You are on page 1of 10

‫القواعد الفقهية‬

‫الدرس األول‬
‫الشيخ‪ /‬معالي الدكتور‪ .‬سعد الشثري‬
‫احلمد هلل رب العاملني‪ ،‬والصالة والسالم على أفضل األنبياء واملرسلني‪ ،‬أما بعد‪..‬‬
‫علما من العلوم املهمة‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ ٍ‬ ‫فأرحب بكم يف ٍ‬
‫فصل جديد ولقاء جديد ومقرر جديد نتدارس فيه ً‬
‫اليت يستفيد اإلنسان منها يف مجيع أفعاله‪ ،‬ويف مجيع أجزاء حياته‪ ،‬هذا العلم هو القواعد الفقهية‪B.‬‬
‫ما هي القواعد الفقهية؟ وماذا نستفيد‪ B‬من دراستها؟‪ B‬وكيف نطبقها على واقعنا؟ وكيف‬
‫نستمد من هذه القواعد الفقهية‪ B‬أحكام النوازل اجلديدة‪ ،‬واملسائل احلادثة اليت توجد يف عصرنا‬
‫احلاضر؟‬
‫هذه أشياءٌ نبتدئ‪ B‬هبا يف دراسة هذا الفن‪ ،‬مث بعد ذلك ندرس القواعد الفقهية‪ B،‬و القواعد‬
‫الفقهية منها ما هو قاعدةٌ كربى‪ ،‬تدخل يف مجيع أبواب الفقه‪ B،‬ومنها ما هو قاعدةٌ كليةٌ لكنها‬
‫بباب ٍ‬
‫واحد ال يدخل يف‬ ‫ط خيتص ٍ‬ ‫عدد من األبواب‪ ،‬ومنها ما هو ضاب ٌ‬ ‫ليست كربى‪ ،‬تدخل يف ٍ‬
‫غريه من األبواب‪.‬‬
‫ملاذا ندرس القواعد الفقهية؟ وما هي األسباب اليت جتعلنا ندرس القواعد الفقهية؟‪B‬‬
‫إذن ما هو العنوان عندنا‪ :‬فوائد دراسة‪ B‬القواعد الفقهية‪B.‬‬
‫‪ -‬أول ٍ‬
‫فائدة من فوائد دراسة‪ B‬القواعد الفقهية‪ B:‬ضبط الفقه‪B.‬‬
‫عندنا هناك الفقه‪ B‬مسائل كثريةٌ‪ ،‬هناك يف أبواب العبادات‪ B،‬وهناك يف أبواب املعامالت‪،‬‬
‫وهناك يف أبواب اجلنايات‪ ،‬ويف أبواب النكاح‪ ،‬ويف أبواب األطعمة‪ ،‬والنذور‪ B،‬والقضاء‪،‬‬
‫وغريها من األبواب‪ ،‬إذا أراد اإلنسان أن يعرف مجيع تلك املسائل سيعجز لكثرهتا‪ ،‬وعدم‬
‫واحد‪ ،‬لكن إذا عرف القاعدة اليت ترجع إليها تلك‬ ‫وقت ٍ‬ ‫إمكانية أن يستحضرها‪ B‬اإلنسان يف ٍ‬
‫واحدة يتمكن من معرفة مجيع أو أكثر أحكام مسائل الفقه‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫بقاعدة‬ ‫ٍ‬
‫فحينئذ سيكون‬ ‫املسائل‪،‬‬
‫ولذلك من فوائد دراسة القواعد الفقهية‪ :‬ضبط الفقه‪.‬‬
‫مثال ذلك‪ :‬من القواعد‪ :‬األمور مبقاصدها‪ ،‬هذه القاعدة تدخل فيها فروعٌ كثريةٌ يف مسائل‬
‫النيات واملقاصد‪ ،‬مثاًل يف أبواب الوضوء والطهارة‪ ،‬هل يشرتط للوضوء نيةٌ‪ B،‬أو ال يشرتط؟ هل‬
‫يشرتط للغسل نيةٌ‪ B‬أو ال يشرتط؟ هل يشرتط للتيمم نيةٌ أو ال يشرتط؟ هل يشرتط إلزالة‬
‫النجاسات نيةٌ أو ال يشرتط؟ ما هو احلكم فيما لو نوى اإلنسان بوضوئه النظافة والنزاهة‪ B‬فقط‪،‬‬
‫أو باغتساله‪ ،‬وما هو احلكم فيما لو نوى استباحة صالة الظهر فقط بوضوئه هل له أن يصلي‬
‫صالة العصر‪ B،‬أو ال يلزمه ذلك؟‪ ،‬كل هذه املسائل يف هذا الباب كلها تعود إىل هذه القاعدة‪،‬‬
‫هكذا يف باب الصالة‪ ،‬هناك مسائل متعلقةٌ بالنيات واملقاصد تعود إىل هذه القاعدة‪ ،‬كذلك يف‬
‫بقية أبواب العبادات‪ B‬وأبواب املعامالت وأبواب اجلنايات‪ ،‬كيف يدخل يف باب اجلنايات‪ ،‬هناك‬
‫مسائل متعلقةٌ‪ B‬بالعمد واخلطأ كلها تدخل يف قاعدة األمور مبقاصدها‪.‬‬
‫فانظر هذه اجلملة الواحدة املكونة من كلمتني فقط‪ ،‬اختصرت لك مسائل كثري ًة عديد ًة‬
‫أبواب ٍ‬
‫خمتلفة‪.‬‬ ‫من ٍ‬
‫طبعا هناك ما يتعلق باحلصول على األجر األخروي‪ ،‬ملاذا تكون دراسة‬ ‫الفائدة الثانية‪ً ،‬‬
‫علما شرعيًّا‪ ،‬أال يدخل يف‬
‫القواعد الفقهية‪ B‬من أسباب احلصول على األجر األخروي‪ ،‬أليس ً‬
‫خريا يفقهه يف الدين»‪ ،B‬يدخل أو ال يدخل؟‬ ‫قول النيب صلى اهلل عليه وسلم‪« :‬من يرد اهلل به ً‬
‫فكذلك «إن املالئكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضى مبا يصنع»‪ ،B‬يدخل وال ما يدخل؟ إذن‬
‫أجور عظيمةٌ‪.‬‬
‫هناك ٌ‬
‫أيضا معرفة علل األحكام‪ ،‬وحكمها‪.‬‬ ‫كذلك ً‬
‫يعين مثاًل ملا تقول الضرر يزال‪ ،‬هذه قاعدةٌ فقهيةٌ‪ ،‬املشقة جتلب التيسري‪ ،‬تعرف ٍ‬
‫حينئذ‬
‫املعىن الذي الحظه الشارع‪ ،‬األمور مبقاصدها‪ ،‬جيعلك تلتفت إىل املعىن من أجله التفت‪B‬‬
‫الشارع‪ ،‬أو أثبت الشارع هذا احلكم‪.‬‬
‫وبالتايل ننطلق من ذلك إىل تطبيق احلكم على املسائل األخرى‪ ،‬ومن مث من فوائد دراسة‪B‬‬
‫القواعد الفقهية‪ :‬معرفة أحكام النوازل اجلديدة‪.‬‬
‫ألننا عرفنا القاعدة‪ ،‬وبالتايل جنري احلكم‪ ،‬مثاًل الضرر‪ B‬يزال‪ B،‬عرفنا هبا أنواع الضرر‪ ،‬لو‬
‫جاءنا إنسا ٌن وأضر بغريه يف االنرتنت أو يف وسائل التواصل االجتماعي وال أضر بغريه يف‬
‫اهلاتف واجلوال‪ ،‬؟؟؟ من القاعدة‪ ،‬الضرر يزال‪ ،‬ال ضرر وال ضرار‪ ،‬أليس كذلك‪ ،‬فهكذا‬
‫نستطيع قياس املسائل اجلديدة على مسائل وردت يف الشريعة‪ B‬بناءً على العلل اليت ذكرت يف‬
‫القواعد الفقهية‪.‬‬
‫وبالتايل دراسة القواعد الفقهية‪ B‬تعينك على تطبيق مباحث القياس األصويل‪.‬‬
‫أشرت إىل بعض األشياء املتعلقة هبا‪.‬‬
‫ُ‬ ‫هناك فوائد كثريةٌ من دراسة‪ B‬القواعد الفقهية لكن‬
‫ٍ‬
‫حينئذ ما هي القواعد الفقهية؟‪B‬‬
‫إذن هذا الدرس‪ ،‬اجلزء األول‪ :‬فوائد دراسة‪ B‬القواعد الفقهية‪ B،‬الثاين‪ :‬يتعلق بتعريف القواعد‬
‫الفقهية‪B.‬‬
‫حنن نريد أن نعرف يف اللغة قواعد مجع قاعدة‪ ،‬وهي األساس الذي يبىن عليه غريه‪،‬‬
‫والفقهية مأخوذةٌ من الفقه‪ ،‬وهو يف اللغة الفهم‪ ،‬ويف االصطالح معرفة األحكام الشرعية‬
‫العملية من أدلتها التفصيلية‪B.‬‬
‫حنن نريد أن نعرف ما هي القواعد الفقهية؟‪B‬‬
‫متعددة أو ٍ‬
‫خمتلفة‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫فقهية من ٍ‬
‫أبواب‬ ‫جزئيات ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫كلي ينطبق‪ B‬على‬
‫حكم ٌّ‬‫القواعد الفقهية‪ٌ B:‬‬
‫ما معىن حكم؟‬
‫هنا ليس املراد باحلكم الشرعي‪ ،‬احلكم يراد به إثبات أم ٍر آلخر أو نفيه عنه‪.‬‬
‫أيضا‬
‫جبالس‪ ،‬هذا ً‬ ‫حكم‪ ،‬أثبتنا‪ B‬له حكم القيام‪ ،‬أو نفيه عنه‪ :‬حممد ليس ٍ‬ ‫قائم‪ ،‬هذا ٌ‬ ‫حمم ٌد ٌ‬
‫حكم‪.‬‬
‫ٌ‬
‫ما معىن كلي؟‬
‫كلي‪ ،‬هل القواعد الفقهية كليةٌ أو أغلبيةٌ‪،‬‬‫أغليب‪ ،‬وبعضهم يقول‪ٌّ :‬‬ ‫بعض العلماء يقول‪ٌّ :‬‬
‫انظر هذا العنوان‪ B:‬األمور مبقاصدها‪ ،‬هل حكم على بعض األمور‪ ،‬أو أغلب األمور مبقاصدها‪،‬‬
‫وال قال‪ :‬األمور مبقاصدها‪.‬‬
‫كلي‪ ،‬يأتينا‪ B‬من يقول‪ :‬لكن هناك‬ ‫حكم ٌّ‬‫الضرر‪ B‬يزال‪ B،‬مجيع الضرر‪ ،‬وال بعضه‪ B،‬إذن هو ٌ‬
‫كلي‪،‬‬
‫حكم ٌّ‬
‫كلي‪ ،‬القاعدة يف نفسها ٌ‬ ‫أشياءٌ مل تعترب فيها النية‪ B،‬استثنيت‪ ،‬نقول‪ :‬احلكم يف نفسه ٌّ‬
‫لكن استثناء بعض اجلزئيات‪ B‬منها هذا خارج عن ذات لفظ القاعدة‪ ،‬واضح لنا‪.‬‬
‫حكم ينطبق‪ ،‬ما معىن كلمة ينطبق؟‪B‬‬‫طيب‪ٌ B..‬‬
‫ٍ‬
‫جزئيات‪ B،‬هي األحكام واملسائل اجلزئية‪.‬‬ ‫أنه ميكن تطبيقه وتنزيله على‬
‫ٍ‬
‫أصولية‪ ،‬القواعد‬ ‫فقهية‪ ،‬ال نتكلم عن قواعد ٍ‬
‫حنوية‪ B،‬وال قواعد‬ ‫فقهية‪ :‬حنن نتكلم عن قواعد ٍ‬
‫األصولية تُطبق على الدليل‪ B،‬ما تُطبق على املسألة الفقهية‪.‬‬
‫ٍ‬
‫متعددة‪B،‬‬ ‫أبواب فقهيةٌ خمتلفةٌ ألن القاعدة جزئياهتا تدخل يف ٍ‬
‫أبواب‬ ‫ٍ‬ ‫قال‪ :‬من ٍ‬
‫أبواب خمتلفة‪ٌ ،‬‬
‫واحد‪ ،‬بينما القاعدة الفقهية تكون من ٍ‬
‫أبواب‬ ‫باب ٍ‬ ‫خبالف الضابط‪ B،‬الضابط‪ B‬هذا يكون من ٍ‬
‫ٍ‬
‫خمتلفة‪.‬‬
‫مثال ذلك‪ :‬عندما نقول‪ :‬كل ما جاز بيعه‪ B‬جاز رهنه‪.‬‬
‫ط‪ ،‬ملاذا؟ ألنه يتعلق بباب الرهن فقط‪ ،‬فبالتايل يكون ضابطًا‪.‬‬ ‫هذا ضاب ٌ‬
‫مثاًل ‪ :‬عمد الصيب خطٌأ‪.‬‬
‫باب واح ٌد من أبواب اجلنايات‪ ،‬فبالتايل أصبح ضابطًا وليس قاعد ًة‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫باب ٍ‬
‫واحد‪ ،‬بينما القاعدة من‬ ‫إذن عرفنا الفرق بني الضابط‪ B‬وبني القاعدة‪ ،‬الضابط‪ B:‬من ٍ‬
‫أبواب ٍ‬
‫خمتلفة‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫هناك شيءٌ آخر يف الفرق بينهما‪ :‬أن القاعدة فيها إشارةٌ إىل علة احلكم ومأخذه‪ ،‬يعين‬
‫الضرر يزال‪ ،‬فيه إشارةٌ إىل هذا املعىن من أجله ثبت احلكم‪ ،‬خبالف الضوابط فإهنا ليس فيها‬
‫إشارةٌ إىل مأخذ احلكم‪.‬‬
‫واجب‪ ،‬وكل ٍ‬
‫غسل سببه بعده فهو‬ ‫مبثال‪ :‬كل غُ ٍ‬
‫سل سببه قبله فهو‬ ‫واضح هذا؟‪ ،‬نأيت ٍ‬
‫ٌ‬
‫ط؟‬‫مستحب‪ ،‬قاعدةٌ وال ضاب ٌ‬‫ٌ‬
‫{قاعدة}‬
‫مستحب‪B.‬‬
‫ٌ‬ ‫غسل سببه بعده فهو‬ ‫واجب‪ ،‬وكل ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫ملاذا قاعدة؟‪ ،‬كل ٍ‬
‫غسل سببه قبله فهو‬
‫{أبواب الغسل خمتلفةٌ‪ ،‬الغسل أنواع}‬
‫كل الغسل بابه واح ٌد‪ ،‬باب الغسل مهما اختلفت أسبابه‪ B،‬مثاًل هناك مواطن يشرع فيها‬
‫االغتسال كقبل صالة العيد‪ B،‬وكمثاًل مسألة قبل الوقوف بعرفة‪ B،‬وقبل دخول مكة‪ ،‬هناك‬
‫يقررون احلكم فقط‪ ،‬لكن مىت جيب ومىت ال جيب يقررونه يف باب الغسل‪ ،‬كيفية الغسل‪ ،‬أين‬
‫باب ٍ‬
‫واحد‪.‬‬ ‫تُقرر يف باب الغسل‪ ،‬إذن هي من ٍ‬
‫صحيح؟‬
‫ٌ‬ ‫ط‬
‫هل فيها بيان مأخذ احلكم‪ ،‬هل هذه قاعدةٌ صحيحةٌ‪ ،‬هل هذا ضاب ٌ‬
‫{صحيح}‪B‬‬
‫صحيح‪ ،‬استحضروا يعين مثاًل ‪..‬‬
‫غسل سببه قبل}‬‫{أرى ذلك صحيح‪ ،‬ألنه كل ٍ‬
‫ما هي األسباب اليت تكون قبله‪ :‬جنابة‪ ،‬نفاس‪ ،‬حيض‪ ،‬مجاع‪ ،‬دخول اإلسالم‪ ،‬خبالف ما‬
‫كان سببه بعده‪ ،‬مثاًل ‪:‬‬
‫{غسل اجلمعة‪ ،‬غسل العيدين‪ ،‬غسل الوقوف بعرفة‪ ،‬دخول مكة‪}... ،‬‬
‫جزئية أخرى وهي‪:‬‬ ‫إذن عرفنا اآلن الفرق بني الضابط والقاعدة‪ ،‬ننتقل إىل ٍ‪B‬‬
‫من أين نأخذ القواعد الفقهية‪ ،‬العنوان‪ :‬مصادر القواعد الفقهية‬
‫وقبول وحكم بناء عليها إال‬
‫اعتماد ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫مصدر‪ ،‬كيف يكون هلا‬‫ٌ‬ ‫هل أتينا هبا اعتباطًا‪ ،‬البد هلا‬
‫وهي ثابتةٌ‪ B‬مبنيةٌ على مصد ٍر‪ ،‬إذن ما هي مصادر القواعد الفقهية‪.‬‬
‫هناك بعض القواعد تؤخذ من القرآن‪ B،‬من أمثلته‪َ ﴿ :‬ما َج َع َل َعلَْي ُك ْم يِف الدِّي ِن ِم ْن َحَر ٍج﴾‬
‫يد اللَّهُ بِ ُك ُم اليُ ْسَر﴾ [البقرة‪﴿ ،]185 :‬فَِإ َّن َم َع العُ ْس ِر‬
‫وجل‪﴿ :‬يُِر ُ‬
‫عز َّ‬ ‫[احلج‪ ،]78 :‬ومثل‪ :‬قوله َّ‬
‫يُ ْسراً﴾ [الشرح‪.]5 :‬‬
‫أيضا من املصادر السنة النبوية‪ :‬مثل ماذا؟ قول النيب صلى اهلل عليه وسلم‪« :‬إن الدين‬ ‫ً‬
‫أيضا‪ ،‬مثاًل ‪« :‬اخلراج‬ ‫يسر»‪« ،‬إمنا األعمال بالنيات»‪« ،B‬ال ضرر وال ضرار»‪ ،‬هذه من القواعد ً‬ ‫ٌ‬
‫ط مأخوذٌ من السنة‪.‬‬ ‫ط؟‪ ،‬ضاب ٌ‬ ‫بالضمان»‪ ،‬هذا حديث يف السنن‪ ،‬الولد للفراش‪ ،‬قاعدةٌ وال ضاب ٌ‬
‫ط‬
‫ط؟ ضاب ٌ‬ ‫رجل ذك ٍر»‪ ،‬هذه قاعدةٌ وال ضاب ٌ‬ ‫«أعطوا كل ذي حق حقه‪ ،‬فما بقي فألوىل ٍ‬
‫يف باب العصبات‪ ،‬باب املواريث‪B.‬‬
‫أيضا هناك من مصادر‪ B‬القواعد الفقهية‪ B:‬اإلمجاع‪.‬‬ ‫ً‬
‫جممع عليها ثابتةٌ‪ B‬يف األمة‪ ،‬من مثل اعتبار النيات‪ ،‬من األدلة مثاًل‬ ‫ٍ‬
‫فهناك مسائل ومعان ٌ‬
‫تقدمي اليقني على الشك‪ ،‬موطن إمجاع األمة‪ ،‬أخذنا منه قاعدة اليقني ال يزال بالشك‪.‬‬
‫املصدر الرابع‪ B:‬االستقراء‪.‬‬
‫استقراء‪ B‬ماذا؟ استقراء األحكام الشرعية‪ B،‬عندما نتلفت إىل األحكام الشرعية جند أهنا تؤكد‬
‫معان واجبةٌ مثل العدل‪ ،‬هذا معىن دلت عليه النصوص الكثرية يف‬ ‫عددا من املعاين‪ ،‬هناك ٍ‬
‫ً‬
‫الشريعة‪ B،‬مثل اعتبار املصاحل أو ما يتعلق بالتخفيف بسبب املشقة‪ ،‬التفتنا إىل الشريعة وجدناها‬
‫كثرية بسبب ما يكون عليهم من أنواع املشاق‪ ،‬املشاق مثل ماذا؟ ٍ‬
‫مرض‪،‬‬ ‫ختفف يف مواطن ٍ‬
‫َ‬
‫عج ٍز‪ ،‬سف ٍر‪ ،‬إىل غري ذلك مما سيأيت إن شاء اهلل عند حبث قاعدة املشقة جتلب التيسري‪.‬‬
‫هل هناك قواعد أخذت من لغة العرب‪ ،‬نقول هذه قواعد شرعيةٌ‪ ،‬وبالتايل اللغة ليست‬
‫مصدرا لتلقي القاعدة الفقهية‪ ،‬إال إذا عرضها الدليل الشرعي‪ ،‬هناك قواعد يف عل ٍم آخر‬ ‫ً‬ ‫وحدها‬
‫مستقل‪ ،‬ميكن أن تؤخذ قواعده من اللغة‬ ‫ٌ‬ ‫علم‬
‫امسه علم األصول‪ ،‬أو أصول الفقه‪ ،‬فذلك ٌ‬
‫العربية‪.‬‬
‫منثل للتفريق‪ B‬بني القواعد الفقهية‪ B‬وقواعد األصول‪:‬‬
‫عندنا قاعدة‪ :‬األمر للوجوب‪ ،‬وعندنا قاعدة‪ :‬املشقة جتلب التيسري‪.‬‬
‫قاعدا‪ ،‬هل قاعدة األمر‬ ‫صل ً‬ ‫شخص مقع ٌد يعجز‪ B‬عن الصالة واق ًفا‪ ،‬فنقول له‪ِّ :‬‬ ‫ٌ‬ ‫جاءنا‬
‫فقاعدا‪ ،‬يعين‬
‫قائما فإن مل تستطع ً‬ ‫صل ً‬ ‫جزئي‪ِّ :‬‬‫لدليل ٍّ‬‫بالوجوب تدل عليه؟ تدل عليه لكن بضمه ٍ‪B‬‬
‫أمر‪ ،‬أليس كذلك؟‪ ،‬إذن مل نستفد احلكم من القاعدة وحدها‪ ،‬حىت‬ ‫فصل هنا ٌ‬
‫قاعدا‪ِّ ،‬‬
‫فصل ً‬ ‫ِّ‬
‫عاجز عن الصالة‬ ‫ضممناها إىل الدليل‪ B‬اجلزئي‪ ،‬لكن ملا جاءت املشقة جتلب التيسري‪ ،‬قال‪ :‬أنا ٌ‬
‫جزئي‬ ‫قاعدا‪ ،‬أليس كذلك؟‪ ،‬هل احتجنا إىل ضم هذه القاعدة ٍ‬
‫لدليل ٍّ‬ ‫صل ً‬ ‫قائما‪ ،‬قلنا له‪ِّ :‬‬‫ً‬
‫تفصيلي‪ ،‬ال حنتاج إليه‪.‬‬
‫ٍّ‬
‫قائما فإن مل تستطع‪ ،‬بعد الدليل‪ B‬تأتينا قاعدةٌ أصوليةٌ‪B،‬‬
‫صل ً‬ ‫إذن عندنا أواًل ‪ :‬الدليل‪ B‬مثل‪ِّ B:‬‬
‫قاعدا املقعد‪ ،‬مث بعد ذلك من األحكام‬ ‫فقهي‪ ،‬يصلي ً‬‫بعد القاعدة األصولية‪ ،‬نصل إىل حك ٍم ٍّ‬
‫الفقهية نستخرج قواعد فقهيةً‪.‬‬
‫مبين على االستدالل‬ ‫ٍ‬
‫دليل؟ نقول االستدالل ٌّ‬ ‫هذا جيرنا إىل شيء وهو هل القاعدة يف ذاهتا ٌ‬
‫شرعي‪ ،‬وبالتايل أمكن أن يستدل هبا‪.‬‬
‫ٍّ‬ ‫مبصدرها‪ ،‬ألهنا استندت إىل ٍ‪B‬‬
‫دليل‬
‫هناك قواعد تكلم هبا األئمة األوائل‪ ،‬مث اتفقت عليها األمة وأصبحت قاعد ًة سائر ًة فيها‪،‬‬
‫من ذلك مثاًل ‪ :‬قال عمر‪" :‬مقاطع احلقوق عند الشروط"‪ ،‬هذه كلمةٌ ملن؟ لعمر رضي اهلل عنه‪،‬‬
‫فأخذنا منها هذه القاعدة وركبناها فيه‪.‬‬
‫أيضا أخذت من بعض التابعني‪ B،‬ومن بعض تابعي التابعني‪ B،‬يعين مثاًل قال‬ ‫أقوال ً‬‫هناك مثاًل ‪ٌ :‬‬
‫قول"‪ ،‬فسارت قاعدةً فقهيةً‪ ،‬قال اإلمام أمحد‪:‬‬ ‫ٍ‬
‫لساكت ٌ‬ ‫اإلمام الشافعي رمحه اهلل‪" :‬ال يُنسب‬
‫فقهي يف هذا األمر‪.‬‬
‫ط ٌّ‬ ‫"من يبيع‪ B‬ال يشرتي"‪ ،‬فأخذ منها ضاب ٌ‬
‫إذن عرفنا األمر الرابع وهو الفرق بني القاعدة األصولية والفقهية‪B.‬‬
‫خامس‪ :‬وهو أنواع القواعد‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ننتقل إىل أم ٍر‬
‫خمتلفة‪ ،‬فهناك قواعد كربى تدخل يف مجيع األبواب الفقهية‪،‬‬ ‫ٍ‪B‬‬
‫بتقسيمات ٍ‬ ‫القواعد تنقسم‬
‫هذه القواعد الكربى هي مخس قواعد‪:‬‬
‫األوىل‪ :‬األمور مبقاصدها‪.‬‬
‫الثانية‪ B:‬اليقني ال يزول أو ال يزال بالشك‪.‬‬
‫الثالثة‪ B:‬املشقة جتلب التيسري‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬الضرر يزال‪.‬‬
‫اخلامسة‪ :‬العادة َّ‬
‫حمكمةٌ‪.‬‬
‫إن شاء اهلل نتدارس هذه القواعد‪ ،‬كل ٍ‬
‫قاعدة يف حماضر ٍة فيما يأيت‪.‬‬
‫عندنا هناك قواعد كليةٌ‪ ،‬ليست كربى‪ ،‬تدخل يف كث ٍري من األبواب‪ ،‬لكنها ال تدخل يف‬
‫مجيع األبواب‪ ،‬من أمثلتها‪:‬‬
‫تابع‪ ،‬مثاًل قاعدة‪ :‬الضمان باخلراج‪.‬‬ ‫قاعدة‪ :‬التابع ٌ‬
‫بباب ٍ‬
‫واحد‪.‬‬ ‫أيضا من أنواعها الضوابط‪ ،‬معىن الضابط‪ B:‬خيتص ٍ‬ ‫ً‬
‫كذلك القواعد ميكن تقسيمها إىل‪:‬‬
‫خمتلف فيها‪.‬‬
‫متفق عليها‪ ،‬وقواعد ٌ‬ ‫قواعد ٌ‬
‫مثلوا يل بقواعد متفق عليها‪.‬‬
‫{مثل‪ B‬القواعد اخلمس}‬
‫ممتاز‪.‬‬
‫خمتلف فيها‪ ،‬مثاًل عندنا‪ :‬العربة يف العقود‪ ،‬بعضهم يقول‪ :‬باأللفاظ واملباين‪،‬‬ ‫مثلوا يل بقواعد ٍ‬
‫وبعضهم يقول باملقاصد واملعاين‪.‬‬
‫سنة‪ B،‬قال بعتك إن نظرنا‪ B‬إىل لفظ البيع‪ B،‬قلنا هذا‬ ‫مثال ذلك‪ :‬لو قال بعتك هذا البيت‪ B‬ملدة ٍ‬
‫بيع‪ ،‬وإذا نظرنا‪ B‬إىل التوقيت يف قوله ملدة ٍ‬
‫سنة‪ B،‬قلنا هذا عقد إجار ٍة‪ ،‬إذن هذه قاعدةٌ ٌ‬
‫خمتلف‬ ‫ٌ‬
‫فيها‪.‬‬
‫شيء وهو‪ :‬أنواع االختالف يف القواعد‪.‬‬ ‫هذا جيرين على ٍ‬
‫يقع االختالف يف املسائل الفقهية‪ B‬نتيجة االختالف أو نتيجة القواعد الفقهية‪ B‬بثالثة أمو ٍر‪:‬‬
‫فقهي بسبب االختالف يف القاعدة‪ ،‬مثال ذلك‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫مرات يكون االختالف نتيجة‪ B‬اختالف ٍّ‬
‫هناك من يقول األصل يف اللحوم التحرمي‪ B،‬وهناك من يقول األصل يف اللحوم اإلباحة‪ ،‬هناك من‬
‫يقول األصل يف األبضاع التحرمي‪ ،‬وهناك من يقول األصل يف األبضاع اإلباحة‪.‬‬
‫فعندما تأتينا مسألةٌ نرتدد يف أي القولني‪ ،‬فيقع االختالف بيننا‪ B،‬ألنين أرجح أصاًل وأنت‬
‫ترجح أصاًل آخر‪.‬‬
‫فقهي بسبب االختالف يف أي القواعد أو إىل أي القواعد ترجع‬ ‫اختالف ٌّ‬
‫ٌ‬ ‫النوع الثاين‪:‬‬
‫املسألة‪B.‬‬
‫مثال ذلك‪ :‬التهنئة‪ B،‬أو الرقية‪ B،‬هل مها عبادةٌ أو مها من العادات؟‬
‫هناك قوالن فقهيان‪ ،‬واحد يقول عادةٌ‪ ،‬وآخر يقول عبادةٌ‪ ،‬إذا قلنا بأهنا عبادةٌ نرجعها‬
‫حينئذ إىل أن األصل يف العبادات‪ B‬احلظر واملنع‪ ،‬وإذا قلنا بأهنا عادةٌ‪ ،‬قلنا األصل يف األشياء أو يف‬ ‫ٍ‬
‫العادات اإلباحة‪.‬‬
‫ملا دخل الشهر وهنأه بدخله الشهر‪ ،‬جيوز يهنئه‪ B‬بدخول الشهر؟ إن قلنا بأن التهنئة‪ B‬عادةٌ‬
‫ٍ‬
‫حينئذ يباح‪ B،‬وإن قلنا التهنئة عبادةٌ قلنا مينع‪.‬‬
‫كذلك يف باب الرقية‪ B‬هي التداوي‪ ،‬أو هو عبادةٌ‪ ،‬إذا قلنا تدا ٍو إذن هو عادةٌ‪ ،‬وبالتايل‬
‫جديدة مل خترج عن النيب صلى اهلل عليه وسلم‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫األصل فيها اإلباحة واحلل‪ ،‬إذا جاءنا ٍ‬
‫برقية‬
‫فحينئذ نقول نشطب عليها‪ ،‬وال جيوز هذه الرقية‪ B،‬أو نقول بأن الرقى من باب العادات‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫وتؤخذ من التجارب‪ B،‬وبالتايل تكون على قاعدة‪ :‬األصل يف العادات اإلباحة‪.‬‬
‫اختالف‬
‫ٌ‬ ‫اختالف نشأ عن االختالف يف‪ ،‬إىل أي القاعدتني نرجع املسألة‪ٍ B،‬‬
‫مرات‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫إذن هنا‬
‫فقهي بسبب االختالف يف كيفية‬ ‫اختالف ٌّ‬
‫ٌ‬ ‫فقهي بسبب كيفية إدراج الفرع يف القاعدة‪،‬‬ ‫ٌّ‬
‫اإلدراج يف القاعدة‪.‬‬
‫إذن هذه املسألة هم يتفقون على القاعدة‪ ،‬ويتفقون‪ B‬على اندراج هذا الفرع يف نفس‬
‫القاعدة‪ ،‬كما يف واحد واثنني‪ ،‬لكن خيتلفون يف كيفية اإلدراج‪ ،‬وبالتايل يقع االختالف‪B.‬‬
‫ميكن متثلون لنا؟‬
‫أنا أمثل لكم‪:‬‬
‫{يف مسألة اليقني ال يزول بالشك}‬
‫ثالث وال واحدةٌ؟ اجلمهور‬ ‫دعنا نأيت هبذه القاعدة‪ ،‬عندنا طلق زوجته‪ ،‬مث تردد هل هي ٌ‬
‫يقولون نعتربها واحدةً‪ ،‬ملاذا؟ قالوا‪ :‬أخذا من قاعدة اليقني ال يزال بالشك‪ ،‬كيف؟ قالوا‪ :‬اليقني‬
‫ٍ‬
‫مشكوك فيه‪ ،‬فبالتايل نثبت واحد ًة‪ ،‬وننفي الطلقتني الباقيتني‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫بطالق‬ ‫النكاح ال نزيله‬
‫طلقات‪ ،‬ملاذا؟ قالوا‪ :‬ألن اليقني ال يزال بالشك‪ ،‬كيف‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫قال املالكية‪ B:‬ثالث‪ ،‬نوقع ثالث‬
‫قالوا‪ :‬اليقني حترمي وطء األجنبية ال نزيله بنكاح مشكوك يف بقاءه‪ ،‬فبالتايل قالوا‪ :‬جنعلها ثالثًا‪.‬‬
‫مبثال آخر‪ :‬يف نفس القاعدة اليقني ال يزال بالشك‪ ،‬إنسا ٌن متوضٌئ للفجر‪ ،‬مل ينم بني‬ ‫نأيت ٍ‬
‫الفجر والظهر‪ ،‬لكن شك هل أحدث أم مل حيدث؟ اجلمهور يقولون جيوز له أن يصلي‪ ،‬ملاذا‬
‫مشكوك فيه‪ ،‬واضح‪ ،‬املالكية يقولون‪ :‬ال‪ ،‬جيب‬ ‫ٍ‬ ‫متيقن منه‪ B،‬فال نزيله ٍ‬
‫حبدث‬ ‫ألن الوضوء األول ٌ‪B‬‬
‫الوضوء‪ ،‬ملاذا يا أيها املالكية؟‪ B‬قالوا‪ :‬ألن القاعدة اليقني ال يزال بالشك‪ ،‬اجلمهور قالوا ال يزال‬
‫ٍ‬
‫بصالة‬ ‫متيقن منه‪ B،‬فال نزيله‬
‫بالشك‪ ،‬وبالتايل قالوا هو متوضٌئ ‪ ،‬قالوا‪ :‬بقاء الصالة يف ذمته ٌ‪B‬‬
‫ٍ‬
‫مشكوك يف وضوئها‪.‬‬
‫ننتقل إىل ٍ‪B‬‬
‫جزئية أخرى‪ :‬هذه اجلزئية متعلقةٌ بتاريخ القواعد الفقهية‪B.‬‬
‫مىت ابتدأت القواعد؟‬
‫نزل بعضها يف القرآن‪ B،‬وجاء بعضها يف السنة‪ B،‬وتكلم بعد ذلك األئمة مثل عمر ومن‬
‫ٍ‬
‫مؤلفات يف هذه القواعد‪.‬‬ ‫بعدهم مث بعد ذلك ابتدأ تأليف‬
‫من أوائل املؤلفات أصول الكرخي يف سنة‪ B‬ثالمثائة‪ B‬وأربعني‪ ،‬من أين أخذوا هذه القواعد؟‬
‫تعليل لألحكام‪ ،‬فأخذوا من تعليل األئمة‬ ‫ٍ‬
‫األئمة األوائل ألفوا مؤلفات فقهيةً‪ ،‬فكان عندهم ٌ‬
‫كبريا من هذه القواعد‪.‬‬
‫عددا ً‬‫األوائل لألحكام ً‬
‫ٍ‬
‫مؤلفات‪ ،‬هذه‬ ‫جدت‬ ‫ٍ‬
‫وقد تكلم األئمة كما تقدم بعدد من هذه القواعد‪ ،‬مث بعد ذلك ُو ْ‬
‫علوم أخرى‪ ،‬مثاًل ‪ :‬كتاب‬ ‫خاصا بالقواعد الفقهية‪ B،‬ومنها ما يكون معه ٌ‬ ‫املؤلفات منها ما يكون ًّ‬
‫أصول وعقيدةٌ‪.‬‬
‫علوم أخرى‪ٌ ،‬‬ ‫الفروق للقرايف‪ ،‬فيه قواعد فقهيةٌ وفيه قواعد أيضا من ٍ‬
‫ً‬
‫عندنا اآلن ترتيب‪ B‬القواعد الفقهية يف املؤلفات‪.‬‬
‫بعض كتب القواعد الفقهية‪ B‬رتبها حبسب أمهية القواعد‪ ،‬فجاء بالقواعد الكربى مث القواعد‬
‫الكلية‪ ،‬مث القواعد املختلف فيها‪ ،‬مث الضوابط‪ ،‬وهكذا‪ ،‬إذن حبسب أمهية القاعدة‪.‬‬
‫ومن أمثلته‪ :‬كتاب األشباه والنظائر للسيوطي‪.‬‬
‫وهناك مؤلفون َألفوا القواعد حبسب األبواب الفقهية‪ B،‬فأتوا بالقواعد اليت تتعلق بالطهارة‬
‫أواًل ‪ ،‬مث القواعد اليت تتعلق بالصالة‪ B،‬مث بالزكاة‪ ،‬وهكذا‪.‬‬
‫ومن أمثلة من ألف يف ذلك املقري يف كتابه القواعد‪ ،‬املقري هذا مالكي‪.‬‬
‫وهناك من رتبها باحلروف اهلجائية‪ B،‬حرف األلف مثل األمور مبقاصدها‪ ،‬مث حرف الباء‬
‫وهكذا‪ ،‬ومن أمثلته كتاب املنثور للزركشي بدر الدين‪.‬‬
‫ترتيب‪ B،‬سيقت‪ B‬القواعد هكذا بدون ٍ‬
‫ترتيب‪ B،‬ومن أمثلته‬ ‫كذلك من املؤلفات ما ليس فيه ٌ‬
‫قواعد ابن رجب احلنبلي‪.‬‬
‫يبقى عندنا ما حكم تعلم علم القواعد؟‬
‫واجب على‬
‫ٌ‬ ‫شرعي فبالتايل يؤجر عليه هذا ال إشكال فيه‪ ،‬هل هو‬ ‫ٌّ‬ ‫علم‬
‫نقول‪ :‬علم القواعد ٌ‬
‫بواجب على مجيع أفراد األمة‪ ،‬لكنه يغبط للفقيه‪ ،‬وبالتايل هو‬ ‫ٍ‬ ‫مجيع أفراد األمة؟ نقول ال ليس‬
‫من فروض الكفايات‪.‬‬
‫ٍ‬
‫موسوعات حتاول أن‬ ‫يف عصرنا احلاضر وجد العديد من اجلهود يف القواعد الفقهية‪ ،‬وجد‬
‫عدد من الدول أخذت من‬ ‫وتشريعات أقرت يف ٍ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫تنظيمات‬ ‫تضم هذه القواعد‪ ،‬كذلك وجد‬
‫هذه القواعد‪ ،‬ولذلك يف جملة األحكام ابتدأت بتس ٍع وتسعني قاعدةً فقهيةً‪.‬‬
‫احملاضرة القادمة‪ B‬بإذن اهلل نأخذ القاعدة األوىل‪ ،‬وهي قاعدة‪ :‬األمور مبقاصدها‪ ،‬ذاكروها‬
‫وراجعوها‪ ،‬ونتناقش فيها يف الدرس القادم‪ ،‬وفقكم اهلل لكل خ ٍري‪ ،‬وجعلكم اهلل من اهلداة‬
‫سديدا‪ ،‬وقواًل صوابًا‪ ،‬ومغفرةً من ربكم‬ ‫وفقها ً‬‫نافعا وعماًل صاحلًا‪ً ،‬‬‫علما ً‬‫املهتدين‪ B،‬رزقكم اهلل ً‬
‫ورضى‪ ،‬كما أسأله أن يصلح أحوال املسلمني‪ ،‬وأن يصلح والة أمورهم‪،‬وأن يوفقهم إىل كل‬
‫خ ٍري‪ ،‬هذا واهلل أعلم‪،‬وصلى اهلل على نبينا‪ٍ B‬‬
‫حممد وعلى آله وصحبه أمجعني‪.‬‬

You might also like