية؛‬
‫تساىم املواقع السياحية داخل احملميّة يف الرفاىية االقتصادية‬

‫معايير االستدامة‬
‫للسكان احملليني؛‬
‫تعمل احملميّة على معاجلة اآلثار السلبية للزوار على املواقع‬
‫السياحية داخل احملمية؛‬
‫يراعي القائمون على احملمية البعد البيئي يف التخطيط لألنشطة‬
‫األيكوسياحية داخل احملمية؛‬
‫ختصص احملميّة جزء من إيراداهتا للتقليل من التلوث ومحاية‬
‫البيئة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬محور التنمية المحلية‬

‫موافق‬ ‫محايد موافق‬ ‫غير‬ ‫غير‬ ‫التنمية المحلية‬


‫بشدة‬ ‫موافق‬ ‫موافق‬
‫بشدة‬
‫ىناك تراكم للثروة وتزايد إليرادات السكان احملليني يف املناطق‬
‫التابعة للمحمية الطبيعية بتازة؛‬
‫تعرف املناطق التابعة للمحمية الطبيعية مستويات تشغيل‬
‫مرتفعة؛‬
‫تتوفر املناطق التابعة للمحمية الطبيعية على أسواق وتظاىرات‬
‫البعد االقتصادي‬

‫لتصريف املنتجات احمللية؛‬


‫تعرف املناطق التابعة للمحمية تنوعا يف األنشطة االقتصادية‬
‫وحتسنا يف احلركية التجارية؛‬
‫ىناك حتسن يف املواصالت العامة من وإىل املواقع السياحية يف‬
‫احملمية الطبيعية بتازة؛‬
‫ىناك حتسن يف البنية التحتية للمناطق التابعة للمحمية الطبيعية‬
‫بتازة؛‬

‫‪237‬‬
‫المالحق‪....................................................................................................‬‬

‫تعرف املناطق التابعة للمحمية الطبيعية تغطية جيدة بشبكات‬


‫االتصال الالسلكية؛‬
‫تتوفر املناطق التابعة للمحمية الطبيعية على خدمات مصرفية‬
‫جيّدة؛‬
‫ىناك استقرار للسكان احملليني يف املناطق التابعة للمحمية‬
‫الطبيعية بتازة؛‬
‫توجد مستويات ضعيفة للفقر يف أوساط اجملتمعات احمللية‬
‫التابعة للمحمية الطبيعية؛‬
‫ىناك مستويات ضعيفة للبطالة يف أوساط اجملتمعات احمللية‬
‫التابعة للمحمية؛‬
‫تشهد املناطق التابعة للمحمية اخنفاض يف األميّة يف أوساط‬

‫البعد االجتماعي والثقافي‬


‫السكان احملليني؛‬
‫ىناك انفتاح للمجتمع احمللي وتقبلو للثقافات األخرى يف‬
‫املناطق التابعة للمحمية الطبيعية؛‬
‫ىناك زيادة للوعي بأمهية احملافظة على املوروث الثقايف والتارخيي‬
‫يف أوساط السكان احملليني التابعني للمحمية الطبيعية؛‬
‫تقام عادة املهرجانات والتظاىرات الثقافية يف املناطق التابعة‬
‫للمحمية الطبيعية؛‬
‫يقبل السكان احملليني يف املناطق التابعة للمحمية الطبيعية على‬
‫تعلم اللّغات األجنبية؛‬
‫ىناك اىتمام بالفنون والصناعات التقليدية احمللية يف املناطق‬
‫التابعة للمحمية الطبيعية؛‬
‫توجد مستويات منخفضة من التلوث البيئي يف املناطق التابعة‬
‫للمحمية الطبيعية بتازة؛‬
‫ىناك اىتمام باجلانب البيئي من قبل األفراد واملشاريع يف‬
‫البعد البيئي‬

‫املناطق التابعة للمحمية الطبيعية؛‬


‫تتوفر املناطق التابعة للمحمية الطبيعية على أراضي خصبة‬
‫وكثيفة التشجري؛‬
‫تتميز املناطق التابعة للمحمية الطبيعية مبستويات تساقط‬

‫‪238‬‬
‫المالحق‪....................................................................................................‬‬

‫مرتفعة لألمطار؛‬
‫توجد يف املناطق التابعة للمحمية الطبيعية أنظمة بيئية ىشة‬
‫ومتكاملة؛‬
‫الملحق رقم (‪ :)10‬قائمة محكمي االستبيان‬
‫االمضاء‬ ‫الجامعة‬ ‫األستاذ‬
‫جامعة الوادي‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬دفرور عبد النعيم‬

‫جامعة الوادي‬ ‫د‪ .‬باحلبيب عبد الكامل‬

‫جامعة جيجل‬ ‫د‪.‬حاجي فهيمة‬

‫املركز اجلامعي أفلو‬ ‫د‪.‬خلف اهلل بن يوسف‬

‫الملحق رقم (‪ :)10‬صدق االتساق ال ّداخلي لمحاور األيكوسياحة‬

‫‪239‬‬
‫المالحق‪....................................................................................................‬‬

‫‪240‬‬
‫المالحق‪....................................................................................................‬‬

‫الملحق رقم (‪ :)10‬صدق االتساق ال ّداخلي لمحاور التنمية المحلية‬

‫‪241‬‬
‫المالحق‪....................................................................................................‬‬

‫‪242‬‬
‫المالحق‪....................................................................................................‬‬

‫الملحق رقم (‪ :)01‬معامالت الثبات‬

‫المعايير الطبيعية‬

‫معايير التعلّم والتفسير‬

‫معايير االستدامة‬

‫‪243‬‬
‫المالحق‪....................................................................................................‬‬

‫البعد االقتصادي‬

‫البعد االجتماعي‪-‬الثقافي‬

‫البعد البيئي‬

‫‪244‬‬
‫المالحق‪....................................................................................................‬‬

‫ككل‬
‫االستبيان ّ‬

‫الملحق رقم (‪ :)00‬اختبار االرتباط‬

‫‪245‬‬
‫الفهارس‬
‫الفهارس‪....................................................................................................‬‬

‫فهرس األشكال‬
‫الصفحة‬ ‫عنوان الشكل‬ ‫الرقم‬
‫‪57‬‬ ‫تطور مفهوم األيكوسياحة‬ ‫‪10‬‬
‫‪68‬‬ ‫طيف أنواع األيكوسياح‬ ‫‪10‬‬
‫;‪6‬‬ ‫العالقة بني االستدامة‪ ،‬السياحة اجلماعية‪ ،‬السياحة البديلة واأليكوسياحة‬ ‫‪15‬‬
‫‪71‬‬ ‫األيكوسياحة كمرتكز من مرتكزات السياحة ادلستدامة‬ ‫‪16‬‬
‫‪70‬‬ ‫األيكوسياحة كجزء من السوق السياحي‬ ‫‪17‬‬
‫‪85‬‬ ‫األطراف ذات ادلصلحة يف صناعة األيكوسياحة‬ ‫‪18‬‬
‫‪010‬‬ ‫اآلثار االقتصادية لأليكوسياحة‬ ‫‪19‬‬
‫‪019‬‬ ‫اآلثار االجتماعية لأليكوسياحة‬ ‫‪1:‬‬
‫‪01:‬‬ ‫اآلثار الثقافية لأليكوسياحة‬ ‫;‪1‬‬
‫‪006‬‬ ‫اآلثار السياسية لأليكوسياحة‬ ‫‪01‬‬
‫‪001‬‬ ‫اآلثار البيئية االجيابية لأليكوسياحة‬ ‫‪00‬‬
‫‪009‬‬ ‫تطور اإليرادات والنفقات السياحية يف اجلزائر خالل الفرتة ‪0111‬م‪010;-‬م‬ ‫‪00‬‬
‫‪051‬‬ ‫تطور عدد السياح الوافدين واخلارجني من اجلزائر خالل الفرتة ‪0111‬م‪010;-‬م‬ ‫‪05‬‬
‫‪056‬‬ ‫تطور عدد العاملني يف القطاع السياحي اجلزائري خالل الفرتة ‪0101‬م‪010;-‬م‬ ‫‪06‬‬
‫‪076‬‬ ‫‪SDAT2025‬‬ ‫األهداف اخلمسة للمخطط التوجيهي للتهيئة السياحية‬ ‫‪07‬‬
‫‪078‬‬ ‫مشروع ‪MedPAN Sud‬‬ ‫‪08‬‬
‫‪079‬‬ ‫‪SEA-Med‬‬ ‫بطاقية ادلشاريع التجريبية دلشروع‬ ‫‪09‬‬
‫‪080‬‬ ‫تطور إنتاج ادلوارد الصيدية لوالية جيجل خالل الفرتة ‪0108-0100‬‬ ‫‪0:‬‬
‫‪085‬‬ ‫حدود وتقسيم ادلنطقة احملمية للحظرية الوطنية لتازة‬ ‫;‪0‬‬
‫‪086‬‬ ‫تأثري ادلنطقة البحرية احملمية على إيرادات الصيادين احلرفيني‬ ‫‪01‬‬
‫‪087‬‬ ‫تأثري ادلنطقة البحرية احملميّة على الطلب السياحي‬ ‫‪00‬‬
‫‪088‬‬ ‫تأثري ادلنطقة البحرية احملميّة على رقم أعمال السياحة‬ ‫‪00‬‬

‫‪247‬‬
‫الفهارس‪....................................................................................................‬‬

‫‪0:8‬‬ ‫منوذج متغريات الدراسة‬ ‫‪05‬‬


‫‪0;:‬‬ ‫جتانس توزيع البواقي‬ ‫‪06‬‬
‫;;‪0‬‬ ‫انتشار البواقي‬ ‫‪07‬‬

‫‪248‬‬
‫الفهارس‪....................................................................................................‬‬

‫فهرس الجداول‬
‫الصفحة‬ ‫عنوان الجدول‬ ‫الرقم‬
‫‪0:‬‬ ‫التعاريف التقنية ادلقدمة لأليكوسياحة‬ ‫‪10‬‬
‫‪50‬‬ ‫األيكوسياحة الصلبة والناعمة‬ ‫‪10‬‬
‫‪011‬‬ ‫اآلثار الثقافية احملتملة لتنمية األيكوسياحة‬ ‫‪15‬‬
‫‪007‬‬ ‫تطور اإليرادات والنفقات السياحية يف اجلزائر خالل الفرتة ‪0111‬م‪010;-‬م‬ ‫‪16‬‬
‫‪00:‬‬ ‫تطور ادليزان السياحي اجلزائري خالل الفرتة ‪0111‬م‪010;-‬م‬ ‫‪17‬‬
‫‪050‬‬ ‫تطور عدد العاملني يف القطاع السياحي يف اجلزائر خالل الفرتة ‪0101‬م‪010;-‬م‬ ‫‪18‬‬
‫‪060‬‬ ‫احلظائر الوطنية يف اجلزائر‬ ‫‪19‬‬
‫‪060‬‬ ‫نظرة حول التنوع البيولوجي للحظائر الوطنية يف اجلزائر‬ ‫‪1:‬‬
‫‪065‬‬ ‫احملميات الطبيعية يف اجلزائر‬ ‫;‪1‬‬
‫‪066‬‬ ‫ادلناطق الرطبة يف اجلزائر‬ ‫‪01‬‬
‫‪079‬‬ ‫‪Sea Med‬‬ ‫أهداف مشروع‬ ‫‪00‬‬
‫‪095‬‬ ‫توزيع مناصب الشغل ادلتوقع استحداثها يف احملميّة الطبيعية بتازة والية جيجل‬ ‫‪00‬‬
‫;‪09‬‬ ‫العيّنة الكلية للدراسة‬ ‫‪05‬‬
‫‪0:0‬‬ ‫معامل ثبات االستبيان‬ ‫‪06‬‬
‫‪0:0‬‬ ‫صدق االتّساق البنائي حملاور االستبيان‬ ‫‪07‬‬
‫‪0:5‬‬ ‫ميزان تقديري وفقا دلقياس ليكرت اخلماسي‬ ‫‪08‬‬
‫‪0::‬‬ ‫نتائج حتليل بيانات األيكوسياحة‬ ‫‪09‬‬
‫‪0;0‬‬ ‫نتائج حتليل بيانات التنمية احمللية‬ ‫‪0:‬‬
‫‪0;6‬‬ ‫معامل االرتباط بني األيكوسياحة والتنمية احمللية‬ ‫;‪0‬‬
‫‪0;7‬‬ ‫نتائج اختبار فيشر ‪ F‬للمعنوية الكلية للنموذج‬ ‫‪01‬‬
‫‪0;8‬‬ ‫القدرة التفسريية لنموذج االحندار‬ ‫‪00‬‬
‫‪0;9‬‬ ‫اختبار اعتدالية التوزيع‬ ‫‪00‬‬
‫‪011‬‬ ‫منوذج االحندار‬ ‫‪05‬‬

‫‪249‬‬
‫الفهارس‪....................................................................................................‬‬

‫فهرس المحتويات‬
‫الصفحة‬ ‫فهرس المحتويات‬
‫الواجهة‬
‫‪I‬‬ ‫شكر وتقدير‬
‫‪II‬‬ ‫إهداء‬
‫‪III‬‬ ‫ادللخص‬
‫‪V‬‬ ‫فهرس احملتويات ادلختصر‬
‫أ‪-‬ر‬ ‫ادلق ّدمة العامة‬
‫الفصل األول‪ :‬األسس النظرية لأليكوسياحة‬
‫‪05‬‬ ‫متهيد‬
‫‪06‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬مدخل إلى السياحة‬
‫‪06‬‬ ‫ادلطلب األول< تطور السياحة‬
‫;‪0‬‬ ‫ادلطلب الثاين< تعريف السياحة والسائح‬
‫‪08‬‬ ‫ادلطلب الثالث< أنواع السياحة‬
‫‪55‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬مفهوم األيكوسياحة‬
‫‪55‬‬ ‫ادلطلب األول< السياق التارخيي لظهور مصطلح األيكوسياحة‬
‫‪58‬‬ ‫ادلطلب الثاين< مفهوم األيكوسياحة واأليكوسائح‬
‫‪69‬‬ ‫ادلطلب الثالث< عالقة األيكوسياحة بأنواع السياحة األخرى‬
‫‪70‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬األطراف ذات المصلحة في األيكوسياحة‬
‫‪70‬‬ ‫ادلطلب األول< األطراف ذات ادلصلحة الرئيسية يف صناعة األيكوسياحة‬
‫‪7:‬‬ ‫ادلطلب الثاين< األيكوسياحة وادلنظمات غري احلكومية‬
‫‪80‬‬ ‫ادلطلب الثالث< األطراف ذات ادلصلحة الثانوية يف صناعة األيكوسياحة‬
‫الفصل الثاني‪ :‬األيكوسياحة كأداة فعالة لتحقيق التنمية المحلية‬
‫‪89‬‬ ‫متهيد‬
‫‪8:‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬مفهوم التنمية المحلية‬
‫‪8:‬‬ ‫ادلطلب األول< تطور مفهوم التنمية احمللية‬
‫‪91‬‬ ‫ادلطلب الثاين< تعريف التنمية احمللية وخصائصها‬
‫‪9:‬‬ ‫ادلطلب الثالث< أهداف وأبعاد التنمية احمللية‬

‫‪250‬‬
‫الفهارس‪....................................................................................................‬‬

‫‪:8‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬عناصر ومتطلبات ومعوقات التنمية المحلية‬


‫‪:8‬‬ ‫ادلطلب األول< عناصر التنمية احمللية‬
‫‪:9‬‬ ‫ادلطلب الثاين< متطلبات التنمية احمللية‬
‫‪;6‬‬ ‫ادلطلب الثالث< معوقات التنمية احمللية‬
‫‪011‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬آثار األيكوسياحة على التنمية المحلية‬
‫‪011‬‬ ‫ادلطلب األول< اآلثار االقتصادية لأليكوسياحة‬
‫‪017‬‬ ‫ادلطلب الثاين< اآلثار االجتماعية والثقافية لأليكوسياحة‬
‫‪005‬‬ ‫ادلطلب الثالث< اآلثار السياسية لاليكوسياحة‬
‫‪007‬‬ ‫ادلطلب الرابع< اآلثار البيئية لأليكوسياحة‬
‫الفصل الثالث‪ :‬األيكوسياحة في الجزائر‪ :‬المقومات والجهود المبذولة‬
‫‪006‬‬ ‫متهيد‬
‫‪007‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬مؤشرات القطاع السياحي في الجزائر‬
‫‪007‬‬ ‫ادلطلب األول< تطور اإليرادات والنفقات السياحية يف اجلزائر خالل الفرتة ‪0111‬م‪010;-‬م‬
‫‪009‬‬ ‫ادلطلب الثاين< تطور عدد السياح الوافدين واخلارجني من اجلزائر خالل الفرتة ‪0111‬م‪010;-‬م‬
‫‪050‬‬ ‫ادلطلب الثالث< مسامهة قطاع السياحة يف التشغيل باجلزائر‬
‫‪056‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬واقع األيكوسياحة في الجزائر‬
‫‪056‬‬ ‫ادلطلب األول< مقومات األيكوسياحة يف اجلزائر‬
‫‪071‬‬ ‫ادلطلب الثاين< اإلطار القانوين لأليكوسياحة يف اجلزائر‬
‫‪070‬‬ ‫‪SDAT2025‬‬ ‫ادلطلب الثالث< مكانة األيكوسياحة ضمن ادلخطط التوجيهي للتهيئة السياحية‬
‫‪077‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬المشاريع النموذجية الواعدة لأليكوسياحة بالمحمية الطبيعية لتازة –والية جيجل‪-‬‬
‫‪077‬‬ ‫‪Sea Med‬‬ ‫ادلطلب األول< مشروع‬
‫;‪07‬‬ ‫ادلطلب الثاين< ادلنطقة البحرية احملميّة )‪ (AMP‬بتازة والية جيجل‬
‫‪089‬‬ ‫ادلطلب الثالث< خطوات تنفيذ ادلشاريع األيكوسياحية باحملمية الطبيعية لتازة والية جيجل‬
‫‪090‬‬ ‫ادلطلب الرابع< األنشطة األيكوسياحية ادلقرتحة بغية ترقية األيكوسياحة يف احملمية الطبيعية بتازة والية جيجل‬
‫الفصل الرابع‪ :‬دراسة تطبيقية على المحمية الطبيعية بتازة‪-‬والية جيجل‪-‬‬
‫‪099‬‬ ‫متهيد‬

‫‪251‬‬
‫الفهارس‪....................................................................................................‬‬

‫‪09:‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬اإلجراءات المنهجية للدراسة التطبيقية‬


‫‪09:‬‬ ‫ادلطلب األول< جمتمع وعيّنة الدراسة‬
‫;‪09‬‬ ‫ادلطلب الثاين< مصادر مجع بيانات الدراسة‬
‫‪0:1‬‬ ‫ادلطلب الثالث< ادلنهج واألداة واألساليب اإلحصائية ادلستخدمة‬
‫‪0:8‬‬ ‫ادلطلب الرابع< منوذج متغريات الدراسة‬
‫‪0:9‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬تحليل بيانات مستوى األيكوسياحة والتنمية المحلية‬
‫‪0:9‬‬ ‫ادلطلب األول< حتليل إجابات أفراد العيّنة حول مستويات األيكوسياحة‬
‫‪0;1‬‬ ‫ادلطلب الثاين< حتليل إجابات أفراد العيّنة حول مستويات التنمية احملليّة‬
‫‪0;6‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬تحليل نتائج نموذج االنحدار ومناقشة فرضيات الدراسة‬
‫‪0;6‬‬ ‫ادلطلب األول< حتليل نتائج االرتباط‬
‫‪0;7‬‬ ‫ادلطلب الثاين< حتليل بيانات االحندار‬
‫‪010‬‬ ‫ادلطلب الثالث< مناقشة فرضيات الدراسة‬
‫‪206‬‬ ‫اخلامتة‬
‫‪019‬‬ ‫نتائج الدراسة‬
‫‪001‬‬ ‫التوصيات وأفاق البحث‬
‫‪009‬‬ ‫قائمة ادلراجع‬
‫‪050‬‬ ‫ادلالحق‬
‫‪247‬‬ ‫فهرس األشكال‬
‫‪249‬‬ ‫فهرس اجلداول‬
‫‪250‬‬ ‫فهرس احملتويات‬

‫‪252‬‬
‫تمّ بفضل اهلل ورحمته‬

You might also like