You are on page 1of 19

‫خطة البحث‬

‫مقدمـة‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مفاهيم عامة حول التسرب المدرسي‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف التسرب المدرسي‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أنواع التسـرب‬

‫المبحث الثاني‪ :‬األسباب المؤدية إلى التسرب‬

‫المطلب األول‪ :‬األسبـاب الذاتيـة‬

‫المطلب الثاني‪ :‬األسبـاب العائليـة‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أسباب أخرى‬

‫المبحث الثالث‪ :‬وقاية وعالج التسرب المدرسي‬

‫المطلب األول‪ :‬دور البيت في الوقاية والعالج‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬دور المدرسة في الوقاية والعالج‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬اإلجراءات العالجية للمتسربين على عدة مستويات‬

‫الخاتمــــة‬
‫مقدمـة‪:‬‬

‫التسرب المدرسي ظاهرة من الظــواهر السلبية التي مــا فــتئت تعيــق مســاعي وجهــودـ وزارة التربيــة‬ ‫ّ‬
‫و التعليم وتق ـ ــف في وج ـ ــه السياس ـ ــة المنتهج ـ ــة للقض ـ ــاء على األمي ـ ــة و الح ـ ـ ّـد من خطرهـ ـ ـاـ ‪ .‬فهي مش ـ ــكلة‬
‫تمس بفئـة كبـيرة من‬ ‫عويصة تجابـه المجتمـع و المدرسـة الجزائريـة على وجـه الخصـوص نظـرا لكونهـا ّ‬
‫المتمدرسينـ ذوي األعمار الصغيرة سنويا ليجدوا أنفسـهم في الشـوارع فريسـة لكـ ّل الزوابـع والعواصـفـ‬
‫مؤه ـــل أو مســـتوى مقبـــول يســـمح لهم باالنـــدماج الفعلي في المجتم ــع ال ــذي هم ينتمـــون‬
‫أي ّ‬‫المهلكـــة دون ّ‬
‫وتطوره ـاـ مرتبــط بمــدى‬
‫ّ‬ ‫أي دولــة مهمــا كــان مســتوىـ تقــدمها‬
‫أي منظومــة تربويــة في ّ‬
‫فعاليــة ّ‬
‫إليــه ‪ .‬وإ ن ّ‬
‫قدراتهاـ على مواجهة اإلخفـاق المدرسـيـ الـذي يع ّـد عـامال أساسـياـ من عوامـل التس ّـرب المدرسـي و أحـد‬
‫أس ــبابه الرئيس ــية العامل ــة على إهـ ــدار المخطط ــات التربوي ــة وض ــياعـ الكث ــير من االعتم ــادات المالي ــة دون‬
‫الوصولـ إلى األهداف المرصودة و المنشودة ‪.‬‬

‫تعتــبر ظــاهرة التســرب من المشــكالت الرئيســية الــتي تعيــق ســير العمليــة التربويــة في كثــير من دول‬
‫العـالم وخاصـة في بلـدان العـالم الثـالث‪ ،‬كمـا يعتـبر التسـرب أيضـاً في أي بلـد مظهـرا من مظـاهر اإلهـدار‬
‫ال ــتربوي وهــو باإلضــافة إلى ذلــك يعــود إلى جملــة من اآلثــار الس ــلبية على كــل من المتســرب والمجتمــع‬
‫المحلي فالمتسرب يتحول إلى مواطن تغلب عليه األمية ويصبح عضو غير منتج في بيئتــه ممــا يقلــل من‬
‫مستوىـ طموحاته ويضعف من مستوىـ مشاركته في بناء المجتمع‪.‬‬

‫ومنه نطرح اإلشكالية التالية‪:‬‬

‫فيما تتمثل األسباب المؤديـة إلى التسـرب المدرســي ؟ و مــا مـدى نجاعــة اإلجــراءات الوقائيـة في الحــد‬
‫من الظاهرة؟‬
‫المبحث األول‪ :‬مفاهيم عامة حول التسرب المدرسي‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف التسرب المدرسي‬

‫وحين نريــد أن نحــدد مفهــوم التســرب من غــير الممكن الوقــوفـ على تعريــف دقي ـقـ وكامــل لمفهــوم‬
‫ألن صـعوبة األمـر ترجـع باألسـاس إلى كـون هـذه الظـاهرة‪ -‬الـتي ال تواجههـا مـدارس‬ ‫التسرب المدرسيـ ّ‬
‫الجزائــر فقــط إلى تشـ ّـعب الجــذور و تعـ ّـدد األســباب و تنــوع مظــاهره وكــثرة طوائفــه باإلضــافة إلى جهــات‬
‫تقدم بها الباحثون في هذا الموضوعـ ‪.‬‬
‫النظر المختلفة التي ّ‬
‫وفيماـ يلي بعض التعاريفـ للتسرب الدراسي‪:‬‬

‫التسرب في اللغة ‪:‬‬

‫(تسرب) تسرباً ويقال تسرب أي دخل خفية مثل تسرب الرجل في البالد أي دخلها خفية وفي سرية‪.‬‬

‫السارب هو الهائم على وجهه على غير هدى ‪.‬‬


‫‪1‬‬
‫سرب اإلناء ‪ ،‬سال ما فيه من ماء ‪.‬‬

‫خرج من األرض إلى وجههاـ فهو سارب ويقال (تسرب) الماء‪ :‬سال ودخل في حجرة‪.‬‬

‫من ســرب يســرب ســروباً ‪ ،‬فالســارب هــو المتــواري عن األنظــار و الــذاهب على وجهــه في األرض قــال‬
‫تعالى ‪( :‬ومن هو مستوف بالليل و سارب بالنهار )‪.‬‬

‫ويطلقـ على ذهاب الشيء بعد آخر ومنه سرب اإلبل أي أرسلها قطعة قطعة ‪.‬‬

‫أما التسرب في االصطالح التربوي ‪:‬‬

‫فهناك عدة تعريفات و هي تختلف من قطرـ إلى آخر ‪ ،‬و من مؤسسة ألخرى ‪ ،‬فقد يقصد به ترك‬
‫التلميذ الدراسة قبل إتمامها ‪ ،‬أو ترك الدراسة لفترات ‪ ،‬أو التأخر عن المدرسة ‪.‬‬

‫و قد عرفت إحدى منشوراتـ اليونسكو التسرب الدراسـي على أنـه التلميـذ الـذي يـترك المدرسـة قبـل‬
‫السنة األخيرة من المرحلة الدراسية التي سجل فيها ‪.‬‬

‫وع ــرفت المنظم ــة العربي ــة للتربي ــة والثقاف ــة والعل ــوم ‪ 1973‬التس ــرب بأن ــه ص ــورة من ص ــورـ الفق ــر‬
‫التربويـ في المجال التعليمي‪ ،‬ترك التلميذ للدراسة في إحدى مراحلها المختلفة ‪.‬‬

‫ابن منظور‪ ،‬لسان العرب ‪ ،‬الجزء ‪ 3‬ص ‪356‬‬ ‫‪1‬‬


‫وقـدـ عــرفت اليونيســيفـ التســرب عــام ‪ 1992‬بعــدم التحــاق األطفــال الــذين هم بعمــر التعليم بالمدرســة‬
‫أو تركها دون إكمال المرحلة التعليمية التي يدرس بها بنجاح‪ ،‬سواء كان ذلك برغبتهم أو نتيجة لعوامــل‬
‫‪2‬‬
‫أخرى ‪،‬وكذلك عدم المواظبة على الدوام لعام أو أكثر ‪.‬‬

‫وبمعــنىـ شــامل فالتســربـ هــو كــل طــالب يــترك المدرســة ألي ســبب من األســباب قبــل نهايــة المرحلــة‬
‫التعليمية ‪.‬‬

‫أو ترك مجموعة من الطالب المدرسة بعد أن تم قبولهمـ وأخـذواـ مقاعـدهم في المـدارس كمــا يعـرفـ‬
‫التسرب الدراسيـ بأنه‪ :‬انقطاع التلميذ عن الدراسة قبل إنهاء المرحلة التعليمية اإللزامية‪.‬‬

‫والمتسرب‪ :‬هو كــل طــالب يـترك المدرسـة لســبب من األسـباب قبــل نهايـة السـنة األخـيرة من المرحلــة‬
‫التعليمية التي سجل فيها‪.‬‬

‫ولما كان التعليم العام في مختلف البلدان هو الجزء المهم من التعليم ومن ضمنه التعليم اإللزامي‬

‫الذي تلتزم به الحكومات وتعتبره مؤشراً للبعد عن األمية ولذلك فإن االنقطاع عن الدراسة قبل إتمام‬

‫س ــنوات ه ــذا التعليم ه ــو األم ــر ال ــذي تهتم ب ــه المؤسس ــات الخاص ــة ب ــالتعليم وتعطي ــه األولوي ــة بالدراس ــة‬
‫والبحث ولهــذا فــإن بعض الــدول تنظــر إلى تســرب الطلبــة قبــل إتمــام التعليم العــام تهديــداً لكيانهــا الــتربويـ‬
‫والسياسي واالجتماعي واالقتصاديـ على حد سواء‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫مفهوم التسرب المدرسيـ في ظل النظام التربوي ‪:‬‬

‫إن التســرب المدرســي كــان وال يــزال شــكال من األشــكال المعرقلــة لك ـ ّل التخطيطــات والمنهجيــاتـ‬
‫المس ــطرة لتعليم و تك ــوين األجي ــال اله ــادف إلى إع ــدادهم لمواكب ــة التط ــورات وحم ــل المس ــؤولية بك ــل م ــا‬
‫الدول ــة وتحبــط‬
‫النضــج الفكــري و الوع ــي ‪ .‬وهــو فضــال عن ّأن ــه ظاه ــرة تربويــة تفشــل طمــوح ّ‬
‫يمكن من ّ‬
‫أهدافها فهو في نفس الوقت مشكل سياسـيـ واقتصـادي واجتمـاعي لـه أثـره السـلبي على التنميـة الشـاملة و‬
‫التكوين المنتظمـ ‪.‬‬

‫إن التســرب المدرسـيـ مشــكلة نراهــا تســتفحل‬ ‫وفي الجزائر كما هــو الشـأن بالنسـبة لــدول العـالم الثــالث ّ‬
‫اس ـ ــتفحاال مقلق ـ ــا س ـ ــنة بع ـ ــد س ـ ــنة ‪ ،‬وإ ن ه ـ ــذا يقتض ـ ــي تك ـ ــثيف البح ـ ــوث التربوي ـ ــة الميداني ـ ــة عن طري ـ ــق‬
‫االســتبياناتـ و االستقصــاء و اإلحصــاء و السياســة الرشــيدة في بنــاء الــبرامج وتحديــد المــواقيت و العنايــة‬
‫بمجــال التكــوين وذلــك على مــدى مســارات دراســية طويلــة‪ ،‬في بيئــات جغرافيــة اجتماعيــة متباينــة باعتبــار‬
‫أي بل ــد مرتب ــط ك ــل االرتب ــاط ببن ــاء‬
‫أن نق ــط الق ـ ّـوة و نق ــط البداي ــة في بن ــاء الق ــدرة العملي ــة و العلمي ــة في ّ‬
‫ّ‬

‫األستاذتان عائشة بلعنترو حبيبة بوكرتوتة ‪،‬التسرب المدرسي ‪ -‬موعدك التربوي رقم ‪6/2001‬‬ ‫‪2‬‬

‫المركز الوطني للوثائق التربوية ‪.‬‬ ‫‪2‬‬


‫منظومــة تربويــة ســليمة ال شــوائب فيهــا ‪ .‬وحين نريــد أن نحــدد مفهــوم التســرب من غــير الممكن الوقــوفـ‬
‫ألن صــعوبة األمــر ترجــع باألســاس إلى كــون هــذه‬ ‫على تعريــف دقيـقـ وكامــل لمفهــوم التســرب المدرســي ّ‬
‫الظـ ــاهرة‪ -‬الـ ــتي ال تواجههـ ـ ـاـ مـ ــدارس الجزائـ ــر فقـ ــط ‪ -‬إلى تشـ ـ ّـعب الجـ ــذور و تعـ ـ ّـدد األسـ ــباب و تنـ ــوع‬
‫مظ ـ ــاهره وك ـ ــثرة طوائف ـ ــه باإلض ـ ــافة إلى وجه ـ ــات النظـ ـ ــر المختلف ـ ــة ال ـ ــتي تق ـ ـ ّـدم به ـ ــا الب ـ ــاحثون في ه ـ ــذا‬
‫الموضوع ‪.‬‬

‫فالتسربـ المدرسيـ ظاهرة تربويــة تعليميـة تعـني انقطــاع التلميــذ عن مواصـلة الدراســة في سـنة أو‬
‫مرحلة من سنوات ومراحلـ التعليم انقطاعا نهائيا لسبب من األسباب الموضوعية‬

‫والغير موضوعية وذلك قبل انقضــاء المرحلــة اإلجباريــة المحــددة من طــرف الدولــة ‪.‬وهــذا المشــكل‬
‫يتم المنهـ ـ ــاج المقـ ـ ــرر و دون أن ينهي عمليـ ـ ــة التعلم‬ ‫المتمثّـ ـ ــل في انقطـ ـ ــاع التلميـ ـ ــذ عن الدراسـ ـ ــة دون أن ّ‬
‫بأبعادهـ ـ ــا و أهـ ـ ــدافها غالبـ ـ ــا مـ ـ ــا نجـ ـ ــده وراء اإلخالل بالنفقـ ـ ــات المرصـ ـ ــودة للنظـ ـ ــام التعليمي و التوقعـ ـ ــاتـ‬
‫المعدة لتنظيم التعليم في جميع أطواره ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫التخطيطية‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أنواع التسـرب‬


‫‪1‬‬
‫ويمكن أن نذركهاـ فيمايليـ ‪:‬‬

‫ذكرت الدراسة أنه يوجد نوعان من التسرب المدرسي الـذي يلحـق بالتلميـذ المتمـدرس‪ ،‬األول هـو‬
‫التسرب المؤقت الذي يحدث عموما بشكل يومي متكرر‪ ،‬لكن سرعان ما يتحول إلى انقطاع تــدريجيـ ثم‬
‫مستمر‪ ،‬وهذا طبيعي حيث يؤدي بالتلميذ إلى الفصل النهائي من المدرسة ‪.‬‬

‫أما الشكل الثاني من أشكال التسرب هو نتيجـة حتميـة للنـوع المـذكور سـابقا بعـد أن تتكـرر عمليـة التغيب‬
‫عن الحصــص الدراســية والــذي يعــني االنفصــال النهــائي عن مقاعــد الدراســة والــذي يصــنفـ بــدوره إلى‬
‫ثالثة أنواع في مقدمتها التسرب الالإرادي الذي يكـون سـببه عـادة عـدول المتمـدرس عن كـل مـا لـه صـلة‬
‫بالتعليم وفقدانه القدرة على االستيعاب والتعليم نتيجة انشغاله بأمورـ خارجة عن كل ما له صــلة بــالتعليم‪،‬‬
‫الـــذي يلي ــه التس ــرب الشـــائع كم ــا يســـمى والـــذي يخص تالمي ــذ المدرس ــة االبتدائي ــة قب ــل أن يجت ــازوا هـــذه‬
‫المرحلة‪ ،‬وفي األخير نصل إلى التسرب المرحلي الذي هو شكل من األشـكال الواضـحة والـتي تـأتي مـع‬
‫امتحانات نهاية كل مرحلة من االبتدائي‪ ،‬المتوسط والثانوي‪ ،‬والعامل األساسي في ذلــك هــو عــدم النجــاح‬
‫‪ ،‬ولقـــد اعتمـــد في هـــذه الدراســـة تصـــنيف التالميـــذ المتســـربين إلى ثالث فئ ــات‪ ،‬وال ــتي ك ــانت أولهـــا فئـــة‬
‫المتمدرس ــين المج ــبرين ال ــذين واجهتهم ظ ــروف ق ــاهرة أج ــبرتهم على التخلي عن مقاع ــد الدراس ــة وال ــتي‬

‫المهنـا‪ ،‬إبـراهيم عبـد الكـريم‪ :)2001( .‬عوامـل التسـرب الدراسـي لـدى المنحـرفين‪ ،‬مؤسسـة اليمامـة الصـحفية‪ ،‬الريـاض‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫العدد ‪ ،92‬ص ‪.75‬‬


‫تكــون نتيجــة مشــكلة شخصــية يعــاني منهــا التلميــذ كــالمرض أو الفقــر أو الــتيتم بعــد فقــد أحــد الوالــدين الــذي‬
‫يفقد فيه الطفل عادة التوازن األسري‪.‬‬

‫أمــا الشــكل الثــاني فقــد لخص في أســباب صــحية المتمثلــة في اإلعاقــة‪ ،‬والــتي تشــمل فئــة المتمدرس ــين‬
‫ال ــذين غ ــادرواـ مقاع ــد الدراس ــة نتيج ــة ض ــعف ق ــدراتهم العقلي ــة ال ــتي منعتهم من القي ــام بأعم ــال ض ــرورية‬
‫مطلوبة للنجاح األكاديمي‪ ،‬والتي يمكن التعــرف عليهــا من خالل النتــائج المحصــل عليهــا بعــد االختبــارات‬
‫حيث تغ ــادر ه ــذه الفئ ــة مج ــبرة بع ــد ص ــدورـ ق ــرارـ إداري يص ــدر في حقهم‪ ،‬أم ــا الفئ ــة األخ ــيرة فهي فئ ــة‬
‫المتس ــربين األكف ــاء ال ــتي تش ــمل فئ ــة األف ــراد ال ــذين لهم ق ــدرة على النج ــاح في مس ــارهمـ الدراسـ ـيـ ولكنهمـ‬
‫قــرروا التخلي عن الدراســة ألســباب تتعلــق بالدرجــة األولى بميــوالتهمـ الشخصــية الــتي تتنــافىـ مــع مجــال‬
‫الدراسة وكل ما يتعلق بها ‪.‬‬

‫والواقع أن التسرب المدرسيـ له نوعـان‪ :‬قد يكون جزئياً أو كلياً‪.‬‬

‫الحالــة األولى‪ :‬أي أن التلميــذ قــد يخــرج من منزلــه في الصــباح قاصــداً المدرســة فعالً ويــذهب إليهــا لكن‬
‫يخرج قبل نهاية الدوام‪.‬‬

‫الحالة الثانيــة‪ :‬فهي خـروج التلميــذ من منزلــه وال يحضــر إلى المدرســة على اإلطالق‪ .‬وقــد يفـاجئ ذلــك‬
‫التلميذ الهارب بالمعلم أو األب الذي يكتشف أمره فيما بعد‪.‬‬

‫و قد يأخذ التسرب الدراسي أشكاال متعددة منها ‪:‬‬

‫التسرب الفكري "الشرود الذهني" من جو الحصة ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬


‫والتأخرـ الصباحي عن المدرسة‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫والغياب الجزئي أو الكلي عن المادة الدراسية (أو المدرسة )‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫تسرب األطفال من االلتحاقـ بالمدرسة االبتدائية ‪.‬‬ ‫‪-4‬‬

‫تسرب الطلبة من المدرسة قبل وصولهم إلى نهاية مرحلة التعليم اإل كمالي و الثانوي‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫ويشكل هذا النوع من التسرب األكثر انتشارا والسائدـ في جميع النظم التعليمية وهذا النــوع ال يقتصــر‬
‫على البلــدان الناميــة بــل على الــدول المتقدمــة أيضــا ‪.‬وهــذا النــوع هــو األكــثر انتشــارا في النظــامـ التعليمي‬
‫ويرتبط هذا‬

‫النوع بمشكلة الرسوب فالرسوبـ قد يكون سببا في التسرب‪.‬‬

‫التسرب المرحليـ ‪ :‬وهذا النوع من التسرب يظهر في نهاية كل مرحلة من المراحل التعليمية ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬األسباب المؤدية إلى التسرب‬

‫ولما نقف وراء األسباب الحقيقية والفعلية التي أدت إلى استفحال هذه الظاهرة لوجــدناها كثــيرة جــدا‬
‫وذلك لتعقد متطلبات هذه الحياة ‪ ،‬نذكر منها جملة من األسباب والمتمثلة في ما يلي ‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬األسبـاب الذاتيـة‬


‫‪1‬‬
‫نذكر منها جملة من األسباب والمتمثلة في ما يلي ‪:‬‬

‫‪ -‬سوء الخلق مما يؤدي إلى اإلخالل بالنظامـ التربويـ وعرقلة السير الحسن للتمدرس ‪.‬‬

‫‪ -‬التخلــف العقلي ممــا ينتج عنــه تــدني في مســتوى التحصــيل الدراســي والرســوب ثم تكــرار الســنوات ثم‬
‫الفشل وربما الفصل واإلقصاء من المدرسة ‪.‬‬

‫‪ -‬ضعف في التحصيل مع غياب عنصر الدافعية والرغبة في الدراسة ممـا يـؤدي إلى الطـرد من القسـم‬
‫والمؤسسة‪.‬‬

‫‪ -‬ك ـ ــثرة الغي ـ ــاب وع ـ ــدم الش ـ ــعور بتحم ـ ــل المس ـ ــؤولية مم ـ ــا ي ـ ــؤدي إلى الط ـ ــرد والفص ـ ــل من المؤسس ـ ــة‬
‫التعليمية ‪.‬‬

‫‪ -‬تــأخر دراســي عــام في جميـع المــواد الدراسـية بســبب الغبـاء‪ ،‬حيث تكــون نسـبة الـذكاء مـابين ‪70‬و‪٪80‬‬
‫يشعر فيه الطفل أنه غير قادر على مسايرة زمالئه في الصف ويهرب من المدرسة‪.‬‬

‫‪ -‬اإلصــابة بعاهــات أو تشــوهات جســمانية تشــعر الطفــل باإلهانــة والســخرية والدونيــة الــتي تجعــل الطفــل‬
‫يتهرب من المدرسة‪ ،‬ويغادرها نهائياً‪.‬‬

‫‪ -‬المـ ــرض العضـ ــويـ أو القصـ ــور الـ ــذي يجعـ ــل التلميـ ــذ يتغيب كثـ ــيراً عن دراسـ ــته ويرتـ ــاد المصـ ــحات‬
‫والمستشــفياتـ للعالج والتــداوي ويصــعب عليــه تــدارك مــا فاتــه من التحصــيل العلمي فيضــطرـ إلى مغــادرة‬
‫المدرسة‪.‬‬

‫‪-‬إصـــابة الطفـــل باضـــطرابـ نفســـي لســـبب من األســـباب‪ ،‬ونتيج ــة له ــذا االض ــطراب يه ــرب التلميـــذ من‬
‫المدرسة‪.‬‬

‫‪-‬الخــوف من المعلم المتسـلط أومن التالميــذ الـذين هم أكـبر منــه ســناً بسـبب الخالف معهم وســوء العالقــة‬
‫مما يجعله يهرب من المدرسة من أجل تأمين نفسه‪.‬‬

‫رسالن‪ ،‬علي‪ :)1973( .‬مشكلة التسـرب في المدرسـة االبتدائيـة‪ ،‬المنظمـة العربيـة للتربيـة والثقافـة والعلـوم‪ ،‬القـاهرة‪ ،‬ط‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،1‬ص ‪.95‬‬
‫ونالحظ هذا عند الطفل المدلل خاصة الـذي جـاء بعـد عقم أو بعـد انتظـارـ طويـل‪ ،‬أو كـان الوحيـد بين‬
‫أخوتــه‪ ،‬حيث توليــه األســرة اهتمامــا ًمبالغ ـَاًـًَ فيــه وعنايــة مغاليــا فيهــا‪ ،‬فيجــد في المدرســة من الصــرامة مــا‬
‫يختلف عن جو األسرة‪.‬‬

‫‪ -‬كم ــا أن اله ــروب يك ــثر في س ــن المراهق ــة م ــع زي ــادة‪ ،‬حب المغ ــامرة والخ ــروج عن الس ــلطة واثب ــات‬
‫الذات‪.‬‬

‫‪ -‬تدني التحصيل الدراسيـ وصعوبات التعلم‪:‬‬

‫‪ -‬عدم االهتمام بالدراسة وانخفاض قيمة التعليم ‪.‬‬

‫‪ -‬الخروج إلى سوق العمل ‪.‬‬

‫‪ -‬بعض الطالب قدراتهمـ محدودة‪.‬‬

‫‪ -‬البعض من الطالب ليس عنده االستعداد للتعلم‪.‬‬

‫‪ -‬عدم المباالة بأعمال المدرسة وأنظمتها‪.‬‬

‫‪ -‬االنشغال بأعمال أخرى خارج المدرسة‪.‬‬

‫‪ -‬الرسوب المتكررـ للطالب‪.‬‬

‫‪ -‬كثرة المغريات في هذا العصر والتي تشد التلميذ وتجذبه إليها‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬األسبـاب العائليـة‬


‫‪1‬‬
‫الواقع أن لألسرة‪ ،‬مساهمة كبيرة في تسرب أبنائها‪ ،‬ويكون ذلك في الحاالت التالية‪:‬‬

‫‪ -‬انخفاض المسـتوىـ المعيشـي لألسـرة وضـعفـ الـدخل اليـومي للعائلـة‪,‬خاصـة في اآلونـة األخـيرة‪ ،‬حيث‬
‫بينت الدراسات أن الفئات الوسـطى تالشـت من سـلم المسـتويات االجتماعيـة لـدخولها في حـيز الفقـر الـذي‬
‫أثقل كاهل األسرة وجعلها عاجزة على توفيرـ متطلبات أطفالها من أجل تأمين لقمة العيش‪.‬‬

‫‪ -‬الحاجـة الماسـة إلى اشـتراكـ األطفـال في بعض األعمـال من أجـل مسـاعدة األب والتخفيـفـ من أعبائـه‬
‫في ظل تسريح العمال وزيادة حجم البطالة‪ ،‬ارتفاع األسعار للمواد الضرورية واالستهالكية‪.‬‬

‫هنــاك مجموعــات من المواطــنين في الريــف خاصــة ال يســمح دخلهــا باالســتغناء التــام عن أوالدهــا في‬
‫العمل رغم صغر سنهم‪ ،‬وهذا ناتج بالطبع عن النمط االقتصادي السائد في الريف والتكوين العائلي ممــا‬
‫يترك أثراً واضحاً في حجم التسرب من المدرسة االبتدائية‪.‬‬

‫المهنا إبراهيم عبد الكريم‪ .‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.92‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪ -‬حيــاة التنقــل واالرتحــال لــدى بعض األســر‪ ،‬خاصــة البــدو الرحــل‪ ،‬ممــا يجــبرهم على إيقــاف أبنــائهم عن‬
‫الدراسة بسب أعباء التكاليف وإلشراك أبنائهم في بعض القطاعات الفالحية أو الزراعية أو الرعي‪.‬‬

‫‪ -‬وال يخفى علينـ ــا نظـ ــرة الرجـ ــل البـ ــدوي إلى البنت‪ ،‬الـ ــتي تجـ ــبر على لـ ــزوم الـ ــبيت إذا ظهـ ــرت عليهـ ــا‬
‫عالمات األنوثة لتساعد أمها‪ ،‬وتنتظرـ من يطلب يدها‪.‬‬

‫‪ -‬عدم وعي األسر للهدف األسمى والنبيـل من التعليم وطلب العلم كوسـيلة للثقافـة والتنـوير والتقـدم العـام‬
‫وإ ع ــداد النش ــء للمس ــتقبل‪ ،‬وحص ــرهاـ للتعليم في غاي ــة مادي ــة بحت ــة‪ ،‬فتظه ــر رغب ــة الطف ــل في البحث عن‬
‫فائـــدة ســـريعة‪ ،‬وربح عاجـــل‪ ،‬وهـــو يـــرى أن اإلطـــارات والمثقفين مقص ــون ومهمش ــون ويعيشـــون الفقـــر‬
‫واإلهانة‪.‬‬

‫‪ -‬تفكــك األســرة بســبب الطالق أو الوفــاة ومــا ينجم عنــه من مشــاكل واضــطرا بــات نفســية أو عقليــة تجــبر‬
‫الطفل على ترك مقاعد الدراسة‪.‬‬

‫‪ -‬الجــو األســري المشــحون باالضــطرابات والمشــاكلـ ســواء بين الوالــدين أو بين اإلخــوة أو بين الطفــل‬
‫وأحـ ــد الوالـ ــدين‪ ،‬خاصـ ــة الخالفـ ــات الشـ ــديدة الـــتي يصـــعب حله ــا وال ــتي ت ــؤديـ إلى تمزيـ ـقـ الطفـ ــل نفســـياً‬
‫فيتشتت تفكيره ويلجأ إلى الهروب من الدراسة في أخر المطاف‪.‬‬

‫‪ -‬العناية بأفرادـ األسرة والمساعدة في أعمال المنزل‪.‬‬

‫تترك الطالبات المتسرباتـ المدرســة للعنايـة بـأفرادـ األســرة وبخاصـة إخــوتهن الصـغارـ والمســاعدة في‬
‫أعمال المنزل‪.‬‬

‫تجــبر األســرة أبناءه ــا س ــواء الــذكورـ منهم أو اإلن ــاث على تــرك مدارســهم‪ ،‬وغالب ـاً م ــا تجــبر ال ــذكور‬
‫للعمل في سوق العمل واإلناث لعدم اهتمام األسرة بتعليم اإلناث‪.‬‬

‫‪ -‬عدم وجود شخص يساعد التلميذ و التلميذة على الدراسة داخل األسرة‪.‬‬

‫عــدم اهتمــام األســرة بمســاعدة أبنائهــا في تجــاوزـ الصــعوباتـ التعليميــة الــتي تــواجههم في المدرســة كــان‬
‫سبباً مهماً في تسرب أبنائهم ‪.‬‬

‫‪ -‬عدم اهتمام األسرة بالتعليم‪.‬‬

‫انخفــاض قيمــة التعليم لــدى أســر الطلبــة المتســربين وعــدم االهتمــام بــالتعليم‪ ،‬كــان لــه القــدر الكبــير من‬
‫األهمية في أسباب تسرب أبنائهم‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أسباب أخرى‬

‫أوال‪ /‬األسباب المدرسية‬


‫في بعض األحيـ ـ ــان يكـ ـ ــون سـ ـ ــوء العالقـ ـ ــة بين المعلم والتالمي ـ ـ ـذـ وبين اإلدارة والتلميـ ـ ــذ ولعـ ـ ــدم تفهم‬
‫أوضاعه ومشاكله‪ ،‬سبباً في مغادرة التلميذ للمدرسة وقد تكون لقسوة المعلم وإ جحافه في حقه فيشــعراـ‬
‫لتلميــذ بعــدم االنتمــاء وعــدم إتاحــة فرصــة المشــاركة لــه في مختلــف ألــوان النشــاط باإلضــافة إلى التهميش‬
‫‪1‬‬
‫والتميزـ بين التالميذ وعدم المساواة بينهم كل ذلك يجعل التلميذ يكره المدرسة ويتهربـ منها‪.‬‬

‫‪ -‬فالمــدرسـ شــديد القســوة أو المتســلط ‪ ،‬وســوء المعاملــة منــه تجعــل التلميــذ يخــاف وال يعــبر عمــا في‬
‫نفسه ويضعف مستواه وقد ينسحب من المدرسة ويبتعد عن األذى‪.‬‬

‫‪ -‬إن ســـوء العالقـــة بين التلميـــذ والمعلمـ بســـبب معاملـــة المعلم غ ــير المؤه ــل وال ــذي ال يع ــرف شـــيئاً عن‬
‫ســيكولوجية التالميــذ وخصائصــهمـ الجســمية والعقليــة وســلوكهمـ االجتمــاعي فيسـئـ فهمهم ويلجــأ إلى العنــف‬
‫واإلهانــة المســتمرة وتثبي ـطـ الهمــة والمقارنــة الخاطئــة واإلهمــال الشــديد‪ .....‬ممــا يــدفع التالميــذ إلى كــره‬
‫المعلم ومادت ـ ــه وق ـ ــد يص ـ ــل بعض ـ ــهمـ إلى االنس ـ ــحاب والتخلص من ـ ــه وكم ـ ــا أن ك ـ ــثرة الواجب ـ ــات المنزلي ـ ــة‬
‫وازدحامه ــا وع ــدم إنجازه ــا من التلمي ــذ تجعل ــه في خ ــوف من العق ــاب الص ــارم‪ ،‬فيتغيب عن المدرس ــة‪ ،‬و‬
‫يتكررـ غيابه وقد ينسحب في نهاية األمر‪.‬‬

‫باإلضافة إلى كثافة البرامج وكبر الحجم الساعي وثقله‪ ،‬حيث ال يجد التلميذ متسعا من الوقت إلشباع‬
‫رغباتــه وحاجاتــه خــارج المدرســة‪ ،‬خاصــة إذا كــانت ال تســتجيب لحاجاتــه النفســية وال تلــبي رغباتــه وال‬
‫تحقق أماله‪.‬‬

‫ثانيا‪ /‬األسبـاب االجتماعيـة ‪:‬‬

‫ونركزـ هنا على الشـارع ‪ ،‬ألن الطفـل يقضـي فيـه وقتـه‪ ،‬وتصـعب مراقبـة وتنظيمـ الشـارع والحي وكمـا‬
‫يقــال‪( :‬المجالســة مجانســة) و(الصــاحب ســاحب) فــإذا خالــط الطفــل أقــران الســوء صــار من جنســهم وق ـدـ‬
‫يتغيب الطفــل عن المدرســة ويهــرب منهــا ألجــل تــأمين نفســه خوفـاًـ من الكبــار منــه المتســلطين عليــه‪ ،‬وقــد‬
‫يكــون موقــع المدرســة بعيــداً عن المســكن ‪ ،‬والمســلك صــعباً وغــير آمن‪ ،‬باإلضــافة إلى العوامــل الطبيعيــة‬
‫كشدة البرد أو شدة الحرارة التي تنهك قواه قبل وصوله إلى المدرسة‪.‬‬

‫‪ -‬بعد المدرسة إذا كان الطريق المؤديـ إلى المدرسة وعراً ‪ ،‬خاصــة في الظــروفـ الطبيعيــة القاســية‪،‬‬
‫حيث يكــثر تــأخره‪ ،‬ويتكــررـ غيابــه وبالتــالي إقصــاؤه من المدرســة‪ ،‬وإ ذا كــان التلميــذ يســتغل وســائل النقــل‬
‫فإن المصاريفـ تثقل كاهل األب وقد يجبره على ترك المدرسة وهذا العامل يهدد البنات أكثر ‪.‬‬

‫ثالثا‪ /‬األسبـاب االقتصادية‪:‬‬

‫‪1‬الــبزاز‪ ،‬حكمت عبــد اهلل‪ ،‬بــني‪ ،‬جــانييت‪ :)1975( .‬التســرب في التعليم‪ ،‬دار الجاحــظ للطباعــة‪ ،‬والنشــر‪ ،‬بغــداد‪ ،‬ط‪ ،1‬ص‬
‫‪.126-125‬‬
‫إن ع ــدم اهتم ــام األب بالتلمي ــذ من حيث ت ــأمين اللب ــاس الجي ــد واألدوات المدرس ــية المناس ــبة تع ــود إم ــا‬
‫لجه ــل األب أو الفق ــر‪ ،‬فحرم ــان األه ــل ألوالدهمـ من بعض النق ــود أثن ــاء خ ــروجهم إلى المدرس ــة ه ــذا م ــا‬
‫يجعـ ــل التلميـ ــذ في موقـ ــف صـ ــعب أمـ ــام زمالئـ ــه المتـ ــوفرة لـ ــديهم النقـ ــود ممـ ــا يولـ ــد لديـ ــه شـ ــعور بـ ــالنقص‬
‫والحرمان فينزويـ عن زمالئه وبالتالي تسبب له كرهاً كبيراً للمدرسة‪.‬‬

‫إن األســباب االقتصــادية لظــاهرة التســرب تشــمل المــدن أيض ـاً‪ ،‬وخاصــة الطبقــات الفقــيرة والعاملــة‪.‬‬
‫وإ ن طبيعة النشاطات االقتصـادية في المدينـة كثـيراً مـا تخلـق عرضـاً أو طلبـاً على عمالـة األطفـال‪ ،‬حيث‬
‫نجد أن كثيراً من األطفال يستخدمون في المقهى ولدىـ الباعة المتجولين والحوانيت بالنسبة للبنين‪.‬‬

‫يضــطرـ الطالب إلى تــرك المدرســة والبحث عن أعمــال بــأجور منخفضــة تســاعدهم في إعانــة آبــاءهم‬
‫وأمهاتهمـ في أعمالهم الخارجية ‪.‬‬

‫رابعا‪ /‬األسبـاب السياسيـة‪:‬‬

‫‪ -‬انتقــال التالميــذ وفقـاً لتنقالت آبــائهم إلى المنــاطق اآلمنــة نســبيا ‪ ،‬وبالتــالي عــدم مواظبــة التلميــذ على‬
‫الدوام بشكل منتظم ‪.‬‬

‫‪ -‬استهداف اإلرهابيين المدارس في عملياتهم ‪.‬‬

‫‪ -‬اعتقال أولياء األمور وغيابهم عن البيت لفترات طويلة يؤثرـ على تربيتهم واهتمامهم في التحصيل‬
‫الدراسيـ ‪.‬‬

‫‪ -‬إغالق أو حرق بعض المؤسساتـ التربوية ‪.‬‬


‫المبحث الثالث‪ :‬وقاية وعالج التسرب المدرسي‬

‫المطلب األول‪ :‬دور البيت في الوقاية والعالج‪.‬‬

‫وعي األسرة بخطورة التسرب المدرسي وضرورة عدم تشــجيعها ألبنائهـا على تــرك المدرسـة و‬ ‫‪-1‬‬
‫توفير مناخ أفضل ألبنائها ومساعدتهاـ لهم ما أمكن في االستمرارـ في دراستهم ‪.‬‬

‫وعي األسرة بقيمة التعليم وأهميته ومخاطر التسرب على أبنائها‪.‬‬ ‫‪-2‬‬

‫اقتنــاع األســرة بضــرورة تهيئــة الجــو األســريـ ألبنائهــا من خالل توفــير الــوقت والمكــان المناســبين‬ ‫‪-3‬‬
‫للدراسة في المنزل‪.‬‬

‫مساعدة األسرة ألبنائها في حل مشاكلهم الدراسية وصعوباتـ التعلم في المواد الدراسية‪.‬‬ ‫‪-4‬‬

‫‪ -5‬عدم تكليف أبنائها الطلبة بمهمــات أسـرية فــوق طــاقتهم‪ ،‬من خالل تفـ ّـرغهم وتوفــيرـ الـوقت الكـافي‬
‫لهم للدراسة‪.‬‬

‫ضرورة اتصال وتواصل األسرة والمدرسة لمتابعة تطــور أبنائهــا والوقــوفـ على المشــاكل الــتي‬ ‫‪-6‬‬
‫يواجهونها داخل المدرسة وخارجها والمساعدة في حلها‪.‬‬

‫‪-7‬وعي األســـرة بمخـــاطرـ الـــزواج المبكـــر لبناتهـــا ‪ ،‬ووعيهـــا بمخ ــاطر التمي ــيز بين أبنائه ــا على أســـاس‬
‫الجنس في مجال التعليم‪.‬‬

‫‪ 8‬ـ عدم التمييز في المعاملة بين األبناء والبنات‪.‬‬

‫‪ 9‬ـ التفكير بما يمكن أن تجنيه الفتاة من فوائدـ من جراء حصولها على الشهادات العلمية‪ ،‬سواء تعلق‬
‫األم ــر بعمله ــا أو بتميزه ــا بنظ ــر الخ ــاطبين له ــا‪ ،‬أو بطريق ــة تنش ــئتها ألطفاله ــا واإلش ــرافـ على دراس ــتهم‬
‫مستقبالً‪.‬‬

‫‪ 10‬ـ ـ توثي ــق الص ــلة م ــع المدرس ــة بحض ــور مج ــالس أولي ــاء األم ــور وط ــرح ك ــل م ــا ي ــدور ب ــذهنهم من‬
‫‪1‬‬
‫استفسارات أو أسئلة قبل اتخاذهم قرار حرمان بناتهم من التعليم‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬دور المدرسة في الوقاية والعالج‪.‬‬


‫‪2‬‬
‫ويمكن إبرازها في النقاط التالية‪:‬‬

‫‪1‬به ــادر‪ ،‬س ــعدية محم ــد‪ :)1984( .‬دلي ــل اآلب ــاء والمعلمين في مواجه ــة المش ــكالت اليومي ــة لألطف ــال والم ــراهقين‪ ،‬مؤسس ــة‬
‫الكويت للتقدم العلمي‪ ،‬الكويت‪ ،‬ط‪ ،2‬ص ‪.98‬‬
‫‪2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.102‬‬
‫‪ -1‬تفعي ــل دور األخص ــائيـ النفس ــاني في مس ــاعدة الطلب ــة في ح ــل مش ــكالتهم التربوي ــة وغ ــير التربوي ــة‪،‬‬
‫بالتعاون مع الجهاز التعليمي في المدرسة والمجتمع المحلي وعلى األخص أولياء أمور الطلبة‪.‬‬

‫‪ -2‬العدالة في التعامل وعدم التمييزـ بين الطلبة داخل المدرسة‪.‬‬

‫‪ -3‬منع العقاب بكل أنواعه في المدرسة (البدني والنفسي) ‪.‬‬

‫‪ -4‬توفير تعليم مهني قريب من السكن‪.‬‬

‫‪ - 5‬تفعيل قانون إلزامية التعليم ووضع آليات للمتابعة والتنفيذ على مستوىـ المدرسة‪.‬‬

‫‪ -6‬السماح للطلبة المتسربين بااللتحاقـ بالدراسة بغض النظر عن سنهم وفقـ شروطـ محددة وميسرة‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬دورـ المجتمع و المؤسسات الحكومية (الرسمية) في الوقاية والعالج‬

‫‪ -‬إجراء تعديالت جذرية في قانون إلزامية التعليم وتفعيل اإلجراءات التنفيذية وتخليصــها من العقبــات‬
‫الروتينية‪.‬‬

‫‪ -‬عدم التهاون في تنفيذ العقوبات المنصوصـ عنها في قانون إلزامية التعليم (بعد تفعيلها) بحــق أوليــاء‬
‫األمورـ الذين يمنعون أبناءهم وبناتهم من حقهم في التعليم‪.‬‬

‫‪ -‬تولي الجهات الحكومية متابعة موضـوعـ تسـرب الفتيـات بشـكل فعـال للتأكـد من عـودة المتسـرباتـ إلى‬
‫المدارس‪.‬‬

‫‪ -‬النهوض بالبنية التحتية للمنــاطق الريفيــة وتوجيــه اســتثمارات القطــاعين العـام والخــاص نحـو مشــاريع‬
‫تنموية مولدة للدخل وموفرة لفرص عمالة للراغبين بها من الجنسين‪.‬‬

‫‪ -‬زيادة اهتمام الدولة بتحسين مستوى الخدمات العامة في القرى‪ ،‬ومن ضمنهاـ الخدمات التعليمية‬

‫‪ -‬توفيرـ الكتب المدرسية بمختلف أنواعها وتوزيعهاـ مجاناً ‪.‬‬

‫‪ -‬تقديم بعض المساعدات لذويـ الحاجة من التالميذ ‪.‬‬

‫‪ -‬التغذية المدرسية‪.‬‬

‫دور وسائل اإلعالم في الوقاية والعالج ‪:‬‬

‫أ) الصحف والمجالت ‪:‬‬

‫يمكن اعتبـــار هـــذا النـــوع من الوســـائل إحـــدى محققـــات التواص ــل بين ال ــبيت والمدرس ــة واألســـرة ‪،‬‬
‫ويمكن عن طريقها تثقيف البيت والمدرسة ونشر نتائج الدراسات والندوات عن هذه الظاهرة‪.‬‬
‫ب) اإلذاعــة‪ :‬تعتــبر اإلذاعــة من أهم وســائطـ التربيــة وإ حــدى الوســائل المحققــة للتواصــل المنشــودـ فمن‬
‫خاللها يمكن إذاعة برامج ثقافية وإ رشادية تعالج مشكلة عدم التواصل بين الــبيت والمدرســة كــذلك إذاعــة‬
‫بـــرامج تتعلـــق بمشـــكالت التالميـــذ حـــتى يكـــون اآلبـــاء على وعي به ــا مم ــا ي ــؤديـ إلى الت ــآزر بين الـــبيت‬
‫والمدرسة في مجال إيجاد الحلول المناسبة ‪.‬‬

‫ج) التلفزيون ‪ :‬يعتبر أكثر الوسائل انتشــارا في العصـر العتمـاده على الصــوت والصـورة المباشــرة دون‬
‫الحاجــة إلى معرفــة القــراءة لــذا فــإن تــأثيره يعتــبر عامــا بالنســبة لجميــع أفــراد المجتمــع ويمكن من خاللــه‬
‫زيادة التواصل بين البيت والمدرسة وذلك عن طريقـ ‪:‬‬

‫* عرض برامج توضح فائدة التواصل بين البيت والمدرسة على مستقبل التلميذ ‪.‬‬

‫* عرض أفالم وندوات حول موضوع التواصل المثمر ‪.‬‬

‫* تدخل األولياء في اختيار البرامج التربوية المفيدة ‪.‬‬

‫* عــرض مقــابالت مــع األوليــاء الحريصــين على التواصــل واســتمراريته مــع المدرســة وإ ظهــارـ إيجابيــات‬
‫هذا التواصل ‪.‬‬

‫د) اإلنــترنت‪ :‬لعــل اســتخدام شــبكة المعلومــات العالميــة من أهم وســائل التثقيــف والتوعيــة والتواصــل الــتي‬
‫يمكن فعال تطويعه ـ ـ ـ ـاـ لخلـ ـ ـ ــق آليـ ـ ـ ــات اتصـ ـ ـ ــال جيـ ـ ـ ــدة بين أوليـ ـ ـ ــاء األمـ ـ ـ ــور والمعلمين والطالب وإ دارات‬
‫المــدارس ‪ ،‬وهنــاك العديــد من المواقـعـ التربويــة الهادفــة ومواقــع الكثــير من المــدارس الــتي فتحت المجــال‬
‫للتواصل مع البيت ومع اآلباء واألمهات والمجتمع بشكل عام ‪.‬‬

‫و من خالل االســتعراض الســابق لهــذه المشــكلة وأســبابها ووســائل عالجهــا نالحــظ وقبــل كــل شــئ أن‬
‫هذه المشكلة مشكلة اجتماعية في جوهرها قبل أن تكـون مشــكلة تــدور حـول فــرد من األفــراد األمـر الــذي‬
‫يستلزمـ تكاثف الجهود الرامية إلى إحداث التكامــل حيث يجب على كــل من الجــوانب المدرسـيـ واألســريـ‬
‫واالجتمــاعيـ العمــل معــا لتحقيــق هــذا الهــدف ونجــاح هــذه الجهــود المبذولــة لخلــق مجتمــع متكامــل في كافــة‬
‫جوانبه يعطي كل ذي حق حقه ومن النتائج المترتبة على هذا التكامــل هـو تقليــل الفـارق التعليمي وزيــادة‬
‫التعاون المدرسيـ االجتماعي إضافة إلى جعل اآلباء يلعبون دورا فعاال إلى جانب‬

‫دورا لمدرســة في العمليــة التعليميــة‪ .‬وال تقــف الوســائل عنــد الــتي ذكرناهــا بــل تتعــدى إلى وســائل أخــرى‬
‫يمكن تبادلها مع المدارس األخرى والمجتمعـات األخـرى‪ ،‬أمـا في حالـة فشـلها فـإن ذلــك يجعــل من التعليم‬
‫عمليـ ــه غـ ــير ذات جـ ــدوى وقـ ــد يـ ــؤدي ذلـ ــك إلى عـ ــدم إمكانيـ ــة تحقيـ ــق األهـ ــداف والسياسـ ــات على الوجـ ــه‬
‫الصــحيح‪ ،‬لــذلك يجب أن تتكــاثف الجهــود في ســبيل مســتقبل زاهــر متطــور تشــترك فيــه جميــع المؤسســات‬
‫التعليمية والتربوية لخدمة األجيال الناشئة وتحقيق مصالح الوطن الكبرى‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬اإلجراءات العالجية للمتسربين على عدة مستويات‬

‫مشــكلة التســرب المدرســي هي مشــكلة وطنيــة تتطلب أن تتضــافر كافـة الجهــود إليجــاد حلـول ناجعـة‬
‫المطلــوب‬ ‫للطلبــة المتســربين‪ .‬باإلضــافة إلى الــدور الــذي تقــوم بــه وزارة التربيــة في هــذا المجــال‪.‬‬
‫أيض ـاً من المؤسس ــات الرس ــمية وبالتحدي ــد وزارة العم ــل والش ــؤون االجتماعي ــة‪ ،‬ومن مؤسس ــاتـ المجتم ــع‬
‫المدني أن تضـع خطـة عمـل وطنيـة إلعـادة تأهيـل المتسـربين الـذين معظمهمـ ارت ّـدوا إلى األميـة من خالل‬
‫‪1‬‬
‫ما يلي‪:‬‬

‫توســـيع انتشـــار مراكـــز التعليم المهـــني في جميـــع محافظ ــات ال ــوطن وتق ــديم تس ــهيالت ومكافـــآتـ‬ ‫‪‬‬
‫تشجيعية للطلبة الملتحقين بها‪.‬‬
‫تنويع برامج التعليم المهني لتواكب حاجات سوق العمل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫متابعـ ــة الخ ـــريجين من خالل توف ـــير ش ـــكل من أشـ ــكال التواصـ ــل بينهم وبين المنتجين في س ـــوقـ‬ ‫‪‬‬
‫العمل لتسهيل توظيفهمـ وإ عادة تأهيلهم مع الوظائف الجديدة التي يلتحقون بها‪.‬‬
‫‪ ‬وضــع تشــريعات وقــوانين تحــدد الحــد األدنى لألجــور ووضــع آليــة للرقابــة والتنفيــذ لمنــع اســتغالل‬
‫األيدي العاملة‪.‬‬
‫تشـ ــجيع القطـــاع الخـ ــاص الـ ــذي يشـــاركـ في التنميـ ــة الوطنيـ ــة ( االسـ ــتثمار ) على تنويـ ــع برامجـ ــه‬ ‫‪‬‬
‫لتواكب سوقـ العمل من حيث برامجه التأهيلية التي يقدمها للمتخرجين من مراكز التأهيل ‪.‬‬
‫توسيع انتشار مراكز محو األمية للمتسربين الذين ارتدوا إلى األمية وتوفيرـ تعليم مهــني يتناســب‬ ‫‪‬‬
‫مع قدراتهم‪.‬‬
‫‪ ‬بنــاء المنــاهج و الــبرامج على أســس علميــة بحيث تغ ـ ّذي جميــع حاجــات المتعلّم و تي ّس ـر لــه ســبل‬
‫االستمرارية في اكتساب المعرفة ‪.‬‬
‫‪ ‬إع ـــادة النظ ـــر في أنم ـــاط أدوات القي ـــاس و أس ـــاليب التّقـ ــويم باتبـ ــاع اآللي ـ ــات المسـ ــتحدثة في ه ـــذا‬
‫الميدان‪.‬‬
‫‪‬إعــداد كتب ّقي ــمة شــكال و مضــمونا تســتجيب بمحتواهــا و منهجيتهــا لميــول المتعلّم ومتطلباتــه بحســب‬
‫األعم ــار و درج ــات النض ــج الفك ــري م ــع اق ــتراح مجموع ــة من النش ــاطات كفيل ــة بتحقي ــق التك ــوين الــ ّذاتي‬
‫تساعده على استيعاب المعلومات وإ دماجها في ذاته ‪.‬‬

‫‪1‬مجلة المعرفة – العددـ ‪. 64‬‬


‫‪ ‬التكفــل بالتالمي ـذـ الــذين يعــانون من بطء االســتيعاب أو العجــز في إدمــاج المعرفــة منفــردين عن‬
‫زمالئهم‪ ،‬بالعمـــل على ســ ّـد الثغـ ــرات و دعم المكتسـ ــبات ليتمكن المتعلّم من كسـ ــب قاع ــدة معرفيـــة تبـ ــني‬
‫قدراته و كفاءاته ‪.‬‬
‫تحبب الدراس ـ ــة إلى نف ـ ــوس التالمي ـ ــذ (نش ـ ــاطات‬
‫‪‬تزويـ ـ ـدـ الم ـ ــدارس ب ّكـ ــل الوس ـ ــائل التّي من ش ـ ــأنها أن ّ‬
‫رياضية‪ ،‬ثقافية ‪،‬إعالم آلي…)‬
‫‪‬تســـهيل عملي ــة ارتيـــاد التالميـــذ المـــدارس ( توفـــيرـ النقـــل ‪ ،‬بن ــاء الم ــدارس بمراع ــاة الكثافـــة الســـكانية‬
‫لألحياء‪ ،‬و المسافة و التوازن…)‬
‫‪‬تحقيق مبدأ تكافؤـ الفرص بين جميع المتمدرسين باختالف بيئاتهمـ و مناطقهم الجغرافية ‪.‬‬
‫‪ ‬عادة النظر في توظيفـ حاملي الليسانس دون أدنى مؤهل في المجال التّربــوي والبيــداغوجي مــع‬
‫تجنب عملية اإلدماج لما لها من األثر السلبي في كثير من المجاالت‪.‬‬ ‫ّ‬
‫‪ ‬اعتمــاد طريقــة ناجعــة في ميــدان تكــوين المعلمين و األســاتذة بــالتركيز على مجمــوع المســتجدات‬
‫في حقل التربية و التعليم كدراسة مختلف المقاربات و أدوات القياس و التّقويم‪.‬‬
‫فعالة لتكوين المكونين ‪.‬‬
‫‪ ‬تبني استراتيجية ّ‬
‫الدراســي ال بنــاء على مــا يــرغب فيــه‬
‫‪ ‬الحرص على توجيه التالميذ وفق مــا يحـ ّـدده ملمح مســارهمـ ّ‬
‫األولياء‪.‬‬
‫الدراســة حتّى س ّـن ‪ 16‬عامــا بـالرغم من‬
‫‪ ‬إعادة النظر في قضية إرغـام التلميــذ على البقــاء بمقاعـد ّ‬
‫نوجـه المتعلّم نحـو‬
‫العجز الذي يبديه نتيجـة لـتراكم الضـعف ‪ ،‬وفي هـذا أرى ّأنـه من األليـق واألفضـل أن ّ‬
‫مراكــز التكــوين المهــني ليكتســب حرفــة في صــغرـ سـّـنه بــدل أن نهــدر وقتــه و نجــبره على متابعــة الدراســة‬
‫دون رغبة منه ‪.‬‬
‫‪ ‬تزوي ـدـ ك ـ ّل ‪ 3‬مــآمن على األقــل أو بــاألحرىـ كــل وحــدات الكشــف والمتابعــة الصــحية بأخصــائي‬
‫نفساني يساعد التالميذ الذين يعانون األزمات النفسية على تخطي الصعاب‪.‬‬
‫إعادة االعتبار للمعلم و المدرسة و المتعلم وتحسين صورته داخل المجتمع ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تشجيع و تنشيطـ متابعة التعليم بواسطة المراسلة و األنترنت ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إنشـ ــاء مـ ــدارس تعمـ ــل على إدمـ ــاج المتسـ ــربين و المفصـ ــولين الراغـ ــبين في العـ ــودة إلى مقاعـ ــد‬ ‫‪‬‬
‫الدراسة ‪.‬‬
‫تشجيع و تنشيطـ متابعة التعليم بواسطة المراسلة و األنترنت ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫العــودة إلى العمــل بالنظــام الــداخلي لتمكين التالميــذ الســاكنين بالمنــاطقـ النائيــة من متابعــة مســار‬ ‫‪‬‬
‫تعليمي مستق ّـر‪.‬‬
‫الخاتمــــة ‪:‬‬

‫من خالل م ــا س ــبق نج ــد أن للتس ــرب المدرسـ ـيـ أث ــارا س ــلبية على حاض ــر التلمي ــذ ومس ــتقبله ‪ .‬ففي‬
‫اللحظــة الــتي يغــادر فيهــا المدرســة قــد يعــودـ إلى األميــة الــتي أتى منهــا ‪ ،‬وتنجـرـ عنهــا أثــار ال حصــر لهــا‬
‫على مســتقبله النفســي ‪ ،‬واالجتمــاعي ‪ ،‬و االقتصــاديـ ‪ .‬ونفس األعــراض ســنالحظها على المجتمــع الــذي‬
‫يتواجدـ فيه أمثال هؤالء ‪.‬‬

‫ومما يالحظ أن المشكل أصبح يزداد حجمه نتيجة للنمو المتزايدـ في عدد التالميذ خاصــة في الــدول‬ ‫ّ‬
‫تتبنى تعميم التعليم وتســعىـ إلى خلــق فرصــه في نطــاق واســع ‪ ،‬و الظــاهرة أكــثر حـ ّـدة وتفاقمــا سـ ّـيما‬
‫الــتي ّ‬
‫في البيئات الريفية و خاصة عندما يتعلق األمر باإلناث ‪ .‬ومن هنا فالتســرب المدرسـيـ يــؤدي إلى تــأخير‬
‫تحقي ــق إلزامي ــة التعليم‪ ،‬و إلى ض ــياع الكث ــير من الجه ــود واألم ــوال وتعطي ــل مس ــارـ االرتق ــاء بالمس ــتوىـ‬
‫التعليمي المنشود‪.‬‬

‫من خالل االســتعراض الســابق لهــذه المشــكلة وأســبابها ووســائل عالجهــا نالحــظ وقبــل كــل شــئ أن‬ ‫و‬
‫هذه المشكلة مشكلة اجتماعية في جوهرها قبل أن تكـون مشــكلة تــدور حـول فــرد من األفــراد األمـر الــذي‬
‫يســتلزم تكـاثف الجهـود الراميـة إلى إحـداث التكامـل وزيــادة التعــاون إضـافة إلى جعـل اآلبــاء يلعبــون دورا‬
‫فعاال إلى جانب دور المدرسة في العملية التعليمية‪.‬‬
‫قائمة المراجع‪:‬‬

‫‪.1‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب ‪ ،‬الجزء ‪3‬‬


‫‪.2‬األستاذتان عائشة بلعنتروـ حبيبة بوكرتوتة ‪،‬التسرب المدرسي ‪ -‬موعدك التربوي رقم ‪6/2001‬‬
‫‪.3‬المركز الوطنيـ للوثائقـ التربوية ‪.‬‬
‫‪.4‬المهنــا‪ ،‬إبــراهيم عبــد الكــريم‪ :)2001( .‬عوامــل التســرب الدراســي لــدى المنحــرفين‪ ،‬مؤسســة اليمامــة‬
‫الصحفية‪ ،‬الرياض‪ ،‬العدد ‪92‬‬
‫‪.5‬رســالن‪ ،‬علي‪ :)1973( .‬مشــكلة التســرب في المدرســة االبتدائيــة‪ ،‬المنظمــة العربيــة للتربيــة والثقافــة‬
‫والعلوم‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪1‬‬
‫‪.6‬الـ ـ ــبزاز‪ ،‬حكمت عبـ ـ ــد اهلل‪ ،‬بـ ـ ــني‪ ،‬جـ ـ ــانييت‪ :)1975( .‬التسـ ـ ــرب في التعليم‪ ،‬دار الجاحـ ـ ــظ للطباعـ ـ ــة‪،‬‬
‫والنشر‪ ،‬بغداد‪ ،‬ط‪1‬‬
‫‪.7‬بهـ ــادر‪ ،‬سـ ــعدية محمـ ــد‪ :)1984( .‬دليـ ــل اآلبـ ــاء والمعلمين في مواجهـ ــة المشـ ــكالت اليوميـ ــة لألطفـ ــال‬
‫والمراهقين‪ ،‬مؤسسة الكويت للتقدم العلمي‪ ،‬الكويت‪ ،‬ط‪2‬‬
‫‪.8‬مجلة المعرفة – العدد ‪. 64‬‬

You might also like