‫وزارة التعلٌم العالً والبحث العلمً‬

‫جامعة القادسٌة‪ /‬كلٌة اآلداب‬

‫القسم‪ :‬اآلثار‬

‫مدينة الكوفة‬

‫عمارتها‪ ,‬نشأتها‪ ,‬تطورها‬

‫بحث قدمته الطالبة وداد حسٌن عبد طوفان‬

‫الى مجلس كلٌة اآلداب جامعة القادسٌة‬
‫وهو جزء من متطلبات نٌل درجة البكالورٌوس فً قسم اآلثار‬

‫إشراف‪:‬‬

‫الدكتور صالح هاتف حامت اجلبوري‬

‫‪7182‬م‬ ‫‪8341‬هـ‬

‫‪1‬‬
 ‫ﭑﭐﭒﭐﭓ‬
‫ﱡﭐ ﱪ ﱫ ﱫ ﱭ ﱮ ﱠ‬

‫صدق اهلل العظيم‬

‫من سورة الكهف‪٤٦ :‬‬

‫‪2‬‬
 ‫االهداء‬
‫اىل صاحثح اسزار انكساء‬

‫انشكٍح تانؼدانح‪ ,‬انزاضٍح تادلقانح‪ ,‬ادلزضٍح تاندَّالنح‪ ,‬ادلمدوحح تكمّ آٌح‬

‫انثتىل يف انشمان‪ ,‬وانشهزاء تاإلحسان‬

‫اننىرانٍَّح تانؼثادج‪ ,‬انسماوٌَّح تانشهادج‪ ,‬احلانٍح تانشهادج‪ ,‬انؼذراء تانىالدج‪.‬‬

‫انكزميح تاألنساب‪ ,‬انشزٌفح تاإلحسان‪ ,‬انطاهزج ادلٍالد‪ ,‬مثزج اننثىج‪ ...‬وأو األئمح‪ .......‬سهزج قهة شفٍغ األمح‪.‬‬

‫مىالتنا فاطمح انشهزاء صهىاخ اهلل ػهٍها وػهى أتٍها وتنٍها وانسز ادلستىدع فٍها‪.‬‬

‫وأهدي حبثً ادلتىاضغ اىل مىىل اخلهق أمجؼني وسز انىجىد اإلماو ادلنتظز (ػجم اهلل فزجهُ انشزٌف)‪.‬‬

‫حبا ً ووالء‬

‫الباحثة‬

‫‪3‬‬
 ‫شكر وتقدٌر‬
‫يسرت أمري إلنجاز ىذا العمل‪ ,‬والصالة‬ ‫ٍ‬ ‫الحمد هلل حمداً يوافي نعمو‪ ,‬ويكافئ مزيده عمى ما َّ‬
‫عمي من نعمة ّ‬ ‫من َّ‬
‫محمد وعمى آلو الطيبين الطَّاىرين‪.‬‬
‫والسالم عمى خاتم األنبياء سيدنا َّ‬

‫مد لي يد العون‬
‫شكري وتقديري إلى كل من ّ‬ ‫لما كان رد اإلحسان باإلحسان‪ ,‬والفضل بالشكر والثَّناء ِّ‬
‫أقدم ُ‬
‫قدمو أستاذي (م‪.‬د‪ .‬صالح‬
‫الذي ّ‬
‫وأىداني من ثمار معرفتو وصدق دعواتو وان كان ىذا الشكر ال يوازي الفضل ّ‬
‫عمي بالتوفيق والعطاء المتواصل لما متعو لي من مالحظاتو وشكري الى أساتذتي‬
‫هاتف) واسأل اهلل أن يمن َّ‬
‫الذين تتممذت عمى أيدييم في المراحل الدراسية وأخص منيم (دكتور أثمار) رئيس القسم و(دكتور عباس) و‬
‫(م‪.‬د‪ .‬صهيب) وشكري وتقديري الى والدتي واختي ضياء والى زوجي العزيز‪.‬‬

‫وخالص إمتناني وشكري الى اختي الحبيبة ايمان والشكر الى أستاذي المشرف م‪.‬م‪.‬د‪ :‬صالح ىاتف وأسأل اهلل‬
‫عمي بالتوفيق والعطاء المتواصل لما منحو لي من مالحظاتيا التي ارتقت ببحثي ىذا وأصبح بيذه‬
‫يمن َّ‬
‫أن ّ‬
‫الصورة فميما الشكر والتقدير‪...‬‬

‫‪4‬‬
 ‫المقدمة‪:‬‬
‫الحمد هلل األول بال أول كان قبمو واآلخر يكون بعده‪ ,‬الذي قصرت رؤيتو أبصار الناظرين‪ ,‬وعجزت‬
‫ُ‬
‫عن نحتو أوىاب الواضعين والصالة والسالم عمى سيد المرسمين محمد الصادق األمين وعمى آلو الطيبين‬
‫الطاىرين وصحبو األخيار المنتجبين‪.‬‬

‫كان لرغبتي الشديدة في الخوض َّ‬

‫بدراسة ىذه المدينة المباركة‪ ,‬كونيا لم تحظ بدراسة أكاديمية‪ ,‬وبعد أن‬
‫أُقر لي كمشروع لمتخرج ُعنيت ببحث ما فييا من تخطيط المدينة ونشأتيا وىو من الموضوعات الفكرة الجديرة‬
‫بالعناية واالىتمام‪.‬‬

‫وفي دراستي أتكأت عمى منيج تضمن ثالثة فصول تناولت الفصل األول تأسيس مدينة الكوفة وقد‬
‫أعتمد ىذا الفصل عمى مبحثين وتطرقت في المبحث األول الى نشأة مدينة الكوفة والمبحث األول الى تخطيط‬
‫مدين ة الكوفة اما الفصل الثاني فقد تخصص في الحديث عن الحياة الفكرية والعممية في الكوفة وتضمن مبحثين‬
‫قت الى المجالس في مدينة الكوفة‪.‬‬
‫خصص المبحث األول عمى أىم المدارس في الكوفة والمبحث الثاني تطر ُ‬

‫اما الفصل فقد سمط الضوء عمى اآلثار التاريخية في الكوفة التي أسيمت في نشر الثقافة العربية‬
‫االسالمية والتي تضمن المساجد ودار األمارة وأثمرت عمى نقل الثقافة العربية الى مرحمة متقدمة‪.‬‬

‫وقد أعتمد البحث عمى العديد من المصادر والمراجع كتاريخ الطبري والبراق كما أفاد من كتاب خطط‬
‫الكوفة وغيرىا وتخطيطيا وكذلك توصمنا الى نتائج البحث‪.‬‬

‫‪5‬‬
 ‫المحتويات‬

‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬ ‫ت‬

‫ب‬ ‫اآلية‬
‫ج‬ ‫االىداء‬
‫د‬ ‫شكر وتقدير‬
‫ىـ‬ ‫المقدمة‬
‫‪٦-1‬‬ ‫الفصل االول‪ :‬تأسيس مدينة الكوفة‬
‫‪2-1‬‬ ‫المبحث االول‪ :‬نبذة تاريخية عن نشأة مدينة الكوفة‬
‫‪4-3‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬تخطيط مدينة الكوفة‬
‫‪8-5‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬السيادة الفكرية والعممية في الكوفة‬
‫‪7-5‬‬ ‫المبحث االول‪ :‬المدارس في الكوفة‬
‫‪8‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬المجالس في الكوفة‬
‫‪11-9‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬اآلثار التاريخية في الكوفة‬
‫‪11-9‬‬ ‫المبحث االول‪ :‬المساجد في الكوفة‬
‫‪12‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬دار االمارة في الكوفة‬
‫‪11‬‬ ‫الخاتمة‬
‫‪15-1٦‬‬ ‫المصادر والمراجع التي اعتمدها البحث‬
‫‪13-1٤‬‬ ‫الصور‬

‫نبذة عن نشأة مدينة الكوفة‬

‫الكوفة‪ :‬ىي مدينة في العراق عمى ساحل نير الفرات مصرىا القائد العربي المسمم (سعد بن اي وقاص) بعد‬
‫موقعة القادسية سنة (‪27‬ىـ‪639-‬م) بأمر من الخميفة عمر بن الخطاب لتصبح من أىم المدن العربية‬
‫األسالمية(‪.)1‬‬

‫وقد ذكرت المصادر التاريخية والجغرافية اسماء عديدة لمدينة الكوفة واسباب ىذه التسمية قيل أنيا‬
‫سميت بالكوفة ىو نسبة إلى تل صغير في وسطيا‪ ,‬يقال لو كوفان‪ ,‬وربما سميت بيذا األسم نسبة الى تل‬
‫ٍ‬
‫كويخة بن عمر(‪.)1‬‬ ‫(ساتيدما) التي تحيط بيا كالكخافة عمييا وقيل أيضاً أنيا أختطت في منطقة أسميا‬

‫)‪ )1‬ظ‪ :‬تاريخ مسجد الكوفة‪ ,‬طعمة‪.12 ,‬‬

‫‪6‬‬
‫وذكر‪ :‬أنور الرفاعي ان الكوفة تأسست في الشير األول من سنة (‪17‬ىـ) الموافق كانون الثاني سنة (‪638‬م)‬
‫وأرتبط نشأة الكوفة بفتح العرب لمعراق(‪.)2‬‬

‫وبعد ان ساد الفرس عمى ىذا البمد من ُذ ما يزيد عمى ألف سنة وكان معروفاً بغرينة الثري واقتصاده‬
‫المائي فكان حقاً ىبة دجمة والفرات‪ ,‬ورث الفرس سبق بابل لمري(‪.)3‬‬

‫وفضالً عن ذلك كانت مممكة الحيرة تقوم بدور فعال والحاجز بين العرب والفرس وطرأت كميا تغيرات‬
‫بداية القرن السابع‪ ,‬وبرزت الحيرة في ضوء التاريخ االسالمي بمثابة الجزء المركزي‪.‬‬

‫من األيام التي وجدت سنة (‪12‬ىـ)‪ ,‬وانشأت الى جانبيا مدينة الكوفة بعد خمس سنوات رم اًز وموطناً‬
‫لمعروبة الجديدة(‪.)4‬‬

‫ومن المعموم ان الكوفة بعد سنة (‪13‬ىـ‪638-‬م) لم تكن خالل السنوات الخمس األولى من إنشائيا‬
‫سدى مجرد تجمع من خصائص القصب‪ ,‬يرى ماسينيون انيا كانت إقامة عسكرية في البداية‪ ,‬ويفسر ضعف‬
‫االستقرار بأن الكوفيين بذلوا نشاطاً واسعاً في منطقة الجبال(‪.)5‬‬

‫واكدت المصادر لم تشيد الكوفة حقاً إال في العصر األموي‪ ,‬وورد أن أغمب سكان الكوفة كانوا يسكنون‬
‫بيوت القصب‪.‬‬

‫ونمحظ أنو غير مستبعد أن يكون ما نجمع من خير عن البصرة قد أسقط عمى الكوفة وىو ما يوحي بو‬
‫كتاب فتوح البمدان وما ال يقبل الجدال أن ماسينون اعتمد نصاً متأخ اًر‪-‬ىو نصب ياقوت‪-‬أنفرد بالخير لرسم‬
‫مسار الكوفة في أول عيدىا(‪.)6‬‬

‫لقد نشأت الكوفة عن قرار أتخذه سعد وعمر أيضاً عمى مستوى أعمى ورغم ما أنتاب العصر األموي‬
‫من ىزات وتغيرات فقد سادت أنسجام كبير(‪.)7‬‬

‫والكوفة ىي مدينة مختومة ال وجود فييا لألدباء توحدات خارجية(‪.)1‬‬

‫)‪ )1‬ظ‪ :‬فتوح البمدان‪ :‬البالذري‪ ,375 ,‬ط‪ :‬مدرسة الكوفة‪.‬‬

‫)‪ )2‬خطط الكوفة‪ :‬أنور الرفاعي‪.35-25 ,‬‬
‫)‪ )3‬تاريخ الطبري‪ ,188/2 :‬الكوفة نشأة المدينة العربية‪ ,18 ,‬م‪.‬ن‪188/2 :‬‬
‫)‪ )4‬تاريخ الطبري‪.188/2 :‬‬
‫)‪ )5‬الكوفة‪ ,‬نشأة المدينة العربية األسالمية‪.17 :‬‬
‫)‪ )6‬نشأة المدينة العربية االسالمية‪.119 :‬‬
‫)‪ )7‬م‪.‬ن‪.451 :‬‬

‫‪7‬‬
 ‫تخطيط مدينة الكوفة‬

‫من المالحظ ان العرب المسممين خطوا مدينة الكوفة في بداية نشأتيا عمى شكل دائري‪ ,‬تشكل المركز‬
‫من قصر االمارة والمسجد الجامع وبيت المال والسوق(‪.)2‬‬

‫وسكنوا المقاتمين في مرحمة نشأة مدينة الكوفة في فساطيط وبعدىا وجد القائد (سعد بن ابي وقاص) ان‬
‫الحياة الخيام التي يعيشيا العرب المسممين ال تالئم المجتمع الجديد(‪.)3‬‬

‫وقد قسمت الكوفة إلى سبع مناطق عسكرية سميت (االسباع) وذلك وفقاً لمقيادات وتيس اًر لمتعبئة‬
‫العامة(‪.)4‬‬

‫وبحث الكوفة في الثالثين سنة األولى من ىذه االسباع موزعة عمى القبائل(‪.)5‬‬

‫ومن الجدير بالذكر يرى أغمب الكتاب والباحثين والمعاصرين ان سنة تمصير الكوفة كان عمى األرجح‬
‫سنة (‪17‬ىـ‪638-‬م) استناداً عمى ما ذكره أقدم المؤرخين(‪.)6‬‬

‫وذكر البعض ان تمصير الكوفة جاء بعد تمصير البصرة بفترة وجيزة(‪.)7‬‬
‫وقيل أيضاً الفتوحات االسالمية التي مرت بعد البصرة أثناء الفتوحات االسالمية ىي الكوفة(‪.)8‬‬

‫ويمكن القول ان تمصير الكوفة جاء كي يكون عمى شكل معسكر أكثر ما تكون مدينة اسالمية أوالً‬
‫األمر فكان عمييم اختيار الموقع الجديد وفضالً عن ذلك ظير ما ىو اوسع من ىذه االسباب لتمصير الكوفة‬
‫فالبعض قسميا الى عاممين عامل عسكري وعامل جغرافي(‪.)9‬‬

‫والبعض اآلخر قسميا الى عوامل بشرية وعوامل طبيعية(‪.)1‬‬

‫)‪ )1‬م‪.‬ن‪.446 :‬‬

‫)‪ )2‬دراسة في جغرافية المدن‪.22 :‬‬
‫)‪ )3‬دراسات في المدن‪.16 :‬‬
‫)‪ )4‬خطط الكوفة‪.48-42 :‬‬
‫)‪ )5‬خطط الكوفة‪.42 :‬‬
‫)‪ )6‬تاريخ مسجد الكوفة‪.12 :‬‬
‫)‪ )7‬مجمع البمدان" الحموي" ‪.492/4‬‬
‫)‪ )8‬عيون االختبار" ‪.213/1‬‬
‫)‪ )9‬الحياة االجتماعية واالقتصادية في الكوفة‪.25 :‬‬

‫‪8‬‬
‫)‪ )1‬تأثير العوامل الجغرافية في تخطيط الكوفة‪.31 :‬‬

‫‪9‬‬
 ‫المدارس في الكوفة‬

‫كانت الحياة في الكوفة منعشة األجواء دائبة الحركة تنتشر بيا حمقات العمم ىنا وىناك(‪.)1‬‬

‫اذ روى عن عبد اهلل بن احمد بن حنبل (ت‪ )224‬أنو سأل أباه يوماً عن طالب العمم ىل يأخذ عممو‬
‫جل عنده عمم؟ او يرحل الى األماكن التي فييا عمم ويسمع عممائيا؟ فأجابو قائالً‪" :‬يرحل عن الكوفيين‬
‫والبصريين وأىل المدينة ومكة والشام الناس يسمع كالمو"(‪.)2‬‬

‫وكانت بمسجدىا المعظم (مسجد الكوفة) األثر األكبر في بروزىا العممي اذ يعد من أكبر معاىد العمم‬
‫في العالم االسالمي في جنب المدارس الحضارية التي تعني في تراث الحضارة االسالمية أمثال مكة المكرمة‪,‬‬
‫المدينة المنورة‪ ,‬البصرة‪ ,‬بغداد‪ ,‬الموصل‪ ,‬النجف‪ ,‬القاىرة‪ ,‬الشام‪ ,‬أشبيمية‪ ,‬غرناطة(‪.)3‬‬

‫وكان بعض ىذه المدارس كياناً منتقالً‪ ,‬وبعضيا كان أمتداداً لممدارس األم فاألصل دون نزاع‬
‫المدرستين العراقيتين في البصرة التي تأسست في العام الرابع عشر اليجري(‪.)4‬‬

‫لقد كان المعيد العممي األول في الكوفة‪( ,‬جامع الكوفة) الذي كانت تعقد فيو حمقات لتعميم القرآن‬
‫وقراءتو وتفسيره وفقيو(‪.)5‬‬

‫وتمت حمقات الدرس األدبي والنحوي والمغوي بحيث أصبحت كل مدرسة عممية متصمة بدراسة عمم‬
‫إسالمي فالمدارس متنوعة األساليب فكانت المدارس اآلتية(‪.)6‬‬

‫اوالً‪ :‬مدرسة القرن العظيم‬

‫أ‪ -‬األتجاه التدريسي‪ :‬ويمثمو ابن مسحوت (ت‪32‬ىـ) فقد كان صاحب مصحف معروف وكان مفس اًر لمقرآن‬
‫وحافظاً لو وقد تابعو ذلك تالميذه وفي خميفتيم مسروق بن األجدع (ت‪3‬ىـ) والربيع بن خشيم (ت‪63‬ىـ)‪,‬‬
‫واألسود بن يزيد (ت‪75‬ىـ) وكان ذلك بيدف تعميم القرآن أستناداً الى قول الرسول األعظم (ص)‪" :‬من أحب‬
‫ان يسمع القرآن غضاً فميسمعو من ابن ام عبدة"(‪.)7‬‬

‫)‪ )1‬مدرسة الكوفة في القرنين األول والثاني‪.12 :‬‬

‫)‪ )2‬م‪.‬ن‪.11 :‬‬
‫)‪ )3‬مدرسة الكوفة في القرنين األول والثاني‪.11 :‬‬
‫)‪ )4‬م‪.‬ن‪.12 :‬‬
‫)‪ )5‬م‪.‬ن‪.12 :‬‬
‫)‪ )6‬مدرسة الكوفة في القرنين األول والثاني‪.12 :‬‬
‫)‪ )7‬م‪.‬ن‪.12 :‬‬

‫‪10‬‬
 ‫األتجاه النصي‪ :‬ويمثمو تالميذه األمام الباقر (ع) (ت ‪114‬ىـ) واالمام الصادق (ع) (ت ‪148‬ىـ)‪.‬‬ ‫ب‪-‬‬

‫ثانياً‪ :‬مدرسة االقراء في الكوفة(‪:)1‬‬

‫القراءات القرآنية تمثيل كبقيت آداء كممات القرآن واختالفيا وال اريد فييا التمقي والمشافية ألن في القرآن‬
‫أمور ال تحكم اال بالسماع والمشافية(‪.)2‬‬

‫كانت لمدرسة الكوفة ريادة اإلقراء بعد ان بحث الييا ابن مسعود (ت ‪32‬ىـ)(‪.)3‬‬

‫ثالثاً‪ :‬مدرسة الكوفة النحوية‪:‬‬

‫بدأت مدرسة الكوفة بناءىا النحوي بـ(أبي جعفر الرؤاسي) الذي أخذ النحو عن أبي عمر بن العالء‬
‫وعيسى بن عمر التقي فيو بمنزلة الخميل بالبصرة(‪.)4‬‬

‫وبعد الكسائي (ت ‪189‬ىـ) النحوي الي رسم لمكوفيين رسوماً عمييا وألنو أعمم أىل الكوفة وأماميم(‪.)5‬‬

‫رابعاً المدرسة الفقهية‪:‬‬

‫من المعموم أن أول من بذر الثقافة االسالمية بصورتيا الواسعة ىو االمام عمي (عميو السالم) وذلك‬
‫بعد خروجو من المدينة أيام خالفتو متوجياً الى العراق‪ ,‬وىناك بنى عاصمتو االسالمية في الكوفة(‪.)6‬‬

‫)‪ )1‬مدرسة الكوفة في القرنين األول والثاني‪.13 :‬‬

‫)‪ )2‬م‪.‬ن‪.13 :‬‬
‫)‪ )3‬م‪.‬ن‪.13 :‬‬
‫)‪ )4‬م‪.‬ن‪.17 :‬‬
‫)‪ )5‬مدرسة الكوفة في القرنين األول والثاني‪.127 :‬‬
‫)‪ )6‬م‪.‬ن‪.18 :‬‬

‫‪11‬‬
 ‫المجالس في الكوفة‬

‫تعد المجالس أحدة المراكز الثقافية والتعميمية ولو أنيا لم تكن بمستوى التوجيو والعممية التعميمية في‬
‫المساجد اال أن ليا وزنيا العسكري والثقافي عن العرب قبل االسالم وبعده‪ ,‬وكانت المساجد منتشرة في الكوفة‪,‬‬
‫وفي أغمب األحيان تقام في قصور الوالدة أو في دار األمارة وكان نشاط ىذه المدارس واسع(‪.)1‬‬

‫وكانت ىذه المجالس تقام فييا المناظرات بحظرىا الوالدة أنفسيم‪ ,‬أو تعقد تحت رعايتيم وفييا يتنافر‬
‫العمماء حول القضايا المختمف عمييا(‪.)2‬‬

‫)‪ )1‬التربية والتعميم في الحضارة‪ :‬الحمي‪.189 :‬‬

‫)‪ )2‬االسالم في الحضارة ونظمو‪ :‬انور الرفاعي‪.539 :‬‬

‫‪12‬‬
 ‫المساجد في الكوفة‬

‫الكوفة من المدن العربية واالسالمية الشييرة‪ ,‬عرفت بمساجدىا األعظم ومرقد الشييد مسمم بن عقيل‬
‫(عميو السالم) وباقي اآلثار األخرى(‪.)1‬‬

‫وتذكر المصادر المقصودة ومصادر الشيعة ثالثين مسجد بالنسبة لمكوفة وىو عدد ال نجد مخيمة في‬
‫مدينة اخرى كالبصرة والمدينة وبغداد(‪.)2‬‬

‫روى المجمسي في البحار عن محمد بن مسمم عن أبي جعفر (عميو السالم) أنو بالكوفة مساجد مباركة‬
‫ومساجد ممعونة‪ ,‬فالمساجد المباركة(‪.)3‬‬

‫مسجد الكوفة‪:‬‬

‫دلت األخبار المأثورة عن أىل البيت (عمييم السالم) بأن أول من أسس ىذا المسجد ىو أدم عميو‬
‫السالم‪ .‬أنظر شكل رقم (‪ )1‬وشكل رقم (‪.)6‬‬

‫وبمقتضى كالم جبرائيل لمنبي (ص)‪" :‬أني رأيتو خراباً ورأيتو عمراناً" أن تكون عمرتو المالئكة بأمر اهلل‬
‫ثم عمره آدم (عميو السالم)(‪ .)4‬أنظر شكل رقم (‪.)4‬‬

‫فضالً عن ذلك أن أىم المساجد المباركة مسجد السيمة‪ :‬وذكر في البحار عن ابن ميران عن الصادق (عميو‬
‫السالم) قال‪ :‬إذ دخمت الكوفة فأن مسجد السيمة فصل فيو وأسأل اهلل حاجتك لدينك ودنياك فأن مسجد السيمة‬
‫بيت أدريس النبي (عميو السالم) الذي كان يخيط ويصمي فيو ومن دعا فيو بما أحب قضى اهلل حوائجو(‪.)5‬‬

‫ومن المساجد المباركة مسجد صحصحة بن صوحان صاحب األمام عمي (عميو السالم) وىو مسجد‬
‫مبارك صمى فيو األمام عمي (عميو السالم) ووطأة الصحيح بأقداميم‪ ,‬وصمى فيو األمام صاحب الزمان والخضر‬
‫(عمييا السالم) ودعو فيو‪ ,‬وفيو مقام ومناسك ومراسيم خاصة‪ ,‬ويقع في الجانب الشرقي من مسجد السيمة(‪.)6‬‬

‫)‪ )1‬تاريخ الكوفة الحديث‪.63 :‬‬

‫)‪ )2‬الكوفة نشأة المدينة العربية االسالمية‪.413 :‬‬
‫)‪ )3‬ظ‪ :‬تاريخ الكوفة‪.67 :‬‬
‫)‪ )4‬تاريخ الكوفة الحديث‪.64 :‬‬
‫)‪ )5‬ظ‪ :‬تاريخ الكوفة‪.71 :‬‬
‫)‪ )6‬تاريخ الكوفة الحديث‪93 :‬؛ تاريخ الكوفة‪.69 :‬‬

‫‪13‬‬
‫وكذلك مسجد زيد بن صوحان صاحب األمام وىو مسجد مبارك صمى فيو بعض األئمة والعمماء‪ ,‬وقد‬
‫صمى فيو الخضر بعد أن أخرج من مسجد الكوفة(‪.)1‬‬

‫ومن المساجد المباركة أيضاً في الكوفة مسجد بني كاىل يعرف بمسجد أمير المؤمنين (عميو السالم)‬
‫وأنو لم يبق سوى أسمو واسم مأذنتو قال اآلن ال توجد آثار تمك المأذنة بجنب قبور بباب بيت أمير المؤمنين‬
‫(ع)(‪ .)2‬أنظر شكل رقم (‪ )2‬وشكل رقم (‪)5‬‬

‫ومن المساجد المباركة أيضاً‪ :‬مسجد حمص‪ :‬وىو مسجد مبارك فقد ورد أنو صمى فيو ودعا االمام عمي‬
‫(عميو السالم)‪ ,‬ومسجد الحمراء‪ :‬وىو مسجد يونس بن منى (عميو السالم) صمى فيو(‪.)3‬‬

‫أما المساجد الممعونة في الكوفة‪:‬‬

‫ان المساجد الممعونة في الكوفة ىي مسجد ثقيف‪ ,‬ومسجد األشعث ما بين السمة والكوفة وقد بقى منو‬
‫حائط قبمتو ومنارتو‪ :‬وىو المسجد الذي يدعونو بمسجد الجواشن بناه األشعث عمى بغض أمير المؤمنين (عميو‬
‫السالم)‪ ,‬ومسجد مخزومة وىو بالموضع الذي فيو الحدادون‪ .‬شكل رقم (‪.)3‬‬

‫ومسجد شبث وبقي في السوق‪ ,‬ومسجد بالحمراء بني عمى مقبر فرعون وىو بمحمة النجارين‪ ,‬ومسجد‬
‫تيم‪ ,‬ومسجد بني السيد وغيرىا(‪.)4‬‬

‫)‪ )1‬تاريخ الكوفة‪.69 :‬‬

‫)‪ )2‬م‪.‬ن‪.69 :‬‬
‫)‪ )3‬تاريخ الكوفة‪.67 :‬‬
‫)‪ )4‬تاريخ الكوفة‪.67 :‬‬

‫‪14‬‬
 ‫دار االمارة‪:‬‬

‫يقصد بـ(دار األمارة) المركز األداري بمدينة الكوفة وىو قصر األمير أو الوالي وذكرت المصادر‬
‫التاريخية ان دار االمارة بني مع المسجد او بعده مباشرة(‪.)1‬‬

‫وكان ىناك طريق وشارع يربط بين المسجد والجامع ودار االمارة وتبمغ مساحة ىذا الطريق والشارع‬
‫مائتين ذران وكان بيت المال موضوعاً في ىذه الدار خالل تمك الفترة وجعل سعد لداره قصر األمارة باباً من‬
‫خشب تجنباً لمضوضاء(‪.)2‬‬

‫شيد دار األمارة شأنو شان المسجد الجامع تطو اًر في عيد امارة زياد حيث باشر بإعادة البناء معتمداً‬
‫عمى خيرات بنائي الجاىمي واالساطين التي جمت من األىواز(‪ .)3‬شكل رقم (‪ )1‬و(‪ )2‬و (‪ )3‬تنقيبات دار االمارة‬
‫في الكوفة‪.‬‬

‫فضالً عن ذلك وجدد بناء في عيد عبد الممك بن مروان(‪.)4‬‬

‫واستمر ىذا القصر الذي يعرف بقصر االمارة منزالً خاصاً لمخمفاء والمموك واألمراء حتى أقدم عبد‬
‫الممك بن مروان عمى ىدمو سنة (‪71‬ىـ‪692-‬م)(‪.)5‬‬

‫ويستثنى من ذلك االمام عمي (عميو السالم) فمم ينزل ذلك القصر وانما نزل بيتاً في الرحبة ال يزال‬
‫حتى اليوم بجوار المسجد(‪.)6‬‬

‫)‪ )1‬معجم البمدان‪ :‬الحموي‪.492 /4 :‬‬

‫)‪ )2‬ظ‪ :‬فتوح البمدان‪ :‬البالذري‪.342-341/2 :‬‬
‫)‪ )3‬تاريخ الطبري‪.152/3 :‬‬
‫)‪ )4‬معجم البمدان‪ :‬الحموي‪.493-491/4 :‬‬
‫)‪ )5‬م‪.‬ن‪.492/4 :‬‬
‫)‪ )6‬حفظ الكوفة‪.128 :‬‬

‫‪15‬‬
 ‫الخاتمة‬

‫ونمخص البحث بمجموعة من النتائج‪:‬‬

‫‪ -‬ان مدينة الكوفة تعد من المدن األولى وىي تمثل قاعدة عسكرية وثقافية اختطيا العرب المسممون ظيور‬
‫المراكز العممية والثقافية في الكوفة كالمساجد والمجالس ودار االمارة المدارس والمجالس‪ .‬شكل رقم (‪ )4‬و‬
‫(‪.)5‬‬
‫‪ -‬فضالً عن ذلك كان لمسجد ما المعظم (مسجد الكوفة) األثر األكبر في بروزىا العممي الذي يعد من أكبر‬
‫معاىد العمم ونالحظ ان المجالس في الكوفة كان ليا دور فعال في مستوى التوجيو والعممية‪.‬‬
‫‪ -‬ذكرت أغمب المصادر المقصودة ان لمكوفة ثالثين مسجداً وىو عدد ال نجد مثيمو‪.‬‬
‫‪ -‬وأثبت الرواة ان لمكوفة مساجد مباركة ومساجد ممعونة‪.‬‬
‫‪ -‬استمرار قصر االمارة لمخمفاء واالمراء ويستثنى من ذلك االمام عمي (ع)‪.‬‬

‫‪16‬‬
 ‫المصادر والمراجع التي أعتمدها البحث‬

‫‪ -‬القرآن الكريم‪.‬‬
‫‪ -1‬األسالم في حضارتو ونظمو‪ :‬أنور الرفاعي‪ ,‬مطبعة دار الفكر‪ ,‬دمشق‪.‬‬
‫‪ -2‬تاريخ الطبري‪ :‬ابو جعفر محمد بن حرير (ت ‪312‬ىـ‪922-‬م)‪ ,‬مطبعة دار المعارف‪-‬القاىرة‪.‬‬
‫‪ -3‬تاريخ الكوفة الحديث‪ :‬كامل سممان الجبوري‪ :‬ط‪1974-1394 ,1‬م‪ ,‬مطبعة الحربي الحديث‪-‬النجف‬
‫األشرف‪.‬‬
‫‪ -4‬تاريخ الكوفة‪ :‬المؤرخ الشيير السيد حسين بن السيد أحمد البراخي النجفي (ت ‪133‬ىـ)‪ ,‬ط‪,4‬‬
‫(‪142‬ىـ‪1987-‬م)‪ ,‬دار االضواء‪ ,‬بيروت‪-‬لبنان‪.‬‬
‫‪ -5‬تاريخ مسجد الكوفة‪ :‬طعمة عبد الرزاق‪ ,‬مطبعة نعمان‪-‬النجف‪.‬‬
‫‪ -6‬التربية والتعميم في الحضارة‪ :‬الحمي‪.‬‬
‫‪ -7‬الحياة االجتماعية واالقتصادية في الكوفة في القرن االول اليجري‪ :‬محمد حسين الزبيدي‪ ,‬مطبعة‬
‫العالية‪ ,‬القاىرة‪1972 ,‬م‪.‬‬
‫‪ -8‬حياة الشعر في الكوفة في نياية القرن الثاني لميجرة‪ :‬يوسف خميف‪ ,‬مطبعة دار الكتاب العربي‪,‬‬
‫القاىرة‪1968 ,‬م‪.‬‬
‫‪ -9‬خطط الكوفة وشرح خريطتيا‪ :‬مانسيون لويس‪ :‬ت كامل سممان الجبوري‪ ,‬مطبعة العربي الحديث‪,‬‬
‫النجف‪1979 ,‬م‪.‬‬
‫دراسات في المدن العربية االسالمية‪ :‬ناجي عبد الجنار‪ ,‬مطبعة جامعة البصرة‪1986 ,‬م‪.‬‬ ‫‪-12‬‬
‫عيون األخبار‪ :‬أبو محمد عبد اهلل بن مسمم بن قتيبة الدينوري(ت ‪276‬ىـ)‪ ,‬دار الكتب العممية‪ ,‬بيروت‪,‬‬ ‫‪-11‬‬
‫‪ 1418‬ىـ‪.‬‬
‫فنون البمدان‪ :‬احمد بن يحيى بن جابر البالذري (ت ‪279‬ىـ ‪892 -‬م)‪ ,‬ت‪ ,‬صالح الدين المنجد‪,‬‬ ‫‪-12‬‬
‫مطبعة لجنة البيان العربي‪ ,‬القاىرة‪.1956 ,‬‬
‫الكوفة نشأة المدينة العربية االسالمية‪ :‬ىشام جعيط‪ :‬ط‪ ,1‬الكويت‪1986 ,‬م‪.‬‬ ‫‪-13‬‬
‫معجم البمدان‪ :‬شياب الدين عبد اهلل ياقوت بن عبد اهلل الرومي البغدادي الحموي‪ ,‬مطبعة دار الكتب‬ ‫‪-14‬‬
‫العربي‪ ,‬بيروت‪1979 ,‬م‪.‬‬

‫الرسائل واألطاريح التي اعتمدها البحث‬

‫‪ -1‬تأثير العوامل الجغرافية في تخطيط الكوفة‪ ,‬وىاب ظير الياسري‪ :‬مجمة الكوفة‪ ,‬العدد األول‪.2221 ,‬‬
‫‪ -2‬مدرسة الكوفة الحديثة في القرنين االول والثاني‪ :‬ىناء حسين عموان خوير‪ :‬شحات‪1422 ,‬ىـ‪2227-‬م‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫شكل رقم (‪)8‬‬

‫‪18‬‬
‫شكل رقم (‪)1‬‬

‫‪19‬‬
‫شكل رقم (‪)7‬‬

‫‪20‬‬
‫شكل رقم (‪)4‬‬

‫‪21‬‬
22
‫شكل رقم (‪)8‬‬

‫‪23‬‬
‫تنقٌبات دار االمارة‬

‫شكل رقم (‪)7‬‬

‫‪24‬‬
‫تنقٌبات دار االمارة‬

‫والمسجد فً الكوفة‬

‫شكل رقم (‪)4‬‬

‫‪25‬‬
‫مسجد الكوفة‬

‫شكل رقم (‪)3‬‬

‫‪26‬‬
‫مسجد الكوفة‬

‫شكل رقم (‪)5‬‬

‫‪27‬‬
‫مسجد الكوفة ودار االمارة‬

‫صورة جوٌة‬

‫شكل رقم (‪)6‬‬

‫‪28‬‬
‫شكل رقم (‪)88‬‬

‫‪29‬‬
‫النقل بٌن الكوفة والنجف‬

‫فً القرن الثانً الهجري‬

‫‪30‬‬