Professional Documents
Culture Documents
المسؤولية المدنية للبنوك
المسؤولية المدنية للبنوك
االئتمان
الطرش محمد
• المطلب الثاني :مسؤولية البنوك بصدد عمليات االئتمان
ان من بين اهم الوظائف االساسية التي تقوم بها البنوك نجد مهمة دعم ثقة الزبون لدى الغير
المتعامل معه ،و ذلك اما من خالل تمكينه مباشرة من المبالغ المالية الكفيلة بمساعدته على
تحقيق مشارعه و انجاز مختلف عملياته ،و اما بالتدخل الى جانبه بصفته كفيال او ضامنا و
ذلك بقصد تعزيز مركزه لدى الدائن الذي يطمئن للتعامل معه بسبب وجوز البنك الى جانبه .
• ما يؤكد من ناحية مدى اهمية الوظيفة التي يلعبه البنك مانع االعتماد في الوقوف الى جانب
المقاوالت التجارية و الصناعية بقصد تنفيذ مشاريعها التي ال تكفيها عادة اموالها الخاصة
لتحقيق ذلك كما انه من جهة اخرى تبرز مدى الخطورة التي يمكن ان تنشا عن عملية منح
االئتمان بالنسبة للبنك اما بسبب الخسارة التي قد تلحقه من جراء عدم قدرته على استرجاع
االموال موضوع القرض او بسبب المسؤولية التي قد يتعرض له عند عدم اتخاذه االحتياط
الالزم عند اقدامه على تقديم االئتمان للزبون دون تقدير المركز المالي للمقاولة او في حالة
امتناعه عن تقديمه مما يعني ان مسؤولية البنك العقدية قد تقوم اتجاه الزبون كما ان
مسؤوليته التقصيرية ايضا قد تثار من قبل الغير
• لفقرة االولى :مسؤولية البنك اتجاه الزبون
يمكن ان تثار مسؤولية البنوك هنا اما بمناسبة فتح االعتماد او اثناء تنفيذ هذا العقد .
اوال :مسؤولية البنوك بسبب منح االعتماد
تتخذ مسوؤلية البنوك هنا عدة اوجه و مظاهر اهمها ترجع اما المتناع البنك عن منح
قروض لفائدة الزبون او لكونه عمد الى منح قروض لفائدته بمناسبة فتح عقد االعتماد
مما يستوجب في بعض الحالة مسؤوليته .
-1مسؤولية البنك نتيجة االخالل بواجب االستعالم
• من المقCرر ان البنCك يملCك حريCة اكCبر بصCدد منح االئتمCان او االعCتراض عليCه و ذلCك على
عكس الحCق في الحسCاب الثCابت للزبCون بمCوجب مقتضCيات القCانون البنكي ،و ذلCك بسCبب
اهميCة عنصCر االعتبCار الشخصCي الCذي تقCوم عليCه عمومCا عمليCات االئتمCان كيفمCا كCان
نوعها و لمدى الخطورة التي قد تترتب عنها في جانب البنك .
• ممCا يعCني انCه يقCع لزومCا على عCاتق البنCك واجب التحCري عن مCدى جCدارة الزبCون باالئتمCان
البنكي حيث اننCCا نجCCده عمليCCا يباشCCر بمجCرد مCCا يتلقى طلبCا في هCCذا االطCار من الزبCCون
بCاجراء تحرياتCه و جمCع كافCة المعلومCات عنCه تمكنCه من وضCع تصCور عCام حCول الوضCعية
لماليCة للزبCون و مCدى مالءتCه و قدرتCه على تنفيCذ التزاماتCه في مواجهتCه ممCا يعCني ان
البنCك اذا مCا اثبت قيامCه قبCل فتح االعتمCاد بكCل مCا يلCزم لالسCتعالم عن الوضCعية الماليCة
للزبCون و في عCدم وجCود مCا يمكن ان يثCير الشCبهة بخصCوص هCذا الوضCع فانCه ال يتحمCل
ايCة مسCؤولية سCواء تجCاه الزبCون او تجCاه الغCير بسCبب مCا الت اليCه الوضCعية الماليCة
للزبون
• نطالقا مما سبق فان البنك يتحمل خطأ يستوجب التعويض ،اما لفائدة الزبون او الغير ،
اذا اقدم هذا االخير على تقديم ائتمان لزبون دون القيام بتحريات الزمة بخصوص مدى
جدارته له ,و هذا ما جرى عليه العمل القضائي حيث نجذ ان هذا االخير يتشدد كثيرا
في عدم احترام البنك لواجب التحري و االستعالم و يرفض في غالبية الحاالت دفوعات
البنوك بخصوص عدم مسؤليتهم لجهلهم الوضعية المالية الحرجة للزبون او عدم
علمهم بكون الزبون في وضعية التوقف عن دفع الديون التي يؤشر على وضعية
ميؤوس منها .
قد يبدو هنا غير منطقي مساءلة البنك بخصوص اقدامه على منح ائتمان لزبون حالة ان
ذلك يدخل ضمن مهامه و انشطته االساسية ،هذا فضال على انه في حالة منح ائتمان
غير مبرر و غير مستحق فان الطرف الذي يتحمل المسؤولية اوال و اخيرا هو المستفيد
ذاته باعتباره االكثر من غيره قدرة على معلرفة وضعيته المالية .
• مCع ذلCك نجCد ان التوجCه الحCالي للقضCاء يسCير في اتجCاه التشCدد بصCدد عCدم احCترام البنCك
لبعض االلتزامCCات الCCتي تقCCع على عاتقCCه من قبيCCل االلCCتزام بCCالتحري و االسCCتعالم عن
ي العديCد من CاالحيCان الCى تحميCل وضCعيCة الزبCون C ،حيث نجCد اCن القضCاء CالفCرنسCي يCذهب ف C
الCبنCك مسCؤولCية الCضCرر اCلCذي لCحCق الشCركCة المسCتفيدة من CاالئتمCاCن ،CبسCب CسCوء تقCديCر
حصCول Cعلى ائتمCان بCاCلرغم الCبنCك لCلخطCأ CالCذي CوقCع فيCه المسCير للCشCركة الCذي تقCدم بطلب لل C
من الوCضCCعية الCماليCCة الحCرجCCة اCلCCتي تCمCCر منهCCا CالشCCركة .كمCCا ان CاخCالل البن Cك CبCCواجب
االسCتعالم بخصCوCص الCزبCون CقCد يتمسCك بهCا ايضCا دائن CالزبCوCن عنCدما تCتCاثر وCضCعيCته Cو
ي بCه منح اCالئتمCان CللزبCون Cمن كونCه في وCضCعية ماليCة CمريحCة وC مصCالحه مCا CقCد يCوح C
يعCاملون Cعلى هCذا اCالسCاس ،و Cلكن CيتضCح في CالواقC Cع ان الوCضCع المCالCي للزCبCون منهCار
تمامCا ،و انCه داCخCل في CنطCاق CاالجCرءات اCلجماعيCة ، CمCمCا يشCكل صCدCمة قCويCة Cلدا CئنCه لCعCدم
وجCود CايCة اCصCول قCد تشCك Cل ضCماCنة لCلوفCاء بالCديوCن ،االمCر الCذي قCد CيCدفع المتCضCرر اCلى
التمسCCك بمسCCؤولية البCنCوك الCCذي CعمCCد الCى تمكيCن الزبCون Cمن اCلقCCروض Cمن اجCل اطاCلCCة
حياتCه التجاريCة بشCكل متصCنع و اعطائCه بالتCالي مظهCر الملئ الذمCة الCذي قCد يغCري الغCير
بالتعامل معه .
• لواقع ان الفقه الفرنسي قد اختلف في هذا الصدد بين من يرى بان البنك ال يجب ان يتحمل
باية مسؤولية في هذا االطار ،مادام ان من دور البنوك هو مساعدة المقاولة التي
تجتاز صعوبات مالية ،و ان ذلك يعد من صميم النشاط البنكي ،و ان معاقبته من جراء
ذلك قد يؤدي بمؤسسات االئتمان من جهة الى االمتناع عن تقديم االئتمان او على االقل
من ناحية اخرى التشدد في شروط منحه .ثم هناك اتجاه آخر يتشدد اكثر في اثارة
مسؤولية البنوك باعتبارها محترفة و قادرة اكثر من غيرها في تقدير الموقف بشان
طلبات االئتمان المقدمة اليها بناء على ما يثقل كاهلها من واجبات باالستعالم و التحري
و اتخاذ الحيطة و الحدر .
و قد ادى هذا االختالف الفقهي على مستوى مسؤولية ابنوك بشان منح االئتمان الى
التمييز بين فرضيتين :
• أ -الحالة التي يكون فيعا الزبون في وضعية مالية حرجة و ميؤوس منها حيث تستوجب
هنا مسؤولية البنك عند فتحه االعتماد في مثل وضعية الزبون ،و ذلك حتى في الحالة
التي يثبت فيها عدم علم البنك حقيقة بمثل هذا الوضع ،مادام ان بمقدوره و لو قام
بواجب التحري الذي يتحمل به ان يقف بيسر على الوضع المالي للزبون طالب االعتماد
ب -الحالة التي يكون فيها فتح االعتماد قد تم تقديمه لزبون في وضعية مالية مريحة ثم
ساءت وضعيته بعد ذلك ،فانه في هذه الحالة ال يمكن مساءلة البنك مادام انه لم يظهر
له عند فتح االعتماد ما يؤكد تدهور وضعه المالية او سيرورته نحو التدهور ،غير ان
البنك يكون ملزما منذ اللحظة التي يتأكد فيها من ان وضعية الزبون قد ساءت لدرجة ال
رجعة فيها ،التوقف عن ضخ االموال و تخفيض قيمة االئتمان الممنوح له الى الحد
الذي يتماشى ووضعه المالي .
• -2مسؤولية البنوك بصدد مدى مالئمة االعتماد لمصلحة الزبون
من الواضح ان البنك اصبح اليوم اكثر من ذي قبل مقيدا بالتزام عدم التعاقد ،حيث انه
يستوجب عليه االمتناع في العديد من الحاالت من منح االئتمان ،و لو اتضحت من ذلك
فائدة او مصلحة بالنسبة اليه .فقبول البنك منح االعتماد لفائدة الزبون قد ال يكون دائما
في مصلحة هذا االخير ،خاصة اذا كان مبلغ االئتمان المطلوب ال يتالئم و حاجيات
الزبون و قدراته ،او اذا كان االئتمان المطلوب يتعلق بتطوير نشاط اقتصادي يظهر من
استقراء الظرفية االقتصادية انه يعيش ازمة ،مما قد يدفع بالزبون الى االستثمار في
ميدان قد ال يجر عليه سوى خسارة مؤكدة .هذا فضال على ان عدم مالئمة االئتمان
للزبون قد يرتبط ايضا بنوع الضمانات التي قد يستلزمها البنك كشرط لحصوله عليه او
حجم العموالت التي يستلزمه تدخل البنك مما قد يرهق كاهل الزبون و يؤثر بالتالي على
قدجرته في مزاولة نشاطه .
ففي كل هذه االحوال و غيرها اذا اتضح عدم مالئمة االئتمان لمصلحة الزبون ،يتعين
على البنك االمتناع عن منحه ،و اال استوجب ذلك مساءلته عن الضرر الذي قد يلحق
الزبون المستفيد او الغير بحكم ان هذا االئتمان قد يكون السب المباشر في تأزيم
وضعيته .فال شك ان البنك يتحمل في هذا االطار بواجب اسداء النصح و االرشاد بشكل
يؤدي الى توجيه الزبون الى نوع االئتمان و حجمه الذي يتماشى وحاجياته
ووضعيته المالية
• و انطالقCا من ذلCك دأب القضCاء على تCرتيب مسCؤولية البنCك في كCل مCرة يتضCح فيهCا بCان هCذا
االخCCير ،عمCCد الى منح اعتمCCاد ال يتناسCCب و القCCدرات الماليCCة للزبCCون ،او تسCCاهل
بخصCوص عCدم اسCداء النصCح حCول مخCاطر العمليCة الCتي يطلب من اجلهCا البنCك ان يمنحCه
االعتمCاد .و يجCد الفقCه تCبريرا لCذلك في ان البنCك شCخص محCترف و لCه القCدرة و الخCبرة
الكافيCة على تقCدير مCدى نجاعCة العمليCة الCتي يسCتدعي تقCديم االئتمCان من اجCل تمويلهCا من
عCدمها .فعلى مسCتوى واجب االعالم يمكن االشCارة هنCا الى مCا ذهبت اليCه محكمCة النقض
الفرنسCCية في قCCرار لهCCا بتCCاريخ 8يونيCCو 1994و الCCتي تتعلCCق واقائعهCCا باقCCدام احCCدى
الشCركات على منح ائتمCان لفائCدة مCزارع من اجCل تمويCل جCزئي لعمليCة اقتنCاء جCرار حيث
الCتزم المقCترض بCاداء قسCط سCنوي من قيمCة القCرض حالCة انCه يتجCاوز حCدود المCدخول
الCذي يمكن ان يCدره عليCه نشCاطه الفالحي .الشCيء الCذي دفCع بمحكمCة النقض الفرنسCية
الى ان تعتCبر بCان المقCترض تصCرف بنCوع من التسCاهل الغCير المسCؤول و سCاهم بالتCالي
بخطئه في الحاق الضرر بالمقترض .
• ثانيا :مسؤولية البنك بسبب االمتناع عن منح االعتماد .
قد يتعرض حق البنك في االمتناع عن منح االعتماد لمجموعة من القيود لعل اهمها
يكمن في الحالة التي يتعلق فيها االمر بحساب لالدخار من اجل اقتناء السكن ،حيث
يكون البنك في هذه الحالة ملزما يتوفير االعتماد الالزم الجل تمويل عملية بناء او
شراء مسكنه وفق الشروط التي يحدد ها االتفاق بين الطرفين ،كما انه من ناحية اخرى
نجد ان البنك يكون ملزما باحترام المدة المحددة لعقد فتح االعتماد ،و ان ال يعمد الى
وضع حد له بارادته المنفردة و بصورة تعسفية تحث طائلة مسؤولته عن الضر الذي قد
يلحق الزبون من جراء ذلك .و عادة ما يتم التمييز في هذا االطار بين حالة انهاء البنك
لعقد فتح االعتماد محدد المدة و بين حالة ما اذا تعلق االمر بعقد اعتماد غير محدد المدة
.
-1فيما يتعلق بعقد االعتماد محدد المدة
• مبدئيا يترتب عن عمد المؤسسة البنكية الى انهاء عقد اعتماد محدد المدة بارادتها
المنفردة الى ترتيب مسؤولية على عاتقها بسبب الضرر الالحق بالمستفيد الن من
مقتضايت العقود عامة التزام الطرفين بتفيذ التزاماتهما المتبادلة بحسن نية و عدم
مبادرته احدهما دون موافقة الطرف االخر بانهائه بمحض ارادته .
مما يعني ان البنك يتعين عليه مبدئيا االستمرار في تقديم االعتماد لفائدة الزبون حتى
انتهاء مدة العقد المبرم بينهما ،غير ان البنك يتحلل من هذا االلتزام في الحالة التي
تطرأ طوارئ على االعتبار الشخصي الذي على ضوئه اقدم البنك على إبرام عقد اعتماد
مع الزبون حيث تتزعزع ثقته في الزبون ،االمر الذي يصبح معه إرغام الزبون على
االستمرارية في العقد الى حين انتهاء مدته مشوبا بنوع من التعسف خصوصا اذا علمنا
ان من شان هذا االستمرار إلحاق أضرار ليس بالمستفيد و البنك فحسب و لكن أيضا
حتى بالنسبة للغير المتعامل مع الزبون .
• ممCا تجCدر اإلشCارة اليCه في هCذا البCاب ان القضCاء الفرنسCي عمCد الى الحCد قCدر اإلمكCان من
امكانيCة البنCك في انهCاء عقCد االعتمCاد محCدد المCدة بإرادتCه المنفCردة و ذلCك في حالCة فقCد
الزبCون المسCتفيد من االعتمCاد الحCدى مقومCات االعتبCار الشخصCي الCتي بCني عليهCا منح
االعتمCاد ،و ذلCك بهCدف حمايCة الزبCون و ان ال يفجCأ بقCرار البنCك القاضCي بوقCف تقCديم
االعتمCاد في وقت قCد يكCون في امس الحاجCة اليCه .ممCا يتضCح معCه ان البنCك ال يملCك الحCق
في وضCح حCد لعقCد االعتمCاد اال في الحالCة الCتي يتاكCد فيهCا بCان المركCز المCالي للزبCون
يعتريCه اضCظراب تكCون معCه وضCعيته الماليCة غCير قابلCة لإلصCالح و التقCويم حيث انCه ال
يجCوز اعمCال هCذا الحCق في الحالCة الCتي يثبت فيهCا على ان وضCعية الزبCون مختلCة بشCكل ال
رجعCCة فيCCه – situation irrémédiablement compromise-هCCذا الحCCل الCCذي
اقCرت بCه محكمCة النقض الفرنسCية في العديCد من قراراتهCا و تم تكريسCه تشCريعيا بمCوجب
المادة في فقرتها الثانية من قانون 24يناير 1984
• -2فيما يتعلق بعقد االعتماد غير المحدد المدة
القاعدة هنا هو ثبوت الحق لكل طرفي العقد في انهائه في أي وقت بمجرد تعبير احدهما
عن رغبته في ذلك .غير ان الصعوبة التي تطرح في هذا االطار تكمن بالدرجة
االساسية في التعارض القائم بين مصالح الطرفين ،ففي الوقت الذي يبدو ان من
مصلحة البنك وضع حد االتفاق الذي يجمه بالزبون لوجود اسباب معتبرة لذلك ،نجد ان
مصلحة الزبون تقضي عكس ذلك و هو رغبة في بقاء البنك على التزامه في تدعيم
مركزه المالي الذي يوفره له هذا العقد .فهل يكون البنك اذن ملزما عند رغبته في
وضع حد لهذا االعتماد تحث طائلة المسؤولية العقدية بضرورة اشعار الزبون بقراره و
اعطائه مهلة لتدبير اموره ام انه ال يقع عليه أي التزام مادام ان العقد هو غير محدد
المدة ؟
و لعل الصعوبة التي قد تعترضنا هو في كيفية اثبات الرابطة السبية القائمة ما بين
الخطأ أي وضع حد االعتماد و الضرر الالحق بالزبون .ففي حالة وضع حد لالعتماد
غير المحدد المدة بشكل غير مبرر و غير مشروع ،فان محكمة النقض الفرنسية قد
ذهبت الى منح قاضي المستعجالت على اساس اجراءات اعادة الحالة الى ما كانت عليه
من ان يامر باستمرار البنك في دعم الزبون .غير ان الحاالت تتباين فيما يتعلق تطبيق
هذا الحل بين كان االنهاء يتعلق بمقاولة او بشخص من الخواص
• أ -انهاء اعتماد مقرر لفائدة مقاولة
ينص الفصل 60فقرة اولى من القانون الفرنسي المؤرخ في 24يناير 1984الذي جاء فيها
بان ” كل مساعدة الجل غير محدد تمنحها احدى مؤسسات االئتمان ال يمكن تخفيضها او وقف
صرفها اال بمقتضى تبيلغ مكتوب و بعد انصرام مدة االشعار المحدد عند منح المساعدة ” .
كما ان الفقرة الثانية من المادة 525من مدونة التجارة تنص على انه ” ال يمكن فسخ
االعتماد المفتوح لمدة غير معينة بصورة صريحة او ضمنية ،و ال تخفيض مدته ،اال بعد
تبليغ اشعار كتابي و انتهاء اجل يحدد عند فتح االعتماد دون ان يقل هذا االجل عن 60يوما .
” غير ان الفقرة الثانية من المادة 60من القانون الفرنسي المسشار اليه اجازت ان يتم
استثناء من قاعدة انهاء عقد فتح االعتماد بدون معلة اشعار في حالتين :
– عندما يصبح الوضع المالي للمستفيد مضطربا و غير قابل لالصالح بالمرة
– و الحالة التي يرتكب فيها المستفيد خطأ جسيما في حق المؤسسة البنكية مانحة االعتماد .
• على ان من بين الصعوبات التي قد تتثار بهذا الصدد تتعلق بمدة اجل االشعار فحسب
المقتضيات السالفة يجب ان يحدد عند فتح االعتماد ،في حين انه في الغالب ال يتم ذلك
مما يتعين معه ضرورة ان يكون االجل معقوال دون ان يقل عن 60يوما .و الكثير من
النزاعات تنجم عن تحديد هذا االجل،و اليمكن في هذا السياق تقرير اجابة مبدئية الن
مدة االشعار هنا تترتب نتيجة لعدة عوامل مثل طبيعة االعتماد و قيمته و مدته .حيث
يتعين على المؤسسة المصرفية في بعض االحيان ضرورة منح مهلة كافية اللزبون قبل
االقدام على وضع حد العتمادها من اجل البحث عن وسيلة اخرى للتمويل .
ب – انهاء عقد االعتماد المقرر لفائدة شخص خاص
ال يمكن تطبيق مقتضيات الفصل 60الفرنسي المشار اليه على االشخاص الخواص مما
يعني انه يتعين فقط هنا تطبيق مقتضيات القانتون العام و انه في حالة االنهاء التعسفي
فان البنك يمكن اثارة مسؤولية بناء على نظرية التعسف في استعمال الحق .
• انيا :مسؤولية البنك ازاء الغير
تثار عادة مسؤولية البنوك بسبب الخطا تجاه الغير بناء على مقتضيات المواد 77و
78من ق ل ع التي يقالبلها المادتين 1382و 1383من القانون المدني الفرنسي ,
و االجتهاد يقدم العديد من االمثلة في هذا الباب مثل الحالة التي يتم في فتح اعتماد الجل
تمويل نشاط غير مشروع او عندما يقبل عن علم كمبياالت مجاملة .
-1مسؤولية البنك عن االخالل بواجب مراقبة استخدام االئتمان في الوجهة المخصص
لها .
ان من بين التساؤالت المطروحة هنا هو معرفة ما اذا كان البنك ملزما بمراقبة اوجه
استعمال االموزال المقدمة من طرفه للزبون في نطاق عقد االعتماد الرابط بينهما .على
اساس ان نفترض هنا ان القرض كان مخصصا لغرض معين و ان المقترض لم يحترم
هذا التخصيص .فهل يمكن للغير الحصول على تعويض عن الضرر الالحق بهم ؟
• جرت العادة في بعض حاالت االئتمان الممنوح للزبون ان يتحمل الزبون بالتزام بعدم انفاق مبلغ االعتماد
في غير الوجهة المحددة في العقد الذي يربطه بالبنك بهذا الخصوص ،و من هذا المنطلق نجد بان
العقود المبرمة بين الطرفين تتضمن في الغالب بنوذا تسمح للبنك في اجراء فحص دوري لحسابات
الزبون و االطالع على جميع المستندات التي من شانها ان تمكنه من اجراء هذه المراقبة و بالتالي
امكانية تقرير و قف االعتماد او التخفيض منه و الكف عن دفع باقي االجزاء المتبقية منه .
فبعد ان كان القضاء في البداية يمتنع عن اثارة مسؤولية البنوك بصدد عدم قيامها بمراقبة استعمال
الزبناء لالعتمادات الممنوحة لهم استقر في النهاية على تقرير مسؤوليته عن الضرر الذي قد يلحق
الزبون او دائنه من جراء عدم تحمل هذا الواجب ,و قد سبق لمحكمة النقض الفرنسية في قرار لها
بتاريخ 18/05/1993ان قضت بمسؤولية البنك تجاه زوجين كانا قد عهدا باشغال ترميم و تجديد
منزلهما الحدى الجمعيات المختصة في ذلك ،وو اللذين قاما بتوكيلها الجل االقتراض من بنكهما
بالنيابة عنهما بقصد انجاز االشغال ،حيث ان المحكمة اعتبرت البنك مانح االعتماد المفتوح لهما
بوصفها و كيلة في ذلك عن الزوجين المذكورين و حملته البنك بالتالي تعويض عن الضرر الذي لحق
بهما من جراء عدم تمكنهما من استرجاع المبالغ المذكورة المدفوعة للجمعية ،بعد ان دخلت هذه
االخيرة في وضعية التوقف عن الدفع ،من غير ان تقوم باجراء اعمال الترميم و التجديد المتعاقد
بشانها .فالقضاء الحديث يحمل البنك المسؤولية اذاكان بمقدوره مراقبة اوجه استعمال االعتمادات
الممنوحة او اذا كان قد التزم بمراقبة اوجه االنشطة المخصصة لها القرض .
• -2مسؤولية البنك في حالة فتح المساطر الجماعية
يحدث عمال التمسك بمسؤولية البنك من جراء عدم اتخاذه االحتياطات الالزمة عند منح
االعتماد لفائدة زبون ،و من جراء ذلك يساهم بشكل او باخر في الزيادة في خسائر
المقاولة و بالتالي فانه عند خضوع هذه االخيرة لمساطر الصعوبات و فتح مسطرة
التسوية اوو التصفية القضائية في مواجهته ،فقد يتم البحث عن مدى مسؤولية البنك
في تردي الوضعية المالية للزبون .
أ -خطأ البنك
• يتمثل الخطأ المثار في مواجهة البنك هنما في منح االعتماد لمقاولة في وضعية مالية حرجة
حيث انه كان على البنك اخذا بعين االعتبار الحالة المالية للمقاولة االمتناع عن تقديم االعتماد
لفائدتها حتى ال يساهم خلق مظهر خادع قد يترتب عنه ضرر اتجاه الغير .على ان تقدير هذا
الخطا يظل من صميم السلطة التقديرية لقاض الموضوع بالرغم من تباين مواقف االجتهااد
القضائي بهذا الشان .
فوضعية المقاولة هي التي ستحدد اذا كان االعتماد الممنوح مبررا ام ال .فمد مدة داب القضاء
عن الحديث عن الحالة التي تكون فيها المقاولة في وضعية مالية حرجة ال رجعة فيها و ال
يمكن تقويمها .غير ان هذا التصريح ال يمكن اباي حال من االحوال تفسير واقعي للحالة .
فهو يخفي في طياته جزء مهما من نشاط البنوك الذي يتمثل في السماح للمقاوالت التي تعيش
وضعية صعبة من تجاوزها .
فالخطا قد يتمثل في منح قروض غير متوافقة مع الحجم المالي للمقاولة حيث يترتب عن ذلك
رغيبة البحث عن اخفاء اعسار المقاولة ،غير انه بالمقابل ال يمكن التمسك بمسؤولية البنك
في حالة منح االعتماد للمقاولة لتقوية سبل نجاح مسطرة التسوية و انقادها من التصفية
القضائية و كانت سبل النجاد في عملية التقويم مؤكدة .الن وضعية المقاولة في مثل هذه
الحاالت لم تصل بعد الى الحد تصبح معها وضعية المقاولة حرجة و غير قابلة الي تقويم .و
على العموم ال يمكن التمسك بمسؤولية البنوك هنا اال اذا كان البنك مانح االعتماد على علم
بهذ الوضعية الحرجة التي توجد عليها المقاولة المقترضة و يعد هذا االمر من بين احد الدفوع
الرئيسية التي تتمسك بها البنوك بهدف التحلل من اية مسؤولية هو ادعاء عدم علمها
بالوضعية المالية الحقيقية للزبون .
• و انطالقا من المبدأ العام فان المدعي يتعين عليه الجل تحميل البنك المسؤولية ان يثبت بان
البنك كان على علم بالوضعية المالية الحرجة للزبون .غير انه ايضا يجب ان ناخذ بعين
االعتبار التزام البنك بواجب االعالم حيث ان المعلومات التي يحصل عليها تتوقف في
جزء منها على دراسة كل حالة على حدة .فهي تتوقف مثال على مدى اهمية القرض
المطلوب و ايضا مصداقية المقاولة .
• ب -دعوى المسؤولية
• انطالقا من القواعد العامة فان الشخص الذي يملك الحق في المطالبة بالتعويض هنا هو
الطرف المتضرر ،و مع ذلك فانه في هذا السياق الوضعية قد تتخذ بعدا خاصا بسبب
خضوع المقاولة لمسطرة التسوية او التصفية القضائية حيث يتعلق االمر بالدفاع عن
مصلحة جماعية .و قد سبق لمحكمة النقض الفرنسية في قرار لها بتاريخ 7يناير
1976ان اعترفت للسنديك بامكانية المطالبة بتعويض عن الضرر الجماعي الذي لحق
بكثلة الدائنيين .و هو االمر الذي كرسه التشريع الفرنسي بموجب الفصل 39-621
من القانون التجاري حيث يثبت لممثل الدائين المعين من طرف المحكمة وحده الحق
التصرف باسم و لمصلحة الدائنيين .و بموجب قرار محكمة النقض الفرنسية الصادر
بتاريخ 16نوفمبر 1993فان المصفي يجد في السلطات الممنوحة له بموجب القانون
بهدف الدفاع عن المصالح الجماعية للدائنين الصفة من اجل ممارسة دعوى المطالبة
بالتعويض ضد كل شخص و لو كان صاحب دين يرجع تاريخه الى ما قبل فتح المساطر
الجماعية مادام ان ذلك ساهم في بسلوكاته الخاطئة في التخفيض من الجانب االيجابي
او تازيم الجانب السلبي .
• ج -الضرر
ان الضرر الذي يلحق الدائنين االخرين للمقاولة صاحبة االعتماد يكمن في المساعدة البنكية التي
اثرت في مالية المقاولة الخاضعة للمسطرة الجماعية و ذلك في جانبها السلبي .
و في هذا السياق يتم عادة التمييز بين صنفين من الدائنين :
الدائنين التي ترجع ديونهم الى ما قبل فتح المسطرة و اوالئك التي تكون ديونهم الحقة .فمن
المؤكد ان الدائنين في الحالة االولى قد لحقهم ضرر حقيقي من جراء منح االعتماد للمقاولة و
حسب القضاء فان هذا الضرر يكون مساويا للفرق ما بين ما حصل عليه الدائنون و ما كان من
الممكن ان يحصلوا عليه لو لم يتم منح االعتماد للمقاولة المدينة أي اذا تم فعال فتح المسطرة
في مواجهة هذه االخيرة في وقت سابق .اما بالنسية للدائنين الالحقين على فتح المسطرة فانهم
يؤاخذون البنك مانح االعتماد على انه خلق مظهررا خادعا على مالئة المقاولة الشيء الذي
دفعم الى التعامل معها من هذا المنطلق ،غير انه في هذا الحالة نجد ايضا بان القضاء يرد هذا
الزعم من خالل تحميل هؤالء المسؤولية بسبب تعاقدهم مع المقاولة المدينة بنوع من الرعونة و
التساهل و من تم التصريح بمسؤولية جزئية فقط على عاتق البنك مانح االعتماد .
على ان تحديد الضرر ايضا هنا يطرح التساؤل حول معايير و ضوابط التمييز ما بين الضرر
الجماعي الذي يملك ممثل الدائين الحق في المطالبة