You are on page 1of 19

‫دراسات وأبحاث ا لة العر ية لﻸبحاث والدراسات العلوم اﻹ سانية واﻻجتماعية‬

‫ﻣﺠلد ‪ 15‬عدد ‪ 1‬جانﻔﻲ ‪ 2023‬السنة ا اﻣسة عﺸر‬ ‫‪ISSN: 1112- 9751 / EISSN: 2253-0363‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫اﻷسس النظر ة للمدخل الوظيﻔﻲ وتطبيقاته خدﻣة الﻔرد‬


‫‪Theoretical foundations of the functional approach and its applications in the‬‬
‫‪social case work‬‬
‫ـــــــــ ــ ـ ــ ــــــــــــ ــ ـــــــــــــــــــــــ ــ ـ ــ ــــــــــــ ــ ـ ــ ــــــ ـ ــ ـ ــ ــــــــــــ ــ ـ ــ ــــــــــــ ـــــــ ــ ـ ــ ــــــــــــ ــ ـــــــــــ ــ ـ ــ ــــــــــــ ــ ـ ــ ــــــــــــ ــ ـــــــــــــــــــــــ ــ ـ ــــــــــــ ـ ــ ــــــــــــــــــ ـ ــــــــــــــــــ ــ ـ ــ ـــــــــــــــــ‬
‫جا عبد العز ز ‪DJAHMI ABDELAZIZ‬‬
‫أ‪ .‬ﻣح)ا(‪ ،‬جاﻣعة ﻗاﳌة‪ ،‬لية العلوم اﻹ سانية واﻻجتماعية‪ ،‬علم اﻻجتماع‪ ،‬ﻣخ الﻔلسﻔة والدراسات اﻹ سانية‬
‫واﻻجتماعية وﻣﺸكﻼت اﻹعﻼم واﻻتصال‪.‬‬
‫‪djahmi.abdelaziz@univ-guelma.dz‬‬
‫‪MCA -University of Guelma, Faculty of Humanities and Social Sciences,Sociology.‬‬
‫‪Laboratory of Philosophy, Human and Social Studies, and Media and Communication‬‬
‫‪(.Problems‬‬
‫ـــــــــ ــ ـ ــ ــــــــــــ ــ ـ ــــــــــــــــــ ــ ـ ــ ـ ــــــــــــــــــ ــ ـــــــــــ ــ ـ ــ ـ ــ ـ ــ ــــــــــــ ــ ـ ــ ــــــــــــ ــــــــــــــــــ ــ ـــــــــــ ــ ـــــــــــــــــــــــ ــ ـ ــ ــــــــــــ ــ ـ ــــــــــــــــــ ــ ـ ـــــــــــــــــ ــ ـ ــ ــــــــــــ ــ ــــــــــــ ــ ـــــــــــــــــ‬
‫‪2022-12-28‬‬ ‫تار خ القبول ‪:‬‬ ‫‪2022-08-21‬‬ ‫تار خ اﻻستﻼم‪:‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪575‬‬
‫دراسات وأبحاث ا لة العر ية لﻸبحاث والدراسات العلوم اﻹ سانية واﻻجتماعية‬
‫ﻣﺠلد ‪ 15‬عدد ‪ 1‬جانﻔﻲ ‪ 2023‬السنة ا اﻣسة عﺸر‬ ‫‪ISSN: 1112- 9751 / EISSN: 2253-0363‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫اﳌ ص‪:‬‬

‫تقديم خدما ا لﻸفراد‬ ‫ال سق اﻻجتما ا ديث للمجتمعات‪ ،‬و عتمد‬ ‫تحتل ا دمة اﻻجتماعية م انة متم ة‬
‫وا ماعات وا تمعات ع ثﻼث طرق أساسية و ‪ :‬خدمة ا تمع‪ ،‬خدمة ا ماعة‪ ،‬خدمة الفرد‪ .‬ذه اﻷخ ة عتمد‬
‫إسداء خدما ا تاج ا من العمﻼء ع مجموعة من اﳌداخل النظر ة والعملية من بي ا اﳌدخل الوظيفي‪ .‬و و أحد أ م‬
‫اﳌداخل الرعائية والعﻼجية ا ديثة اﳌستخدمة ف ا‪ ،‬ﳌا تتم به من خصائص تم ه عن غ ه من مداخل اﳌمارسة اﻷخرى‪.‬‬
‫ذا اﳌدخل‪ ،‬وذلك من خﻼل التعرف بخصائصه‪ ،‬وما يتضمنه من‬ ‫ومن ذا اﳌنطلق جاء ذا اﳌقال ل سلط الضوء ع‬
‫س ند عل ا‪ ،‬ممثلة‬ ‫مفا يم ذات العﻼقة)ا دمة اﻻجتماعية‪ ،‬خدمة الفرد‪ ،‬اﻹرادة(؛ وت يان اﻷسس النظر ة والعملية ال‬
‫خاصة مدخل سي ولوجية الذات‪ ،‬ومدخل علم النفس اﻻيجا ي‪ ،‬ومدخل ما وراء الذات؛ والشروط ال يجب مراعا ا‬
‫تطبيقه‪ ،‬وما يرتبط ا من خطوات من ية‪ ،‬ح ِيؤدي ذا اﳌدخل دوره بالكفاءة والفاعلية اﳌرجوة‪ ،‬ال يتحقق بمقتضا ا‬
‫الدعم النف واﻻجتما اﳌطلوب للعمﻼء‪.‬‬
‫ال لمات اﳌﻔتاحية‪ :‬ا دمة اﻻجتماعية‪ ،‬خدمة الفرد‪ ،‬اﻹرادة‪ ،‬اﳌدخل الوظيفي‬
‫‪Abstract:‬‬

‫‪The social work, which has an important role in the modern social system in the‬‬
‫‪communities, is based on three essential methods to provide its services to the‬‬
‫‪individuals, to the groups and to the societies : the social community work, the social‬‬
‫‪group work, and the individual social case work. The individual social case work is‬‬
‫‪established on a set of theoretical and practical approaches to render its services, among‬‬
‫‪these approaches it has the functional approach which is one of the most important new‬‬
‫‪therapeutic and care access that the individual social case uses because of the‬‬
‫‪characteristics that distinguish it from the other utility approaches. In this sense, this‬‬
‫‪article sheds light on the above entrance by defining its characteristics and the concepts‬‬
‫‪it includes (social service, individual service, will), and by clarifying its theoretical and‬‬
‫‪practical basics which are mainly the entrances to : the self psychology, the positive‬‬
‫‪psychology, and the self transcendence. This article sets the conditions that must be‬‬
‫‪observed during the application of the above approach , and their associated‬‬
‫‪methodological steps, so that this approach assumes its function with the expected‬‬
‫‪efficiency and effectiveness with which the psychological and social support required for‬‬
‫‪clients is achieved.‬‬
‫‪Keywords: social work, social case work, will, functional approach‬‬

‫وما تخلل ا من عقد أنظمة ا تمعات وأنماط ا ياة ف ا‪.‬‬ ‫ﻣقـدﻣ ــة‪:‬‬
‫شلا‬ ‫لقد مارس اﻹ سان ا دمة اﻻجتماعية‬ ‫ا دمة اﻻجتماعية فرع من فروع اﳌعرفة اﻹ سانية‬
‫التقليدي)ال واﻹحسان( ردحا من الزمن‪ .‬و و ن غ عل ‪،‬‬ ‫اﳌنظمة‪ ،‬وم نة حديثة ل ا مؤسسا ا ووظائف ا‪ ،‬وأدوار ا‬
‫عتمد إيصال خدماته ﳌستحق ا من الفقراء واﳌعدم ن ع‬ ‫وأخصائي ا‪ ،‬وطرق ا وأسالي ا إيصال برامج ا وأ شط ا‬
‫اﻵراء ا اصة واﻻنطباعات الذاتية وا ات ال صية‬ ‫ا تمعات‬ ‫لﻸفراد وا ماعات وا تمعات؛ ظ رت‬
‫ﳌقدم ا من اﳌتطوع ن من غ اﳌتخصص ن من خ ين‬ ‫ا ديثة استجابة حتمية اجات ومشكﻼت إ سان ذا‬
‫ومص ن ورجال دين‪...‬ا ‪ .‬ثم تطورت ن يجة لتجارب‬ ‫العصر الذي عصفت به التغ ات اﻻقتصادية واﻻجتماعية‪،‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪576‬‬
‫دراسات وأبحاث ا لة العر ية لﻸبحاث والدراسات العلوم اﻹ سانية واﻻجتماعية‬
‫ﻣﺠلد ‪ 15‬عدد ‪ 1‬جانﻔﻲ ‪ 2023‬السنة ا اﻣسة عﺸر‬ ‫‪ISSN: 1112- 9751 / EISSN: 2253-0363‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫لوقاي ا ومعا ة اختﻼﻻ ا واضطرابا ا‪ ،‬وما يرتبط ا من‬ ‫اﻹ سان ع السن ن واﻷحقاب التارخية اﳌتعاقبة‪ ،‬واتخذت‬
‫ظوا ر سلوكية باتولوجية‪ .‬وا دمة اﻻجتماعية كتخصص‬ ‫ن يجة لذلك أش اﻻ وصورا مختلفة باختﻼف اﳌراحل‬
‫ن س ند تقديم أ شط ا وخدما ا لعمﻼ ا ع‬ ‫عل‬ ‫التار خية ال مرت ا وا تمعات ال مارس ا‪ .‬وظ ور ا‬
‫مداخل من ية متعددة ومتنوعة؛ تحتل ف ا اﳌداخل‬ ‫باﳌف وم ا ديث ل ا فلسف ا ا اصة‪ ،‬ونظم ا وقواني ا‪،‬‬
‫السي ولوجية ال تتخذ من اﻷ عاد الذاتية لﻸفراد أ مية‬ ‫ومنا ا وأسالي ا تقديم خدما ا لم يظ ر إﻻ مع بداية‬
‫البداية‬ ‫خاصة‪ .‬و مداخل رعائية وعﻼجية شأت‬ ‫الثورة الصناعية‪ ،‬وما خلقته من مآ ومظالم اجتماعية؛‬
‫سواء من خﻼل أعمال‬ ‫مس دفة العﻼج النف‬ ‫وما تﻼ ا من تطور مطالب ا ياة العصر ة واحتياجا ا‪،‬‬
‫السي ولوجي ن القدامى أو ا دث ن‪ .‬وطوعت أخ ا لتمارس ا‬ ‫و ز الب اﻻجتماعية التقليدية )اﻷسرة‪ ،‬ا ة‪،‬‬
‫ا دمة اﻻجتماعية‪ ،‬وخاصة خدمة الفرد تقديم أ شط ا‬ ‫ا معيات‪ ،‬اﳌؤسسات الدي ية‪(...‬عن مساير ا؛ مما حتم‬
‫من خﻼل تكييف مفا يم ا ومنا ا لتناسب مشكﻼت‬ ‫ضرورة اﻷخذ بالطرق واﻷساليب العلمية الكفيلة بإيصال‬
‫العمﻼء وطال ا دمات‪.‬‬ ‫خدما ا‪ .‬فأصبحت تؤدى أ شط ا ش ل م اري‪ ،‬وتقدم‬
‫ومن ب ن ذه اﳌداخل اﳌدخل الوظيفي‪ .‬و و مدخل له‬ ‫خدما ا بالكيفية ال تحقق اﻹشباع النف واﻻجتما‬
‫أ ميته من الناحية العملية ﻻرتباطه بمف وم محوري أﻻ و و‬ ‫لﻸفراد وا ماعات‪ ،‬واﳌشاركة اﻻيجابية الفعالة ا تمع‪.‬‬
‫اﻹرادة‪ ،‬الذي تحفل بت يان قيمته وأ ميته حياة اﻹ سان‬ ‫ومن ذا اﳌنطلق لم عد عمل اﻷخصائي ن ينحصر‬
‫العديد من آيات الذكر ا كيم وأحاديث اﳌصطفى وتا عيه؛‬ ‫مجرد الرعاية ال سيطة‪ ،‬وما تنطوي عليه من خدمات ظرفية‬
‫ع غرار اﻵية الكر مة‪":‬إن ﷲ ﻻ غ ما بقوم ح غ وا ما‬ ‫أو مؤقتة‪ ،‬بل توسع ل شمل ل ا دمات ال عمل ع تنمية‬
‫بأنفس م")الرعد‪" ،(11:‬إن أر د إﻻ اﻹصﻼح ما استطعت‪ ،‬وما‬ ‫درجة ممكنة؛ وذلك‬ ‫اﻷفراد و طﻼق طاقا م إ أق‬
‫توفيقي إﻻ با ") ود‪ ،...(88:‬وحديثه )ص ﷲ عليه وسلم(‬ ‫بالكشف عن أسباب العلل واﳌشكﻼت ال س ب شقا م‪،‬‬
‫اﳌروي عن أ ي ررة ر ﷲ عنه الذي يقول فيه‪ ":‬أحرص‬ ‫والقوى والعوامل ال تتجاوز قدرا م‪ ،‬وتحول دون نمو م‬
‫ع ما ينفعك واستعن با وﻻ ز‪ ،‬و ن أصابك ء فﻼ‬ ‫واستقرار م وتقدم م اﻻجتما ؛ وانتقاء أ سب ا لول‬
‫تقل لو أ ي فعلت كذا وكذا‪ ،‬ولكن قل قدر ﷲ وما شاء‬ ‫ﳌقابل ا للتصدي ل ا وا د من تداعيا ا ع اﻷفراد‬
‫فعل"‪...‬و قول اﻹمام ع ر ﷲ عنه ذلك‪":‬ما رام أمريء‬ ‫وا ماعات وا تمعات‪ .‬و عتمد ا دمة اﻻجتماعية ذلك‬
‫ش ئا إﻻ وصل إليه"‪ .‬وقال إبن القيم ا وز ة ذا الشأن‪":‬‬ ‫ع ثﻼث طرق)خدمة الفرد‪ ،‬خدمة ا ماعة‪ ،‬خدمة‬
‫لو أن رجﻼ وقف أمام جبل وعزم ع إزالته ﻷزاله"‪ .‬كما تزخر‬ ‫ا تمع(‪ ،‬تمثل ف ا خدمة الفرد اﻷساس‪ .‬وذلك ﻻرتباط ا‬
‫اﻷشعار بذلك مثل أبيات اﳌتن اﳌش ورة ال يقول ف ا‪":‬ع‬ ‫اﳌباشر باﻷفراد وأسر م‪ ،‬وللدور الذي تلعبه إمداد اﻷفراد‬
‫قدر أ ل العزم تأ ي العزائم‪...‬و عظم ع ن الصغ صغار ا‪،‬‬ ‫بالدعم واﳌساندة النفسية واﻻجتماعية اﳌﻼئمة‪ ،‬ومنع‬
‫وتصغر ع ن العظيم العظائم"‪(2).‬كما تحفل ا كم واﻷمثال‬ ‫اﻷداءات غ السو ة للوظائف اﻻجتماعية‪ ،‬وت شيط‬
‫الشعبية اﻷخرى بذلك مثل‪ " :‬داخل ل منا أسد رابض‪،‬‬ ‫القدرات الضعيفة لﻸفراد وتقو ا‪.‬‬
‫فقط علينا استفزازه و طﻼقه"‪ ،‬و"ﻻ يوجد اﳌستحيل إﻻ‬ ‫لقد أجمع العلماء واﳌفكرن ع أن ال صية اﻹ سانية‬
‫قاموس الضعفاء"‪ ،‬و"ﻻ تبلغ اﳌ بالتم "‪ ،‬و"اﻹرادة قوة‬ ‫نتاج للتنظيم الدينامي ي اﳌت امل للعناصر الف يقية‬
‫ت اوى أمام ا ل ا بطات"‪...‬ا ‪.‬‬ ‫والنفسية والعقلية للفرد تفاعل ا مع اﳌتغ ات اﻻجتماعية‬
‫كما شغل ذا اﳌف وم بال الفﻼسفة واﳌفكر ن‪ ،‬ورجال‬ ‫جو ر ال صية‬ ‫والثقافية ال ع ش ف ا‪ .‬والذات‬
‫الدين وعلماء اﻹ سانيات ع اختﻼف تخصصا م )ال بية‪،‬‬ ‫و ر الزاو ة ف ا‪ ،‬وأنا ا التجر ية أك معان ا عمومية‬
‫علم النفس‪ ،‬ا دمة اﻻجتماعية‪ (..‬مختلف اﳌراحل‬ ‫كما يذ ب إ ذلك)وليام جيمس( تمثل ا موع الك الذي‬
‫التار خية‪ .‬يقول فر ديرك ني شة كتابه اﳌوسوم ب)إرادة‬ ‫ي ش ل منه اﻹ سان )جسده‪ ،‬سماته‪ ،‬قدراته‪ ،‬ممتل اته‬
‫القوة محاولة لقلب ل القيم(‪ ":‬يجب أن سيطر ع أ وائنا‬ ‫اﳌادية‪ ،‬أسرته‪ ،‬أصدقائه‪ ،‬أعدائه‪ ،‬م نته‪،‬‬
‫ﻻ أن نضعف ا"‪ .‬و قول عبد الرحمن حسن اﳌيدا ي‪ ":‬اﻹرادة‬ ‫واياته‪...‬ا ‪(1).‬ومن ثم انت ل فصيل ا تب مدخﻼ معينا‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪577‬‬
‫دراسات وأبحاث ا لة العر ية لﻸبحاث والدراسات العلوم اﻹ سانية واﻻجتماعية‬
‫ﻣﺠلد ‪ 15‬عدد ‪ 1‬جانﻔﻲ ‪ 2023‬السنة ا اﻣسة عﺸر‬ ‫‪ISSN: 1112- 9751 / EISSN: 2253-0363‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وت ناوله مذا ب ش من مختلف اﳌشارب الفكر ة‬ ‫داخلنا ء نج ل حقيقته‬ ‫صفة من صفات اﻹ سان‪ ،‬و‬
‫واﳌعرفية)الفلسفة اﻻجتماعية‪ ،‬علم النفس وال بية‪،‬‬ ‫الت و ية‪ ،‬إﻻ أننا ندرك من آثار ا أ ا إذا توج ت حازمة‬
‫السياسة واﻻجتماع‪ ،‬علوم الفقه والعقائد‪ .(...‬ل ذا جاءت‬ ‫وجازمة ﻻختيار أمر‪ ،‬اخ ناه؛ وللقيام عمل من اﻷعمال‬
‫التعار ف متداخلة حينا ومتباينة أحيان أخرى‪ ،‬وأن ناك‬ ‫تتحرك ذه القوى ذواتنا لتنفيذ ذلك العمل‪...‬و صفة‬
‫عﻼقة وطيدة ب ن اﳌعا ي اللغو ة واﳌعا ي اﻻصطﻼحية‪.‬‬ ‫من صفات الرب عز وجل‪ ،‬ومن خصائص ا أ ا ﻻ تتعلق‬
‫فاﻹرادة لغة طلب ال ء سواء اق ن ذا الطلب مع اﳌيل‬ ‫بمستحيل عقﻼ‪ ،‬وﻻ بما و مناف ل كمة الرانية‪ ،‬ﻷن ﷲ‬
‫لل ء أم ان مجرد طلب دون ميل‪ .‬وت سب اﻹرادة اﳌطلقة‬ ‫سبحانه و عا حكيم وﻻ ير د إﻻ ما تقتضيه حكمته‪ ،‬ومش ئة‬
‫سبحانه و عا ‪ (4).‬و فرق بي ا و ن اﻻختيار‪ ،‬بأن ا تار‬ ‫العبد مرتبطة بمشي ته"‪(3).‬ومما أخرج ذا اﳌدخل إ ح‬
‫يﻼحظ الطرف ن و ميل إ أحد ما‪ .‬أما اﳌر د فيﻼحظ الطرف‬ ‫و تلك البحوث والدراسات النفس ـ‬ ‫الوجود الفع‬
‫الذي ير ده فقط‪(5).‬و ذا السياق انت عبد ﷲ بن رقود‬ ‫اجتماعية ال أثب ت أن الكث من اﳌو و ن والنوا غ لم‬
‫السفيا ي من خﻼل مراجعته لبعض قوام س ومجامع اللغة‬ ‫يف وا تحقيق إنجازا م ﻻ لضعف قدرا م ولكن س ب‬
‫العر ية ذا ا ال إ تحديد ثﻼث معان لﻺرادة و ‪:‬‬ ‫ضعف إراد م‪ ،‬كما أثب ت أن عديد العمﻼء من خائري القوى‬
‫‪ 1‬ـ مع يتعلق با انب النف ‪ ،‬و راد به اﳌيل نحو ال ء‪،‬‬ ‫وضعيفي اﻹرادة الذين تم إخضاع م ل امج دعم ومساندة‬
‫أراد ال ء‪ :‬شاءه وأحبه‪ ،‬واﻹرادة ع اﳌش ئة‪.‬‬ ‫باستخدام اﳌدخل الوظيفي مك م من التخلص من حالة‬
‫‪ 2‬ـ مع يتعلق با انب العق ‪ ،‬واﳌراد به التفضيل واﻻختيار‪،‬‬ ‫الضعف واﻻست انة ال انوا عل ا وتمكنوا من إنجاز عمل م‬
‫فالرائد و اﳌرسول طلب الكﻸ‪،‬ينظر و طلب و ختار‬ ‫بكفاءة وفاعلية‪ .‬واﳌدخل الوظيفي و مدخل حديث‪ ،‬ستمد‬
‫أفضله‪.‬‬ ‫فلسفته ومبادئه النظر ة وآليات عمله من طروحات العديد‬
‫‪ 3‬ـ مع يتعلق با انب التنفيذي وا ر ي أي الفعل‬ ‫من اﳌداخل ذات العﻼقة‪ ،‬وخاصة اﻹس امات النظر ة‬
‫واﳌمارسة؛ و راد به طلب ال ء ل صول عليه والس‬ ‫والتطبيقية الرائدة ل ل من اﳌدخل التحلي )مدخل‬
‫لتحقيقه‪ ،‬ومنه س الرائد الذي يبعث لطلب الكﻸ ذا‬ ‫سي ولوجية الذات(‪ ،‬ومدخل علم النفس اﻻيجا ي‪ ،‬ومدخل‬
‫اﻻسم‪ .‬يقال ‪ :‬عثنا رائدا يرود لنا الكﻸ واﳌ ل و رتاد‪ .‬واﳌع‬ ‫تجاوز الذات‪.‬‬
‫واحد أي ينظر و طلب و ختار أفضله‪ .‬واﳌعا ي الثﻼث متﻼزمة‬ ‫وتأس سا ع ما سبق سنحاول ذا اﳌقال تناول ذا‬
‫ون اﻷول والثا ي يفيدان ميﻼن النفس واختيار العقل‬ ‫اﳌدخل الرعا ي ـ العﻼ بالعرض والتحليل‪ ،‬وذلك من خﻼل‬
‫ل ء ما‪ ،‬والثالث‪ :‬طلب ا صول ع ذا ال ء والس‬ ‫التعرف بوحدة التحليل اﻷساسية ال يرتكز عل ا ذا‬
‫لتحقيقه‪ .‬ول ذا قال ابن منظور‪" :‬أراد ال ء‪ ،‬أحبه وع به؛‬ ‫اﳌدخل)اﻹرادة(‪ ،‬وما اع ا ا من ثراء وجدل مف )لغوي‪،‬‬
‫فجمع ب ن حب ذا ال ء والعناية به من أجل تحقيقة‪(6).‬‬ ‫فلسفي‪ ،‬سي ولو ‪(...‬؛ وعﻼق ا با دمة اﻻجتماعية‪،‬‬
‫أما من الناحية اﻻصطﻼحية فقد عددت مفا يم اﻹرادة‬ ‫وخدمة الفرد‪ .‬باﻹضافة إ اﻷسس النظر ة والعملية ال‬
‫بتعدد التخصصات العلمية ال تناول ا بالدراسة لدرجة‬ ‫تبلورت من خﻼل ا اﻻف اضات واﳌضام ن النظر ة والتطبيقية‬
‫يصعب إيجاد مف وم جامع ل ا‪ ،‬حيث عت ا الفﻼسفة قوة‬ ‫ل ذا اﳌدخل‪ ،‬واﻻستخدام الفعال له مجال خدمة الفرد‪.‬‬
‫من قوى الروح اﳌع ة عن قدرة اﻹ سان ع التصور‪ ،‬ثم‬ ‫ا وراﻷول‪ :‬اﻹطاراﳌﻔ للدراسة‬
‫اتخاذ اﳌوقف ا اسم لتحو ل التصور إ عمل واع منظم‪.‬‬ ‫أوﻻ‪ :‬ﻣا ية اﻹرادة والﻔعل اﻹرادي‬
‫وأن ل ذه القوى آليات س بمقتضا ا و ذه اﻵليات تت ون‬ ‫إن مف وم اﻹرادة ال يقابل ا اﻻنجل ية لفظ ‪ ،will‬وما‬
‫من‪:‬‬ ‫يرتبط ا سلوكيا من أفعال‪ ،‬من اﳌفا يم ال يصعب‬
‫ا ـ الباعث)ا رك(‪ :‬و و القوة ا افزة أو التصورات الواعية‪،‬‬ ‫تحديد ا وحصر عناصر ا‪ ،‬وذلك لتداخله مع مفا يم ذات‬
‫أو بتعب آخر اﳌراد أو القصد‪.‬‬ ‫العﻼقة)اﳌش ئة‪ ،‬العز مة‪ ،‬اﻹصرار‪ ،‬التصميم‪ ،‬الصمود‪،‬‬
‫ب ـ العزم‪ :‬و و فعل اﻹرادة اﻷصيل أو الفصل تمثيلية‬ ‫اﻻختيار‪ (...‬و عدد نوا اﻻ تمام به‪ .‬ف و مف وم تنازعته‬
‫اﻹرادة‪.‬‬ ‫وت نازعه عدة فلسفات وخلفيات ثقافية‪ ،‬ومبحثا تناولته‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪578‬‬
‫دراسات وأبحاث ا لة العر ية لﻸبحاث والدراسات العلوم اﻹ سانية واﻻجتماعية‬
‫ﻣﺠلد ‪ 15‬عدد ‪ 1‬جانﻔﻲ ‪ 2023‬السنة ا اﻣسة عﺸر‬ ‫‪ISSN: 1112- 9751 / EISSN: 2253-0363‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫النفس حيث ذ ب إ أ ا ل ست قدرة محددة‪ ،‬و نما‬ ‫ج ـ اﻷداء‪ :‬تحقيق اﳌراد أو ال دف‪ ،‬و و الفصل ا و ري‬
‫اعتمال الذات برم ا التصرف‪ .‬و ب أن تتآزر إرادة‬ ‫تمثيلية اﻹرادة‪.‬‬
‫اﻻنجاز مع ا يلة ال تقوم بتصور اﳌوضوع اﳌنجز قدر‬ ‫وذ ب إيمانو ل انط ذا ا ال إ أن اﻹرادة ل ست‬
‫اﻹم ان‪ .‬و حاول عض السي ولوجيون عر ف مف وم اﻹرادة‬ ‫قوة للسيطرة ع إثارة الشعور وحسب‪ ،‬بل أيضا السيطرة‬
‫باعتباره مف وما يناقض ا تمية التحليل النف ‪ ،‬ومع‬ ‫ع اﻷسقام ا سدية‪ .‬وما من عمل من أعمال العقل ي تقل‬
‫تأث العمليات الﻼ شعور ة ال صية‪ ،‬وقد ي ون التعب‬ ‫من مجال الفكر إ مجال العمل إﻻ بقوة دافعة اﻹرادة‪،‬‬
‫عن اﻹرادة سلبيا كما رفض التعاون مع اﻵخر ن بوصف م‬ ‫و من تحدد مسار اﻹ سان ومص ه ا ياة نجاحا أو‬
‫ديدا لل و ة؛ وقد ي ون إيجابيا كما التعاون مع اﻵخر ن‬ ‫فشﻼ‪(7).‬و عت أرسطو و و أش ر الفﻼسفة الذين أثروا‬
‫عن طيب خاطر‪(11).‬‬ ‫موضوع اﻹرادة عن طر ق التفر ق ب ن الفعل اﻹرادي وغ‬
‫مستوا ا‬ ‫كما تناولت البحوث الفلسفية اﻹرادة‬ ‫اﻹرادي‪ ،‬ف ان يرى أن النوع اﻷول يصدر عن معرفة ونزوع‪،‬‬
‫اﻻختياري ع ا دل الذي حصل ب ن الفﻼسفة حول حر ة‬ ‫ب نما غ اﻹرادي ينقصه أحد الشرط ن‪ .‬فإذا جاء الفعل‬
‫اﻹ سان أو ج يته‪ .‬أما علم النفس فقد تناول اﻹرادة‬ ‫معارضا لل وع ان فعﻼ قسرا حصل من اثر خار ‪ .‬و ذا تأ ى‬
‫مستوى التصميم ع التنفيذ‪ ،‬واعتمال ل ذلك النفس‬ ‫الفعل خاليا من اﳌعرفة وناشئا من ا ل ف و غ إرادي وغ‬
‫لﻺنجاز واتخاذ القرار‪ ،‬وعﻼقة ذلك با و النفسا ي للفرد‪.‬‬ ‫اختياري‪ .‬وت به أرسطو ذلك إ وجود أفعال ناتجة من‬
‫وتقاسم الصوفية اﳌسلمون معه ذا الطرح‪ ،‬فرأوا أن اﻹرادة‬ ‫فاعل يتعمد ا ل‪ ،‬فاعت ذلك فعﻼ إراديا‪ .‬و ذا التفر ق‬
‫ب النفس عن مراد ا واﻹقبال ع أوامر ﷲ عا‬ ‫شبه إ حد كب تفر ق الفرا ي مدي ته الفاضلة‪ ،‬حيث‬
‫والرضا بذلك‪...‬وأن ترك العادة بداية طر ق السالك ن وأول‬ ‫يرى أن ما يدركه اﻹ سان عن طر ق الشوق والطبع‪ ،‬وعن‬
‫منازل القاصدين‪(12).‬و ن ان ذا التناول ﻻ يخلو من اختﻼف‬ ‫طر ق القوة ا اسة النفس ف و إرادة‪ ،‬أما إذا ان عن رؤ ة‬
‫وج ات النظر‪ .‬فل ل مدرسة نفسية نظر ا‬ ‫وتباين‬ ‫وتأن ومنطق ف و اختيار‪ .‬و ذا ما جعل اﻻختيار أساس الفعل‬
‫بخصوص اﳌوضوع؛ و ذلك يقول مراد‪ ":‬ل ست ل اﳌدارس‬ ‫ذا ا ال‬ ‫اﻷخﻼ ا اص باﻹ سان‪(8).‬و جب التذك‬
‫السي ولوجية متوافقة فيما بي ا"‪ .‬فم ا ما يخضع اﻹرادة‬ ‫بحقيقة أن موضوع اﻹرادة كث ا ما نوقش ظل اﻹرادة‬
‫للعقل‪ ،‬وأخرى تضع العقل تحت سيطرة اﻹرادة‪ ،‬وثالثة ترى‬ ‫اﻹل ية وما علق م ا ب نائية القضاء والقدر كما لدى‬
‫أن محك اﻹرادة و اﻻختيار والعزم دون التنفيذ‪ ،‬و رى غ ا‬ ‫القدر ن‪...‬و ل أن وجود ذا العالم ان وفقا لﻺرادة اﳌطلقة‬
‫أن الفعل اﻹرادي ﻻ يتم إﻻ بالتنفيذ‪ .‬وتذ ب اﳌدرسة‬ ‫سبحانه كما و ا ال عند اﳌت لم ن‪ ،‬أم حادثة كما‬
‫السلوكية اﻵلية إ أن اﻹرادة و م من اﻷو ام‪...‬ا )‪.(13‬‬ ‫لدى اﳌع لة‪ ،‬أو صفة أزلية قائمة بذا ا كما عند اﻷشاعرة‪(9).‬‬

‫و ذ ب مكدوجال ذا ا ال إ أن السلوك اﻹ سا ي يمر‬ ‫لقد جاء اﳌوسوعة الفلسفية لـ)ﻻﻻند( أن اﻹرادة‬


‫بثﻼث خطوات أساسية و ‪ :‬اﻹدراك والوجدان وال وع‪ ،‬و و‬ ‫صورة للفعالية ال صية ال تتضمن ش ل ا التام تمثل‬
‫اﻹرادة ال امنة قبل تحول ا إ فعل ‪ .‬فشرط اﻹرادة أن ت ون‬ ‫الفعل الواجب إنتاجه‪ ،‬وموقفا آنيا لل وع نحو ذا العمل أو‬
‫م جمة إ واقع سلو ي بواسطة وسيلة أو أخرى من وسائل‬ ‫ذاك‪ ،‬وتصورا لﻸسباب اﳌوجبة للقيام أو عدم القيام به؛‬
‫تجسيد ال وع خارج نطاق اﳌرء‪ ،‬أي تبديه صورة كمال‬ ‫والشعور بقيمة ذه اﻷسباب ال يتم التصرف بموج ا‬
‫منطوق أو مكتوب‪ ،‬أو مﻼمح وجه أو تصرفات متباينة‪(14).‬‬ ‫تنفيذا أو امتناعا‪(10).‬ومن اﳌباحث الفلسفية اﳌتصلة باﻹرادة‬
‫دف إ حسم‬ ‫واﻹرادة من العمليات النفسية ال‬ ‫تحليل الفعل اﻹرادي وكيفية ت ونه‪ ،‬و ل اﻹرادة منحة إل ية‬
‫الصراع القائم ب ن اﳌيول‪ ،‬وما ينطوي عليه الفعل اﻹرادي من‬ ‫ل س ل ا عﻼقة بمس بات واقعية‪ .‬و نا نجد كث ا من‬
‫اﻷصل طلب ال ء أو شوق الفاعل‬ ‫أح ام تقرر ة‪ .‬و ع‬ ‫الفﻼسفة يقررون أن قوة اﻹرادة ل ست منحة‪ ،‬وأن اﳌ ارة‬
‫إ الفعل الذي ش ط فيه أن شعر الفاعل بالغرض الذي‬ ‫واﳌقدرة اختيار دف ما‪ ،‬واتخاذ قرارات سليمة وتنفيذ ا‪،‬‬
‫ير د بلوغه‪ ،‬وان يتصور اﻷسباب الداعية إليه والصادرة عنه‪.‬‬ ‫و تمام ما بدىء فيه ثمار معرفة وخ ة وتر ية ذاتية‪ .‬ومن‬
‫و ناك فرق ب ن اﻹرادة واﻻختيار‪ ،‬حيث ش اﻷول إ نزوع‬ ‫ذا اﳌنطلق جاء عر ف اﻹرادة قاموس مصط ات علم‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪579‬‬
‫دراسات وأبحاث ا لة العر ية لﻸبحاث والدراسات العلوم اﻹ سانية واﻻجتماعية‬
‫ﻣﺠلد ‪ 15‬عدد ‪ 1‬جانﻔﻲ ‪ 2023‬السنة ا اﻣسة عﺸر‬ ‫‪ISSN: 1112- 9751 / EISSN: 2253-0363‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فيه مبدأي الرشد والعقﻼنية؛ وع و بما قد ي تب ع‬ ‫النفس وميل ا إ الفعل‪ ،‬أما الثا ي ف و اﳌيل مع التفضيل‪.‬‬
‫ذا الفعل من عواقب ‪.‬‬ ‫و اﻹطﻼع ع عض التعر فات ال عن ت باﳌف وم علم‬
‫ﺛانيا‪ :‬ﻣا ية ا دﻣة اﻻجتماعية‬ ‫النفس نجد أن ذه التعر فات يط عل ا اﳌع الشا ع الذي‬
‫ا دمة اﻻجتماعية كمف وم يقابل ا مصط ‪social work‬‬ ‫عت اﻹرادة مف وما ستخدم ش ل عام للدﻻلة ع ال وع‬
‫باﻻنجل ية‪ ،‬فرع من فروع اﳌعرفة اﳌنظمة الذي تطور‬ ‫نحو الفعل افة نواحيه وجميع مراحله التطور ة‪ ،‬وع‬
‫النصف اﻷخ من القرن اﳌا ‪ ،‬مسايرا ذلك تطور البحوث‬ ‫وجه أك تخصيصا تقتصر اللفظة ع مع الفعل؛ و‬
‫والدراسات اﻹ سانية واﻻجتماعية اﳌتنوعة‪ .‬وكغ ا من‬ ‫قوة دافعة للفعل أو ما يدفع الفعل إ التحقق عد أن ان‬
‫التخصصات العلمية ال ينة‪ ،‬لم تخل من الل س والغموض‬ ‫ح التصور والتخيل‪ .‬ف ل ما يدخل مجال التصور‬
‫والتداخل مدلوﻻ ا‪ .‬ولم يتفق اﳌتخصصون ف ا ع عر ف‬ ‫والفكر ﻻبد له من طاقة دافعة تخرجه من مجال التصور‬
‫جامع يدل دﻻلة قاطعة ع اﳌف وم دون تداخل مع اﳌفا يم‬ ‫التجر دي إ مجال العمل الواق اﳌتحقق بالفعل‪ ،‬وما تلك‬
‫اﻷخرى ذات الصلة مثل‪ :‬الرعاية اﻻجتما ‪ ،‬العمل‬ ‫الطاقة سوى اﻹرادة‪ .‬فاﻹرادة كما يقول )عاطف عمارة(‬
‫اﻻجتماع‪...‬ا ‪.‬‬ ‫مركب مستو من عدة مفا يم التخيل أو التصور‪ ،‬والعزم‬
‫ونظرا للكم ال ائل من التعار ف ال حظي ا ذا اﳌف وم‬ ‫أو التصميم ع تحقيق التصور‪ ،‬ثم ا د الذي يدفع‬
‫واﻻتجا ات ال اتخذ ا ذه التعار ف‪ ،‬و عدد مجاﻻت‬ ‫التصور إ التحقق العم واﻹنجاز ال ا ي‪(15).‬و و ما ذ ب‬
‫شاط ا‪ .‬يمكن اﻻقتصار ذا ا ال ع البعض م ا‪ ،‬وذلك‬ ‫إليه باحثو ا معية اﻷمر كية لعلم النفس)‪ (apa‬عر ف م‬
‫ماي ‪:‬‬ ‫اﻹجرا ي لﻺرادة‪ ،‬الذي س ند نظر م إ ا ددات التالية‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ ل دمة اﻻجتماعية كما يقول )عبد اﳌ محمود حسن‬ ‫ـ القدرة ع تأخر اﻹشباع‪ ،‬ومقاومة اﻹغراءات‬ ‫‪‬‬
‫صا ( معنيان‪ ،‬أحد ما عام يتأ ى من اﳌدلول اللفظي ل ذا‬ ‫قص ة اﳌدى لتحقيق أ داف طو لة اﳌدى‪.‬‬
‫اﻻصطﻼح‪ ،‬حيث أن لمة خدمة ع مج ودات ادفة يقصد‬ ‫القدرة ع تجاوز فكرة‪ ،‬أو شعور أو اندفاع غ‬ ‫‪‬‬
‫ا تحقيق فائدة أو منفعة معينة‪ ،‬أو إيقاف أو منع ضرر واقع أو‬ ‫مرغوب فيه‪.‬‬
‫محتمل الوقوع؛ أما لفظ اجتما فبدي أ ا صفة مشتقة من‬ ‫بواسطة الذات‪(16).‬‬
‫التنظيم الوا‬ ‫‪‬‬
‫ا تمع‪...‬و ذا انتقلنا إ اﳌع ا اص ﳌ نة ا دمة اﻻجتماعية‬ ‫و من أك إجرائية يختصر وﳌان ‪wolman‬‬
‫فنجده أقرب إ اﳌع العام‪ ،‬من حيث أ ا م نة دف ا الرئ‬ ‫اﳌف وم القدرة ع اتخاذ القرار ع القيام سلسلة من‬
‫تنمية ا تمعات‪ ،‬عن طر ق البحث عن القوى والعوامل‬ ‫السلوكيات دون تأث الظروف أو الضغوط ا ارجية‪ ،‬وكذلك‬
‫ا تلفة ال تحول دون النمو والتقدم اﻻجتماعي ن مثل‪:‬‬ ‫ا ال بال سبة لـ)عبد البا ( الذي ي ص ا و اﻵخر‬
‫ا رمان‪ ،‬البطالة‪ ،‬اﳌرض‪ ،‬الظروف اﳌع شية الس ئة‪ ،‬ال‬ ‫القدرة ع اﻻختيار واتخاذ القرارات اﳌستقلة‪ ،‬وا رأة‬
‫تخرج عن نطاق قدرة اﻷفراد الذين عانون م ا‪ ،‬وال عمل ع‬ ‫مواج ة الضغوط وال ديدات الداخلية وا ارجية‪ ،‬وا اولة‬
‫شقا م‪ .‬كما تبحث عن أسباب العلل ا تمع ل ي ت تقى‬ ‫الدائمة للسيطرة ع اﻷحداث‪ ،‬ومعاندة الرغبات اﳌعاكسة‬
‫أ سب الوسائل الفعالة للتصدى ل ا‪ ،‬والقضاء أو التقليل من‬ ‫والسيطرة عل ا بأف ار ومباديء محددة لتحقيق دف وا‬
‫أثار ا وأضرار ا‪(18).‬‬
‫اﻷ مية للفرد‪ ،‬و حقق له اﻻتزان النف ‪(17).‬و ذا السياق‪،‬‬
‫‪ 2‬ـ ع ا دمة اﻻجتماعية )م م مصط ات العلوم‬ ‫و صرف النظر عن ا دل الذي صاحب تطور اﳌف وم‪ ،‬يمكن‬
‫اﻻجتماعية( عن ا دمات اﳌ نية وا ودات ذات الصبغة‬ ‫عر ف اﻹرادة باعتبار ا مركب من قوى ذاتية تتفاعل إيجابيا‬
‫الوقائية والعﻼجية واﻹ شائية‪ ،‬ال دف إ مساعدة اﻷفراد‬ ‫أو سلبيا مع الب ئة ا يطة‪ ،‬تدفع الفرد إ ان اج سلوكيات‬
‫وا ماعات للوصول إ حياة كر مة‪ ،‬ومستو ات مع شية‬ ‫وتصرفات اتجاه ذاته أو اتجاه اﻷفراد واﻷشياء ا يطة به‪.‬‬
‫تتما مع رغبا م و م انيا م‪ ،‬وتتفق مع مستو ات ا تمع‬ ‫و و ما ع عنه بالفعل اﻹرادي و و فعل تأم ‪ ،‬مدرك‪ ،‬واع‬
‫الذي ع شون فيه‪ .‬وتؤدي وظيف ا عن طر ق ا دمات اﳌادية‬ ‫ومقصود‪ ،‬ينطلق فيه الفرد من ذات ته وت و نه البد ي‬
‫واﳌعنو ة ال تقدم تاج ا داخل اﳌؤسسات وال يئات‬ ‫والنف والعق ‪ ،‬ومن إكرا ات محيطه اﻻجتما ‪ .‬و را‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪580‬‬
‫دراسات وأبحاث ا لة العر ية لﻸبحاث والدراسات العلوم اﻹ سانية واﻻجتماعية‬
‫ﻣﺠلد ‪ 15‬عدد ‪ 1‬جانﻔﻲ ‪ 2023‬السنة ا اﻣسة عﺸر‬ ‫‪ISSN: 1112- 9751 / EISSN: 2253-0363‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫م نة اجتماعية ذات‬ ‫أن ا دمة اﻻجتماعية‬ ‫‪‬‬ ‫اص م ني ن م ون ن نظر ا‬ ‫ا تصة ذا الشأن؛ بواسطة أ‬
‫وعمليا ل ذا الغرض‪(19).‬‬
‫صبغة وقائية وعﻼجية و نمائية‪ ،‬ت ساند وظيفيا مع با اﳌ ن‬
‫ال عمل ا قل اﻻجتما من أجل تحقيق التفاعل‬ ‫‪ 3‬ـ ص اﳌؤتمر الدو ل دمة اﻻجتماعية الذي عقد ببار س‬
‫اﻻيجا ي لﻸفراد ‪ ،‬وضمان مستو ات مع شية مناسبة ياة‬ ‫سنة ‪ 1928‬مجموع م ام ا دمة اﻻجتماعية وج ود ا تقديم‬
‫كر مة لﻸفراد وا ماعات‪.‬‬ ‫اﳌساعدة النوا اﻵتية‪:‬‬
‫أ ا م نة س ند إ قاعدة علمية ستق ا مما‬ ‫‪‬‬ ‫ا ـ تخفيف اﻵﻻم الناشئة عن البؤس كما حاﻻت اﻹغاثة؛‬
‫توصلت إليه العلوم اﻻجتماعية ا تلفة من نظر ات ونماذج‬ ‫و س ذا النوع من ا دمات با دمة اﳌطلقة‪.‬‬
‫صا ة للتطبيق التعامل مع اﻷفراد وا ماعات وا تمعات‪،‬‬ ‫ية مﻼئمة‪ ،‬حيث‬ ‫ب ـ وضع اﻷسر واﻷ اص ظروف‬
‫وقاعدة م ار ة ستمد ا من ا ات والتجارب اﳌك سبة ذا‬ ‫ذه‬ ‫تنفذ الوسائل العﻼجية لﻸمراض اﻻجتماعية؛ و س‬
‫ا ال‪.‬‬ ‫ا دمة با دمة ا ﻼقة‪.‬‬
‫تمارس ذه ا دمة من طرف مختص ن اﳌيدان‬ ‫‪‬‬ ‫ج ـ تحس ن حال ا تمع ورفع مستوى اﳌع شة بالعمل ع‬
‫اﻻجتما ‪ ،‬تتوفر ف م اﳌواصفات )الرغبة واﳌ ارة والت و ن‬ ‫تحقيق رفا ية اﻷفراد وتنفيذ وسائل اﻹ عاش اﻻجتما ؛‬
‫و س ا دمة اﻹ شائية‪(20).‬‬
‫والتدر ب(‪ ،‬ال سمح ل م بإيصال ا دمات ا مستحق ا‬
‫بكفاءة وفاعلية‪،‬كما تمارس وظائف ا من خﻼل مؤسسات؛‬ ‫‪ 4‬ـ عرف من قبل خ اء يئة اﻷمم اﳌتحدة سنة ‪ 1960‬ع أ ا‬
‫عض ا يمارس ا وظيفة أساسية والبعض اﻵخر وظيفة ثانو ة‪.‬‬ ‫شاط منظم س دف تحقيق التكيف اﳌتبادل ب ن اﻷفراد‬
‫و ئا م اﻻجتماعية‪(21).‬‬
‫عمل مع اﻷفراد اﳌستو ات ا تلفة سواء أفراد‬ ‫‪‬‬
‫منعزل ن أو أعضاء جماعات أو مجتمعات‪ ،‬باستخدام طرق‬ ‫‪ 5‬ـ عرف ا دمة اﻻجتماعية من قبل جامعة اليفورنيا‬
‫من ية مناسبة)خدمة الفرد‪ ،‬خدمة ا ماعة‪ ،‬خدمة‬ ‫باعتبار ا م نة تم أوﻻ بالتنمية وتكييف اﻷفراد والعائﻼت‬
‫ا تمع(‪ ،‬واﻷخذ بالنظرة اﳌت املة والواعية فيما يتعلق‬ ‫واﳌ شآت ال ع ا نقص ما‪ ،‬ومﻼئم ا مع ا ماعة ال‬
‫بال صية اﻹ سانية‪.‬‬ ‫جزء م ا‪ .‬وثانيا ب نمية وتنظيم ا تمعات‪ .‬كما عمل ع‬
‫تحس ن وزادة قدرة اﻷفراد واﳌؤسسات وا ماعات لما أمكن‬
‫أدا ا اﳌبادئ الدي ية واﻷخﻼقية ال ت بع‬ ‫يتو‬ ‫‪‬‬
‫ذلك‪.‬‬
‫من فلسفة ا دمة وما يرتبط ا من مفا يم وقيم اﻻع اف‬
‫‪ 6‬ـ ين وارنر بام من وظيفي تحديده للمف وم و قسمه إ ‪:‬‬
‫بكرامة الفرد‪ ،‬وال سليم بفكرة أن لﻺ سان حقوقا يجب أن‬
‫ا ـ إمداد اﻷفراد وا ماعات باﳌوارد الفردية واﻻجتماعية‪.‬‬
‫ترا ‪.‬‬
‫ب ـ منع اﻷداءات غ السليمة للوظائف اﻻجتماعية‪.‬‬
‫أن أمر التخطيط ل ا وتنفيذ ا والرقابة عل ا خرج من‬ ‫‪‬‬ ‫ج ـ ت شيط القدرات الضعيفة لﻸفراد وتقو ا‪(22).‬‬
‫نطاق اﻷسرة مرورا بالدولة واجب عل ا اتجاه مواطن ا‬
‫‪ 7‬ـ ا دمة اﻻجتماعية نظر قولد شتاين نوع من التدخل‬
‫إطار مسؤوليا ا‬ ‫ا تمع‬ ‫واﳌنظمات العاملة‬
‫اﻻجتما الذي ساعد ع تنمية وتدعيم الوسائل ال يتمكن‬
‫اﻻجتماعية‪...‬إ نطاق اﳌنظمات وال يئات الدولية‪.‬‬ ‫اص من حل اﳌشكﻼت ال ع ض حيا م‪(23).‬‬ ‫بواسط ا اﻷ‬
‫ﺛالﺜا‪ :‬ﻣا ية خدﻣة الﻔرد‬
‫‪ 8‬ـ ين )وارنر بام( من وظيفي تحديده للمف وم و قسمه‬
‫خدمة الفرد أو طرق ا دمة اﻻجتماعية ظ ورا إ ح‬
‫إ ‪:‬‬
‫الوجود‪ ،‬و حدى طرق ا الثﻼث اﻷساسية)خدمة الفرد‪ ،‬خدمة‬
‫ا ـإمداد اﻷفراد وا ماعات باﳌوارد الفردية واﻻجتماعية‪.‬‬
‫ا ماعة‪ ،‬خدمة ا تمع(‪ ،‬واﻷك استخداما ف ا منذ شأ ا‬
‫ب ـ منع اﻷداءات غ السليمة للوظائف اﻻجتماعية‪.‬‬
‫عام ‪ .1898‬ومن داخل مؤسسات خدمة الفرد تبلور إطار‬ ‫ج ـ ت شيط القدرات الضعيفة لﻸفراد وتقو ا‪(24).‬‬
‫ا دمة اﻻجتماعية اﳌ أو اﳌمارسا ي؛ وتأسست من خﻼل ا‬
‫وتأس سا ع ما سبق يمكن إيجاز أ م خصائص ا دمة‬
‫اﳌداخل العملية ا تلفة‪ .‬و واسط ا امتد العمل اﻻجتما‬
‫اﻻجتماعية ‪:‬‬
‫ليغطي افة ميادين ا ياة وجوان ا‪ .‬ومصط خدمة الفرد و‬
‫ترجمة للمصط اﻻنجل ي ‪ case work‬الذي ان ع‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪581‬‬
‫دراسات وأبحاث ا لة العر ية لﻸبحاث والدراسات العلوم اﻹ سانية واﻻجتماعية‬
‫ﻣﺠلد ‪ 15‬عدد ‪ 1‬جانﻔﻲ ‪ 2023‬السنة ا اﻣسة عﺸر‬ ‫‪ISSN: 1112- 9751 / EISSN: 2253-0363‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 3‬ـ خدمة الفرد الطر قة اﳌؤسسة لتن يه واس ثمار قدرات‬ ‫البداية دراسة ا الة؛ لكن مع ظ ور م ن أخرى تم‬
‫اﻻجتما ‪ ،‬لﻼستفادة من إم انيا م‬ ‫اﻷفراد للن‬ ‫بذلك)دراسة ا الة( ان ﻻبد من إضفاء الصفة اﻻجتماعية‬
‫و م انيات ا تمع ا يط‪ ،‬والتغلب ع العقبات اﻻجتماعية‬ ‫ع اللفظ لتم ا عن غ ا من اﳌ ن ذات العﻼقة‪ ،‬وتحدد‬
‫ال ع ض م‪(30).‬‬ ‫الصفة اﻻجتماعية الصرفة ل ا‪ .‬ولذلك أضيف ل ا لفظ‬
‫‪ 4‬ـ خدمة الفرد الفن الذي عتمد ع العﻼقات اﻹ سانية‬ ‫إجتما ‪ social‬فأصبحت ‪ social case work‬أي خدمة‬
‫واﳌ ارة ت و ن العﻼقات اﳌ نية اﳌت نة‪ ،‬ال سمح بإيقاظ‬ ‫الفرد اﻻجتماعية ‪ .‬و و اﳌف وم الذي تم اعتماده اﳌؤلفات‬
‫قدرات الفرد واﻻستفادة من اﳌوارد اﳌناسبة شر ة انت أو‬ ‫واﳌؤسسات اﻻجتماعية العر ية‪(25).‬‬

‫مادية‪ ،‬ليتمكن من التكيف اﻷفضل مع ل أو عض بي ته‬ ‫و دمة الفرد دﻻﻻت متعددة بتعدد اﻹس امات النظر ة وما‬
‫اﻻجتماعية‪(31).‬‬ ‫يرتبط ا من ممارسات تطبيقية ﻻزمت تار خ تطور ا‪ .‬ل ذا‬
‫‪ 5‬ـ قام سو ثوم باور ‪ swithum bowers‬بمراجعة عض‬ ‫جاءت عار ف ا متنوعة من حيث الصياغة أو اﳌضمون بحسب‬
‫التعار ف ال ظ رت خدمة الفرد‪ ،‬ص ا التعر ف‬ ‫اﻻتجا ات اﳌتعددة ال اتخذ ا؛ سواء انت تحليلية أو‬
‫الشامل التا ‪ ":‬خدمة الفرد فن ستعمل فيه علوم العﻼقات‬ ‫وظيفية أو سلوكية‪ .‬فمنذ أن شرت ماري ر شموند ‪mary‬‬
‫اﻹ سانية واﳌ ارة ت و ن العﻼقات‪ ،‬للعمل ع إيقاظ‬ ‫‪ richmond‬الرائدة اﻷو دمة الفرد أول عر ف ل ا كتا ا‬
‫قدرات الفرد واستغﻼل اﳌوارد اﳌناسبة‪ ،‬وذلك للتوفيق ب ن‬ ‫يص اﻻجتما ‪social diagnosis‬‬ ‫الش اﳌوسوم بال‬
‫العميل و ي ته بصورة لية أو جزئية"‪ .‬أي مساعدة العميل‬ ‫سنة ‪ ،1917‬والذي ذ بت فيه إ أن خدمة الفرد فن عمل‬
‫ح يصبح مقدوره مساعدة نفسه بنفسه‪(32).‬‬ ‫أشياء مختلفة ﻷناس مختلف ن بواسطة التعاون مع م‪ ،‬للوصول‬
‫من خﻼل استعراض التعار ف السابقة‪ ،‬يمكن تحديد‬ ‫إ تحس ن حال م وحالة ا تمع نفس الوقت‪ .‬ثم عادت‬
‫مف وم خدمة الفرد باعتبار ا إحدى طرق ا دمة اﻻجتماعية‬ ‫عام ‪ 1922‬وعرف ا كتا ا اﳌعروف باسم )ما ية خدمة الفرد‬
‫اﻷساسية من خﻼل العناصر التالية‪:‬‬ ‫‪ wat is social case work‬بأ ا تلك العمليات ال تحقق نمو‬
‫أ ا طر قة تتعامل أساسا مع فرد أو جماعة أو‬ ‫‪‬‬ ‫ال صية خﻼل مؤشرات التوافق اﳌلموسة ل ل فرد ع حدة‪،‬‬
‫أسرة ممن يواج ون عقبات تحول دون قدر م ع أداء‬ ‫اص و ئ م اﻻجتماعية‪(26).‬‬ ‫وال تجري ب ن اﻷ‬
‫وظائف م اﻻجتماعية‪ ،‬وذلك دف تبص م ا ومساعد م‬ ‫ال اية إ‬ ‫وتوالت التعار ف اﳌؤلفات ا تلفة لت ت‬
‫ع تجاوز ا‪.‬‬ ‫تحديد خصائص ذا ا ال النو من مجاﻻت ا دمة‬
‫تتم خدمة الفرد بخاصية التعامل اﳌباشر ب ن‬ ‫‪‬‬ ‫اﻻجتماعية)خدمة الفرد(‪ .‬و ماي إشارة للبعض م ا‪:‬‬
‫اﻷخصا ي اﻻجتما وعمﻼئه‪ ،‬و وعليه التحكم ا يد‬ ‫‪ 1‬ـ عت طر قة خدمة الفرد كما يذ ب ل من ول س و رﳌان‬
‫ذه العﻼقة عن طر ق ال ود باﳌ ارات وا ات واﳌعارف‬ ‫من أقدم الطرق وأك ا ان شارا ا دمة اﻻجتماعية‪ ،‬دف‬
‫الكفيلة بضمان التفاعل الدينامي اﻻيجا ي‪.‬‬ ‫إ عبئة الوظائف اﻻجتماعية والنفسية لﻸفراد‪ ،‬ممن‬
‫خدمة الفرد بطا ع ا العﻼ أساسا‪ ،‬وما ي تب‬ ‫‪‬‬ ‫عانون من مشكﻼت ذاتية أو فيما بي م و ن مواقف ا ياة‬
‫ا يطة‪(27).‬‬
‫عليه من أدوار وقائية و نمائية‪.‬‬
‫تخضع اﳌؤسسات ال تؤدى ف ا خدمة الفرد‬ ‫‪‬‬ ‫عرفت خدمة الفرد اﳌؤتمر السنوي ل دمة اﻻجتماعية‬
‫لشروط خاصة ت ناسب وطبيعة ا دمة)سﻼمة مرافق ا‪،‬‬ ‫سنة‪ 1964‬باعتبار ا طر قة من طرق ا دمة اﻻجتماعية‬
‫توفر ا ع اﳌوارد اﳌادية وال شر ة اﳌﻼئمة‪ ،‬س ولة اﻻستفادة‬ ‫حياة الفرد اﻻجتماعية‬ ‫س دف التدخل والتأث‬
‫والنفسية‪ ،‬لتحس ن وتوجيه وتدعيم وظيفته اﻻجتماعية‪(28).‬‬
‫من خدما ا‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ خدمة الفرد عملية عتمد عل العلم واﳌ ارة ﳌساعدة‬
‫تؤدى من قبل أخصائي ن اجتماعي ن‪ ،‬ممن تتوفر‬ ‫‪‬‬
‫قدر من القدرة ع مواج ة‬ ‫اﻷفراد ع تحقيق أق‬
‫لد م ا صائص)اﻻستعداد ال ا ‪ ،‬واﳌ ارة ‪،‬التدر ب‬
‫العقبات اﳌعوقة‪ ،‬ﻷداء وظائف م اﻻجتماعية إطار فلسفة‬
‫(‪،‬الكفيلة بضمان حسن أدا م ﻷدوار م بكفاءة وفاعلية‪.‬‬
‫اﳌؤسسة‪(29).‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪582‬‬
‫دراسات وأبحاث ا لة العر ية لﻸبحاث والدراسات العلوم اﻹ سانية واﻻجتماعية‬
‫ﻣﺠلد ‪ 15‬عدد ‪ 1‬جانﻔﻲ ‪ 2023‬السنة ا اﻣسة عﺸر‬ ‫‪ISSN: 1112- 9751 / EISSN: 2253-0363‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫تفس ال صية من خﻼل ال شاط الشعوري ‪ ،ego‬فيعت ون‬ ‫ش ط القائم ن عل ا اﻻل ام بالقيم واﳌعاي‬ ‫‪‬‬
‫الفرد نتاج ماضيه‪ ،‬وسلوكه يتحدد ش ل تار ‪ .‬و عت نظر ة‬ ‫اﻷخﻼقية وآداب إدارة العﻼقات والسلوكيات اﳌعتلة‪ ،‬وضمان‬
‫مستودعا غنيا بالفروض العلمية عن‬ ‫التحليل النف‬ ‫حق العمﻼء معاملة تليق بآدمي م وتحقق كرام م‪ ،‬يرا‬
‫ديناميكية ال صية ال ان ل ا أثر كب ع النظر ة‬ ‫ف ا خصوصي م الثقافية وظروف م اﻻجتماعية‪ ،‬واتجا ا م‬
‫خدمة الفرد‪ (33).‬و و مدخل عﻼ للذات‬ ‫واﳌمارسة‬ ‫وميوﻻ م النفسية‪.‬‬
‫الضعيفة‪ ،‬علي للذات ا ا لة‪ ،‬توجي للذات ا ائرة؛‬ ‫عتمد تطبيق طر قة خدمة الفرد ع قاعدة‬ ‫‪‬‬
‫استدعاء الوحدات اﳌكبوتة‬ ‫يقوم ع م ارة اﳌعا‬ ‫)أساعدك ل ساعد نفسك(‪ ،‬أي ال ك ع ذات العميل‬
‫الﻼشعور إ ح الشعور عن طر ق التعب ا ر‪ ،‬الذي يؤدي‬ ‫بمساعدته ع ف م مشا له وحاجاته‪ ،‬و ثارة دافعيته و ذ‬
‫إ التوافق النف للفرد)‪ (34‬؛ والذات أو اﻷنا التجر ية أك‬ ‫إرادته‪ ،‬وتوج ا الوج ة اﳌناسبة؛ ل ي ستفيد من القدرات‬
‫معان ا عمومية عند)جيمس( تمثل ا موع الك الذي ي ش ل‬ ‫الذاتية ال يتوفر عل ا‪ ،‬واﻹم انيات اﳌتاحة بي ته سواء‬
‫منه اﻹ سان )جسده‪ ،‬سماته‪ ،‬قدراته‪ ،‬ممتل اته اﳌادية‪ ،‬أسرته‪،‬‬ ‫اﻷسر ة م ا أو اﻻجتماعية‪.‬‬
‫أصدقائه‪ ،‬أعدائه‪ ،‬م نته‪ ،‬واياته‪...‬ا ‪(35).‬‬
‫دمة الفرد مداخل عﻼجية ووقائية و شائية‬ ‫‪‬‬
‫و ذ ب) فيليب فرنون( تحديده ﻹطار ذا اﳌدخل إ أن‬ ‫حسن توظيف ا اﻹﳌام ا يد بأ عاد ا‪،‬‬ ‫متعددة‪ ،‬يتو‬
‫الفرد له ذات مركز ة أو خاصة‪ ،‬تختلف عن الذات اﻻجتماعية‬ ‫والطرق واﻷساليب العلمية ا ديثة ال أثب ت نجاع ا‬
‫ال تكشف للناس ومستو ا ا حسبه ‪:‬‬ ‫البحوث والدراسات النفس اجتماعية؛ وذلك لضمان‬
‫‪ - 1‬اﳌستوى اﻷع ‪ :‬و ت ون من عدد من الذوات اﻻجتماعية‬ ‫فعالي ا التوجيه واﻹرشاد وخدمة العمﻼء‪.‬‬
‫العامة‪ ،‬ال عرض ا الفرد للمعارف والغر اء واﻷخصائي ن‬ ‫ا ورالﺜا ﻲ‪ :‬اﻷسس النظر ة والعملية للمدخل الوظيﻔﻲ‬
‫النفسانيون‪.‬‬ ‫إن اﳌدخل الوظيفي و مدخل عﻼ حديث ا دمة‬
‫‪ - 2‬الذات الشعور ة ا اصة‪ :‬و ال يدرك ا الفرد عادة‪،‬‬ ‫اﻻجتماعية‪ ،‬ستمد أسسه النظر ة والتطبيقية من إس امات‬
‫و شعر ا و ع ع ا لفظيا‪ .‬و ذه الذات تكشف فقط‬ ‫عديد العلماء واﳌفكر ن‪ ،‬ومن ممارسات عديد ا تص ن‬
‫لﻸصدقاء ا ميم ن‪.‬‬ ‫ا اﻻت النفسية واﻻجتماعية ا تلفة)علم النفس‪ ،‬علم‬
‫‪ - 3‬الذات البص ة‪ :‬و ال يتحقق م ا الفرد عادة عندما‬ ‫النفس اﻻجتما ‪ ،‬علم اﻻجتماع التطبيقي‪ ،(...‬وما يرتبط ا‬
‫يوضع موقف تحلي شامل‪ ،‬مثل ما يحدث عملية اﻹرشاد‬ ‫ذا ا ال‬ ‫من مداخل تفس ية وتطبيقية‪ .‬وسنحاول‬
‫والعﻼج النف اﳌتمركز حول العميل‪.‬‬ ‫ال ك ع أ م ثﻼث مداخل نظر ة وتطبيقية‪ ،‬ش لت‬
‫‪ - 4‬الذات العميقة أو اﳌكبوتة‪ :‬و ال يمكن الوصول إل ا عن‬ ‫مجمل ا مفا يم واف اضات ذا اﳌدخل و ‪ :‬مدخل‬
‫طرق التحليل النف ‪ .‬و جمع الباحثون ع أن أحد اﻷ داف‬ ‫سي ولوجية الذات‪ ،‬مدخل علم النفس اﻻيجا ي‪ ،‬مدخل‬
‫تنمية مف وم واق عن الذات‪.‬‬ ‫الرئ سية لﻺرشاد العﻼ‬ ‫تجاوز الذات‪.‬‬
‫وأن معظم حاﻻت سوء التوافق ن يجة للفشل تنمية مثل‬ ‫أوﻻ‪ :‬ﻣدخل سيكولوجية الذات ‪self psychological‬‬
‫ذا اﳌف وم الواق ‪ ،‬ورسم ا طط ال تتﻼءم معه‪(36).‬‬
‫‪approach‬‬
‫و عت ذا اﳌدخل من اﳌداخل ال س ند عل ا ا دمة‬ ‫إن ذا اﳌدخل و مس للنظر ة التحليلية عن اضطرابات‬
‫اﻻجتماعية تحليل صية اﻷفراد‪ ،‬والوقوف ع العوامل‬ ‫ال صية‪ ،‬وما يرتبط ا من نماذج تطبيقية)نموذج التحليل‬
‫الذاتية اﳌؤثرة اﳌواقف ا تلفة؛ وم ا استقت اﳌفا يم‬ ‫اﻷو ‪ ،‬نموذج مركز ة الذات‪ ،‬نموذج الذات الثﻼثية‪ ،‬نموذج‬
‫التالية‪:‬‬ ‫استحياء الذات‪(...‬؛ ارتبطت طروحاته بالفكر الفرو دي‬
‫ا ‪ -‬أن لﻺ سان حياة شعور ة وأخرى ﻻ شعور ة تؤثر ل م ا‬ ‫والسي و دينامي ي للفرو دي ن ا دد وأنصار اﳌدخل التحلي‬
‫اﻷخرى وتتأثر ا‪.‬‬ ‫اﳌعاصر أمثال‪ :‬ور ي‪ ،‬ليفان‪ ،‬فروم‪ ،‬آدلر‪ ،‬ارتمان‪ ،‬آنافرو د‬
‫‪...‬ا ‪ .‬الذين تجاوزوا الطرح الفرو دي الذي يرى ال صية‬
‫كيانا وجدانيا عتمد ع القوى اﳌكبوتة الﻼشعور ‪ ،id‬إ‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪583‬‬
‫دراسات وأبحاث ا لة العر ية لﻸبحاث والدراسات العلوم اﻹ سانية واﻻجتماعية‬
‫ﻣﺠلد ‪ 15‬عدد ‪ 1‬جانﻔﻲ ‪ 2023‬السنة ا اﻣسة عﺸر‬ ‫‪ISSN: 1112- 9751 / EISSN: 2253-0363‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫من أن ستعيد قدرا ا ع أداء وظائف ا الطبيعية‪ ،‬و التا‬ ‫ب ‪ -‬أن سلوك اﻹ سان ا ار غالبا ما ي بع من دوافع ﻻ‬
‫مواج ة مشكﻼته‪(38).‬‬ ‫شعور ة ﻻ يتحكم ف ا ا زء الداف الشعوري من ال صية‪،‬‬
‫و لسي ولوجية الذات عدة نماذج فرعية يمكن إيجاز أ م ا‬ ‫بل تدفع إل ا العوامل ال امنة أعماق الﻼشعور‪.‬‬
‫اﻵ ي‪:‬‬ ‫ج ‪ -‬أن م ونات ال صية ثﻼث ‪:‬‬
‫‪ -1‬نموذج مركز ة العميل‪ :‬و و نموذج اشتقت أصوله من‬ ‫‪ -‬الذات الدنيا‪ :‬و منطقة ﻻ شعور ة تحوي الدوافع الفطر ة‬
‫مدرسة العـ ــﻼج ا ر الطب النف لـ )روجرز و ام ون(‪،‬‬ ‫الغر ز ة الساعية إ اﻹشباع‪ .‬كما تحوي ا ات اﳌؤﳌة‬
‫واﳌدخل الوجودي لـ)دونالد نيل(اللذان عتمدان القاعدة‬ ‫والرغبات ال شبع‪ ،‬واﻷحاس س اﳌصاحبة ل ذه ا ات‪.‬‬
‫الدنيو ة الش ة ‪":‬نحن نتعلم با ة واﳌمارسة أك مما نتعلم‬ ‫‪ -‬الذات العليا‪ :‬و ال تمثل ضم اﻹ سان الذي يصدر‬
‫بالن واﻹرشاد"‪ .‬و قوم ذا النموذج ع اﳌقومات التالية‪:‬‬ ‫اﻷوامر والنوا وا رمات والثواب والعقاب ‪.‬باﻹضافة إ‬
‫ا ‪ -‬أن الذات الضعيفة مصدر متاعب اﻹ سان‪.‬‬ ‫ذيب نزعات الذات الدنيا ا امحة وتقف ل ا رقيبا ضاغطا‪.‬‬
‫ب ‪ -‬تن الذات من خﻼل التجر ة‪.‬‬ ‫‪ -‬الذات الشعور ة‪ :‬و اﳌنطقة الواعية ال ع ش الواقع‬
‫ج ‪ -‬أنه م ما انت القيود ال تكبل الذات فانه يمكن التخلص‬ ‫ا ار وترتبط به‪ .‬و و ن ت ونت من الذات الدنيا‪ ،‬إﻻ أ ا‬
‫م ا ع اﳌدى الطو ل‪.‬‬ ‫انفصلت ع ا مع نمو الفرد وتحوله من طفل ستجيب لدوافع‬
‫و ذا النموذج يمارس اﻷخصا ي اﻻجتما تدخله اﳌ ع‬ ‫اللذة واﻷلم‪ ،‬إ طفل ستجيب للثواب و العقاب‪(37).‬‬

‫اﻷسس التالية‪:‬‬ ‫وخدمة الفرد التحليلية أو سي ولوجية الذات كما يذ ب إ‬


‫ـ أن مش لة العميل ما عرضه و ح لو انت خاطئة‪.‬‬ ‫ذلك ل من ول س و املتون مدخل عﻼ نفس اجتما‬
‫ـ أن تفس اﳌش لة عتمد ع منطق العميل مقارنة بمنطق‬ ‫ﳌساعدة العمﻼء ممن عانون من قصور واضطراب ذوا م‬
‫اﻷخصا ي‪ .‬ﻻن ذاته ال تقرر وتفكر‪.‬‬ ‫ع استعادة تواز م النف واﻻجتما ‪ ،‬بتحر ر ذوا م من‬
‫ـ اعتماد ا طوات العﻼجية اﳌق حة من العميل‪ ،‬و فتح ا ال‬ ‫ال تقيد استقرار م‪ ،‬وتوظيف ا ﳌواج ة‬ ‫إحباطات اﳌا‬
‫لتجر ا ‪.‬شرط توضيح أ مية وفعالية ل خطوة لديه‪(39).‬‬ ‫مشكﻼ م واضطرابا م بكفاءة‪...‬و س ب )عبد الفتاح عثمان(‬
‫‪ 2‬ـ النموذج التحلي اﻷو ‪ :‬و و نموذج محدود صاغه )رو رت‬ ‫ذكر خصائص ذا اﳌدخل ما ي ‪:‬‬
‫توردان( و)شيل بﻼد(‪ .‬و قوم ع ممارسات محدودة للمن‬ ‫أنه مدخل نفس‪-‬اجتما للتعامل مع مضطر ي‬ ‫‪‬‬
‫التحلي ليمارس مع اﻷطفال خاصة‪ .‬و و عبارة عن عمليات‬ ‫ال صية ممن عانون من النقص أو الذنب أو اﻻضط اد و ما‬
‫تفر غ محدودة‪ ،‬مع دعم نف مكثف ﳌواج ة مشكﻼت طفولية‬ ‫أشبه؛ إذا ما واج م مشكﻼت حياتية زون عن حل ا‪.‬‬
‫ا وف من اﳌدرسة أو من ا يوانات‪...‬‬ ‫أن اضطراب ال صية و عرض ﳌعتل من خ ات‬ ‫‪‬‬
‫‪ 3‬ـ نموذج الذات الثﻼثية‪ :‬و و نموذج ﻷحد أتباع اﳌدرسة‬ ‫اﳌا ‪ ،‬وما تمثله من إحباطات مرحلة عمر ة معينة‪ ،‬أو‬
‫الفرو دية التقليدية‪ .‬إﻻ أنه نفض يده م ا لقناعته بتطو ر ا‪.‬‬ ‫اﳌا بأكمله الذي و موضوع عملية التدخل‪ .‬و التا فان‬
‫فاستحدث رؤ ا جديدة قوام ا‪" :‬أن الفرد أي مرحلة س ية‬ ‫التار خ التطوري يمثل ذلك الشاشة ال عكس مشكﻼت‬
‫صاحب ذا‬ ‫تخ ن ذاته ثﻼث ذوات متباينة‪ ".‬وقد أو‬ ‫العميل‪.‬‬
‫النموذج و و الطب ب النف ار ك ب ن اﳌقومات النموذجية‬ ‫أن سلوك العمﻼء و مز ج من ا يل الدفاعية‬ ‫‪‬‬
‫له بحث قدمه إ الندوة العاﳌية ل دمة اﻻجتماعية‪ ،‬وال‬ ‫والتقلب اﳌزا ‪ ،‬وفقدان ا كم ع اﻷشياء أو اﻹفراط‬
‫سلسلة من اﳌواقف‬ ‫تقوم ع فرضية ‪ ":‬أن ا ياة‬ ‫أحاس س الغضب أو الكرا ية أو اﻻضط اد‪ .‬وما من شأنه إعاقة‬
‫والعﻼقات وع الفرد أن يمارس لعب ا"‪ .‬و عادة لعبة الغالب‬ ‫إدراك العميل ﳌش لته وقدرته ع مواج ا‪.‬‬
‫القا ر‪ ،‬والضعيف اﳌستك ن واﳌسك ن ا كيم‪ .‬وممارسته ل ذه‬ ‫أن الذات الشعور ة لدى العميل عاجزة عن قيام ا‬ ‫‪‬‬
‫اﻷدوار س ند إ اﻷش ال ا تلفة للذوات‪:‬‬ ‫بوظائف ا ما لم يتخلص العميل من إحباطات وكبت اﳌا‬
‫ا ‪ -‬ذات قا رة متحكم ـ ــة ‪ :‬وتتمثل رمز اﻷب‪.‬‬ ‫الذي يقيد حرك ا‪ .‬وعليه فان تحر ر العميل م ا يمكن للذات‬
‫ب ‪ -‬ذات مستكينة ﻻ مسؤلة ‪ :‬وتتمثل رمز الطفل‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪584‬‬
‫دراسات وأبحاث ا لة العر ية لﻸبحاث والدراسات العلوم اﻹ سانية واﻻجتماعية‬
‫ﻣﺠلد ‪ 15‬عدد ‪ 1‬جانﻔﻲ ‪ 2023‬السنة ا اﻣسة عﺸر‬ ‫‪ISSN: 1112- 9751 / EISSN: 2253-0363‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫اﻹرادة‪ ،‬القوة‪ ،‬التفوق‪ ،‬اﻹدراك الوا ‪...‬وما تﻼ ا من‬ ‫ج ‪ -‬ذات حكيمة مسن ـ ـ ــة ‪ :‬وتتمثل رمز الشيخ الك ل‪.‬‬
‫إس امات علمية ذا ا ال ‪.‬‬ ‫وضعف الذات ناجم عن ممارسة دور مع ن من اﻷدوار الثﻼث‬
‫و ذا السياق أح فر ق من الباحث ن اﻷمر كي ن من‬ ‫غ وقته واﳌوقف اﳌناسب له؛ مما يوقع الفرد مشا ل‬
‫بي م سي مان‪ ،‬لفنتون‪ ،‬دي ‪ ،‬جام سون‪ ،‬رو سون‪،‬‬ ‫ذا النموذج يتمثل استدعاء‬ ‫ز عن حل ا‪ .‬والعﻼج‬
‫ل زمان‬ ‫فايﻼنت بي سون ستة فضائل إ سانية أولية‬ ‫وتث يت الذات غ الفعالة ال صية لتمارس أدوار ا ح‬
‫وم ان‪ ،‬اعت و ا السمات اﻷساسية ال تتفق عل ا ل‬ ‫خﻼل ف ات العﻼج مع دعوة العميل للكف عن النمطية الثابتة‬
‫الفلسفات والثقافات والعقائد واﻷديان‪ ،‬و ‪:‬‬ ‫ال تخلق اﳌتاعب أحيانا أخرى؛ وخاصة لدى اﻷفراد الذين ﻻ‬
‫‪ 1‬ـ ا كمة واﳌعرفة‪ :‬حب اﻻستطﻼع‪ ،‬اﻻ تمام‪ ،‬حب العلم‪،‬‬ ‫يمارسون حيا م سوى ذات واحدة افة اﳌواقف‪ .‬مما‬
‫ا كم والتفك الناقد‪ ،‬انفتاح العقل‪ ،‬الذ اء العم ‪،‬‬ ‫يتطلب استدعاء الذوات اﻷخرى ا املة ودفع ا إ ا ركة و‬
‫اﻹبداع‪ ،‬اﻷصالة‪ ،‬ال اعة‪ ،‬والقدرة ع رؤ ة اﻷشياء وفقا‬ ‫ال شاط‪.‬‬
‫لعﻼقا ا ال يحة‪...‬‬ ‫‪ - 4‬نموذج استحياء الذات‪ :‬و و نموذج طبقه نخبة من‬
‫‪ 2‬ـ ال اعة‪ :‬ال سالة‪ ،‬بذل ا د‪ ،‬اﳌثابرة‪ ،‬الت امل‪ ،‬اﻷمانة‪،‬‬ ‫اﳌمارس ن التحليلي ن مؤسسات اﻷحداث ا انح ن اﳌودع ن‬
‫اﻷصالة‪ ،‬ا ماس‪ ،‬وا يو ة‪...‬‬ ‫بمؤسسات ) وﳌ س( بأو ايو ودي و ت؛ وخاصة ممن ي تمون‬
‫‪ 3‬ـ ا ب واﻹ سانية‪ :‬اﻻنتماء‪ ،‬اﻻتصال اﳌتبادل‪ ،‬الرحمة‪،‬‬ ‫إ اﻷسر الفق ة وا رومة ال ع ش ع ال امش‪ .‬و نطلق‬
‫‪ ،‬والذ اء‬ ‫الكرم‪ ،‬الرعاية‪ ،‬الذ اء اﻻجتما ‪ ،‬الذ اء ال‬ ‫ذا النموذج من فرضية مؤدا ا‪" :‬ان قيمة الذات يمكن غرس ا‬
‫الوجدا ي‪...‬‬ ‫عمليا نفوس مثل ؤﻻء الصغار إذا ما أر د ل م اﻹقﻼع عن‬
‫‪ 4‬ـ العدالة واﻹنصاف‪ :‬اﳌواطنة‪ ،‬الواجب‪ ،‬الوﻻء‪ ،‬العمل‬ ‫اﻻنحراف"‪(40).‬و السياق ذاته يذ ب )جﻼل عبد ا الق( إ‬
‫فر ق‪ ،‬اﳌساواة والبعد عن التح ‪ ،‬والقيادة‪...‬‬ ‫أن ذا النموذج و أسلوب يركز ع إشعار ا انح بقيمته ﻻ‬
‫‪ 5‬ـ ضبط النفس واﻻعتدال‪ :‬ال سامح والرحمة‪ ،‬التواضع‪،‬‬ ‫كجزء من العملية العﻼجية‪ ،‬بل كمحور للعﻼج ذاته عمل افة‬
‫ضبط الذات‪ ،‬تنظيم الذات‪ ،‬ال ساطة‪ ،‬ا ذر وا صافة‪...‬‬ ‫اﻷساليب العﻼجية اﻷخرى ع تحقيقه‪ .‬و مارس ذا اﻷسلوب‬
‫‪ 6‬ـ السمو والروحانية‪ :‬تقدير ا مال والتم ‪ ،‬خشية ﷲ‪،‬‬ ‫حاليا مع الزنوج ا انح ن اﳌؤسسات اﻷمر كية‪(41).‬كما عد‬
‫الد شة‪ ،‬اﻻع اف بالفضل‪ ،‬اﻷمل والتفاؤل‪ ،‬التفك‬ ‫)كيث فر د ﻻندر( من رواد ا ركة العﻼجية ال تب ت‬
‫اﳌستقب ‪ ،‬القدرة ع اﳌزاح‪ ،‬اﻹخﻼص‪ ،‬حسن الدعابة‬ ‫أطروحات وخطوات ذا اﳌدخل عﻼج و صﻼح اﳌنحرف ن‬
‫وال عة الدي ية‪(43)...‬‬ ‫‪.‬ف سلم بوجود الشعور بالذنب كمحرك أسا لﻼنحراف‬
‫و عود أول صياغة ﳌفا يم ذا اﳌدخل إ سي مان)رئ س‬ ‫شأنه شأن الظروف النفسية واﻻجتماعية اﻷخرى؛ و ونت وفقا‬
‫الرابطة اﻷمر كية لعلم النفس( ومدير مركز علم النفس‬ ‫ل ذا التصور فرقا للتدخل اﳌبكر‪ ،‬عملت ع تطبيق عملية‬
‫اﻻيجا ي جامعة ب سلفانيا وزميله سي ش يما عام‬ ‫ميدان الوقاية بتحس ن ا يط الذي ع ش‬ ‫التحليل النف‬
‫‪ ،1998‬وذلك كتابه اﳌوسوم ب‪ :‬السعادة ا قيقية‬ ‫فيه اﻷطفال ي ﻻ تؤثر ع أنفس م سلبا‪ ،‬بتقو ة أثر الشعور‬
‫‪ authentic happiness‬الذي ركز طروحاته ع عوامل‬ ‫بالذنب‪(42)...‬‬

‫تحس ن اﻷداء الوظيفي العام لﻺ سان‪ ،‬والذ اب به إ ما و‬ ‫ﺛانيا‪ :‬ﻣدخل علم النﻔس اﻻيﺠا ﻲ ‪positive psychology‬‬
‫أ عد من ال ة النفسية بمعنا ا التقليدي؛ ببحث محددات‬ ‫‪approach‬‬
‫السعادة ال شر ة وال ك ع العوامل ال تف إ تمك ن‬ ‫عت ذا اﳌدخل من الروافد اﻷساسية ال سا مت‬
‫اﻹ سان من الع ش حياة مرضية ومشبعة؛ يحقق ف ا‬ ‫البناء النظري ﳌدخل سي ولوجية اﻹرادة وتطبيقاته‪ .‬ول ذا‬
‫طموحاته و وظف ف ا قدراته إ أق حد ممكن‪ ،‬وصوﻻ‬ ‫اﳌدخل أصوﻻ نظر ة قديمة الفكر اﻹ سا ي تمتد بجذور ا‬
‫إ الرضا عن الذات وعن اﻵخر ن وا تمع يوجه عام‪ .‬وذلك‬ ‫إ تلك اﳌفا يم ال أضفا ا الفﻼسفة ع الفضائل‬
‫بالكشف عن م امن القوة اﻹ سان و ع د ا بالرعاية‬ ‫والقدرات واﳌل ات اﻹ سانية ال ت ن ا ا ركة العﻼجية‬
‫والتنمية‪ ،‬والتخلص من التفك السل وما يرتبط به من‬ ‫أ شطة ا دمة اﻻجتماعية و رامج مساعدة الذات‬
‫‪ thérapeutic self mouvements‬مثل‪ :‬الطبيعة ا ة‪،‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪585‬‬
‫دراسات وأبحاث ا لة العر ية لﻸبحاث والدراسات العلوم اﻹ سانية واﻻجتماعية‬
‫ﻣﺠلد ‪ 15‬عدد ‪ 1‬جانﻔﻲ ‪ 2023‬السنة ا اﻣسة عﺸر‬ ‫‪ISSN: 1112- 9751 / EISSN: 2253-0363‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ذه القدرات نظر البعض من رواد ذا اﳌدخل ع‬ ‫ة‬ ‫محبطات؛ بت شيط الفاعلية الوظيفية والكفاءة وال‬
‫مستو ن أساسي ن و ما‪:‬‬ ‫ال لية لﻺ سان‪ ،‬بدﻻ من ال ك ع اﻻضطرابات وعﻼج ا‬
‫ـ اﳌستوى الفردي‪ :‬و تعلق بدراسة وتحليل السمات اﻻيجابية‬ ‫مختلف اﳌستو ات )الذ نية‪ ،‬اﳌعرفية‪ ،‬السلوكية‪ ،‬اﳌ نية‪،‬‬
‫للفرد مثل‪ :‬القدرة ع ا ب والعمل ‪ ،‬ال سالة‪ ،‬م ارة‬ ‫واﻻجتماعية العامة(‪ ،‬وذلك من خﻼل‪:‬‬
‫العﻼقات اﻻجتماعية‪، ،‬اﻹحساس والتذوق ا ما ‪ ،‬اﳌثابرة‪،‬‬ ‫ا ـ تقبل الذات والو بصفا ا اﻻيجابية‪.‬‬
‫ال سامح‪ ،‬اﻷصالة‪ ،‬اﻻنفتاح العق والتطلع للمستقبل‪،‬‬ ‫ب ـ القدرة ع الفعل و ذل ا د لتحقيق اﻷ داف‬
‫الشغف الرو ‪ ،‬اﳌو بة العالية‪ ،‬ا كمة‪...‬ا‬ ‫ا ياة‪.‬‬
‫ـ مستوى ا ماعة‪ :‬و دور حول الفضائل واﳌؤسسات اﳌدنية‬ ‫ج ـ القدرة ع تحقيق اﳌوا ب واﻹم انيات‪.‬‬
‫ال تحرك اﻷفراد اتجاه اﳌواطنة الصا ة‪ ،‬اﳌسؤولية‪ ،‬التواد‬ ‫د ـ القدرة ع إدارة تحديات العالم ا يط‪.‬‬
‫مع اﻵخر ن واﻻ تمام م‪ ،‬اﻹيثار‪ ،‬اﻷدب واﻷخﻼق‪ ،‬اﻻعتدال‪،‬‬ ‫ه ـ التصرف حسب قناعاته ومعتقداته ال صية‪.‬‬
‫التحمل‪ ،‬خلق العمل‪...‬ا ‪(50).‬‬ ‫و ـ بناء العﻼقات اﻻجتماعية اﻻيجابية‪(44).‬‬

‫و صنف ا ع عون ثﻼث عناصر أساسية و ‪:‬‬ ‫و ناك العديد من ا وانب اﻻيجابية حياة اﻹ سان ال‬
‫‪ 1‬ـ اﳌشاعر اﻻيجابية أو ا ة اﻻيجابية الذاتية‪ :‬وتتمثل‬ ‫بح ا السي ولوجيون ا دثون مثل ال يطا ي فر س س‬
‫الفرح والب ة والسرور‪ ،‬الثقة بالنفس‪ ،‬اﻷمل‪ ،‬الصفاء‪،‬‬ ‫غالتون الذي بحث اﳌو بة‪ ،‬و ارل غوستاف يو غ الذي‬
‫السعادة‪ ،‬الرضا عن اﳌا ‪ ،‬التفاؤل شأن اﳌستقبل‪،‬‬ ‫‪ ،‬وفيكتور فران ل الذي بحث‬ ‫بحث مبدأ الكمال ال‬
‫اﻹخﻼص الدي ‪ ،‬القناعة‪ ،‬الصفاء النف ‪ ،‬اﻻنجاز اﳌثمر‪،‬‬ ‫مع ا ياة اﻹ سانية‪ (45).‬لقد ذ ب سي مان إ أن‬
‫اح ام القيم اﻷخﻼقية‪.‬‬ ‫الدراسات علم النفس قد بالغت ال ك ع ا وانب‬
‫‪ 2‬ـ السمات اﻻيجابية للفرد‪ :‬و و اﳌبدأ الذي اعتمدته‬ ‫اﻷمراض‬ ‫ال صية اﻹ سانية‪ ،‬وع‬ ‫السلبية‬
‫ا معية اﻷمر كية سنة ‪ ،2004‬والذي يت ص ‪:‬‬ ‫واﻻضطرابات النفسية و يص ا وعﻼج ا رغم أ مية ذلك؛‬
‫قوى ا كمة واﳌعرفة‪ :‬اﻹبداع‪ ،‬الفضول العل ‪،‬‬ ‫‪‬‬ ‫مع أن ال شديد ع اﳌظا ر اﻻيجابية لل صية قد سفر‬
‫حب التعلم‪ ،‬ا كمة‪ ،‬ا ساع اﻷفق‪.‬‬ ‫عن كث من نقاط القوة ال يمكن توظيف ا مباشرة تخطي‬
‫قوى ال اعة‪ :‬اﻹقدام‪ ،‬اﻹصرار‪ ،‬اﻻستقامة‪،‬‬ ‫‪‬‬ ‫الصعو ات‪ ،‬ومواج ة نقاط الضعف‪(46).‬و ذا ا ال‬
‫ا يو ة‪.‬‬ ‫يقول‪ ":‬إن اﳌن اﳌفرط نحو اﳌرض قد تجا ل فكرة أن أفعل‬
‫قوى اﻹ سانية‪ :‬ا ب‪ ،‬الطيبة‪ ،‬اﻹيثار‪ ،‬الذ اء‬ ‫‪‬‬ ‫سﻼح العﻼج و بناء اﻻقتدار اﻹ سا ي")‪(47‬لذلك يركز ع‬
‫اﻻجتما ‪.‬‬ ‫تحس ن اﻷداء النف الوظيفي العام لﻺ سان‪ ،‬والذ اب إ‬
‫قوى العدالة‪ :‬اﳌسؤولية‪ ،‬العدل‪ ،‬القيادة‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫ما و أ عد من ال ة النفسية بمعنا ا التقليدي إ‬
‫اﻻ تمام بمحددات السعادة ال شر ة‪ ،‬وال ك ع العوامل‬
‫قوى اﻻعتدال‪ :‬اﳌغفرة والرحمة‪ ،‬التواضع‪ ،‬اﻹتقان‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫إ تمك ن اﻹ سان من الع ش حياة مرضية‬ ‫ال تف‬
‫التحكم الذا ي‪.‬‬
‫ومشبعة يحقق ف ا طموحاته‪ ،‬و وظف ف ا قدراته إ أق‬
‫قوى السمو‪ :‬تقدير ا مال‪ ،‬ا ودة‪ ،‬العرفان‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫حد ممكن‪ ،‬وصوﻻ إ الرضا عن الذات وعن اﻵخر وعن‬
‫الروحانية‬
‫العالم بصفة عامة‪(48).‬و ذا السياق تذ ب شر في ناء إ‬
‫‪ 3‬ـ اﳌؤسسات اﻻيجابية‪ :‬وتتمثل ‪:‬‬
‫أن التطبيقات العلمية ل ذا اﳌدخل تتضمن مساعدة اﻷفراد‬
‫اﻷسرة‪ ،‬ا ان‪ ،‬اﻷقارب‪ ،‬اﳌدرسة‪ ،‬ا امعة‪ ،‬النادي‪،‬‬
‫واﳌؤسسات ع اك شاف قدرا م وم امن قو م‪،‬‬
‫اﳌ د‪ ،‬اﻷقران‪ ،‬ال ‪ ،‬ا تمع‪ ،‬مؤسسات الت شئة‬
‫والتطبيع اﻻجتما ‪ ،‬ا معيات‪(51).‬‬
‫واستخدام ا لزادة وتحس ن وا افظة ع مستو ات‬
‫السعادة‪ ،‬بتدعيم اﻻقتدار الذا ي وال ك ع أوجه القوة‬
‫ذا ا ال إ أن اﳌضام ن النظر ة‬ ‫ونخلص‬
‫اﻹ سان بدﻻ من أوجه القصور؛ وع الفرص بدل اﻷخطار ‪،‬‬
‫والتطبيقية ل ذا اﳌدخل‪ ،‬واﳌتمثلة ما يتوفر عليه اﻹ سان‬
‫وع عز ز اﻹم انات بدل التوقف عند اﳌعوقات‪ (49).‬وتتوزع‬
‫من قوى إيجابية يمكن أن ش ل أساسا لتجاوز مشكﻼته‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪586‬‬
‫دراسات وأبحاث ا لة العر ية لﻸبحاث والدراسات العلوم اﻹ سانية واﻻجتماعية‬
‫ﻣﺠلد ‪ 15‬عدد ‪ 1‬جانﻔﻲ ‪ 2023‬السنة ا اﻣسة عﺸر‬ ‫‪ISSN: 1112- 9751 / EISSN: 2253-0363‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ذا‬ ‫اﻷخرى‪ ،‬ومعية أصل الوجود اﳌع عنه باﳌقدس‪ .‬و‬ ‫و حباطاته‪ ،‬إذا ما ع د ا بالرعاية والعناية وتوج ا‬
‫السياق يم مازلو ب ن ثﻼث جماعات من الناس و م‪:‬‬ ‫اﻻتجاه الذي عزز إرادته ا ة‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ من حققوا ذوا م‪ :‬و م من توصلوا إ تحقيق الذات‪ ،‬ممن‬ ‫ﺛالﺜا‪ :‬ﻣدخل تﺠاوزالذات ‪self transcendence‬‬
‫لد م و ة أو أنية قو ة وفعالة‪ ،‬وت ون ل م صيات‬ ‫إن ذا اﳌدخل عود كما تذ ب سوزان رو ي وزمﻼؤ ا إ‬
‫مت املة‪.‬‬ ‫إبرا ام مازلو‪ ،‬الذي نادى سنة ‪ 1969‬ببدء حركة جديدة‬
‫‪ 2‬ـ من تجاوزوا ذوا م‪ :‬و م اﻷ اص الذين ل م صلة قو ة‬ ‫علم النفس محور ا ما أسماه باﻵفاق اﻷ عد للطبيعة‬
‫بالبعد الرو ‪ ،‬وكث ا ما س شعرون خ ات علو ة متجاوزة‬ ‫ال شر ة ‪ ،the farther reaches of human nature‬ال‬
‫لذوا م‪ .‬وغالبا ما ت ون ذه ال صيات غ نا ة‪.‬‬ ‫تركز ع ا وانب العليا واﻷر واﻷك تم ا فيما يتعلق‬
‫‪ 3‬ـ من حققوا ذوا م وتجاوزو ا‪ :‬و م أولئك الذين ﻻ يمتل ون‬ ‫باﻹم انيات ال شر ة لتحقيق النمو وال سامي بأنفس م‪ .‬وقد‬
‫صيات قو ة وفعالة‪ ،‬ولك م قادرون ع تجاوز حدود‬ ‫أطلق مازلو ع ذه ا ركة بالقوة الرا عة ال تتخطى‬
‫اﻷنية ال صية‪ ،‬و متل ون شعورا أعمق باﻷبدية و ما و‬ ‫القوى النظر ة ال سبق ا‪ .‬و امتداد للمدرسة اﻹ سانية‬
‫مقدس‪.‬‬ ‫ال تركز ع خصائص القوى اﻹ سانية اﻻيجابية لدى‬
‫لقد وصف يو غ الوظيفة اﳌتجاوزة للواقع أو اﳌستعلية‬ ‫اﻹ سان‪ ،‬وتركز ع دراسة اﻷ اص الذين يقررون أ م قد‬
‫عليه داخل الفرد بأ ا قدرة النفس اﳌد شة ع التحول‬ ‫وصلوا بالفعل إ مرحلة عالية من الشعور بتقدير الذات‪،‬‬
‫وع تبديل ذا ا و غي اتجا ا ا وتحقيق الوحدة ب ن‬ ‫واﻹبداع والرضا عن ا ياة‪ ،‬وحاولت أن تضع مستو ات أو‬
‫مختلف اﳌتناقضات‪ .‬و اﻻتجاه ذاته ذ بت إل اب ت سميث‬ ‫معاي للسواء وال ة النفسية ال تحقق أق إم انات‬
‫إ أن منظور تجاوز الذات يمكن ف مه بمع اﻻتجاه‬ ‫اﻹ سان بدﻻ من البحث أمراض م وقصور م‪ .‬وقد اك شف‬
‫اﳌتجاوز لﻸنا أو ما وراء ال ص أو ما وراء الذات‪ .‬وأشارت‬ ‫أ اب ذه اﳌدخل أن الكث ين من اﻷ اص الذين‬
‫من النظر ة‬ ‫ذلك إ قول واشبورن بأن ال دف الرئ‬ ‫حققوا ذوا م بالفعل مروا بخ ات متجاوزة لذوا م‪ ،‬وأن تلك‬
‫إيجاد الت امل ب ن ا ات الروحية لﻺ سان والف م اﻷشمل‬ ‫ا ات خ ات أساسية ﻻزمة لشعور م بتحقيق الذات‪ .‬وقد‬
‫للنمو اﻹ سا ي‪ .‬وأو ت رو ي وزمﻼؤ ا أن ثماني يات القرن‬ ‫سميت تلك ا ات بأ ا متجاوزة للذات ﻷ ا تتجاوز الشعور‬
‫ش دت ظ ور كتابات متعددة محيط ا دمة‬ ‫اﳌا‬ ‫باﻷنية ا دودة‪ ،‬وتركز ع ا وانب الروحية من جوانب‬
‫اﻻجتماعية‪ ،‬تحاول أن تأخذ ذا اﳌدخل خاصة شقه‬ ‫ا ة اﻹ سانية والنمو اﻹ سا ي اللذان س ان بال ص إ‬
‫الرو وما ارتبط به من مفا يم اﻻعتﻼل الرو ‪spiritual‬‬ ‫ما و أ عد من مجرد الشعور بالذاتية ا ومة بالبدن أو‬
‫‪malaise‬وما يتضمنه من ز قي وتبلد أخﻼ ‪ ،‬و أس‬ ‫اﻷنا‪.‬‬
‫وجودي واضطرابات روحية ال تقابل ا مفا يم من قبيل‪:‬‬ ‫لقد استفاد ذا اﳌدخل من مف وم ن مركز ن علم‬
‫الطاقة‪ ،‬قوة ا ياة ‪...‬ا ‪ .‬ومن نا فإن اﳌعا ن الذين ﻻ‬ ‫النفس و ما‪ :‬مف وم تحيق الذات‪،self actualization‬‬
‫ينطلقون من اطر نظر ة تتضمن توصيفا للظوا ر اﳌتجاوزة‬ ‫ومف وم التعا ع الذات ‪self transcendence‬؛ فاﳌف وم‬
‫للذات لن ي ون أمام م إﻻ خيار الرجوع إ اﻷطر الكﻼسيكية‬ ‫اﻷول ش إ أن ناك اتجا ا فطر ا طبيعيا عند الناس‬
‫ال ﻻ تتجاوز القدرة ع تحقيق الذات‪ ،‬و أ ا أع مرتبة‬ ‫للتعب عن إم انا م الفطر ة ل ب واﻹبداع والروحانية وﻻ‬
‫يمكن أن يصل إل ا النمو ال شري‪(52).‬‬ ‫يتطلب اﻷمر ذلك إﻻ إ توفر ب ئة حاضنة وصا ة‪ ،‬تقدم‬
‫ا ور الﺜالث‪ :‬اﳌضاﻣ ن النظر ة للمدخل الوظيﻔﻲ‬ ‫للفرد التأييد واﳌساندة والدعم‪ .‬أما اﳌف وم الثا ي فيذ ب إ‬
‫‪functional approach‬‬ ‫أن النمو كعملية بزوغ طبي ي سامى لتحقيق اﻹم انات ال‬
‫إن ذا اﳌدخل الذي س أحيانا بالعﻼج الوظيفي‬ ‫ولد ا اﻹ سان‪ ،‬وال تنقل اﻹ سان إ ما وراء ا شغاله‬
‫‪ functional therapy‬تتداخل مفا يمه واف اضاته مع‬ ‫بنفسه أو بذاته أو ب عاته ال جسية‪ .‬و عملية مكملة‬
‫مداخل نظر ة وتطبيقية أخرى‪ ،‬خاصة مدخل سي ولوجية‬ ‫ومشبعة لتحقيق الذات‪ .‬وذلك معية و شارك ال ائنات‬
‫اﻹرادة ‪ will psychological approach‬ومدخل العﻼج‬
‫التدعي ‪ .supportive therapy‬و و مدخل حديث صاغه‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪587‬‬
‫دراسات وأبحاث ا لة العر ية لﻸبحاث والدراسات العلوم اﻹ سانية واﻻجتماعية‬
‫ﻣﺠلد ‪ 15‬عدد ‪ 1‬جانﻔﻲ ‪ 2023‬السنة ا اﻣسة عﺸر‬ ‫‪ISSN: 1112- 9751 / EISSN: 2253-0363‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫العلة أو الس ب‪ .‬و التا فانه كمدخل عﻼ ع بالعميل أك‬ ‫العالم اﻷﳌا ي أوتو رانك ‪ otto rank‬كتابه اﳌوسوم علم‬
‫من عنايته باﳌش لة‪ ،‬و عتقد بقدرته وﻻ سلم بضعفه‪ ،‬ع‬ ‫النفس اﻹرادة‪ ،‬الذي شره ‪ 1930‬وكشف فيه النقاب عن‬
‫بحاضره ول س بماضيه‪ .‬تم باﻷلم أك من ا تمامه باللذة؛‬ ‫سماه العﻼج باﻹرادة ‪will‬‬ ‫من جديد العﻼج النف‬
‫يحدد مساعدته شروط اﳌؤسسة ﻻ بظروف العميل‪ ،‬والعﻼقة‬ ‫‪ .therapy‬ذا اﳌدخل ا ديد اس وى مدارس ا دمة‬
‫غاية ول ست وسيلة فقط‪(56).‬‬ ‫اﳌ نية‬ ‫اﻻجتماعية بوﻻية ب سلفانيا‪ ،‬مما دعا رانك نفسه ﻹلقاء‬
‫ل ذا ي أ اﻷخصائيون اﻻجتماعيون استخدام م ل ذا‬ ‫محاضرات لطﻼ ا‪ .‬ولم تلبث أن ظ رت مدرسة جديدة‬
‫اﳌدخل إ طرح ال ساؤﻻت التالية‪:‬‬ ‫ا دمة اﻻجتماعية وخدمة الفرد تحيدا‪ ،‬أطلق عل ا اﳌدرسة‬
‫‪ - 1‬كيف يرى العميل مش لته‪ ،‬وكيف يتعامل مع ا ؟‬ ‫جامعة‬ ‫الوظيفية ‪ ،functional school‬تركزت أوﻻ‬
‫‪ - 2‬كيف يرتبط العميل باﻷخصا ي اﻻجتما ؟‬ ‫ب سلفانيا ثم توسعت ل شمل جامعات أخرى‪ .‬وأ م ما يم‬
‫‪ - 3‬كيف يمكن للعميل أن ستخدم وظيفة اﳌؤسسة وخدما ا؟‬ ‫ذه اﳌدرسة أ ا دحضت الفكرة ال تصور الفرد ائنا‬
‫‪ - 4‬كيف يمكن عديل أف اره؟)‪(57‬‬ ‫ضعيفا مستكينا‪ ،‬ﻻ يقوى ع تجاوز إحباطاته ومواطن‬
‫وتجمع اﳌؤلفات ذا السياق ع أن ل ذا اﳌدخل خصائص‬ ‫الضعف ذاته‪ ،‬وتجار ه اﳌؤﳌة اﳌاضية؛ وتتطلب وضعيته‬
‫تم ه عن غ ه من اﳌداخل أ م ا‪:‬‬ ‫تخليصه م ا‪ .‬ودفعت إ اﻷمام بفكرة أن الفرد يملك من قوة‬
‫ا ـ أنه إحدى مداخل ا دمة اﻻجتماعية وخاصة خدمة الفرد ‪،‬‬ ‫إرادته ما يمكنه من مواج ة عقده النفسية وما ي تب عل ا‬
‫يمارس مع العمﻼء اﻷك سلبية وخضوعا بإثارة مناطق القوة‬ ‫من أثار؛ عيدا عن مشاعر التعاطف والتداب العﻼجية‬
‫لد م‪.‬‬ ‫ا دودة للمدرسة التحليلية؛ واﻻعتماد حل مشكﻼت‬
‫ب ‪ -‬يف ض أن اﻹ سان ائنا قو ا قادرا بيولوجيا وعقليا‪ .‬و ملك‬ ‫اﻷفراد وتلبية أحتياجا م ع اﻹم انيات الذاتية عن طر ق‬
‫طاقة س اﻹرادة ساعده ا ياة‪ .‬و رفض سمة الضعف‬ ‫اس نفار طاقا م‪ ،‬و ثارة مواطن القوة ال يتوفرون عل ا‪.‬‬
‫ال ت نا ا) فرو د( وأنصاره اﳌدرسة التحليلية التقليدية‬ ‫وذلك انطﻼقا من حقيقة أن اﻹ سان ائن بيولو ونف‬
‫خاصة؛ وأن مشكﻼت اﻹ سان تكمن أساسا خمول إرادته‬ ‫واجتما ‪ ،‬يتوفر بطبيعته الفطر ة ع طاقة سما ا‪ :‬اﻹرادة‬
‫ال ستد ت ب ا و يقاظ ا‪.‬‬ ‫القادرة ع الصمود أمام ضغوط ا ياة‪ ،‬وﻻ تقيد ا رواسب‬
‫ج ـ أن قوة العميل و رادته امنة؛ وأن إثار ا عتمد ع التحدي‬ ‫اﳌا ؛ بل ت شط ا مواقف ا اضر كما يذ ب ا‬
‫واﳌواج ة ول س التعاطف واﳌشاركة الوجدانية‪.‬‬ ‫ذلك)خ ي خليل ا مي (‪(53).‬‬

‫د ‪ -‬عتمد ذا اﳌدخل ع أحداث ا اضر‪ ،‬ول س مآ‬ ‫و س ند تطبيق ذا اﳌدخل ع عملية اﳌساعدة ‪helping‬‬
‫اﳌا إﻻ إذا جاء مرتبطا تلقائيا با اضر‪ .‬و مثل ذا ا اضر‬ ‫تختلف عن ثﻼثية خدمة الفرد‬ ‫‪ ،process‬ال‬
‫اﳌؤسسة و م انيا ا وشروط ا وقيود ا‪ ،‬واﻷخصا ي اﻻجتما‬ ‫اﳌع ودة)الدراسة‪ ،‬ال يص‪ ،‬العﻼج(‪ ،‬و قوم ع ما سميه‬
‫بإرادته اﳌتم ة‪.‬‬ ‫خب ة خدمة الفرد فرجي يا رو سون بالتجر ة النفسية‬
‫ه ‪ -‬يتطلب ذا اﳌدخل أخصا ي اجتما ع درجة عالية من‬ ‫‪ ،experience in from‬ال يخرج م ا العميل متحفزا‬
‫اﳌ ارة فن اﻻس ثارة والتوجيه واﻹرشاد‪ ،‬واﳌواج ة والتحدي‬ ‫للعمل‪ (54).‬و التجر ة ال ستخدم مع العمﻼء الذين عانون‬
‫وا سم وا ب آن معا‪.‬‬ ‫من ضعف وظائف الذات‪ ،‬بتقو ا لت ون قادرة ع مواج ة‬
‫و ‪ -‬أنه وع خﻼف اﳌدخل الذي يؤمن بثﻼثية خدمة الفرد‪:‬‬ ‫مشكﻼت وضغوطات ا ياة‪ .‬و و أسلوب عﻼ سا م‬
‫الدراسة وال يص والعﻼج‪ .‬يؤمن ذا اﳌدخل باﻻتجاه الذي‬ ‫تخفيف حدة القلق والشعور بالذنب لدى اﻷفراد‪ ،‬وتحو ل‬
‫يتحرك فيه الفرد والذي س ند إ ثنائية )خ ات عملية‬ ‫مشاعر م اﻻتجاه اﻹيجا ي‪ (55).‬وعملية اﳌساعدة منظور‬
‫اﳌساعدة‪ ،‬والتجر ة النفسية للعميل‪(.‬‬ ‫ذا اﳌدخل ﻻ تم ب يص مش لة العميل‪ ،‬بقدر ا تمام ا‬
‫تافت‬ ‫وع غرار ا صائص السابقة قدمت ج‬ ‫بتجر ة نفسية العميل ومساعدته تحر ر إرادته‪ .‬أي أنه إذا‬
‫وفرجي يا رو سون إطارا عمليا ل ذا اﳌدخل أسمتاه عملية‬ ‫ان اﻻتجاه التحلي يحلل جوانب اﳌوقف اﻹش ا للكشف‬
‫اﳌساعدة و قوم ع ا اور التالية‪:‬‬ ‫عن العلة‪ ،‬فان ذا اﻻتجاه يحرر العميل دون حاجة ﳌعرفة‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪588‬‬
‫دراسات وأبحاث ا لة العر ية لﻸبحاث والدراسات العلوم اﻹ سانية واﻻجتماعية‬
‫ﻣﺠلد ‪ 15‬عدد ‪ 1‬جانﻔﻲ ‪ 2023‬السنة ا اﻣسة عﺸر‬ ‫‪ISSN: 1112- 9751 / EISSN: 2253-0363‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫أن خدمة الفرد الوظيفية ل ست محاولة ل مش لة الرعاية اﻻجتماعية لعديد الفئات اﻻجتماعية )مدم التدخ ن‬ ‫‪‬‬
‫معينة تواجه العميل؛ و نما عملية مساعدة ﻹثارة العميل ليقوم ومتعاط ا درات‪ ،‬الشواذ‪ ،‬معتادي اﻹجرام‪ ،‬صغار‬
‫اﳌنحرف ن‪ ،‬ذوي العادات الس ئة اﻷ ل والنوم‪(...‬؛ وذلك من‬ ‫بحل مش لته بنفسه‪.‬‬
‫أن ذه اﳌساعدة مر ونة تماما بما تملكه اﳌؤسسة‪ ،‬ذات منطلق أن أغلبي م يأتون اﳌؤسسات اﻻجتماعية يا س ن خائري‬ ‫‪‬‬
‫أي من‬ ‫القوى‪ ،‬غ قادر ن ع التصرف بمفرد م‬ ‫إم انيات تث إرادة العميل وتتحدى رغبته‪.‬‬
‫اﳌوضوعات اﳌرتبطة بحيا م‪ .‬غ إ م و رد مﻼقا م بصدر‬ ‫أ ا عملية تقوم ع محور أسا و و العﻼقة‬ ‫‪‬‬
‫رحب وتف م وضعي م يمكن التفاعل مع م ايجابيا‪ .‬والذي ع‬ ‫التوحيدية ثم اﳌواج ة واﻻستفزاز واﻻس نفار‪.‬‬
‫أساسه تتحرر عز م م و رادة التحدي لد م ع حساب إرادة‬ ‫أن ذه اﳌساعدة ﻻ ع دراسة اﳌش لة ثم‬ ‫‪‬‬
‫الضعف واﻻنكسار‪ .‬لذلك ي أ اﻷخصائيون اﻻجتماعيون‬ ‫يص ا فعﻼج ا‪ ،‬ولك ا عملية مساعدة س ثمر وقا ع‬
‫والنفسانيون واﳌر ون عند مقابل م ل ذه الفئات إ كسب‬ ‫اﳌش لة فقط لتحر ر إرادة العميل‪ .‬ﻷنه بتحر ر إرادته يصبح‬
‫ود م و حياء و عث روح ا ياة لد م‪ .‬و التا ضمان إقبال م‬ ‫قادرا ع مواج ة مشكﻼته بنجاح‪(58).‬‬

‫ع تطبيق التعليمات وان اج السلوك القو م الذي يمك م من‬ ‫ا ورالرا ع‪ :‬تطبيقات اﳌدخل الوظيﻔﻲ خدﻣة الﻔرد‬
‫مواج ة مشكﻼ م بالكيفية اﳌناسبة ‪ .‬إن عملية اﳌساعدة‬ ‫بالرغم من أن الفضل وضع التصورات اﻷولية ل ذا اﳌدخل‬
‫منظور ذا اﳌدخل ﻻ ع ب يص اﳌش لة‪ ،‬ولكن ع‬ ‫عود إ )رانك(‪ ،‬إﻻ أن )ج تافت( و)جورج في ( و)فرجين يا‬
‫بتجر ة نفسية العميل ومساعدته تحر ر إرادته‪ .‬أي أنه إذا‬ ‫رو سون( و)تورنر( م الذين وضعوا ر اﻷساس لتطبيقاته‬
‫ان اﻻتجاه التحلي يحلل جوانب اﳌوقف اﻹش ا للكشف‬ ‫ا دمة اﻻجتماعية خاصة خدمة الفرد‪ .‬فـ)تافت( أستاذة‬
‫عن العلة‪ ،‬فان اﻻتجاه الوظيفي يحرر العميل دون حاجة‬ ‫ال أوجدت‬ ‫خدمة الفرد بجامعة ب سلفانيا اﻷمر كية‪،‬‬
‫ﳌعرفة العلة أو الس ب‪.‬‬ ‫اﳌف وم واستخدمته عض اﳌؤسسات اﻻجتماعية أساس‬
‫وح يؤدي ذا اﳌدخل دوره خدمة الفرد بكفاءة وفعالية‪،‬‬ ‫ذا السياق‪ " :‬يجب علينا‬ ‫لعملية اﳌساعدة‪ .‬وتقول‬
‫تطبيقه جملة من الشروط‪ ،‬م ا خاصة‪:‬‬ ‫يجب أن يرا‬ ‫أخصائي ن اجتماعي ن أﻻ ن رب من اﳌسؤولية إعداد‬
‫‪ 1‬ـ ر ط العمﻼء بأ داف مشروعة وقابلة للتحقيق من حيث‬ ‫أنفسنا‪ ،‬ل س لف م اﳌش لة اﻻجتماعية ولكن أيضا ﻻك ساب‬
‫اﻹم انيات والوقت‪ ،‬و عث اﻷمل تحقيق ا‪ ،‬وعدم اﳌبالغة‬ ‫اﳌ ارة اﳌ نية‪...‬وأن نو ا وانب ا تلفة للمش لة من خﻼل‬
‫واﳌغاﻻة سقف التوقعات‪ ،‬وتبص م بما قد يصادف م من‬ ‫دراس نا ل ا‪...‬وأن ن ك للعميل ا ر ة أن يتحمل اﳌسؤولية‪،‬‬
‫إخفاقات‪ ،‬وما ي تب عل ا من خيبات أمل ونو ات حزن ال قد‬ ‫وأن يجرب إم انياته‪ ،‬و ستخدم قدراته ووظائف اﳌؤسسة من‬
‫تأ ي ع آمال م ا ياة واﻻس سﻼم لنوائ ا‪.‬‬ ‫ت و ن العﻼقة اﳌ نية باعتبار ا غاية‬ ‫خﻼل اﳌ ارة‬
‫‪ 2‬ـ عث الثقة واليق ن نفسية العمﻼء وقدر م ع اﻻنجاز‪،‬‬ ‫اﳌساعدة"‪(59).‬وترى بأن ذا اﳌدخل و إطار م عﻼ عتمد‬
‫وعدم خداع ا باﻷو ام واﻵمال ال اذبة‪ ،‬ح ﻻ تنكسر عند‬ ‫ع تحدي م امن الضعف اﻹ سان‪ ،‬بتحر ك إرادته ا املة‬
‫اصطدام ا عارض قوي‪.‬‬ ‫ﳌواج ة مشكﻼته بفعالية‪ .‬أما )تورنر( فيذ ب عر فه له إ‬
‫‪ 3‬ـ تمرن وتدر ب العمﻼء ع اﻷداءات ال من شأ ا تقو ة‬ ‫يصيا يبحث عن مواطن القوة ﻻس ثار ا‪،‬‬ ‫اعتباره مدخﻼ ﻻ‬
‫إراد م القيام باﻷعمال اﳌفيدة وعدم الر ون إ العادات‬ ‫ول س الضعف ﳌعا ته من خﻼل اﻹرادة اﳌضادة وقيود‬
‫الس ئة‪ ،‬وعدم تحميل م ماﻻ يطيقون ذلك‪ ،‬وأخذ م بالل ن‬ ‫اﳌؤسسة‪ .‬و ص )رابابورت( ذلك بقوله‪":‬انه مدرسة للقوة‬
‫والرفق والتدرج ذلك ح تل ن إراد م و ستجيب‪.‬‬ ‫والتحدي واﻷلم للعمﻼء اﳌتخاذل ن"‪(60).‬‬

‫‪ 4‬ـ اﻻستعانة باﳌعتقدات الدي ية واﻹرث الثقا للمجتمع‬ ‫إن ذا اﻻتجاه ع بالعميل أك من عنايته باﳌش لة‪،‬‬
‫تث يت عض القيم لدى العمﻼء ورط م برابط إيما ي يخلص م‬ ‫و عتقد بقدرته وﻻ ستلم بضعفه‪ ،‬ع بحاضره ول س‬
‫من أو ام ال ز واﻹحباط‪ .‬و ذا ا ال يقول ر شارد باندلر‬ ‫بماضيه‪ .‬تم باﻷلم أك من ا تمامه باللذة؛ يحدد مساعدته‬
‫أحد أقطاب علم النفس‪ ":‬اﻻعتقاد قوة‪ ،‬و ذا استطعت غي‬ ‫شروط اﳌؤسسة ﻻ بظروف العميل‪ ،‬والعﻼقة اﳌ نية غاية‬
‫ْ‬
‫اعتقادات أي ص إنك من اﳌمكن جعله يفعل أي "‪.‬‬ ‫أ مية بالغة مجال‬ ‫ول ست وسيلة فقط‪(61).‬ل ذا يك‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪589‬‬
‫دراسات وأبحاث ا لة العر ية لﻸبحاث والدراسات العلوم اﻹ سانية واﻻجتماعية‬
‫ﻣﺠلد ‪ 15‬عدد ‪ 1‬جانﻔﻲ ‪ 2023‬السنة ا اﻣسة عﺸر‬ ‫‪ISSN: 1112- 9751 / EISSN: 2253-0363‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 10‬ـ أعتماد ا طوات العلمية اﳌتدرجة ال من شا ا تحقيق‬ ‫كتابه اﻻعتقاد ‪":‬‬ ‫و قول ال اتب اﻷمر ي الكب رو رت ديل‬
‫الفعالية اﳌ شودة‪ .‬و ذا السياق ي بع اﻷخصا ي اﻻجتما مع‬ ‫اﻻعتقاد أك إطار للسلوك‪ ،‬و لما ان قو ا فإنه يطبع‬
‫العمﻼء ا طوات التالية‪:‬‬ ‫تصرفاتنا")‪ .(62‬ولنا دي نا اﻹسﻼمي ا ديث من اﻵيات القرآنية‬
‫ا ـ عند اللقاء يرحب اﻷخصا ي اﻻجتما بالعميل بحرارة‪ ،‬وتف م‬ ‫الكر مة واﻷحاديث النبو ة الشر فة ما يكفي ذ اﻹرادات‬
‫تام صوص ته وفرديته كما ‪ ،‬لتنمو بوادر الثقة والطمأن نة‬ ‫ا ة وكبح اﻹرادات الس ئة‪.‬‬
‫ال من شأ ا أن يكشف العميل عن مش لته‪ .‬وال ع‬ ‫‪ 5‬ـ اﻻل ام والص واﻹصرار ع تحقيق اﻷ داف من خﻼل‬
‫اﻷخصا ي اﻻجتما له خدمات اﳌؤسسة‬ ‫أساس ا يو‬ ‫اﻻستمرار ا اوﻻت‪ ،‬وعدم ترك الفشل ي سرب إ النفوس‬
‫و م انيا ا ال يمكنه اﻻستفادة م ا‪.‬‬ ‫فتخور‪ .‬و ذا ا ال يقول توماس اد سون صاحب اﻻخ اع‬
‫ب ‪ -‬إذا وافق العميل ع اﻻستفادة من ذه ا دمات‪ ،‬يو‬ ‫اﳌش ور)اﳌصباح الك ر ا ي( الذي تطلب صنعه مئات ا اوﻻت‬
‫له اﻷخصا ي اﻻجتما الشروط أو ا طوات ال يجب عليه‬ ‫الفاشلة قبل النجاح‪ ":‬كث ا من حاﻻت الفشل ا ياة انت‬
‫إتباع ا‪ .‬و ذا حدث وأن امتنع عن اﻻستفادة من خدمات‬ ‫ﻷ اص لم يدر وا كم م قر ب ن من النجاح عندما أقدموا‬
‫اﳌؤسسة فع اﻷخصا ي أن ﻻ ي عليه ذلك‪ ،‬بل يمنحه‬ ‫ع اﻻس سﻼم"‪ ،‬و قول أحد رؤساء سلسلة ماكدونالد‬
‫الفرصة ال افية للتفك ‪ .‬وأ مية ذلك تكمن اس ثارة إرادة‬ ‫ذلك‪":‬استمر دائما وﻻ يوجد العالم ش ئأ يمكنه أن يحل محل‬
‫العميل وقدر ا ع اﻻبت ار وا لق واﻹبداع‪ .‬فقد ساعد‬ ‫اﻹصرار"‪(63).‬وعن عا شة ر ﷲ ع ا أن الرسول علية الصﻼة‬
‫خدمات اﳌؤسسة الكشف عن حاجات انت خافية عليه‪ ،‬أو‬ ‫والسﻼم سئل أي العمل أحب إ ﷲ ؟ قال‪":‬أدومه و ن قل"‪(64).‬‬

‫قد تصنع أمامه موقفا شعر فيه بالتحدي فت شط إرادته؛‬ ‫‪ 6‬ـ اﻻنضباط القيام باﻷعمال بما تقتضيه متطلبات أدا ا‪.‬‬
‫حيث أنه و قبول العميل دمات اﳌؤسسة تمتحن قدراته‬ ‫و ا ال يقول ز ج ز جﻼر‪ ":‬يفشل الناس أحيانا‪ ،‬ول س ذلك‬
‫واستعداده للتعاون ل مش لته‪ .‬و تم ذا شرح شروط وقيود‬ ‫س ب نقص القدرات‪ ،‬ولكن س ب نقص اﻻل ام"‪ ،‬و قول‬
‫اﳌؤسسة لتبدأ مرحلة مث ة تالية ش ل حاضرا يبعث ع‬ ‫رو رت شولر‪ ":‬ﻻ تجعل أبدا أي مش لة عذرا‪ ،‬كن منضبطا‬
‫حركة جديدة‪ .‬فإذا ان العميل سلبيا واعتماديا‪ ،‬يصارحه‬ ‫ل ا"‪.‬‬
‫اﻷخصا ي بحقيقة أن شروط اﳌؤسسة تق بضرورة عاونه‬ ‫‪ 7‬ـ اﳌبادرة واﳌبادرة باتخاذ القرار وعدم ا وف من الفشل‪،‬‬
‫مع ا‪.‬‬ ‫والقابلية لﻼبت ار والشروع اﻷعمال ا ديدة دون اندفاع‪ ،‬ﻷن‬
‫اوﻻت العميل ت ير مش لته‬ ‫ج ‪ -‬قبول اﻷخصا ي اﻻجتما‬ ‫أصعب اﻷمور بداي ا‪ ،‬والبت اﻷمور بحزم وعدم اﻻس سﻼم‬
‫بإسقاط ا ع اﻵخر ن‪ ،‬و حرارة الصديق أو اﻷب ا ب يناقشه‬ ‫ذا‬ ‫لل دد وا ة‪ .‬يقول حنبعل القائد القرطا العظيم‬
‫ة دعواه ممثﻼ ﻹرادة أخرى؛ ليبدأ معه فصﻼ‬ ‫مدى‬ ‫ا ال‪":‬إذا لم نجد طر ق النجاح فعلينا أن ن تكره"‪ (65).‬ومن‬
‫جديدا من صراع اﻹرادات‪ .‬و ز ادة التفاعل بي ما عقﻼ وعاطفة‬ ‫الطرائف ال تروى عن والت ديز ي أنه وعند بداية التفك‬
‫تنموا بوادر الثقة؛ أو ع اﻷقل تقل عﻼمات الشك لت ون بداية‬ ‫رسوماته ال ار اتور ة‪ ،‬ذ ب لزوجته بصورة لفأر وقال ل ا‪":‬إننا‬
‫سليمة لعملية اﳌساعدة‪.‬‬ ‫سنج من ذه الصورة ثروة كب ة"‪ ،‬فردت عليه الزوجه‬
‫د ‪ -‬باستمرار اﳌقابﻼت واستمرار تدارس جوانب اﳌوقف‪ .‬ومن‬ ‫ص آخر")‪(66‬‬ ‫ب كم‪":‬أتم اﻻ ت ون قد تفو ت بذلك أمام‬
‫خﻼل تنفيذ العميل لشروط اﳌؤسسة‪ .‬تبدأ مرحلة واقعية‬ ‫‪ 8‬ـ مصاحبة أ اب اﻹرادات القو ة وال مم العالية‪ ،‬واس شارة‬
‫عملية اﳌساعدة تناقش ف ا ا قائق موضوعيا دون أد ى‬ ‫وطلب الرأي من أ اب اﳌشورة الذين للتأث ع قناعات‬
‫محاولة لل رب م ا أو غي ا‪ ،‬ﻷن واقع العميل و ما عرضه‬ ‫العمﻼء‪.‬‬
‫سواء ان خطأ أو صوابا‪ .‬والواقع و محور عملية اﳌساعدة‪.‬‬ ‫‪ 9‬ـ عدم ايﻼء نظرة الناس فوق ما ستحق من ا تمام‪.‬يقول‬
‫ه ‪ -‬كث ا ما تتخلل عملية اﳌساعدة عملية تردد العميل؛ وال‬ ‫ال اتب اﻷمر ي الكب ب يام ن فرن ل ن‪ ":‬نظرات اﻵخر ن لنا‬
‫ع أساس ا تتواجد إراد ي اﻷخصا ي والعميل انطﻼقا من‬ ‫ال دمنا"‪...‬وقال عالم النفس اﻷمر ي وليام جيمس‪ ":‬لو‬
‫يع اﻷخصا ي اﻻجتما ل ل بادرة من العميل لنقد نفسه‬ ‫انتظرت تقدير اﻵخر ن لواج ت خداعا كب ا"‪(67).‬‬

‫وتصرفاته ا اطئة السابقة ‪ .‬و س ثمر اﻷخصا ي اﻻجتما‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪590‬‬
‫دراسات وأبحاث ا لة العر ية لﻸبحاث والدراسات العلوم اﻹ سانية واﻻجتماعية‬
‫ﻣﺠلد ‪ 15‬عدد ‪ 1‬جانﻔﻲ ‪ 2023‬السنة ا اﻣسة عﺸر‬ ‫‪ISSN: 1112- 9751 / EISSN: 2253-0363‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫عل ا بصوت العزم‪ .‬فإن رمقت نفس ا ع ن ال ب فذكر ا‬ ‫ظات اﻻتصال ال تتم بي ما لتقديم اﳌساعدة النفسية ال‬
‫بخساسة أصل ا‪ .‬فإنك ما لم تجد مرارة الدواء حلقك‪ ،‬ﻻ‬ ‫تخفف من ا ة ب ن التبعية واﻻستقﻼلية‪ ،‬وا وف من نقد‬
‫تقدر ع ذرة من العافية بدنك‪.‬‬ ‫اﻷخصا ي اﻻجتما ‪(68).‬‬

‫‪ .‬ال واﻣش‪:‬‬ ‫خاتمة‪:‬‬


‫‪1‬ـ محمد مصطفى أحمد‪ :‬خدمة الفرد‪ ،‬النظر ة و القياس‪ ،‬دار اﳌعرفة‬ ‫ذا ا ال إ أن ذا اﳌدخل الذي ينطلق‬ ‫نخلص‬
‫ا امعية‪ ،‬اﻹسكندر ة ‪،1997،‬ص‪262‬‬ ‫عمومياته من اﻷدبيات واﻷمثال الشعبية وأقوال ا كماء قبل‬
‫‪ 2‬ـ مقال عنوان‪:‬أ مية وفوائد قوة العزمة‬
‫‪https://wiki.kololk.com/wiki81920-al7aya-o-‬‬
‫أن يتحول إ من عل قائم بذاته‪ ،‬وطر قة اﳌمارسة‬
‫‪almojtama3...10/7/2022‬‬ ‫ا دمة اﻻجتماعية عموما وخدمة الفرد خصوصا؛ تؤطره‬
‫‪3‬ـ عبد الرحمن حسن اﳌيدا ي‪ :‬ابتﻼء اﻹرادة باﻹيمان واﻹسﻼم والعبادة‪،‬‬ ‫النظر ات العلمية وخ ات وممارسات اﻷخصائي ن اﳌيادين‬
‫دار القلم‪ ،‬دمشق‪ ،‬ط‪ ،1995 ،1‬ص‪35‬‬
‫النفسية واﻻجتماعية)اﻷخصائي ن اﻻجتماعي ن‪ ،‬اﻷخصائي ن‬
‫‪ 4‬ـ عبد الشا أحمد ع احمد‪ :‬ب ن اﻹرادة واﳌش ئة القرآن الكر م‪،‬‬
‫النفسي ن‪ ،‬اﳌري ن‪ (...‬و أ سب اﳌداخل ال عتمد ا خدمة‬
‫مجلة العلمية امعة اﳌلك فيصل‪ ،‬ا لد ‪،12‬ع‪ ،2011 ،1:‬ص‪4‬‬
‫‪ 5‬ـ عبد الباري محمد داود‪ :‬اﻹرادة عند اﳌع لة واﻷشاعرة‪ ،‬دار اﳌعرفة‬
‫الفرد‪ ،‬ﳌا يحققه للعمﻼء من ضعاف اﻹرادة وخائري القوى‪،‬‬
‫ا امعية‪،‬اﻻسكندر ة‪ ،1996 ،‬ص ‪2‬‬
‫وذوي صعو ات التكيف مع اﳌواقف الصعبة‪ ،‬سواء ن يجة‬
‫‪ 6‬ـ عبد ﷲ بن رقود السفيا ي‪ :‬تر ية اﻹرادة اﻹسﻼم‪ ،‬بحث مكمل لنيل‬ ‫للت شئة ا اطئة أو لصعو ة الظروف وحدة اﳌواقف اﻹش الية‬
‫درجة اﳌاجست ال بية اﻻسﻼمية واﳌقارنة‪ ،‬لية ال بية‪ ،‬جامعة أم‬ ‫ال يتعرضون ل ا؛ وما يتخلل ا عادة من إحباطات واضطرابات‬
‫القرى‪ ،‬مكة اﳌكرمة‪ ،‬اﳌملكة السعودية‪ 1425 ،‬ـ ‪ ،‬ص‪14‬‬ ‫نفسية وسلوكية‪ ،‬وذلك غياب اﳌساندة والدعم ال افي ن‬
‫‪ 7‬ـ عاطف عمارة‪:‬الذ اء وقوة اﻹرادة‪ ،‬م شورات ﻼ بوك شوب‪،‬‬ ‫لتجاوز ا‪.‬‬
‫ص‪66،67‬‬ ‫و ستمد ذا اﳌدخل أ ميته وفاعليته من خﻼل استفادته‬
‫‪https://.kutubpdfbook.com/book ... LE19 /6/2022‬‬ ‫من مختلف اﳌداخل ذات العﻼقة‪ ،‬والنتائج ال ائلة ا ققة‬
‫‪ 8‬ـ عبد ﷲ بن رقود السفيا ي‪ :‬تر ية اﻹرادة اﻹسﻼم‪ ،‬بحث مكمل لنيل‬
‫خدمة العمﻼء من ذوي اﳌشكﻼت واﻻحتياجات‪ ،‬لدرجة أن‬
‫درجة اﳌاجست ال بية اﻻسﻼمية واﳌقارنة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪19،18‬‬
‫‪ 9‬ـ عبد الباري محمد داود‪ :‬اﻹرادة عند اﳌع لة واﻷشاعرة‪ ،‬دار اﳌعرفة‬ ‫الكث من اﳌؤسسات ومراكز الرعاية الغرب أصبحت تأخذ‬
‫ا امعية ‪ ،‬اﻻسكندر ة‪ ،1996 ،‬ص‪2،3‬‬ ‫تأ يل عمﻼ ا من اﳌدمن ن ع التدخ ن و عاطي‬ ‫به‬
‫‪ 10‬ـ أ‪.‬ﻻﻻند‪ :‬موسوعة ﻻﻻند الفلسفية‪ ،‬ترجمة خليل أحمد خليل‪،‬‬ ‫ا درات‪ ،‬ومعتادي اﻹجرام‪ ،‬وذوي العادات الﻼ سو ة‪ .‬نا يك‬
‫م شورات عو دات‪ ،‬ط‪ ،2‬مج‪ ،2001 ،3:‬ص‪1563‬‬ ‫عن أن تطبيقاته ﻻ تتطلب إم انيات مادية‪ ،‬وأساليب و جراءات‬
‫‪ 11‬ـ عبد ﷲ بن رقود السفيا ي‪ :‬تر ية اﻹرادة اﻹسﻼم‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬ ‫عملية معقدة مقارنة غ ه من اﳌداخل الرعائية والعﻼجية‬
‫ص‪22‬‬ ‫اﻷخرى‪ ،‬ماعدا ما علق م ا بم ارات وقدرات اﻷخصائي ن‬
‫‪ 12‬ـ مصطفى عاشور‪ :‬اﻹرادة طاقة النفس ال امنة‬
‫اﳌمارس ن ل ذا اﳌدخل ال تتطلب استعدادا خاصا وت و نا‬
‫‪http://islamonlinenet/....11/5/2022‬‬
‫‪ 13‬ـ عبد ﷲ بن رقود السفيا ي‪ :‬تر ية اﻹرادة اﻹسﻼم‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬ ‫وتدر با متخصص ن‪ ،‬وقدرة ع التواصل واﻹقناع و ناء‬
‫ص‪22‬‬ ‫العﻼقات اﻻيجابية ال من شأ ا إيصال ا دمة للعمﻼء‬
‫‪ 14‬ـ يوسف ميخائيل أسعد‪ :‬سي ولوجية اﻹرادة‪ ،‬م شورات اﳌؤسسة‬ ‫بالكفاية والنجاعة اﳌرغو ن‪.‬‬
‫العر ية ا ديثة للطبع وال شر والتوز ع‪ ،‬القا رة‬ ‫ذا ا ال بالنصائح الثمينة ال وج ا ابن‬ ‫ونختم‬
‫‪...13/6/2022http://cotobati.com‬‬
‫‪ 15‬ـ عاطف عمارة‪:‬الذ اء وقوة اﻹرادة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪66‬‬
‫ا وزي)‪ (69‬ائري القوى وضعاف النفوس‪ ،‬ال ع ف ا بدقة‬
‫‪ 16‬ـ مصطفى عاشور‪ :‬اﻹرادة طاقة النفس ال امنة‪ ،‬مرجع سابق‬
‫عن مرامي ومضام ن وتطبيقات ذا اﳌدخل‪ ،‬وال يقول ف ا‪ ":‬يا‬
‫‪ 17‬ـ محسن صا حسن الز ي‪ :‬اﻹرادة وعﻼق ا باﻻنضباط اﻻيجا ي‬ ‫مق ور غلبة النفس صل عل ا سوط العزمة‪ ،‬فإ ا م عرفت‬
‫لدى تﻼميذ اﳌرحلة اﻻبتدائية‪ ،‬مجلة لية ال بية اﻷساسية‪ ،‬ا امعة‬ ‫جدك استأسرت لك‪...‬و ن مالت إ الش وات فأكبح ا ب ام‬
‫اﳌس نصر ة‪ ،‬غداد‪ ،‬مج‪ ،27‬ج‪ ،2‬ع‪ ،110،2021:‬ص‪897‬‬ ‫التقوى‪ ،‬و ن أعرضت عن الطاعات فشق ا سوط ا ا دة‪،‬‬
‫و ن استحلت شراب التوا ي‪ ،‬واستحس ت ثوب البطالة ف‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪591‬‬
‫دراسات وأبحاث ا لة العر ية لﻸبحاث والدراسات العلوم اﻹ سانية واﻻجتماعية‬
‫ﻣﺠلد ‪ 15‬عدد ‪ 1‬جانﻔﻲ ‪ 2023‬السنة ا اﻣسة عﺸر‬ ‫‪ISSN: 1112- 9751 / EISSN: 2253-0363‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 38‬ـ عبد الفتاح عثمان‪ :‬خدمة الفرد ب ن النظر ات ا ديثة و م ارات‬ ‫‪ 18‬ـ عبد اﳌ محمود حسن صا ‪:‬ا دمة اﻻجتماعية ومجاﻻت اﳌمارسة‬
‫العصر‪،‬بل برنت للطباعة و التصو ر‪ ،‬سراي القبة‪ ،‬مصر‪،2002،‬‬ ‫اﳌ نية‪ ،‬دار اﳌعرفة ا امعية‪ ،‬اﻹسكندرة‪ ،2002 ،‬ص‪24،25:‬‬
‫ص‪95 -94‬‬ ‫‪ 19‬ـ أحمد ز ي بدوي‪ :‬م م مصط ات العلوم اﻻجتماعية‪ ،‬مكتبة‬
‫لبنان‪ ،‬ب وت‪،‬ط‪ ،1986 ،.2‬ص ‪399‬‬
‫‪ 39‬ـ اﳌرجع سابق ص ‪110 -108‬‬
‫‪ 20‬ـ صباح الدين ع ‪ :‬ا دمة اﻻجتماعية‪ .‬القا رة‪ :‬ال يئة اﳌصر ة‬
‫‪ - 40‬اﳌرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 110‬ـ ‪112‬‬
‫العامة لل شر والتأليف‪،‬ط‪ ،3‬القا رة‪ ،1972،‬ص ‪ 2‬ـ ‪4‬‬
‫‪ 41‬ـ جﻼل عبد ا الق‪ :‬العمل مع ا اﻻت الفردية‪ ،‬أسس و عمليات‪،‬‬
‫‪ 21‬ـ محمد سيد ف ‪:‬مقدمة ا دمة اﻻجتماعية‪،‬دار اﳌعرفة‬
‫اﳌكتب ا ام ا ديث‪ ،‬اﻹسكندر ة‪ ،1985 ،‬ص‪551‬‬
‫ا امعية‪ ،‬اﻹسكندر ة‪ 1997،‬ص‪19‬‬
‫‪ 42‬ـ إبن الشيخ فر د زن الدين‪ :‬علم االنفس ا نا ي‪ ،‬د‪.‬م‪.‬ج‪،‬‬
‫‪ 22‬ـ ع اسماعيل ع ‪ :‬اﳌ ارات اﻷساسية ممارسة خدمة الفرد‪ ،‬دار‬
‫ا زائر‪ ،1995،‬ص‪29 -26‬‬ ‫اﳌعرفة ا امعية‪ ،‬اﻻسكندر ة‪ ،1996 ،‬ص‪24‬‬
‫‪ 43‬ـ ش معمر ة‪ :‬علم النفس اﻻيجا ي‪ ،‬اتجاه جديد لدراسة القوى‬ ‫‪ 23‬ـ عبد العز ز فتح الباب‪ ،‬محمد جمال شديد‪ :‬ا دمة اﻻجتماعية‬
‫والفضائل اﻹ سانية‪ ،‬دار قانة لل شر والتجليد‪ ،‬ا زائر‪ ،2010 ،‬ص‪ 48‬ـ‬ ‫الدول النامية‪ ،‬مكتبة اﻻنجلو اﳌصر ة‪ ،‬القا رة‪ ،1976 ،‬ص‪205،206:‬‬
‫‪50‬‬ ‫‪ 24‬ـ ع اسماعيل ع ‪ :‬اﳌ ارات اﻷساسية ممارسة خدمة الفرد‪ ،‬مرجع‬
‫‪https://.asjp.cerist.dz/en/article/22318...17/7/2022‬‬ ‫سابق‪ ،‬ص‪24‬‬
‫‪ 44‬ـ كمال بورزق‪ ،‬خث ي فاطمة‪ :‬علم النفس اﻻيجا ي والتحديات‪ ،‬قراءة‬ ‫‪ 25‬ـ ـ السيد رمضان‪ :‬ممارسة خدمة الفرد‪ ،‬دار اﳌعرفة ا امعية‪،‬‬
‫اﳌف وم والتطور‪ ،‬مجلة العلوم القانونية واﻻجتماعية‪ ،‬جامعة ا لفة‪،‬‬ ‫اﻹسكندر ة‪ ،2000 ،‬ص ‪9‬‬
‫مج‪ ،6:‬ع‪ ،3:‬س تم ‪ ،2021‬ص‪ 1159‬ـ ‪1160‬‬ ‫‪ 26‬ـ جﻼل عبد ا الق‪ :‬العمل مع ا اﻻت الفردية‪ ،‬أسس وعمليات اﳌكتب‬
‫‪https://.asjp.cerist.dz/en/article/162616...17/7/2022‬‬
‫ا ام ا ديث‪ ،‬اﻹسكندر ة‪ ،1985 ،‬ص ‪40 39‬‬
‫‪ 45‬ـ بوز د محمد فارح‪ :‬ما ية علم النفس اﻻيجا ي ومبادئه‪ ،‬مجلة تطو ر‬
‫‪ 27‬ـ أحمد مصطفى خاطر‪:‬ا دمة اﻻجتماعية‪ ،‬نظرة تار خية‪ ،‬منا‬
‫العلوم اﻻجتماعية‪ ،‬جامعة ا لفة‪ ،‬مج‪ ،9:‬ع‪ ،2:‬د سم ‪،2016‬‬
‫اﳌمارسة‪ ،‬ا اﻻت‪ ،‬اﳌكتب ا ام ا ديث‪ ،‬اﻹسكندر ة‪،1998،‬‬
‫ص‪50،51‬‬
‫‪https://.asjp.cerist.dz/en/article/38672...17/7/2022‬‬ ‫ص‪182‬‬
‫‪ 46‬ـ يز د شو عل‪ :‬نوعية ا ياة من منظور علم النفس‪ ،‬مجلة تطو ر‬ ‫‪ 28‬ـ عبد الفتاح عثمان‪ :‬خدمة الفرد وا تمع اﳌعاصر‪ ،‬مكتبة اﻷنجلو‬
‫العلوم اﻻجتماعية‪ ،‬جامعة ا لفة‪ ،‬مج‪ ،11:‬ع‪ ،2018 ،1:‬ص‪10‬‬ ‫اﳌصر ة‪ ،‬القا رة‪ ،1970،‬ص‪34،35‬‬
‫‪https://.asjp.cerist.dz/en/article/58756...17/7/2022‬‬ ‫‪ 29‬ـ محمد سيد ف ‪ :‬مقدمة ا دمة اﻻجتماعية‪ ،‬دار اﳌعرفة‬
‫ـ دايدي مر م‪ :‬مف وم نوعية ا ياة من خﻼل علم النفس اﻻيجا ي‪،‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪7‬‬
‫ا امعية‪ ،1997،‬ص‪75‬‬
‫مجلة تطو ر العلوم اﻻجتماعية‪ ،‬مج‪ ،9:‬ع‪ ،2،2016:‬ص‪90‬‬ ‫‪ 30‬ـ عبد اﳌ محمود حسن صا ‪ :‬ا دمة اﻻجتماعية ومجاﻻت اﳌمارسة‬
‫‪https://.asjp.cerist.dz/en/article/38665...17/7/2022‬‬ ‫اﳌ نية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪53‬‬
‫‪ 48‬ـ ز ن الدين مصمودي‪ :‬علم النفس اﻻيجا ي‪ ،‬تناول مفا ي ‪ ،‬مجلة‬ ‫‪ 31‬ـ أحمد كمال أحمد ‪ ،،‬صﻼح مصطفى الفوال ‪ :‬ا دمة اﻻجتماعية و‬
‫علوم اﻹ سان وا تمع‪ ،‬ع‪ ،19:‬جوان ‪ ،2016‬ص‪317‬‬ ‫اﳌيثاق‪ ،‬مكتبة القا رة ا ديثة ‪ ،‬ط‪ ، 1963، 1‬ص‪230‬‬
‫‪https://.asjp.cerist.dz/en/article/50291...17/7/2022‬‬
‫‪ 32‬ـ صباح الدين ع ‪ :‬ا دمة اﻻجتماعية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪86‬‬
‫‪ 49‬ـ ناء شر في‪ :‬ال ة من منظور علم النفس اﻻيجا ي‪ ،‬مجلة دراسات‬
‫‪ 33‬ـ ع إسماعيل ع ‪ :‬نظر ة التحليل النف واتجا ا ا ا ديثة‬
‫نفسية‪ ،‬مج‪ ،7:‬ع‪ ،2016 ،13:‬ص‪10،11‬‬
‫خدمة الفرد‪،‬دار اﳌعرفة ا امعية‪ ،‬اﻻسكندر ة‪ ،1995،‬ص‪ 176‬ـ ‪178‬‬
‫‪https://.asjp.cerist.dz/en/article/22387...19/7/2022‬‬
‫‪ 50‬ـ بن شر ك عمر‪ ،‬قرني أحمد‪ :‬جودة حياة العمل من منظور علم‬ ‫ـ عبد الفتاح عثمان‪ :‬خدمة الفرد ا تمع النامي‪ ،‬مكتبة اﻷنجلو‬
‫النفس اﻻيجا ي‪ ،‬مجلة تطو ر العلوم اﻻجتماعية‪،‬جامعة ا لفة‪ ،‬مج‪،2:‬‬ ‫اﳌصر ة‪ ،‬القا رة‪ ،‬ص‪61‬‬
‫ع‪ ،15:‬د سم ‪ ،2016‬ص‪37‬‬ ‫‪ 34‬ـ السيد رمضان‪ :‬خدمة الفرد التحليلية‪ ،‬عمليات و مجاﻻت نوعية‬
‫‪https://.asjp.cerist.dz/en/downArticle/310/9/2/38671...‬‬ ‫للممارسة ‪،‬دار اﳌعرفة ا امعية‪،‬اﻹسكندر ة‪،2003،‬ص‪10‬‬
‫‪19/7/2022‬‬ ‫‪ 35‬ـ محمد مصطفى أحمد‪ :‬خدمة الفرد‪ ،‬النظر ة و القياس‪ ،‬دار اﳌعرفة‬
‫‪ 51‬ـ ع عون‪ ،‬فرحة صندوق‪ :‬علم النفس اﻻيجا ي‪ ،‬مبادئه وتطبيقاته‪،‬‬ ‫ا امعية‪ ،‬اﻹسكندر ة ‪،1997،‬ص‪262‬‬
‫مجلة تطو ر العلوم اﻻجتما ‪ ،‬جامعة ا لفة‪ ،‬مج‪ ،1 :‬ع‪،15 :‬‬ ‫‪ 36‬ـ حامد عبد السﻼم ز ران‪ :‬التوجيه و اﻹرشاد النف ‪ ،‬عالم الكتب‪،‬‬
‫د سم ‪ ،2016‬ص‪10‬‬ ‫القا رة‪،1977 ،‬ص‪103-99‬‬
‫‪https://.asjp.cerist.dz/en/downArticle/310/9/2/38661...‬‬
‫‪ 37‬ـ سلوى عثمان الصديقي‪ :‬أساسيات طر قة العمل مع ا اﻻت‬
‫‪19/7/2022‬‬
‫‪ 52‬ـ إبرا يم عبد الرحمن رجب‪ :‬اتجا ات جديدة ا دمة اﻻجتماعية‬ ‫الفردية ا دمة اﻻجتماعية‪ ،‬اﳌكتب ا ام ا ديث‪،‬‬
‫اﻷمر كية‪ ،‬لية ا دمة اﻻجتماعية‪ ،‬جامعة حلوان‪ ،‬مصر‪،2000،‬‬ ‫اﻹسكندر ة‪ ،1998،‬ص‪249‬‬
‫ص‪ 30‬ـ ‪38‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪592‬‬
‫دراسات وأبحاث ا لة العر ية لﻸبحاث والدراسات العلوم اﻹ سانية واﻻجتماعية‬
‫ﻣﺠلد ‪ 15‬عدد ‪ 1‬جانﻔﻲ ‪ 2023‬السنة ا اﻣسة عﺸر‬ ‫‪ISSN: 1112- 9751 / EISSN: 2253-0363‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 53‬ـ خ ي خليل ا مي ‪ :‬نظر ات خدمة الفرد‪ ،‬اﳌكتب العل‬
‫للكمبيوتر وال شر والتوز ع‪ ،‬اﻹسكندر ة‪ ،1998 ،‬ص ‪6‬‬
‫‪ 54‬ـ عبد الفتاح عثمان‪ :‬خدمة الفرد ا تمع النامي‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫ص‪53‬‬
‫‪ 55‬ـ جﻼل عبد البا ‪ :‬العمل مع ا اﻻت الفردية ‪ ،‬أسس وعمليات‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ ،‬ص‪479‬‬
‫‪ 56‬ـ عبد الفتاح عثمان‪ :‬خدمة الفرد‪ ،‬النظر ات ا ديثة وم ارات العصر‪،‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬ص ‪175،176‬‬
‫‪ 57‬ـ اﳌرجع سابق‪ ،‬ص ‪169‬‬
‫‪ 58‬ـ سلوى عثمان الصديقي‪ :‬أساسيات طر قة العمل مع ا اﻻت‬
‫الفردية ا دمة اﻻجتماعية‪ ،‬اﳌكتب ا ام ا ديث‪ ،‬اﻹسكندر ة‪،‬‬
‫‪ ،1998‬ص‪254‬‬
‫‪ 59‬ـ محمد مصطفى أحمد‪ :‬خدمة الفرد‪ ،‬أسس وعمليات‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫ص ‪68‬‬
‫‪ 60‬ـ عبد الفتاح عثمان‪ :‬خدمة الفرد‪ ،‬النظر ات ا ديثة وم ارات‬
‫العصر‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪169 ،168‬‬
‫‪ 61‬ـ اﳌرجع سابق‪ ،‬ص‪176 ،175:‬‬
‫‪ 62‬ـ إبرا يم الفقي‪ :‬قوة التحكم الذات‪ ،‬دار اليق ن لل شر والتوز ع‪،‬‬
‫اﳌنصورة‪ ،‬مصر‪،2008 ،‬ص‪41،42‬‬
‫‪http:// https://foulabook.com/ar/book...18/6/2022‬‬
‫‪ 63‬ـ مروة يوسف عاشور‪ :‬كيف أ ون قوي اﻹرادة‬
‫‪http://aluka.net/autors/view/fatwa/2217….le‬‬
‫‪15/4/2019‬‬
‫‪ 64‬ـ خالد بن عبد الرحمن الشا ع‪ :‬شرح حديث أحب اﻷعمال أدوم ا و ن‬
‫قلت‪.‬‬
‫‪https://.alukah.net/sharia/0/121763...cons.le12/7/2022‬‬
‫‪ 65‬ـ إبرا يم الفقي‪ :‬اﳌفاتيح العشرة للنجاح‪ ،‬دار التو ة‪ ،‬الر اض‪،1999،‬‬
‫ص ‪124‬‬
‫‪ 66‬ـ إبرا يم الفقي‪ :‬قوة التحكم الذات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪41‬‬
‫‪ 67‬ـ إبرا يم الفقي‪ :‬اﳌفاتيح العشرة للنجاح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪34‬‬
‫‪ 68‬ـ عبد الفتاح عثمان‪ :‬خدمة الفرد‪ ،‬النظر ات ا ديثة وم ارات‬
‫العصر‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪176 ،175‬‬
‫‪ 69‬ـ ابن القيم ا وز ة‪ :‬مجا دة النفس‪ ،‬الفصل الثامن‬
‫‪http://islamport.com/k/rqq/4208/6.htm…le :12/7/‬‬
‫‪2022‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪593‬‬

You might also like