You are on page 1of 24

‫ماستراالستشارة القانونية‬ ‫جامعة محمد األول‬

‫ذات الصبغة املالية لإلدارات واملقاوالت‬ ‫كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‬
‫‪ -‬الفوج الثالث ‪-‬‬ ‫‪ -‬وجدة ‪-‬‬

‫مادة القانون التجاري املعمق‬


‫عرض حول موضوع‬

‫األعم ـ ـال التج ـاريـ ـ ـ ـة‬


‫‪-‬وفق مدونة التجارة املغربية‪-‬‬
‫تحت إشراف األستاذ الباحث‬ ‫إعداد الطلبة الباحثين‬
‫الدكتور أسامة عبدالرحمن‬ ‫بلحسن محمد أمين‬
‫بنعبدالقادررابح‬
‫الشادلي يونس‬
‫فرحان خولة‬
‫كعداوي عبدالكريم‬
‫يحياوي أحمد‬

‫السنة الجامعية ‪2019-2018‬‬

‫‪1‬‬
‫مقدمة‬
‫جاءت مدونة التجارة لسنة ‪ 11996‬في سياق سلسلة من اإلصالحات التشريعية املتسارعة التي باشرها املغرب مع‬
‫نهاية القرن العشرين‪ ،‬والتي مهدت لعهد جديد من القوانين الهامة في مجالي التجارة واالستثمار بغية تطوير مناخ األعمال‬
‫ودعم االستثمار األجنبي‪ ،‬وبالتالي تحقيق النهوض االقتصادي‪ .‬وهكذا‪ ،‬فقد سبق إقرار مدونة التجارة صدور ظهير ‪25‬‬
‫دجنبر ‪ 1992‬الذي يتعلق بنظام املحاسبة والقواعد املحاسبية‪2‬؛ تالها صدور القوانين الثالثة املتعلقة بتنظيم السوق‬
‫املالي‪ ،3‬إضافة إلى الظهير املتعلق بنشاط مؤسسات االئتمان ومراقبتها‪ 4‬الذي أعاد تنظيم القطاع البنكي‪.‬‬
‫وقد تلى صدور مدونة التجارة ‪-‬مباشرة‪ -‬اعتماد إطار قانوني جديد للشركات من خالل القانون رقم ‪ 17.95‬املتعلق‬
‫بشركة املساهمة‪ ،5‬والقانون رقم ‪ 5.96‬املتعلق بشركة التضامن وشركة التوصية البسيطة وشركة التوصية باألسهم‬
‫ّ‬
‫املحاصة‪ .6‬وتعززت هذه الحركة التشريعية بإحداث القضاء املتخصص‪ ،‬السيما‬ ‫والشركة ذات املسؤولية املحدودة وشركة‬
‫إصدار القانون رقم ‪ 53.95‬املتعلق باملحاكم التجارية‪ ،7‬إضافة إلى إجراءات وقوانين أخرى‪.‬‬
‫ونظرا ألهمية مدونة التجارة ومحوريتها ضمن هذه املنظومة التشريعية‪ ،‬خاصة وأن موادها تتداخل مع الكثير‬
‫من مقتضيات القوانين املذكورة وغيرها‪ ،‬وباعتبار سياق إقرارها وللمستجدات التي جاءت بها‪ ،‬فقد جاء هذا البحث ليلقي‬
‫الضوء على مدونة التجارة من زاوية األعمال التجارية‪ ،‬كونها تشكل أساس النظرية املوضوعية التي يقوم عليها القانون‬
‫التجاري املغربي الساعي لتدعيم مبدأ الحرية االقتصادية‪ .‬فإذا قام شخص بعمل تجاري‪ ،‬سواء كان تاجرا أو غير تاجر‪،‬‬
‫وحتى ولو قام به ملرة واحدة؛ فإن هذا العمل تحكمه قواعد القانون التجاري؛ وتأسيسا على هذه النظرية املوضوعية‪ ،‬فإن‬
‫القانون التجاري ما هو إال قانون األعمال التجارية؛ ما يجعل استيعاب هذه األخيرة ذا أهمية بالغة في فهم فلسفة القانون‬
‫التجاري املغربي ومقتضياته‪.‬‬

‫‪ 1‬القانون رقم ‪ 15.95‬املتعلق بمدونة التجارة‪ ،‬الصادر بتاريخ ‪ 24‬ذي الحجة ‪1416‬هـ (‪ 13‬ماي ‪ ،)1996‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم‬
‫‪ ،1.96.83‬بتاريخ ‪ 15‬ربيع األول ‪1417‬هـ (املوافق لـفاتح غشت ‪1996‬م)‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ ،4418‬بتاريخ ‪ 03‬أكتوبر ‪1996‬م‪،‬‬
‫ص‪.2187.‬‬
‫‪ 2‬القانون رقم ‪ 09.88‬املتعلق بالقواعد املحاسبية الواجب على التجار العمل بها‪ ،‬الصادر بتاريخ ‪ '0‬صفر ‪1413‬هـ املوافق لـ ‪ 04‬غشت ‪،1994‬‬
‫الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1.92.138‬بتاريخ ‪ 30‬دجتبر ‪ ،1992‬ص‪.1867.‬‬
‫‪ 3‬الظهير رقم ‪ 1.93.2112‬بمثابة قانون متعلق بإحداث وتنظيم بورصة الدارالبيضاء؛ والظهير رقم ‪ 1.93.212‬بمثابة قانون متعلق بمجلس‬
‫القيم املنقولة وباملعلومات املطلوبة إلى األشخاص املعنوية التي تدعو الجمهور إلى االكتتاب في أسهمها أو سنداتها؛ والظهير رقم‬
‫‪1.93.213‬بمثابة قانون متعلق بالهيئات املكلفة بالتوظيف الجماعي للقيم املنقولة‪ ،‬بتاريخ ‪ 4‬ربيع األول ‪ 21( 1414‬سبتمبر ‪ ،)1993‬الجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬عدد ‪ ،4223‬بتاريخ ‪ 06‬أكتوبر ‪ ،1993‬ص‪.1882.‬‬
‫‪ 4‬ظهير رقم ‪ 1.93. 147‬بمثابة قانون صادر في ‪ 15‬من محرم ‪ 6( 1414‬يوليو ‪ ،)1993‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ ،4210‬بتاريخ ‪ 07‬يوليوز ‪،1993‬‬
‫‪2‬‬ ‫ص‪.115.‬‬
‫‪ 5‬الصادر بتنفيذه الظهير رقم ‪ ،1.96.124‬بتاريخ ‪ 14‬ربيع اآلخر ‪1417‬هـ (‪ 30‬أغسطس ‪ ،)1996‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ ،4422‬بتاريخ‬
‫‪.1996/10/17‬‬
‫‪ 6‬الصادر بتنفيذه الظهير رقم ‪ ،1.97.49‬بتاريخ ‪ 05‬شوال ‪1417‬هـ (‪ 13‬فبراير ‪ ،)1997‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ ،4478‬بتاريخ ‪ 04‬ذي الحجة‬
‫‪1417‬هـ (فاتح ماي ‪ ،)1997‬ص‪.1058.‬‬
‫‪ 7‬الصادر بتنفيذه الظهير رقم ‪ ،1.97.65‬بتاريخ ‪ 04‬شوال ‪ 12( 1417‬فبراير ‪ ،)1997‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ ،4482‬بتاريخ ‪ 8‬محرم ‪1418‬‬
‫(املوافق ‪ 15‬ماي ‪ ،)1997‬ص‪.1001.‬‬
‫كما أن املشرع املغربي استند في تحديد وصف التاجر‪ 8‬على ممارسة األعمال التجارية بشكل اعتيادي أو احترافي‬
‫لألعمال التي عددها في املادتين السادسة والسابعة من مدونة التجارة‪ ،‬وجاءت املادة الثامنة لتترك الباب مفتوحا على كل‬
‫نشاط يمكن أن يماثل األنشطة الواردة في املادتين السابقتين‪ ،‬مستلهما ذلك من النظرية املوضوعية القائمة على ممارسة‬
‫األعمال التجارية بشكل احترافي واعتيادي؛ وهو ما يعزز دواعي دراسة األعمال التجارية وفق آخر اإلصدارات التشريعية في‬
‫هذا الباب‪ ،‬واملتمثلة في مدونة التجارة لسنة ‪.1996‬‬
‫وترتكز األعمال التجارية في تمييزها عن األعمال املدنية على معايير قائمة‪ ،‬من ناحية‪ ،‬على اعتبارات اقتصادية؛‬
‫حيث تقوم نظرية املضاربة على أساس السعي لتحقيق الربح‪ ،‬وتثبت للقائم بها الصفة التجارية؛ إضافة إلى نظرية التداول‬
‫التي تذهب إلى القول بأن العمل التجاري يسعى لتسهيل التداول في السلع والنقود والصكوك منذ خروجها من يد املنتج إلى‬
‫حين استقرارها في يد املستهلك‪ .‬كما ترتكز‪ ،‬من ناحية ثانية‪ ،‬على معايير قانونية؛ ويعتمد فيها معيار الباعث على السبب‬
‫الدافع وراء العمل؛ فإن كان الباعث أو السبب تجاريا (مثل القيام باملضاربة) كان العمل تجاريا‪ ،‬وإن كان غير ذلك اعتبر‬
‫مدنيا‪ .‬في حين‪ ،‬يستند معيار املشروع أو املقاولة على ممارسة العمل في شكل مقاولة أو مشروع حتى يتم اعتبار العمل‬
‫تجاريا‪ ،‬ودون االهتمام بغرضه أو بطبيعته‪.9‬‬
‫تشكل معايير تمييز األعمال التجارية دافعا لطرح التساؤل حول مدى تبني املشرع املغربي لهذه املعايير‪ ،‬القائمة‬
‫على االعتبارات االقتصادية والقانونية‪ ،‬في تنظيمه لألعمال التجارية من خالل مدونة التجارة‪ ،‬السيما وأن األعمال التجارية‬
‫متنوعة ومتعددة‪ .‬كما يثار التساؤل حول مدى استجابة القانون التجاري املغربي للتطورات واملتغيرات املتسارعة التي‬
‫تطبع األعمال التجارية‪ ،‬وتبعا لذلك مدى صالحية مدونة التجارة على شكلها الحالي في االستجابة للتحديات االقتصادية‬
‫اآلنية واملستقبلية‪.‬‬
‫إن هذا البحث‪ ،‬وإن كان ذا طبيعة عامة وتمهيدية؛ فإنه سعى للتنقيب عن األعمال التجارية واإلملام بمختلف‬
‫تصنيفاتها‪ ،‬رغم الصعوبات املرتبطة بتوفر املراجع الحديثة واملتخصصة‪ ،‬وكذا عسر الوصول إلى األحكام والقرارات‬
‫القضائية؛ لهذا تم االعتماد في إعداده على املنهج املتعدد التخصصات وفق املنطق القانوني‪ ،‬وبما أتيح من املراجع التي‬
‫سمح الوقت الضيق بالوصول إليها‪.‬‬
‫وسوف نتطرق ملوضوع األعمال التجارية (وفق مدونة التجارة املغربية) عبر مطلبين؛ حيث يعالج املطلب األول‬
‫األعمال التجارية األصلية‪ ،‬سواء تلك األعمال التي تستمد صفتها التجارية من طبيعتها‪ ،‬أو األعمال التي أضفى عليها املشرع‬
‫الطابع التجاري شريطة أن تتم وفقا للشكليات التي حددها القانون التجاري‪ .‬بينما سيتطرق املطلب الثاني لألعمال‬
‫التجارية األخرى‪ ،‬واملتمثلة في األعمال التجارية بالتبعية واألعمال التجارية املختلطة‪.‬‬

‫‪ 8‬إلى جانب النظرية املوضوعية‪ ،‬نجد النظرية الشخصية التي ترى أن القانون التجاري في أصله قانون منهي ينظم نشاط من يحترفون التجارة‬
‫دون غيرهم‪ ،‬ومنشأ ذلك القانون هو في األصل مجموع القواعد والعادات التي ابتدعها التجار‪ .‬وتبعا لذلك‪ ،‬فالعمل ذو الطبيعة التجارية‬
‫الذي يتصدى له غير التاجر يخرج عن دائرة العمل التجاري‪.‬‬
‫‪ 9‬حنان مخلوف‪ ،‬مبادئ القانون التجاري (األعمال التجارية وشركات األشخاص)‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة بنها‪ ،‬مصر‪ ،2011 ،‬ص‪.48-40.‬‬
‫‪3‬‬
‫املطلب األول‪ :‬األعمال التجارية األصلية‬
‫تعتبر األعمال التجارية األصلية تلك األعمال التي حددها املشرع في املواد السادسة والسابعة والتاسعة من مدونة‬
‫التجارة؛ حيث تعتبر تجارية بصرف النظر عن مزاولها‪ ،‬سواء كان تاجرا أو غير تاجر؛ كما أنها تشمل كل األعمال التي تتشابه‬
‫وتتجانس معها‪ ،‬طبقا للمادة الثامنة من نفس املدونة‪ .‬وتنقسم هذه األعمال إلى‪ :‬أعمال تجارية بطبيعتها (الفقرة األولى)‬
‫وأعمال تجارية شكلية (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬األعمال التجارية بطبيعتها‬

‫األعمال التجارية بطبيعتها هي إما أعمال تجارية برية‪ ،‬أو أعمال تجارية بحرية أو جوية‪ ،‬وقاسمها املشترك أنها‬
‫تستمد صفتها التجارية من طبيعتها؛ حيث تتوفر فيها معايير العمل التجاري‪ .‬بالنسبة لألنشطة التجارية البحرية والجوية‬
‫املحددة في املادة السابعة‪ ،‬فهي تدخل في إطار القانون البحري والقانون الجوي‪ ،10‬وبالتالي لن تكون معنية بهذا البحث‪،‬‬
‫لهذا سنقتصر على األنشطة التجارية البرية بأصنافها الثالثة‪ :‬األعمال التجارية املرتبطة بتوزيع السلع واملنتوجات (أوال)‬
‫واألعمال التجارية املرتبطة بالتصنيع واإلنتاج (ثانيا) واألعمال التجارية املرتبطة بالخدمات (ثالثا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬األعمال التجارية املرتبطة بتوزيع السلع واملنتوجات‬

‫تعتبر عمليات تسويق املنتوجات وتوزيعها الصورة الشائعة للعمل التجاري‪ ،‬وهي تشكل املظهر البارز للتجارة في‬
‫صورتها البسيطة‪ ،‬املرتكزة على املضاربة على السلع والتوسط في تداولها من أجل تحقيق الربح‪ .‬ويدخل في نطاق التسويق‬
‫والتوزيع‪ ،‬كما جاء في مدونة التجارة‪ ،‬ما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬بيع وكراء املنقول؛‬


‫‪ .2‬بيع العقار؛‬
‫‪ .3‬عملية توريد السلع والخدمات؛‬
‫‪ .4‬محالت البيع باملزاد العلني؛‬
‫‪ .5‬املستودعات واملخازن العمومية‪.‬‬

‫‪ .1‬شراء املنقوالت أو اكتراؤها ألجل إعادة بيعها أو تأجيرها‬

‫تعتبر عملية الشراء أو االكتراء‪ ،‬من أجل البيع أو إعادة التأجير‪ ،‬صورة بارزة للعمل التجاري‪ ،‬ملا تتوفر عليه من‬
‫عناصر املضاربة والوساطة في التداول؛ حيث يتوجب توفر أربعة شروط العتبار هذا النشاط نشاطا تجاريا‪ ،‬وهو ما نعرض‬
‫له بالتفصيل فيما يلي‪.‬‬

‫‪ 10‬فؤاد معالل‪ ،‬شرح القانون الجديد الجزء األول التاجر والنشاط التجاري‪ ،‬اآلفاق املغربية‪ ،‬الطبعة الخامسة‪ ،‬الدارالبيضاء‪ ،2016 ،‬ص‪.82.‬‬

‫‪4‬‬
‫أ‪ .‬أن يكون هناك شراء أو اكتراء‬

‫لكي يعتبر هذا العمل تجاريا‪ ،‬البد أن يتأسس على منطلق ثابت يتمثل في شراء أو اكتراء املنقوالت‪ ،‬مع إمكانية أن‬
‫تحل املقايضة مكان الشراء‪ .‬وإذا كانت املنقوالت املتاجر فيها تأتي عن طريق آخر غير الشراء أو االكتراء‪ ،‬فإن النشاط‬
‫املمارس عليها يعتبر نشاطا مدنيا تنتفي فيه الصفة التجارية‪ .‬ومن هذا املنطلق‪ ،‬فإنه ال يعتبر عمال تجاريا تلك األعمال التي‬
‫لم تتخللها عملية الشراء أو اإليجار‪ ،‬كما هو الشأن بالنسبة للزراعة واإلنتاج الفكري واملهن الحرة‪.‬‬

‫‪ -‬ال ـ ـ ـ ـ ـزراع ـ ـة‪ :‬تعتبر الزراعة‪ ،‬بكل ما يتعلق بها‪ ،‬سواء كانت زراعة معيشية أو تسويقية‪ ،‬نشاطا مدنيا‪ .‬فبيع املزارع‬
‫ملنتوجه‪ ،‬سواء النباتي أو الحيواني‪ ،‬ال يعد عمال تجاريا ألنه‪ ،‬وإن كان يقوم على عنصر تحقيق الربح‪،‬‬
‫فإنه ال يتوفر فيه عنصر التوسط في التداول‪ .11‬إال أنه يوجد استثناء على ذلك من ناحية الكم‬
‫واالرتباط بزراعة املزارع؛ ففي حالة شراء املزارع ‪-‬مثال‪ -‬ملنتوج بكمية أكبر من حاجيات إنتاجه‪ ،‬وقام‬
‫ببيعه؛ فإنه يعد في هذه الحالة عمال تجاريا‪ .‬كما إنه إذا اشترى منتوجا آخر غير مرتبط باملنتوج الذي‬
‫يقوم بزراعته‪ ،‬اعتبر أيضا عمال تجاريا‪.‬‬
‫‪ -‬اإلنتاج الفكري‪ :‬يعتبر اإلنتاج الفكري عمال مدنيا إذا قام الفنان أو املؤلف (وغيرهما) ببيع إنتاجهم الشخص ي‪ .‬أما‬
‫في حالة شراء هذا املنتج أو اكترائه من شخص آخر بغية إعادة بيعه‪ ،‬يعتبر عمال تجاريا‪ ،‬ملا تخلله من‬
‫مضاربة وتوسط في التداول‪.‬‬
‫‪ -‬املهن الحرة‪ :‬ال يمكن إدراجها ضمن األنشطة التجارية الفتقادها لعنصري املضاربة والتوسط في التداول‪ ،‬ومثال‬
‫ذلك الطبيب الذي يشتري البالتين لترميم أسنان زبنائه (بذل عناية)؛ فرغم تضمن هذا العمل عنصر‬
‫الشراء والتوسط فإنه يعتبر عمال مدنيا‪ .‬إال أن عمل الصيدالني‪ ،‬رغم كونه مهنة حرة؛ فإنه يعتبر عمال‬
‫تجاريا لغلبة عنصر التوسط والتداول وتحقيق الربح عليه‪.‬‬

‫ب‪ .‬االكتراء ووروده على املنقول‬

‫على خالف بيع املنقول‪ ،‬ال يعتبر اكتراء املنقول بقصد اإليجار عمال تجاريا‪ ،‬ذلك أن اكتراء العقارات بقصد إعادة‬
‫إيجارها ممنوع في القانون املغربي‪12‬؛ فعملية كراء املنقول أو تأجيره تعتبر عملية تجارية فقط في حالة حيازة الشخص‬
‫املكري للمنقول‪ ،‬سواء كانت عن طريق الشراء أو الكراء‪13‬؛ وبالتالي نستنج أن اكتراء املنقوالت من أجل إكرائها من الباطن‬
‫يشترط توفر ثالثة عناصر‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫أن تكون هناك عملية اكتراء؛‬ ‫‪-‬‬


‫أن يرد هذا الكراء على املنقوالت (مادية أو معنوية)؛‬ ‫‪-‬‬

‫‪ 11‬فؤاد معالل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.85.‬‬


‫‪ 12‬نفس املرجع‪ ،‬ص‪.87.‬‬
‫‪ 13‬سعيد الروبيو‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬بدون مطبعة‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالجتماعية واالقتصادية‪ ،‬جامعة محمد األول‪ ،‬وجدة‪،2016 ،‬‬
‫ص‪.28.‬‬
‫‪5‬‬
‫من أجل إكراء املنقوالت من الباطن‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ج‪ .‬أن يكون الشراء أو االكتراء قد تم بقصد إعادة البيع أو التأجير‬

‫لكي يتم اعتبار شراء املنقوالت التجارية عمال تجاريا‪ ،‬البد أن تتوفر نية البيع أو الكراء‪ ،‬سواء على الحالة التي‬
‫اشتري عليها املنقول أو بعد تغييره‪ ،‬وذلك بأن تكون نية البيع أو الكراء متوفرة وقت الشراء أو االكتراء‪ ،‬وال يهم بعد ذلك‬
‫إن كان قد وقع البيع بالفعل أم ال‪.14‬‬

‫د‪ .‬نية تحقيق الربح‬

‫إن ما يميز شراء أو اكتراء املنقول التجاري عن الشراء أو االكتراء املدني هو القصد‪ ،‬فإذا كان القصد من الشراء‬
‫اعتبر عمال تجاريا؛ أما إذا انتفى هذا القصد‪ ،‬ا ُ‬
‫عتبر عمال مدنيا‪ .‬كما تجب اإلشارة إلى أنه ليس من‬ ‫واالكتراء هو الربح‪ُ ،‬‬
‫الضروري أن يتحقق الربح فعال‪ ،‬ذلك أن العمل التجاري يحتمل الربح والخسارة‪.‬‬

‫‪ .2‬بيع العقار‬

‫العقار هو كل ش يء ثابت ال يمكن نقله بدون تلف‪ ،‬كاألراض ي واملباني؛ وتخضع التصرفات الواردة عليه ملجموعة‬
‫من الشكليات‪ ،‬كالكتابة وتقييد التصرف بالسجل التجاري (عقد البيع كمثال)‪ .‬ويعد بيع العقار عمال تجاريا‪ ،‬سواء تم‬
‫بيعه على الحالة التي كان عليها‪ ،‬أو بعد إدخال تغييرات عليه‪ ،‬كشراء األراض ي وتجزئتها لبقع‪.‬‬

‫وبصرف النظر عن الغرض الذي خصص له العقار‪ ،‬هناك شروط لتجارية بيع العقار‪ ،‬هو أن يسبقه الشراء‪،‬‬
‫سواء تم هذا الشراء باملقابل النقدي أو باملقايضة‪ .‬وزيادة على الشراء‪ ،‬يجب أن يكون هناك بيع لكي يعتبر هذا العمل‬
‫تجاريا‪ ،‬وذلك انسجاما مع ما جاء في البند الثالث من املادة السادسة‪.15‬‬

‫لقد اكتفى املشرع بالنص على عملية بيع العقار‪ ،‬وهو ما يعني استبعاد كراء العقار من نطاق األعمال التجارية‪،‬‬
‫وإبقائه ضمن األعمال املدنية‪ .‬لكن تجدر اإلشارة إلى أن عقد كراء العقار املخصص لغرض منهي من قبل املؤسسة‬
‫املتخصصة في االئتمان اإليجاري‪ ،‬يعد من العقود التجارية التي أدرجتها مدونة التجارة في البند الثاني من املادة ‪.16431‬‬

‫‪ 14‬فريدة اليموروي‪ ،‬شرح القانون التجاري‪ :‬األعمال التجارية والتاجر‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬مطبعة بني يزناسن‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬سال‪ ،2016 ،‬ص‪.84.‬‬
‫‪ 15‬نصت على‪" :‬شراء العقارات بنية بيعها على حالها أو بعد تغييرها"‪ .‬البند ‪ 3‬من املادة ‪ 6‬من مدونة التجارة‪.‬‬
‫‪ 16‬نصت على‪ -2 ..." :‬كل عملية كراء للعقارات املعدة لغرض منهي تم شراؤها من طرف املالك أو بناء لحسابه‪ ،‬إذا كان من شأن هذه العملية‪،‬‬
‫كيفما كان تكييفها‪ ،‬أن تمكن املكتري من أن يصير مالكا لكل أو بعض األموال املكرات على أبعد تقدير عند انصرام أجل الكراء"‪ .‬املادة ‪431‬‬
‫‪6‬‬ ‫من مدونة التجارة‪.‬‬
‫‪ .3‬عملية توريد السلع والخدمات‬

‫نصت مدونة التجارة على تجارية هذا النشاط في البند الرابع عشر من املادة السادسة‪ ،‬وقد اشترطت ممارسة‬
‫عملية التوريد على وجه االعتياد أو االحتراف من طرف املتعهد‪ .‬ويقصد بعملية التوريد ذلك االتفاق الذي يتعهد ويلتزم‬
‫ّ‬
‫"املورد" بأن يقوم بتزويد أشياء أو بضائع وسلع متفق عليها إلى الغير‪ ،‬وذلك بشكل‬
‫بمقتضاه شخص معين يصطلح عليه ِّ‬
‫دوري ومتكرر‪ ،‬وبصفة منتظمة خالل فترة زمنية يحددها العقد‪ .‬ويعتبر هذا النشاط عمال تجاريا‪ ،‬سواء قام املورد بتقديم‬
‫السلع أو البضائع على سبيل التمليك أو االنتفاع‪.‬‬

‫‪ .4‬مقاوالت املستودعات أو املخازن‬

‫تصنف ضمن املقاوالت التي تضمنها القانون التجاري املغربي‪ ،‬وهي الواردة في البند العاشر من املادة السادسة‬
‫من مدونة التجارة‪ .‬إذ تنظم عمليات اإليداع باملخازن العمومية املواد من ‪ 341‬إلى ‪ 354‬من مدونة التجارة‪.‬‬
‫ُ‬
‫يقصد باملستودعات واملخازن تلك األماكن التي ي ِّ‬
‫ودع فيها التجار بضاعتهم ويخزنونها لقاء أجر‪ ،‬وتقدم هذه‬
‫ودع ولصاحب املستودع أو املخزن؛ إذ تمكن األول من حفظ بضاعته من التلف والضياع‪ ،‬كما تمكن‬ ‫األماكن فوائد ُ‬
‫للم ِّ‬
‫الثاني من استيفاء حقوقه؛ وإذا لم يوفها املودع يتم اللجوء لبيع البضاعة املخزونة عن طريق البيع باملزاد العلني‪.17‬‬

‫‪ .5‬محالت البيع باملزاد العلني‬

‫هي محالت يخصصها صاحبها لبيع األموال اململوكة للغير باملزاد العلني أو السمسرة العمومية‪ ،‬أي أن البيع يكون‬
‫لفائدة شخص من الجمهور يتقدم بأعلى ثمن لألموال املعروضة‪ .‬فهذه املحالت إذن تتوسط بين الراغب في البيع والراغب‬
‫في الشراء مقابل أجرة؛ وهي بذلك تعد تجارية بالنسبة لصاحب املحل‪ ،‬سواء وردت عمليات البيع على املنقوالت أو‬
‫العقارات‪ .‬وال يدخل املزاد العلني الذي تقوم به الجهات اإلدارية أو القضائية ضمن النشاط التجاري؛ كما هو الشأن‬
‫بالنسبة لقيام املحكمة ببيع أموال املدين موضوع الحجز‪.18‬‬

‫ثانيا‪ :‬األعمال التجارية املرتبطة بالتصنيع واإلنتاج‬

‫يقصد بأعمال التصنيع واإلنتاج تلك األنشطة التي يترتب على ممارستها خلق ثروات أو قيم اقتصادية جديدة؛‬
‫حيث تدرج املادة السادسة من مدونة التجارة ضمن هذه األعمال األنشطة التالية‪ :‬العمليات االستخراجية (‪ ،)1‬النشاط‬
‫الصناعي (‪ ،)2‬النشاط الحرفي (‪ ،)3‬نشاط الطباعة والنشر (‪ ،)4‬إضافة إلى البناء واألشغال العمومية (‪.)5‬‬

‫‪ 17‬تعطي هذه املستودعات للمودع وثائق تتضمن صفات ومميزات البضاعة وهي على نوعين‪ :‬وثيقة امللكية ووثيقة الرهن‪ .‬فإذا باع املالك هذه‬
‫البضاعة ظهر الوثيقة األولى‪ ،‬أما إذا رهنها فقط ظهر الوثيقة الثانية (الفقرة االولى من املادة ‪ 343‬من مدونة التجارة) وإذا لم يدفع املبلغ‬
‫املذكور عند حلول األجل يمكن لحامل وثيقة الرهن أن يعمد إلى بيع البضاعة املرهونة بدون اجراءات قضائية‪ ،‬وذلك بعد ثمانية أيام من‬
‫االحتجاج (املادة ‪ 347‬من قانون التجارة)‪.‬‬
‫‪7‬‬ ‫‪ 18‬املنشور املتعلق بمسطرة البيع باملزاد العلني‪ ،‬العدد ‪ ،3‬السنة الثانية‪ 17 ،‬يناير ‪ ،2017‬وزارة العدل‪ ،‬اململكة املغربية‪.‬‬
‫‪ .1‬العمليات االستخراجية‬

‫نص املشرع على هذه األعمال في البند الرابع من املادة السادسة من مدونة التجارة‪ ،‬وسماها بعمليات التنقيب‬
‫على املناجم واملقالع واستغاللها‪ ،‬أي العمليات االستخراجية‪ .19‬وإضافة إلى هذا السند القانوني‪ ،‬فهناك سبب منطقي‬
‫العتبار هذه األعمال تجارية‪ ،‬وهو ارتكازها على رؤوس أموال ضخمة وتقنيات دقيقة؛ كما أن هذه العمليات تتعلق‬
‫باستخراج املواد األولية من باطن األرض من أجل بيعها‪ ،‬سواء على هيئتها أو بعد تحويلها‪.‬‬

‫‪ .2‬النشاط الصناعي‬

‫يتمثل هذا النشاط في تحويل املواد األولية إلى سلع مصنعة تصلح إلشباع حاجات األفراد‪ .‬ويعد نشاط الصانع‬
‫نشاطا تجاريا‪ ،‬سواء في حالة قيامه بشراء مواد أولية أوفي حالة اقتصار عمله على تحويل منتجات الغير إلى شكل معين‪.‬‬
‫وقد اعتبر املشرع املغربي‪ ،‬في البند الخامس من املادة السادسة من مدونة التجارة‪ ،‬إلى أن من يقوم بهذا العمل يعد تاجرا‬
‫عند القيام به على سبيل االعتياد واالحتراف‪.‬‬

‫‪ .3‬النشاط الحرفي‬

‫أشار املشرع إلى النشاط الحرفي في البند الخامس من املادة السادسة من مدونة التجارة‪ ،‬واعتبره عمال تجاريا؛‬
‫وذلك على خالف ما كان معموال به في السابق‪ .‬وقد اشترط املشرع العتبار هذا العمل تجاريا أن تتم ممارسته على سبيل‬
‫االعتياد أو االحتراف‪ ،‬وذلك بالرغم من اعتماده بشكل أساس ي على الجهد الشخص ي وإمكانيات بسيطة‪ ،‬مثل ما هو عليه‬
‫الحال في عمل امليكانيكي والنجار‪.‬‬

‫‪ .4‬الطباعة والنشر‬

‫تمت اإلشارة إلى هذه األنشطة في البند الحادي عشر من املادة السادسة من مدونة التجارة؛ واعتبرها املشرع‬
‫أعماال تجارية‪ ،‬كما أكسب ممارسها‪ ،‬بكيفية اعتيادية ومنتظمة‪ ،‬صفة تاجر‪ .‬فاإلنتاج الفكري ‪-‬مثال‪ -‬يعد في أصله عمال‬
‫مدنيا إذا باعه مؤلفه أو منتجه‪ ،‬لكن في حالة شراء مؤسسات الطبع والنشر هذا اإلنتاج وقامت ببيعه بهدف تحقيق الربح‪،‬‬
‫يصبح عمال تجاريا‪.‬‬

‫‪ .5‬البناء واألشغال العمومية‬

‫على عكس ما كان معموال به في ظل ظهير ‪ 12‬غشت ‪ ،1913‬الذي كان يعتبر البناء واألشغال العمومية أعماال‬
‫مدنية‪ ،‬نصت مدونة التجارة في البند الثاني عشر من املادة السادسة على أن هذه األعمال تجارية‪ ،‬مسايرة في ذلك االجتهاد‬
‫القضائي الفرنس ي‪ .‬واستنادا إلى ذلك؛ فإن الشخص‪ ،‬سواء كان معنويا أو ذاتيا‪ ،‬الذي يقوم بصورة اعتيادية أو احترافية‬

‫فريدة اليوموري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.64.‬‬ ‫‪19‬‬

‫‪8‬‬
‫لحساب الغير بمهام لها عالقة بتشييد املباني أو هدمها أو ترميمها [‪ ]...‬يعتبر تاجرا"‪ .20‬وغالبا ما تمارس هذه األعمال من‬
‫خالل مقاولة‪ ،‬كمقاوالت البناء ومقاوالت إنشاء الطرق والجسور والسكك الحديدية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬األعمال التجارية املتعلقة بتقديم الخدمات‬

‫تتنوع الخدمات التجارية ضمن االقتصاد املعاصر‪ ،‬منها ما هو مرتبط بالخدمات االجتماعية (‪ )1‬ومنها ما هو‬
‫مرتبط بأعمال الوساطة (‪ ،)2‬كما نجد ما هو مرتبط بالخدمات املالية (‪.)3‬‬

‫‪ .1‬الخدمات االجتماعية‬

‫تدخل ضمن هذه الخدمات‪ :‬خدمات النقل (أ) وخدمات البريد واملواصالت (ب) وتنظيم املالهي العمومية (ج)‪.‬‬

‫أ‪ .‬خدمات النقل‬

‫يعتبر النقل عمال تجاريا متى تم بمقابل ومورس على سبيل التكرار واالعتياد‪ ،21‬بغض النظر عن وسيلة النقل‬
‫املستعملة‪ ،‬سواء تعلق بنقل األشخاص أو نقل البضائع‪ ،‬وأيا كانت طبيعته‪ :‬بريا أو بحريا أو جويا؛ وهذا ما يمكن‬
‫استخالصه من املادة ‪ 443‬من مدونة التجارة التي عرفت عقد النقل بأنه‪" :‬اتفاق يتعهد بمقتضاه الناقل مقابل ثمن بأن‬
‫ينقل شخصا أو شيئا إلى مكان معين‪."...‬‬

‫ب‪ .‬البريد واملواصالت‬

‫أشار إلى هذه األعمال البند الثامن عشر من املادة السادسة من مدونة التجارة‪ .‬ويتضح من خاللها أن املشرع‬
‫يجعل ممارس الخدمات املتعلقة بالبريد واملواصالت عن طريق االحتراف أو االعتياد يكتسب صفة تاجر؛ إذ أن هذه األعمال‬
‫تعتبر أعماال تجارية لوجود قصد املضاربة وتحقيق الربح‪.22‬‬

‫ج‪ .‬املالهي العمومية‬

‫يدخل في اصطالح املالهي كل تقديم للتسلية أو الترفيه إلى الجمهور بهدف الربح‪ ،‬وذلك مثل دور السينما وحدائق‬
‫الحيوانات والسيرك وغيرها؛ لكن يشترط أن تقدم هذه األعمال على وجه التكرار واالعتياد لكي يتم تصنيفها من األعمال‬
‫التجارية‪.‬‬

‫وقد نصت على هذه األعمال البند الخامس عشر من املادة السادسة من مدونة التجارة‪ ،‬واعتبرت أن تنظيم‬
‫املالهي العمومية الذي تتم ممارسته بكيفية اعتيادية أو احترافية يضفي الصبغة التجارية على من يمارسه‪.‬‬

‫‪ 20‬محمد أطويف‪ ،‬الوجيز في شرح القانون التجاري‪ ،‬مطبعة األمنية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬الرباط‪ ،2016 ،‬ص‪.93.‬‬
‫‪ 21‬البند السادس من املادة السادسة من مدونة التجارة‪.‬‬
‫‪ 22‬فريدة اليوموري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.109.‬‬
‫‪9‬‬
‫‪ .2‬خدمات الوساطة‬

‫لقد نظمت مدونة التجارة األعمال املرتبطة بخدمات الوساطة في البنود ‪ 9‬و‪ 10‬و‪ 13‬و‪ 16‬من املادة السادسة من‬
‫مدونة التجارة‪ ،23‬وهي املتمثلة في السمسرة (أ) والوكالة بالعمولة (ب) والوكالة التجارية (ج) ومكاتب ووكاالت األعمال(د)‪.‬‬

‫أ‪ .‬السمسرة‬

‫لقد نظم املشرع السمسرة في املواد من ‪ 405‬إلى ‪ 421‬من مدونة التجارة؛ حيث عرفتها املادة ‪ 405‬بأنها "عقد يكلف‬
‫بموجبه السمسار من طرف شخص بالبحث عن شخص آخر لربط عالقة بينهما قصد إبرام العقد"‪.‬‬

‫فمهمة السمسار تتجلى في الوساطة بين شخصين يريدان أن يتعاقدا‪ ،‬دون أن يكون تابعا ألحدهما أو نائبا عن‬
‫أحدهما في إبرام هذا العقد؛ بل يكون مجرد وسيط ينحصر دوره في التقريب بين طرفي العقد ليلتقيا ببعضهما‪ ،‬دون أن‬
‫تقع على عاتقه أية التزامات قانونية‪ ،‬وال أن تترتب له حقوق إال حقه في الحصول على األجر املتفق عليه‪.24‬‬

‫كما أن املادة السادسة في فقرتها التاسعة اشترطت العتبار السمسرة نشاطا تجاريا بأن تتم ممارستها بشكل‬
‫اعتيادي أو احترافي‪.‬‬

‫ب‪ .‬الوكالة بالعمولة‬

‫إضافة إلى السمسرة‪ ،‬نصت املدونة على تجارية عقد الوكالة بالعمولة‪ .‬والوكيل بالعمولة هو ذلك الشخص الذي‬
‫يحترف التعاقد باسمه الشخص ي ولكن ملصلحة ولحساب الغير (املوكل) مقابل أجر أو عمولة‪ .25‬وهذا التعريف تبناه‬
‫املشرع في املادة ‪ 422‬من مدونة التجارة؛ حيث نص على أن‪" :‬الوكالة بالعمولة عقد يلتزم بموجبه الوكيل للقيام باسمه‬
‫الخاص بتصرف قانوني لحساب موكله‪.‬‬

‫يخضع عقد الوكالة بالعمولة للمقتضيات املتعلقة بالوكالة ‪."...‬‬

‫نستنتج من املادة أعاله أن مهمة الوكيل بالعمولة تتمثل في إبرام عقود قانونية باسمه الشخص ي‪ ،‬لكن ملصلحة‬
‫موكله ودون أن يظهر اسم هذا األخير في العقد‪ .‬وفي حالة عدم تنفيذ هذا العقد‪ ،‬فإن الوكيل بالعمولة هو الذي تقع على‬
‫عاتقه مسؤولية عدم تنفيذه‪.‬‬

‫‪ 23‬املادة السادسة من مدونة التجارة "‪ .9 ...‬السمسرة والوكالة بالعمولة وغيرها من أعمال الوساطة؛ ‪ .10‬استغالل املستودعات واملخازن‬
‫العمومية؛ ‪ .13‬مكاتب ووكاالت األعمال واالسفار"‪.‬‬
‫‪ 24‬فريدة اليوموري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪112.‬؛‬
‫‪ 25‬سعيد الروبيو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.42.‬‬
‫‪10‬‬
‫ج‪ .‬الوكالة التجارية‬

‫على خالف الوكيل بالعمولة‪ ،‬الذي يتعاقد لحساب موكله باسمه الشخص ي؛ فالوكيل التجاري يتعاقد باسم‬
‫ولحساب املوكل‪ ،‬لهذا فهو ال يتحمل تبعات عدم إتمام العقد؛ ويعتبر هذا العمل بالنسبة له عمال تجاريا شريطة ممارسته‬
‫على سبيل االحتراف واالعتياد‪ .‬كما تجدر اإلشارة إلى أن مدونة التجارة لم تنص صراحة على الوكالة التجارية ضمن التعداد‬
‫الوارد في املادة السادسة‪ ،‬إال أنها نصت عليها ضمنا في البند التاسع بضمها إلى السمسرة والوكالة بالعمولة وغيرها من‬
‫أعمال الوساطة‪ ،‬كما أنها نظمتها بمقتض ى املواد من ‪ 393‬إلى ‪ .404‬إذن فالوكالة التجارية تعتبر عملية وساطة يقوم فيها‬
‫الوكيل التجاري بالتفاوض أو التعاقد باسم ولحساب تاجر مقابل أجر‪.26‬‬

‫د‪ .‬مكاتب ووكاالت األعمال‬

‫تقوم مكاتب ووكاالت األعمال بتقديم مجموعة من الخدمات املتنوعة لألشخاص مقابل أجر؛ ومن بين هذه‬
‫الخدمات‪ :‬تحصيل الديون لحساب الغير‪ ،‬وتخليص البضائع من الجمارك‪ ،‬وتوزيع اإلعالنات‪ ،‬وتنظيم األسفار؛ ونظرا‬
‫ألهميتها االقتصادية واتسامها بعنصري السرعة واالئتمان‪ ،‬اعتبرها املشرع أعماال تجارية؛ بحيث أدرجها ضمن البند‬
‫الثالث عشر من املادة السادسة من مدونة التجارة‪.‬‬

‫‪ .3‬الخدمات املالية‬

‫لقد أشار املشرع لألعمال املتعلقة بالخدمات املالية في البندين السابع والثامن من املادة السادسة من مدونة‬
‫التجارة؛ وتتمثل هذه الخدمات في عمليات البنوك (أ) واملعامالت املالية (ب)‪ ،‬وكذا عمليات التأمين باألقساط الثابتة (ج)‪.‬‬

‫أ‪ .‬عمليات البنوك‬

‫أعمال البنك هي األنشطة التي تزاولها مؤسسات االئتمان املحددة في املادة األولى‪ 27‬من القانون ‪ 103.12‬املتعلق‬
‫بمؤسسات االئتمان والهيئات املعتبرة في حكمها‪ ،28‬ويدخل في هذا اإلطار جميع األعمال التي تتمثل في تسليم ودائع‬
‫ومدخرات نقدية مقابل فائدة‪ ،‬وفي فتح الحسابات الجارية وفتح االعتماد‪....‬‬

‫تعتبر هذه األعمال تجارية ألنها تقوم على عنصري املضاربة والتوسط في التداول‪ ،29...‬كما أن املؤسسات البنكية‬
‫تقوم بعمل جوهري يتمثل في توزيع االئتمان والقروض؛ لذلك تسمى البنوك بمؤسسات االئتمان‪ .‬والقرض يعني قيام البنك‬

‫‪ 26‬فؤاد معالل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.98.‬‬


‫‪ 27‬املادة ‪ 1‬من قانون ‪ 103.12‬الصادر في ‪ 2015‬اعتبر مؤسسة االئتمان‪" :‬األشخاص االعتبارية التي تزاول نشاطها في املغرب أيا كان مقرها‬
‫االجتماعي أو جنسية املشاركين في رأسمالها أو مخصصاتها أو جنسية مسييرها والتي تزاول بصفة اعتيادية نشاطا واحدا أو أكثر من‬
‫األنشطة التالية‪ .1 :‬تلقي األموال من الجمهور ‪ .2‬عمليات االئتمان ‪ .3‬وضع جميع وسائل األداء تحت تصرف العمالء أو القيام بتدبيرها"‪.‬‬
‫‪ 28‬ظهير شريف رقم ‪ 1.14.193‬الصادر بتاريخ فاتح ربيع األول ‪1436‬هـ (‪ 24‬دجنبر ‪ ،)2014‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ 22( 6328‬يناير ‪،)2015‬‬
‫ص‪.462.‬‬
‫‪11‬‬
‫‪ 29‬سعاد بنور‪ ،‬النظام القانوني للتجاري وفق آخر املستجدات القانونية واالجتهادات القضائية‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫الدارالبيضاء‪ ،2016 ،‬ص‪.59.‬‬
‫بوضع مبلغ نقدي رهن إشارة الزبون الذي يلتزم برده خالل األجل املتفق عليه مقابل فائدة‪ ،‬كما تقوم بفتح االعتمادات‬
‫البسيطة املشار إليها في املادتين ‪ 524‬و‪ 525‬من مدونة التجارة؛ حيث عرفته املادة ‪ 524‬بقولها‪" :‬فتح االعتماد هو التزام‬
‫البنك بوضع وسائل لألداء تحت تصرف املستفيد‪ ،‬أو الغير املعين من طرفه‪ ،‬في حدود مبلغ معين من النقود"‪.‬‬

‫ب‪ .‬املعامالت املالية‬

‫ترد هذه املعامالت على األوراق املالية أو القيم املنقولة‪ ،‬كاألسهم والسندات الصادرة عن شركات املساهمة‪ ،‬وتتم‬
‫في سوق املال أو ما يسمى ببورصة القيم املنقولة‪ ،‬شريطة توفرها على عنصر املضاربة من أجل تحقيق الربح‪ .‬كما أن شراء‬
‫القيم املنقولة بنية بيعها‪ ،‬يعتبر عمال تجاريا طبقا للبند األول من املادة السادسة من مدونة التجارة‪.‬‬

‫ج‪ .‬عمليات التأمين باألقساط الثابتة‬

‫نصت املادة السادسة من املدونة في بندها الثامن على اعتبار التأمين باألقساط الثابتة عمال تجاريا؛ إذ إن التأمين‬
‫هو وسيلة الحد من الخسائر التي تترتب عن حدوث الخطر املبين في العقد املبرم بين املؤ ِّّمن واملؤ َّمن له‪ ،‬مقابل مبلغ مالي‬
‫يؤديه هذا األخير للمؤمن على شكل أقساط ثابتة‪ ،‬كالتأمين عن الحريق‪ ،‬والتأمين عن حوادث السير (املنظم بظهير‬
‫‪ 30)1984‬والتأمين عن حوادث الشغل (املنظمة بظهير ‪.31)1963‬‬

‫وتجب اإلشارة إلى أن التأمين باألقساط الثابتة يقتصر فقط على شركات املساهمة‪ ،‬والبد العتبار التأمين عمال‬
‫تجاريا أن يقوم على أساس املضاربة‪ .‬وعلى خالف التأمين باألقساط الثابتة‪ ،‬فالتأمين التبادلي أو التعاوني يعتبر من األعمال‬
‫املدنية بالنظر لغياب عنصر املضاربة‪ ،‬وغياب وسيط بين املؤمن لهم وبين األشخاص املعرضين للخطر؛ فالتأمين التبادلي‬
‫هو اتفاق مجموعة من األشخاص املعرضين لنفس املخاطر على تعويض الضرر الذي يلحق أحدهم من مجموع‬
‫اشتراكاتهم؛ إذ تتواجد في كل مشترك صفتي املؤمن واملؤمن له‪.32‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬األعمال التجارية الشكلية‬

‫إلى جانب األعمال التجارية املشار إليها في املواد السادسة والسابعة والعاشرة من مدونة التجارة‪ ،‬والتي تعتبر‬
‫تجارية متى توفرت فيها الشروط املقررة قانونا‪ ،‬بأن كانت لها مميزات العمل التجاري ومورست بكيفية اعتيادية أو‬
‫احترافية‪33‬؛ فهناك نوع آخر من األعمال أضفى املشرع عليها الطابع التجاري‪ ،‬وذلك شريطة أن تتم وفقا للشكليات التي‬
‫حددها القانون التجاري‪.‬‬

‫‪ 30‬ظهير شريف رقم ‪ ،1.84.177‬صادر في محرم ‪ 02( 1405‬أكتوبر ‪ ،)1984‬معتبر بمثابة قانون يتعلق بتعويض املصابين في حوادث تسببت‬
‫فيها عربات برية ذات محرك‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ ،3753‬بتاريخ ‪ ،1984/10/03‬ص‪.930.‬‬
‫‪ 31‬ظهير شريف رقم ‪ ،1.60.223‬يغير بمقتضاه من حيث الشكل الظهير الشريف الصادر في ‪ 25‬ذي الحجة ‪1345‬هـ (‪ 25‬يونيو ‪ )1927‬بالتعويض‬
‫عن حوادث الشغل‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ ،2629‬بتاريخ ‪ ،1963/03/15‬ص‪.530.‬‬
‫‪ 32‬فؤاد معالل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.104.‬‬
‫‪12‬‬ ‫‪ 33‬فريدة اليوموري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.142.‬‬
‫وقد تمت اإلشارة إلى هذه األعمال في املادة التاسعة من مدونة التجارة‪ 34‬وهي الكمبيالة والسند ألمر (أوال)‬
‫والشركات التجارية (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الكمبيالة والسند ألمر‬

‫تعتبر كل من الكمبيالة والسند ألمر ورقتين تجاريتين‪ ،‬وهو األمر الذي نصت عليه املادة التاسعة من مدونة‬
‫التجارة‪ ،‬وعلى خالفهما‪ ،‬فالشيك ال يعد عمال تجاريا‪ ،‬وذلك لعدة اعتبارات من بينها أنه ال يعد ورقة ائتمان وإنما يحل محل‬
‫النقود‪.‬‬

‫‪ .1‬الكمبيالة‬

‫الكمبيالة (أو السفتجة أو األثرة‪ )35‬سند يحرر وفقا لبيانات حددها القانون‪ ،‬تتضمن أمرا من شخص يسمى‬
‫الساحب إلى شخص يسمى املسحوب عليه‪ ،‬بأن يدفع مبلغا معينا إلى شخص ثالث يسمى املستفيد‪ .‬وقد نصت كل من‬
‫املادة ‪159‬و ‪ 160‬من مدونة التجارة‪ 36‬على البيانات اإللزامية الواجب توفرها في الكمبيالة‪ ،‬وإال فقد صفتها التجارية‪.‬‬

‫‪ .2‬السند ألمر‬

‫هو ورقة يتعهد بمقتضاها الشخص املدين الذي حررها (املتعهد) بدفع مبلغ من النقود‪ ،‬في تاريخ معين أو قابل‬
‫للتعيين‪ ،‬لفائدة الشخص الدائن (املستفيد)‪.‬‬

‫كما هو الشأن في الكمبيالة‪ ،‬فالسند ألمر يجب أن يتم فيه احترام البينات اإللزامية املنصوص عليها قانونا‪ ،‬وإال‬
‫انتفت عنه الصفة التجارية‪ ،‬كما هو الحال في حالة صدوره عن غير تاجر‪ ،‬إال إذا ترتبت عن معاملة تجارية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الشركات التجارية‬

‫لقد نص املشرع املغربي على اعتبار كافة أنواع الشركات تجارية بشكلها‪ ،‬باستثناء شركة املحاصة التي ال تعتبر‬
‫تجارية إال إذا كان غرضها تجاريا‪ .37‬وتتخذ الشركات التجارية العديد من األشكال‪ ،‬وهي الشركات التضامنية‪ ،‬وشركة‬

‫‪ 34‬املادة التاسعة من مدونة التجارة‪" :‬يعد عمال تجاريا بصرف النظر عن املادتين السادسة والسابعة‪ - :‬الكمبيالة؛ ‪ -‬السند ألمر املوقع ولو من‬
‫غير تاجر‪ ،‬إذا ترتب في هذه الحالة عن معاملة تجارية"‪.‬‬
‫‪ 35‬شكري أحمد السباعي‪ ،‬الوسيط في قانون التجارة املغربي واملقارن‪ ،‬الجزء األول‪ :‬النظرية العامة للتجارة وبعض األعمال التجارية‪ ،‬مطبعة‬
‫املعارف الجديدة‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬الرباط‪ ،1988 ،‬ص‪.462.‬‬
‫‪ 36‬نصت املادة ‪ 159‬على‪" :‬تتضمن الكمبيالة البيانات التالية‪ .1 :‬تسمية كمبيالة مدرجة في نص السند ذاته وباللغة املستعملة للتحرير؛ ‪.2‬‬
‫األمر الناجز بأداء مبلغ معين؛ ‪ .3‬اسم من يلزمه الوفاء (املسحوب عليه)؛ ‪ .4‬تاريخ االستحقاق؛ ‪ .5‬مكان الوفاء؛ ‪ .6‬اسم من يجب الوفاء له‬
‫‪13‬‬ ‫أو األمر له؛ ‪ .7‬تاريخ ومكان إنشاء الكمبيالة؛ ‪ .8‬اسم وتوقيع من أصدر الكمبيالة (الساحب)"‪ .‬كما نصت املادة ‪ 160‬على‪" :‬السند الذي ال‬
‫يخلو من أحد البيانات املشار إليها في املادة السابقة ال يصح كمبيالة إال في الحاالت اآلتية ‪."...‬‬
‫‪ 37‬فؤاد معالل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.109.‬‬
‫التوصية البسيطة‪ ،‬والشركة ذات املسؤولية املحدودة‪ ،‬وشراكات املساهمة‪ ،‬وشركات التوصية باألسهم‪ .‬وتعتبر هذه‬
‫الشركات تجارية من حيث الشكل‪ ،‬وبغض النظر عن طبيعة العمل الذي تقوم به‪ ،‬ولو كان مدنيا‪ .‬وهو ما أشارت إليه‬
‫مقتضيات املادة األولى من قانون ‪ 17.65‬الخاص بشركات املساهمة‪ ،‬والتي جاء فيها‪" :‬شركة الساهمة شركة تجارية بحسب‬
‫شكلها وكيفما كان غرضها"‪ ،‬وأيضا ضمن مقتضيات الفقرة األولى من املادة الثانية من قانون ‪ 5.96‬املتعلق بباقي الشركات‪،‬‬
‫والتي جاء فيها‪" :‬تعتبر الشركات موضوع األبواب الثاني والثالث والرابع من هذا القانون شركات تجارية بحسب شكلها‬
‫وكيفما كان غرضها‪.38"...‬‬

‫وخالصة ملا سبق ذكره‪ ،‬فالكمبيالة والسند ألمر هما من العمال التجارية الشكل؛ إذ أن صفتها التجارية تعتمد‬
‫عن مدى تضمنهما للبيانات اإللزامية‪ ،‬على خالف الشيك‪ ،‬الذي ال يعد عمال تجاريا إال بناء على نظرية التبعية‪ ،‬بمعنى أنه‬
‫سحب من أجل الوفاء بدين تجاري‪ .‬كما أضفى املشرع الصفة التجارية بناء على الشكل على الشركات التجارية أيضا‪،‬‬
‫باستثناء شركة املحاصة التي ال تعتبر تجارية إال إذا كان غرضها تجاريا محضا‪.‬‬

‫‪ 38‬فريدة اليوموري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.144.‬‬

‫‪14‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬األعمال التجارية األخرى‬

‫إضافة إلى األعمال التجارية األصلية‪ ،‬التي سبق وتطرقنا لها في املطلب األول‪ ،‬واملتمثلة في األعمال التجارية‬
‫بطبيعتها واألعمال التجارية الشكلية‪ ،‬هناك أعمال أخرى يمكن تقسيمها الى أعمال تجارية بالتبعية (فقرة أولى) وأعمال‬
‫تجارية مختلطة (فقرة ثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬األعمال التجارية بالتبعية‬

‫يعرف فقهاء القانون التجاري األعمال التجارية بالتبعية أنها أعمال مدنية في أصلها‪ ،‬لكنها تكتسب الصفة‬
‫التجارية عندما تصدر من طرف تاجر لتلبية حاجياته التجارية؛ وهي على عكس األعمال التجارية األصلية التي تكسب‬
‫صاحبها أو مزاولها الصفة التجارية؛ فاألعمال التجارية بالتبعية تكتسب الصفة التجارية من التاجر‪ .‬وتقوم هذه األعمال‬
‫على نظرية متجذرة في القانون‪ ،‬أال وهي نظرية الفرع يتبع األصل في كل تطبيقاته‪ .39‬هذه النظرية تبنتها مجموعة من‬
‫التشريعات‪ ،‬كالتشريع الالتيني والجرماني الذي استند عليها في إضفاء الصفة التجارية على بعض األعمال التي في أصلها‬
‫أعمال مدنية‪ ،‬كونها من تصدر من التاجر لتكملة تجارته؛ لهذا سنقوم بداية بمعرفة مبررات هذه األعمال والشروط التي‬
‫يجب أن تتوفر فيها (أوال) ثم ننتقل ألهم تطبيقاتها (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مبررات وشروط األعمال التجارية بالتبعية‬

‫سنقوم في هذا املحور بدراسة مبررات األعمال التجارية بالتبعية (‪ )1‬وشروطها (‪.)2‬‬

‫‪ .1‬مبررات األعمال التجارية بالتبعية‬

‫لقد أضفى املشرع على األعمال املدنية الصفة التجارية العتبارات منطقية؛ وذلك ألن القائم بها هو التاجر؛‬
‫فالتاجر يحتاج إلى إبرام عدة عقود ال تعتبر تجارية في أصلها‪ ،‬لكنه يكون في حاجة إليها لتأمين أعمال تجارته‪ ،‬مثل شراء‬
‫تجهيزات ملكتبه أو سيارة يستعملها لنقل بضائعها‪ ...‬لهذا السبب استند املشرع إلى املبدأ الفقهي الذي سبق وذكرناه‪ :‬الفرع‬
‫يتبع األصل (الفرع هو العمل التجاري واألصل هو عمل التاجر)؛ ألنه ال يعقل أن تكون قواعد قانونية تهدف لنفس الهدف‬
‫منظمة بقانونين مختلفين‪.40‬‬

‫كما استند املشرع املغربي‪ ،‬في جعل األعمال املدنية أعمال تجارية بالتبعية‪ ،‬إلى املادة العاشرة من مدونة التجارة‪،‬‬
‫والتي نصت على أنه "تعتبر تجارية كذلك الوقائع واألعمال التي يقوم بها التاجر بمثابة تجارة ما لم يثبت خالف ذلك"‪ .‬وقد‬
‫جاء نصها على خالف ما كان في املدونة القديمة‪ ،‬التي كانت تحصر األعمال التجارية بالتبعية‪ ،‬حسب الفقرة السادسة من‬

‫‪39 Alain Vialandier et Jeceline Vallansan, Actes de commerces, Commerçants, activité commercial, PUF, 1992, Numéro 3, p.15.‬‬

‫أورده فؤاد معالل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪109.‬‬


‫‪40 Vialandier et Vallansan, op.cit., p.79.‬‬
‫أورده فؤاد معالل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪110.‬‬
‫‪15‬‬
‫الفصل الثاني‪ ،‬في "االلتزامات الحاصلة بين التجار واملتسببين والصيارفة"؛ وهذا ليس باألمر الصائب؛ ألن هذه النظرية‬
‫تنطبق على جميع أعمال التاجر التي تساعده في تجارته‪.41‬‬

‫كما تجدر اإلشارة إلى أن هذه النظرية ال تنطبق على األعمال املدنية لتصبح تجارية بالتبعية‪ ،‬بل تنطبق على‬
‫األعمال التجارية لتصبح مدنية رغم أنها تجارية؛ وذلك لتعلقها بنشاط مدني‪ :‬مهنة حرة‪ ،‬صناعة‪ ،‬عمل فني أو أدبي‪ ...‬ولعل‬
‫املثال البارز هو مثال الرسام الذي يشتري ألوان وأقمشة أو خشب‪ ،‬فهو ال يشتري هذه األشياء لالستعمال الشخص ي‪ ،‬بل‬
‫قصد بيعها في شكل لوحة بعد رسمها؛ فهذه األعمال تجارية‪ ،‬لكنها ال تأخذ الطابع التجاري‪ ،‬وإنما تأخذ طابع األعمال‬
‫املدنية بالتبعية؛ ألن الشخص القائم بها شخص مدني‪.‬‬

‫‪ .2‬شروط األعمال التجارية بالتبعية‬

‫يجب توفر شرطين أساسين العتبار العمل املدني عمال تجاريا بالتبعية‪ ،‬يتمثل الشرط األول في صدوره من طرف‬
‫تاجر (أ)‪ ،‬أما الشرط الثاني فالبد من أن يكون تابعا لتجارة التاجر (ب)‪.‬‬

‫أ‪ .‬صدور العمل من طرف تاجر‬

‫اشترط املشرع ضرورة صدور العمل املدني من طرف تاجر إلضفاء صفة عمل تجاري بالتبعية عليه‪ ،‬بغض النظر‬
‫إن كان هذا التاجر شخصا طبيعيا أو معنويا (شركة تجارية)؛ حيث يظهر لنا جليا أن التشريع التجاري املغربي تأثر باملعيار‬
‫الشخص ي‪ ،‬وهذا عكس ما يوجد في األعمال التجارية بطبيعتها؛ ألن هذه األخير هي التي تضفي على مزاولها‪ ،‬والقائم بها على‬
‫وجه االحتراف واالعتياد‪ ،‬صفة تاجر؛ أي أن املنطلق هنا هو العمل التجاري‪ ،‬وهذا هو املعيار املوضوعي‪.‬‬

‫ب‪ .‬أن يكون العمل تابعا لتجارة التاجر‬

‫إضافة إلى اعتبار شرط صدور العمل املدني عن تاجر‪ ،‬ال بد أن يكون العمل تابعا لتجارته حتى يعتبر عمال تجاريا‪.‬‬
‫أما إذا كان قد صدر عنه لتلبية حاجاته الشخصية؛ فإنه يعتبر عمال مدنيا؛ مثل شراء التاجر منزال قصد السكن وليس‬
‫بنية كرائه أو بيعه‪ .‬لكن يبقى هذا املعيار أو الشرط صعب اإلثبات؛ ألنه يحتاج إلى توضيح دقيق‪ ،‬لهذا صدر عن املحاكم‬
‫املغربية اجتهاد اعتبر كل عمل مدني يقوم به التاجر هو لتلبية حاجياته التجارية (أي اعتبرها القضاء عمال تجاريا بالتبعية)‬
‫إال إذا ثبت العكس‪ .‬وعلى نفس النهج سار العرف التجاري؛ حيث اعتبر هذا العمل في حالة الشك عمال تجاريا بالتبعية‪،‬‬
‫إال إذا ثبت العكس‪ ،‬وهذا ما نجده في املادة العاشرة عندما اختتمت النص بعبارة "‪ ...‬ما لم يثبت خالف ذلك"‪.42‬‬

‫ثانيا‪ :‬تطبيقات األعمال التجارية بالتبعية‬

‫لقد سبق وبينا أن األعمال التجارية بالتبعية تشمل كافة التصرفات واألنشطة الناتجة عن التاجر من أجل تأمين‬
‫حاجيات تجارته‪ ،‬لذلك فهي تشمل العالقات التعاقدية (‪ )1‬ثم العالقات غير التعاقدية (‪.)2‬‬

‫‪ 41‬فؤاد معالل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.111.‬‬


‫‪ 42‬فؤاد معالل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.114.‬‬
‫‪16‬‬
‫‪ .1‬العالقات التعاقدية‬

‫نقصد بها كل العقود التي تجمع بين تاجر وغير تاجر لتسيير تجارته وخدمتها؛ فتعتبر تجارية بالتبعية عقود شراء‬
‫منقوالت بهدف استعمالها في تجارته‪ ،‬وأيضا عقود التوكيل املبرمة‪ ،‬سواء تعلق األمر بالوكيل بالعمولة أو بالوكيل‬
‫التجاري‪ 43‬وكذا عقود شراء أو بيع األصول التجارية‪.‬‬

‫إذن كل العالقات التعاقدية والعقود التي تعتبر مدنية بطبيعتها تقبل التكييف لجعلها أعماال تجارية بالتبعية‪،‬‬
‫باستثناء عقد الشغل الذي يجمع بين التاجر ومستخدميه‪ ،‬فرغم توفر هذا العقد على شرط صدوره من تاجر وشرط‬
‫تبعيته لتجارته‪ ،‬فهو يعتبر عقدا مدنيا؛ ألن العالقات املهنية تخضع للقانون املدني‪ ،‬واملحكمة املختصة هي محكمة القضاء‬
‫االجتماعي نظرا لالمتيازات التي يخولها املشرع لألجراء‪.‬‬

‫‪ .2‬العالقات غيرالتعاقدية‬

‫العالقات غير التعاقدية هي كل العالقات التي تنش ئ التزاما غير تعاقدي‪ .‬ويقصد بها أن التاجر يتحمل مسؤوليات‬
‫والتزامات لم يكن مصدرها عقد‪ .‬وتوجد لهذه النظرية تطبيقات في مجال املسؤولية التقصيرية (أ) واإلثراء بال سبب (ب)‪.‬‬

‫أ‪ .‬املسؤولية التقصيرية‬

‫هي كل االلتزامات التي تترتب على التاجر نتيجة قيام مسؤوليته التقصيرية تجاه الغير‪ ،‬إما عن فعله الشخص ي أو‬
‫عن فعل األشخاص الذين يكون مسؤوال عنهم‪ ،44‬ويقصد بهذا أن يكون الفعل قد صدر من التاجر‪ ،‬سواء بصفة مباشرة‬
‫أو غير مباشرة‪ .‬ومثال ذلك‪ ،‬قيام التاجر أو أحد مأجوريه بفعل يسبب ضررا للغير كسقوط رافعة تابعة للتاجر كان‬
‫يسوقها أجير لديه على سيارة متوقفة بشكل قانوني‪ ،‬فهنا يحق لصاحب السيارة رفع دعوى ضد التاجر ليطالبه‬
‫بالتعويض‪ ،‬وال يرفعها على سائق الرافعة‪.‬‬

‫ب‪ .‬اإلثراء بال سبب‬

‫هو مصد من مصادر االلتزام‪ ،‬ويقصد به أن يثرى شخص (تاجر) على حساب شخص آخر بدون مبرر قانوني‪،‬‬
‫كما يقصد بها كل األعمال التي يقوم بها التاجر بمناسبة ممارسة تجارته‪ ،‬والتي تؤدي به إلى اإلثراء بال سبب على حساب‬
‫الغير‪ .‬ومثال ذلك أن تاجرا أوكل إلى شركة نقل بضاعة متمثلة في مواد غذائية من الدارالبيضاء إلى العيون‪ ،‬لكن أثناء‬
‫النقل قامت الشركة باإلنفاق على تلك البضاعة تجنبا لتلفها رغم أنها ليست مكلفة بذلك؛ فهنا يجب على التاجر أن يقوم‬
‫بتعويض الشركة عن املصاريف التي أنفقتها؛ حيث تعتبر عملية التعويض عمال تجاريا بالتبعية‪.‬‬

‫كخالصة ملا سبق‪ ،‬فنظرية التبعية تستدعي شرطين أن تصدر عن تاجر وأن تكون تابعة لعمله التجاري‪ ،‬تطبيقا‬
‫لقاعدة الفرع يتبع األصل في كل تطبيقاته‪ ،‬وهو ما يترتب عنه مجموعة من االلتزامات سواء كانت تعاقدية او غير تعاقدية‪.‬‬

‫تم الحديث بتفصيل عن الوكيل بالعمولة والوكالة التجارية والفرق بينهما في الفقرة األولى من املطلب األول (خدمات الوساطة)‪.‬‬ ‫‪43‬‬

‫طارق محمد‪ ،‬املحاضرة السابعة من مادة القانون التجاري‪ ،‬محاضرة مسجلة على موقع يوتيوب‪https://youtu.be/NqrPMCiZKmA :‬‬ ‫‪44‬‬

‫‪17‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن نظرية التبعية‪ ،‬كما تنطبق على األعمال املدنية لتصبح تجارية‪ ،‬يمكن النظر لها من زاوية األعمال‬
‫التجارية التي تصبح مدنية بالتبعية‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬األعمال التجارية املختلطة‬

‫أوال‪ :‬النظام القانوني لألعمال املختلطة‬

‫يقصد باألعمال التجارية املختلطة تلك األعمال التي تعتبر تجارية بالنسبة ألحد األطراف ومدنية بالنسبة للطرف‬
‫اآلخر‪ .‬فمثال إذا قام تاجر ببيع بضاعة ملستهلك؛ فإن العمل يعتبر تجاريا بالنسبة للتاجر ومدنيا بالنسبة للمستهلك؛ كذلك‬
‫إذا اشترى التاجر محصول مزارع أو إذا اشترى الناشر إنتاج مؤلف؛ ففي مثل جميع هذه الحاالت يعتبر العمل تجاريا من‬
‫جانب التاجر أو الناشر‪ ،‬ومدنيا من الجانب اآلخر‪.45‬‬

‫إن هذه األعمال ال تعتبر فئة جديدة قائمة بذاتها أو طائفة مستقلة عن األعمال التجارية‪ ،‬وهي بذلك ال تخرج عن‬
‫كونها أعمال تجارية أصلية أو بطريقة التبعية إذا تم العمل التجاري بين طرفين يقوم أحدهما وحده بالعمل التجاري‪ .‬وتبعا‬
‫لذلك؛ فإن لهذه األعمال التجارية آثارا من حيث (أ) االختصاص و(ب) اإلثبات و(ج) الرهن والفائدة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬آثاراألعمال املختلطة‬

‫إذا كانت القاعدة‪ ،‬في النظام املزدوج‪ ،‬أن يتم تطبيق القانون التجاري على الطرف الذي يكون العمل بالنسبة إليه‬
‫تجاريا‪ ،‬ويطبق القانون املدني على الطرف الذي يكون العمل بالنسبة له مدنيا؛ فإن هذه القاعدة ترد عليها مجموعة من‬
‫االستثناءات كما تطرح ازدواجيتها بعض الصعوبات العملية عند تطبيقها‪.46‬‬

‫‪ .1‬االختصاص واإلثبات‬

‫نميز في االختصاص بين نوعين‪ :‬اختصاص نوعي واختصاص محلي؛ وال يثار االختصاص النوعي إال في الدول التي‬
‫تأخذ بالفصل بين القضاء املدني والقضاء التجاري‪ ،‬كما هو الحال بالنسبة للمغرب‪ .‬وتطبيقا للقواعد العامة التي تقض ي‬
‫بأن املدعي يجب أن يلجأ إلى محكمة املدعى عليه؛ فإن االختصاص النوعي يرجع للمحكمة املدنية أو التجارية بحسب صفة‬
‫العمل بالنسبة للمدعى عليه؛ إال أن للطرف املدني الحق في رفع دعواه أمام املحكمة املدنية أو التجارية‪ ،‬وهو استثناء من‬
‫القاعدة العامة؛ بمعنى أنه إذا كان عمل املدعى عليه مدنيا‪ ،‬وجب مقاضاته أمام محكمة مدنية؛ أما إذا كان العمل بالنسبة‬
‫إليه (أي املدعى عليه) عمال تجاريا فللمدعي االختيار في إقامة دعواه أمام محكمة مدنية أو تجارية؛ وهذا االختيار مبني على‬
‫أن القضاء التجاري قضاء غير مألوف للطرف املدني‪.47‬‬

‫‪ 45‬حنان مخلوف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.125.‬‬


‫‪ 46‬شادلي نور الدين‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2003 ،‬ص‪.63.‬‬
‫‪ 47‬حنان مخلوف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.127-126.‬‬
‫‪18‬‬
‫ورغم تعلق قواعد االختصاص النوعي بالنظام العام‪ ،‬إال أن القضاء يحترم االتفاق على خالف هذه القواعد‪ ،‬وهو‬
‫ما استقر عليه القضاء الفرنس ي؛ إذ يجوز للمدعي غير التاجر (الطرف املدني) رفع الدعوى أمام املحكمة املدنية أو‬
‫التجارية ما لم يوجد اتفاق على غير ذلك‪ ،‬فإذا اتفق األطراف على رفع الدعوى أمام املحكمة التجارية‪ ،‬فعلى غير التاجر‬
‫أن يرفع دعواه أمام املحكمة التجارية‪ .‬وفيما يخص القانون واجب التطبيق على هذا العمل املختلط؛ فإنه ينظر إلى طبيعة‬
‫النزاع وليس املحكمة املختصة؛ بمعنى أن القانون املدني يطبق على الجانب املدني من العملية حتى ولو كان النزاع معروضا‬
‫أمام املحكمة التجارية‪ ،‬كما يطبق القانون التجاري على الجانب التجاري منها‪.‬‬

‫أما من حيث االختصاص املحلي (أو اإلقليمي)‪ ،‬فال يجوز مقاضاة الطرف املدني إال أمام محكمة موطنه‪ ،‬أي محل‬
‫إقامته‪ ،‬وفقا للقاعدة العامة في قانون املسطرة املدنية‪ .‬أما بالنسبة للطرف التجاري‪ ،‬فيجوز رفع الدعوى عليه أمام‬
‫محكمة موطنه األصلي أو املحكمة محل إبرام العقد‪ ،‬أو املحكمة محل تنفيذ العقد (أو ما يعرف بمحكمة الوفاء)‪.‬‬

‫وتطبيقا لذلك‪ ،‬إذا رفع تاجر دعوى على أحد املستهلكين ملطالبته بقيمة بضاعة باعه إياها‪ ،‬وجب على املدعي‬
‫(التاجر) رفع تلك الدعوى أمام املحكمة املدنية التابع لها محل إقامة املستهلك (املدعى عليه)؛ أما إذا كانت الدعوى مرفوعة‬
‫من املستهلك على التاجر بخصوص نزاع حول البضاعة التي وردت إليه؛ فإن املدعي (املستهلك) له الخيار بين رفع الدعوى‬
‫أمام واحدة من املحاكم الثالث‪ ،‬تجارية كانت أو مدنية‪.‬‬

‫أما من حيث اإلثبات‪ ،‬فتتحدد قواعد اإلثبات التي يجب االحتكام إليها بالنظر إلى طبيعة العمل بالنسبة‬
‫للمدعى عليه‪48‬؛ فاألصل في القانون التجاري هو مبدأ حرية اإلثبات في املنازعات التجارية؛ وعلى العكس من ذلك؛ فإن‬
‫وسائل اإلثبات في القانون املدني مقيدة‪ .‬وعندما نكون بصدد نزاع أمام القضاء حول عمل تجاري مختلط؛ فإنه يحق‬
‫للطرف املدني أن يثبت ادعاءه في مواجهة الطرف التجاري بكافة طرق اإلثبات‪ ،‬بما في ذلك شهادة الشهود والقرائن‪ ،‬ومهما‬
‫كانت قيمة الحق املطالب به‪ .‬أما التاجر فال يستطيع اإلثبات في مواجهة الطرف املدني إال وفقا لقواعد اإلثبات املدنية‪،‬‬
‫أي يتعين عليه اإلثبات بالكتابة متى تجاوزت قيمة الحق املطالب به عشرة آالف درهم أو كانت تلك القيمة غير محددة‬
‫(كما نص عليه قانون العقود وااللتزامات)‪ .49‬ويعتبر إلزام الطرف التجاري باتباع قواعد اإلثبات املدنية ضد الخصم املدني‬
‫دافعا إلبرام عقد كتابي في العمل التجاري املختلط‪.‬‬

‫ويجدر التذكير إلى أنه ال يوجد تالزم بين املحكمة املختصة باملنازعة (تجارية أم مدنية) والقانون الواجب تطبيقه‬
‫في هذه الحالة؛ إذ قد ترفع الدعوى أمام محكمة خاصة باملنازعات املتعلقة باألعمال التجارية‪ ،‬وتطبق أحكام القانون‬
‫املدني على الطرف الذي يكون العمل بالنسبة إليه مدنيا‪ ،‬والعكس صحيح‪.‬‬

‫‪ 48‬حنان مخلوف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.127.‬‬


‫‪ 49‬محمد دراريس‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬مكتبة األندلس‪ ،‬وجدة‪ ،2018 ،‬ص‪.21-20.‬‬
‫‪19‬‬
‫‪ .2‬الرهن والفائدة‬

‫كقاعدة عامة‪ ،‬إذا كان الدين املضمون بالرهن بالنسبة للمدين تجاريا‪ ،‬يتم اعتبار الرهن تجاريا‪ ،‬وبالتالي يخضع‬
‫ألحكام القانون التجاري‪ .‬أما إذا كان الرهن بالنسبة للمدين مدنيا‪ ،‬فتطبق عليه أحكام القانون املدني‪ .‬ونفس الش يء‬
‫بالنسبة لنظام الفائدة الذي يختلف بحسب ما إذا كان الدين مدنيا أو تجاريا‪ ،‬أي أنه إذا كان الدين مدنيا بالنسبة للمدين‬
‫تعين تطبيق السعر املدني للفائدة‪ ،‬وإذا كان الدين تجاريا بالنسبة للمدين تعين تطبيق السعر التجاري للفائدة‪.50‬‬

‫لكن قد يصعب أحيانا الفصل بين طرفي العمل التجاري املختلط (املدني والتجاري)‪ ،‬وهذا هو الحال في عقد‬
‫الرهن؛ حيث تختلف طرق إثبات العقد وتنفيذه بحسب ما إذا كان الرهن مدنيا أو تجاريا‪ ،‬ومن غير املنطقي تجزئة العملية‬
‫إلى جزأين يخضع كل منهما لقواعد مختلفة‪ ،‬وبالتالي ال بد من تغليب أحد النظامين على اآلخر‪ ،‬لذلك كانت العبرة بصفة‬
‫الدين املضمون بالرهن بالنسبة للمدين‪ ،‬فإذا كان الرهن تجاريا بالنسبة للمدين اعتبر كذلك (تجاريا) بالنسبة للطرفين‬
‫معا‪ .‬فمثال إذا اشترى تاجر محصوال وقدم للمزارع رهنا ضمانا للوفاء بالثمن‪ ،‬فإن الرهن يكون تجاريا ألن الدين تجاري‬
‫بالنسبة للمدين‪ ،‬وفي هذه الحالة تسري على الرهن أحكام القانون التجاري‪ .‬وعلى العكس‪ ،‬إذا اشترى مزارع آالت زراعية‬
‫وقدم رهنا للبائع ضمانا للوفاء بالثمن‪ ،‬فإن الرهن يكون مدنيا وتسري عليه أحكام القانون املدني‪.‬‬

‫ونفس الش يء بالنسبة للفائدة‪ ،‬فمن الطبيعي أال يكون للدين الواحد إال نظام واحد للفوائد‪ ،‬ومن الثابت في مثل‬
‫هذه األحوال أن العمل املختلط يجب أال يكون له إال طابع واحد‪ ،‬مدني أو تجاري‪ ،‬بحسب صفة الدين بالنسبة إلى املدين‪،‬‬
‫وهي الصفة املعتبرة كما في الرهن؛ فإذا كان الدين مدنيا طبقت عليه القواعد املدنية التي تحكم نظام الفوائد‪ ،‬وإذا كان‬
‫الدين تجاريا طبقت عليه القواعد التجارية‪.51‬‬

‫‪ 50‬حنان مخلوف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.129-128.‬‬


‫‪ 51‬محمد دراريس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.21.‬‬
‫‪20‬‬
‫خ ـ ـاتم ـ ـ ـ ـ ـة‬
‫إن تنوع وتعدد أصناف األعمال التجارية تلقي الضوء على صعوبة تعريف القانون التجاري نفسه‪ ،‬كفرع من فروع‬
‫القانون الخاص؛ ذلك أن العمل املتعلق بالوساطة في تداول الثروات‪ ،‬والذي يأتي على وجه التكرار وبهدف تحقيق الربح‪،‬‬
‫ال يشكل تعريفا مانعا تندرج تحته كافة األعمال التجارية بما يميزها عن األعمال املدنية‪.‬‬

‫إن تمييز األعمال التجارية عن غيرها من األعمال املدنية يكتس ي أهمية كبيرة تتجلى في اختالف التنظيم القانوني‬
‫الذي يخضع له كل منهما‪ ،‬كما أنه يترتب على هذا التمييز آثار مهمة‪ .‬لذلك يتضح‪ ،‬من خالل هذا البحث‪ ،‬أن املشرع املغربي‬
‫أخذ‪ ،‬في تنظيمه لألعمال التجارية في مدونة التجارة‪ ،‬بأكثر من معيار للتمييز بين األعمال التجارية واملدنية؛ وذلك تجنبا‬
‫للعيوب والثغرات التي تطرحها كل نظرية‪.‬‬
‫فنظرية املضاربة مثال‪ ،‬كمعيار اقتصادي‪ ،‬تبقى عاجزة لوحدها عن تفسير بعض األعمال التي يعتبرها القانون‬
‫تجارية؛ فهي ال تفسر احتفاظ عمل التجار بتجاريته رغم بيع البضاعة بسعر التكلفة أو بالخسارة؛ كما أن بعض األعمال‪،‬‬
‫مثل سحب الكمبياالت أو تظهيرها‪ ،‬تبقى تجارية رغم عدم توافر قصد املضاربة فيها؛ من ناحية أخرى‪ ،‬فإن اعتماد نظرية‬
‫املضاربة لوحدها سيؤدي إلى إضفاء الصفة التجارية على أعمال تعتبر في أصلها مدنية‪ ،‬كمهنة الطبيب واملحامي‬
‫واملهندس‪ ...‬فعمل هؤالء ليس تجاريا رغم سعيهم من ورائه لتحقيق الربح‪.‬‬

‫ونفس الش يء ينطبق على املعايير القانونية‪ ،‬فالباعث أو السبب ‪-‬مثال‪ -‬يبقى من األمور الباطنية الكامنة داخل‬
‫اإلنسان‪ ،‬فيصبح من الصعب التعرف عليه دون أن يتخذ مظهرا خارجيا‪ ،‬مما يصعب التمييز بين العمل التجاري واملدني‪.‬‬

‫ونظرا لصعوبة تمييز األعمال التجارية عن األعمال املدنية‪ ،‬رغم أخذ املشرع املغربي بأكثر من معيار للتمييز بينها؛‬
‫فإنه لجأ في املادتين السادسة والسابعة على النص بالتحديد على األعمال التي تعد أعماال تجارية‪ ،‬بينما ترك املادة الثامنة‬
‫مفتوحا على كل نشاط يمكن أن يماثل األنشطة الواردة في املادتين السابقتين‪ .‬إضافة إلى ذلك؛ فإن التشريع املغربي لم يلغ‬
‫النظرية الشخصية في املعامالت التجارية رغم ارتكازه أساسا على النظرية املوضوعية‪ ،‬وهو ما يتضح من خالل األعمال‬
‫التجارية بالتبعية التي تستمد وجودها من شخصية التاجر‪.‬‬

‫ورغم التطورات املهمة التي عرفتها مدونة التجارة‪ ،‬السيما على مستوى توسيع نطاق األعمال التجارية (العمل‬
‫الحرفي‪ ،‬البناء واألشغال‪)...‬؛ إال أنها تبقى غير مواكبة للكثير من التطورات االقتصادية والتكنولوجية املستجدة منذ‬
‫إقرارها سنة ‪ .1996‬فالتوجهات العاملية‪ ،‬في ظل تسارع وتيرة العوملة‪ ،‬أصبحت قائمة ‪-‬في جزء كبير منها‪ -‬على التجارة الرقمية‬
‫والتسويق اإللكتروني (‪ .)e-marketing‬وهو ما يبرز الحاجة املاسة لتحيين مقتضيات مدونة التجارة لتشمل األعمال‬
‫التجارية ذات الطابع الرقمي‪.‬‬

‫إلى جانب الصعوبات املذكور والثغرات التي يمكن رصدها؛ فإن تطبيق مقتضيات مدونة التجارة‪ ،‬على ضوء ما‬
‫تقدم وما يستخلصه املتخصصون؛ يبرز محدودية انخراط القضاء التجاري في تدليل الصعوبات أمام املستثمرين املغاربة‬
‫واألجانب‪ ،‬وهو ما قد يساهم في كبح فعالية مدونة األعمال التجارية ويجعل تحقيق األهداف املتوخاة منها دون املستوى‬
‫املأمول‪ ،‬الش يء الذي يستدعي تحيينها وتتميمها‪ ،‬بموازاة تجويد باقي مقتضيات املنظومة التشريعية التي واكبتها‪ ،‬السيما‬
‫بعد مرور أزيد من ثالثة عقود على إقرارها‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫الئحة املراجع‬

‫الكتب‬
‫حنان مخلوف‪ ،‬مبادئ القانون التجاري (األعمال التجارية وشركات األشخاص)‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة بنها‪217 ،2011 ،‬ص‪.‬‬
‫سعاد بنور‪ ،‬النظام القانوني للتجاري وفق آخر املستجدات القانونية واالجتهادات القضائية‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫الدارالبيضاء‪ ،2016 ،‬ص‪.‬‬
‫سعيد الروبيو‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬بدون مطبعة‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالجتماعية واالقتصادية‪ ،‬جامعة محمد األول‪ ،‬وجدة‪،2016 ،‬‬
‫ص‪.‬‬
‫شادلي نور الدين‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪213 ،2003 ،‬ص‪.‬‬
‫شكري أحمد السباعي‪ ،‬الوسيط في قانون التجارة املغربي واملقارن‪ ،‬الجزء األول‪ :‬النظرية العامة للتجارة وبعض األعمال التجارية‪،‬‬
‫مطبعة املعارف الجديدة‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬الرباط‪255 ،1988 ،‬ص‪.‬‬
‫فريدة اليموروي‪ ،‬شرح القانون التجاري‪ :‬األعمال التجارية والتاجر‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬مطبعة بني يزناسن‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬سال‪،2016 ،‬‬
‫ص‪.‬‬
‫فؤاد معالل‪ ،‬شرح القانون الجديد الجزء األول التاجر والنشاط التجاري‪ ،‬اآلفاق املغربية‪ ،‬الطبعة الخامسة‪ ،‬الدارالبيضاء‪،2016 ،‬‬
‫‪343‬ص‪.‬‬
‫محمد أطويف‪ ،‬الوجيز في شرح القانون التجاري‪ ،‬مطبعة األمنية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬الرباط‪ ،2016 ،‬ص‪.‬‬
‫محمد دراريس‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬مكتبة األندلس‪ ،‬وجدة‪84 ،2018 ،‬ص‪.‬‬

‫النصوص القانونية‬
‫القانون رقم ‪ 15.95‬املتعلق بمدونة التجارة‪ ،‬الصادر بتاريخ ‪ 24‬ذي الحجة ‪1416‬هـ (‪ 13‬ماي ‪ ،)1996‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف‬
‫رقم ‪ ،1.96.83‬بتاريخ ‪ 15‬ربيع األول ‪1417‬هـ (املوافق لـفاتح غشت ‪1996‬م)‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ ،4418‬بتاريخ ‪ 03‬أكتوبر‬
‫‪1996‬م‪.‬‬
‫املنشور املتعلق بمسطرة البيع باملزاد العلني‪ ،‬العدد ‪ ،3‬السنة الثانية‪ 17 ،‬يناير ‪ ،2017‬وزارة العدل‪ ،‬اململكة املغربية‬

‫الويبوغرافيا‬
‫موقع يوتيوب ‪https://youtu.be/‬‬

‫‪22‬‬
‫الفهرس‬
‫مقدمة ____________________________________________________________________________‪2‬‬
‫____________________________________________________________‪4‬‬ ‫املطلب األول ‪ :‬األعمال التجارية األصلية‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬األعمال التجارية بطبيعتها __________________________________________________________‪4‬‬
‫أوال ‪ :‬األعمال التجارية املرتبطة بتوزيع السلع واملنتوجات _________________________________________________‪4‬‬
‫‪ .1‬شراء املنقوالت أو اكتراؤها ألجل إعادة بيعها أو تأجيرها ____________________________________________________‪4‬‬
‫أ‪ .‬أن يكون هناك شراء او اكتراء _________________________________________________________‪5‬‬
‫ب‪ .‬االكتراء ووروده على املنقول _________________________________________________________‪5‬‬
‫ج‪ .‬أن يكون الشراء أو االكتراء قد تم بقصد إعادة البيع أو التأجير ________________________________________‪6‬‬
‫د‪ .‬نية تحقيق الربح _______________________________________________________________‪6‬‬
‫‪ .2‬بيع العقار __________________________________________________________________________‪6‬‬
‫‪ .3‬عملية توريد السلع والخدمات ________________________________________________________________‪7‬‬
‫‪ .4‬مقاوالت املستودعات او املخازن‪7_______________________________________________________________ .‬‬
‫‪ .5‬محالت البيع باملزاد العلني __________________________________________________________________‪7‬‬
‫ثانيا ‪ :‬األعمال التجارية املرتبطة بالتصنيع واإلنتاج ___________________________________________________‪7‬‬
‫‪ .1‬العمليات االستخراجية ___________________________________________________________________‪8‬‬
‫‪ .2‬النشاط الصناعي ______________________________________________________________________‪8‬‬
‫‪ .3‬النشاط الحرفي _______________________________________________________________________‪8‬‬
‫‪ .4‬الطباعة والنشر _______________________________________________________________________‪8‬‬
‫‪ .5‬البناء واألشغال العمومية __________________________________________________________________‪8‬‬
‫ثالثا ‪ :‬األعمال التجارية املرتبطة بالخدمات _______________________________________________________‪9‬‬
‫‪ .1‬الخدمات االجتماعية ____________________________________________________________________‪9‬‬
‫أ‪ .‬خدمات النقل ______________________________________________________________________‪9‬‬
‫ب‪ .‬البريد واملواصالت____________________________________________________________________‪9‬‬
‫ج‪ .‬املالهي العمومية ____________________________________________________________________‪9‬‬
‫‪ .2‬خدمات الوساطة _____________________________________________________________________ ‪10‬‬
‫أ‪ .‬السمسرة _______________________________________________________________________ ‪10‬‬
‫ب‪ .‬الوكالة بالعمولة ___________________________________________________________________ ‪10‬‬
‫ج‪ .‬الوكالة التجارية ____________________________________________________________________ ‪11‬‬
‫د‪ .‬مكاتب ووكاالت األعمال ________________________________________________________________ ‪11‬‬
‫‪ .3‬الخدمات املالية ______________________________________________________________________ ‪11‬‬
‫أ‪ .‬عمليات البنوك ____________________________________________________________________ ‪11‬‬
‫ب‪ .‬املعامالت املالية ___________________________________________________________________ ‪12‬‬
‫ج‪ .‬عمليات التأمين باألقساط الثابتة ___________________________________________________________ ‪12‬‬
‫الفقرة الثانية ‪:‬األعمال التجارية الشكلية ___________________________________________________________ ‪12‬‬
‫أوال ‪:‬الكمبيالة والسند ألمر ________________________________________________________________ ‪13‬‬
‫‪ .1‬الكمبيالة _________________________________________________________________________ ‪13‬‬
‫‪ .2‬السند ألمر ________________________________________________________________________ ‪13‬‬
‫ثانيا ‪:‬الشركات التجارية __________________________________________________________________ ‪13‬‬

‫‪23‬‬
‫املطلب الثاني ‪:‬األعمال التجارية األخرى ____________________________________________________________ ‪15‬‬
‫___________________________________________________________ ‪15‬‬ ‫الفقرة األولى ‪:‬األعمال التجارية التبعية‬
‫أوال ‪:‬مبررات وشروط األعمال التجارية بالتبعية ______________________________________________________ ‪15‬‬
‫‪ .1‬مبررات األعمال التجارية بالتبعية _____________________________________________________________ ‪15‬‬
‫‪ .2‬شروط األعمال التجارية بالتبعية _____________________________________________________________ ‪16‬‬
‫أ‪ .‬صدور العمل من طرف تاجر ____________________________________________________________ ‪16‬‬
‫ب‪ .‬أن يكون العمل تابعا لتجارة التاجر ________________________________________________________ ‪16‬‬
‫ثانيا ‪:‬تطبيقات األعمال التجارية بالتبعية _________________________________________________________ ‪16‬‬
‫‪ .1‬العالقات التعاقدية ____________________________________________________________________ ‪17‬‬
‫‪ .2‬العالقات غير التعاقدية __________________________________________________________________ ‪17‬‬
‫أ‪ .‬املسؤولية التقصيرية ________________________________________________________________ ‪17‬‬
‫ب‪ .‬اإلثراء بال سبب __________________________________________________________________ ‪17‬‬
‫الفقرة الثانية ‪:‬األعمال التجارية املختلطة __________________________________________________________ ‪18‬‬
‫أوال ‪:‬النظام القانوني لألعمال املختلطة __________________________________________________________ ‪18‬‬
‫ثانيا ‪:‬آثار األعمال املختلطة ________________________________________________________________ ‪18‬‬
‫‪ .1‬االختصاص واإلثبات ___________________________________________________________________ ‪18‬‬
‫‪ .2‬الرهن والفائدة ______________________________________________________________________ ‪19‬‬
‫خاتمة____________________________________________________________________________ ‪21‬‬
‫الئحة املراجع ________________________________________________________________________ ‪24‬‬
‫الفهرس __________________________________________________________________________ ‪25‬‬

‫‪24‬‬

You might also like