Professional Documents
Culture Documents
عقد التسيير الحر والمأجور للأصل التجاري2222
عقد التسيير الحر والمأجور للأصل التجاري2222
الدراسية2022/2023 السنة
عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري
مقدمة:
إن التاجر عند ممارسته للتجارة يكتسب مال منقول يسمى باألصل التجاري،
وقد أجمع الفقه على أنه مال معنوي من األموال المخصصة للنشاط التجاري ،وذلك من
أجل جلب المزيد من الزبناء وكسب سمعة تجارية رافعة ،وبناء وتنمية مكانة هامة في
السوق .ويتكون هذا األصل التجاري باإلضافة إلى ما سبق جميع األموال األخرى
الستغالله كاالسم التجاري والبضائع والمعدات والعالمات الصنع التجارية وبراءات
االختراع... ،المادة 80من مودة التجارة .وكل هذا تابع للتاجر كمال مستقل الذات،
حيث يحق له التصرف فيه بكامل الحرية كبيعه أو كرائه أو رهنه .واألصل أن هدا
النوع من األموال يستغله مالكه مباشرة وبنفسه.
إال أنه وفي حاالت كالعجز المالي أو الصحي أو قلة التجربة ،أو أسباب أخرى
تكمن في أهلية المالك لألصل المراد تسييره ،كناقص األهلية أو فاقدها ،باإلضافة إلى
حالة التنافي بالنسبة للموظف العمومي والذي يمنع عليه ممارسة التجارة ،أو المعاقب
بحرمانه من ممارستها بحكم قضائي صدر ضده ،أو الذي حكم عليه بسقوط أهليته
التجارية .تجعله غير قادر على تسيير هذا األصل التجاري .مما يجعل هذا األخير عرضة
للكراء أو اإلجارة من طرف الغير .متحمال في ذلك المسؤولية الكاملة لهذا التسيير بعيدا
عن صاحبه األصلي.
2
عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري
أهمية الموضوع:
يكتسي موضوع التسيير الحر أهمية كبرى عمليا من خالل المصلحة التي
يحققها لطرفي العقد (حيث يلجأ إليه مالك األصل التجاري في حالة عجزه عن تسيير هذا
األصل بنفسه) ولالقتصاد الوطني (من خالل ضمان سير أصول تجارية كانت ستتعرض
لإلغالق) ولمصلحة األصل التجاري (حيث يعتبر وسيلة إلنقاذ المقاولة في حالة تعرضها
لصعوبات) وقانونيا من خالل حداثته في التشريع المغربي ،وفي كون مدونة التجارة لم
تتطرق لمختلف اإلشكاالت التي ترد عليه مما يرسخ للعمل القضائي دوره في الموضوع.
إشكالية الموضوع:
إن مؤسسة األصل التجاري كانت بدايتها من نظرية القانون التجاري الفرنسي،
وعن طريق ظهير 1914قام المشرع المغربي بتبنيها ،وبالرغم من هدا الدخول المبكر
للمغرب لم يحظى التسيير الحر لألصل التجاري بقانون خاص إال في حدود سنة 1996
وهي سنة صدور مدونة التجارة المغربية .وقبل ذلك كان خاضعا للقواعد الخاصة بعقد
الكراء .وهذا ما يجعلنا نطرح اإلشكال التالي:
هل نجح المشرع المغربي من خالل مقتضيات مدونة التجارة ،في ضمان الحماية
ألطراف عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري ولألغيار؟
كيف نظم المشرع المغربي التسيير لألصل التجاري بنوعيه الحر والمأجور؟
3
عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري
أجل من ماهي اآلثار المترتبة عن عقد التسيير الحر والمأجور وانقضاؤهما؟
اإلحاطة بهذا الموضوع الهام ،ارتأينا بداية التعرف على األحكام العامة وشروط عقدي
التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري (المبحث األول) .بعد ذلك نقف على آثار
وانقضاء هذان العقدين (المبحث الثاني)
4
عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري
5
عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري
كما نجد على مستوى التشريعات العربية أن هناك بعض القوانين من وضعت
لعقد التسيير الحر تعريفا أشمل من ذلك الذي وضعه له المشرع المغربي بموجب
المادة 152مـدونة الـتـجـارة السالفة الذكر.
قد ورد في المادة 203من القانون التـجـاري الجزائري أن التسيير الحر لألصل
التجاري هو «كل عقد أو اتفاق بتنازل بواسطته المالك أو المستأجر لمحل تجاري
(أي ألصل تجاري) عن كل أو جزء من التأجير لمسير بقصد استغالله على عهدته،
ويعتبر باطال كل شرط يخالف ذلك» .كما ورد في المادة 38من المرسوم االشتراعي
اللبناني المؤرخ في 07يوليوز ،1967المتعلق بالمؤسسة التجارية (أي األصل
التجاري) ،أن التسيير الحر لألصل التجاري هو «العقد الذي بموجبه يستأجر
المدير المؤسسة ألجل استثمارها لحسابه الخاص ويتحمل وحده أعباء هذا
أجرها ال يكون ملزما بتعهدات المدير
االستثمار في حين أن صاحب المؤسسة الذي َّ
".1
وقد انتقد بعض الفقه عدم نص المشرع المغربي صراحة على التزام المسير الحر
بأدائه أجرة للمالك ،لكن بالرجوع إلى تعريف المشرع نجده استعمل كلمة إكراء،
وهي عبارة تعني ضمنيا التزام الغير بأداء أجرة الكراء ،وقد يكون تفادي المشرع
المغربي التطرق إلى األجرة مقصودا حتى ال يقيد حرية المتعاقدين الذين سيتفقون
- 1محمد لفروجي ":التاجر و قانون التجارة بالمغرب" ،سلسة الدراسات القانونية ،مطبعة النجاح الجديدة-الدار البيضاء ،الطبعة الثانية1999:
ص196-197:
6
عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري
على أن يكون مقابل التسيير الحر نصيب في األرباح مثال وهو ما أجازه الفقيه "
أحمد أدريوش ".2
ومن بين أفضل التعاريف أيضا هو الذي أورده الفقيه JEAN ESCARA
منذ 1952في مؤلفه "دروس في القانون التجاري "جاء فيه أن" :التسيير الحر عقد
بمقتضاه يتخلى المالك للغير لمدة معينة عن حق استغالل األصل التجاري ،مع
احتفاظه بملكيته مقابل احتفاظ الغير بمنافع استغالله وتحمله التكاليف الناجمة عن
االستغالل مع التزامه بأداء مبلغ ثابت إلى المالك".
فعقد التسيير الحر لألصل التجاري هو إذن عقد إيجار لألصل التجاري ،يعطي
للمستأجر الحق في استغالل هذا األخير لحسابه الخاص وعلى مسؤوليته وحده ومن
دون تحمل المالك ألي التزام ناتج عن هذا االستغالل ،وذلك مقابل وجيبة كرائية
يدفعها المسير للمكري.
وعقد التسيير الحر هو عقد قائم بذاته وليس تولية للكراء التجاري ،أو كراء من
الباطن للعقار الذي يستغل فيه األصل التجاري ،فهو ليس عقد كراء لمحل تجاري،
بل هو عقد كراء لمال منقول معنوي هو األصل التجاري الذي يشمل مجموعة من
العناصر من بينها الحق في الكراء ،وبالتالي ال تطبق عليه مقتضيات ظهير 24ماي
،1955وإنما يخضع لمقتضيات مدونة التجارة ولألحكام العامة الواردة في قانون
االلتزامات والعقود.
ويتميز عقد التسيير الحر بكون المسير الحر يتمتع باستقاللية في استغالل األصل
التجاري ،حيث يستغله باسمه ولحسابه الخاص ،ويستفيد من أرباحه ويتحمل خسائره
بعيدا عن أية تبعية لمالكه ،وذلك حتى ولو كان المكري يتمتع برقابة على حسابات
- 2عزيز بن حرمدة" :عقد التسيير الحر في القانون المغربي " ،منشوربالموقع ،www.https://satv.ma :تاريخ أخر زيارة للموقع05-02-:
،2023ساعة االطالع14:48:
7
عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري
األصل التجاري لتحديد األجر المستحق في حالة تحديد هذا األخير على أساس نسبة
من األرباح ،إال أنه ال يتم بقصد التدخل في التسيير أو استغالل األصل التجاري،
بمعنى أن الرقابة هنا ليست على االستغالل بل على نتائجه ،فتكون تسمية العقد
بالتسيير الحر ناتجة عن الحرية التامة ،التي يتمتع بها المسير في استغالله لألصل
التجاري باسمه ولحسابه الخاص ،وتحت مسؤوليته ،وهي طبيعة تجعل من غير
المقبول إدراج شرط في هذا العقد يرمي إلى تقييد حرية المسير في استغالل األصل
التجاري ،ولعل طابع االستقالل في استغالل األصل التجاري هو الذي يميز هذا
العقد عن بعض العقود القريبة منه مثل عقد التسيير البسيط La gérance
simpleأو التسيير المأجور La gérance salariéeلألصل التجاري ،والذي
يعهد بموجبه المالك لشخص بإدارة واستغالل األصل التجاري ،أو فرع له باسم ذلك
المالك ولحسابه بحيث يكون المدير أو المسير إما مجرد أجير تابع للمالك في تلك
اإلدارة يعمل تحت إشرافه وتوجيهه ،أو يكون وكيال عنه يتولى إدارة األصل
باستقالل عن المالك ،حيث في كال الصورتين يتم االستغالل باسم المالك ولحسابه
،فتنصرف من ثم أثاره إليه وليس لألجير أو الوكيل ويخضع العقد بالتالي لألحكام
المتعلقة به إن كان عقد عمل أو عقد وكالة.3
إذا كان كل من المسير الحر والمسير المأجور يقومان بنفس الدور وهو تسيير األصل
التجاري إال أن المسير الحر يستقل باستغالل األصل التجاري ويكتسب صفة التاجر
بقوة القانون كما يتحمل وحده مخاطر إدارة وتسير األصل التجاري ويخضع لمدونة
التجارة باعتباره تاجرا.
أما عقد التسيير المأجور فهو العقد الذي بموجب يسلم مالك األصل التجاري أو
مستغله استثمار هذا األصل أو استثمار فرع منه لشخص مقابل أجرة معينة دون أن
- 3سعاد بنور" :النظام القانوني للتاجر وفق أخر المستجدات القانونية و االجتهادات القضائية" ،مرجع سابق،ص307:
8
عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري
يتحمل هذا األخير مخاطر االستثمار والمسير المأجور إما أن يكون خاضعا لقانون
الشغل إذا تعلق األمر بأجير ،أو ألحكام الوكالة إذا تعلق األمر بوكيل مأجور وهو
في كلتا الحالتين ال يكتسب صفة تاجر.
وفي هذا اإلطار جاء في حكم المحكمة االبتدائية بالدار البيضاء صادر بتاريخ 5
يونيو " 1984وحيث إنه بالرجوع إلى بطاقة العضوية يتجلى أن المدعي كان تاجرا
في المواد الغذائية لذلك فالعالقة التي تربط المدعي بالمدعى عليه ليست عالقة شغلية
ذلك أنها تفتقر إلى عنصر التبعية ،وهو العنصر المميز لعقد الشغل عن باقي العقود،
وبالتالي فإن العالقة التي كانت تربط المدعي بالمدعى عليه هي عالقة تسيير حر
مقابل نصيب من األرباح.4
-عقد التسيير الحر من العقود التجارية بنص القانون وبالتالي يخضع لمدونة التجارة
والقواعد العامة لظهير االلتزامات والعقود ،بينما عقد التسيير المأجور عقد شغل
يخضع لمدونة الشغل ،أو ألحكام الوكالة .
-يعمل المسير في عقد التسيير الحر باسمه ولحسابه الخاص في استغالل األصل
التجاري مقابل أجرة يؤديها للمالك ،بينما المسير المأجور في عقد التسيير المأجور
يعمل باسمه ولحساب مالك األصل التجاري ومقابل أجرة يؤديها مالك األصل
التجاري له.
-و مما نصت المادة153من مدونة التجارة 5أن المسير الحر يكتسب بقوة القانون
صفة تاجر ،ويتعلق األمر هنا بالمسير الذي لم يكن يتصف بهذه الصفة قبل إبرام
- 4محمد البقالي ":التسيير الحر لألصل التجاري بين النص القانوني والعمل القضائي" ،رسالة نهاية التدريب ،المعهد العالي للقضاء -الرباط ،الفوج
،2009/2011، 36ص13-12 :
- 5المادة ":153يكتسب المسير الحر صفة التاجر ويخضع لجميع االلتزامات التي تخولها هذه الصفة.
9
عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري
عقد التسيير الحر أما المسير الذي كان يتمتع بصفة تاجر قبل ذلك فإن هذا العقد ال
يعد بالنسبة إليه سوى توسيع لدائرة نشاطه التجاري، 6عكس المسير المأجور يعمل
بصفته أجيرا أو وكيل.
كما يختلف التسيير الحر لألصل التجاري عـن الـتـسـيـيـر المأجور La
gérance salariéeالذي يمكن أن ينصب بدوره على األصل الـتـجـاري .ذلك أننا في
الحالة األولى نكون أمام مكتر لألصل التجاري من مالكه ألجل استغالله لحسابه الخاص
وتحت مسؤوليته مـقـابـل أدائه لهذا المالك أجـرا شـهـريا أو سنويا يتم االتفاق على قـدره
لحظة إبرام عـقـد التسيير الحر .أما في الحالة الثانية ،أي حالة التسيير المأجور ،فإن األمر
خالف ذلك ،إذ أن ما يتم والحالة هذه هو كون مالك األصل التجاري ،الذي يحتفظ بصفته
كمستغل لهذا األصل لحسابه الخاص مع ما يترتب عن ذلك من ربح أو خسارة ،يقوم
بإيالء كل أو بعض األعمال الالزمة لتسيير أصله التجاري إلى مسير مأجور إما مقابل
أجر محدد وإما مقابل نسبة معينة من األرباح التي تنتج عن االستغالل.
إال أن مظاهر االختالف بين المسير الحر لألصل التجاري وبين المسير
المأجور لهذا األصل قد تتقلص في بعض الحاالت التي يكون فيها المسير الحر خاضعا
ينشر عقد التسيير الحر في أجل الخمسة عشر يوما من تاريخه على شكل مستخرج في الجريدة الرسمية وفي جريدة مخول لها نشر اإلعالنات
القانونية.
يجب على المكري إما أن يطلب شطب اسمه من السجل التجاري وإما أن يغير تقييده الشخصي بالتنصيص صراحة على وضع األصل في التسيير
الحر.
يخضع انتهاء التسيير الحر إلجراءات الشهر ذاتها".
- 6محمد لفروجي ":التاجر و قانون التجارة بالمغرب" ،مرجع سابق ،ص200:
10
عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري
لتوجيه مكري األصل التجاري وتعليماته ومراقبته الصارمة ،مما يجعله في حالة تبعيـة
قـانونيـة لهذا المكري شأنه في ذلك شأن المسير المأجور الذي يكون في حالة تبعية قانونية
واقتصادية لمشغله مالك أو مستغل األصل التجاري.
ونجد تطبيقا للفرضية المذكورة في مجال عقود التسيير الحر لألصل التجاري
التي تبرمها الشركات البترولية مع مسيري محطات توزيع الوقود .ذلك أنه بالرغم من
اكتساب مسير محطة توزيع الوقود صفة تاجر ،باعتباره مسيرا حرا ألصل تجاري ،فإنه
ال يزاول نشاطه المتمثل في تصريف الوقـود ،الذي تنتـجـه الشـركـة البـتـرولـيـة
صـاحـبـة المحطة ،ومشتقاته بحرية واستقالل ،وإنما يقوم بذلك طبقا لألوامر والتعليمات
التي تصدرها إليه في هذا الصدد هذه الشركة التي يظل خاضعا ً لمراقـبـتـهـا بصورة
تجعله يشبه ،من هذه الناحية ،المسير المأجور الذي يشتغل لقاء أجر محدد أو لقاء نسبة
7
معينة في األرباح المحصل عليها .
استقر القضاء المغربي على تأسيس معيار التمييز بين كراء األصل التجاري
وكراء المحل التجاري على نحو أن األصل التجاري مال منقول ،في حين أن كراء المحل
التجاري هو حق يقع على العقار الذي يستغل فيه األصل التجاري ،وفي ضوء هذا المعيار
يظهر الفرق بين عقد التسيير الحر الذي ينصب على مال منقول معنوي في حين أن عقد
كراء المحل التجاري ينصب على العقار ،زيادة على أن كل واحد من نوعي الكراء
يخضع ألحكام قانون خاص بعينه .وبالتالي فتكييف العقد يقتضي تحديد طبيعة محله فان
11
عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري
كان أصال تجاريا جار تكييف العقد بأنه تسيير حر وان كان عقارا معدا الستعمال تجاري
أو صناعي أو حرفي صاغ تكييف العقد بأنه كراء لمحل تجاري.
ويمكن لهذا األخير أن يعهد بتسيير هذه الشركة إلى مسير آخر وفي هذه الحالة
فإن هذا المسير وإن كان ال يقوم بتسيير أصل تجاري خاص به شأنه في ذلك شأن المسير
الحر لألصل التجاري إال أن االختالف بينهما يكمن في كون المسير الحر لألصل التجاري
هو الذي يدفع لصاحب هذا األصل مبلغا دوريا مقابل االستغالل في حين أن المسير المعين
من طرف الغير للشركة ذات المسؤولية المحدودة بالشريك الواحد يمارس مهامه لقاء
-8مقال :منشور بمجلة القانون واألعمال الدولية ،الموقع،https://www.droitetentreprise.com:تاريخ أخر زيارة للموقع،05-01-2023:
تم االطالع :على الساعة الثانية زواال.
12
عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري
تقاضيه أجرا عن ذلك من قبل الشريك في الشركة ،كما ال يتحمل هذا األخير عكس المسير
الحر لألصل التجاري نتائج االستغالل ما عدا إذا ارتكب أخطاء في تسييره للشركة حيث
9
يمكن أن يسأل عن ذاك إزاء هذه األخيرة.
يرى الفقه واالجتهاد القضائي أن الفرق واضح بين عقد الشغل وعقد التسيير
الحر لألصل التجاري باعتبار أن أية عالقة شغل البد أن يؤدي بحسب األصل العمل فيها
في إطار من التبعية ،أي أن يؤدي المدين بالعمل عمله تحت مراقبة وإشراف وتوجيه من
يؤدي العمل لحسابه في حين أن التسيير الحر لألصل التجاري كراء حقيقي يرد على
منقول معنوي فهو بالتالي عقد بموجبه يستأجر المدير المؤسسة ألجل استثمارها لحسابه
الخاص ويتحمل وحده أعباء االستثمار في حين أن صاحب األصل التجاري ال يكون
10
ملزما بتعهدات المدير إال في الحدود التي يعينها القانون.
من خالل التعريف الذي منحه المشرع لعقد الوكالة في الفصل 879من ظهير
االلتزامات والعقود ،11وبخصوص العقود المتعلقة باألصل التجاري فإن أن الوكيل أو
المسير المأجور يتعهد باستغالل األصل التجاري لحساب مالكه األصلي ولفائدته مقابل
أجرمن هذا األخير و هو بذلك ال يكتسب صفة تاجر ،عكس المسير الغير المأجور أو
الحر و الذي يعمل على استغالل األصل التجاري لحسابه الخاص ويكتسب صفة تاجر
بعمله هذا.
-9محمد البقالي ":التسيير الحر لألصل التجاري بين النص القانوني والعمل القضائي" ،مرجع سابق ،ص14-13:
-10محمد البقالي ":التسيير الحر لألصل التجاري بين النص القانوني والعمل القضائي" ،مرجع سابق ،ص14:
-11الفصل:879من ظهير االلتزامات والعقود" :ا َلوكالة عقد بمقتضاه يكلف شخص شخصا آخر بإجراء عمل مشروع لحسابه ،ويسوغ إعطاء
الوكالة أيضا لمصلحة الموكل والوكيل أو لمصلحة الموكل والغير ،بل ولمصلحة الغير وحده".
َ
13
عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري
إن كراء األصل التجاري ال يعد عمال من أعمال التصرف بالنسبة للمسير بل
مجرد عمل من أعمال اإلدارة لذلك يكفي توفر أهلية اإلدارة دون أهلية التصرف ،وذلك
ألن عقد التسيير الحر ال يترتب عنه إخراج ملكية األصل التجاري من ذمة مالكه ،بل
يترتب عنه مجرد االنتفاع باألصل من طرف المسير الحر ،وعليه فإن القاصر الذي يرث
14
عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري
أصال مثال والذي يستحيل عليه استغالله شخصيا أو بواسطة أجير أو وكيل يمكنه أن
12
يفوض تسييره لفائدة شخص آخر يفترض فيه اكتمال األهلية مقابل أجرة دورية.
أما بالنسبة للمسير الحر فإنه حسب المادة 153من مدونة التجارة فإنه يعتبر
تاجرا وبالتالي يجب أن يتمتع باألهلية التجارية .
التراضي:
إن عقد التسيير الحر عقد رضائي يتم بمجرد توافق اإليجاب والقبول لفظا أو
كتابة في ورقة رسمية أو عرفية 13وال يلزم أن يكون التعبير عن اإلرادة صريحا وعليه
قد يكون ضمنيا وال يتم هذا العقد إال عندما يلحق القبول باإليجاب ،أما قبله فال وجود
للعقد.
المحل والسبب:
يشترط لكي ينعقد عقد التسيير الحر صحيحا أن يكون األصل التجاري
موجوداوقائما باعتباره محال لهذا العقد ،أما بخصوص السبب فيجب أن يكون مشروعا
وغير مخالف للنظام العام وفق الفصل 62من قانون االلتزامات والعقود.
12عزالدين بنستي :دراسات في القانون التجاري المغربي-الجزء الثاني :األصل التجاري ،الطبعة األولى ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار بيضاء،
– 2001ص.244:
13جودية خليل " الشرح العلمي للقانون التجاري المغربي" مطبعة النجاح الجديدة -الدار البيضاء الطبعة االولى 2019,ص212
14المادة 209من مدونة االسرة.
15
عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري
او نقصان األهلية ،وتجدر اإلشارة انه حسب المادة 143من مدونة الشغل إن السن المحدد
للقبول في الشغل هو 15سنة كاملة.
التراضي:
يعتبر الرضى كركن أساسي من أركان هذا العقد باعتباره عقد شغل ،إذ يتحقق
بالتعبير الصحيح عن اإلرادة الصادر عن مالك األصل التجاري والمسير المأجور
باعتباره أجيرا.
المحل والسبب:
يعتبر المحل في هذا النوع من العقود هو العمل الذي يتعين على المسير
المأجور إنجازه لفائدة مالك األصل التجاري بصفته مشغل ،إضافة إلى األجر الذي يتلقاه
المسير المأجور مقابل عمله والعمل هنا هو تدبير األصل التجاري لفائدة صاحبه.
أما فيما يخص السبب كما سلفنا الذكر يجب ان يكون موجودا ومشروعا ال
يخالف النظام العام وفق األحكام العامة المنصوص عليها في قانون االلتزامات والعقود.
الكتابة:
تنص المادة 153من مدونة التجارة التي جاء فيها":يكتسب المسير الحر صفة
التاجر ويخضع لجميع االلتزامات التي تخولها هذه الصفة .ينشر عقد التسيير الحر في
أجل خمسة عشر يوما من تاريخه على شكل مستخرج في الجريدة الرسمية وفي جريدة
16
عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري
مخول لها نشر اإلعالنات القانونية .يجب على المكري إما أن يطلب شطب اسمه من
السجل التجاري وإما أن يغير تقييده الشخصي بالتنصيص صراحة على وضع األصل
في التسيير الحر يخضع انتهاء التسيير الحر إلجراءات الشهر ذاتها"
من خالل مقتضيات هذه المادة نستشف أن المشرع المغربي لم يستلزم شرط
الكتابة في إبرام عقد التسيير الحر ،ولم يجعل منها شرط صحة أو حتى إلثباته بل ترك
ذلك موقوف على إرادة طرفيه ،فمتى استوفى شروطه فإنه يقوم صحيحا ومنتجا آلثاره
القانونية.
الخيار األول :طلب شطب اسمه من السجل التجاري وهو مجرد
تطبيق للمادة 52من مدونة التجارة.
الخيار الثاني :تغيير تقييده الشخصي بالتنصيص على وضع األصل
التجاري في التسيير الحر.
17
عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري
النشر:
للنشر دور هام في المواد التجارية وذلك لحماية حقوق األغيار وتحقيقا لمبدأ
االستقرار والثقة في المعامالت التجارية بين التجار واألغيار الذين لهم حقوق على
األصول التجارية أو يريدون إنشائها كدائني المستأجر والمؤجر ،إذ يمكن هؤالء من
التعرف على الوضعية الحقيقية لألصل التجاري وقيمته االقتصادية ،إضافة إلى
المعلومات والبيانات المتعلقة به وبمالكه ومستغله قبل اإلقدام على إبرام أي عقد من العقود
المتعلقة باألصل التجاري نظرا لوظيفته اإلعالمية.
وهكذا أوجب المشرع المغربي نشر عقد التسيير الحر سواء في بدايته ونهايته
حتى يكون الجميع على علم بذلك ،وهكذا تنص الفقرة الثانية من المادة 153من مدونة
التجارة على أنه'' :ينشر عقد التسيير الحر في أجل 15يوما من تاريخه على شكل
مستخرج في الجريدة الرسمية ،وفي جريدة مخول لها نشر اإلعالنات القانونية''.
وانه يجب على المكري إما أن يطلب شطب اسمه من السجل التجاري وإما أن
يغير تقييده الشخصي بالتنصيص صراحة على وضع األصل في التسيير الحر .يخضع
انتهاء التسيير الحر إلجراءات الشهر ذاتها.
باإلضافة إلى ذلك نصت المادة 154من نفس القانون انه :يجب على المسير
الحر أن يذكر في كل األوراق المتعلقة بنشاطه التجاري وكذا المستندات الموقعة من
طرفه لهذه الغاية أو باسمه ،رقم تسجيله بالسجل التجاري وموقع المحكمة التي سجل فيها
وصفته كمسير حر لألصل وذلك تحت طائلة أداء غرامة مالية من 2.000إلى 10.000
درهم.16
16عبد الرحيمشميعة القانون التجاري االساسي،االعمال التجارية ،نظرية التاجر االصل التجاري ،مطبعة مكتبة سجلماسة ،طبعة ,2019ص .274
18
عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري
أما فيما يتعلق بعقد التسيير المأجور باعتباره عقد شغل من العقود الرضائية
التي تبرم دون الحاجة إلفراغه في شكل خاص بخالف عقد التسيير الحر الذي تطرقنا له
سابقا.
19
عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري
المطلب األول :أ ثار عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري
يعد عقد التسيير الحر من العقود الملزمة للجانبين ترتب آثارا بين طرفيها ،و
لكنها أيضا تمس بالغير الذي سوف يتعامل مع األصل التجاري فترتب من جانبه حقوقا
حرص المشرع حرصا شديدا على حمايتها ،من خالل مجموعة من األحكام أوردها و
التي نظمت آثارا من نوع خاص مرتبط بطبيعة عقد التسيير الحر لألصل التجاري
كمؤسسة قائمة الذات ،و مختلفة عن بقية المؤسسات األخرى.17
لذلك سوف نتناول هذه اآلثار من خالل التطرق لآلثار المترتبة بين طرفي عقد
التسيير الحر والمأجور في (الفقرة األولى) على أن نتناول اآلثار المترتبة عن عقد التسيير
الحر والمأجور تجاه الغير في (الفقرة الثانية).
17محمد محبوبي :محاضرات في القانون التجاري المغربي حقوق التاجر الطبعة الثانية 2009ص 84
20
عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري
أوال :آ آثار عقد التسيير الحر بالنسبة لمالك األصل التجاري.
تتحدد آثار عقد التسيير الحر بالنسبة لمكري األصل التجاري في تحمله
مجموعة من االلتزامات وهي على الشكل التالي:
18الحفيان المكي :عقد التسيير الحر لألصل التجاري بين مقتضيات مدونة التجارة و العمل القضائي المغربي و المقارن لسنة 99-98ص 61
19عز الدين بنستي :دراسات في القانون التجاري المغربي 2001ص 250
21
عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري
مدى شمول عملية التسليم للدفاتر التجارية؟ وخاصة وأن األحكام المنظمة لعقد التسيير
الحر لم تتناول هذا الطرح.
فإذا كان المسير الحر يرى في استالمه للدفاتر التجارية مسألة مهمة تمكنه من
مراقبة صحة رقم المعامالت المصرح بها فإن مالك األصل التجاري ملزم هو اآلخر
باالحتفاظ بتلك الدفاتر مدة 10سنوات.
وأمام هذا الفراغ التشريعي ال يبقى أمام المسير الحر سوى إدراج شرط تسليم
الدفاتر التجارية ضمن عقد التسيير الحر لألصل التجاري.
وأحيانا قد تكون التجارة الممارسة في األصل التجاري تتم بمقتضى ترخيص
إداري كما هو الحال بالنسبة لمحالت بيع الخمور فإنه في هذه الحالة يتعين على المكري
نقل هذه الرخصة إلى اسم المسير الحر.20
لكن إذا ما أخل مالك األصل التجاري بالتزامه بتسليم األصل التجاري أمكن
المسير الحر اللجوء إلى القضاء قصد المطالبة بالتنفيذ العيني لاللتزام ،او التعويض عن
التأخير في التسليم كما يمكنه المطالبة بفسخ العقد مع طلب التعويض .هذا على مستوى
الجانب المدني ،أما على المستوى الزجري فإنه يمكن للمسير الحر تحريك المتابعة في
إطار إعمال الفصل 551من ق.ج .الذي ينص" من تسلم مقدما مبالغ من أجل تنفيذ عقد
ثم رفض تنفيذ هذا العقد أو رد تلك المبالغ المسبقة ،دون عذر مشروع يعاقب بالحبس من
شهر إلى ستة أشهر وغرامة من 120إلى 250درهم".
والتسليم الصحيح هو الذي يتحقق من خالله بسط المسير الحر يده على األصل
التجاري وتمكنه من استغالله بدون معارض.
التزام المكري بالضمان :في هذا المجال يتم إعمال القواعد العامة الواردة
في قانون االلتزامات والعقود ضمن الفصول 643إلى .657إذ يلتزم المكري تجاه
22
عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري
المسير الحر بعدم التعرض له تعرضا يفوت عليه إمكانية االنتفاع باألصل التجاري كليا
أو جزئيا .هكذا ينص الفصل 644من ق.ل .ع":االلتزام بالضمان يقتضي بالنسبة إلى
المكري ،التزامه باالمتناع عن كل ما يؤدي إلى تعكير صفو حيازة المكتري ،أو إلى
حرمانه من المزايا التي كان من حقه أن يعول عليها بحسب ما أعد له الشيء المكتري
والحالة التي كان عليها عند العقد.
وفي هذا المجال ،يسأل المكري ليس فقط عن فعلى وفعل أتباعه بل أيضا عن
أفعال االنتفاع التي يجريها المكترون اآلخرون أو غيرهم ممن تلقوا الحق عنه".
أما على مستوى ضمان العيوب الخفية فإن مالك األصل التجاري يبقى ملزما
بضمان العيب الخفي المؤثر على االنتفاع باألصل التجاري و هناك عبرة بتاريخ اكتشاف
العيب الخفي ،و لعل ما يميز عقد إكراء عن عقد البيع .21و بالتالي فإن مكري األصل
التجاري يبقى طيلة مدة عقد التسيير الحر ضامنا للعيوب الخفية التي قد تحدث لألصل
التجاري ،و هذا ما يتوافق و التزام مالك األصل بصيانته طول مدة سريات عقد التسيير
الحر الذي يلتزم بدفع األجرة مع بقاء مالك األصل التجاري ملتزم بضمان الصيانة و
العيوب الخفية المؤثرة التي تلحق األصل التجاري الحالة التي يخفي فيها المكري واقعة
صدور حكم بإغالق المحل التجاري أو إخفاء عيب يتعلق بحالة البضاعة أو األدوات أو
إحدى عناصر األصل التجاري ،أو كون براءة االختراع الداخلة ضمن عناصر األصل
22
التجاري قد انقضت مدتها قبل نهاية مدة عقد التسيير الحر.
وأمام غياب نص تشريعي يحدد مفهوم العيب الخفي ،فإن معيار التأثير يبقى
المعتمد للقول بوجود عيب من غيابه ،ليكون بذلك تقدير مدى تأثير العيب خاضع للسلطة
التقديرية للقاضي.
23
عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري
التزام مالك األصل التجاري بعدم المنافسة :يلتزم المكري بعدم منافسة
المسير الحر وذلك بإقامة مكري األصل التجاري تجارة مماثلة من شأنها أن تسحب
الزبناء من المسير الحر بعد إبرام العقد مما يلحق ضرر كبير بالمسير ويحرمه من الغاية
المنشودة من كراء األصل التجاري وهي استمرار تردد الزبناء .وبما أن هذا االلتزام
يعتبر قيدا على حرية التجارة التي تعتبر من الحريات العامة التي ضمنها الدستور ،فإنه
يجب أن يكون محددا من حيث الزمان والمكان.
24
عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري
-ثانيا :إذا أهمل الشيء المكترى على نحو يسبب له ضررا كبيرا.
-ثالثا :إذا لم يؤد الكراء الذي حل أجل أداءه"
استغالل األصل التجاري استغالال يحافظ عليه :ينبعث هذا الشرط من الطابع
الشخصي لعقد التسيير الحر ،فالحفاظ على كيان األصل التجاري يعتبر من أهم االلتزامات
الملقاة على كاهل المسير الحر ،وهذا المعطى يجعل حريته في االستغالل مشروطة بعدم
إتيان التصرفات التي من شأنها االضرار باألصل التجاري أو قد تؤدي إلى اندثار كل أو
بعض عناصره.
وبالتالي يتعين على المسير الحر تفادي كل األعمال والتصرفات التي من شأنها
أن تحدث ما سلف ذكره.
ومما ينبغي اإلشارة إليه أن التزام المسير الحر باستغالل األصل التجاري وفق
ما أعد له هو التزام شخصي ينتهي بمجرد وفاته بحيث ال يخول ألحد ورثته استمرارية
استغالل على اعتبار أن تفويت استغالل األصل التجاري ينبعث من عنصر الثقة في
الشخص المسير.
محمد محبوبي :محاضرات في القانون التجاري المغربي حقوق التاجر الطبعة الثانية 2009ص 84 24
25
عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري
لذلك يجب علينا أن نحدد هذه اآلثار بالنسبة لدائني المؤجر والمستأجر(أوال) ،وكذلك
بالنسبة لمكري العقار الذي يستغل فيه األصل التجاري(ثانيا) وبالنسبة لمشتري هذا األخير وذلك
في حالة بيعه وهو مثقل بعقد تسيير حر
26
عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري
عن الديون المقترضة بمناسبة استغالل األصل التجاري إلى حين تدارك
إجراءات الشهر و خالل مدة الستة أشهر التي تلي هذا النشر.25
و نتيجة لما تم ذكره فقد خول المشرع لدائني مكري األصل
التجاري الحق في أن يتقدموا إلى المحكمة التي يوجد في دائرة نفوذها ذلك
األصل التجاري لتصرح بحلول آجال ديونهم المتعلقة باستغالل األصل
التجاري إذا ما قدروا أن تأجيره يعرض ديونهم للخطر و الضياع و ذلك
داخل أجل ثالثة أشهر من تاريخ نشر أو شهر عقد التأجير حسب المادة 152
من مدونة التجارة ،و للمحكمة التجارية السلطة التقديرية في قبول الطلب أو
رفضه إما لعدم توفر شروطه و إما ألن الطلب عديم الجدوى.26
ويسأل مكري األصل التجاري وفقا للقواعد العامة عن جميع الديون
المتصلة باستغالل األصل مسؤولية شخصية الى حين تاريخ ابرام عقد التسيير
الحر فاذا حل أجل الدين ولم يؤد المكري المدين حقوق الدائنين يمكن لهؤالء
المطالبة بدينهم عن طريق اقامة دعوى الحجز على مبلغ أجرة التسيير التي
بين يدي المسير الحر للحصول على ديونهم وفي حالة اهمال المكري مطالبة
المسير بدفع ا األجرة يمكن للدائنين المطالبة بهذا الحق مباشرة عن طريق
دعوى الحلول محل مدينهم حسب ما هو منصوص عليه في الفصل 1245من
قانون االلتزامات والعقود.
27
عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري
28
عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري
أن يقدم هذا الطلب الى المحكمة التجارية التي يوجد األصل
التجاري في دائرة نفوذها طبقا للمادة 152من مدونة التجارة ما
لم يتفق الطرفان مسبقا على عرض نزاعاتهم على محكمة
أخرى وفقا للمادة 12من القانون المحدث للمحاكم التجارية.
29
عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري
من هنا فإن المشرع رغبة منه في ضمان حصول المسير على ائتمان دائنيه
بسرعة ،خاصة و أنه ملزم قانون بالمحافظة على األصل المستأجر و هو
الذي يصعب تحققه بدون ائتمان تجاري ،قد جعل المكري مسؤوال على وجه
التضامن مع المسير الحر عن الديون المقترضة من قبل هذا األخير بمناسبة
استغالله لألصل التجاري ،و الناشئة خالل مدة الستة األشهر التي تلي تاريخ
نشر العقد(المادة 155من مدونة التجارة).27
و لعل هذه القاعدة تجد تفسيرها في أن الديون المقترضة المرتبطة
باستغالل األصل التجاري يستفيد منها المكري ألنها تحقق له نماء أصله أو
على األقل الحفاظ عليه ،فكان من الطبيعي أن يتحمل المسؤولية عنها تضامنيا
إلى جانب المسير الحر ،و ذلك على األقل لمدة محدودة ( 6أشهر من شهر
العقد) تتيح خاللها لدائني المسير التعرف على حقيقة وضعه القانوني ،غير أن
هذه القاعدة تشكل خروجا عن المبدأ بالنسبة آلثار الشهر التجاري ،إذ بالرغم
من القيام بإجراءات الشهر من قبل المكري فإنه يظل مع ذلك مسؤوال عن
الديون المتعلقة باستغالل األصل التجاري.
ومؤدى هذا االلزام التضامني الذي وضعه المشرع على المكري أن
هذا األخير يعتبر بمثابة كفيل للمسير الحر بالنسبة للديون المقترضة المتعاقد
عليها الستغالل األصل التجاري من قبل المسير خالل فترة الستة أشهر
األولى لإليجار ،لذلك ففي اعتقاد األستاذ محمد محبوبي فإن المسير الحر
يظل هو المسؤول األصلي عن تلك الديون عمال باألثر األصلي للتسيير و
30
عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري
الذي يجعل المسير يشغل األصل التجاري لحسابه و تحت مسؤوليته بحيث
تنصرف إليه كافة آثار االستغالل( المادة 152من مدونة التجارة) إنما في
حالة عجزه عن الوفاء فهنا يجوز للدائنين الرجوع على المكري عمال
بمقتضيات المادة 155المشار إليها أعاله .وحتى في هذه الحالة فإن المكري
يحتفظ بحق الرجوع على المسير الحر السترداد ما أداه عنه عمال بمبدأ
التضامن.28
وتجدر اإلشارة على أن الديون التي يسأل عنها المكري تضامنيا هي
كل دين نشأ خالل مدة الستة أشهر الموالية لتاريخ نشر العقد ،حتى ولو امتد
أجل استحقاقها إلى ما بعد ذلك فالعبرة في تحديد مدة االلتزام تكون لتاريخ
نشوء الدين وليس لتاريخ استحقاقه.29
وبالرغم من سكوت النص القانوني ،فإننا نعتقد أن االلزام التضامني
الذي وضعه المشرع على المكري هنا ينحصر في قيمة األصل التجاري
نفسه ،والذي يعتبر ضامنا ،على سبيل االحتياط ،لديون المسير.
ويالحظ أنه يستثنى من مبدإ المسؤولية التضامنية هذا الوكالء
المكلفون من طرف القضاء بإدارة ‘أصل تجاري شريطة أن يكونوا مأذونين
بإبرام عقد التسيير الحر من السلطة التي فوضتهم ،وأن يستوفوا إجراءات
الشهر (المادة .)156
هذا بالنسبة للديون الناشئة خالل الستة أشهر األولى ،أما الديون
الناشئة بعد ذلك فيسأل عنها المسير الحر بمفرده ،وعند انتهاء مدة عقد التسيير
28محمد محبوبي مرجع سابق ص 269
29محمد محبوبي مرجع سابق ص 270
31
عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري
الحر فإن كافة الديون المتعلقة باستغالل األصل التجاري تصبح حالة فورا
المادة 157من مدونة التجارة وهذه الضمانة قررها المشرع لدائني المسير
الحر ضمانا الستيفائهم لديونهم حتى ال يختفي بعد انتهاء العقد تهربا من أدائها
لهم .وسقوط آجال الديون هنا تكون بقوة القانون ودون حاجة لحكم قضائي
يقرره ،فمجرد انتهاء مدة العقد يجعل الديون حالة ،فإما أن يفي بها المسير
30
طوعا ،و إال جبرا عن طريق القضاء.
أما في إطار عقد التسيير المأجور فالعالقة التي تربط المسير الحر
بالمسير المأجور هي عالقة شغل وبالتالي فالتبعية التي تربط األول بالثاني
تجعل هذا األخير يعمل باسمه الخاص لفائدة المسير الحر وبالتالي فإن هذا
الخير هو الذي يتحمل الديون الناشئة عن استغالل األصل التجاري طبقا
لمقتضيات الفقرة األولى من المادة 153من مدونة التجارة حيث يكتسب
المسير الحر صفة تاجر وبالتالي يتحمل االلتزامات الناشئة عن عقد التسيير
الحر في حالة تشغيله ألجير يعمل لصالحه في إطار عقد التسيير المأجور.
ال يعتبر عقد التسيير الحر تولية للكراء أو كراء فرعيا أو من الباطن
للعقار الذي يظل مؤجر األصل التجاري هو المكتري الحقيقي للعقار أم
المسير الحر فال تربطه أية عالقة تعاقدية مع مكري العقار.
32
عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري
سبقت اإلشارة الى أن عقد التسيير الحر يفقد مالك األصل التجاري
حقه في ممارسة جميع التصرفات بشأنه سواء ببيعه أو رهنه أو تقديمه حصة
في شركة وغيرها من التصرفات القانونية كما يمكن أن يتم بيع هذا األصل
قضائيا دون ارادة مالكه في حالة بيعه بالمزاد العلني عن طريق المحكمة.
لذلك يبقى التساؤل المطروح هو هل يؤدي بيع األصل التجاري سواء اختياريا
أو قضائيا الى انهاء عقد التسيير الحر؟
هنا يجب التمييز بين حالتين:
الحالة ا األولى :وجود اتفاق يحدد مصير عقد التسيير الحر
الحالة الثانية :عدم وجود اتفاق يحدد مصير عقد التسيير الحر
33
عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري
عدم انتهاء عقد التسيير الحر بالرغم من بيع األصل التجاري و أن
يشترط بائع األصل التجاري على المشتري احترام عقد الكراء.
أما في حالة وجود شرط يقضي باحترام المشتري لعقد التسيير الحر
فانه في غياب
مقتضيات خاصة في هذا اإلطار يتم العمل بالمقتضيات العامة فبالرجوع الى
الفصل 694من قانون االلتزامات والعقود نجده ينص على ما يلي“ :يفسخ
عقد الكراء بالتفويت االختياري أو الجبري للعين المكتراة .ويحل المالك
الجديد محل من تلقى الملك عنه في كل حقوقه والتزاماته الناتجة من الكراء
القائم ،بشرط أن يكون هذا الكراء قد أجري بدون غش ،وأن يكون له تاريخ
سابق على التفويت".
وما يستخلص من هذا الفصل أن المشتري ال يمكنه مواجهة المسير
الحر بعقد البيع إذا
34
عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري
كان عقد التسيير المبرم بدون غش ثابت التاريخ وسابقا لتاريخ بيع األصل
التجاري .أما إذا لم يكن لعقد التسيير تاريخ ثابت يمكن اخرا المكتري بعد أن
يوجه له المشتري تنبيها باإلخالء حسب ما جاء في الفصل 695من قانون
االلتزامات والعقود الذي ينص على ما يلي" :إذا لم يكن الكراء واردا في حجة
ثابتة التاريخ ،ساغ لمكتسب الملكية اخبار المكتري ،بها بشرط أن يوجه له
تنبيها بالخالء في المواعيد التي يقضي بها العرف".
اتفاق مالك األصل التجاري والمشتري
قد يتضمن اتفاق مالك األصل التجاري و المشتري أحد الوضعيتين
التاليتين:31
31محمد مومن ، - :التسيير الحر لألصل التجاري في القانون المغربي ،تقديم الدكتور محمد بونبات الطبعة ااألولى 2005،الصفحة ص 293
و ما يليها
35
عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري
الحالة الثانية :عدم وجود اتفاق يحدد مصير عقد التسيير الحر
عند عدم وجود اتفاق يحدد مصير عقد التسيير الحر فانه يتعين في
هذه الحالة الرجوع الى القواعد العامة في قانون االلتزامات والعقود خاصة
الفصالن 694و695كما سبقت الشارة اليهما .وبالتالي فان مشتري
األصل التجاري يكون ملزما باحترام بنود عقد التسيير الحر المبرم سلفا
بين المالك والمكتري إذا كان العقد المبرم بدون غش أو تواطؤ بين المالك
والمسير الحر ثابت التاريخ وسابقا لعقد بيع األصل التجاري وذلك حماية
الستقرار عقد التسيير الحر وحماية لحقوق المسير الحر الذي يحق له
االحتجاج بعقده في مواجهة المشتري الذي يكون ملزما بتنفيذ عقد التسيير
الحر المبرم من طرف البائع وال يتحلل من هذا االلتزام إال بانتهاء المدة
المحددة في عقد التسيير الحر ذلك أن المالك الجديد يحل محل المالك القديم
في حقوقه ويتحمل جميع االلتزامات المترتبة عن عقد التسيير الحر كما
يكون المسير الحر ملزما بتنفيذ التزاماته بمقتضى العقد لصالح المالك الجديد
كدفع األجرة مثال.
لم تنظم مدونة التجارة أسباب انتهاء عقد التسيير الحر ،وإنما
أشارت في الفقرة األخيرة من المادة 152إلى أن انتهاء عقد التسيير الحر
يتطلب سلوك مسطرة إنشائه ،أي القيام بإجراءات الشهر ،فانتهاء هذا العقد
يخضع ألحكام العقود الملزمة لجانبين ،والتي تنتهي وفقا لبنود العقد ،وإرادة
36
عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري
المتعاقدين .وتنقضي كذلك فبل انتهاء مدتها في حالة حصول طارئ ،أو نتيجة
إخالل أحد الطرفين بالتزاماته.
إال أنه نظرا لقيام عقد التسيير الحر على االعتبار الشخصي ،فإنه
ينتهي تبعا لذلك بوفاة المسير ،أو بفقدانه ألهليته ،وتصفيته قضائيا ،وغير ذلك
من أسباب االنتهاء.
لذلك سنتطرق في (الفقرة األولى) لتناول األسباب العامة النقضاء
عقد التسيير الحر وفي (الفقرة الثانية) األسباب الخاصة النقضاء عقد التسيير
الحر.
37
عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري
ألنهما إذا اتفقا على تحديد مدة في العقد ينتهي بانقضاء الكراء ،فإنما يريدان
بذلك أن العقد ينتهي بمجرد مضي المدة المحددة دون أي إجراء اخر.
ال يخضع االنتهاء للقانون 6-97المتعلق بالكراء السكني والمهني،
وال ظهير 24ماي 1955الخاص بأكرية المحالت التجارية ،الذي يشترط
توجيه إشعار باإلفراغ ،فالمسير الحر بالرغم من كونه تاجرا ،فإنه ال يكتسب
حقا مباشرا لتجديد الكراء تجاه مالك العقار ،حتى يجب على مالك األصل
التجاري أن يلجأ إلى المسطرة المنصوص عليها في ظهير 24ماي ."1955
وقد استقر المجلس األعلى سابقا على أن المسطرة الواجب اتبعاها
في إنهاء عقد التسيير الحر هي التي اتفق عليها الطرفان في العقد" ،وال
يخضع للحماية القانونية المنصوص عليها في ظهير ،"1955وفي حالة عدم
وجود هذا االتفاق ،يتعين الرجوع إلى المقتضيات العامة المنصوص عليها في
قانون االلتزامات والعقود ،وأنه " متى ثبت للمحكمة أن العقد عقد تسيير حر،
وليس كراء محل تجاري ،فإنها بقضائها بإفراغ المكتري بعد انتهاء مدة العقد،
و إن لم تنشر إلى النصوص القانونية التي طبقتها ،فإن قرارها جاء مطابقا
للفصل 230من قانون االلتزامات والعقود و الفصل 687من نفس
القانون".32
32محمد مومن ،التسيير الحر لألصل التجاري في القانون المغربي ،المطبعة والوراقة الوطنية الحي المحمدي – مراكش ،الطبعة األولى 2005
ص 304ومايليها.
38
عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري
ينص الفصل 692من قانون االلتزامات والعقود على أنه " للمكري
فسخ الكراء مه حفظ حقه في التعويض إن اقتضى األمر.
أوال :إذا استعمل المكتري الشيء المكترى في غير ما أعد له بحسب
طبيعته أو بمقتضى العقد.
ثانيا :إذا أهمل الشيء المكتري على نحو يسبب له ضررا كبيرا.
ثالثا :إذا لم يؤد الكراء الذي حل أجل أدائه.
تشكل الحالة الثالثة أغلب حاالت النقضاء عقد التسيير الحر ففي
هذا اإلطار جاء في حكم المحكمة التجارية بفاس في الحكم رقم 729بتاريخ
08-5-22أنه " :حيث يتبين من خالل االطالع على وثائق الملف وخاصة
عقد كراء مقهى المؤرخ في 2007-2-2أن األمر يتعلق بعقد تسيير حر
لألصل التجاري الكائن بالمقهى هالي مقابل وجيبة شهرية قدرها 6000
درهم.
وحيث طالما أن المدعى عليه وجه إنذار للمدعي قصد المطالبة
بأداء كراء المدة من فبراير 2007إلى متم يويلوز 2007والذي توصل به
المدعي بتاريخ 2007-8-8ومادام العقد خاضعا للقواعد العامة الواردة
للتنصيص عليها في قانون االلتزامات والعقود خاصة الفصل 627و مايليه و
المتعلقة بإنهاء وفسح عقد التسيير الحر.
39
عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري
33محمد البقالي ،التسيير الحر لألصل التجاري بين النص القانوني والعمل القضائي ،رسالة نهاية التدريب بالمعهد العالي للقضاء ،2011-2009
ص .44
40
عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري
يتميز عقد التسيير الحر باعتباره عقد كراء بأنه عقد مستمر يمتد في
الزمن و تتحدد بموجب ذلك التزامات الطرفين ،بدليل أن المكري ملزم بتمكين
المسير الحر من استغالل األصل التجاري طيلة مدة العقد ،وأن المسير ملزم
بدفع األجرة خالل نفس المدة ،فإن التزامه يصبح بغير محل ،والتزام المسير
الحر دون سبب ،وينفسخ العقد من تلقاء نفسه ،وذلك تطبيقا للفصل 659من
قانون االلتزامات و العقود على أنه " :إذا هلكت العين المكتراة ،أو تعيبت أو
تغيرت ،كليا أو جزئيا ،بحيث أصبحت غير صالحة لالستعمال في الغرض
الذي اكتريت من أجله ،وذلك دون خطأ أي واحد من المتعاقدين ،فإن عقد
الكراء ينفسخ ،من غير أن يكون إلحدهما على االخر أي حق في التعويض،
وال يلزم المكتري من الكراء إال بقدر انتفاعه ،وكل شرط يخالف ذلك يكون
عديم األثر" .وتشتمل مقتضيات عذا الفصل كل حاالت الهالك ،والتلف،
والتغيير الناتج بفعل الطبيعة ،أو حادث فجائي ،أو فعل الغير ،وال يستثنى منه
إال حالة كون الهالك ،أو التلف نتج عن خطأ أحد المتعاقدين.
وعلى الرغم من أن األصل التجاري ،كمنقول معنوي غير قابل
للهالك المادي ،وذلك نظرا ألنه ليس له وجود حسي ،وإنما يدركه اإلنسان
بالتصور ،فإن هذا الفصل يطبق على عقد التسيير الحر ،نظرا لعدم وجود
نص خاص به ،مع ضرورة أخذ طبيعته بعين االعتبار ،ذلك أن " الفصل
659من قانون االلتزامات والعقود يقرر قاعدة عامة تطبق على كافة عقود
الكراء التجارية منها غير التجارية متى توافرت عناصر تطبيقها ،طالما أن
41
عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري
القانون الخاص ...لم يستثن ضمن أحكامه تطبيق هاته القاعدة العامة ،والتي
تقضي أن فقدان العين بهالكها يؤدي إلى انعدام أهم ركن من أركان ماهية
العقد.
والفقه كالقانون الوضعي يتفقان على الفسخ التلقائي لعقد الكراء في
حالة استحالة االنتفاع بالعين المكراة لهالكها ،أو ألي سبب اخر يحول دون
االنتفاع بها ،وأن كل شرط مخالف لما ذكر يكون عديم األثر.
وال يمكن اعتبار االستمرار في أداء الكراء بعد هالك العين المكراة
استمرارا لعقد الكراء ،أو تجديدا له ،ألنه ال يعقل وجود العقد بعد انعدام
أهم أركانه.34
رابعا :انقضاء التسيير الحر بتحقق الشرط الفاسخ
إذا تم االتفاق مقدما على انهاء عقد التسيير الحر بتحقق شرط
معين ،كبيع األصل التجاري مثال ،فإن هذا العقد يعتبر مفسوخا إن تحقق
الشرط المتفق عليه ،فتطبق نفس أحكام انتهاء مدة العقد ،مع األخذ بعين
االعتبار طبيعة الشرط ،ووجوب كون صيغته قاطعة في الداللة على وقوع
الفسخ حتما ،ومن تلقاء نفسه لمجرد تحققه ،وبذلك فإن الفسخ هنا مقرر بقوة
االتفاق وال يحتاج إلى تقريره من لدن المحكمة التي عليها فقط أن تتأكد من
واقعة تحقق الشرط الفاسخ ،والحكم بوقوع الفسخ نتيجة ذلك ،مع وجوب
التضييق في تفسير هذا الشرط ،لصفته االستثنائية ،ولخطورته على المسير
الحر ،فالشرط الفاسخ الذي وضع جزاء عدم الوفاء باألجرة مثال ،ال يجب أن
ينطبق حال عدم دفع المكتري لألعباء األخرى.
42
عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري
وقد أقر القضاء الشرط الفاسخ الذي تتضمنه عقود التسيير الحر،
كما أنه اعتبر أن مجرد تحقق هذا الشرط يجعل العقد مفسوخا بقوة القانون،
ويصبح المسير الحر محتال لألصل التجاري بدون سند و ال قانون ،وبهذا
الصدد ذهبت المحكمة االبتدائية بأكادير في إحدى حيثيات حكمها إلى أنه" :
حيث إن عقد التسيير الحر من العقود المحكومة باألحكام العامة في القانون
المدني ،وأن العقد يتضمن شرطا صريحا بالفسخ ،وأن تضمين الشرط الفاسخ
مقدما يجعل المسير الحر موافقا على تغيير صفة يده على العين عند تحقق
الشرط الفاسخ من تدبير إلى يد غاصب".
وفي حالة تحقق الشرط ،فإن عقد التسيير الحر ينفسخ بدون وجود
أي إخالل بااللتزامات الواردة فيه من جانب أي من طرفيه ،حيث أنه مادام "
أن العقد شريعة المتعاقدين ،فإنه ال داعي ألن يؤسس اإلنذار على شيء
اخر".35
باإلضافة إلى األسباب العادية النقضاء عقد التسيير الحر هناك أسباب خاصة
تنتج عن طبيعة هذا العقد الذي يقوم على االعتبار الشخصي.
43
عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري
الهالك ،ولما كان ينص 698من ظهير االلتزامات والعقود المغربي المقابل للفصل
1742من القانون المدني الفرنسي على أن الكراء ال يفسخ بموت المكتري ،لكن قيام عقد
كراء األصل التجاري على االعتبار الشخصي من جانب المسير الحر يجعل هذه القاعدة
غير قابلة للتطبيق ويمنع ورثة هذا المسير من االستمرار في استغالل األصل ،ألنه قد ال
تتوافر فيهم الكفاءة واالعتبارات التي دفعت المالك إلى التعاقد مع موروثهم .لذلك فانه
يكون من الطبيعي القول بانتهاء عقد التسيير الحر بوفاة المكتري ،خالفا للقاعدة العامة
في الكراء التي يكرسها الفصل المذكور 36.في تطبيق هذه القاعدة ،ذكرت المحكمة
التجارية في أكادير في قرار لها أنه " بما أن إيجار األصول التجارية يعتبر أحد العقود
المبنية على شخصية المستأجر من جانب المكتري ،باعتبار أن مالكه ال يقدم عادة على
كراء أصله التجاري إال بعد التأكد من توفر عنصر الثقة والكفاءة في التسيير في شخص
المسير وبالتالي اطمئنانه في ضمان استمرار المحافظة على عناصر األصل التجاري
المكترى وتنميته بمهارة خاصة بشكل يضمن تنمية مردوديته التي هي الغاية من
التسيير الحر ،وبالتالي فان عنصر االعتبار الشخصي في قيام التسيير الحر ال زال
37
القطب األساسي عند التعاقد في هذا المجال".
وفي نفس التوجه صدر قرار عن محكمة االستئناف التجارية بالدار البيضاء جاء
فيه" :حيث إن المسير الحر السيد قد توفي ،فان عقد التسيير الحر ينتهي مفعوله ،ويصبح
مفسوخا ألنه يقوم على االعتبار الشخصي وال ينتقل إلى الورثة كما هو الشأن في عقود
الكراء ...مما يبقى معه ورثته محتلون للمحل موضوع النزاع بدون سند وال قانون وينتهي
38
في جميع االحوال بوفاة المسير
36عادل العشابي – التسيير الحر في االجتهاد القضائي ومدونة التجارة – بحث نهاية التمرين بالمعهد الوطني للدراسات القضائية – السنة
1999.2001
37حكم رقم 2002/123في الملف رقم 2001/ 737بتاريخ 2002/02/21اورده محمد مومن في مؤلفه ص 321
38قرار بتاريخ 2002/11/7في الملف عدد 9/2002/1725اورده محمد مومن في مؤلفه ص 321
44
عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري
إال انه قد يطرح التساؤل في الحالة التي يعهد فيها المالك بتسيير األصل
التجاري إلى أكثر من مسير بمقتضى عقد واحد ففي أمر استعجالي صادر عن المحكمة
التجارية بالدار البيضاء بتاريخ 10/68/1999أنه "إذا كان العقد الرابط بين الطرفين
يتضمن شرطا صريحا بفسخ العقد بقوة القانون في حالة وفاة المسير الحر لألصل
التجاري موضوع النزاع فان األمر في النازلة يتعلق بمسيرين لألصل أحدهما توفي،
وتحقق الشرط الفاسخ بالنسبة إليه ,واآلخر الزال على قيد الحياة ولم تتمسك المدعية
بأي إخالل من جانبه ،وبالتالي تبقى مقتضيات الشرط الفاسخ غير متحققة بالنسبة إليه
وال يمكن األمر باسترجاع المحطة" .بالتالي فان العقد ينقضي بالنسبة للمسير الحر الذي
توفي.
وإذا كنا نسلم بأن عقد التسيير الحر ينبني على االعتبار الشخصي في الغالب
فإنه يمكن الخروج عن هذه القاعدة باتفاق المالك والمسير الحر ،على استمرار العقد لفائدة
أحد الورثة ،39إذا كان أهال الستغالل األصل التجاري ،خصوصا إذا كان هذا األخير
يساعد المسير قبل وفاته .ويؤكد ذلك قيام عقد التسيير الحر على أساس االعتبار الشخصي
في جانب المسير الحر ،ألنه حتى في هذه الحالة ،فإن مكري األصل التجاري تمسك بهذا
االعتبار ،وذلك باختياره للوارث األكثر كفاءة ،ودراية بطبيعة العمل المزاول ،إال أن «
قبول استمرار الورثة أو أحدهم في التسيير يكون بموجب عقد تسيير جديد بعناصره
40
الشكلية والجوهرية المستقلة عن العقد المنفسخ وليس عن طريق امتداد العقد األصلي
.ألنه كما أكدت ذلك محكمة االستئناف التجارية بالدار البيضاء ،فإنه « ...من الثابت أن
تجديد عقد الكراء القديم وانتشار عقد كراء جديد محله يحب أن يكون صريحا وواضحا
39استندت محكمة االستئناف التجارية بالدار البيضاء في قرارها عدد 2000/2719الصادر بتاريخ 2000/04/21في الملف عدد
99/1929/2418على االتفاق الجماعي المبرم بين جميع شركات توزيع البنزين والجامعة الوطنية لتجار واربار محطات الوقود بالمغرب المبرم
بتاريخ 1997/04/08حول تجميد البند المتعلق بفسخ العقد الرابط بين الطرفين مع تخويل التسيير الحد الورثة اللغاء حكم قضلئ بافراغ ورثة
مسير حر . .دكره عبد العالي في ملحقه ص 98
40حكم المحكمة التجارية باكادير رقم 2002/123
45
عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري
وال يفترض ،وذلك حسب مقتضيات الفصل 347من قانون االلتزامات والعقود ،41
وبذلك يكون االتجاه الذي سارت عليه محكمة الدرجة األولى عندما ردت طلب المستأنف
{أورثه ر احر} بعلة أن إعطاء الشركة لتوصيل األداء في اسم احد الورثة ال يعتبر في
حد ذاته تجديدا للعقد ،وإنما هو إبراء ذمة من دين ليس إال ،وهو تعليل في محله مما
ينبغي تبني هذا التعليل .»42لذلك يتعين في هذه الحالة إبرام عقد تسيير حر جديد ،والقيام
بإجراءات الشهر والتسجيل من جديد لتغير شخصية المسير ففي قرار أخر مفاده أن "
المحكمة لما لم تعتبر أن عقد التسيير الحر الذي كان يربط موروث المطلوبين بالطاعنة
قد تم تحويله للورثة وإنما اعتمدت االتفاق بين الطرفين على تجميد البند المتعلق بفسخ
العقد الرابط بين الشركات النفطية ومسيري محطات الوقود ريثما يتم االتفاق بين الطرفين
على صيغة جديدة للعقد وبما انه ال يوجد بالملف ما يفيد إن الحوار وقع تكون قد عللت
43
قراراها ولم تخرق القانون
41ينص الفصل 247من ق ل ع على انه " التجديد انقضاء التزام مقابل انشاء التزام جديد يحل محله ،والتجديد ال يفترض بل يجب التصريح
بالرغبة في اجرائه "
42قرار محكمة االستئناف بالدار البيضاء عدد 2000/2719بتاريخ 2000/12/21في الملف عدد99/1229/2418
43القراد عدد 580المؤرخ في 2015/11/10في الملف التجاري عدد 2011/2/3/101منشور في البوابة االلكترونية لنشر القرارات القضائية
44قرار المجلس االعلى عدد 1669بتاريخ 25يونيو 1990في الملف المدني عدد 86/1389مجلة قضاء المجلس االعلى – عدد -45نونبر
– 1991ص 8
46
عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري
ولما كان من المستحيل على الحارس القضائي والذي غالبا ما يكون رئيس
كتابة الضبط بالمحكمة التي صدر عنها األمر بالوضع تحت الحراسة القضائية القيام
بنفسه بمهمة التسيير الفعلي نظرا لوظيفته داخل المحكمة فانه يبرم عقد تسيير حر مع
شخص قد يكون هو الذي رسا عليه المزاد بشأن إيجار األصل التجاري المتنازع عليه
لمدة مدينة في حين يظل الحارس القضائي يضطلع بمهمة الدراسة كزيارة األصل كلما
رأى ذلك ضروريا للسهر عن كتب عن مدى تطبيق المسير الحر لاللتزامات الواردة
ال يصدر قراره 45
بالعقد المبرم بينهما .وتجدر اإلشارة إلى أن قاضي األمور المستعجلة
بتعيين حارس قضائي إال عند شديد الحاجة إلى هذا التعيين ،ويكون األمر كذلك إذا رأى
القاضي المذكور أن الحراسة القضائية هي الوسيلة الوحيدة التي بإمكان األطراف النزاع
اللجوء إليها 46خصوصا إذا وجدت ظروف ال تتحمل التأخير وإتباع اإلجراءات العادية
للتقاضي والبث في الجوهر . 47ومن تطبيقات ذلك ما جاء في أمر استعجالي البتدائية
الحي المحمدي عين السبع أن "طلب تأجيل بيع المحجوز المقدم من الشركة لغاية البث
في دعوى البيع الكلي لألصل التجاري المرفوع عنها إلى محكمة الموضوع يبرر لدانيها
اآلخرين أن يتدخلوا لطلب وضع األصل التجاري للشركة المدعية تحت التسيير المؤقت
إلى أن يتم بيعه كليا وذلك باالستناد إلى وجود عدة دائنين وما يدل على ذلك من سوء
التسيير الباعث على الخوف من زيادة تدهور المركز المالي للشركة ويكون من العدالة
إذن أن يكون األمر بتأجيل البيع ووقف إجراءات التنفيذ مقرونا باألمر بإخضاع األصل
45اعتبر الفصل 149من قانون المسطرة المدنية الحراسة القضائية من االجراءات التحفظية التي يمكن لرئيس المحكمة البت فيها بصفته قاضيا
لالمور المستعجلة
46عبد اللطيف هدية هللا ،الحراسة القضائية في التشريع المغربي – مطبعة النجاح الجديدة – الدار البيضاء -1988ص 89وما بعدها
47حكم للمحكمة االبتدائية بالبيضاء عدد 80/1616بتاريخ 8مارس 1982في الملف االستعجالي عدد . 81/4479وقرار محكمة االستئناف
665في الملف التجاري عدد 82/1268مجلة القضاء والقانون عدد 136/125السنة -1985ص 223وما بعدها
47
عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري
التجاري للشركة المدعية لنظام التسيير المؤقت ."48تجدر اإلشارة إلى أن هدا اإلجراء
يظل تحفظيا وال يمس بموضوع الحق.
والبد من التنبيه على أن عقد التسيير الحر المبرم من طرف الحارس القضائي
مع المسير طبقا للمادة 155من م.ت ينتهي بانتهاء هذا اإلجراء القضائي ويكون على
الحارس القضائي أن يقدم حساباته حول قيمة األرباح التي يكون قد حققها األصل التجاري
ويتعين عليه أن يرد الشيء بدون أجل لمن يعينه الخصوم أو القضاء ويتحمل بشأن هذا
الرد بنفس االلتزامات التي يتحمل بها المودع عنده المأجور" 49.وفي قرار أخر " فانه
ال تنتهي فعليا مهام الحارس القضائي بصدور حكم برفع الحراسة القضائية على الفندق
50
،وإنما تنتهي بتسليمه النهائي للمشتري "
48االمر االستعجالي في الملف عدد 94 /468بتاريخ 1994/05/03مجلة المحاكم المغربية – العدد 76السنة 1995ص . 119انظر ايضا
قرار محكمة االستئناف بالدار البيضار رقم 7334بتاريخ 1996/11/7في الملف عدد 95/7888مجلة المحاكم المغربية – العدد المزدوج
79/78السنة – 1997ص 81
49قرار محكمة االستئناف بالدار البيضاء عدد 665بتاريخ 20مارس 1984في الملف التجاري عدد82/1268
50القرار التجاري عدد 919الصادر بغرفتين 2006/9/19في الملف التجاري عدد 2003/2/3/1204قرار منشور في البوابة االلكترونية لنشر
القرارات القضائية
48
عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري
ويجب على المحكمة أن تضع يدها في جميع مراحل المسطرة من أجل النطق
بالحكم ،سواء تلقائيا ،أو بناء على طلب السنديك ،أو وكيل الملك عند االقتضاء بسقوط
األهلية التجارية ،عن كل شخص طبيعي تاجر ،أو عن كل حرفي ثبت في حقه أحد األفعال
اآلتية:
-مواصلة استغالل به عجز بصفة تعسفية من شأنه أن يؤدي إلى التوقف عن
الدفع.
-إغفال مسك محاسبة وفقا للمقتضيات القانونية ،أو العمل على إخفاء كل
وثائق المحاسبة ،أو البعض منه.
-اختالس ،أو إخفاء كل األصول أو جزء منها ،أو الزيادة في الخصوم بكيفية
تدليسيه.
-اإلدانة من أجل جريمة التفالس المنصوص عليها وعلى العقوبات المقررة
لها ف المادتين 721و 722من مدونة التجارة ،على أن سقوط األهلية التجارية في هذه
الحالة هي ،حسب المادة 723من نفس القانون ،عقوبة إضافية.
والمكري وان لن تكن له الصفة في طلب سقوط األهلية التجارية للمسير الحر،
إال انه له الحق في حالة الحكم على هذا األخير سقوطها ،أن يطالب بفسخ العقد ،نظرا
لتخلف االعتبار الشخصي ،الذي يبدو أثره واضحا في هده الحالة واستصدار حكم للقيام
بعملية الشهر والتسجيل طبقا للمادة 152من مدونة التجارة.
وبالمقابل فإنه ال أثر لوفاة مكري األصل التجاري ،أو ما طرأ على أهليه ،على
عقد التسيير الحر ،حيث يستمر العقد ،ألن االعتبارات الشخصية بالنسبة للمكري في هذا
العقد تقل كثيرا عنها بالنسبة للمسير الحر .وذلك ما لم يتضمن العقد شرطا بنفس ،وهو ما
49
عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري
أكده القرار الصادر عن محكمة االستئناف بالدار البيضاء بتاريخ ،3/7/2001الذي أيد
حكما صادرا عن المحكمة التجارية بنفس المدينة ،بتاريخ ،22/1/2001مستندة في ذلك
إلى « ...أن الطرف المكري ضمن عقد الكراء طريقة فسخه ،إذ تم االتفاق على أن
يرسل الطرف الذي يرغب في الفسخ إنذارا يضمنه أجل شهرين من تاريخ التوصل من
أجل إنهاء العقد ،وأن المستأنف عليهم ( ورثة المكري ) قد احترموا البند المذكور ،وأن
العقد شريعة المتعاقدين ،وال يمكن للمستأنفة بالتالي القول بأن طول المدة ،أو وعد
مورث المستأنف عليهم بعدم فسخ العقد يشكل سببا لرد طلب الفسخ ،أو تطبيق
مقتضيات ظهير 24ماي 1955المتعلق بكراء المحالت التجارية ،ألن ذلك يتعارض مع
مقتضيات الفصل 230من قانون االلتزامات والعقود المذكور أعاله ،وكذلك الفصول
152إلى 158من مدونة التجارة» .51
50
عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري
خاتمة:
لقد حاول المشرع المغربي اإلحاطة وتحقيق األمن من الناحية القانونية
والقضائية في كل ما يخص المادة التجارية .بغية االستقرار في المعامالت التجارية .وذلك
عبر توضيحه لجل األعمال التجارية والتصرفات الواردة فيها .ونظمها في مقتضيات جد
محددة .هذا كله من أجل الحفاظ على أموال المتعاملين من الضياع ،وحتى تجنبا ألي نزاع
قد ينشأ أثناء التعامل بين األطراف.
وعقد التسيير لألصل التجاري أهمية بالغة لكونه ينظم المعامالت التي تتم بين
المسير وصاحبه ،في حالة عجز هذا األخير عن استغالله ،لعدم التجربة أو وجود حالة
من التنافي كالموظف مثال الذي ال يمكنه ممارسة األعمال التجارية .وقد يحصل أن يكون
هذا األصل ناتج عن الوصية أو يكون صاحبه قاصرا .ومن أجل استمرارية هذه التجارة
أمكن اللجوء إلى هذا الحل المتمثل في التسيير الحر دون أن يكون ذلك مخالفا للقانون.
51
عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري
ملحق
52
عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري
53
عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري
الئحة المراجع:
القوانين:
حكم المحكمة التجارية بأكادير رقم 2002/123في الملف رقم 2001/ 737
بتاريخ 2002/02/21
قرار المجلس االعلى عدد 1669بتاريخ 25يونيو 1990في الملف المدني عدد
86/1389مجلة قضاء المجلس االعلى – عدد -45نونبر 1991
54
عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري
الكتب:
عبد اللطيف هدية هللا ،الحراسة القضائية في التشريع المغربي – مطبعة النجاح
الجديدة – الدار البيضاء 1988
سعاد بنور" :النظام القانوني للتاجر وفق أخر المستجدات القانونية واالجتهادات
القضائية" ،مطبعة النجاح الجديدة بالدار البيضاء ،طبعة،2016 :
رسائل:
المقاالت:
55
عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري
الفهرس
مقدمة2 .............................................................................................................................................. :
المبحث األول :أحكام عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري 5 ....................................................................
المطلب األول :الطبيعة القانونية لعقدي التسيير الحر والتسيير المأجور 5 ................................................................
الفقرة الثانية :تمييز عقد التسيير عن بعض العقود المشابهة له10 ...................................................................... .
-1تمييز عقد التسيير الحر عن عقد التسيير المأجور 10 ........................................................................ :
-3تمييز عقد التسيير الحر عن التسيير في الشركة ذات المسؤولية المحدودة بالشريك الوحيد 12 ......................... :
المطلب الثاني :شروط إنشاء عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري14 ....................................................... .
المبحث الثاني :آثار عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري وانقضاؤهما20 .................................................. .
56
عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري
المطلب األول :أ ثار عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري 20 ...................................................................
الفقرة األولى :آثار عقد التسيير الحر تجاه طرفيه 21 .........................................................................................
أوال :آ آثار عقد التسيير الحر بالنسبة لمالك األصل التجاري21 ................................................................. .
ثانيا :آثار عقد التسيير الحر بالنسبة للمسير الحر24 ................................................................................ .
الفقرة الثانية :اآلثار المترتبة عن التسيير الحر لألصل التجاري بالنسبة الغير25 ...................................................... .
أوال :آثار العقد تجاه دائني مكري ومكتري األصل التجاري 26 ...................................................................
ثالثا :آثار عقد التسيير الحر بالنسبة لمشتري األصل التجاري33 ................................................................ .
المطلب الثاني :انقضاء عقد التسيير الحر لألصل التجاري 36 .............................................................................
الفقرة األولى :األسباب العامة النقضاء عقد التسيير الحر 37 ...............................................................................
أوال :انقضاء عقد التسيير الحر بانتهاء المدة المحددة له 37 .........................................................................
ثانيا :انتهاء عقد التسيير بإخالل أحد المتعاقدين بالتزاماته 39 ......................................................................
الفقرة الثانية :األسباب الخاصة النقضاء عقد التسيير الحر43 ............................................................................ .
ثالثا :انقضاء التسيير الحر بسقوط األهلية التجارية للمسير الحر48 ............................................................. .
الفهرس56 ...........................................................................................................................................
57