Professional Documents
Culture Documents
الخاتمة
مقدمة
إن دراس**ة عق**د ال**بيع أهمي**ة بالغ**ة خاص**ة باعتب**اره الطريق**ة األساس**ية لت**دول القيم االقتص**ادية بين
األفراد.
و من أجل ضبط و تنظيم هذه العالقة االقتصادية قام المشرع الجزائري* بوضع قواعد عام*ة و لم
يكتفي بذلك بل أعطاه أحكاما خاصة و ذلك ما يجسده في المواد من 351إلى 412من ق.م.ج.
حينما نتكلم عن عقد البيع فإننا نكون أمام التزامين من أح*دهم ال*تزام الب*ائع وه*و نق*ل ملكي*ة الم*بيع
إلى المش **تري واالل **تزام اآلخ **ر ال **تزام المش **تري حيث يل **تزم ب **دفع الثمن و من هن **ا نق **ول أن لعق **د ال **بيع
محلين و هما الشيء المبيع و الثمن المدفوع من قبل المشتري و من هذا كله علما على ط**رح اإلش**كالية
التالية ما هي األحكام المتعلقة بكل من هذين المحلين؟
المبحث األول :ماهية المحل
يقص **د بالمح **ل الح **ق ال **ذي ي **رد على ش **يء من األش **ياء و ق **د يك **ون الح **ق عيني **ا كح **ق الملكي **ة أو ح **ق
االرتفاق أو انتفاع أو ما إلى غير ذلك و قد يكون حقا شخصيا كما في حوالة الحق و قد يكون حقا أدبيا
معنويا* كحق المؤلف و أيضا المحل في أي عقد هو العملية القانوني**ة ،أي أنه**ا يص**با الش**يء المتف**ق على
نق**ل ملكيت**ه في ق**الب ق**انوني أي االلتزام**ات ال**تي ي**راد إنش**ائها س**واء ال**تزام الب**ائع بنق**ل الملكي**ة وال**تزام*
المشتري* بدفع الثمن.
يك**ون الم**بيع مش**روعا أي قاب**ل للتعام**ل في**ه طبق**ا لنص الم**ادة 93من ق.م.ج " .إذا ك**ان مح**ل االل**تزام
مس**تحيال في ذات**ه مخالف**ا لنظ**ام الع**ام او لآلداب العام**ة ك**ان ب**اطال بطالن مطل**ق " و تنص الم**ادة 682
من ق.م.ج" .
كل شيء غير خارج عن التعامل بطبيعته أو حكم القانون يصلح أن يكون محل للحقوق المالية)2(.
و األش**ياء ال**تي تخ**رج عن التعام**ل بطبيعته**ا هي ال**تي يس**تطيع* أح**د أن يس**تأثر بحيازته**ا و أم**ا الخارج**ة
بحكم القانون فهي التي يجيز القانون أن تكون محل للحقوق المالية "
يتبين لنا من نص المادة 96لبد أن يكون محل أي عقد و بالخصوص عقد البيع أن يكون مشروعا غير
مخ **الف للنظ **ام الع **ام و اآلداب العام **ة ،و ه **ذا م **ا بينت **ه الم **ادة 682من ق.م.ج و قص **دته بقوله **ا " ك **ل
شيء غير خارج عن التعامل بطبيعته أو حكم القانون يصلح أن يكون محل للحقوق المالية.
األش %%ياء ال %%تي تخ %%رج عن التعام %%ل بطبيعته %%ا :هي األش * **ياء ال * **تي ال يس * **تطيع* اح * **د أن يس * **تأثر .1
بـحيازتها* مثل :الهواء ،الشمس ،ماء البحر و بالتالي التصل حان تكون محل لعقد البيع فهي من
األش**ياء الغ**ير قابل**ة للتمل**ك ،لكن اس**تحالة التعام**ل به**ذه األش**ياء متوق**ف على بق**اء ه**ذه االس**تحالة
فإذا زالت أمكن التعامل بها.
األشياء التي تخرج عن التعامل بحكم القانون :وهي نوعان()3 .2
أشياء خرجت عن التعامل بحكم القانون تقديرا للغرض الذي خصصت له كاألموال العامة ،كما
ح**ددت في الم**ادة 688من الق**انون الم**دني م**ا ي**دخل ض**من أم**وال الدول**ة بقوله**ا " تعت**بر أم**واال
للدول **ة العق **ارات والمنق **والت ال **تي تخص بالفع **ل أو بمقتض **ى نص ق **انوني* لمص **لحة عام **ة ،أو
إلدارة أو لمؤسس **ة عمومي **ة أو لهيئ **ة له **ا ط **ابع إداري ،أو اش **تراكي أو لوح **دة مس **يرة ذاتي **ا أو
لتعاوني**ة داخلي**ة في نط**اق الث**ورة الزراعي**ة " .وه**ذا الن**وع من األش**ياء ال يج**وز* أن تك**ون محال
للتعامل بها بحكم القانون وكذلك ال يجوز الحجز عليها أو تمليكها بالتقادم.
أش**ياء خ**رجت عن التعام**ل بحكم الق**انون ألنه**ا محرم**ة حيث ي**رى المش**رع التعام**ل فيه**ا إخالال
بالنظ **ام* الع **ام كالمخ **درات ـ وتج **ارة األس **لحة المحظ **ورة ،والس **موم ،وك **ذلك الحق **وق السياس **ية
والحقوق* المتعلقة ألحول الشخصية.
معنى الوجود و هو أن يكون المبيع موج*ودا وقت انعق*اد عق*د ال*بيع أو يك*ون ممكن الوج*ود* مس*تقبال ف*إن
كان المبيع غير موجود* أص**ال أو ال يمكن وج**ده في المس**تقبل هم**ا ال**بيع باط**ل بطالن مطل**ق و ك**ذلك ان
وجد وهلك قبل البيع فالبيع باطل أيضا أما إذا كان المبيع موجود وقت انعقاد البيع لكن هلك قب**ل التس**ليم
فهنا العقد يفسخ.
و و لق ***د نص ***ت الم ***ادة 92من ق.م.ج " .يج ***وز أن يك ***ون مح* **ل االل* **تزام ش* **يئا مس* **تقبليا و محقق ***ا"...
كالمحص **ول ال **زراعي في المس **تقبل.و لق **د ورد اس **تثناء في ه **ذه الم **ادة في الفق **رة الثاني **ة و ه **و بطالن
التعامل في تركة إنسان على قيد الحياة حتى ولو كان برضاه إلى في األحوال المنص**وص عليه**ا قانون**ا.
زد إلى ذل**ك ان يك**ون المش**تري غ**ير ممنوع**ا من اكتس**اب الح**ق الم**بيع أو ناقص *ا* ألهلي**ة الوج**وب مث**ل
منع المدافعين القضائيين و المحامين من شراء الحقوق المتنازع* عليها المادة 403من ق.م.ج.
ويكفي أن يك **ون المح **ل معين **ا بنوع **ه فق **ط إذا تض **من العق **د م **ا يس **تطيع ب **ه تعين مق **داره و إذا لم يتف **ق
المتعاقدان على درج**ة الش**يء ،من حيث جودت**ه ولم يمكن ت**بين ذل**ك من الع*رف أو من أي ظ*رف آخ*ر،
التزم المدين بتسليم شيء من صنف متوسط* "
إذا تخلف شط التعين أو القابلية للتعين يكون العقد باطال بطالن مطلق()4
و من بين أح**دى الط**رق المتبع**ة لتعين الم**بيع هي ال**بيع على أس**اس العين**ة حس**ب نص الم**ادة 353من
ق.م.ج" .إنه إذا انعقد البيع بالعينة يجب أن يكون المبيع مطابقا لها"...
و ك**ذلك اش**ترط* المش**رع* العلم الك**اف ب**المبيع و إذا تخل**ق يك**ون قاب**ل لإلبط**ال لمص**لحة المش**تري تنص
المادة 352من ق.م.ج " .يجب أن المشتري
عالما بالمبيع علما كافيا* و يعتبر العلم كافيا إذا أش*تمل العق*د على بي*ان الم*بيع و أوص*افه األساس*ية بحيث
يمكن التعرف عليه.
و إذا ذكر أن المشتري* عالم بالمبيع سقط حق ه*ذا األخ*ير في طلب إبط*ال ال**بيع ب**دعوة ع**دم العلم ب*ه إال
إذا أثبت غش البائع".
نصت هذه المادة على حق المشتري* في طلب اإلبطال ،إذا ذكر أن المشتري عالم ب**المبيع س**قط حق**ه في
اإلبطال إال إذا اثبت غش البائع.
في ش*رط التع*يين يكفي في*ه م*ا يم*يزه عن غ*يره أم*ا ش*رط العلم فه*و ذك*ر أوص*افه األساس*ية و إذا تخل*ف
شرط التعيين يترتب عليه بطالنا العقد بطالنا مطلقا أما تخلف العلم الكافي هو القابلية لإلبطال)5(.
المبحث الثاني :الثمن كمحل ثاني
بنا أن عقد البيع من عقود المعوضة و هو ملزم لجانبين فمن بين التزامات المشتري ه**و دف**ع الثمن فه**و
بمثابة محل ثاني
تنص المادة 351من ق.م.ج " .البيع عقد يلتزم بمقتضاه ،البائع أن تلتزم أن ينقل للمشتري* ملكية ش**يء
أو حق **ا مالي **ا أخ **ر في مقاب **ل ثمن نق **دي " .من خالل ه **ذه الم **ادة نفهم ان **ه نق **ل ش **يء أو حق **ا مالي **ا أخ **ر
بمقابل و هو الثمن النقدي .و يكون عبارة عن مبلغ من النقود يلتزم المشتري بدفعه في مقابل ما نقل ل*ه
من ملك أو مقابل المبيع و ال يشترط* في الدفع أن يكون ع**اجال أو م**ؤجال ،كم*ا ال يص*ح أن يك*ون ال**دفع
عن طري**ق ال**وراق المالي**ة أو األس**هم أو غ**ير ذل**ك إلى بع**د تحدي**د الثمن ،وم**تى ح**دد يمكن تحويل**ه إلى
أوراق* مالية محل النقود مثل :السفتجة أو سند األمر أو الشيك()6
الثمن له عدة شروط* و هي أن يكون الثمن نقدا و أن يكون الثمن مقدرا أو قابل للتقدير وأن يكون الثمن
حقيقا
بمع **نى أن الثمن لب **د أن يك **ون مبل **غ من النق **ود ح **تى نس **تطيع* التفرق **ة بين ال **بيع و المقايض **ة ،ح **تى وإ ن
كانت سبائك ذهبية مقاب*ل الش*يء الم*بيع يعت*بر ذل*ك مقايض*ة و ليس بي*ع ،حيث بع*د تحدي*د الثمن و المبل*غ
يمكن االستغناء عن النقود و تعويضها* بالوراق* المالية محل النقود في الوفاء بالثمن()7
يجب االتف**اق على الثمن و تعين**ه تعين**ا دقيق**ا كافي**ا في مق**داره و يمكن االتف**اق علي**ه ص**راحة أو ض**منيا*
على األس***س لتق***دير الثمن حس***ب الم***ادة 356من ق.م.ج " .يج **وز أن تقتص **ر تق **دير الثمن على بي***ان
األساس التي يحدد بمقتضاها فيما بعد".....
األس%%اس األول :س**عر الس**وق :حس**ب الم**ادة 356من ق.م.ج ..." .و إذا وق**ع االتف**اق على أن .1
الثمن هو سعر السوق وجب عند الشك
الرجوع* إلى السوق الذي يقع فيه تسليم المبيع للمشتري في الزمان ،و في المكان ،فإذا لم يكن في مك**ان
التس **ليم س **وق وجب الرج **وع إلى س **عر الس **وق في المك **ان ال **ذي يقض **ي الع **رف أن تك **ون أس **عاره هي
سارية".
األس %%اس الث%%اني :الس* **عر المت* **داول في التج* **ارة :حس* **ب الم* **ادة 357من ق.م.ج " .إذا لم يح* **دد .2
المتعاقدان الثمن ،فال يترتب على ذلك بطالن البيع
م**تى ت**بين من أن المتعاق**دين ق**د نوي**ا االعتم**اد على الس**عر المت**داول في التج**ارة ،أو الس**عر ال**ذي ج**رى
عليه التعام*ل بينهم*ا " حس*ب ه*ذه الم*ادة يك*ون التعين ض*مني و ال يبط*ل ال*بيع م*ا ثبت ني*ة االعتم*اد على
السعر المداول في التجارة أو ما جرى التعامل به بينهما.
األساس الثالث :الثمن ال**ذي اش**ترى ب**ه الب**ائع :وه**ذا األس**اس لم ينص علي**ه المش**رع الجزائ**ري .3
إلى أننا نجد التعامل به في بعض األحيان مثل:
المرابحة :وهي عقد بيع يحدد فيه ثمن الشراء مع ربح معلوم للطرفين
التولية :وهو عقد بيع بنفس الثمن الشراء
الوضيعة :وهي عقد بيع بخسارة بنسبة مئوية
األس%%اس الراب%%ع :أن يت***ولى أجن***بي تحدي***د الثمن :وه***ذا األس **اس أيض **ا لم ينص علي***ه المش***رع .4
الجزائري* إلى أنا نجده في التشريع* الفرنسي()9
أن يكون الثمن متناسبا* مع قيمة الم*بيع المق*در بحس*ب س*عر الس*وق و ه*و ال*ذي تك*ون إرادة ط*رفي العق*د
و قد اتجهت إلى إلزام المشتري بدفع هذا الثمن باعتباره مقابال حقيق**ا للم**بيع( )10ويك**ون غ**ير حققي إذا
كان صوريا أو تافها()11
الثمن الصوري :ه**و ال**ذي ال يط**ابق* م**ا اتف**ق علي**ه الطرف**ان و ذك**ر في العق**د اس**تفاء للش**كل فق**ط و م**تى
ثبت أن الثمن صوري* فإن العقد ال يكون بيعا بل يكون هبة مستترة
الثمن التافه :يكون قليال إلى حد يجعل التناسب بينه و بين قيمة المبيع الحقيقة مفقودة تماما و هن**ا أيض**ا
ال يكون العقد بيعا بل يكون هبة
الثمن البخس :فهو ثمن حققي لكنه يقل بكثير عن قيمة المبيع و ال ينزل لدرجة التافه
حال**ة االس**تغالل ال**تي تنص عليه**ا الم**ادة 90من ق.م.ج .ألي حال**ة أن يس**تغل أح**د المتعاق**دين المتعاق *د*
آخر و ذلك بسبب وجود نقص فيه مثل الطيش
تنص الم **ادة 358من ق.م.ج" .إذا بي **ع عق **ار بغبن يزي **د عم خمس فللب **ائع الح **ق في طلب تكمل **ة الثمن
إلى أربعة أخماس ثمن المثل"...
وللبائع الحق في طلب تكملة الثمن بدعوى تكملة الثمن إلى 4/5من ثمن عقار يماثله أو يش**بهه و إذا لم
يكمل المشتري* الثمن بعد الحكم عليه فعلى البائع أن يطلب الفسخ بدعوى الفسخ و إذا تصرف* المش**تري*
بالعقار و باعه بدوره للغير و كان الغير حسن النية فما على البائع إال الرجوع إلى المطالبة بالتعويض.
و كذلك ال يطعن في البيع عقار بيع بالمزاد العلني و يجب لتقدير ما إذا كان الغبن يزي**د عن الخمس أن
يقوم العقار بحسب قيمته وقت البيع )12(.
الخاتمة
ومن هن* **ا نص* **ل إلى الق* **ول أن لعق* **د ال* **بيع محلين و هم* **ا ك* **ل من الش* **يء الم* **بيع ال* **ذي يجب أن يك* **ون
مش **روعا وج **ود أو إمكاني **ة لوج **ود* و معين **ا أو قاب **ل للتعين و أن يك **ون معلوم **ا علم **ا كافي **ا للمش **تري* و
المحل الثاني ه*و الثمن ال*ذي يل*تزم* ب*ه المش*تري بدفع*ه و ال*ذي يجب أن يك*ون نق*دا و أن يك*ون مق*درا أو
قابل للتقدير وأن يكون حقيقا .وبتخلف أحد من هذين المحلين يكون عقد البيع بطل.
المراجع
محم **د حس **نين عق **د ال **بيع في الق **انون الم **دني الجزائ **ري ،دي **وان المطبوع **ات الجامعي **ة ،الطبع **ة
الرابعة ،2005بن عكنون الجزائر·
ال * **دكتورة س * **ي يوس* * *ف* زهي * **ة حوري * **ة،الوج * **يز* ،طبع * **ة ،2008دار األم * **ل للباع * **ة و النش * **ر و
التوزيع،تيزي وزو الجزائر
أنظ**ر :محم**د حس**نين ،عق**د ال**بيع في الق**انون الم**دني الجزائ**ري ،دي**وان المطبوع**ات الجامعي**ة، .1
الطبعة الرابعة ،2005بن عكنون الجزائر ،صفحة 45الى الصفحة 60
أنظر :محمد حسنين ،المرجع السابق ،صفحة 45 .2
أنظر :دسي يوسف زهية حورية ،الوجيز ،طبعة ،2008دار األمل للباعة و النشر و التوزي**ع، .3
تيزي وزو الجزائر ،صفحة 78 -77
أنظر :دسي يوسف زهية حورية ،المرجع السابق ،صفحة 73 .4
أنظر :دسي يوسف زهية حورية ،المرجع السابق ،صفحة 79 .5
أنظر :دسي يوسف زهية حورية ،المرجع السابق ،صفحة 80 .6
أنظر :محمد حسنين ،المرجع السابق ،من صفحة 64إلى 65 .7
أنظر :محمد حسنين ،المرجع السابق ،من صفحة 64إلى 65 .8
أنظر :دسي يوسف زهية حورية ،المرجع السابق ،صفحة 88 .9
أنظر :دسي يوسف زهية حورية ،المرجع السابق ،صفحة 88 .10
أنظر :دسي يوسف زهية حورية ،المرجع السابق ،صفحة 88إلى 89 .11