Professional Documents
Culture Documents
تقرير الاصول
تقرير الاصول
1
المحتويات
4 المقدمة
2
المقدمة
الحمد هلل رب العالمين وصلى اهلل على نبينا محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين.
ثم ان موضوعات علم االصول كثيرة ومتعددة ال يمكن االلمام بها جميعا
لطالب العلوم االسالمية ،ولذا ال نعد اننا بمجرد دراسة بعض هذه الموضوعات قد
استطعنا فهم واالحاطة بهذا العلم الواسع ،وقد كان من بين موضوعاتها ما اخترناه
لكتابة التقرير العلمي هذا ،وهو موضوع انواع الواجبات (التعبديات والتوصليات) بما
جاء في الملزمة المقرر لتدريس علم االصول في قسم علوم القران ،للمرحلة الثالثة.
3
متن التقرير
بعد أن ّبين االستاذ ما يرتبط بموضوع األوامر وداللة صيغة األمر على
الوجوب ،انتقل الكالم إلى بيان أنواع الواجبات ،حيث قام بتقسيمها في محاضرة
الدرس الى عدة اقسام ،سنقتصر في هذا التقرير على ما جاء في بيانه وتوضيحه
بخصوص القسم األول الذي يرتبط بموضوع الواجبات التعبدية والتوصلية.
فقد استرسل االستاذ في الكالم والبيان عن القسم األول ،بعد أن بين لنا
أن في الشريعة االسالمية المقدسة واجبات التسقط أوامرها إال باالتيان بها على
وجه القربة الى اهلل تعالى ،موضوحها لمعنى القربة بأن المقصود منها هو االتيان
بها بقصد امتثال أوامرها أو بغير ذلك من وجه قصد التقرب الى اهلل تعالى ،ومثل
هذه االفعال التي يقوم بها الفرد بقصد التقرب الى اهلل تعالى وامتثال أوامره ،تسمى
بالعبادات ،أو التعبديات التي منها الصالة والصوم والحج والزكاة وغيرها من
األمور العبادية األخرى.
ثم بين بأن هذا القسم من الواجبات يختلف عن وجود قسم آخر من
الواجبات إال أن المقصود بها ليس قصد االمتثال أوامرها بنية التقرب الى اهلل
تعالى ،بل بنية التوصل بها إلى تحقيق أمر أخرى هو مقصود به التقرب الى اهلل
تعالى ،وقد ذكر لها عدة أمثلة ،قال هي من قبيل إنقاذ الغريق ،أو اداء الدين،
او دفن الميت ،أو تطهير الثوب ،وغيرها من األمثلة الكثيرة التي يتوصل بها
العبد لتحقيق أفعال أخرى واجبة وجوبا تعبديا ،فضالً أن وجوبها يسقط بمجرد
تحقيق متعلقها ،دون الحاجة الى قصد التقرب بها الى اهلل تعالى.
4
ثم بين أن هناك تعريفا مشهو اًر للواجبات التعبدية والتوصلية اشتهر األخذ
به عند االصوليين ،هو أن الواجب التوصلي هو ما كان الداعي فيه معلوما،
بخالف الواجب التعبدي فإنه ال يكون الداعي والغرض فيه معلوما.
ثم عطف الكالم والبحث ليبين لنا عدم صحة تسمية الواجب بالتعبدي
والتوصلي ،على أساس أن الغرض والداعي للمأمور به تعبدا ليس أال للتعبد بأمر
المولى فقط ،حيث قال إال إذا اراد به اصطالح آخر للتعبدي ،أي أن المراد من
التعبدي بمعنى التسليم فيما أمر اهلل به ،وهذا غير ما ذكر في وجه التفريق بينهما
من جهة قصد االمتثال والتقرب اهلل تعالى ،وقد يكون هذا التعبير شائعا بين
الناس ،إذ يقولون عندما نسألهم لماذا تصلي أو تدفع الزكاة ،أو تحج بيت اهلل
تعالى ،فيقولن إنما نعمل ذلك تسليما وتعبدا ألمر اهلل تعالى وان لم نعلم المصلحة
من و ارء ذلك ،إذ ليس من مهمتنا بيان ومعرفة المصالح والمفاسد في األفعال،
وانما مهمتنا العمل باألوامر وتركه بالنواهي.
وبعد ذلك ذكر لنا من خالل البيان الوجه في اختالف األصوليين عند
الشك في كون األمر مطلوب على وجه التعبد أو التوصل ،أنهم ذهبوا الى عدة
أقوال:
األول :إن األصل في الواجبات أنها تعبدية إال ما خرج بالدليل على عدم
إرادة قصد القربة في المأمور به ،ودليلهم على ذلك اصل االحتياط الذي يستلزم
الفراغ اليقيني مع عدم وجود الدليل ،إذ االتيان به بقصد القربة يحقق الواجبين
التعبدي والتوصلي من حيث االتيان بالمأمور به ،بخالف ما لو أتى به على وجه
التوصلي بال قصد التقرب ،وأنكشف أنه من أقسام التعبد ،فهنا ال يتحقق االتيان
بالمأمور به.
5
الثاني :إن االصل في الواجبات هي التوصلية ،للتمسك في ذلك باالطالق
المقام ،ال على أساس االطالق في نفس األمر ،وال على أساس اصالة البراءة من
اعتبار قيد القربة.
ثم بين لنا الفرق بين التمسك باالطالق في المقام ،واالطالق في نفس
األمر ،حيث قال أنه ال ريب في أن المأمور به اطالقا وتقييداً يتبع الغرض سعة
وضيقا ،فإن كان القيد دخيال في الغرض فالبد من بيانه وأخذه في المأمور به
قيداً ،واال فال .يعني ابقاء على االطالق.
النتيجة الكلي:
اتضح لنا انه هناك فرق بين الواجب التوصلي والتعبدي سواء قلنا بان الفرق
على اساس قصد االمتثال التقرب الى اهلل ،او على اساس العلم بالداعي والغرض
وعدمه.
وثانيا :في حال الشك انه هناك قولين لالصوليين ،احدهما االصل التعبدي
بناء على التمسك باصالة االحتياط ،واالخر التوصلي بناء على التمسك بطالق
المقام.
المصادر:
-1كتاب أصول الفقه ،الشيخ محمد رضا المظفر ،مكتب اإلسالمي اإلسالمي ،قم،
الطبعة األولى.
-2كتاب الحلقة الثالثة من اصول الشهيد محمد باقر الصدر ،دار الفكر ،بيروت،
الطبعة الثانية.
-3ملزمة مادة اصول الفقه للمرحلة الثالثة /االستاذ الدكتور كامل الدراجي.
6