Professional Documents
Culture Documents
القواعد الفقهية
املوضوع الثالث:
ليال الستنباط
• وهو إن هذه القواعد مثرة للفروع الفقهية وال يسوغ أن جنعل ما هو مثرة د ً
الفروع -مناقش أبن كل قواعد العلوم مبنية على فروع تلك العلوم ومثرة هلا ،ومل يقل أحد
أبنه ال جيوز أن يستند إىل تلك القواعد لتقرير األحكام واستنباطها ،والشاهد على ذلك
أصول احلنفية املستخرجة من فروعهم ،وقواعد اللغة العربية اليت استنبطها علماء اللغة من
خالل ما نطق به العرب الفصحاء ،وكلها قواعد مسلمة ،وتستنبط منها األحكام ،ومل
يقل أحد :إهنا ال تصلح االستنباط األحكام منها ألهنا مثرة للفروع اجلزئية.
• الدليل الثاين :وهو أن معظم هذه القواعد ال خيلو من االستثناءات ،وهذا قد يؤدي إىل
استنباط حكم املسألة من قاعدة وتكون املسألة خارجة ومستثناة من تلك القواعد -
مناقش ابن العلماء قرروا أن االستثناء يف القواعد الفقهية ال خيرج تلك القواعد عن
كليتها ،وال يقدح يف عمومها ،فلذلك ال مينع من حجيتها.
• الدليل الثالث :وهو إن كثريا من القواعد الفقهية استقرائي ،وبعضها االستقراء فيه انقص
حملدودية القواعد املنطوية حتته -مناقش أبن مجهور الفقهاء واألصوليني احتجوا هبذا النوع
من االستقراء ومسوه إبحلاق الفرد ابألعم األغلب وقالوا إنه مفيد للظن
• الدليل الرابع:
• وهو إن هذه القواعد من خترجيات الفقهاء املتأخرين وهي مبنية على عمل اجتهادي
عرضة للخطأ -فمناقش أبن قابلية االجتهاد للخطأ ال متنع من حجيته يدل على ذلك
حديث الرسول صلى هللا عليه وسلم:
"إذا كحامَ احلاكم فاجتهد مث أصاب فله أجران ،وإذا كحام احلاكم فاجتهد مث أخطأ
فله أجر"
املهم أن هذه التخرجيات ينبغي األ خترج عن نطاق أدلة األحكام الشرعية األصلية والتبعية،
املتفق عليها الكتاب أو السنة أو اإلمجاع ،واألدلة األخرى كالقياس واالستصحاب
واملصلحة وسد الذرائع والعرف واالستقراء وغري ذلك مما يستدل به على األحكام.
الرأي الثاين:
• واحتجوا:
• إن القاعدة الفقهية كلية أي منطقية على جميع جزئياهتا ،وال تؤثر كليتها بوجود االستثناءات.
• إن حجية القاعدة وصالحيتها االستدالل مبنية على جمموع األدلة اجلزئية اليت هنضت مبعىن تلك
القاعدة ،فإن كان كل دليل جزئي هو حجة بذاته يصح االستدالل به فمن ابب أوىل أن تتحقق
هذه احلجية يف القاعدة اليت أرشدت إليها جمموع األدلة وتكون داللتها قطعية.
• إن تتبع اجتهادات األئمة األعالم لريشد إىل اعتبارهم هلذه القواعد واعتمادهم عليها للكشف
عن احلكم الشرعي املناسب للوقائع واملستجدات الىت مل يرد فيها نص ،فهو ي ّدل على هذه القواعد
راسخة يف أذهان اجملمتهدين.
أدلة الرأي الثاين:
• تؤكد على حجية القاعدة الفقهية ،ويتمثل يف اآلايت القرآنية اليت نصت على كثري من
القواعد الكلية مثل قوله تعاىل:
ۡ ِ ۡ
نس ِن إَِّال َما َس َع َٰى (النجم )39 :وهي قواعد تقرر مسؤولية كل مكلف عن نفسه ِ
• َوأَن لَّ َ ََٰ
ۡل ل س ي
• وَال ج ۡجتز ۡو َن إَِّال ما جكنتج ۡم تَ ۡعملجو َن (يس )54 :وأفعاله ،و ال أحد يتحمل أو ينال ما مل يكسبه
َ َ َ َ
وما مل يكن له سعي إليه وال تسبب فيه. ۡ ِ ِ ِۡ
• َوَال تَزجر َوازَرة ٞوزَر أجخَر َٰى (اإلسراء)15 :
َ َ َ َ ب ب ُ َّ َّ َ َ
) 275 : النساء ( او ْۚ • َوأحل ٱَّلل ٱۡلَيع َوح َّرم ٱلرب ٰ
َ ٓ َّ ب َ َ ُ َ ب ِّ َ َٰٓ َ ُّ َ َّ
ُ
ِّنكمب َ ُ َ َ ٰ َ ً َ ََ َ ُ َ ب َ ُ َ ب ٓ ُ َ ُ َ َ َ
ْۚ • يأيها ٱَّلِّين ءامنوا َل تأكلوا أموٰلكم بينكم بِّٱلبٰ ِّط ِّل إَِّل أن تكون ت ِّجرة عن تراض م
(النساء) :
وهذا حيتاج إىل نظر دقيق وحتر عميق جيري تلك القواعد يف مشتمالتها احلقيقية
• لذلك ،أن القاضي مقلد ملذاهب من املذاهب يستأنس بتلك القواعد وال يستند إليها
يف استنباط األكحاا ،يف كحني أن اجملتهد العامل ابملدارك واملآخذ والقيود والشروط جيوز
له االستناد إليها يف االستنباط.
ضوابط/شروط حجية القاعدة الفقهية:
• أن تكون قاعدة أصلها من القرآن أو السنة نصا أو داللة أو مما تضافرت عليهمن القرآن والسنة
واإلمجاعج ،وكذلك القاعدة ااجلتهادية ااملبنية على االستقراء التام والناقصً أيضا إللفادته الظن
• أن ال تعارض القاعدة الفقهية أصال مقطوعا به يف القرآن أو السنة أو اإلمجاع أو األدلة الشرعية
األخرىج ،أو ااجلتهادات الراجحة للفقهاء املتقدمني.
• أن يراعي املستدل ابلقاعدة الفقهية مصاحل الزمان وأعرافه املعتربة مع معرفته مبقاصد الشريعة وأولويتها
ليستطيع إدراج الواقعة اجلديدة حتت القاعدة بتمكن وثقة واطمئنان ،ودون إحداث تضارب بينها
وبني األدلة واالعتبارات الشرعية األخرى.
• أن يكون اامستدل هبا فقيها عارفا مبا يدخل حتت القاعدة مما هو من مشموالهتا وما يكون من
مستثنياهتا فيما إذا عدم الدليل النقلي على الواقعة.