You are on page 1of 25

‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬

‫جامعة عباس الغرور – خنشلة‬

‫كلية الحقوق و العلوم السياسية‬


‫قسم الحقوق‬
‫السنة الثانية ‪LMD‬‬

‫اشراف االستاذ ‪ /‬بوخيرة حسين‬

‫الطالب سديرة هشام‬


‫المجموعة ‪ /‬ب‬
‫الفوج ‪16‬‬

‫ب‪2‬ح‪2‬ث‪ 2‬ح‪2‬ـــو‪2‬ل‪2‬‬
‫و‪2‬س‪2‬ا‪2‬ئ‪2‬ل‪ 2‬ا‪2‬ك‪2‬ر‪2‬ا‪2‬ه‪ 2‬ا‪2‬ل‪2‬م‪2‬د‪2‬ي‪2‬ن‪ 2‬ع‪2‬ل‪2‬ى‪ 2‬ا‪2‬ل‪2‬ت‪2‬ن‪2‬ف‪2‬ي‪2‬ذ‪ 2‬ا‪2‬ل‪2‬ع‪2‬ي‪2‬ن‪2‬ي‪2‬‬
‫ا‪2‬ل‪2‬غ‪2‬ر‪2‬ا‪2‬م‪2‬ة‪ 2‬ا‪2‬ل‪2‬م‪2‬ا‪2‬ل‪2‬ي‪2‬ة‪ 2‬و‪ 2‬ا‪2‬ل‪2‬ع‪2‬ق‪2‬و‪2‬ب‪2‬ة‪ 2‬ا‪2‬ل‪2‬ت‪2‬ه‪2‬د‪2‬ي‪2‬د‪2‬ي‪2‬ة‪2‬‬

‫السنة الدراسة ‪2020/2021‬‬


‫مقدمه‬
‫المبحث االول ‪ :‬ماهيه التنفيذ العينى‬ ‫‪‬‬
‫‪ -‬المطلب االول ‪:‬تعريف التنفيذ العينى‬
‫‪ -‬المطلب الثانى ‪ :‬شروط التنفيذ العينى‬

‫المبحث الثانى ‪ :‬كيفيه التنفيذ العينى‬ ‫‪‬‬


‫‪ -‬المطلب االول ‪:‬االلتزام باعطاء‬
‫‪ -‬المطلب الثانى ‪:‬االلتزام بعمل‬
‫‪ -‬المطلب الثالث‪ :‬االمتناع عن العمل‬

‫المبحث الثالث‪ :‬وسائل اكراه المدين على التنفيذ‬ ‫‪‬‬


‫‪ -‬المطلب االول ‪ :‬االكراه البدنى‬
‫‪ -‬المطلب الثانى ‪ :‬الغرامه التهديدية‬
‫‪ -‬المطلب الثالث ‪ :‬خصائص الحكم بالغرامه التهديدية‬
‫الخاتمة‬
‫‪ ‬‬
‫مقدمة‪2:‬‬

‫التنفيذ العيني لاللتزام‪ ،‬إما أن يتم من طرف المدين باختياره (وهذا هو الوفاء الذي سندرس‪00‬ه‬
‫بصدد انقضاء االلتزام)‪ ،‬وإما أن يتم تنفي‪00‬ذ االل‪00‬تزام عين‪00‬ا لكن دون ت‪00‬دخل الم‪00‬دين ولكن على‬
‫نفقة الم‪00‬دين المخ‪00‬ل (م ‪ 170 :‬م‪00‬دني)‪ ،‬أو أن يتم التنفي‪00‬ذ العي‪00‬ني عن طري‪00‬ق استص‪00‬دار حكم‬
‫قضائي يقوم مقام التنفيذ العيني (م‪ 171 :‬مدني)‪ ،‬وأحيانا أخرى يكون التنفيذ العيني لاللتزام‬
‫بحكم القانون (كما هو حال انتقال الملكية في المنقوالت بمجرد العقد متى كانت معينة ب‪00‬ذاتها‬
‫(م ‪ 165 :‬مدني) وقد يكون التنفي‪00‬ذ العي‪00‬ني أخ‪00‬يرا – إذا لم يكن محل‪00‬ه مبل‪00‬غ نق‪00‬دي ابت‪00‬داء أو‬
‫انتهاء كما في التعويض النقدي – عن طريق جبر المدين بواسطة الق‪00‬وة العمومي‪00‬ة (على ي‪00‬د‬
‫محضر) كطرد مستأجر‪ ،‬أو تسليم بضاعة امتنع الم‪00‬دين عن تس‪00‬ليمها‪ ،‬أو تس‪00‬ليم ول‪00‬د قاص‪00‬ر‬
‫إلى من وجبت ل‪00‬ه حض‪00‬انته ‪ ...‬على أن‪00‬ه قب‪00‬ل أن نص‪00‬ل إلى مرحل‪00‬ة ه‪00‬ذا الن‪00‬وع من التنفي‪00‬ذ‬
‫العيني‪ ،‬مكن المشرع الدائن من وسائل قانوني‪0‬ة يس‪0‬تطيع بمقتض‪0‬اها ج‪0‬بر الم‪0‬دين أو الض‪0‬غط‬
‫عليه كي ينفذ التزامه عينا‪ ،‬ومن ه‪00‬ذه الوس‪00‬ائل ‪:‬التهدي‪00‬د الم‪00‬الي والح‪00‬ق في الحبس واإلك‪00‬راه‬
‫البدني‪.‬‬
‫و الغرض من هـــذا الـبحـث هـــوالتـأكـيد‪ 0‬علــى تنــفيــذ االحـــكـام القضـــائيــة والبـحث‬
‫فى التنفيــذ العينــى ومعـرفـة كـيفية الـتنفيـذ ووســائل اكراه المدين علــى التنــفيـذ من حيث‬
‫االكــراه البدنى أو الغــرامة التهــديــدية‪ 0‬النــه فــى الواقــــع ال قــيمـــة للقانـــون بــدون‬
‫تنــفـيــــذ‪ 0‬وال قـيمــــة الحــكـام القضــاء بــدون تنـفيــذهــا وال قيمــة لمبـدأ الـــشرعــية‬
‫فـــى الدولـــة مـا لــم يقـترن بمبـــدأ آخــر مضمــونة‪ 0‬احـترام أحـكــام القضـــاء وضمان‬
‫تنــفيذهـا ‪ ،‬واال فماذا يجـدى ان يجـتهد القاضى ويبتـكرفـى ايجاد الحلـول بما يتــالئم‬
‫وصون الحقوق والحريات والمشروعية اذا كانت احكامه مصيرها عدم التنفيذ والموت ‪.‬‬
‫المبحث االول‪ :‬ماهية التنفيذ العينى‬
‫المطلب االول – تعريف التنفيذ العينى‬
‫‪ ‬التنفيذ العينى هو االصل‬
‫التنفيذ هو تحقيق ما ينص عليه سند الدائن‪.‬‬

‫الــــتنفـيـــذ االخــــــتيارى‬
‫هـــــو ان يقـــوم المدين بتحـــقيـق مــا ينـص علــيه ســـــند الدائـن مختــــارا ‪ ،‬ولـــم‬
‫يضـع القانــــون‪ 0‬اجــــراءات مــعينة يتـم بهــا الــتنـفيـذ االخــتيــارى كما لـم يعــين طرقــا‬
‫ينبغـــى اتباعـها فـــى ذلـك‪ _  ‬اال فــــى حالــة امـتنــاع الـدائــن‪ 0‬عـن تسـلـــم الحـق‬
‫المطـلوب لــــه ‪  ،‬فهنا يسمح المشرع للمدين بأن يتخذ إجراءات العرض وااليداع‬
‫المنصوص‪  ‬عليها حيث يـجـب على المـديـــن أن يــودع المطـلوب‪ 0‬خـــزانــة المحكــمة‬
‫بعـــد أن يعـرضه على الـدائـن عرضا حقـيـقيـا ‪ ،‬ثـم يترتب على القيام بهذه االجراءات‬
‫إبراء ذمة المدين إذا قبل الدائن العرض أو صدور حكم نهائى بصحة العرض واإليداع‪.  ‬‬
‫التنفيـذ الجـبـرى اذا لم يقـم المدين بالوفاء اخــــتيارا أجـــبرته الســـلطــة‪ 0‬العـــامـة علـــى‬
‫الــتنـفـيـذ‪ 0‬تحــــت اشراف القضاء بعــد طلـب الدائن وتحـقــق شـــــروط مــــعـينة ‪.‬‬
‫وفى جميع األحوال يعتبر التنفيذ أختياريا ‪ ،‬ولو قام المدين مدفوعا بالخوف من قهره على‬
‫الوفاء بواسطة ما أعده التنظيم القانونى من وسائل ‪ ،‬فالتنفيذ حتى فى الحالة يبقى تنفيذا‬
‫اختياريا ‪.‬‬
‫الـــــــتنفيذ الجبرى‬
‫من المعلوم انه اذا لـم يقـم المدين بتنفـيـذ التزامه مختارا‪ ,‬كان للدائن ان يجـبره على هـذا‬
‫التنفيذ ‪ ,‬ولكن ليس كل التزام يمتنع المدين عـن الوفاء به اختيارا يكون من شأنه ان يفتـح‪ ‬‬
‫باب التنفـيذ الجبري امام الدائن ‪ ,‬وانما يكون التنفيذ الجبرى ممـكنا للـدائن اذا كـان الـتزام‬
‫المدين الـتزاما مدينا ولـيس الـتزاما طـبيعيا‬
‫االلتزام المدني ‪:‬‬
‫هو االلتزام التام او الكامل الذي يشتمل على عنصرين ‪:‬‬
‫عنصرالمديونيه أي ان هناك واجب على المدين الوفاء به أي ان هناك التزام ( دين ) على‬
‫المدين الوفاء به‪.‬‬
‫عنصرالمســــؤوليه أى انه يمكـن للدائن قـهــر المديـن علـى الوفاء اذا امـــتنـع عـن الوفاء‬
‫به اختيارا‪.‬‬
‫اما اذا تـــوافـر‪ 0‬عنصــر المديونيه وانعـــدم عنصـــر‪ 0‬المسـئووليه فـى هـــذه الحالـه يـطلـق‬
‫علــــى االلـــتزام‪   ‬الــــتزام‪ 0‬طـبيـــعـى‬
‫االلتزام المدنى ‪ -1:‬عنصرالمديونيه‪ -2    0‬عنصرالمسؤوليه‪0.‬‬
‫االلتزام الطبيعى‪ :  ‬عنصرالمديونيه فقط‪.‬‬
‫االلتزام الطبيعي ‪:‬‬
‫االلتزام الطبيعى وان كان ال يمكن أن يجبر صاحبه على تنفيذه إال انه إذ أقدم باختياره على‬
‫تنفيذه فإنه ينفذ ما هو ملتزم به ‪ ،‬ونتيجة لذلك ال يستطيع الموفى بالتزام طبيعيا أن يطالب‬
‫باسترداد ما أداه باختياره قاصدا أن يوفى التزاما طبيعيا ‪.‬‬
‫فهو التزام قوامه عنصر المديونيه ويتخلف فيه عنصرالمسؤوليه‪ 0,‬ومعنى ذلك انه اذا كان‪ ‬‬
‫المدين به ملتزم بالوفاء فأنه اليمكن اجباره عليه ‪ ,‬أي ان المدين‪  ‬بالتزام طبيعـى اليمـكن‬
‫اجباره على الوفاء به‪.‬‬
‫” امــثــلـــــة‪ 0‬عــلـــــى االلـــــــــتزام‪ 0‬الــــطبيعــــــى‪. ” 0‬‬
‫تعويض الغير عما اصابه من ضرر على الرغم من عدم توافراركان المسؤوليه‪.‬‬
‫واجب مساعدة األقارب الذين التجب نفقتهم قانونا عليه ‪.‬‬

‫التنفيذ الفردى والتنفيذ الجماعى ‪.‬‬


‫كـــالهــما تنـــفيذ جــــــبرى وقضائــــى ‪.‬‬

‫التنفيذ الفردى يهدف الى أداء حق دائن معين عندما يمتنع المدين عن أداء الحق اختيارا ‪،‬‬
‫ولذلك فهو يتم بتحويل مال معين للمدين الى نقود ليوفى منها حق الدائن وقد نظم قانون‬
‫المرافعات هذا النوع من التنفيذ ‪.‬‬

‫التنفيذ الجماعى وهو االفالس فيهدف الى تصفية شاملة لمصلحة جميع الدائنين عندما‬
‫يتوقف التاجر عن دفع ديونه ‪.‬‬

‫فيفترض اعساره وتنشـأ الحاجة الى حماية جميع دائنيـه ‪ ،‬ولذلك يتـم هـذا النوع مـن التنفيذ‬
‫بتصفية‪  ‬ذمة التاجر المدين تصفية كاملة تمهيـدا لتوزيع ناتج التصفية علـى الدائنين قسـمة‬
‫غرماء وقـد نظـم القانون التجارى هـذا النوع مـن التنفيـذ ‪.‬‬
‫مفاهيم التنفيذ العينى‬
‫هو تنفيذ عين ما التزام به المدين واالصل فى التنفيذ الجبرى ان يكون عينيا وهو‬ ‫‪‬‬
‫حق الدائن وواجب المدين فأذا طلبه الدائن فال يجوز للمدين ان يعدل عنه الى التعويض‬
‫وأذا عرضه المدين فليس للدائن ان يرفضه ‪.‬‬
‫ومن ثم كان مناط الحكم بالتنفيذ العينى طلبه من الدائن او عرضه من المدين ‪.‬‬

‫هو تحقـيق عيـن ما نص علـيه سند الدائـن ‪ ،‬فاالصل ان ينصب التنفيذ على عيـن‬ ‫‪‬‬
‫ما نـص علـيه السند ‪ ،‬فأذا نص السند على تسليم مسكن معين يكون التنفيذ بتسليم المسكن‬
‫عينه وأذا نص السند على هدم جدار معين او اغالق محل معين‪  ‬فالتنفيذ يكون بهدم‬
‫الجدار ذاته‪  ‬او باغالق المحل عينه ويسمى هذا التنفيذ عينيا ‪.‬‬
‫هو التنـفيذ الذي يجـريه الموظف العـام تحـت إشـراف القضاء ورقـابت ِه ‪ ،‬لتنفـيذ‬ ‫‪‬‬
‫حـكم أو سند تنفيذي آخر ‪ ،‬يعطـيه القانون قوة تنفـيذية ‪ ،‬وبالقوة الجبـرية عند االقتضاء ‪،‬‬
‫فهو اقتضـاء حق لشخص في ذمة شخص آخر‪.‬‬
‫أن يتـم اتخاذ ســلسـلة من اإلجـراءات تحـت إشـراف القضـاء ‪ ،‬اقتضــا ًء لحـق‬ ‫‪‬‬
‫شخــص فـى ذمة شخـص آخر‪ ،‬لتنفيذ حكم قضـائى أو ســند تنفـيـذي يعـطي ِه القانـون‬
‫القـوة التنفـيذية‪.‬‬
‫هو حق اجرائى يعترف بمقتضاه قانون المرافعات للدائن بمكنة أو سلطة تحريك‬ ‫‪‬‬
‫الجهاز القضائى فى الدولة لمباشرة إجراءات التنفيذ الجبرى فى مواجهة المنفذ ضده‬
‫( المدين فى السند التنفيذى‪.‬‬
‫التنفيذ العينى لاللتزام أداء عين أو ذات ما التزم به المدين وفقا لالتفاق أو‬ ‫‪‬‬
‫بالطريقة المحددة له قانونا ‪.‬‬
‫المــطلب الثانــى ‪ :‬شـروط التنـفـيذ العـينــــى –‬
‫الشرط االول ‪ :‬أن يـكون التنفيــذ العينــى ممـكنا ‪.‬‬
‫أن يكون التنفيذ العينى ممكنا فاذا اصبح هذا التنفيذ مستحيال ‪،‬سواء رجعت االستحالة الـى‬
‫سبب اجنبى او كانت بخطأ المدين ‪،‬لم تعد هناك جدوى من المطالبة بالتنفيذ العينى ويرجـع‬
‫الدائن بالتعويض اذا كانت االستحالة بخطأ من المدين أو بنقص االلتزام دون تعويض اذا‬
‫رجعت االستحالة الى سبب اجنبى ‪.‬‬

‫متى كان ممكنا على انه اذا كان فى التنفيذ العينى ارهـاق للمدين جاز لـه ان يقتصر على‬
‫دفع تعويض نقدى ‪ ،‬اذا كان ذلك اليلحق بالدائن ضررا جسيما ‪.‬‬
‫ويعتبر التنفيذ العينى غير ممكن أذا كان اجـراءه يقـتضى‪  ‬تـدخل المـدين الشخصى‪ ‬‬
‫ويـأبى‪ ‬المدين ان‪  ‬يقــوم بـتنفيـذ‪  ‬التزامة ‪.‬‬

‫ويتحقق ذلك على وجه خاص فى عمل الرسام والــممثل والفنان بوجه عـام وفـى كل‬
‫عمل‪  ‬فنى كعمل الطبيب وعمل المهندس ‪.‬‬

‫وكثيرا مـا ترجع االستحالة الـى مـيعاد تنـفيذ االلتزام ‪ ،‬ذلك ان االلـتزام ال‪  ‬يكون فـى‬
‫تنـفـيذة جدوى اذا جاوز تنـفيـذه مـيعاد معـينا ‪.‬‬

‫كـممثل تخـلف عـن التمثيـل فـى ميعـاد معـين ‪ ،‬او ادارة معـرض لـم تقـدم الحـد العارضـين‬
‫مكانا للعرض حتـى انقضت أيـام العرض ‪.‬‬

‫فـاذا فـات الميعاد الذى يجرى فـيه تـنفيذ االلـتزام‪ ،  ‬اصبح التنـفيذ العينـى غـير ممكـنا حكما‬
‫وال مناص اذن من االقتصار على طلب التعويض ‪.‬‬

‫وقد ال يحدد‪  ‬ميعــاد للــتنفيذ فيستطيع الدائن فـى هـذه الحالـة‪  ‬ان يحـدد للمدين ميعادا‬
‫مناسبا‪  ‬وينذره فـــى الوقــت ذاتـه أن ال يـقبل الـوفاء اذا جـاوز هــذا الميعــاد المحــدد ‪.‬‬

‫فيمتنع الـتنفيذ العينـى بعد هذا الميعاد اذا اثـبت المدين انه ال ضرر علـى الدائن مـن‬
‫التاخــير فـى الـتنفيـذ ‪.‬‬

‫الشرط الثانى ‪ :‬أن يطلب الدائن التنفيذ العينى او يتقدم به المدين ‪.‬‬
‫اذا طلب الدائن التنفيذ العينـى وكان ممكـنا فليـس للمدين ان يمتنع عـن ذلك مقتصرا علـى‬
‫التعويض ‪ ،‬بل يجـبر علـى التنـفيـذ العينـى وهـوعـين‪ 0‬ما الـتزام بـه ‪.‬‬

‫وكــذلك اذا تقــدم المدين‪  ‬بطلـب‪  ‬الـتنفيــذ العينـى ‪ ،‬وكــان ممـكـنـا بطبيـعـة الحال فليـس‬
‫للـدائـن ان يرفـضه ويطلب التعويض مكـانــه ‪.‬‬

‫بل تبرأ ذمـة المديـن بالـتنفـيـذ العيـنـى الكامـل‪  ‬سـواء رضـى‪  ‬بـه‪  ‬الدائــن ام‪  ‬ابـــاه ‪ ،‬فاذا‬
‫لم يطلب الدائن الـتنفيـذ العينــى حتى اذا‪  ‬كان ممكـنا واقتصرعلـى طلب التعويـض ولــم‬
‫يعرض المدين من جـهته ان يقـوم بـتنفيذ الـتزامة عينا ‪.‬‬

‫فانه يستعاض عـن التنفيذ‪  ‬العينـى بالتعـويض ويقوم هـذا‪  ‬بناء على اساس اتفاق ضـمنـى‬
‫بيـن الدائن والمدين ‪ ،‬فمادام الدائـن لم يطلب التنفيـذ العينـــى‪ 0‬وطلـب التعـــويض مكانــه‪ ‬‬
‫فكانمــا ارتضى هذا مكان ذلك ‪ ،‬ومـدام المدين لـم يعرض الـتنفيــذ العينـــى فيكـون قــــد‬
‫ارتضى دفـــع التعـويض مكانـه ‪ ،‬فيـقـع االتفـاق بين الطرفيـن علـى ارتضاء التعـويـض‬
‫بدال مـن التنفــيـذ العينــى ‪.‬‬

‫التعــويض بذلـك ليـس التزامـا تخـييريــا وال الـتزامـا بــدليا عـن الـتنـفيــذ‪ 0‬العينـى فـليس‬
‫لاللتزام سـوى‪  ‬محـل واحــد ‪ ،‬وهـو عيـن مــا التـزام بـه المـدـين وهـو الـتنفـيـذ العينــى ‪،‬‬
‫وليـس للدائـن وحــده او المـديـن وحــده ان يقـتـرح طــلب التعـويـض بـدال مـن الـتنفـيــذ‬
‫العينـــى‪ 0‬لاللتـزام ‪ ،‬فالتعـويـض‪  ‬ليـس التزامـا تخـييـريــا وال يملك المـدين وحـده الـتقـدم‬
‫بالتعـويض بدال من التنفيــذ العـينـى‪ 0‬فالتعويـض اذن ليـس بالـتزام بدلـى ‪ ،‬ولكن يجوز ان‬
‫يستبـدل‪  ‬التنفـيـذ العينــى بـدل مـن التنفيـذ النقـدى ‪.‬‬

‫ال بأرادة الـدائـن‪ 0‬وحـــده وال بـأرادة المديـن وحــده ولكـن باتفـاقهـما مـعـا اذا بقـى الـتنـفيـذ‬
‫العينـى او بحكـم القانون اذا اصبح االلتزام مستحيال بخطــأ المدين ‪ ،‬وفـى هاتيـن الحالـتـين‬
‫ال يـكـون التعويض النقدى اال بديال عن التنفـيـذ العينـــى ‪.‬‬

‫فالتـزام هـو لـم يتـغير ‪ ،‬وانما استبـدل بمحل آخـر باتفـاق الطـرفين او بحـكـم القـانـون ‪،‬‬
‫امـا اذا كـان تنفيـذ االلتـزام مستحيال بخطأ المدين فقـد انقضـى االلتـزام الن مـحله اصـبح‬
‫مـستحيال باستحالة التنـفيـذ العينــى وال محل للتـعويض النـــقدى النتفــاء المسئولية ‪.‬‬

‫هذا ويستقل قاضى الموضوع بتقديراالعتبارات فى‪  ‬معنى اإلرهاق هل هو زيادة الكلفة‬
‫نتيجة ارتفاع األسعار أو الرسوم أو فرض ضرائب جديدة ‪ ،‬وقد فسرت محكمة النقض‬
‫معنى اإلرهاق بأنه ” العنت الشديد أو الخسارة الفادحة وال يكفى فيه مجرد العسر والضيق‬
‫والكلفة ” ‪.‬‬

‫الشرط الثالث ‪ :‬اال يكون فيه ارهاق للمدين او يكون فيه ارهاق ولكن العدول عنه يلحق‪ ‬‬
‫بالدائن ضررا جسيما ‪.‬‬
‫وعلى ذلك فإ ذا كان التنفيذ العينى يدخل فى حدود االمكان فمن حق الدائن ان يعرض القيام‬
‫به ‪ ,‬واذا امتنع المدين‪  ‬عن التنفيذ العينى مع امكانه كان للدائن أن يجبره بعد إعذاره‪  ‬على‬
‫تنفيذ االلتزام تنفيذا عينيا مستعينا فى ذلك بالسلطة العامة ويسمى التنفيذ حينئذ ” بالتنفيذ‬
‫المباشر ” ‪.‬‬

‫أما اذا كان التنفيذ العينى غير ممكن أو كان فيه ارهاق للمدين فإن حق الدائن يتحول الى‬
‫التزام بمبلغ من النقود ويتحول التنفيذ العينى الى تنفيذ بمقابل ‪.‬‬

‫وقـد يكون التنفيذ العينـى ممكنا ومع هـذا ال يمكن‪  ‬اجراؤه اال اذا قام به المدين ذاته ‪ ،‬كأن‬
‫يكون المدين ملتزما بالقيام بعمل يلزم لتنفيذه أن يتم عن طريق المدين ذاته ‪ ،‬كالتزام طبيب‬
‫ماهـر بأجراء عمليه‪ ،  ‬أو التزام فنان بعمل لوحة فـنية زيتية ‪ ،‬أو التزام فنان بالـقيام بدور‬
‫معين فى مسرحية ‪ ،‬إن لم يكن من مصلحة الدائن ان يتم هذا العمل عن طريق طبيب آخر‪ ‬‬
‫او فنان آخر بأن كان المقصود ان يتم هذا العمل عن طريق المدين ذاته ‪.‬‬

‫وقــد‪  ‬يكون التنـفيـذ العيـنـى ممكـنا ومـع ذلـك‪  ‬يعدل عـنه‪  ‬المديـن بـأرادته ويقتصـر علــى‬
‫التعويض النقدى وذلـك بتوافر شرطان هما ‪:‬‬

‫ان يكون فى التـنفيـذ العيـنـى ارهاق للمدين ‪ ،‬واالرهاق ينطوى على معنى العنت الشديد ال‬
‫يكفى فية مجرد العسرالكلفة والمشقة والضيق ‪.‬‬

‫بل يجـب ان يكـون التنفـيـذ العيـنـى مـن شــأنه‪  ‬ان‪  ‬يلحـق المـدين ضـرارا جســيم‬
‫وخسـارة فـادحـه وتقـديـر ذلـك مـتروك للقاضـى ‪.‬‬

‫تـوافر اإلرهاق الذى يـهدد بخسارة فادحة أو عدم توافره و معياره موضوعى بالنسبة‬
‫للصفقة المعقودة ذاتها – من مسائل الواقع التى يستقل بتقديرها قاضى الموضوع دون رقابة‬
‫عليه فى ذلك من محكمة النقض مـا دام‪  ‬إستخالصه سائـغا ً و مسـتمداً مما له أصل‪  ‬ثابت‬
‫باألوراق ‪.‬‬

‫الشـرط الرابع ‪ :‬اعـذار المـدين ‪.‬‬


‫واعـذار المـدين واجـب فـى التنـفيذ العينـى اذا كـان متصور ان يكون هذا التنـفيذ قهريا‬
‫بطريق االجبار‬

‫ويأتـــى االعذار بمعنى إنذار المدين بالوفاء ‪ ،‬حيث أن تراخى المدين فــى التنــفيذ بعـــد‬
‫األجـــل المحـــدد ال يجعــله مسئوال ‪ ،‬ويحمــل سكـوت الدائن علـــى الرضـا والتســـامــح ‪.‬‬

‫امـا اذا كـان التنـفيذ العينـى يتحقق بحكم القـانون ‪ ،‬اوقام به المـدين مختارا غير مجبر‪،‬‬
‫فظاهـر انـه لـيس بحاجه الى االعذار فى هاتين الحالتين ‪.‬‬

‫اإلعــذار‪. ‬‬
‫هــو تنبيه يوجه مـن الدائـن إلـى المديـن ينبـهه فيـه الـى انـه متاخر فـى تنـفيـذ الـتزامـه ‪  ،‬‬
‫بحيث تتــرتب مســؤوليته عـن اإلضرار‪ 0‬التى تصـيب الـدائن جـزاء تأخره فـى التنـفيـذ ‪،‬‬
‫ويقع اإلعذار بإنذار المدين بورقة رسمـية بواسطة كاتب العدل أو بأي طلب كتابي آخر‪.‬‬
‫الحـاالت المستثناة مـن اإلعـذار ‪.‬‬

‫هناك حاالت يعتبر فيها إعذار المدين غير ضرورى وإنما يعتبر مجرد حلول االلتزام إعالنا‬
‫كافيا‪  ‬للمدين بوجوب الـتنفيذ وإال كان مسـئوال عـن التعويض وهـذه الحاالت قـد ترجع إما‬
‫إلى اتفاق المتعاقدين أو إلى نص القانون أو إلى طبيعة االلتزام نفسه ‪.‬‬

‫‪ – 1‬االتفاق على االعفاء من اإلعذار ‪.‬‬

‫وهذا االتفاق قد يكون صريحا كما قد يكون ضمنيا ومن امثلة االتفاق الضمنى ما جرى به‬
‫القضاء الفرنسى من انه إذا اشترط فى عقد مقاولة وجوب انتهاء المقاول من عمله فى‬
‫تاريخ‪  ‬معين ‪ ،‬او إذا اشترط فى عقد توريد وجوب التسليم فور الوقت كان الدائن غير ملزم‬
‫بإعذار المدين ‪.‬‬

‫أما االتفاق على شرط جزائى فى العقد فى حالة تخلف المدين عن الوفاء بالتزامه أو تأخره‬
‫فيه فال يستفاد منه إعفاء الدائن من واجب اإلعذار ‪.‬‬

‫‪ – 2‬الحاالت المستثناه بنص القانون ‪.‬‬

‫هناك حاالت ينص المشرع فيها على اعتبار المدين معذرا دون حاجه الى أى إجراء وهذه‬
‫الحاالت هى ‪:‬‬

‫–‪   ‬إذا كان االلتزام رد شئ يعلم المدين أنه مسروق والعلة من ذلك ترجع إلى سوء نية‬
‫المدين وهذا ما نص عليه القانون المدنى‬

‫– إذا كان محل االلتزام تعويضا ترتب على عمل غير مشروع ‪ ،‬ففى هذه الحالة يظهر جليا‬
‫أن المدين بارتكابه الفعل الضار كان مقصرا منذ نشأة االلتزام بالتعويض ‪ ،‬فمصدر االلتزام‬
‫هو ارتكاب خطأ سبب ضررا‪  ‬لذلك رأى المشرع فى ذلك سببا كافيا إلعفاء الدائن من‬
‫اإلعذار ‪.‬‬

‫– إذا صرح المدين كتابة أنه ال يريد القيام بالتزامة‪  ‬فهنا ال يجب على الدائن القيام باإلعذار‬
‫ألنه ال جدوى منه ‪.‬‬
‫– ما جاء فى مواضع متفرقة من القانون المدنى من استحقاق الفوائد دون حاجه الى إعذار‬

‫آثار االعذار‬
‫التزام المدين بالتعويض عن التأخير في التنفيذ اعتباراً من وقت اإلعذار‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫تحول يد الضامن إلى أمانة أو العكس قيد البائع على المبيع قبل التسليم هي يد‬ ‫‪.2‬‬
‫ضمان إال أنها تتحول إلى يد أمانة من تاريخ إعذار المشتري بوجوب تسلم المبيع‪.‬‬
‫وقد تتحول يد األمانة إلى ضمان باإلعذار حيث أن يد المستأجر على المأجور يد أمانة ولن‬
‫بعد إعذاره بالتسليم عند انتهاء مدة اإليجار تتحول يده إلى يد ضمان‪.‬‬

‫صاحب يد الضمان يسأل من هالك الشيء أو أن كان بسبب أجنبي‪.‬‬

‫صاحب يد األمانة ال يسأل عن هالك الشيء إذا كان بسبب أجنبي وإنما يسأل إذا كان‬
‫الهالك بتعدي صادر منه‪.‬‬

‫وقد وردت فى بعض كتب القانون ثالث شروط للتنفيذ العينى هى ‪:‬‬
‫التنفيذ العينى ممكن للمدين‬ ‫‪‬‬
‫ال مجال للتنفيذ العينى اذا اصبح تنفيذ االلتزام مستحيال ‪ ،‬ويستوى فى ذلك ان تكون‬
‫االستحالة لسبب‪        ‬اجنبى او بفعل المدين وتنحصر‪  ‬اهمية االستحالة فيما يترتب عليها‪ ‬‬
‫من آثار فاالستحالة لسبب اجنبى‪   ‬تؤدى الى انقضاء االلتزام‪  ‬أما اذا كانت االستحالة ترجع‬
‫الى فعل المدين فأنه يلزم بالتنفيذ بمقابل‪  ‬بطريق التعويض ويتقرر لقاضى الموضوع سلطة‬
‫تقدير تحقق االستحالة ‪.‬‬

‫وفى جميع االحوال فإن االلتزام بمبلغ من النقود يكون دائما ممكنا حتى لو كان المدين‬
‫معسرا إذا يتماثل التنفيذ بمقابل كتعويض نقدى مع التنفيذ العينى اللتزام نقدى ‪.‬‬

‫وينحصرمجال التعويض عن التأخير فى التنفيذ وتتباين صور استحالة التنفيذ وفقا لنوع‬
‫األلتزام ‪:‬‬
‫ففى االلتزام بإعطاء حيث يتعلق بشئ كألتزام بنقل الملكية فيستحيل تنفيذ المدين‬ ‫‪‬‬
‫أللتزامه عند هالك الشئ بفعل المدين أو انتقال ملكيته إلى شخص آخر ‪ ,‬فيلزم هذا‬
‫المدين بالتنفيذ بمقابل ‪.‬‬
‫وفى االلتزام بعمل فإنه يستحيل التنفيذ العينى إذا كان األداء زمنيا حـيث ال يمـكن‬ ‫‪‬‬
‫تدارك ما فات من زمن أو عند فوات الوقـت المناسب ألداء الـعمل كما لـو الـتزم‬
‫المحامى بالـطعـن باألستئنـاف ثـم فـوت مواعيده ‪.‬‬
‫وفى االلتزام باالمتناع عن عمل يستحيل التنفيذ العينى بالنسبة للفترة التى تم فيها‬ ‫‪‬‬
‫االخالل باإللتزام أما بالنسبة للمستقبل فيجـوز التنفيذ العينـى بإزالة ما تـم مخالفا‬
‫لاللــتزام‪ 0‬إال إذا استحالت اإلزالة أو انقضت مدة التقيد بهذا االلتزام ‪.‬‬
‫التنفيذ العينى غير مرهق للمدين‬ ‫‪‬‬
‫إذا كان التنفيذ العينى مرهقا للمدين بحيث يترتب عليه إصابته بضرر جسيم ‪ ،‬فإن مطالبة‬
‫الدائن بالتنفيذ العينى يعتبر تعسفا فى استعمال الحق من جانبه إذ يسعى من ذلك إلى تحقيق‬
‫مصلحة قليلة األهمية ال تتناسب البته مع ما يصيب الغير من ضرر بسببها‬

‫وينتفى التعسف فى استعمال الحق عند المطالبة بالتنفيذ العينى ‪ ،‬رغم ما يترتب عليه من‬
‫ارهاق للمدين ‪ ،‬إذا كان عدم حصول الدائن على عين ما التزم به المدين الذى اصابه ضرر‬
‫جسيم ‪ ،‬فترجح مصلحة الدائن على مصلحة المدين ويخضع تقدير ذلك لسلطة قاضى‬
‫الموضوع ‪.‬‬

‫ومن أمثلة التنفيذ العينى المرهق للمدين قيامة بالبناء على مساحة تتجاوز بقدر يسير الحدود‬
‫المقررة‪  ‬إذا أن التنفيذ العينى بهدم البناء فى المساحة الزائدة يؤدى إلى إصابة المدين بضرر‬
‫جسيم يفوق بكثير ما يعود على الدائن ‪.‬‬

‫التنفيذ العينى ال يمس الحرية الشخصية للمدين‬ ‫‪‬‬


‫اذا كان قيام التنفيذ العينى لاللتزام يقتضى تدخله الشخصى بعمل يتصل بشخصه فليس‬
‫للدائن المطالبة بالتنفيذ العينى لاللتزام حيث يتضمن ذلك مساسا بحريتـة الشخـصية كالتزام‬
‫فنان برسم لوحـة او باداء‪  ‬دور تمثيلــى فـال سبيـل للدائن فى اجبار المدين على تنفيذ هـذا‬
‫العمل التصالـه بشخـصه‪  ‬وقـد يحكـم القاضى بالغرامة التهديدية كوسيله غير مباشرة‬
‫الجبار المدين على التنفيذ العينى‪  ‬بالزامة بمبلغ نقدى عن كل فترة تأخير فى التنفيذ فإذا‬
‫اجبر المدين على موقفه انحصرت سلطة القاضى فى الحكم عليه بتعويض نقدى ‪.‬‬

‫وفى حالة مطالبة الدائن تنفيذ االلتزام عينا وثبت انتفاء شروطة كما لو كان غير ممكن او‬
‫يؤدى الى ارهاق المدين فيجوز له الحكم بالتعويض يراعى فيه قيمة المال وما لحق بالدائن‬
‫من خسارة وما فاته من كسب وقت صدور الحكم القضائى دون ان يعتبر ذلك قضاء بما لم‬
‫يطلبه الخصوم ‪.‬‬

‫المبحث الثانى ‪ :‬كـيفيـة‪  ‬الـتنفيـذ العينـــــى –‪ ‬‬


‫‪-‬وتقوم فكرة االلتزام وفق تعريفها على مفترض مبدئي‪ 2‬وعدة خصائص ‪:‬‬
‫العنصر االول وهو المديونية‪: 2‬‬
‫–‪  ‬فهي تمثل ذلك الواجب القانوني الملقى على عاتق المدين بأن يؤدي عمال أو ان يمتنع‬
‫عن عمل لمصلحة الدائن وقد كانت المادة ‪ 121‬من المشروع التمهيدي للقانون المدني‬
‫توضح هذا المعنى حين تعرف االلتزام بأنه حالة قانونية بمقضاها يجب على الشخص ان‬
‫ينقل حقا عينا او أن يقوم بعمل أو أن يمتنع عن عمل وقد حذف هذا النص تجنبا للتعريفات‬
‫بقدر اإلمكان وحتى ال يكون في هذا التعريف قطع برأي في مسالة من الخالف في الفقه‬
‫الحديث غير قليل وهو الخالف حول المذهب الشخصي والمذهب المادي في االلتزام ‪.‬‬
‫غير ان الواجب الذي يتضمن االلتزام الكامل بالمعنى المقصود في القانون المدني هو‬
‫واجب محدد على عاتق مدين أو مدينين محددين ويتمثل كما سبق القول في القيام بنقل حق‬
‫عيني أو في القيام بعمل أو االمتناع عن عمل لصالح المدين وعلى هذا النحو يتخذ االلتزام‬
‫معنى ضيقا نسبيا فالحياة االجتماعية بعالقاتها المتشعبة حافلة بالواجبات األخرى التي ال‬
‫تدخل في نطاق االلتزام المدني كواجبات حسن اللياقة أو وواجبات المجامالت أو الواجبات‬
‫الدينية البحتة لذلك يبدو صحيحا أن فكرة ما يتعين على المرء لياقة أن يقوم به عموما هي‬
‫ارحب نطاقا من فكرة الواجب في مفهومها العام أيضا وأن فكرة الواجب في هذا المفهوم‬
‫العام أكثر اتساعا من فكرة االلتزام فااللتزام يتضمن واجبا ولكن وفق مفهوم محدد وضيق‬
‫نسبيا فكل التزام يتضمن واجبا ولكن ليس كل واجب يحتوي التزاما بالمعنى القانوني ‪.‬‬
‫‪ ‬العنصر الثاني فهو عنصر المسئولية‪: 2‬‬
‫– مفــاده وجود جـزاء توقعه الدولـة بواسطـة اجهـزتـها ومحاكمها المختلفة على من يتخلف‬
‫عن الوفاء بااللتزام وعلى هذا النحو تظهر التفرقة واضحة‪ ‬من ناحية بين االلتزام بالمعنى‬
‫القانون الكامل وبين غيره مـن الواجبات األخرى واألخالقيـة أو االجتماعية أو الدينية ومـن‬
‫ناحية أخرى فإن بعض الواجبات القانونية قـد تفقد عنصر المسئولية وتبقى حاملة لمضمون‬
‫المديونية بمعنـى وجوب األداء المالـى لمصلحة مدين محدد وتمثـل هـذه الحالة ما يسمى‬
‫بااللتزام الطبيعى ‪.‬‬

‫المطلب االول ‪  :‬االلتـــــــــــزام بإعطـــــــــــاء‬


‫مفهوم االلتزام بإعطاء‬
‫االلـــتزام‪ 0‬بإعـطاء ‪ :‬هــــو الــتزام محـــله نقـل ملكـــية شيـئ أو اى حـــــق عــيـنـــى‪0‬‬
‫آخـــر وذلـك كالـــتزام البائـــع بنــقل ملكـــية الشــــيئ المـــبيع الـــى الــمشتــرى ‪ ،‬والتزام‬
‫الواهــب بنقـل ملكــية الشـيـئ الموهـوب الى الموهـوب‪ 0‬لــه ‪ ،‬وكـالـتزام مالك الـعقـار‬
‫بتــقريـر حــق ارتفاق علــى مـلكــه‪  ‬لمــصلحة عقــار آخــر مجــاور لــــه ‪ ،‬أو االلــتزام‪ ‬‬
‫بإنــشــاء رهــــن علـــى الــعقـــار لمصـــلحة الــدائـن ‪.‬‬

‫كـما يتـمثل االلـتزام بإعــطاء ‪ ،‬فــى دفــع مبـلــغ مـن الـنقــود وكالـتزام الـمستأجر بدفـــع‬
‫االجـــرة والــتزام‪ 0‬المشــترى بــدفــع الــثمن ‪.‬‬
‫على ذلك يكون التنفيذ العينى فى االلتزام باعطاء ان يلتزم المدين بإعطاء عمل معين يتمثل‬
‫فى انشاء حق عينى او نقل حق عينى وارد على شئ ‪.‬‬

‫فأاللتزام بإعطاء إذن هو االلتزام بعمل يتعلق بشئ وقد يكون هذا الشئ منقول او عقار او‬
‫يتحدد التنفيذ العينى لاللتزام بإعطاء بناء على طبيعة الشئ الذى تعلق به هذا االلـــــتــزام‪. 0‬‬

‫االلتزام بإعطاء هو االلتزام بنقل ملكية او حق عينى آخر ‪ ،‬يجب ان نميز‪ 2‬بين حالتين‬
‫هما ‪:‬‬
‫االولــــى‪ : 0‬ان يكـون محل االلتزام شيئا معين بالذات يملكه الملتزم ‪.‬‬

‫الثـانـــية ‪ :‬ان يكـون محل االلتزام شيئا لم يعين اال بنوعه ‪.‬‬

‫أوالً ‪ :‬الشـيء المعـين بذاتــه ‪ /‬قـد يكــون منقوالً أو عقاراً فإذا كان محـل االلـتزام بنقـل‬
‫الملكية او حـق عينــي آخـــر منقــوالً معـينــا ً بذاتـه مملـوكــا للمـديــن فــيتـم تنــفيـــذ‬
‫اإللــتــزام‪ 0‬تـلــقائــيا ً بقــوة القانـون أي يتــم اإلعـطاء لحظة نـشوء اإللــتزام أمـا إذا كان‬
‫عـقاراً فــال يكفـي أن يعـيّن‬

‫بذاتـه (تعـيين = تحديد ) حتـى ينـشـأ الحـق العينــي بـل يجـب اتبـــاع قـــواعـــد شـهـر‬
‫العـقـــار والـذى ينــص علــى أن الحقــــوق الـعـينيــــة‪ 0‬األصـلــية التـنـتقــل إال بالتسـجـيل‬
‫واليحـتـج بـها إال بــقـيد‪.‬‬

‫االلتزام بنقل الملكية او اى حق عينى اخر ينقل من تلقاء نفسه هـذا الحق ‪ ،‬اذا كان‬
‫محـل‪ ‬االلـتزام شيئـــا مـعينــا بالــذات يملـكــه الملـتزم وذلـك دون اخـالل بالقـواعـــد‬
‫المتعـلقــة‪ 0‬بالتـسجــيل ‪.‬‬

‫ثانيا ً ‪ :‬األشــيــاء المــعينــة‪ 0‬بنوعهــا ‪ /‬إذا ورد االلـتزام بإعــطاء شـــىء لـم يعــين إال‬
‫بـنوعــه‪   ‬ويكـون غالبا ً مـن المنقــوالت فـإن ملـكـيتـه التنتـقـل إال بإفـــرازه واإلفــراز‬
‫يعنــى التعــيين‪ 0‬والتحــديــد ‪ ،‬فال يتــم تنـفـيذ االلـتزام بمجرد نشـأتـه ألن الشــيء غــير‬
‫معـــروف قــبل تعــيينــه‪.‬‬

‫(‪ )1‬اذا ورد االلتزام بنقل حق عينى على شىء لم يعين اال بنوعه فـال ينتقل الحق اال بافراز‬
‫هــذا الشىء ‪ ،‬وإذا كان الشئ الذى لم يعين اال بنوعه نقودا التزم المدين بدفعها دون زيادة‬
‫او نقصان وال تنتقل ملكية تلك النقود اال بالقبض حيث ال يكفى االفراز فى هذه الحاله ‪.‬‬

‫(‪ )2‬فاذا لم يقم المدين بتنفيـذ التزامه ‪ ،‬جاز للدائن ان يحصل علـى شـىء مـن النوع ذاته‬
‫علـى نفقـة المدين بعد اسستئذان القاضى او دون استئـذانه فى حالة االستعجال ‪ ،‬كما يجوز‬
‫لـه ان يطالب بقيمة الشـــــىء مـــن غــير اخـــالل فـــى الحالــتين بحقــه فـــى‬
‫الـــتعـويــض‪).‬‬

‫( االلتزام بنقل حق عينى يتضمن االلتزام بتسليم الشىء والمحافظة عليه حتى التسليم )‬

‫المطلب الثانى ‪ :‬االلــــتزام بـعمــــــل –‬


‫االلتزام بعمل‬
‫هــو االلتزام الذى يتعهد فيه المدين ان يقوم بعمل ايجابى لمصلحة الدائن‪ ،  ‬كالـتزام المقاول‬
‫ببـنــاء بيت لشخص معين ‪.‬‬

‫فى االلـتـزام بعمــــل ‪ ،‬اذا نــص االتفـــاق او اسـتوجــبت طـبيعـــة الـديـن ان ينــفـذ‬
‫المــــدين‪ 0‬االلـــتزام بنفــسه جـاز للدائــن ان يـرفض الوفـــــاء من غـــير المديـــن‪.‬‬

‫فى االلــتزام بعمــــــل‪ ، 0‬اذا لم يقم المدين بتنفيذ التزامه ‪ ،‬جاز للدائن ان يطلب تريخصا من‬
‫القضاء فى تنفيذ ممكنا ‪ .‬ويجــوز فى حالة االستعجال ان ينفــذ الدائن االلــتزام على نفقة‬
‫المدين ‪ ،‬دون ترخيص من القضاء ‪( .‬‬

‫فـى االلـــتزام بعمـــل يقوم حكم القاضى مقام التنفيذ ‪ ،‬اذا سمحت بهذا طبيعة االلتزام ‪.‬‬
‫فـى االلــــتزام بعمـــل ‪ ،‬اذا كان المطلوب من المدين هـو ان يحافظ على الشــىء او ان‬
‫يقوم بادارته او يتوخى الحيطة فى تنفيذالتزامه فأن المدين يكون قد وفى باألاتزام اذا بذل فى‬
‫تنفيذه من العناية كل ما يبذله الشخص العادى ‪ ,‬ولو لم يتحقق الغرض المقصود ‪ .‬هذا مالم‬
‫ينص القانون او األتفاق على خلالف ذلك‪.‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬وسائل اكراه المدين على التنفيذ‬

‫شـــــهدت المـجتمعات االنســانيــة تـطورات عــميقة فى مــواجهة ظاهــرة الخروج على‬


‫القانـــون فى صورة االمتناع عن الـوفاء وقـد اختـلـفت وســائـل حل هــذه المشكـلة بقدر ما‬
‫اتيح للمجتمع من نهضة حضارية وفكرية ‪.‬‬

‫لكن القاسم المشترك بينهما جميعا هــو قيامها على عنصر الــتهديـد والضغـط على ارادة‬
‫المدين لحمله على الوفاء فإن لم يقم به اختيارا جرى تنفيذه جبرا عنه ‪.‬‬

‫ويــــعتمد القانــــون لتحـــقيق هــدفــــه فى حمل المدين على الوفـــــــــــاء على‬


‫فكـــــــــــــــرة االجـــــــبار‪ 0‬عن طريق االكراه البدنى‪  ‬أو الغرامة الـــتهديـديه‪ ، 0‬واالجــبار‬
‫هــو نــشاط قضائى تنفيذى يتخذ من ذمة المدين المالية محال له بقصد أزالة آثار المخالفة‬
‫عن طريق وضع الجزاء الناشئ عن المخالفة موضع التطبيق الفعلى ويزاول القضاء نشاطة‬
‫عن طريق مجموعة من االجراءات التى يتولى امرها بنفسه وترمى الى احداث تغيير فى‬
‫مراكز االطراف الواقعية ‪.‬‬

‫مثال لو اخل المدين بالتزام من االلتزامات كأن يكون‪  ‬التزام بأداء مبلغ من النقود أو بتسليم‬
‫منقول أو عقار فإن القضاء يقوم بنفسه باقتضاء هذا المبلغ من امواله أو بتسليم العقار أو‬
‫المنقول دون أن يقيم وزنا الرادته أو مطالبته بسلوك ايجابى معين ‪.‬‬

‫المطلب االول ‪ :‬االكراه البدنى‬


‫االكراه البدنى‬
‫هـو وسيلة ترمى الـــى اكـــراه المدين علــى تنفـيذ تعهــداتـه بحــرمانــه مؤقتـا‬ ‫‪‬‬
‫مـن حـريــته وهـــو بهــذا المعنـى وسيلة غير مباشـرة للتنفيـذ العينــى الجـبرى وليس‬
‫عقـوبة جـزئية وذلـك لحمل المـدين عـلى التنفيذ والضغط علــيه ‪.‬‬
‫واالكـراه لــه صبغــــه خاصة فهــــو ليـس عقـــوبـه اصليـه او اضافـة يحكـم بـها بجانـب‬
‫العقــوبة األصلـيه ‪.‬‬

‫وتذهب التشـريعات الحديثـة الى تحـريم فكـرة االكـراه البدنى ونبـذها وذلـك لكونها‪ ‬‬
‫تخالـف‪  ‬المبـادئ المـدنيه وتتـنافـى مـع كـرامة االنسـان وادمـيته باعـتبـار ان العالقــه بـين‬
‫الــدائـن‪ 0‬والمدين هى عـالقه بين ذمـتـين مالـتـين ومـن ثـم فأن امـوال المـدين ضامـنه‬
‫لـديـونه‪  ‬وال عالقـه لها بشـخـصه‪  ‬وباعـتبار ان حبـس المدين سيعـطل مـن نشاطـه‬
‫وسـيصبح فـى وضع يسـتحـيل معـه‪  ‬تنفيذ االلتزام الـى ان االتجاه فى نبـذ فكـره االكـراه‬
‫البـدنى مـنتقـد وذلـك الن المديـن الـذى‪  ‬امتنـع من تنفيذ التزامه يكـون قـد اهـدر كرامته‪ ‬‬
‫بنفسه‪  ‬فـال‪  ‬محل لـرعاتيـه وحمايته والمدين الـذى يمتنع عن الوفـاء وهـو قادر عليها‪  ‬او‬
‫الـذى يقـوم بتهـريب امـوالـه‪ 0‬يسـتحق العقـاب فـى كتير مـن الصور‪.‬‬

‫أما فى الشريعة‪  ‬األسالمية فانه مـن المبادئ المقرره فى هـذه الشريعه تكريم االنسان‬
‫وتحـريم كل مـا يمس كرامته وادمـيته وقـــد جــاء فـى اآليــة الكريمــــــة‪. 0‬‬

‫“وان كان ذو عسرة فنظرة الى ميسرة ” ‪.‬‬

‫ورد المشرع الجزائري موضوع اإلكراه البدني في الباب الثامن من الكتاب السادس في‬
‫تنفـيذ أحكام القضاء فـى المواد من ‪ 407‬إلـى ‪ 412‬من قانون اإلجـراءات المدنيـة‬
‫كطـريـق استثنائي محدود‪ ،‬المشرع الجزائـرى مثـله مـثل التـشريعات المقارنـة اعـتبر‬
‫اإلكـراه البدنـى وسيلة تنفيذ وليس عقوبة تماشيا مع المبادئ العامة المجسدة لفكـرة أن‬
‫العقـوبة ترتبط بمفهـوم الذنب الجزائى‪(  ‬الجريمة )‪  ‬أكثر من الذنب المدنـى و المكره بدنيـا‬
‫يكـره فـى جسـمه بالحـبس إلرغامه على الوفاء وليس لعقـابه كونه لم يسدد ما علـيه‪.‬‬

‫هــــــو طريــق مـن طرق الـتنفـيذ يلجأ فــيها إلــى تهديـــد المحكوم عليه فى جسمه بتحقيق‬
‫حبـسه إرغاما لـه على الوفاء بما هـو ملزم به قضاءا بموجب أمر أو حكم أو قرار‪.‬‬

‫” أو هــــو وســــيلة ضغط إلجبار المحكوم علـيه علــى الوفـــاء بما فـــى ذمته ” ‪.‬‬

‫هـــناك بعــــض التشـــريعات جعلت مـــن طبيعة اإلكـــراه البدني مزدوجـة حسـب‬
‫السلطـــة التــــى أمرت به فإذا صدر عن جهة الحكم فهــو يعـــتبر جـــزاءا جنــائيا يتضمن‬
‫مــعـنى العقــوبـة ‪ ،‬وإذا أمـرت به سـلطة التنفـيذ أي النيابة العامة اعتبر وسيلة تنفيذ وليس‬
‫جزاء‪.‬‬

‫إال أن هذا الـــرأى يعاب عليـه فى أن اإلكـراه البدنــى مجرد وسـيلة للـــتنفيذ الغير مهما‬
‫اختلــــفت الجــهة التي أمرت به أو النص الذي نظـم أحكامه‪ ،‬ورغـم أن تنفـيذه سيودع‬
‫الشخـص السـجن و يسـلبه حريتـه إال أنـه ال يعــد عقـوبـة و يخـتلـف عـن الحبـس الوارد‬
‫فـى المـواد الجزائيـة مـن حـيـث السبب والغاية‪ ،‬فالحبس التنفيذي أو اإلكراه البدني سببه‬
‫االمتناع عـن الوفاء والغايـة منها إجبار المدين على الوفاء أما الحـبس الجزائـى فـسـببه‬
‫إخالل الجريمـة بالـنظام العـام واألمـن العــام للمجتمع ‪.‬‬

‫واالكراه البدنى‪  ‬يكون بإيذاء المدين فـى جسمة كضـربة وحبـسة وتعـذيبــة ‪ ،‬إلجباره‬
‫علـى تنـفيذ االلـتزام وتقـر بعـض التشريعات هـذه الوسـيلة ‪ ،‬ولكـن فـى بعض التشريعـات‬
‫الحديثـة أصـبـح اإلكـراه البدنـى كقاعـدة عـامـة غـير مشـروع العتبـارات منها ‪:‬‬
‫أن امـوال المدين هـى الـتى تضـمن ديونه ‪ ،‬فاقـتضاء الدين إنما يكـون مـن ماله ال مـن‬
‫جـسمه إلى جانب أن حبس المدين يعطل نـشاطة ‪ ،‬ولو ترك حرا قد يربح أمواال يوفى منها‬
‫ديونه ‪.‬‬

‫والحبـس هنـا وسـيلة إلجبار المـدين علـى الـوفاء وليس تنفيذا جبريا للدين فالحبس ال يبرئ‪ ‬‬
‫ذمة المديـن مـن الدين بل يظـل لصاحـب الشـأن الحـق فـى التنفـيـذ بجميع الطـرق‬
‫االعــتياديـة ‪.‬‬

‫المطلب الثانى ‪ :‬الغرامة التهديديه‬


‫الغرامة التهديدية‬
‫كان المدين في العصور القديمة يلتزم بالدين في جسمه ال في ماله‪ ،‬فكان القانون الروماني‬
‫القديم يبيح للدائن أن يتملك المدين الذي ال يفي بدينه فيسترقه بل و يقتله‪ ،‬ثم تطور القانون‬
‫الروماني فلم يصبح للدائن إال حق حبس المدين و إجباره على العمل لمصلحته ‪ ،‬ثم تحول‬
‫االلتزام من الجسم إلى المال فلم يصبح للدائن إال حق التنفيذ على أموال المدين‪ ،‬إال أن‬
‫حبس هذا األخير في الدين كإجراء تهديدي للضغط عليه وإجباره على الوفاء بدينه إذا كان‬
‫غير قادر على ذلك بقي مدة طويلة‪،‬و انتقل إلى التقنين المدني الفرنسي نفسه فنصت المواد‬
‫على التنفيذ بطريق اإلكراه البدني و في أي الديون يكون ذلك ‪.‬‬

‫من خالل ذلك يتضح ان نــظـــــام الغـــــــــرامة‪ 0‬التهـديـديـة هـــى مـن ابتداع القضــــاء‬
‫الفرنســــى‪ 0‬الــذى دأب على تطبيقها منذ الحكم الذى اصـدرته محكمة النقض الفرنسيــة‬
‫رغم االنتقــادات المـوجهه اليه انــذاك الفتقاره وقـتــها الى السنـــد التشريعى حتى جاء‬
‫القانـــــون‪ 0‬الذى نظــم هذه الوسيــلة واعطـــاها السنــد القانونى ‪.‬‬

‫حيث يرى المشرع أن التهديد يمثل عنصرا جوهريا يتحدد به الحكم الصادر بغرامة تهديدية‬
‫واذا كان هذا هو األثر جواهر الغرامة التهديدية فالبد ان يجئ الوقت الذى يعيد فيه القاضى‬
‫النظر الى مقدارها ‪.‬‬

‫‪   ‬مــدى ارتبــاط الحـــكــم‪ ‬بالغــرامـة‪ ‬التهـديـديـة بـفكرة التنــفيـذ العينــى‪.‬‬


‫تقوم فكرة التنفيذ العينى لاللتزام فى مجال تطبيق الغرامة التهديدية على ان الغرض‬
‫المقصود من الحكم بها هو اجبار المدين على تنفيذ التزامة عينا سواء كان هذا االلتزام‬
‫الزال أمره معروضا على المحكمة فى خصومة قائمة او صدر به حكم يتضمن الزام‬
‫المدين بتنفيذ عين ما التزم به وأن ذلك يفترض ابتداء وجود التزام على عاتق المدين وان‬
‫يكون تنفيذ هذا االلتزام عينا الزال ممكنا الن الغرض أن المدين سيمتنع عن تنفيذ هذا‬
‫االلتزام عينا او تنفيذ مقتضى الحكم الصادر به فيأتى التهديد المالى ليكون وسيلة غير‬
‫مباشرة لالجبار على التنفيذ ‪.‬‬

‫بالتالى يجب ان يكون هناك التزام على عاتق المدين من ناحية وان يكون تنفيذ هذا االلتزام‬
‫الزال ممكنا من ناحية اخرى الن وجود االلتزام هو ما تفرضه طبيعة الحكم بالغرامة‬
‫التهديدية ‪.‬‬

‫فإذا لم يوجد التزام فال محل للتهديد المالى ومن ثم ال يجوز ان يحكم بغرامة تهديدية على‬
‫احد الخصوم فى دعوى الكراهه على الحضور امام المحكمة اذ ال يوجد التزام على الخصم‬
‫بوجوب الحضور الن قانون المرافعات قد رسم جزاء خاص لذلك بأن اباح للمحكمة ان‬
‫تحكم فى غيبة الخصم ان كان مدعى عليه او ان يشطب الدعوى ان كان هو المدعى كذلك‬
‫ال يجوز الحكم بالغرامة التهديدية اذا‪  ‬كان االلتزام بعد وجودة قد انتهى الى سبب من‬
‫اسباب االنقضاء ‪ ،‬وان وجود االلتزام بالمعنى المتقدم ال يكفى وحدة لتبرير الحكم بالغرامة‬
‫التهديدية بل يجب ان يكون تنفيذه عينا الزال ممكنا الن الغرض من التهديد المالى هو‬
‫الحصول على التنفيذ العينى ومن ثم اذا ما استحال التنفيذ زال مبرر الحكم فيه ‪،‬اذا ال تكليف‬
‫بما هو مستحيل وال اجبار اال على تأديه مقدور ‪.‬‬

‫وانطالقا من ذلك ال مجال للحكم بالغرامة التهديدية اذا استحال التنفيذ العينى لاللتزام او‬
‫استحال تنفيذ الحكم الصادر به باعتباره فى هذه الحالــه امرا غـير مجـد النـه سيكون دافعا‬
‫الى ما ال يمكن فعله ‪.‬‬

‫اذ ال يكفى ان يكون االلتزام قائما فى ذمة المدين بل يلزم ان يكون فى استطاعه القيام‬
‫بتنفيذه عينا ومن ثم اذا ما استحال على المدين الوفاء العينى لاللتزام ‪ ،‬فإنه ال مجال للحكم‬
‫بالغرامة التهديدية ويتعين على المحكمة رفض الحكم بها النعدام الفائدة منها الن الهدف‬
‫المقصود من الحكم بالغرامة التهديدية هو الحصول على الوفاء العينى لاللتزام اما وقد‬
‫استحال ويمكن تصور استحالة الوفاء العينى لاللتزام فى كل من االلتزام بعمل وااللتزام‬
‫باالمتناع عن عمل ‪ ،‬إذ يصبح الوفاء العينى لاللتزام مستحيال إذا كان واجب االداء فى‬
‫ميعاد معين ولكن المدين قد‪  ‬فوت هذا الميعاد فال جدوى من المطالبه بالتنفيذ العينى فى هذه‬
‫الحاله الرتباط هذا التنفيذ بعنصر الزمن كمغنى تخلف عن الغناء فى مناسبة معينة ‪ ،‬وكذا‬
‫الحال عند انعدام الوسائل المادية الالزمة لمباشرة العمل محل االلتزام كما هو فى االلتزام‬
‫بتقديم كشف حساب وهالك المستندات التى يبنى عليها كشف الحساب وكذلك يصبح الوفاء‬
‫العينى فى االلتزام باالمتناع عن عمل مستحيال فى حالة إذا ما قام المدين بالعمل المخالف‬
‫ودون ان يترك اثرا ماديا يمكن ازالته كإفشاء الطبيب أو المحامى لسر مهنته ‪ ،‬فإنه ال‬
‫يتصور فى هذه الحاله تنفيذ االلتزام عينا ‪.‬‬

‫الغــرامـــة التهـــديـــديــة كـوســـيلــة لضمــان تنفيــذ بعض احــكام القضــــاء‬


‫ان احترام احكام القضاء فى اى دوله من الدول يعبر عن مدى تقدم هذه الدوله ‪ ,‬ففــى‬
‫انجــلترا مثال‪  ‬اصدر احد القضاة اثناء الحرب العالميه الثانيه حكم يمنع الطائرات من‬
‫استخدام المطار المجاور للمحكمة اثناء انعقاد جلساتها وذلك نظرا لاليزيز القوى للطائرات‬
‫ونظرا لالضرار‪ 0‬الجسيمة التى سببها الحكم قامت الجهات الحكومية بعرض االمر على‬
‫رئيس الحكومة” ونستون تشرشل ”‬

‫شـــــروط الغــرامــــة التهــــديــديــة‬


‫أن يــكون التنفيــذ العينــي الزال ممـــكنا ً ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أن يــكون التنفيــذ العينــي غير ممكنا ً إال إذا قام المــدين به بنفســه ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أن اليــــــكون‪ 0‬في الـــــحكم بالغــرامـــــــــة مســـاس بالــحق األدبـــي للـــمؤلف‬ ‫‪‬‬
‫‪.‬‬
‫ان يلـــجأ الـــدائــن الى المطالبه بالغـــرامة‪ 0‬التهـــديــــديـــة‪0.‬‬ ‫‪‬‬
‫الغرامة التهديدية‪  ‬تمر بمرحلتين هما ‪:‬‬
‫المرحلة االولى ‪ :‬تهديدية مؤقتة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المرحلة الثانية ‪ :‬قطعية وال يمكن تعديلها ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫” الغرامة التهديدية تعد حكما ماليا مشروطا مؤقتا يصيب المدين سئ االرادة دون نظر الى‬
‫قدر الضرر الذى تسبب فيه بمقاومته ” ‪.‬‬

‫اما االســــــتاذ عبد الرزاق الســـــنهورى‪ 0‬فقد عـــرف‪  ‬الغــرامة التهديــديــة بانها ‪.‬‬

‫” كــــوحده قانونيــــــــة‪ 0‬اذ يتمثــل فى ان القضـــــاء يلزم المــــدين‪ 0‬بتنفيــــذ التزام معيـــن‬
‫فى خالل مده معينـــــه فاذا تأخر فى التنفيــــذ كان ملزم بدفع غرامـــه تهديـــديـــة عـن‬
‫هـذا التأخير بمبلغا معينا عن كل يــــــوم او كـل اســــــبوع‪ 0‬او كل شـــــــهر‪ 0‬او اى‬
‫وحــــــــده‪ 0‬اخـــــرى مـن الزمـن او عـن كل مره يــاتى عمال يخل بالتـــــزامه‪ 0‬ولــــــذلك‪0‬‬
‫الـى ان يقوم بالـتنفيــــذ العينــــى‪ 0‬او الـى ان يمتنـع نهائيــــــا عـن االخـــــالل بااللــتزام ثـم‬
‫يرجع الـى القرار فـى ما تراكـم علــى المــــدين‪ 0‬مـن الغرامــــات التهديـــديـــة ويجـــــوز‬
‫للـقاضـــــى‪ 0‬ان يخفــض هـذه الغرامــــات‪ 0‬او ان يمحــوهـا ”‬

‫إال انه ورغم تعدد التعريفات إال أنها تصب كلها في قالب واحد فهي وسيلة منحها المشرع‬
‫للقاضي للضغط على المدين لتنفيذ التزامه عينا‪.‬‬

‫وبناءا عليه فإن الغرامة التهديدية أو ما يطلق عليه‪  ‬بالتهديد المالي تتلخص وسيلته في أن‬
‫القضاء يلزم المدين بتنفيذ التزامه عينا في مدة معينة‪ ،‬فإذا تأخر في التنفيذ كان ملزما بدفع‬
‫غرامة تهديدية عن هذا التأخر‪.‬‬

‫وانطالقا من التعــريـــفات الســـابقه المتعلقه بالغرامة التهديدية‪ 2‬يمكن استخراج اهم‬


‫مميزاتها والتى يمكن حصرها فى‪  ‬ثالث نقـــــــــــــاط اســاســـــية‪:‬‬
‫ذات طــابع تحكمى و تهديــــدى‬ ‫‪‬‬
‫تـــقدر عن كل وحـــدة من الزمن‬ ‫‪‬‬
‫فالغرامــة التهــديــديــة‪ 0‬يقــدرها القـــاضى تقـــديرا تـحكميا ال يتقيـــد فـيـــه اال بمــراعاة‬
‫قـــدرة المــدين علـى‪  ‬المقــاومـــة او المماطلــه فـى التنفيــذ والقــدر الـذى يـرى انـه منتـج‬
‫فــى تحقـيــق غايتــها وهــى اخضــاع المــدين وحملــه على ان يقوم بـتنفيــذ التزامــه عينا‬

‫التميز بين الغرامة التهديدية والعقوبة‬


‫ان الغرامة التهديدية ليست عقوبة ‪ ,‬وان كانت تسميتها قد تؤدى الى االعتقاد انها كذلك ففى‬
‫هــذه السياق تجدر االشاره الى ان القضاء الفرنسى مختلف التشريعات اعتمدت مصطلح‬
‫التهديد المالى للداللة على نظام الغرامة التهديدية تجنبا الى لبس بينها وبين العقوبة‬
‫وعلى كل حال مهما كان المصطلح المستعمل سواء كان الغرامة التهديـديـة او التهديـد‬
‫المالـى فانه يختلف عن العقوبة رغم ان مجلس الدوله صرح ف احدى قرارته ان الغرامة‬
‫التهديدية التزام ينطق به القاضى كعقوبة وبالتالى فانه يبنغى ان يطبق عليه مبدأ قانونيه‬
‫الجرائم والعقوبات ويمكن التفرقه بينهم‪ ”  ‬بمبدأ قانونيه الجرائم والعقوات وبالتالى يجب‬
‫سنها بقانون‬

‫ان العقوبه نهائيه ويجب تنفيذها كما نطق بيها اما الغرامة التهديدية فهى ذات طابع وقتى‬
‫وال تنفذ اال‪  ‬عندما تتحول الى تعويض نهائى وخالل هذا التحول قد تنقص قيمتها او تلغى‬
‫والذى ينفـذ فى الواقـع من االمر ليس الغرامة التهديدية الوقتيه بل هو التعويض النهائى ‪.‬‬

‫واذا كان القاضى سياخد فى الحسبان عند تقـديم التعويض النهائـى عنصر العنت الظاهر‬
‫مـن المدين فيزيد فى مقداره اال انه ال يجب ان تفسر هذه الزياده على انها عقوبة بل يجب‬
‫ردها الى فكره الخطأ وجسمته والتى تأثر فى تقدير القاضى لتعويض النهائى ‪.‬‬

‫التميز بين الغرامة التهديدية و التعويض‬


‫تـــختلف الــغرامـــة عـن التعــويض مـن حيث الــغرض ‪ :‬فغرض التعـــويض هـــو‬
‫اصــالح الضـرر امـــا هــدف الــغرامـــة‪  0‬التهـديـديـة هـــو اكــــــراه الــمدين الممتنع عـن‬
‫تنفيذ االلـتزام ‪.‬‬

‫و مــــن حيث تقديــــر المبلغ المحكوم به فالتعـــويض يهـــدف الى تــغطية للخســــارة‬
‫الالحـــــقة والكــسب الفائت وهما من عناصــر الضـــرر‪ 0‬الذي يجب التعــويض عنهم اما‬
‫بالنســـبة للغــرامــة‪ 0‬ال تناســب بين مبلــغ الــغرامـــة‪ 0‬والضــرر‪ 0‬المتحقق من تــعنت‬
‫الـــمدين النه يصــدر عــــادة بــما يــفوق الضــرر وقـــد يحكم بــها بدون وجـود‬
‫ضـــــــرر ‪ ،‬ومـــن حيث الســـبب فعلى القاضــي تســبيب حكمـــه بالتعـــــويض وال‬
‫محــــل لتســــــبيب‪ 0‬الحكم بالغــــــرامة التهـديـديـــة‪0.‬‬
‫المطلب الثالث‪  :‬خصائص الحكم بالغرامة التهديــديــة‬

‫خصائص الغرامة التهديدية ‪.‬‬


‫تتحدد خصائص‪  ‬الحكم بالغرامة التهديدية على الوجه اآلتى ‪:‬‬
‫تتقرر الغرامة التهديدية بمقتضى حكم قضائى ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تتقرر الغرامـة التهديــديـة بمقتضى حكـم قضائى وتمسك الدائن بالغرامة التهديدية‪  ‬ال يعتبر‬
‫طلبا جديدا ويجوز بالتالى ابداوه فى ايه حالة كانت عليها الدعوى ولو الول مرة امام‬
‫محكمة االستئناف ‪.‬‬

‫ويتمتع قاضى الموضوع بسلطة تقديرية فى الحكم بالغرامة التهديدية فقد يحكم بها او ال‪ ‬‬
‫يحكم بها فإذا حكم بالغرامة التهديــديــة‪ 0‬فإنه يخضع لرقابــة محكمة الـنقض من حيث مـدى‬
‫توافـر الشروط الالزمة للحكم بها باعتبار ذلك مسألة قانـــونية ‪.‬‬

‫واذا طلب الدائن التنفيذ العينى اللتزام المدين فاللمحكمة أن تقضى بالغرامة التهديدية من‬
‫تلقاء نفسها باعتبار انها‪  ‬وسيلة الزمة لنفاذ حكمها بالتنفيذ العينى ‪.‬‬

‫الحكم بالغرامة التهديدية ينبى على التهديد وليس على التعويض ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الحكم بالغرامة التهديدية ليس تعويضا عن ضرر يصيب الدائن فال تقاس بالتالى بناء على‬
‫مقدار الضرر الذى يلحق به ‪.‬‬

‫والمقصود بالغرامة التهديدية فى الواقع هو اكراه المدين‪  ‬بواسطة التهديد المالى على التنفيذ‬
‫العينى اللتزامة وتقدر قيمتها بالتالى وفقا للمركز المالى للمدين وبالقدر الذى تدفعه الى‬
‫التنفيذ فما يكفى لحث مدين فقير على التنفيذ قد ال يكون كافيا بالنسبة لمدين ثرى ‪.‬‬

‫‪ ‬الحكم بالغرامة التهديدية مؤقت ‪.‬‬


‫يعتبر الحكم الصادر بالغرامة التهديدية مؤقتا حيث ال يتحدد بقتضاه لاللتزام النهائى‬
‫للمدين ‪.‬‬

‫ويترتب على ذلك نتيجتان هما ‪:‬‬

‫جواز تعديل قيمة الغرامــة ‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫فيجوز للقاضى أن يزيد فى الغرامة كلما راى داعيا للزيادة ‪ ،‬إذا راى ان مقدار الغرامة‬
‫ليس كافيا الكراه المدين الممتنع عن التنفيذ ‪.‬‬
‫وجوب تصفية الغرامة التهديدية ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫فيتحدد‪  ‬مدى االلتزام النهائى للمدين وفقا للوقت الذى يتخذه ‪ ،‬حيث ينبى عن مدى التزامه‬
‫بالتعويض ‪:‬‬

‫فقد يسأل عن التأخير فى التنفيذ أو االمتناع عن التنفيذ ويراعـى القاضى فى تـقدير قـيمة‬
‫التعـويض مقــدار الضرر‪ 0‬الذى لحق بالدائـن فضال عن مـدى الـعنت الذى بـدا من المدين‬
‫إزاء الحكم الصادر بالغرامة التهديدية ‪.‬‬

‫الحكم بالغرامة التهديدية غير واجب التنفيذ ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫الحكم بالغرامة التهديدية غير واجب التنفيذ نظرا الن الحكم بالغرامة التهديدية مؤقت ال‬
‫يتحدد به التزام المدين بصفة نهائية لذا فإنه حكم غير واجب التنفيذ حيث إن قيمة الغرامة ال‬
‫تمثل دينا محققا فى ذمة المدين ‪.‬‬

‫اما الحكم الواجب التنفيذ فهو الذى يصدر نهائيا بإلزام المدين التعويض عن التأخير أو عدم‬
‫التنفيذ ‪.‬‬
‫الخاتمة ‪:‬‬
‫االصل فى تنفيذ االلتزامات هو التنفيذ العينى اى وفاء المدين بعين ما التزم به فالتنفيذ‬
‫العينى هو حق للدائن فال يستطيع المدين أن يعدل عنه أذا كان ممكنا وينفذ التزامه بطريق‬
‫التعويض كما أنه حق للمدين فليس للدائن ان يرفضالتنفيذ العينى ويطالب المدين بالتنفيذ‬
‫بمقابل التعويض‪  ‬اال انه وان كان التنفيذ العينى هو االصل فأن للدائن ان يلجأ الى التنفيذ‬
‫بمقابل كطريق احتياطى للتنفيذ وذلك فى الحاالت التى ال تتوفرفيها شروط التنفيذ العينى‬

‫فالمدين يلتزم بتنفيذ التزامة تنفيذاًعينيا أو اختياريا ً أو جبراً عند عدم وجود مانع أدبى أو‬
‫قانونى وال يخرج عن هذه التصرفات الواردة على عقار‪ ,‬اذ ال تزال العقود بشانها فى‬
‫غالبيه رضائيه اال ان بعض القوانين العربيه التجيز ايضا أجبار بائع العقار على تنفيذ‬
‫التزامة عند أمتناعه عن نقل الملكية الى المشترى وتعد هذا النوع من العقود شكليا ال ينعقد‬
‫اال بعد تسجيله فى دوائر التسجيل وبهذا أحيط البائع بحصانه قانونية وقضائية ال مسوغ لها‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬

‫دكتور‪/‬عبد الرزاق السنهورى “الوسيط فى شرح القانون المدنى الجديد ” نظرية االلتزام بوجه عام ‪,‬منشورات‬ ‫‪‬‬
‫الحلبى الطبعه الثالثه لسنه ‪ 2005‬بيروت لبنان ‪.‬‬
‫دكتور ‪ /‬عثمان محمد عبد القادر دكتوراه فى القانون الخاص من جامعة السربون بفرنسا مدرس قانون‬ ‫‪‬‬
‫المرافعات كلية الحقوق جامعة اسيوط ” مبادئ التنفيذ الجبرى ” الجزء االول‬
‫المشرع اإلجرائي الجزائري موضوع اإلكراه البدني في الباب الثامن من الكتاب السادس في تنفيذ أحكام‬ ‫‪‬‬
‫القضاء في المواد من ‪ 407‬إلى ‪ 412‬من قانون اإلجراءات المدنية ‪.‬‬
‫األستاذ الدكتور ‪/‬عبدالرازق السنهورى” الوسيط فى شرح القانون المدنى ”‪ ‬‬ ‫‪‬‬

You might also like