You are on page 1of 16

‫الفصل الثاني‬

‫الهدر المدرسي مفهومه وعوامله ونتائجه‬

‫تمهيد‬

‫‪ / 1‬المفاهيم المرتبطة بالهدر المدرسي ‪.................................................‬‬

‫‪- 1-1‬الهدر المدرسي ‪.................................................................‬‬

‫‪- 1-2‬الرسوب المدرسي ‪...............................................................‬‬

‫‪- 1-3‬التأخر الدراسي ‪.................................................................‬‬

‫‪- 1-4‬التسرب المدرسي ‪................................................................‬‬

‫‪- 1-5‬الغياب ‪..........................................................................‬‬

‫‪ / 2‬أنواع المتسربين من المدرسة ‪........................................................‬‬

‫‪ / 3‬عوامل الهدر المدرسي ‪..............................................................‬‬

‫‪ / 4‬سمات الطلبة المتسربين ‪............................................................‬‬

‫‪ / 5‬نتائج الهدر المدرسي ‪..............................................................‬‬

‫خالصة ‪................................................................................‬‬
‫تمهيد ‪:‬‬

‫تعتبر ظاهرة الهدر المدرسي أو التربوي من المشاكل الكبرى التي تواجه العالم بصفة و‬
‫المجتمعات العربية بصفة خاصة ‪،‬فهي تحمل كل مقومات الفشل سواء على المستوى الفردي‬
‫أو على مستوى المجتمع ‪ ،‬فهو يشكل معضلة تربوية كبيرة باإلضافة إلى ذلك أنه يتحول إلى‬
‫مواطن تغلب عليه األمية غير منتج في بيئته مما يقلل من طموحاته وآماله ‪.‬‬

‫‪ /1‬المفاهيم المرتبطة بالهدر المدرسي ‪:‬‬

‫‪ 1-1‬الهدر المدرسي ‪:‬‬

‫هو تلك الظاهرة التي تتجسد في ضياع أو خسارة المال والجهد والوقت المسخرين في سبيل‬
‫سير وتطوير مسار العملية التربوية ‪ ،‬وتنشأ هذه الظاهرة لعدة عوامل أهمها التسرب‬
‫المدرسي‪ ،‬وارتفاع تكلفة التلميذ وتدني مستوى التحصيل‪ 1.‬نظرا ألن اإلهدار التربوي ظاهرة‬
‫يمكن أن تحدث في نظام تعليمي ‪،‬فقد أدى ذلك ببعض المختصين في هذا المجال والمهتمين‬
‫‪2‬‬
‫به إلى القول بأن اإلهدار التربوي مشكلة عالمية ‪.‬‬

‫‪ 1‬نادية ‪،‬محمود غنيم عبد العزيز ‪:‬بعض المتغيرات النفسية المرتبطة بظاهرة الهدر التربوي لدى طالب المرحلة اإلعدادية ‪،‬مجلة كلية الدراسات‬
‫اإلنسانية ‪،‬العدد ‪ ، 15،2015‬ص ‪.12‬‬
‫‪ 2‬برايمر ‪.‬م ‪ .‬باولي ‪.‬ل ‪،‬ترجمة ‪:‬صادق إبراهيم عودة ‪،‬اإلهدار التربوي مشكلة عالمية ‪ ،‬اللجنة األردنية للتعريب والترجمة والنشر ‪،‬وزارة التربية‬
‫‪،‬األردن ‪،‬عمان ‪،‬د ط ‪، 1974،‬ص ‪.30‬‬
‫ولقد عرفته منظمة اليونسكو بأنه ما يحدث للنظام التربوي في قطر ما مؤثرا في كفايته‬
‫‪1‬‬
‫وناجما عن عاملي ترك المدرسة "التسرب" مبكرا أو اإلعادة ‪.‬‬

‫‪ 1-2‬الرسوب المدرسي ‪:‬‬

‫* لغة ‪ :‬هو السقوط والغوص إلى األسفل ‪،‬رسب الشيء في الماء أي سقط أسفله ‪.‬‬

‫* اصطالحا ‪ :‬هو إخفاق التلميذ في تحقيق النتائج لالنتقال إلى المستوى األعلى ويبقى في‬
‫‪2‬‬
‫المستوى المطلوب مرة أخرى ‪.‬‬

‫‪ 1-3‬التأخر الدراسي ‪ :‬يعرفه "مصطفى بديع وآخرون " الطفل المتأخر دراسيا بأنه من‬
‫سبق له الرسوب مرتين على األقل في صف دراسي واحد خالل وجوده بالحلقة األولى من‬
‫مرحلة التعليم األساسي ‪ .‬ويعرفه "صالح عمارة وآخرون بأنه ذلك الطفل الذي ال يساير‬
‫أقرانه في التحصيل الدراسي ‪،‬ويرسب في أكثر من مادتين دراسيتين ‪،‬كما يصفه معلموه‬
‫‪3‬‬
‫أيضا بأنه متأخر دراسيا ‪.‬‬

‫‪ 1-4‬التسرب المدرسي ‪:‬‬

‫*لغة ‪ :‬جاء في لسان العرب البن منظور ج‪ 3‬معنى كلمة تسرب بمعاني كثيرة منها ‪:‬‬

‫‪ -‬السرب ‪ :‬حفير تحت األرض وقيل تحت األرض ‪،‬قد تسرب ‪،‬وتسرب الحافر أخذه في‬
‫الحفر يمينه ويساره ‪.‬‬

‫‪ -‬السرب ‪ :‬حجر الثعلب واألسد والضبع والذئب ‪.‬‬

‫‪ -‬السرب ‪ :‬الموضع الذي قد حل فيه الوحشي وجمع أسراب ‪،‬وأسرب الوحش في سرية‬
‫والثعلب في حجره ‪.‬‬
‫‪ 1‬أحمد بخيت سالم العدواني الزهراني ‪:‬كلفة الهدر التربوي الكمي في النفقات التعليمية للمرحلة الثانوية للبنين بمكة المكرمة ‪،‬دراسة مقدمة إلى قسم‬
‫اإلدارة التربوية والتخطيط في كلية التربية بجامعة أم القرى استكماال لمتطلبات الحصول على درجة الماجستير في اإلدارة التربوية والتخطيط‪، A‬ص‬
‫‪.11،1428‬‬
‫‪ 2‬جهاد‪،‬العايب ‪.‬هند‪،‬بيكي ‪:‬الظروف االجتماعية لألسرة وعالقتها بالرسوب المدرسي ‪،‬مذكرة مكملة لنيل شهادة الماستر في علم االجتماع ‪،‬كلية العلوم‬
‫االجتماعية واإلنسانية –الوادي‪، -‬ص ‪.30‬‬
‫‪ 3‬عبد العزيز السيد الشخص ‪:‬التأخر الدراسي (تشخيصه‪.‬وأسبابه والوقاية منه )‪،‬سلسلة سفير التربوية ‪ ،1992، 2‬ص ‪20.18‬‬
‫‪1‬‬
‫سرب اإلناء سال ما فيه من ماء ‪.‬‬

‫*اصطالحا ‪ :‬هناك عدة مفاهيم للتسرب المدرسي منها ما يلي ‪:‬‬

‫يعرف التسرب في االصطالح التربوي بأنه ‪:‬ترك مجموعة من الطالب المدرسة قبل‬
‫الوصول إلى نهاية المرحلة التعليمية ‪.‬‬

‫كذلك يعرف بأنه انقطاع التلميذ عن مواصلة الدراسة وترك المدرسة قبل الوصول إلى نهاية‬
‫‪2‬‬
‫‪.‬‬ ‫المرحلة التعليمية التي سجل فيها‬

‫‪ -‬التسرب هو ظاهرة ترك المراهقين و األطفال المدرسة‪,‬أو انقطاعهم عنها لعدة فترات‬
‫طويلـة أو بصورة نهائية قبل وصولهم إلي نهاية المرحلة التعليمية التي يتواجدون فيها‪.‬‬

‫‪ 1-5‬الغياب ‪:‬‬

‫إن ظاهرة الغياب عن المدرسة أو المادة الدراسية من الظواهر التي تعاني منها مدارسنا في‬
‫الوقت الحاضر والمقصود بالغياب هو انقطاع التلميذ عن المدرسة أو بعض المواد الدراسية‬
‫بصورة منتظمة ‪ ،‬وقد يعود هذا االنقطاع إلى اسباب تتعلق بالمدرسة نفسها أو بالتلميذ نفسه‬
‫أو ببعض المواد الدراسية ‪ ،‬ويؤدي ذلك حرمان إلى التلميذ من فرص النمو المختلفة وهذا‬
‫يؤثر بشكل مباشر فيما بعد على تشكيل شخصيته وقد يؤدي تكرار الغياب إلى ضعف التلميذ‬
‫دراسيا في المواد التي يتغيب عنها ‪ ،‬وينجم عنه في الغالب تفكير التلميذ باإلنقطاع التام عن‬
‫‪3‬‬
‫المدرسة ‪.‬‬

‫‪-2‬أنواع المتسربين من المدرسة‪:‬‬

‫هناك عدة أنواع للمتسربين من المدرسة نذكر منها ما يلي ‪:‬‬


‫‪ 1‬ابن المنظور ‪ :‬لسان العرب ‪،‬ج‪ ، 3‬ص ‪.356‬‬
‫‪ 2‬محمود ‪،‬يوسف الشيخ ‪ :‬مشكالت‪ A‬تربوية معاصرة ‪.‬القاهرة ‪:‬دار الفكر العربي للنشر والطباعة ‪.2007.‬ص ‪.133‬‬
‫‪ 3‬محمد ‪ ،‬حسن العمايرة‪ : A‬المشكالت‪ A‬الصفية السلوكية التعليمية األكاديمية –مظاهرها – أسبابها‪ A-‬عالجها ‪،‬ط ‪،)2002 (1‬ط ‪ ،)2010( 2‬عمان ‪ :‬دار‬
‫المسيرة للنشر والتوزيع ‪،‬ص ‪142‬‬
‫التسرب المؤقت ‪ :‬هو الذي يحدث بشكل مؤقت متكرر وما يبث أن يتحول إلى انقطاع‬ ‫‪1.1‬‬
‫تدريجي ‪ ،‬ثم يستمر وينتج عنه فصل التلميذ عن الدراسة ‪.‬‬
‫التسرب الدائم ‪ :‬والذي يعني هجر التلميذ للدراسة نهائيا ‪.‬‬ ‫‪1.2‬‬

‫وهناك تصنيف آخر للتسرب حيث يميز بين ثالثة أنواع وهي ‪:‬‬

‫أ‪-‬التسرب اإلرادي ‪ :‬والذي يتخذ مظاهر متعددة أولها زيادة التدفق الطالبي على قدرة التعليم‬
‫واالستيعاب ‪.‬‬

‫ب‪-‬التسرب المرحلي ‪ :‬هو الذي يبدو في نهاية كل مرحلة من المراحل التعليمية سواء االبتدائية‬
‫أو اإلعدادية وعامله األساس عدم النجاح ‪.‬‬

‫ج‪-‬التسرب الشائع ‪ :‬وهو الذي يخص تالميذ المرحلة االبتدائية قبل وصولهم إلى نهاية‬
‫‪1‬‬
‫المرحلة ‪.‬‬

‫وقد قدم فوس ‪ voss‬وزمياله إليوت ‪ ellait‬و فندلنج ‪ wendling‬تضيقا ثالثيا للمتسربين‪:‬‬

‫*الفئة األولى‪ :‬يطلق عليهم فئة المجبر على التسرب و تشمل هذه الفئة األفراد الذين تركوا‬
‫المدرسة نتيجة لبعض األزمات أو المشكالت الشخصية‪,‬أو األسرية كالمرض أو إصابات‬
‫الحوادث أو الضعف الجسمي أو وفاة أحد الوالدين أو كليهما أو فقر األسرة المفاجئ نتيجة‬
‫لتعرضها لكارثة معينة مثل هذه الظروف تعتبر خارجة عن إرادة هؤالء األفراد‪ ,‬و من ثم‬
‫يصعب عليهم السيطرة عليها‪.‬‬

‫*الفئة الثانية ‪ :‬و يطلق عليها فئة المعاقين و تشمل هذه الفئة األفراد الذين تركوا المدرسة‬
‫نتيجة لضعف قدراتهم العقلية على القيام بأعمال الضرورية المطلوبة للنجاح األكاديمي و‬
‫التخرج من المرحلة التي التحقوا بها‪,‬مثل هؤالء األفراد و يمكن التعرف عليهم من درجاتهم‬
‫المتواضعةـ في اختبارات الذكاء و التحصل الدراسي أو رسوبهم أو عدم قدرتهم على القراءة‬
‫أو الكتابة السليمــة‪,‬و يطلق على هؤالء األفراد الذين لديهم القدرات على النجاح األكاديمي‬
‫ومن ثم يتركون الدراسة ألسباب غير القدرة على التعلم و منها كثرة الغياب أو المشكالت‬

‫‪ 1‬لعويجي خولة ‪،‬لعويجي كريمة ‪ :‬التسرب المدرسي وعالقته بالمحيط المدرسي ‪،‬مذكرة مكملة لنيل شهادة الليسانس في علوم التربية ‪،‬جامعة مسيلة ‪،‬‬
‫‪،2012.2011‬ص ‪.14‬‬
‫السلوكية مع المعلمين أو زمالئهم أو إدارة المدرسة‪,‬أو نقص الدافعية للتعلم أو كراهية النظام‬
‫الدراسي ‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫‪ -4‬سمات الطلبة المتسربين ‪:‬‬

‫إن للطلبة المتسربين صفات وخصائص تميزهم عن اآلخرين من جوانب مختلفة منها النفسية‬
‫والتربوية واالجتماعية واالقتصادية من أجل تشخيص هذه الحاالت وعالجها والحد منها قدر‬
‫المستطاع من انتشار هذه الظاهرة ومن بين هذه السمات نذكر‪:‬‬

‫‪ 4-1‬ذو القدرات العقلية المحدودة ‪ :‬ويتم التعرف إليهم من خالل درجاتهم المتدنية في‬
‫التحصيل الدراسي المنخفض أو من خالل رسوبهم ‪ ،‬وبالتالي على القائمين على التعليم‬
‫متابعة مثل هذه الحاالت وإ عارتهم مزيدا من االهتمام من خالل إيجاد مراكز خاصة بهم ‪.‬‬

‫‪ 4-2‬ذو الظروف االقتصادية الصعبة ‪ :‬وذلك من خالل البحث عن فرص عمل سهلة مثل‬
‫البائع الجوال أو بعض ورش السيارات وغيرها مما يعيقهم عن إكمال دراستهم ‪.‬‬

‫‪ 4-3‬ذو الفئة المجبرة على التسرب ‪ :‬وتشمل هذه الفئة األفراد الذين تركوا المدرسة نتسجة‬
‫لبعض األزمات أو المشكالت الشخصية أو األسرية أو فقر األسرة المفاجئ نتيجة لتعرضها‬
‫‪2‬‬
‫لكارثة معينة ‪.‬‬

‫‪ 4-4‬ذو األسر المفككة اجتماعيا ‪ :‬ومن المعلوم أن األسرة تلعب دورا أساسيا في تقدم‬
‫الطالب نحو العمل المدرسي ‪ ،‬فالطالب الذي ال يجد المناخ األسري المالئم يكون دائما‬
‫مشغوال بالجو المشحون بين أفراد أسرته فيتسم أداؤه بالقلق ‪ ،‬فحاجة الطال لألب و األم من‬
‫ضروريات حياته ‪.‬‬

‫‪ :1‬علي السيد‪ ،‬محمد الشيخي ‪ :‬علم اجتماع التربية المعاصرة ‪ ،‬ط ‪، 1‬القاهرة ‪ :‬دار الفكر العربي ‪ ،‬ص ‪. 354- 353‬‬

‫‪ 2‬منصور مصطفى ‪ ،‬الذهبي ابراهيم ‪:‬دور اإلدارة المدرسية في الحد من ظاهرة التسرب المدرسي ‪،‬مجلة الدراسات والبحوث االجتماعية – جامعة‬
‫الوادي‪ ، -‬العدد الخامس ‪ ، 2014،‬ص‪. 135‬‬
‫‪ 4-5‬ذو الكفاءة ‪ :‬هؤالء الطالب يمتلكون المقدرة على التحصيل الدراسي والنجاح إال أن‬
‫بعضهم يتسرب من المدرسة لمشاكل سلوكية مع المعلمين أو زمالءه ‪ ،‬وبعضهم يفقد الدافعية‬
‫للتعلم ‪.‬‬

‫‪ 4-6‬ذو السلوك الخاص ‪ :‬لظروف نفسية واجتماعية واقتصادية عديدة تنعكس سلبا على‬
‫الطالب فتجد أن البعض منهم قد اكتسب سمات سلوكية سيئة تنعكس على التزامه المدرسي‬
‫منها (عدوانية الكالم ‪،‬عنف جسدي اتاه المعلمين واآلخرين ‪ ،‬صعوبات في التركيز‬
‫‪1‬‬
‫‪،‬اضطرابات عاطفية ) ‪.‬‬

‫في القدس الشقيق ‪،‬مجلة شؤون تربوية ‪،‬فلسطين ‪ ، 1995،‬ص‪.78‬‬ ‫‪ 1‬حبر‪ ،‬إيمان ‪ :‬التسرب الدراسي في المدارس‬
‫خالصة ‪:‬‬

‫يتبين لنا من خالل ما تطرقنا إليه في هذا الفصل من خالل مختلف تعاريف الهدر المدرسي‬
‫والمفاهيم المرتبطة به باإلضافة إلى عوامله ونتائجه والتي تبلورت حول مجموعة من‬
‫العناصر التي تتح ــدثـ عن األسباب والعوامل التربوية المتمثلة في النظام التربوي أنه ظاهرة‬
‫سلبية وتنعكس على الطالب المتسرب ذاتيا ‪.‬‬
‫الفصـــل الثالث‬

‫العوامل السوسيو اقتصادية الدافعة إلى الهدر المدرسي‬

‫تمهيد‬
‫تمهيد ‪ :‬تلعب العوامل االجتماعية واالقتصادية دورا هاما في زيادة حجم الهدر المدرسي ‪،‬‬
‫وتختلف آثار هذه العوامل من باختالف المناطق وتتباين بين الريف والمدينة كما تختلف‬
‫انعكاساتها وآثارها بين الشباب والبنات ‪،‬وفيما يلي سنحاول تقديم شرح مفصل للعوامل‬
‫االجتماعية واالقتصادية في الهدر (التسرب) ‪.‬‬

‫مفهوم العوامل السوسيو اقتصادية ‪ :‬هي تلك الظروف والعوامل ذات األثر في ترك‬ ‫‪-1‬‬
‫الطالب المدرسة وتتضمن تلك العوامل ‪:‬حالة األسرة االجتماعية واالقتصادية والتي لها‬
‫عالقة بتسرب التلميذ ‪،‬وبالتحديد انخفاض المستوى المعيشي لألسرة ومهنة األب وتعليم‬
‫الوالدين والحاجة للعمل واالستقرار األسري وحم األسرة وما يرتبط بهذا من وجود اتجاهات‬
‫‪1‬‬
‫حول رغبة التلميذ في ترك المدرسة ‪.‬‬
‫‪ 1‬العوامل المدرسية واالجتماعية واالقتصادية المؤدية لرسوب وتسرب طالب المرحلة الثانوية في محافظة بيشة ‪ ،‬مجلة كلية التربية ‪ ،‬جامعة‬
‫األزهر ‪،‬العدد ‪، 162‬الجزء األول ‪ ، 2015،‬ص ص‪. 522.521‬‬
‫بمعنى أنها تتمثل في تلك الجوانب األساسية لألسرة من مصاريف و مداخيل و مدخالت و‬
‫مخرجات أساسية وثانوية وكل المستلزمات التي تساهم في بناء األسرة ‪.‬‬
‫الظروف االجتماعية الدافعة للهدر المدرسي ‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫‪ 2-1‬العالقات االجتماعية المضطربة ‪ :‬تعد العالقات األسرية أساسا في تكوين أسرة سعيدة‬
‫متماسكة مترابطة ‪ ،‬فالوضع السيئ و سوء في المعامالت اإلنسانية و األسرية من حيث‬
‫الفقر أو انخفاض الدخل من شانه أن يؤثر على تماسك األسرة و تكاملها لما يعترضها من‬
‫تجارب قاسية و التي يكون لها تأثير كبير و خاصة بين أفراد األسرة الواحدة بحكم العالقة‬
‫التي تربط بين أفرادها ‪.‬هذا و بالرغم من وجود اسر كثيرة فقيرة ال يظهر الجنوح بين‬
‫صغارها إال أن الشخصية تتأثر في نموها و تبدو مشاكلها على المدى البعيد ومن مظاهر‬
‫التفكك األسري و غيره من المظاهر السلبية‪.‬‬

‫‪ 2-2‬الطالق ‪:‬‬

‫يعتبر الطالق أهم عوامل المؤدية إلى التفكك األسري الذي يكثر انتشاره بين ذوي الدخل‬
‫المنخفض ‪ ،‬فيحرم الطفل من العديد من الحاجيات كالعطف و الرعاية و الرقابة و التوجيه‬
‫والتعرض لكافة التجارب القاسية نتيجة تأرجحه بين والدين متعارضين مما قد تؤدي إلى‬
‫نتائج تعليمية سلبية و النفور المدرسي و تعدد الغيابات لعدم المتابعة و المرافقة مما يصل به‬
‫إلى التسرب التام ‪.‬‬

‫‪ 2-3‬تعدد الزوجات ‪:‬‬

‫كلما كثر العدد كثرت المشاكل و المتاعب فالحياة في ظل تعدد الزوجات و كثرة األوالد‬
‫مليئة بالخالفات فيتولد عنها إهمال األطفال و عدم مراقبتهم و االهتمام بهم قد تعرضهم لترك‬
‫المدرسة و االنحراف ‪.‬‬

‫‪ 2-4‬اإلهمال بأشكاله المختلفة ‪:‬‬


‫قد يختفي العائل من حياة األسرة هربا من مسؤولياتها و مطالبها التي ال يستطيع تحملها و‬
‫تلبيتها بسبب البطالة أو انخفاض دخله ‪ ،‬و قد يكون اإلهمال لكثرة األبناء حيث تفوق‬
‫حاجاتهم القدرة الشرائية للوالد و في تلك الحالتين يتعرض الطفل إلى اإلهمال خلقيا و بدنيا‬
‫‪1‬‬
‫مما يسهل الطريق نحو التسرب ‪.‬‬

‫كما أن عدم استقرار العائلة و تصدعها ‪ ،‬بسبب الطالق أو تعاطي المخدرات و اإلدمان لدى‬
‫الوالدين يؤدي إلى إحساس التلميذ بحرمانه من حنان والديه وعدم اهتمامه به وال بدراسته ‪،‬‬
‫هذا ما يفقده األمان داخل أسرته ‪ ،‬و يؤثر على تحصيله الدراسي ‪ ،‬بل قد يلقي به ذلك في‬
‫أحضان الجنوح و االنحراف ‪.‬‬

‫و أيضا أن المعاملة الوالدية هي أيضا من األمور التي تؤثر على التحصيل العلمي للتلميذ و‬
‫هذا ما أكده بيرت‪ ،‬و ذلك أن قسوة األب و ضعف المثيرات الحسية داخل األسرة ‪ ،‬يساهم‬
‫في الضعف الفكري للتلميذ‪ ،‬و يسوقه للتخلف الدراسي ‪.‬‬

‫كما أن عدم اهتمام الوالدين بتحصيل أبنائهم ‪ ،‬و عدم متابعة مسارهم الدراسي و عدم تقصي‬
‫نتائجهم من األمور التي تشعر التلميذ باإلهمال و الالمباالة من طرف أسرته ‪ ،‬كما إن‬
‫الخالفات العائلية و خاصة بين األب و األم ‪ ،‬توقع التلميذ في صراعات دائمة و تشعره‬
‫بعدم االستقرار و عدم األمان‪.‬‬

‫تؤدي العالقات األسرية المشحونة بحاالت الصراعات و التصدعات أحيانا إلى ترك التلميذ‬
‫للمدرسة و ربما ينحرف عن الحياة الطبيعية ‪ ،‬و يجد راحته فـي اإلدمان أو غيره وأحيانا‬
‫يضطر الولد إلى ترك الدراسة و االتجاه إلى العمل لمساعدة عائلته و خاصة الولد الكبير‪ ،‬و‬
‫نجد بعض الطالب يتركون الدراسة و هدا بسبب ضغط أبائهم لترك الدراسة ومبررهم هو‬
‫ضعف التحصيل عند الطالب و وضع األسرة المادي ‪.‬‬

‫وتوجد حاالت أخرى مثل زواج الوالد من زوجة ثانية و إهمال عائلته يدفع بالطالب لترك‬
‫الدراسة و إعالة عائلته التي تركها الوالد ‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫‪:‬نكروش الهاشميـ و آخرون ‪ :‬التسرب المدرسي ( دراسة تحليلية ) ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪.‬ص ‪. 38.37 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ :‬محي الدين مختار وآخرون‪،‬اإلهدار التربوي لدى طالب العلوم‪ ،‬مذكرة مكملة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬جامعة ورقلة‪،‬قسم‬ ‫‪2‬‬

‫علم النفس و علوم التربية‪ ،2005 ،‬ص ‪. 69‬‬


‫إن مشاكل الوالدين و اختالفاتهما في المنزل تؤدي إلى عدم استقرار الطفل في المنزل و‬
‫كذلك في المدرسة ( كثرة األوالد – تفكك العائلة المادي أو المعنوي – تعدد الزوجات –‬
‫‪1‬‬
‫ضيق المسكن)‪.‬‬

‫قد تتدخل عوامل أخرى تؤدي إلى إهماله و عدم مراقبته و مواكبة الدراسة كاألمية و كثرة‬
‫األشغال واالنشغال بالمشاكل الحياتية المتنوعة لضمان لقمة العيش‪ ،‬و هذا ما قد يعد بداية‬
‫مؤشر على عدم مواصلة التلميذ لدراسته بالجدية المطلوبة مادام أن المجهودات التي تبذل‬
‫داخل المدرسة تحتاج للدعم و التقوية في المنزل‪ ،‬بل قد يزداد األمر فداحة إذا اقترن اإلهمال‬
‫في المنزل بعنصر أخر خارجي وهم رفاق السوء ‪.‬‬

‫‪ ‬جماعة الرفاق ‪:‬إن طبيعة اإلنسان االجتماعية تفرض عليه االحتكاك و االختالط مع‬
‫اآلخر ‪ ،‬والتعامل معه‪ ،‬الن الطفل يكون مندمجا في سنوات عمره األولى مع األطفال‬
‫اآلخرين للتحدث واللعب معهم ‪ ...‬لكن أحيانا قد يصنف هؤالء في خانة رفاق السوء‪ ،‬إذ أن‬
‫طبيعة تنشئتهم في األسرة و المجتمع تؤثر على أخالقهم فيصبحون عالة من خالل‬
‫ممارساتهم لسلوكيات مشينة و التي لن تجد من األفراد المفترض فيهم التوجيه سوى عدم‬
‫غياب المراقبة‪.‬‬

‫إن هذه الرفقة قد تؤدي بالطفل لعدم ايالء أهمية للمدرسة و تعويضها بسلوكيات أخرى للهو‬
‫والعبث مما يفوز آثار جانبية لها عالقة بمساره الدراسي كالغياب و عدم أداء الواجبات‬
‫المنزلية مما قد ينتج عنه االنسحاب التدريجي من المدرسة خاصة إذا تضافرت عوامل‬
‫‪2‬‬
‫األسرة ‪.‬‬

‫‪ :‬محمد أرزقي بركان ‪ ،‬التسرب ‪ ،‬عوامله ‪ ،‬نتائجه ‪ ،‬طرق عالجه ‪ ،‬مقال في مجلة الرواسي ‪ ،‬باتنة ‪ ،‬العددـ ‪،1999، 03‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص ‪. 45‬‬
‫‪ :‬محمد البوزيدي ‪ ،‬التسرب المدرسي دوافعه و أسبابه ‪ ،‬مجلة دنيا الرأي ‪ ،‬المغرب ‪ ،‬العددـ ‪. 8‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪http : // pupit . alwatan voice . com / content / print / 23514 . html .‬‬
‫إن طبيعة اإلنسان االجتماعية تفرض عليه االحتكاك و االختالط مع اآلخرين و التعامل معهم‬
‫فإذا كان جو البيت و المدرسة مشحونين بضغوط انفعالية تحرم الطفل من إشباع رغباته‬
‫وعلى األخص المقومات الالزمة للنمو النفسي و الجسمي ‪ ،‬فانه يشعر بمتعة بالغة مع‬
‫جماعات رفاق السوء لمل يهيئونه له من فرص السلوك الذي تقاومه األسرة و المدرسة و‬
‫تعويضها بمسالك أخرى للهو العبث مما يعزز آثار جانبية ‪ ،‬لها عالقة بمساره الدراسي‬
‫كالغياب و عدم أداء الواجبات المنزلية مما قد ينتج عنه االنسحاب التدريجي من المدرسة‬
‫‪1‬‬
‫خاصة إذا تضافرت عوامل أسرية ‪.‬‬

‫‪-3‬العوامل االقتصادية الدافعة للهدر المدرسي ‪:‬‬


‫يقصد بها بصفة عامة العوامل المادية للطالب و األسرة ‪،‬لكون ضعف الحالة المادية لهم‬
‫يعتبر من أكبر المشاكل التي تحول دون توافق التلميذ وتفوقه في الدراسة ‪،‬حيث أن الجانب‬
‫المادي له ارتباط وثيق بالتحصيل الدراسي ‪ ،‬وهذا لما ينتج عنه نقص التغذية والسكن‬
‫وارتداء اللباس ‪ ،‬وعدم توفر األدوات المدرسية ‪....‬الخ ‪.‬‬
‫‪ -3-1‬مستوى الدخل األسري ‪ :‬يلعب الوضع المادي دورا كبيرا على مستوى التنشئة‬
‫االجتماعية األطفال وذلك في مستويات عديدة ‪:‬على مستوى النمو الجسدي والذكاء والنجاح‬
‫‪2‬‬
‫المدرسي و أوضاع التكيف االجتماعي ‪.‬‬
‫وفي هذا الشأن كشفت عدة دراسات عن زيادة معدالت تسرب الطلبة ذوي الوضع‬
‫االقتصادي األسري المتدني عنها بالنسبة لذوي الوضع االقتصادي العالي بصرف النظر عن‬
‫‪3‬‬
‫العوامل الخاصة المستخدمة في غياب الوضع االقتصادي ‪.‬‬
‫لذا فإن األوضاع االقتصادية السيئة تعمل على قتل الطموح لدى المتعلمين بشكل خاص حيث‬
‫تنحرف بوصلة تفكير من االهتمام بالتحصيل العلمي إلى تحسين وضع عائلته االقتصادية‬
‫وذلك من خالل رغبة داخلية لدى الطالب نفسه مما يدفعه إلى ترك مقعد الدراسة ‪ ،‬أو من‬
‫خالل ولي أمره الذي يدفعه إلى ترك الدراسة ليعينه للتغلب على األوضاع االقتصادية السيئة‬
‫‪.‬‬

‫‪ :‬نكروش الهاشمي و آخرون ‪ ،‬التسرب المدرسي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 19‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬علي أسعد وطفة ‪،‬علي جاسم الشهاب ‪:‬علم االجتماع المدرسي بنيوية الظاهرة المدرسية ووظيفتها‪ A‬االجتماعية ‪،‬بيروت‪ : A‬مجد المؤسسة الجامعية للنشر‬
‫والتوزيع ‪ ،‬ط‪، 2004، 1‬ص‪. 145‬‬
‫‪ 3‬علي حسن ‪،‬حبايب ‪:‬ظاهرة التسرب في شمال الضفة الغربية ‪،‬العدد ‪،9‬غزة ‪ ، 1997،‬ص‪. 132‬‬
‫أيضا إغراءات سوق العمل خصوصا في ظل ارتفاع مستوى العائد المادي من المهن‬
‫‪1‬‬
‫األخرى عن العائد من مهنة التعليم ‪.‬‬
‫‪ 3-2‬الوضع المعيشي لألسرة ‪ :‬يمكن القول بأن المستوى المعيشي لألسرة هو المقياس‬
‫الذي يقدر به مستوى حياة اإلنسان في النواحي االقتصادية واالجتماعية والثقافية والصحية ‪،‬‬
‫ويقاس هذا المستوى بالدخل النقدي الذي يحصل عليه الفرد أو بالقوة الشرائية لدخل الفرد أي‬
‫دخله الحقيقي ‪،‬كما يقاس باإلشباع النفسي للفرد في حالة قناعه بدخله و إمكانية استغالله فيما‬
‫يعود عليه وعلى أسرته بالخير ‪ ،‬ويرتب مستوى المعيشة بحجم السلع والخدمات التي‬
‫يستعملها أو يستهلكها الفرد ‪ ،‬لذا فإن ارتفاع المستوى المعيشي للفرد إنما هو رهين بزيادة ما‬
‫‪2‬‬
‫يستهلكه من سلع وخدمات ‪.‬‬
‫إذن فالدخل يمثل أهم العوامل التي تتحكم في المستوى المعيشي لألسرة ‪ ،‬ألنه يحدد مقدار ما‬
‫يمكن تحقيقه من رغبات األسرة و احتياجاتها التي تؤثر سلبا على التحصيل الدراسي لديهم‬
‫ويتمثل في ‪:‬‬
‫حرمان البدن من حاجياته الضروريةـ كالتغذية الذي ينتج عنه ضعف في الشخصية‬ ‫‪‬‬
‫فقلة الغذاء وسوء التغذية لها آثار على الحالة االنفعالية و االضطرابات الشخصية الن‬
‫اإلحساس باالستقرار و األمن يبني أساسا على إشباع العضوية ‪.‬‬
‫سوء األحوال السكنية و ازدحام المسكن غير صحي وغير المريح ال يساعد على‬ ‫‪‬‬
‫النمو السليم للشخصية بدنيا و وجدانيا وعقليا و اجتماعيا فقد تكون له آثار مباشرة على‬
‫تنشئته ويعرف المسكن غير الصحي إنه ضيق ‪ ،‬رطب ‪،‬مظلم ‪،‬أثاثه رث وغير كاف ال يوفر‬
‫‪3‬‬
‫الراحة وال يشبع حاجة الطفل من نوم أو جلوس مريح أو لعب ‪.‬‬

‫‪ 1‬عامر ‪ ،‬الخطيب ‪ :‬أصول التربية ‪ ،‬مطبوعة بغداد ‪ ، 1995 ،‬ص‪. 7‬‬


‫‪ 2‬إحسان ‪،‬محمد الحسن ‪:‬علم االجتماع‪ A‬االقتصادي ‪ ،‬عمان ‪:‬دار وائل لنشر والتوزيع ‪،‬ط‪ ، 2010 ، 2‬ص ‪. 155‬‬
‫‪ 3‬سعد ‪ ،‬المغربي ‪ :‬انحراف الصغار ‪ ،‬مصر ‪ :‬دار المعارف ‪،‬د ط ‪ ،‬ص‪32‬‬
‫خالصة ‪:‬‬
‫من خالل هذا الفصل تم التطرق إلى كل من العوامل االجتماعية واالقتصادية ‪ ،‬ففي العامل‬
‫االجتماعي الذي يظم مختلف المشاكل األسرية بين الوالدينـ والطالق وتعدد الزوجات‬
‫باإلضافة إلى جماعة الرفاق ‪،‬أما العامل االقتصادي فقد بينا من خالله مستويات الدخل‬
‫ومؤشر السكن والفقر و الوضع المعيشي ومدى تأثر التلميذ بذلك ‪.‬‬

You might also like