You are on page 1of 27

‫باب االستعاذة والبسملة‬

‫ور� ع ن� ن�ا ف�ع م ن� ط ي�ر ق� ا أل� ز�ر�ق‬


‫روا ي� ة� ش‬
‫الاس ت�ع ذا��‪:‬ة‬ ‫ت� ي� ف‬
‫�‬
‫‪ - 1‬عر ها ‪:‬‬
‫لغة ‪ :‬اإللتجاء والتحصن واالعتصام ‪.‬‬
‫اصطالحا ‪ :‬لفظ يطلب به االلتجاء الى اهلل تعالى والتحصن واالعتصام به سبحانه من الشيطان‪ ،‬فاذا‬
‫قال القارئ ‪ :‬أعوذ باهلل من الشيطان الرجيم‪ ،‬فكأنه قال ألجأ وأعتصم وأتحصن باهلل من الشيطان‪،‬‬
‫ومعناه الدعاء أي ‪ :‬اللهم أعذني من الشيطان الرجيم‪.‬‬

‫صي� غ� هت‬
‫�‬
‫‪ -2‬ا‪:‬‬
‫وردت ألفاظ كثيرة في شأن التعوذ كلها جائزة‪ ،‬إال أن اللفظ املختار عند أهل األداء ‪:‬‬
‫"أعوذ باهلل من الشيطان الرجيم"‪.‬‬
‫و تجدر اإلشارة أن االستعاذة ليست آية من القرءان الكريم‪ ،‬ولكن نأتي بها عند القراءة‪ ،‬امتثاال لقوله‬
‫تعالى‪ " :‬فإذا قرأت القرءان فاستعذ باهلل من الشيطان الرجيم" ‪.‬‬

‫م‬ ‫ك‬ ‫ح‬


‫‪ - 3‬ها ‪:‬‬
‫اتفق العلماء على أن االستعاذة مطلوبة من مريدي القراءة واختلفوا في حكمها فقال الجمهور‬
‫مستحبة قبل بدء القراءة‪ ،‬سواء ألول السورة أو من وسطها فال يأثم القارئ بتركها‪.‬‬
‫وقال غير الجمهور بالوجوب أي ‪ :‬أن االستعاذة واجبة عند إرادة القراءة وعليه فيأثم القارئ بتركها‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫أ‬ ‫�‬‫ت‬ ‫�‬‫ي‬ ‫�‬‫كي� ف‬
‫‪ - 4‬ها و �حوالها ‪:‬‬
‫‪ 1-‬مواطن الجهر‪:‬‬
‫‪ -‬إذا كان القارئ يقرأ جهرا‪ ،‬وهناك من يستمع إلى قراءته‪.‬‬
‫‪ -‬إذا كان القارئ في جماعة يتلون القرآن‪ ،‬و كان هو املبتدئ بالقراءة‪.‬‬
‫ملاذا؟‬
‫هي إشعار بأن هناك قرآن سيتلى حتى ينصت السامع للقراءة من أولها فال يفوته شئ‪.‬‬

‫‪ 2-‬مواطن اإلخفاء‪:‬‬
‫‪ -‬إذا كان يقرأ سرا‪ ،‬سواء كان منفردا أو في مجلس‪.‬‬
‫‪ -‬إذا كان خاليا‪ ،‬سواء قرأ جهرا أو سرا‪.‬‬
‫‪ -‬إذا كان يقرأ وسط جماعة‪ ،‬و لم يكن هو املبتدئ بالقراءة‪.‬‬
‫ملاذا؟‬
‫ليحصل الفرق بين ما هو قرآن وبين ما هو ليس بقرآن‪.‬‬

‫حكم االستعاذة في الصالة‪:‬‬


‫إن التعوذ في الصالة فيه خالف بين املذاهب بين السنة والكراهة‪.‬‬
‫ففيما يخص املذهب املالكي فإنه مكروه في الفريضة سواء كان سرا أو جهرا‪،‬‬
‫أما في النافلة وقيام رمضان فيجوز سرا‬

‫‪3‬‬ ‫‪.‬‬
‫�‪:‬‬
‫�‬‫ت� ي� ف‬
‫‪ - 1‬عر ها ‪:‬‬
‫"حوقل"‬
‫لغة ‪ :‬هي مصدر لفعل "بسمل" ُيبسمل‪ .‬نحو "هلل" إذا قال ال اله اال اهلل ونحو "حسبل" إذا قال حسبي اهلل وكذا ْ‬
‫و"حمدل" وكأنها لغة مولدة أريد بها االختصار‪.‬‬
‫اصطالحا ‪ :‬هي قول القاريء "بسم اهلل الرحمن الرحيم"‪ ،‬قبل الشروع في التالوة‪ ,‬وهي مشروعة عند البدء بكل أمر مستحسن‪.‬‬
‫م‬ ‫ك‬ ‫ح‬
‫‪ - 2‬ها ‪:‬‬
‫ﺑﯾن اﻟﺳورﺗﯾن ‪:‬‬ ‫ﻓﻲ وﺳط اﻟﺳورة ‪:‬‬ ‫ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ اﻟﺳورة ‪:‬‬

‫ﺣﻛم اﻟوﺟوب‪ :‬اﻟﺑﺳﻣﻠﺔ واﺟﺑﺔ ﻋﻧد ﺑﻌض‬ ‫اﻟوﺟوب‪ :‬واﺟﺑﺔ ﻋﻧد اﻟﺟﻣﯾﻊ‬
‫ﺟﺎﺋزة‪ :‬ﻟﻣن ﻛﺎن ﻣذھبه اﻟﺑﺳﻣﻠﺔ ﻓﻲ‬
‫اﻟﻘراء ﻛﺎﻟﻛﺳﺎﺋﻲ ﻗﺎﻟون اﺑن ﻛﺛﯾر وﻋﺎﺻم وأﺑو‬ ‫‪ -‬ﻋﻧد اﻻﺑﺗداء ﺑﺄول ﻛل ﺳورة ﻣن اﻟﻘرآن ﻣﺎ ﻋدا‬
‫ﺑداﯾﺔ اﻟﺳورة فله أن ﯾﺄﺗﻲ ﺑﺎﻟﺑﺳﻣﻠﺔ وﺳط‬
‫ﺟﻌﻔر‪.‬‬ ‫ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ ﺳورة اﻟﺗوﺑﺔ‪.‬‬
‫اﻟﺳورة وﺑﻌض اﻟﻌﻠﻣﺎء أﺟﺎزوا اﻟﺑﺳﻣﻠﺔ‬
‫‪ -‬ﻋﻧد وﺻل اﻟﺳورة ﺑﺄوﻟﮭﺎ‬
‫وﺳط ﺳورة اﻟﺗوﺑﺔ رﻏم أﻧﮭﺎ ﻟم ﺗﺄت ﻓﻲ‬
‫ﺣﻛم اﻻﻣﺗﻧﺎع‪ :‬ﻋﻧد ﺣﻣزة وﺧﻠف اﻟﻌﺎﺷر‬ ‫‪ -‬ﻋﻧد وﺻل اﻟﺳورة ﺑﻣﺎ ﻗﺑﻠﮭﺎ ﻓﻲ ﺗرﺗﯾب اﻟﻘرآن‬
‫ﺑداﯾﺔ اﻟﺳورة‪.‬‬
‫ﻷﻧﮭم ﯾﺻﻠوا ﺑﯾن اﻟﺳور ﺑدون ﺑﺳﻣﻠﺔ‬ ‫‪ -‬ﻋﻧد وﺻل آﺧر ﺳورة اﻟﻧﺎس ﺑﺎﻟﻔﺎﺗﺣﺔ‪.‬‬
‫ﻏﯾر ﺟﺎﺋزة‪ :‬ﻟﻣن ﻛﺎن ﻣذھﺑﮫ ﻋدم‬ ‫اﻻﻣﺗﻧﺎع‪ :‬ﻣﻣﺗﻧﻌﺔ ﻋﻧد اﻟﺟﻣﯾﻊ‪:‬‬
‫ﺣﻛم اﻟﺟواز‪ :‬ﺟﺎﺋزة ﻋﻧد ﻣن ﻟﮭم اﻟﺳﻛت‬ ‫ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ ﺳورة اﻟﺗوﺑﺔ وﻟﻠﻌﻠﻣﺎء ﺗﻔﺳﯾران‪:‬‬
‫اﻟﺑﺳﻣﻠﺔ ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ اﻟﺳورة وﻻ ﺗﺟوز‬
‫واﻟوﺻل ﻛورش وأﺑو ﻋﺎﻣر‬ ‫‪ -‬اﻟﺑﺳﻣﻠﺔ ﺗﻌﻧﻲ اﻷﻣن واﻷﻣﺎن وﻻ ﯾﺗﻧﺎﺳب‬
‫اﻟﺑﺳﻣﻠﺔ ﻓﻲ وﺳط ﺳورة اﻟﺗوﺑﺔ ﻷﻧﮭﺎ ﻟم‬
‫ﺗﺄت ﻓﻲ ﺑداﯾﺗﮭﺎ‬ ‫اﻷﻣن واﻷﻣﺎن ﻣﻊ اﻟوﻋد واﻟوﻋﯾد ﻟﻠﻛﻔﺎر واﻟﻘﺗل‬
‫وﻓﺿﺢ أﻣرهم ﻛﻣﺎ ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ ﺳورة اﻟﺗوﺑﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﯾﻘﺎل إن ﺳورة اﻟﺗوﺑﺔ هﻲ ﺗﻛﻣﻠﺔ ﻟﺳورة‬
‫اﻷﻧﻔﺎل‬

‫‪4‬‬
‫س‬ ‫ل‬‫ا‬ ‫أ‬ ‫�‬ ‫�‬‫ب‬ ‫ل‬‫ا‬
‫�و ه دء ب �ول ور‪:‬‬ ‫�‬‫ج‬ ‫أ‬
‫إذا كان القارئ مبتد ًئا بأول السورة تتعين عليه البسملة ـ فيما عدا البدء بسورة براءة ـ وحينئذ يجوز له أربعة أوجه ‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬وصل االستعاذة‬ ‫الثاني ‪ :‬الوقف على‬
‫الرابع ‪ :‬وصل االستعاذة‬ ‫األول ‪ :‬الوقف على‬
‫بالبسملة والوقف عليها ثم‬ ‫االستعاذة ووصل البسملة‬
‫بالبسملة بأول السورة‬ ‫االستعاذة وعلى البسملة ثم‬
‫البدء بأول السورة‬ ‫بأول السورة‬ ‫البدء بأول السورة‬
‫أعوذ باهلل من الشيطان‬
‫أعوذ باهلل من الشيطان‬ ‫أعوذ باهلل من الشيطان الرجيم أعوذ باهلل من الشيطان‬
‫الرجيم بسم اهلل الرحمن‬ ‫‪/‬الوقف‪ /‬بسم اهلل الرحمن‬
‫الرجيم بسم اهلل الرحمن‬ ‫الرجيم‪/‬الوقف ‪ /‬بسم اهلل‬
‫الرحيم الحمد هلل رب‬ ‫الرحيم‪ /‬الوقف‪ /‬الحمد هلل‬
‫الرحيم‪/‬الوقف ‪ /‬الحمد هلل‬ ‫الرحمن الرحيم الحمد هلل‬
‫العاملين‬ ‫رب العاملين‬
‫رب العاملين‬ ‫رب العاملين‬

‫هذه األوجه األربعة جائزة لجميع القراء عند االبتداء بأي سورة من سور القرآن عدا سورة براءة‬

‫أما عند البدء بسورة براءة فتمتنع البسملة وتكون األوجه الجائزة فيها وجهان ‪:‬‬

‫الثاني ‪ :‬وصل االستعاذة بأول السورة‬ ‫األول ‪ :‬الوقف على االستعاذة ثم البدء بأول السورة‬

‫أعوذ باهلل من الشيطان الرجيم براءة‬ ‫أعوذ باهلل من الشيطان الرجيم ‪ /‬الوقف‪ /‬براءة‬
‫تنبيه ‪ :‬لو قطع القارئ قراءته لطارئ قهري كعطاس أو تنحنح أو لكالم يتعلق بمصلحة القراءة اليعيد االستعاذة ‪ ،‬أما‬
‫لو قطعها إعراضا عنها أو لكالم التعلق له بها ولو ردا لسالم فإنه يستأنف االستعاذة‬

‫‪5‬‬
‫س‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫س‬ ‫أ‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫�‬
‫�و ج ه ب دء ب �وا ط ور‪:‬‬‫أ‬

‫ترك البسملة ‪:‬‬ ‫البسملة ‪:‬‬

‫الوقف على االستعاذة مع‬ ‫وصل االستعاذة بما بعدها‪.‬‬ ‫نفس أوجه البسملة األربعة‬
‫التنفس‪.‬‬ ‫الثابتة في أول السورة‪.‬‬

‫مثال‪ :‬أعوذ باهلل من الشيطان‬ ‫مثال‪ :‬أعوذ باهلل من الشيطان‬


‫الرجيم إن االنسان لربه لكنود‬
‫ِ‬ ‫الرجيم (وقف) إن االنسان‬
‫لربه لكنود‬

‫تنبيه ‪ :‬استحب بعض العلماء االتيان بالبسملة فقط ملن مذهبه البسملة في الوصل بين السورتين اذا‬
‫كان أول اآلية املبتدأ بها اسم الجاللة أو ضمير يعود عليه أو اسم نبي أو ضمير يعود عليه‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫الوصل ب� ي� ن� السو ت�ر ي� ن� الم ت�بر� ت� ي� ن� عدا ب�راء�ة‬

‫يزيد لإلمام ورش وجهان ‪:‬‬ ‫ثالثة أوجه مع البسملة ‪:‬‬

‫‪5‬ـ وصل السورتين‬ ‫‪4‬ـ السكت ‪:‬‬ ‫‪ .3‬وصل الجميع‬ ‫‪ .1‬الوقف على آخر السورة ‪ .2‬الوقف على آخر السورة‬
‫سكتة لطيفة بدون كنطق اآلية‬ ‫ومن شر حاسد إذا‬ ‫ووصل البسملة بأول‬ ‫وعلى البسملة ‪.‬‬
‫الواحدة وصال‬ ‫تنفس‬ ‫حسد بسم اهلل‬ ‫السورة التالية ‪.‬‬ ‫ـ ومن شر حاسد إذا حسد‬
‫ومن شر حاسد إذا‬ ‫الرحمن الرحيم قل‬ ‫‪/‬وقف‪ /‬بسم اهلل الرحمن ـ ومن شر حاسد إذا حسد‬
‫حسد قل أعوذ برب‬ ‫أعوذ برب الناس‬ ‫الرحيم‪/‬وقف‪ /‬قل أعوذ ‪/‬وقف‪ /‬بسم اهلل الرحمن‬
‫الناس‬ ‫الرحيم قل أعوذ برب الناس‬ ‫برب الناس‬

‫تنبيه ‪ :‬وهذا بشرط أن تكون السورتين‬ ‫تنبيه ‪ :‬أما الوجه الرابع وهو وصل آخر السورة بالبسملة مع‬
‫متتاليتين في ترتيب املصحف ‪ ،‬أما إذا‬ ‫الوقف عليها فهو ممتنع ‪ ،‬وذلك ألن البسملة جعلت ألوائل‬
‫فقد الترتيب فيمتنع الوصل والسكت‬ ‫السور وليس لنهاياتها ‪ ،‬ولو وصلت بآخر السورة األولى ثم‬
‫ويتعين على القارئ اإلتيان بالبسملة ‪-‬‬ ‫وقف عليها لتوهم للسامع أنها تابعة للسورة املنقضية‬
‫ويمتنع معها وجه وصل الجميع ‪. -‬‬
‫وليست السورة التالية ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫مالحظة ‪ :‬اختلف القراء العشر في ذكر البسملة بين السورتين (وجه الخالف بينهم في إثبات البسملة أو تركها) ‪:‬‬
‫القرءان الكريم نزل على سبعة أحرف و نزل مرات متكررة ‪ ،‬فالبسملة نزلت في بعض األحرف و لم تنزل‬
‫في بعضها ‪ ،‬فإثباتها قطعي و حذفها قطعي ‪:‬‬
‫فمن قرأها فهي ثابتة في حرفه متواترة إليه ثم منه إلينا ‪ ،‬و من قرأ بحذفها فحذفها متواتر إليه ثم منه إلينا ‪،‬‬
‫ومن روي عنه إثباتها وحذفها فاﻷمران تواترا عنده‪.‬‬

‫حكم البسملة بين السورتين لورش‪:‬‬


‫قال ابن بري رحمه اهلل‬
‫قالون بين السورتين بسمال ‪ .️...‬و ورش الوجهان عنه نقال‬
‫أخبر ابن بري أن قالون بسمل بين السورتين على ترتيب املصحف من غير خالف‪ .‬و أما ورش اختلف عنه ‪:‬‬
‫ﻷن له الوجهان في الفصل بين السورتين‪:‬‬
‫‪ /1‬الفصل بالبسملة بين السورتين و قد رواه عنه اﻷصبهاني و عبد الصمد العتقي‬
‫‪ /2‬ترك البسملة و هذا الوجه رواه عنه أبو يعقوب اﻷزرق‬
‫و في هذه الحالة و جهان ‪ :‬السكت و الوصل و السكت هو املختار ملن نقل عن ورش‬
‫قال ابن بري رحمه اهلل‪:‬‬
‫️و اسكت يسيرا تحض بالصواب ‪️.......‬أوصل له مبين اﻹعراب‬
‫ذكر الناظم وجهين متفرعين على ترك البسملة لورش بين السورتين من طريق اﻷزرق ‪:‬‬
‫فوجه السكت اﻹعالم بانتهاء السورة اﻷولى و الشروع في الثانية‬
‫ووجه الوصل كون القرءان كسورة واحدة و قصد تبيين اﻹعراب يعني حركات اﻹعراب و غيرها من أحكام الوصل‬
‫و كل من الوجهين إن قرئ بأحدهما يقول ابن بري ‪ :‬تحظ بالصواب ( ﻷن اﻹختيار في دائرة املروي)‬
‫و تقديم الناظم السكت في الذكر أرجحيته على الوصل كونه أبين ﻹنقضاء السورة اﻷولى من الوصل لذلك كان الوجه‬
‫املختار لإلمام الداني‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫أ�و ج�ه الوصل ب� ي� ن� ا أل�ن� ف�ال وب�راء� ‪:‬ة‬

‫تجوز بين األنفال وبراءة ثالثة أوجه ‪:‬‬

‫‪ .3‬الوصل ( وصل الجميع بدون‬ ‫‪ .2‬السكت‪ :‬قطع الصوت زمنا‬ ‫‪. 1‬الوقف ( قطع الصوت‬
‫بسملة وال وقف وال سكت ـ‬ ‫أقل من زمن الوقف مع عدم‬ ‫على أخراآلية زمنا يسيرا‬
‫أي كاآلية الواحدة )‬ ‫التنفس وتسمى سكتة لطيفة‬ ‫مع التنفس بنية استئناف‬
‫إن اهلل بكل شيء عليم براءة‬ ‫بدون تنفس‬ ‫القراءة )‬
‫من اهلل ورسوله‬ ‫إن اهلل بكل شيء عليم‬ ‫إن اهلل بكل شيء عليم‬
‫(سكت) براءة من اهلل ورسوله‬ ‫ــــ براءة من اهلل ورسوله‬

‫مالحظة ‪ :‬وهذه األوجه الثالثة جائزة بين األنفال وبراءة كما تجوز بين براءة وأي سورة بشرط أن تكون هذه السورة قبل‬
‫التوبة في ترتيب املصحف كسورة األنعام مثال‪ ,‬أما إذا كانت السورة بعد التوبة في التالوة مثل سورة ( النور ) فيتعين‬
‫الوقف ويمتنع الوصل والسكت كذلك يتعين الوقف ويمتنع السكت والوصل إذا وصلت آخر التوبة بأولها‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫كي� ف�ي��ة الب�دء ب�س ة‬
‫ور� آ�ل عمر نا� ـ أ�و وصلها مع الب� ق�ر�ة‬
‫عند قراءة ( ألــــم ‪ .‬اهلل ال إله إال هو الحي القيوم ) يجوز ثالثة أوجه ‪:‬‬
‫الوقف ‪ :‬ألــــــم ‪ //‬اهلل ال إله إال هو‬
‫الوصل مع فتح امليم ( اللتقاء الساكنين ) مع إشباعها ست حركات ألفالمـــيــــ‪ 6‬ــــم اهلل‬
‫الوصل مع فتح امليم مع القصر اعتدادا بالحركة العارضة ألفالمــــ ‪ 2‬ـــم اهلل‬
‫ـ عند البدء بسورة آل عمران‬
‫تجوز األوجه األربعة الجائزة عند البدء بكل سور القرآن ـ عدا براءةـ وعلى كل و جه منها يجوز ثالثة ( ألم اهلل )‬
‫فتكون حاصل األوجه الجائزة ‪ 12‬عشر وجها تفصيلها كاآلتي‪ 12 = 4×3 :‬وجه‬
‫‪ : 6 ، 5 ،4‬الوقف على‬
‫‪ : 12 ، 11 ، 10‬وصل‬ ‫‪ : 9 ، 8 ، 7‬وصل االستعاذة‬ ‫االستعاذة ووصل البسملة مع‬ ‫‪ : 3 ، 2 ،1‬الوقف على‬
‫االستعاذة بالبسملة بأول آل‬ ‫بالبسملة ثم الوقف عليها‬ ‫أول آل عمران مع الثالثة أوجه‬ ‫االستعاذة وعلى البسملة‬
‫عمران بالثالث أوجه الجائزة‬ ‫والبدء بأول آل عمران مع‬ ‫الجائزة فيها‬ ‫ثم البدء بآل عمران مع‬
‫فيها‬ ‫الثالثة أوجه الجائزة فيها‬ ‫الثالثة أوجه الجائزة فيها‬
‫‪ .4‬أعوذ باهلل من الشيطان الرجيم ‪/‬‬
‫‪ .7‬أعوذ باهلل من الشيطان الرجيم بسم ‪ .10‬أعوذ باهلل من الشيطان الرجيم بسم‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم ألم ‪ /‬هللا ال‬ ‫ ‪1.‬أعوذ باهلل من الشيطان الرجيم‪/‬‬
‫هللا الرحمن الرحيم‪ /‬ألم‪ /‬هللا ال إله إال هللا الرحمن الرحيم ألم‪ /‬هللا ال إله إال هو‬ ‫بسم هللا الرحمن الرحيم ‪ /‬ألم‪/‬‬
‫الحي القيوم‬
‫إله إال هو‬
‫هو الحي القيوم‬ ‫‪ .5‬أعوذ باهلل من الشيطان الرجيم ‪/‬‬ ‫هللا ال إله إال هو‬
‫‪ .8‬أعوذ باهلل من الشيطان الرجيم بسم ‪ .11‬أعوذ باهلل من الشيطان الرجيم بسم‬ ‫ ‪2.‬أعوذ باهلل من الشيطان الرجيم‬
‫هللا الرحمن الرحيم ألم‪ 6‬هللا ال إله هو‬ ‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ .12‬أعوذ باهلل من الشيطان الرجيم بسم‬
‫هللا الرحمن الرحيم ‪/‬ألم‪ 6‬هللا ال إله‬ ‫بسم هللا الرحمن الرحيم ‪/‬ألم‪ 6‬هللا ألم‪ 6‬هللا ال إله هو‬
‫هو‬ ‫‪ .6‬أعوذ باهلل من الشيطان الرجيم ‪/‬‬ ‫ال إله هو‬
‫هللا الرحمن الرحيم ألم‪ 2‬هللا ال إله إال هو‬
‫‪ .9‬أعوذ باهلل من الشيطان الرجيم بسم‬ ‫بسم هللا الرحمن الرحيم ألم‪ 2‬هللا‬ ‫ ‪3.‬أعوذ باهلل من الشيطان الرجيم‬
‫هللا الرحمن الرحيم ‪/‬ألم‪ 2‬هللا ال إله إال‬ ‫بسم هللا الرحمن الرحيم ‪/‬ألم‪ 2‬هللا ال إله إال هو‬
‫هو‬ ‫ال إله إال هو‬
‫وهذا الحكم يشمل القراء العشرة عند البدء بآل عمران بما فيهم الراوي ورش عن اإلمام نافع ‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫ـ عند وصل آل عمران بالبقرة‬
‫يجوز الخمس أوجه الجائزة بين كل سورتين وعلى كل منها الثالث أوجه الجائزة عند قراءة " ألم اهلل " وتفصيلها كاآلتي ‪:‬‬
‫‪ 15 = 5×3‬وجه‬
‫‪ : 9 ، 8 ، 7‬وصل آخر السورة‬ ‫‪ : 6 ، 5 ،4‬الوقف على آخر السورة‬ ‫‪ : 3 ، 2 ،1‬الوقف على آخر‬
‫بالبسملة بأول آل عمران‬ ‫ثم وصل البسملة بأول آل عمران‬ ‫السورة وعلى البسملة ثم‬
‫بأوجهها الثالثة ‪.‬‬ ‫بأوجهها الثالثة‬ ‫البدء بآل عمران بأوجهها ‪3‬‬

‫‪ .7‬فانصرنا على القوم الكافرين بسم‬ ‫‪ .4‬فانصرنا على القوم الكافرين ‪ /‬بسم هللا‬ ‫‪ .1‬فانصرنا على القوم الكافرين ‪/‬‬
‫هللا الرحمن الرحيم ألم‪ /‬هللا ال إله إال‬ ‫الرحمن الرحيم ألم‪ /‬هللا ال إله إال هو‬ ‫بسم هللا الرحمن الرحيم ‪ /‬ألم‪ /‬هللا‬
‫هو‬ ‫‪ .5‬فانصرنا على القوم الكافرين ‪ /‬بسم هللا‬ ‫ال إله إال هو‬
‫‪ .8‬فانصرنا على القوم الكافرين بسم‬ ‫الرحمن الرحيم ألم‪ 6‬هللا ال إله هو‬ ‫‪ .2‬فانصرنا على القوم الكافرين ‪/‬‬
‫هللا الرحمن الرحيم ألم‪ 6‬هللا ال إله‬ ‫‪ .6‬فانصرنا على القوم الكافرين ‪ /‬بسم هللا‬ ‫بسم هللا الرحمن الرحيم ‪ /‬ألم‪ 6‬هللا‬
‫هو‬ ‫الرحمن الرحيم ألم‪ 2‬هللا ال إله إال هو‬ ‫ال إله هو‬
‫‪ .9‬فانصرنا على القوم الكافرين بسم‬ ‫‪ .3‬فانصرنا على القوم الكافرين ‪/‬‬
‫هللا الرحمن الرحيم ألم‪ 2‬هللا ال إله إال‬ ‫بسم هللا الرحمن الرحيم ‪ /‬ألم‪ 2‬هللا‬
‫هو‬ ‫ال إله إال هو‬

‫وأما عند اإلمام ورش‬


‫ثالثة على الوصل ‪:‬‬ ‫ثالثة على السكت ‪:‬‬
‫فيزيد له فيما بين‬
‫‪ .13‬فانصرنا على القوم الكافرين ألم‪ /‬هللا ال إله إال هو‬ ‫السورتين الوصل بدون ‪ .10‬فانصرنا على القوم الكافرين س ألم‪ /‬هللا ال إله إال هو‬
‫‪ .14‬فانصرنا على القوم الكافرين ألم‪ 6‬هللا ال إله هو‬ ‫بسملة والسكت بدون ‪ .11‬فانصرنا على القوم الكافرين س ألم‪ 6‬هللا ال إله هو‬
‫‪ .15‬فانصرنا على القوم الكافرين ألم‪ 2‬هللا ال إله إال هو‬ ‫‪ .12‬فانصرنا على القوم الكافرين س ألم‪ 2‬هللا ال إله إال هو‬ ‫بسملة وعليه فتزيد‬
‫له ست أوجه فيما بين‬
‫البقرة وآل عمران وهي ‪:‬‬

‫‪11‬‬
‫ك‬ ‫�‬‫ن‬ ‫�‬‫ت‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ت‬ ‫ت‬
‫�‬ ‫�غ‬ ‫ت‬ ‫أ‬
‫�‬‫ي‬ ‫ن‬ ‫�‬‫�‬ ‫�‬‫ب‬ ‫م‬ ‫�‬
‫�و ج ه و ل ي � ور ي � ير ر ي � ( س )‬‫ن‬ ‫�‬‫�‬ ‫س‬ ‫ن‬ ‫�‬ ‫�‬‫ب‬ ‫ص‬ ‫ل‬‫ا‬ ‫�‬
‫وصل سورة اآلعلى مع سورة التوبة‬ ‫ﻣﺛﺎل‪:‬‬ ‫وصل سورة عبس مع سورة النازعات‬

‫اﻟوﻗف‬ ‫الوقف على اﺧر اﻟﺳورة‬


‫"ﺻﺣف إﺑراھﯾم وﻣوﺳﻰ" وﻗف‬ ‫اﻷوﻟﻰ ووﺻل اﻟﺑﺳﻣﻠﺔ ﺑﺄول‬ ‫الوقف على اﻟﺟﻣﯾﻊ‬
‫"ﺑراءة ﻣن اﷲ ورﺳوله إﻟﻰ اﻟذﯾن‬ ‫اﻟﺳورة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ‬
‫ﻋﺎهدﺗم ﻣن اﻟﻣﺷرﻛﯾن"‬
‫"أوﻟﺋك هم اﻟﻛﻔرة اﻟﻔﺟرة‬ ‫"أوﻟﺋك هم اﻟﻛﻔرة اﻟﻔﺟرة"‬
‫" وقف " ﺑﺳم اﷲ اﻟرﺣﻣﺎن‬ ‫وقف " ﺑﺳم اﷲ اﻟرﺣﻣﺎن‬
‫اﻟرﺣﯾم واﻟﻧﺎزﻋﺎت ﻏرﻗﺎ‬ ‫اﻟرﺣﯾم " وقف" واﻟﻧﺎزﻋﺎت‬

‫ق‬
‫ﻏرﻗﺎ‬

‫�‬‫ي‬ ‫ل‬ ‫�‬


‫ور� ال م ‪ � :‬نو� وما سطرو�ن‬
‫ن‬ ‫س ة‬
‫وﺻل ﻧون ﺑﻣﺎ ﺑﻌدھﺎ‬ ‫اﻟوﻗف ﻋﻠﻰ ﻧون‬
‫ﻧُونْ (وقف) َو اﻟﻘﻠم وﻣﺎ‬
‫ﯾﺳطرون"‬
‫ﻧون وﱠ اﻟﻘﻠم وﻣﺎ ﯾﺳطرون‬ ‫لم وﻣﺎ ﯾﺳطرون‬
‫والق ِ‬
‫َ‬ ‫ﻧُونْ‬
‫إدﻏﺎم‬ ‫إظﮭﺎر رواية‬

‫‪12‬‬
‫ا أل� بر�ع ال ز�هر‬
‫األربع الزهر هي األربع سور القرآنية املبتدئة بـ ‪ :‬ال أقسم ‪ ،‬ويل‬
‫وهي املطففين ‪ ،‬الهمزة ‪ ،‬البلد ‪ ،‬القيامة‬
‫حكم البسملة بين اﻷربع الزهر لورش من طريق اﻷزرق ‪:‬‬

‫اﻷصل عدم التفريق بين اﻷزبع الزهر و غيرها‬


‫إﻻ أن ابن بري رحمه اهلل أخبر أن البعض من الشيوخ بسمل بين اﻷربع الزهر استحسانا للفصل بين املتناقضات و دفع القبح‬
‫و بشاعة اللفظ املترتب عن الوصل بين السورة من هذه السور اﻷربعة بما قبلها حسب قولهم ‪:‬‬
‫قال ابن بري رحمه اهلل ‪:‬‬
‫رورةْ * في األربع املعلومة املشهورةْ‬ ‫بسم َل عن َض َ‬
‫وبعضهم َ‬ ‫ُ‬
‫والو ْي ِ‬
‫الت‬ ‫واسم اهلل َ‬ ‫ِ‬ ‫والصب ِر‬ ‫ِ‬
‫واإلثبات * َّ‬ ‫للفصل بين النَّفْ ي‬
‫كت َأ ْولى عند كل ذي ن َ‬
‫َظ ْر * ألنَّ َو ْص َف ُه ال َّر َ‬
‫حيم ُمعت َب ْر‬ ‫والس ُ‬
‫َّ‬

‫للفصل بين النفي و اﻹثبات ‪:‬‬


‫ووجه القبح هنا حسب قولهم حال الوصل ‪ :‬أن القارئ إذا وصل‪ * :‬املغفرة ( املدثر) بال ( القيامة ) فكأنه نفى املغفرة‬
‫الثابتة هلل‬
‫و إذا و صل ‪ *:‬فادخلي في عبادي و ادخلي جنتي *(الفجر ) بال * فكأنه نفي ما ثبت هلل من دخول الجنة‬
‫والفصل بين الصبر و اسم اهلل و الويالت ‪:‬‬
‫وجه القبح حسب ما قالوا إذا وصل القارئ ‪ *:‬و اﻷمر يومئذ هلل * ( اﻹنفطار ) ويل‬
‫و كذلك * و تواصوا بالحق و تواصوا بالصبر * ويل‬
‫فكأنه قرن الويل املذموم باسم اهلل و الصبر املمدوحين‬
‫قال اﻹمام الداني في التيسير ‪... * :‬و ليس في ذلك أثر يروى عنهم و إنما استحباب من الشيوخ*‬

‫‪13‬‬
‫‪ -‬ويجوز لورش على وجه السكت عند األربع الزهر ( البسملة والسكت ) بخلف عنه ‪،‬‬
‫‪ -‬ويجوز له على وجه الوصل عندها ( السكت والوصل ) بخلف عنه ‪،‬‬
‫‪ -‬ويتعين له على وجه البسملة بين السورتين ( البسملة ) فقط عند األربع الزهر ‪.‬‬

‫*** الدليل من الشاطبية ‪:‬‬


‫اس ُك َتنْ ُك ٌّل َج َال َي ُاه َحص ََّل‬
‫‪....................................................................‬و ِص ْل َو ْ‬
‫َ‬ ‫‪- 101‬‬

‫اض ُح ُّ‬
‫الط َل‬ ‫يد ُه َو ِ‬ ‫وج ٌه ذَ َك ْرتُ ُه ‪َ ...‬وفِ يه َا ِخ َال ٌ‬
‫ف ِج ُ‬ ‫ب ْ‬ ‫َص َك َّ‬
‫ال ُح َّ‬ ‫‪َ - 102‬و َال ن َّ‬

‫س ‪َ ...‬و َب ْع ُض ُه ُم فِ ي ا َأل ْرب ِِع الز ُّْه ِر َب ْس َم َل‬ ‫وس ْكتُ ُه ُم ْ ُ‬


‫الخْ تَا ُر ُدونَ َت َنفُّ ٍ‬ ‫‪َ - 103‬‬

‫س ُم َخذ ََّل‬
‫ت ‪ ...‬ل َِح ْم َزةَ فَ افْ َه ْم ُه َو َل ْي َ‬ ‫يهنَّ َس ِ‬
‫اك ٌ‬ ‫‪َ - 104‬ل ُه ْم ُدونَ ن ٍّ‬
‫َص َو ْه َو فِ ِ‬

‫ت ُم َب ْسمِ َل‬
‫ف َل ْس َ‬
‫بالس ْي ِ‬ ‫َص ْل َها َأ ْو َب َد ْأ َ‬
‫ت َب َر َاءةً ‪ِ ...‬ل َت ْن ِز ْيلِه َا َّ‬ ‫‪َ - 105‬و َم ْه َما ت ِ‬

‫ورةً ‪ِ ...‬س َواه َا َوفي ا َأل ْج َزاءِ َخ َّي َر َمنْ ت ََل‬


‫‪َ - 106‬و َال ُب َّد مِ نْه َا فِ ي ا ْبت َِدائ َِك ُس َ‬

‫الد ْه َر فِ يه َا فَ َت ْث ُق َل‬
‫ور ٍة ‪...‬فَ َال ت َِق َفنَّ َّ‬ ‫َص ْل َها َم ْع َأ َو ِ‬
‫اخ ِر ُس َ‬ ‫‪َ - 107‬و َم ْه َما ت ِ‬

‫‪14‬‬
‫مثال‪:‬‬

‫‪15‬‬
‫أعظم سورة‬
‫ي�ل قط ‪ ،‬واختص بها نبينا ﷺ دون‬ ‫الفاتحة نور فتح لها باب من السماء لم يفتح من قبل ‪ ،‬ونزل بها ملك لم ن ز‬
‫ن‬
‫المعا�‪.‬‬ ‫سائر األنبياء ‪ ،‬و ُو ِعد بإعطاء ما احتوت عليه من‬
‫ي‬
‫كث�ة‪ ،‬ومنها‪:‬‬ ‫ي‬ ‫الن� ﷺ بفضائل‬ ‫ب‬ ‫ل�فها ومكانتها‪ ،‬خصها‬‫سورة الفاتحة ش‬
‫ً‬ ‫ي‬
‫الن� ﷺ سمع نقيضا من فوقه فرفع رأسه‪ ،‬فقال‪ :‬هذا باب من‬ ‫ي‬ ‫ج�يل قاعد عند ب‬ ‫فعن ابن عباس قال ‪ :‬بينما ب‬
‫ف�ل منه ملك‪ ،‬فقال‪ :‬هذا ملك نزل إىل األرض لم ن ز‬
‫ي�ل قط إال‬ ‫السماء‪ ،‬فتح اليوم لم يفتح قط إال اليوم‪ ،‬ن ز‬
‫فسلم وقال‪ :‬ش ْ‬‫َّ‬
‫ن� قبلك‪ ،‬فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة‪ ،‬لن تقرأ‬ ‫أب� بنورين أوتيتهما لم يؤتهما يب‬ ‫ِ‬ ‫اليوم‪،‬‬
‫بحرف منهما اال أعطيته‪.‬‬
‫ف‬ ‫َ‬
‫المعىل قال‪ :‬قال يل رسول هللا ﷺ أال أعلمك أعظم سورة ي� القرآن قبل أن تخرج‬ ‫أ� سعيد رافع بن‬
‫عن ب ي‬
‫ف‬
‫من المسجد؟" فأخذ بيدي‪ ،‬فلما أردنا أن نخرج‪ ،‬قلت‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬إنك قلت ‪ :‬ألعلمنك أعظم سورة ي�‬
‫ن‬ ‫ي ن‬
‫المثا� والقرآن العظيم الذي أوتيته رواه البخاري‬ ‫ي‬ ‫ه السبع‬ ‫العالم� « ي‬ ‫القرآن؟ قال‪ «:‬الحمد هلل رب‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫أ� هريرة أتحب أن أعلمك سورة لم‬ ‫و� حديث يب‬ ‫ي‬ ‫‪.‬‬ ‫آن‬ ‫القر‬ ‫�‬‫سورة ي‬ ‫ف ي� هذا الحديث‪ :‬دليل عىل أن الفاتحة أعظم‬
‫ي�ل ف ي� التوراة‪ ،‬وال ف ي� اإلنجيل‪ ،‬وال ف ي� الزبور‪ ،‬وال ف ي� الفرقان مثلها‪ .‬قال العلماء ‪ :‬وإنما كانت أعظم سورة؛ ألنها‬ ‫نز‬
‫جمعت جميع مقاصد القرآن‪ ،‬ولذا سميت بأم القرآن‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫َ‬ ‫َ َ َ ٌ ََ ً َُْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َ ْ َ َّ َ َ ً َ ْ َ ْ َ ْ َ ُ ِّ ْ ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ ْ َّ‬ ‫ض‬ ‫َ ْ َ َََُْ‬
‫»‬ ‫ام‬ ‫م‬ ‫ت‬ ‫�‬‫ي‬ ‫غ‬ ‫ا‬ ‫ث‬‫ل‬ ‫ث‬ ‫اج‬ ‫د‬ ‫خ‬ ‫ه‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫آن‬ ‫ر‬ ‫ق‬ ‫ال‬ ‫م‬ ‫أ‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫يه‬ ‫ف‬
‫َ َ َ ْ َ ْ َ ف َ ْ َ َ نِّ ِ َ ِ ْ ُ َ ُ ِ َ ِ َّ ي ِ َ ُ ُ َ َ َّ ُ ٍ َ َ َ‬ ‫أ‬‫ر‬ ‫ق‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ة‬ ‫ل‬ ‫ص‬ ‫ل‬ ‫ص‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫‪:‬‬ ‫ال‬ ‫ق‬ ‫ﷺ‬ ‫�‬ ‫الن‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫عنه‬ ‫هللا‬
‫َعن أ َِب ي� َهرير ُ َ ْ َ َ ي َّ َ ُ ُ َ َ َ ْ ِب ي‬
‫ر�‬ ‫ة‬
‫الل ﷺ يقول‪ :‬قال الل تعال‪:‬‬ ‫َ‬
‫ف ِقيل‪ِ :‬ل ِب ي� هريرة‪ِ ،‬إنا نكون وراء ِالم ِام؟ فقال‪ :‬اقرأ ِبها ِ ي� َ نف ِسك‪ ،‬ف ِإ ي� س ِمعت رسول ِ‬
‫�﴾‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫﴿ال َح ْم ُد َّل َر ِّب ال َعالم نَ‬ ‫ْ‬
‫العبد‬ ‫�‪َ ،‬ول َع ْبدي َما َسأ َل‪َ ،‬فإ َذا َق َ‬
‫ال‬ ‫ن‬ ‫� َع ْبدي ن ْص َف ْ‬ ‫الص َل َة َب ْي ن� َو َب ْ نَ‬ ‫ت َّ‬ ‫َ َ ْ ُ‬
‫(قسم‬
‫ِي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ َ ي َي‬
‫ْ‬ ‫ن‬ ‫َ َ َّ ُ َ َ َ َ‬
‫قال الل تعال‪ :‬ح ِمد ِ ي� عب ِدي‪،‬‬
‫يم﴾‬ ‫ح‬ ‫الر‬ ‫﴿الر ْح َمن َّ‬ ‫ال‪َّ :‬‬ ‫َوإ َذا َق َ‬
‫ِ‬
‫َ ِ َّ َ َ َ ْ َ ِ َ َ َ ِ‬
‫ل ع ْب ِدي‪،‬‬ ‫ِّي‬
‫الل ت َعال‪ :‬أث ن� ع َّ‬ ‫ال ُ‬‫ق َ‬
‫﴾‬ ‫ين‬ ‫الد‬ ‫م‬ ‫و‬‫﴿مالك َي ْ‬ ‫َ َ َ َ‪َ :‬‬
‫وإذا قال‬
‫ْ‬ ‫َ ِ َ َ َّ َ ن ِ َ ِ ْ ِ َ َ َ ِ َ َّ ً َ َّ َ َ َّ َ‬
‫َ َ ََ‬ ‫قال‪ :‬مجد ِ ي� عب ِدي‪ ،‬وقال مرة‪ :‬فوض ِإ يل عب ِد َي‪،‬‬
‫‪،‬‬ ‫ل‬ ‫أ‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫د‬ ‫� ع ْبدي َول َع ْ‬
‫ب‬
‫َ‬ ‫َّ َ َ ْ ُ ُ َ َّ َ َ ْ َ نُ َ َ ‪َ :‬هذا َب ْي ن� َوب ْ نَ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ال‬ ‫ق‬ ‫﴾‬ ‫�‬ ‫ع‬ ‫ت‬ ‫س‬ ‫ن‬ ‫اك‬ ‫ي‬ ‫إ‬‫و‬ ‫د‬ ‫ب‬ ‫ع‬ ‫ن‬ ‫اك‬ ‫ي‬ ‫﴿إ‬ ‫‪:‬‬ ‫فإذا قال‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ ْ َ َ َّ ِّ َ َ َ َ َ‬
‫ن‬ ‫َ ِ َ َ َ ِ ْ َ ِّ َ َِ ْ ُ ْ َ ِ ي َ َ َ َّ َ َ ِ ْ ي َ ْ َ َ َ ْ ْ َ ْ ِ ْ َ ْ ُ‬
‫وب علي ِهم ول الضال ي�﴾ قال‪ :‬هذا ِلعب ِدي‬ ‫﴿اه َ ِدنا الصاط المست ِقيم ِصاط ال ِذين أنعمت علي ِهم غ ي ِ� المغض ِ‬ ‫ف ِإذا قال‪:‬‬
‫َو ِل َع ْب ِدي ما سأل)‪ .‬رواه مسلم‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫قوله «خداج» الخداج بكرس الخاء هو النقصان‪ ،‬يقال‪ :‬خدجت الناقة إذا ألقت ولدها قبل أوان النتاج (الوالدة) وإن كان‬
‫تام الخلق‪ ،‬وأخدجته إذا ولدته ناقصا وإن كان لتمام الوالدة‪ ،‬فقوله ﷺ‪« :‬خداج» أي‪ :‬ذات خداج أي نقص‪.‬‬

‫‪17‬‬
18
‫ين‬
‫العثيم� ‪:‬‬ ‫تفس�‬
‫ي‬ ‫فوائد من‬
‫ت‬ ‫ف‬ ‫مم�ات ي ز‬
‫سورة الفاتحة لها ي ز‬
‫ه أفضل‬ ‫ال� ي‬
‫غ�ها ‪ ،‬منها أنها ركن ي� الصلوات ي‬ ‫تتم� بها عن ي‬
‫ين‬
‫الشهادت� فال صالة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ‪ ،‬ومنها أنها رقية إذا قرئ‬ ‫أركان اإلسالم بعد‬
‫الن� صىل هللا عليه وسلم قال للذي قرأ عىل اللديغ ‪،‬‬ ‫بها عىل المريض ف‬
‫ي‬ ‫ش� بإذن هللا‪ ،‬ألن ب‬‫ي‬
‫ف‬
‫بف�ئ ‪ ( :‬وما يدريك أنها رقية) ‪ .‬وقد ابتدع بعض الناس اليوم ي� هذه السورة بدعة فصاروا‬
‫يختمون بها الدعاء ‪ ،‬ويبتدئون بها الخطب ويقرؤونها عند بعض المناسبات وهذا غلط ‪:‬‬
‫)يع� اقرؤوا الفاتحة ‪ ،‬وبعض الناس‬ ‫تجده مثال إذا دعا ‪ ،‬ثم دعا قال لمن حوله ‪ ( :‬الفاتحة ن‬
‫ي‬
‫يبتدئ بها ف ي� خطبه أو ف ي� أحواله ‪ ،‬وهذا أيضا غلط ألن العبادات مبناها عىل التوقيف ‪ ،‬واالتباع‪.‬‬

‫ف‬
‫قال ابن تيمية رحمه هللا ‪:‬‬
‫تأملت أنفع الدعاء‪ ،‬فإذا هو سؤال العون عىل مرضاته تعاىل‪ ،‬ثم رأيته ي� الفاتحة ‪:‬‬
‫ين‬
‫نستع�‪ .‬الفاتحة ‪5‬‬ ‫إياك نعبد وإياك‬
‫ويشهد لقول ابن تيمية ‪ :‬الدعاء الذي أوىص نبينا معاذا أن يقوله دبر كل صالة ‪:‬‬
‫أع� عىل ذكرك وشكرك وحسن عبادتك) ‪ ،‬فليتدبر المؤمن هذه اآلية العظيمة وذلك الدعاء‪.‬‬ ‫ن‬
‫(اللهم ي‬
‫عن ابن مسعود‬
‫ن‬
‫المثا�‪ :‬ه فاتحة الكتاب‪ .‬والقرآن العظيم‪ :‬سائر القرآن‪.‬‬ ‫قال‪ :‬السبع‬
‫ي ي‬
‫مب� الفاتحة عىل العبودية‪ ،‬فإن العبودية إما ( محبة ‪ ---‬أو رجاء ‪ ---‬أ و خوف) والحمد هلل محبة‪،‬‬‫* ن‬
‫ه أصول العبادة‪ ،‬فرحم هللا عبدا استشعرها‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫الر ْ‬
‫و َّ‬
‫من الر ِح ِيم رجاء‪ ،‬و مالك يوم الدين خوف وهذه ي‬ ‫ِ‬ ‫ح‬
‫وأثرت ف ي� قلبه‪ ،‬وحياته‪.‬‬
‫‪19‬‬
‫مما تعلمنا من سورة الفاتحة‬
‫اننا ونحن نقرأ سورة الفاتحة‬
‫ين‬
‫العالم� * الرحمن الرحيم)‬ ‫نث� عىل هللا (الحمد هلل رب‬ ‫ن‬
‫* نحن ي‬
‫* نحن نقر بالبعث والمعاد ( مالك يوم الدين)‬
‫ف‬
‫* نحن نحقق األلوهية ي� قولنا ( إياك نعبد)‬
‫ين‬ ‫ف‬
‫نستع�)‬ ‫* ونحقق الربوبية ي� قولنا ( وإياك‬
‫الداع ( اهدنا الرصاط المستقيم)‬ ‫ي‬ ‫* نحن ندعو بأفضل ما يدعو به‬
‫ألننا ندعو هللا أن يهدينا إىل الطريق الموصل إليه وإىل جنته فكل الطرق مسدودة إال من هذا‬
‫الطريق‬
‫* ثم نحن نطلب أن نكون مع الفريق الذي أنعم هللا عليهم بالهداية ‪.‬‬
‫فالناس انقسموا بحسب معرفة الحق إىل ثالثة أقسام ‪:‬‬
‫وه‬ ‫ت‬
‫ه العلم النافع والعمل الصالح ي‬ ‫ال� ي‬
‫‪ -1‬عالم بالحق عامل به ‪ :‬هم المنعم عليهم بالهداية ي‬
‫الهدی والحق ‪..‬‬
‫‪ -2‬عالم" بالحق متبع هواه ‪ :‬وهم المغضوب عليهم ‪..‬‬
‫‪ -3‬جاهل بالحق ضال ‪ :‬وهم الضالون ‪..‬‬
‫فنحن ندعو كل يوم (‪ )17‬مرة ونسأل هللا تعاىل ونتوسل إليه بإحسانه أن ينعم علينا بالهداية وأن‬
‫يجعلنا من هؤالء المنعم عليهم‪.‬‬

‫فهال استشعرنا ذلك ونحن نقرأ تلك السورة العظيمة‬


‫‪20‬‬
‫أ�س ئ�ل ة� ت� بد� ي�ر�ة‬
‫يم النَّ ْحل ‪98‬‬
‫ان الر َِّج ِ‬ ‫استَ ِع ْذ ِباللَّ ِه ِم َن َّ‬
‫الش ْي َط ِ‬ ‫‪ * 1‬قال الله سبحانه وتعالى َف ِإ َذا َق َر ْأ َت الْ ُق ْر َ‬
‫آن َف ْ‬
‫ظاهر اآلية أن االستعاذة تكون بعد التالوة ال قبلها‪ ,‬فكيف ذلك؟‬

‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫الجواب ‪:‬‬


‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الر ِج ِيم النحل ‪ 98‬هذه اآلية ال تفه ُم عىل‬ ‫الل ِمن الش ْيطان َّ‬
‫ِ‬ ‫قال هللا سبحانه وتعاىل ف ِإذا ق َرأت الق ْرآن فاست ِعذ ِب ِ‬
‫ونظ�ه قوله تعاىل‪:‬‬ ‫بعدها‪ ُ َ ،‬ي‬ ‫التالوة ال ُ ْ َ َ‬ ‫من الشيطان الرجيم ‪ ،‬قبل‬ ‫َ‬ ‫ظاهرها ؛ ألن المراد إذا أردت قراءة َ القرآن فاستعذ باهلل‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫وسكم وأرجلكم إل الكعب ي ن‬
‫�‪...‬‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ء‬ ‫ر‬‫ُ‬ ‫ب‬ ‫وا‬‫ح‬‫ُ‬ ‫س‬ ‫َ‬ ‫ام‬ ‫ْ‬ ‫و‬‫َ‬ ‫ق‬ ‫اف‬
‫ر‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬
‫ْ‬
‫ال‬ ‫ل‬
‫َ‬
‫إ‬ ‫م‬‫ْ‬ ‫ك‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ي‬ ‫د‬ ‫ْ‬
‫ي‬ ‫أ‬ ‫و‬‫َ‬ ‫م‬‫ْ‬ ‫َ ْ ُ ُ ُ َ ُ‬
‫ك‬ ‫وه‬ ‫ج‬ ‫و‬ ‫وا‬ ‫ل‬‫س‬ ‫اغ‬ ‫ف‬ ‫ة‬ ‫ل‬‫الص‬‫آم ُنوا إ َذا ُق ْم ُت ْم إ َل َّ‬ ‫َيا َأ ُّي َها َّالذ َ‬
‫ين َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المائدة ‪ ،6‬فظاهره أن الوضوء بعد الصالة ‪.‬‬
‫َ َ َ َ ُ ُ َّ ْ َ َ ْ َ ُ ْ ُ‬
‫وكقوله تبارك اسمه ‪:‬فمن ش ِهد ِمنكم الشهر فليصمه البقرة ‪185‬‬
‫ف‬ ‫ض‬
‫يق� وجوب الصيام ي� شوال ال رمضان ‪،‬‬ ‫( فظاهره فأن الصوم ال يكون إال بعد شهود الشهر أي حضوره ‪ ،‬وهذا ف ي‬
‫وعلة ذلك ي� كالم العرب أنه من قبيل المجاز ؛ فالمقصود من الشهود ي� آية الصيام هو أول ليلة فقط من رمضان ‪.‬‬
‫ف‬
‫الن� عليه الصالة والسالم‬ ‫الصالة ؛ ألن هذه اإلرادة ي� ذاتها صالة ‪ ،‬قال يب‬ ‫الصالة َهو إرادة َ‬ ‫القيام َإىل َ َ ْ‬ ‫والمطلوب من‬
‫َ َ ُ َ ُُ ْ ِّف‬
‫ً‬
‫الة ما انتظر الصالة"‬ ‫"وال يزال أحدكم ي� ص ٍ‬
‫الن� صىل‬ ‫نوى ِّالق ْرِّاءة َفقد َقرأ ونال الثواب كامال ‪ ،‬وإن لم يقرأ ‪ ،‬قال ب ي‬ ‫والمراد من قراءة القرآن هو إرادة القراءة ؛ ألن من‬
‫َّ َ َ ْ َ ُ ِّ َِّّ ِّ َ َّ َ ِّ‬
‫هللا عليه وآله وسلم ‪ِ" :‬إنما األعمال بالنيات‪ِ ،‬وإنما لكل امرئ ما نوى‪...‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫فالنية جزء ال يتجزؤ من العمل ‪ ،‬وألجل ذلك جعلها الفقهاء ركنا أصيال من أركان الفرائض والنوافل ‪ ،‬ومن أخل به بطل‬
‫ِّ ْ‬ ‫�غ‬ ‫عمله ‪ ،‬فإذا علمنا ذلك ي ن‬
‫ه ذكر الكل وإرادة البعض ‪.‬‬ ‫ي‬ ‫وعالقته‬ ‫‪،‬‬ ‫المرسل‬ ‫بالمجاز‬ ‫يسىم‬ ‫تب� لنا أن هذا األسلوب البال ي‬
‫وهللا أعلم‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫*لماذا أمرنا الله أن نقول عند اإلستعاذة ‪ :‬أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وال نقول أعوذ بالله من إبليس الرجيم؟‬ ‫‪2‬‬
‫الجواب ‪:‬‬
‫غ�ه ‪،‬ال يتجاوز حدود‬ ‫و�ه عىل نفسه ال يتعدى إىل ي‬ ‫تع� الرافض اآل� لكن رفضه يكون عىل نفسه ش‬ ‫ف� المعجم إبليس ن‬
‫ب‬
‫تحول عن صفة اإلبليسية إىل‬ ‫بال� ‪،‬يغوي غ�ه بالفساد َّ‬ ‫غ�ه ش‬
‫ي‬ ‫غ�ه فهو إبليس ‪ .‬لكن حينما بدأ إبليس يغوي ي‬ ‫نفسه إىل ي‬
‫صفة الشيطان فأطلق القرآن عليه شيطان ‪.‬‬
‫َ‬
‫نفسه لم يبدأ ب ْعد الغواية واإلفساد آلدم‬ ‫ِ‬ ‫�ه فيه عىل‬ ‫فكل موضع ف� كتاب هللا ورد فيه ( إبليس ) فهو موضع كان ش ُّ‬
‫ف‬ ‫ي‬
‫وذريته ‪ ،‬وكل موضع ي� كتاب هللا يكون فيه كلمة (الشيطان) فإنما داللة عىل قيامه باإلغواء واإلغراء لذرية آدم بالفساد‬
‫َ َ َّ ُّ َ َّ َّ ُ َ َ‬ ‫الل َع ْن ُه َما َق َ‬
‫� َّ ُ‬‫الس� المهجورة مع األوالد ‪ :‬لحديث ْ ْابن َع َّباس َر ِض َ‬
‫الل عل ْي ِه‬ ‫ال ‪ ُ ( :‬كان الن ِب ي� صل‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫لذلك ‪ -:‬ىه من نن‬
‫الت َّامة ‪ ،‬م ْن ُكلِّ‬
‫َّ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َّ َ ُ َ ِّ ُ ْ َ َ َ َ ُ َ ْ نَ َ َ ُ ُ َّ َ ُ َ َ َ ُ َ ِّ َ‬
‫ْ‬
‫ِ ِ‬ ‫الل‬
‫ات ِ‬ ‫َوسلم يعو َذ الحسن و ُالحس ي� ويقول ‪ِ :‬إن أباكما كان يعوذ ِبها ِإسم ِاعيل و ِإسحاق ‪ :‬أعوذ ِبك ِلم ِ‬
‫َ ْ ِّ َ ْ ن َ‬ ‫ش ْي َط َ َّ‬
‫� ال َّم ٍة )‬
‫ان وهام ٍة ‪ ،‬و ِمن كل ع ي ٍ‬ ‫ٍ‬
‫فلفظة الشيطان مناسبة هنا ألن الشيطان سيقوم بالوسوسة ويقوم بشغلك ورصفك عن القراءة أو يشغل ذهنك عن أن‬
‫تتدبر ما تقرأ عن أيات هللا لذلك أمرنا أن نستعيذ باهلل من الشيطان الرجيم‪.‬‬
‫يقول اإلمام الرازى «عن اإلستعاذة» ‪:‬‬
‫فأبعد عن الشيطان‬ ‫يب� فيها أسباب اإلستعاذة عند القراءة ‪ ،‬كأن هللا يقول للعبد إنه شيطان رجيم وأنا رحمان رحيم ِ‬ ‫ين‬
‫نظف حجرة قلبه ويستعيذ باهلل‬ ‫ُ‬
‫تصل إىل الرحمان كأن القلب بستان المؤمن الذي يستعد للحديث مع الرحمان فكأنه ي ِ‬ ‫ِل ِ‬
‫ً‬
‫من الشيطان الرجيم ووسوسته لقلبه واستعدادا للحديث مع هللا عزوجل‬

‫‪22‬‬
‫‪ * 3‬إذا كانت البسملة مستحبة في بداية كل أمر‪ ،‬فلماذا ال نبسمل في أول سورة التوبة ؟‬

‫الجواب ‪:‬‬
‫السي ِّ‬
‫ورة َبراءة نزلت ‪ -‬ب ْ‬ ‫َ‬ ‫وقيل ألن ُس َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫عل عهد َر ُس ِّ‬‫ِّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫تكتب � المصحف َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ف‬ ‫ْ‬
‫ف ‪ ،‬وآية السيف‬ ‫ِ‬ ‫ول هللا ﷺ ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫قيل ألنها لم‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ َ َ ْ ْ ُ ُ ْ ُ ُ ُ َ ْ ُ ُ ْ ُ شْ نَ َ ْ ُ َ َ ُّ‬
‫�ك ي� حيث وجدتموهم‪.......‬التوبة آية ‪5‬‬ ‫َقول هللا ُتعاىل ِّ‪ :‬ف ِإذا انسلخ الشهر الحرم فاقتلوا الم ِ ِ‬
‫�‬ ‫اإلمام الشاط ب ِّ ُّ‬ ‫قا َل َ‬
‫َ ُ ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ن‬ ‫َ َ‬ ‫َْ ْ َي‬ ‫َ َْ َ‬
‫ت�يلها بالسي ِف لست مبس ِمال‬ ‫ز‬
‫تصلها أو بدأت براءة ِل ِ‬ ‫ومهما ِ‬
‫واألصح وهللا تعاىل أعىل وأعلم أنها علة توقيفية تعبدية ‪ ،‬فكما فرض هللا عز وجل صلوات بوضوء وركوع‬
‫ً‬
‫وه صالة الجنازة ‪ ،‬فرض أيضا‬ ‫وه الصلوات الخمس ‪ ،‬وفرض صالة بوضوء ودون ركوع وسجود ‪ ،‬ي‬ ‫وسجود ‪ ،‬ي‬
‫الن� صىل هللا عليه وآله وسلم ‪ ،‬قال هللا سبحانه ‪:‬‬ ‫ي‬ ‫عىل ب‬ ‫وه الصالة‬ ‫ي‬ ‫بغ� وضوء وال ركوع وال سجود َ ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫صالة ي‬
‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬
‫� يا أيها الذين آمنوا صلوا عل ْيه وسل ُموا ت ْسل ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الل َومل ِئكته يصلون عل الن ب ِّ‬‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫إ َّن َّ َ‬
‫يما (‪ )56‬األحزاب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِي‬ ‫ِ‬
‫ُ ًَ‬ ‫ً‬
‫أيضا جعل البسملة جزءا من آية ( ‪ )30‬بسورة النمل بال خالف ‪ ،‬وجعل سورا مفتتحة بالبسملة ‪،‬‬
‫ض‬ ‫ين‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫وه آية عىل خالف ي ن‬
‫ومقت�‬ ‫المومن� بذلك ‪،‬‬ ‫ب� الفقهاء ‪ ،‬وجعل سورة بال بسملة ؛ يتعبد‬ ‫ي‬
‫هذه العلة "أن َيقول الرب أمرت ونهيت ‪ ،‬وأن يقول العبد سمعت وأطعت" ‪،‬‬
‫َ َ َ ُْ َ َ َ َ َ ْ‬ ‫َ ُ‬
‫َوقالوا َس ِم ْعنا َوأط ْعنا غف َرانك َ َّربنا َو ِإل ْيك ال َم ِص ي ُ� (‪ )285‬البقرة‬

‫‪23‬‬
‫ف‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ف‬
‫والمك‬
‫ي‬ ‫الكو�‬
‫ي‬ ‫ي� المصحف‬ ‫والشام والبرصي‬
‫ي‬ ‫والثا�‬
‫ي‬ ‫األول‬ ‫المد�‬
‫ي‬ ‫المصحف‬ ‫�‬‫ي‬

‫ف‬
‫تعد البسملة آية من الفاتحة لذلك كما ي� الصورة رقم‬ ‫البسملة ليست آية من الفاتحة لذلك ال نجد الرقم ‪1‬‬
‫‪ 1‬أمام البسملة‬ ‫بعد البسملة‪.‬‬
‫مالحظة ‪ :‬من عد البسملة آية لم يعد (رصاط الذين أنعمت عليهم) آية‪ * ,‬ومن لم يعد البسملة‬
‫ين‬ ‫ف‬
‫الحال� ‪.‬‬ ‫آية عد (رصاط الذين أنعمت عليهم) آية * فسورة الفاتحة ‪ 7‬آيات ي�‬
‫‪24‬‬
25
‫أحكام النون الساكنة‬
‫والتنوين‬
‫رجاء علمي شنتوفي‬
‫رواية ورش عن نافع من طريق الأزرق‬
‫‪1‬‬

You might also like