You are on page 1of 9

‫املقدمة‪:‬‬

‫إن أي نش اط أنس اني يجب أن ي ؤطر بوج ود أحكام ا وقيم ا تض بط وتفع ل مس اراته‬

‫وتح دد س يره وتقيس نتائج ه لض مان تط وره‪ ،‬وان التعليم كعملي ة إنس انية الب د أن تخض ع‬

‫ملق اييس وإحك ام تض من حس ن أدائه ا وتطوره ا بم وجب التق دم الهائ ل ال ذي نش هده‪ ،‬ل ذلك‬

‫وجب التفكير بإيجاد وسائل وأفكار وإجراءات تبين مدى فعالية العملية التربوية من عدمها‬

‫وم دى اتج اه أه دافها إلى الوج ه املطلوب ة وفي نفس ال وقت ممكن اس تخدام الرؤي ا عن تل ك‬

‫العملية وتوجهاتها لتطويرها نحو األفضل وتحقيق الغايات‪.‬‬

‫لذا فقد فرضت عمليات القياس وتقويم الدرس حتميتها وأصبح تقويم الدرس عملية‬

‫الزم ة وض رورية لك ل مج االت الحي اة‪ ،‬وتظه ر الحاج ة إلى تق ويم ال درس عن دما نري د إص دار‬

‫إحكاما معينة مهما كانت بسيطة أو معقدة املهمة املراد إصدار الحكم بشأنها‪ .‬وتقويم الدرس‬

‫بمفهومه الشامل يمتد ليتضمن كل من يؤثر في العملية التربوية من املقررات الدراسية‬

‫وطرائ ق الت دريس املتبع ة ألن واع النش اط ال تي يم ارس الطلب ة خالله ا املن اهج وك ذلك‬

‫الوس ائل واألس اليب في ت دريس األنش طة املختلف ة‪ ،‬والتربي ة الرياض ية كمي دان من مي ادين‬

‫العملي ة التربوي ة بم ا فيه ا من دروس متع دد امت د إليه ا تق ويم ال درس ليش ارك في عملي ة‬

‫تطوره ا‪ ،‬وطرائ ق الت دريس واح دة من ه ذه ال دروس وال تي تحت اج إلى عملي ة تق ويم ال درس‬

‫وبصورة مستمرة من اجل رفع مستوى التعليم واإلنجاز لدى املتعلم ومن هنا جاءت أهمية‬

‫البحث ليساهم ولو بجزء يسير لتحديد نقاط القوة والضعف في درس طرائق التدريس لدى‬

‫طالبات معهد إعداد املعلمات‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-1‬مفهوم تقويم الدرس‬
‫إن تقويم الدرس لغويا" يعني اعطاء ثمن للشيء‪ ،‬فيقال قيم البضاعة أي جعل لها ثمن‬

‫وق وم الش يء عدل ه وأص لح اعوجاجه وتق ويم ال درس عملي ة الزم ة ألي مج ال من املج االت‬

‫الحياة فهو حتمي للتدريس في الدرس مثل ما هو ضروري في جميع مجاالت النشاط األخرى‪.‬‬

‫وتظهر الحاجة إلى تقويم الدرس عندما نريد إصدار أحكام معينة مهما كانت بساطة أم‬

‫تعقي د املهم ة ال تي نري د الحكم بش أنها‪ ،‬إن تق ويم ال درس عملي ة تربوي ة ش املة ليش ت قي اس‬

‫التحصيل الدراس ــي فقط‪ ،‬بل تمتد لتشمل السلوك املترتب على عملية القياس هذه من حيث‬

‫نتائجها ومن ثم إصدار األحكام والقرارات املناسبة بشأنها لعالج تلك النتائج وتحسين عملية‬

‫التعليم ل ذا يع ني تق ويم ال درس عملي ة واس عة وهادف ة تتض من القي اس والتش خيص ومن ثم‬

‫إصدار األحكام للوصول في النهاية إلى اقتراح العالج املناسب لتصحيح مسار العملية التربوية‪.‬‬

‫أن تقويم الدرس (عملية الحصول على املعلومات وإصدار األحكام التي تفيد في اتخاذ‬

‫القرارات)‪ ،‬كما انه (عملية شاملة للحكم على مدى فاعلية البرنامج التدريبي)‪.1‬‬

‫‪-2‬خصائص تقويم الدرس‬


‫يس تند تق ويم ال درس بمفهوم ة الح ديث على ع دد من األس س والخص ائص وعلي ة ف ان ت وفر‬

‫هذه الخصائص في برنامج تقويم الدرس يعتبر من األمور الالزمة والحتمية لكي يصبح وسيله‬

‫فعالة في تطوير وتحسين العملية التربوية‪.‬‬

‫ومن هذه الخصائص‪:2‬‬

‫‪ 1‬مقاالت في التربية‪ :‬لعبد هللا بن علي القرزعي ‪,‬طالل بن يحيى وغيرهم‪.‬‬


‫‪ 2‬د ‪ .‬صالح ذياب هندي وآخرون ‪ ،‬تخطيط املنهج وتطويره ‪ ،‬عمان ‪ /‬دار الفكر ‪1989 ،‬م‪ ،‬ص ‪.60-55‬‬

‫‪2‬‬
‫‪-1‬تق ويم ال درس عملي ة هادف ة‪ :‬إن تق ويم ال درس اله ادف ه و ال ذي يب د أ بأه داف واض حة‬

‫مح ددة وب دون تحدي د ه ذه األه داف يك ون تق ويم ال درس عمال" عش وائيا "ال يس اعد على‬

‫إصدار األحكام السليمة واتخاذ الحلول املناسبة‪.‬‬

‫‪-2‬تقويم الدرس عملية شاملة‪ :‬طاملا إن تقويم الدرس يرتبط بأهداف واضحة محددة وبدون‬

‫تحدي د ه ذه األه داف تك ون تق ويم ال درس عمال" عش وائيا" ال يس اعد على إص دار األحك ام‬

‫السليمة واتخاذ الحلـ ــول املناسبة‪.‬‬

‫‪-3‬تق ويم ال درس عملي ة مس تمرة‪ :‬أن عملي ة تق ويم ال درس مس تمرة ومص احبة للعملي ة‬

‫التعليمية وتتم على امتداد العام الدراسي‪.‬‬

‫‪-4‬تقويم الدرس عملية متكاملة‪ :‬بما إن تقويم الدرس يهدف إلى التشخيص والعالج والوقاية‬

‫لذلك تعتبر عملية تقويم الدرس مكمله لجوانب العملية التربوية‪.‬‬

‫**وتقويم الدرس التربوي يمكن أن ينصب في ثالثة مجاالت مختلفة ه ـ ــي‪:‬‬

‫‪ ‬تقويم الدرس التلميذ‬

‫‪ ‬تقويم الدرس املدرس‬

‫‪ ‬تقويم الدرس املنهاج‬

‫وه ذه املج االت مترابط ة ببعض ها بش كل كب ير‪ ،‬وق د أس تعمل مص طلح تق ويم ال درس التلمي ذ‬

‫ليشير إلى مجموعة من اإلجراءات التي تقيس التغيرات عند التلميذ‪.‬‬

‫وبهذا الخصوص يذكر كل من أيام كارتز وجاكسون بأن تقويم الدرس التلميذ هو (األجراء‬

‫الحيوي في اتخاذ القرار مؤكدا" على تغير سلوك التلميذ) (‪ )3:19‬ويشكل تقويم الدرس أنجاز‬

‫تقويم الدرس التالميذ محور العملية التربوية بشكل عام والعملية التدريسية بشكل خاص‬

‫ولكي تتم عملي ة تق ويم ال درس التالمي ذ بص ورة متكامل ة يجب إن نجم ع املعلوم ات والبيان ات‬

‫‪3‬‬
‫حول مستواه العلمي وتحصيله الدراسي وقدراته العامة والخاصة ومدى أمكاناتة وما يمكن‬

‫أن نتوق ع من ة إذ إن جم ع ه ذه املعلوم ات يس اعد على تحدي د قابلي ات وإمكاني ات التلمي ذ‬

‫وتشخيص نواحي الضعف والقدرة فيها ثم العمل على إصالحها وتطويرها‪.‬‬

‫أما مجال تقويم الدرس املدرس فهو ال يقل أهمية عن تقويم الدرس التلميذ وإنما يوازن ذلك‬

‫ألن تطور املدرس يعد الحجر األساس نحو تطور العملية التدريسية ككل‪ ،‬وان عملية التطور‬

‫هذه ال تتم األبعد إجراء تقويم الدرس له‪ ،‬حيث أنه ال يساعد املدرس على تحديد ما يمتلكه‬

‫من معلوم ات وإمكان ات وكفاي ات فحس ب وإنم ا الوص ول إلى حكم س ليم على ه ذه الص فات‬

‫واض عا"في اعتب اره ك ل الوس ائل ال تي توص له إلى ه ذا الحكم‪ ،‬فع دم أج راء تق ويم ال درس‬

‫للمدرس يعني جموده‪ ،‬فجمود التالميذ ثم جمود املدرسة ومناهجها‪ ،‬الن يكمل األخر في هذه‬

‫املجاالت ‪0‬‬

‫وتق ويم ال درس املن اهج ال يق ل أهمي ة عن تق ويم ال درس أهمي ة عن تق ويم ال درس املدرس‬

‫والتلميذ (فبواسطة يمكن اتخاذ قرار حول كفاية املنهج ووسائل التعليم وتأثير املدرس وهذا‬

‫القرار يمكن أن يبقى املنهج ويحسنه أو طبقا ملا قيم‪.‬‬

‫‪-3‬أنواع تقويم الدرس‬


‫يمكن أن يجري تقويم الدرس في أوقات مختلفة من حيث زمن التعامل مع املنهج وعلى أساس‬

‫يصنف تقويم الدرس إلى‪- :‬تقويم الدرس مبدئي‪ ،‬تقويم الدرس تكويني‪ ،‬تقويم الدرس ختامي‪،‬‬

‫تقويم الدرس تتبعي‪.3‬‬

‫‪ ‬أوال‪ :‬تقويم الدرس املبدئي‬

‫‪ 3‬د ‪ .‬نادر فهمي الزيزد ‪ ،‬وهشام عامر عليان ‪ :‬مبادئ القياس والتقويم في التربية – دار الفكر – ‪ 1998‬م‪،‬‬
‫ص ‪.90‬‬

‫‪4‬‬
‫وهو يتم قبل البدء في تطبيق املنهج‪ ،‬حتى تتوفر صورة كاملة عن الوضع الكائن قبل التطبيق‪،‬‬

‫أحيانا يسمي تقويم الدرس تمهيدي‪ .‬فإذا كان تقويم الدرس للمتعلم فما هو مستواه معرفيا‪،‬‬

‫ووجدانيا‪ ،‬ومهاريا‪ .‬إن تقويم الدرس املبدئي يوفر معلومات هامة عن هذا املستوي ويساعد‬

‫تقويم الدرس املبدئي في‪:‬‬

‫‪ ‬تحديد وضع املتعلم من حيث نقطة البداية في التعامل مع املنهج أو البرنامج‪.‬‬

‫‪ ‬معرف ة األوض اع ال تي س يتم فيه ا تط بيق املنهج من حيث اإلمكان ات املادي ة واملعلمين‬

‫والطالب وذلك لبدء املنهج أو البرنامج‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تقويم الدرس البنائي أو التكويني‬

‫‪ ‬ويطلق علية أحيانا اسم تقويم الدرس التطوري‪.‬‬

‫ويج ري تق ويم ال درس البن ائي في ف ترات مختلف ة أثن اء تط بيق املنهج‪ ،‬بغ رض الحص ول علي‬

‫معلومات تساعد في مراجعة العمل‪.‬‬

‫‪ ‬ثالثا‪ :‬تقويم الدرس الختامي‬

‫ويجري في ختام املنهج لتقدير أثرة بعد أن اكتمل تطبيقه‪ .‬أي أن تقويم الدرس الختامي يزودنا‬

‫يحكم نهائي على النتاج املكتمل‪.‬‬

‫‪ ‬رابعا‪ :‬تقويم الدرس التتبعي‬

‫ويتم عن طري ق مواص لة متابع ة املتعلم بع د التخ رج ملعرف ة فعاليت ه في العمل وتعامل ه م ع‬

‫نشاطات الحياة ومجابهة مشكالتها‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪-4‬أهمية التقويم‪:‬‬
‫هناك عدة نقاط تبرز من خاللها أهمية التقويم‪ ،‬وخطورة األدوار التي يلعبها في املجال التربوي‬

‫ويمكن إجمالها في اآلتي‪:4‬‬

‫‪ ‬ترجع أهمية تقويم الدروس إلى أنه قد أصبح جزءا أساسيا من كل منهج‪ ،‬أو برنامج‬

‫ترب وي من أج ل معرف ة قيم ة‪ ،‬أو ج دوى ه ذا املنهج‪ .‬أو ذل ك البرن امج للمس اعدة في‬

‫اتخاذ قرار بشأنه سواء كان ذلك القرار يقضي بإلغائه أو االستمرار فيه وتطويره‪.‬‬

‫بم ا أن جه ود العلم اء والخ براء ال تتوق ف في مي دان التط وير ال تربوي ف إن التق ويم‬

‫التربوي يمثل حلقة هامة وأساسية يعتمدون عليها في هذا التطوير‪.‬‬

‫‪ ‬ي ؤدي تق ويم ال دروس خ دمات جليل ة‪ ،‬حيث يتم بواس طته تغي ير املس ار‪ ،‬وتص حيح‬

‫العي وب‪ ،‬وبه ا تتجنب األم ة ع ثرات الطري ق‪ ،‬ويقل ل من نفقاته ا وي وفر عليه ا ال وقت‪،‬‬

‫والجهد املهدورين‪.‬‬

‫‪-5‬الوظائف التي يحققها التقويم‪:‬‬

‫‪ ‬توجيه تعلم التالميذ في االتجاه املرغوب فيه‪.‬‬

‫‪ ‬تحديد جوانب القوة والضعف لدى التالميذ‪ ،‬لعالج جوانب الضعف وتالفيها‪ ،‬وتعزيز‬

‫جوانب القوة‪.‬‬

‫‪ ‬تعريف املتعلم بنتائج تعلمه‪ ،‬وإعطاؤه فكرة واضحة عن أدائه‪.‬‬

‫‪ ‬إثارة دافعية املتعلم للتعلم واالستمرار فيه‪.‬‬

‫‪ ‬مـراجعة املتعلم في الـمواد التي درسهـا بهدف ترسيخ املعلومات املستفادة منها‪.‬‬

‫‪ 4‬د ‪ .‬رجاء محمود أبو عالم ونادية محمود شريف ‪ :‬الفروق الفردية وتطبيقاتها التربوية – الكويت – دار‬
‫القلم ‪ 1983‬م‪ ،‬ص ‪.38‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ ‬تجاوز حدود املعرفة إلى الفهم‪ ،‬لتسهيل انتقال أثر التعلم‪.‬‬

‫‪ ‬تحليل موضوعات املدرسة‪ ،‬وتوضيح العالقات القائمة بينها‪.‬‬

‫‪ ‬وضع برنامج للتعليم العالجي‪ ،‬وتحديد منطلقات حصص التقوية‪.‬‬

‫‪ ‬حفز املعلم على التخطيط للتدريس‪ ،‬وتحديد أهداف الدرس بصيغ سلوكية‪ ،‬أو على‬

‫شكل نتاجات تعلمية يراد تحقيقها‪.5‬‬

‫د ‪ .‬رجاء محمود أبو عالم ‪ :‬قياس وتقويم التحصيل الدراسي – الكويت – دار القلم ‪ 1987‬م‪ ،‬ص ‪.102‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪7‬‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫يعـد تقـويم ال دروس أحـد األركـان األساسـية فـي املنظومـة التربويـة؛ فمـن خاللـه يمكـن اتخـاذ‬

‫القـرارات‪ ،‬واإلجـراءات العمليـة لعـالج نقـاط الضـعف ‪ ،‬و تعزيـز نقـاط القـوة للوصـول إلـى‬

‫نتــائج مرضــية ؛ أي أنــه يوجــد تكامــل بــين التعلــيم والتقــويم فــال تعلــيم مــن دون تقــويم يصــوب‬

‫مســاره ‪ ،‬وال تقــويم إال بعــد التعلــيم ‪ ،‬وتلقــي املعــارف الختبــار مــا تــم تلقيــه‪ ،‬وتكمــن الجــودة‬

‫فــي التعليم من خالل فعالي ة التق ويم؛ فكلم ا ك ان التق ويم سـليما مبنـي علـى أسـس علميـة‬

‫وموضـوعية اسـتطعنا مـن خاللـه أن نرقـى بالعمليـة التعليميـة إلـى أبعـد الحـدود‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫املراجع‪:‬‬
‫‪ .1‬د ‪ .‬رج اء محم ود أب و عالم ‪ :‬قي اس وتق ويم التحص يل الدراس ي – الك ويت – دار‬

‫القلم ‪ 1987‬م‪.‬‬

‫‪ .2‬د ‪ .‬رج اء محم ود أب و عالم ونادي ة محم ود ش ريف ‪ :‬الف روق الفردي ة وتطبيقاته ا‬

‫التربوية – الكويت – دار القلم ‪ 1983‬م‪.‬‬

‫‪ .3‬د ‪ .‬ص الح ذي اب هن دي وآخ رون ‪ ،‬تخطي ط املنهج وتط ويره ‪ ،‬عم ان ‪ /‬دار الفك ر ‪،‬‬

‫‪1989‬م‪.‬‬

‫‪ .4‬د ‪ .‬نادر فهمي الزيزد ‪ ،‬وهشام عامر عليان ‪ :‬مبادئ القياس والتقويم في التربية –‬

‫دار الفكر – ‪ 1998‬م‪.‬‬

‫‪ .5‬مقاالت في التربية‪ :‬لعبد هللا بن علي القرزعي ‪,‬طالل بن يحيى وغيرهم‪.‬‬

‫‪9‬‬

You might also like