You are on page 1of 6

‫آداب تلوة القرآن‬

‫‪ :‬أ‪ -‬آداب قارئ القرآن‬


‫‪:‬ينبغي لقارئ القرآن أن يتأدب بالداب التالية‬

‫‪ :‬الخلص‪1.‬‬

‫أن يريد بقراءته وجميع عباداته وجه ال عز وجل ‪ ،‬والتقرب إليه دون شيء آخر‪ ،‬من مال‪ ،‬أو‬
‫رياسة‪ ،‬أو وجاهة‪ ،‬أو ارتفاع على أقرانه‪ ،‬أو ثناء عند الناس‪ ،‬أو صرف وجوه الناس إليه‪ ،‬أو‬
‫‪.‬غير ذلك مما سوى التقرب إلى ال تعالى‬

‫قال تعالى‪{ :‬وما أمروا إل ليعبدوا ال مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلة ويؤتوا الزكاة ‪-‬‬
‫‪[.‬وذلك دين القيمة } [البينة‪5 :‬‬

‫وقال صلى ال عليه وسلم‪( :‬إنما العمال بالنيات‪ ،‬وإنما لكل امرئ ما نوى ) رواه البخاري ‪-‬‬
‫‪.‬ومسلم‬

‫‪:‬تعظيم القرآن وتكريمه‪2.‬‬


‫‪:‬يجب تعظيم القرآن الكريم وتنزيهه وصيانته وعدم الستخفاف به‪ ،‬ومن مظاهر تعظيمه وتكريمه‬

‫‪ .‬اجتناب الضحك والحديث في أثناء القراءة‪ ،‬إل كلما يضطر إليه ‪-‬‬

‫‪.‬عدم مس المصحف لمن كان به حدث أكبر من جنابة أو حيض ‪-‬‬

‫‪.‬عدم توسده ‪-‬‬

‫‪.‬عدم بيعه لغير المسلم ‪-‬‬

‫‪.‬عدم السفر به إلى بلد الكفر إذا خيف وقوعه في أيدي من ل يراعي حرمته ‪-‬‬

‫‪.‬منع المجنون والصبي الذي ل يميز من مسه مخافة انتهاك حرمته ‪-‬‬

‫‪.‬إلى غير ذلك مما يتنافى مع حرمته وتعظيمه ‪-‬‬

‫‪:‬تعاهد القرآن وتكرار ختمه ‪3.‬‬


‫‪:‬يستحب الكثار من قراءة القرآن وتلوته ‪ ،‬فقد قال تعالى مثنيا على من كان ذلك دأبه ‪-‬‬
‫‪[.‬يتلون آيات ال آناء الليل } [آل عمران‪}113 :‬‬

‫وقال صلى ال عليه وسلم (من قرأ حرفا من كتاب ال فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها ) رواه‬
‫‪ .‬الدارمي الترمذي‪ ،‬وقال حسن صحيح‬

‫ويستحب إذا فرغ من ختم القرآن أن يشرع في أخرى عقيب الختمة‪ ،‬وكان ذلك دأب السلف ‪-‬‬
‫‪.‬الصالح‬

‫‪:‬تدبره وتفهمه وتعقل معانيه‪4.‬‬


‫ينبغي قراءة القرآن بالتدبر والتفهم‪ ،‬قال تعالى‪{ :‬كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته } [ص‪- :‬‬
‫‪29[.‬‬

‫حسُن من فعله وما ‪-‬‬


‫والمؤمن العاقل إذا تل القرآن استعرض معانيه‪ ،‬فكان كالمرآة يرى بها ما َ‬
‫حذِره‪ ،‬وما خوّفه به من عقابه خافه‪ ،‬وما رغّب فيه موله رَغِب فيه ورجاه‬
‫‪َ .‬قبُح‪ ،‬فما حذّره موله َ‬

‫وقراءة القليل مع التدبر والتفكر فيه أفضل من قراءة الكثير من غير تدبر ول تفكر‪ .‬قال رجل ‪-‬‬
‫لبن عباس‪ :‬إني سريع القراءة‪ ،‬إني أقرأ القرآن في ثلث؟ فقال ابن عباس‪ :‬لَن أقرا البقرة في‬
‫‪.‬ليلة فأتدبرها وأرتلها أحب إليّ من أن أقرأ كما تقول‬

‫‪:‬العمل به واتباع أوامره واجتناب نواهيه‪5.‬‬


‫إن المقصود الهم من إنزال القرآن الكريم هو العمل به‪ ،‬وذلك باتباع ما يأمر به‪ ،‬واجتناب ما ‪-‬‬
‫‪.‬ينهى عنه‬

‫فل يليق بالمسلم أن يقيم حروف القرآن‪ ،‬ويضّيع أحكامه وحدوده‪ .‬إنه بذلك يتعرّض لسخط ال ‪-‬‬
‫‪.‬وغضبه‬

‫‪:‬تعليمه وإقراؤه للناس ‪6.‬‬


‫تعليم القرآن لمن ل يعلمه من أفضل القربات والطاعات‪ ،‬وقد رتّب ال عز وجل عليه الجر ‪-‬‬
‫الكثير‪ ،‬وأثنى النبي صلى ال عليه وسلم على معلّم القرآن‪ ،‬وجعله خير الناس وأفضلهم‪ ،‬قال‬
‫‪.‬صلى ال عليه وسلم‪( :‬خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه ) رواه البخاري‬
‫وقد تسابق أهل الخير والصلح إلى هذا الفضل ‪ ،‬فبنوا المدارس لتعليم وتحفيظ القرآن الكريم‪- ،‬‬
‫‪.‬وأنفقوا الموال الطائلة لتسهيل تعلم القرآن وحفظه على الناس‪ ،‬وتيسير سبله‬

‫وقد هيأ ال سبحانه وتعالى في كل عصر من يحمل لواء تعليم القرآن الكريم وتدريسه‪- ،‬‬
‫مصداقا لقوله تعالى‪{ :‬إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون } [الحجر‪ .]9 :‬وهذا مظهر من مظاهر‬
‫‪.‬حفظه‬

‫‪ :‬ب‪ -‬آداب تلوة القرآن‬


‫ينبغي لقارئ القرآن أن يستحضر في نفسه أنه يناجي ال تعالى فيراعي الدب مع القرآن ومع‬
‫‪:‬كلمه سبحانه‪ ،‬فمن الداب التي ينبغي مراعاتها وتعاهدها‬

‫‪:‬الطهارة ‪1.‬‬
‫يستحب لمن أراد قراءة القرآن من ليل أونهار أن يتطهر لذلك وأن يستاك‪ ،‬لن في ذلك ‪-‬‬
‫‪.‬تعظيما للقرآن الذي هو كلم ال عز وجل‪ ،‬ولن الملئكة تدنو منه عند تلوته للقرآن‬

‫أما الجنب والحائض فإنه يحرم عليهما قراءة القرآن‪ ،‬سواء كان آية أو أقل منها‪ ،‬ويرخص ‪-‬‬
‫للحائض عند الضرورة‪ ،‬كخوف نسيان أو في مقام التعليم أن تقرأ القرآن وتحمله مع وجود حائل‬
‫‪.‬كالقفازين‬

‫‪.‬ويباح للجنب أو الحائض إذا ظهرت عند عدم وجود الماء التيمم وقراءة القرآن والصلة ‪-‬‬

‫‪:‬القراءة في مكان ملئم ‪2.‬‬


‫يستحب أن تكون القراءة في مكان نظيف مختار‪ ،‬وأفضل الماكن المسجد‪ ،‬لكونه جامعا للنظافة ‪-‬‬
‫‪.‬وشرف البقعة‪ .‬وتكره القراءة في مكان مستقذر‪ ،‬كأماكن قضاء الحاجة والمزابل ونحو ذلك‬

‫‪.‬ويستحب عند القراءة أن يستقبل القبلة ‪-‬‬

‫‪:‬الستعاذة والبسملة ‪3.‬‬


‫إذا أراد الشروع في القراءة فإنه يستحب له أن يستعيذ‪ ،‬لقوله تعالى‪{ :‬فإذا قرأت القرآن فاستعذ‬
‫‪.‬بال من الشيطان الرجيم } [النحل‪ .]98 :‬أي‪ :‬إذا أردت القراءة‬

‫‪.‬وصفة الستعاذة المختارة‪ :‬أعوذ بال من الشيطان الرجيم ‪-‬‬


‫‪.‬ومن استعاذ بغيرها من الصيغ الواردة فجائز‬

‫ويجهر بالستعاذة إذا كان بحضرة من يسمعه‪ ،‬لن الجهر بالتعوذ إظهار شعار القراءة‪ ،‬وحتى‬
‫‪.‬ينصت السامع للقراءة من أولها لئل يفوته منها شيء‬

‫‪.‬وإذا قطع القراءة أو فصلها بفاصل وطال استأنف الستعاذة ‪-‬‬

‫وأن يقول بعدها‪ :‬بسم ال الرحمن الرحيم ‪-‬‬

‫‪.‬ويستحب أن يحافظ على قراءة البسملة في أول كل سورة سوى براءة ‪-‬‬

‫‪:‬ومن آداب التلوة ‪4.‬‬

‫‪.‬حضور القلب‪ ،‬والخشوع والتدبر للمقروء‬


‫وأن يقرأ القرآن جالسا متخشعا بسكينة ووقار مطرقا رأسه‪ ،‬ولو قرأ قائما أو مضطجعا أو ‪-‬‬
‫‪.‬على فراشه أو على غير ذلك من الحوال جاز وله أجر‪ ،‬ولكن ذلك خلف الَولى‬

‫ويستحب أن يُحضر قلبه الحزن عند القراءة وأن يتباكى‪ ،‬وأن يتأمل مافيه من التهديد والوعيد ‪-‬‬
‫الشديد والمواثيق والعهود‪ ،‬ثم يتأمل تقصيره في ذلك‪ ،‬قال تعالى‪{ :‬ال نزل أحسن الحديث كتابا‬
‫متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر ال ذلك هدى‬
‫‪[.‬ال يهدي به من يشآ ُء ومن يضلل ال فماله من هاد } [الزمر‪23 :‬‬

‫‪:‬الترتيل والتجويد ‪5.‬‬


‫يستحب للقارئ أن يرتل قراءته؛ لما فيه من التدبر والتفكر‪ ،‬ولنه أقرب إلى الجلل والتوقير‪- ،‬‬
‫‪[.‬وأشد تأثيرا في القلب‪ ،‬قال تعالى‪{ :‬ورتل القرآن ترتيل }‪[ .‬المزمل‪4 :‬‬

‫‪ .‬وقراءة جزء بترتيل أفضل من قراءة جزأين في قدر ذلك الزمان بل ترتيل ‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪:‬تحسين الصوت بالقرآن ‪6.‬‬


‫يستحب تحسين الصوت بالقراءة وتزيينها‪ ،‬فإن لم يكن حسن الصوت فليحسنه ما استطاع‪ ،‬قال ‪-‬‬
‫‪.‬صلى ال عليه وسلم‪( :‬زيّنوا القرآن بأصواتكم ) رواه أبو داود والنسائي وأحمد وصححه‬
‫وقال البراء رضي ال عنه‪" :‬سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم قرأ في العشاء بالتين ‪-‬‬
‫‪.‬والزيتون ‪ ،‬فما سمعت أحدا أحسن صوتا منه " رواه البخاري ومسلم‬

‫ويستحب طلب القراءة من حسن الصوت والصغاء إليها ‪ ،‬قال ابن مسعود رضى ال عنه ‪- :‬‬
‫قال لي رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪( :‬اقرأ عليّ القرآن "فقلت " يارسول ال ‪ ،‬أقرأ عليك‬
‫‪.‬وعليك أُنزل‪ ،‬قال‪" :‬إني أحب أن أسمعه من غيري )‪ .‬رواه البخاري ومسلم‬

‫‪ .‬وكان جماعة من الصحابة رضي ال عنهم يطلبون ممن صوته حسنٌ قراءة القرآن‬

‫وينبغي لمن رزقه ال حسن الصوت بالقرآن أن يعلم أن ال عز وجل قد خصّه بخير عظيم‪- ،‬‬
‫وليجعل مراده حين يقرأ للناس أن ينتبه أهل الغفلة من غفلتهم‪ ،‬فيرغبوا فيما رغبهم ال عز وجل‪،‬‬
‫‪.‬وينتهوا عما نهاهم‪ ،‬وبهذا ينتفع بحسن صوته وينتفع الناس به‬

‫‪:‬السجود عند آيات السجود ‪7.‬‬


‫يسن للقارئ والمستمع أن يسجد للتلوة كلما مرّ بسجدة‪ ،‬وسواء كان في الصلة أو غيرها‪- ،‬‬
‫‪.‬فإنه بذلك يرضي رّبه عز وجل‪ ،‬ويغيظ عدّوه الشيطان‬

‫قال صلى ال عليه وسلم‪( :‬إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد‪ ،‬اعتزل الشيطان يبكي ويقول‪ :‬يا ويلتى‪،‬‬
‫‪.‬أُمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة‪ ،‬وأُمرت بالسجود فعصيته فلي النار ) رواه مسلم‬

‫وفي القرآن خمس عشرة سجدة‪ ،‬وردت في السور التالية‪ :‬العراف‪ ،206:‬والرعد‪- ،105 :‬‬
‫والنحل‪ ،50 :‬والسراء‪ ،109 :‬ومريم‪ ،58 :‬وفي الحج سجدتان‪ ،77-18 :‬والفرقان‪ ،60 :‬والنمل‪:‬‬
‫‪ ،26.‬والسجدة‪ ،15 :‬وص‪ ،24 :‬وفصلت‪ ،38 :‬والنجم‪ ،62 :‬والنشقاق‪ ،21 :‬والعلق‪19 :‬‬

‫ويستحب لمن يسجد للتلوة‪ :‬أن يسبح ثلث مرات (سبحان ربي العلى ) ثم يقول‪( :‬اللهم لك ‪-‬‬
‫سجدت‪ ،‬وبك آمنت‪ ،‬ولك أسلمت‪ ،‬سجد وجهي للذي خلقه وصوّره‪ ،‬وشق سمعه وبصره‪ ،‬بحوله‬
‫‪ .‬وقوته‪ ،‬تبارك ال أحسن الخالقين )‪ .‬رواه مسلم‬

‫ويقول‪( :‬اللهم اكتب لي بها عندك أجرا ‪ ،‬واجعلها لي عندك ذخرا‪ ،‬وضع عني بها وزرا‪- ،‬‬
‫‪.‬واقبلها مني كما قبلتها من عبدك داود )‪ .‬رواه الترمذي ‪ ،‬وحسنه اللباني‬

‫‪:‬الدعاء عند التلوة ‪8.‬‬


‫يستحب للقارئ إذا مرّ بآية رحمة أن يسأل ال تعالى من فضله‪ ،‬وإذا مرّ بآية عذاب أن يستعيذ ‪-‬‬
‫بال من الشر ومن العذاب‪ ،‬أو يقول‪ :‬اللهم إني أسألك العافية أو أسألك المعافاة من كل مكروه‪ ،‬أو‬
‫نحو ذلك‪ .‬وإذا مرّ بآية تنزيه ل تعالى نزّهه فقال‪ :‬سبحانه وتعالى‪ ،‬أو تبارك وتعالى‪ ،‬أوجلت‬
‫‪.‬عظمة ربنا‬

‫قال حذيفة بن اليمان رضي ال عنه‪( :‬صليت مع النبي صلى ال عليه وسلم ذات ليلة فافتتح‬
‫البقرة ‪ ..‬فقلت يركع عند المئة ‪ ،‬ثم مضى ‪ ،‬فقلت يصلي بها‪ ،‬ثم افتتح آل عمران فقرأها ‪ ،‬ثم‬
‫افتتح النساء فقرأها ‪ ،‬يقرأ مترسلً إذا مرّ بآية فيها تسبيح سبّح‪ ،‬وإذا مرّ بسؤال سأل‪ ،‬وإذا مرّ‬
‫‪.‬بتعوذ تعوّذ ) رواه البخاري‬

You might also like