You are on page 1of 23

‫مسؤولية البنوك بصدد عمليات‬

‫االئتمان‬
‫الطرش محمد‬
‫• المطلب الثاني ‪ :‬مسؤولية البنوك بصدد عمليات االئتمان‬
‫ان من بين اهم الوظائف االساسية التي تقوم بها البنوك نجد مهمة دعم ثقة الزبون لدى الغير‬
‫المتعامل معه ‪ ،‬و ذلك اما من خالل تمكينه مباشرة من المبالغ المالية الكفيلة بمساعدته على‬
‫تحقيق مشارعه و انجاز مختلف عملياته ‪ ،‬و اما بالتدخل الى جانبه بصفته كفيال او ضامنا و‬
‫ذلك بقصد تعزيز مركزه لدى الدائن الذي يطمئن للتعامل معه بسبب وجوز البنك الى جانبه ‪.‬‬
‫• ما يؤكد من ناحية مدى اهمية الوظيفة التي يلعبه البنك مانع االعتماد في الوقوف الى جانب‬
‫المقاوالت التجارية و الصناعية بقصد تنفيذ مشاريعها التي ال تكفيها عادة اموالها الخاصة‬
‫لتحقيق ذلك كما انه من جهة اخرى تبرز مدى الخطورة التي يمكن ان تنشا عن عملية منح‬
‫االئتمان بالنسبة للبنك اما بسبب الخسارة التي قد تلحقه من جراء عدم قدرته على استرجاع‬
‫االموال موضوع القرض او بسبب المسؤولية التي قد يتعرض له عند عدم اتخاذه االحتياط‬
‫الالزم عند اقدامه على تقديم االئتمان للزبون دون تقدير المركز المالي للمقاولة او في حالة‬
‫امتناعه عن تقديمه مما يعني ان مسؤولية البنك العقدية قد تقوم اتجاه الزبون كما ان‬
‫مسؤوليته التقصيرية ايضا قد تثار من قبل الغير‬
‫• لفقرة االولى ‪ :‬مسؤولية البنك اتجاه الزبون‬
‫يمكن ان تثار مسؤولية البنوك هنا اما بمناسبة فتح االعتماد او اثناء تنفيذ هذا العقد ‪.‬‬
‫اوال ‪ :‬مسؤولية البنوك بسبب منح االعتماد‬
‫تتخذ مسوؤلية البنوك هنا عدة اوجه و مظاهر اهمها ترجع اما المتناع البنك عن منح‬
‫قروض لفائدة الزبون او لكونه عمد الى منح قروض لفائدته بمناسبة فتح عقد االعتماد‬
‫مما يستوجب في بعض الحالة مسؤوليته ‪.‬‬
‫‪ -1‬مسؤولية البنك نتيجة االخالل بواجب االستعالم‬
‫• من المق‪C‬رر ان البن‪C‬ك يمل‪C‬ك حري‪C‬ة اك‪C‬بر بص‪C‬دد منح االئتم‪C‬ان او االع‪C‬تراض علي‪C‬ه و ذل‪C‬ك على‬
‫عكس الح‪C‬ق في الحس‪C‬اب الث‪C‬ابت للزب‪C‬ون بم‪C‬وجب مقتض‪C‬يات الق‪C‬انون البنكي ‪ ،‬و ذل‪C‬ك بس‪C‬بب‬
‫اهمي‪C‬ة عنص‪C‬ر االعتب‪C‬ار الشخص‪C‬ي ال‪C‬ذي تق‪C‬وم علي‪C‬ه عموم‪C‬ا عملي‪C‬ات االئتم‪C‬ان كيفم‪C‬ا ك‪C‬ان‬
‫نوعها و لمدى الخطورة التي قد تترتب عنها في جانب البنك ‪.‬‬
‫• مم‪C‬ا يع‪C‬ني ان‪C‬ه يق‪C‬ع لزوم‪C‬ا على ع‪C‬اتق البن‪C‬ك واجب التح‪C‬ري عن م‪C‬دى ج‪C‬دارة الزب‪C‬ون باالئتم‪C‬ان‬
‫البنكي حيث انن‪CC‬ا نج‪CC‬ده عملي‪CC‬ا يباش‪CC‬ر بمج‪C‬رد م‪CC‬ا يتلقى طلب‪C‬ا في ه‪CC‬ذا االط‪C‬ار من الزب‪CC‬ون‬
‫ب‪C‬اجراء تحريات‪C‬ه و جم‪C‬ع كاف‪C‬ة المعلوم‪C‬ات عن‪C‬ه تمكن‪C‬ه من وض‪C‬ع تص‪C‬ور ع‪C‬ام ح‪C‬ول الوض‪C‬عية‬
‫لمالي‪C‬ة للزب‪C‬ون و م‪C‬دى مالءت‪C‬ه و قدرت‪C‬ه على تنفي‪C‬ذ التزامات‪C‬ه في مواجهت‪C‬ه مم‪C‬ا يع‪C‬ني ان‬
‫البن‪C‬ك اذا م‪C‬ا اثبت قيام‪C‬ه قب‪C‬ل فتح االعتم‪C‬اد بك‪C‬ل م‪C‬ا يل‪C‬زم لالس‪C‬تعالم عن الوض‪C‬عية المالي‪C‬ة‬
‫للزب‪C‬ون و في ع‪C‬دم وج‪C‬ود م‪C‬ا يمكن ان يث‪C‬ير الش‪C‬بهة بخص‪C‬وص ه‪C‬ذا الوض‪C‬ع فان‪C‬ه ال يتحم‪C‬ل‬
‫اي‪C‬ة مس‪C‬ؤولية س‪C‬واء تج‪C‬اه الزب‪C‬ون او تج‪C‬اه الغ‪C‬ير بس‪C‬بب م‪C‬ا الت الي‪C‬ه الوض‪C‬عية المالي‪C‬ة‬
‫للزبون‬
‫• نطالقا مما سبق فان البنك يتحمل خطأ يستوجب التعويض ‪ ،‬اما لفائدة الزبون او الغير ‪،‬‬
‫اذا اقدم هذا االخير على تقديم ائتمان لزبون دون القيام بتحريات الزمة بخصوص مدى‬
‫جدارته له ‪ ,‬و هذا ما جرى عليه العمل القضائي حيث نجذ ان هذا االخير يتشدد كثيرا‬
‫في عدم احترام البنك لواجب التحري و االستعالم و يرفض في غالبية الحاالت دفوعات‬
‫البنوك بخصوص عدم مسؤليتهم لجهلهم الوضعية المالية الحرجة للزبون او عدم‬
‫علمهم بكون الزبون في وضعية التوقف عن دفع الديون التي يؤشر على وضعية‬
‫ميؤوس منها ‪.‬‬
‫قد يبدو هنا غير منطقي مساءلة البنك بخصوص اقدامه على منح ائتمان لزبون حالة ان‬
‫ذلك يدخل ضمن مهامه و انشطته االساسية ‪ ،‬هذا فضال على انه في حالة منح ائتمان‬
‫غير مبرر و غير مستحق فان الطرف الذي يتحمل المسؤولية اوال و اخيرا هو المستفيد‬
‫ذاته باعتباره االكثر من غيره قدرة على معلرفة وضعيته المالية ‪.‬‬
‫• م‪C‬ع ذل‪C‬ك نج‪C‬د ان التوج‪C‬ه الح‪C‬الي للقض‪C‬اء يس‪C‬ير في اتج‪C‬اه التش‪C‬دد بص‪C‬دد ع‪C‬دم اح‪C‬ترام البن‪C‬ك‬
‫لبعض االلتزام‪CC‬ات ال‪CC‬تي تق‪CC‬ع على عاتق‪CC‬ه من قبي‪CC‬ل االل‪CC‬تزام ب‪CC‬التحري و االس‪CC‬تعالم عن‬
‫ي العدي‪C‬د من‪ C‬االحي‪C‬ان ال‪C‬ى تحمي‪C‬ل‬ ‫وض‪C‬عي‪C‬ة الزب‪C‬ون ‪C ،‬حيث نج‪C‬د ا‪C‬ن القض‪C‬اء ‪C‬الف‪C‬رنس‪C‬ي ي‪C‬ذهب ف ‪C‬‬
‫ال‪C‬بن‪C‬ك مس‪C‬ؤول‪C‬ية ال‪C‬ض‪C‬رر ا‪C‬ل‪C‬ذي ل‪C‬ح‪C‬ق الش‪C‬رك‪C‬ة المس‪C‬تفيدة من ‪C‬االئتم‪C‬ا‪C‬ن ‪ ،C‬بس‪C‬ب ‪C‬س‪C‬وء تق‪C‬دي‪C‬ر‬
‫حص‪C‬ول ‪C‬على ائتم‪C‬ان ب‪C‬ا‪C‬لرغم‬ ‫ال‪C‬بن‪C‬ك ل‪C‬لخط‪C‬أ‪ C‬ال‪C‬ذي ‪C‬وق‪C‬ع في‪C‬ه المس‪C‬ير لل‪C‬ش‪C‬ركة ال‪C‬ذي تق‪C‬دم بطلب لل ‪C‬‬
‫من الو‪C‬ض‪CC‬عية ال‪C‬مالي‪CC‬ة الح‪C‬رج‪CC‬ة ا‪C‬ل‪CC‬تي ت‪C‬م‪CC‬ر منه‪CC‬ا ‪C‬الش‪CC‬ركة ‪ .‬كم‪CC‬ا ان‪ C‬اخ‪C‬الل البن ‪C‬ك‪ C‬ب‪CC‬واجب‬
‫االس‪C‬تعالم بخص‪C‬و‪C‬ص ال‪C‬زب‪C‬ون ‪C‬ق‪C‬د يتمس‪C‬ك به‪C‬ا ايض‪C‬ا دائن‪ C‬الزب‪C‬و‪C‬ن عن‪C‬دما ت‪C‬ت‪C‬اثر و‪C‬ض‪C‬عي‪C‬ته ‪C‬و‬
‫ي ب‪C‬ه منح ا‪C‬الئتم‪C‬ان‪ C‬للزب‪C‬ون ‪C‬من كون‪C‬ه في و‪C‬ض‪C‬عية مالي‪C‬ة ‪C‬مريح‪C‬ة و‪C‬‬ ‫مص‪C‬الحه م‪C‬ا ‪C‬ق‪C‬د ي‪C‬وح ‪C‬‬
‫يع‪C‬املون‪ C‬على ه‪C‬ذا ا‪C‬الس‪C‬اس ‪ ،‬و‪ C‬لكن ‪C‬يتض‪C‬ح في ‪C‬الواق‪C C‬ع ان الو‪C‬ض‪C‬ع الم‪C‬ال‪C‬ي للز‪C‬ب‪C‬ون منه‪C‬ار‬
‫تمام‪C‬ا ‪ ،‬و ان‪C‬ه دا‪C‬خ‪C‬ل في ‪C‬نط‪C‬اق‪ C‬االج‪C‬رءات ا‪C‬لجماعي‪C‬ة‪ ، C‬م‪C‬م‪C‬ا يش‪C‬كل ص‪C‬د‪C‬مة ق‪C‬وي‪C‬ة ‪C‬لدا ‪C‬ئن‪C‬ه ل‪C‬ع‪C‬دم‬
‫وج‪C‬ود‪ C‬اي‪C‬ة ا‪C‬ص‪C‬ول ق‪C‬د تش‪C‬ك ‪C‬ل ض‪C‬ما‪C‬نة ل‪C‬لوف‪C‬اء بال‪C‬ديو‪C‬ن ‪ ،‬االم‪C‬ر ال‪C‬ذي ق‪C‬د‪ C‬ي‪C‬دفع المت‪C‬ض‪C‬رر ا‪C‬لى‬
‫التمس‪CC‬ك بمس‪CC‬ؤولية الب‪C‬ن‪C‬وك ال‪CC‬ذي ‪C‬عم‪CC‬د ال‪C‬ى تمكي‪C‬ن الزب‪C‬ون ‪C‬من ا‪C‬لق‪CC‬روض ‪C‬من اج‪C‬ل اطا‪C‬ل‪CC‬ة‬
‫حيات‪C‬ه التجاري‪C‬ة بش‪C‬كل متص‪C‬نع و اعطائ‪C‬ه بالت‪C‬الي مظه‪C‬ر الملئ الذم‪C‬ة ال‪C‬ذي ق‪C‬د يغ‪C‬ري الغ‪C‬ير‬
‫بالتعامل معه ‪.‬‬
‫• لواقع ان الفقه الفرنسي قد اختلف في هذا الصدد بين من يرى بان البنك ال يجب ان يتحمل‬
‫باية مسؤولية في هذا االطار ‪ ،‬مادام ان من دور البنوك هو مساعدة المقاولة التي‬
‫تجتاز صعوبات مالية ‪ ،‬و ان ذلك يعد من صميم النشاط البنكي ‪ ،‬و ان معاقبته من جراء‬
‫ذلك قد يؤدي بمؤسسات االئتمان من جهة الى االمتناع عن تقديم االئتمان او على االقل‬
‫من ناحية اخرى التشدد في شروط منحه ‪ .‬ثم هناك اتجاه آخر يتشدد اكثر في اثارة‬
‫مسؤولية البنوك باعتبارها محترفة و قادرة اكثر من غيرها في تقدير الموقف بشان‬
‫طلبات االئتمان المقدمة اليها بناء على ما يثقل كاهلها من واجبات باالستعالم و التحري‬
‫و اتخاذ الحيطة و الحدر ‪.‬‬
‫و قد ادى هذا االختالف الفقهي على مستوى مسؤولية ابنوك بشان منح االئتمان الى‬
‫التمييز بين فرضيتين ‪:‬‬
‫• أ‌‪ -‬الحالة التي يكون فيعا الزبون في وضعية مالية حرجة و ميؤوس منها حيث تستوجب‬
‫هنا مسؤولية البنك عند فتحه االعتماد في مثل وضعية الزبون ‪ ،‬و ذلك حتى في الحالة‬
‫التي يثبت فيها عدم علم البنك حقيقة بمثل هذا الوضع ‪ ،‬مادام ان بمقدوره و لو قام‬
‫بواجب التحري الذي يتحمل به ان يقف بيسر على الوضع المالي للزبون طالب االعتماد‬
‫ب‌‪ -‬الحالة التي يكون فيها فتح االعتماد قد تم تقديمه لزبون في وضعية مالية مريحة ثم‬
‫ساءت وضعيته بعد ذلك ‪ ،‬فانه في هذه الحالة ال يمكن مساءلة البنك مادام انه لم يظهر‬
‫له عند فتح االعتماد ما يؤكد تدهور وضعه المالية او سيرورته نحو التدهور ‪ ،‬غير ان‬
‫البنك يكون ملزما منذ اللحظة التي يتأكد فيها من ان وضعية الزبون قد ساءت لدرجة ال‬
‫رجعة فيها ‪ ،‬التوقف عن ضخ االموال و تخفيض قيمة االئتمان الممنوح له الى الحد‬
‫الذي يتماشى ووضعه المالي ‪.‬‬
‫• ‪ -2‬مسؤولية البنوك بصدد مدى مالئمة االعتماد لمصلحة الزبون‬
‫من الواضح ان البنك اصبح اليوم اكثر من ذي قبل مقيدا بالتزام عدم التعاقد ‪ ،‬حيث انه‬
‫يستوجب عليه االمتناع في العديد من الحاالت من منح االئتمان ‪ ،‬و لو اتضحت من ذلك‬
‫فائدة او مصلحة بالنسبة اليه ‪ .‬فقبول البنك منح االعتماد لفائدة الزبون قد ال يكون دائما‬
‫في مصلحة هذا االخير ‪ ،‬خاصة اذا كان مبلغ االئتمان المطلوب ال يتالئم و حاجيات‬
‫الزبون و قدراته ‪ ،‬او اذا كان االئتمان المطلوب يتعلق بتطوير نشاط اقتصادي يظهر من‬
‫استقراء الظرفية االقتصادية انه يعيش ازمة ‪ ،‬مما قد يدفع بالزبون الى االستثمار في‬
‫ميدان قد ال يجر عليه سوى خسارة مؤكدة ‪ .‬هذا فضال على ان عدم مالئمة االئتمان‬
‫للزبون قد يرتبط ايضا بنوع الضمانات التي قد يستلزمها البنك كشرط لحصوله عليه او‬
‫حجم العموالت التي يستلزمه تدخل البنك مما قد يرهق كاهل الزبون و يؤثر بالتالي على‬
‫قدجرته في مزاولة نشاطه ‪.‬‬
‫ففي كل هذه االحوال و غيرها اذا اتضح عدم مالئمة االئتمان لمصلحة الزبون ‪ ،‬يتعين‬
‫على البنك االمتناع عن منحه ‪ ،‬و اال استوجب ذلك مساءلته عن الضرر الذي قد يلحق‬
‫الزبون المستفيد او الغير بحكم ان هذا االئتمان قد يكون السب المباشر في تأزيم‬
‫وضعيته ‪ .‬فال شك ان البنك يتحمل في هذا االطار بواجب اسداء النصح و االرشاد بشكل‬
‫يؤدي الى توجيه الزبون الى نوع االئتمان و حجمه الذي يتماشى وحاجياته‬
‫ووضعيته المالية‬
‫• و انطالق‪C‬ا من ذل‪C‬ك دأب القض‪C‬اء على ت‪C‬رتيب مس‪C‬ؤولية البن‪C‬ك في ك‪C‬ل م‪C‬رة يتض‪C‬ح فيه‪C‬ا ب‪C‬ان ه‪C‬ذا‬
‫االخ‪CC‬ير ‪ ،‬عم‪CC‬د الى منح اعتم‪CC‬اد ال يتناس‪CC‬ب و الق‪CC‬درات المالي‪CC‬ة للزب‪CC‬ون ‪ ،‬او تس‪CC‬اهل‬
‫بخص‪C‬وص ع‪C‬دم اس‪C‬داء النص‪C‬ح ح‪C‬ول مخ‪C‬اطر العملي‪C‬ة ال‪C‬تي يطلب من اجله‪C‬ا البن‪C‬ك ان يمنح‪C‬ه‬
‫االعتم‪C‬اد ‪ .‬و يج‪C‬د الفق‪C‬ه ت‪C‬بريرا ل‪C‬ذلك في ان البن‪C‬ك ش‪C‬خص مح‪C‬ترف و ل‪C‬ه الق‪C‬درة و الخ‪C‬برة‬
‫الكافي‪C‬ة على تق‪C‬دير م‪C‬دى نجاع‪C‬ة العملي‪C‬ة ال‪C‬تي يس‪C‬تدعي تق‪C‬ديم االئتم‪C‬ان من اج‪C‬ل تمويله‪C‬ا من‬
‫ع‪C‬دمها ‪ .‬فعلى مس‪C‬توى واجب االعالم يمكن االش‪C‬ارة هن‪C‬ا الى م‪C‬ا ذهبت الي‪C‬ه محكم‪C‬ة النقض‬
‫الفرنس‪CC‬ية في ق‪CC‬رار له‪CC‬ا بت‪CC‬اريخ ‪ 8‬يوني‪CC‬و ‪ 1994‬و ال‪CC‬تي تتعل‪CC‬ق واقائعه‪CC‬ا باق‪CC‬دام اح‪CC‬دى‬
‫الش‪C‬ركات على منح ائتم‪C‬ان لفائ‪C‬دة م‪C‬زارع من اج‪C‬ل تموي‪C‬ل ج‪C‬زئي لعملي‪C‬ة اقتن‪C‬اء ج‪C‬رار حيث‬
‫ال‪C‬تزم المق‪C‬ترض ب‪C‬اداء قس‪C‬ط س‪C‬نوي من قيم‪C‬ة الق‪C‬رض حال‪C‬ة ان‪C‬ه يتج‪C‬اوز ح‪C‬دود الم‪C‬دخول‬
‫ال‪C‬ذي يمكن ان ي‪C‬دره علي‪C‬ه نش‪C‬اطه الفالحي ‪ .‬الش‪C‬يء ال‪C‬ذي دف‪C‬ع بمحكم‪C‬ة النقض الفرنس‪C‬ية‬
‫الى ان تعت‪C‬بر ب‪C‬ان المق‪C‬ترض تص‪C‬رف بن‪C‬وع من التس‪C‬اهل الغ‪C‬ير المس‪C‬ؤول و س‪C‬اهم بالت‪C‬الي‬
‫بخطئه في الحاق الضرر بالمقترض ‪.‬‬
‫• ثانيا ‪ :‬مسؤولية البنك بسبب االمتناع عن منح االعتماد ‪.‬‬
‫قد يتعرض حق البنك في االمتناع عن منح االعتماد لمجموعة من القيود لعل اهمها‬
‫يكمن في الحالة التي يتعلق فيها االمر بحساب لالدخار من اجل اقتناء السكن ‪ ،‬حيث‬
‫يكون البنك في هذه الحالة ملزما يتوفير االعتماد الالزم الجل تمويل عملية بناء او‬
‫شراء مسكنه وفق الشروط التي يحدد ها االتفاق بين الطرفين ‪ ،‬كما انه من ناحية اخرى‬
‫نجد ان البنك يكون ملزما باحترام المدة المحددة لعقد فتح االعتماد ‪ ،‬و ان ال يعمد الى‬
‫وضع حد له بارادته المنفردة و بصورة تعسفية تحث طائلة مسؤولته عن الضر الذي قد‬
‫يلحق الزبون من جراء ذلك ‪ .‬و عادة ما يتم التمييز في هذا االطار بين حالة انهاء البنك‬
‫لعقد فتح االعتماد محدد المدة و بين حالة ما اذا تعلق االمر بعقد اعتماد غير محدد المدة‬
‫‪.‬‬
‫‪ -1‬فيما يتعلق بعقد االعتماد محدد المدة‬
‫• مبدئيا يترتب عن عمد المؤسسة البنكية الى انهاء عقد اعتماد محدد المدة بارادتها‬
‫المنفردة الى ترتيب مسؤولية على عاتقها بسبب الضرر الالحق بالمستفيد الن من‬
‫مقتضايت العقود عامة التزام الطرفين بتفيذ التزاماتهما المتبادلة بحسن نية و عدم‬
‫مبادرته احدهما دون موافقة الطرف االخر بانهائه بمحض ارادته ‪.‬‬
‫مما يعني ان البنك يتعين عليه مبدئيا االستمرار في تقديم االعتماد لفائدة الزبون حتى‬
‫انتهاء مدة العقد المبرم بينهما ‪ ،‬غير ان البنك يتحلل من هذا االلتزام في الحالة التي‬
‫تطرأ طوارئ على االعتبار الشخصي الذي على ضوئه اقدم البنك على إبرام عقد اعتماد‬
‫مع الزبون حيث تتزعزع ثقته في الزبون ‪ ،‬االمر الذي يصبح معه إرغام الزبون على‬
‫االستمرارية في العقد الى حين انتهاء مدته مشوبا بنوع من التعسف خصوصا اذا علمنا‬
‫ان من شان هذا االستمرار إلحاق أضرار ليس بالمستفيد و البنك فحسب و لكن أيضا‬
‫حتى بالنسبة للغير المتعامل مع الزبون ‪.‬‬
‫• مم‪C‬ا تج‪C‬در اإلش‪C‬ارة الي‪C‬ه في ه‪C‬ذا الب‪C‬اب ان القض‪C‬اء الفرنس‪C‬ي عم‪C‬د الى الح‪C‬د ق‪C‬در اإلمك‪C‬ان من‬
‫امكاني‪C‬ة البن‪C‬ك في انه‪C‬اء عق‪C‬د االعتم‪C‬اد مح‪C‬دد الم‪C‬دة بإرادت‪C‬ه المنف‪C‬ردة و ذل‪C‬ك في حال‪C‬ة فق‪C‬د‬
‫الزب‪C‬ون المس‪C‬تفيد من االعتم‪C‬اد الح‪C‬دى مقوم‪C‬ات االعتب‪C‬ار الشخص‪C‬ي ال‪C‬تي ب‪C‬ني عليه‪C‬ا منح‬
‫االعتم‪C‬اد ‪ ،‬و ذل‪C‬ك به‪C‬دف حماي‪C‬ة الزب‪C‬ون و ان ال يفج‪C‬أ بق‪C‬رار البن‪C‬ك القاض‪C‬ي بوق‪C‬ف تق‪C‬ديم‬
‫االعتم‪C‬اد في وقت ق‪C‬د يك‪C‬ون في امس الحاج‪C‬ة الي‪C‬ه ‪ .‬مم‪C‬ا يتض‪C‬ح مع‪C‬ه ان البن‪C‬ك ال يمل‪C‬ك الح‪C‬ق‬
‫في وض‪C‬ح ح‪C‬د لعق‪C‬د االعتم‪C‬اد اال في الحال‪C‬ة ال‪C‬تي يتاك‪C‬د فيه‪C‬ا ب‪C‬ان المرك‪C‬ز الم‪C‬الي للزب‪C‬ون‬
‫يعتري‪C‬ه اض‪C‬ظراب تك‪C‬ون مع‪C‬ه وض‪C‬عيته المالي‪C‬ة غ‪C‬ير قابل‪C‬ة لإلص‪C‬الح و التق‪C‬ويم حيث ان‪C‬ه ال‬
‫يج‪C‬وز اعم‪C‬ال ه‪C‬ذا الح‪C‬ق في الحال‪C‬ة ال‪C‬تي يثبت فيه‪C‬ا على ان وض‪C‬عية الزب‪C‬ون مختل‪C‬ة بش‪C‬كل ال‬
‫رجع‪CC‬ة في‪CC‬ه ‪ – situation irrémédiablement compromise-‬ه‪CC‬ذا الح‪CC‬ل ال‪CC‬ذي‬
‫اق‪C‬رت ب‪C‬ه محكم‪C‬ة النقض الفرنس‪C‬ية في العدي‪C‬د من قراراته‪C‬ا و تم تكريس‪C‬ه تش‪C‬ريعيا بم‪C‬وجب‬
‫المادة في فقرتها الثانية من قانون ‪ 24‬يناير ‪1984‬‬
‫• ‪ -2‬فيما يتعلق بعقد االعتماد غير المحدد المدة‬
‫القاعدة هنا هو ثبوت الحق لكل طرفي العقد في انهائه في أي وقت بمجرد تعبير احدهما‬
‫عن رغبته في ذلك ‪ .‬غير ان الصعوبة التي تطرح في هذا االطار تكمن بالدرجة‬
‫االساسية في التعارض القائم بين مصالح الطرفين ‪ ،‬ففي الوقت الذي يبدو ان من‬
‫مصلحة البنك وضع حد االتفاق الذي يجمه بالزبون لوجود اسباب معتبرة لذلك ‪ ،‬نجد ان‬
‫مصلحة الزبون تقضي عكس ذلك و هو رغبة في بقاء البنك على التزامه في تدعيم‬
‫مركزه المالي الذي يوفره له هذا العقد ‪ .‬فهل يكون البنك اذن ملزما عند رغبته في‬
‫وضع حد لهذا االعتماد تحث طائلة المسؤولية العقدية بضرورة اشعار الزبون بقراره و‬
‫اعطائه مهلة لتدبير اموره ام انه ال يقع عليه أي التزام مادام ان العقد هو غير محدد‬
‫المدة ؟‬
‫و لعل الصعوبة التي قد تعترضنا هو في كيفية اثبات الرابطة السبية القائمة ما بين‬
‫الخطأ أي وضع حد االعتماد و الضرر الالحق بالزبون ‪ .‬ففي حالة وضع حد لالعتماد‬
‫غير المحدد المدة بشكل غير مبرر و غير مشروع ‪ ،‬فان محكمة النقض الفرنسية قد‬
‫ذهبت الى منح قاضي المستعجالت على اساس اجراءات اعادة الحالة الى ما كانت عليه‬
‫من ان يامر باستمرار البنك في دعم الزبون ‪ .‬غير ان الحاالت تتباين فيما يتعلق تطبيق‬
‫هذا الحل بين كان االنهاء يتعلق بمقاولة او بشخص من الخواص‬
‫• أ‌‪ -‬انهاء اعتماد مقرر لفائدة مقاولة‬
‫ينص الفصل ‪ 60‬فقرة اولى من القانون الفرنسي المؤرخ في ‪ 24‬يناير ‪ 1984‬الذي جاء فيها‬
‫بان ” كل مساعدة الجل غير محدد تمنحها احدى مؤسسات االئتمان ال يمكن تخفيضها او وقف‬
‫صرفها اال بمقتضى تبيلغ مكتوب و بعد انصرام مدة االشعار المحدد عند منح المساعدة ‪” .‬‬
‫كما ان الفقرة الثانية من المادة ‪ 525‬من مدونة التجارة تنص على انه ” ال يمكن فسخ‬
‫االعتماد المفتوح لمدة غير معينة بصورة صريحة او ضمنية ‪ ،‬و ال تخفيض مدته ‪ ،‬اال بعد‬
‫تبليغ اشعار كتابي و انتهاء اجل يحدد عند فتح االعتماد دون ان يقل هذا االجل عن ‪ 60‬يوما ‪.‬‬
‫” غير ان الفقرة الثانية من المادة ‪ 60‬من القانون الفرنسي المسشار اليه اجازت ان يتم‬
‫استثناء من قاعدة انهاء عقد فتح االعتماد بدون معلة اشعار في حالتين ‪:‬‬
‫– عندما يصبح الوضع المالي للمستفيد مضطربا و غير قابل لالصالح بالمرة‬
‫– و الحالة التي يرتكب فيها المستفيد خطأ جسيما في حق المؤسسة البنكية مانحة االعتماد ‪.‬‬
‫• على ان من بين الصعوبات التي قد تتثار بهذا الصدد تتعلق بمدة اجل االشعار فحسب‬
‫المقتضيات السالفة يجب ان يحدد عند فتح االعتماد ‪ ،‬في حين انه في الغالب ال يتم ذلك‬
‫مما يتعين معه ضرورة ان يكون االجل معقوال دون ان يقل عن ‪ 60‬يوما ‪ .‬و الكثير من‬
‫النزاعات تنجم عن تحديد هذا االجل‪،‬و اليمكن في هذا السياق تقرير اجابة مبدئية الن‬
‫مدة االشعار هنا تترتب نتيجة لعدة عوامل مثل طبيعة االعتماد و قيمته و مدته ‪ .‬حيث‬
‫يتعين على المؤسسة المصرفية في بعض االحيان ضرورة منح مهلة كافية اللزبون قبل‬
‫االقدام على وضع حد العتمادها من اجل البحث عن وسيلة اخرى للتمويل ‪.‬‬
‫ب – انهاء عقد االعتماد المقرر لفائدة شخص خاص‬
‫ال يمكن تطبيق مقتضيات الفصل ‪ 60‬الفرنسي المشار اليه على االشخاص الخواص مما‬
‫يعني انه يتعين فقط هنا تطبيق مقتضيات القانتون العام و انه في حالة االنهاء التعسفي‬
‫فان البنك يمكن اثارة مسؤولية بناء على نظرية التعسف في استعمال الحق ‪.‬‬
‫• انيا ‪ :‬مسؤولية البنك ازاء الغير‬
‫تثار عادة مسؤولية البنوك بسبب الخطا تجاه الغير بناء على مقتضيات المواد ‪ 77‬و‬
‫‪ 78‬من ق ل ع التي يقالبلها المادتين ‪ 1382‬و ‪ 1383‬من القانون المدني الفرنسي ‪,‬‬
‫و االجتهاد يقدم العديد من االمثلة في هذا الباب مثل الحالة التي يتم في فتح اعتماد الجل‬
‫تمويل نشاط غير مشروع او عندما يقبل عن علم كمبياالت مجاملة ‪.‬‬
‫‪ -1‬مسؤولية البنك عن االخالل بواجب مراقبة استخدام االئتمان في الوجهة المخصص‬
‫لها ‪.‬‬
‫ان من بين التساؤالت المطروحة هنا هو معرفة ما اذا كان البنك ملزما بمراقبة اوجه‬
‫استعمال االموزال المقدمة من طرفه للزبون في نطاق عقد االعتماد الرابط بينهما ‪ .‬على‬
‫اساس ان نفترض هنا ان القرض كان مخصصا لغرض معين و ان المقترض لم يحترم‬
‫هذا التخصيص ‪ .‬فهل يمكن للغير الحصول على تعويض عن الضرر الالحق بهم ؟‬
‫• جرت العادة في بعض حاالت االئتمان الممنوح للزبون ان يتحمل الزبون بالتزام بعدم انفاق مبلغ االعتماد‬
‫في غير الوجهة المحددة في العقد الذي يربطه بالبنك بهذا الخصوص‪ ،‬و من هذا المنطلق نجد بان‬
‫العقود المبرمة بين الطرفين تتضمن في الغالب بنوذا تسمح للبنك في اجراء فحص دوري لحسابات‬
‫الزبون و االطالع على جميع المستندات التي من شانها ان تمكنه من اجراء هذه المراقبة و بالتالي‬
‫امكانية تقرير و قف االعتماد او التخفيض منه و الكف عن دفع باقي االجزاء المتبقية منه ‪.‬‬
‫فبعد ان كان القضاء في البداية يمتنع عن اثارة مسؤولية البنوك بصدد عدم قيامها بمراقبة استعمال‬
‫الزبناء لالعتمادات الممنوحة لهم استقر في النهاية على تقرير مسؤوليته عن الضرر الذي قد يلحق‬
‫الزبون او دائنه من جراء عدم تحمل هذا الواجب ‪ ,‬و قد سبق لمحكمة النقض الفرنسية في قرار لها‬
‫بتاريخ ‪ 18/05/1993‬ان قضت بمسؤولية البنك تجاه زوجين كانا قد عهدا باشغال ترميم و تجديد‬
‫منزلهما الحدى الجمعيات المختصة في ذلك ‪ ،‬وو اللذين قاما بتوكيلها الجل االقتراض من بنكهما‬
‫بالنيابة عنهما بقصد انجاز االشغال ‪ ،‬حيث ان المحكمة اعتبرت البنك مانح االعتماد المفتوح لهما‬
‫بوصفها و كيلة في ذلك عن الزوجين المذكورين و حملته البنك بالتالي تعويض عن الضرر الذي لحق‬
‫بهما من جراء عدم تمكنهما من استرجاع المبالغ المذكورة المدفوعة للجمعية ‪ ،‬بعد ان دخلت هذه‬
‫االخيرة في وضعية التوقف عن الدفع ‪ ،‬من غير ان تقوم باجراء اعمال الترميم و التجديد المتعاقد‬
‫بشانها ‪ .‬فالقضاء الحديث يحمل البنك المسؤولية اذاكان بمقدوره مراقبة اوجه استعمال االعتمادات‬
‫الممنوحة او اذا كان قد التزم بمراقبة اوجه االنشطة المخصصة لها القرض ‪.‬‬
‫• ‪ -2‬مسؤولية البنك في حالة فتح المساطر الجماعية‬
‫يحدث عمال التمسك بمسؤولية البنك من جراء عدم اتخاذه االحتياطات الالزمة عند منح‬
‫االعتماد لفائدة زبون ‪ ،‬و من جراء ذلك يساهم بشكل او باخر في الزيادة في خسائر‬
‫المقاولة و بالتالي فانه عند خضوع هذه االخيرة لمساطر الصعوبات و فتح مسطرة‬
‫التسوية اوو التصفية القضائية في مواجهته ‪ ،‬فقد يتم البحث عن مدى مسؤولية البنك‬
‫في تردي الوضعية المالية للزبون ‪.‬‬
‫أ‌‪ -‬خطأ البنك‬
‫• يتمثل الخطأ المثار في مواجهة البنك هنما في منح االعتماد لمقاولة في وضعية مالية حرجة‬
‫حيث انه كان على البنك اخذا بعين االعتبار الحالة المالية للمقاولة االمتناع عن تقديم االعتماد‬
‫لفائدتها حتى ال يساهم خلق مظهر خادع قد يترتب عنه ضرر اتجاه الغير ‪ .‬على ان تقدير هذا‬
‫الخطا يظل من صميم السلطة التقديرية لقاض الموضوع بالرغم من تباين مواقف االجتهااد‬
‫القضائي بهذا الشان ‪.‬‬
‫فوضعية المقاولة هي التي ستحدد اذا كان االعتماد الممنوح مبررا ام ال ‪ .‬فمد مدة داب القضاء‬
‫عن الحديث عن الحالة التي تكون فيها المقاولة في وضعية مالية حرجة ال رجعة فيها و ال‬
‫يمكن تقويمها ‪ .‬غير ان هذا التصريح ال يمكن اباي حال من االحوال تفسير واقعي للحالة ‪.‬‬
‫فهو يخفي في طياته جزء مهما من نشاط البنوك الذي يتمثل في السماح للمقاوالت التي تعيش‬
‫وضعية صعبة من تجاوزها ‪.‬‬
‫فالخطا قد يتمثل في منح قروض غير متوافقة مع الحجم المالي للمقاولة حيث يترتب عن ذلك‬
‫رغيبة البحث عن اخفاء اعسار المقاولة ‪ ،‬غير انه بالمقابل ال يمكن التمسك بمسؤولية البنك‬
‫في حالة منح االعتماد للمقاولة لتقوية سبل نجاح مسطرة التسوية و انقادها من التصفية‬
‫القضائية و كانت سبل النجاد في عملية التقويم مؤكدة ‪ .‬الن وضعية المقاولة في مثل هذه‬
‫الحاالت لم تصل بعد الى الحد تصبح معها وضعية المقاولة حرجة و غير قابلة الي تقويم ‪ .‬و‬
‫على العموم ال يمكن التمسك بمسؤولية البنوك هنا اال اذا كان البنك مانح االعتماد على علم‬
‫بهذ الوضعية الحرجة التي توجد عليها المقاولة المقترضة و يعد هذا االمر من بين احد الدفوع‬
‫الرئيسية التي تتمسك بها البنوك بهدف التحلل من اية مسؤولية هو ادعاء عدم علمها‬
‫بالوضعية المالية الحقيقية للزبون ‪.‬‬
‫• و انطالقا من المبدأ العام فان المدعي يتعين عليه الجل تحميل البنك المسؤولية ان يثبت بان‬
‫البنك كان على علم بالوضعية المالية الحرجة للزبون ‪ .‬غير انه ايضا يجب ان ناخذ بعين‬
‫االعتبار التزام البنك بواجب االعالم حيث ان المعلومات التي يحصل عليها تتوقف في‬
‫جزء منها على دراسة كل حالة على حدة ‪ .‬فهي تتوقف مثال على مدى اهمية القرض‬
‫المطلوب و ايضا مصداقية المقاولة ‪.‬‬
‫• ب‌‪ -‬دعوى المسؤولية‬
‫• انطالقا من القواعد العامة فان الشخص الذي يملك الحق في المطالبة بالتعويض هنا هو‬
‫الطرف المتضرر ‪،‬و مع ذلك فانه في هذا السياق الوضعية قد تتخذ بعدا خاصا بسبب‬
‫خضوع المقاولة لمسطرة التسوية او التصفية القضائية حيث يتعلق االمر بالدفاع عن‬
‫مصلحة جماعية ‪ .‬و قد سبق لمحكمة النقض الفرنسية في قرار لها بتاريخ ‪ 7‬يناير‬
‫‪ 1976‬ان اعترفت للسنديك بامكانية المطالبة بتعويض عن الضرر الجماعي الذي لحق‬
‫بكثلة الدائنيين ‪ .‬و هو االمر الذي كرسه التشريع الفرنسي بموجب الفصل ‪39-621‬‬
‫من القانون التجاري حيث يثبت لممثل الدائين المعين من طرف المحكمة وحده الحق‬
‫التصرف باسم و لمصلحة الدائنيين ‪ .‬و بموجب قرار محكمة النقض الفرنسية الصادر‬
‫بتاريخ ‪ 16‬نوفمبر ‪ 1993‬فان المصفي يجد في السلطات الممنوحة له بموجب القانون‬
‫بهدف الدفاع عن المصالح الجماعية للدائنين الصفة من اجل ممارسة دعوى المطالبة‬
‫بالتعويض ضد كل شخص و لو كان صاحب دين يرجع تاريخه الى ما قبل فتح المساطر‬
‫الجماعية مادام ان ذلك ساهم في بسلوكاته الخاطئة في التخفيض من الجانب االيجابي‬
‫او تازيم الجانب السلبي ‪.‬‬
‫• ج‪ -‬الضرر‬
‫ان الضرر الذي يلحق الدائنين االخرين للمقاولة صاحبة االعتماد يكمن في المساعدة البنكية التي‬
‫اثرت في مالية المقاولة الخاضعة للمسطرة الجماعية و ذلك في جانبها السلبي ‪.‬‬
‫و في هذا السياق يتم عادة التمييز بين صنفين من الدائنين ‪:‬‬
‫الدائنين التي ترجع ديونهم الى ما قبل فتح المسطرة و اوالئك التي تكون ديونهم الحقة ‪ .‬فمن‬
‫المؤكد ان الدائنين في الحالة االولى قد لحقهم ضرر حقيقي من جراء منح االعتماد للمقاولة و‬
‫حسب القضاء فان هذا الضرر يكون مساويا للفرق ما بين ما حصل عليه الدائنون و ما كان من‬
‫الممكن ان يحصلوا عليه لو لم يتم منح االعتماد للمقاولة المدينة أي اذا تم فعال فتح المسطرة‬
‫في مواجهة هذه االخيرة في وقت سابق ‪ .‬اما بالنسية للدائنين الالحقين على فتح المسطرة فانهم‬
‫يؤاخذون البنك مانح االعتماد على انه خلق مظهررا خادعا على مالئة المقاولة الشيء الذي‬
‫دفعم الى التعامل معها من هذا المنطلق ‪ ،‬غير انه في هذا الحالة نجد ايضا بان القضاء يرد هذا‬
‫الزعم من خالل تحميل هؤالء المسؤولية بسبب تعاقدهم مع المقاولة المدينة بنوع من الرعونة و‬
‫التساهل و من تم التصريح بمسؤولية جزئية فقط على عاتق البنك مانح االعتماد ‪.‬‬
‫على ان تحديد الضرر ايضا هنا يطرح التساؤل حول معايير و ضوابط التمييز ما بين الضرر‬
‫الجماعي الذي يملك ممثل الدائين الحق في المطالبة‬

You might also like