You are on page 1of 11

‫‪95‬‬ ‫تفريغ محاضرة‪ :‬التأهيل الفقهي على مذهب اإلمام الشافعي‬

‫املتابعة والسبق والتخلف‬

‫املتابعة‬
‫• أشار إليها النبي ﷺ يف الحديث بقوله‪َ « :‬فإِ َذا َك َّب َر َف َك ِّب ُروا‪َ ،‬وإِ َذا َرك ََع‬ ‫حكمها ودليلها‬
‫ومعناها‬
‫َف ْ‬
‫ار َك ُعوا» [متفق عليه]‪.‬‬

‫• معنى المتابعة‪ :‬أن المأموم يبدأ يف الفعل بعد أن يفعل اإلمام‪ ،‬أي‪ :‬بعد أن‬
‫يبدأ اإلمام ويف الفعل‪ ،‬وقبل أن يفرغ اإلمام يف الفعل‪.‬‬
‫‪ -‬فبعد أن يبدأ اإلمام بالركوع وقبل فراغه من الركوع يركع المأموم‪.‬‬
‫• هذه تسمى حالة المتابعة‪ ،‬وهي الحالة المستحبة‪ ،‬وهي الصل يف عالقة‬
‫المأموم باإلمام‪.‬‬
‫املقارنة‬
‫• الحكم الول للمقارنة‪ :‬أن الصالة ال تنعقد‪ ،‬وذلك إذا قارن المأموم‬ ‫‪ -1‬ال تنعقد‬
‫(مؤثرة على‬
‫اإلمام يف تكبيرة اإلحرام‪.‬‬
‫صحة الصالة)‬
‫• وإذا حصلت مقارنة للمأموم مع اإلمام يف تكبيرة اإلحرام‪ ،‬فإن الصالة ال‬
‫تنعقد‪.‬‬
‫‪ -‬ومعنى ال تنعقد‪ :‬أن المأموم لم يدخل أصال يف الصالة‪.‬‬
‫‪ -‬ومن عرب من أهل العلم بقوله ال تصح الصالة فمراده‪ :‬لم تنعقد‬
‫الصالة‪.‬‬
‫• الحكم الثاين‪ :‬أن تكون المقارنة مستحبة‪.‬‬ ‫‪ -2‬مستحبة‬

‫• مقارنة المأموم لإلمام تستحب يف موضعين‪:‬‬


‫[‪ ]1‬يف التأمين‪ ،‬إذا أمن اإلمام استحب للمأموم أن يكون تأمينه موافقا‬
‫لتأمين اإلمام‪.‬‬

‫‪https://t.me/waalhiqnibisshalihin‬‬
‫تفريغ محاضرة‪ :‬التأهيل الفقهي على مذهب اإلمام الشافعي‬ ‫‪96‬‬

‫[‪ ]2‬يف الثناء يف القنوت‪ ،‬ويبدأ الثناء يف القنوت من قوله‪ :‬فإنك تقضي‬
‫وال يقضى عليك‪ ،‬إنه ال يذل من واليت‪ ،‬وال يعز من عاديت إلى‬
‫آخره‪ .‬فحينئذ يشارك المأمو ُم اإلما َم يف هذا الثناء‪ ،‬فيكون معه‪.‬‬
‫• الحكم الثالث‪ :‬تكون المقارنة مكروهة وهي يف بقية أفعال الصالة‪.‬‬ ‫‪ -3‬مكروهة‬

‫التخلف‬
‫• إن كان تخلف المأموم عن اإلمام بال عذر‪ ،‬ننظر‪:‬‬ ‫‪ -1‬بال عذر‬

‫[‪ ]1‬إن كان هذا التخلف بركن فعلي واحد فقط‪.‬‬


‫‪ -‬مثاله‪ :‬أن اإلمام والمأموم يف القيام‪ ،‬ركع اإلمام واعتدل‪ ،‬وال‬
‫زال المأموم يف القيام بال عذر‪.‬‬
‫فحينئذ‪ :‬ال تبطل صالة المأموم‪ ،‬لن تخلف المأموم عن اإلمام‬
‫بركن واحد فعلي مكروه‪.‬‬
‫[‪ ]2‬وأما إذا تخلف المأموم عن اإلمام بركنين فعليين‪ :‬فإن هذا يبطل‬
‫الصالة‪.‬‬
‫‪ -‬مثاله‪ :‬لو أن المأموم تخلف يف القيام بال عذر‪ ،‬فركع اإلمام‬
‫واعتدل وسجد‪ ،‬وال زال مأموم يف القيام بال عذر‪ :‬فإن صالة‬
‫المأموم تبطل‪.‬‬
‫• أما كان تخلف المأموم بعذر‪ ،‬مثال ذلك‪ :‬أن المأموم بطيء القراءة‬ ‫‪ -2‬بعذر‬

‫للفاتحة‪ ،‬أو أنه شك‪ :‬هل قرأ الفاتحة أو لم يقرأ؟‪ ،‬أو نسي قراءة الفاتحة‬
‫ثم تذكر أنه لم يقرأ‪ ،‬أو حصل له شيء من االعذار‪.‬‬
‫أشار الى بعضها صاحب الزبد ‪ ‬فقال‪:‬‬
‫ْ‬
‫سـيـان‬‫جبـهـة ونِ‬
‫ٍ‬ ‫ـط ِء فــي ُأ ِّم الـ ُق َـر ْ‬
‫ان *** َوزَ ْح ِ‬
‫ـم َو ْضـ ِع‬ ‫ك ََش ِّك ِـه وال ُب ْ‬
‫• فإذا تخلف المأموم عن اإلمام بعذر‪ ،‬نظرنا‪:‬‬

‫‪https://t.me/waalhiqnibisshalihin‬‬
‫‪97‬‬ ‫تفريغ محاضرة‪ :‬التأهيل الفقهي على مذهب اإلمام الشافعي‬

‫[‪ ]1‬فإن كان التخلف يف ثالثة أركان طويلة‪ :‬فإن المأموم يتدارك ما فاته‬
‫ويسعى خلف إمامه‪.‬‬
‫‪ -‬مثال ذلك‪ :‬لو أن اإلمام والمأموم يف القيام‪ ،‬ركع اإلمام ثم اعتدل‬
‫ثم سجد السجدة الولى ثم جلس بين السجدتين ثم سجد‬
‫السجدة الثانية‪ ،‬والمأموم ال زال يف القيام لعذر من العذار‬
‫السابقة‪( ،‬والتخلف بثالثة أركان طويلة) االعتدال ال يحسب لنه‬
‫ركن قصير‪ ،‬والجلوس بين السجدتين ال يحسب لنه ركن قصير‪.‬‬
‫فالذي يحسب‪ :‬الركوع‪ ،‬السجود الول‪ ،‬السجود الثاين‪ :‬ثالثة‬
‫أركان طويلة‪.‬‬
‫فاذا فرغ المأموم من قراءة الفاتحة واإلمام يف هذا السجود‪ :‬عليك‬
‫أن تأيت بما فاتك فرتكع وتعتدل وتسجد وتجلس بين السجدتين‬
‫وتدرك االمام‪.‬‬

‫[‪ ]2‬وأما إذا كان التخلف بأكثر من ثالثة أركان طويلة‪ :‬فإن المأموم‬
‫مخير بين أمرين‪:‬‬
‫‪ -‬إما أنه يتابع اإلمام فيما هو فيه‪،‬‬
‫‪ -‬أو أنه ينوي المفارقة ويكمل صالته منفردا‪.‬‬
‫مثال ذلك‪ :‬المأموم تخلف لعذر يف القيام‪ ،‬ركع اإلمام واعتدل‬
‫وسجد السجود الول وجلس بين السجدتين وسجد السجود‬
‫الثاين ثم قام للركعة الثانية‪ ،‬فتخلف عنه بالركوع وبالسجود الول‬
‫والسجود الثاين وبالقيام (أربعة أركان فعلية طويلة) فحينئذ نقول‬
‫للمأموم‪ :‬أنت مخير بين أمرين‪:‬‬

‫‪https://t.me/waalhiqnibisshalihin‬‬
‫تفريغ محاضرة‪ :‬التأهيل الفقهي على مذهب اإلمام الشافعي‬ ‫‪98‬‬

‫‪ -1‬إما تنوي المفارقة وتكمل صالتك منفردا‪.‬‬


‫‪ -2‬أو أنك تتابع اإلمام فيما هو فيه ثم بعد سالم اإلمام وفراغ‬
‫صالته تأيت بما فاتك‪ ،‬أي‪ :‬تأيت بركعة وهي التي فاتتك‪.‬‬
‫• (أركان الصالة الفعلية كما مر معنا ستة؛ وهي القيام الركوع االعتدال‬
‫السجود الجلوس بين السجدتين الجلوس للتشهد االخير‪.‬‬
‫‪ -‬أركان الصالة الفعلية تنقسم إلى قسمين عند الفقهاء الشافعية‪.‬‬
‫‪ -1‬أركان الصالة الفعلية الطويلة أو المقصود يف ذاهتا وهي‪ :‬وهي‬
‫القيام والركوع والسجود والجلوس للتشهد االخير‪.‬‬
‫‪ -2‬أركان الصالة الفعلية القصيرة أو المقصودة للفصل‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫االعتدال والجلوس بين السجدتين‪.‬‬
‫االعتدال يفصل بين الركوع والسجود‪،‬‬
‫والجلوس بين السجدتين لنه يفصل بين السجود الول والسجود‬
‫الثاين)‪.‬‬
‫السبق‬
‫• السبق‪ :‬أن المأموم يسبق اإلمام يف الفعال‪.‬‬ ‫‪ -1‬بركن‬

‫• فإن سبق المأموم اإلمام بركن فعلي واحد؛ كأن ركع المأموم قبل‬
‫اإلمام‪ :‬فإنه يحرم لكن ال تبطل الصالة‪.‬‬
‫• فبهذا فارق السبق التخلف‪،‬‬
‫‪ -‬إذا تخلف المأموم عن اإلمام بركن فعلي واحد‪ :‬فإنه مكروه‪.‬‬
‫‪ -‬لكن إذا سبق المأموم اإلما َم بركن فعلي تام‪ :‬فإنه يحرم لكن ال تبطل‬
‫الصالة‪.‬‬
‫• إذا سبق المأموم اإلمام بركنين فعليين‪.‬‬ ‫‪ -2‬بركنني‬

‫‪https://t.me/waalhiqnibisshalihin‬‬
‫‪99‬‬ ‫تفريغ محاضرة‪ :‬التأهيل الفقهي على مذهب اإلمام الشافعي‬

‫[‪ ]1‬إذا كان هذا السبق عمدا‪ :‬فإن صالة المأموم تبطل‪.‬‬
‫[‪ ]2‬وإذا كان هذا السبق ليس عمدا‪ :‬فحينئذ ال يعتد بما سبق المأموم فيه‬
‫إمامه‪ ،‬بمعنى أن عليه ان يعيد الركنين اللذين حصل فيهما السبق‪،‬‬
‫‪ -‬فإن لم يعدهما عالما عامدا‪ :‬بطلت صالته‪.‬‬
‫‪ -‬وإن لم يعدهما جاهال أو ناسيا‪ :‬بطلت الركعة التي حصل فيها‬
‫السبق فيلزمه أن يأيت بركعة يف آخر صالته‪.‬‬

‫‪‬‬

‫صالة الجمعة‬

‫شروطها‬
‫• اهلل سبحانه وتعالى حث المؤمنين على السعي الى الصالة يف يوم‬ ‫‪ -1‬شروط وجوب‬
‫َ َٰٓ َ ُّ َ َّ َ َ َ ْ َ‬
‫ام ُن ٓوا إِذا‬
‫(‪)7‬‬
‫الجمعة‪ ،‬فقال ‪‬يف كتابه الكريم‪ :‬ﵟيأيها ٱلذِين ء‬
‫ِك ۡم َخيۡر‪ٞ‬‬ ‫َ ۡ ِ ۡ ُ ُ َ َ ۡ ْ َ ۡ َّ‬
‫ٱَّلل َو َذ ُروا ْ ٱل ۡ َب ۡي َع َذٰل ُ‬ ‫ُ َ َّ َ‬
‫َۚ‬ ‫ٱس َع ۡوا إِل ٰى ذِك ِر ِ‬‫ِلصل ٰوة ِ مِن يوم ٱلجمعةِ ف‬ ‫نودِي ل‬
‫ُ ُۡ ََُۡ َ‬
‫لكم إِن كنتم تعلمونﵞ [الجمعة‪.]9 :‬‬
‫َّ ُ ۡ‬

‫• قال العلماء ‪ ‬تجب الجمعة على من اتصف بسبعة شروط‪ :‬على كل‬
‫[‪ ]1‬مسلم‪ ،‬أخرج الكافر‪.‬‬
‫[‪ ]2‬بالغ‪ ،‬أخرج الصبي‪.‬‬
‫[‪ ]3‬عاقل‪ ،‬أخرج المجنون‪.‬‬
‫[‪ ]4‬حر‪ ،‬أخرج العبد‪.‬‬
‫[‪ ]5‬ذكر‪ ،‬أخرج النثى‪.‬‬

‫‪https://t.me/waalhiqnibisshalihin‬‬
‫تفريغ محاضرة‪ :‬التأهيل الفقهي على مذهب اإلمام الشافعي‬ ‫‪100‬‬

‫[‪ ]6‬مقيم‪ ،‬أخرج المسافر‪.‬‬


‫[‪ ]7‬صحيح‪ ،‬أخرج المريض الذي ال يستطيع حضور الجمعة أو يشق‬
‫عليه حضور الجمعة‪.‬‬
‫• شروط صحة الجمعة‪:‬‬ ‫شروط صحة‬

‫[‪ ]1‬أن تقام الجمعة يف ِخ َّطة أبنية‪ ،‬أي‪ :‬يف قرية أو مدينة؛ فال يصح أن‬
‫تقام الجمعة خارج البنيان‪.‬‬
‫‪ -‬بمعنى‪ :‬ال يصح أن تقام الجمعة يف الصحاري أو يف الغابات‪.‬‬
‫ومن هنا نعلم خطأ بعض الناس الذين إذا سافروا إلى ال َبر‪ :‬إلى‬
‫الصحراء أو إلى جزيرة من الجزر للرتفيه أو للسياحة أو نحو‬
‫ذلك وبقوا يف ذلك يف ذلك المكان أياما صادف منها يوم‬
‫الجمعة‪ ،‬أهنم يقيمون الجمعة يف ذلك المكان مع أن ذلك‬
‫المكان ليس فيه سكان وال أناسا وال بيوت وال شيء من هذا‬
‫القبيل‪ ،‬فالجمعة ال تقام إال يف قرية أو مدينة‪.‬‬
‫[‪ ]2‬أن تقام يف وقت الظهر‪ ،‬فال يجوز أن تقدم الجمعة قبل الزوال وال‬
‫أن َ‬
‫تؤخر الجمعة حتى يخرج وقت الظهر‪.‬‬
‫ووقت الظهر ‪-‬كما مر‪ -‬أنه يخرج إذا صار ظل الشيء مثله ما عدا‬
‫ظل االستواء‪.‬‬
‫[‪ ]3‬أال يسبقها أو يقارهنا جمعة أخرى‪ ،‬وهذه المسألة مسألة مشهورة‬
‫عند فقهاء وتسمى مسألة تعدد الجمع‪.‬‬
‫ال يصح أن تتعدد الجمع يف القرية أو يف المدينة إال لحاجة تدعو‬
‫إلى ذلك‪ .‬ومن الحاجة‪ :‬أن يعسر اجتماع الناس يف مكان واحد‪.‬‬
‫فإذا عسر اجتماع الناس يف مكان واحد ‪-‬والمراد بالناس من غلب‬

‫‪https://t.me/waalhiqnibisshalihin‬‬
‫‪101‬‬ ‫تفريغ محاضرة‪ :‬التأهيل الفقهي على مذهب اإلمام الشافعي‬

‫عليهم فعل صالة الجمعة‪ -‬فحينئذ يجوز أن تقام جمعة أخرى‬


‫للحاجة‪.‬‬
‫[‪ ]4‬أن تقام جماعة‪ ،‬فال يصح أن تقام الجمعة فرادى؛ هذا يصلي‬
‫الجمعة منفردا وهذا يصلي الجمعة منفردا‪ ،‬ال يصح هذا‪ .‬فمذهب‬
‫الشافعية ‪ ‬أن الجماعة شرط لصحة الجمعة‪.‬‬
‫▪ والمراد بالجماعة‪ :‬أن يكونوا أربعين من أهل الكمال‪.‬‬
‫ومعنى من أهل الكمال‪ :‬أن يكونوا مسلمين بالغين عقالء‬
‫أحرارا ذكورا مستوطنين‪ ،‬ست شروط‪ ،‬فالكفار ليسوا من أهل‬
‫االنعقاد‪ ،‬كذلك الصبيان والمجانين والعبيد والنساء‪،‬‬
‫▪ حتى المقيمين حتى المقيم تجب عليه الجمعة لكن ال تنعقد به‪.‬‬
‫معنى ال تنعقد به‪ :‬أي ال يحسب من الربعين‪.‬‬
‫▪ وبالتالي‪ :‬لو كان أهل القرية الذين يتصفون هبذه الصفات الست‬
‫عددهم أقل من أربعين‪ ،‬نفرتض أن عددهم‪ :‬خمسة وثالثين فال‬
‫يصح أن تقام فيهم الجمعة بل يصلوهنا ظهرا‪ ،‬هذا مذهب‬
‫الشافعية‪.‬‬
‫▪ قد يقول قائل‪ :‬هم خمسة وثالثون لكن يوجد معهم امرأة‬
‫واثنان مقيمان ليسوا من المستوطنين وإنما أقاموا هنا لتجارة أو‬
‫لطلب علم أو نحو ذلك‪ ،‬أو ال يسمون مقيمين ومعهم عبد‪.‬‬
‫فصاروا أربعين‪ ،‬هل يصح أن تقام فيهم الجمعة؟ ال تصح‪،‬‬
‫لهنم وإن صاروا أربعين إال إهنم ليسوا جميعا من أهل الكمال‪.‬‬
‫‪ -‬المستوطن‪ :‬هو من اتخذ المكان وطنا فال يرحل عنه صيفا‬
‫وال شتاء‪.‬‬

‫‪https://t.me/waalhiqnibisshalihin‬‬
‫تفريغ محاضرة‪ :‬التأهيل الفقهي على مذهب اإلمام الشافعي‬ ‫‪102‬‬

‫‪ -‬المقيم‪ :‬من أقام يف المكان لحاجة ثم يعود إلى موطنه حتى‬


‫وإن طالت إقامته‪ ،‬فمكث سنوات‪ ،‬فهذا يسمى مقيما وليس‬
‫مستوطنا‪.‬‬
‫[‪ ]5‬أن تتقدمها خطبتان‪ ،‬فال يصح أن يصلوا الجمعة ثم يخطبون‬
‫بعدها‪ ،‬بل ال بد أن تكون الخطبتان قبل الصالة‪.‬‬
‫سننها‬
‫‪ -1‬التبكري ماشيا • أن يغدوا إليها مبكرا وأن يكون ذهابه إليها ماشيا‪.‬‬
‫ِ‬
‫الج ُمعة واغت ََس َل‪َّ ،‬‬
‫ثم ب َك َر‬ ‫• ويف الحديث يقول النبي ﷺ‪َ « :‬من غ ََس َل يو َم ُ‬
‫كان له ب ُكل‬‫َمع ولم َي ْلغُ ‪َ ،‬‬ ‫ِ‬
‫وابتكر‪ ،‬ومشى ولم َيركَب‪ ،‬ودنا من اإلما ِم فاست َ‬ ‫َ‬
‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ُخطوة ع ََم ُل سنة ُ‬
‫أجر صيامها وقيامها» [أخرجه أبو داود]‪.‬‬

‫• ومن السنن‪ :‬أنه يغتسل فحاضر الجمعة‪ ،‬أي‪ :‬من يريد أن يحضر الجمعة‬ ‫‪ -2‬الغسل‬
‫حلاضرها‬
‫يسن له االغتسال‪.‬‬
‫• واالغتسال للجمعة سنة مؤكدة يكره تركه‪ ،‬بل حصل خالف فقال بعض‬
‫العلماء‪ :‬أنه واجب‪.‬‬
‫• ويدخل وقت الغسل من الفجر الثاين‪.‬‬
‫• ومن سنن الجمعة‪ :‬اإلكثار من الدعاء ويتحرى ساعة اإلجابة؛ وهي بين‬ ‫‪ -3‬اإلكثار من‬
‫الدعاء والصالة‬
‫صعود الخطيب على المنرب إلى فراغه من صالة الجمعة‪.‬‬
‫على النيب‬
‫إن مِن أفض ِل أ َّيامِ ُكم‬‫• وأن يكثر من الصالة على النبي ﷺ لقوله ﷺ‪َّ « :‬‬
‫ِ‬
‫الجمعة‬ ‫فإن صال َت ُكم يو َم‬ ‫الة علي ِ‬
‫فيه؛ َّ‬ ‫الجمعة؛ ‪ ...‬ف َأكْثروا من الص ِ‬
‫ِ‬ ‫يو َم‬
‫َّ‬ ‫َ َّ‬
‫َمعروض ٌة علي» [أخرجه أبو داود]‪.‬‬
‫َّ‬
‫• ومن سنن الجمعة‪ :‬أن يقرأ سورة الكهف يف يومها وليلتها‪ ،‬أي‪ :‬يقرأها‬ ‫‪ -4‬قراءة الكهف‬
‫يومها وليلها‬
‫مرة يف ليلة الجمعة ومرة أخرى يف يوم الجمعة‪.‬‬

‫‪https://t.me/waalhiqnibisshalihin‬‬
‫‪103‬‬ ‫تفريغ محاضرة‪ :‬التأهيل الفقهي على مذهب اإلمام الشافعي‬

‫• ومن السنن‪ :‬أن يتطيب ويلبس أحسن ثيابه‪.‬‬ ‫‪ -5‬الطيب‬

‫• ومن السنن‪ :‬أن يقرأ سورة الجمعة يف صالة الجمعة يف الركعة الولى‪.‬‬ ‫‪ -6‬قراءة‬
‫اجلمعة يف األوىل‬
‫وأن يقرأ سورة المنافقون يف الركعة الثانية‪ ،‬أو سورة العلى يف الركعة‬
‫واملنافقون يف‬
‫الولى وسورة الغاشية يف الركعة الثانية‪.‬‬ ‫الثانية‬
‫محرم‬
‫• وإذا أذن المؤذن أذانه الذي بين يدي الخطيب فإنه يحرم التشاغل حينئذ‬ ‫التشاغل بالبيغ‬
‫وغريه على من‬
‫عن الجمعة ببيع أو شراء أو نحو ذلك‪.‬‬
‫لزمته‬
‫• يحرم التشاغل لن اهلل ‪ ‬أمر بالسعي إلى الجمعة وأمر أن‬
‫َ َٰٓ َ ُّ َ َّ َ َ َ ُ ٓ ْ َ ُ َ َّ َ‬
‫ِلصل ٰوة ِ مِن يَ ۡو ِم‬ ‫نرتك البيع‪ ،‬فقال عز وجل‪ :‬ﵟيأيها ٱلذِين ءامنوا إِذا نودِي ل‬
‫ۡ ُ ُ َ َ ۡ َ ۡ ْ َ ۡ َّ َ َ ُ ْ ۡ َ ۡ َ‬
‫ع ﵞ [الجمعة‪.]9 :‬‬ ‫ٱلجمعةِ فٱسعوا إِل ٰى ذِك ِر ٱَّللِ وذروا ٱلبي َۚ‬
‫خطبتان قبل الصلة‬
‫• من شروط الخطبتين‪:‬‬ ‫شروطها‬

‫[‪ ]1‬الطهارة عن الحدث الصغر والحدث الكرب‪ ،‬فال يصح أن يخطب‬


‫الخطيب حال كونه محدثا بحدث أصغر أو أكرب‪.‬‬
‫[‪ ]2‬الطهارة عن النجاسة يف الثوب والمكان والبدن‪.‬‬
‫ِ‬
‫والحظ أن هذه الشروط هي كالشروط التي تذكر يف‬ ‫[‪ ]3‬سرت العورة‪،‬‬
‫الصالة‪.‬‬
‫[‪ ]4‬أن يخطب قائما‪ ،‬فال يصح أن يخطب جالسا أو قاعدا مع قدرته‬
‫على القيام‪.‬‬
‫[‪ ]5‬أن يجلس بين الخطبتين جلسة بقدر طمأنينة الصالة‪ ،‬والولى أن‬
‫يطيلها بقدر سورة اإلخالص‪.‬‬
‫[‪ ]6‬أن يوالي بين الخطبتين وأن يوالي بينهما وبين الصالة‪.‬‬

‫‪https://t.me/waalhiqnibisshalihin‬‬
‫تفريغ محاضرة‪ :‬التأهيل الفقهي على مذهب اإلمام الشافعي‬ ‫‪104‬‬

‫[‪ ]7‬أن يرتب؛ فيقدم الخطبتين ثم يصلي‪ ،‬فلو أنه صلى ثم خطب فال‬
‫تصح صالته‪.‬‬
‫[‪ ]8‬أن تكون أركان الخطبة التية بالعربية‪ :‬فالحمد هلل سبحانه وتعالى‬
‫والصالة على النبي ﷺ‪ ،‬وقراءة الية‪ ،‬وكذلك الدعاء للمؤمنين‬
‫والوصية بالتقوى‪.‬‬
‫كل ذلك ال بد أن يكون باللغة العربية‪.‬‬
‫وأما غير الركان فال يشرتط أن يكون بالعربية‪.‬‬
‫[‪ ]9‬أن يسمع الخطبتين على القل لربعين من أهل االنعقاد‪ ،‬من أهل‬
‫الكمال‪ .‬فالبد على القل ان يسمع الخطبة هؤالء الربعون‪،‬‬
‫[‪ ]10‬أن تكون الخطبة يف وقت الظهر‪ ،‬فلو أنه خطب قبل دخول وقت‬
‫الظهر‪- ،‬أي‪ :‬قبل الزوال‪ -‬فال تصح الخطبتان‪ ،‬وبالتالي ال تصح‬
‫الصالة الجمعة‪.‬‬
‫• وأما أركاهنما فقال الفقهاء ‪ ‬أن أركان الخطبتين خمسة‪ ،‬ويمكن أن‬ ‫أركانهما‬

‫نقسم هذه الركان الخمسة إلى ثالث مجموعات‪:‬‬


‫[‪ ]1‬أركان البد من وجودها يف الخطبتين‪ ،‬أي يف الخطبة الولى‬
‫والخطبة الثانية‪ .‬وهي ثالثة أركان‪:‬‬
‫‪ -‬حمد اهلل سبحانه وتعالى‪ ،‬ويشرتط‪ :‬أن يكون بصيغة الحمد لمادة‬
‫َح ِمد‪ ،‬وبلفظ الجاللة‪ ،‬سواء قال الحمد هلل‪ ،‬نحمد اهلل‪ ،‬هلل الحمد‪.‬‬
‫إن الحمد هلل‪ ،‬أيا كان‪ ،‬فهذا ال بد منه يف الخطبة الولى ويف‬
‫الخطبة الثانية‪.‬‬
‫‪ -‬الصالة على النبي ﷺ‪ ،‬ويشرتط فيها‪ :‬أن تكون بلفظ الصالة‪ ،‬فلو‬
‫قال السالم على رسول اهلل ال يكفي‪ .‬والبد من هذا الركن يف‬

‫‪https://t.me/waalhiqnibisshalihin‬‬
‫‪105‬‬ ‫تفريغ محاضرة‪ :‬التأهيل الفقهي على مذهب اإلمام الشافعي‬

‫الخطبة الولى والخطبة الثانية‪.‬‬


‫‪ -‬الوصية بالتقوى‪ ،‬والمراد‪ :‬أن يأمر بطاعة أو يزجر على معصية‪.‬‬
‫والبد من هذا يف الخطبة الولى ويف الخطبة الثانية‪.‬‬
‫[‪ ]2‬ما البد من وجوده يف إحدى الخطبتين؛ إما يف الولى وإما يف‬
‫الثانية‪ .‬وهو قراءة آية كاملة مفهمة‪.‬‬
‫‪ -‬قراءة آية كاملة‪ :‬فال يجزئ بعض آية مفهمة‪ ،‬فال يجزئ أن يقرأ‬
‫ُ‬
‫مثال‪ :‬آية من الحروف المقطعة أو نحو قوله تعالى‪ :‬ﵟث َّم‬
‫ََ‬
‫[المدثر‪.]21 :‬‬ ‫نظ َرﵞ‬
‫[‪ ]3‬ما ال بد من وجوده يف الخطبة الثانية‪ ،‬وهو‪ :‬الدعاء للمؤمن‪ ،‬فال بد‬
‫أن يدعو للمؤمنين يف الخطبة الثانية‪ ،‬وال بأس إذا خص السامعين‬
‫بالدعاء‪.‬‬

‫‪‬‬

‫‪https://t.me/waalhiqnibisshalihin‬‬

You might also like