Professional Documents
Culture Documents
08- الموضوع الثامن
08- الموضوع الثامن
طريقة االجتهاد
ا لبحثعنا لحكم ف يا لنصوص1.
.5أن يعرف المجيهد ما اتفق فيه الفقهاء المجتهدون قبله أو اختلفوا فيه ،فا ّنه بذلك
يمكنه االستنارة بآراء غيره من غير أن يكون في األخذ بها مقلدا لهم
.6ومعرفة المجتهد بكليات الشريعة ومقاصدها تلعب دورا كبيرا في الفهم الصحيح
لمراد الشارع من النصوص الجزئية ،ألنّ أحكام هللا ال يتنافر بينها وال تتناقض ،بل
أنّ شريعته كبناء مح ّكم يش ّد بعضه بعضا ويتناسب ك ّل جزء منه مع بقية األجزاء
ا لبحثعنا لحكم ف يا لنصوص(ت ابع) 3 .
. 7وهناك نوع من االجتهاد بالنصوص ال الستنباط األحكام مباشرة بل هو اجتهاد في
العلل بتحقيقها أو تنقيحها أو تخريجها .ك ّل ذلك يعتبر خطوة لتعميم حكم النص
والحاق ما لم ينص على حكمه بما نصّ عليه بوجود علّة الحكم فيه وهو القياس ،وذلك
بالقواعد اآلتية-:
ا .تحقي ق المناط :ه و االجتهاد ف ي معرف ة وجود العلّ ة المنص وصة او المجم ع
عليها في موضع آخر غير الموضع الذي نصّ علي حكمه ليثبت حكم األصل
فيه .وذلك كاالجتهاد في وجود االسكار في النبيذ وهي علّة في حرمة الخمر
ب .تنقي ح المناط :وه و الحاق فرع بأص ل بتعيي ن الفارق بينهم ا والغائ ه ذل ك الغاء
كون من جامع امرأته في رمضان أعرابيا فيطبق الحكم بوجوب الكفّارة على
ك ّل من جامع في نهار رمضان أعرابيّا كان أم غير أعرابي
ج .تخريج المناط :وهو استنباط علّ ة الحكم الثابت بالنص أو االجماع باالجتهاد من
صا عليها ،مثل تعيين االسكار علّة لتحريم غير أن يكون النص أو االجماع قد ن ّ
الشرب باالستنباط واالجتهاد ليلحق غير الخمر به اذا وجدت فيه العلّة
ا لبحثعنا لحكم ف يا لنصوص(ت ابع) 4.
.
• .7ويدخل من ضمن االستنباط من الكتلب والسنة العمل بشرع
من قبلنا عند من يرى العمل به.
– وأم ا عل ى رأ ي م ن ال يرون االحتجاج ب ه فال يدخ ل ف ي نطاق
الحجية فضال عن أن يدخل في نطاق العمل بالكتاب والسنة
ا لبحثعنا لحكم ف يغير ا لمنصوص 5.
.1فان لم يجد المجتهد الحكم في النصوص ينظر الى اجماع من قبله من المجتهدين.
فاذا وجد اجماعا أخذ به ,واال انتقل الى غيره من األدلة
واذا ل م يج د المجته د الحك م ف ي الكتاب والس نة واالجماع وأقوال الص حابة أ و ل م يك ن .1
ممن يحتج به أقوالهم لجأ الي القياس
وكيفية العمل بالقياس هي :أن يدقق المجتهد النظر ،هل يجد دليال على عليّة وصف .2
وظن
ّ للحك م نوع دالل ة ؟ .فاذا عرف بالطرق المعروف ة ف ي كت ب األص ول العل ل
وجود بع ض هذه العل ل ف ي القضي ة الت ي يري د معرف ة حكمه ا وتأ ّك د م ن ذل ك وم ن
دل على حكمه الدليل الذي عدم ما يمنع أثر هذه العلّة في تلك المسألة الحقها بما ّ
فهمت منه هذه العلّة
وقد يعدل المجتهد عن دليل الى ماهو أقوى منه أو الي المصلحة أو عن القياس الى .3
األثر أو االجماع أو الضرورة.
وق د يترك قياس ا ال ى م ا ه و أقوى من ه بقوّ ة أثره .وف ي جمي ع هذه الحاالت ال يخرج .4
ع ن كون ه يعم ل بالنص وص أ و االجماع أ و القياس أ و المص لحة .ويس مّى ذل ك
استحسانا
ا الحتكام ا لىا لمصا لح ا لمرسلة 9.
.1اذا كان المجتهد ممن يري مراعاة الشرع لمصالح العباد وكونه مبنيا عليها وهو
عال م بجن س هذه المص الح ومراتبه ا م ن حي ث دالل ة النص وص عليه ا وقادر عل ى
ادراك ما يلحق بالثابت منها بالنصوص المعينة ما هو غير ثابت بها يقول بالحكم
على ضوء هذه المصالح في حوادث لم يد ّل على حكمها دليل من الكتاب والسنة
.2وأنّ مصالح العباد التي يتصوّ ر أن يستنبط منها الحكم أقسام،
منها ما اعتبره الشارع وبنى عليه أحكامه كرفع المشقة عن المكلّف في السفر والمرض ،فا ّن ه –
يبنى عليه القصر في الصالة والفطر في رمضان.
ومنه ا م ا الغاه الشارع ول م يج ر علي ه بناء األحكام كمنفع ة الزوج ة ف ي امتالك الطالق س واء –
بالرجل فانّ الشارع ألغاه ولم يعت ّد به.
ومنها ما لم يشهد الشارع ل ه ،ال باعتبار وال بالغاء .وهذا األخير هو الذي يس مّى بالمصالح –
المرسلة .ومثالها مصلحة الناس في منع المفتي الماجن تحقيقا للمصلحة العامّة.
فالذي يري ص الحية بناء األحكام عليها يس تنبط الحك م في مسألته على أس اس منه عن د عدم –
وجود دليل أقوى منه
ا لقولب س ّد ا لذرائع 10.
.1وقد تختلف وجهة نظر المجتهدين في بقاء حكم االجماع وعدم بقائه عند وجود ما
يصلح الزالة حكمه عند البعض دون البعض .كما اذا رأى المتيمم الماء في أثناء
صالته وقد كان له أن يؤديها بالتيمم اجماعا .فيقول البعض ببقائه وبعضهم بعدم
بقائه .ويسمّى ذلك باسم استصحاب الحكم الثابت باالجماع في مح ّل ال ّنزاع
.2وق د تتف ق وجهات أنظار المجتهدي ن ف ي أخذه م بالدلي ل م ع احتمال وجود
المعارض .أي أ ّنهم يستصحبون الدليل ويعتبرون حكمه باقيا ثابتا الى أن يظهر
المعارض
.3ويرى المجتهدون عل ى عدم شغ ل ذ ّم ة المكلّ ف بناء عل ى البرائ ة األص لية حت ى
يرد دلي ل شرع ي بخالفه .ويرون بقاء م ا د ّل العق ل او الشرع عل ى ثبوت ه ال ى أ ن
يرد دليل على خالفه ،كثبوت ملكية انسان في متاع الى أن يرد دليل على زوال
ملكه
عملية ا الستقراء 12.
.1وق د يرد ما يشتمل على مقادير مختلف ة ،كم ا ورد بشأ ن دية
اليهودي .قيل أ ّنها ثلث دية المسلم ،وقيل أنها النصف ،وقيل
بأقل ما قيل .هذا اذا لم
انها مثل ديته .فيأخذ بعض المجتهدين ّ
يكن هناك قول بأن ال شيء على المكلّ ف ولم يد ّل دليل على
صحّ ة احدى هذه األقوال
بأقل ما قيل ترجيح للعمل باألقل لكونه متيقنا وليس .2واألخذ ّ
باستدالل .وعلى ك ّل فا ّنه عمل جمع األدلّة في المسألة وان لم
يكن استنباطا للحكم من دليل شرعي
ا الستدال لب تع ارضا ألشباه 14.
.1وقد يتم ّسك المجتهد فيما نازعته األشباه وال ّنظائر ولم يقدر على ضمّه الى بعضها
لعدم األصل ،ويسمّى االستدالل بتعارض االشباه.
– مثال ذل كّ :
ان ”الغاي ة“ ف ي قول ه تعال ى ”وايديك م ال ى المراف ق“ يجوز أ ن تكون
غاية االسقاط مثلما في قوله تعالى ”سبحان الذي أسرى بعبده ليال من المسجد
الحرام ال ى المس جد األقص ى“ .فتكون داخل ة ف ي المغ ّي ا ،فيج ب غس ل المرافق.
ويجوز أ ن تكون غاي ة امتداد م ن قبي ل قول ه تعال ي ”وأتموا الص يام ال ى اللي ل“
فتكون الغاية لم تدخل في المغ ّي ا ،فال يج ب غسل المرافق كما ال يج ب الصوم
في الليل
– وحيث لم يعلم بكون الغاية فى قوله تعالى ”وأيديكم الى المرافق“ من أي القبيل
منه ا قال بع ض الفقهاء ببقاء الحك م األص لي .فل م يج ب غس ل المراف ق ف ي
الوضوء عند من قال بذلك.
.2وهذا جانب آخر من تصرّ فات المجتهدين في سبيل العثور على الحكم وان لم يكن
استدالل بدليل شرعي.
ا الحتكام ا لىا لع رف15.
.1وعلى المجتهد عند البحث عن الحكم فيما له صلة بأعراف الناس أو فيما يتصور
أ ّن ه له صلة بها أن يراعى هذه األعراف ويستعين بها في فهم الفتوى الصحيح
كل
وف ي معرف ة م ا اعتم د علي ه الشرع مم ا ل م يعت بره .وذل ك حس ب شروط ّ
مجتهد في تقييمه للعرف واحتكامه اليه
.2وللعرف ثالثة أقسام-:
.1ما قام دليل خاص على اعتباره ،كمراعاة الكفاءة في النكاح .وهذا ال مجال لتركه
.2م ا قام الدلي ل الخاص عل ى ترك ه والغائ ه كعادة الناس ف ي الجاهلي ة ف ي الت برّ ج
ّ
والطواف بالبيت عراة .وهذا ال مجال لألخذ به.
.3ما لم يقم دليل خاص على اعتباره أو الغائه .فقد ذهب كثير من الفقهاء الى اعتباره
واالعتماد عليه ،ويتغيّر الحكم بتغيّر العرف المبني عليه.
ان العرف والعادة ليس ا دليلي ن شرعيي ن كالكتاب والس ّنة ،يس تنبط من ه
والواق ع ّ .3
الحكم بل يعوّ ل عليه في فهم ما ورد به الشرع مطلقا من غير أن يوجد له ضابط
في الشرع واللغة ،مثل معرفة الحرز في السرقة والتفرّ ق في البيع وما الى ذلك.
ا الستدال لب ع دم ا لدليل ف يا لحكم 16.