Professional Documents
Culture Documents
SJAM - Volume 32 - Issue 124 - Pages 163-213 PDF
SJAM - Volume 32 - Issue 124 - Pages 163-213 PDF
الصحاح :دار المعرفة ،بيروت ،لبنان ،الطبعة الخامسة( ،2012 ،شرف) ،ص
1الرازي :مختار ِّ
302
2ابن منظور :لسان العرب ،دار المعارف ،القاهرة (شرف) المجلد، ، 4د.ت ص 2242
6في هذا السياق لفت انتباهي ما ذكره ديان مكدونيل وسؤاله الوجودي الجوهري عن أثر المؤلف
وامتداده بعد وفاته؛ وذلك ال يكون إال من خالل تتبع النقاد ألعماله والبحث عن ذلك الخيط الرفيع
األفقي الرابط بين أفكاره ومعتقداته الشخصية واالجتماعية فيقول ":وماذا عندما يكون المؤلف قد
قضى نحبه ،ولم يبق منه سوى جملة من الكتابات؟ إن النقاد حينئذ يحاولون أن يعيدوا تشكيل هذه
الكتابات ،وقد يرتضونها على ما هي عليه ،بحيث يمثلون لها كيانا موحدا ،أو خيطا ينتظمها
ويجعل منها بناء متماسكًا ،وأن يتصوروا لها موضوعا أو موضوعات هي من قبيل ما يأتلف
ومنطق ذلك المؤلف"ديان مكدونيل :مقدمة في نظريات الخطاب ،ترجمة د عز الدين إسماعيل ،
المكتبة األكاديمية ،القاهرة ،2001 ،ص52
7البارودي :الديوان ،قدم له محمد حسين هيكل ،تدقيق :محمد فوزي حمزة ،مكتية اآلداب ،
القاهرة ،2013 ،ص295
8د خليل الموسى :البارودي (رائد النهضة الشعرية الحديثة) ،دار ابن كثير(دمشق -يروت) ط،1
،1999ص 30
9الديوان :ص185
10الديوان :ص215
المبحث األول:
ثنائية التفاؤل والتشاؤم
ٌ
بحث في اإلبداع واالتباع عند العرب) – صدمة الحداثة ،الهيئة 11أدونيس :الثابت والمتحول (
العامة لقصور الثقافة ،القاهرة4/52 ،2016 ،
12أمين الخولي :مناهج تجديد في النحو والبالغة والتفسير واألدب ،الهيئة المصرية العامة
للكتاب ،القاهرة ،2017 ،ص 256
13الديوان ص 178
إن أول ما يأخذ النظر ويسترعي االنتباه هو المفتتح وتلك (العتبة) 17التي تشكل جانبا من
قصدية البارودي ؛ وما تغلغل فيها من تلك الموسيقى التي جعلت البيت األول في غاية
14يُحمد للبارودي أن كان من أوائل الشعراء الذين كان لهم كبير األثر يموسيقاهم التعبيرية
المرتكنة إلى الحركة والسكون والنشاط والخمول وفقا لمتطلبات الغرض الشعري الذي ينظم فيه
قصيدته بناء على حالته الشعورية ومن ثم " اتجه الشعراء -ومنهم البارودي -إلى خلق حاالت
من اإليحاء عن طريق موسيقى األلفاظ وإلى اإللحاح على استخدام الكلمة كداللة وكصوت
انفعالي،كما اهتموا بخلق جو من الموسيقى التصويرية المصاحبة لالنفعال "دالسعيد الورقي :لغة
الشعر العربي الحديث ،دار المعارف ،القاهرة ،الطبعة الثانية1983 ،ص 248
15أرى أن هذه القصيدة قد نظمها البارودي على نسج القدامى ومنوالهم متأثرا بقصيدة علقمة بن
عبدة الفحل المتوفى نحو ( 1ق.هـ 603 -م أو 20ق.هـ 625 -م) -وذلك باب ليس بغريب على
البارودي -الذي يقول في مفتتحها:
مشيب
ُ بُعي َد الشباب عصر حان قلب في الحِّ سان طروب ُ
طحا بك ٌ
ُ
وعادت عوا ٍد بيننا وخطوب ُ ْ َّ
ُكلفُني ليلى وقد شط وليُها
ت ِّ
16الديوان ص 121
17وفقا لجيرار جنت العتبة هي كل ما يتصل بالنص من عناصر يكون لها أثر واضح في تأويل
رؤية الشاعر وتوضيحها بالشكل األقرب إلى الحقيقي ومنها العنوان واإلهداء والمقدمة ومواضع
العناوين وغيرها من العناصر التي تنظم النص المكتوب .وفيما يتصل بشاعرنا فإن افتتاحياته أو
عتباته تبرز لنا عالمه الذي يبني فيه لغته ألن" الكاتب أو المؤلف عندما يكتب كلماته أو يؤلف
بينها يبني عوالم نصه وفقا كيفية ما ،محاكيا بناءات موجودة ،أو مبدعا في نطاق الممكن النوعي
طرائق جديدة في تنظيم بنياته النصية التي يتشكل منها النص الذي يبدع وفق رؤيته لعمله
اإلبداعي أو تبعا لضرورات تشكيل المعنى"عبد الحق بلعابد :عتبات جيرار جنيت من النص إلى
المناص ،تقديم د سعيد يقطين ،الدار العربية للعلوم ناشرون :لبنان ،ومنشورات االختالف ،
الجزائر ،الطبعة األولى ،2008 ،ص14
18ذكر ابن رشيق القيرواني ت( 456هـ) قيمة المفتتح وأثره في شهرة الشعراء وكالمهم فقال" :
قيل لبعض الحذاق بصناعة الشعر :لقد طار اسمك واشتهر ،فقال :ألنني أقللت الحز ،وطبقت
المفصل ،وأصبت مقاتل الكالم ،وقرطست نكت األغراض بحسن الفواتح والخواتم ولطف الخروج
إلى المدح والهجاء ،وقد صدق ،ألن حسن االفتتاح داعية االنشراح ،ومطية النجاح ،ولطافة
الخروج إلى المديح ،سبب ارتياح الممدوح ،وخاتمة الكالم أبقى في السمع ،وألصق بالنفس؛ لقرب
العهد بها؛ فإن حسنت حسن ،وإن قبحت قبح ،واألعمال بخواتيمها ،كما قال رسول هللا صلى هللا
عليه وسلم ".ابن رشيق القيرواني :العمدة في محاسن الشعر وآدابه ونقده :تحقيق د محمد محي
الدين عبد الحميد ،دار الجيل ،بيروت ،لبنان ،الطبعة الخامسة 217/1 ،1981 ،
19يرى د صالح فضل أن الصورة في الشعر الحديث قد تكون بأدوات غير اللغة بفعل ما قد شهده
العالم من صور بصرية؛ فيقول إن " الصورة المصنوعة بغير أدوات اللغة تكاثرت وتكثفت،
وهيمنت على المخيلة البشرية ،وهذه يجعل الحديث اليوم عن الصورة الشاعرية أكثر مجازية من
أي وقت مضى ،فما تنتجه اللغة ليس سوى رموز تصويرية مجردة في الواقع " د صالح فضل:
أساليب الشعرية المعاصرة ،الهيئة المصرية العامة للكتاب ،القاهرة ،2016 ،ص 163-162
وفي هذا السياق ينبغي اإلشارة إلى الدوافع التي جعلت األخالق هي الغاية الكبرى عند شاعرنا ما
قاله د أحمد الطامي" ولعل هذا التأكيد على الغاية األخالقية من الشعر قد فرضه الدور الهامشي
الذي كان يؤديه الشعر في زمن البارودي وما سبقه من قرون حيث هبطت منزلة الشعر وضعف
تأثيره أو انعدم واقتصر تداولوه على فئة قليلة من الناس" د أحمد صالح الطامي :المفهوم النظري
للشعر عند البارودي وشوقي :مجلة جامعة الملك سعود ،اآلداب ( )1م 1421 ،13هـ2001-م،
ص105
30يقصد تشابه أو تساوي البنية التركيبية لجملة من الجمل مع جمل أخريات في نفس السياق أو
الفقرة أو البيت الشاعري السابق أو الالحق بغية إحداث موسيقة سمعية تخترق القلب وباعثة على
استثارة العقل والقلب والوجدان .وقدأُطلق عليها قديما حسن التقسيم أو التناسب التركيبي.
31ينبغي في هذا المقام أن أشير إلى ذلك المقصد الذي أعنيه من مصطلح تواصل الحواس وافتراقه عن
المصطلح النقدي المعلوم (تراسل الحواس) فاألول يقتضي تواصال بين حاسة ما وحاسة أخرى (أو عضو
وعضو) وأن الفعل من حاسة ما يقتضي رد فعل من حاسة أخرى .أما المصطلح الخاص بتراسل الحواس
فقد أوجزه د علي عشري زايد فيما يلي " وصف مدركات حاسة من الحواس بصفات مدركات حاسة أخرى
فتعطي لألشياء التي تدركها بحاسة السمع صفات األشياء التي ندركها بحاسة البصر ،ونصف األشياء التي
ندركها بحاسة الذوق بصفات األشياء التي ندركها حاسة الشم ،وهكذا تصبح األصوات ألوانا والطعوم
عطورا" د علي عشري زايد :عن بناء القصيدة العربية الحديثة ،مكتبة اآلداب ،القاهرة ،الطبعة الخامسة،
،2008ص78
بر ِ
ماء مولع ِ وذا الدهر فينا العيش إال ساع ٌة سوف تنقضي
ُ فما
ٌ
ِ 37 تحسبن المرء يبقى َّ
بعد كل نماء
النقض إال َ
ُ فما مخل ًدا َ َّ وال
38
إن أول ما يلفت االنتباه ويستثير الذهن في البيتين السابقين تلك (الصور المتكررة) في
مولع
شعر البارودي؛ تلك الصور يغلب عليها البساطة التي عبر بها عن فكرته ( الدهر فينا ٌ
برماء)وهنا تشبيه الدهر بذلك السيف الذي ال ينشغل إال برمي اإلنسان بكل االبتالءات ولم
يكتف بأن شبه الدهر بإنسان سفاك الدماء بل جعل فيه صفة ال يمكن فصلها عن أال وهي
مولع) أي أنها هواية ال يمكن بترها أو فصلها عن صاحبها ،ثم تأتي الصورة المجازية
ٌ (
الثانية (ما النقض إال بعدكل نماء) إذ جعل الشاعر النقض -الهدم بفعل الدهر يكون سريعا؛
إذ ينتظر الدهر لحظة اكتمال الثمار ونضجها حتى ينقض عليها وينقضها وفي ذلك حسرة
تصيب صاحب الجهد والمجهود المضني ،وكأن الدهر ينتظر وينتظر ليصيب اإلنسان في
قلبه كما ينهدم الكيان بعد اكتمال البناء .فقد استطاع شاعرنا أن يحرك حواسنا ويستثيرها
بفعل ذلك التصوير إذ إن"التصوير في الشعر استثارة بواسطة الكلمات .وعن طريق الحواس
36د محمد زكي العشماوي :أعالم األدب العربي الحديث ،دار المعرفة الجامعية ،اإلسكندرية،
،1997ص 372
37الديوان ص 97
38هي الصور التي تربط الشاعر بحالته النفسية ونظرا إللحاح صور محددة ومتكررة فإن ذلك فيه
من الىداللة عل أن تلك الصور لها معان في وعي الشاعر ومن ثم تنعكس تحت قلمه .ويعد هذا
العنصر أحد العناصر التي ربط بها ستيفن أولمان بين أسلوب األديب وشخصيته وجعل هناك
مجموعة من العناصر التي يتحقق بها ومن خاللها ذلك الربط وتلك العناصر هي :التحليل
اإلحصائي والمنهج النفسي واألنماط الرمزية لألسلوب ،والكلمات الكاشفة ،والصور المتكررة.
يمكن الرجوع لكتاب الخيال واألسلوب والحداثة للدكتور جابر عصفور مجموعة مقاالت مترجمة
عن القضايا السابقة .د جابر عصفور :الخيال واألسلوب والحداثة (مقاالت مترجمة) المجلس
األعلى للثقافة ،القاهرة ،الطبعة األولى ،2005 ،ص208
39د محمد حسن عبد هللا :اللغة الفنية(مجموعة مقاالت أجنبية مترجمة) دار المعارف القاهرة،
،1985ص72
40الديوان :ص 97
41الديوان :ص 363-362
42الديوان :ص365
45الديوان :ص132
46وفيما يتعلق بالقدرة على اختيار اللفظ وتموضعه في سياقه المالئم؛ فقد أشار ابن عبد ربه إلى
ذلك األمر في العقد الفريد بقوله " وال تجعل اللفظة قلقة في موضعها ،نافرة عن مكانها؛ فإنك متى
فعلت [ذلك] هجنت الموضع الذي حاولت تحسينه ،وأفسدت المكان الذي أردت إصالحه؛ فإن وضع
األلفاظ في غير أماكنها ،وقصدك بها إلى غير مصابها ،إنما هو كترقيع الثوب الذي لم تتشابه
رقاعه ،ولم تتقارب أجزاؤه ،خرج عن حد الجده وتغيَّر ُحسنُه" ابن عبد ربه :العقد الفريد 269/4
47ما من شك أن األسلوب وصاحبه في كثير من الدراسات هما محور التجربة اإلبداعية؛ إذ إن
المؤلف يختار من بين أدواته اللغوية ما يحاكي قضيته وموقفه منها؛ ومن ثم فاألسلوب هنا يعني"
اختيار واع يسلطه المؤلف على ما توفره اللغة من سعة وطاقات .وإلحاح هذا المنحى على أن
األسلوب عملية واعية تقوم على اختيار يبلغ تمامه في إدراك صاحبه كل مقوماته هو الذي يحدث
خد الفصل بين التقديرات الفلسفية لألسلوب وتقديراته الموضوعية التجريبية" د عبد السالم
المسدي :األسلوبية واألسلوب ،الدار العربية للكتاب ،طرابلس ،الجماهيرية الليبية -تونس،
الجمهورية التونسية ) ،1982ص 75-74
48الديوان :ص91
49الديوان :ص319-318
50الديوان :ص104
51الديوان :ص 100
55الديوان :ص133
56الديوان :ص 108
57الديوان :ص108
المبحث الثاني:
ثنائية الزمان والمكان
ما من شك أن للزمان والمكان أث ار جليا في حياة الشعراء قديما وحديثا ،فهناك من
عاتب الزمان وفقا لتقلباته وعدم القدرة عليه ،ومنهم من عاتب المكان تبعا لقيمة المكان
الراسخة في ذهن الشاعر ،ولعل الدافع وراء ذلك هو خشية الشعراء مواجهة الفاعل الحقيقي
أال وهو القدر ألنه المنتصر ال محالة .وقلما نجد منهم من احتفى بهما إال لِّ َّ
علة كائنة في
نفس صاحبها.
58إميل توفيق :الزمن بين العلم والفلسفة واألدب ،دار الشروق ،القاهرة ،الطبعة األولى ،1982 ،ص 79
59يقصد بهذا المصطلح ارتباط الزمان بالمكان وقت الفعل أوالحدث أو الواقعة إذ إن عدم انفصالهما
وافتراقهما يحققان لألديب أو الشاعر والكاتب طاقة إيحائية تعبيرية تمكنه من توصيل خيطه الفكري
و الشعوري إلى المتلقي وذلك ما لحظناه في النص السابق للبارودي من حيث استدعاء فترة زمنية معينة
وما وازاها من محددات مكانية ارتبطت به وقت األحداث .ومن الواضح أيضا أن "بِّنَى الزمكانية ليست
محض ظواهر شكلية وإنما هي أيضا بِّنى ذهنية تتشكل من خالل تفاعلها التبادلي مع النصوص؛ إذ رغم أن
النصوص تنطوي على الزمن والمكان فإن اتحادهما وتوحدهما ال يتحقق مالم يصبحا جزءا من ذهنية
القاريء والمؤلف الحقيقيين" د ميجان الرويلي ودسعد البازعي:دليل الناقد األدبي ،المركز الثقافي
العربي( الدار البيضاء ،المغرب -بيروت ،لبنان) الطبعة الخامسة ،2007ص172
60الديوان ص188
63تحدث الشاعر نفسه عن موقفه من الزمان بعدد من األسئلة التي تتضمن إجابة شافية وتقريرا
بأن الزمان ال ضمانة ألحد عليه قائال " وأي امريء عاهده الدهر ولم يغدر أو صف له ثم ولم
يكدر؟ وكيف ال ينقلب الحال والزمان قُلَّ ٌ
ب ...هيهات ما وعد إال وخلف ...وال أضحك إال وأبكى...
فال تحزن على ما ذهب إذا استرد الدهر ما وهب" محمود سامي البارودي :الديوان ،طبعة مكتبة
هنداوي ،القاهرة ،2013 ،ص 30
64سمير الحاج شاهين :لحظة األبدية ،دراسة الزمان في أدب القرن العشرين ،المؤسسة العربية
للدراسات والنشر ،بيروت ،لبنان،الطبعة األولى ،1980 ،ص 52
65الديوان ص 89
69وفي السياق ذاته يوضح مولينيه و"يميز بين الصور ذات البنية الصغرى والصور ذات البنية الكبرى.ويحددها بما يل :تمتاز
الصور ذات البنية الصغرى عن الصور ذات البنية الكبرى بكونها يمكن عزلها في عناصر محددة من الخطاب تزول أو تتغير إذا
غيرنا في العناصر الشبكية للخطاب ،تدل على نفسها فورا وتفرض نفسها عند تلقي المرسلة ،ت ُفسر انطالقا من سياقها المباشر .أما
الصور ذات البني ة الكبرى فإنها على عكس ذلك تعمل على مستوى النص أو الخطاب وال يمكن عزلها أو تمييزها في مفردات معينة
منه"جورج مولينييه :األسلوبية ترجمة د بسام بركة المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع ،بيروت،لبنان،الطبعة األولى ،
،1999ص26-25
المتواري أو الموازي ضمنيا لتلك البنى
ِّ 70وفي هذا المقام قد أشار د عيد بلبع إلى أن هناك ما يمكننا أن نُطلق عليه السياق
الصرفية والنحوية والصوتية والمعجمية التي حددها األديب؛ أي الداللة التي يبتغيها الشاعر من وراء تتابعية وتكرار بنى تركيبية
معينة تكون ُملحة على ذهنية الشاعر وقت النظم؛ فيقول د بلبع في ذلك" إذا كان سياق النص يمثل مستوى من األطر السياقية التي
تضم في طياتها مستويات أخرى من المستوى الصوتي والصرفي والمعجمي والنحوي؛ فإنه يعد في الوقت نفسه مستوى مستقال ال
يقف عند حدود سياق التراكيب بل يتعداه لينتج بعض الدالالت أو يحدد بعضها بع القات غير نحوية تأتي من الفحوى أو المفهوم
العام للعناصر السياقية األخرى" د عيد بلبع :السياق وتوجيه داللة النص ،دار بلنسية للنشر والتوزيع ،القاهرة ،الطبعة األولى،
،2008ص162
71الديوان ص 327
72هو أحد أهم نقاد القرن الرابع الهجري ت 322قال فيما أشرنا إليه فيما ينبغي أن يتجنبه
الشاعر "وينبغي للشاعر ان يجتنب اإلشارات البعيدة والحكايات الغلقة واإليماء ال ُمشكل ،ويتعمد
ما خالف ذلك ،ويستعمل من المجاز ما يقارب الحقيقة وال يبعد عنها ومن االستعارات ما يليق
بالمعاني التي يأتي بها " ابن طباطبا العلوي :عيار الشعر ،تحقيق د عبد العزيز المانع ،دار
العلوم للطبع والنشر ،الرياض ،1985 ،ص 200-199
73د محمد مندور :النقد المنهجي عند العرب ومنهج البحث في األدب واللغة ،دار نهضة مصر،
القاهرة ،1996 ،ص405
74د عبد هللا التطاوي :حركة الشعر بين الفلسفة والتاريخ ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،القاهرة،
1992ص56
75في تلك العالقة بين الجانب العقلي والجانب العلمي أشار أدونيس إلى رأيه بأنه وجد طريقا ثالثة
قال" صرتُ أبحث عن طرق مغايرة ،ال تنفي هاجس المستقبل ،وال تنفي الماضي بإطالق ...وذلك
من أجل أن أبتعد عن عقالنية العلم الباردة ،وتطلعا إلى الكشف عن حقائق أسمى إنسانيا ،وأعمق
من حقائق العلم ،ولم تكن هذه عودة ماضوية ...إنما هي نوع من االستبصار في كلية الكيان
اإلنساني واإلحاطة به" أدونيس :الشعرية العربية ،دار اآلداب ،بيروت ،الطبعة الثانية،1984 ،
ص104
76الديوان :ص 329
83وقد قال شيخ النقاد عن ذلك النمط من التشبيه " هو النمط العدل والنُ ْم ُرقة الوسطى ،وهو شيء
تراه كثيرا باآلداب والحكم البريئة من الكذب" عبد القاهر الجرجاني :أسرار البالغة ،تحقيق د
محمود محمد شاكر ،دار المدني ،جدة ،الطبعة االولى ،1991 ،ص276
84غني عن البيان أن اللغة ال تعني تلك الكلمات المتراصة بالتجاور فحسب؛ بل إنها تشتمل على
عناصر أخرى تمكن الكاتب من أن يروم هدفه ويصيبه" ولو كنا نعني باللغة مجرد مجموعة من
الكلمات لم تكن هناك لغة شعرية خاصة ،أما لو كنا نعني باللغة الشعرية تراكيب مكونة من كلمات
ومصنوعة بأنساق معينة فالشك إذن من وجود لغة شعرية ال تتميز عما سواها بمضمونها وإنما
ببنيتها" د صالح فضل :نظرية البنائية في النقد االدبي ،الهيئة المصرية العامة للكتاب ،القاهرة،
،2003ص234
85الديوان ص 93
86لم تكن الثورة العرابية بقياد أحمد عرابي ثورة جيش فقط بل "تطورت إلى ثورة عامة حمل
الجيش ،ونهضت مصر على إثره تؤيده ،وتشجعه .لوال أن مصركانت في ذلك الوقت ُ لوا َءها
ضعيفة وكانت مواردها قد استنزفها إسماعيل ...وكانت إنجلترا في أوج عصرها االستعماري..
في زعماؤها إلى سرنديب ...ومن هؤالء البارودي" د عمر الدسوقي : ولهذا أخفقت الثورة ،ونُ َ
محمود سامي البارودي ،دار المعارف ،مصر 1953 ،ص8
87لقد قال البارودي نفسه في مقدمة الديوان " تاهلل ما بعد الوطن دار ،وال في غير الكعبة مدار،
ولكن من لم يجد حراكا سكن ،ومن أعجزته الحيلة ركن" البارودي ديوانه ،طبعة مكتبة هنداوي،
مقدمته ص 28
88الجنيب أي البعير المربوط بجوار أخيه وال ينفصل عنه يُمنة أو يسرةً.
89الديوان ص 435
90ماجدة محمود :جماليات رواية (مئة عام من العزلة ) لماركيز ،مجلة عالمات في النقد األدبي،
النادي األدبي الثقافي بجدة ،المملكة العربية السعودية ،المجلد ،20العدد ،2014 ،80ص313
91الديوان :ص 337
مصلوح :في البالغة العربية واألسلوبيات اللسانية (آفاق جديدة) مجلس النشر العلمي ،جامعة
الكويت ،الكويت ،2003 ،ص .68وإكماال لما سبق فإنه في الخاصة األسلوبية قد يختلف الشاعر
القديم عن الشاعر الحديث في تلك المعطيات واألدوات الشعرية ،ول َّما كان لتلك الخاصة سمات
وصفات محددة يُكسبها الشاعر شعره فقد كان للدكتور عدنان حسين قاسم رأي في استخدام
العنصر الغريب أو اللفظ الغريب في الشعر خاصة أو األدب عامة بأن ذلك قد يشكل لدى الشاعر
خاصة أسلوبية تجعلها قادرة على االستثارة الجمالية " فقد يكون استخدام القوافي الداخلية
والتوازي وما يقتضيه اليصل إلى الدرجة التي تجعل تلك العناصر تتمتع بفاعلية تأثيرية .ألنها
شاعر مفردات قديمة مهجورة،ٌ استخدمت بطرق تقليدية ،على امتداد القصيدة كلها .فإذا استخدم
اطرادها -خاصة أسلوبية ،ولكن هذه الخاصة قد تؤدي إلى نتيجة فإنها تصبح لديه -وعن طريق ِّ
سلبية تماما" د عدنان حسين قاسم :االتجاه األسلوبي البنيوي في الشعر الحديث ،الدار العربية
للنشر والتوزيع ،القاهرة ،2000 ،ص 131
99الديوان :ص 376
100لقد عارض البارودي هذه القصيدة بقصيدة أخرى في ديوانه على الوزن نفسه من الكامل،يقول
في مطلعها:
ب تا ٍل بَذَّ َ
شأو ُمقد َِّّم َولَ ُر َّ ك ْم غادر الشعراءِّ من ُمترد َِّّم
حكم
ي بك ُِّل قو ٍل ُم ِّعبقري ال َينِّي َي ْف ِّري الفَ ِّر َّ
ٌّ في كل عصر
وفي موضع آخر قال عن نفسه في تتبعه آثار األقدمين في الديوان ص :431-430
103يقصد بالداللة السياقية" :هي الداللة التي يعنيها السياق اللغوي ،وهو البيئة التي تحيط
بالكلمة أو العبارة أو الجملة ،وتستمد أيضا من السياق االجتماعي وسياق الموقف وهو المقام
الذي يُقال فيه الكالم بجميع عناصره ،من متكلم ومستمع وغير ذلك من الظروف المحيطة
والمناسبة التي قيل فيها الكالم" د فريد عوض حيدر ،علم الداللة ،دراسة نظرية وتطبيقية ،مكتبة
اآلداب القاهرة ،الطبعة األولى ،2005 ،ص56
التوصيات :
يمكننا أن نوجز التوصيات التي تمخضت عن هذه الدراسة في عدد من النقاط التي
تستوجب – كما أرى -ضرورة دراسة البارودي دراسات موسعة فيما يتصل بالقضايا
والظواهر اآلتية :
المصادر والمراجع
أوًال :المصادر
-البخاري :محمد بن إسماعيل بن المغيرة البخاري ،أبو عبد هللا (ت256 -هـ)
-1صحيح األدب المفرد ،المحقق :محمد فؤاد عبد الباقي،الناشر :دار البشائر اإلسالمية –
بيروت ،الطبعة :الثالثة.1989 – 1409 ،
-الرازي :زين الدين محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الحنفي الرازي (ت666 -هـ)
الصحاح :دار المعرفة ،بيروت ،لبنان ،الطبعة الخامسة.2012 ، -2مختار ِّ
-ابن رشيق القيرواني :أبو على الحسن بن رشيق القيرواني األزدي (ت)463 -
-3العمدة في محاسن الشعر وآدابه ونقده :تحقيق د محمد محي الدين عبد الحميد ،دار
الجيل ،بيروت ،لبنان ،الطبعة الخامسة .1981 ،
-ابن طباطبا العلوي :محمد بن أحمد طباطبا ،الحسني العلوي ،أبو الحسن (ت322 -هـ)
-4عيار الشعر ،تحقيق د عبد العزيز المانع ،دار العلوم للطبع والنشر ،الرياض.1985 ،
-ابن عبد ربه :أبو عمر ،شهاب الدين األندلسي (ت328-هـ)