You are on page 1of 57

‫عرض في مادة العقود التجارية‬

‫عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري‬

‫تحت اشراف االستاذ ‪:‬‬ ‫من اعداد الطلبة‪:‬‬


‫‪ ‬سلمى الوارتي‬
‫عيسى كتب‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬سارة زايد‬
‫‪ ‬نبيل بلعضا‬
‫‪ ‬رضوان مرادي‬
‫‪ ‬بشرى النصراوي‬
‫‪ ‬مصطفى الحنفي‬
‫‪ ‬محمد الدروي‬

‫الدراسية‪2022/2023‬‬ ‫السنة‬
‫عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫إن التاجر عند ممارسته للتجارة يكتسب مال منقول يسمى باألصل التجاري‪،‬‬
‫وقد أجمع الفقه على أنه مال معنوي من األموال المخصصة للنشاط التجاري‪ ،‬وذلك من‬
‫أجل جلب المزيد من الزبناء وكسب سمعة تجارية رافعة‪ ،‬وبناء وتنمية مكانة هامة في‬
‫السوق‪ .‬ويتكون هذا األصل التجاري باإلضافة إلى ما سبق جميع األموال األخرى‬
‫الستغالله كاالسم التجاري والبضائع والمعدات والعالمات الصنع التجارية وبراءات‬
‫االختراع‪... ،‬المادة ‪ 80‬من مودة التجارة‪ .‬وكل هذا تابع للتاجر كمال مستقل الذات‪،‬‬
‫حيث يحق له التصرف فيه بكامل الحرية كبيعه أو كرائه أو رهنه‪ .‬واألصل أن هدا‬
‫النوع من األموال يستغله مالكه مباشرة وبنفسه‪.‬‬

‫إال أنه وفي حاالت كالعجز المالي أو الصحي أو قلة التجربة‪ ،‬أو أسباب أخرى‬
‫تكمن في أهلية المالك لألصل المراد تسييره‪ ،‬كناقص األهلية أو فاقدها‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫حالة التنافي بالنسبة للموظف العمومي والذي يمنع عليه ممارسة التجارة‪ ،‬أو المعاقب‬
‫بحرمانه من ممارستها بحكم قضائي صدر ضده‪ ،‬أو الذي حكم عليه بسقوط أهليته‬
‫التجارية‪ .‬تجعله غير قادر على تسيير هذا األصل التجاري‪ .‬مما يجعل هذا األخير عرضة‬
‫للكراء أو اإلجارة من طرف الغير‪ .‬متحمال في ذلك المسؤولية الكاملة لهذا التسيير بعيدا‬
‫عن صاحبه األصلي‪.‬‬

‫ويمكن إضافة أسباب أخرى كرغبة المتعاقدين في التعاقد من أجل التسيير‪،‬‬


‫وذلك راجع لكونهم يمتلكون القدرة والخبرة في هذا المجال‪ ،‬وهو ما يعرف بالتسيير الحر‪.‬‬
‫أو يقوم صاحب األصل التجاري باختيار مسير تابع له أو يكون من معارفه‪ ،‬حيث يقوم‬
‫بتنفيذ أوامره وتعليماته في هذا التسيير‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك يمتلكون قدرا من التجربة‬
‫والكفاءة لتدبير هذا األصل التجاري ويطلق على هدا النوع من التسيير بالتسيير المأجور‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري‬

‫أهمية الموضوع‪:‬‬
‫يكتسي موضوع التسيير الحر أهمية كبرى عمليا من خالل المصلحة التي‬
‫يحققها لطرفي العقد (حيث يلجأ إليه مالك األصل التجاري في حالة عجزه عن تسيير هذا‬
‫األصل بنفسه) ولالقتصاد الوطني (من خالل ضمان سير أصول تجارية كانت ستتعرض‬
‫لإلغالق) ولمصلحة األصل التجاري (حيث يعتبر وسيلة إلنقاذ المقاولة في حالة تعرضها‬
‫لصعوبات) وقانونيا من خالل حداثته في التشريع المغربي‪ ،‬وفي كون مدونة التجارة لم‬
‫تتطرق لمختلف اإلشكاالت التي ترد عليه مما يرسخ للعمل القضائي دوره في الموضوع‪.‬‬

‫إشكالية الموضوع‪:‬‬
‫إن مؤسسة األصل التجاري كانت بدايتها من نظرية القانون التجاري الفرنسي‪،‬‬
‫وعن طريق ظهير ‪ 1914‬قام المشرع المغربي بتبنيها‪ ،‬وبالرغم من هدا الدخول المبكر‬
‫للمغرب لم يحظى التسيير الحر لألصل التجاري بقانون خاص إال في حدود سنة ‪1996‬‬
‫وهي سنة صدور مدونة التجارة المغربية‪ .‬وقبل ذلك كان خاضعا للقواعد الخاصة بعقد‬
‫الكراء‪ .‬وهذا ما يجعلنا نطرح اإلشكال التالي‪:‬‬

‫هل نجح المشرع المغربي من خالل مقتضيات مدونة التجارة‪ ،‬في ضمان الحماية‬
‫ألطراف عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري ولألغيار؟‬

‫من خالل هذا اإلشكال تتفرع مجموعة من التساؤالت من قبيل‪:‬‬

‫كيف نظم المشرع المغربي التسيير لألصل التجاري بنوعيه الحر والمأجور؟‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬ماهي شروط هذا العقد؟‬

‫‪3‬‬
‫عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري‬

‫أجل‬ ‫من‬ ‫ماهي اآلثار المترتبة عن عقد التسيير الحر والمأجور وانقضاؤهما؟‬ ‫‪‬‬
‫اإلحاطة بهذا الموضوع الهام‪ ،‬ارتأينا بداية التعرف على األحكام العامة وشروط عقدي‬
‫التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري (المبحث األول)‪ .‬بعد ذلك نقف على آثار‬
‫وانقضاء هذان العقدين (المبحث الثاني)‬

‫‪4‬‬
‫عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري‬

‫المبحث األول‪ :‬أحكام عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري‬


‫بما أن األصل التجاري ملكية تجارية تخول لمالكها الحق في التصرف فيه بجميع‬
‫أنواع التصرفات القانونية من بيع وتفويت ورهن وما يهمنا في هذا المقام هو عقد‬
‫التسيير الحر والمأجور‪ ،‬وهو ما يفرض علينا ضرورة تحديد طبيعتهما القانونية‬
‫وتمييزهما عن العقود المشابهة لهما في (المطلب األول)‪ ،‬على أن نتناول الشروط‬
‫الواجب توفرها إلبرام هذين العقدين في (المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول ‪:‬الطبيعة القانونية لعقدي التسيير الحر والتسيير المأجور‬


‫قبل الخوض في تمييز عقد التسيير الحر والمأجور عن العقود المشابهة لهما(الفقرة‬
‫الثانية)‪،‬البد من الوقوف على الطبيعة القانونية والخصائص المتعلقة بهما(الفقرة‬
‫األولى)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬طبيعة عقد التسيير الحر والمأجور‬


‫عرفت المادة ‪ 152‬من مـدونة الـتـجـارة عـقـد الـتـسـيـيـر الحر لألصـل‬
‫الـتـجـاري بأنه‪“ :‬كل عقد يوافق بمقتضاه مالك األصل التجاري أو مستغله على‬
‫إكرائه كال أو بعضا لمسير يستغله تحت مسؤوليته ‪.‬هو وبالرغم من سالمة التعريف‬
‫المذكور‪ ،‬فإنه يعد ناقصا بالمقارنة مع التعريف الذي كان القضاء المغربي قد وضعه‬
‫في هذا اإلطار في ظل القانون التجاري المغربي لسنة ‪ 1913‬الملغى الذي لم يكن‬
‫ينظم عقد التسيير الحر كما سبق أن أشرنا إلى ذلك فيما تقدم‪ .‬فقد ورد في قرار‬
‫رقم‪ 876‬الصادر عن محكمة االستئناف بسطات بتاريخ ‪ 3‬دجنبر ‪ 1985‬أنه‬
‫«التسيير هو الحر لألصل التجاري عقد بمقتضاه يتخلى المالك للغير لمدة معينة‬
‫عن حق استغالل األصل التجاري مع احتفاظه بملكيته مقابل احتفاظ هذا الغير‬

‫‪5‬‬
‫عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري‬

‫بمنافع استغالل األصل وتحمله التكاليف الناجمة عن هذا االستغالل مع التزامه‬


‫بأداء مبلغ ثابت إلى المالك‪"...‬‬

‫كما نجد على مستوى التشريعات العربية أن هناك بعض القوانين من وضعت‬
‫لعقد التسيير الحر تعريفا أشمل من ذلك الذي وضعه له المشرع المغربي بموجب‬
‫المادة ‪ 152‬مـدونة الـتـجـارة السالفة الذكر‪.‬‬

‫قد ورد في المادة ‪ 203‬من القانون التـجـاري الجزائري أن التسيير الحر لألصل‬
‫التجاري هو «كل عقد أو اتفاق بتنازل بواسطته المالك أو المستأجر لمحل تجاري‬
‫(أي ألصل تجاري) عن كل أو جزء من التأجير لمسير بقصد استغالله على عهدته‪،‬‬
‫ويعتبر باطال كل شرط يخالف ذلك»‪ .‬كما ورد في المادة ‪ 38‬من المرسوم االشتراعي‬
‫اللبناني المؤرخ في ‪ 07‬يوليوز ‪ ،1967‬المتعلق بالمؤسسة التجارية (أي األصل‬
‫التجاري) ‪ ،‬أن التسيير الحر لألصل التجاري هو «العقد الذي بموجبه يستأجر‬
‫المدير المؤسسة ألجل استثمارها لحسابه الخاص ويتحمل وحده أعباء هذا‬
‫أجرها ال يكون ملزما بتعهدات المدير‬
‫االستثمار في حين أن صاحب المؤسسة الذي َّ‬
‫"‪.1‬‬

‫وقد انتقد بعض الفقه عدم نص المشرع المغربي صراحة على التزام المسير الحر‬
‫بأدائه أجرة للمالك‪ ،‬لكن بالرجوع إلى تعريف المشرع نجده استعمل كلمة إكراء‪،‬‬
‫وهي عبارة تعني ضمنيا التزام الغير بأداء أجرة الكراء‪ ،‬وقد يكون تفادي المشرع‬
‫المغربي التطرق إلى األجرة مقصودا حتى ال يقيد حرية المتعاقدين الذين سيتفقون‬

‫‪- 1‬محمد لفروجي‪ ":‬التاجر و قانون التجارة بالمغرب"‪ ،‬سلسة الدراسات القانونية ‪،‬مطبعة النجاح الجديدة‪-‬الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة الثانية‪1999:‬‬
‫ص‪196-197:‬‬

‫‪6‬‬
‫عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري‬

‫على أن يكون مقابل التسيير الحر نصيب في األرباح مثال وهو ما أجازه الفقيه "‬
‫أحمد أدريوش "‪.2‬‬

‫ومن بين أفضل التعاريف أيضا هو الذي أورده الفقيه ‪JEAN ESCARA‬‬
‫منذ ‪1952‬في مؤلفه "دروس في القانون التجاري "جاء فيه أن‪" :‬التسيير الحر عقد‬
‫بمقتضاه يتخلى المالك للغير لمدة معينة عن حق استغالل األصل التجاري ‪،‬مع‬
‫احتفاظه بملكيته مقابل احتفاظ الغير بمنافع استغالله وتحمله التكاليف الناجمة عن‬
‫االستغالل مع التزامه بأداء مبلغ ثابت إلى المالك"‪.‬‬

‫فعقد التسيير الحر لألصل التجاري هو إذن عقد إيجار لألصل التجاري‪ ،‬يعطي‬
‫للمستأجر الحق في استغالل هذا األخير لحسابه الخاص وعلى مسؤوليته وحده ومن‬
‫دون تحمل المالك ألي التزام ناتج عن هذا االستغالل‪ ،‬وذلك مقابل وجيبة كرائية‬
‫يدفعها المسير للمكري‪.‬‬

‫وعقد التسيير الحر هو عقد قائم بذاته وليس تولية للكراء التجاري‪ ،‬أو كراء من‬
‫الباطن للعقار الذي يستغل فيه األصل التجاري‪ ،‬فهو ليس عقد كراء لمحل تجاري‪،‬‬
‫بل هو عقد كراء لمال منقول معنوي هو األصل التجاري الذي يشمل مجموعة من‬
‫العناصر من بينها الحق في الكراء‪ ،‬وبالتالي ال تطبق عليه مقتضيات ظهير ‪ 24‬ماي‬
‫‪ ،1955‬وإنما يخضع لمقتضيات مدونة التجارة ولألحكام العامة الواردة في قانون‬
‫االلتزامات والعقود‪.‬‬

‫ويتميز عقد التسيير الحر بكون المسير الحر يتمتع باستقاللية في استغالل األصل‬
‫التجاري‪ ،‬حيث يستغله باسمه ولحسابه الخاص‪ ،‬ويستفيد من أرباحه ويتحمل خسائره‬
‫بعيدا عن أية تبعية لمالكه‪ ،‬وذلك حتى ولو كان المكري يتمتع برقابة على حسابات‬

‫‪- 2‬عزيز بن حرمدة‪" :‬عقد التسيير الحر في القانون المغربي "‪ ،‬منشوربالموقع ‪،www.https://satv.ma :‬تاريخ أخر زيارة للموقع‪05-02-:‬‬
‫‪،2023‬ساعة االطالع‪14:48:‬‬

‫‪7‬‬
‫عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري‬

‫األصل التجاري لتحديد األجر المستحق في حالة تحديد هذا األخير على أساس نسبة‬
‫من األرباح‪ ،‬إال أنه ال يتم بقصد التدخل في التسيير أو استغالل األصل التجاري‪،‬‬
‫بمعنى أن الرقابة هنا ليست على االستغالل بل على نتائجه‪ ،‬فتكون تسمية العقد‬
‫بالتسيير الحر ناتجة عن الحرية التامة‪ ،‬التي يتمتع بها المسير في استغالله لألصل‬
‫التجاري باسمه ولحسابه الخاص‪ ،‬وتحت مسؤوليته‪ ،‬وهي طبيعة تجعل من غير‬
‫المقبول إدراج شرط في هذا العقد يرمي إلى تقييد حرية المسير في استغالل األصل‬
‫التجاري‪ ،‬ولعل طابع االستقالل في استغالل األصل التجاري هو الذي يميز هذا‬
‫العقد عن بعض العقود القريبة منه مثل عقد التسيير البسيط ‪La gérance‬‬
‫‪simple‬أو التسيير المأجور‪ La gérance salariée‬لألصل التجاري‪ ،‬والذي‬
‫يعهد بموجبه المالك لشخص بإدارة واستغالل األصل التجاري‪ ،‬أو فرع له باسم ذلك‬
‫المالك ولحسابه بحيث يكون المدير أو المسير إما مجرد أجير تابع للمالك في تلك‬
‫اإلدارة يعمل تحت إشرافه وتوجيهه‪ ،‬أو يكون وكيال عنه يتولى إدارة األصل‬
‫باستقالل عن المالك‪ ،‬حيث في كال الصورتين يتم االستغالل باسم المالك ولحسابه‬
‫‪،‬فتنصرف من ثم أثاره إليه وليس لألجير أو الوكيل ويخضع العقد بالتالي لألحكام‬
‫المتعلقة به إن كان عقد عمل أو عقد وكالة‪.3‬‬

‫إذا كان كل من المسير الحر والمسير المأجور يقومان بنفس الدور وهو تسيير األصل‬
‫التجاري إال أن المسير الحر يستقل باستغالل األصل التجاري ويكتسب صفة التاجر‬
‫بقوة القانون كما يتحمل وحده مخاطر إدارة وتسير األصل التجاري ويخضع لمدونة‬
‫التجارة باعتباره تاجرا‪.‬‬

‫أما عقد التسيير المأجور فهو العقد الذي بموجب يسلم مالك األصل التجاري أو‬
‫مستغله استثمار هذا األصل أو استثمار فرع منه لشخص مقابل أجرة معينة دون أن‬

‫‪- 3‬سعاد بنور‪" :‬النظام القانوني للتاجر وفق أخر المستجدات القانونية و االجتهادات القضائية"‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪307:‬‬

‫‪8‬‬
‫عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري‬

‫يتحمل هذا األخير مخاطر االستثمار والمسير المأجور إما أن يكون خاضعا لقانون‬
‫الشغل إذا تعلق األمر بأجير‪ ،‬أو ألحكام الوكالة إذا تعلق األمر بوكيل مأجور وهو‬
‫في كلتا الحالتين ال يكتسب صفة تاجر‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار جاء في حكم المحكمة االبتدائية بالدار البيضاء صادر بتاريخ ‪5‬‬
‫يونيو ‪" 1984‬وحيث إنه بالرجوع إلى بطاقة العضوية يتجلى أن المدعي كان تاجرا‬
‫في المواد الغذائية لذلك فالعالقة التي تربط المدعي بالمدعى عليه ليست عالقة شغلية‬
‫ذلك أنها تفتقر إلى عنصر التبعية‪ ،‬وهو العنصر المميز لعقد الشغل عن باقي العقود‪،‬‬
‫وبالتالي فإن العالقة التي كانت تربط المدعي بالمدعى عليه هي عالقة تسيير حر‬
‫مقابل نصيب من األرباح‪.4‬‬

‫نستنتج مما سبق أن‪:‬‬

‫‪-‬عقد التسيير الحر من العقود التجارية بنص القانون وبالتالي يخضع لمدونة التجارة‬
‫والقواعد العامة لظهير االلتزامات والعقود‪ ،‬بينما عقد التسيير المأجور عقد شغل‬
‫يخضع لمدونة الشغل‪ ،‬أو ألحكام الوكالة ‪.‬‬

‫‪-‬يعمل المسير في عقد التسيير الحر باسمه ولحسابه الخاص في استغالل األصل‬
‫التجاري مقابل أجرة يؤديها للمالك‪ ،‬بينما المسير المأجور في عقد التسيير المأجور‬
‫يعمل باسمه ولحساب مالك األصل التجاري ومقابل أجرة يؤديها مالك األصل‬
‫التجاري له‪.‬‬

‫‪-‬و مما نصت المادة‪153‬من مدونة التجارة ‪5‬أن المسير الحر يكتسب بقوة القانون‬
‫صفة تاجر‪ ،‬ويتعلق األمر هنا بالمسير الذي لم يكن يتصف بهذه الصفة قبل إبرام‬

‫‪- 4‬محمد البقالي ‪":‬التسيير الحر لألصل التجاري بين النص القانوني والعمل القضائي"‪ ،‬رسالة نهاية التدريب‪ ،‬المعهد العالي للقضاء‪ -‬الرباط‪ ،‬الفوج‬
‫‪ ،2009/2011، 36‬ص‪13-12 :‬‬
‫‪- 5‬المادة ‪":153‬يكتسب المسير الحر صفة التاجر ويخضع لجميع االلتزامات التي تخولها هذه الصفة‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري‬

‫عقد التسيير الحر أما المسير الذي كان يتمتع بصفة تاجر قبل ذلك فإن هذا العقد ال‬
‫يعد بالنسبة إليه سوى توسيع لدائرة نشاطه التجاري‪، 6‬عكس المسير المأجور يعمل‬
‫بصفته أجيرا أو وكيل‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬تمييز عقد التسيير عن بعض العقود المشابهة له‪.‬‬


‫من بين العقود المشابهة لعقد التسيير الحر نجد‪:‬‬

‫‪ -1‬تمييز عقد التسيير الحر عن عقد التسيير المأجور ‪:‬‬

‫كما يختلف التسيير الحر لألصل التجاري عـن الـتـسـيـيـر المأجور ‪La‬‬
‫‪gérance salariée‬الذي يمكن أن ينصب بدوره على األصل الـتـجـاري‪ .‬ذلك أننا في‬
‫الحالة األولى نكون أمام مكتر لألصل التجاري من مالكه ألجل استغالله لحسابه الخاص‬
‫وتحت مسؤوليته مـقـابـل أدائه لهذا المالك أجـرا شـهـريا أو سنويا يتم االتفاق على قـدره‬
‫لحظة إبرام عـقـد التسيير الحر‪ .‬أما في الحالة الثانية‪ ،‬أي حالة التسيير المأجور‪ ،‬فإن األمر‬
‫خالف ذلك‪ ،‬إذ أن ما يتم والحالة هذه هو كون مالك األصل التجاري‪ ،‬الذي يحتفظ بصفته‬
‫كمستغل لهذا األصل لحسابه الخاص مع ما يترتب عن ذلك من ربح أو خسارة‪ ،‬يقوم‬
‫بإيالء كل أو بعض األعمال الالزمة لتسيير أصله التجاري إلى مسير مأجور إما مقابل‬
‫أجر محدد وإما مقابل نسبة معينة من األرباح التي تنتج عن االستغالل‪.‬‬

‫إال أن مظاهر االختالف بين المسير الحر لألصل التجاري وبين المسير‬
‫المأجور لهذا األصل قد تتقلص في بعض الحاالت التي يكون فيها المسير الحر خاضعا‬

‫ينشر عقد التسيير الحر في أجل الخمسة عشر يوما من تاريخه على شكل مستخرج في الجريدة الرسمية وفي جريدة مخول لها نشر اإلعالنات‬
‫القانونية‪.‬‬
‫يجب على المكري إما أن يطلب شطب اسمه من السجل التجاري وإما أن يغير تقييده الشخصي بالتنصيص صراحة على وضع األصل في التسيير‬
‫الحر‪.‬‬
‫يخضع انتهاء التسيير الحر إلجراءات الشهر ذاتها‪".‬‬
‫‪- 6‬محمد لفروجي‪ ":‬التاجر و قانون التجارة بالمغرب"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪200:‬‬

‫‪10‬‬
‫عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري‬

‫لتوجيه مكري األصل التجاري وتعليماته ومراقبته الصارمة‪ ،‬مما يجعله في حالة تبعيـة‬
‫قـانونيـة لهذا المكري شأنه في ذلك شأن المسير المأجور الذي يكون في حالة تبعية قانونية‬
‫واقتصادية لمشغله مالك أو مستغل األصل التجاري‪.‬‬

‫ونجد تطبيقا للفرضية المذكورة في مجال عقود التسيير الحر لألصل التجاري‬
‫التي تبرمها الشركات البترولية مع مسيري محطات توزيع الوقود‪ .‬ذلك أنه بالرغم من‬
‫اكتساب مسير محطة توزيع الوقود صفة تاجر‪ ،‬باعتباره مسيرا حرا ألصل تجاري‪ ،‬فإنه‬
‫ال يزاول نشاطه المتمثل في تصريف الوقـود ‪ ،‬الذي تنتـجـه الشـركـة البـتـرولـيـة‬
‫صـاحـبـة المحطة‪ ،‬ومشتقاته بحرية واستقالل‪ ،‬وإنما يقوم بذلك طبقا لألوامر والتعليمات‬
‫التي تصدرها إليه في هذا الصدد هذه الشركة التي يظل خاضعا ً لمراقـبـتـهـا بصورة‬
‫تجعله يشبه‪ ،‬من هذه الناحية‪ ،‬المسير المأجور الذي يشتغل لقاء أجر محدد أو لقاء نسبة‬
‫‪7‬‬
‫معينة في األرباح المحصل عليها ‪.‬‬

‫‪ -2‬تمييز عقد التسيير الحر عن الكراء التجاري‪.‬‬

‫استقر القضاء المغربي على تأسيس معيار التمييز بين كراء األصل التجاري‬
‫وكراء المحل التجاري على نحو أن األصل التجاري مال منقول‪ ،‬في حين أن كراء المحل‬
‫التجاري هو حق يقع على العقار الذي يستغل فيه األصل التجاري‪ ،‬وفي ضوء هذا المعيار‬
‫يظهر الفرق بين عقد التسيير الحر الذي ينصب على مال منقول معنوي في حين أن عقد‬
‫كراء المحل التجاري ينصب على العقار‪ ،‬زيادة على أن كل واحد من نوعي الكراء‬
‫يخضع ألحكام قانون خاص بعينه‪ .‬وبالتالي فتكييف العقد يقتضي تحديد طبيعة محله فان‬

‫‪-7‬محمد لفروجي‪ ":‬التاجر و قانون التجارة بالمغرب"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪198:‬‬

‫‪11‬‬
‫عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري‬

‫كان أصال تجاريا جار تكييف العقد بأنه تسيير حر وان كان عقارا معدا الستعمال تجاري‬
‫أو صناعي أو حرفي صاغ تكييف العقد بأنه كراء لمحل تجاري‪.‬‬

‫ويترتب عن ذلك استبعاد تطبيق طهير‪ 1955/05/24‬الخاص بأكرية المحالت‬


‫التجارية أو الصناعية أو الحرفية على كراء األصول التجارية وهو ما أكده المجلس‬
‫األعلى سابقا‪ ،‬محكمة النقض بقوله ‪ ":‬ال تطبق مقتضيات ظهير‪ 24/05/1955‬على عقود‬
‫الكراء المتعلقة باألصول التجارية وبالتسيير الحر‪ ،‬وإنما تطبق عليها القواعد العامة‬
‫‪8‬‬
‫الواردة في باب الكراء في ظهير االلتزامات والعقود "‬

‫‪-3‬تمييز عقد التسيير الحر عن التسيير في الشركة ذات المسؤولية‬


‫المحدودة بالشريك الوحيد ‪:‬‬
‫يخضع تسيير الشركة ذات المسؤولية المحدودة للشريك الواحد لنفس تسيير‬
‫الشركة ذات المسؤولية المحدودة حيث يمارس المقاول الفرد نفس الصالحيات المقررة‬
‫قانونا للجمعية العامة للشركاء من حيث المصادقة على الموازنة السنوية والمصادقة على‬
‫االتفاقيات المبرمة بين المقاول الفرد والمقاولة‪ ،‬وذلك بواسطة محاضر تمسك لهذا‬
‫الغرض وتوقع قانونيا من طرف المقاول‪.‬‬

‫ويمكن لهذا األخير أن يعهد بتسيير هذه الشركة إلى مسير آخر وفي هذه الحالة‬
‫فإن هذا المسير وإن كان ال يقوم بتسيير أصل تجاري خاص به شأنه في ذلك شأن المسير‬
‫الحر لألصل التجاري إال أن االختالف بينهما يكمن في كون المسير الحر لألصل التجاري‬
‫هو الذي يدفع لصاحب هذا األصل مبلغا دوريا مقابل االستغالل في حين أن المسير المعين‬
‫من طرف الغير للشركة ذات المسؤولية المحدودة بالشريك الواحد يمارس مهامه لقاء‬

‫‪-8‬مقال‪ :‬منشور بمجلة القانون واألعمال الدولية‪ ،‬الموقع‪،https://www.droitetentreprise.com:‬تاريخ أخر زيارة للموقع‪،05-01-2023:‬‬
‫تم االطالع‪ :‬على الساعة الثانية زواال‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري‬

‫تقاضيه أجرا عن ذلك من قبل الشريك في الشركة‪ ،‬كما ال يتحمل هذا األخير عكس المسير‬
‫الحر لألصل التجاري نتائج االستغالل ما عدا إذا ارتكب أخطاء في تسييره للشركة حيث‬
‫‪9‬‬
‫يمكن أن يسأل عن ذاك إزاء هذه األخيرة‪.‬‬

‫‪ -4‬تمييز عقد التسيير الحر عن عقد الشغل ‪:‬‬

‫يرى الفقه واالجتهاد القضائي أن الفرق واضح بين عقد الشغل وعقد التسيير‬
‫الحر لألصل التجاري باعتبار أن أية عالقة شغل البد أن يؤدي بحسب األصل العمل فيها‬
‫في إطار من التبعية‪ ،‬أي أن يؤدي المدين بالعمل عمله تحت مراقبة وإشراف وتوجيه من‬
‫يؤدي العمل لحسابه في حين أن التسيير الحر لألصل التجاري كراء حقيقي يرد على‬
‫منقول معنوي فهو بالتالي عقد بموجبه يستأجر المدير المؤسسة ألجل استثمارها لحسابه‬
‫الخاص ويتحمل وحده أعباء االستثمار في حين أن صاحب األصل التجاري ال يكون‬
‫‪10‬‬
‫ملزما بتعهدات المدير إال في الحدود التي يعينها القانون‪.‬‬

‫‪-5‬تمييز عقد التسيير الحر عن عقد الوكالة ‪:‬‬

‫من خالل التعريف الذي منحه المشرع لعقد الوكالة في الفصل‪ 879‬من ظهير‬
‫االلتزامات والعقود‪ ،11‬وبخصوص العقود المتعلقة باألصل التجاري فإن أن الوكيل أو‬
‫المسير المأجور يتعهد باستغالل األصل التجاري لحساب مالكه األصلي ولفائدته مقابل‬
‫أجرمن هذا األخير و هو بذلك ال يكتسب صفة تاجر‪ ،‬عكس المسير الغير المأجور أو‬
‫الحر و الذي يعمل على استغالل األصل التجاري لحسابه الخاص ويكتسب صفة تاجر‬
‫بعمله هذا‪.‬‬

‫‪-9‬محمد البقالي ‪":‬التسيير الحر لألصل التجاري بين النص القانوني والعمل القضائي"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪14-13:‬‬
‫‪-10‬محمد البقالي ‪":‬التسيير الحر لألصل التجاري بين النص القانوني والعمل القضائي"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪14:‬‬
‫‪-11‬الفصل‪:879‬من ظهير االلتزامات والعقود‪" :‬ا َلوكالة عقد بمقتضاه يكلف شخص شخصا آخر بإجراء عمل مشروع لحسابه‪ ،‬ويسوغ إعطاء‬
‫الوكالة أيضا لمصلحة الموكل والوكيل أو لمصلحة الموكل والغير‪ ،‬بل ولمصلحة الغير وحده‪".‬‬
‫َ‬

‫‪13‬‬
‫عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري‬

‫المطلب الثاني ‪:‬شروط إنشاء عقد التسيير الحر والمأجور لألصل‬


‫التجاري‪.‬‬
‫مما ال شك فيه أن أي عقد من العقود التجارية البد من أن تتوفر فيه كل الشروط‬
‫القانونية الالزمة النعقاده كباقي العقود األخرى‪ ،‬وقد حدد المشرع المغربي هذه الشروط‬
‫في القانون التجاري من جهة وفي قانون االلتزامات والعقود من جهة ثانية وهي األهلية‪،‬‬
‫التراضي والمحل والسبب‪ ،‬فضال عن الشروط الشكلية التي بدورها ال يجوز خرقها‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬الشروط الموضوعية‪.‬‬


‫لم يبين المشرع بشكل مفصل األركان الموضوعية العامة لقيام عقدي التسيير‬
‫الحر لألصل التجاري وعقد تسيير المأجور وعليه يبقى قانون االلتزامات والعقود‬
‫المصدر العام لبيان هذه األركان لذلك سوف نتطرق أوال ألركان عقد التسيير الحر ثم‬
‫لننتقل بعد ذلك للحديث عن أركان عقد التسيير المأجور‪.‬‬

‫أوال‪ :‬عقد التسيير الحر‪:‬‬


‫األهلية‪:‬‬
‫هي صالحية الشخص الكتساب الحقوق وتحمل الواجبات‪ ،‬وأن يباشر بنفسه‬
‫األعمال القانونية والقضائية المتعلقة بهذه الحقوق‪ ،‬وتعتبر األهلية من النظام العام فال‬
‫يسوغ التنازل عنها وال الحصول عليها بمقتضى االتفاق‪.‬‬

‫إن كراء األصل التجاري ال يعد عمال من أعمال التصرف بالنسبة للمسير بل‬
‫مجرد عمل من أعمال اإلدارة لذلك يكفي توفر أهلية اإلدارة دون أهلية التصرف‪ ،‬وذلك‬
‫ألن عقد التسيير الحر ال يترتب عنه إخراج ملكية األصل التجاري من ذمة مالكه‪ ،‬بل‬
‫يترتب عنه مجرد االنتفاع باألصل من طرف المسير الحر‪ ،‬وعليه فإن القاصر الذي يرث‬

‫‪14‬‬
‫عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري‬

‫أصال مثال والذي يستحيل عليه استغالله شخصيا أو بواسطة أجير أو وكيل يمكنه أن‬
‫‪12‬‬
‫يفوض تسييره لفائدة شخص آخر يفترض فيه اكتمال األهلية مقابل أجرة دورية‪.‬‬

‫أما بالنسبة للمسير الحر فإنه حسب المادة ‪ 153‬من مدونة التجارة فإنه يعتبر‬
‫تاجرا وبالتالي يجب أن يتمتع باألهلية التجارية ‪.‬‬

‫التراضي‪:‬‬
‫إن عقد التسيير الحر عقد رضائي يتم بمجرد توافق اإليجاب والقبول لفظا أو‬
‫كتابة في ورقة رسمية أو عرفية‪ 13‬وال يلزم أن يكون التعبير عن اإلرادة صريحا وعليه‬
‫قد يكون ضمنيا وال يتم هذا العقد إال عندما يلحق القبول باإليجاب‪ ،‬أما قبله فال وجود‬
‫للعقد‪.‬‬

‫المحل والسبب‪:‬‬
‫يشترط لكي ينعقد عقد التسيير الحر صحيحا أن يكون األصل التجاري‬
‫موجوداوقائما باعتباره محال لهذا العقد‪ ،‬أما بخصوص السبب فيجب أن يكون مشروعا‬
‫وغير مخالف للنظام العام وفق الفصل ‪ 62‬من قانون االلتزامات والعقود‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬عقد التسيير المأجور‪:‬‬


‫األهلية‪:‬‬
‫إن األهلية الواجب توفرها في المسير المأجور لألصل التجاري هي أهلية األداء‬
‫التي تكتمل ببلوغ سن ‪ 18‬سنة شمسية كاملة‪ 14‬مع عدم وجود أي سبب من أسباب انعدام‬

‫‪12‬عزالدين بنستي‪ :‬دراسات في القانون التجاري المغربي‪-‬الجزء الثاني‪ :‬األصل التجاري‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار بيضاء‪،‬‬
‫‪ – 2001‬ص‪.244:‬‬
‫‪13‬جودية خليل " الشرح العلمي للقانون التجاري المغربي" مطبعة النجاح الجديدة‪ -‬الدار البيضاء الطبعة االولى ‪ 2019,‬ص‪212‬‬
‫‪14‬المادة ‪ 209‬من مدونة االسرة‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري‬

‫او نقصان األهلية‪ ،‬وتجدر اإلشارة انه حسب المادة ‪ 143‬من مدونة الشغل إن السن المحدد‬
‫للقبول في الشغل هو ‪ 15‬سنة كاملة‪.‬‬

‫التراضي‪:‬‬
‫يعتبر الرضى كركن أساسي من أركان هذا العقد باعتباره عقد شغل‪ ،‬إذ يتحقق‬
‫بالتعبير الصحيح عن اإلرادة الصادر عن مالك األصل التجاري والمسير المأجور‬
‫باعتباره أجيرا‪.‬‬

‫المحل والسبب‪:‬‬
‫يعتبر المحل في هذا النوع من العقود هو العمل الذي يتعين على المسير‬
‫المأجور إنجازه لفائدة مالك األصل التجاري بصفته مشغل‪ ،‬إضافة إلى األجر الذي يتلقاه‬
‫المسير المأجور مقابل عمله والعمل هنا هو تدبير األصل التجاري لفائدة صاحبه‪.‬‬

‫أما فيما يخص السبب كما سلفنا الذكر يجب ان يكون موجودا ومشروعا ال‬
‫يخالف النظام العام وفق األحكام العامة المنصوص عليها في قانون االلتزامات والعقود‪.‬‬

‫الفقرة ثانيا‪ :‬الشروط الشكلية‪.‬‬


‫إن إبرام عقدي التسيير الحر والمأجور يستلزم باإلضافة إلى توفر الشروط‬
‫العامة المتطلبة في جميع العقود‪ ،‬توفر شروط خاصة تتعلق بالكتابة والنشر‪.‬‬

‫الكتابة‪:‬‬

‫تنص المادة ‪ 153‬من مدونة التجارة التي جاء فيها‪":‬يكتسب المسير الحر صفة‬
‫التاجر ويخضع لجميع االلتزامات التي تخولها هذه الصفة‪ .‬ينشر عقد التسيير الحر في‬
‫أجل خمسة عشر يوما من تاريخه على شكل مستخرج في الجريدة الرسمية وفي جريدة‬

‫‪16‬‬
‫عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري‬

‫مخول لها نشر اإلعالنات القانونية‪ .‬يجب على المكري إما أن يطلب شطب اسمه من‬
‫السجل التجاري وإما أن يغير تقييده الشخصي بالتنصيص صراحة على وضع األصل‬
‫في التسيير الحر يخضع انتهاء التسيير الحر إلجراءات الشهر ذاتها"‬

‫من خالل مقتضيات هذه المادة نستشف أن المشرع المغربي لم يستلزم شرط‬
‫الكتابة في إبرام عقد التسيير الحر‪ ،‬ولم يجعل منها شرط صحة أو حتى إلثباته بل ترك‬
‫ذلك موقوف على إرادة طرفيه‪ ،‬فمتى استوفى شروطه فإنه يقوم صحيحا ومنتجا آلثاره‬
‫القانونية‪.‬‬

‫التسجيل في السجل التجاري‪:‬‬


‫المشرع المغربي لم يستلزم صراحة تسجيل عقد التسيير الحر في حد ذاته‪ ،‬كما‬
‫أنه لم يلزم طرفيه بإيداع نسخة منه بكتابة الضبط حتى يتمكن األغيار وخاصة الدائنين‬
‫من االطالع عليه‪ ،‬وعلى مدته التخاذ االحتياطات الالزمة صيانة لحقوقهم‪ ،‬كما فعل في‬
‫عقد بيع األصل التجاري‪ 15.‬فبالنسبة للمكري منحه المشرع في الفقرة الثالثة من المادة‬
‫‪ 152‬من مدونة التجارة خيارين اثنين‪:‬‬

‫الخيار األول ‪:‬طلب شطب اسمه من السجل التجاري وهو مجرد‬ ‫‪‬‬
‫تطبيق للمادة ‪ 52‬من مدونة التجارة‪.‬‬
‫الخيار الثاني ‪:‬تغيير تقييده الشخصي بالتنصيص على وضع األصل‬ ‫‪‬‬
‫التجاري في التسيير الحر‪.‬‬

‫‪https://www.droitetentreprise.com15‬اطلع عليه بتاريخ ‪:29/12/2022‬‬

‫‪17‬‬
‫عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري‬

‫النشر‪:‬‬
‫للنشر دور هام في المواد التجارية وذلك لحماية حقوق األغيار وتحقيقا لمبدأ‬
‫االستقرار والثقة في المعامالت التجارية بين التجار واألغيار الذين لهم حقوق على‬
‫األصول التجارية أو يريدون إنشائها كدائني المستأجر والمؤجر‪ ،‬إذ يمكن هؤالء من‬
‫التعرف على الوضعية الحقيقية لألصل التجاري وقيمته االقتصادية‪ ،‬إضافة إلى‬
‫المعلومات والبيانات المتعلقة به وبمالكه ومستغله قبل اإلقدام على إبرام أي عقد من العقود‬
‫المتعلقة باألصل التجاري نظرا لوظيفته اإلعالمية‪.‬‬

‫وهكذا أوجب المشرع المغربي نشر عقد التسيير الحر سواء في بدايته ونهايته‬
‫حتى يكون الجميع على علم بذلك‪ ،‬وهكذا تنص الفقرة الثانية من المادة ‪ 153‬من مدونة‬
‫التجارة على أنه‪'' :‬ينشر عقد التسيير الحر في أجل ‪ 15‬يوما من تاريخه على شكل‬
‫مستخرج في الجريدة الرسمية‪ ،‬وفي جريدة مخول لها نشر اإلعالنات القانونية‪''.‬‬

‫وانه يجب على المكري إما أن يطلب شطب اسمه من السجل التجاري وإما أن‬
‫يغير تقييده الشخصي بالتنصيص صراحة على وضع األصل في التسيير الحر‪ .‬يخضع‬
‫انتهاء التسيير الحر إلجراءات الشهر ذاتها‪.‬‬

‫باإلضافة إلى ذلك نصت المادة ‪ 154‬من نفس القانون انه‪ :‬يجب على المسير‬
‫الحر أن يذكر في كل األوراق المتعلقة بنشاطه التجاري وكذا المستندات الموقعة من‬
‫طرفه لهذه الغاية أو باسمه‪ ،‬رقم تسجيله بالسجل التجاري وموقع المحكمة التي سجل فيها‬
‫وصفته كمسير حر لألصل وذلك تحت طائلة أداء غرامة مالية من ‪ 2.000‬إلى ‪10.000‬‬
‫درهم‪.16‬‬

‫‪16‬عبد الرحيمشميعة القانون التجاري االساسي‪،‬االعمال التجارية‪ ،‬نظرية التاجر االصل التجاري‪ ،‬مطبعة مكتبة سجلماسة‪ ،‬طبعة ‪ ,2019‬ص ‪.274‬‬

‫‪18‬‬
‫عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري‬

‫أما فيما يتعلق بعقد التسيير المأجور باعتباره عقد شغل من العقود الرضائية‬
‫التي تبرم دون الحاجة إلفراغه في شكل خاص بخالف عقد التسيير الحر الذي تطرقنا له‬
‫سابقا‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري‬

‫المبحث الثاني ‪:‬آثار عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري‬


‫وانقضاؤهما‪.‬‬
‫نظر لألهمية التي يحظى بها عقد التسيير الحر لألصل التجاري يترتب على‬
‫هذا األخير مجموعة من اآلثار المهمة سواء بين طرفيه أو الغير‪ ،‬كما أن هذا العقد يلد‬
‫مثل االنسان الطبيعي ويستمر لمدة معينة ثم ينتهي بأحد أسباب االنقضاء‪ ،‬لذلك سوف‬
‫نتطرق في إطار المطلب األول لآلثار المترتبة على عقد التسيير الحر والمأجور لألصل‬
‫التجاري على أن نتناول في المطلب الثاني أسباب انقضاء عقد التسيير الحر والمأجور‬
‫لألصل التجاري‬

‫المطلب األول‪ :‬أ ثار عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري‬
‫يعد عقد التسيير الحر من العقود الملزمة للجانبين ترتب آثارا بين طرفيها‪ ،‬و‬
‫لكنها أيضا تمس بالغير الذي سوف يتعامل مع األصل التجاري فترتب من جانبه حقوقا‬
‫حرص المشرع حرصا شديدا على حمايتها‪ ،‬من خالل مجموعة من األحكام أوردها و‬
‫التي نظمت آثارا من نوع خاص مرتبط بطبيعة عقد التسيير الحر لألصل التجاري‬
‫كمؤسسة قائمة الذات‪ ،‬و مختلفة عن بقية المؤسسات األخرى‪.17‬‬

‫لذلك سوف نتناول هذه اآلثار من خالل التطرق لآلثار المترتبة بين طرفي عقد‬
‫التسيير الحر والمأجور في (الفقرة األولى) على أن نتناول اآلثار المترتبة عن عقد التسيير‬
‫الحر والمأجور تجاه الغير في (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫‪ 17‬محمد محبوبي‪ :‬محاضرات في القانون التجاري المغربي حقوق التاجر الطبعة الثانية‪ 2009‬ص ‪84‬‬

‫‪20‬‬
‫عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري‬

‫الفقرة األولى‪ :‬آثار عقد التسيير الحر تجاه طرفيه‬


‫إن اآلثار التي يرتبها عقد التسيير الحر تجاه طرفيه ما هي في حقيقة األمر إال‬
‫حقوق يتمتع بها كل طرف تقابله التزامات كل الطرفين‪ ،‬لذا هناك آثار تخص الطرف‬
‫المكري أو مالك األصل التجاري(أوال)‪ ،‬وأخرى ترتبط بالمسير الحر‪(.‬ثانيا)‬

‫أوال‪ :‬آ آثار عقد التسيير الحر بالنسبة لمالك األصل التجاري‪.‬‬

‫تتحدد آثار عقد التسيير الحر بالنسبة لمكري األصل التجاري في تحمله‬
‫مجموعة من االلتزامات وهي على الشكل التالي‪:‬‬

‫‪ ‬االلتزام بتسليم األصل التجاري‪ :‬يخضع تسليم األصل التجاري للقواعد‬


‫العامة الواردة في قانون االلتزامات و العقود التي تخص آثار الكراء‪ ،‬إذ أنه من خالل‬
‫عنصر التسليم يتحقق عنصر االنتفاع باألصل التجاري و يحصل منه المسير على المنفعة‬
‫التي يسعى إليها من خالل إقدامه على إبرام عقد التسيير الحر‪ .18‬و ال تتحقق هذه الغاية‬
‫إال بتسليم األصل التجاري بجميع عناصره المادية و المعنوية‪ ،‬بحيث إذا عمل المكري‬
‫على تسليم المحل التجاري فقط فإننا نكون إذ ذاك أمام كراء المحل التجاري أو توليته‬
‫للكراء‪ .19‬وليس عقد تسيير حر لألصل التجاري‪.‬‬
‫وعلى اعتبار أن الزبائن والسمعة التجارية من أهم مكونات األصل التجاري‪،‬‬
‫فإنه يتعين على المكري تمكين المسير الحر وفي إطار عملية التسليم من البيانات‬
‫والمستندات وكذا مختلف العناصر التي تمكنه من االحتفاظ بالزبائن وسهولة االتصال بهم‬
‫لتحافظ على سمعته التجارية‪ .‬هذا ويتم تضمين مختلف العناصر التي تم تسليمها إلى‬
‫المسير الحر في متن عقد التسيير الحر‪ ،‬لكن من بين اإلشكاالت المطروحة في هذا اإلطار‬

‫‪ 18‬الحفيان المكي‪ :‬عقد التسيير الحر لألصل التجاري بين مقتضيات مدونة التجارة و العمل القضائي المغربي و المقارن لسنة ‪ 99-98‬ص ‪61‬‬
‫‪ 19‬عز الدين بنستي‪ :‬دراسات في القانون التجاري المغربي ‪ 2001‬ص ‪250‬‬

‫‪21‬‬
‫عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري‬

‫مدى شمول عملية التسليم للدفاتر التجارية؟ وخاصة وأن األحكام المنظمة لعقد التسيير‬
‫الحر لم تتناول هذا الطرح‪.‬‬
‫فإذا كان المسير الحر يرى في استالمه للدفاتر التجارية مسألة مهمة تمكنه من‬
‫مراقبة صحة رقم المعامالت المصرح بها فإن مالك األصل التجاري ملزم هو اآلخر‬
‫باالحتفاظ بتلك الدفاتر مدة ‪ 10‬سنوات‪.‬‬
‫وأمام هذا الفراغ التشريعي ال يبقى أمام المسير الحر سوى إدراج شرط تسليم‬
‫الدفاتر التجارية ضمن عقد التسيير الحر لألصل التجاري‪.‬‬
‫وأحيانا قد تكون التجارة الممارسة في األصل التجاري تتم بمقتضى ترخيص‬
‫إداري كما هو الحال بالنسبة لمحالت بيع الخمور فإنه في هذه الحالة يتعين على المكري‬
‫نقل هذه الرخصة إلى اسم المسير الحر‪.20‬‬
‫لكن إذا ما أخل مالك األصل التجاري بالتزامه بتسليم األصل التجاري أمكن‬
‫المسير الحر اللجوء إلى القضاء قصد المطالبة بالتنفيذ العيني لاللتزام‪ ،‬او التعويض عن‬
‫التأخير في التسليم كما يمكنه المطالبة بفسخ العقد مع طلب التعويض‪ .‬هذا على مستوى‬
‫الجانب المدني‪ ،‬أما على المستوى الزجري فإنه يمكن للمسير الحر تحريك المتابعة في‬
‫إطار إعمال الفصل ‪ 551‬من ق‪.‬ج‪ .‬الذي ينص" من تسلم مقدما مبالغ من أجل تنفيذ عقد‬
‫ثم رفض تنفيذ هذا العقد أو رد تلك المبالغ المسبقة‪ ،‬دون عذر مشروع يعاقب بالحبس من‬
‫شهر إلى ستة أشهر وغرامة من ‪ 120‬إلى ‪ 250‬درهم‪".‬‬
‫والتسليم الصحيح هو الذي يتحقق من خالله بسط المسير الحر يده على األصل‬
‫التجاري وتمكنه من استغالله بدون معارض‪.‬‬
‫‪ ‬التزام المكري بالضمان‪ :‬في هذا المجال يتم إعمال القواعد العامة الواردة‬
‫في قانون االلتزامات والعقود ضمن الفصول ‪ 643‬إلى ‪ .657‬إذ يلتزم المكري تجاه‬

‫‪20‬الحفيان المكي‪ :‬مرجع سابق ص ‪62‬‬

‫‪22‬‬
‫عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري‬

‫المسير الحر بعدم التعرض له تعرضا يفوت عليه إمكانية االنتفاع باألصل التجاري كليا‬
‫أو جزئيا‪ .‬هكذا ينص الفصل ‪ 644‬من ق‪.‬ل‪ .‬ع‪":‬االلتزام بالضمان يقتضي بالنسبة إلى‬
‫المكري‪ ،‬التزامه باالمتناع عن كل ما يؤدي إلى تعكير صفو حيازة المكتري‪ ،‬أو إلى‬
‫حرمانه من المزايا التي كان من حقه أن يعول عليها بحسب ما أعد له الشيء المكتري‬
‫والحالة التي كان عليها عند العقد‪.‬‬
‫وفي هذا المجال‪ ،‬يسأل المكري ليس فقط عن فعلى وفعل أتباعه بل أيضا عن‬
‫أفعال االنتفاع التي يجريها المكترون اآلخرون أو غيرهم ممن تلقوا الحق عنه‪".‬‬
‫أما على مستوى ضمان العيوب الخفية فإن مالك األصل التجاري يبقى ملزما‬
‫بضمان العيب الخفي المؤثر على االنتفاع باألصل التجاري و هناك عبرة بتاريخ اكتشاف‬
‫العيب الخفي‪ ،‬و لعل ما يميز عقد إكراء عن عقد البيع ‪ .21‬و بالتالي فإن مكري األصل‬
‫التجاري يبقى طيلة مدة عقد التسيير الحر ضامنا للعيوب الخفية التي قد تحدث لألصل‬
‫التجاري‪ ،‬و هذا ما يتوافق و التزام مالك األصل بصيانته طول مدة سريات عقد التسيير‬
‫الحر الذي يلتزم بدفع األجرة مع بقاء مالك األصل التجاري ملتزم بضمان الصيانة و‬
‫العيوب الخفية المؤثرة التي تلحق األصل التجاري الحالة التي يخفي فيها المكري واقعة‬
‫صدور حكم بإغالق المحل التجاري أو إخفاء عيب يتعلق بحالة البضاعة أو األدوات أو‬
‫إحدى عناصر األصل التجاري‪ ،‬أو كون براءة االختراع الداخلة ضمن عناصر األصل‬
‫‪22‬‬
‫التجاري قد انقضت مدتها قبل نهاية مدة عقد التسيير الحر‪.‬‬
‫وأمام غياب نص تشريعي يحدد مفهوم العيب الخفي‪ ،‬فإن معيار التأثير يبقى‬
‫المعتمد للقول بوجود عيب من غيابه‪ ،‬ليكون بذلك تقدير مدى تأثير العيب خاضع للسلطة‬
‫التقديرية للقاضي‪.‬‬

‫‪21‬الحفيان المكي‪ :‬مرجع سابق ص‪66‬‬


‫‪22‬الحفيان المكي‪ :‬مرجع سابق ص‪66‬‬

‫‪23‬‬
‫عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري‬

‫‪ ‬التزام مالك األصل التجاري بعدم المنافسة‪ :‬يلتزم المكري بعدم منافسة‬
‫المسير الحر وذلك بإقامة مكري األصل التجاري تجارة مماثلة من شأنها أن تسحب‬
‫الزبناء من المسير الحر بعد إبرام العقد مما يلحق ضرر كبير بالمسير ويحرمه من الغاية‬
‫المنشودة من كراء األصل التجاري وهي استمرار تردد الزبناء‪ .‬وبما أن هذا االلتزام‬
‫يعتبر قيدا على حرية التجارة التي تعتبر من الحريات العامة التي ضمنها الدستور‪ ،‬فإنه‬
‫يجب أن يكون محددا من حيث الزمان والمكان‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬آثار عقد التسيير الحر بالنسبة للمسير الحر‪.‬‬


‫انطالقا من كون أن عقد التسيير الحر عقد ملزم لجانبين يرتب آثارا متبادلة‪.‬‬
‫فإنه من بين االلتزامات التي تقع على عاتق المسير الحر لألصل التجاري نذكر‪:‬‬
‫‪ ‬االلتزام بوجيبة الكراء‪ :‬وجيبة الكراء يتم دفعها كمقابل للمنفعة المتحصلة‬
‫من استغالل األصل التجاري و تحدد إما على أساس الدفع الشهري أو السنوي كما قد‬
‫تكون نسبة من األرباح‪ ،‬علما أن مسألة أجل دفع السومة الكرائية قد يحدد مسبقا في عقد‬
‫التسيير الحر لكن إذا لم يتم تحديد هذا األمر‪ ،‬التزم المكتري بدفعه في األجل الذي يحدده‬
‫العرف المحلي‪ ،‬فإذا لم يحدد العرف المحلي بدوره أجال ‪ ،‬التزم المسير الحر بأداء الوجيبة‬
‫الكرائية في نهاية االنتفاع ‪.23‬‬
‫وما دام أن األمر يتعلق بااللتزام فإن االخالل به يخول لمكري األصل التجاري‬
‫طلب فسخ عقد التسيير الحر مع حفظ حقه في التعويض حيث ينص الفصل ‪ 692‬من‬
‫ق‪.‬ل‪.‬ع "للمكري فسخ الكراء‪ ،‬مع حفظ حقه في التعويض إذا اقتضى األمر‪:‬‬
‫‪ -‬أوال‪ :‬إذا استعمل المكتري الشيء المكترى في غير ما أعد له بحسب طبيعته‬
‫أو بمقتضى االتفاق‪.‬‬

‫‪ 23‬عز الدين بنستي مرجع سابق ص ‪252‬‬

‫‪24‬‬
‫عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري‬

‫‪ -‬ثانيا‪ :‬إذا أهمل الشيء المكترى على نحو يسبب له ضررا كبيرا‪.‬‬
‫‪ -‬ثالثا‪ :‬إذا لم يؤد الكراء الذي حل أجل أداءه"‬
‫‪ ‬استغالل األصل التجاري استغالال يحافظ عليه‪ :‬ينبعث هذا الشرط من الطابع‬
‫الشخصي لعقد التسيير الحر‪ ،‬فالحفاظ على كيان األصل التجاري يعتبر من أهم االلتزامات‬
‫الملقاة على كاهل المسير الحر‪ ،‬وهذا المعطى يجعل حريته في االستغالل مشروطة بعدم‬
‫إتيان التصرفات التي من شأنها االضرار باألصل التجاري أو قد تؤدي إلى اندثار كل أو‬
‫بعض عناصره‪.‬‬
‫وبالتالي يتعين على المسير الحر تفادي كل األعمال والتصرفات التي من شأنها‬
‫أن تحدث ما سلف ذكره‪.‬‬
‫ومما ينبغي اإلشارة إليه أن التزام المسير الحر باستغالل األصل التجاري وفق‬
‫ما أعد له هو التزام شخصي ينتهي بمجرد وفاته بحيث ال يخول ألحد ورثته استمرارية‬
‫استغالل على اعتبار أن تفويت استغالل األصل التجاري ينبعث من عنصر الثقة في‬
‫الشخص المسير‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬اآلثار المترتبة عن التسيير الحر لألصل التجاري بالنسبة‬


‫الغير‪.‬‬
‫يعد عقد التسيير الحر من العقود الملزمة للجانبين ترتب آثارا تمس بالغير الذي سوف‬
‫يتعامل مع األصل التجاري فترتب من جانبه حقوقا حرص المشرع على حمايتها‪ ،‬من خالل‬
‫مجموعة من األحكام نظرا للطبيعة الخاصة التي يتميز بها عقد التسيير الحر لألصل التجاري‬
‫كمؤسسة قائمة الذات‪ ،‬و مختلفة عن بقية المؤسسات األخرى‪.24‬‬

‫محمد محبوبي‪ :‬محاضرات في القانون التجاري المغربي حقوق التاجر الطبعة الثانية‪ 2009‬ص ‪84‬‬ ‫‪24‬‬

‫‪25‬‬
‫عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري‬

‫لذلك يجب علينا أن نحدد هذه اآلثار بالنسبة لدائني المؤجر والمستأجر(أوال)‪ ،‬وكذلك‬
‫بالنسبة لمكري العقار الذي يستغل فيه األصل التجاري(ثانيا) وبالنسبة لمشتري هذا األخير وذلك‬
‫في حالة بيعه وهو مثقل بعقد تسيير حر‬

‫أوال‪ :‬آثار العقد تجاه دائني مكري ومكتري األصل التجاري‬


‫مما ال شك فيه أن القيمة االقتصادية لألصل التجاري‪ ،‬هي التي حتمت على المشرع‬
‫المغربي كغيره من األنظمة القانونية األخرى التدخل لحماية الغير‪ ،‬بحيث أن التصرفات التي قد‬
‫يقوم بها مالك األصل التجاري قد تؤثر على قيمة هذا األخير وبالتالي تأثر على دائني صاحب‬
‫األصل التجاري ويتم التمييز في إطار دائني األصل التجاري بين دائني المكري (‪ )1‬وبين دائني‬
‫المكتري لألصل التجاري (‪)2‬‬

‫‪ 1‬آثار دائني مكري األصل التجاري‪.‬‬

‫يحق لدائني مكري األصل التجاري مطالبته بحلول آجال ديونهم‬


‫المترتبة في ذمة هذا األخير‪ ،‬في الحالة التي يتبين لهم أن عقد التسيير الحر قد‬
‫ينقص من الضمانات التي يقررها لفائدتهم ذلك األصل‪ ،‬ألن انتقال استغالل‬
‫هذا األخير من شخص إلى آخر قد ينقص من قيمته وبالتالي فقدان األصل‬
‫التجاري لقيمته ولالئتمان التجاري الذي يقوم على االعتبار الشخصي‪.‬‬
‫و بالتالي فإن انتقال استغالل األصل التجاري من المكري إلى‬
‫المكتري يعطي للدائنين إمكانية التنفيذ على ذلك األصل‪ ،‬و لو بين يدي المسير‬
‫الحر في حالة عدم وفاء المكري بديونهم في تاريخ استحقاقهم ‪ ،‬غير أن هناك‬
‫خطورة في التنفيذ على أصل فقد قيمته التجارية ‪ ،‬فضال عن احتمال مزاحمة‬
‫دائني المسير الحر لهم في إطار المسؤولية التضامنية التي يتحملها المالك‬

‫‪26‬‬
‫عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري‬

‫عن الديون المقترضة بمناسبة استغالل األصل التجاري إلى حين تدارك‬
‫إجراءات الشهر و خالل مدة الستة أشهر التي تلي هذا النشر‪.25‬‬
‫و نتيجة لما تم ذكره فقد خول المشرع لدائني مكري األصل‬
‫التجاري الحق في أن يتقدموا إلى المحكمة التي يوجد في دائرة نفوذها ذلك‬
‫األصل التجاري لتصرح بحلول آجال ديونهم المتعلقة باستغالل األصل‬
‫التجاري إذا ما قدروا أن تأجيره يعرض ديونهم للخطر و الضياع و ذلك‬
‫داخل أجل ثالثة أشهر من تاريخ نشر أو شهر عقد التأجير حسب المادة ‪152‬‬
‫من مدونة التجارة ‪ ،‬و للمحكمة التجارية السلطة التقديرية في قبول الطلب أو‬
‫رفضه إما لعدم توفر شروطه و إما ألن الطلب عديم الجدوى‪.26‬‬
‫ويسأل مكري األصل التجاري وفقا للقواعد العامة عن جميع الديون‬
‫المتصلة باستغالل األصل مسؤولية شخصية الى حين تاريخ ابرام عقد التسيير‬
‫الحر فاذا حل أجل الدين ولم يؤد المكري المدين حقوق الدائنين يمكن لهؤالء‬
‫المطالبة بدينهم عن طريق اقامة دعوى الحجز على مبلغ أجرة التسيير التي‬
‫بين يدي المسير الحر للحصول على ديونهم وفي حالة اهمال المكري مطالبة‬
‫المسير بدفع ا األجرة يمكن للدائنين المطالبة بهذا الحق مباشرة عن طريق‬
‫دعوى الحلول محل مدينهم حسب ما هو منصوص عليه في الفصل ‪1245‬من‬
‫قانون االلتزامات والعقود‪.‬‬

‫‪ 25‬محمد محبوبي مرجع سابق الصفحة ‪85‬‬


‫‪ 26‬محمد محبوبي مرجع سابق الصفحة ‪85‬‬

‫‪27‬‬
‫عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري‬

‫وحتى تتحقق رغبة دائني مكري األصل التجاري البد من توفر‬


‫مجموعة من الشروط هي وفق اآلتي‪:‬‬

‫‪ ‬أن تكون هذه الديون ناشئة بمناسبة استغالل األصل التجاري‬


‫المراد اكراؤه سابقة على ابرام العقد وهي تشمل جميع الديون‬
‫مهما كان مصدرها وطبيعتها‪.‬‬
‫‪ ‬أن تكون هذه الديون غير مستحقة األداء أو لم يحل أجل‬
‫استحقاقها عند ابرام عقد التسيير الحر‪.‬‬
‫‪ ‬أن يكون ابرام عقد التسيير الحر من شأنه الحاق ضرر بدائني‬
‫المكري ويخضع لتقدير وجود هذا الضرر من عدمه لمحكمة‬
‫الموضوع خوفا من سوء تسيير المسير الحر الشيء الذي قد‬
‫يؤدي الى خفض قيمة األصل التجاري أو اندثاره‪.‬‬
‫‪ ‬أن يرفع طلب التصريح بحلول اجال الديون داخل ثالثة أأشهر‬
‫من تاريخ نشر عقد التسيير الحر في الجريدة الرسمية وفي‬
‫جريدة مخول لها نشر االعالنات القانونية وينتج عن عدم‬
‫احترام هذه المدة سقوط حقوق الدائنين في المطالبة بحلول أجل‬
‫الديون ويبقى حقهم في المطالبة بديونهم عند حلول اجال هذه‬
‫الديون أو عند تقديم نفس الطلب في حالة ابرام عقد جديد‬
‫للتسيير الحر‬

‫‪28‬‬
‫عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري‬

‫‪ ‬أن يقدم هذا الطلب الى المحكمة التجارية التي يوجد األصل‬
‫التجاري في دائرة نفوذها طبقا للمادة ‪152‬من مدونة التجارة ما‬
‫لم يتفق الطرفان مسبقا على عرض نزاعاتهم على محكمة‬
‫أخرى وفقا للمادة ‪ 12‬من القانون المحدث للمحاكم التجارية‪.‬‬

‫وبالتالي فمكري األصل التجاري يتحمل جميع الديون المترتبة عن‬


‫استغالل األصل التجاري حتى ولو تم استغل األصل التجاري في إطار‬
‫التسيير الحر وذلك بالتضامن اعتباره كفيال‪ ،‬على أن يقوم بالرجوع على‬
‫المسير الحر الستخالص الديون التي أداها عن المسير الحر‪.‬‬
‫أما بالنسبة لعقد التسيير المأجور‬
‫نظرا لعالقة التبعية التي توجد بين صاحب األصل التجاري والمسير‬
‫المأجور‪ ،‬بحيث يعتبر هذا األخير أجيرا خاضعا لمقتضيات مدونة الشغل‬
‫يتقاضى أجرا مقابل تسييره لألصل التجاري باسمه الخاص لفائدة صاحب‬
‫األصل التجاري‪ ،‬فإن هذا األخير هو من يتحمل الديون الناشئة عن استغالل‬
‫األصل التجاري باعتباره المستفيد من هذا األخير وبالتالي يحق لدائني مكري‬
‫األصل التجاري المطالبة باستحقاق ديونهم وفق اإلجراءات والمساطر السالف‬
‫ذكرها‪.‬‬

‫‪2‬آثار دائني المسير الحر‬

‫بالنظر إلى أن األصل التجاري ال يجري في ملكية المسير الحر فإنه‬


‫ال يدخل في ضمان ديونه‪ ،‬و هذا من شأنه أن يضعف من ائتمانه التجاري‪،‬‬

‫‪29‬‬
‫عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري‬

‫من هنا فإن المشرع رغبة منه في ضمان حصول المسير على ائتمان دائنيه‬
‫بسرعة‪ ،‬خاصة و أنه ملزم قانون بالمحافظة على األصل المستأجر و هو‬
‫الذي يصعب تحققه بدون ائتمان تجاري‪ ،‬قد جعل المكري مسؤوال على وجه‬
‫التضامن مع المسير الحر عن الديون المقترضة من قبل هذا األخير بمناسبة‬
‫استغالله لألصل التجاري‪ ،‬و الناشئة خالل مدة الستة األشهر التي تلي تاريخ‬
‫نشر العقد(المادة ‪ 155‬من مدونة التجارة)‪.27‬‬
‫و لعل هذه القاعدة تجد تفسيرها في أن الديون المقترضة المرتبطة‬
‫باستغالل األصل التجاري يستفيد منها المكري ألنها تحقق له نماء أصله أو‬
‫على األقل الحفاظ عليه‪ ،‬فكان من الطبيعي أن يتحمل المسؤولية عنها تضامنيا‬
‫إلى جانب المسير الحر‪ ،‬و ذلك على األقل لمدة محدودة (‪ 6‬أشهر من شهر‬
‫العقد) تتيح خاللها لدائني المسير التعرف على حقيقة وضعه القانوني‪ ،‬غير أن‬
‫هذه القاعدة تشكل خروجا عن المبدأ بالنسبة آلثار الشهر التجاري‪ ،‬إذ بالرغم‬
‫من القيام بإجراءات الشهر من قبل المكري فإنه يظل مع ذلك مسؤوال عن‬
‫الديون المتعلقة باستغالل األصل التجاري‪.‬‬
‫ومؤدى هذا االلزام التضامني الذي وضعه المشرع على المكري أن‬
‫هذا األخير يعتبر بمثابة كفيل للمسير الحر بالنسبة للديون المقترضة المتعاقد‬
‫عليها الستغالل األصل التجاري من قبل المسير خالل فترة الستة أشهر‬
‫األولى لإليجار‪ ،‬لذلك ففي اعتقاد األستاذ محمد محبوبي فإن المسير الحر‬
‫يظل هو المسؤول األصلي عن تلك الديون عمال باألثر األصلي للتسيير و‬

‫محمد محبوبي مرجع سابق ص ‪269‬‬ ‫‪27‬‬

‫‪30‬‬
‫عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري‬

‫الذي يجعل المسير يشغل األصل التجاري لحسابه و تحت مسؤوليته بحيث‬
‫تنصرف إليه كافة آثار االستغالل( المادة ‪ 152‬من مدونة التجارة) إنما في‬
‫حالة عجزه عن الوفاء فهنا يجوز للدائنين الرجوع على المكري عمال‬
‫بمقتضيات المادة ‪ 155‬المشار إليها أعاله‪ .‬وحتى في هذه الحالة فإن المكري‬
‫يحتفظ بحق الرجوع على المسير الحر السترداد ما أداه عنه عمال بمبدأ‬
‫التضامن‪.28‬‬
‫وتجدر اإلشارة على أن الديون التي يسأل عنها المكري تضامنيا هي‬
‫كل دين نشأ خالل مدة الستة أشهر الموالية لتاريخ نشر العقد‪ ،‬حتى ولو امتد‬
‫أجل استحقاقها إلى ما بعد ذلك فالعبرة في تحديد مدة االلتزام تكون لتاريخ‬
‫نشوء الدين وليس لتاريخ استحقاقه‪.29‬‬
‫وبالرغم من سكوت النص القانوني‪ ،‬فإننا نعتقد أن االلزام التضامني‬
‫الذي وضعه المشرع على المكري هنا ينحصر في قيمة األصل التجاري‬
‫نفسه‪ ،‬والذي يعتبر ضامنا‪ ،‬على سبيل االحتياط‪ ،‬لديون المسير‪.‬‬
‫ويالحظ أنه يستثنى من مبدإ المسؤولية التضامنية هذا الوكالء‬
‫المكلفون من طرف القضاء بإدارة ‘أصل تجاري شريطة أن يكونوا مأذونين‬
‫بإبرام عقد التسيير الحر من السلطة التي فوضتهم‪ ،‬وأن يستوفوا إجراءات‬
‫الشهر (المادة ‪.)156‬‬
‫هذا بالنسبة للديون الناشئة خالل الستة أشهر األولى‪ ،‬أما الديون‬
‫الناشئة بعد ذلك فيسأل عنها المسير الحر بمفرده‪ ،‬وعند انتهاء مدة عقد التسيير‬
‫‪ 28‬محمد محبوبي مرجع سابق ص ‪269‬‬
‫‪ 29‬محمد محبوبي مرجع سابق ص ‪270‬‬

‫‪31‬‬
‫عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري‬

‫الحر فإن كافة الديون المتعلقة باستغالل األصل التجاري تصبح حالة فورا‬
‫المادة ‪ 157‬من مدونة التجارة وهذه الضمانة قررها المشرع لدائني المسير‬
‫الحر ضمانا الستيفائهم لديونهم حتى ال يختفي بعد انتهاء العقد تهربا من أدائها‬
‫لهم‪ .‬وسقوط آجال الديون هنا تكون بقوة القانون ودون حاجة لحكم قضائي‬
‫يقرره‪ ،‬فمجرد انتهاء مدة العقد يجعل الديون حالة‪ ،‬فإما أن يفي بها المسير‬
‫‪30‬‬
‫طوعا‪ ،‬و إال جبرا عن طريق القضاء‪.‬‬
‫أما في إطار عقد التسيير المأجور فالعالقة التي تربط المسير الحر‬
‫بالمسير المأجور هي عالقة شغل وبالتالي فالتبعية التي تربط األول بالثاني‬
‫تجعل هذا األخير يعمل باسمه الخاص لفائدة المسير الحر وبالتالي فإن هذا‬
‫الخير هو الذي يتحمل الديون الناشئة عن استغالل األصل التجاري طبقا‬
‫لمقتضيات الفقرة األولى من المادة ‪ 153‬من مدونة التجارة حيث يكتسب‬
‫المسير الحر صفة تاجر وبالتالي يتحمل االلتزامات الناشئة عن عقد التسيير‬
‫الحر في حالة تشغيله ألجير يعمل لصالحه في إطار عقد التسيير المأجور‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬آثار العقد تجاه مكري العقار‬

‫ال يعتبر عقد التسيير الحر تولية للكراء أو كراء فرعيا أو من الباطن‬
‫للعقار الذي يظل مؤجر األصل التجاري هو المكتري الحقيقي للعقار أم‬
‫المسير الحر فال تربطه أية عالقة تعاقدية مع مكري العقار‪.‬‬

‫محمد محبوبي مرجع سابق ص ‪271‬‬ ‫‪30‬‬

‫‪32‬‬
‫عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري‬

‫ذلك أن عالقة مالك العقار بالمكتري مالك األصل التجاري تكون‬


‫مستقلة عن عالقة مالك العقار بالمسير الحر الذي يعد مكتريا ألصل التجاري‬
‫و ليس للعقار الذي يستغل فيه هذا األصل و بالتالي اذا أخل المسير الحر‬
‫بشروط الكراء فان مالك العقار ال يوجه دعواه ضده و انما ضد مكتري العقار‬
‫و يطالب فسخ عقد الكراء في حالة الحكم به الى فسخ عقد التسيير الحر‪.‬‬
‫هذا وال يكون المسير الحر ملزما بتبليغ مالك العقار بعقد التسيير‬
‫الحر أو الحصول على قبوله كما ل يحق للمسير الحر طلب تجديد عقد الكراء‬
‫الذي يستغل فيه األصل التجاري الذي يكتريه بل يظل ذلك حكرا على صاحب‬
‫األصل التجاري طبقا ألحكام القانون المنظم للكراء التجاري وللشروط‬
‫الخاصة الواردة في العقد الذي يربطه بمكري العقار‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬آثار عقد التسيير الحر بالنسبة لمشتري األصل التجاري‪.‬‬

‫سبقت اإلشارة الى أن عقد التسيير الحر يفقد مالك األصل التجاري‬
‫حقه في ممارسة جميع التصرفات بشأنه سواء ببيعه أو رهنه أو تقديمه حصة‬
‫في شركة وغيرها من التصرفات القانونية كما يمكن أن يتم بيع هذا األصل‬
‫قضائيا دون ارادة مالكه في حالة بيعه بالمزاد العلني عن طريق المحكمة‪.‬‬
‫لذلك يبقى التساؤل المطروح هو هل يؤدي بيع األصل التجاري سواء اختياريا‬
‫أو قضائيا الى انهاء عقد التسيير الحر؟‬
‫هنا يجب التمييز بين حالتين‪:‬‬
‫الحالة ا األولى‪ :‬وجود اتفاق يحدد مصير عقد التسيير الحر‬
‫الحالة الثانية‪ :‬عدم وجود اتفاق يحدد مصير عقد التسيير الحر‬
‫‪33‬‬
‫عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري‬

‫الحالة ا األولى‪ :‬وجود اتفاق يحدد مصير عقد التسيير الحر‬


‫‪ -‬اتفاق مكري األصل التجاري والمسير الحر‪:‬‬
‫قد يتفق مكري األصل والمسير الحر في عقد التسيير الحر أو في‬
‫اتفاق الحق على مآل عقد التسيير الحر في حالة بيع األصل التجاري على‬
‫وضعيتين‪:‬‬
‫‪‬انتهاء عقد التسيير الحر بمجرد انتقال ملكية األصل التجاري الى‬
‫المشتري‪.‬‬

‫‪ ‬عدم انتهاء عقد التسيير الحر بالرغم من بيع األصل التجاري و أن‬
‫يشترط بائع األصل التجاري على المشتري احترام عقد الكراء‪.‬‬

‫أما في حالة وجود شرط يقضي باحترام المشتري لعقد التسيير الحر‬
‫فانه في غياب‬
‫مقتضيات خاصة في هذا اإلطار يتم العمل بالمقتضيات العامة فبالرجوع الى‬
‫الفصل ‪ 694‬من قانون االلتزامات والعقود نجده ينص على ما يلي‪“ :‬يفسخ‬
‫عقد الكراء بالتفويت االختياري أو الجبري للعين المكتراة‪ .‬ويحل المالك‬
‫الجديد محل من تلقى الملك عنه في كل حقوقه والتزاماته الناتجة من الكراء‬
‫القائم‪ ،‬بشرط أن يكون هذا الكراء قد أجري بدون غش‪ ،‬وأن يكون له تاريخ‬
‫سابق على التفويت‪".‬‬
‫وما يستخلص من هذا الفصل أن المشتري ال يمكنه مواجهة المسير‬
‫الحر بعقد البيع إذا‬

‫‪34‬‬
‫عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري‬

‫كان عقد التسيير المبرم بدون غش ثابت التاريخ وسابقا لتاريخ بيع األصل‬
‫التجاري‪ .‬أما إذا لم يكن لعقد التسيير تاريخ ثابت يمكن اخرا المكتري بعد أن‬
‫يوجه له المشتري تنبيها باإلخالء حسب ما جاء في الفصل ‪695‬من قانون‬
‫االلتزامات والعقود الذي ينص على ما يلي"‪ :‬إذا لم يكن الكراء واردا في حجة‬
‫ثابتة التاريخ‪ ،‬ساغ لمكتسب الملكية اخبار المكتري‪ ،‬بها بشرط أن يوجه له‬
‫تنبيها بالخالء في المواعيد التي يقضي بها العرف‪".‬‬
‫اتفاق مالك األصل التجاري والمشتري‬
‫قد يتضمن اتفاق مالك األصل التجاري و المشتري أحد الوضعيتين‬
‫التاليتين‪:31‬‬

‫‪ ‬احترام المشتري لعقد التسيير الحر ويعمل بهذا االتفاق‬


‫وللمسير الحر التمسك به بالرغم من أنه لم يكن طرفا فيه وفقا‬
‫لقواعد االشتراط لمصلحة الغير‪.‬‬
‫‪ ‬اشتراط المشتري على البائع افراغ المسير الحر حتى ولو كان‬
‫عقد التسيير ثابت التاريخ وسابقا لتاريخ بيع األصل التجاري‬
‫وال يلزم هذا االتفاق المسير الحر ألنه لم يكن طرفا في عقد‬
‫البيع ويبقى المشتري ملزما باحترام العقد الى حين انتهاء مدته‬
‫وليس على هذا األخير سوى الرجوع على بائع األصل‬
‫التجاري بالتعويض‪.‬‬

‫‪ 31‬محمد مومن‪ ، - :‬التسيير الحر لألصل التجاري في القانون المغربي‪ ،‬تقديم الدكتور محمد بونبات الطبعة ااألولى ‪2005،‬الصفحة ص ‪293‬‬
‫و ما يليها‬

‫‪35‬‬
‫عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري‬

‫الحالة الثانية‪ :‬عدم وجود اتفاق يحدد مصير عقد التسيير الحر‬
‫عند عدم وجود اتفاق يحدد مصير عقد التسيير الحر فانه يتعين في‬
‫هذه الحالة الرجوع الى القواعد العامة في قانون االلتزامات والعقود خاصة‬
‫الفصالن ‪ 694‬و‪695‬كما سبقت الشارة اليهما‪ .‬وبالتالي فان مشتري‬
‫األصل التجاري يكون ملزما باحترام بنود عقد التسيير الحر المبرم سلفا‬
‫بين المالك والمكتري إذا كان العقد المبرم بدون غش أو تواطؤ بين المالك‬
‫والمسير الحر ثابت التاريخ وسابقا لعقد بيع األصل التجاري وذلك حماية‬
‫الستقرار عقد التسيير الحر وحماية لحقوق المسير الحر الذي يحق له‬
‫االحتجاج بعقده في مواجهة المشتري الذي يكون ملزما بتنفيذ عقد التسيير‬
‫الحر المبرم من طرف البائع وال يتحلل من هذا االلتزام إال بانتهاء المدة‬
‫المحددة في عقد التسيير الحر ذلك أن المالك الجديد يحل محل المالك القديم‬
‫في حقوقه ويتحمل جميع االلتزامات المترتبة عن عقد التسيير الحر كما‬
‫يكون المسير الحر ملزما بتنفيذ التزاماته بمقتضى العقد لصالح المالك الجديد‬
‫كدفع األجرة مثال‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬انقضاء عقد التسيير الحر لألصل التجاري‬

‫لم تنظم مدونة التجارة أسباب انتهاء عقد التسيير الحر‪ ،‬وإنما‬
‫أشارت في الفقرة األخيرة من المادة ‪ 152‬إلى أن انتهاء عقد التسيير الحر‬
‫يتطلب سلوك مسطرة إنشائه‪ ،‬أي القيام بإجراءات الشهر‪ ،‬فانتهاء هذا العقد‬
‫يخضع ألحكام العقود الملزمة لجانبين‪ ،‬والتي تنتهي وفقا لبنود العقد‪ ،‬وإرادة‬

‫‪36‬‬
‫عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري‬

‫المتعاقدين‪ .‬وتنقضي كذلك فبل انتهاء مدتها في حالة حصول طارئ‪ ،‬أو نتيجة‬
‫إخالل أحد الطرفين بالتزاماته‪.‬‬
‫إال أنه نظرا لقيام عقد التسيير الحر على االعتبار الشخصي‪ ،‬فإنه‬
‫ينتهي تبعا لذلك بوفاة المسير‪ ،‬أو بفقدانه ألهليته‪ ،‬وتصفيته قضائيا‪ ،‬وغير ذلك‬
‫من أسباب االنتهاء‪.‬‬
‫لذلك سنتطرق في (الفقرة األولى) لتناول األسباب العامة النقضاء‬
‫عقد التسيير الحر وفي (الفقرة الثانية) األسباب الخاصة النقضاء عقد التسيير‬
‫الحر‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬األسباب العامة النقضاء عقد التسيير الحر‬

‫يقصد باألسباب العامة النقضاء عقد التسيير الحر األسباب العامة‬


‫التي تخضع لها جميع العقود بصفة عامة‪ ،‬لذلك سنتطرق النقضاء عقد التسيير‬
‫الحر بانتهاء مدته وإخالل أحد الطرفين بالتزاماته وانتهاء عقد التسيير بانتهاء‬
‫مدة عقد التسيير الحر وانقضاء عقد التسيير بالفسخ‪.‬‬

‫أوال‪ :‬انقضاء عقد التسيير الحر بانتهاء المدة المحددة له‬

‫ينص الفصل ‪ 687‬من قانون االلتزامات والعقود على أن كراء‬


‫األشياء ينقضي بقوة القانون عند انتهاء المدة التي حددها له المتعاقدان من‬
‫غير ضرورة إلعطاء تنبيه باإلخالء‪ ،‬وذلك مالم يقض االتفاق بغيره‪ ،‬وتطبيقا‬
‫لذلك ينتهي عقد التسيير الحر بانتهاء المدة المتفق عليها من طرف المتعاقدين‪،‬‬

‫‪37‬‬
‫عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري‬

‫ألنهما إذا اتفقا على تحديد مدة في العقد ينتهي بانقضاء الكراء‪ ،‬فإنما يريدان‬
‫بذلك أن العقد ينتهي بمجرد مضي المدة المحددة دون أي إجراء اخر‪.‬‬
‫ال يخضع االنتهاء للقانون ‪ 6-97‬المتعلق بالكراء السكني والمهني‪،‬‬
‫وال ظهير ‪ 24‬ماي ‪ 1955‬الخاص بأكرية المحالت التجارية‪ ،‬الذي يشترط‬
‫توجيه إشعار باإلفراغ‪ ،‬فالمسير الحر بالرغم من كونه تاجرا‪ ،‬فإنه ال يكتسب‬
‫حقا مباشرا لتجديد الكراء تجاه مالك العقار‪ ،‬حتى يجب على مالك األصل‬
‫التجاري أن يلجأ إلى المسطرة المنصوص عليها في ظهير ‪ 24‬ماي ‪."1955‬‬
‫وقد استقر المجلس األعلى سابقا على أن المسطرة الواجب اتبعاها‬
‫في إنهاء عقد التسيير الحر هي التي اتفق عليها الطرفان في العقد‪" ،‬وال‬
‫يخضع للحماية القانونية المنصوص عليها في ظهير ‪ ،"1955‬وفي حالة عدم‬
‫وجود هذا االتفاق‪ ،‬يتعين الرجوع إلى المقتضيات العامة المنصوص عليها في‬
‫قانون االلتزامات والعقود‪ ،‬وأنه " متى ثبت للمحكمة أن العقد عقد تسيير حر‪،‬‬
‫وليس كراء محل تجاري‪ ،‬فإنها بقضائها بإفراغ المكتري بعد انتهاء مدة العقد‪،‬‬
‫و إن لم تنشر إلى النصوص القانونية التي طبقتها‪ ،‬فإن قرارها جاء مطابقا‬
‫للفصل ‪ 230‬من قانون االلتزامات والعقود و الفصل ‪ 687‬من نفس‬
‫القانون"‪.32‬‬

‫‪ 32‬محمد مومن‪ ،‬التسيير الحر لألصل التجاري في القانون المغربي‪ ،‬المطبعة والوراقة الوطنية الحي المحمدي – مراكش‪ ،‬الطبعة األولى ‪2005‬‬
‫ص ‪ 304‬ومايليها‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري‬

‫ثانيا‪ :‬انتهاء عقد التسيير بإخالل أحد المتعاقدين بالتزاماته‬

‫ينص الفصل ‪ 692‬من قانون االلتزامات والعقود على أنه " للمكري‬
‫فسخ الكراء مه حفظ حقه في التعويض إن اقتضى األمر‪.‬‬
‫أوال‪ :‬إذا استعمل المكتري الشيء المكترى في غير ما أعد له بحسب‬
‫طبيعته أو بمقتضى العقد‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬إذا أهمل الشيء المكتري على نحو يسبب له ضررا كبيرا‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬إذا لم يؤد الكراء الذي حل أجل أدائه‪.‬‬
‫تشكل الحالة الثالثة أغلب حاالت النقضاء عقد التسيير الحر ففي‬
‫هذا اإلطار جاء في حكم المحكمة التجارية بفاس في الحكم رقم ‪ 729‬بتاريخ‬
‫‪ 08-5-22‬أنه‪ " :‬حيث يتبين من خالل االطالع على وثائق الملف وخاصة‬
‫عقد كراء مقهى المؤرخ في ‪ 2007-2-2‬أن األمر يتعلق بعقد تسيير حر‬
‫لألصل التجاري الكائن بالمقهى هالي مقابل وجيبة شهرية قدرها ‪6000‬‬
‫درهم‪.‬‬
‫وحيث طالما أن المدعى عليه وجه إنذار للمدعي قصد المطالبة‬
‫بأداء كراء المدة من فبراير ‪ 2007‬إلى متم يويلوز ‪ 2007‬والذي توصل به‬
‫المدعي بتاريخ ‪ 2007-8-8‬ومادام العقد خاضعا للقواعد العامة الواردة‬
‫للتنصيص عليها في قانون االلتزامات والعقود خاصة الفصل ‪ 627‬و مايليه و‬
‫المتعلقة بإنهاء وفسح عقد التسيير الحر‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري‬

‫وحيث أنه في غياب ما يفيد أداء المدعي لمبالغ الكراء المتخلذ‬


‫بذمته يبقى الدفع المثار من قبله بخصوص أدائه للكراء ألخ المكري مجرد من‬
‫أي إثبات مما يجعل حالة المطل ثابة في حقه‪".‬‬
‫كما أكدت المحكمة التجارية بفاس في حكمها رقم‪ 201 :‬بتاريخ‬
‫‪ 2010-2-22‬ملف رقم‪ 2009-9-1291 :‬أن‪ ":‬وحيث أنه برجوع المحكمة‬
‫إلى عقد التسيير المبرم بين الطرفين والمؤرخ في ‪ 2003-3-10‬انه انصب‬
‫على كراء األصل التجاري للمحلبة موضوع النزاع مقابل التزام المدعى عليه‬
‫بأداء مبلغ ‪ 1500‬درهم في الشهر‪.‬‬
‫وحيث لم يدل المدعى عليه بما يفيد أداء واجب تسيير المحلبة عن‬
‫المدة المتراوحة مابين مارس ‪ 2003‬إلى متم نونبر ‪ 2009‬من حساب ‪1500‬‬
‫درهما في الشهر وجب فيها مبلغ ‪ 121500‬درهم وهو ما يستوجب الحكم‬
‫عليه بأدائه لفائدة المدعي المبلغ المذكور‪.‬‬
‫وحيث إنه وطبقا للفصل ‪ 692‬من قانون االلتزامات والعقود يحق‬
‫للمكري أن يطلب فسخ العقد إذا لم يؤد المكتري مبلغ الكراء الذي حل أجله‪.‬‬
‫وحيث إن الثابت أن المكري وجه إنذارا للمدعي عليه في إطار‬
‫القواعد العامة بعلة التماطل في أداء الكراء إال أنه رغم توصله به بتاريخ‬
‫‪ 09-2-12‬لم يؤد الكراء مما يبقى معه المطل ثابتا في حقه ويبقى الطلب‬
‫مؤسسا مع تمكين المدعي من المحلبة المذكورة‪.33‬‬

‫‪ 33‬محمد البقالي‪ ،‬التسيير الحر لألصل التجاري بين النص القانوني والعمل القضائي‪ ،‬رسالة نهاية التدريب بالمعهد العالي للقضاء ‪،2011-2009‬‬
‫ص ‪.44‬‬

‫‪40‬‬
‫عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري‬

‫ثالثا‪ :‬انقضاء التسيير الحر لهالك األصل التجاري‬

‫يتميز عقد التسيير الحر باعتباره عقد كراء بأنه عقد مستمر يمتد في‬
‫الزمن و تتحدد بموجب ذلك التزامات الطرفين‪ ،‬بدليل أن المكري ملزم بتمكين‬
‫المسير الحر من استغالل األصل التجاري طيلة مدة العقد‪ ،‬وأن المسير ملزم‬
‫بدفع األجرة خالل نفس المدة‪ ،‬فإن التزامه يصبح بغير محل‪ ،‬والتزام المسير‬
‫الحر دون سبب‪ ،‬وينفسخ العقد من تلقاء نفسه‪ ،‬وذلك تطبيقا للفصل ‪ 659‬من‬
‫قانون االلتزامات و العقود على أنه‪ " :‬إذا هلكت العين المكتراة‪ ،‬أو تعيبت أو‬
‫تغيرت‪ ،‬كليا أو جزئيا‪ ،‬بحيث أصبحت غير صالحة لالستعمال في الغرض‬
‫الذي اكتريت من أجله‪ ،‬وذلك دون خطأ أي واحد من المتعاقدين‪ ،‬فإن عقد‬
‫الكراء ينفسخ‪ ،‬من غير أن يكون إلحدهما على االخر أي حق في التعويض‪،‬‬
‫وال يلزم المكتري من الكراء إال بقدر انتفاعه‪ ،‬وكل شرط يخالف ذلك يكون‬
‫عديم األثر"‪ .‬وتشتمل مقتضيات عذا الفصل كل حاالت الهالك‪ ،‬والتلف‪،‬‬
‫والتغيير الناتج بفعل الطبيعة‪ ،‬أو حادث فجائي‪ ،‬أو فعل الغير‪ ،‬وال يستثنى منه‬
‫إال حالة كون الهالك‪ ،‬أو التلف نتج عن خطأ أحد المتعاقدين‪.‬‬
‫وعلى الرغم من أن األصل التجاري‪ ،‬كمنقول معنوي غير قابل‬
‫للهالك المادي‪ ،‬وذلك نظرا ألنه ليس له وجود حسي‪ ،‬وإنما يدركه اإلنسان‬
‫بالتصور‪ ،‬فإن هذا الفصل يطبق على عقد التسيير الحر‪ ،‬نظرا لعدم وجود‬
‫نص خاص به‪ ،‬مع ضرورة أخذ طبيعته بعين االعتبار‪ ،‬ذلك أن " الفصل‬
‫‪ 659‬من قانون االلتزامات والعقود يقرر قاعدة عامة تطبق على كافة عقود‬
‫الكراء التجارية منها غير التجارية متى توافرت عناصر تطبيقها‪ ،‬طالما أن‬

‫‪41‬‬
‫عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري‬

‫القانون الخاص‪ ...‬لم يستثن ضمن أحكامه تطبيق هاته القاعدة العامة‪ ،‬والتي‬
‫تقضي أن فقدان العين بهالكها يؤدي إلى انعدام أهم ركن من أركان ماهية‬
‫العقد‪.‬‬
‫والفقه كالقانون الوضعي يتفقان على الفسخ التلقائي لعقد الكراء في‬
‫حالة استحالة االنتفاع بالعين المكراة لهالكها‪ ،‬أو ألي سبب اخر يحول دون‬
‫االنتفاع بها‪ ،‬وأن كل شرط مخالف لما ذكر يكون عديم األثر‪.‬‬
‫وال يمكن اعتبار االستمرار في أداء الكراء بعد هالك العين المكراة‬
‫استمرارا لعقد الكراء‪ ،‬أو تجديدا له‪ ،‬ألنه ال يعقل وجود العقد بعد انعدام‬
‫أهم أركانه‪.34‬‬
‫رابعا‪ :‬انقضاء التسيير الحر بتحقق الشرط الفاسخ‬

‫إذا تم االتفاق مقدما على انهاء عقد التسيير الحر بتحقق شرط‬
‫معين‪ ،‬كبيع األصل التجاري مثال‪ ،‬فإن هذا العقد يعتبر مفسوخا إن تحقق‬
‫الشرط المتفق عليه‪ ،‬فتطبق نفس أحكام انتهاء مدة العقد‪ ،‬مع األخذ بعين‬
‫االعتبار طبيعة الشرط‪ ،‬ووجوب كون صيغته قاطعة في الداللة على وقوع‬
‫الفسخ حتما‪ ،‬ومن تلقاء نفسه لمجرد تحققه‪ ،‬وبذلك فإن الفسخ هنا مقرر بقوة‬
‫االتفاق وال يحتاج إلى تقريره من لدن المحكمة التي عليها فقط أن تتأكد من‬
‫واقعة تحقق الشرط الفاسخ‪ ،‬والحكم بوقوع الفسخ نتيجة ذلك‪ ،‬مع وجوب‬
‫التضييق في تفسير هذا الشرط‪ ،‬لصفته االستثنائية‪ ،‬ولخطورته على المسير‬
‫الحر‪ ،‬فالشرط الفاسخ الذي وضع جزاء عدم الوفاء باألجرة مثال‪ ،‬ال يجب أن‬
‫ينطبق حال عدم دفع المكتري لألعباء األخرى‪.‬‬

‫محمد مومن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.313‬‬ ‫‪34‬‬

‫‪42‬‬
‫عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري‬

‫وقد أقر القضاء الشرط الفاسخ الذي تتضمنه عقود التسيير الحر‪،‬‬
‫كما أنه اعتبر أن مجرد تحقق هذا الشرط يجعل العقد مفسوخا بقوة القانون‪،‬‬
‫ويصبح المسير الحر محتال لألصل التجاري بدون سند و ال قانون‪ ،‬وبهذا‬
‫الصدد ذهبت المحكمة االبتدائية بأكادير في إحدى حيثيات حكمها إلى أنه‪" :‬‬
‫حيث إن عقد التسيير الحر من العقود المحكومة باألحكام العامة في القانون‬
‫المدني‪ ،‬وأن العقد يتضمن شرطا صريحا بالفسخ‪ ،‬وأن تضمين الشرط الفاسخ‬
‫مقدما يجعل المسير الحر موافقا على تغيير صفة يده على العين عند تحقق‬
‫الشرط الفاسخ من تدبير إلى يد غاصب‪".‬‬
‫وفي حالة تحقق الشرط‪ ،‬فإن عقد التسيير الحر ينفسخ بدون وجود‬
‫أي إخالل بااللتزامات الواردة فيه من جانب أي من طرفيه‪ ،‬حيث أنه مادام "‬
‫أن العقد شريعة المتعاقدين‪ ،‬فإنه ال داعي ألن يؤسس اإلنذار على شيء‬
‫اخر‪".35‬‬

‫الفقرة الثانية ‪:‬األسباب الخاصة النقضاء عقد التسيير الحر‪.‬‬

‫باإلضافة إلى األسباب العادية النقضاء عقد التسيير الحر هناك أسباب خاصة‬
‫تنتج عن طبيعة هذا العقد الذي يقوم على االعتبار الشخصي‪.‬‬

‫أوال‪ :‬انقضاء التسيير الحر بوفاة المسير الحر‪.‬‬


‫إن الوفاة كواقعة طبيعية يترتب عليها عدة اثأر من أبرزها انتهاء الشخصية‬
‫القانونية وانتقال تركته إلى ورثته مع انقضاء الحقوق وااللتزامات المرتبطة بشخص‬

‫محمد مومن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.308‬‬ ‫‪35‬‬

‫‪43‬‬
‫عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري‬

‫الهالك‪ ،‬ولما كان ينص ‪ 698‬من ظهير االلتزامات والعقود المغربي المقابل للفصل‬
‫‪ 1742‬من القانون المدني الفرنسي على أن الكراء ال يفسخ بموت المكتري‪ ،‬لكن قيام عقد‬
‫كراء األصل التجاري على االعتبار الشخصي من جانب المسير الحر يجعل هذه القاعدة‬
‫غير قابلة للتطبيق ويمنع ورثة هذا المسير من االستمرار في استغالل األصل‪ ،‬ألنه قد ال‬
‫تتوافر فيهم الكفاءة واالعتبارات التي دفعت المالك إلى التعاقد مع موروثهم‪ .‬لذلك فانه‬
‫يكون من الطبيعي القول بانتهاء عقد التسيير الحر بوفاة المكتري‪ ،‬خالفا للقاعدة العامة‬
‫في الكراء التي يكرسها الفصل المذكور‪ 36.‬في تطبيق هذه القاعدة‪ ،‬ذكرت المحكمة‬
‫التجارية في أكادير في قرار لها أنه " بما أن إيجار األصول التجارية يعتبر أحد العقود‬
‫المبنية على شخصية المستأجر من جانب المكتري‪ ،‬باعتبار أن مالكه ال يقدم عادة على‬
‫كراء أصله التجاري إال بعد التأكد من توفر عنصر الثقة والكفاءة في التسيير في شخص‬
‫المسير وبالتالي اطمئنانه في ضمان استمرار المحافظة على عناصر األصل التجاري‬
‫المكترى وتنميته بمهارة خاصة بشكل يضمن تنمية مردوديته التي هي الغاية من‬
‫التسيير الحر‪ ،‬وبالتالي فان عنصر االعتبار الشخصي في قيام التسيير الحر ال زال‬
‫‪37‬‬
‫القطب األساسي عند التعاقد في هذا المجال"‪.‬‬

‫وفي نفس التوجه صدر قرار عن محكمة االستئناف التجارية بالدار البيضاء جاء‬
‫فيه‪" :‬حيث إن المسير الحر السيد قد توفي‪ ،‬فان عقد التسيير الحر ينتهي مفعوله‪ ،‬ويصبح‬
‫مفسوخا ألنه يقوم على االعتبار الشخصي وال ينتقل إلى الورثة كما هو الشأن في عقود‬
‫الكراء‪ ...‬مما يبقى معه ورثته محتلون للمحل موضوع النزاع بدون سند وال قانون وينتهي‬
‫‪38‬‬
‫في جميع االحوال بوفاة المسير‬

‫‪ 36‬عادل العشابي – التسيير الحر في االجتهاد القضائي ومدونة التجارة – بحث نهاية التمرين بالمعهد الوطني للدراسات القضائية – السنة‬
‫‪1999.2001‬‬
‫‪ 37‬حكم رقم ‪ 2002/123‬في الملف رقم ‪ 2001/ 737‬بتاريخ ‪ 2002/02/21‬اورده محمد مومن في مؤلفه ص ‪321‬‬
‫‪ 38‬قرار بتاريخ ‪ 2002/11/7‬في الملف عدد ‪ 9/2002/1725‬اورده محمد مومن في مؤلفه ص ‪321‬‬

‫‪44‬‬
‫عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري‬

‫إال انه قد يطرح التساؤل في الحالة التي يعهد فيها المالك بتسيير األصل‬
‫التجاري إلى أكثر من مسير بمقتضى عقد واحد ففي أمر استعجالي صادر عن المحكمة‬
‫التجارية بالدار البيضاء بتاريخ ‪ 10/68/1999‬أنه "إذا كان العقد الرابط بين الطرفين‬
‫يتضمن شرطا صريحا بفسخ العقد بقوة القانون في حالة وفاة المسير الحر لألصل‬
‫التجاري موضوع النزاع فان األمر في النازلة يتعلق بمسيرين لألصل أحدهما توفي‪،‬‬
‫وتحقق الشرط الفاسخ بالنسبة إليه‪ ,‬واآلخر الزال على قيد الحياة ولم تتمسك المدعية‬
‫بأي إخالل من جانبه‪ ،‬وبالتالي تبقى مقتضيات الشرط الفاسخ غير متحققة بالنسبة إليه‬
‫وال يمكن األمر باسترجاع المحطة"‪ .‬بالتالي فان العقد ينقضي بالنسبة للمسير الحر الذي‬
‫توفي‪.‬‬

‫وإذا كنا نسلم بأن عقد التسيير الحر ينبني على االعتبار الشخصي في الغالب‬
‫فإنه يمكن الخروج عن هذه القاعدة باتفاق المالك والمسير الحر‪ ،‬على استمرار العقد لفائدة‬
‫أحد الورثة ‪ ،39‬إذا كان أهال الستغالل األصل التجاري‪ ،‬خصوصا إذا كان هذا األخير‬
‫يساعد المسير قبل وفاته‪ .‬ويؤكد ذلك قيام عقد التسيير الحر على أساس االعتبار الشخصي‬
‫في جانب المسير الحر‪ ،‬ألنه حتى في هذه الحالة‪ ،‬فإن مكري األصل التجاري تمسك بهذا‬
‫االعتبار‪ ،‬وذلك باختياره للوارث األكثر كفاءة‪ ،‬ودراية بطبيعة العمل المزاول‪ ،‬إال أن «‬
‫قبول استمرار الورثة أو أحدهم في التسيير يكون بموجب عقد تسيير جديد بعناصره‬
‫‪40‬‬
‫الشكلية والجوهرية المستقلة عن العقد المنفسخ وليس عن طريق امتداد العقد األصلي‬
‫‪ .‬ألنه كما أكدت ذلك محكمة االستئناف التجارية بالدار البيضاء‪ ،‬فإنه « ‪ ...‬من الثابت أن‬
‫تجديد عقد الكراء القديم وانتشار عقد كراء جديد محله يحب أن يكون صريحا وواضحا‬

‫‪ 39‬استندت محكمة االستئناف التجارية بالدار البيضاء في قرارها عدد ‪ 2000/2719‬الصادر بتاريخ ‪ 2000/04/21‬في الملف عدد‬
‫‪ 99/1929/2418‬على االتفاق الجماعي المبرم بين جميع شركات توزيع البنزين والجامعة الوطنية لتجار واربار محطات الوقود بالمغرب المبرم‬
‫بتاريخ ‪ 1997/04/08‬حول تجميد البند المتعلق بفسخ العقد الرابط بين الطرفين مع تخويل التسيير الحد الورثة اللغاء حكم قضلئ بافراغ ورثة‬
‫مسير حر ‪ . .‬دكره عبد العالي في ملحقه ص ‪98‬‬
‫‪ 40‬حكم المحكمة التجارية باكادير رقم ‪2002/123‬‬

‫‪45‬‬
‫عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري‬

‫وال يفترض‪ ،‬وذلك حسب مقتضيات الفصل ‪ 347‬من قانون االلتزامات والعقود ‪،41‬‬
‫وبذلك يكون االتجاه الذي سارت عليه محكمة الدرجة األولى عندما ردت طلب المستأنف‬
‫{أورثه ر احر} بعلة أن إعطاء الشركة لتوصيل األداء في اسم احد الورثة ال يعتبر في‬
‫حد ذاته تجديدا للعقد‪ ،‬وإنما هو إبراء ذمة من دين ليس إال‪ ،‬وهو تعليل في محله مما‬
‫ينبغي تبني هذا التعليل ‪ .»42‬لذلك يتعين في هذه الحالة إبرام عقد تسيير حر جديد‪ ،‬والقيام‬
‫بإجراءات الشهر والتسجيل من جديد لتغير شخصية المسير ففي قرار أخر مفاده أن "‬
‫المحكمة لما لم تعتبر أن عقد التسيير الحر الذي كان يربط موروث المطلوبين بالطاعنة‬
‫قد تم تحويله للورثة وإنما اعتمدت االتفاق بين الطرفين على تجميد البند المتعلق بفسخ‬
‫العقد الرابط بين الشركات النفطية ومسيري محطات الوقود ريثما يتم االتفاق بين الطرفين‬
‫على صيغة جديدة للعقد وبما انه ال يوجد بالملف ما يفيد إن الحوار وقع تكون قد عللت‬
‫‪43‬‬
‫قراراها ولم تخرق القانون‬

‫ثانيا‪ :‬انتهاء التسيير الحر بانتهاء الحراسة القضائية‬


‫طبقا للفصل ‪ 818‬من ق‪.‬ل‪.‬ع فان الدراسة القضائية تعني إيداع الشيء المتنازع‬
‫عليه بين يدي أحد من الغير يسمى حارسا قضائيا‪ ،‬ويمكن أن ترد الحراسة على المنقوالت‬
‫أو العقارات‪ "...‬وبذلك يمكن تصور وضع األصول التجارية كأموال منقولة معنوية تحت‬
‫الحراسة القضائية في انتظار البث في النزاع المثار حولها‪ .‬فالحراسة القضائية ليست‬
‫‪44‬‬
‫حجزا للمال‪ ،‬وال تحجيرا على المالك‪ ،‬بل هي وسيلة إلدارة المال موضوع الحراسة‪.‬‬

‫‪ 41‬ينص الفصل ‪ 247‬من ق ل ع على انه " التجديد انقضاء التزام مقابل انشاء التزام جديد يحل محله ‪ ،‬والتجديد ال يفترض بل يجب التصريح‬
‫بالرغبة في اجرائه "‬
‫‪ 42‬قرار محكمة االستئناف بالدار البيضاء عدد ‪ 2000/2719‬بتاريخ ‪ 2000/12/21‬في الملف عدد‪99/1229/2418‬‬
‫‪ 43‬القراد عدد ‪ 580‬المؤرخ في ‪ 2015/11/10‬في الملف التجاري عدد ‪ 2011/2/3/101‬منشور في البوابة االلكترونية لنشر القرارات القضائية‬
‫‪ 44‬قرار المجلس االعلى عدد ‪ 1669‬بتاريخ ‪ 25‬يونيو ‪ 1990‬في الملف المدني عدد ‪ 86/1389‬مجلة قضاء المجلس االعلى – عدد‪ -45‬نونبر‬
‫‪ – 1991‬ص ‪8‬‬

‫‪46‬‬
‫عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري‬

‫ولما كان من المستحيل على الحارس القضائي والذي غالبا ما يكون رئيس‬
‫كتابة الضبط بالمحكمة التي صدر عنها األمر بالوضع تحت الحراسة القضائية القيام‬
‫بنفسه بمهمة التسيير الفعلي نظرا لوظيفته داخل المحكمة فانه يبرم عقد تسيير حر مع‬
‫شخص قد يكون هو الذي رسا عليه المزاد بشأن إيجار األصل التجاري المتنازع عليه‬
‫لمدة مدينة في حين يظل الحارس القضائي يضطلع بمهمة الدراسة كزيارة األصل كلما‬
‫رأى ذلك ضروريا للسهر عن كتب عن مدى تطبيق المسير الحر لاللتزامات الواردة‬
‫ال يصدر قراره‬ ‫‪45‬‬
‫بالعقد المبرم بينهما‪ .‬وتجدر اإلشارة إلى أن قاضي األمور المستعجلة‬
‫بتعيين حارس قضائي إال عند شديد الحاجة إلى هذا التعيين ‪ ،‬ويكون األمر كذلك إذا رأى‬
‫القاضي المذكور أن الحراسة القضائية هي الوسيلة الوحيدة التي بإمكان األطراف النزاع‬
‫اللجوء إليها‪ 46‬خصوصا إذا وجدت ظروف ال تتحمل التأخير وإتباع اإلجراءات العادية‬
‫للتقاضي والبث في الجوهر ‪ . 47‬ومن تطبيقات ذلك ما جاء في أمر استعجالي البتدائية‬
‫الحي المحمدي عين السبع أن "طلب تأجيل بيع المحجوز المقدم من الشركة لغاية البث‬
‫في دعوى البيع الكلي لألصل التجاري المرفوع عنها إلى محكمة الموضوع يبرر لدانيها‬
‫اآلخرين أن يتدخلوا لطلب وضع األصل التجاري للشركة المدعية تحت التسيير المؤقت‬
‫إلى أن يتم بيعه كليا وذلك باالستناد إلى وجود عدة دائنين وما يدل على ذلك من سوء‬
‫التسيير الباعث على الخوف من زيادة تدهور المركز المالي للشركة ويكون من العدالة‬
‫إذن أن يكون األمر بتأجيل البيع ووقف إجراءات التنفيذ مقرونا باألمر بإخضاع األصل‬

‫‪ 45‬اعتبر الفصل ‪ 149‬من قانون المسطرة المدنية الحراسة القضائية من االجراءات التحفظية التي يمكن لرئيس المحكمة البت فيها بصفته قاضيا‬
‫لالمور المستعجلة‬
‫‪ 46‬عبد اللطيف هدية هللا ‪ ،‬الحراسة القضائية في التشريع المغربي – مطبعة النجاح الجديدة – الدار البيضاء ‪-1988‬ص ‪ 89‬وما بعدها‬

‫‪ 47‬حكم للمحكمة االبتدائية بالبيضاء عدد ‪ 80/1616‬بتاريخ ‪ 8‬مارس ‪ 1982‬في الملف االستعجالي عدد‪ . 81/4479‬وقرار محكمة االستئناف‬
‫‪ 665‬في الملف التجاري عدد ‪ 82/1268‬مجلة القضاء والقانون عدد‪ 136/125‬السنة ‪-1985‬ص ‪ 223‬وما بعدها‬

‫‪47‬‬
‫عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري‬

‫التجاري للشركة المدعية لنظام التسيير المؤقت‪ ."48‬تجدر اإلشارة إلى أن هدا اإلجراء‬
‫يظل تحفظيا وال يمس بموضوع الحق‪.‬‬

‫والبد من التنبيه على أن عقد التسيير الحر المبرم من طرف الحارس القضائي‬
‫مع المسير طبقا للمادة ‪ 155‬من م‪.‬ت ينتهي بانتهاء هذا اإلجراء القضائي ويكون على‬
‫الحارس القضائي أن يقدم حساباته حول قيمة األرباح التي يكون قد حققها األصل التجاري‬
‫ويتعين عليه أن يرد الشيء بدون أجل لمن يعينه الخصوم أو القضاء ويتحمل بشأن هذا‬
‫الرد بنفس االلتزامات التي يتحمل بها المودع عنده المأجور"‪ 49.‬وفي قرار أخر " فانه‬
‫ال تنتهي فعليا مهام الحارس القضائي بصدور حكم برفع الحراسة القضائية على الفندق‬
‫‪50‬‬
‫‪ ،‬وإنما تنتهي بتسليمه النهائي للمشتري "‬

‫ثالثا‪ :‬انقضاء التسيير الحر بسقوط األهلية التجارية للمسير الحر‪.‬‬


‫عالوة على انتهاء عقد التسيير الحر باألسباب أعاله‪ ،‬فإنه ينتهي أيضا بفقدان‬
‫األهلية‪ ،‬أو نقصها‪ ،‬بخالف القواعد العامة في عقد الكراء‪ ،‬ألن المسير الحر في هده الحالة‬
‫ال يستطيع ممارسة التجارة باسمه ولحسابه الخاص‪ ،‬وهو ما أكدته المادة ‪ 711‬من مدونة‬
‫التجارة التي تنص على أنه‪« :‬يترتب على سقوط األهلية التجارية منع اإلدارة أو التدبير‬
‫أو التسيير أو المراقبة‪ ،‬بصفة مباشرة‪ ،‬أو غير مباشرة‪ ،‬لكل مقاولة تجارية أو حرفية‪،‬‬
‫ولكل شركة ذات نشاط اقتصادي»‪.‬‬

‫‪ 48‬االمر االستعجالي في الملف عدد ‪ 94 /468‬بتاريخ ‪ 1994/05/03‬مجلة المحاكم المغربية – العدد ‪ 76‬السنة ‪ 1995‬ص ‪ . 119‬انظر ايضا‬
‫قرار محكمة االستئناف بالدار البيضار رقم ‪ 7334‬بتاريخ ‪ 1996/11/7‬في الملف عدد ‪ 95/7888‬مجلة المحاكم المغربية – العدد المزدوج‬
‫‪ 79/78‬السنة ‪ – 1997‬ص ‪81‬‬
‫‪ 49‬قرار محكمة االستئناف بالدار البيضاء عدد ‪ 665‬بتاريخ ‪ 20‬مارس ‪ 1984‬في الملف التجاري عدد‪82/1268‬‬
‫‪ 50‬القرار التجاري عدد ‪ 919‬الصادر بغرفتين ‪ 2006/9/19‬في الملف التجاري عدد ‪ 2003/2/3/1204‬قرار منشور في البوابة االلكترونية لنشر‬
‫القرارات القضائية‬

‫‪48‬‬
‫عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري‬

‫ويجب على المحكمة أن تضع يدها في جميع مراحل المسطرة من أجل النطق‬
‫بالحكم‪ ،‬سواء تلقائيا‪ ،‬أو بناء على طلب السنديك‪ ،‬أو وكيل الملك عند االقتضاء بسقوط‬
‫األهلية التجارية‪ ،‬عن كل شخص طبيعي تاجر‪ ،‬أو عن كل حرفي ثبت في حقه أحد األفعال‬
‫اآلتية‪:‬‬

‫‪ -‬مواصلة استغالل به عجز بصفة تعسفية من شأنه أن يؤدي إلى التوقف عن‬
‫الدفع‪.‬‬
‫‪ -‬إغفال مسك محاسبة وفقا للمقتضيات القانونية‪ ،‬أو العمل على إخفاء كل‬
‫وثائق المحاسبة‪ ،‬أو البعض منه‪.‬‬
‫‪ -‬اختالس‪ ،‬أو إخفاء كل األصول أو جزء منها‪ ،‬أو الزيادة في الخصوم بكيفية‬
‫تدليسيه‪.‬‬
‫‪ -‬اإلدانة من أجل جريمة التفالس المنصوص عليها وعلى العقوبات المقررة‬
‫لها ف المادتين ‪ 721‬و‪ 722‬من مدونة التجارة‪ ،‬على أن سقوط األهلية التجارية في هذه‬
‫الحالة هي‪ ،‬حسب المادة ‪ 723‬من نفس القانون‪ ،‬عقوبة إضافية‪.‬‬

‫والمكري وان لن تكن له الصفة في طلب سقوط األهلية التجارية للمسير الحر‪،‬‬
‫إال انه له الحق في حالة الحكم على هذا األخير سقوطها‪ ،‬أن يطالب بفسخ العقد‪ ،‬نظرا‬
‫لتخلف االعتبار الشخصي‪ ،‬الذي يبدو أثره واضحا في هده الحالة واستصدار حكم للقيام‬
‫بعملية الشهر والتسجيل طبقا للمادة ‪ 152‬من مدونة التجارة‪.‬‬

‫وبالمقابل فإنه ال أثر لوفاة مكري األصل التجاري‪ ،‬أو ما طرأ على أهليه‪ ،‬على‬
‫عقد التسيير الحر‪ ،‬حيث يستمر العقد‪ ،‬ألن االعتبارات الشخصية بالنسبة للمكري في هذا‬
‫العقد تقل كثيرا عنها بالنسبة للمسير الحر‪ .‬وذلك ما لم يتضمن العقد شرطا بنفس‪ ،‬وهو ما‬

‫‪49‬‬
‫عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري‬

‫أكده القرار الصادر عن محكمة االستئناف بالدار البيضاء بتاريخ ‪ ،3/7/2001‬الذي أيد‬
‫حكما صادرا عن المحكمة التجارية بنفس المدينة‪ ،‬بتاريخ ‪ ،22/1/2001‬مستندة في ذلك‬
‫إلى « ‪ ...‬أن الطرف المكري ضمن عقد الكراء طريقة فسخه‪ ،‬إذ تم االتفاق على أن‬
‫يرسل الطرف الذي يرغب في الفسخ إنذارا يضمنه أجل شهرين من تاريخ التوصل من‬
‫أجل إنهاء العقد‪ ،‬وأن المستأنف عليهم ( ورثة المكري ) قد احترموا البند المذكور‪ ،‬وأن‬
‫العقد شريعة المتعاقدين‪ ،‬وال يمكن للمستأنفة بالتالي القول بأن طول المدة‪ ،‬أو وعد‬
‫مورث المستأنف عليهم بعدم فسخ العقد يشكل سببا لرد طلب الفسخ‪ ،‬أو تطبيق‬
‫مقتضيات ظهير ‪ 24‬ماي ‪ 1955‬المتعلق بكراء المحالت التجارية‪ ،‬ألن ذلك يتعارض مع‬
‫مقتضيات الفصل ‪ 230‬من قانون االلتزامات والعقود المذكور أعاله‪ ،‬وكذلك الفصول‬
‫‪ 152‬إلى ‪ 158‬من مدونة التجارة» ‪.51‬‬

‫قرار عدد ‪ 2001/1534‬في الملف عدد ‪9/2001/762‬‬ ‫‪51‬‬

‫‪50‬‬
‫عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري‬

‫خاتمة‪:‬‬
‫لقد حاول المشرع المغربي اإلحاطة وتحقيق األمن من الناحية القانونية‬
‫والقضائية في كل ما يخص المادة التجارية‪ .‬بغية االستقرار في المعامالت التجارية‪ .‬وذلك‬
‫عبر توضيحه لجل األعمال التجارية والتصرفات الواردة فيها‪ .‬ونظمها في مقتضيات جد‬
‫محددة‪ .‬هذا كله من أجل الحفاظ على أموال المتعاملين من الضياع‪ ،‬وحتى تجنبا ألي نزاع‬
‫قد ينشأ أثناء التعامل بين األطراف‪.‬‬

‫وعقد التسيير لألصل التجاري أهمية بالغة لكونه ينظم المعامالت التي تتم بين‬
‫المسير وصاحبه‪ ،‬في حالة عجز هذا األخير عن استغالله‪ ،‬لعدم التجربة أو وجود حالة‬
‫من التنافي كالموظف مثال الذي ال يمكنه ممارسة األعمال التجارية‪ .‬وقد يحصل أن يكون‬
‫هذا األصل ناتج عن الوصية أو يكون صاحبه قاصرا‪ .‬ومن أجل استمرارية هذه التجارة‬
‫أمكن اللجوء إلى هذا الحل المتمثل في التسيير الحر دون أن يكون ذلك مخالفا للقانون‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري‬

‫ملحق‬

‫‪52‬‬
‫عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري‬

‫‪53‬‬
‫عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري‬

‫الئحة المراجع‪:‬‬
‫القوانين‪:‬‬

‫قانون االلتزامات والعقود ظهير ‪ 9‬رمضان ‪ 12( 1331‬أغسطس ‪.)1913‬‬

‫أحكام وقرارات قضائية‪:‬‬

‫حكم المحكمة التجارية بأكادير رقم ‪ 2002/123‬في الملف رقم ‪2001/ 737‬‬
‫بتاريخ ‪2002/02/21‬‬

‫قرار محكمة االستئناف التجارية بالدار البيضاء بتاريخ ‪ 2002/11/7‬في الملف‬


‫عدد ‪9/2002/1725‬‬

‫قرار محكمة االستئناف بالدار البيضاء عدد ‪ 2000/2719‬الصادر بتاريخ‬


‫‪ 2000/04/21‬في الملف عدد ‪99/1929/2418‬‬

‫القراد عدد ‪ 580‬المؤرخ في ‪ 2015/11/10‬في الملف التجاري عدد‬


‫‪ 2011/2/3/101‬منشور في البوابة االلكترونية لنشر القرارات القضائية‬

‫قرار المجلس االعلى عدد ‪ 1669‬بتاريخ ‪ 25‬يونيو ‪ 1990‬في الملف المدني عدد‬
‫‪ 86/1389‬مجلة قضاء المجلس االعلى – عدد‪ -45‬نونبر ‪1991‬‬

‫حكم للمحكمة االبتدائية بالبيضاء عدد ‪ 80/1616‬بتاريخ ‪ 8‬مارس ‪ 1982‬في‬


‫الملف االستعجالي عدد‪ .81/4479‬وقرار محكمة االستئناف ‪ 665‬في الملف‬
‫التجاري عدد ‪ 82/1268‬مجلة القضاء والقانون عدد‪ 136/125‬السنة ‪1985‬‬

‫قرار محكمة االستئناف بالدار البيضاء رقم ‪ 7334‬بتاريخ ‪ 1996/11/7‬في‬


‫الملف عدد ‪95/7888‬‬

‫قرار محكمة االستئناف بالدار البيضاء عدد ‪ 665‬بتاريخ ‪ 20‬مارس ‪ 1984‬في‬


‫الملف التجاري عدد‪82/1268‬‬

‫‪54‬‬
‫عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري‬

‫القرار التجاري عدد ‪ 919‬الصادر بغرفتين ‪ 2006/9/19‬في الملف التجاري عدد‬


‫‪2003/2/3/1204‬‬

‫الكتب‪:‬‬

‫عادل العشابي – التسيير الحر في االجتهاد القضائي ومدونة التجارة – بحث‬


‫نهاية التمرين بالمعهد الوطني للدراسات القضائية – السنة ‪1999.2001‬‬

‫عبد اللطيف هدية هللا‪ ،‬الحراسة القضائية في التشريع المغربي – مطبعة النجاح‬
‫الجديدة – الدار البيضاء ‪1988‬‬

‫سعاد بنور‪" :‬النظام القانوني للتاجر وفق أخر المستجدات القانونية واالجتهادات‬
‫القضائية"‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة بالدار البيضاء‪ ،‬طبعة‪،2016 :‬‬

‫محمد لفروجي‪ ":‬التاجر وقانون التجارة بالمغرب"‪ ،‬سلسة الدراسات القانونية‪،‬‬


‫مطبعة النجاح الجديدة‪-‬الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة الثانية‪1999:‬‬

‫رسائل‪:‬‬

‫محمد البقالي‪":‬التسيير الحر لألصل التجاري بين النص القانوني والعمل‬


‫القضائي"‪ ،‬رسالة نهاية التدريب‪ ،‬المعهد العالي للقضاء ‪-‬الرباط‪ ،‬الفوج ‪36‬‬
‫‪.2009/2011،‬‬

‫المقاالت‪:‬‬

‫مقال‪ :‬منشور بمجلة القانون واألعمال الدولية‪ ،‬الموقع‪:‬‬


‫‪ ،https://www.droitetentreprise.com‬تاريخ أخر زيارة للموقع‪05-:‬‬
‫‪ ،01-2023‬تم االطالع‪ :‬على الساعة الثانية زواال‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري‬

‫الفهرس‬
‫مقدمة‪2 .............................................................................................................................................. :‬‬

‫المبحث األول‪ :‬أحكام عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري ‪5 ....................................................................‬‬

‫المطلب األول ‪:‬الطبيعة القانونية لعقدي التسيير الحر والتسيير المأجور ‪5 ................................................................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬طبيعة عقد التسيير الحر والمأجور ‪5 ..........................................................................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬تمييز عقد التسيير عن بعض العقود المشابهة له‪10 ...................................................................... .‬‬

‫‪ -1‬تمييز عقد التسيير الحر عن عقد التسيير المأجور ‪10 ........................................................................ :‬‬

‫‪ -2‬تمييز عقد التسيير الحر عن الكراء التجاري‪11 ................................................................................ .‬‬

‫‪-3‬تمييز عقد التسيير الحر عن التسيير في الشركة ذات المسؤولية المحدودة بالشريك الوحيد ‪12 ......................... :‬‬

‫‪ -4‬تمييز عقد التسيير الحر عن عقد الشغل ‪13 ..................................................................................... :‬‬

‫‪-5‬تمييز عقد التسيير الحر عن عقد الوكالة ‪13 ..................................................................................... :‬‬

‫المطلب الثاني ‪:‬شروط إنشاء عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري‪14 ....................................................... .‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬الشروط الموضوعية‪14 ....................................................................................................... .‬‬

‫أوال‪ :‬عقد التسيير الحر‪14 .............................................................................................................. :‬‬

‫األهلية‪14 ...................................................................................................................................... :‬‬

‫التراضي‪15 ................................................................................................................................... :‬‬

‫المحل والسبب‪15 ............................................................................................................................. :‬‬

‫ثانيا‪ :‬عقد التسيير المأجور‪15 .......................................................................................................... :‬‬

‫األهلية‪15 ...................................................................................................................................... :‬‬

‫التراضي‪16 ................................................................................................................................... :‬‬

‫المحل والسبب‪16 ............................................................................................................................. :‬‬

‫الفقرة ثانيا‪ :‬الشروط الشكلية‪16 ................................................................................................................ .‬‬

‫الكتابة‪16 ....................................................................................................................................... :‬‬

‫التسجيل في السجل التجاري‪17 ............................................................................................................ :‬‬

‫النشر‪18 ........................................................................................................................................ :‬‬

‫المبحث الثاني ‪:‬آثار عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري وانقضاؤهما‪20 .................................................. .‬‬

‫‪56‬‬
‫عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري‬
‫المطلب األول‪ :‬أ ثار عقد التسيير الحر والمأجور لألصل التجاري ‪20 ...................................................................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬آثار عقد التسيير الحر تجاه طرفيه ‪21 .........................................................................................‬‬

‫أوال‪ :‬آ آثار عقد التسيير الحر بالنسبة لمالك األصل التجاري‪21 ................................................................. .‬‬

‫ثانيا‪ :‬آثار عقد التسيير الحر بالنسبة للمسير الحر‪24 ................................................................................ .‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬اآلثار المترتبة عن التسيير الحر لألصل التجاري بالنسبة الغير‪25 ...................................................... .‬‬

‫أوال‪ :‬آثار العقد تجاه دائني مكري ومكتري األصل التجاري ‪26 ...................................................................‬‬

‫‪ 1‬آثار دائني مكري األصل التجاري‪26 .................................................................................................. .‬‬

‫‪2‬آثار دائني المسير الحر ‪29 .................................................................................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬آثار العقد تجاه مكري العقار ‪32 ..................................................................................................‬‬

‫ثالثا‪ :‬آثار عقد التسيير الحر بالنسبة لمشتري األصل التجاري‪33 ................................................................ .‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬انقضاء عقد التسيير الحر لألصل التجاري ‪36 .............................................................................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬األسباب العامة النقضاء عقد التسيير الحر ‪37 ...............................................................................‬‬

‫أوال‪ :‬انقضاء عقد التسيير الحر بانتهاء المدة المحددة له ‪37 .........................................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬انتهاء عقد التسيير بإخالل أحد المتعاقدين بالتزاماته ‪39 ......................................................................‬‬

‫ثالثا‪ :‬انقضاء التسيير الحر لهالك األصل التجاري ‪41 ...............................................................................‬‬

‫رابعا‪ :‬انقضاء التسيير الحر بتحقق الشرط الفاسخ ‪42 ...............................................................................‬‬

‫الفقرة الثانية ‪:‬األسباب الخاصة النقضاء عقد التسيير الحر‪43 ............................................................................ .‬‬

‫أوال‪ :‬انقضاء التسيير الحر بوفاة المسير الحر‪43 ................................................................................... .‬‬

‫ثانيا‪ :‬انتهاء التسيير الحر بانتهاء الحراسة القضائية‪46 ..............................................................................‬‬

‫ثالثا‪ :‬انقضاء التسيير الحر بسقوط األهلية التجارية للمسير الحر‪48 ............................................................. .‬‬

‫خاتمة‪51 ............................................................................................................................................ :‬‬

‫ملحق ‪52 .............................................................................................................................................‬‬

‫الئحة المراجع‪54 ................................................................................................................................. :‬‬

‫الفهرس‪56 ...........................................................................................................................................‬‬

‫‪57‬‬

You might also like