You are on page 1of 176

‫القواعد الفقهية‬

‫المنهج‬
‫تعريف القاعدة الفقهية لغة واصطالحا ّ‪0‬‬ ‫•‬
‫الفرق بين القاعدة الفقهية وبين الضابط‪0‬‬ ‫•‬
‫الفرق بين القاعدة الفقهية والنظرية الفقهية‪0‬‬ ‫•‬
‫الفرق بين القاعدة الفقهية ‪ ،‬والقاعدة األصولية‪0‬‬ ‫•‬
‫أهمية القواعد الفقهية‪0‬‬ ‫•‬
‫أقسام القواعد الفقهية‪0‬‬ ‫•‬
‫مصدر القاعدة الفقهية‪0‬‬ ‫•‬
‫حجية القاعدة الفقهية‪0‬‬ ‫•‬
‫صياغة القاعدة الفقهية‪0‬‬ ‫•‬
‫تاريخ القاعدة الفقهية‪0‬‬ ‫•‬
‫مؤلفات القواعد الفقهية‪00‬‬ ‫•‬
‫قواعد الفقه الكلية‬

‫•‪-1‬األمور بمقاصـــــــدها‪0‬‬
‫•‪-2‬اليقين ال يزول بالشك‪0‬‬
‫•‪-3‬المشقة تجلب التيسير‪0‬‬
‫•‪-4‬الضرر يـــــــــــــــزال‪0‬‬
‫•‪-5‬العادة محكمـــــــــــــة‪0‬‬
‫القواعد الفقهية‬

‫باعتبارها لقبا‬
‫مركبا وصفيا‬
‫وعلما‬

‫القواعد‬ ‫الفقهية‬
‫قضايا كلية‬
‫فقهية‬
‫جمع قاعدة‬ ‫نسبة لعلم الفقه‬
‫وهي القضية‬
‫الكلية‬
‫تعريـف القاعدة اـلفقهية‬

‫(الجرجاني )‬ ‫‪-1‬قضية كلية منطبقة على جميع جزئياتها‬


‫• ‪-2‬قضية كلية من حيث اشتمالها بالقوة على أحكام جزئيات‬
‫موضوعها(أبو البقاء الكفوي حنفي )‬

‫‪-3‬حكم كلي ينطبق على جزئياته ليتعرف أحكامها‬


‫منه( التفتازاني )‬
‫• ‪-4‬هي األمر الكلي الذي ينطبق عليه جزئيات كثيرة تفهم‬
‫أحكامها منها(تاج الدين السبكي )‬
‫حكم شرعي في قضية أغلبية يتعرف منها أحكام ما دخل‬
‫تحتها(القواعد الفقهية للندوي )‬

‫• أصل فقهي كلي يتضمن أحكاما تشريعية عامة من أبواب‬


‫متعددة في القضايا التي تدخل تحت موضوعه((القواعد الفقهية للندوي )‬

‫حكم أغلبي يتعرف منه أحكام الجزئيات الفقهية‬


‫المباشرة( مقدمة القواعد للمقري )‬
‫الفرق بين القاعدة والضابط‬

‫•‪-1‬القاعدة ال تختص بباب‪ ،‬والضابط يختص بباب‪0‬‬


‫• ‪ّ -2‬‬
‫أن القاعدة الفقهية متفق عليها‪-‬في الغالب‪ -‬بين‬
‫مجموع المذاهب أو أغلبها‪ ،‬أما الضابط الفقهي‬
‫فالغالب فيه أن يختص بمذهب معيّن‬
‫األشباه والنظائر‬
‫• قال السيوطي‪ :‬المشابهة هي االشتراك في أكثر الوجوه ال كلها‪ّ ،‬‬
‫وأن المناظرة يكفي فيها‬
‫االشتراك في بعض الوجوه‪ ،‬ولو كان وجها واحداّ‪0‬‬
‫• االشباه الفروع التي أشبه بعضها بعضا في الصورة والحكم‪0‬‬
‫• النظائر‪ :‬الفروع التي أشبه بعضها بعضا في الصورة ولكن قد يكون فيها من األوصاف ما‬
‫يمنع من إلحاقها في الحكم بما يشابهها‪0‬‬
‫مقارنة بين القاعدة الفقهية والقاعدة األصولية‬
‫• أوجه الشبه‪:‬‬
‫• ‪-1‬كالً منهما قضية كلية متعلقة بالفقه تدخل تحتها فروع فقهية كثيرة‪0‬‬
‫• ‪-2‬كالً منهما يعتبر ميزانا للفروع الفقهية‪ ،‬قواعد األصول معيار استنباط األحكام من األدلة‪،‬‬
‫والقواعد الفقهية معيار لضبط الفروع المتشابهة بعد االستنباط‪0‬‬
‫• أوجه االختالف‪:‬‬
‫• ‪-1‬موضوع القاعدة الفقهية فعل المكلف ‪ ،‬بينما موضوع القاعدة األصولية األدلة وما‬
‫يعرض لها‪0‬‬
‫• ‪-2‬القاعدة الفقهية متعلقة بكيفية العمل بال واسطة‪ ،‬وأما القاعدة األصولية فهي متعلقة‬
‫بكيفية العمل مع الواسطة‪0‬‬
‫• ‪-3‬القاعدة األصـولية وسـيلة يتوصـل بهـا المجتهـد إلـى األحكام الفقهيـة‪ ،‬أمـا القاعدة الفقهيـة‬
‫فهي ضابط كلي لألحكام الفقهية التي توصل اليها المجتهد باستعماله القاعدة األصولية‪0‬‬
‫• ‪ -4‬القاعدة األصـولية متقدمـة فـي وجودهاـ الذهنـي والواقعـي علـى القواعدـ الفقهيـة‪ ،‬بـل‬
‫متقدمة على الفروع التي جاءت القواعد الفقهية لجمعها وضبطها‪0‬‬
‫• ‪ -5‬من حيث مهمة كل منهما‪ ،‬فالقواعد الفقهية تضبط للفقيه األحكام المتشابهة ‪ ،‬وأما‬
‫القواعد األصولية فهي طريق الستنباط األحكام الشرعية العملية‪ ( 0‬القواعد الفقهية للسعدي )‬

‫• ‪ -6‬القواعد األصولية قواعد كلية تنطبق على جميع جزئياتها وموضوعها‪ ،‬وأما القواعد‬
‫الفقهية فإنّها أغلبية يكون الحكم فيها على أغلب الجزئيات‪ ،‬وتكون لها مستثنيات‪ (0‬القواعد‬
‫الفقهية للندوي ص ‪)68‬‬
‫فوائد القواعد الفقهية‬
‫‪-1‬الحفظ والضبط للمسائل الكثيرة المتناظرة‪ ،‬بحيث تكون القاعدة وسيلة لمعرفة االحكام المندرجة‬
‫تحتها‪0‬‬
‫أن األحكام المتحدة العلة مع اختالفها محققة لجنس واحد من المصالح‪0‬‬
‫‪-2‬تدل على ّ‬
‫‪ -3‬تخدم المقاصد الشرعية العامة والخاصة‪،‬وتمهد الطريق للوصول إلى أسرار األحكام وحكمها‪0‬بينما‬
‫تدور مسائل أصول الفقه حول محور استنباط االحكام‪0‬‬
‫‪-4‬تسهيل حفظ الفروع‪0‬‬

‫‪-5‬تعين على معرفة مقاصد الشريعة وشمولها‬

‫‪ -6‬تعين على معرفة مآخذ المسائل‪ ،‬وإلحاق النوازل بالمسائل المنصوص عليها‪0‬‬
‫اـلعالقة بـين القاعدة الفقهية والنظرية الفقهية‬
‫• النظريات الفقهيـة‪ :‬هـي موضوع كلـي فقهـي يدخـل تحتـه موضوعات فقهيـة عامـة متشابهـة فـي‬
‫األركان والشروط واألحكام العامـة مـع اختصـاص كـل موضوع بأركانـه وشروطـه الخاصـة‪ (0‬الممتـع فـي‬
‫القواعد الفقهية للدوسري )‬

‫• ويمكـن أـن تع ّرف النظريـة العامـة بأنهـا‪" :‬موضوعات فقهيـة أـو موضوع يشتمـل علـى مسـائل فقهيـة‬
‫أـو قضايـا فقهية‪ .‬حقيقتهـا‪ :‬أركان وشروط وأحكام‪ ،‬تقوم بيـن كـل منهـا صـلة فقهيـة ‪ ،‬تجمعهـا وحدة‬
‫موضوعية تحكم هذه العناصر جميعا ً"‪ (.‬القواعد الفقهية للندوي)‬

‫• وذلك كنظرية الملكية‪ ،‬ونظرية العقد‪ ،‬ونظرية اإلثبات وما شاكل ذلك‪ .‬فمثالً نظرية اإلثبات في‬
‫الفقه الجنائي اإلسالمي تألفت من عدة عناصر وهي المواضيع التالية‪:‬‬
‫• حقيقة اإلثبات ـ الشهادة ـ شروط الشهادة ـ كيفية الشهادة ـ الرجوع عن الشهادة ـ مسؤولية‬
‫الشاهد ـ اإلقرار ـ القرائن ـ الخبرة ـ معلومات القاضي ـ الكتابة ـ اليمين ـ القسامة ـ اللعان‪.‬‬
‫• وجه االتفاق‪ :‬جميعهما أحكاما فقهية من أبواب مختلفة‪0‬‬
‫• الفروق‪:‬‬
‫• الوجه األول‪ -1 :‬القاعدة الفقهية تتضمن حكما ً فقهيا ً في ذاتها ‪ ،‬وهذا الحكم الذي تتضمنه‬
‫القاعدة ينتقل إلى الفروع المندرجة تحتها ‪ ،‬فقاعدة " اليقين ال يزول بالشك" تضمنت حكما ً‬
‫فقهيا ً في كل مسألة اجتمع فيها يقين وشك ‪ ،‬وهذا بخالف النظرية الفقهية‪ :‬فإنها ال تتضمن‬
‫حكما ً فقهيا ً في ذاتها كنظرية الملك والفسخ والبطالن‪.‬‬
‫• الوجه الثاني‪ :‬القاعدة الفقهية ال تشتمل على أركان وشروط‪ ،‬بخالف النظرية الفقهية فالبد لها‬
‫من ذلك‪ ( .‬القواعد الفقهية للندوي ‪ ،‬والنظرية العامة للمعامالت في الشريعة اإلسالمية)‬

‫• الوجـه الثالـث‪ّ :‬أنـبينهماـ عموم وخصـوص وجهـي؛ ّألنـالنظريـة أوسـع وأعمـ مـن القواعدـ‬
‫الفقهيـة مـن جهـة أ ّنـ القواعـد الفقهيـة يمكـن أـن تدخـل تحـت النظريـة وتخدمهـا‪ ،‬والقواعـد الفقهيـة‬
‫تعـد أعـم مـن النظريـة مـن جهـة أ ّنـالقاعدة ال تتقيـد بموضوع ‪ ،‬وال باب معيّـن أمـا النظريـة فال بـد‬
‫فيها أن تكون متعلقة بموضوع معيّن‪ ،‬كالعقد‪ ،‬أو الملكية‪ ،‬فال تدخل حينئذ في العبادات مثالً‪0‬‬
‫ويمكن أن ندرج مجموعة من القواعد الفقهية التي تختلف في فروعها وجزئياتها‬ ‫•‬
‫وآثارها ولكنها قد تتسم بصفة عامة ومزايا مشتركة‪ ،‬أو تتحد في موضوعها العام تحت نظرية معينة على‬ ‫•‬
‫سبيل المثال القواعد التالية‪:‬‬
‫‪ - 1‬العادة مح َّكمة‪.‬‬ ‫•‬
‫‪ - 2‬استعمال الناس حجة يجب العمل به‪.‬‬ ‫•‬
‫‪- 3‬ال ينكر تغير األحكام (المبنية على المصلحة أو العرف) بتغير الزمان‪.‬‬ ‫•‬
‫‪ - 4‬إنما تعتبر العادة إذا اطردت أو غلبت‪.‬‬ ‫•‬
‫‪ - 5‬المعروف عرفًا كالمشروط شرطًا‪.‬‬ ‫•‬
‫‪ - 6‬المعروف بين التجار كالمشروط بينهم‪.‬‬ ‫•‬
‫‪ - 7‬التعيين بالعرف كالتعيين بالنص‪.‬‬ ‫•‬
‫فهذه المجموعة من القواعد الفقهية المعروفة ‪ -‬بغض النظر عن الفروع والجزئيات المختلفة تحت كل منها‬ ‫•‬
‫‪ -‬فإنه يمكن أن نضعها جمي ًع ا تحت عنوان نظرية العرف‪ ،‬فإن العرف هو الطابع العام الغالب على جميع‬
‫هذه القواعد المذكورة‪.‬‬
‫• الخالصة‪:‬‬
‫• النظريـة العامـة تشمـل جانبـا واسـعا مـن الفقـه اإلسـالمي ومباحثـه‪،‬‬
‫وتشكـل دراسـة موضوعيـة لذلـك الجانـب‪ ،‬فإ ّنـالقاعدة الفقهيـة تمتاز‬
‫معناهــ ‪ ،‬وســعة اســتيعابها للفروع‬
‫ا‬ ‫بإيجاز فــي صــياغتها‪،‬لعموم‬
‫الجزئية من أبواب مختلفة‪0‬‬
‫• إـن النظريـة العامـة هـي غيـر القاعدة الكليـة فـي الفقـه اإلسـالمي‪ .‬فإـن‬
‫هذه القواعـد هـي بمثابـة ضوابـط بالنسـبة إلـى تلـك النظريات‪ ،‬فقاعدة‬
‫" العـبرة فـي العقود للمقاصـد والمعانـي" مثالً ليسـت سـوى ضابـط فـي‬
‫ناحيـة مخصـوصة مـن أصـل نظريـة العقـد‪ ،‬وهكذا سـواها مـن القواعـد‬
‫‪.‬‬
‫تاريخ القواعد اـلفقهية‬
‫‪ -1‬طور النشوء والتكوين‪.‬‬ ‫•‬
‫‪ -2‬طور النمو والتدوين‪.‬‬ ‫•‬
‫‪ -3‬طور الرسوخ والتنسيق‪.‬‬ ‫•‬
‫أوالً‪ :‬طورـ النشوء والتكوين‪:‬‬ ‫•‬
‫هـو عصـر الرسـالة أـو عصـر التشريـع ونزول الوحـي‪ ،‬فقـد كانـت البذرة األولـى لنشأـة علـم القواعـد الفقهيـة فـي هذا العصـر‪ ،‬حيـث كانـت‬ ‫•‬
‫أحاديـث النـبي صـلى هللاـ عليـه وسـلم فـي كثيـر مـن األحكام تعتـبر قواعـد عامـة تنطوي تحتهـا فروع فقهيـة كثيرة‪ ،‬ومـن األمثلـة األحاديـث‬
‫التالية‪:‬‬
‫((ال ضرر وال ضرـار))‪-‬‬ ‫•‬
‫((البينة على المدعي واليمين على من أنكر))‪-‬‬ ‫•‬
‫((الخراج بالضمان))‪-‬‬ ‫•‬
‫(( ما أسكر كثيره فقليله حرام))‬ ‫•‬
‫قال اإلمام ابـن تيميـة رحمـه هللاـ بعـد ذكـر هذا الحديـث ‪ (( :‬جمـع رسـول هللاـ صـلى هللاـ عليـه وسـلم بمـا أوتيـه مـن جوامـع الكلـم كـل مـا غطـى‬ ‫•‬
‫العقل وأسكر ولم يفرق بين نوع ونوع‪ ،‬وال تأثير لكونه مأكوالً وال مشروبا ً))‪.‬‬
‫وكذلك نقلت آثار عن بعض الصحابة رضي هللا عنهم أجمعين في هذا الشأن‪،‬‬ ‫•‬
‫مثل قول عمر بن الخطاب رضي هللا عنه‪" :‬مقاطع الحقوق عند الشروط" فهو قاعدة في باب الشروط‪،‬‬ ‫•‬
‫وقول ابـن عباس رضـي هللاـ عنهمـا‪ " :‬كـل شيـء فـي القرآـن أـو أـو فهـو مخيـر‪ ،‬وكـل شيـء فإـن لـم تجدوا فهـو‬ ‫•‬
‫األول فاألول "‪ .‬فهو قاعدة في باب الكفارات والتخيير فيها‪.‬‬
‫وفي عصر التابعين ما جاء عن اإلمام شريح القاضي كقوله‪:‬‬ ‫•‬
‫" من شرط على نفسه طائعا ً غير مكره فهو عليه"‪ .‬فهو قاعدة تسوغ الشروط الجعلية‪،‬‬ ‫•‬
‫وقوله‪ " :‬من ضمن ماالً فله ربحه"‪.‬‬ ‫•‬
‫وقال خير بن نعيم‪ ":‬من أقر عندنا بشئ ألزمناه إياه"‪.‬‬ ‫•‬
‫ومـن المصادر الفقهيـة القديمـة كتاب " الخراج" لإلمام القاضي أبي يوسـف يعقوب بـن إـبراهيم "ت‪182‬هــ" ‪.‬‬ ‫•‬
‫حيث اشتمل كتابه على عبارات متعلقة بالقواعد‪ ،‬من أمثلتها‪:‬‬
‫‪ " -1‬كل من مات من المسلمين ال وارث له فماله لبيت المال" وهي تقرر قاعدة قضائية مهمة‬ ‫•‬
‫‪ " -.2‬وإـن أقـر بحـق مـن حقوق الناس مـن قذف أـو قصـاص مـن نفـس أـو دونهـا أـو مال ثـم رجـع عـن ذلـك نفـذ‬ ‫•‬
‫عليه الحكم فيما كان أقر به‪ ،‬ولم يبطل شيء من ذلك برجوعه"‪.‬‬
‫كذلك من المصادر بعض كتب اإلمام محمد بن حسن الشيباني"ت‪189‬هـ"‬ ‫•‬
‫ومن األمثلة على بعض القواعد‪:‬‬ ‫•‬
‫‪" -1‬كون الواحد حجة في أمر الدين إذا كان عدالً"‪.‬‬ ‫•‬
‫‪ " - 2‬الحقوق ال يجوز فيهـا إال مـا يجوز فـي الحكـم " أـي ال يكـفـي فيهـا قول واحـد ولـو كان عدالً كمـا فـي أمـر الديـن‪ ،‬بـل ال بـد‬ ‫•‬
‫من شاهدين كما في الحكم‪.‬‬
‫‪ " - 3‬كل من له حق فهو له على حاله حتى يأتيه اليقين على خالف ذلك" واليقين أن يعلم أو يشهد عنده الشهود العدول‪.‬‬ ‫•‬
‫وكذلـك كتاب " األـم" لإلمامـ الشافعـي"‪204‬هـ" احتوى علـى بعـض القواعـد الفقهيـة التـي يمكـن أـن تطبـق الفروع عليهـا‪ ،‬ومـن‬ ‫•‬
‫األمثلة‪:‬‬
‫‪"- 1‬ال ينسب إلى ساكت قول قائل أو عمل عامل إنما ينسب إلى كل قوله وعمله"‬ ‫•‬
‫‪ " -2‬يجوز في الضرورة ما ال يجوز في غيرها"‪.‬‬ ‫•‬
‫‪ " -3‬قد يباح في الضرورات ماال يباح في غير الضرورات"‪.‬‬ ‫•‬
‫‪ "- 4‬الحاجـة ال تحـق ألحـد أـن يأخـذ مال غيره" وهـي تـبين مدى احترام حقوق العباد مـن أموالهـم والحفاظ عليهـا‪ ،‬فالحاجـة‬ ‫•‬
‫ال تبرر أخذ مال الغـير‪ ،‬فلو أخذه أحد كان آثما ً وضامناً‪،‬ــ‬
‫بخالف الضرورة التي تسقط اإلثم وتفرض الضمان‪ ،‬فاالضطرار ال يبطل حق الغير‪.‬‬ ‫•‬
‫ثانيا ً‪ /‬طور النمو والتدوين‪:‬‬ ‫•‬
‫كانـت بدايـة القواعـد الفقهيـة باعتبارهـا فنا ً مسـتقالً فـي القرن الرابـع الهجري ومـا بعده مـن القرون‪ ،‬وذلـك أنـه حينمـا كثرت‬ ‫•‬
‫الوقائـع والنوازل توسـع الفقهاء فـي وضـع القواعـد وضبطهـا حتـى تحفـظ مـن الضياع والتشتـت كمـا فعـل الكرخـي فـي رسـالته‬
‫والدبوسي في تأسيس النظر تحت عنوان األصول‪،‬‬
‫وقـد كان فقهاء المذهـب الحنفـي أسـبق مـن غيرهـم فـي هذا الباب‪ ،‬وذلـك نتيجـة التوسـع عندهـم فـي الفروع‪ .‬وقـد كان اإلمام أبـو‬ ‫•‬
‫طاهـر الدباس قـد جمـع أهـم قواعـد مذهـب اإلمام أـبي حنيفـة فـي سـبع عشرة قاعدة كليـة ومـن جملتهـا القواعـد األسـاسية‬
‫المشهورة ‪.‬‬
‫وفي القرن الخامس الهجري جاء اإلمام أبو زيد الدبوسي"‪430‬هـ" وأضاف إضافات علمية قيمة لهذا العلم‪.‬‬ ‫•‬
‫ويعتبر القرن الثامن الهجري العصر الذهبي لتدوين القواعد الفقهية ونمو التأليف فيها‪ ،‬ومن أهم ما ألف في هذا القرن‪:‬‬ ‫•‬
‫‪ -1‬األشباه والنظائر البن الوكيل الشافعي"ت‪716‬هـ"‪.‬‬ ‫•‬
‫‪ -2‬كتاب القواعد للمقري المالكي"‪758‬هـ"‪.‬‬ ‫•‬
‫‪ -3‬األشباه والنظائر لتاج الدين السبكي"‪771‬هـ"‪.‬‬ ‫•‬
‫‪ -4‬االشباه والنظائر لجمال الدين اإلسنوي( ‪ 772‬هـ )‬ ‫•‬
‫‪ -6‬المنثور في القواعد لبدر الدين الزركشي (‪ 794‬هـ )‬ ‫•‬
‫‪ -7‬القواعد في الفقه البن رجب الحنبلي"‪795‬هـ"‪.‬‬ ‫•‬
‫• وفي القرن التاسع الهجري كانت هناك مؤلفات أخرى منها‪1:‬‬
‫• ‪ -1‬أسنى المقاصد في تحرير القواعد لمحمد الزبيري" ‪808‬هـ"‬
‫• ‪-2‬القواعد المنظومة البن الهائم المقدسي (‪ 815‬هـ )‬
‫• ‪-3‬كتاب القواعد لتقي الدين الحصني ( ‪ 829‬هـ )‬
‫• ‪ -4‬نظـم الذخائـر فـي األشباه والنظائـر لعبـد الرحمـن بـن علـي المقدسـي المعروف بشقيـر ( ‪876‬‬
‫هـ )‬
‫• ‪ -5‬القواعد والضوابط البن عبد الهادي"‪880‬هـ"‪.‬‬
‫• وقد ارتقى النشاط التدويني لهذا العلم في القرن العاشر الهجري‬
‫• حيـث جاء العالمـة السـيوطي "ت‪910‬هـ" وقام باسـتخالص أهـم القواعـد الفقهيـة المتناثرة عنـد‬
‫العالئي و السبكي والزركشي وجمعها في كتابه" األشباه والنظائر"‪.‬‬
‫ثالثا ً‪ /‬طور الرسوخ والتنسيق‬
‫‪ :‬علمنـا أـن نشأـة القواعـد الفقهيـة كانـت منـذ عصـور مبكرة وتناقلتهـا األجيال بعـد ذلـك‪ ،‬ولكـن علـى الرغـم مـن تتابـع‬ ‫•‬
‫الجهود بقيت القواعد متفرقة وفي مدونات مختلفة‪،‬‬
‫واسـتقر أمرهـا حين وضعت مجلة األحكام العدلية على أيدي لجنة من الفقهاء فـي عهـد السـلطان الغازي عبد العزيز‬ ‫•‬
‫خان العثمانـي فـي أواخـر القرن الثالـث عشـر الهجري‪ ،‬وقـد قاموا بوضـع القواعـد الفقهيـة فـي صـدر هذه المجلـة بعـد‬
‫جمعها واستخالصها من المصادر الفقهية المتعددة‪ .‬ويالحظ هنا أمران‪:‬‬
‫‪ -1‬أـن هذه القواعـد التـي جاءـت فـي كتـب القواعـد والمدونات الفقهيـة األخرى ليسـت كلهـا قواعـد عامـة بـل كثيـر منهـا‬ ‫•‬
‫قواعد مذهبية تنسجم مع مذهب دون مذهب آخر‪.‬‬
‫‪ -2‬أـن كثيراً مـن هذه القواعـد كانـت فـي عبارات وقوالـب مفصـلة تحتاج إلـى إعادة صـياغة حتـى يسـهل فهمهـا فكتبـت‬ ‫•‬
‫صياغتها بعد المزاولة والمداولة‪،‬ــ‬
‫مثال‪:‬قاعدة‪":‬اإلقرار حجة قاصرة"‬ ‫•‬
‫– جاءـت عنـد اإلمام الكرخـي‪ ":‬أـن المرء يعامـل فـي حـق نفسـه كمـا أقربـه وال يصـدق علـى إبطال حـق الغيـر‪ ،‬وال بإلزام‬ ‫•‬
‫الغير حقا ً"‪.‬‬
‫• وكذلك القاعدة المشهورة‪ (:‬التصرف على الرعية منوط بالمصلحة )‬
‫• يوجـد أصـلها فـي كالم اإلمام الشافعـي‪ -:‬رحمـه هللا‪ -‬بأ ّنـ منزلـة الوالـي مـن الرعيـة منزلـة الولـي‬
‫من اليتيم )‪0‬‬
‫• ث ّمـ اشتهـر هذا القول عنـد كثيـر مـن الفقهاء باعتباره قاعدة تحـت عنوان‪ ( :‬تصـرف اإلمام علـى‬
‫الرعية منوط بالمصلحة )‪0‬‬
‫• وقدـ صـاغ القاعدة نفسـها العالمـة السـبكي بصـيغة مركزة أكثـر اتسـاعا للفروع الفقهيـة‪،‬‬
‫فأوردها بعنوان‪ ( :‬كل متصرف عن الغير فعليه أن يتصرف بالمصلحة ) االشباه والنظائر‪0‬‬
‫• ‪ -3‬حاجة بعضها إلى إعادة الصياغة بتكميل أو تقييد أو حذف او تعديل مثل‪:‬‬
‫المبنيـــ علــىـ‬
‫ة‬ ‫بتغيـــ الزمان ) م‪ 39/‬فيقال‪( :‬األحكام‬
‫ر‬ ‫تغيـــ األحكام‬
‫ينكـــ ر‬
‫ر‬ ‫• أ) قاعدة ‪( :‬ال‬
‫المصلحة والعرف )‬
‫• ب ) ((ال يجوز ألحـد أـن يتصـرف فـي ملـك غيره بال إذنـه )) فيقال ‪:‬ال يجوز ألحـد أـن يصـرف‬
‫في ملك الغير بال إذن مع زيادة‪ (( :‬أو إباحة من الشرع )) ألنّه أوفى وأشمل‪0‬‬
‫• ‪ -4‬إنّ القواعد الفقهية لم تظهر دفعة واحدة‪ ،‬وإنّما بدأ الفقهاء تقعيده منذ عهود‪0‬‬
‫أقسام القواعد الفقهية‬
‫• التقسيم األول‪ :‬باعتبار الشمول واالتساع‪ :‬تنقسم بهذا االعتبار إلى ثالثة أقسام‪:‬‬
‫القسم األول‪ :‬القواعد الكلية الكبرى ‪ ،‬وهي القواعد الداخلة في جميع أبواب الفقه أو‬ ‫•‬
‫أغلبها وهي القواعد الخمس الكبرى‪:‬‬
‫• ‪-1‬األمور بمقاصـــــــدها‪0‬‬
‫• ‪-2‬اليقين ال يزول بالشك‪0‬‬
‫• ‪-3‬المشقة تجلب التيسير‪0‬‬
‫• ‪-4‬الضرر يـــــــــــــــزال‪0‬‬
‫• ‪-5‬العادة محكمـــــــــــــة‪0‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬القواعد الصغرى‪ :‬وهي القواعد الكلية غير الكبرى‪:‬‬ ‫•‬
‫وهي على نوعين‪:‬‬ ‫•‬
‫األول‪ :‬الداخلة في أبواب فقهية كثيرة مع عدم اختصـاصها بباب فقهي معيّن‪ ،‬وهـي أقـل شموال من القواعد‬ ‫•‬
‫الكـبرى‪ ،‬ومنهـا مـا هـو متفرع عـن القواعـد الكـبرى ‪ ،‬كقاعدة ‪( :‬ال ينسـب إلـى سـاكت قول ) وقاعدة ‪(:‬ال عـبرة‬
‫بالظن البيّن خطؤه ) تفرعتا عن قاعدة‪ ( :‬اليقين ال يزول بالشك )‬
‫ومنهـا مـا هـو مـن القواعـد المسـتقلة عـن القواعـد الكـبرى ‪ ،‬والتـي يمكـن أـن يتفرع منهـا بعـض القواعـد ‪،‬‬ ‫•‬
‫كقاعدة‪ ( :‬االجتهاد ال ينقض باالجتهاد)‬
‫النوع الثانـي‪ :‬القواعـد المتفرعـة عـن القواعـد الكـبرى‪ ،‬أـو يمكـن تفريعهـا عنهـا مـع كونهـا مختصـة بأبواب‬ ‫•‬
‫معينـة مـن أبواب الفقـه‪ ،‬وذلـك كقاعدة‪ ( :‬العـبرة فـي العقود بالمقاصدـ والمعانـي ال باأللفاظ والمبانـي ) ‪،‬‬
‫وقاعدة‪ ( :‬األيمان مبنية على األغراض ال على األلفاظ )‬
‫المتفرعتين عن قاعدة‪ ( :‬األمور بمقاصدها )‪0‬‬ ‫•‬
‫• القسم الثالث‪ :‬القواعد الخاصة‪:‬‬
‫• وهـي القواعـد المختصـة بأبواب فقهيـة معيّنـة‪ ،‬ولكنّهـا ال تتفرع‬
‫عـن القواعـد فـي القسـمين المتقدميـن‪ ،‬وهـي بمعنـى الضابـط‪ ،‬ومـن‬
‫أمثلتها‪:‬‬
‫• ( قاعدة كل ميتة نجسةٌ إال السمك والجراد )‬
‫• التقسيم الثاني‪ :‬باعتبار االتفاق عليها وعدمه‪ :‬وتنقسم بهذا االعتبار إلى قسمين‪:‬‬
‫• القسـم األول‪ :‬القواعـد المتفـق عليهـا بيـن جميـع المذاهـب فـي الجملـة‪ ،‬ومنهـا القواعـد الخمـس‬
‫الكبرى‪ ،‬والغالب في هذ القسم أن يصاغ بأسلوب خبري ال إنشائي‪0‬‬
‫• القسم الثاني‪ :‬القواعد المختلف عليها في الجملة‪ ،‬وهذه على نوعين‪:‬‬
‫ومنهـــ‬
‫ا‬ ‫ة‪،‬‬
‫الفقهيـــ المختلفـــ‬
‫ة‬ ‫ب‬
‫فيهـــ بيــنـ علماء المذاهـــ‬
‫ا‬ ‫ف‬
‫القواعـــ المختلـــ‬
‫د‬ ‫األول‪:‬‬ ‫•‬
‫قاعدة( الرخص ال تناط بالمعاصي )‪0‬‬
‫الثانـي‪ :‬القواعـد المختلـف فيهـا بيـن علماء المذهـب الواحـد‪ ،‬والغالـب فـي هذا النوع أـن‬ ‫•‬
‫يصاغ بأسلوب إنشائي‪ ،‬فيرد بصيغة االستفهام؛ إشارة إلى وقوع الخالف في المذهب‪0‬‬
‫• مثال ذلـك قول السـيوطي قاعدة‪ (:‬هـل العـبرة بصـيغ العقود أـو بمعانيهـا )‪ -‬األشباه والنظائـر‬
‫ص ‪304‬‬
‫التقسيم الثالث‪ :‬تقسيم القواعد الفقهية باعتبار االستقالل والتبعية‪:‬‬ ‫•‬
‫تنقسم بهذا االعتبار إلى قسمين‪:‬‬ ‫•‬
‫القسم األول‪ :‬القواعد األصلية‪ ،‬وهي القواعد المستقلة عن غيرها‪ ،‬بحيث ال تكون قيداً لقاعدة أخرى‪ ،‬وال‬ ‫•‬
‫متفرعة عن غيرها‪ ،‬وهذا القسم يشمل القواعد الخمس الكبرى‪ ،‬ويشمل القواعد الصغرى غير المتفرعة من‬
‫القواعد الكبرى‪0‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬القواعد المتفرعة‪ :‬وهي القواعد التابعة لغيرها من القواعد الخادمة لها‪ ،‬إما أنّها تمثل جانبا من‬ ‫•‬
‫جوانب قاعدة أخرى ‪ ،‬أو تطبيقا لها في مجاالت معينةن وإما من كونها قيدا لقاعدة أخرىن أو مستثناة منها‬
‫على القول بوجود المستثنيات من القواعد حقيقةً‪0‬‬
‫ومن أمثلة هذا القسم‪:‬‬ ‫•‬
‫‪ -1‬قاعدة‪ ( :‬األصل براءة الذمة )‬ ‫•‬
‫فهي متفرعة عن قاعدة( اليقين ال يزول بالشك )‬ ‫•‬
‫أن براءة الذمة فيها تمثل جانب اليقين‬‫من جهة ّ‬ ‫•‬
‫‪-2‬قاعدة من استعجل شيئا قبل أوانه عوقب بحرمانه) متفرعة عن‪:‬‬ ‫•‬
‫(قاعدة األمور بمقاصدها ) إذ إنّها مستثناة منها عند البعض‪0‬‬ ‫•‬
‫• التقسيم الرابع‪ :‬تقسيم القواعد باعتبار األصل الذي استمدت منه‪ ،:‬أو باعتبار مصدرها‪:‬‬
‫• وتنقسم القواعد بهذا االعتبار إلى قسمين‪:‬‬
‫• القسم األول‪ :‬القواعد التي أصلها النص الشرعي‪ ،‬إما من الكتاب أو من السنة‪ ،‬وهذا القسم‬
‫على نوعين‪:‬‬
‫• النوع األول ‪ :‬القواعد التي تمثل بأصلها نصا ً شرعيا ً بحيث ال تختلف عنه مطلقاًن أو كان‬
‫االختالف بينهما يسيرا‪ ،‬ومن أمثلته‪:‬‬
‫ال ضرر وال ضرار) فهي نص حديث نبوي )أخرجه مالك في الموطأ مرسال (ص ‪ ،) 529‬وأحمد في مسنده( ‪ )1/313‬قال المناوي‬ ‫• ‪ -1‬قاعدة (‬
‫حسنه النووي في األربعين‪0‬‬

‫أخرجه أحمد في مسنده‪49 /6‬‬ ‫• ‪-2‬قاعدة (الخراج بالضمان) (‬


‫النوع الثانـي‪ :‬القواعـد التـي تمثـل بمعناهـا نصـا شرعيـا‪ ،‬ومـن أمثلـة هـذ النوع قاعـد‪ ( :‬األمور بمقاصـدها) فقـد أخـذ‬ ‫•‬
‫لفظها من معنى قوله صلى هللا عليه وسلم ( إنّما األعمال بالنيات )‪0‬‬
‫وقد تؤخذ من مجموعة من النصوص الشرعية‪ ،‬كقاعدة (اليقين ال يزول بالشك)‬ ‫•‬
‫( إذا وجد أحدكم في بطنه‪)0000‬‬ ‫•‬
‫(إذا شك أحدكم في صالته‪) 000‬‬ ‫•‬
‫القسـم الثانـي‪ :‬القواعـد التـي أصـلها االسـتقراء لألحكام الفقهيـة‪ ،‬ويكون هذا االسـتنباط إمـا مـن نـص صـريح ألحـد‬ ‫•‬
‫األئمة‪ ،‬وإما بالنظر إلى مجموع فتاوى ذلك اإلمام وإلى عللها‪ ،‬وما بين هذه الفتاوى من معان مشتركة‪0‬‬
‫ومن أمثلة هذا القسم‪ :‬قاعدة (ال ينسب للساكت قول )‬ ‫•‬
‫التقسيم الخامس‪ :‬تقسيم القواعد الفقهية باعتبار الموضوع‬ ‫•‬
‫قواعد موضوعها الشروط‬ ‫•‬
‫قواعد موضوعها العقود المالية‪000‬‬ ‫•‬
‫مصادرها‬

‫استقراء الفروع‬ ‫األدلة الشرعية‬


‫أقسام القواعد من حيث شمولها‬

‫ثالثة‬

‫قاعدة كلية‬
‫ضابط‬ ‫كلية صغرى‬
‫كبرى‬
‫ضيَّةٌ ُكلِّيَّه‬
‫بِأنَّها قَ ِ‬ ‫ف القَا ِع َدةُ الفِق ِهيَّه ‪...‬‬
‫• تُ َع َّر ُ‬
‫َكـ(إنَّما أَعمالُنا ِبالنِّيَّه)‬ ‫• جا ِم َعةٌ َمسائِالً فَر ِعيَّه ‪...‬‬
‫ثل ما فيها ِم َن اس ِتثنا ِء‬ ‫َك ِم ِ‬ ‫ق األُصو َل في أَشيا ِء ‪...‬‬ ‫• تُفار ُ‬
‫رط َكونِها ُمطَّ ِر َده‬ ‫ش ٍ‬ ‫لَ َ‬
‫يس بِ َ‬ ‫أن القَا ِع َده ‪...‬‬ ‫• فَاعلَم َهدا َك هللاُ َّ‬
‫حت أُخرى دا ِر َجه‬ ‫روع خا ِر َجه ‪َ ...‬وقَد تَ َرها تَ َ‬ ‫عض الفُ ِ‬ ‫• فَقَد تَرى بَ َ‬
‫َوأَتقِ َن الفُ ُروع َواألُصوال‬ ‫بواب َوالفُصوالَ ‪...‬‬ ‫• فَأَح ِك ِم األَ َ‬
‫فظ ِم َن األَ ِدلَّه‬
‫ض اللَّ ِ‬‫َعوا ِر ُ‬ ‫صول ُجلَّه ‪...‬‬
‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫أن َموضو َع األ‬ ‫• َو َّ‬
‫فِع ُل ال ِعبا ِد ؛ كال ِّرضا والنِّيَّه‬ ‫• َوه َو ِم َن القَوا ِع ِد الفِق ِهيَّيه ‪...‬‬
‫ت ‪ ،‬ثُ َّم لِيُعلَ ِم‬
‫ِم َن ا ْل ُمطَ ِّوال ِ‬ ‫روق فَاف َه ِم ‪...‬‬
‫• َو َغي ِر َها ِم َن الفُ ِ‬
‫ب فَقَ ْط‬
‫روع ِمن با ٍ‬‫ُ‬ ‫َواختَ َّ‬
‫ص بِالف ِ‬ ‫ضابِطَ ؛ فَه َو ‪ :‬ما ارتَبَ ْط ‪...‬‬ ‫• تُفا ِر ُ‬
‫ق ال َّ‬
‫نصوص‬
‫ُ‬ ‫عض آثا ٍر َكذا َم‬ ‫صوص ‪َ ..............‬وبَ ُ‬ ‫ُ‬ ‫واع ِد ‪ :‬النُ‬‫• َو َمأ َ ِخ ُذ القَ ِ‬
‫ضها ِمن لُ َغ ٍة َمنقو ُل‬ ‫مآخ ٍذ لَها األُصو ُل ‪َ .....................‬وبَع ُ‬ ‫• َو ِمن ِ‬
‫الجال ِء‬‫س ذي َ‬ ‫ِ‬ ‫يا‬‫ِ‬ ‫ق‬ ‫ال‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫قل‬
‫ِ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ال‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫‪............‬‬ ‫ء‬ ‫ِ‬ ‫قرا‬ ‫ِ‬ ‫ت‬ ‫اس‬ ‫ن‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫يض‬‫َ‬ ‫• َو ُخ ِّر َجت أ‬
‫صل فَاعلَ َمـنْ‬
‫بأ ٍ‬ ‫َ‬ ‫رجيح اِستِصحا ِ‬ ‫ُ‬ ‫ين َو َعنْ ‪ .....‬تَ‬ ‫• َواالجتِها ُد فِي ا ْل َمناطَ ِ‬
‫• أَ َّما التي فِيها ِمن الفَوائِ ِد ‪........... ...‬فَ ِمن ُعال َها ‪ :‬ال ِعل ُم بِال َم ِ‬
‫قاص ِد‬
‫أخ َذا‬
‫هجهُ َوا ْل َم َ‬
‫ت نَ َ‬
‫فظ َكذا ‪ ..........‬تَفهي ُم ُمف ٍ‬
‫للح ِ‬ ‫ضبطُ َوالتَّسهي ُل ِ‬ ‫• َوال َّ‬
‫الب األَ ِ‬
‫حكام‬ ‫• َو َكونُها أَ ِدلَّةُ األَح َك ِام ‪ .......................‬فِي ِه ِخ ُ‬
‫الف طَ ُ‬
‫صياغة القاعدة الفقهية‬
‫القواعـد الفقهيـة لـم تصـغ دفعـة واحدة ‪ ،‬وإنّمـا صـيغت بالتدرج عـبر مراحـل نشأتهـا وتطورهـا‪ ،‬ومـن أهـم‬ ‫•‬
‫المعالم في صياغتها ما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬ال يعرف لكـل قاعدة صـائغ معيّـن‪ ،‬إال إذا كانـت القاعدة نـص حديـث نبوي أـو أثراً عـن أحـد الصـحابة‬ ‫•‬
‫والتابعين ومن بعدهم من علماء السلف‪0‬‬
‫ثانيا ً‪ :‬أ ّنـ القواعـد الفقهيـة اكتسـبت صـياغتها مـن أثـر تداولهـا فـي كتـب الفقـه عـبر مراحلـه المختلفـة‪ ،‬وذلـك‬ ‫•‬
‫جواب السـؤال يجري علـى حسـب ماـ‬ ‫كقاعدة( العادة محكمـة ) فقدـ ذكره الكرخـي بلفـظ ( األصـل ّأنـ‬
‫تعارف كل قوم في مكانهم ) أصول الكرخي( ‪) 164‬‬
‫ثالثا ً‪ّ :‬أنـالعبارة التـي تصـاغ بهـا القاعدة الفقهيـة تكون فـي الغالـب موجزة مـع شمول معناهـا‪ ،‬وأحيانـا‬ ‫•‬
‫يضطر بعض العلماء إلى تطويل القاعدة‪0‬‬
‫رابعا ً‪ّ :‬أنـالقاعدة الفقهيـة إذا كان متفقا ً عليهـا فإنّهـا تصـاغ باألسـلوب الخـبري‪ ،‬وإـن كانـت مختلفـا فيهـا‬ ‫•‬
‫صيغت باسلوب إنشائي‪ ،‬وتقدم مثاله‪0‬‬
‫حجية القاعدة اـلفقهية‬
‫• الفريق األول‪ :‬عدم االحتجاج بالقاعدة الفقهية‪:‬‬
‫• ‪ -1‬ورـد عـن إمام الحرميـن‪ :‬قال فـي قاعدتـى اإلباحـة وبراءـة الذمـة‪ ( :‬وغرضـي‬
‫بإيرادهما تنبيه القرائح‪ ،000‬و لست أقصد االستدالل بهما‪)0000‬‬
‫• ‪ -2‬مـا نقـل عـن ابـن دقيـق العيـد فـي موقفـه مـن اسـتنباط أحكام الفروع مـن القواعـد‬
‫وأن الفروع ال يطّرد تخريجها على القواعد الفقهية‪0‬‬ ‫بأنّها طريقة غيرـ مخلّصة‪ّ ،‬‬
‫• ‪ -3‬مـا نقـل عـن ابـن نجيـم بأنّـه ال تجوز الفتوى بمـا تقتضيـه الضوابـط؛ ألنّهـا ليسـت‬
‫كليـة بـل أغلبيـة‪ ،‬خصـوصا وأنّهـا لـم تثبـت عـن اإلمام وإنّمـا اسـتخرجها المشايـخ‬
‫من كالمه‪0‬‬
‫أدلة هذا الفريق‪:‬‬

‫أن القواعد الفقهية أغلبية وليسـت كلية‪ -‬في نظرهـم‪ -‬والمسـتثنيات‬‫• أوال‪ّ :‬‬
‫فيهاـ كثيرة‪ ،‬فمـن المحتمـل أـن يكون الفرع المراد إلحاقـه مماـ يسـتثنى‬
‫منها‪0‬‬
‫• ثانيا ً‪ّ :‬أنـكثيرا مـن القواعـد كان مصـدره االسـتقراء‪ ،‬وهـو فـي الجملـة‬
‫استقراء غير تام‪ ،‬فال تحصل به غلبة الظن‪ ،‬وال تطمئن إليه النفس‪0‬‬
‫• ثالثا ً‪ :‬أ ّنـالقواعـد الفقهيـة ثمرة يحصـل بهـا ضبـط مجموعـة مـن الفروع‪،‬‬
‫وال يعقل أن تكون الثمرة دليال على الفروع التي جاءت لضبط أحكامها‪0‬‬
‫• الفريـق الثانـي‪:‬االحتجاج بالقاعدة الفقهيـة وجعلهـا دليال صـالحا ً لالسـتنباط‬
‫والترجيح‪0‬‬
‫• ‪ -1‬مـا ورد عـن القرافـي أنّـه يذهـب إلـى نقـض حكـم القاضـي إذا خالـف قاعدة‬
‫من القواعد السالمة عن المعارض‪0‬‬
‫• ‪ -2‬مـا ورد عـن ابـن عرفـة المالكـي مـن أنّـه يقول بجواز نسـبة القول إلـى‬
‫المذهب استنباطا من القاعدة الفقهية ( الممتع ‪-63‬الفروق ‪) 75 ،74 /1‬‬
‫• ‪ -3‬مـا ورد فـي كالم السـيوطي فـي مقدمـة كتابـه ( االشباه والنظائـر ) حيـث‬
‫وصـف فـن األشباه والنظائـر بأنّـه يطّلـع بـه علـى حقائـق الفقـه ومداركـه‪،‬‬
‫ويقتدر علــى اإللحاق والتخريــج‪ ،‬ومعرفــة أحكام المســائل التــي ليســت‬
‫بمسطورة‪0‬‬
‫مستند هذا الفريق‬
‫هـو أ ّنـ القواعـد الفقهيـة كليـة ال أغلبيـة ‪ ،‬وسـبق مناقشـة القول بأنّهـا أغلـبية‪ 0‬مـن أ ّنـوجود بعـض‬ ‫•‬
‫المستثنيات يكون إما لعدم توفر شرط ‪ ،‬أو وجود ما يمنع من دخولها في قاعدة معينة‪0‬‬
‫وثمت أمور قد تكون محل اتفاق‪:‬‬ ‫•‬
‫األول‪:‬إذا كانـت القاعدة مسـتندة إلـى نـص شرعـي مـن الكتاب والسـنة أـو اإلجماع فإنّهـا تكون‬ ‫•‬
‫حجة؛ العتمادها على الدليل النقلي‪0‬‬
‫الثانـي‪ :‬أ ّنـالقاعدة الفقهيـة تكون حجـة يسـتأنس بهـا مـع النـص الشرعـي فـي الحكـم علـى الوقائـع‬ ‫•‬
‫الجديدة؛ قياسا على المسائل المدونة‪0‬‬
‫القاعدة الفقهيـة تكون حجـة إذا عدم الدليـل النقلـي علـى الواقعـة‪ ،‬بشرط أـن يكون‬ ‫الثالـث‪ّ :‬أنـ‬ ‫•‬
‫المستدل بها فقيها ً متمكنا عارفا بما يدخل تحت القاعدة‪ ،‬وما ال يدخل‪0‬‬
‫مؤلفات القواعد اـلفقهية‬

‫الزمنــــالمقرر‬
‫ي‬ ‫الترتيــــ‬
‫ب‬ ‫حســــ‬
‫ب‬ ‫دراســــالمؤلفات‬
‫ة‬ ‫• ‪-1‬‬
‫للمذاهب الفقهية االربعة اعتبارا بوفيات اـلمؤلفين‪0‬‬
‫• ‪ -2‬إعطاء نبذة عن مؤلف كل كتاب في سطور‪0‬‬
‫• بيان أهمية الكتاب‪ ،‬ومنهج مؤلفه‪0‬‬
‫• ‪ -4‬خصائصه ومحاسنه والمآخذ عليه‪0‬‬
‫• ذكر نماذج من القواعد في الكتاب‪0‬‬
‫أوالً‪ :‬مصادر القواعد الفقهية في المذهب الحنفي‬
‫• ‪ -1‬أصول الكرخي ( ‪ 340-260‬هـ )‬
‫• المؤلـف‪ :‬هـو عبيـد هللاـ بـن الحسـن بـن داّل ل الشهيـر بأـبي الحسـن الكرخـي‪ -‬مـن أهالـي كرخ جدان‪،‬‬
‫قريـة بنواحـي العراق‪ -‬سـكن بغداد‪ ،‬ودرس بها‪ 0‬انتهـت إليـه رياسـة الحنفيـة بالعراق‪ 0‬تفقـه علـى‬
‫يديـه أبـو علـي أحمـد بـن محمـد الشاشـي صـاحب (( أصـول الشاشـي ))‪ ،‬وأبـو بكـر الجصـاص‬
‫صاحب ((أحكام القرآن))‪0‬‬
‫• تعد رسالته هذه أول مصادر القواعد الفقهية‪0‬‬
‫• وهذه المجموعـة مـن القواعـد فـي شكـل رسـالة موجزة‪ ،‬شرحهـا اإلمام نجـم الديـن النسـفي (‪537‬‬
‫هـ ) وأوضحها باألمثلة والشواهد‪0‬‬
‫• منهـج المؤلـف فـي هذه الرسـالة أـن يبدأ كـل قاعدة بعنوان ( األصـل )‪ 0‬وقـد بلغـت سـتا ً وثالثيـن‬
‫قاعدة( أصالً )‬
‫نماذج من القواعد الواـردة فيه ِ‪:‬‬
‫‪ ((-‬االصل أنّ ما ثبت باليقين ال يزول بالشك)) وهي إحدى القواع‬ ‫•‪1‬‬
‫‪0‬‬
‫أن من ساعده الظاهر فالقول قوله؛ والبينة على من يدعي خالف الظاهر ))‬ ‫• ‪ ((-2‬األصل ّ‬
‫• ِمـن مسـائله أَ َّـن َمـن ادعـى دينـا َعلَـى رجـل وضمانـا فأنكره فا ْلقَ ْول قَ ْولُ ُهـ أِل َ َّـن الذمـم فِـي اأْل َ ْصـل خلقـت‬
‫بريئة وا ْلبَيِّنَةُ َعلَى َمن يَد َِّع ْي ِخاَل ف الظَّا ِهر‪.‬‬
‫• ‪ ((-3‬االصل أنّ للحالة من الداللة كما للمقالة ))‬
‫• ِمـن مسـائله أَ َّـن َمـن أَ ْودع رجال ماال فدفعـه إِلَـى َمـن ُه َو ِفـي عيالـه فهلـك عنده لـم يضمـن َو إـن لـم‬
‫يصـرح لَ ُهـباإلذن بالدفـع إِلَـى غيره أِل َنَّ ُهـ لمـا أَ ْودعـه مـع علمـه بأَنَّـه اَل يمكنـه أـن يحفـظ بيده أثناء‬
‫الليـل والنهار َكا َنـ َذلِ َكـ إذنـا ِمنـه داللـة أـن يحفظـه لَ ُهـ َك َمـا يحفـظ مال نفسـه وهُ َو يحفـظ مال نفسـه‬
‫ان َذلِكَ كاإلذن بِ ِه صريحا( أصول الكرخي ص‪) 3‬‬ ‫تارة بيده وتارة بيد َمن فِي عياله و َك َ‬
‫ق نَ ْف ِسـ ِه َك َمـا أَقَ َّر بِ ِهـ َواَل يُ َصـ َّد ُ‬
‫ق‬ ‫• ‪ -4‬اأْل َ ْصـ ُل‪ :‬أَ َّـن ا ْل َم ْر َءـ يُ َعا َم ُلـ فِ ْيـ َح ِّـ‬
‫ق ا ْل َغ ْي ِر َواَل بِإِ ْل َزا ِمـا ْل َغ ْي ِر َحقًّـا ( أص‪5‬ول الكرخ‪5‬ي (ص‪:‬‬ ‫َعلَـى إِ ْبطَا ِلـ َح ِّـ‬
‫‪)4‬‬
‫س‪55‬ئِلِ ِه أَ َّن‪ 55‬مجهُ َول‪5‬ة‪ 5‬النس‪55‬ب إِ َذا أقرت بالرق إلنس‪55‬ان‬ ‫• قَ َ‪:‬ال‪ِْ 55‬من‪َ 55‬م َ ا‬
‫وص‪5‬دقها َذلِ َك‪ 5‬اإْل ِ ْن َس‪5‬ان تص‪5‬ير أم‪5‬ة لَ ُه‪ 5‬لك‪5‬ن اَل يبط‪5‬ل نكاح الزوج َواَل‬
‫ان قد أَ ْوفاها المهر مرة‪.‬‬ ‫يضمن الزوج للمقر لَهُ إِ َذا َك َ‬
‫• والمودع المأمور بدف‪5‬ع الوديع‪5‬ة إِ َذا قال‪ :‬دفعته‪5‬ا إِلَ‪5‬ى فالن فقال‪َ :‬م‪5‬ا‬
‫فالقَ ْول قَ ْول المودع فِ‪5‬ي براء‪5‬ة نفس‪5‬ه ِم‪5‬ن الضمان اَل فِ‪5‬ي‬ ‫ي" ْ‬ ‫دفعته‪5‬ا إل َّ‪5‬‬
‫إيجاب الضمان َعلَى فالن بالقبض ‪.‬‬
‫‪ -2‬تاسيس النظر ‪ ،‬ألبي زيد الدبوسي (‪ 430‬هـ )‬ ‫•‬
‫المؤلـف ‪ :‬هـو عبيـد هللاـ بـن عمـر بـن عيسـى‪ ،‬القاضـي‪ ،‬أبـو زيـد الدبوسـي‪ -‬بفتـح الدال المهملـة وضـم‬ ‫•‬
‫الباء المنقوطـة بنقطـة واحدة‪ 000‬نسـبة إلـى الدبوسـية‪ ،‬وهـي بليدة بيـن بخارى وسـمرقند‪ -‬كان شيـخ‬
‫تلـك الديار ‪ ،‬وممـن يضرب بـه المثـل فـي النظـر واسـتخراج الحجـج والرأـي كان لـه بسـمرقند مناظرات‬
‫مع الفحول‪ ( 0‬السمعاني‪ :‬االنساب ‪) 5/273‬‬
‫وفيات األعيان (‪)48 /3‬‬ ‫•‬
‫كان مـن كبار أصـحاب اإلمام أـبي حنيفـة‪ ،‬رضـي هللاـ عنـه‪ ،‬ممـن يضرب بـه المثـل‪ ،‬وهـو أول مـن وضـع‬ ‫•‬
‫علـم الخالف وأـبرزه إلـى الوجود‪ ،‬ولـه كتاب األسـرار والتقويـم لألدلـة وغيره مـن التصـانيف والتعاليق‪.‬‬
‫وروي أنه ناظر بعض الفقهاء فكان كلما ألزمه أبو زيد إلزاما ً تبسم أو ضحك‪ ،‬فأنشد أبو زيد‪:‬‬
‫ضحك والقهقهة‬ ‫حجةً ‪ .....................‬قابلني بال ّ‬
‫ما لي إذا ألزمته ّ‬ ‫•‬
‫فالدب (‪ )2‬في الصحراء ما أفقهه‬‫ّ‬ ‫إن كان ضحك المرء من فقهه ‪...‬‬ ‫•‬
‫وكانت وفاته بمدينة بخارى سنة ثالثين وأربعمائة‪ ،‬رحمه هللا تعالى‪.‬‬ ‫•‬
‫له مؤلفات نافعة منها‪ (( :‬النظم في الفتاوى))‪ (( ،‬تقويم األدلة ))‪ ،‬وأجلها (( األسرار )) في الفقه‬ ‫•‬
‫يقول المؤلف في المقدمة(( جمعت في كتابي هذا أحرفا ً إذا تدبّر الناظر فيـه ‪ ،‬وتأ ّملها‪ ،‬عرف محال التنازع‪ ،‬ومدار‬ ‫•‬
‫التناطح عند التخاصم))‬
‫اشتمل الكتاب على ست وثمانين قاعدة‪ ،‬معظمها مذهبية‪0‬‬ ‫•‬
‫جعله أقساما‪ ،‬وأبوابا‪ ،‬لكل باب قواعد بعنوان( األصول على نمط الكرخي ‪ ،‬ووضحها باألمثلة والنظائر الفقهية‬ ‫•‬
‫نماذج من القواعد فيه‪:‬‬ ‫•‬
‫• قواعد الفقه ـ للبركتى (ص‪)3 :‬‬

‫األصل ‪ :‬أن الشيء إذا غلب عليه وجوده يجعل كالموجود حقيقة وإن لم يوجد وعندهما ال حتى يوجد‪0‬‬ ‫•‬
‫من تطبيقاتها‪ :‬القواعد الفقهية وتطبيقاتها في المذاهب األربعة (‪)1073 /2‬‬ ‫•‬
‫مـن صـلى فـي السـفينة‪ ،‬وهـو يخاف علـى نفسـه دوران رأسـه جازت صـالته جالسـا ً عنـد أـبي حنيفـة لهذا المعنـى؛ ألـن‬ ‫•‬
‫الغالـب مـن السـفينة دوران الرأـس‪ ،‬فجعـل كالموجود حقيقـة وإـن لـم يوجـد‪ ،‬وعندهمـا ال تجوز صـالته جالسـاً إال إذا‬
‫وجد فيه دوران الرأس‪.‬‬
‫(ال َّدبُّوسي ص ‪. )9‬‬ ‫•‬

‫‪ - 2‬إـن الغالم إذا بلـغ خمسـا ً وعشريـن سـنة‪ ،‬ولـم يؤنـس منـه الرشـد‪ ،‬فإنـه يدفـع إليـه مالـه حتـى يتصـرف فيـه عنـد أـبي‬ ‫•‬
‫حنيفـة‪ ،‬وعندهمـا ال يدفـع إليـه مالـه حتـى يؤنـس منـه الرشـد‪ ،‬لقولـه تعالـى‪َ ( :‬وا ْبتَلُوا ا ْليَتَا َمـى َحتَّـى إِ َذا بَلَ ُغوا النِّ َكا َحـ فَإ ِ ْنـ‬
‫ش ًدا فَا ْدفَ ُعوا إِلَ ْي ِه ْم أَ ْم َوالَ ُه ْم) ‪..‬‬
‫ستُ ْم ِم ْن ُه ْم ُر ْ‬
‫آنَ ْ‬
‫• " األصـل عنـد أـبي حنيفـة ــ رضـي هللاـ عنـه وأرضاه ــ أـن‬
‫اإلذن المطلــق إذا تعرى عــن التهمــة واـلخيانــة ال يختــص‬
‫بالعرف‪ .‬وعندهما ( الصاحبين) يختص"‪.‬‬
‫• منهـا‪ّ " :‬أنـالوكيـل بالـبيع إذا باع بمـا عـز وهان وبأـي ثمـن‬
‫كان جاز عنـد أـبي حنيـفـة ألـن اإلذن مطلـق‪ ،‬والتهمـة منتفيـة‬
‫فال يختص بالعرف‪ .‬وعندهما‪ ،‬وعند أبي عبد هللا يختص"‪.‬‬
‫• ‪ -3‬األشباه والنظائر‪ ،‬البن نجيم (‪970‬هـ)‪:‬‬
‫• المؤلـف‪ :‬هـو العالمـة زيـن الديـن بـن إـبراهيم بـن محمـد‪ ،‬الشهيـر بابـن‬
‫نجيـم‪ ،‬الحنفـي‪ ،‬المصـري‪ ،‬أحدـ األعالم الثقات فـي العلمـ والتقوى فـي‬
‫القرن العاشر الهجري‪.‬‬
‫• ألّـف رسـائل فقهيـة وأصـولية ووضـع شروحا ً للمتون فـي الفقـه الحنفـي‬
‫منهـا ‪ ":‬شرح كنـز الدقائـق وسـماه بالبحـر الرائـق " وهـو أجـل مؤلفاتـه لكـن‬
‫وافاه األجـل قبـل أـن يكملـه فقـد وصـل فيـه إلـى الدعاوى والـبينات " وشرح‬
‫المنار " لحافـظ الديـن النسـفي فـي األصـول وأسـماه " فتـح الغفار فـي شرح‬
‫المنار " وكذلـك اختصـر التحريـر لإلمام ابـن الهمام وسـماه " لـب األصـول "‬
‫وله تعليق على الهداية وما سواها من الكتب المفيدة األخرى ‪.‬‬
‫‪ ..‬أما الكتاب فهو من أشهر المؤلفات في القواعد الفقهية تحت عنوان األشباه والنظائر‪ ،‬وهو قرين‬ ‫•‬
‫لكتاب العالمة السيوطي " األشباه والنظائر" في اسمه‪ ،‬وصيته‪ ،‬وخصائصه‪.‬‬
‫وضعه المؤلف على غرار األشباه والنظائر للعالمة تاج الدين السبكي كما صرح بذلك في مقدمة‬ ‫•‬
‫الكتاب المذكور‪.‬‬
‫وبلغ عدد القواعد الفقهية خمسا ً وعشرين عند ابن نجيم‪ ،‬جمعها في الفن األول من الكتاب‪ ،‬وسلك‬ ‫•‬
‫مسلكا ً بديعا ً في ذكرها‪ ،‬فقد صنفها في نوعين‪:‬‬
‫‪ -1‬قواعد أساسية‪ :‬وهي األمور بمقاصدها‪ ،‬الضرر يزال‪ ،‬العادة محكمة‪ ،‬اليقين ال يزول بالشك‪،‬‬ ‫•‬
‫والمشقة تجلب التيسير‪ ،‬ال ثواب إال بالنية‪.‬‬
‫‪ -2‬تسع عشرة قاعدة أقل اتساعا ً وشموالً للفروع مما سبق‪ ،‬ولكن لها قيمتها ومكانتها في الفقه‬ ‫•‬
‫اإلسالمي‪ ،‬من أمثلة هذا النوع‪:‬‬
‫(أ ) " االجتهاد ال يُنقض باالجتهاد‪.‬‬ ‫•‬
‫(ب ) إذا اجتمع الحالل والحرام غلب الحرام‪.‬‬ ‫•‬
‫(ج ) تصرف اإلمام على الرعية منوط بالمصلحة‪.‬‬ ‫•‬
‫• وبما أن الكتاب احتوى على ذخيرة ثمينة ومادة دسمة من فروع المذهب‪ ،‬أكب عليه علماء‬
‫المذهب درسا ً وتدريساً‪ ،‬وتتابعت في فترات مختلفة تعليقات وشروح تخدم هذا الكتاب‪ .‬فقد‬
‫أربى عددها على خمس وعشرين ما يتراوح بين شرح للكتاب واستدراك عليه‪ (.‬القواعد الفقهية للندوي )‬
‫المبحث الثاني‬
‫مصادرـ القواعد الفقهية في المذهب المالكي‬

‫‪1‬ـ الفروق للقرافي (‪684‬هـ)‬ ‫•‬


‫المؤلـف‪ :‬هـو اإلمام أبـو العباس أحمـد بـن أـبي العالء إدريـس بـن عبـد الرحمـن‪ ،‬الصـنهاجي ( نسـبة إلـى قبيلـة‬ ‫•‬
‫صـنهاجة مـن برابرة المغرب)‪ ،‬المصـري الملقـب بشهاب الديـن‪ ،‬الشهيـر بالقرافـي ( نسـبة إلـى القرافـة‪:‬‬
‫المحلة لمجاورة لقبر اإلمام الشافعي)‪ ،‬انتهت إليه رئاسة الفقه على مذهب اإلمام مالك ـ رحمه هللا ـ‪.‬‬
‫اتسـمت مؤلفاتـه كلهاـ باالبتكار مـن حيـث التحقيـق واالسـتنباط‪ ،‬منهاـ " الفروق" و" اإلحكام فـي تمييـز‬ ‫•‬
‫الفتاوي عن األحكام وتصرفات القاضي واإلمام" وكتاب " االستغناء في أحكام االستثناء"‪.‬‬
‫‪ ...‬إـن هذا الكتاب مـن أروع مـا أنتجـه الفقـه اإلسـالمي‪ .‬أتـى فيـه المؤلـف العبقري بمـا لـم يسـبق إليـه‪ ،‬فقـد‬ ‫•‬
‫امتاز ببيان الفروق بين القواعد‪.‬‬
‫وهذا الكتاب اسـتخلص فيه المؤلـف مـا نثره في كتابه السـابق في الفقه‪ " :‬الذخيرة" من القواعد والضوابط‬ ‫•‬
‫عنـد تعليـل األحكام‪ ،‬غيـر أنـه زاد وتوسـع هنـا فـي بيان مـا أجملـه هناك‪ ،‬وجمـع فيـه المؤلـف خمسـمائة‬
‫وثمانية وأربعين قاعدة‪ ،‬مع إيضاح كل قاعدة بما يناسبها من الفروع‪ (.‬القواعد الفقهية للندوي)‬
‫• وهنا البد من مالحظة أمرين‪:‬‬
‫• ‪ -1‬الظاهر أن مفهوم القاعدة عند المؤلف في هذا الكتاب أشمل مما ُحدد في االصطالح كما‬
‫سلف بيانه‪ .‬فإنه يطلق " قاعدة" على ضوابط وأحكام أساسية‬
‫• ‪ -2‬هناك بعض القواعد في الكتاب ما لم يسلَّم له‪ ،‬وتناولها بعض العلماء بالنقد والتعقيب‬
‫واالستدراك‪ ،‬كما صنع ذلك العالمة ابن الشاط (‪727‬هـ) في كتابه " أنوار البروق في تعقب‬
‫مسائل القواعد والفروق"‪.‬‬
‫• وكثيراً ما نجد المؤلف يعرض بعض المباحث الفقهية بعنوان القواعد‪ ،‬ويجلو الفرق بينها‪،‬‬
‫ومن هذا القبيل األمثلة التالية‪:‬‬
‫• ‪ -1‬الفرق بين قاعدة خيار المجلس وقاعدة خيار الشرط‪.‬‬
‫• ‪ -2‬الفرق بين قاعدة القرض وقاعدة البيع‪.‬‬
‫• ‪ -3‬الفرق بين قاعدة الصلح وغيره من العقود‪.‬‬
‫• وأمـا القواعـد الفقهيـة ‪ ،‬فنجدهـا متناثرة فـي فصـول مختلفـة مـن الكتاب‪،‬‬
‫يوردهــ المؤلــف عندـ تعليـل بعـض األحكام وتوجيـه رأــي مــن اآلراء‬ ‫ا‬
‫الفقهية‪ ،‬نقدم هنا نماذج منها‪:‬‬
‫• ‪- 1‬ال يبطـل عقـد مـن العقود إال بمـا ينافـي مقصـود العقـد دون مـا ال ينافـي‬
‫مقصوده"‪.‬‬
‫• وصـاغ هذه العبارة فـي موضـع آخـر فـي صـورة " قاعدة" فقال‪ :‬القاعدة‪:‬‬
‫"كل عقد ال يفيد مقصوده يبطل"‪.‬‬
‫• ‪ -2‬إن األحكام المترتبة على العوائد تتبع العوائد وتتغير عند تغيرها‪.‬‬
‫• ‪ -3‬القاعدة‪ :‬أنه "يقدم في كل والية من هو أقوم بمـصالحها"‪.‬‬
‫• ‪ "- 2‬القواعد"‪ ،‬للمقري المالكي (‪758‬هـ)‪:‬‬
‫• المؤلـف‪ :‬هـو العالمـة المتفنـن محمـد بـن محمـد بـن أحمـد المقري ( نسـبة إلـى "مقرة" وهـي قريـة‬
‫من قرى إفريقية)‪ ،‬المكني بأبي عبد هللا‪.‬‬
‫• خلـف آثاراً علميـة فـي عدة فنون‪ :‬منهـا‪ " :‬كتاب " القواعـد" ‪ ، ،‬ولـه كتاب " المحاضرات" ‪ ،‬و"‬
‫رحلة المتبتل" ‪.‬‬
‫• أمـا الكتاب المذكور فهـو الكتاب الثانـي بعـد الفروق للقرافـي فـي القواعـد الفقهيـة عنـد المالكيـة‬
‫ولعلـه أوسـع كتـب القواعـد عنـد المالكيـة‪ ،‬وبحـث فيـه مسـلك اإلمام مالـك وأصـحابه مـع الموازنـة‬
‫بمذهـبي الحنفيـة والشافعيـة فـي كثيـر مـن القواعدـ ومسـائلها‪ ،‬مـع التعرض أحيانا ً ألقوال‬
‫الحنابلـة أيضا ً ولكـن المؤلـف لـم يتوسـع فـي بيانهـا وشرحهـا ولذلـك نجـد بعـض القواعـد فيـه‬
‫عويصـة تحتاج إلـى الشرح والتمحيـص ‪ ،‬والقواعـد المهمـة العامـة ال يربـو عددهـا علـى مائـة‬
‫قاعدة ‪.‬‬
‫وفيما يلي نقدم نماذج من القواعد حتى يتبين لنا مسلك المؤلف وطريقته في التأليف على الوجه الصحيح ‪.‬‬ ‫•‬
‫ق ‪ :‬االحتياط في الخروج من الحرمة إلى اإلباحة أشد منه في العكس ‪ ،‬ألن التحريم يعتمد المفاسد فيشتد له‪..‬‬ ‫•‬
‫ولهذا أوجـب المالكيـة الطالق بالكنايات وإـن بعدت‪ ،‬ولـم يجيزوا النكاح إال بلفظـه‪ ،‬أـو بمـا يقرب منـه فـي هذا‬ ‫•‬
‫المعنى‪.‬‬
‫وبجانب تلك القواعد نسرد فيما يلي بعض القواعد التي تعرض لذكرها معظم الكتب التي ألفت في القواعد‪.‬‬ ‫•‬
‫‪1‬ـ المستقذر شرعا ً كالمستقذر حسا ً"‬ ‫•‬
‫‪ ...‬يتفرع علـى ذلـك‪ :‬أـن اسـترجاع الصـدقة بعـد إهدائهـا ال يرتضيـه الشرع كمـا أـن الكلـب يقيـء ثـم يعود فـي قيئـه‬ ‫•‬
‫فالحس يشمئز من ذلك‪.‬‬
‫‪2‬ـ ما يعاف في العادات يكره في العبادات‪:‬‬ ‫•‬
‫‪ ...‬كاألواني المعدة بصورها للنجاسات‪ ،‬والصالة في المراحيض والوضوء بالمستعمل‪.‬‬ ‫•‬
‫‪3‬ـ إذا اتحد الحق سقط بإسقاط أحد المستحقين"‬ ‫•‬
‫وبناء على ذلك إذا عفا مستحق القصاص عن بعضه أو عفا بعض المستحقين سقط كله‪ ،‬ألن هذا الحق يعتبر‬ ‫•‬
‫متحداً ال يتبعض‪.‬‬
‫• ‪ -3‬إيضاح المسالك إلى قواعد اإلمام مالك للونشريسي (‪. )914‬‬
‫• المؤلـف ‪ :‬هـو العالمـة المحقـق أحمـد بـن يحيـى بـن محمـد التلمسـاني الونشريسـي المكنـى بأـبي‬
‫العباس ‪.‬‬
‫• لـه آثار علميـة نافعـة تدل علـى تمكنـه مـن الفقـه المالكـي منهـا قواعـد المذهـب والفائـق فـي‬
‫الوثائـق لـم يكمـل هذا الكتاب مـن أشهـر مـا ألـف فـي قواعـد المذهـب المالكـي يتضمـن الكتاب مائـة‬
‫وثمانـي عشرة قاعدة ومعظـم القواعـد المذكورة فـي الكتاب هـي قواعـد مذهبيـة تخدم المذهـب‬
‫المالكـي وقـد أوردهـا المؤلـف بصـيغ اسـتفهامية باعتبار أنهـا ليسـت ممـا يتفـق عليهـا بيـن‬
‫العلماء بل إنها قواعد خالفية‬
‫• وقـد يتعرض لبعـض القواعـد وهـي متفـق عليهـا بيـن المذاهـب الفقهيـة بصـيغة اسـتفهامية أيضا ً‬
‫وذلك فيما يبدوا أن المؤلف يهدف فيها إلى تشحيذ األذهان ومن األمثلة على ذلك ‪:‬‬
‫• العصيان هل ينافي الترخص أم ال؟‬
‫وهذا مـا عـبر عنـه الشافعيـة وغيرهـم بصـيغة الجزم‪ ،‬فقالوا‪ :‬الرخـص ال تناط بالمعاصـي‪ ،‬خالفا ً لفقهاء‬ ‫•‬
‫الحنفية ‪،‬‬
‫وفـي بعـض األحيان يعرض القاعدة فـي صـيغة جملـة خبريـة إيحاء منـه بأـن القاعدة مسـلمة ال خالف فيهـا‬ ‫•‬
‫بين الفقهاء على سبيل المثال قوله ‪ " :‬إذا اجتمع ضرران اسقط األصغر لألكبر " ‪.‬‬
‫وممـا يالحـظ علـى المؤلـف أنـه أورد بعـض القواعـد فـي صـيغ مطولـة وملتويـة عكـس مـا تواضـع عليـه‬ ‫•‬
‫المؤلفون مـن ذكـر القواعـد فـي صـيغ وجيزة محكمـة وقـد أغفـل ذكـر بعـض القواعـد المهمـة مثـل األمور‬
‫بمقاصـدها ‪ ،‬والعادة محكمـة ‪ ،‬والضرر يزال ‪ ،‬والحدود تسـقط بالشبهات ‪ ،‬وربمـا أـن ذلـك راجـع إلـى أـن‬
‫هذه القواعـد قواعـد شائعـة مشهورة وإنمـا كان مـن غرض المؤلـف التنـبيه علـى بعـض القواعـد المغمورة‬
‫التـي ال يفطـن إليهـا كثيـر مـن الناس ‪ ،‬ومـا يالحـظ علـى المؤلـف هـو سـكوته عـن ذكـر بعـض المصـادر التـي‬
‫عول عليهـا فـي تأليـف الكتاب وأخيراً نعترف بأـن المؤلـف حرر بعـض القواعـد تحريراً دقيقا ً وإليـك قدراً‬
‫يسيرا كنماذج من القواعد ‪:‬‬
‫‪" -1‬الشك في النقصان كتحققه"‬ ‫•‬
‫ومن ثم لو شك أصلَّى ثالثا ً أم أربعاً؟ أتى بالركعة الرابعة ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪" -2‬درأ المفاسد أوال من جلب المصالح "‬ ‫•‬
‫المبحث الثالث‬
‫مصادر القواعد الفقهية في المذهب الشافعي‬

‫• ‪1‬ـ قواعد األحكام في مصالح األنام‪ ،‬لعز الدين بن عبد السالم(‪577‬هـ‪660-‬هـ) ‪:‬‬
‫• المؤلـف‪ :‬هـو اإلمام عـز الديـن عبـد العزيـز بـن عبـد السـالم‪ ،‬الملقـب بسـلطان العلماء‪ ،‬والملَقِـب لـه‬
‫هو الشيخ ابن دقيق العيد‪.‬‬
‫• ثـم إـن غرض المؤلـف لـم يكـن جمـع القواعـد الفقهيـة وتنسـيقها علـى نمـط معيـن‪ ،‬فقـد أفصـح‬
‫المؤلف عن هدفه كما يلي‪:‬‬
‫• " الغرض بوضـع هذا الكتاب بيان مصـالح الطاعات‪ ،‬والمعامالت‪ ،‬وسـائر التصـرفات‪ ،‬لسـعي‬
‫العباد في تحصيلها‪ ،‬وبيان المخالفات لسعي العباد في درئها‪.‬‬
‫• وموضوع الكتاب يدور حول القاعدة الشرعيـة األسـاسية " جلـب المصـالح ودرء المفاسـد" وأمـا‬
‫القواعد الفقهية األخرى التي نجدها منبثة في غضون الكتاب‪ ،‬فمردها إلى هذه القاعدة العامة‪.‬‬
‫• بعض القواعد التي تضمنها الكتاب في مباحث وفصول مختلفة‪،‬‬
‫وهي ذات شأن وقيمة في الفقه اإلسالمي‪ ،‬بعضها أساسية‬
‫وبعضها فرعية‪:‬‬
‫• ‪ -1‬األصل أن تزول األحكام بزوال عللها‪.‬‬
‫• ‪ -2‬من كلف بشيء من الطاعات فقدر على بعضه وعجز عن‬
‫بعضه‪ ،‬فإنّه يأتي بما قدر عليه ويسقط عنه ما يعجز عنه"‪.‬‬
‫• أورد هذه القاعدة في موضع آخر بصيغة مركزة محكمة فقال‪" :‬‬
‫ال يسقط الميسور بالمعسور"‪.‬‬
‫• ‪ -3‬ما أحل لضرورة أو حاجة يقدر بقدرها ويزال بزوالها ‪.‬‬
‫‪2‬ـ كتاب األشباه والنظائر‪:‬‬ ‫•‬
‫البن الوكيل الشافعي (‪716‬هـ)‪:‬‬ ‫•‬
‫المرحل‪ ،‬وكان يعرف في الشام‬ ‫ِّ‬ ‫هو محمد بن عمر بن مكي‪ ،‬الملقب بصدر الدين‪ ،‬المكني بأبي عبد هللا بن‬ ‫•‬
‫بابن الوكيل المصري‪.‬‬
‫ومن آثاره العلمية‪ :‬األشباه والنظائر‪ ،‬وله نظم رائق وشعر فائق جمعه في ديوان سماه " طراز الدرر"‪.‬‬ ‫•‬
‫الكتاب الذي بيـن أيدينـا هـو أول مؤلـف فـي موضوعـه باسـم األشباه والنظائـر‪ ،‬وليـس يعنـي أـن ابـن الوكيـل‬ ‫•‬
‫أول مـن ارتاد الطريـق إلـى الكتابـة بهذا العنوان‪ ،‬وإنمـا سـبقه غيره مـن أهـل التفسـير كمـا سـلفت اإلشارة‬
‫إلى ذلك‪ ،‬ولكن في الفقه اإلسالمي له األسبقية في التأليف بهذا العنوان‪.‬‬
‫وقـد ذكـر المحققون أـن هذا الكتاب لـم يتمكـن المؤلـف مـن تحريره‪ ،‬وإنمـا تركـه نبذاً متناثرة‪ .‬و لعـل السـبب‬ ‫•‬
‫في ذلك أنه ألفه في حالة السفر‪.‬‬
‫والذي حرره وهذبـه هـو ابـن أخيـه زيـن الديـن (‪738‬ه ـ) وزاد فيـه بعـض الزيادات‪ ،‬وميـز تلـك الزيادات مـن‬ ‫•‬
‫األصـل بقولـه‪ " :‬قلـت"‪" .‬وينطوي الكتاب علـى زمرة مـن القواعـد األصـولية والفقهيـة‪ ،‬وليسـت القواعـد فيـه‬
‫سواء أكانت فقهية أم أصولية على النمط المألوف عند المتأخرين في حسن عبارتها‪ ،‬وجودة صياغتها‪.‬‬
‫وإليك بعض النماذج من الكتاب‪:‬‬ ‫•‬
‫• ‪ -1‬بدأ الكتاب بمبحـث أصـولي تحـت عنوان" قاعدة" وهـي‪ " :‬إذا دار فعـل النـبي ‪-‬‬
‫صـلى هللاـ عليـه وسـلم ‪ -‬بيـن أـن يكون ِجبِلَّيا ً وبيـن أـن يكون شرـعياً‪ ،‬فهـل يحمـل‬
‫الجبِلِّـي ألـن األصـل عدم التشريـع‪ ،‬أـو علـى الشرعـي ألنـه ـ ‪ -‬صـلى هللاـ عليـه‬
‫علـى ِ‬
‫وسلم ‪ -‬ـ بعث لبيان الشرـعيات"‪.‬‬
‫• ‪ -2‬القادر علـى بعـض الواجـب فـي صـور‪ :‬منهـا‪ :‬يجـب علـى القادر علـى بعـض الماء‬
‫اسـتعماله"‪ .‬فقدـ بحـث فيـه ماـ يتعلـق بالقاعدة المشهورة " الميسـور ال يسـقط‬
‫بالمعسور"‪.‬‬
‫• ‪ -3‬قال تحـت عنوان " فصـل"‪ " :‬احتمال أخـف المفسـدتين ألجـل أعظمهماـ هـو‬
‫المعتبر في قياس الشرع"‪.‬‬
‫• ‪ -3‬المجموع ال ُم ْذ َهب في قواعد ال َم ْذ َهب" للعالئي (‪761‬هـ)‪:‬‬
‫• ‪ ...‬المؤلـف‪ :‬هـو اإلمام الحافـظ خليـل بـن َك ْي َك ْلدي‪ ،‬الملقـب بصـالح الديـن‪،‬‬
‫المكني بأبي سعيد‪ ،‬العالئي الشافعي‪.‬‬
‫• وله مصنفات نفيسة ‪ ،‬منها‪ :‬هذه القواعد المشهورة‪،‬‬
‫• وكتاب في " المدلسين" ‪،‬‬
‫• و"تلقيح الفهوم في صيغ العموم" ‪،‬‬
‫• والكتاب يجمع بين قواعد أصول الفقه وقواعد فقهية ‪.‬‬
‫• ونســتطيع أــن نأخـذـ فكرة عامــة واضحــة عــن الكتاب بمجرد النظــر فــي‬
‫مقدمته‪ ،‬فقد شرح المؤلف فيها المنهج الذي سلكه بكل وضوح وتفصيل ‪،‬‬
‫• ومن أهم ما ذكر ‪:‬‬
‫سه في شرح القواعد الخمس األساسية‪ ،‬فشرحها شرحا ً قيما ً وافياً‪،‬‬ ‫• ‪ -1‬أن المؤلف أطال نَفَ َ‬
‫وحاول أن يرد جميع مسائل الفقه إليها‪.‬‬
‫• ‪ -2‬ومما زان الكتاب أن المؤلف دعم بعض القواعد‪ ،‬وخصوصا ً القواعد األساسية بأدلة من‬
‫الكتاب الكريم والسنة المطهرة‪.‬‬
‫• ‪ -3‬وما سوى القواعد األساسية الكبرى فإن الكتاب ال يحمل طابع القواعد الفقهية‪ ،‬فإنها‬
‫قليلة جداً‪ ،‬وربما ال يتجاوز عددها عشرين قاعدة على أكبر تقدير‪ ،‬اقتبس معظمها من‬
‫األشباه والنظائر البن الوكيل وتناولها بالتنقيح والتعديل‪ .‬وإليك بعض النماذج منها‪:‬‬
‫ب جانب الحظر‪.‬‬‫• ‪ -1‬إذا اجتمع حظر وإباحة ُغلِّ َ‬
‫• ‪ -2‬قاعدة‪ :‬في الشبهات الدارئة للحدود‪.‬‬
‫• ‪ -3‬كل من وجب عليه شيء ففات لزمه قضاؤه تداركا ً لمصلحته‪.‬‬
‫المبحث الرابع‬
‫مصادر القواعد الفقهية في المذهب الحنبلي‬

‫‪ -1‬القواعد النورانية الفقهية البن تيمية (‪661‬هـ‪728-‬هـ)‪:‬‬ ‫•‬


‫المؤلـف‪ :‬هـو اإلمام تقـي الديـن‪ ،‬أبـو العباس‪ ،‬أحمـد بـن عبـد الحليـم بـن عبـد السـالم بـن عبـد هللاـ ابـن‬ ‫•‬
‫تيميـة الحرانـي‪ ،‬الكتاب الذي نحـن بصـدد تعريفـه ال يبدو فيـه أـن غرض المؤلـف سـوق القواعـد‬
‫علـى النمـط المألوف تحـت هذا العنوان‪ ،‬وإـن لـم يخـل الكتاب عـن بعـض القواعـد المهمـة التـي لهـا‬
‫شأن في الفقه اإلسالمي‪.‬‬
‫فيه عبارات جاءت قواعد معروفة مضبوطة في الفقه اإلسالمي‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫•‬
‫‪ -1‬كـل مـا كان حراما ً بدون الشرط‪ :‬فالشرط ال يـبيحه كالربـا وكالوطـء فـي ملـك الغيـر وكثبوت‬ ‫•‬
‫الوالء لغيـر المعتـق‪ ،‬وأمـا مـا كان مباحا ً بدون الشرط‪ :‬فالشرط يوجبـه كالزيادة فـي المهـر والثمـن‬
‫والرهن‪ ،‬وتأخير االستيفاء"‪.‬‬
‫‪ -2‬األصل في العقود رضى المتعاقدين وموجبها هو ما أوجباه على أنفسهما بالتعاقد‪.‬‬ ‫•‬
‫• ‪ -2‬القواعد الفقهية ‪ ،‬المنسوبة إلى ابن قاضي الجبل (‪771‬هـ)‪.‬‬
‫• ابـن قاضـي الجبـل‪ :‬هـو أحمـد بـن الحسـن بـن عبـد هللاـ‪ ،‬الشهيـر بابـن قاضـي الجبـل‪ ،‬لـه مصـنفات‬
‫عديدة‪ ،‬منها‪ " :‬كتاب المناقلة في األوقاف وما في ذلك من النزاع والخالف"‪.‬‬
‫• هذا الكتاب الذي بيـن أيديناـ إنماـ هـو نتـف فقهيـة مبعثرة تضمنـت بعـض القواعدـ الفقهيـة‪،‬‬
‫وأحيانا ً نجده يذكـر القاعدة أوالً ثـم يتبعهـا الفروع المتعلقـة بهـا ‪ ،‬ومـن القواعـد التـي يمكـن أـن‬
‫نسجلها كنماذج في الكتاب ما يلي‪:‬‬
‫• ‪ -1‬ما ثبت للضرورة أو الحاجة يقدر الحكم بقدرها‪.‬‬
‫• ‪ -2‬يسقط الواجب بالعجز‪.‬‬
‫• ‪ -3‬الممنوع شرعا ً كالممنوع حسا ً‪.‬‬
‫• وذكـر مـن فروعهـا‪ :‬إذا كان معـه إناءان مشتبهان نجـس وطاهـر‪ ،‬فعندنـا ممنوع مـن التحري‬
‫شرعاً‪ ،‬ويجـب عليـه التيمـم علـى الصـحيح مـن المذهـب‪ ،‬فيكون ذلـك كالممنوع فيهمـا حسـا ً"‬
‫ومثال الحسي أن يحول بينه وبين الماء عدو أو حيوان مفترس‪.‬‬
‫• ‪-3‬تقرير القواعد وتحرير الفوائد‪ ،‬المشهور بـ " القواعد"‪ ،‬البن رجب الحنبلي (‪795‬هـ)‬
‫• المؤلف‪ :‬هو العالمة الحافظ عبد الرحمن بن شهاب‪ ،‬الشهير بابن رجب الحنبلي‪.‬‬
‫• له مؤلفات قيمة‪ :‬منها ‪:‬‬
‫• "جامع العلوم والحكم" ‪،‬‬
‫• و"االستخراج ألحكام الخراج " ‪،‬‬
‫• و" الذيل على طبقات الحنابلة"‬
‫• أما الكتاب فهو من أنفس وأحفل الكتب للقواعد في الفقه الحنبلي ‪،‬‬
‫• ومنهجـه فـي هذه القواعـد أـن يضـع أحيانا ً تحـت عنوان " القاعدة" موضوعا ً فقهياً‪ ،‬ثـم يتناولـه‬
‫باإلسهاب والتفصيل‪،‬‬
‫• وتارة يورد القاعدة على النسق المألوف في كتب القواعد بصيغة موجزة ‪.‬‬
‫• وإليك نبذة من األمثلة المتنوعة للقواعد تكشف عن منهج الكتاب‪:‬‬
‫• ‪ -1‬من تعجل حقه أو ما أبيح له قبل وقته على وجه محرم عوقب بحرمانه"‪.‬‬
‫• ‪ -2‬يقوم البدل مقام المبدل ويسد مسده‪ ،‬ويبني حكمه على حكم مبدله"‪.‬‬
‫• ‪ -3‬من أتلف شيئا ً لدفع أذاه له لم يضمنه وإن أتلفه لدفع أذى به ضمنه"‪.‬‬
‫• من فروعها‪ " :‬لو أشرفت السفينة على الغرق فألقى متاع غيره ليخففها ضمنه‪ ،‬ولو سقط‬
‫عليه متاع غيره‪ ،‬فخشي أن يهلكه‪ ،‬فدفعه فوقع في الماء لم يضمنه"‪.‬‬
‫• وفي بعض المواضيع يبدأ القاعدة بصيغة استفهامية للتنبيه على موضع الخالف فيها‪ ،‬وذكر‬
‫الوجوه التي تنطبق عليها تلك القاعدة‪:‬‬
‫• على سبيل المثال قال عن القاعدة الثامنة‪:‬‬
‫• " من قدر على بعض العبادة وعجز عن باقيها‪ ،‬هل يلزمه اإلتيان بما قدر عليه منها أم ال؟‬
‫هذا على أقسام‪." ..‬‬
‫مناهج العلماء في التأليف في القواعد الفقهية‪ ،‬وأهم الكتب‬
‫المؤلفة على كل منهج‪:‬‬
‫• تنوعت المناهج باعتبارين‪:‬‬
‫• األول ‪ :‬باعتبار الترتيب‪0‬‬
‫• الثاني باعتبار المضمون‪0‬‬
‫• الممتع ص‪52‬‬
‫مناهج التأليف‬

‫اعتبار المضمون‬ ‫اعتبار الترتيب‬

‫الفقهية واألصولية‬ ‫هجائي‬


‫موضوع‬
‫قواعد فقهية مع موضوعات‬
‫فقهية جزئية‬ ‫ي‬
‫فقهي‬
‫مزيج بين المنهجين‬
‫تنويع‬

‫بدون ترتيب‬
‫القاعدة الكبرى األولى‬
‫اـألمور بـمقاصدها‬
‫• دليل القاعدة‪0‬‬
‫• أهميتها‪0‬‬
‫• معنى النية لغة واصطالحا‬
‫• أغراض النية‪0‬‬
‫• أحوال التصرفات من حيث اشتراط النية وعدمه‪0‬‬
‫• العبرة في العقود للمعاني ال لأللفاظ والمباني‪0‬‬
‫• دليل الشئ في األمور الباطنة يقوم مقامه‪0‬‬
‫أهمية اـلقاعدة‬
‫• استنادها إلى حديث يعد ثلث العلم‪ ( 0‬إنّما األعمال بالنيات )‬
‫• األعمال بين القلب واللسان والجوارح والنية أحدها‪0‬‬
‫ثانيا ‪ :‬معنى اـلقاعدة‬
‫• األمور بمقاصدها‬
‫• المعنى اإلفرادي‪:‬‬
‫• األمور جمع أمر‪ :‬وهي التصرفات الفعلية والقولية واالعتقادية‪0‬‬
‫• المقاصد‪ :‬جمع مقصد وهو الغرادة المتوجهة إلى الشئ‪0‬‬
‫• المعنـى اإلجمالـي للقاعدة‪ :‬أـن تصـرفات المكلّـف القوليـة والعمليـة واالعتقاديـة تختلـف أحكامهـا‬
‫باختالف إرادته ونيته‪0‬‬
‫اـألدلة على القاعدة‪:‬‬
‫• ‪ -1‬حديث عمر بن الخطاب ( إنّما األعمال بالنيات)‬
‫أ‪ -‬صحة االعمال‪0‬‬ ‫•‬
‫ب‪ -‬كمال األعمال‪0‬‬ ‫•‬
‫• ‪ -2‬مجموعة من ادلة الكتاب والسنة منها‪:‬‬
‫أ‪ -‬قولـه تعالـى‪ ( :‬واصـبر نفسـك مـع الذيـن يدعون ربهـم بالغداة والعشيـي يريدون جهـه)‬ ‫•‬
‫الكهف ‪280‬‬
‫ب‪ -‬وقولـه تعالـى‪ ( :‬ومـن يخرج مـن بيتـه مهاجرا إلـى هللاـ ورسـوله ث ّمـ يدركـه الموت فقـد‬ ‫•‬
‫وقع أجره على هللا وكان هللا غفورا رحيما ) النساء ‪100‬‬
‫حكم النية‪:‬‬
‫• اتفقوا على مشروعيتها واختلوا في حكمها‪:‬‬
‫• أ‪ -‬قيل شرطا لصحة االعمال‪0‬‬
‫• ب‪ -‬واألكثر أنّها ركن في جميع األعمال لكونها داخل العبادة ال خارجا عنها‪0‬‬
‫• ج‪ -‬التفصيل‪:‬ركن فيما تكون النية شرطا لصحته‪ ،0‬وشرطا فيما يصح بدون نية ولكن تعتبر‬
‫لحصول الثواب عليه كالمباحات‪0‬‬
‫المقصود من شرع اـلنية‪:‬‬
‫• ‪ -1‬تمييز العبادات عن العادات‪ (0‬المتردد بين العادة والعبادة االغتسال بالماء )‬
‫• ‪ -2‬تمييز رتب العبادات بعضها عن بعض‪ (0‬فرضا‪ -‬نفال‪-‬نذرا‪-‬أداء‪ -‬إعادة‪-‬قضاء‪)0‬‬
‫• يشترط فـي العبادات التـي يلتبـس بعضهـا ببعـض تعيينهـا بالنيـة‪ ،‬وعنـى االلتباس ان تتسـاوى‬
‫العبادتان فعال و صورة كتساوي الظهر والعصر‪0‬‬
‫• يترتب على األمرين السابقين اربعة أمور‪:‬‬
‫• األول‪ّ :‬أنـالعبادة إذا كانـت ال تلتبـس بالعادة فال تحتاج إلـى تمييزبالنيـة كاألعمال القلبيـة مـن‬
‫غيمان باهلل وخوف منه‪ ،‬وكذلك قراءة القرآنن واألذكار‪ ،‬واألذان‪ ،‬لكونها متميزة بصورتها‪0‬‬
‫• الثانـي‪ :‬أ ّنـالعبادة المتميزة بنفسـها ال تلتبـس بعبادة أرى فإنّـه ال يشترط فيهـا تعيينهـا بالنيـة ‪،‬‬
‫كالحج ‪ ،‬والعمرة ‪ ،‬وصوم رمضان‬
‫• الثالـث‪ :‬أنّـه لـو أخطـأ المكلـف فـي نيـة العبادة التـي يشترط لهـا تعييـن النيـة فإنّهـا تبطـل‪ ،‬مثالـه مـن‬
‫أراد أـن يصـلي الظهـر فـي وقـت الظهـر فنوى العصـر ‪ ،‬فال تصـح ظهرا ن وال تصـح عصـرا ألنّـه‬
‫قبل دخول وقته‪0‬‬
‫• الرابـع‪ :‬أ ّنـالعادات قـد تصـبح عبادات بالنيـة فيحصـل الثواب عليها‪ 0‬مثالـه ‪ :‬االكـل ‪ ،‬والشرب‬
‫والنوم إذا قصد بها التقوي على طاعة هللا تعالى‪ ،‬والنكاح إذا قصد به إعفاف النفس‪0‬‬
‫انفراد النية عن التصرف أو اـلتصرف عن اـلنية‪:‬‬
‫لها حالتان‪:‬‬ ‫•‬
‫األولـى‪ :‬عدم اقتران النيـة بقول أـو فعـل ظاهـر‪ ،‬بحيـث لـم تتجاوز القصـد والعزم إلـى التصـرف‬ ‫•‬
‫الحسـي‪0‬فال تترتـب عليهـا أحكام شرعية‪ 0‬فمـن نوى تطليـق زوجتـه بقلبـه ولـم يتلفـظ بالطالق ال‬
‫يقع الطالق‪0‬‬
‫والمقصود بالحكم الحكم الدنيوي‪0‬‬ ‫•‬
‫الثانية‪ :‬انفراد التصرف عن النية‪ ،‬وال يخلو عن أمرين‪:‬‬ ‫•‬
‫االمر األول‪:‬أن يثبت الحكم للتصرف دون الحاجة للنية ويشمل صوراً‪:‬‬ ‫•‬
‫الصـورة األولـى‪ :‬الواجبات التـي تكون صـورتها كافيـة فـي تحصـيل مصـلحتها‪ ،‬مثـل‪ :‬رد المغصـوبن‬ ‫•‬
‫ورد الدين‪ ،‬والسرقة‪ ،‬فهذه التصرفات يثبت الحكم فيها بمجرد الفعل وال حاجة إلى النية‪0‬‬
‫الصورة الثانية‪ :‬التصرفات التي يؤدي اشتراط النية فيها إلى الدور أو التسلسل مثل‪ :‬النية نفسها‪ ،‬فإنّه ال يشترط‬ ‫•‬
‫ألن اشتراطها يؤدي إلى التسلسلن وكذلك اإلسالم ال تشترط له النيةن ألنّه يلزم من اشتراطها الدورن‬ ‫لها نية؛ ّ‬
‫فإن النية من شروطها اإلسالم‪0‬‬
‫ّ‬
‫الصورة الثالثة‪ :‬التصرفات الصريحة التي ليس لها إال وجه واحد سواء كان تصرفا فعليا ً أو قولياً‪ ،‬فيترتب الحكم‬ ‫•‬
‫على التصرف ن وال ينظر إلى النية‪0‬‬
‫مثال‪:‬البيع بلفظ بعتك‪ ،‬والوصية بلظ أوصيتن فينعقد البيع ‪ ،‬وتنعقد الوصية‪ ،‬ولو لم يقصدهما‪ 0‬وكذا لو قذف‬ ‫•‬
‫غيره بلفظ صريح كقوله‪ ( :‬يا زان ) فيترتب عليه حكم القذف‪0‬‬
‫الصورة الرابعة ‪ :‬القربات التي ال تلتبس بغيرها ال تشترط فيها النية ‪ ،‬مثل قراءة القرآن‪ ،‬وذكر هللا عز وجل‪، ،‬‬ ‫•‬
‫فغذا كانت نيته غير مسبوقة بشئ من الرياء‪ ،‬فإنّه يكفي مجرد الفعل ليوصف بأنّه طاعة‪0‬‬
‫الصورة الخامسة‪ :‬ترك المعاصي‪ ،‬سواء أكانت محرمة أم مكروهة‪ ،‬كترك الزنا‪ ،‬وترك الرياء‪ ،‬فإنّه يكفي في‬ ‫•‬
‫تركها مجرد الترك دون النية‪ 0‬والمقصود بذلك الحكم الدنيوي‪ ،‬أما الحكم االخروي من الثواب فال شك انّه مرتبط‬
‫بنية التقرب إلى هللا عز وجل بتركها‪0‬‬
‫الصورة السادسة‪:‬المباحات ‪ ،‬فإنّه تحصل مصالحه بدون النية كاالحتطاب ونحوه‪0‬‬ ‫•‬
‫األمر الثاني‪ :‬أن ال يثبت الحكم للتصرف حتى تقترن به النية‪0‬‬ ‫•‬
‫وهذا يشمل التصرفات غير الصريحة في المقصود منها ولها أوجه متعددة كل منها يحتمل‬ ‫•‬
‫ان يحمل عليه هذا التصرف‪0‬‬
‫حكم هذا التصرف‪ :‬موقوف حتى يبين صاحبه نيته منه مثال‪:‬قال لزوجته اذهبي ألهلك‪ ،‬فال‬ ‫•‬
‫يكون طالقا الحتماله الطالق ‪ ،‬واحتماله الزيارة‪0‬‬
‫مثال آخر لو وجد شخص لقطة وأخذهان فإنّ أخذه لها يحتمل أوجها‪ :‬قصد تملكها مباشرة‬ ‫•‬
‫فيعد غاصبا يضمنها لو تلفت عنده تعدى وقصر او لم يتعد ويقصر‪ ،‬ويحتمل أنّه أخذها بقصد‬
‫تعريفها وتسليمها لصاحبها لو وجده ‪،‬فيعد أمينا ال يضمن لو تلت بال تعد وال تفريط منه‪0‬‬
‫المسألة السابعة‪ :‬محل النيـة‬
‫• محلها القلب ويترتب على هذا أمور‪:‬‬
‫• األول ‪:‬ال يكفي التلفظ باللسان عن انعقاد النية في القلب‪0‬‬
‫• الثانـي ‪ :‬أنّـه ال يشترط مـع انعقاد النيـة فـي القلـب التلفـظ باللسـان ‪ ،‬بـل ال يشرع‬
‫لعدم ثبوته عن النبي صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬وال عن أحد من أصحابه‪0‬‬
‫• أما التلبية فتلفظ بالتلبية المشتملة على المنوي‪0‬‬
‫• األمر الثالث‪ :‬إذا اختلف اللفظ باللسان عما في القلب فالمعتبر ما في القلب‪0‬‬
‫المسألة الثامنة‪ :‬شروط النية‬
‫الشرط األول‪ :‬أن يكون الناوي مسلماً‪ ،‬وهو شرط صحة في العبادات ‪0‬‬ ‫•‬
‫والضار؛ألن النية ال بد فيها من القصد‪ ،‬وغير‬
‫ّ‬ ‫الشرط الثاني‪ :‬أن يكون الناوي مميزا‪ ،‬يميز بين النافع‬ ‫•‬
‫المميز كالمجنون والصبي ال قصد له‪0‬‬
‫واستثنى العلماء من ذلك اإلتالف‪ ،‬فإنّه يكون سببا موجبا ً للضمان ‪ ،‬ولو لم يكن الناوي مميزاً لتعلق‬ ‫•‬
‫اإلتالف بحقوق العباد التى مبناها على المشاحة‪0‬‬
‫الشرط الثالث‪ :‬العلم بالمنوي‪ ،:‬فال تصح النية من المكلف مع جهله بحقيقة ما نواه أو بحكمه‪ 0‬فإن لم يعلم‬ ‫•‬
‫بما نواه فإنّه ال يمكنه تعيينه بالنية‪0‬‬
‫فمن لم يعلم بفرضية الصالة أو الوضوء لم يصح منه فعلهما‪0‬‬ ‫•‬
‫ويستثنى من هذا الفعل الذي يؤل إلى العلمن فإذا نواه وهو ال يعلم حقيقته أو حكمه صحت نيته ؛ألنّه يرجع‬ ‫•‬
‫ألن يكون معلوما ومن أمثلة ذلك اإلحرام بما أحرم به فالن‪ ،‬وهو يمكنه سؤال ذلك الشخص عن نوع‬
‫إحرامه‪0‬‬
‫‪،‬‬
‫الشرط الرابع‪ :‬عدم المنافي بين النية والمنوي‪ :‬والمنافي قسمان‪:‬‬ ‫•‬
‫القسم األول‪ :‬ما ينافي انعقاد النية ابتداء‪ ،‬وهو ثالثة أنواع‪:‬‬ ‫•‬
‫النوع األول‪ :‬التردد في النية وعدم الجزم فيها أصالً‪ ،‬فمثل هذا ينافي انعقاد النية ابتدا ًء‬ ‫•‬
‫مثاله من اشترى سيارة للركوب أو بيتا للسكنى‪ ،‬وهو ينوي إن أصاب ربحا باعه‪ ،‬فإنّه ال زكاة عليه؛ ألنّه لم يجزم بنية‬ ‫•‬
‫التجارة‪ ،‬بل هو متردد فيها‪0‬‬
‫ويستثنى من هذا الشرط التردد في النية حالة االشتباه فيما لو نسي أداء صالة يوم معين وجهل عينها فإنّه يصلي خمس‬ ‫•‬
‫صلوات حتى يجزم بوجودها‪ ،‬وتصح نية القضاء في هذه الصورة مع التردد وعدم الجزم في المقتضي‪0‬‬
‫النوع الثاني‪ :‬عدم القدرة على المنوي إما عقال وإما شرعا وإما عادة فال تنعقد نيته صحيحة في األصل‪0‬‬ ‫•‬
‫مثال األول ـ نوى بوضوئه أن يصلي صالة وأال يصليها لم تصح لتناقضه‪.‬‬ ‫•‬
‫مثال الثاني ـ نوى بوضوئه الصالة في مكان نجس‪ ،‬ال تصح‪.‬‬ ‫•‬
‫ومثال الثالث ـ نوى بوضوئه صالة العيد‪ ،‬وهو في أول السنة‪ ،‬أو الطواف وهو بالشام‪ ،‬األصح الصحة‪ ،‬وقيل ‪:‬ال تصح‪.‬‬ ‫•‬
‫النوع الثالث التشريك في النية وله ثالث حاالت‪:‬‬ ‫•‬
‫الحالـة األولـى‪ :‬تشريـك يبطـل النيـة والعبادة مطلقـا‪ ،‬مثالـه‪ :‬أـن ينوي مـع العبادة مـا ال يكون عبادة بأـي وجـه‪ ،‬وال‬ ‫•‬
‫يمكـن تداخلـه معهـا‪ ،‬مثـل أـن يذبـح االضحيـة هللـ ولغيره‪ ،‬فهنـا تبطـل نيـة االضحيـة وتحرم الذبيحة‪ (0‬الممتـع ص‬
‫‪) 82‬‬
‫الحالـة الثانيـة‪ :‬تشريـك ال يبطـل النيـة وال العبادة‪ ،‬وذلـك بأـن ينوي مـع العبادة ‪،‬مـا يمكـن أـن يكون عبادة‪ ،‬أـو‬ ‫•‬
‫ينوي مع العبادة عبادة أخرى يمكن تداخلها معها‪0‬‬
‫مثال األول‪ :‬ان يغتسل بالماء ينوي به االغتسال والتبرد‪،‬فيصح التشريك في النية ‪ ،‬فيكون اغتساله صحيحا‪0‬‬ ‫•‬
‫ومثال الثانـي‪ :‬أـن ينوي بالركعتيـن سـنة الفجـر وتحيـة المسـجد‪ ،‬أـو يؤخـر طواف االفاضـة إلـى وقـت طواف‬ ‫•‬
‫الوداع‪ ،‬وينوي بالطواف الوداع واإلفاضة‪ ،‬فيصح التشريك في النية‪0‬‬
‫الحالـة الثالثـة‪ :‬تشريـك تبطـل فيـه نيـة إحدى العبادتيـن دون األخرى‪ ،‬وذلـك بان ينوي مـع العبادة عبادة أخرى ال‬ ‫•‬
‫يمكـن تداخلهـا معهـا‪ ،‬وذلـك بأـن ينوي بحجـه الفرض والنفـل‪ ،‬فإـن نيتـه تصـح فـي الفرض وتبطـل فـي النفـل؛ لعدم‬
‫صحة التداخل بينهما‪0‬‬
‫• القسم الثاني‪ :‬ما ينافي استمرار النية‪ ،‬والمنافي الستمرار النية نوعان‪:‬‬
‫• النوع األول قطع النية‪:‬‬
‫• وهذا المنافي ليس على إطالقه فال يخلو من حالتين‪:‬‬
‫• الحالة األولى‪ :‬أن يكون القطع مؤثرا بمجرد نيته‪ ،‬وهذا يؤثر في العبادات القلبية في االصل‪0‬‬
‫مثل‪ :‬اإليمان باهلل تعالى‪0‬فمن نوى قطع اإليمان صار مرتدا في الحال‪0‬‬
‫• ومؤثر في العبادات الفعلية التي تكون أفعالها مرتبطة ببعضها زمانا ومكانا كالصالة‪ ،‬فمن‬
‫نوى قطع الصالة ن بطلت صالته بمجرد نية القطع ‪0‬‬
‫• الحالة الثانية‪ :‬أن ال يكون القطع مؤثرا في العمل مطلقا‪ ،‬وعدم تأثير هذا النوع من القطع‬
‫يكون في األور اآلتية‪:‬‬
‫• ‪ -1‬الحج والعمرة‪ ،‬فمن نوى قطعهما لم ينقطعا‪ ،‬لورود الدليل على وجوب المضي فيهما‬
‫واتمامهما على كل حال‪0‬‬
‫‪ -‬العبادة التي يريد قطعها بنية اإلتيان بمناف لها‪،‬ــ‬ ‫•‪2‬‬
‫• مثال‪ :‬من ينوي األكل او الفعل الكثير في الصالة وال يفعل فال تنقطع صالته‪0‬‬
‫• ‪ -3‬المعامالت بين الخلق‪ ،‬ال يؤثر فيها نية القطع ‪ ،‬ما لم يأتىبمناف عملي؛ فهي تنعقد بعمل‬
‫ظاهر من قول أو فعل فال تنقطع أو تنفسخ إال بأمر ظاهر‪0‬‬
‫• النوع الثاني‪ :‬القلب او النقل للنية‪0‬‬
‫• يعـد منـا فيـا السـتمرار النيـة فـي‪ ،‬العبادات إذا كان مـن شيـء إلـى‬
‫أمر مساو له أو أعلى منه أو أقوى منه‪ 0‬مثل‪:‬‬
‫• قلب الفرض إلى فرض آخر‪ ،‬فال يحصل واحد منهما‪0‬‬
‫• أو ينوي قلب النفل إلى فرض فال يحصل واحد منهما‪0‬‬
‫• مـن األعلـى إلـى األدنـى يحصـل األدنـى منهماـ كمـن نوى قلـب‬
‫الفرض إلى نفل‪ ،‬فينقلب نفال ‪ ،‬وال تنقطع نية العبادة‪0‬‬
‫• أمـا فـي المعامالت فهـو غيـر مؤثـر إال إذا أ تبعـه بتصـرف يدل‬
‫عليه‪0‬‬
‫• الشرط الخامس‪ :‬أن تكون النية مقارنة ألول العمل‪ :‬إذا كان ممن يشترط فيه المقارنة‬
‫• وذلـك أـن وقـت انعقاد النيـة يختلـف باختالف العمـل بالنسـبة إلـى وقتـه‪ ،‬فغـن العمـل بالنسـبة إلـى‬
‫وقته ال يخلو من ثالث حاالت‪:‬‬
‫• الحالـة األولـى‪ :‬أعمال مخيـر فـي إيقاعهـا فـي جزء مـن وقتهـا‪ :‬فيشترط أـن تكون النيـة فيهـا‬
‫مقارنة ألول العمل‪ ،‬وال يضر التقدم اليسير ‪ ،‬كالصالة‪0‬‬
‫• الحالـة الثانيـة‪ :‬يكون المكلـف فيهـا غيـر مخيّـر فـي إيقاعهـا فـي أـي جزء مـن وقتهـا؛ لكون وقتهـا‬
‫مضيقـا ال يسـع شيئا مـن جنس ذلـك العمـل‪،‬فهذا يجوز أن تتقدم النية فيه مطلقا عن أول العمـل‪،‬‬
‫وال تشترط المقارنـة؛ لتميـز العمـل بكون وقتـه ال يسـع غيره مـن جنسـه‪ ،‬ولكـن ال يصـح أـن‬
‫تتأخر النية عن أول العمل ‪ ،‬وذلك كالصيام الواجب‪0‬‬
‫• الحالـة الثالثـة‪:‬أعمال ذات شبهيـن‪ :‬فيكون المكلـف فيهـا مخيـر بيـن إيقاعهـا فـي أـي وقـت؛ لسـعة‬
‫وقتهـا‪ ،‬وليـس مخيرا فـي إيقاع غيرهـا مـن جنسـها معهـا فـي هذا الوقـت‪ ،‬فيجوز ان تتأخـر النيـة‬
‫فيه عن أول العمل‪ ،0‬ويجوز أن تتقدم‬
‫• وذلك كصيام النافلة ‪ ،‬فإنّه يجوز أن ينويه من النهار وقبل الزوال لألحاديث الواردة في ذلك‪0‬‬
‫• الشرط السادس‪ :‬اإلخالص في النية‪:‬‬
‫• المراد به أن يراد بالعمل وجه هللا تعالى وحده‪ ،‬وهذا شرط لقبول النية ‪،‬‬
‫لقوله تعالى‪ ( :‬وما أمروا إال ليعبدوا هللا مخلصين له الدين حنفاء )‬
‫• فيؤثر فقدان هذا الشرط في عم قبول العمل ويستثنى من ذلك مسألتان‪:‬‬
‫• األولى‪ :‬أن يبدأ العبادة بإخالص ث ّم يعرض الرياء في أثنائها‪ ،‬فالحكم‬
‫للسابق‪ ،‬وال يضر الرياء الالحق‪ ،‬وتجب مـدافعته‪0‬‬
‫• الثانية‪ :‬أن يريد المكلف العبادة ويخشى من الرياء‪ ،‬فإنّه ال ينبغي له أن‬
‫يترك العبادة ألجل هذه الخشية؛ ألنّها أمر متوهم‪0‬‬
‫المسالة التاسعة‪:‬القواعد المتفرعة عن قاعدة األمور‬
‫بمقاصدها‬
‫• العبرة في العقود بالمقاصد والمعاني ال باأللفاظ والمباني‬
‫• هذا نصها عند الحنفية‪0‬‬
‫• وعند المالكية والشافعية والحنابلة بلفظ االستفهام؛ إشارة إلى االختالف فيها‪0‬‬
‫• قال السيوطي الشافعي‪ ( :‬هل العبرة بصيغ العقود او بمعنيها ) االشباه والنظائر‬
‫معنى القاعدة‬
‫• المعنى اإلفرادي‪:‬‬
‫• ( العبرة ) االعتداد‬
‫• (العقود ) جمع عقدن وهو ارتباط اإليجاب بالقبول على وجه مشروع يثبت أثره في محله‪0‬‬
‫• ( المقاصد ) جمع مقصد ‪ ،‬والمراد به نية المتكلم ومراده‪0‬‬
‫• ( المعاني ) جمع معنى وهو الصورة الذهنية التي دل عليها القول والفعل‪0‬‬
‫• (األلفاظ) جمع لفظ‪ ،‬وهو الكالم الذي ينطق به المرء بقصد التعبير عما بداخله‪0‬‬
‫• المباني) جمع مبنى‪ ،‬وهي كلمة مرادفة للفظ‪ ،‬ويقصد بها هنا صورته‬
‫المعنى اإلجمالي للقاعدة‬

‫• إـن أحكام العقود إذا اختلفـت بيـن ألفاظ المتكلـم ونيتـه ‪،‬‬
‫فإنّـه ال ينظـر إلـى ألفاظـه‪ ،‬وال تبنـى عليهـا العقود بـل‬
‫ينظر إلى مقصده ونيته فعليها تبنى أحكام العقود‪0‬‬
‫المسألة الثالثة‪:‬أمثلة للفروع المبـنية على اـلقاعدة‬

‫• ‪-2‬الهبة بشرط العوض بيع‪.‬‬


‫• ‪-3‬ومنها‪ :‬اإلعارة تمليك المنفعة بغير عوض فإذا اشترط فيها العوض كانت إجارة‪.‬‬

‫• أ‪ -‬إذا اشترى إنسان سلعة وليس معه ثمنها وقال للبائع‪ :‬خذ هذه الساعة أمانة عندك حتى أحضر الثمن‪ ،‬فالساعة يكون لها حكم الرهن وال تكونـ‬
‫أمانة‪ ،‬ألن األمانة يحق للمؤتمن استرجاعها ويجب على األمينـ إرجاعها‪ ،‬أما الراهن فيجوز تملكه إذا لم يحضر الثمن‪.‬‬
‫ب‪ -‬إذا قال إنسانـ آلخر‪ :‬وهبتك هذا الكتاب بعشرين رياالً فإنه بيع ال هبة ‪ ،‬ألن العبرة في العقود النظر إلى المقاصد والمعاني ال باأللفاظ والمباني)‪.‬‬
‫•‬
‫اذا طلق باحدى كنايات الطالق ونواه وقع‬
‫• ‪ -3‬تحريم نكاح المحلل ألنه قصد النكاح ولم يقصد التحليل‬
‫• ‪ -4‬الكالم فى الغضب ال يكون‪0‬‬
‫• ‪ -5‬لو ذهب للحج فلبى للعمره وقع ما نواه للحج‬
‫عالقة هذه القاعدة بالقاعدة الكبرى‬
‫أحكام‬ ‫•هذه القاعدة فــي النــص المعتمــد‪ ،‬تفيـدـ ّأنــ‬
‫العقود يرجـع فيهاـ إلـى نيـة العاقدـ وقصـده ال علـى‬
‫لفظه‪،‬‬
‫أنـــ‬
‫ث أفادت ّ‬ ‫برى‪ ،‬حيـــ‬ ‫•وهذا ا‬
‫مـــتفيده القاعدة الكـــ‬
‫تصـرفات المكلّـف تختلـف أحكامهاـ باختالف نيتـه‬
‫وقصده‪0‬‬
‫دلِيـل الش َّْيء فِي اأْل ُ ُمور ا ْلبَا ِطنَة يُقَام مقَامه‬
‫‪َ -‬وأما ا ْل ُعقُوبَات‪ :‬فكالقصاص‪ :‬فَإِنَّهُ يتَ َوقَّف على أَن ي ْقصد ا ْلقَا ِتل ا ْلقَ ْتل‪ ،‬لَ ِكن اآْل لَة المفرقة‬ ‫•‬
‫صد ِم َّما اَل يُوقف َعلَ ْي ِه‪،‬‬ ‫لألجزاء تُقَام مقَام قصد ا ْلقَ ْتل‪ ،‬أِل َن َه َذا ا ْلقَ ْ‬
‫اطنَة يُقَام مقَامه‪ ،‬ويتوقف على أَن ي ْقصد قتل نفس ا ْل َم ْقتُول اَل َغيره‪.‬‬ ‫َو َد ِليل الش َّْيء فِي اأْل ُ ُمور ا ْلبَ ِ‬ ‫•‬
‫فَلَو لم ي ْقصد ا ْلقَ ْتل أصال‪،‬‬ ‫•‬
‫ش ْيء من َذلِك بل‬ ‫أَو قصد ا ْلقَ ْتل َولَ ِكن أَ َرا َد غير ا ْل َم ْقتُول فَ َ‬
‫أصاب ا ْل َم ْقتُول‪ ،‬فَإِنَّهُ اَل ي ْقتَ ّ‬
‫ص ِم ْنهُ فِي َ‬ ‫•‬
‫تجب ال ِّديَة‪،‬‬
‫أصاب آخر ُم ْحتَرم ال َّدم‪،‬‬ ‫سان ُمبَاح ال َّدم فَ َ‬ ‫ان َما قَصده ُمبَاحا‪َ ،‬ك َما لَو أَ َرا َد قتل صيد أَو إِ ْن َ‬ ‫س َواء َك َ‬ ‫َ‬ ‫•‬
‫أصاب آخر مثله‪.‬‬ ‫ان َما قَصده َم ْحظُو ًرا‪َ ،‬ك َما لَو أَ َرا َد قتل شخص ُم ْحتَرم الدَّم فَ َ‬ ‫أَو َك َ‬ ‫•‬
‫من القواعد المتفرعة‪ :‬القواعد المستثناة من القاعدة الكبرى‬

‫• " " من استعجل الش َّْيء قبل أَ َوانه ُعوقِ َ‬


‫ب بحرمانه‬
‫•أوال‪ :‬الشرح‪:‬‬
‫• مـن اسـتعجل الش َّْيـء " الَّ ِذي وضـع لَ ُهـ َسـبَب َعام مطرد‪َ ،‬وطلـب ا ْل ُح ُصـول َعلَ ْي ِهـ" قبـل‬
‫ضوع‪،‬‬ ‫سببه ا ْل َعام‪َ ،‬ولم يستسلم إِلَى َذلِك ال َّ‬
‫سبَب ا ْل َم ْو ُ‬ ‫أَ َوانه " أَي قبل َوقت ُحلُول َ‬
‫• بـل عدل َعن ُهـ َوقصـد تَ ْح ِصـيل َذلِـك الش َّْيـء بِ َغ ْيـر َذلِـك ال َّسـبَب قبـل َذلِـك األوان " ُعوقِ َبـ‬
‫بحرمانه "‬
‫ســب َم ْحظُور‬ ‫تجاوز‪ ،‬فَيكون باســتعجاله َه َذا أقدم علــى تَ ْح ِصــيله بِ َ بَ‬ ‫• أِل َنَُّهــافتأــت َو َ‬
‫سبَب ا ْل َخاص ا ْل َم ْحظُور‪.‬‬ ‫فيعاقب بحرمانه ثَ َم َرة عمله الَّتِي قصد تَ ْح ِ‬
‫صيل َها بذلك ال َّ‬
‫(ثَانِيًا‪ _ :‬التـطبيق)‬

‫سبَب ردتها‪،‬‬ ‫فرقَة من قبل ال َّز ْو َجة ِب َ‬ ‫سائِل‪ِ :‬م ْن َها‪َ :‬ما لَو َجا َءت ا ْل ْ‬ ‫• يتَفَ َّرع على َه ِذه ا ْلقَا ِع َدة م َ‬
‫س لَ َها أَن تتَ َز َّوج بعد توبتها ِب َغ ْير َزوج َها‪َ ،‬وبِه يفتى (ر‪ :‬ال ّد ّر ا ْل ُم ْختَار‪ ،‬من بَاب ا ْل ُم ْرتَد)‬ ‫فَلَ ْي َ‬
‫وتجبر على تَ ْج ِديد العقد على َزوج َها بِم ْهر يسير‪َ ،‬و َعلِي ِه ا ْلفَ ْت َوى (ر‪ :‬ال ّد ّر ا ْل ُم ْختَار‪ ،‬من بَاب‬
‫نِ َكاح غير ا ْل ُمسلمين)‬
‫ضوع لحل عق َدة النِّ َكاح بِا ْل َو ْج ِه ا ْل َعام َمنُوط بِال َّز ْو ِ‬
‫ج‬ ‫سبَب ا ْل َم ْو ُ‬ ‫• َو َذلِ َك لرد َعمل َها َعلَ ْي َها‪ ،‬فَإِن ال َّ‬
‫ستِ ْع َمال الروية َوا ْلحك َمة وتوخي‬ ‫ظنَّة ا ْ‬ ‫الَّ ِذي ُه َو قوام َعلَ ْي َها‪َ ،‬والَّ ِذي ُه َو أَ ْح َرى أَن يكون َم َ‬
‫ص َواب فِي ِه‪،‬‬
‫ال َّ‬
‫سبَب ا ْل َخاص ا ْل َم ْحظُور‪َ ،‬و ُه َو المروق من ال ّدين‪،‬‬ ‫• فَلَ َّما استحصلت على حل َه ِذه ا ْلع ْق َدة ِب َه َذا ال َّ‬
‫عوقبت برد َعمل َها َه َذا َعلَ ْي َها بحرمانها ثَ َم َرته الخبيثة ِب َما ذكرنَا‬
‫فرقَة‬‫س َم ْرقَ ْند قَالُوا بِ َع َد ِم ُوقُوع ا ْل ْ‬ ‫• َحتَّى إِن الدبوسي والصفار ومشايخ بَلخ َوبَعض َم َ‬
‫شايِخ َ‬
‫أصال بردتها زجرا لَ َها‪ ،‬قَا َل فِي النَّهر‪َ :‬و ُه َو أولى‪.‬‬
‫فرقَة يَ ِرث َها ال َّز ْوج إِذا َكانَت ردتها فِي‬ ‫الر َّدة فعلى القَ ْول األول ِب ُوقُوع ا ْل ْ‬ ‫• ث َّم لَو َماتَت فِي ِّ‬
‫ا ْل َم َرض َو َماتَتْ َو ِهي فِي ا ْلعدة ل َكون َها فارة‪ ،‬فَإِن ا ْلفِ َرار يتَ َحقَّق من ال َّز ْو َجة َك َما يتَ َحقَّق من‬
‫طاَل ق ا ْل َم ِريض) ‪ .‬و َعلى قَول الدبوسي َومن ذكر بعده يَ ِرث َها‬ ‫ال َّز ْوج (ر‪ :‬ال ّد ّر ا ْل ُم ْختَار‪ ،‬من َ‬
‫ُمطلقًا بِاَل قيد‪.‬‬
‫• َو ِم ْن َهـا‪َ :‬مـا لَـو طلـق ا ْم َرأَتـه فِـي مرض َموتـهـ ث َّمـ َما َتـ َو ِهـي فِـي ا ْلعدة فَإِنَّ َهـا‬
‫السـبَب ا ْل َعام الَّ ِذي ي ْمنَـع أحـد ال َّز ْو َج ْي ِنـ اَل‬‫تَرث ِم ْن ُهـردا لعملـه أَ ْيضـا فَإِـن َّ‬
‫يحتَمـل ُوقُوعـه‬ ‫علـى التَّ ْعيِيـن مـن إِ ْرثـهـ مـن اآلخـر ُه َو تقدم َموتـه‪َ ،‬و َه َذا ْ‬
‫َعلَ ْي ِه أَو َعلَ ْي َها‪،‬‬
‫ضوع بِ َو ْجـه َعام َوا ْل ُخ ُروج‬ ‫• فَلَ َّـما أَ َرا َد ال َّز ْوج التنصـل َعـن َه َذا ال َّسـبَب ا ْل َم ْو ُ‬
‫احتِ َمال ُوقُوعـه َعلَ ْي ِهـ دون َهـا َوعمـل علـى حصـر عدم اإْل ِ ْرث فِـي‬ ‫مـن َدائِ َرة ْ‬
‫َجانب َهـا بِ َه َذا ال َّسـبَب ا ْل َخاص ا ْل َم ْحظُور ا ْسـتِ ْع َماله لمثـل َه َذا ا ْل َم ْقصـد ال َّسـيئ‬
‫ب برد عمله َه َذا َعلَ ْي ِه وحرمانه ثَ َم َرته بتوريثها ِم ْنهُ‪.‬‬ ‫ُعوقِ َ‬
‫• َو ِم ْن َهـا‪َ :‬مـا لَـو بَاشـر ا ْل ُم َكلـف قتـل ُم َو ِرثـه أَـو مـن أوصـى لَ ُهـ َسـ َواء‬
‫َكا َنـقَتلـه لَ ُهـعمدا‪َ ،‬و ُه َو أَـن يتَ َع َّمـد بِاَل حـق َواَل تَأْ ِويـل ضربـه بِآلَـة‬
‫مفرقة لألجزاء‪،‬‬
‫• أَـو شبـه عمـد‪َ ،‬و ُه َو‪ :‬أَـن يتَ َع َّمـد ضربـه َك َذلِـك بِ َغ ْيـر آلَـة مفرقـة‬
‫لألجزاء َولَ ِكـن بِ َمـا يقتـل َغالِبـا فَيَ ُموت مـن ضربه‪ .‬فَإِـن كال القتليـن‬
‫صيَّة‪.‬‬‫ي ْمنَع اإْل ِ ْرث َوي ْبطل ا ْل َو ِ‬
‫• (تَ ْن ِبيه آخر‪):‬‬
‫• المسـتعجل علـى الش َّْيـء قبـل أَ َوانـه إِنَّ َمـا يُ َعاقـب بحرمانـه ورد عملـه َعلَ ْي ِهـبِقدر اإْل ِ ْم َكان‪ ،‬فَإِـن‬
‫سا ِئل ا ْل ُمتَقَ ّد َمة‪ ،‬فبها َوإِاَّل فبقدر َما يُمكن‪.‬‬
‫أمكن رد كل ا ْل َع َمل‪َ ،‬ك َما فِي ا ْلم َ‬
‫حر َمـة ا ْل ُم َصاـ َه َرة‪ ،‬كإرضاعهاـ َ‬
‫ض َّرت َهاـ‬ ‫فرقَـة بَيـن ال َّز ْو َج ْي ِنـمـن قبـل ا ْل َم ْرأَةـ ِب ْ‬ ‫• فَلَـو َوقعـت ا ْل ْ‬
‫ص ِغي َرة مثال‪ ،‬فَإِنَّهُ اَل يُمكن رد َعمل َها َعلَ ْي َها بإرجاعها إِلَى َزوج َها َوا ْل َحالة َه ِذه‪،‬‬ ‫ال َّ‬
‫فرقَة من قبل َها قبل الد ُُّخول سقط ا ْلم ْهر‪،‬‬ ‫• َولَ ِكن ينظر فَإِن َجا َءت ا ْل ْ‬
‫سقط نَفَقَة ا ْلعدة َعنهُ‪،‬‬ ‫• َوإِن َجا َءت بعد ال ُّد ُخول تقرر ا ْلم ْهر ُكله على ال َّز ْوج‪َ ،‬ولَ ِكن ت ْ‬
‫• َواَل يُمكن رد َعمل َها َعلَ ْي َها بِأ َ ْكثَ َر من َه َذا‪،‬‬
‫• أِل َـن ُسـقُوط ا ْلم ْهـر حينئ ٍذ يَ ْج َعـل الد ُُّخول ال َّسـا ِبق بِاَل مهـر َواَل حـد‪َ ،‬و ُه َو اَل يكون أِل َـن ا ْل َو ْطـء فِـي‬
‫ساَل م اَل يَ ْخلُو َعن ُعقُوبَة ح ٍد أَو مهر‪.‬‬ ‫َدار اإْل ِ ْ‬
‫من‬
‫استعجل‬
‫شيئا‬
‫سبب غير‬ ‫سبب‬
‫مشروع‬ ‫مشروع‬

‫القتل‬ ‫الطالق‬
‫عالقة هذه القاعدة بالقاعدة الكبرى‬
‫• أفادت هذه القاعدة أ ّنـالحكـم ال يرتـب ‪ ،‬وال يبنـى علـى وفـق نيـة المكلـف إذا ظهـر لنـا مـن فعلـه‬
‫مايدل علـى أنّهـا تتضمـن قصـد أمـر غيـر مشروع‪ ،‬وهذا علـى خالف مـا أفادتـه القاعدة الكـبرى‬
‫أن االحكام تبنى على مقتضى نية المكلف ‪ ،‬وما أراده‪0‬‬ ‫من ّ‬
‫ستَ ْثنى)‬
‫• (ثَالِثا _ ا ْل ُم ْ‬

‫• َوخرج َعن َه ِذه ا ْلقَا ِع َدة‪َ :‬ما لَو قتل الدَّائِن مديونه َوله َعلَ ْي ِه دين ُم َؤجل حل الدّين َواَل ي ْمنَع‬
‫قَتله لَهُ ُحلُول ال ّدين‪.‬‬
‫• ما لو شربت امرأة دواء يعجل الحيض فحاضت فإنّها ال يجب عليها قضاء الصلوات‪-0‬‬
‫• والسبب هو أنّ المصلحة في ترتيب الحكم على قصد المكلف في الظاهر أرجح من معاملته‬
‫بنقيض مقصوده‬
‫أحكام االقوال‬
‫واألفعال مبنية على‬ ‫معناها‬
‫النيات‪0‬‬
‫حديث‪:‬إنّما األعمال‬
‫دليلها‬
‫بالنيات )‬

‫األمور بمقاصدها‬
‫تمييز المقصود‬ ‫‪-2‬تمييز العبادات‬ ‫‪-1‬تمييز العبادات‬
‫فائدتها‪:‬‬
‫بالعمل‬ ‫بعضها عن بعض‬ ‫عن العادات‬

‫العبادات‬
‫تشترط في‬
‫ألفاظ الكنايات‬
‫حكمها‬
‫التروك‬
‫ال تشترط في‬
‫اللفظ الصريح في‬
‫الطالق ونحوه‬ ‫مسائل النية‬
‫أول العبادة أوقبلها‬ ‫وقتها‬
‫بيسير‬

‫قطعها‬

‫التردد فيها‬ ‫مفسدات النية‬

‫العزم على قطعها‬

‫القلب‬ ‫محل النية‬


‫اـْلقَا ِع َدةُ الثَّانية‪ :‬ا ْليَقِ ُ‬
‫ين اَل يَ ُزو ُل بِال َّ‬
‫ش ِّك‬

‫دليل القاعدة شرعا وعقال‪0‬‬ ‫•‬


‫أهميتها‪0‬‬ ‫•‬
‫مراتب المعرفة‪0‬‬ ‫•‬
‫تعريف األصل لغة واصطالحا‬ ‫•‬
‫ضوابط القاعدة‪0‬‬ ‫•‬
‫األصل بقاء ما كان على ما كان‪0‬‬ ‫•‬
‫األصل براءة الذمة‪0‬‬ ‫•‬
‫األصل في األمور العارضة العدم‪0‬‬ ‫•‬
‫األصل في كل حادث تقديره بأقرب زمن‪0‬‬ ‫•‬
‫• األصل في الكالم الحقيقة‪0‬‬
‫• األصل فيما يذكى الحرمة حتى تثبت ذكاته‪0‬‬
‫• األصل في األبضاع التحريم‪0‬‬
‫• األصل في األشياء اإلباحة‪0‬‬
‫• تعارض األصل والظاهر‪0‬‬
‫• التعارض بين أصلين‪0‬‬
‫‪ -1‬دليل القاعدة‪:‬‬
‫ون (‪)36‬‬ ‫ش ْيئًا إِ َّن هَّللا َ َعلِي ٌم ِب َما يَ ْف َعلُ َ‬
‫ق َ‬ ‫‪َ -1‬و َما يَتَّ ِب ُع أَ ْكثَ ُر ُه ْم إِاَّل ظَنًّا إِ َّن الظَّ َّن اَل يُ ْغ ِني ِم َن ا ْل َح ِّ‬ ‫•‬
‫وجـه الداللـة ‪ :‬ممـا ف ّسـر بـه الظـن بأنّـه الحالـة التـي ال يعلـم بهـا بحقيقـة الشـئ ‪ ،‬وال بصـحته‪ ،‬ودلـة‬ ‫•‬
‫أن هذه الحالة ال تغني عن اليقين ‪ ،‬وال تقوم مقامه‪0‬‬ ‫اآلية ّ‬
‫ض َيـ هَّللا ُ َع ْن ُهـ َم ْرفُو ًعـا {إ َذا َو َج َد أَ َح ُد ُك ْمـ فِـي بَ ْط ِن ِهـ َ‬
‫ش ْيئًـا‬ ‫‪َ -2‬دلِيلُ َهـا َمـا َر َوا ُهـ ُم ْسـ ِل ٌم َع ْنـأَ ِبـي ُه َر ْي َر َةـ َر ِ‬ ‫•‬
‫س ِج ِد َحتَّى يسمع صوتا ً أو يجد ريحا ً)‬ ‫ش ْي ٌء أَ ْم اَل فَاَل يَ ْخ ُر َجنَّ ِمنْ ا ْل َم ْ‬ ‫ش َك َل َعلَ ْي ِه أَ َخ َر َج ِم ْنهُ َ‬ ‫فَأ َ ْ‬
‫قال النووي‪:‬‬ ‫•‬
‫شرح النووي على مسلم (‪)49 /4‬‬ ‫•‬
‫شيَا َءـ يُ ْح َك ُمـ‬‫اع ِد ا ْلفِ ْق ِهـ َو ِه َيـأَ َّـن اأْل َ ْ‬
‫ول اإْل ِ ْسـاَل ِم َوقَا ِع َد ٌةـ َع ِظي َم ٌةـ ِم ْنـقَ َو ِ‬ ‫َو َه َذا ا ْل َح ِدي ُثـ أَ ْصـ ٌل ِم ْنـ أ ُصـ ِ‬ ‫•‬
‫ئ َعلَ ْي َها‪0‬‬ ‫ض ُّر الشَّكُّ الطَّا ِر ُ‬ ‫ف َذلِ َك َواَل يَ ُ‬ ‫صولِ َها َحتَّى يُتَيَقَّ َن ِخاَل ُ‬ ‫ِببَقَائِ َها َعلَى أُ ُ‬
‫شكَّـ‬ ‫يثـ أَبِـي َسـ ِعي ٍد َو ُه َو قَ ْولُ ُهـ َصـلَّى هَّللا ُ َعلَ ْي ِهـ َو َسـلَّ َم‪ (:‬إِ َذا َ‬ ‫• ‪ -3‬ح ِد ِ‬
‫شكَّـ‬ ‫أَ َح ُد ُك ْمـ فِـي َصـاَل تِ ِه فَلَ ْمـيَ ْد ِر َك ْمـ َصـلَّى ثَاَل ثًـا أَ ْمـ أَ ْربَ ًعـا فَ ْليَ ْط َر ِحـال َّ‬
‫َو ْليَ ْب ِنـ َعلَـى َمـا ا ْسـتَ ْيقَ َن ثُ َّمـ يَ ْسـ ُج ُد َسـ ْج َدتَ ْي ِن قَ ْب َلـ أَ ْنـ يُ َسـلِّ َم فَإِ ْنـ َكا َنـ‬
‫شفَ ْع َنـ لَ ُهـ َصـاَل تَهُ َوإِ ْنـ َكا َنـ َصـلَّى إِ ْت َما ًمـا أِل َ ْربَ ٍعـ َكانَتَـا‬ ‫َصـلَّى َخ ْم ًسـا َ‬
‫ان)‬
‫ط ِ‬ ‫ش ْي َ‬
‫تَ ْر ِغي ًما لِل َّ‬
‫ب ا ْلبِنَا ِء َعلَى ا ْليَقِ ِ‬
‫ين‪0‬‬ ‫يح فِي ُو ُجو ِ‬ ‫ص ِر ٌ‬ ‫يث َ‬ ‫• قَالُوا فَ َه َذا ا ْل َح ِد ُ‬
‫• ‪ -4‬مـن المعقول‪ ،‬اليقيـن أقوى مـن الشـك كمـا هـو معلوم‪ ،‬فال يصـح‬
‫عقال أن يرتفع اليقين القوي‪ ،‬بالشك الضعيف‪0‬‬
‫لليقين‬
‫ِ‬ ‫لليقين ‪ ....................‬فال يُزي ُل الشكُّ‬
‫ِ‬ ‫• وت َ ِ‬
‫رجع األحكا ُم‬
‫والحجار ْة‬ ‫ِ‬ ‫ب‬
‫ض والثيا ِ‬‫• واألص ُل في مياهنا الطهار ْة ‪ .......‬واألر ِ‬
‫للمعصوم‬
‫ِ‬ ‫واألموال‬
‫ِ‬ ‫س‬
‫واللحوم ‪ ...‬والنف ِ‬
‫ِ‬ ‫األبضاع‬
‫ِ‬ ‫• واألص ُل في‬
‫• تحري ُمها حتى يجي َء ِ‬
‫الح ُّل ‪ ..............‬فاف َه ْم هداك هللاُ ما يُ َم َّل‬
‫صارف اإلباح ْة‬ ‫ُ‬ ‫• واألص ُل في عاداتنا اإلباح ْة ‪ ........‬حتى يجي َء‬
‫أهمية القاعدة‪:‬‬

‫من أكثر القواعد الفقهية تطبيقا ً‪0‬‬

‫أهميتها‬
‫صلتها بعلم األصول‪ ،‬من حيث صلتها‬
‫باالستصحاب‬
‫مراتب المعرفة‪:‬‬
‫قال‪[ :‬والظن‪ :‬تجويز أمرين أحدهما أظهر من اآلخر] ‪.‬‬ ‫•‬
‫بالنسبة للعلم ينقسم إلى أربعة أقسام‪:‬‬ ‫•‬
‫القسم األول منه‪ :‬اليقين‪ :‬وهو الذي يقتضي حصول تمام العلم‪ ،‬بحيث ال يبقى اإلنسان متردداً في‬ ‫•‬
‫معلومه‪،‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬الظن‪ :‬وهو حصول جمهور العلم‪ ،‬بحيث يكون الحصول أرجح لدى اإلنسان من خالفه‪.‬‬ ‫•‬
‫القسم الثالث الشك‪ :‬هو استواء الطرفين‪ ،‬فيبقى اإلنسان متردداً بين األمرين‪ ،‬واقفا ً بينهما حائراً‪.‬‬ ‫•‬
‫القسم الرابع الوهم‪ :‬هو مقابل الظن‪.‬أي‪ :‬االحتمال المرجوح؛ فإن كانت االحتماالت كلها على وجه‬ ‫•‬
‫واحد كان ذلك يقيناً‪ ،‬وإن كان جمهور االحتماالت على وجه كان ذلك ظناً‪ ،‬والجانب الذي يقابله‬
‫‪-‬وهو االحتماالت القليلة‪ -‬يسمى وهما ً‪ ،‬وإن كانت االحتماالت متساويه في الجانبين بحيث يتردد‬
‫اإلنسان فيهما فهذا الشك‪.‬‬
‫• وأما المراد باليقين والشك ‪:‬‬
‫• جاء فـي " اللسـان"‪ " :‬اليقيـن‪ :‬العلمـ وإزاحـة الشـك وتحقيـق األمـر‪ ،‬واليقيـن ضدـ الشك‪، "..‬‬
‫والشك نقيض اليقين‪.‬‬
‫• وقال أبو البقاء في " الكليات"‪ :‬اليقين هو االعتقاد الجازم الثابت المطابق للواقع‪.‬‬
‫• الشك‪ :‬نقيض اليقين‪ ،‬وهو في أصل اللغة‪ :‬االتصال واللزوق‪.‬‬
‫• وجاء فـي شرح "األشباه" البـن نجيـم‪ " :‬الشـك لغـة مطلـق التردد وفـي اصـطالح األصـول اسـتواء‬
‫طرفي الشيء وهو الوقوف بين الشيئين بحيث ال يميل القلب إلى أحدهما"‪.‬‬
‫• ونجد اإلمام الرازي ينبه إلى الفرق بين الشك والظن والوهم فيقول‪ " :‬التردد بين الطرفين إن‬
‫كان على السوية فهو على الشك‪ ،‬وإال فالراجح‪ :‬ظن‪ ،‬والمرجوح وهم"‪.‬‬
‫يقي‬
‫ن‬

‫وهم‬ ‫المعرفة‬ ‫ظن‬

‫ش‬
‫ك‬
‫معنى القاعدة‬

‫اإلفرادي‬

‫الشك‬
‫اليقين‬

‫التردد بين وجود الشئ وعدمه‬


‫دون ترجيح ألحدهما على‬ ‫حصول الجزم بوقوع الشئ أو‬
‫اآلخر‬ ‫عدم وقوعه‬
‫•ومعنى اليقين ال يزول بالشك في االصطالح ‪:‬‬
‫• أـن األمـر المتيقـن ثبوتـه ال يرتفـع إال بدليـل قاطـع وال‬
‫يحكم بزواله لمجرد الشك‬
‫• كذلـك األمـر المتيقـن عدم ثبوتـه ال يحكـم بثبوتـه بمجرد‬
‫الشـك ألـن الشـك أضعـف مـن اليقيـن فال يعارضـه ثبوتا ً‬
‫وعدما ً ‪.‬‬
‫فروع وتطبيقات على القاعدة ‪:‬‬

‫• ‪ -1‬إذا اشترى ثوبا ً جديداً أـو لبيسـاً‪ ،‬وشـك هـل هـو طاهـر أـو نجـس‪،‬‬
‫فيبنى األمر على الطهارة ولم يلزمه غسله"‪.‬‬
‫• ‪ -2‬إذا شـك فـي الماء هـل أصـابته نجاسـة أـم ال؟ بنـى علـى يقيـن الطهارة‬
‫ولو تيقن نجاسته ثم شك هل زالت أو ال؟ بقي على يقين النجاسة"‪.‬‬
‫• ‪ -3‬وإن شـك هل دخل مع اإلمام في الركعة األولى أو في الثانية؟ جعله‬
‫في الثانية باعتبار أن دخوله في الثانية أمر متحقق يستيقن به‪.‬‬
‫القواعد المندرجة تحت قاعدة اليقيـن ال يزول بالشك‬
‫األصل بقاء ما كان على ما كان‬
‫األصل براءة الذمة‬

‫القاعد المندرجة‬
‫األصل في األمور العارضة العدم‬
‫األصل إضافة الحادث ألقرب أوقاته‬
‫األصل في األشياء اإلباحة‬
‫األصل في األبضاع واللحوم ومال المعصوم ونفسه التحريم‬

‫ال عبرة بالظن البين خطؤه‬


‫(األصل بقاء ما كان على ما كان)‪:‬‬
‫• الشرح‪ :‬هذا أصـ ٌل كـبي ٌر يفيـد‪ :‬أـن اليقيـن ال يزو ُلـ بالشـك‪ ،‬فمـن تيقَّـن حالـة مـن الحاالت‪ ،‬أـو أم ًرا‬
‫من األمور‪ ،‬فانّه ال يزيله إالَّ بيقين مثله؛ وإالَّ فاألصل بقاؤه‪ ،‬وفروع األصل كثيرة ج ًّدا‪.‬‬
‫• وهـي أـن كـل مـا كان معلوما ً عدمـه أـو معلوما ً وجوده فاألصـل بقاؤـه علـى مـا قـد علـم أـي‪ :‬علـى‬
‫ما كان عليه‪.‬‬
‫• شرح القواعد الفقهية ــ للزرقا (ص‪)36 :‬‬
‫• األصـل بقاء مـا كان علـى مـا كان حتـى يقوم الدليـل علـى خالفـه ألـن األصـل إذا اعترض عليـه‬
‫دليل خالفه بطل ( ر رد المحتار كتاب الدعوى‬
‫• آخر دعوى الرجلين نقالً عن الزيلعي )‬
‫• وهذه القاعدة جز ٌء من القاعدة السابقة‪" :‬اليقين ال يزول بالشك"‪.‬‬
‫• األصل في اللغة أسفل الشيء وفي االصطالح يطلق على معان كثيرة‬
‫• منها أنّه يستعمل بمعنى القاعدة المنطبقة على جزئياتها ( ر كليات‬
‫• أبي البقاء ) وهو المراد هنا‬
‫• ومعنـى هذه القاعدة أنـه إذا جهـل فـي وقـت الخصـومة حال الشيـء وليـس هناك دليـل يحكـم‬
‫بمقتضاه وكان لذلــك الشيــء حال ســابقة معهودة فإــن األصــل فــي ذلــك أــن يحكـمـ ببقائــه‬
‫واسـتمراره علـى تلـك الحال المعهودة التـي كان عليهاـ حتـى يقوم الدليـل علـى خالف ذلـك‬
‫فيصار حينئذ إليه‪0‬‬
‫• وذلك الدليل أحد أربعة أشياء البينة واإلقرار والنكول واألمارة‬
‫التطبيقات‬
‫• يتفرع على هذه القاعدة مسائل كثيرة‬
‫• ( أ ) منهـا مـا لـو ادعـت الزوجـة علـى زوجهـا عدم وصـول النفقـة المقدرة إليهـا وادعـى الزوج‬
‫اإليصـال فالقول قولهـا بيمينهـا أل ّنـ األصـل بقاؤهـا بعـد أـن كانـت ثابتـة فـي ذمتـه حتـى يقوم علـى‬
‫خالفه دليل من بينه أو نكول‪0‬‬
‫• ومثلـه كـل مديـن فلـو ادعـى المسـتقرض دفـع الديـن إلـى المقرض أـو ادعـى المشتري دفـع الثمـن‬
‫إلى البائع أو ادعى المستأجر دفع بدل اإلجارة إلى المؤجر‬
‫• وأنكر المقرض والبائع والمؤجر القبض فالقول قولهم ألن األصل بقاء مبلغ‬
‫• القرض والثمن واألجرة بعد ثبوتها في الذمة‪0‬‬
‫• ( ب ) ومنها ما لو اختلف البائع والمشتري في مضي مدة خيار الشرط‬
‫• أو في مضي مدة أجل الثمن فالقول لمنكر المضي ألنهما تصادقا على ثبوت الخيار واألجل ثم‬
‫ادعى أحدهما السقوط واألصل بقاؤهما بعد الثبوت‬
‫• ( ر الدرر وحاشيته أو اخر خيار الشرط من كتاب البيوع )‬
‫• ( ج ) ومنها ما لو ادعت امتداد الطهر وعدم انقضاء العدة صدقت بيمينها ولها نفقة العدة‬
‫ألنّ األصل بقاء العدة بعد وجودها‬
‫• وكمـا فـي مسـألة المفقود _ وهـو الغائـب غيبـة منقطعـة بحيـث ال يعرف موتـه أـو حياتـه _ فإنـه‬
‫يعتـبر حيا ً فـي حـق نفسـه أـي فـي دفـع اسـتحقاق الغيـر منـه إلـى أـن يثبـت موتـه حقيقـة بالبينـة أـو‬
‫حكما ً بأـن يقضـي القاضـي بموتـه بعـد موت جميـع أقرانـه فال يقسـم قبـل ذلـك مالـه بيـن ورثتـه وال‬
‫تفسخ إجارته‪0‬‬
‫• ولو كان له وديعة عند أحد يجب على المستودع حفظها وليس ألحد من وارث أو قاض أن‬
‫• يأخذها منه إذا كان مأمونا ً عليها‬
‫• ويعتـبر كالميـت فـي جانـب االسـتحقاق مـن غيره ألـن اسـتصحاب حياتـه السـابقة ال يكفـي حجـة‬
‫لالسـتحقاق فال يرث مـن غيره بـل يوقـف نصـيبه مـن المورث فإـن ظهـر حيا ً أخذه وإـن ثبـت‬
‫موته حقيقةً أو حكما ً أعيد النصيب إلى ورثة ذلك المورث‬
‫القاعدة الفرعية الثانـية‪ :‬األصل براءة الذمة‬

‫األصل براءة الذمة‬


‫القاعدة المستمرة في الشرع‬ ‫األصل‬

‫السالمة والخلو من التكليف‬ ‫براءة‬

‫ذات اإلنسان ونفسه‬ ‫الذمة‬


‫المعنى اإلجمالي للقاعدة‬
‫• األصل براءة الذمة ألن الذمم خلقت بريئة غير مشغولة بحق من الحقوق ( ر ما ذكره اإلمام‬
‫النسفي في إيضاح قواعد الكرخي )‬
‫• الذمة‪ :‬لغة العهد واصطالحا ً وصف يصير الشخص به أهالً لإليجاب له أو عليه ومنهم من‬
‫جعلها ذاتا ً فعرفها بأنّها نفس لها عهد فإن اإلنسان‪ 0‬يولد وله ذمة صالحة للوجوب له وعليه‬
‫• (أن القاعدة المستمرة في الشرع أنّ اإلنسان غير مكلف بشئ من الحقوق‪ ،‬لذا فإنّ تكليفه‬
‫بشئ من الحقوق مخالف لألصل ‪ ،‬فال بد أن يكون ثبوت تكليفه بدليل‪0‬‬
‫دليل القاعدة‪:‬‬
‫• قولـه صـلى هللاـ عليـه وسـلم‪ ( :‬البينـة علـى المدعـي‪ ،‬واليميـن علـى‬
‫المدعى عليه )‬
‫• وجـه الداللـة منهـا أ ّنـالنـبي صـلى هللاـ عليـه وسـلم قـد جعـل البينـة‬
‫التـي هـي الدليـل علـى انشغال الذمـة فـي جانـب المدعـي؛ ألنّـه يدعـي‬
‫شيئـا علـى خالف الظاهـر‪ ،‬ولـم يطلـب مـن المدعـى عليـه إال اليميـن‬
‫ممـا يدل علـى أ ّنـ األصـل براءـة الذمـة‪ ،‬فإ ّنـفائدة اليميـن هـي إبقاء‬
‫األصل الثابت‪0‬‬
‫الفروع المبنية على القاعدة‬
‫• ‪ -1‬فلـو اختلـف العاقدان فـي صـحة الـبيع وفسـاده فالقول لمدعـي‬
‫الصحة‪0‬‬
‫• ‪ -2‬لـو أتلـف شخـص متاع شخـص آخـر‪ ،‬ثمـ اختلـف المتلـف ‪،‬‬
‫فإنـالقول هنـا‬
‫وصـاحب المتاع فـي قيمـة الشـئ المتلـف‪ ،‬وال بينـة ّ‬
‫قول المتلـف الغارم مـع يمينـه؛ أل ّنـ األصـل براءـة ذمتـه مـن الزيادة‬
‫في القيمة التي يدعيها صاحب المتاع‪0‬‬
‫عالقة هذه القاعدة بالقاعدة الكبرى‪:‬‬

‫•هذه القاعدة تفيـد ّأنـبراءـة الذمـة أمـر متيقـن‪،‬‬


‫وانشغالها أمر مشكوك فيه‪،‬‬
‫• فنأخـذ بالمتيقـن‪ ،‬وهـو البراءـة‪ ،‬ونترك المشكوك‬
‫وهــــاالنشغال‪ ،‬وهذا امــــتفيده القاعدة‬
‫و‬ ‫فيــــ‬
‫ه‪،‬‬
‫الكبرى‪0‬‬
‫األصل والظاهر‪:‬‬
‫مـن المعلوم أنـه عنـد تنازع الخصـمين تتخالـف مزاعمهمـا نفيا ً وإثباتا ً فيحتاج فـي فصـل الخصـومة إلـى‬ ‫•‬
‫مرجـح يرجـح بـه فـي مبدأ األمـر زعـم أحدهمـا علـى زعـم اآلخـر ولدى تتبـع المسـائل والنظـر فـي وجوه‬
‫الترجيـح األوليـة وفـي تقديـم أحـد المرجحات علـى اآلخـر إذا تعارضـت بعـد ذلـك يظهـر أـن الترجيـح فـي‬
‫مبدأ‬
‫األمر يكون بأحد شيئين هما األصل والظاهر‬ ‫•‬
‫أما األصل _ وقد تقدم تفسيره _ فأنواعه كثيرة‬ ‫•‬
‫‪ -‬منها هذه القاعدة وهي براءة الذمة‬ ‫•‬
‫‪ -‬ومنها كون اليقين ال يزول بالشك‬ ‫•‬
‫‪ -‬وكذا األصل بقاء ما كان على ما كان‬ ‫•‬
‫‪ -‬وكون األصل إضافة الحادث إلى أقرب أوقاته‬ ‫•‬
‫• كون األصل في الكالم الحقيقة‬
‫العارضـــ العدم‬
‫ة‬ ‫فات واألشياء‬
‫واألصـــ فــيـ الصـــ‬
‫ل‬ ‫•‪-‬‬
‫والصفات‬
‫• الوجودية الوجود‪0‬‬
‫• ‪ -‬وككون األصل في البيع أن يكون باتا ً قطعيا ً‪0‬‬
‫• كون األصل في الكالم الحقيقة‬
‫•وككون األصـل هـو الجدـ فـي الـبيع ال االسـتهزاء فلـو‬
‫فيهمــ فالقول لمدعــي الجـدـ ألنــه‬
‫ا‬ ‫اختلــف المتعاقدان‬
‫األصل‪0‬‬
‫•وككون األصـل فـي مطلـق الشركـة التنصـيف فلـو أقـر‬
‫بأن هذا الشيء‬
‫ّ‬
‫•مشترك بينـي وبيـن فالن أـو هـو لـي ولفالن أـو هـو بينـي‬
‫وبينه فهو على المناصفة‪0‬‬
‫• وال يخفـى أـن هذه األصـول يتداخـل بعضهـا فـي بعـض ألـن بعضهـا فرع عـن‬
‫اآلخر كفرعية بقاء ما كان على ما كان عن اليقين ال يزول بالشك‪0‬‬
‫• وفرعية براءة الذمة عن األصل في الصفات العارضة العدم‪0‬‬
‫• فأي واحد من المتنازعين يشهد له أصل من هذه األصول يترجح قوله‬
‫• حتـى يقوم دليـل علـى خالفـه لقولهـم إـن القول قول مـن يشهـد لـه األصـل‬
‫وأمثلة‬
‫• كـل مـن هذه األصـول تعلـم مـن كالمنـا عليهـا فيمـا تقدم مـن المواد وفيمـا‬
‫سيأتي‬
‫• وأما الظاهر _ وهو الحالة القائمة التي تدل على أمر من األمور _‬
‫• فهو قسمان ( ‪ ) 1‬القسم األول هو ما لم يصل في الظهور إلى درجة اليقين‬
‫• ( ‪ ) 2‬والقسم الثاني هو الذي وصل فيه إلى درجة اليقين وهو غير مراد هنا في‬
‫• شرح القواعد الفقهية ج‪ 1:‬ص‪107:‬‬
‫• هذا التقسيم ألنّ الكالم اآلن في المرجحات األولية غير اليقينية وسيأتي الكالم‬
‫• عليه بعد سطور‬
‫• القسم األول الظاهر الذي جعلناه قسيم األصل ويقع به التـرجيح في‬
‫• االبتداء وتحته نوعان‬
‫• النوع األول _ هو تحكيم الحال الذي يتوصل به إلى الحكم بوجود أمر‬
‫• في الماضي بأن يجعل ما في الحاضر منسحبا ً على الماضي وهو االستصحاب‬
‫• المعكوس‬
‫• والنوع الثاني _ هو داللة الحال التي ليس فيها سحب ما في الحاضر‬
‫• على الماضي بل يستأنس بها ويعتمد عليها في ترجيح أحد الزعمين على‬
‫• اآلخر وذلك‬
‫• كوضـع اليـد فيمـا لـو ادعـى شخصـان ملـك عيـن وهـي فـي يـد أحدهمـا فإ ّنـالقول قول‬
‫ذي اليد‪0‬‬
‫• وكتأييـد مهـر المثـل لقول أحـد الزوجيـن فيمـا لـو اختلفـا فـي مقدار المهـر المسـمى‬
‫فإنـالقول لمـن يشهـد لـه مهـر المثـل‬
‫فادعـى الزوج األقـل وادعـت الزوجـة األكثـر ّ‬
‫بيمينـه فإـن كان كمـا قال أـو أقـل فالقول قولـه وإـن كان كمـا قالـت أـو أكثـر فالقول‬
‫قولها في الزيادة‪0‬‬
‫• وكتأييد قرائن الحال فيما إذا كان رجالن في سفينة مشحونة بالدقيق‬
‫• فادعى كل واحد السفينة وما فيها وأحدهما يعرف ببيع الدقيق واآلخر يعرـف‬
‫• بأنّـه مالح فإنّـه يحكـم بالدقيـق للذي يعرف بـبيعه وبالسـفينة لمـن يعرف بأنّـه مالح‬
‫عمالً بالظاهرـ من الحال‪0‬‬
‫لـــ تزوج‬‫فيمـــ و‬
‫ا‬ ‫أـــ البكارة‬
‫الثيوبـــ و‬
‫ة‬ ‫• وكظهور‬
‫ق بدعوى عدم‬ ‫ت التفريـــ‬ ‫العنيــنـ بكراً م‬
‫ثـــ طلبـــ‬
‫وصـوله إليهـا وادعـى هـو الوصـول فأراهـا الحاكـم‬
‫للنساء وقلن إنها ثيب أو بكر‬
‫القول لمــن يشهـدـ لــه الحال مــن الثيوبــة‬ ‫فإنــ‬‫ّ‬ ‫•‬
‫والبكارة‪0‬‬
‫اـلقاعدة الفرعية الثالثة‪ :‬األصل في األمور العارضة العدم‬
‫األمور أو الصفات على نوعين‪:‬‬ ‫•‬
‫ابتداءـ‪ ،‬وليسـت‬
‫ً‬ ‫النوع األول‪ :‬األمور االصـلية‪ :‬وهـي الصـفات أـو التصـرفات التـي توجـد مقارنـة لألصـل‬ ‫•‬
‫طارئـة‪ ،‬فهـو مشتمـل عليهـا بطـبيعته غالباً‪ ،‬وذلـك كالحياة للحيوان‪ ،‬والصـحة ‪ ،‬والسـالمة مـن العيوب فـي‬
‫المرأة‪ ،‬والبكارة بالنسبة للمراة‪0‬‬
‫فهذا النوع مـن الصـفات األصـل فيـه الوجود‪ ،‬فمدعـي وجود الصـفة األصـلية متمسـك باألصـل وهذا النوع‬ ‫•‬
‫يتعلق بقاعدة أخرى وهي‪ (:‬األصـل في األمور والصـفات االصلية الوجود) ترتيب الآللئ نقال عـن الممتع‬
‫ص‪134‬‬
‫النوع الثانـي‪ :‬األمور العارضـة‪ ،‬وهـي التصـرفات ‪ ،‬أـو الصـفات التـي ال توجـد مـع األصـل ابتدا ًءـ‪ ،‬بـل هـي‬ ‫•‬
‫طارئـة‪ ،‬فيكون الشـئ بطـبيعته خاليـا منهـا غالباً‪ ،‬وذلـك مثـل المرض‪ ،‬أـو العيـب فـي المـبيع والربـح أـو‬
‫الخسارة في التجارة‪ ،‬والثيوبة بالنسبة للمرأة‪0‬‬
‫وهذا النوع من الصفات األصل فيه العدم‪ ،‬وهو الذي تتعلق به هذه القاعدة‪0‬‬ ‫•‬
‫معنى القاعدة‪:‬‬
‫معناهــ‬
‫ا‬ ‫القاعدة المســتمرة فــي األمور العارضــة‪ -‬بحســب‬ ‫• ّأنــ‬
‫المتقدم‪ -‬هـو العدم؛ لذلـك فإ ّنـالذي يدعـي وجود األمـر العارض او‬
‫الصـفة العارضـة فإنّـه يدعـي شيئاـ علـى خالف األصـل‪ ،‬فيلزمـه‬
‫حينئذ الدليل الذي هو البينة‪،‬‬
‫• والذي يدعـي عدم األمـر العارض أـو الصـفة العارضـة فهـو متمسـك‬
‫باألصل‪ ،‬وهذا تطلب منه اليمين إبقا ًء لألصل الثابت‪0‬‬
‫الفروع المبنية على القاعدة‬
‫العامـــ ‪ ،‬فالقول قول‬
‫ل‬ ‫بـــ ‪ ،‬وإنكار‬
‫المضارـة‬ ‫• ‪ -1‬دعوى صـــ‬
‫احب المال الربــحـ فــيـ‬
‫العامل في عدم الربح مع يمينه‪0‬‬
‫• ‪ -2‬دعوى المديـن أداء الديـن ‪ ،‬وإنكار الدائـن فال يقبـل قول المديـن؛ أل ّنـاألداء أـو‬
‫اإلـبرـاء أمـر عارـض‪ ،‬واألصـل فـي األمور العارضـة العدم‪ 0‬فيقبـل قول الدائـن مـع‬
‫يمينه‪0‬‬
‫• ‪ -3‬اشترى شخـص سـيارة وادعـى وجود عيـب فيهـا مـن حيـن العقـد ليردهـا إلـى‬
‫البائـع‪ ،‬وأنكـر البائـع وجود العيـب فـي ذلـك الوقـت‪ ،‬وال بينـة‪ ،‬فالقول هنـا قول البائـع‬
‫مـع يمينـه؛ ألنّـه يتمسـك باألصـل الذي هـو عدم العيـب فـي ذلـك الوقـت‪ ،‬واألصـل فـي‬
‫الصفات العارضة العدم‪0‬‬
‫عالقة هذه القاعدة بالقاعدة الكبرى‬

‫• تبـين مـن هذه القاعدة أ ّنـعدم األمور العارضـة أمـر متيقـن‪،‬‬


‫وأن وجودها أمر مشكوك فيه‪،‬‬ ‫ّ‬
‫ة‪ ،‬ونترك‬‫هـــ عدم األمور اـلعارضـــ‬
‫فنأخـــ بالمتيقــنـ الذي و‬
‫ذ‬ ‫•‬
‫المشكوك فيـه الذي هـو وجود األمور العارضـة‪ ،‬وهذا ماـ‬
‫أـفادته القاعدة الكبرى‪0‬‬
‫القاعدة الفرعية الرابعة‪ :‬األصل إضافة الحادث إـلى أقرب‬
‫أوقاته‬
‫• معنى هذه القاعدة‪:‬‬
‫• (إذا وقـع اختالف فـي زمـن حدوث أمـر‪ ،‬وال بينـة ينسـب هذا األمـر إلـى أقرب األوقات إلـى‬
‫الحال‪ ،‬ما لم يثبت نسبته إلى زمن أبعد) ‪.‬‬
‫• تعليـل ذلـك‪ ( :‬إـن أحكام الحوادث ونتائجهـا ومـا يترتـب عليهـا كثيراً مـا تختلـف باختالف تاريـخ‬
‫حدوثهـا‪ ،‬فعندـ التنازع فـي تاريـخ الحادث يحمـل علـى الوقـت األقرب إلـى الحال حتـى يثبـت‬
‫األبعـد‪ ،‬ألـن الوقـت األقرب قـد اتفـق الطرفان علـى وجود الحادث فيـه وانفرد أحدهمـا بزعـم‬
‫وجوده قبل ذلك‪.‬‬
‫• فوجود الحادث في الوقت األقرب متيقن وفي األبعد مشكوك‬
‫• فروع على هذه القاعدة وأمثلة لها‪:‬‬
‫• لـو تـبين فـي المـبيع عيـب بعـد القبـض وادعـى الـبائـع حدوثـه عنـد المشتري‬
‫وادعـى المشترى حدوثـه عنـد البائـع‪ ،‬فالقول لم ّدعـي الـوقوع فـي الزمـن‬
‫األقرب‪ ،‬ويعتـبر العيـب هنـا حادثا ً عنـد المشتري‪ ،‬فيكون الـقول للبائـع مـع‬
‫يمينه‪،‬‬
‫• وليـس للمشتري حـق فسـخ الـبيع حتـى يثبـت أـن العيـب قديـم عنـد البائـع‪ ،‬إال‬
‫أـن يكون العيـب مماـ ال يحدث‪ ،‬بـل هـو مـن أصـل الخلقـة كالخيّـف فـي‬
‫الفرس‪.‬‬
‫• ويمكـن لهـذ المثال أـن يندرج أيضا ً تحـت قاعدة‪ ( :‬األصـل العدم) ‪ ،‬حيـث إـن المشتري متمسـك‬
‫بالوصـف العارض واألصـل فيـه العدم فيكون القول للبائـع مـع يمينـه ألنّـه متمسـك بوصـف أصـلي‬
‫هو سالمة المبيع من العيب‪.‬‬
‫• مـن رأـى فـي ثوبـه منيا ً ولـم يذكـر احتالما ً لزمـه الغسـل وتجـب عليـه إعادة كـل صـالة صـالها مـن‬
‫آخر نومة نامها فيه‪.‬‬
‫• ومـن ضرب بطـن حامـل فانفصـل الولدـ حياً‪ ،‬وبقـي زمانا ً بال ألمـ ثمـ مات‪ ،‬فال ضمان علـى‬
‫الضارب أل ّنـ الظاهـر أـن الولـد مات بسـبب آخـر إال إذا عاضـد ذلـك سـبب ظاهـر قوي كمـن ُجرح‬
‫وبقـي زمانا ً يتألـم مـن جرحـه ثـم مات إـذ ينسـب الموت هنـا إلـى الجرح ألنـه سـبب ظاهـر مـع‬
‫احتمال أن يكون مات بغيره‪.‬‬
‫القاعدة الفرعية الخامسة‪:‬‬
‫قاعدة‪( :‬هل األصل في األشياء اإلباحةـ أو الحرمة؟)‬

‫• القاعدة تتعلـق بحكـم األشياء المسـكوت عنهـا‪ ،‬ولفـظ األشياء ورد‬


‫مطلقا ولكنه باألشياء غير الضارة‪0‬‬
‫األشياء‬‫ّأنــ‬ ‫القاعدة المســتمرة فــي الشرع‬‫• معنــى القاعدة‪ّ :‬أنــ‬
‫عنهــ شرعاً‪ ،‬وغيــر الضارة مــن االعيان والمنافــع‪،‬‬
‫ا‬ ‫المســكوت‬
‫والمعامالت أنّها غير مح ّرمة‪ ،‬وال ينتقل عن هذا الحكم إال بدليل‪0‬‬
‫في هذه المسألة ثالثة أقوال ولكل قول أدلته‪:‬‬ ‫•‬
‫القول األول‪ :‬األصل في األشياء اإلباحة‪ ،‬وهذا قول األكثرين‪.‬‬ ‫•‬
‫ومن أدلة هذا القول‪:‬‬ ‫•‬
‫(ا) من الكتاب العزيز‪:‬‬ ‫•‬
‫ض جميعا ً) ‪ .‬سورة البقرة‪ ،‬آية (‪ . )29‬واالستدالل بهذه‬ ‫‪ .1‬قوله تعالى‪( :‬هو الذي خلَ َ‬
‫ق لكم ما في األر ِ‬ ‫•‬
‫اآلية من وجهين‪.‬‬
‫الوجه األول‪ :‬إن هذه اآلية وردت في مقام االمتنان فقد امتن هللا سبحانه وتعالى علينا بخلق ما في‬ ‫•‬
‫األرض لنا‪ ،‬وأبلغ درجات المن اإلباحة‪.‬‬
‫والوجه الثاني‪ :‬أن هللا عز وجل أضاف ما خلق لنا بالالم‪ ،‬والالم تفيد الملك وأدنى درجات الملك إباحة‬ ‫•‬
‫االنتفاع بالمملوك‪.‬‬
‫الرزقـ) ‪ .‬سـورة‬ ‫ِ‬ ‫والطيباتـ مـن‬
‫ِ‬ ‫بادهـ‬
‫زينةـهللاـ التـي أخ َر َجـ لِ ِع ِ‬ ‫• ‪ -2 .‬قولـه تعالـى‪ ( :‬قُـل َمـن ح َّر َمـ َ‬
‫األعراف‪ ،‬آية (‪. )32‬‬
‫• حيـث أنكـر سـبحانه وتعالـى مـن ح َّرم ذلـك‪ ،‬فوجـب أـن ال تثبـت حرمتـه‪ ،‬وإذا لـم تثبـت حرمتـه ككـل‬
‫امتنـع ثبوت الحرمـة فـي فرد مـن أفراده ألـن المطلـق جزء مـن المقيـد‪ ،‬فلـو ثبتـت الحرمـة فـي‬
‫فرد مـن أفراده لثبتـت الحرمـة فـي زينـة هللاـ وفـي الطيبات مـن الرزق‪ ،‬وإذا انتفـت الحرمـة‬
‫بالكلية ثبتت اإلباحة‪.‬‬
‫ي ُمحرما ً علـى طا ِع ٍمـ يطعمـه إال أـن يكو َنـ ميت ًةـ أـو دما ً‬ ‫• ‪ .3‬قولـه تعالـى‪ ( :‬قُـل ال أَ ِج ُد مـا أُوحـي إل َّـ‬
‫سـ أـو فِسـقا ً أُ ِه َّـل لغيـر هللا بـه فَ َم ِنـاضطُ َّر غيـر با ٍغـوال عا ٍد َّـ‬
‫فإن‬ ‫مسـفوحا ً أـو لَح َمـ ِخنزي ِر فإنـه ِرج ٌ‬
‫ربك غفو ٌر رحي ٌم) ‪ .‬سورة األنعام‪ ،‬آية (‪. )145‬‬
‫• فجعل األصل اإلباحة والتحريم مستثن‪.‬‬
‫• (ب) من السنة المطهرة‪:‬‬
‫• ‪ .1‬قوله صلى هللا عليه وسلم‪( :‬ما أحل هللا فهو حالل‪ ،‬وما ح َّرم هو حرام‪ ،‬وما سكت عنه فهو‬
‫عفـو‪ ،‬فأقبلوا مـن هللا ـ عافيتـه‪ ،‬فإـن هللا ـ لمـ يكـن لينسـى شيئا ً) ‪ .‬الحديـث رواه أبـو الدرداء‬
‫وأخرجه البطراني والبزار بسن ٍد حسن‪ ،‬وقال الحاكم‪ :‬صحيح اإلسناد‪.‬‬
‫• ‪ .1‬قول صـلى هللاـ عليـه وسـلم‪ ( :‬مـا أحـل هللاـ فهـو حالل‪ ،‬ومـا ح َّرم فهـو حرام‪ ،‬ومـا سـكت عنـه‬
‫فهو عفو‪ ،‬فاقبلوا من هللا عافيته‪ ،‬فإن هللا لم يكن لينسى شيئا ً) ‪.‬‬
‫• ‪ .2‬قولـه صـلى هللاـ عليـه وسـلم‪ ( :‬إ ّنـهللاـ فرض فال تضيعوهـا‪ ،‬ونهـى عـن أشياء فال تنتهكوهـا‪،‬‬
‫وحد حدوداً فال تعتدوها‪ ،‬وسكت عن أشياء من غير نسيان فال تبحثوا عنها)‬
‫• وفي لفظ‪( :‬وسكت عن كثير من غير نسيان فال تتكلفوها رحمة لكم فاقبلوها) ‪.‬‬
‫• ‪ .3‬حديث سلمان رضي هللا عنه‪ :‬أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ُ‬
‫سئل عن الجبن والسمن والفراء‪،‬‬
‫فقال‪( :‬الحالل ما أحل هللا في كتابه‪ ،‬والحرام ما ح َّرم هللا في كتابه‪ .‬وما سكت عنه فهو مما عفا عنه) ‪.‬‬

‫قال ابن نجيم في األشباه‪ :‬وقال بعض أصحاب الحديث‪ :‬األصل فيها الحظر‪.‬‬ ‫•‬
‫وقال ابن قدامة في الروضة‪( :‬وقال ابن حامد والقاضي وبعض المعتزلة‪ :‬هي على الحظر‪ ،‬ألن‬ ‫•‬
‫التصرف في ملك الغير بغير إذنه قبيح وهللا سبحانه المالك‪ ،‬ولم يأذن‪ ،‬وألنه يحتمل أن في ذلك ضرراً‬
‫فاإلقدام عليه حظ ٌر‪.‬‬
‫أدلة القائلين بأن األصل التحريم والرد عليها‪:‬‬ ‫•‬
‫ف ألسنتُكم الك ِذ َب هذا َحال ٌل وهذا حرا ٌم لتفتروا على هللا) ‪.‬‬
‫ص ُ‬‫‪ .1‬استدلوا بقوله تعالى‪( :‬وال تقولوا لِما تَ ِ‬ ‫•‬
‫سورة النحل‪ ،‬آية (‪ . )116‬قالوا‪ :‬أخبر هللا سبحانه أن التحريم والتحليل ليس إلينا‪ ،‬وإنما إليه‪ ،‬فال نعلم‬
‫الحالل والحرام إال بإذنه‪.‬‬
‫ويجاب على دليلهم هذا‪ :‬بأن القائلين باإلباحة لم يقولوا بذلك من جهة أنفسهم‪ ،‬بل قالوه بالدليل الذي‬ ‫•‬
‫استدلوا به من كتاب هللا وسنة رسوله صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬وأيضا ً هذا الدليل كما هو لكم هو عليكم‬
‫ألنكم حرمتم شيئا ً لم يقم الدليل على تحريمه‪.‬‬
‫• ‪ .2‬اسـتدل بعضهمـ بقولـه صـلى هللا ـ عليـه وسـلم‪( :‬الحالل بيِّـن والحرام بيِّـن وبينهماـ أمور‬
‫مشتبهات ال يعلمهــن كثي ٌر مــن الناس‪ ،‬فمــن اتقــى الشبهات فقـدـ اســتبرأ لدينهوعرضــه) ‪.‬‬
‫الحديث‪.‬‬
‫• فأرشدـ صـلى هللاـ عليـه وسمـ إلـى اتقاء الشبهات بترك ماـ بيـن الحالل والحرام‪ ،‬ولمـ يجعـل‬
‫األصل فيه أحدهما‪.‬‬
‫• وأجيـب عـن دليلهـم هذا‪ :‬بأـن هذا الحديـث ال يدل علـى أـن األصـل المنـع‪ ،‬ألـن المراد بالمشتبهات‬
‫فـي الحديـث ماـ تنازعـه دليالن أحدهماـ يدل علـى إلحاقـه بالحالل واآلخـر يدل علـى إلحاقـه‬
‫بالحرام‪ ،‬كما يقع ذلك عند تعارض األدلة‪ ،‬أما ما سكت عنه فهو مما عفا هللا عنه‪.‬‬
‫متى يظهر أثر الخالف؟‬ ‫•‬
‫يظهـر أثـر الخالف فـي المسـكوت عنـه‪ ،‬ويتخرج علـى هذه القاعدة مـا أشكـل حالـه‪ ،‬كالحيوانات التـي لـم ينـص‬ ‫•‬
‫هللا عز وجل وال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم على تحريمها أو تحليلها بدليل عام وال خاص‪.‬‬
‫كذلك النباتات التي تنبتها األرض مما لم يدل دليل على تحريمها وال كانت مما يضر مستعمله بل مما ينفعه‪.‬‬ ‫•‬
‫فالحيوان المشكـل أمره كالزرافـة والفيـل مثالً فيهمـا وجهان‪ ،‬أصـحهما فـي الزرافـة الحل‪ .‬والنبات المجهول‬ ‫•‬
‫س ِّميته فيه خالف األظهر الحل‪.‬‬
‫ومنها إذا لم يعرف حال النهر هل مباح أو مملوك؟ هل يجري عليه حكم اإلباحة أو الملك؟ فيه وجهان‪.‬‬ ‫•‬
‫ومنهـا لـو دخـل برجـه حمام وشـك هـل هـو مباح أـو مملوك؟ فهـو أولـى بـه ولـه التصـرف فيـه؛ ألـن األصـل‬ ‫•‬
‫اإلباحة‪ ،‬إال إذا كان مثله ال يوجد إال مملوكا ً فهو لُقطة‪ ،‬فعليه تعريفه وحفظه حتى يأتي أصحابه‪.‬‬
‫• ويتخرج علـى هذا األصـل كثيـر مـن األطعمـة واألشربـة مـن النباتات والفواكـه والحبوب التـي‬
‫ترد إلينا من بالد بعيدة وال نعرف أسماءها ولم يثبت ضررها‪.‬‬
‫• ويتخرج عليهـا أيضا ً كثيـر مـن أنواع الفرش واألثاث واآلالت المسـتحدثة فيمـا ال يندرج تحـت‬
‫نهي‪.‬‬
‫• كمـا يتخرج عليهـا أيضا ً بعـض أنواع العقود المسـتحدثة والمعامالت الجديدة إذا ثبـت خلوهـا‬
‫عن الربا والجهالة والغرر والضرر‪.‬‬
‫عالقة القاعدة بالقاعدة الكبرى‪:‬‬

‫• هذه القاعدة أفادت ّأنـإباحـة األشياء المسـكوت عنهـا‬


‫أمـــ‬
‫وحرمتهـــ ر‬
‫ا‬ ‫ن‪،‬‬
‫أمـــ متيقـــ‬
‫وغيـــ الضارة ر‬
‫ر‬ ‫شرعاً‪،‬‬
‫مشكوك فيه‪،‬‬
‫• فنأخـذ بالمتيقـن وهـو اإلباحـة‪ ،‬ونترك المشكوك فيـه‪،‬‬
‫وهو التحريم‪ ،‬وهذا ما أفادته القاعدة الكبرى‪0‬‬
‫القاعدة الفرعية اـلسادسة‪:‬‬
‫األصل في األبضاع التحريم‪:‬‬
‫• معنى القاعدة اإلفرادي‪:‬‬
‫• االبضاع‪ :‬جمـع بضـع وهـو الفرج‪ ،‬فاألبضاع هـي الفروج‪ ،‬وهذا‬
‫بهن‪0‬‬
‫اللفظ كناية عن النساء واالستمتاع ّ‬
‫القاعدة المسـتمرة فـي الشرع فـي‬‫• المعنـى اإلجمالـي للقاعدة‪ّ :‬أن ـ‬
‫بهنـهـي التحريـم‪ ،‬فال يخرج مـن هذه‬
‫ّ‬ ‫أمور النسـاء‪ ،‬واالسـتمتاع‬
‫القاعدة إال بيقين اإلباحة‪0‬‬
‫• الفروع المبنية على القاعدة‪:‬‬

‫• ‪ -1‬إذا طلق إحدى نسائه بعينها ثالثا ً ثم نسيها‪ ،‬هذا رأي الجمهور في هذه المسألة‪ ،‬وعند‬
‫أحمد بن حنبل رحمه هللا قوالن في هذه المسألة‪:‬‬
‫• األول‪ :‬أنها تعيّن بالقرعة‪ ،‬ويحل له البواقي‪ ،‬ألن القرعة قامت مقام الشاهد والخبر‬
‫للضرورة‪.‬‬
‫• القول الثاني ‪:‬ال يقرع بل يتوقف حتى يتبين‪ ،‬واختار ابن قدامة الثاني وجمهور الحنابلة‬
‫األول‪.‬‬
‫• ‪-2‬كذلك امتنع االجتهاد فيما إذا اختلطت مح َّرمة بنسب أو رضاع‪ ،‬بنسوة قرية محصورات‪،‬‬
‫ألنه ليس أصلهن اإلباحة حتى يتأيد االجتهاد باستصحابه‪ ،‬وإنّما جا ِز النكاح في غير صورة‬
‫المحصورات رخصة من هللا لئال ينسد باب النكاح عليه‪.‬‬
‫قاعدة‪( :‬األصل في الكالم الحقيقة) ‪:‬‬

‫المعنى اللغوي االصطالحي‪:‬‬ ‫•‬


‫األصل‪ :‬معناه هنا‪ ،‬الراجح عند السامع‪ ،‬أي أن السامع يحمل كالم المتكلم على معناه الحقيقي‪.‬‬ ‫•‬
‫الحقيقة‪ :‬فعليه بمعنى مفعولة‪ ،‬وهي صفة لموصوف محذوف من حق الشيء إذا ثبت واستقر‪ ،‬وأصلها‬ ‫•‬
‫الكلمة الحقيقة‪ ،‬ثم نقلت من الوصفية إلى االسمية‪.‬‬
‫ومعناها اصطالحا ً‪( :‬اللفظ المستعمل في المعنى الذي وضع له في أصل اللغة) كلفظ األسد للحيوان‬ ‫•‬
‫المفترس‪.‬‬
‫ويقابل الحقيقة المجاز ومعناه‪( :‬اللفظ المستعمل في غير المعنى الذي وضع له في أصل اللغة لعالقة‬ ‫•‬
‫مع قرينة مانعة من إرادة المعنى األصلي) كاستعمال لفظ النور للعلم أو لإلسالم‪ ،‬ومن خالل تعريف‬
‫المجاز نرى أنه يشترط في المجاز أن يكون ثمة عالقة بين المعنى الموضوع له اللفظ والمعنى‬
‫المنقول إليه‪ ،‬كما يشترط أن تكون هناك قرينة تدل على أن المتكلم إنما أراد المعنى المجازي ال المعنى‬
‫الحقيقي‪.‬‬
‫المعنى الفقهي للقاعدة‪:‬‬ ‫•‬
‫إـن إعمال كالم المتكلـم مـن شارع أـو عاقـد أـو حالـف أـو غيرهـم‪ ،‬إنمـا يكون بحمـل ألفاظـه علـى معانيهـا الحقيقيـة‬ ‫•‬
‫عند الخلو عن القرائن التي ترجح إرادة المجاز‪0‬‬
‫من فروع هذه القاعدة وأمثلتها‪:‬‬ ‫•‬
‫‪-1‬إذا قال شخـص آلخـر‪ :‬وهبتـك هذا الشيـء‪ ،‬فأخذه المخاطـب ثـم ادعـى القائـل أنـه أراد بلفـظ الهبـة الـبيع مجازاً‬ ‫•‬
‫ثمناً‪ ،‬فال يقبـل قولـه؛ ألـن األصـل فـي الكالم الحقيقـة‪ ،‬وحقيقـة الهبـة تمليـك بدون عوض‪ ،‬بخالف مـا إذا قال‪:‬‬
‫وهبتكه بدينارين‪ .‬فإن ذكر الدينارين على سبيل العوضية قرينة على أنه أراد بالهبة البيع مجازاً فيحمل عليه‪.‬‬
‫‪-2‬إذا وقف شخص على أوالده دخل األبناء مع البنات‪ ،‬ألن لفظ الولد يشملهم جميعا ً حقيقة‪.‬‬ ‫•‬
‫وإذا أوصى شخص ألوالد فالن وكان لفالن أوالد صلبيون وحفدة انصرفت الوصية إلى األوالد الصليبين فقط‪،‬‬ ‫•‬
‫أـي الطبقـة األولـى مـن ذريتـه‪ ،‬ألنـه المعنـى الحقيقـي لألوالد‪ ،‬وقيـل يدخـل ولـد الولـد أيضا ً حمالً للكالم علـى‬
‫الحقيقة والمجاز معا ً‪.‬‬
‫• وإذا قال‪ :‬هذه الدار لزيد‪ ،‬كان إقراراً له بالملك‪ ،‬حتى لو قال‪ :‬أردت أنّها مسكنه لم يسمع‬
‫قوله‪.‬‬
‫• وإذا حلف إنسان إنه ال يبيع وال يشتري‪ ،‬فوكل في ذلك لم يحنث‪ ،‬حمالً للفظ على الحقيقة‪ ،‬إال‬
‫إذا كان الحالف ممن ال يتولى هذه األمور بنفسه‪ ،‬أو كان الفعل مما ال يفعله بنفسه كالبناء‬
‫مثالً‪ ،‬فإنه يحنث باألمر بفعله‪.‬‬
‫[‬
‫تعارض األصل والظاهر واـألصلين]‬
‫• أوالً‪ :‬لفظ ورود القاعدة‪:‬‬
‫• " إذا تعارض األصل والظاهر أو األصالن (‪ " )1‬بم يحكم؟ وجب الترجيح‬

‫• ثانيا ً‪ :‬معنى هذه القاعدة ومدلولها‪:‬‬


‫• األصل‪ :‬هو القاعدة المستقرة‪ ،‬والظاهر‪ :‬ما يغلب على الظن وقوعه‪.‬‬
‫• فمدلول هذه القاعدة أنه إذا تعارض أمام المجتهد قاعدة مستقرة مع قاعدة أخرى مثلهما أو مع‬
‫ما يغلب على ظنه وقوعه‪ ،‬فبم يَحكم؟‪.‬‬
‫• هل يُحكم باألصل أو بالظاهر؟‪.‬‬
‫• وأما إذا كان التعارض بين األصلين فيجب الترجيح بينهما بإحدى طرق الترجيح‪.‬‬
‫• ثالثا ً‪ :‬من أمثلة هذه القاعدة ومسائلها‪:‬‬
‫• تزوج وأحرم‪ ،‬ولم يدر أحرم قبل تزوجه أو بعده‪ .‬قال الشافعي رحمه هللا تعالى‪ :‬يصح تزوجه‪,‬‬
‫ألن األصل عدم اإلحرام‪.‬‬
‫• ومثال تعارض األصـلين‪ :‬إذا أصـدقها تعليـم بعـض القرآـن فوجدناهـا تحسـنه فقال‪ :‬أنـا َعلَّمتها‪.‬‬
‫وأنكرت هـي‪ ،‬فهـل يقبـل قولـه أـو قولهـا؟ ألـن األصـل األول بقاء الصـداق فـي ذمتـه‪ ،‬واألصـل‬
‫الثانـي‪ :‬برا َءـة ذمته‪ .‬وأقول‪ :‬إـن القول قولهـا مـع يمينهـا‪ :‬ألنـه ثبـت يقينا ً اشتغال ذمتـه بصـداقها‪،‬‬
‫وما ثبت بيقين ال يزول إال بيقين مثله‪.‬‬
‫القاعدة الكلية الثالثة‪ :‬المشقة تجلب التيسير‬
‫• مكانة القاعدة وأهميتها‪0‬‬
‫• معنى القاعدة‪0‬‬
‫• األدلة‪0‬‬
‫• أسباب التخفيف‪0‬‬
‫• أنواع التخفيف‪0‬‬
‫• أنواع المشقة‪0‬‬
‫• ضوابط القاعدة‬
‫مكانة القاعدة وأهميتها‬

‫•من القواعد الكبرى التي بني عليها الفقه‪0‬‬


‫•يتخرج عليها جميع رخص الشرع‪0‬‬
‫•من أوضح مظاهر رفع الحرج في الشريعة‪0‬‬
‫معنى القاعدة‬
‫• المعنى اإلفرادي‪:‬مكونة من ثالث كلمات‪:‬‬
‫• ‪ -1‬المشقة‪:‬المشقة في اللعب‪ :‬التعب من قولك شق علي الشيء يشق شقا ً ومشقة إذا أتعبك‪.‬‬
‫بشق األنفُس) ‪ .‬سورة النحل‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ومنه قوله تعالى‪ ( :‬وتح ِم ُل أثقالَ ُكم إلى بل ٍد لم تكونوا بالِغيه إال‬
‫آية (‪. )7‬‬
‫• ‪ -2‬تجلب( الجلب ) سوق الشئ والمجئ به من موضع إلى موضع‬
‫• أي تعبها ومن معاني المشقة االنكسار والجهد والعناء‬
‫• ‪ -3‬والتيسير في اللغة‪ :‬السهولة والليونة‪ ،‬يقال يَسر األمر إذا سهل والن‪ ،‬ومنه الحديث‪( :‬إن‬
‫الدين يسر) أي سهل سمح‪ .‬قليل التشدد‪ ،‬واليسر ضد العسر‪.‬‬
‫المعنى اإلجمالي‪:‬‬
‫• (إن الصعوبة والعناء تصبح سببا ً للتسهيل) ‪.‬‬
‫• المعنى الشرعي االصطالحي للقاعدة‪:‬‬
‫• (إن األحكام التي ينشأ عن تطبيقها حرج على المكلف ومشقة في نفسه أو ماله‪ ،‬فالشريعة‬
‫تخففها بما يقع تحت قدرة المكلف دون عسر أو إحراج)‬
‫أدلة هذه القاعدة‪:‬‬
‫• أوالً‪ :‬األدلة من الكتاب العزيز‪:‬‬
‫• ‪ .1‬قوله تعالى‪( :‬يُري ُد هللا ب ُك ُم اليسر وال يري ُد بكم ال ُعسر) ‪ .‬البقرة‪ ،‬آية (‪. )185‬‬
‫• ‪ .2‬قوله تعالى ‪( :‬ال يُكلف هللا نفسا ً إال ُوس َعها) ‪ .‬البقرة‪ ،‬آية (‪. )286‬‬
‫• ‪ .3‬وقوله جل ذكره‪( :‬ربنا وال تح ِمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلِنا ربنا وال‬
‫تُحملنا ما ال طاقة لنا به) ‪ .‬البقرة‪ ،‬آية (‪. )286‬‬
‫• ‪ .4‬قوله سبحانه‪( :‬يُريد هللا أن يخفف عنكم) ‪ .‬النساء‪ ،‬آية (‪)28‬‬
‫• ثانيا ً‪ :‬من السنة المطهرة‪:‬‬
‫• ‪ .1‬قوله عليه الصالة والسالم‪( :‬بعثت بالحنيفية السمحة) ‪.‬‬
‫• ‪ .2‬وقوله عليه الصالة والسالم فيما رواه ابن عباس رضي هللا عنهما وقد سئل أي األديان‬
‫أحب إلى هللا قال‪( :‬الحنيفية السمحة) ‪.‬‬
‫• ‪ .3‬ما رواه الشيخان من حديث أبي هريرة وغيره‪( :‬إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا‬
‫معسرين) ‪.‬‬
‫• ‪ .4‬وما رواه الطبراني عن ابن عباس مرفوعا ً‪( :‬إن هللا شرع الدين فجعله سهالً سمحا ً واسعا ً‬
‫ولم يجعله ضيقا ً) ‪.‬‬
‫• ثالثا ً‪ :‬ما ثبت من مشروعية الرخص‪:‬‬
‫• وهذا أمر مقطوع به ومما علم من دين األمة بالضرورة‪ :‬كرخص القصر والفطر والجمع‪،‬‬
‫وتناول المحرمات في االضطرار‪ ،‬فإن هذا نمط يدل قطعا ً على مطلق رفع الحرج والمشقة‪.‬‬
‫• كذلك ما جاء في النهي عن التعمق والتكلف‪ ،‬وعن كل ما يسبب االنقطاع عن دوام األعمال‪.‬‬
‫• رابعا ً‪ :‬اإلجماع على عدم وقوع التكليف بالشاق من األعمال‪.‬‬
‫• وهو يدل داللة قطعية على عدم قصد الشارع الحكيم إليه‪.‬‬
‫أقسام تيسيرات الشرع وتخفيـفاته‪:‬‬
‫• القسـم األول‪ :‬التيسـير والتخفيـف األصـلي‪ :‬أـي ّأنـالشارع جاء بأحكام روعـي فيهـا التخفيـف‬
‫والتيسير منذ شرعت‪ ،‬حتى وصفت الشريعة به ‪ ( :‬وما جعل عليكم في الدين من حرج )‬
‫• من صور هذا القسم‪:‬‬
‫• ‪ -1‬سهولة الشريعة اإلسالمية بالنسبة للشرائع السابقة‪0‬‬
‫• ‪ -2‬مراعاة إباحة ما يحتاج إليه النّاس من المعامالت من األصل‪ ،‬كالسلم‪ ،‬واإلجارة‪0‬‬
‫• ‪ -3‬التيسير على النّاس باعتبار أنّ األصل في األشياء اإلباحة‬
‫ل‪،‬‬ ‫• ‪-4‬مراعاة اختالف أحوال النّاس‪ ،‬ومجــئـ األحكام علــىـ وفـــ‬
‫ق هذا االختالف مــنـ األصـــ‬
‫كمراعاة حالـة المراة والتخفيـف عليهـا بالنسـبة لحال الرجـل‪ ،‬ومراعاة حال الصـبي والتخفيـف‬
‫عليه بالنسبة بحال البالغ العاقل‪0‬‬
‫• القسـم الثانـي‪ :‬التيسـير والتخفيـف الطارئ‪ :‬فقـد راعـى الشارع وجود بعـض االعذار الطارئـة‬
‫للمكلـف‪ ،‬فـي أحوالـه المختلفـة‪ ،‬فشرع التيسـير عنـد وجودهـا‪ ،‬وهـو المقصـود بالرخصـة فـي‬
‫كالم العلماء‪0‬‬
‫• أقسام التيسير والتخفيف الطارئ ثمانية‪:‬‬
‫• الرخصة ومعناها‪:‬‬

‫• (ا) في اللغة‪:‬‬
‫• هي السهولة واللين واليسر والتوسع‪ ،‬قال ابن فارس‪ :‬الراء والحاء والصاد أصل يدل على‬
‫لين وخالف شدة‪ ،‬من ذلك اللحم الرخص‪ :‬هو الناعم‪ ،‬ومن ذلك الرخص‪ :‬خالف الغالء‪،‬‬
‫• في اصطالح الفقهاء‪:‬‬
‫بناءـعلـى األعذار مـع قيام الدليـل المحرم‪ ،‬توسـعا ً فـي‬
‫ً‬ ‫• ( هـي األحكام التـي ثبتـت مشروعيتهـا‬
‫الضيق) ‪.‬‬
‫• أنواع المشاق والمشقة الميسرة‪:‬‬
‫• المشاق التي يتعرض لها المكلف تنقسم إلى قسمين‪:‬‬
‫• القسمـ األول‪ :‬مشقـة فـي الحدود العاديـة‪ ،‬وهـي المشقـة التـي ال تنفـك عنهاـ العبادة غالباً‪،‬‬
‫ويسـتلزمها أداء الواجبات والقيام بالمسـاعي التـي تقتضيهاـ الحياة الصـالحة‪ ،‬كماـ ال يمكـن‬
‫انفكاك التلكيفات المشروعـة عنهـا‪ ،‬ألـن كـل واجـب ال يخلـو عـن مشقـة كمشقـة العلـم واكتسـاب‬
‫المعيشة‪،‬‬
‫• القسم الثاني‪ :‬وهو ثالث مراتب‪:‬‬
‫• األولى‪ :‬مشقة عظيمة فادحة تتجاوز الحدود العادية والطاقة البشرية السوية‪ ،‬كما إذا كان‬
‫العمل يؤدي الدوام عليه إلى االنقطاع عنه أو عن بعضه‪ ،‬أو يؤدي إلى خلل في صاحبه في‬
‫نفسه أو ماله‪ ،‬كمشقة الخوف على النفوس واألطراف ومنافع األعضاء‪،‬‬
‫• ومن أمثلتها‪ :‬الخوف من االغتسال للجنابة من شدة البرد بأن ال يجد مكانا ً يؤويه وال ثوبا ً‬
‫يتدفأ به وال ماء مسخنا ً وال حماماً‪ ،‬فجاز له التيمم‪.‬‬
‫• وكذا إذا لم يجد للحج إال طريقا ً من البحر وكان الغالب عدم السالمة فال يجب عليه الحج‪.‬‬
‫• المرتبة الثانية‪ :‬مشقة خفيفة كأدنى وجع في إصبع أو أدنى صداع في الرأس أو سوء مزاج‬
‫خفيف‪ ،‬فهذا وأمثاله ال أثر له وال التفات إليه‪ ،‬ألن تحصيل مصالح العبادات أولى من دفع‬
‫مثل هذه المفسدة التي ال أثر لها‪.‬‬
‫• المرتبة الثالثة‪ :‬متوسطة بين هاتين‪ ،‬فما دنا من المرتبة العليا أوجب التخفيف‪ ،‬أو من‬
‫المرتب المرتب الدنيا لم يوجبه كحمى خفيفة أو وجع ضرس يسير وذلك كمريض في‬
‫رمضان يخاف من الصوم زيادة مرض أو بطء البرء أو تأخيره‪ ،‬فيجوز له الفطر إذا غلب‬
‫على ظنه ذلك‬
‫• عوامل المشقة الميسرة وأسباب التخفيف‪:‬‬
‫• فمن العوارض السماوية المسببة للتخفيف‪:‬‬
‫ض‬ ‫يان والنوم واإلغماء والرق والمرض والموت والحيـــ‬ ‫والعتـــ والنســـ‬
‫ه‬ ‫• الصـــ‬
‫غر والجنون‬
‫والنفاس‪.‬‬
‫• فالصـغر يرفـع التكليـف ويسـقط بـه مـا يحتمـل السـقوط عـن البالـغ بالجنون ألـن التكليـف مناطـه‬
‫العقل والجنون المطبق يسقط به كل العبادات والتكاليف‪.‬‬
‫• والعتـه أدنـى درجـة مـن الجنون أـو هـو نوع منـه يمنـع العهدة‪ ،‬ويصـح مـن المعتوه مـا ال عهدة‬
‫فيه كالصبي المميز‪.‬‬
‫• والنسيان يكون عفواً في حقوق هللا تعالى‪ ،‬وهو عذر في سقوط اإلثم‪ ،‬ال في حقوق العباد‪.‬‬
‫فمن العوارض السماوية المسببة للتخفيف‪:‬‬ ‫•‬
‫‪-1‬الصغر‬ ‫•‬
‫‪-2‬والجنون‬ ‫•‬
‫‪-3‬والعته‬ ‫•‬
‫‪ -4‬والنسيان‬ ‫•‬
‫‪-5‬والنوم‬ ‫•‬
‫‪-6‬واإلغماء‬ ‫•‬
‫‪-7‬والرق‬ ‫•‬
‫‪-8‬والمرض‬ ‫•‬
‫‪-9‬والموت والحيض والنفاس‪.‬‬ ‫•‬
‫• فالصـغر يرفـع التكليـف ويسـقط بـه مـا يحتمـل السـقوط عـن البالـغ بالجنون أل ّنـالتكليـف مناطـه‬
‫العقل والجنون المطبق يسقط به كل العبادات والتكاليف‪.‬‬
‫• والعتـه أدنـى درجـة مـن الجنون أـو هـو نوع منـه يمنـع العهدة‪ ،‬ويصـح مـن المعتوه مـا ال عهدة‬
‫فيه كالصبي المميز‪.‬‬
‫• والنسيان يكون عفواً في حقوق هللا تعالى‪ ،‬وهو عذر في سقوط اإلثم‪ ،‬ال في حقوق العباد‪.‬‬
‫•‬
‫العناء الذي يجده المكلف في‬
‫تنفيذ الحكم الشرعي تصير سببا‬
‫معناها‪:‬‬
‫شرعيا صحيحا للتسهيل‬

‫المشقة تجلب‬
‫والتخفيف‪0‬‬

‫التيسير‬
‫(يريد الله بكم اليسر)‬ ‫األدلة‬

‫أسباب التخفيف‬

You might also like