Professional Documents
Culture Documents
وجدت أول سلطة سياسية جزائرية منبثقة عن حرب التحرير ( )1962-1954نفسها ،بعد االستفتاء على
تقرير المصير ،و إعالن قيام الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية بتاريخ الخامس من شهر جويلية
الدولي ة بالدول ة الجزائري ة المس ت ّقلة ،أم ام تح ديات اقتص ادية واجتماعي ة وثقافي ة
،1962واالعتراف ات ّ
وتربوي ة ص عبة وص عبة ج دا فرض ت عليه ا ض بط أولوي ات االس تقالل ح تى تتمكن من مواجه ة الح رب
رية()Organisation de L’armée secrèteض د الش عب
الق ذرة ال تي أعلنته ا المنظّم ة العس كرية الس ّ
الجزائري ،من تاريخ اإلعالن عن قف إطالق النار بتاريخ 19مارس 1962و إلى غاية الخامس جويلية
،)1( 1962و كذلك بعد الهجرة الجماعية لألوروبيين وتخليهم عن المصـانـع والورشات واإلدارات التي
كانوا يحتلونها غدرا وعنوة على حساب العنصر الجزائري الذي كان ممنوع الولوج ألغلبها(. )2
وألهمي ة التجربة الجزائرية في التأسيس لمنظومة قانونية لإلدارة وتسيير رؤوس األموال التجارية التابعة
ّ
للدولة في الجزائر فضلت التقسيم اآلتي لعناصر هذا الفصل إلى مبحثين ،أتناول التأسيس ألول لمنظومة
قانوني ة-اقتص ادية للدول ة المس ت ّقلة (الحقب ة الزمني ة الممت دة من س نة 1962و إلى غاي ة )1988بعن وان:
أولوي ة التأس يس لمنظوم ة قانوني ة-اقتص ادية جزائري ة (المبحث األول) ،على أن اس تعرض بع د ذل ك
للدولة (المبحث الثاني).
بالصيغ القانونية لتسيير وإ دارة رؤوس األموال التّجارية التابعة ّ
ّ الموضوع المتعلق
المبحث األول :أولوية التأسيس لمنظومة قانونية-اقتصادية جزائرية
لمزيد التوضيح بشأن التأسيس األول لما أصبح يعرف بالمنظومة القانونية-االقتصادية الوطنية على مدار
الف ترة الزمني ة األولى ال تي أعقبت االعالن عن استعادة الس ّيادة الوطني ة ،وق ع اختياري على التقسيم اآلتي
له ذا المطلب* :المطلب األول :ظ روف التأس يس ألول منظوم ة قانوني ة –اقتص ادية للدول ة المس ت ّقلة؛
*المطلب الثاني:الدولة وتكييف المنظومة القانونية وفق آليات السوق.
للدولة الجزائرية
المطلب األول :ظروف التأسيس ألول منظومة قانونية–اقتصادية ّ
ال اختالف في أن السداس ي الث اني من س نة 1962لم يكن يس يرا على أول حكوم ة منبثق ة عن ح رب
التحرير في ظل التحديات الداخلية (أولوية بناء الدولة الجزائرية اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وتجاوز اآلثار
الس لبية للحقب ة االس تعمارية ال تي دامت 132س نة من االحتالل البغيض) والخارجي ة (المن اورات الفرنس ية
ض د الدول ة الجزائري ة المس ت ّقلة بغ رض اجه اض االس تقالل) .إال أن إرادة النج اح تغلبت على الص عاب،
فك انت المب ادرة بإص دار الق انون رقم 57-62:الم ؤرخ في 31ديس مبر 1962القاض ي بتمدي د العم ل
والسيادة الوطنية ،أو هي ماسة بالحريات الديمقراطي ة ،أو أن
ّ بالقوانين الفرنسية إال "ما تعارضت بنودها
تكون ذات مضمون "كولونيالي" أو تمييزي" (المادة الثانية من القانون رقم :رقم 57-62:المؤرخ في 31
ديسمبر .)3( )1962
المسير ذاتيا
ّ الفرع األول :حماية األمالك الشاغرة وتكريس نظام قانوني ينظم القطاع
بادرت الحكومة الجزائرية بإصدار حزمة(مجموعة) من األوامر والمراسيـم التي كان من شأنها منع انتقـال
ناعية إلى ملكي ة األف راد حفاظ ا على
الص ّأم وال وممتلك ات األوروب يين ومؤسس اتهم وش ركاتهم و ورش اتهم ّ
االقتصاد الوطني وركيزتها لقطاع العام(،)4باإلضافة إلى التبني الرسمي للمؤسسة العمومية كأداة ادارية
واقتص ادية للدول ة الجزائري ة المس ت ّقلة ،وه و م ا أ ّك ده األس تاذ الب احث محم د بوس ومة والمختص في ق انون
المؤسسات) بقوله" :تعد المؤسسة العمومية ودون أدنى شك أول هيئة ادارية و اقتصادية شبه-حكومية التي
ّ
رأت النور ضمن النظام التشريعي للجزائر المستقلة"( ،)5وسنده في ذلك إصدار السلطات العمومية الممثلة
في اللجنة المؤقتة المكلفة بإدارة شؤون الدولة المست ّقلة حديثا ألمريةبتاريخ 12جويلية ، 1962وتخص
تنظيم س وق الحب وب ،باالعتم اد على ال ديوان الوط ني بين المهن والخ اص ب الحبوب في تحقي ق و إدارة
السياسات العامـة في مجال االنتاج وتوريد وتخزين الحبوب
وهي المؤسسة العمومية اإلدارية التي بقيت محتكرة و إلى يومنا هذا لكل ما له عالقة بالحبوب( هذا ما
يؤك د ع دم تن ازل الدول ة عن احتكاره ا لتوري د القمح إلى تاريخن ا ه ذا باعتب اره م ادة أساس ية واس تراتيجية
بالنسبة للدولة الجزائرية).
جاء األمر رقم 02-62الصادر بتاريخ 24أوت 1962المتعلق بتسيير وحماية األمالك الشاغرة ليؤكد
خي ار الدول ة الجزائري ة المتمث ل في بن اء نظ ام ع ام اقتص ادي جدي د مغ اير للنظ ام االقتص ادي ال ذي ح اول
االحتالل الفرنس ي فرض ه على الش عب الجزائ ري يعت بر المؤسس ة العمومي ة اإلداري ة واالقتص ادية األداة
المفضلة لديه في مواجهة متطلبات التنمية االقتصادية واالجتماعية والثقافية بقيادة الدولة باعتبارها
ّ القانونية
ص احبة الس لطة و الس يادة .وه و الخي ار االقتص ادي ال ذي ت دعم بالعدي د من المراس يم ال تي تنظم المؤسس ة
المس ّيرة ذاتي ا ج اءت على النح و اآلتي-:المرس وم رقم 02 -62الص ادر بت اريخ 22أكت وبر 1962
والمتعلق بلجان التسيير الذاتي في المؤسسة الزراعية الشاغرة؛
-المرسوم رقم 38-62الصادر بتاريخ 23نوفمبر 1962والمتعلق بلجان التسيير في المؤسسة الصناعية
الشاغرة؛
المسير ذاتيا.
ّ -مراسيم 22و 28مارس 1963والمتعلقة بتنظيم القطاع
وبالعودة إلى األمرية الخاصة بتنظيم األمالك الشاغرة ،يسجل الباحث في التاريخ االقتصادي للجزائر في
ه ذا الش أن ،أن مرس وما جدي دا يحم ل رقم 88-63الص ادر بت اريخ 18م ارس ،1963والمتعل ق بتنظيم
األمالك الش اغرة ق د ج اء ليجيب على بعض األس ئلة ال تي ط رحت بخص وص التك ييف الق انوني ألحك ام
األمرية الخاصة باألمالك الشاغرة.
والحقيقة أنني لم أجد مرجعا جزائريا يقدم شرحا قانونيا وافيا للفظ" ملك شاغر" الذي يقابله باللغة الفرنسية
لف ظ" "Un Bien Vacantإال م ا قدم ه األس تاذ المح امي بمجلس قض اء الجزائ ر ( نقيب س ابق لمنظم ة
الطيب بلول ة في مؤل ف ّقيم بعن وان" :ق انون العم ل" ص ادر باللغ ة الفرنس ية عن
المح امين الجزائ ريين) ّ
منش ورات دحلب ب الجزائر العاص مة(مح امي ومؤل ف للعدي د من الكتب ب اللغتين العربي ة والفرنس ية ح ول
مختل ف أوج ه الق انون االجتم اعي ب الجزائر)( )6بتأكي ده على أن "المل ك الش اغر" اص طالحا ّإنم ا يع ود
وللمرة األولى ،بتاريخ 21سبتمبر 1832
ّ للسنوات األولى من االحتالل الفرنسي،حيث استعمل هذا اللفظ،
من قبل المقتصد المدني" "Genty de Bussyفي قرار مصادرة صادر عنه ،وقد استند في قراره هذا إلى
م ا ج اء بنص الم ادة 713من الق انون الم دني الفرنس ي و مض مونها" :إن ك ل مل ك ليس ل ه مال ك ه و مل ك
للدولة".
-إنش اء أول مكتب وط ني للنفط بتاريخ 25أوت(غشت) 1962الذي أس هم في التأس يس للشركة الوطني ة
"سونطراك" من خالل شراء أسهم كثيرة كانت تمتلكها شركة "سان ريبال الفرنسية".وبتاريخ 31ديسمبر
المؤس س للش ركة
ّ 1963ق ام ال رئيس أحم د بن بل ة رحم ه اهلل باإلمض اء على المرس وم رقم491-63:
الوطنية لنقل وتسويق النفط.وفي إطار استكمال التأسيس للشركة الوطنية(سوناطراك) قام الرئيس هواري
بومدين رحمه اهلل بتاريخ 22سبتمبر 1966بإصدار قرار توسيع صالحيات الشركة الوطنية (سونطراك)
الص ناعي،
المؤسس لالستقالل النفطي بالجزائر ،كل من أعمال البحث ،واالستغالل ّ
ّ لتشمل من هذا التاريخ
يخص آبار الغاز وجميع مكوناتها.
ّ والتجاري لآلبار النفطية الصلبة والسائلة منها ،وكذلك بكل ما
ومن أبرز القرارات الثورية لمجلس قيادة الثورة والحكومة المتعلقة بدعم الشركة الوطنية للنفط(البترول
ومش تقاته) الرف ع من قيم ة الرأس مال االجتم اعي لش ركة (س ونطراك) من أربعين ملي ون فرن ك جدي د(40
)millions de nouveaux francsإلى قيمة 400مليون دينار جزائري؛-إنشاء مؤسسة ميناء الجزائر
بت اريخ 22أوت-غش ت1962-و الس عي الت دريجي و المتواص ل لج زأرة التس يير االداري و البش ري
لالدارة المينائية بالجزائر ؛
-إنشاء أول ديوان وطني لليد العاملة بموجب مرسوم صادر بتاريخ 22نوفمبر 1962الذي كان الهدف
من إنشائه امتصاص طلبات العمل المتزايدة ،باإلضافة إلى تمكين الدولة من اإلشراف المباشر على كل م ا
يتعل ق بالتش غيل وتك وين الي د العامل ة الجزائري ة ،باإلض افة إلى إنش اء ال ديوان الوط ني للتج ارة بم وجب
مرسوم صادر بتاريخ 13ديسمبر 1962؛-إنشاء أول بنك جزائري(البنك المركزي الجزائري) بموجب
قانون رقم 144-62:مؤرخ في 13ديسمبر ،1962باإلضافة إلى اعتماد الدينار الجزائري كوحدة عملة
وطنية للجزائر بتاريخ األول من شهر أبريل ،1964وإ لغاء العمل نهائيا بوحدة عملة الفرنك الجزائري
الجديد( )Le nouveau franc Algérienالذي كانت له نفس قيمة الفرنك الفرنسي الجديد(Le nouveau
)franc français؛
-االنطالق في عملي ة الت أميم للمن اجم انطالق ا من س نة (1966الس ادس من ش هر م اي )1966المتواج دة
على مس توى ال تراب الوط ني(ال ونزة و بش ار قنادس ة و عين ال دفلى )..بغ رض التأس يس لقاع دة اقتص ادية
الصناعات الثقيلة(مركب الحجار نموذجا.)..
تؤهل الجزائر لمرحلة ّ
الصناعة الثقيلة ّ
عمومية في مجال ّ
تعكس قرارات إنشاء الدواوين المختلفة ،واعتماد المؤسسة العمومية االدارية و االقتصادية ،وتأسيس بنك
مرك زي جزائ ري من ط رف أول س لطة سياس ية جزائري ة خالص ة ،بع د م ا ال يق ل عن 132س نة من
االحتالل الفرنسي ،أن خيار المؤسسة العمومية االدارية واالقتصادية سيكون هو السائد بالنسبة للسلطات
العمومية التي لم تخف تبنيها للدولة االشتراكية القائمة على االقتصاد العمومي بقيادة الدولة من جهة ،ومن
الزمني ة الممت دة من
ّ جه ة ثاني ة تكريس ها الق انوني لخي ار الملكي ة العام ة لوس ائل االنت اج على م دار الف ترة
1962و إلى غاية .1966-1965
الفرع الثاني :المؤسسة العامة اإلدارية واالقتصادية كأداة قانونية لتدخل الدولة
ألهميته في تأكيد
ّ وهي النموذج المؤسستي الذي قرر مجلس قيادة الثورة و الحكومة اإلبقاء عليه بالنظر
تواجد الدولة على مستوى تراب الجمهورية ،من خالل األعمال و الخدمات المنتظمة التي كانت تضمنها
المؤسسة العامة اإلدارية على مستوى البلديات والقرى والمناطق النائية(إصالح وصيانة دورية ومنتظمة
ّ
للط رق ،والم دارس ،وتوزي ع الم اء ونظاف ة األحي اء ..إلخ) ،أو على مس توى ض مان الخ دمات المتعلق ة
بالنظاف ة واإلن ارة العمومي ة ،واإلطع ام المدرس ي ،وتمث ل ه ذا االختي ار في إص دار رئيس مجلس ال وزراء
خاصة بالمؤسسات العمومية االداريةتحتوي على 23مادة موزعة على النحو اآلتي*:تحديد الطبيع ة
ّ أمرية
القانوني ة للمؤسس ة العام ة االداري ة ،وض بط وص ايتها االداري ة العلي ا ،وك ذلك الق انون ال ذي تخض ع ل ه في
عالقاته ا م ع الغ ير(الم ادة الثاني ة) ،باإلض افة إلى كيفي ة إنش اء المؤسس ة العام ة االداري ة ،وتع ديل نظامه ا
الق انوني ،وتحدي د موارده ا المالي ة(الم ادة الثالث ة) ،وتحدي د مقره ا االجتم اعي ال ذي ال يمكن أن يك ون إال
األمري ة كذلك التنظيم االداري للمؤسسات العمومية االدارية(14
ّ بالجزائر(المادة الخامسة) .و قد تضمنت
مادة) ،والتنظيم المالي( 09مواد).
وب الرجوع لنص الم ادة األولى من األمري ة الخاص ة بالمؤسس ة العام ة اإلداري ة يستش ف الب احث في ق انون
أقره ا المش رع الجزائ ري المتمث ل في مجلس قي ادة الثـورة
المؤسس ات أن واع الحماي ة القانوني ة ال تي ّ
والحكومة(الفترة الممتدة من تاريخ 19:جوان 1965و إلى غاية التصديق على دستور )1976للمؤسسة
العمومي ة االداري ة ح تى تق وم بواجباته ا نح و المجتم ع باعتباره ا األداة القانوني ة للدول ة(ص احبة الس لطة
والسيادة) ،والتي جاءت على النحو اآلتي:
*المؤسس ة العام ة االداري ة هي مؤسس ة تكل ف بتس يير مرف ق عم ومي إداري وال تم ارس بش كل ع ادي أي
نشاط تجاري (وتأتي المادة الثانية لتؤ ّكد على أن المؤسسة العامة االدارية هي تحت وصاية الوزارة التي
لها عالقة بنشاطها ،وأن تسييرها وعالقاتها مع الغير تخضع بشكل عادي للقانون العام)؛
*المؤسس ة العام ة االداري ة تتمت ع بص الحيات السلطة العمومي ة و مستخدموها يخضعون للقانون األساسي
العام للوظيفة العمومية.
ومن أش كال الحماي ة القانوني ة االض افية ال تي منحه ا المش رع الجزائ ري للمؤسس ة العام ة االداري ة لكونه ا
مكنه ا من التواج د على
ادي-:أن المش رع ق د ّ
ّ تش ّكل أح د أهم األدوات القانوني ة للت دخل في النش اط االقتص
مستوى تراب الجمهورية باعتبارها رمزا من رموز الدولة(أعوانها من قطاع الوظيفة العمومية :توظيفا
ومرتبا وترقية وحماية قانونية أثناء تأدية الوظيفة اإلدارية و االقتصادية)؛
-أخضعها للقانون العام(الخضوع للقانون العام يعتبر حماية إضافية للمؤسسة العامة اإلدارية)؛
-حماه ا من الح ل اإلرادي(المقص ود بالح ل اإلرادي أن يق وم أعوانه ا وموظفوه ا بطلب الح ل)،
والقض ائي(من ع أي ح ل قض ائي للمؤسس ة العام ة اإلداري ة) ،واإلفالس(الدول ة هي ال تي تض من تمويله ا
ومرتبات أعوانها) ،والتسوية القضائية(منع المتابعة القضائية للمؤسسة العامة اإلدارية).
-المؤسس ة العمومي ة ذات الط ابع الص ناعي أو التج اري ( Etablissement Public à caractère
)Industriel ou Commercial
الص ناعي أو التج اري تبقى ،و من وجه ة نظ ر قط اع واس ع من فقه اء
-المؤسس ة العمومي ة ذات الط ابع ّ
الق انون االقتص ادي ،و إلى غاي ة تاريخن ا ه ذا ،تبقى" األك ثر األش كال ش يوعا ال تي تس مح لت دخل الدول ة في
الصناعي و التجاري للحيلولة دون االخالل بالتوازنات االقتصادية و االجتماعية"()8؛
النشاط ّ
-األمر رقم 74-71:المؤرخ في 16نوفمبر 1971المتعلق بالتسيير االشتراكي للمؤسسات( الذي يعتبر
فاتح ة ق وانين العم ل في الجزائ ر ال س يما فيم ا يتعل ق بتحدي د مفه وم العام ل ،وتك ريس مب دأ المس اواة بين
العمال في الحقوق و االلتزامات( ) )10وقد كانت بموجب هذا األمر التسمية اآلتي" :المؤسسة االشتراكية"
-األمر رقم 31-75:المتعلق بالشروط العامة لعالقات العمل في القطاع الخاص(وهو القانون الذي جاء
الدولية في مجاالت ممارسة الحق النقابي و
لتنظيم عالقات العمل في القطاع الخاص وفق معايير العمل ّ
اإلضراب و المفاوضة الجماعية)؛
-الق انون رقم 12-78:المتض من الق انون األساس ي الع ام للعام ل الم ؤرخ في الخ امس أوت (1978وه و
الق انون ال ذي لم يتم تطبيق ه إال في ح دود س نة 1985-1984للعدي د من األس باب الموض وعية اللص يقة
باالنتقال السياسي بعد وفاة الرئيس هواري بومدين رحمه اهلل ،و مجيء نظام سياسي جديد بقيادة الرئيس
تتمي ز بالمرونة ومحاولة
طيب اهلل ثراه و الذي كانت له نظرة مغايرة لالقتصاد العمومي ّ
الشاذلي بن جديد ّ
تنويع االقتصاد الجزائري نحو المزيد من االنفتاح على القطاع الخاص)؛
-قانون رقم 01-88:الصادر بتاريخ 12جانفي 1988والمتضمن القانون التوجيهي للمؤسسات العمومية
ذم ة مالي ة
االقتص ادية(و ه و أول ق انون يجع ل من المؤسس ة العمومي ة االقتص ادية كيان ا قانوني ا ص احب ّ
مست ّقلة ،ويتمتع هذا الكيان القانوني الجديد بالحق في التعاقد والتملك و التقاضي ،وهو أول قانون إصالحي
يفص ل بين ح ق ملكي ة رأس الم ال من ط رف المؤسس ة و ص الحية اإلدارة و التس يير فيه ا()11في ظ ل
الدولة االشتراكية).
إن أهم خالصة يخلص إليها الباحث في القانون العام االقتصادي للفترة الممتدة من سنة 1962و إلى غاية
1988تتحدد في األفكار الرئيسة اآلتية:
*إن الدول ة باعتباره ا ممثل ة للس لطة العام ة ك انت تض في حماي ة قانوني ة واسعة للمؤسس ة العام ة االداري ة
ّ
واالقتصادية منها دون أدنى تحفظ لكونها كانت تعتبرها ذراعها االجتماعي في المجتمع(Comme son
)bras social dans la sociétéال ذي ال يمكن ترك ه لقواع د و آلي ات الس وق؛* ك انت الدول ة تعت بر
نفس ها معني ة بالنش اط االقتص ادي في المق ام األول ،فهي ال تي ك انت تش رف على مخطط ات التنمي ة
االقتصادية واالجتماعية و الثقافية(المخططات الخماسية والرباعية والثالثية) ،كما كانت تشرف على كل
ما يتعلق بتعيين طواقم ادارة وتسيير المؤسسات العمومية اإلدارية واالقتصادية على حد سواء ،من منطلق
العمومية؛*إن الدولة باعتبارها سلطة متدخلة كانت تتحمل على عاتقها(الخزينة العمومية)
ّ مفهوم السلطة
كتل ة أج ور و منح العم ال و الم وظفين و كاف ة تواب ع التش غيل و التوظي ف؛* ك انت الدول ة-ال تي تق ود و
تشرف على برامج التنمية -تحمي المؤسسة العامة اإلدارية و االقتصادية من اإلفالس.
إن االنس حاب من الفض اء االقتص ادي للدول ة كمنتج ة ،أو ت اجرة ،أو متعام ل اقتص ادي أو اجتم اعي رقم
واح د بع د التص ديق على دس تور 1989ال يع ني انس حابها من س ن الق وانين و الق رارات ذات المض مون
المنظّم لألنش طة االقتص ادية ،ب ل زاد وتع اظم دوره ا الرق ابي والتنظيمي وتحم ل مس ئولية توف ير الش روط
الموض وعية لمن اخ أعم ال مس اعد للمب ادرتين العمومي ة و الخص ة في ظ ل التح ديات ال تي ك انت تواج ه
االقتصاد الجزائري.
س عت الس لطات العمومي ة من أج ل أن يك ون من اخ األعم ال ب الجزائر مناخ ا مس اعدا للمس تثمر الوط ني أو
األجن بي ،من ذ أن ب دأت الحكوم ات المتعاقب ة على دف ة الس لطة التنفيذي ة تنفي ذ برن امج لإلص الح و الهيكل ة
االقتص ادية ،من منطل ق االح ترام الت ام للس يادة الوطني ة ،فك ان اإلص الح التش ريعي و الق انوني و التنظيمي
متميزة احتلت الدولة صاحبة السيادة فيها الريادة باعتبارها صاحبة الشأن.
العام الذي جاء على مراحل ّ
و في إطار المسعى العام القاضي بتوفير شروط النهضة االقتصادية والخروج من دوامة االعتماد على
الجباية النفطية لوحدها في الدفع بعجلة التنمية االقتصادية واالجتماعية كانت السلطات العمومية على موعد
رس خ مبدأ
مع التأسيس لمنظومة قانونية جديدة تتوافق والنهج التعديلي للدولة في ظل دستور 1989الذي ّ
مس اواة المواط نين أم ام الق انون ومن ع التمي يز بينهم(الم ادة 29:من ه)،وض من ال دفاع الفردي والجم اعي عن
الحقوق األساسية لإلنسان والحريات الفردية والجماعية(المادة 33:منه) ،وكفل كذلك حرية التعبير و إنشـاء
الجمعيات واالجتماع(المادة 41:منه).باإلضافة إلى إصدارها لمنظومة قانونية جديدة تنظم عالقات العمل
تم
في مج ال العم ل ،ومنازع ات العم ل الفردي ة والجماعي ة ،وتف تيش العم ل ،وممارس ة الح ق النق ابيّ ،
التصديق على سلسلة من النصوص القانونية المنسجمة واألحكام الدستورية الجديدة لعام 1989والمنظّمة
للس جل التج اري(ق انون رقم 22-90:الم ؤرخ في 1990-08-18والمتعلّ ق بالس جل التج اري) ،والنق د
والق رض(الق انون رقم 10-90:الم ؤرخ في 1990-04-14والمتعلّ ق بالنق د و الق رض) ،والتوجي ه
العق اري(الق انون رقم 25-90:الم ؤرخ في 1990-11-18والمتعلّ ق بالتوجي ه العق اري)،والتهيئ ة
العمراني ة(الق انون رقم 29-90:الم ؤرخ في 1990-12-01والمتعلّ ق بالتهيئ ة العمراني ة) ،باإلض افة إلى
األمالك التابع ة لل دومين(-Loi Domaniale-الق انون رقم 30-90:الم ؤرخ في 1990-12-01و
المتعلق بقانون الدومين).
لم يتوقف المسعى الوطني العام للسلطات العمومية من أجل توفير مناخ أعمال مساعد للمستثمر الوطني أو
األجنبي على حد سواء ،بالرغم من ضغوطات األزمة المتعـددة األوجه التي كانت تواجه الجزائر سنوات
1993- 1992و ،1994فك انت اإلص دارات القانوني ة اآلتي ة وال تي ك ان من ش أنها التأكي د على ع زم
الدولة المضي قدما في نهج اإلصالح القانوني الذي من شأنها أن يساعد في إعادة االعتبار لألداة اإلنتاجية
العمومية والخاصة في ظل تنافسية ينظمها القانون:
-إج راء أول تع ديل وتتميم للمرس وم التش ريعي رقم 08-93:الم ؤرخ في 23أبري ل 1993والمتعل ق
بالقانون التجاري ،وقد كان الهدف من هذا التعديل والتتميم أن يسمح للشركات األسهم بالمزيد من الحرية
في التنظيم و االكتتاب و المداولة في ظل التنافسية االقتصادية؛
-إج راء تع ديل و تتميم ق انون اإلج راءات المدني ة بم وجب مرس وم تش ريعي ( )Un Décret-Législatif
رقم 09-93:م ؤرخ في 25أبريل 1993يتض من ،و ألول م رة في الت اريخ الق انوني الجزائ ري للف ترة
الزمنية ( 1962و إلى غاية سنة )" ،1993إدراج قواعد تطبيقية خاصة بالتحكيم التجاري الدولي"()12؛
-إص دار أول مرس وم تش ريعي ينظم االس تثمار األجن بي ب الجزائر(رقم 12-93 :م ؤرخ في 05أكت وبر
1993و المتعلق بترقية االستثمار جاء بعد أن قامت السلطات العمومية بالتصديق على أهم اتفاقية دولية
التحكيمي ة
ّ والخاص ة باعتم اد الق رارات
ّ لم ؤتمر األمم المتح دة في نيوي ورك بت اريخ 10يوني و س نة 1958
األجنبي ة وتنفي ذها(ق انون رقم 18-88:م ؤرخ في 28ذي القع دة ع ام 1404المواف ق لـ 12يولي و س نة
ّ
والمتضمن االنضمام إلى اتفاقية نيويورك لعام .)1958
ّ 1988
وه و المرس وم التش ريعي ال ذي تض منت مادت ه األولى اآلتي" :يح دد ه ذا المرس وم التش ريعي النظ ام ال ذي
الخاص ة و على االس تثمارات األجنبي ة ال تي تنج ز ض من األنش طة
ّ يطب ق على االس تثمارات الوطني ة
االقتصادية الخاصة بانتاج السلع أو الخدمات غير المخصصة صراحة للدولة أو لفروعها ،أو ألي شخص
معين صراحة بموجب نص تشريعي"؛
معنوي ّ
-إص دار أول مرسوم تشريعي يتعلق بحماي ة االختراع(رقم 17-93:مؤرخ في 1993-12-07المتعلّ ق
بحماي ة االختراع ات) يك ّرس الح ق في الملكي ة ال تي ق د تك ون عق ارا أو منق وال أو اختراع ا علمي ا أو
الص ناعية ..قانون العالمة التجارية).هذا وقد سبق للمشرع
صناعيا(قانون حقوق المؤلف ..قانون الملكية ّ
ّ
الجزائري أن أنشأ الديوان الوطني لحقوق المؤلفين(األمر رقم 46-73:الصادر بتاريخ 25جويلية 1973
الصناعي و التجاري التي تتمتع بالشخصية القانونية في ظل
)( )13ليكون المؤسسة العمومية ذات الطابع ّ
المتدخلة(.)Etat Intervenante
ّ الدولة
هذا وقد تعززت منظومة حقوق التأليف بإصدار المشرع الجزائري لألمر رقم 05-03:المؤرخ في 19
جمادي األولى عام 1424الموافق لـ 19يوليو سنة 2003والمتعلّ ق بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة،
الص ناعية في ظ ل التط ّور الحاص ل في النس يج االقتص ادي
ويبقى األم ل في تعزي ز حماي ة أوس ع للملكي ة ّ
الجزائري وتحقيق الحماية القانونية لالختراعات المحققة على الصعيد الوطني.
-إص دار األم ر رقم 06 -95 :الم ؤرخ في 1995 -01-25و المتعلّ ق بالمنافس ة ال ذي يع د أح د أهم
المؤسسة لنظام اقتصاد السوق ،ومن "خالل القواعد الموضوعية واإلجرائية التي وضعها ،يعتبر
ّ القوانين
–هذا القانون-تشريعا حقيقيا للمنافسة الحرة في الجزائر ،من شانه حماية المنافسة وتشجيعها وجعلها من
ركائز االقتصاد الوطني"(.)15
ولت دارك ذل ك س ارع المش رع الجزائ ري إلى إص دار األم ر رقم 03-03 :الم ؤرخ في 19يولي و 2003و
المتعلق بالمنافسة و الممارسات المقيدة لها ،كما أتبع ذلك بإصداره للقانون رقم 02-04 :المؤرخ في 23
يونيو 2004والمتعلق بالقواعد المطبقة على الممارسات التجارية(.)16
*التأسيس لنظام تقاعد مسبق(المرسوم التشريعي رقم 10-90 :المؤرخ في 26ماي )1994كان الهدف
من تأسيسه في ظل الظرف االقتصادي الصعب الذي كانت تمر الدولة الجزائرية به تحقيق أعلى معدالت
الحماية لألجراء ضد آثار التسريح ألسباب اقتصادية.
ومن ش روط االس تفادة من ه ذا المرس وم التش ريعي-:ال يمكن احال ة عام ل على التقاع د المس بق إال إذا بل غ
خمسين سنة( )50بالنسبة للذكور وخمس و أربعين( )45لإلناث؛-يجب أن يكون العامل قد دفع اشتراكاته
الخاصة بالضمان االجتماعي لمدة عشرين سنة( )20كحد أدنى منها عشر سنوات( )10كاملة و ثالث()03
سنوات قبل نهاية عالقة العمل؛
-يجب أن يكون اسم العامل مدرجا في قائمة العمال المعنيين بالتسريح في نطاق االجراءات االجتماعي ة أو
توقف المؤسسة عن النشاط بصفة قانونية.
*نظ ام الت أمين ضد البطال ة ( :اعتمدت ه الس لطات العمومي ة س نة )1994وهو نط ام حماي ة ض د خط ر فق د
العامل لمنصب عمله ألسباب اقتصادية ،فالمؤسسة العمومية االقتصادية لم تعد مؤسسة يحميها القانون في
ظل مناخ التنافسية االقتصادية والتجارية من اإلفالس ،أو التسوية القضائية ،أو الحل القضائي ،أو تقليص
ع دد األف راد ألس باب اقتص ادية .وأوكلت الس لطات العمومي ة تس يير وإ دارة نظ ام الت أمين ض د البطال ة إلى
مؤسس ة وطني ة ،وتح وز على االس تقاللية المال ة واإلداري ة ،وي دير الص ندوق الوط ني للت أمين ض د البطال ة
مجلس ادارة ثالثي التمثي ل و يس يره م دير ع ام ،و الص ندوق ه و تحت وص اية وزارة العم ل و الض مان
االجتماعي.
لم تتنصل الدولة الجزائرية من اشتراطات مبدأ احترام السيادة الوطنية عندما قررت السلطات العمومية،
ومن منطل ق إعالء المص لحة العلي ا للدول ة ،التص ديق على معظم االتفاقي ات والمعاه دات الثنائي ة والدولي ة
المنظّمة لالستثمار األجنبي ،وذلك كلّه بغرض إضفاء المزيد من الشفافية في عقود االستثمار التي تبرمها
السيادة ،فكانت الضمانات الممنوحة للمستثمر
الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار بالنيابة عن الدولة صاحبة ّ
األجنبي ،باإلضافة إلى تكريس التحكيم الدولي كأداة قانونية لتسوية منازعات االستثمار.
"التحكيم" لغ ة عن د الع رب ،فه و مص در لفع ل ح ّكم(بتش ديد الك اف المفتوح ة وفتح الميم) أي قض ى وفص ل(
.)17
وجاء في لسان العرب لجمال الدين محمد ابن منظور (لسان العرب ،دار لسان العرب ،بيروت،)1988 ،
قال العرب "ح ّكموه بينهم أي أمروه أن يحكم"(.)18و"التحكيم" عند األب لويس معلوف اليسوعي(المنجد في
اللغة واألدب والعلوم ،الطبعة الخامسة ،المطبعة الكاثوليكية ،بيروت ،غير مؤرخ)) أن العرب قالوا :حكمنا
فالنا فيما بيننا أي أجزنا حكمه بيننا"(.)19
إن التحكيم التجاري الدولي هو" اتفاق على طرح نزاع على شخص أو أشخاص معينين ليفصلوا فيه دون
ّ
المحكمة المختصة"( ،)21وهو كذلك " وسيلة يتم من خاللها تحقيق ما اتفق عليه في اتفاق التحكيم"( ،)22
أو عبارة "عن أسلوب يهدف إلى إيجاد حل لقضية بشأن عالقة بين شخص ،أو أكثر عن طريق محكم ،أو
أك ثر من محكم يس تمدون س لطتهم من اتف اق خ اص بين أط راف ال نزاع ويص درون ق راراتهم بم وجب ه ذا
االتف اق دون تخ ويلهم من قب ل الدول ة به ذه المهم ة"(.)23والجزائ ر ال تي ك انت رافض ة للتحكيم التج اري
الدولي إلى غاية ،1988ومر ّكزة على االستثمارات العمومية وقيادة الدولة للتنمية االقتصادية واالجتماعية
و إعط اء األولوي ة للقط اع الع ام االقتص ادي في إنت اج ال ثروة ،ب دأت تتج ه نح و ه ذا االس تثناء في العق ود
والعالقات التجارية على الصعيد الدولي،بعد أن أبرمت أول اتفاق للتسوية الهيكليـــة والمالية مع المؤسسات
المالي ة العالمي ة الع ام ،1989فك انت النتيج ة أن س عت إلى تك ييف ق انون االج راءات المدني ة ومتطلب ات
ومتمم
ّ االس تثمار األجن بي ( إص دار مرس وم تش ريعي رقم 09-93:م ؤرخ في 25أفري ل 1993مع ّدل
لألم ر رقم 154-66:م ؤرخ في 08يوني و 1966والمتض من قن ون االج راءات المدني ة)( ،)24وذل ك
للتمهيد إلصدار أول قانون استثمار (المرسوم التشريعي رقم 12-93:المؤرخ في 19ربيع الثاني 1414
المواف ق لـ 05أكت وبر س نة 1993والمتعلّ ق بترقي ة االس تثمار) يك رس اللج وء إلى التحكيم التج اري
ال دولي( الم ادة 41:من المرس وم التش ريعي ال تي تؤك د على المح اكم الوطني ة إال إذا ك ان ثم ة اتف اق ينص
على شرط التحكيم أو اللجوء إلى تحكيم خاص).
صيغ و كيفيات إدارة رؤوس األموال التجارية للدولة
المبحث الثانيّ :
لمعالج ة الموض وع المتعل ق بتس يير وإ دارة رؤوس األم وال التّجاري ة التابع ة للدول ة والمرك ز الق انوني
للمؤسسة العمومية الصناعية أو التجارية(
ّ للمؤسسة العمومية االقتصادية في ظل القوانين الجديدة المنظّمة
ّ
الخاص ة التي حددها المشرع الجزائري
ّ )E.P.I.Cأو االقتصادية( ،)E.P.Eفضلت تناول ضبط القواعد
الع ام 1995والمتعلّق ة بتس يير وإ دارة رؤوس األم وال التّجاري ة للدول ة وموق ف المش رع الجزائ ري من
للمؤسسة العمومية االدارية و االقتصادية (المطلب األول) ،على أن أتناول
ّ حماية الرأس المال االجتماعي
والمؤسسة العمومية االقتصادية ضمن
ّ الص ناعية أو التجارية
أثر ذلك في النظام القانوني للشركة العمومية ّ
(المطلب الثاني) من هذا المبحث.
تطور ممارسة الدولة لحقها في إدارة محافظها المالية في إطار اقتصاد السوق وقعللوقوف على مستوى ّ
اختي اري على التقس يم اآلتي بغ رض إض فاء المزي د من التوض يح والش رح ألهم المراح ل ال تي م ّرت به ا
إع ادة هيكل ة ال رأس الم ال التج اري للدول ة ليك ون ق ابال للت داول و على امت داد الس وق المحلي ة؛-الف رع
األول:وهي المرحل ة ال تي ش هدت انش اء وبعث ص ناديق المس اهمة( )1995-1988والش ركات العمومي ة
القابض ة()2001-1995؛-الف رع الث اني :المرحل ة الثاني ة()2017-2002ال تي ج اءت مباش رة بع د أن
السيد وهي
تحررت الدولة من التزاماتها مع المؤسسات المالية العالمية وبالتالي استعادة قرارها االقتصادي ّ
المرحلة التي شهدت إعادة هيكلة جديدة لالقتصاد الوطني كانت أدواتها كل من:شركات مساهمات الدولة
و المجمعات العمومية االقتصادية.
ب دأ التفك ير الج دي في إج راء اإلص الحات الض رورية (الهيكلي ة والتمويلي ة والتس ييرية) بالنس بة للمؤسس ة
االشتراكية ،منذ أن أدركت السلطات العمومية في النصف الثاني من سنة ،1986الخطر الذي يتمثل في
االعتماد الكلي لتمويل االستثمار العمومي وقانون المالية السنوي على الضريبة البترولية دون غيرها من
التمويالت األخرى ،وظهر مصطلح المؤسسة العمومية االقتصادية كمصطلح جديد بموجب القانون رقم:
01-08الصادر بتاريخ 12جانفي 1988والمتضمن القانون التوجيهي للمؤسسات العمومية االقتصادية.
وه و الق انون ال ذي ج اء عاكس ا إلرادة الدول ة آن ذاك في تغي ير الطبيع ة العمومي ة لالقتص اد الجزائ ري ،من
خالل تب ني مص طلحات ومف اهيم اقتص ادية جدي دة بمض امين ش به ليبرالي ة وإ دراجه ا في الق اموس الق انوني
واالقتصادي الجزائري كاالستقاللية في التسيير ،وتحمل المؤسسة العمومية االقتصادية لتبعات المسئولية
المدنية و الجنائية ،واكتساب الشخصية القانونية التي تمكنها من التعاقد و التملك واللجوء إلى القضاء.
الفرع الثاني :الهيئات العمومية اإلدارية إلدارة الرأس المال التجاري للدولة
بحل ول الع ام 1998تك ون الدول ة الجزائري ة ق د تح ررت من اش تراطات المؤسس ات المالي ة الدولي ة(البن ك
العالمي وصندوق النقد الدولي) ،بعد أن التزمت بكافة تعهداتها تجاه المؤسستين الماليتين(،)1998-1989
وه و التح رر ال ذي م ّكن الس لطات العمومي ة من تحقي ق التوازن ات االقتص ادية الك برى ال تي تحققت لفائ دة
الخزانة(أو الخزينة) العمومية ،فكان عليها أن تبادر بتنظيم جديد إلدارة و تسيير رؤوس األموال التجارية
التابعة للدولة.
تميزت الفترة التي أعقبت سنة 1999بتبني السلطات العمومية لخطة عمل جديدة تقوم على أولوية إعادة
ّ
هيكل ة و تنظيم القط اع العم ومي التج اري و اعتم اد الخوصص ة ( )La Privatisationك أداة قانوني ة بي د
الس لطات العمومي ة بغ رض حماي ة م ا يمكن حمايت ه من األداة اإلنتاجي ة و االقتص ادية و الخدمي ة
العمومية.وفي هذا االطار من إعادة هيكلة وتنظيم القطاع العمومي التجاري ،بعد التحرر من اشتراطات
ك ل من البن ك ال دولي و ص ندوق النق د الع المي ،ج اء األم ر رقم 04-01 :م ؤرخ في ّأول جم ادي الثّاني ة
العمومي ة االقتص ادية وتس ييرها
ّ المؤسس ات
ّ 1422المواف ق لـ 20أوت 2001والمتعل ق بتنظيم
وخوصص تها( )33عاكس ا لتب ني الخوصص ة ك أداة قانوني ة للتح ّول االقتص ادي ومح ددا للطبيع ة القانوني ة
"المؤسسات العمومية االقتصادية
ّ للمؤسسة العمومية االقتصادية ( جاء بنص المادة 2من هذا األمر اآلتي:
الدولة أو أي شخص معنوي آخر خاضع للقانون العام ،أغلبية رأس المال
هي شركات تجارية تحوز فيها ّ
االجتماعي مباشرة أو غير مباشرة ،وهي تخضع للقانون العام".
وبالنتيجة حلّت الشركات القابضة بموجب أحكام األمر رقم 04-01:مؤرخ في ّأول جمادي الثّانية 1422
العمومي ة االقتص ادية وتس ييرها وخوصص تها
ّ المؤسس ات
ّ المواف ق لـ 20أوت 2001و المتعل ق بتنظيم
(وبالتحدي د م ا ج اء بنص الم ادتين 40و 41من ه ذا األم ر) ،و أعلن عن انش اء ش ركات تس يير مس اهمات
الدولة التي وصل عددها :ثمانون و عشرون شركة تسيير مساهمة الدولة( )28تكلف بتسيير و إدارة أسهم
و ّقيم(منقول ة وعقاري ة) وأص ول مختلف ة اكتس بتها المؤسس ات العمومي ة االقتص ادية على م دار الس نوات
الفارطة.
و من المهم ات الرئيس ة ال تي ح ّددت لش ركات تس يير مس اهمات الدول ة ال-:28تنفي ذ البرن امج الوط ني
للخوصصة؛
-إدارة المفاوضات التي تخص الخوصصة و الشراكة و فتح الرأس المال االجتماعي للمؤسسات العمومية
االقتصادية؛
-اإلشراف على سياسة تفريع المؤسسات العمومية االقتصادية و تحضير البعض منها للخوصصة.
الصناعية
-المجمعات العمومية ّ
ق ررت الس لطات العمومي ة ،وأم ام التح ديات المتع ّددة األوج ه ال تي ك انت في مواجه ة البرن امج الوط ني
للنهوض االقتصادي و في مقدمته برنامج الخوصصة ،إعادة النظر في الدور الذي كان معهودا لشركات
تسيير مساهمات الدولة التي لم تتمكن من الدفع باآللة اإلنتاجية العمومية بالرغم من وكالة التسيير الموكلة
لها(.)Un mandat de gestion
وبغرض إعادة االنتشار للرأس المال التجاري للدولة وجعله في خدمة السياسات االقتصادية التي تستهدف
تمكين المؤسس ة العمومي ة االقتص ادية من التواج د على امت داد الس وق المحلي ة دون حماي ة قانوني ة مفرط ة
لها ،والتفكير في ولوج التجارة الخارجية سيما و أن الجزائر مرتبطة بعقد شراكة مع االتحاد األوروبي و
الص ناعية العمومي ة لتك ون مح ور
الجامع ة العربي ة(اتفاقي ة الس وق العربي ة المش تركة) ج اء المجمع ات ّ
الص ناعية
اإلس تراتيجية الجدي دة في مج ال إدارة و تس يير ال رأس الم ال التج اري للدول ة لك ون المجمع ات ّ
(الص ناعات الغذائي ة
ّ العمومي ة هي هياك ل نش طة تخص ش عب اإلنت اج الرئيس ة على المس توى الوط ني
الصناعات اإللكترونية.)..
الصناعات الميكانيكيةّ ،
بمختلف فروعها المنتجةّ ،
وصل عدد المجمعات االقتصادية العمومية التي استحدثت بموجب التوجه االقتصادي الجديد و إلى غاية
:2017اثنى عشر مجمعا صناعيا عموميا شمل أغلب قطاعات النشاط االقتصادي التابع للدولة ،كما كان
للس لطات العمومي ة،بع د أن تبنت مب دأ الخوصص ة (ق انون رقم 04-01لع ام ،)2001أن ب ادرت بتقس يم
المؤسسة االقتصادية التابعة للقطاع التجاري العمومي إلى :
-مجم ع إنت اجي رئيس ي يختص باإلنت اج الق وى تحت ل المؤسس ة العمومي ة االقتص ادية في ه دور الرائ د في
االنتاج ،وتعرف بالمؤسسات االقتصادية للتنمية التي وصل عددها:
-إحدى عشر مؤسسة اقتصادية للتنمية( )11وغطت قطاعات البترو-كيميا ،واألسمدة ،والبناء واألشغال
العمومية والري ،والزراعة والصناعات الزراعية ،وصناعة األدوية والصناعات الصيدالنية ،والتبغ والنقل
والمركب ات ،وهي مؤسس ات اس تراتيجية ال يمكن للدول ة أن تتن ازل عليه ا ب أي ش كل من األش كال لكونه ا
تش ّكل عمود التنمية االقتصادية في البلد؛
-مجمع مؤسساتي عمومي ثالث يعرف بمؤسسات الشراكة و الخوصصة(Société de Partenariat et
)de Privatisationوتتكف ل بك ل م ا يتعل ق بالش ركة م ع القط اعين العم ومي أو الخ اص و تهيئ ة الف روع
القابلة للخوصصة.
كرس دستور 1989الفصل بين الدولة الراعية لمواطنيها رعاية كاملة والدولة المنظّمة للتجارة الداخلية
ّ
والخارجية ،بعد أن كانت التجارة حكرا على المؤسسات والدواوين التابعة للدولة باعتبارها صاحبة السلطة
(توريدا وتوزيعا وتحديدا للسعر االستهالكي) ،وهو ما يعني أن الدولة لم تعد محتكرا للسوق المحلية كما
تم
السيما بعد أن ّ
كان سائدا من سنة 1962و إلى غاية ،1989كما ّأن ه لم يعد بإمكانها أن تكون تاجرا ّ
الفصل بين الدولة الممثّلة للسلطة العمومية والدولة المنظّمة للسلط و الحياة االقتصادية واالجتماعية .وقد
ع الجت مض امين ه ذا المطلب على النح و اآلتي-:الف رع األول :الدول ة والهيئ ات العمومي ة المنظّم ة
لالستثمار في القانون الجزائري؛ -الفرع الثاني :الهيئات العمومية اإلدارية المنظمة للتجارة و المنافسة.
-المجلس الوطني لالستثمار(: )37يعد المجلس الوطني لالستثمار(أحد أهم الهيئات العمومية التي أنشأها
المش رع الجزائ ري إلض فاء المزي د من الش فافية ،وتس ريع وت ائر دراس ة و مناقش ة ملف ات االس تثمار ،وه و
مجلس ح تى و ان ك ان ينش أ ل دى ال وزير المكلّ ف بترقي ة االس تثمارات ،فأن ه يوض ع تحت س لطة ورئاس ة
المتص لة باس تراتيجية االس تثمارات ،وبسياس ة دعم
ّ رئيس الحكوم ة .ويكل ف ه ذا المجلس بالمس ائل
المادة 12أعاله وبصفة عامة بكل المسائل
ّ االستثمارات ،والموافقة على االتفاقيات المنصوص عليها في
المتصلة بتنفيذ أحكام هذا األمر(األمر رقم 08-06 :المؤرخ في 19جمادي الثّانية عام 1427الموافق لـ
المتمم لألمر رقم 03-01 :الم ؤرخ في أول جمادي الثاني ة عام 1422
المعدل و ّ
ّ 15يوليو سنة ،2006
المواف ق لـ 20غش ت س نة 2001و المتعل ق بتط وير االس تثمار-ج.ر.ج.ج ،الع دد ،47:الت اريخ 19:يولي و
.)38()2006
الجزائر ،ومنذ أول مرسوم تشريعي العام ،1993لم تحد عن هذا الخيار االستراتيجي ،فالوكالة الوطنية
تختص
ّ لترقية االستثمارات ،وباعتبارها هيئة عمومية ممثلة لإلدارات الهيئات المعنية باالستثمار ،هي ال تي
واألجنبية).
ّ (الوطنية
ّ حصريا بكل ما يتعلق بدراسة جدوى ملفات االستثمار
باإلضافة إلى مهمة إبرام عقد االستثمار مع المستثمر لحساب الدولة بعد موافقة مجلس الحكومة.والدولة
تغي رت تسميتها بموجب نص المادة:
الجزائرية بإنشائها للوكالة وطنية لترقية االستثمار العام 1993التي ّ
كرس ت خي ارا سياس يا طالم ا
06من األم ر رقم 03-01:المتعلّ ق بتط وير االس تثمار( ،)41إنم ا تك ون ق د ّ
دافعت عن ه في المحاف ل السياس ية اإلقليمي ة والدولي ة من ذ س نة )42(1973مض مونه ح ق ال دول في تس يير
الداخلية من قبل الغير.
ّ السيادة ،وعدم التدخل في شؤونها
والمادية من منطلق ّ
ّ الطبيعية
ّ موردها
إن "عق د االس تثمار ي برم بين دول ة كش خص من أش خاص الق انون ال دولي ومس تثمر أجن بي ،ومرك ز
ذل ك ّ
الدولة في هذه العالقة العقدية يجعلها تتمتّ ع ببعض االمتيازات في مواجهة المستثمر المتعاقد معها مستمدة
االقليمية"(.)43وهي وكالة تنشأ لدى رئيس الحكومة و مهمتها تتحدد في ترقية ودعم و متابعة
ّ من سيادتها
االس تثمار الوط ني واألجن بي على ح د س واء(نص الم ادة 7:من المرس وم التش ريعي رقم 12-93:المتعل ق
وتؤس س ه ذه الوكال ة في ش كل ش باك وحي د يض م اإلدارات والهيئ ات المعني ة
ّ بترقي ة االس تثمار).
باالستثمار( راجع نص المادة-8:الفقرة 2:من المرسوم التشريعي رقم 12-93:لعام .)1993وهو الخيار
االس تراتيجي ال ذي ج اء عاكس ا لتحف ظ المش رع الجزائ ري من ك ل ت دخل خ ارجي في الق رارات الس ّيادية
للدولة الجزائرية على أساس المنطلقات اآلتية:
-للدولة الحق المطلق في تحديد طبيعة االستثمارات ،والقطاعات القابلة لالستثمار ،ومنح المزايا المختلفة
للمستثمر وفق اإلستراتيجية المحددة سلفا( ،)44وتطبيقا لمبدأ خضوع عقد االستثمار لقانون الدولة المضيفة
قوته اإللزامية من النظام القانوني الوطني للدولة األمر الذي يبعد أي تدويل لعقد االستثمار الذي "يستمد ّ
المتعاق دة الذي يحكم مختل ف الج وانب العقدي ة"( ،)45وهو م ا يعكس مكان ة الدول ة في توجي ه أحك ام ق انون
االستثمار وفق مصالحها اإلستراتيجية.
قائمة المراجع:
-2جاء في أطروح ة دكتوراه دولة للدكتور محمد ص غير بعلي(كلي ة الحقوق-جامع ة الجزائر )1مرجع
سبقت اإلشارة إليه ،ص ،8:اآلتي" :حيث رحل ما يقارب % 95من األوروبيين الذين كانوا بالجزائر،
بينهم عدد كبير من اإلطارات ،إذ كان عدد األوروبيين الناشطين يقدر بـ 300.000كانوا يتوزعون على
النحو اآلتي 33.000-:من أصحاب و مالك المنشآت بمختلف أشكالها(و يعني ذلك أن العنصر األوروبي
كان يسيطر سيرة تامة و نافذة على النشاط االقتصادي بالجزائر تحت االحتالل الفرنسي)؛ 15.000-من
اإلط ارات الس امية(المقص ود بالس امية الك وادر االداري ة و التس ييرية و المالي ة العالي ة الكف اءة) و من ذوي
المهن الح ّرة( مح امين و محض رين قض ائيين و خ براء و م ترجمين و أع وان مح اكم)..؛ 100.000-من
اإلط ارات المتوس طة و الم وظفين (نس بة التوظي ف في الوظيف ة العمومي ة ك انت ش به -منعدم ة بالنس بة
للعنصر الجزائري)؛ 35.000-من العمال المتخصصين(عمالة ماهرة في كافة مناحي العمل(الكهرباء و
الغ از و النج ارة و الح دادة والطباع ة و النق ل بالس كك الحديدي ة .)..وتعكس ه ذه األرق ام درج ة االقص اء
للعنصر الجزائري في النشاط االقتصادي و االجتماعي و الخدمي و كذلك في قطاع األعمال الحرة.
-3وهو القانون الذي كان مح ّل إلغاء بموجب األمر رقم 29-73:المؤرخ في 5جويلية ( 1973دخل هذا
حيز النفاذ بتاريخ 5جويلية )1975
القانون ّ
-7لمزي د االطالع على الموض وع المتعل ق ب المالك الش اغرة ،أنظ ر -:بوزي دي آمن ة و داود فلاير :مفه وم
األمالك الشاغرة في القانون الجزائري و اجراءات إدراجها ضمن األمالك الوطنية الخاصة للدولة ،م ذكرة
تخرج لنيل إجازة المدرسة العليا للقضاء ،الجزائر ،الدفعة ،16السنة التكوينية.2008-2005:
و هي دراس ة معمق ة ج اءت شبه ش املة للموضوع المتعلق ب األمالك الش اغرة وموق ف المشرع الجزائري
من الحماية القانونية لهذه األمالك.
-8وهي الخالصة البحثية التي خلص إليها كل من -:رشيد واضح :المؤسسة في التشريع الجزائري بين
النظري ة و التط بيق ،دار هوم ة للنش ر و التوزي ع ،الجزائ ر ،2002 ،ص62:؛-محم د الص غير بعلي:
ّ
المؤسسات العمومية في التشريع الجزائري ،مرجع سابق ،ص.17:
-9جاء بنص المادة 4من األمر رقم 03-06:المؤرخ في 19جمادي الثانية 1427الموافق لـ 15يوليو
رسم في رتبة في السلم االداري.
عين في وظيفة عمومية دائمة و ّ
2006اآلتي":يعتبر موظفاكل عون ّ
-10س ليمان أحمي ة :التنظيم الق انوني لعالق ات العم ل في التش ريع الجزائ ري ،مرج ع س بقت اإلش ارة إلي ه،
ص.47:
-13ح ددت الم ادة األولى -01-من ه الطبيع ة القانوني ة له ذا ال ديوان ب النص على أن" :تح دث مؤسس ة
عمومية ذات طابع صناعي و تجاري تتمتع بالشخصية المدنية و االستقالل المالي ،الديوان الوطني لحقوق
المؤل ف و يك ون رمزه ا"د.و.ح.م" ."-ONDA-لكن و م ع تط بيق أحك ام األم ر رقم 10-97:الم ؤرخ في
27ش وال ع ام 1417المواف ق لـ 06م ارس س نة 1997و المتعل ق بحق وق المؤل ف و الحق وق المج اورة،
س ّيما م ا ج اءت بنص الم ادتين 131و 164من ه ذا األم ر ،وق ع تع ديل ج وهري في الق انون األساس ي
للديوان الوطني لحقوق المؤلف و الحقوق المجاورة الصادر بتاريخ 1998-11-21فجاءت المادة 2منه
على النحو اآلتي":الديوان الوطني لحقوق المؤلف و الحقوق المجاورة مؤسسة عمومية ذات طابع صناعي
و تج اري ،و يتمت ع بالشخص ية المعنوي ة و االس تقالل الم الي .يخض ع ال ديوان الوط ني لحق وق المؤل ف و
الحقوق المجاورة للقواعد المطبقة على االدارة في عالقاته مع الدولة و يعد تاجرا في عالقاته مع الغير".
-14لمزي د االطالع على حق وق المؤل ف و الحق وق المج اورة انظ ر -:إدريس فاض لي :حق وق المؤل ف و
الحقوق المجاورة ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،ص.59:
-15محمد الشريف كتو :قانون المنافسة و الممارسات التجارية وفقا لألمر رقم 03-03 :و القانون رقم:
،02-04منشورات بغدادي ،الجزائر ،2010،ص.27:
-16ولمزي د االطالع على التع ديالت و التتميم ات لألوام ر و الق وانين الم ذكورة أعاله انظ ر-:محم د
الشريف كتو ،المرجع نفسه،ص.32:
-17مظفر جابر إبراهيم الراوي :اتفاقيات عمان العربية للتحكيم التجاري لسنة ،1987دار وائل للنشر،
الطبعة األولى ،األردن ،2012 ،ص.15:
-19المرجع نفسه،ص.15:
-20إن المقصود بالمؤسسات المالية العالمية هي صندوق النقد الدولي( )1944و البنك العالمي ()1944
و المنظم ة العالمي ة للتج ارة( .)1994و هي المؤسس ات ال تي أص بحت تش ّكل الرك يزة األساس ية للنظ ام
الرأس مالي الع المي بع د دخ ول المنظم ة العالمي ة للتج ارة(ت اريخ التأس يس 15:أفري ل 1994بالمملك ة
المغربية) حيز النفاذ بتاريخ الفاتح من شهر جانفي .1995
-)21مظف ر ج ابر إب راهيم ال راوي :اتفاقي ات عم ان العربي ة للتحكيم التج اري لس نة ،1987مرج ع س ابق،
ص.15:
-22هو تعريف نقله الدكتور مظفر جابر إبراهيم-المرجع أعاله ،-ص 15:و يعود لـ:
-Michael j.Mustill and Stewart Boyd, the law and practice of commercial
Arbitration in England, Butter worths, London, 1990, P :40.
-23هو تعريف نقله الدكتور مظفر جابر إبراهيم-المرجع أعاله ، -ص 15:و يعود لـ :
-24أضاف المشرع الجزائري بموجب أحكام هذا المرسوم التشريعي رقم 09-93 :مؤرخ في 25أفريل
المتمم لألم ر رقم 154-66:م ؤرخ في 08يوني و 1966و المتض من قن ون االج راءات
1993المع ّدل و ّ
المدنية فصال رابعا إلى الكتاب الثامن من األمر بعنوان :في األحكام الخاصة بالتحكيم التجاري الدولي".
-25و بم وجب اتفاقي ة واش نطن لع ام 1965و الخاص ة بتس وية المنازع ات االس تثمارية بين ال دول و
تم إنش اء المرك ز ال دولي لتس وية منازع ات االس تثمار (Centre International
مواط ني ال دول األخ رى ّ
)pour le Règlement des Différends concernant les Investissementsو المش ار إلي ه
اختصارا ( ) C.I.R.D.Iو التسمية الكاملة لهذا المركز باللغة اإلنجليزية( International Centre For
)Settlement OfInvestment Disputesوالمشار إليه اختصارا(.)I.C.S.I.D
هذا و قد بلغ عدد الدول الموقعة على اتفاقية واشنطن لعام 1965إلى غاية سنة (1993المرجع:التحكيم
التج اري في منازع ات االس تثمار ال دولي بين الدول ة المض يفة لالس تثمار و المس تثمر األجن بي ،مؤل ف
مش ترك-:األس تاذ ال دكتور مص لح أحم د الطراون ة-جامع ة مؤت ه بالمملك ة األردني ة الهاش مية -و ال دكتوراه
فاطم ة الزه راء محم ودي-جامع ة معس كر ب الجزائر-الج زء األول و عنوان ه :نط اق اختص اص المرك ز
ال دولي لتس وية منازع ات االس تثمار ،دار وائ ل للنش ر ،الطبع ة األولى ،األردن ،2013 ،ص158 )11:
دولة ،منها 148دولة صدقت عليها.
http://icsid.worldbank.org-
(-)26لمزي د االطالع انظ ر :الفص ل الراب ع من الق انون رقم 09-16:الم ؤرخ في 29ش وال ع ام 1437
الموافق لـ 03غشت-أوت 2016 -و المتعلّق بترقية االستثمار بعنوان :الضمانات الممنوحة لالستثمارات
(المواد 21:و 22و 23و .)25
(-)27ج اء بنص الم ادة 24من الق انون رقم 09-16:الم ؤرخ في 29ش وال ع ام 1437المواف ق لـ03
غشت-أوت 2016 -و المتعلّق بترقية االستثمار اآلتي":يخضع كل خالف بين المستثمر األجنبي و الدولة
الجزائرية يتسلل فيه المستثمر ،أو يكون بسبب اجراء اتخذته الدولة الجزائرية في حقّ ه ،للجهات القضائية
الجزائري ة المختص ة إقليمي ا ،إال في حال ة وج ود اتفاقي ات ثنائي ة أو متع ددة األط راف أبرمته ا الدول ة
الجزائرية تتعلق بالمصالحة و التحكيم ،أو في حالة وجود اتفاق مع المستثمر ينص على بند تسوية يسمح
للطرفين باالتفاق على تحكيم خاص".
للدول ة بغ رض
جاري ة التّابع ة ّ
( -)28ق ررت الس لطات العمومي ة الع ام 1995تنظيم رؤوس األم وال التّ ّ
االقتصادية من التواجد على امتداد السوق الوطنية في ظل االنفتاح على الرأس
ّ العمومي ة
ّ المؤسسة
ّ تمكين
الم ال األجن بي فج اء األم ر رقم 25-95:الم ؤرخ في 30ربي ع الثّ اني ع ام 1416المواف ق لـ 25س بتمبر
للدول ة ( الجري دة الرس مية للجمهوري ة
جاري ة التّابع ة ّ
1995و المتعلّ ق بتس يير رؤوس األم وال التّ ّ
ظم ه ذا الج انب له ام من التواج د الق انوني
الجزائري ة،الع دد ،55:الت اريخ 02:جم ادي األول ).1416لين ّ
للحافظة المالية للدولة في سوق يقوم على الخطر االقتصادي.
( -)30بإص داره للق انون رقم 01-08:الص ادر بت اريخ 12ج انفي 1988و المتض من الق انون الت وجيهي
للمؤسس ات العمومي ة االقتص ادية في ظ ل تف اقم األزم ة المالي ة المتفاقم ة يك ون المش رع الجزائ ري ق د أق ر ّ
نم اذج جدي دة للمؤسس ة العمومي ة االقتص ادية و هي -:المؤسس ة العمومي ة االقتص ادية( Entreprise
)Publique Économique؛-شركة مس اهمة()Société Par Action؛ -شركة ذات مسؤولية محددة(
.)Société à responsabilité limitée SARL
(-)31أولت السلطات العمومية ،بعد االتفاق مع صندوق النقد الدولي و البنك العالمي العام ،1994أهمية
خاصة للشركات العمومية القابضة للحيلولة دون انهيار االقتصاد العمومي.
(le secteur public industriel comptait 12 SGP, Seules sept présentaient un, «- )34
un potentiel de développement réel : Indelec, Equipag, Transolb, Construment,
Gephac, Caneleq, les schémas ont porté sur certaines SGP ou des EPE à fort
potentiel de ces SGP :Hamid A.TEMMAR, l’économie de l’Algérie, tome 3 , Op
Cité, p :405
(-)35المرسوم التشريعي رقم 93-12:المؤرخ في 19ربيع الثاني عام 1414الموافق 5أكتوبر سنة
1993و المتعلق بترقية االستثمار ،ج.ر.ج.ج ،العدد ،64:التاريخ 24 :ربيع الثاني 1414الموافق لـ10
أكتوبر 1993
(-)36ج اء بنص الم ادة األولى من المرس وم التش ريعي رقم 93-12:الم ؤرخ في 19ربي ع الث اني ع ام
1414المواف ق 5أكت وبر س نة 1993و المتعل ق بترقي ة االس تثمار اآلتي" :يح دد ه ذا المرس وم التش ريعي
النظ ام ال ذي يطب ق على االس تثمارات الوطني ة الخاص ة و على االس تثمارات األجنبي ة ال تي تنج ز ض من
األنش طة االقتص ادية الخاص ة بإنت اج الس لع أو الخ دمات غ ير المخصص ة ص راحة للدول ة أو لفروعه ا ،أو
ألي شخص معنوي صراحة بموجب نص تشريعي".
(-)37لمزيد االطالع على ما يكلف به هذا المجلس الوطني لالستثمار راجع :نص المادة 18من األمر
رقم 03-01:الم ؤرخ في أول جم ادي الثّاني ة ع ام 1422المواف ق 20أوت 2001و المتلّ ق بتط وير
االستثمار(ج.ر.ج.ج ،العدد،47:التاريخ 22:أوت ،2001ص.)4:
و ج اء بنص الم ادة 17من ه ذا األمر اآلتي":تس تفيد من المزاي ا االستثنائية االس تثمارات التي تمث ل أهمي ة
خاصة لالقتصاد الوطني و المعدة على أساس اتفاقية متفاوض عليها بين المستثمر و الوكالة التي تتصرف
باسم الدولة .تبرم الوكالة هذه االتفاقية بعد موافقة المجلس الوطني لالستثمار.
تح دد مع ايير تأهي ل االس تثمارات الم ذكورة في الفق رة األولى أعاله و ك ذا محت وى اج راءات معالج ة مل ف
طلب االستفادة من المزايا االستثنائية عن طرق التنظيم".
(-)38راج ع نص الم ادة 18من األم ر رقم 03-01:الم ؤرخ في 20غش ت-أوت -س نة 2001بع د
التعديل و التتميم بموجب المادة 12من األمر رقم 08-06 :المؤرخ في 15يوليو سنة .2006
()39
( -)40ج اء بنص الم ادة 43من الدس تور الجزائ ري لع ام 2016اآلتي" :حري ة االس تثمار و التج ارة
مع ترف به ا و تم ارس في إط ار الق انون.تعم ل الدول ة على تحس ين من اخ األعم ال ،و تش ّجع على ازده ار
المؤسسات دون تمييز خدمة للتنمية االقتصادية الوطنية.تكفل الدولة ضبط السوق .ويحمي القانون حقوق
المستهلكين .يمنع القانون االحتكار و المنافسة غير النزيهة".
(-)41جاء بنص المادة 06:من األمر رقم 03-01:المؤرخ في أول جمادي الثّانية عام 1422الموافق لـ
20غش ت-أوت -س نة 2001و المتعلّ ق بتط وير االس تثمار(ج.ر.ج.ج ،الع دد ،47:الت اريخ 22:غش ت-
النص
وطني ة لتط وير االس تثمار ،ت دعى في ص لب ّ
ّ أوت )2001اآلتي ":تنش أ ل دى رئيس الحكوم ة وكال ة
"الوكالة".
(-)42وفّ رت الجزائر التي استضافت مؤتمر عدم االنحياز بالجزائر العاصمة العام 1973كافة شروط
توص ل إلي ه الم ؤتمر موافق ة المجموع ة الـ 77على االق تراح
ّ النج اح ألهم ح دث ع المي .و من بين أهم م ا
الجزائ ري و المتض من ال دعوة إلى عق د دورة اس تثنائية للجمعي ة العام ة لألمم المتح دة لمناقش ة مش كلة
التنمي ة ،و هي ال دعوة التي اس تجابت األمم المتح دة إليه ا ب النظر لما ك انت تحوز الجزائر علي ه من مكان ة
دولي ة مرموق ة ،فانعق دت جمعي ة عام ة اس تثنائية في ش هر أفري ل س نة 1974و أص درت التوص ية رقم:
ّ
(3201د )06.المتض منة االعالن عن اقام ة نظ ام اقتص ادي دولي جدي د ،باإلض افة إلى التوص ية رقم:
(3202د )06.المتضمنة برنامج العمل من أجل اقامة نظام اقتصادي دولي جديد.
نقال و بتص رف عن -:محن د وعلي عيب وط :االس تثمارات األجنبي ة في الق انون الجزائ ري ،مرج ع س ابق،
ص 59:و .60
(-)43محن د وعلي عيب وط :عقد االس تثمار :بين الق انون ال داخلي و الق انون ال دولي ،مجل ة إدارة ،المدرس ة
الوطنية لالدارة ،المجلد ،21العدد ،)2011-1(41:الجزائر ،ص.53 :
(-)44ج اء بنص الم ادة األولى من الق انون رقم 09-16:المتعل ق بترقي ة االس تثمار اآلتي" :يه دف ه ذا
القانون إلى تحديد النظام المطبق على االستثمارات الوطنية و األجنبية المنجزة في النشاطات االقتصادية
إلنتاج السلع و الخدمات".
(-)45محمد وعلي عيبوط :االستثمارات األجنبية في القانون الجزائري ،مرجع سابق ،ص.54:
(-)46ح دد المش رع الجزائ ري اإلط ار الق انوني و التنظيمي لالس تثمار بالتأكي د أن االس تثمارات تنج ز في
ظ ل اح ترام الق وانين و التنظيم ات المعم ول به ا ،ال س يما تل ك المتعلق ة بحماي ة البيئ ة و بالنش اطات والمهن
المقننة ،و بصفة بممارسة النشاطات االقتصادية(راجع المادة 04:من قانون ترقية االستثمار-قانون رقم:
.)09-16
)-خص المش رع الجزائ ري الوكال ة الوطني ة لتط وير االس تثمار و تنظيمه ا و س يرها بمرس وم نفي ذي
ّ (47
رقم 100-17:مؤرخ في 6جمادي الثّانية عام 1438الموافق 5مارس ( 2017ج.ر.ج.ج ،العدد،16:
يتمم المرسوم التنفيذي رقم 356-06:المؤرخ في 16رمضان عام 1427الموافق 9أكتوبر سنة
يعدل و ّ
ّ
2006و المتضمن صالحيات الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار و تنظيمها و سيرها.