You are on page 1of 28

‫مقدمة‬

‫وجدت أول سلطة سياسية جزائرية منبثقة عن حرب التحرير (‪ )1962-1954‬نفسها‪ ،‬بعد االستفتاء على‬
‫تقرير المصير‪ ،‬و إعالن قيام الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية بتاريخ الخامس من شهر جويلية‬
‫الدولي ة بالدول ة الجزائري ة المس ت ّقلة‪ ،‬أم ام تح ديات اقتص ادية واجتماعي ة وثقافي ة‬
‫‪ ،1962‬واالعتراف ات ّ‬
‫وتربوي ة ص عبة وص عبة ج دا فرض ت عليه ا ض بط أولوي ات االس تقالل ح تى تتمكن من مواجه ة الح رب‬
‫رية(‪)Organisation de L’armée secrète‬ض د الش عب‬
‫الق ذرة ال تي أعلنته ا المنظّم ة العس كرية الس ّ‬
‫الجزائري‪ ،‬من تاريخ اإلعالن عن قف إطالق النار بتاريخ ‪19‬مارس ‪ 1962‬و إلى غاية الخامس جويلية‬
‫‪ ،)1( 1962‬و كذلك بعد الهجرة الجماعية لألوروبيين وتخليهم عن المصـانـع والورشات واإلدارات التي‬
‫كانوا يحتلونها غدرا وعنوة على حساب العنصر الجزائري الذي كان ممنوع الولوج ألغلبها(‪. )2‬‬

‫وألهمي ة التجربة الجزائرية في التأسيس لمنظومة قانونية لإلدارة وتسيير رؤوس األموال التجارية التابعة‬
‫ّ‬
‫للدولة في الجزائر فضلت التقسيم اآلتي لعناصر هذا الفصل إلى مبحثين‪ ،‬أتناول التأسيس ألول لمنظومة‬
‫قانوني ة‪-‬اقتص ادية للدول ة المس ت ّقلة (الحقب ة الزمني ة الممت دة من س نة ‪ 1962‬و إلى غاي ة ‪ )1988‬بعن وان‪:‬‬
‫أولوي ة التأس يس لمنظوم ة قانوني ة‪-‬اقتص ادية جزائري ة (المبحث األول)‪ ،‬على أن اس تعرض بع د ذل ك‬
‫للدولة (المبحث الثاني)‪.‬‬
‫بالصيغ القانونية لتسيير وإ دارة رؤوس األموال التّجارية التابعة ّ‬
‫ّ‬ ‫الموضوع المتعلق‬
‫المبحث األول‪ :‬أولوية التأسيس لمنظومة قانونية‪-‬اقتصادية جزائرية‬

‫لمزيد التوضيح بشأن التأسيس األول لما أصبح يعرف بالمنظومة القانونية‪-‬االقتصادية الوطنية على مدار‬
‫الف ترة الزمني ة األولى ال تي أعقبت االعالن عن استعادة الس ّيادة الوطني ة‪ ،‬وق ع اختياري على التقسيم اآلتي‬
‫له ذا المطلب‪* :‬المطلب األول‪ :‬ظ روف التأس يس ألول منظوم ة قانوني ة –اقتص ادية للدول ة المس ت ّقلة؛‬
‫*المطلب الثاني‪:‬الدولة وتكييف المنظومة القانونية وفق آليات السوق‪.‬‬

‫للدولة الجزائرية‬
‫المطلب األول‪ :‬ظروف التأسيس ألول منظومة قانونية–اقتصادية ّ‬

‫ال اختالف في أن السداس ي الث اني من س نة ‪ 1962‬لم يكن يس يرا على أول حكوم ة منبثق ة عن ح رب‬
‫التحرير في ظل التحديات الداخلية (أولوية بناء الدولة الجزائرية اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وتجاوز اآلثار‬
‫الس لبية للحقب ة االس تعمارية ال تي دامت ‪ 132‬س نة من االحتالل البغيض) والخارجي ة (المن اورات الفرنس ية‬
‫ض د الدول ة الجزائري ة المس ت ّقلة بغ رض اجه اض االس تقالل)‪ .‬إال أن إرادة النج اح تغلبت على الص عاب‪،‬‬
‫فك انت المب ادرة بإص دار الق انون رقم‪ 57-62:‬الم ؤرخ في ‪ 31‬ديس مبر ‪ 1962‬القاض ي بتمدي د العم ل‬
‫والسيادة الوطنية‪ ،‬أو هي ماسة بالحريات الديمقراطي ة‪ ،‬أو أن‬
‫ّ‬ ‫بالقوانين الفرنسية إال "ما تعارضت بنودها‬
‫تكون ذات مضمون "كولونيالي" أو تمييزي" (المادة الثانية من القانون رقم‪ :‬رقم‪ 57-62:‬المؤرخ في ‪31‬‬
‫ديسمبر ‪.)3( )1962‬‬

‫المتضمنة األمالك الشاغرة والتسيير‬


‫ّ‬ ‫قسمت هذا المطلب إلى فرعين؛ أتناول الموضوع المتعلق بالقوانين‬
‫ال ذاتي‪ ،‬وبداي ة التأس يس القتص اد عم ومي مح وره الدول ة (الف رع األول) على أن أتن اول في مرحل ة ثاني ة‬
‫والص ناعية والتجاري ة ك أداة قانوني ة لت دخل الدول ة في النش اطات‬
‫ّ‬ ‫المؤسس ية العمومي ة االداري ة‬
‫االقتصادية(الفرع لثاني)‪.‬‬

‫المسير ذاتيا‬
‫ّ‬ ‫الفرع األول‪ :‬حماية األمالك الشاغرة وتكريس نظام قانوني ينظم القطاع‬

‫بادرت الحكومة الجزائرية بإصدار حزمة(مجموعة) من األوامر والمراسيـم التي كان من شأنها منع انتقـال‬
‫ناعية إلى ملكي ة األف راد حفاظ ا على‬
‫الص ّ‬‫أم وال وممتلك ات األوروب يين ومؤسس اتهم وش ركاتهم و ورش اتهم ّ‬
‫االقتصاد الوطني وركيزتها لقطاع العام(‪،)4‬باإلضافة إلى التبني الرسمي للمؤسسة العمومية كأداة ادارية‬
‫واقتص ادية للدول ة الجزائري ة المس ت ّقلة‪ ،‬وه و م ا أ ّك ده األس تاذ الب احث محم د بوس ومة والمختص في ق انون‬
‫المؤسسات) بقوله‪" :‬تعد المؤسسة العمومية ودون أدنى شك أول هيئة ادارية و اقتصادية شبه‪-‬حكومية التي‬
‫ّ‬
‫رأت النور ضمن النظام التشريعي للجزائر المستقلة"(‪ ،)5‬وسنده في ذلك إصدار السلطات العمومية الممثلة‬
‫في اللجنة المؤقتة المكلفة بإدارة شؤون الدولة المست ّقلة حديثا ألمريةبتاريخ ‪ 12‬جويلية ‪ ، 1962‬وتخص‬
‫تنظيم س وق الحب وب‪ ،‬باالعتم اد على ال ديوان الوط ني بين المهن والخ اص ب الحبوب في تحقي ق و إدارة‬
‫السياسات العامـة في مجال االنتاج وتوريد وتخزين الحبوب‬

‫وهي المؤسسة العمومية اإلدارية التي بقيت محتكرة و إلى يومنا هذا لكل ما له عالقة بالحبوب( هذا ما‬
‫يؤك د ع دم تن ازل الدول ة عن احتكاره ا لتوري د القمح إلى تاريخن ا ه ذا باعتب اره م ادة أساس ية واس تراتيجية‬
‫بالنسبة للدولة الجزائرية)‪.‬‬

‫‪ -‬المرحلة األولى من التأسيس لمنظومة قانونية للمنشأة العمومية االقتصادية‬

‫جاء األمر رقم ‪ 02-62‬الصادر بتاريخ ‪ 24‬أوت ‪ 1962‬المتعلق بتسيير وحماية األمالك الشاغرة ليؤكد‬
‫خي ار الدول ة الجزائري ة المتمث ل في بن اء نظ ام ع ام اقتص ادي جدي د مغ اير للنظ ام االقتص ادي ال ذي ح اول‬
‫االحتالل الفرنس ي فرض ه على الش عب الجزائ ري يعت بر المؤسس ة العمومي ة اإلداري ة واالقتص ادية األداة‬
‫المفضلة لديه في مواجهة متطلبات التنمية االقتصادية واالجتماعية والثقافية بقيادة الدولة باعتبارها‬
‫ّ‬ ‫القانونية‬
‫ص احبة الس لطة و الس يادة‪ .‬وه و الخي ار االقتص ادي ال ذي ت دعم بالعدي د من المراس يم ال تي تنظم المؤسس ة‬
‫المس ّيرة ذاتي ا ج اءت على النح و اآلتي‪-:‬المرس وم رقم ‪ 02 -62‬الص ادر بت اريخ ‪ 22‬أكت وبر ‪1962‬‬
‫والمتعلق بلجان التسيير الذاتي في المؤسسة الزراعية الشاغرة؛‬

‫‪-‬المرسوم رقم ‪38-62‬الصادر بتاريخ ‪ 23‬نوفمبر ‪ 1962‬والمتعلق بلجان التسيير في المؤسسة الصناعية‬
‫الشاغرة؛‬

‫المسير ذاتيا‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪-‬مراسيم ‪ 22‬و ‪ 28‬مارس ‪ 1963‬والمتعلقة بتنظيم القطاع‬

‫وبالعودة إلى األمرية الخاصة بتنظيم األمالك الشاغرة‪ ،‬يسجل الباحث في التاريخ االقتصادي للجزائر في‬
‫ه ذا الش أن‪ ،‬أن مرس وما جدي دا يحم ل رقم ‪ 88-63‬الص ادر بت اريخ ‪ 18‬م ارس ‪ ،1963‬والمتعل ق بتنظيم‬
‫األمالك الش اغرة ق د ج اء ليجيب على بعض األس ئلة ال تي ط رحت بخص وص التك ييف الق انوني ألحك ام‬
‫األمرية الخاصة باألمالك الشاغرة‪.‬‬

‫والحقيقة أنني لم أجد مرجعا جزائريا يقدم شرحا قانونيا وافيا للفظ" ملك شاغر" الذي يقابله باللغة الفرنسية‬
‫لف ظ"‪ "Un Bien Vacant‬إال م ا قدم ه األس تاذ المح امي بمجلس قض اء الجزائ ر ( نقيب س ابق لمنظم ة‬
‫الطيب بلول ة في مؤل ف ّقيم بعن وان‪" :‬ق انون العم ل" ص ادر باللغ ة الفرنس ية عن‬
‫المح امين الجزائ ريين) ّ‬
‫منش ورات دحلب ب الجزائر العاص مة(مح امي ومؤل ف للعدي د من الكتب ب اللغتين العربي ة والفرنس ية ح ول‬
‫مختل ف أوج ه الق انون االجتم اعي ب الجزائر)(‪ )6‬بتأكي ده على أن "المل ك الش اغر" اص طالحا ّإنم ا يع ود‬
‫وللمرة األولى‪ ،‬بتاريخ ‪ 21‬سبتمبر ‪1832‬‬
‫ّ‬ ‫للسنوات األولى من االحتالل الفرنسي‪،‬حيث استعمل هذا اللفظ‪،‬‬
‫من قبل المقتصد المدني"‪ "Genty de Bussy‬في قرار مصادرة صادر عنه‪ ،‬وقد استند في قراره هذا إلى‬
‫م ا ج اء بنص الم ادة ‪ 713‬من الق انون الم دني الفرنس ي و مض مونها‪" :‬إن ك ل مل ك ليس ل ه مال ك ه و مل ك‬
‫للدولة"‪.‬‬

‫‪ -‬أهم االجراءات التي أسست للقطاع العام االقتصادي في الجزائر‬

‫والمكمل ة لالس تقالل الوط ني من الناحي ة االقتص ادية ال تي ب ادرت به ا الجزائ ر‬


‫ّ‬ ‫ومن اإلج راءات اإلض افية‬
‫تغله الق وى المعادي ة للث ورة و التأس يس لق انون ع ام اقتص ادي‬
‫المس ت ّقلة بغ رض ع دم ت رك أي ف راغ ق د تس ّ‬
‫بالجزائر المستقلة‪ ،‬اآلتي‪:‬‬

‫‪-‬إنشاء أول ديوان وطني جزائري للسياحة بتاريخ ‪ 25‬أوت(غشت) ‪1962‬؛‬

‫‪-‬إنش اء أول مكتب وط ني للنفط بتاريخ ‪ 25‬أوت(غشت) ‪ 1962‬الذي أس هم في التأس يس للشركة الوطني ة‬
‫"سونطراك" من خالل شراء أسهم كثيرة كانت تمتلكها شركة "سان ريبال الفرنسية"‪.‬وبتاريخ ‪ 31‬ديسمبر‬
‫المؤس س للش ركة‬
‫ّ‬ ‫‪ 1963‬ق ام ال رئيس أحم د بن بل ة رحم ه اهلل باإلمض اء على المرس وم رقم‪491-63:‬‬
‫الوطنية لنقل وتسويق النفط‪.‬وفي إطار استكمال التأسيس للشركة الوطنية(سوناطراك) قام الرئيس هواري‬
‫بومدين رحمه اهلل بتاريخ ‪ 22‬سبتمبر ‪ 1966‬بإصدار قرار توسيع صالحيات الشركة الوطنية (سونطراك)‬
‫الص ناعي‪،‬‬
‫المؤسس لالستقالل النفطي بالجزائر‪ ،‬كل من أعمال البحث‪ ،‬واالستغالل ّ‬
‫ّ‬ ‫لتشمل من هذا التاريخ‬
‫يخص آبار الغاز وجميع مكوناتها‪.‬‬
‫ّ‬ ‫والتجاري لآلبار النفطية الصلبة والسائلة منها‪ ،‬وكذلك بكل ما‬

‫ومن أبرز القرارات الثورية لمجلس قيادة الثورة والحكومة المتعلقة بدعم الشركة الوطنية للنفط(البترول‬
‫ومش تقاته) الرف ع من قيم ة الرأس مال االجتم اعي لش ركة (س ونطراك) من أربعين ملي ون فرن ك جدي د(‪40‬‬
‫‪ )millions de nouveaux francs‬إلى قيمة ‪ 400‬مليون دينار جزائري؛‪-‬إنشاء مؤسسة ميناء الجزائر‬
‫بت اريخ ‪ 22‬أوت‪-‬غش ت‪1962-‬و الس عي الت دريجي و المتواص ل لج زأرة التس يير االداري و البش ري‬
‫لالدارة المينائية بالجزائر ؛‬
‫‪ -‬إنشاء أول ديوان وطني لليد العاملة بموجب مرسوم صادر بتاريخ ‪ 22‬نوفمبر ‪ 1962‬الذي كان الهدف‬
‫من إنشائه امتصاص طلبات العمل المتزايدة‪ ،‬باإلضافة إلى تمكين الدولة من اإلشراف المباشر على كل م ا‬
‫يتعل ق بالتش غيل وتك وين الي د العامل ة الجزائري ة‪ ،‬باإلض افة إلى إنش اء ال ديوان الوط ني للتج ارة بم وجب‬
‫مرسوم صادر بتاريخ ‪ 13‬ديسمبر ‪1962‬؛‪-‬إنشاء أول بنك جزائري(البنك المركزي الجزائري) بموجب‬
‫قانون رقم‪ 144-62:‬مؤرخ في ‪ 13‬ديسمبر ‪ ،1962‬باإلضافة إلى اعتماد الدينار الجزائري كوحدة عملة‬
‫وطنية للجزائر بتاريخ األول من شهر أبريل ‪ ،1964‬وإ لغاء العمل نهائيا بوحدة عملة الفرنك الجزائري‬
‫الجديد(‪ )Le nouveau franc Algérien‬الذي كانت له نفس قيمة الفرنك الفرنسي الجديد(‪Le nouveau‬‬
‫‪)franc français‬؛‬

‫‪-‬االنطالق في عملي ة الت أميم للمن اجم انطالق ا من س نة ‪ (1966‬الس ادس من ش هر م اي ‪ )1966‬المتواج دة‬
‫على مس توى ال تراب الوط ني(ال ونزة و بش ار قنادس ة و عين ال دفلى‪ )..‬بغ رض التأس يس لقاع دة اقتص ادية‬
‫الصناعات الثقيلة(مركب الحجار نموذجا‪.)..‬‬
‫تؤهل الجزائر لمرحلة ّ‬
‫الصناعة الثقيلة ّ‬
‫عمومية في مجال ّ‬

‫تعكس قرارات إنشاء الدواوين المختلفة‪ ،‬واعتماد المؤسسة العمومية االدارية و االقتصادية‪ ،‬وتأسيس بنك‬
‫مرك زي جزائ ري من ط رف أول س لطة سياس ية جزائري ة خالص ة‪ ،‬بع د م ا ال يق ل عن ‪ 132‬س نة من‬
‫االحتالل الفرنسي‪ ،‬أن خيار المؤسسة العمومية االدارية واالقتصادية سيكون هو السائد بالنسبة للسلطات‬
‫العمومية التي لم تخف تبنيها للدولة االشتراكية القائمة على االقتصاد العمومي بقيادة الدولة من جهة‪ ،‬ومن‬
‫الزمني ة الممت دة من‬
‫ّ‬ ‫جه ة ثاني ة تكريس ها الق انوني لخي ار الملكي ة العام ة لوس ائل االنت اج على م دار الف ترة‬
‫‪ 1962‬و إلى غاية ‪.1966-1965‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬المؤسسة العامة اإلدارية واالقتصادية كأداة قانونية لتدخل الدولة‬

‫والتوسع فيه‪ ،‬بعد‬


‫وهو الخيار االقتصادي واالجتماعي الذي قام مجلس قيادة الثورة و الحكومة باعتماده ّ‬
‫تاريخ ‪ 19‬جوان ‪ ،1965‬من خالل التركيز على القطاع العمومي كقاطرة للتنمية االقتصادية واالجتماعية‬
‫وذلك باالعتماد على النماذج اآلتية من المؤسسة العامة اإلدارية و االقتصادية‪:‬‬

‫‪ -‬المؤسسة العامة االدارية (‪:) Etablissement Public Administratif‬‬

‫ألهميته في تأكيد‬
‫ّ‬ ‫وهي النموذج المؤسستي الذي قرر مجلس قيادة الثورة و الحكومة اإلبقاء عليه بالنظر‬
‫تواجد الدولة على مستوى تراب الجمهورية‪ ،‬من خالل األعمال و الخدمات المنتظمة التي كانت تضمنها‬
‫المؤسسة العامة اإلدارية على مستوى البلديات والقرى والمناطق النائية(إصالح وصيانة دورية ومنتظمة‬
‫ّ‬
‫للط رق‪ ،‬والم دارس‪ ،‬وتوزي ع الم اء ونظاف ة األحي اء‪ ..‬إلخ)‪ ،‬أو على مس توى ض مان الخ دمات المتعلق ة‬
‫بالنظاف ة واإلن ارة العمومي ة‪ ،‬واإلطع ام المدرس ي‪ ،‬وتمث ل ه ذا االختي ار في إص دار رئيس مجلس ال وزراء‬
‫خاصة بالمؤسسات العمومية االداريةتحتوي على ‪ 23‬مادة موزعة على النحو اآلتي‪*:‬تحديد الطبيع ة‬
‫ّ‬ ‫أمرية‬
‫القانوني ة للمؤسس ة العام ة االداري ة‪ ،‬وض بط وص ايتها االداري ة العلي ا‪ ،‬وك ذلك الق انون ال ذي تخض ع ل ه في‬
‫عالقاته ا م ع الغ ير(الم ادة الثاني ة)‪ ،‬باإلض افة إلى كيفي ة إنش اء المؤسس ة العام ة االداري ة‪ ،‬وتع ديل نظامه ا‬
‫الق انوني‪ ،‬وتحدي د موارده ا المالي ة(الم ادة الثالث ة)‪ ،‬وتحدي د مقره ا االجتم اعي ال ذي ال يمكن أن يك ون إال‬
‫األمري ة كذلك التنظيم االداري للمؤسسات العمومية االدارية(‪14‬‬
‫ّ‬ ‫بالجزائر(المادة الخامسة)‪ .‬و قد تضمنت‬
‫مادة)‪ ،‬والتنظيم المالي(‪ 09‬مواد)‪.‬‬

‫وب الرجوع لنص الم ادة األولى من األمري ة الخاص ة بالمؤسس ة العام ة اإلداري ة يستش ف الب احث في ق انون‬
‫أقره ا المش رع الجزائ ري المتمث ل في مجلس قي ادة الثـورة‬
‫المؤسس ات أن واع الحماي ة القانوني ة ال تي ّ‬
‫والحكومة(الفترة الممتدة من تاريخ‪ 19:‬جوان ‪ 1965‬و إلى غاية التصديق على دستور ‪ )1976‬للمؤسسة‬
‫العمومي ة االداري ة ح تى تق وم بواجباته ا نح و المجتم ع باعتباره ا األداة القانوني ة للدول ة(ص احبة الس لطة‬
‫والسيادة)‪ ،‬والتي جاءت على النحو اآلتي‪:‬‬

‫* المؤسسة العمومية االدارية هي شخص معنوي يتمتع باالستقاللية المالية؛‬

‫*المؤسس ة العام ة االداري ة هي مؤسس ة تكل ف بتس يير مرف ق عم ومي إداري وال تم ارس بش كل ع ادي أي‬
‫نشاط تجاري (وتأتي المادة الثانية لتؤ ّكد على أن المؤسسة العامة االدارية هي تحت وصاية الوزارة التي‬
‫لها عالقة بنشاطها‪ ،‬وأن تسييرها وعالقاتها مع الغير تخضع بشكل عادي للقانون العام)؛‬

‫*المؤسس ة العام ة االداري ة تتمت ع بص الحيات السلطة العمومي ة و مستخدموها يخضعون للقانون األساسي‬
‫العام للوظيفة العمومية‪.‬‬

‫ومن أش كال الحماي ة القانوني ة االض افية ال تي منحه ا المش رع الجزائ ري للمؤسس ة العام ة االداري ة لكونه ا‬
‫مكنه ا من التواج د على‬
‫ادي‪-:‬أن المش رع ق د ّ‬
‫ّ‬ ‫تش ّكل أح د أهم األدوات القانوني ة للت دخل في النش اط االقتص‬
‫مستوى تراب الجمهورية باعتبارها رمزا من رموز الدولة(أعوانها من قطاع الوظيفة العمومية‪ :‬توظيفا‬
‫ومرتبا وترقية وحماية قانونية أثناء تأدية الوظيفة اإلدارية و االقتصادية)؛‬

‫‪-‬أخضعها للقانون العام(الخضوع للقانون العام يعتبر حماية إضافية للمؤسسة العامة اإلدارية)؛‬
‫‪-‬حماه ا من الح ل اإلرادي(المقص ود بالح ل اإلرادي أن يق وم أعوانه ا وموظفوه ا بطلب الح ل)‪،‬‬
‫والقض ائي(من ع أي ح ل قض ائي للمؤسس ة العام ة اإلداري ة)‪ ،‬واإلفالس(الدول ة هي ال تي تض من تمويله ا‬
‫ومرتبات أعوانها)‪ ،‬والتسوية القضائية(منع المتابعة القضائية للمؤسسة العامة اإلدارية)‪.‬‬

‫‪-‬المؤسس ة العمومي ة ذات الط ابع الص ناعي أو التج اري ( ‪Etablissement Public à caractère‬‬
‫‪)Industriel ou Commercial‬‬

‫والتجاري ة ال تي أبقت عليه ا دول ة االس تقالل س ّيما بع د س نة‬


‫ّ‬ ‫الص ناعية‬
‫هي أح د أهم المؤسس ات العمومي ة ّ‬
‫تم التأكي د على خي ار إدارة الدول ة للش أن االقتص ادي من منطل ق دول ة الرعاي ة الكامل ة ‪،‬‬
‫‪ ،1965‬بع د أن ّ‬
‫الص ناعي أو التج اري ل ديها قابلي ة‬
‫وذل ك للعدي د من االعتب ارات أهمه ا‪-:‬المؤسس ة العمومي ة ذات الط ابع ّ‬
‫مؤسسة عمومية مزدوجة األداء‬
‫واسعة للتأقلم مع النظامين االشتراكي أو الرأسمالي على حد سواء‪ .‬فهي ّ‬
‫سيما في فترة األزمات االقتصادية‪ ،‬أو عند إحجام القطاع الخاص‬
‫وبالتالي فهي أساسية في النظام الليبرالي ّ‬
‫على االستثمار في قطاعات نشاط ال تحقق له الربح المضمون وقد اعتمدت الحكومات الفرنسية المتعاقبة‬
‫من سنة ‪ 1918‬وإ لى غاية يومنا هذا على هذا النموذج من المؤسسة الذي يسمح للدولة أن تكون متواجدة‬
‫في قطاع اإلنتاج أو التصنيع أو التجارة دون أن يعني هذا التواجد إخالال بقواعد السوق؛‬

‫الص ناعي أو التج اري تبقى‪ ،‬و من وجه ة نظ ر قط اع واس ع من فقه اء‬
‫‪-‬المؤسس ة العمومي ة ذات الط ابع ّ‬
‫الق انون االقتص ادي‪ ،‬و إلى غاي ة تاريخن ا ه ذا‪ ،‬تبقى" األك ثر األش كال ش يوعا ال تي تس مح لت دخل الدول ة في‬
‫الصناعي و التجاري للحيلولة دون االخالل بالتوازنات االقتصادية و االجتماعية"(‪)8‬؛‬
‫النشاط ّ‬

‫التجاري ة م ع الدول ة أو أح د تفرعاته ا أو م ع‬


‫ّ‬ ‫الص ناعية أو‬
‫‪-‬تخض ع تع امالت و عق ود المؤسس ة العمومي ة ّ‬
‫المؤسسات العامة اإلدارية أو المؤسسات العمومية االقتصادية للقواعد و األحكام و البنود المنظّمة للقانون‬
‫الع ام‪ ،‬ل ّكنه ا عن دما يك ون تعامله ا م ع القط اع الخ اص أو األف راد فه ذه األخ يرة(المقص ود بالمع امالت أو‬
‫العقود‪ )..‬يخضعها المشرع الجزائري لقواعد القانون التجاري‪.‬‬

‫التجاري ة ال يخض عون للق انون األساس ي الع ام للوظيف ة‬


‫ّ‬ ‫الص ناعية أو‬
‫‪-‬أع وان المؤسس ة العمومي ة ّ‬
‫العمومية(األمر رقم‪ 03-06:‬المؤرخ في ‪ 19‬جمادي الثانية ‪ 1427‬الموافق لـ‪ 15‬يوليو ‪ )2006‬و بالتالي‬
‫فهم ليسوا أعوانا عموميين(‪ ،)9‬و ّإنما يخضعون لنظام اتفاقي خاص بهم‪.‬‬

‫‪-‬المؤسسة العمومية االقتصادية ‪)Etablissement Public Économique‬‬


‫خصها المشرع بترسانة قانونية‪ ،‬ابتداء من تاريخ الخامس جويلية‬
‫وهي المؤسسة العمومية االقتصادية التي ّ‬
‫حي ز النفاذ (وهو األمر الذي‬
‫‪،1975‬تاريخ دخول األمر رقم‪ 29-73:‬المؤرخ في الخامس جويلية ‪ّ 1973‬‬
‫ألغى القانون رقم‪ 57-62:‬المؤرخ في ‪ 31‬ديسمبر ‪ )1962‬و أهمها‪:‬‬

‫‪-‬األمر رقم‪ 74-71:‬المؤرخ في ‪ 16‬نوفمبر ‪ 1971‬المتعلق بالتسيير االشتراكي للمؤسسات( الذي يعتبر‬
‫فاتح ة ق وانين العم ل في الجزائ ر ال س يما فيم ا يتعل ق بتحدي د مفه وم العام ل‪ ،‬وتك ريس مب دأ المس اواة بين‬
‫العمال في الحقوق و االلتزامات(‪ ) )10‬وقد كانت بموجب هذا األمر التسمية اآلتي‪" :‬المؤسسة االشتراكية"‬

‫‪-‬األمر رقم‪ 31-75:‬المتعلق بالشروط العامة لعالقات العمل في القطاع الخاص(وهو القانون الذي جاء‬
‫الدولية في مجاالت ممارسة الحق النقابي و‬
‫لتنظيم عالقات العمل في القطاع الخاص وفق معايير العمل ّ‬
‫اإلضراب و المفاوضة الجماعية)؛‬

‫‪-‬الق انون رقم‪ 12-78:‬المتض من الق انون األساس ي الع ام للعام ل الم ؤرخ في الخ امس أوت ‪(1978‬وه و‬
‫الق انون ال ذي لم يتم تطبيق ه إال في ح دود س نة ‪ 1985-1984‬للعدي د من األس باب الموض وعية اللص يقة‬
‫باالنتقال السياسي بعد وفاة الرئيس هواري بومدين رحمه اهلل‪ ،‬و مجيء نظام سياسي جديد بقيادة الرئيس‬
‫تتمي ز بالمرونة ومحاولة‬
‫طيب اهلل ثراه و الذي كانت له نظرة مغايرة لالقتصاد العمومي ّ‬
‫الشاذلي بن جديد ّ‬
‫تنويع االقتصاد الجزائري نحو المزيد من االنفتاح على القطاع الخاص)؛‬

‫‪-‬قانون رقم‪ 01-88:‬الصادر بتاريخ ‪ 12‬جانفي ‪ 1988‬والمتضمن القانون التوجيهي للمؤسسات العمومية‬
‫ذم ة مالي ة‬
‫االقتص ادية(و ه و أول ق انون يجع ل من المؤسس ة العمومي ة االقتص ادية كيان ا قانوني ا ص احب ّ‬
‫مست ّقلة‪ ،‬ويتمتع هذا الكيان القانوني الجديد بالحق في التعاقد والتملك و التقاضي‪ ،‬وهو أول قانون إصالحي‬
‫يفص ل بين ح ق ملكي ة رأس الم ال من ط رف المؤسس ة و ص الحية اإلدارة و التس يير فيه ا(‪)11‬في ظ ل‬
‫الدولة االشتراكية)‪.‬‬

‫إن أهم خالصة يخلص إليها الباحث في القانون العام االقتصادي للفترة الممتدة من سنة ‪ 1962‬و إلى غاية‬
‫‪ 1988‬تتحدد في األفكار الرئيسة اآلتية‪:‬‬

‫*إن الدول ة باعتباره ا ممثل ة للس لطة العام ة ك انت تض في حماي ة قانوني ة واسعة للمؤسس ة العام ة االداري ة‬
‫ّ‬
‫واالقتصادية منها دون أدنى تحفظ لكونها كانت تعتبرها ذراعها االجتماعي في المجتمع(‪Comme son‬‬
‫‪ )bras social dans la société‬ال ذي ال يمكن ترك ه لقواع د و آلي ات الس وق؛* ك انت الدول ة تعت بر‬
‫نفس ها معني ة بالنش اط االقتص ادي في المق ام األول‪ ،‬فهي ال تي ك انت تش رف على مخطط ات التنمي ة‬
‫االقتصادية واالجتماعية و الثقافية(المخططات الخماسية والرباعية والثالثية)‪ ،‬كما كانت تشرف على كل‬
‫ما يتعلق بتعيين طواقم ادارة وتسيير المؤسسات العمومية اإلدارية واالقتصادية على حد سواء‪ ،‬من منطلق‬
‫العمومية؛*إن الدولة باعتبارها سلطة متدخلة كانت تتحمل على عاتقها(الخزينة العمومية)‬
‫ّ‬ ‫مفهوم السلطة‬
‫كتل ة أج ور و منح العم ال و الم وظفين و كاف ة تواب ع التش غيل و التوظي ف؛* ك انت الدول ة‪-‬ال تي تق ود و‬
‫تشرف على برامج التنمية‪ -‬تحمي المؤسسة العامة اإلدارية و االقتصادية من اإلفالس‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الدولة و تكييف المنظومة القانونية وفق آليات السوق‬

‫متدخلة ومشرفة ومتعامل اقتص ادي رقم‬


‫ّ‬ ‫بالتصديق على دستور ‪ 1989‬الذي نقل الدولة الجزائرية من دولة‬
‫متدخل ة ك انت ق اطرة التنمي ة االقتص ادية واالجتماعي ة‪ ،‬إلى دول ة منظّم ة(‪Etat‬‬
‫ّ‬ ‫واح د دون من افس‪ ،‬دول ة‬
‫سيادة في حدود الرقابة‪ ،‬والتشجيع على االستثمار والتجارة القانونية‪،‬‬
‫‪ )régulateur‬يكون تدخلها كصاحبة ّ‬
‫والتحص يل الض ريبي والجب ائي‪ ،‬وتنظيم الس وق في حال ة أي إخالل بالتوازن ات االقتص ادية الك برى وف ق‬
‫خططها وبرامجها اإلنمائية القريبة والمتوسطة والبعيدة المدى‪.‬‬

‫وجاء تقسيم هذا المطلب على النحو اآلتي‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬إجراءات تكييف المنظومة القانونية‬

‫إن االنس حاب من الفض اء االقتص ادي للدول ة كمنتج ة‪ ،‬أو ت اجرة‪ ،‬أو متعام ل اقتص ادي أو اجتم اعي رقم‬
‫واح د بع د التص ديق على دس تور ‪ 1989‬ال يع ني انس حابها من س ن الق وانين و الق رارات ذات المض مون‬
‫المنظّم لألنش طة االقتص ادية‪ ،‬ب ل زاد وتع اظم دوره ا الرق ابي والتنظيمي وتحم ل مس ئولية توف ير الش روط‬
‫الموض وعية لمن اخ أعم ال مس اعد للمب ادرتين العمومي ة و الخص ة في ظ ل التح ديات ال تي ك انت تواج ه‬
‫االقتصاد الجزائري‪.‬‬

‫‪-‬أولوية توفير مناخ أعمال مساعد‬


‫ّ‬

‫س عت الس لطات العمومي ة من أج ل أن يك ون من اخ األعم ال ب الجزائر مناخ ا مس اعدا للمس تثمر الوط ني أو‬
‫األجن بي‪ ،‬من ذ أن ب دأت الحكوم ات المتعاقب ة على دف ة الس لطة التنفيذي ة تنفي ذ برن امج لإلص الح و الهيكل ة‬
‫االقتص ادية‪ ،‬من منطل ق االح ترام الت ام للس يادة الوطني ة‪ ،‬فك ان اإلص الح التش ريعي و الق انوني و التنظيمي‬
‫متميزة احتلت الدولة صاحبة السيادة فيها الريادة باعتبارها صاحبة الشأن‪.‬‬
‫العام الذي جاء على مراحل ّ‬

‫و في إطار المسعى العام القاضي بتوفير شروط النهضة االقتصادية والخروج من دوامة االعتماد على‬
‫الجباية النفطية لوحدها في الدفع بعجلة التنمية االقتصادية واالجتماعية كانت السلطات العمومية على موعد‬
‫رس خ مبدأ‬
‫مع التأسيس لمنظومة قانونية جديدة تتوافق والنهج التعديلي للدولة في ظل دستور ‪ 1989‬الذي ّ‬
‫مس اواة المواط نين أم ام الق انون ومن ع التمي يز بينهم(الم ادة‪ 29:‬من ه)‪،‬وض من ال دفاع الفردي والجم اعي عن‬
‫الحقوق األساسية لإلنسان والحريات الفردية والجماعية(المادة‪ 33:‬منه)‪ ،‬وكفل كذلك حرية التعبير و إنشـاء‬
‫الجمعيات واالجتماع(المادة‪ 41:‬منه)‪.‬باإلضافة إلى إصدارها لمنظومة قانونية جديدة تنظم عالقات العمل‬
‫تم‬
‫في مج ال العم ل‪ ،‬ومنازع ات العم ل الفردي ة والجماعي ة‪ ،‬وتف تيش العم ل‪ ،‬وممارس ة الح ق النق ابي‪ّ ،‬‬
‫التصديق على سلسلة من النصوص القانونية المنسجمة واألحكام الدستورية الجديدة لعام ‪ 1989‬والمنظّمة‬
‫للس جل التج اري(ق انون رقم‪ 22-90:‬الم ؤرخ في ‪ 1990-08-18‬والمتعلّ ق بالس جل التج اري)‪ ،‬والنق د‬
‫والق رض(الق انون رقم‪ 10-90:‬الم ؤرخ في ‪ 1990-04-14‬والمتعلّ ق بالنق د و الق رض)‪ ،‬والتوجي ه‬
‫العق اري(الق انون رقم‪ 25-90:‬الم ؤرخ في ‪ 1990-11-18‬والمتعلّ ق بالتوجي ه العق اري)‪،‬والتهيئ ة‬
‫العمراني ة(الق انون رقم‪ 29-90:‬الم ؤرخ في ‪ 1990-12-01‬والمتعلّ ق بالتهيئ ة العمراني ة)‪ ،‬باإلض افة إلى‬
‫األمالك التابع ة لل دومين‪(-Loi Domaniale-‬الق انون رقم‪ 30-90:‬الم ؤرخ في ‪ 1990-12-01‬و‬
‫المتعلق بقانون الدومين)‪.‬‬

‫لم يتوقف المسعى الوطني العام للسلطات العمومية من أجل توفير مناخ أعمال مساعد للمستثمر الوطني أو‬
‫األجنبي على حد سواء‪ ،‬بالرغم من ضغوطات األزمة المتعـددة األوجه التي كانت تواجه الجزائر سنوات‬
‫‪ 1993- 1992‬و ‪ ،1994‬فك انت اإلص دارات القانوني ة اآلتي ة وال تي ك ان من ش أنها التأكي د على ع زم‬
‫الدولة المضي قدما في نهج اإلصالح القانوني الذي من شأنها أن يساعد في إعادة االعتبار لألداة اإلنتاجية‬
‫العمومية والخاصة في ظل تنافسية ينظمها القانون‪:‬‬

‫‪-‬إج راء أول تع ديل وتتميم للمرس وم التش ريعي رقم‪ 08-93:‬الم ؤرخ في ‪ 23‬أبري ل ‪ 1993‬والمتعل ق‬
‫بالقانون التجاري‪ ،‬وقد كان الهدف من هذا التعديل والتتميم أن يسمح للشركات األسهم بالمزيد من الحرية‬
‫في التنظيم و االكتتاب و المداولة في ظل التنافسية االقتصادية؛‬
‫‪-‬إج راء تع ديل و تتميم ق انون اإلج راءات المدني ة بم وجب مرس وم تش ريعي ( ‪)Un Décret-Législatif‬‬
‫رقم‪ 09-93:‬م ؤرخ في ‪ 25‬أبريل‪ 1993‬يتض من‪ ،‬و ألول م رة في الت اريخ الق انوني الجزائ ري للف ترة‬
‫الزمنية ( ‪ 1962‬و إلى غاية سنة )‪" ،1993‬إدراج قواعد تطبيقية خاصة بالتحكيم التجاري الدولي"(‪)12‬؛‬

‫القيم المنقول ة (رقم‪ 10-93:‬م ؤرخ في ‪ 23‬م اي ‪،)1993‬‬


‫‪-‬إصدار أول مرسوم تشريعي يتعلق ببورص ة ّ‬
‫إليها‪-‬القيم‬
‫ّ‬ ‫القيم المنقولة في دعم االستثمار األجنبي بعد أن تمت اإلشارة‬
‫بأهمية ّ‬
‫ّ‬ ‫وهو ما يعد اهتماما خاصا‬
‫المنقول ة‪ -‬في المرس وم التش ريعي رقم‪ 09-93:‬الم ؤرخ في ‪ 25‬أبري ل ‪ 1993‬المع دل والمتمم لق انون‬
‫اإلجراءات المدنية‪.‬‬

‫‪-‬إص دار أول مرس وم تش ريعي ينظم االس تثمار األجن بي ب الجزائر(رقم‪ 12-93 :‬م ؤرخ في ‪ 05‬أكت وبر‬
‫‪ 1993‬و المتعلق بترقية االستثمار جاء بعد أن قامت السلطات العمومية بالتصديق على أهم اتفاقية دولية‬
‫التحكيمي ة‬
‫ّ‬ ‫والخاص ة باعتم اد الق رارات‬
‫ّ‬ ‫لم ؤتمر األمم المتح دة في نيوي ورك بت اريخ ‪ 10‬يوني و س نة ‪1958‬‬
‫األجنبي ة وتنفي ذها(ق انون رقم‪ 18-88:‬م ؤرخ في ‪ 28‬ذي القع دة ع ام ‪ 1404‬المواف ق لـ‪ 12‬يولي و س نة‬
‫ّ‬
‫والمتضمن االنضمام إلى اتفاقية نيويورك لعام ‪.)1958‬‬
‫ّ‬ ‫‪1988‬‬

‫وه و المرس وم التش ريعي ال ذي تض منت مادت ه األولى اآلتي‪" :‬يح دد ه ذا المرس وم التش ريعي النظ ام ال ذي‬
‫الخاص ة و على االس تثمارات األجنبي ة ال تي تنج ز ض من األنش طة‬
‫ّ‬ ‫يطب ق على االس تثمارات الوطني ة‬
‫االقتصادية الخاصة بانتاج السلع أو الخدمات غير المخصصة صراحة للدولة أو لفروعها‪ ،‬أو ألي شخص‬
‫معين صراحة بموجب نص تشريعي"؛‬
‫معنوي ّ‬

‫‪-‬إص دار أول مرسوم تشريعي يتعلق بحماي ة االختراع(رقم‪ 17-93:‬مؤرخ في ‪ 1993-12-07‬المتعلّ ق‬
‫بحماي ة االختراع ات) يك ّرس الح ق في الملكي ة ال تي ق د تك ون عق ارا أو منق وال أو اختراع ا علمي ا أو‬
‫الص ناعية‪ ..‬قانون العالمة التجارية)‪.‬هذا وقد سبق للمشرع‬
‫صناعيا(قانون حقوق المؤلف ‪..‬قانون الملكية ّ‬
‫ّ‬
‫الجزائري أن أنشأ الديوان الوطني لحقوق المؤلفين(األمر رقم‪ 46-73:‬الصادر بتاريخ ‪ 25‬جويلية ‪1973‬‬
‫الصناعي و التجاري التي تتمتع بالشخصية القانونية في ظل‬
‫)(‪ )13‬ليكون المؤسسة العمومية ذات الطابع ّ‬
‫المتدخلة(‪.)Etat Intervenante‬‬
‫ّ‬ ‫الدولة‬

‫المعدل ة وس عي المش رع الجزائ ري إلى تحقي ق أعلى‬


‫ّ‬ ‫ظم ة أو‬
‫لكن وم ع دخ ول الجزائ ر مرحل ة الدول ة المن ّ‬
‫الص ناعية وللعالمة التجارية جاء األمر رقم‪ 10-97 :‬المؤرخ في ‪ 27‬شوال عام‬
‫حماية للملكية الفكرية و ّ‬
‫‪ 1417‬الموافق لـ‪ 06‬مارس سنة ‪ 1997‬والمتعلق بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة ليضيف حماية أوسع‬
‫والتميز(‪.)14‬‬
‫ّ‬ ‫لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة في ظل تنافسية االختراع واإلبداع‬

‫هذا وقد تعززت منظومة حقوق التأليف بإصدار المشرع الجزائري لألمر رقم‪ 05-03:‬المؤرخ في ‪19‬‬
‫جمادي األولى عام ‪ 1424‬الموافق لـ‪ 19‬يوليو سنة ‪ 2003‬والمتعلّ ق بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة‪،‬‬
‫الص ناعية في ظ ل التط ّور الحاص ل في النس يج االقتص ادي‬
‫ويبقى األم ل في تعزي ز حماي ة أوس ع للملكي ة ّ‬
‫الجزائري وتحقيق الحماية القانونية لالختراعات المحققة على الصعيد الوطني‪.‬‬

‫‪-‬إص دار األم ر رقم‪ 06 -95 :‬الم ؤرخ في ‪ 1995 -01-25‬و المتعلّ ق بالمنافس ة ال ذي يع د أح د أهم‬
‫المؤسسة لنظام اقتصاد السوق‪ ،‬ومن "خالل القواعد الموضوعية واإلجرائية التي وضعها‪ ،‬يعتبر‬
‫ّ‬ ‫القوانين‬
‫–هذا القانون‪-‬تشريعا حقيقيا للمنافسة الحرة في الجزائر‪ ،‬من شانه حماية المنافسة وتشجيعها وجعلها من‬
‫ركائز االقتصاد الوطني"(‪.)15‬‬

‫ولت دارك ذل ك س ارع المش رع الجزائ ري إلى إص دار األم ر رقم‪ 03-03 :‬الم ؤرخ في ‪ 19‬يولي و ‪ 2003‬و‬
‫المتعلق بالمنافسة و الممارسات المقيدة لها‪ ،‬كما أتبع ذلك بإصداره للقانون رقم‪ 02-04 :‬المؤرخ في ‪23‬‬
‫يونيو ‪ 2004‬والمتعلق بالقواعد المطبقة على الممارسات التجارية(‪.)16‬‬

‫قانونية‪ -‬حمائية لألجراء‬


‫ّ‬ ‫‪ -‬الدولة و تثبيت منظومة‬

‫ج اء األم ر رقم‪ 22-95:‬الم ؤرخ في ‪ 1995-08-26‬والمتعلّ ق بخوصص ة المؤسس ات العمومي ة بع د أن‬


‫ق امت الس لطات العمومي ة بإرس اء نظ ام وط ني لحماي ة األج راء من خط ر فق دان منص ب الش غل‪-‬العم ل‪-‬‬
‫ألسباب اقتصادية و غير إرادية قوامه ثالث أنظمة قانونية جديدة لم يعرفها المجتمع الجزائري من قبل و‬
‫هي‪*:‬التأس يس الق انوني لجه از مهمت ه‪ :‬الحف اظ على الش غل(المرس وم التش ريعي رقم‪ 09-94:‬الم ؤرخ في‬
‫‪ 1994 -03-26‬والمتعل ق بكيفي ة الحف اظ على الش غل) من خالل إجب ار المؤسس ات العمومي ة االقتص ادية‬
‫على أن تقوم بالتحضير لغالف اجتماعي(‪ )Le Volet Social‬خاص بأي تقليص في عدد العمال بالتنسيق‬
‫م ع لجن ة المس اهمة و ك ذلك بع د التف اوض م ع النقاب ة أو العم ال ح ول مختل ف األوج ه المتعلق ة ب التقليص‬
‫وشروط تطبيقه‪.‬‬

‫*التأسيس لنظام تقاعد مسبق(المرسوم التشريعي رقم‪ 10-90 :‬المؤرخ في ‪ 26‬ماي ‪ )1994‬كان الهدف‬
‫من تأسيسه في ظل الظرف االقتصادي الصعب الذي كانت تمر الدولة الجزائرية به تحقيق أعلى معدالت‬
‫الحماية لألجراء ضد آثار التسريح ألسباب اقتصادية‪.‬‬
‫ومن ش روط االس تفادة من ه ذا المرس وم التش ريعي‪-:‬ال يمكن احال ة عام ل على التقاع د المس بق إال إذا بل غ‬
‫خمسين سنة(‪ )50‬بالنسبة للذكور وخمس و أربعين(‪ )45‬لإلناث؛‪-‬يجب أن يكون العامل قد دفع اشتراكاته‬
‫الخاصة بالضمان االجتماعي لمدة عشرين سنة(‪ )20‬كحد أدنى منها عشر سنوات(‪ )10‬كاملة و ثالث(‪)03‬‬
‫سنوات قبل نهاية عالقة العمل؛‬

‫‪-‬يجب أن يكون اسم العامل مدرجا في قائمة العمال المعنيين بالتسريح في نطاق االجراءات االجتماعي ة أو‬
‫توقف المؤسسة عن النشاط بصفة قانونية‪.‬‬

‫*نظ ام الت أمين ضد البطال ة‪ ( :‬اعتمدت ه الس لطات العمومي ة س نة ‪ )1994‬وهو نط ام حماي ة ض د خط ر فق د‬
‫العامل لمنصب عمله ألسباب اقتصادية‪ ،‬فالمؤسسة العمومية االقتصادية لم تعد مؤسسة يحميها القانون في‬
‫ظل مناخ التنافسية االقتصادية والتجارية من اإلفالس‪ ،‬أو التسوية القضائية‪ ،‬أو الحل القضائي‪ ،‬أو تقليص‬
‫ع دد األف راد ألس باب اقتص ادية‪ .‬وأوكلت الس لطات العمومي ة تس يير وإ دارة نظ ام الت أمين ض د البطال ة إلى‬
‫مؤسس ة وطني ة‪ ،‬وتح وز على االس تقاللية المال ة واإلداري ة‪ ،‬وي دير الص ندوق الوط ني للت أمين ض د البطال ة‬
‫مجلس ادارة ثالثي التمثي ل و يس يره م دير ع ام‪ ،‬و الص ندوق ه و تحت وص اية وزارة العم ل و الض مان‬
‫االجتماعي‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الدولة و التحكيم‪ Y‬التجاري الدولي‬

‫لم تتنصل الدولة الجزائرية من اشتراطات مبدأ احترام السيادة الوطنية عندما قررت السلطات العمومية‪،‬‬
‫ومن منطل ق إعالء المص لحة العلي ا للدول ة‪ ،‬التص ديق على معظم االتفاقي ات والمعاه دات الثنائي ة والدولي ة‬
‫المنظّمة لالستثمار األجنبي‪ ،‬وذلك كلّه بغرض إضفاء المزيد من الشفافية في عقود االستثمار التي تبرمها‬
‫السيادة‪ ،‬فكانت الضمانات الممنوحة للمستثمر‬
‫الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار بالنيابة عن الدولة صاحبة ّ‬
‫األجنبي‪ ،‬باإلضافة إلى تكريس التحكيم الدولي كأداة قانونية لتسوية منازعات االستثمار‪.‬‬

‫‪-‬أهمية التحكيم التجاري الدولي‬

‫"التحكيم" لغ ة عن د الع رب‪ ،‬فه و مص در لفع ل ح ّكم(بتش ديد الك اف المفتوح ة وفتح الميم) أي قض ى وفص ل(‬
‫‪.)17‬‬
‫وجاء في لسان العرب لجمال الدين محمد ابن منظور (لسان العرب‪ ،‬دار لسان العرب‪ ،‬بيروت‪،)1988 ،‬‬
‫قال العرب "ح ّكموه بينهم أي أمروه أن يحكم"(‪.)18‬و"التحكيم" عند األب لويس معلوف اليسوعي(المنجد في‬
‫اللغة واألدب والعلوم‪ ،‬الطبعة الخامسة‪ ،‬المطبعة الكاثوليكية ‪،‬بيروت‪ ،‬غير مؤرخ)) أن العرب قالوا‪ :‬حكمنا‬
‫فالنا فيما بيننا أي أجزنا حكمه بيننا"(‪.)19‬‬

‫مميزاته في ظل تنامي التجارة والعقود التجارية على الصعيد الدولي(حوالي ‪90‬‬


‫وللتحكيم التجاري الدولي ّ‬
‫‪ %‬من التج ارة والعق ود التج ارة على الص عيد ال دولي تخض ع لرقاب ة المنظم ة العالمي ة للتج ارة) ب دعم من‬
‫ص ندوق النق د ال دولي و البن ك الع المي و المنظم ة العالمي ة للتج ارة(‪.)20‬فه و‪ ،‬وبالنتيج ة ال تي فرض تها‬
‫المؤسس ات المالي ة العالمي ة‪ ،‬ق د أص بح بمثاب ة أح د أهم األدوات والوس ائل القانوني ة ال تي يتم اللج وء إليه ا‬
‫بإرادة األطراف المعنية بعقد االستثمار األجنبي بغرض إيجاد حل لمنازعة تخص وجها من أوجه العقد‪،‬‬
‫أو أن تكون المنازعة تتعلق بتنفيذ أحد أوجه عقد االستثمار‪.‬إال أن اللجوء إلى التحكيم التجاري يبقى حالة‬
‫استثنائية وليس قاعدة في عقد االستثمار الذي يكون فيه عنصر أجنبي‪.‬‬

‫إن التحكيم التجاري الدولي هو" اتفاق على طرح نزاع على شخص أو أشخاص معينين ليفصلوا فيه دون‬
‫ّ‬
‫المحكمة المختصة"(‪ ،)21‬وهو كذلك " وسيلة يتم من خاللها تحقيق ما اتفق عليه في اتفاق التحكيم"( ‪،)22‬‬
‫أو عبارة "عن أسلوب يهدف إلى إيجاد حل لقضية بشأن عالقة بين شخص‪ ،‬أو أكثر عن طريق محكم‪ ،‬أو‬
‫أك ثر من محكم يس تمدون س لطتهم من اتف اق خ اص بين أط راف ال نزاع ويص درون ق راراتهم بم وجب ه ذا‬
‫االتف اق دون تخ ويلهم من قب ل الدول ة به ذه المهم ة"(‪.)23‬والجزائ ر ال تي ك انت رافض ة للتحكيم التج اري‬
‫الدولي إلى غاية ‪ ،1988‬ومر ّكزة على االستثمارات العمومية وقيادة الدولة للتنمية االقتصادية واالجتماعية‬
‫و إعط اء األولوي ة للقط اع الع ام االقتص ادي في إنت اج ال ثروة‪ ،‬ب دأت تتج ه نح و ه ذا االس تثناء في العق ود‬
‫والعالقات التجارية على الصعيد الدولي‪،‬بعد أن أبرمت أول اتفاق للتسوية الهيكليـــة والمالية مع المؤسسات‬
‫المالي ة العالمي ة الع ام ‪ ،1989‬فك انت النتيج ة أن س عت إلى تك ييف ق انون االج راءات المدني ة ومتطلب ات‬
‫ومتمم‬
‫ّ‬ ‫االس تثمار األجن بي ( إص دار مرس وم تش ريعي رقم‪ 09-93:‬م ؤرخ في ‪ 25‬أفري ل ‪ 1993‬مع ّدل‬
‫لألم ر رقم‪ 154-66:‬م ؤرخ في ‪ 08‬يوني و ‪ 1966‬والمتض من قن ون االج راءات المدني ة)(‪ ،)24‬وذل ك‬
‫للتمهيد إلصدار أول قانون استثمار (المرسوم التشريعي رقم‪ 12-93:‬المؤرخ في ‪ 19‬ربيع الثاني ‪1414‬‬
‫المواف ق لـ ‪ 05‬أكت وبر س نة ‪ 1993‬والمتعلّ ق بترقي ة االس تثمار) يك رس اللج وء إلى التحكيم التج اري‬
‫ال دولي( الم ادة‪ 41:‬من المرس وم التش ريعي ال تي تؤك د على المح اكم الوطني ة إال إذا ك ان ثم ة اتف اق ينص‬
‫على شرط التحكيم أو اللجوء إلى تحكيم خاص)‪.‬‬
‫صيغ و كيفيات إدارة رؤوس األموال التجارية للدولة‬
‫المبحث الثاني‪ّ :‬‬

‫لمعالج ة الموض وع المتعل ق بتس يير وإ دارة رؤوس األم وال التّجاري ة التابع ة للدول ة والمرك ز الق انوني‬
‫للمؤسسة العمومية الصناعية أو التجارية(‬
‫ّ‬ ‫للمؤسسة العمومية االقتصادية في ظل القوانين الجديدة المنظّمة‬
‫ّ‬
‫الخاص ة التي حددها المشرع الجزائري‬
‫ّ‬ ‫‪ )E.P.I.C‬أو االقتصادية(‪ ،)E.P.E‬فضلت تناول ضبط القواعد‬
‫الع ام ‪ 1995‬والمتعلّق ة بتس يير وإ دارة رؤوس األم وال التّجاري ة للدول ة وموق ف المش رع الجزائ ري من‬
‫للمؤسسة العمومية االدارية و االقتصادية (المطلب األول)‪ ،‬على أن أتناول‬
‫ّ‬ ‫حماية الرأس المال االجتماعي‬
‫والمؤسسة العمومية االقتصادية ضمن‬
‫ّ‬ ‫الص ناعية أو التجارية‬
‫أثر ذلك في النظام القانوني للشركة العمومية ّ‬
‫(المطلب الثاني) من هذا المبحث‪.‬‬

‫الخاصة إلدارة المحافظ المالية للدولة‬


‫ّ‬ ‫المطلب األول‪ :‬ضبط القواعد‬

‫تطور ممارسة الدولة لحقها في إدارة محافظها المالية في إطار اقتصاد السوق وقع‬‫للوقوف على مستوى ّ‬
‫اختي اري على التقس يم اآلتي بغ رض إض فاء المزي د من التوض يح والش رح ألهم المراح ل ال تي م ّرت به ا‬
‫إع ادة هيكل ة ال رأس الم ال التج اري للدول ة ليك ون ق ابال للت داول و على امت داد الس وق المحلي ة؛‪-‬الف رع‬
‫األول‪:‬وهي المرحل ة ال تي ش هدت انش اء وبعث ص ناديق المس اهمة(‪ )1995-1988‬والش ركات العمومي ة‬
‫القابض ة(‪)2001-1995‬؛‪-‬الف رع الث اني‪ :‬المرحل ة الثاني ة(‪)2017-2002‬ال تي ج اءت مباش رة بع د أن‬
‫السيد وهي‬
‫تحررت الدولة من التزاماتها مع المؤسسات المالية العالمية وبالتالي استعادة قرارها االقتصادي ّ‬
‫المرحلة التي شهدت إعادة هيكلة جديدة لالقتصاد الوطني كانت أدواتها كل من‪:‬شركات مساهمات الدولة‬
‫و المجمعات العمومية االقتصادية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف وتحديد رؤوس األموال التجارية التابعة للدولة‬

‫ب دأ التفك ير الج دي في إج راء اإلص الحات الض رورية (الهيكلي ة والتمويلي ة والتس ييرية) بالنس بة للمؤسس ة‬
‫االشتراكية‪ ،‬منذ أن أدركت السلطات العمومية في النصف الثاني من سنة ‪ ،1986‬الخطر الذي يتمثل في‬
‫االعتماد الكلي لتمويل االستثمار العمومي وقانون المالية السنوي على الضريبة البترولية دون غيرها من‬
‫التمويالت األخرى‪ ،‬وظهر مصطلح المؤسسة العمومية االقتصادية كمصطلح جديد بموجب القانون رقم‪:‬‬
‫‪ 01-08‬الصادر بتاريخ ‪ 12‬جانفي ‪ 1988‬والمتضمن القانون التوجيهي للمؤسسات العمومية االقتصادية‪.‬‬
‫وه و الق انون ال ذي ج اء عاكس ا إلرادة الدول ة آن ذاك في تغي ير الطبيع ة العمومي ة لالقتص اد الجزائ ري‪ ،‬من‬
‫خالل تب ني مص طلحات ومف اهيم اقتص ادية جدي دة بمض امين ش به ليبرالي ة وإ دراجه ا في الق اموس الق انوني‬
‫واالقتصادي الجزائري كاالستقاللية في التسيير‪ ،‬وتحمل المؤسسة العمومية االقتصادية لتبعات المسئولية‬
‫المدنية و الجنائية‪ ،‬واكتساب الشخصية القانونية التي تمكنها من التعاقد و التملك واللجوء إلى القضاء‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الهيئات العمومية اإلدارية إلدارة الرأس المال التجاري للدولة‬

‫بحل ول الع ام ‪ 1998‬تك ون الدول ة الجزائري ة ق د تح ررت من اش تراطات المؤسس ات المالي ة الدولي ة(البن ك‬
‫العالمي وصندوق النقد الدولي)‪ ،‬بعد أن التزمت بكافة تعهداتها تجاه المؤسستين الماليتين(‪،)1998-1989‬‬
‫وه و التح رر ال ذي م ّكن الس لطات العمومي ة من تحقي ق التوازن ات االقتص ادية الك برى ال تي تحققت لفائ دة‬
‫الخزانة(أو الخزينة) العمومية‪ ،‬فكان عليها أن تبادر بتنظيم جديد إلدارة و تسيير رؤوس األموال التجارية‬
‫التابعة للدولة‪.‬‬

‫‪ -‬شركات تسيير مساهمات الدولة‬

‫تميزت الفترة التي أعقبت سنة ‪ 1999‬بتبني السلطات العمومية لخطة عمل جديدة تقوم على أولوية إعادة‬
‫ّ‬
‫هيكل ة و تنظيم القط اع العم ومي التج اري و اعتم اد الخوصص ة ( ‪ )La Privatisation‬ك أداة قانوني ة بي د‬
‫الس لطات العمومي ة بغ رض حماي ة م ا يمكن حمايت ه من األداة اإلنتاجي ة و االقتص ادية و الخدمي ة‬
‫العمومية‪.‬وفي هذا االطار من إعادة هيكلة وتنظيم القطاع العمومي التجاري‪ ،‬بعد التحرر من اشتراطات‬
‫ك ل من البن ك ال دولي و ص ندوق النق د الع المي‪ ،‬ج اء األم ر رقم‪ 04-01 :‬م ؤرخ في ّأول جم ادي الثّاني ة‬
‫العمومي ة االقتص ادية وتس ييرها‬
‫ّ‬ ‫المؤسس ات‬
‫ّ‬ ‫‪ 1422‬المواف ق لـ‪ 20‬أوت ‪ 2001‬والمتعل ق بتنظيم‬
‫وخوصص تها(‪ )33‬عاكس ا لتب ني الخوصص ة ك أداة قانوني ة للتح ّول االقتص ادي ومح ددا للطبيع ة القانوني ة‬
‫"المؤسسات العمومية االقتصادية‬
‫ّ‬ ‫للمؤسسة العمومية االقتصادية ( جاء بنص المادة ‪ 2‬من هذا األمر اآلتي‪:‬‬
‫الدولة أو أي شخص معنوي آخر خاضع للقانون العام‪ ،‬أغلبية رأس المال‬
‫هي شركات تجارية تحوز فيها ّ‬
‫االجتماعي مباشرة أو غير مباشرة‪ ،‬وهي تخضع للقانون العام"‪.‬‬

‫وبالنتيجة حلّت الشركات القابضة بموجب أحكام األمر رقم‪ 04-01:‬مؤرخ في ّأول جمادي الثّانية ‪1422‬‬
‫العمومي ة االقتص ادية وتس ييرها وخوصص تها‬
‫ّ‬ ‫المؤسس ات‬
‫ّ‬ ‫المواف ق لـ‪ 20‬أوت ‪ 2001‬و المتعل ق بتنظيم‬
‫(وبالتحدي د م ا ج اء بنص الم ادتين ‪ 40‬و‪ 41‬من ه ذا األم ر)‪ ،‬و أعلن عن انش اء ش ركات تس يير مس اهمات‬
‫الدولة التي وصل عددها‪ :‬ثمانون و عشرون شركة تسيير مساهمة الدولة(‪ )28‬تكلف بتسيير و إدارة أسهم‬
‫و ّقيم(منقول ة وعقاري ة) وأص ول مختلف ة اكتس بتها المؤسس ات العمومي ة االقتص ادية على م دار الس نوات‬
‫الفارطة‪.‬‬

‫و من المهم ات الرئيس ة ال تي ح ّددت لش ركات تس يير مس اهمات الدول ة ال‪-:28‬تنفي ذ البرن امج الوط ني‬
‫للخوصصة؛‬

‫‪-‬إدارة المفاوضات التي تخص الخوصصة و الشراكة و فتح الرأس المال االجتماعي للمؤسسات العمومية‬
‫االقتصادية؛‬

‫‪-‬اإلشراف على سياسة تفريع المؤسسات العمومية االقتصادية و تحضير البعض منها للخوصصة‪.‬‬

‫الصناعية‬
‫‪-‬المجمعات العمومية ّ‬

‫ق ررت الس لطات العمومي ة‪ ،‬وأم ام التح ديات المتع ّددة األوج ه ال تي ك انت في مواجه ة البرن امج الوط ني‬
‫للنهوض االقتصادي و في مقدمته برنامج الخوصصة‪ ،‬إعادة النظر في الدور الذي كان معهودا لشركات‬
‫تسيير مساهمات الدولة التي لم تتمكن من الدفع باآللة اإلنتاجية العمومية بالرغم من وكالة التسيير الموكلة‬
‫لها(‪.)Un mandat de gestion‬‬

‫وبغرض إعادة االنتشار للرأس المال التجاري للدولة وجعله في خدمة السياسات االقتصادية التي تستهدف‬
‫تمكين المؤسس ة العمومي ة االقتص ادية من التواج د على امت داد الس وق المحلي ة دون حماي ة قانوني ة مفرط ة‬
‫لها‪ ،‬والتفكير في ولوج التجارة الخارجية سيما و أن الجزائر مرتبطة بعقد شراكة مع االتحاد األوروبي و‬
‫الص ناعية العمومي ة لتك ون مح ور‬
‫الجامع ة العربي ة(اتفاقي ة الس وق العربي ة المش تركة) ج اء المجمع ات ّ‬
‫الص ناعية‬
‫اإلس تراتيجية الجدي دة في مج ال إدارة و تس يير ال رأس الم ال التج اري للدول ة لك ون المجمع ات ّ‬
‫(الص ناعات الغذائي ة‬
‫ّ‬ ‫العمومي ة هي هياك ل نش طة تخص ش عب اإلنت اج الرئيس ة على المس توى الوط ني‬
‫الصناعات اإللكترونية‪.)..‬‬
‫الصناعات الميكانيكية‪ّ ،‬‬
‫بمختلف فروعها المنتجة‪ّ ،‬‬

‫الص ناعية العمومي ة بع د أن ّقيمت إيجاب ا تجرب ة المجمع ات‬


‫تبنت الس لطات العمومي ة فك رة المجمع ات ّ‬
‫تم فيه ا تق ييم التجرب ة االقتص ادية‬
‫الص ناعية العمومي ة ال تي ك انت موج ودة من قب ل ‪(2007‬الس نة ال تي ّ‬
‫ّ‬
‫الص ناعية العمومي ة ال تي ك انت موج ودة في‬
‫ومعوق ات الخوصص ة ب الجزائر)‪.‬ومن المجمع ات ّ‬
‫ّ‬ ‫الجزائري ة‬
‫شكل مؤسسات عمومية اقتصادية نشطة على المستوى الوطني(وعددها خمس‪،)-05-‬وقد أثبتت تنافسيتها‬
‫على امت داد الس احة الوطني ة‪ ،‬فأص بحت بذلك أنموذج ا لتنمي ة ال رأس الم ال التجاري للدول ة‪ ،‬وتنش يط األداة‬
‫التحول االقتصادية الجديد‪-:‬مجمع سيدال لصناعات األدوية(‪Le Groupe‬‬
‫ّ‬ ‫اإلنتاجية العمومية وأحد ركائز‬
‫الص ناعية(‪Le‬‬
‫‪)SAIDAL‬؛‪-‬المجم ع الص ناعي لإلس منت( ‪)Le Groupe GICA‬؛‪-‬مجم ع المركب ات ّ‬
‫‪)Groupe SNVI‬؛‪-‬مجمع التبغ و الكبريت؛‪-‬مجمع مناجم الجزائر(‪.)34‬‬

‫وصل عدد المجمعات االقتصادية العمومية التي استحدثت بموجب التوجه االقتصادي الجديد و إلى غاية‬
‫‪ :2017‬اثنى عشر مجمعا صناعيا عموميا شمل أغلب قطاعات النشاط االقتصادي التابع للدولة‪ ،‬كما كان‬
‫للس لطات العمومي ة‪،‬بع د أن تبنت مب دأ الخوصص ة (ق انون رقم ‪ 04-01‬لع ام ‪ ،)2001‬أن ب ادرت بتقس يم‬
‫المؤسسة االقتصادية التابعة للقطاع التجاري العمومي إلى ‪:‬‬

‫‪-‬مجم ع إنت اجي رئيس ي يختص باإلنت اج الق وى تحت ل المؤسس ة العمومي ة االقتص ادية في ه دور الرائ د في‬
‫االنتاج‪ ،‬وتعرف بالمؤسسات االقتصادية للتنمية التي وصل عددها‪:‬‬

‫‪-‬إحدى عشر مؤسسة اقتصادية للتنمية(‪ )11‬وغطت قطاعات البترو‪-‬كيميا‪ ،‬واألسمدة‪ ،‬والبناء واألشغال‬
‫العمومية والري‪ ،‬والزراعة والصناعات الزراعية‪ ،‬وصناعة األدوية والصناعات الصيدالنية‪ ،‬والتبغ والنقل‬
‫والمركب ات‪ ،‬وهي مؤسس ات اس تراتيجية ال يمكن للدول ة أن تتن ازل عليه ا ب أي ش كل من األش كال لكونه ا‬
‫تش ّكل عمود التنمية االقتصادية في البلد؛‬

‫الص ناعية( ‪Sociétés de‬‬


‫الترقي ة ّ‬
‫ّ‬ ‫‪-‬مجمع ثان مهمته ترقية الصناعات بمختلف أشكالها يسمى بمؤسسات‬
‫‪ ،)-Promotion Industrielle-SPI‬وهي عب ارة عن مؤسس ات عمومي ة تتكف ل بتق ديم الخدم ة في مج ال‬
‫ترقية كل ما يتعلق بالصناعات و تطويرها‪ ،‬باإلضافة إلى تقديم الخدمة للقطاعين العمومي و الخاص في‬
‫التوسع اإلنتاجي‪.‬‬
‫كل ما يتعلق بالخبرة و بمجاالت االستثمار و ّ‬

‫‪-‬مجمع مؤسساتي عمومي ثالث يعرف بمؤسسات الشراكة و الخوصصة(‪Société de Partenariat et‬‬
‫‪ )de Privatisation‬وتتكف ل بك ل م ا يتعل ق بالش ركة م ع القط اعين العم ومي أو الخ اص و تهيئ ة الف روع‬
‫القابلة للخوصصة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الهيئات العمومية االدارية لالستثمار والتجارة‬

‫كرس دستور ‪ 1989‬الفصل بين الدولة الراعية لمواطنيها رعاية كاملة والدولة المنظّمة للتجارة الداخلية‬
‫ّ‬
‫والخارجية‪ ،‬بعد أن كانت التجارة حكرا على المؤسسات والدواوين التابعة للدولة باعتبارها صاحبة السلطة‬
‫(توريدا وتوزيعا وتحديدا للسعر االستهالكي)‪ ،‬وهو ما يعني أن الدولة لم تعد محتكرا للسوق المحلية كما‬
‫تم‬
‫السيما بعد أن ّ‬
‫كان سائدا من سنة ‪ 1962‬و إلى غاية ‪ ،1989‬كما ّأن ه لم يعد بإمكانها أن تكون تاجرا ّ‬
‫الفصل بين الدولة الممثّلة للسلطة العمومية والدولة المنظّمة للسلط و الحياة االقتصادية واالجتماعية‪ .‬وقد‬
‫ع الجت مض امين ه ذا المطلب على النح و اآلتي‪-:‬الف رع األول‪ :‬الدول ة والهيئ ات العمومي ة المنظّم ة‬
‫لالستثمار في القانون الجزائري؛ ‪-‬الفرع الثاني‪ :‬الهيئات العمومية اإلدارية المنظمة للتجارة و المنافسة‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الدولة والهيئات العمومية المنظّمة لالستثمار في القانون الجزائري‬

‫والتنظيمي ة لم ا مرحل ة م ا بع د ت اريخ ‪ 23‬ف براير ‪ 1989‬مواكب ة‬


‫ّ‬ ‫والقانوني ة‬
‫ّ‬ ‫ريعية‬
‫ج اءت المنظوم ة التش ّ‬
‫المكرسة للملكية الفردية وحرية التجارة والتجمع والمبادرة الخاصة‪ ،‬فكان أن‬
‫ّ‬ ‫لألحكام الدستورية الجديدة‬
‫أص درت الدول ة الجزائري ة أول مرس وم تش ريعي س نة ‪ 1993‬يتعل ق بترقي ة االس تثمار(‪)35‬ح دد المش رع‬
‫الجزائري فيه األنشطة االقتصادية الخاصة(‪ )36‬التي هي مفتوحة لالستثمار الوطني واألجنبي‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى طبيعة المزايا والضمانات الممنوح ة لعقود االستثمار‪.‬كم ا ب ادرت الس لطات العمومية إلى إص دار أول‬
‫ق انون للخوصص ة س نة ‪(1995‬أم ر رقم‪ 22-95:‬الم ؤرخ في ‪ 26‬أوت ‪ )1995‬ج اء متزامن ا وإ برامه ا –‬
‫الدولة الجزائرية‪ -‬التفاقية هيكلة اقتصادية ومالية مع كل من البنك العالمي وصندوق النقد الدولي‪.‬‬

‫‪ -‬الدولة و قانون االستثمار‬

‫أس س له ا المش رع الجزائ ري بم وجب أحك ام ه ذا الق انون(المرس وم التش ريعي‬


‫ومن الهيئ ات العمومي ة ال تي ّ‬
‫رقم ‪ 12-93:‬الم ؤرخ في ‪ 19‬ربي ع الث اني ع ام ‪ 1414‬المواف ق ‪ 5‬أكت وبر س نة ‪ 1993‬و المتعل ق بترقي ة‬
‫االس تثمار) و ال تي عه د المش رع الجزائ ري له ا مهم ة االش راف باس م الدول ة في ك ل م ا يتعل ق باالس تثمار‬
‫الوطني واألجنبي على حد سواء أذكر‪:‬‬

‫‪-‬المجلس الوطني لالستثمار(‪: )37‬يعد المجلس الوطني لالستثمار(أحد أهم الهيئات العمومية التي أنشأها‬
‫المش رع الجزائ ري إلض فاء المزي د من الش فافية‪ ،‬وتس ريع وت ائر دراس ة و مناقش ة ملف ات االس تثمار‪ ،‬وه و‬
‫مجلس ح تى و ان ك ان ينش أ ل دى ال وزير المكلّ ف بترقي ة االس تثمارات‪ ،‬فأن ه يوض ع تحت س لطة ورئاس ة‬
‫المتص لة باس تراتيجية االس تثمارات‪ ،‬وبسياس ة دعم‬
‫ّ‬ ‫رئيس الحكوم ة‪ .‬ويكل ف ه ذا المجلس بالمس ائل‬
‫المادة ‪ 12‬أعاله وبصفة عامة بكل المسائل‬
‫ّ‬ ‫االستثمارات‪ ،‬والموافقة على االتفاقيات المنصوص عليها في‬
‫المتصلة بتنفيذ أحكام هذا األمر(األمر رقم‪ 08-06 :‬المؤرخ في ‪ 19‬جمادي الثّانية عام ‪ 1427‬الموافق لـ‬
‫المتمم لألمر رقم‪ 03-01 :‬الم ؤرخ في أول جمادي الثاني ة عام ‪1422‬‬
‫المعدل و ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ 15‬يوليو سنة ‪،2006‬‬
‫المواف ق لـ‪ 20‬غش ت س نة ‪ 2001‬و المتعل ق بتط وير االس تثمار‪-‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬الع دد‪ ،47:‬الت اريخ‪ 19:‬يولي و‬
‫‪.)38()2006‬‬

‫‪-‬الوكالة الوطنية لترقية االستثمار(‪:)39‬‬


‫شوال‬
‫يستشف الباحث في قانون االستثمار الجزائري الجاري العمل به(قانون رقم‪ 09-16:‬مؤرخ في ‪ّ 29‬‬
‫عام ‪ 1437‬الموافق لـ‪ 03‬أغشت‪-‬أوت سنة ‪ 2016‬و يتعلّق بترقية االستثمار)(‪ )40‬أن األصل في قبول أو‬
‫رفض أي مل ف لالس تثمار الوط ني من ه واألجن بي ّإنم ا يع ود للدول ة ص احبة الس يادة ال تي له ا الص الحية‬
‫الكاملة في تحديد القانون الواجب التطبيق‪ ،‬وكيفية إيداع و دراسة ملفات االستثمار‪ ،‬وتحديد المزايا وطريقة‬
‫منحها‪.‬‬

‫الجزائر‪ ،‬ومنذ أول مرسوم تشريعي العام ‪ ،1993‬لم تحد عن هذا الخيار االستراتيجي‪ ،‬فالوكالة الوطنية‬
‫تختص‬
‫ّ‬ ‫لترقية االستثمارات‪ ،‬وباعتبارها هيئة عمومية ممثلة لإلدارات الهيئات المعنية باالستثمار‪ ،‬هي ال تي‬
‫واألجنبية)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫(الوطنية‬
‫ّ‬ ‫حصريا بكل ما يتعلق بدراسة جدوى ملفات االستثمار‬

‫باإلضافة إلى مهمة إبرام عقد االستثمار مع المستثمر لحساب الدولة بعد موافقة مجلس الحكومة‪.‬والدولة‬
‫تغي رت تسميتها بموجب نص المادة‪:‬‬
‫الجزائرية بإنشائها للوكالة وطنية لترقية االستثمار العام ‪ 1993‬التي ّ‬
‫كرس ت خي ارا سياس يا طالم ا‬
‫‪ 06‬من األم ر رقم‪ 03-01:‬المتعلّ ق بتط وير االس تثمار(‪ ،)41‬إنم ا تك ون ق د ّ‬
‫دافعت عن ه في المحاف ل السياس ية اإلقليمي ة والدولي ة من ذ س نة ‪ )42(1973‬مض مونه ح ق ال دول في تس يير‬
‫الداخلية من قبل الغير‪.‬‬
‫ّ‬ ‫السيادة‪ ،‬وعدم التدخل في شؤونها‬
‫والمادية من منطلق ّ‬
‫ّ‬ ‫الطبيعية‬
‫ّ‬ ‫موردها‬

‫إن "عق د االس تثمار ي برم بين دول ة كش خص من أش خاص الق انون ال دولي ومس تثمر أجن بي‪ ،‬ومرك ز‬
‫ذل ك ّ‬
‫الدولة في هذه العالقة العقدية يجعلها تتمتّ ع ببعض االمتيازات في مواجهة المستثمر المتعاقد معها مستمدة‬
‫االقليمية"(‪.)43‬وهي وكالة تنشأ لدى رئيس الحكومة و مهمتها تتحدد في ترقية ودعم و متابعة‬
‫ّ‬ ‫من سيادتها‬
‫االس تثمار الوط ني واألجن بي على ح د س واء(نص الم ادة‪ 7:‬من المرس وم التش ريعي رقم‪ 12-93:‬المتعل ق‬
‫وتؤس س ه ذه الوكال ة في ش كل ش باك وحي د يض م اإلدارات والهيئ ات المعني ة‬
‫ّ‬ ‫بترقي ة االس تثمار)‪.‬‬
‫باالستثمار( راجع نص المادة‪-8:‬الفقرة‪ 2:‬من المرسوم التشريعي رقم‪ 12-93:‬لعام ‪.)1993‬وهو الخيار‬
‫االس تراتيجي ال ذي ج اء عاكس ا لتحف ظ المش رع الجزائ ري من ك ل ت دخل خ ارجي في الق رارات الس ّيادية‬
‫للدولة الجزائرية على أساس المنطلقات اآلتية‪:‬‬

‫‪-‬للدولة الحق المطلق في تحديد طبيعة االستثمارات‪ ،‬والقطاعات القابلة لالستثمار‪ ،‬ومنح المزايا المختلفة‬
‫للمستثمر وفق اإلستراتيجية المحددة سلفا(‪ ،)44‬وتطبيقا لمبدأ خضوع عقد االستثمار لقانون الدولة المضيفة‬
‫قوته اإللزامية من النظام القانوني الوطني للدولة‬ ‫األمر الذي يبعد أي تدويل لعقد االستثمار الذي "يستمد ّ‬
‫المتعاق دة الذي يحكم مختل ف الج وانب العقدي ة"(‪ ،)45‬وهو م ا يعكس مكان ة الدول ة في توجي ه أحك ام ق انون‬
‫االستثمار وفق مصالحها اإلستراتيجية‪.‬‬
‫قائمة المراجع‪:‬‬

‫السرية في حرق و تخريب كل ما قد يساعد الدولة الجزائرية المستقلة بدءا‬


‫ّ‬ ‫‪-1‬شاركت المنظمة العسكرية‬
‫بمراكز الضمان االجتماعي المتواجدة في كل من الجزائر و قسنطينة و وهران‪ ،‬و تفخيخ الموانئ البحرية‬
‫و منها التفجير الكبير لميناء الجزائر بتاريخ الثاني من شهر ماي ‪ ، 1962‬و كذلك حرق و نهب المكتبة‬
‫الجامعية لجامعة الجزائر‪ ،‬باإلضافة إلى ما كانت تقوم به من قتل للجزائريين و لكل من كانت ترى فيه‬
‫عنصر دعم للجزائر المستقلة‪.‬‬

‫‪-2‬جاء في أطروح ة دكتوراه دولة للدكتور محمد ص غير بعلي(كلي ة الحقوق‪-‬جامع ة الجزائر ‪ )1‬مرجع‬
‫سبقت اإلشارة إليه ‪،‬ص‪ ،8:‬اآلتي‪" :‬حيث رحل ما يقارب ‪ % 95‬من األوروبيين الذين كانوا بالجزائر‪،‬‬
‫بينهم عدد كبير من اإلطارات‪ ،‬إذ كان عدد األوروبيين الناشطين يقدر بـ ‪ 300.000‬كانوا يتوزعون على‬
‫النحو اآلتي‪ 33.000-:‬من أصحاب و مالك المنشآت بمختلف أشكالها(و يعني ذلك أن العنصر األوروبي‬
‫كان يسيطر سيرة تامة و نافذة على النشاط االقتصادي بالجزائر تحت االحتالل الفرنسي)؛‪ 15.000-‬من‬
‫اإلط ارات الس امية(المقص ود بالس امية الك وادر االداري ة و التس ييرية و المالي ة العالي ة الكف اءة) و من ذوي‬
‫المهن الح ّرة( مح امين و محض رين قض ائيين و خ براء و م ترجمين و أع وان مح اكم‪)..‬؛‪ 100.000-‬من‬
‫اإلط ارات المتوس طة و الم وظفين (نس بة التوظي ف في الوظيف ة العمومي ة ك انت ش به‪ -‬منعدم ة بالنس بة‬
‫للعنصر الجزائري)؛‪ 35.000-‬من العمال المتخصصين(عمالة ماهرة في كافة مناحي العمل(الكهرباء و‬
‫الغ از و النج ارة و الح دادة والطباع ة و النق ل بالس كك الحديدي ة‪ .)..‬وتعكس ه ذه األرق ام درج ة االقص اء‬
‫للعنصر الجزائري في النشاط االقتصادي و االجتماعي و الخدمي و كذلك في قطاع األعمال الحرة‪.‬‬

‫‪-3‬وهو القانون الذي كان مح ّل إلغاء بموجب األمر رقم‪ 29-73:‬المؤرخ في ‪ 5‬جويلية ‪( 1973‬دخل هذا‬
‫حيز النفاذ بتاريخ ‪ 5‬جويلية ‪)1975‬‬
‫القانون ّ‬

‫‪-4‬محمد صغير بعلي‪،‬أطروحة دكتوراه دولة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.9:‬‬

‫‪5) -« L’établissementpublic est sans aucun doute la première institution‬‬


‫‪administrative et économique infra-étatique à voir le jour dans l’ordre juridique‬‬
‫‪de l’Algérie indépendante », Mohamed BOUSSOUMAH ; l’Établissement public,‬‬
‫‪op cit, p : 3.‬‬
‫‪6)-« Paradoxalement, la notion de bien vacant est d’origine française. Elle est‬‬
‫‪apparue pour la première fois en Algérie, le 21 septembre 1832 par l’arrêté de‬‬
‫‪l’intendant civil Genty de Bussy. L’arrêté se referait au code civil français, art,‬‬
‫‪713, en vertu duquel » les biens qui n’ont pas de maitre appartiennent à L’État‬‬
‫‪«.‬‬

‫‪-Tayeb BELLOULA, droit du travail, collection-droit pratique, éditions DAHLAB,‬‬


‫‪Alger, Algérie, p : 45.‬‬

‫‪-7‬لمزي د االطالع على الموض وع المتعل ق ب المالك الش اغرة‪ ،‬أنظ ر‪ -:‬بوزي دي آمن ة و داود فلاير‪ :‬مفه وم‬
‫األمالك الشاغرة في القانون الجزائري و اجراءات إدراجها ضمن األمالك الوطنية الخاصة للدولة‪ ،‬م ذكرة‬
‫تخرج لنيل إجازة المدرسة العليا للقضاء‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الدفعة ‪ ،16‬السنة التكوينية‪.2008-2005:‬‬

‫و هي دراس ة معمق ة ج اءت شبه ش املة للموضوع المتعلق ب األمالك الش اغرة وموق ف المشرع الجزائري‬
‫من الحماية القانونية لهذه األمالك‪.‬‬

‫‪-8‬وهي الخالصة البحثية التي خلص إليها كل من‪ -:‬رشيد واضح‪ :‬المؤسسة في التشريع الجزائري بين‬
‫النظري ة و التط بيق‪ ،‬دار هوم ة للنش ر و التوزي ع‪ ،‬الجزائ ر‪ ،2002 ،‬ص‪62:‬؛‪-‬محم د الص غير بعلي‪:‬‬
‫ّ‬
‫المؤسسات العمومية في التشريع الجزائري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.17:‬‬

‫‪-9‬جاء بنص المادة ‪ 4‬من األمر رقم‪ 03-06:‬المؤرخ في ‪ 19‬جمادي الثانية ‪ 1427‬الموافق لـ‪ 15‬يوليو‬
‫رسم في رتبة في السلم االداري‪.‬‬
‫عين في وظيفة عمومية دائمة و ّ‬
‫‪ 2006‬اآلتي‪":‬يعتبر موظفاكل عون ّ‬

‫الترسيم هو االجراء الذي يتم من خالله تثبيت الموظف في رتبته"‪.‬‬

‫‪-10‬س ليمان أحمي ة‪ :‬التنظيم الق انوني لعالق ات العم ل في التش ريع الجزائ ري‪ ،‬مرج ع س بقت اإلش ارة إلي ه‪،‬‬
‫ص‪.47:‬‬

‫النظرية و التطبيق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.92:‬‬


‫ّ‬ ‫‪-11‬رشيد واضح ‪:‬المؤسسة في التشريع الجزائري بين‬

‫‪12) -«Le décret-législatif n° 93-09 du 25 avril 1993, modifiant et complétant le‬‬


‫‪code de procédure civile, dont l’apport principal réside dans l’introduction de‬‬
‫‪nouvelles règles applicables à l’arbitrage commerciale international » : Yakout‬‬
‫‪AKROUNE, Le droit des affaires en Algérie, 50 ans après l’indépendance. Quelle‬‬
‫‪configuration ?, Ouvrage collectif, les Edition AJED, tome 1, Alger, 2013, p 349.‬‬

‫‪-13‬ح ددت الم ادة األولى‪ -01-‬من ه الطبيع ة القانوني ة له ذا ال ديوان ب النص على أن‪" :‬تح دث مؤسس ة‬
‫عمومية ذات طابع صناعي و تجاري تتمتع بالشخصية المدنية و االستقالل المالي‪ ،‬الديوان الوطني لحقوق‬
‫المؤل ف و يك ون رمزه ا"د‪.‬و‪.‬ح‪.‬م"‪ ."-ONDA-‬لكن و م ع تط بيق أحك ام األم ر رقم‪ 10-97:‬الم ؤرخ في‬
‫‪ 27‬ش وال ع ام ‪ 1417‬المواف ق لـ‪ 06‬م ارس س نة ‪ 1997‬و المتعل ق بحق وق المؤل ف و الحق وق المج اورة‪،‬‬
‫س ّيما م ا ج اءت بنص الم ادتين ‪ 131‬و ‪ 164‬من ه ذا األم ر‪ ،‬وق ع تع ديل ج وهري في الق انون األساس ي‬
‫للديوان الوطني لحقوق المؤلف و الحقوق المجاورة الصادر بتاريخ ‪ 1998-11-21‬فجاءت المادة ‪ 2‬منه‬
‫على النحو اآلتي‪":‬الديوان الوطني لحقوق المؤلف و الحقوق المجاورة مؤسسة عمومية ذات طابع صناعي‬
‫و تج اري‪ ،‬و يتمت ع بالشخص ية المعنوي ة و االس تقالل الم الي‪ .‬يخض ع ال ديوان الوط ني لحق وق المؤل ف و‬
‫الحقوق المجاورة للقواعد المطبقة على االدارة في عالقاته مع الدولة و يعد تاجرا في عالقاته مع الغير"‪.‬‬

‫‪-14‬لمزي د االطالع على حق وق المؤل ف و الحق وق المج اورة انظ ر ‪-:‬إدريس فاض لي‪ :‬حق وق المؤل ف و‬
‫الحقوق المجاورة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص‪.59:‬‬

‫‪-15‬محمد الشريف كتو‪ :‬قانون المنافسة و الممارسات التجارية وفقا لألمر رقم‪ 03-03 :‬و القانون رقم‪:‬‬
‫‪ ،02-04‬منشورات بغدادي‪ ،‬الجزائر‪ ،2010،‬ص‪.27:‬‬

‫‪-16‬ولمزي د االطالع على التع ديالت و التتميم ات لألوام ر و الق وانين الم ذكورة أعاله انظ ر‪-:‬محم د‬
‫الشريف كتو‪ ،‬المرجع نفسه‪،‬ص‪.32:‬‬

‫‪-17‬مظفر جابر إبراهيم الراوي‪ :‬اتفاقيات عمان العربية للتحكيم التجاري لسنة ‪ ،1987‬دار وائل للنشر‪،‬‬
‫الطبعة األولى‪ ،‬األردن‪ ،2012 ،‬ص‪.15:‬‬

‫‪-18‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.15:‬‬

‫‪-19‬المرجع نفسه‪،‬ص‪.15:‬‬

‫‪-20‬إن المقصود بالمؤسسات المالية العالمية هي صندوق النقد الدولي(‪ )1944‬و البنك العالمي (‪)1944‬‬
‫و المنظم ة العالمي ة للتج ارة(‪ .)1994‬و هي المؤسس ات ال تي أص بحت تش ّكل الرك يزة األساس ية للنظ ام‬
‫الرأس مالي الع المي بع د دخ ول المنظم ة العالمي ة للتج ارة(ت اريخ التأس يس‪ 15:‬أفري ل ‪ 1994‬بالمملك ة‬
‫المغربية) حيز النفاذ بتاريخ الفاتح من شهر جانفي ‪.1995‬‬
‫‪-)21‬مظف ر ج ابر إب راهيم ال راوي‪ :‬اتفاقي ات عم ان العربي ة للتحكيم التج اري لس نة ‪،1987‬مرج ع س ابق‪،‬‬
‫ص‪.15:‬‬

‫‪-22‬هو تعريف نقله الدكتور مظفر جابر إبراهيم‪-‬المرجع أعاله‪ ،-‬ص‪ 15:‬و يعود لـ‪: ‬‬

‫‪-Michael j.Mustill and Stewart Boyd, the law and practice of commercial‬‬
‫‪Arbitration in England, Butter worths, London, 1990, P :40.‬‬

‫‪-23‬هو تعريف نقله الدكتور مظفر جابر إبراهيم‪-‬المرجع أعاله‪ ، -‬ص‪ 15:‬و يعود لـ ‪:‬‬

‫‪-Jean Robert, L’arbitrage, droit interne-droit international privé, 5 édition Dalloz,‬‬


‫‪paris, 1983, p :3.‬‬

‫‪-24‬أضاف المشرع الجزائري بموجب أحكام هذا المرسوم التشريعي رقم‪ 09-93 :‬مؤرخ في ‪ 25‬أفريل‬
‫المتمم لألم ر رقم‪ 154-66:‬م ؤرخ في ‪ 08‬يوني و ‪ 1966‬و المتض من قن ون االج راءات‬
‫‪ 1993‬المع ّدل و ّ‬
‫المدنية فصال رابعا إلى الكتاب الثامن من األمر بعنوان‪ :‬في األحكام الخاصة بالتحكيم التجاري الدولي"‪.‬‬

‫‪-25‬و بم وجب اتفاقي ة واش نطن لع ام ‪ 1965‬و الخاص ة بتس وية المنازع ات االس تثمارية بين ال دول و‬
‫تم إنش اء المرك ز ال دولي لتس وية منازع ات االس تثمار (‪Centre International‬‬
‫مواط ني ال دول األخ رى ّ‬
‫‪ )pour le Règlement des Différends concernant les Investissements‬و المش ار إلي ه‬
‫اختصارا (‪ ) C.I.R.D.I‬و التسمية الكاملة لهذا المركز باللغة اإلنجليزية( ‪International Centre For‬‬
‫‪ )Settlement OfInvestment Disputes‬والمشار إليه اختصارا(‪.)I.C.S.I.D‬‬

‫هذا و قد بلغ عدد الدول الموقعة على اتفاقية واشنطن لعام ‪ 1965‬إلى غاية سنة ‪(1993‬المرجع‪:‬التحكيم‬
‫التج اري في منازع ات االس تثمار ال دولي بين الدول ة المض يفة لالس تثمار و المس تثمر األجن بي‪ ،‬مؤل ف‬
‫مش ترك‪-:‬األس تاذ ال دكتور مص لح أحم د الطراون ة‪-‬جامع ة مؤت ه بالمملك ة األردني ة الهاش مية‪ -‬و ال دكتوراه‬
‫فاطم ة الزه راء محم ودي‪-‬جامع ة معس كر ب الجزائر‪-‬الج زء األول و عنوان ه‪ :‬نط اق اختص اص المرك ز‬
‫ال دولي لتس وية منازع ات االس تثمار‪ ،‬دار وائ ل للنش ر‪ ،‬الطبع ة األولى‪ ،‬األردن‪ ،2013 ،‬ص‪158 )11:‬‬
‫دولة‪ ،‬منها ‪ 148‬دولة صدقت عليها‪.‬‬

‫و لمزيد االطالع على نشاطات المركز انظر الرابط اآلتي‪:‬‬

‫‪http://icsid.worldbank.org-‬‬
‫(‪-)26‬لمزي د االطالع انظ ر‪ :‬الفص ل الراب ع من الق انون رقم‪ 09-16:‬الم ؤرخ في ‪ 29‬ش وال ع ام ‪1437‬‬
‫الموافق لـ‪ 03‬غشت‪-‬أوت‪ 2016 -‬و المتعلّق بترقية االستثمار بعنوان‪ :‬الضمانات الممنوحة لالستثمارات‬
‫(المواد‪ 21:‬و ‪ 22‬و ‪ 23‬و ‪.)25‬‬

‫(‪-)27‬ج اء بنص الم ادة ‪ 24‬من الق انون رقم‪ 09-16:‬الم ؤرخ في ‪ 29‬ش وال ع ام ‪ 1437‬المواف ق لـ‪03‬‬
‫غشت‪-‬أوت‪ 2016 -‬و المتعلّق بترقية االستثمار اآلتي‪":‬يخضع كل خالف بين المستثمر األجنبي و الدولة‬
‫الجزائرية يتسلل فيه المستثمر ‪ ،‬أو يكون بسبب اجراء اتخذته الدولة الجزائرية في حقّ ه‪ ،‬للجهات القضائية‬
‫الجزائري ة المختص ة إقليمي ا‪ ،‬إال في حال ة وج ود اتفاقي ات ثنائي ة أو متع ددة األط راف أبرمته ا الدول ة‬
‫الجزائرية تتعلق بالمصالحة و التحكيم‪ ،‬أو في حالة وجود اتفاق مع المستثمر ينص على بند تسوية يسمح‬
‫للطرفين باالتفاق على تحكيم خاص"‪.‬‬

‫للدول ة بغ رض‬
‫جاري ة التّابع ة ّ‬
‫(‪ -)28‬ق ررت الس لطات العمومي ة الع ام ‪ 1995‬تنظيم رؤوس األم وال التّ ّ‬
‫االقتصادية من التواجد على امتداد السوق الوطنية في ظل االنفتاح على الرأس‬
‫ّ‬ ‫العمومي ة‬
‫ّ‬ ‫المؤسسة‬
‫ّ‬ ‫تمكين‬
‫الم ال األجن بي فج اء األم ر رقم‪ 25-95:‬الم ؤرخ في ‪ 30‬ربي ع الثّ اني ع ام ‪ 1416‬المواف ق لـ‪ 25‬س بتمبر‬
‫للدول ة ( الجري دة الرس مية للجمهوري ة‬
‫جاري ة التّابع ة ّ‬
‫‪ 1995‬و المتعلّ ق بتس يير رؤوس األم وال التّ ّ‬
‫ظم ه ذا الج انب له ام من التواج د الق انوني‬
‫الجزائري ة‪،‬الع دد‪ ،55:‬الت اريخ‪ 02:‬جم ادي األول ‪ ).1416‬لين ّ‬
‫للحافظة المالية للدولة في سوق يقوم على الخطر االقتصادي‪.‬‬

‫(‪Le principe de la séparation du rôle de l’Etat actionnaire et de l’Etat «-)29‬‬


‫‪gestionnaire, ainsi que l’autonomie de gestion sont consacrés. Le Capital social‬‬
‫‪de l’Entreprise publique est la propriété de l’Etat, qui délègue la gestion à des‬‬
‫; ‪fonds publics de nature commerciale (EPE) dont des fonds de participation‬‬
‫‪cependant le patrimoine de l’entreprise économique, ne peut être acquis que par‬‬
‫‪des organismes d’Etat, ce qui exclut toute idée de privatisation de l’entreprise‬‬
‫‪publique » :Hamid A. TEMMAR, l’économie de l’Algérie, tome 3, Office des‬‬
‫‪.Publications Universitaires, Alger, 2016, p 446‬‬

‫(‪ -)30‬بإص داره للق انون رقم‪ 01-08:‬الص ادر بت اريخ ‪ 12‬ج انفي ‪ 1988‬و المتض من الق انون الت وجيهي‬
‫للمؤسس ات العمومي ة االقتص ادية في ظ ل تف اقم األزم ة المالي ة المتفاقم ة يك ون المش رع الجزائ ري ق د أق ر ّ‬
‫نم اذج جدي دة للمؤسس ة العمومي ة االقتص ادية و هي ‪-:‬المؤسس ة العمومي ة االقتص ادية( ‪Entreprise‬‬
‫‪)Publique Économique‬؛‪-‬شركة مس اهمة(‪)Société Par Action‬؛ ‪-‬شركة ذات مسؤولية محددة(‬
‫‪.)Société à responsabilité limitée SARL‬‬

‫(‪-)31‬أولت السلطات العمومية‪ ،‬بعد االتفاق مع صندوق النقد الدولي و البنك العالمي العام ‪ ،1994‬أهمية‬
‫خاصة للشركات العمومية القابضة للحيلولة دون انهيار االقتصاد العمومي‪.‬‬

‫(‪-)32‬لمجلس مس اهمات الدول ة(‪ )CNPE‬أمان ة تقني ة (‪)Secrétariat technique‬دائم ة و رئيس و ه و‬


‫عبارة عن جمعية عامة للشركات العمومية القابضة و هو تحت اشراف و تابع لرئيس الحكومة‪.‬‬

‫(‪-)33‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،47‬التاريخ ‪ 22:‬أوت ‪.2001‬‬

‫(‪le secteur public industriel comptait 12 SGP, Seules sept présentaient un, «- )34‬‬
‫‪un potentiel de développement réel : Indelec, Equipag, Transolb, Construment,‬‬
‫‪Gephac, Caneleq, les schémas ont porté sur certaines SGP ou des EPE à fort‬‬
‫‪potentiel de ces SGP :Hamid A.TEMMAR, l’économie de l’Algérie, tome 3 , Op‬‬
‫‪Cité, p :405‬‬

‫(‪-)35‬المرسوم التشريعي رقم ‪ 93-12:‬المؤرخ في ‪ 19‬ربيع الثاني عام ‪ 1414‬الموافق ‪ 5‬أكتوبر سنة‬
‫‪ 1993‬و المتعلق بترقية االستثمار‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬العدد‪ ،64:‬التاريخ‪ 24 :‬ربيع الثاني ‪ 1414‬الموافق لـ‪10‬‬
‫أكتوبر ‪1993‬‬

‫(‪-)36‬ج اء بنص الم ادة األولى من المرس وم التش ريعي رقم ‪ 93-12:‬الم ؤرخ في ‪ 19‬ربي ع الث اني ع ام‬
‫‪ 1414‬المواف ق ‪ 5‬أكت وبر س نة ‪ 1993‬و المتعل ق بترقي ة االس تثمار اآلتي‪" :‬يح دد ه ذا المرس وم التش ريعي‬
‫النظ ام ال ذي يطب ق على االس تثمارات الوطني ة الخاص ة و على االس تثمارات األجنبي ة ال تي تنج ز ض من‬
‫األنش طة االقتص ادية الخاص ة بإنت اج الس لع أو الخ دمات غ ير المخصص ة ص راحة للدول ة أو لفروعه ا‪ ،‬أو‬
‫ألي شخص معنوي صراحة بموجب نص تشريعي"‪.‬‬

‫(‪-)37‬لمزيد االطالع على ما يكلف به هذا المجلس الوطني لالستثمار راجع‪ :‬نص المادة ‪ 18‬من األمر‬
‫رقم‪ 03-01:‬الم ؤرخ في أول جم ادي الثّاني ة ع ام ‪ 1422‬المواف ق ‪ 20‬أوت ‪ 2001‬و المتلّ ق بتط وير‬
‫االستثمار(ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬العدد‪،47:‬التاريخ‪ 22:‬أوت ‪ ،2001‬ص‪.)4:‬‬
‫و ج اء بنص الم ادة ‪ 17‬من ه ذا األمر اآلتي‪":‬تس تفيد من المزاي ا االستثنائية االس تثمارات التي تمث ل أهمي ة‬
‫خاصة لالقتصاد الوطني و المعدة على أساس اتفاقية متفاوض عليها بين المستثمر و الوكالة التي تتصرف‬
‫باسم الدولة‪ .‬تبرم الوكالة هذه االتفاقية بعد موافقة المجلس الوطني لالستثمار‪.‬‬

‫تح دد مع ايير تأهي ل االس تثمارات الم ذكورة في الفق رة األولى أعاله و ك ذا محت وى اج راءات معالج ة مل ف‬
‫طلب االستفادة من المزايا االستثنائية عن طرق التنظيم"‪.‬‬

‫(‪-)38‬راج ع نص الم ادة ‪ 18‬من األم ر رقم ‪ 03-01:‬الم ؤرخ في ‪20‬غش ت‪-‬أوت‪ -‬س نة ‪ 2001‬بع د‬
‫التعديل و التتميم بموجب المادة ‪ 12‬من األمر رقم‪ 08-06 :‬المؤرخ في ‪ 15‬يوليو سنة ‪.2006‬‬

‫(‪)39‬‬

‫(‪ -)40‬ج اء بنص الم ادة ‪ 43‬من الدس تور الجزائ ري لع ام ‪ 2016‬اآلتي‪" :‬حري ة االس تثمار و التج ارة‬
‫مع ترف به ا و تم ارس في إط ار الق انون‪.‬تعم ل الدول ة على تحس ين من اخ األعم ال‪ ،‬و تش ّجع على ازده ار‬
‫المؤسسات دون تمييز خدمة للتنمية االقتصادية الوطنية‪.‬تكفل الدولة ضبط السوق‪ .‬ويحمي القانون حقوق‬
‫المستهلكين‪ .‬يمنع القانون االحتكار و المنافسة غير النزيهة"‪.‬‬

‫(‪-)41‬جاء بنص المادة‪ 06:‬من األمر رقم‪ 03-01:‬المؤرخ في أول جمادي الثّانية عام ‪ 1422‬الموافق لـ‬
‫‪ 20‬غش ت‪-‬أوت‪ -‬س نة ‪ 2001‬و المتعلّ ق بتط وير االس تثمار(ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬الع دد‪ ،47:‬الت اريخ‪ 22:‬غش ت‪-‬‬
‫النص‬
‫وطني ة لتط وير االس تثمار ‪ ،‬ت دعى في ص لب ّ‬
‫ّ‬ ‫أوت ‪ )2001‬اآلتي‪ ":‬تنش أ ل دى رئيس الحكوم ة وكال ة‬
‫"الوكالة"‪.‬‬

‫(‪-)42‬وفّ رت الجزائر التي استضافت مؤتمر عدم االنحياز بالجزائر العاصمة العام ‪ 1973‬كافة شروط‬
‫توص ل إلي ه الم ؤتمر موافق ة المجموع ة الـ‪ 77‬على االق تراح‬
‫ّ‬ ‫النج اح ألهم ح دث ع المي‪ .‬و من بين أهم م ا‬
‫الجزائ ري و المتض من ال دعوة إلى عق د دورة اس تثنائية للجمعي ة العام ة لألمم المتح دة لمناقش ة مش كلة‬
‫التنمي ة‪ ،‬و هي ال دعوة التي اس تجابت األمم المتح دة إليه ا ب النظر لما ك انت تحوز الجزائر علي ه من مكان ة‬
‫دولي ة مرموق ة‪ ،‬فانعق دت جمعي ة عام ة اس تثنائية في ش هر أفري ل س نة ‪ 1974‬و أص درت التوص ية رقم‪:‬‬
‫ّ‬
‫‪(3201‬د‪ )06.‬المتض منة االعالن عن اقام ة نظ ام اقتص ادي دولي جدي د‪ ،‬باإلض افة إلى التوص ية رقم‪:‬‬
‫‪(3202‬د‪ )06.‬المتضمنة برنامج العمل من أجل اقامة نظام اقتصادي دولي جديد‪.‬‬

‫نقال و بتص رف عن‪ -:‬محن د وعلي عيب وط‪ :‬االس تثمارات األجنبي ة في الق انون الجزائ ري‪ ،‬مرج ع س ابق‪،‬‬
‫ص‪ 59:‬و ‪.60‬‬
‫(‪-)43‬محن د وعلي عيب وط‪ :‬عقد االس تثمار ‪:‬بين الق انون ال داخلي و الق انون ال دولي‪ ،‬مجل ة إدارة‪ ،‬المدرس ة‬
‫الوطنية لالدارة‪ ،‬المجلد ‪ ،21‬العدد‪ ،)2011-1(41:‬الجزائر‪ ،‬ص‪.53 :‬‬

‫(‪-)44‬ج اء بنص الم ادة األولى من الق انون رقم ‪ 09-16:‬المتعل ق بترقي ة االس تثمار اآلتي‪" :‬يه دف ه ذا‬
‫القانون إلى تحديد النظام المطبق على االستثمارات الوطنية و األجنبية المنجزة في النشاطات االقتصادية‬
‫إلنتاج السلع و الخدمات"‪.‬‬

‫(‪-)45‬محمد وعلي عيبوط‪ :‬االستثمارات األجنبية في القانون الجزائري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.54:‬‬

‫(‪-)46‬ح دد المش رع الجزائ ري اإلط ار الق انوني و التنظيمي لالس تثمار بالتأكي د أن االس تثمارات تنج ز في‬
‫ظ ل اح ترام الق وانين و التنظيم ات المعم ول به ا‪ ،‬ال س يما تل ك المتعلق ة بحماي ة البيئ ة و بالنش اطات والمهن‬
‫المقننة‪ ،‬و بصفة بممارسة النشاطات االقتصادية(راجع المادة‪ 04:‬من قانون ترقية االستثمار‪-‬قانون رقم‪:‬‬
‫‪.)09-16‬‬

‫)‪-‬خص المش رع الجزائ ري الوكال ة الوطني ة لتط وير االس تثمار و تنظيمه ا و س يرها بمرس وم نفي ذي‬
‫ّ‬ ‫(‪47‬‬
‫رقم‪ 100-17:‬مؤرخ في ‪ 6‬جمادي الثّانية عام ‪ 1438‬الموافق ‪ 5‬مارس ‪( 2017‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬العدد‪،16:‬‬
‫يتمم المرسوم التنفيذي رقم‪ 356-06:‬المؤرخ في ‪ 16‬رمضان عام ‪ 1427‬الموافق ‪ 9‬أكتوبر سنة‬
‫يعدل و ّ‬
‫ّ‬
‫‪ 2006‬و المتضمن صالحيات الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار و تنظيمها و سيرها‪.‬‬

‫(‪ -)48‬راجع المادة‪ 26:‬من قانون ترقية االستثمار‪-‬قانون رقم‪.09-16:‬‬

You might also like