You are on page 1of 43

‫برنامج السعدي – املستوى األول ‪2017‬‬

‫مادة‪ :‬قراءة في التخصص‬

‫ملخص كتاب "التبيان في آداب حملة القرآن"‬


‫لإلمام أبي زكريا محيي الدين النووي‬

‫رئيفة درويش‬
‫تلخيص‪ :‬رئيفة درويش‬ ‫ملخص كتاب "التبيان في آداب حملة القرآن" للنووي‬

‫ٱَّلل ٱل هر ْْحَـٰ ِن ٱل هرِح ِيم‬


‫بِس ِم هِ‬
‫ْ‬
‫مقدمة‬
‫اقتصر دوري في تلخيص كتاب "التبيان في آداب حملة القرآن"‪ ،‬لإلمام الحافظ الفقيه أبي زكريا يحيى بن شرف‬
‫النووي على عرض مختصر ملحتوى الكتاب بنفس ألفاظ املؤلف في الغالب‪ ،‬وبدون اإلخالل بمضمون الكتاب‪،‬‬
‫باإلضافة إلى أنني قمت بوضع عناوين لكل ما اشتملت عليه أبواب الكتاب من موضوعات‪ .‬ويرجع للكتاب األصلي‬
‫للمزيد من الشرح واألمثلة‪.‬‬
‫الباب األول – في أطراف من فضيلة تالوة القرآن وحملته‬
‫قام املصنف ‪-‬رحمه هللا‪ -‬بذكر بعض آيات هللا ‪-‬عز وجل‪ -‬وبعض أحاديث النبي ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬وبعض أقوال‬
‫الصحابة الكرام ‪-‬رض ي هللا تعالى عنهم‪ -‬والتابعين والسلف الصالح ‪-‬رحمهم هللا تعالى‪ -‬في فضائل القرآن الكريم‪ .‬وفيما‬
‫يلي ما اشتمل عليه الباب األول من موضوعات‪.‬‬
‫✓ ثواب تالوة القرآن‬
‫َّ َ َ ْ َ ْ َّ ً َ َ َ َ ْ نَ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َْ‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬
‫الصالة َوانفقوا ِمما رزقناهم ِسرا وعال ِنية يرجو‬
‫هللا َوأقاموا َّ‬
‫الدليل‪ :‬قال هللا ‪-‬عز وجل‪ِ } : -‬إن ال ِذين يتلون ِكتاب ِ‬
‫ض ِل ِه{ [فاطر‪.]30-29 :‬‬‫هم َو َيز َيده ْم م ْن َف ْ‬ ‫ت َجار ًة َل ْن َتبور لي َوف ّيهـ ْـم أجـ َ‬
‫ـور ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫✓ خير املسلمين من تعلم القرآن وعلمه‬
‫َ ْ ْ َ ْ َ َ َّ َ ْ َ َ َ ََّ‬
‫الدليل‪ :‬حديث عثمان بن عفان ‪-‬رض ي هللا تعالى عنه‪ -‬عن النبي ﷺ‪" :‬خيركم من تعلم القرآن وعلمه"‪.‬‬
‫✓ منزلة قارئ القرآن‪ :‬مع السفرة (املالئكة الكتبة) الكرام البررة‬
‫الس َفرة الكرام‬
‫ماهر به مع َّ‬
‫الدليل‪ :‬حديث عائشة ‪-‬رض ي هللا تعالى عنها‪ -‬عن النبي ﷺ‪" :‬الذي يقرأ القرآن وهو ٌ‬
‫الب َررة‪ ،‬والذي يقرأ القرآن وهو َيت َت ْعتع فيه وهو عليه ٌّ‬
‫شاق له ْ‬
‫أجران"‪.‬‬ ‫َ‬

‫✓ تقسيم املسلمين من حيث قراءة القرآن ومثلهم‬


‫ََ‬ ‫ََ‬
‫الدليل‪ :‬حديث أبي موس ى األشعري ‪-‬رض ي هللا تعالى عنه‪ -‬عن النبي ﷺ‪" :‬مثل املؤمن الذي يقرأ القرآن مثل‬
‫طيب‪َ ،‬وم َثل املؤمن الذي ال يقرأ القرآن َم َثل ْ‬
‫التمرة؛ ال ر َيح لها وطعمها ّ‬ ‫َ‬
‫وط ْعمها ّ‬ ‫األ ْتر َّجة؛ ريحها ّ‬
‫طيب حلو‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب‬‫طي‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ََ‬ ‫ّ ََ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫طيب وطعمها مر‪ ،‬ومثل املنافق الذي ال يقرأ القرآن كمث ِل‬ ‫ومثل املنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة؛ ِريحها ِ‬
‫الحنظلة؛ ليس لها ِر ٌيح وطعمها م ّر"‪ .‬ومنه نستفيد اآلتي‪:‬‬
‫‪ .1‬املؤمن الذي يقرأ القرآن مثله مثل األترجة (شجرة فاكهة من املوالح) ذات ريح طيبة وطعم طيب‪،‬‬
‫‪ .2‬املؤمن الذي ال يقرأ القرآن مثله مثل التمرة التي ال ريح لها وطعمها حلو‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫تلخيص‪ :‬رئيفة درويش‬ ‫ملخص كتاب "التبيان في آداب حملة القرآن" للنووي‬

‫‪ .3‬املنافق الذي يقرأ القرآن مثله كمثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر‪،‬‬
‫‪ .4‬املنافق الذي ال يقرأ القرآن مثله كمثل الحنظلة التي ليس لها ريح وطعمها مر‪.‬‬
‫✓ عز ورفعة األمم بالقرآن وضعفها وذلها بتركه واإلعراض عنه‬
‫َ‬ ‫الدليل‪ :‬حديث عمر بن الخطاب ‪-‬رض ي هللا تعالى عنه‪ -‬عن النبي ﷺ‪َّ :‬‬
‫ً‬
‫أقواما‪،‬‬ ‫"إن هللا ‪-‬تعالى‪ْ -‬يرف َع بهذا الكالم‬
‫ضع به آخرين"‪.‬‬ ‫َوي َ‬
‫ً‬
‫✓ يوم القيامة يأتي القرآن شفيعا ألهله‬
‫فإنه يأتي َ‬
‫يوم القيامة‬ ‫الدليل‪ :‬حديث أبي أمامة الباهلي ‪ -‬ض ي هللا تعالى عنه‪ -‬عن النبي ﷺ‪" :‬اقرؤوا القرآن‪َّ ،‬‬
‫ر‬
‫ً‬
‫شفيعا ألصحابه"‬
‫✓ َمن حسد أخاه في القرآن فإنه من الغبطة املحمودة‬
‫َ َ َّ‬
‫سد إال في اثنتين‪ :‬رجل آتاه هللا القرآن فهو‬ ‫الدليل‪ :‬حديث ابن عمر ‪-‬رض ي هللا تعالى عنه‪ -‬عن النبي ﷺ‪" :‬ال ح‬
‫آناء الليل َ‬ ‫ً‬
‫ماال فهو ينفقه َ‬ ‫الل ْيل َ‬‫َ َّ‬
‫وآناء النهار"‪.‬‬ ‫وآناء النهار‪ ،‬ورجل آتاه هللا‬ ‫يقوم به آناء‬
‫✓ ثواب قراءة الحرف الواحد من القرآن‬
‫ً‬
‫الدليل‪ :‬حديث عبد هللا بن مسعود ‪-‬رض ي هللا تعالى عنه‪ -‬عن النبي ﷺ‪" :‬من قرأ حرفا من كتاب هللا فله حسنة‪،‬‬
‫والم حرف‪ٌ ،‬‬‫ألف حرف‪ٌ ،‬‬ ‫ٌ‬
‫وميم حرف"‪.‬‬ ‫والحسنة بعشر أمثالها‪ ،‬ال أقول ألم حرف‪ ،‬بل‬
‫✓ فضل كالم هللا على سائر الكالم‬
‫الدليل‪ :‬حديث أبي سعيد الخدري ‪-‬رض ي هللا تعالى عنه‪ -‬عن النبي ﷺ‪" :‬يقول الرب ﷻ‪َ :‬من شغله القرآن وذكري‬
‫عن مسألتي أعطيته أفضل مما أعطي السائلين‪ ،‬وفضل كالم هللا على سائر الكالم كفضل هللا تعالى على خلقه"‪.‬‬
‫✓ خراب القلوب والبيوت بترك حفظ وتالوة القرآن‬
‫الدليل‪ :‬حديث ابن عباس ‪-‬رض ي هللا تعالى عنه‪ -‬عن النبي ﷺ‪" :‬إن الذي ليس في جوفه ش ٌيء من القرآن كالبيت‬
‫الخرب"‪.‬‬
‫✓ منزلة قارئ القرآن العامل بما فيه‪ ،‬يوم القيامة‬
‫الدليل‪ :‬حديث ابن عمرو بن العاص ‪-‬رض ي هللا تعالى عنهما‪ -‬عن النبي ﷺ‪" :‬يقال لصاحب القرآن‪ :‬اقرأ ورتل كما‬
‫كنت ترتل في الدنيا؛ فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها"‪.‬‬
‫✓ من أحب القرآن فليبشر‬
‫ً‬
‫الدليل‪ :‬حديث بن مسعود ‪-‬رض ي هللا تعالى عنه‪ -‬عن النبي ﷺ‪" :‬اقرأوا القرآن؛ فإن هللا تعالى ال يعذب قلبا َو َعى‬
‫القرآن‪ ،‬وإن هذا القرآن مأدبة هللا تعالى‪ ،‬فمن دخل فيه فهو آمن‪َ ،‬ومن أحب القرآن فليبشر"‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫تلخيص‪ :‬رئيفة درويش‬ ‫ملخص كتاب "التبيان في آداب حملة القرآن" للنووي‬

‫✓ من السلف من قال بأفضلية القرآن على الغزو‬


‫الدليل‪ :‬ما روي عن الحميدي الجمالي عن سفيان الثوري عندما سأله الحميدي عن الرجل يغزو أحب إليه أم من‬
‫يقرأ القرآن‪ ،‬فكان جواب سفيان الثوري بأن من يقرأ القرآن أحب إليه ممن يغزو ألن النبي ﷺ قال‪ :‬خيركم من تعلم‬
‫القرآن وعلمه‪.‬‬

‫الباب الثاني – في ترجيح القراءة والقارئ على غيرهما‬


‫✓ إمامة قارئ القرآن في العبادة ومجالس الشورى‬
‫َ‬
‫القوم أقرؤهم لكتاب هللا‬ ‫الدليل‪ :‬حديث أبي مسعود األنصاري البدري ‪-‬رض ي هللا تعالى عنه‪ -‬عن النبي ﷺ‪"َ :‬يؤ ُّم‬
‫– تعالى"‪.‬‬
‫وحديث ابن عباس ‪-‬رض ي هللا تعالى عنهما‪ ،-‬حيث قال‪" :‬كان الق َّراء أصحاب مجلس عمر ‪-‬رض ي هللا تعالى عنه‪-‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ومشاورته كهوال كانوا أو شبابا"‪.‬‬
‫✓ قراءة القرآن أفضل من التسبيح والتهليل وغيرهما من األذكار‬
‫ذكر النووي أن هذا هو املذهب الصحيح واملختار عند الشافعية‪ ،‬والذي عليه كثير من العلماء‪ ،‬واألدلة على‬
‫ذلك كثيرة‪.‬‬

‫الباب الثالث – في إكرام أهل القرآن والنهي عن أذاهم‬


‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ّ َ‬
‫✓ قال هللا تعالى‪َ } :‬و َم ْن ي َع ِظم ش َعا ِئ َر هللا ف ِإ َّن َهأ ِم ْن ت ْق َوى القلوب{ [الحج ‪،]32:‬‬
‫َ َ َ‬ ‫َ ْ َ ّ‬
‫هللا فه َو خ ْي ٌر له ِع ْن َد َرِّبه{ [الحج‪،]30:‬‬ ‫ات ِ‬ ‫وقال هللا تعالى‪} :‬و َمن يع ِظم حر َم ِ‬
‫ً‬ ‫ًَ ْ ً‬ ‫وقال هللا تعالى‪َ } :‬و َّالذين ي ْؤذو َن املؤمن َين وامل ْؤم َنات ب َغ ْير َم َا ْاك َت َسبوا َف َق ْد َ‬
‫احت َملوا ب ْه َتانا َوإث َما م ِب ْينا{ [األحزاب‪.]58:‬‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫✓ من إجالل هللا تعالى إكرام حامل القرآن العامل به‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ ْ َ‬
‫هللا ت َعالى ِإك َر ِام ِذي الش ْي َبة‬
‫الدليل‪ :‬حديث أبي موس ى األشعري ‪-‬رض ي هللا تعالى عنه‪ -‬عن النبي ﷺ‪" :‬إن ِمن ِإجال ِل ِ‬
‫ُّ ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َْ َ‬
‫السلطان امل ْق ِسط"‪،‬‬ ‫والج ِافي َع ْنه‪ِ ،‬وإك َر ِام ِذي‬
‫الغالي فيه َ‬
‫ِ ِ‬ ‫امل ْس ِل ْم‪َ ،‬و َح ِام ِل القرآن غي ِر‬
‫وحديث عائشة ‪-‬رض ي هللا تعالى عنها‪ -‬عن النبي ﷺ‪ ،‬قالت‪" :‬أمرنا رسول هللا ﷺ أن ننزل الناس منازلهم"‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫تلخيص‪ :‬رئيفة درويش‬ ‫ملخص كتاب "التبيان في آداب حملة القرآن" للنووي‬

‫✓ إكرام قارئ القرآن في دفنه‬


‫الدليل‪ :‬حديث جابر بن عبد هللا ‪-‬رض ي هللا تعالى عنهما‪ -‬عن النبي ﷺ‪َّ :‬أن النبي ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬كان يجمع‬
‫َّ‬ ‫أخ ًذا للقرآن؟"‪ ،‬فإن أشير إلى أحدهما َّ‬
‫ْ‬ ‫َّ َ‬
‫جلين من َق ْتلى أحد‪ ،‬ثم يقول‪ُّ :‬‬
‫قدمه في الل ْحد‪.‬‬ ‫"أيهما أكثر‬ ‫بين الر‬
‫✓ قارئ القرآن من أولياء هللا تعالى‬
‫الدليل‪ :‬حديث أبي هريرة ‪-‬رض ي هللا تعالى عنه‪ -‬عن النبي ﷺ‪(َ :‬م ْن َآذى لي َول َّي ًا َف َق ْد َآذ ْنته ب َ‬
‫الح ْر ِب)‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫✓ تعريف الشافعي وأبي حنيفة للولي‬
‫قال اإلمامان‪(( :‬إن لم يكن العلماء أولياء هللا‪ ،‬فليس هلل ولي))‪.‬‬
‫✓ قول ابن عساكر فيمن تعدى على العلماء‬
‫قال ابن عساكر ‪-‬رحمه هللا تعالى‪(( :-‬اعلم يا أخي أن لحوم العلماء مسمومة‪ ،‬وعادة هللا في هتك أستار منتقصهم‬
‫َّ ْ‬
‫معلومة‪ ،‬وأن من أطلق لسانه في العلماء بالثلب (أي‪ :‬بالعيب)‪ ،‬باله هللا تعالى قبل موته بموت القلب))‪.‬‬

‫الباب الرابع – في آداب معلم القرآن ومتعلمه‬


‫هذا الباب مع البابين بعده هو مقصود الكتاب‪ ،‬ويشتمل على املوضوعات التالية‪:‬‬
‫✓ فصل في إخالص املقرئ والقارئ‬
‫‪ -‬ينبغي للمقرئ والقارئ أن يقصدا بذلك رضا هللا تعالى‪ ،‬واألدلة على ذلك كثيرة منها‪:‬‬
‫َٰ‬ ‫َّ َ َ َ‬ ‫َّ َ َ ْ‬ ‫الل َه م ْخلص َين َله ّ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫الزكاة ۚ َوذ ِل َك‬ ‫الصالة َويؤتوا‬ ‫ين ح َن َف َاء َوي ِقيموا‬
‫الد َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫* قال هللا تعالى‪َ } :‬و َما أ ِمروا ِإال ِل َي ْعبدوا‬
‫ْ‬
‫ِدين ال َق ِّي َم ِة{‪.‬‬
‫* قال رسول هللا ﷺ‪" :‬إنما األعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى‪ "...‬الحديث‬
‫‪ -‬ومما قيل في اإلخالص‪:‬‬
‫* اإلخالص هو إفراد الحق سبحانه وتعالى في الطاعة بالقصد‪ ،‬وهو أن يريد بطاعته التقرب إلى هللا تعالى‬
‫دون ش يء آخر من تصنع ملخلوق‪ ،‬أو اكتساب محمدة عند الناس‪ ،‬أو محبة أو مدح من الخلق‪ ،‬أو معنى‬
‫من املعاني سوى التقرب إلى هللا تعالى‪.‬‬
‫* اإلخالص هو تصفية الفعل عن مالحظة املخلوقين‪.‬‬
‫* اإلخالص هو استواء أفعال العبد في الظاهر والباطن‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫تلخيص‪ :‬رئيفة درويش‬ ‫ملخص كتاب "التبيان في آداب حملة القرآن" للنووي‬

‫✓ فصل في اإلعراض عن أعراض الدنيا‬


‫ً‬
‫‪ -‬ينبغي أال يقصد به توصال إلى عرض من أعراض الدنيا من مال أو رياسة أو وجاهة أو ثناء عند الناس‪ .‬واألدلة‬
‫على ذلك‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫ْ َ َ َ َ َّ ْ َ َ َ َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ‬
‫‪ -‬قال هللا تعالى‪} :‬من كان ي ِريد الع ِاجلة عجلنا له ِفيها ما نشاء ِملن ن ِريد{ اآلية‪.‬‬
‫َ َّ‬
‫‪ -‬قال رسول هللا –صلى هللا عليه وسلم– "من ت َعلم علما مما يبتغي به وجه هللا تعالى‪ ،‬ال يتعلمه إال ليصيب‬
‫ً‬
‫به عرضا من أعراض الدنيا‪ ،‬لم يجد َع ْرف الجنة يوم القيامة" عرف الجنة‪ :‬أي ريحها الطيب‪.‬‬
‫✓ فصل في محذورات نية التعليم‬
‫‪ -‬وليحذر من قصده التكبر بكثرة املشتغلين عليه‪،‬‬
‫َ‬
‫‪ -‬وليحذر من ك َر َاه ِت ِه قراءة أصحابه على غيره ممن ينتفع به‪ ،‬فهذا يدل على عدم إرادته بتعليمه وجه هللا‪.‬‬
‫‪ -‬فمن آداب معلم القرآن ومتعلمه العمل بما َع ِلم وأن يوافق ِعلمه عمله وال يبتغي بذلك إال وجه هللا‪ ،‬فعن‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫علي بن أبي طالب ‪-‬رض ي هللا تعالى عنه‪ -‬أنه قال‪َ " :‬يا َح َم َل َة ْالع ْلم‪ْ ،‬‬
‫اع َملوا ِب ِه‪ ،‬ف ِإ َّن َما ال َع ِالم َم ْن َع ِم َل ِب َما َع ِل َم‪،‬‬ ‫ِ ِ‬
‫ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ْ‬ ‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫َو َواف َق َع َمله ِعل َمه‪َ ،‬و َس َيكون أق َو ٌام َي ْح ِملون ال ِعل َم ال ي َج ِاوز ت َرا ِق َيه ْم‪ ،‬تخ ِالف َس ِر َيرته ْم َعال ِن َي َته ْم‪َ ،‬ويخ ِالف‬
‫َ‬
‫يس ِه ِح َين َي ْج ِلس ِإلى‬ ‫ل‬ ‫ج‬ ‫ضب َع َلى َ‬ ‫ضا‪َ ،‬ح َّتى َأ َّن َأ َح َده ْم َل َي ْغ َ‬ ‫َع َمله ْم ع ْل َمه ْم‪َ ،‬ي ْجلسو َن ح َل ًقا‪َ ،‬في َباهي َب ْعضه ْم َب ْع ً‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫غ ْي ِر ِه َو َي َدعه‪ ،‬أول ِئك ال تصعد أع َمالهم ِفي مج ِال ِس ِهم ِتلك ِإلى الل ِه عز وج َّل"‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫‪ -‬ومن إخالص وتواضع الشافعي ‪-‬رحمه هللا‪ -‬أنه قال‪" :‬وددت أن هذا الخلق تعلموا هذا العلم (يعني علمه‬
‫إلي منه حرف"‪.‬‬ ‫وكتبه) على أن ال ينسب ّ‬
‫✓ فصل في أخالق معلم القرآن‬
‫‪ -‬ينبغي للمعلم أن يتخلق باملحاسن التي ورد الشرع بها‪،‬‬
‫‪ -‬وأن يزهد في الدنيا ويتقلل منها‪.‬‬
‫َ‬ ‫كل الحذر من َ‬
‫الح َسد والرياء‪ ،‬والعجب واحتقار غيره‪ ،‬وإن كان دونه‪.‬‬ ‫ْ‬
‫وليحذر َّ‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬وأن يستعمل األحاديث الواردة في التسبيح والتهليل والذكر والدعاء ونحو ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬وأن يراقب هللا تعالى في سره وعالنيته ويحافظ على ذلك‪.‬‬
‫✓ فصل في إحسان املعلم لطالب القرآن‬
‫للعالم أن يرفق بمن يقرأ عليه ويرحب به ويحسن إليه بحسب حالهما‪.‬‬
‫‪ -‬ينبغي ِ‬
‫✓ فصل في نصح املعلم لطالب القرآن وإكرامه‬
‫ً‬
‫‪ -‬ينبغي للمعلم أن يبذل لطلبة العلم النصيحة اتباعا لهدي رسول هللا ﷺ‪ ،‬قال رسول هللا ﷺ‪ " :‬الدين‬
‫النصيحة‪ ،‬قلنا‪ :‬ملن يا رسول هللا؟ قال‪ :‬هلل ولكتابه ولرسوله وألئمة املسلمين وعامتهم"‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫تلخيص‪ :‬رئيفة درويش‬ ‫ملخص كتاب "التبيان في آداب حملة القرآن" للنووي‬

‫والرفق به‪ ،‬ومساعدته على‬ ‫ّ‬


‫‪ -‬ومن النصيحة هلل ‪-‬تعالى‪ -‬ولكتابه‪ :‬إكرام قارئه وطالبه‪ ،‬وإرشاده إلى مصلحته‪ِ ،‬‬
‫ُّ‬
‫ومحرضا له على التعلم‪.‬‬ ‫ً‬ ‫متلطفا به‪،‬‬‫ً‬ ‫ْ‬ ‫طلبه بما أمكن‪ ،‬وتأليف ْقلب الطالب‪ ،‬وأن يكون ً‬
‫سمحا بتعليمه في ِرفق‪،‬‬
‫َ‬ ‫يذكره فضيلة ذلك؛ ليكو َن ً‬ ‫ّ‬
‫زه َده في الدنيا‪ ،‬ويصرفه عن‬ ‫سببا في نشاطه‪ ،‬وزيادة في رغبته‪ ،‬وي ّ‬
‫ِ‬ ‫‪ -‬وينبغي أن ِ‬
‫الركون إليها‪ ،‬واالغترار بها‪.‬‬
‫فضيلة االشتغال بالقرآن وسائر العلوم الشرعية‪ ،‬وهو طريق العارفين‪ ،‬وعباد هللا الصالحين‪َّ ،‬‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫وأن‬ ‫ِ‬ ‫ره‬ ‫ويذك‬
‫ِ‬ ‫‪-‬‬
‫ذلك رتبة األنبياء ‪ -‬عليهم الصالة والسالم‪.‬‬
‫ّ‬
‫املتعلم‬ ‫ِ‬ ‫ولده ومصالح نفسه‪ ،‬ويجري‬ ‫شفق على الطالب‪ ،‬ويعتني بمصالحه كاعتنائه بمصالح ِ‬ ‫‪ -‬وينبغي أن ي ِ‬
‫فإن‬‫مجرى ولده في الشفقة عليه‪ ،‬والصبر على جفائه‪ ،‬وسوء أدبه‪َ ،‬ويعذره في َّقلة أدبه في بعض األحيان‪َّ ،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صغير السن‪.‬‬‫َ‬ ‫معرض للنقائص‪ ،‬ال َّ‬
‫سيما إن كان‬ ‫اإلنسان َّ‬
‫مطلقا‪ ،‬فقد ثبت في‬ ‫ً‬ ‫يكره له ما يكره لنفسه من النقص‬ ‫يحب لنفسه من الخير‪ ،‬وأن َ‬ ‫يحب له ما ُّ‬ ‫‪ -‬وينبغي أن َّ‬
‫يحب‬ ‫يحب ألخيه ما ُّ‬ ‫الصحيحين عن رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬أنه قال‪" :‬ال يؤمن أحدكم حتى َّ‬
‫لنفسه"‪.‬‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫املتعلمين‪ ،‬بل يلين لهم ويتواضع معهم‪ ،‬وقد جاء عن رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه‬ ‫ِ‬ ‫‪ -‬وينبغي أال يتعاظم على‬
‫َّ‬ ‫َ ّ‬
‫وسلم‪ -‬أنه قال‪ِ " :‬لينوا ِملن ت ِعلمون‪ ،‬ومن تتعلمون منه"‪.‬‬
‫السنية‬ ‫✓ فصل في تأديب املتعلم باآلداب َّ‬
‫َ‬ ‫السنية الرفيعة الشريفة‪ ،‬وي ّ‬ ‫املتعلم على التدريج باآلداب َّ‬ ‫ّ‬ ‫‪ -‬وينبغي أن ّ‬
‫عوده الصيانة في جميع أموره‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يؤدب‬ ‫ِ‬
‫النيات‪ ،‬ومراقبة هللا ‪-‬‬ ‫والصدق‪ ،‬وح ْسن َّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املتكررة على اإلخالص ِ‬ ‫ِ‬ ‫حرضه بأقواله وأفعاله‬ ‫الباطنة والجلية‪ ،‬وي ِ‬
‫ويعرفه أن ملن آثار ذلك أنه حينئذ تتفتح عليه أنوار املعارف‪ ،‬وينشرح صدره‪،‬‬ ‫ّ‬
‫تعالى‪ -‬في جميع اللحظات‪ِ ،‬‬
‫َّ‬
‫ويبارك هللا له في عمله وحاله‪ ،‬ويوفق في أفعاله وأقواله‪.‬‬
‫✓ فصل في حكم تعليم القرآن‬
‫‪ -‬تعليم القرآن فرض كفاية‪.‬‬
‫✓ فصل في حرص املعلم على تعليم طالبه‬
‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫ليست‬ ‫الدنيوية التي‬ ‫نفسه‬
‫مؤثرا ذلك على مصالح ِ‬ ‫حريصا على تعليمهم‪،‬‬ ‫للمعلم أن يكون‬‫ِ‬ ‫‪ -‬ويستحب‬
‫بضرورية‪،‬‬
‫قلبه في حال جلوسه إلقرائهم من األسباب الشاغلة كلها‪،‬‬ ‫يفرغ َ‬‫ّ‬
‫‪ -‬وأن ِ‬
‫ً‬
‫حريصا على تفهيمهم‪،‬‬ ‫‪ -‬وأن يكون‬
‫َ‬ ‫كل إنسان منهم ما يليق به‪ ،‬فال يك ِثر على َمن ال َّ‬ ‫يعطي َّ‬
‫َ‬
‫يحتمل اإلكثار‪ ،‬وال يقصر ِملن يحتمل الزيادة‪،‬‬ ‫‪ -‬وأن‬
‫‪6‬‬
‫تلخيص‪ :‬رئيفة درويش‬ ‫ملخص كتاب "التبيان في آداب حملة القرآن" للنووي‬
‫تعنيفا ً‬
‫لطيفا فيما لم‬ ‫ً‬ ‫قصر َّ‬
‫عنفه‬ ‫يخش عليه ِفتنة بإعجاب أو غيره‪َ ،‬ومن َّ‬
‫َ‬ ‫‪ -‬ويثني على َمن ظهرت نجابته ما لم‬
‫َ‬
‫يخش عليه تنفيره‪،‬‬
‫فإن الحسد لألجانب حر ٌام شديد‬‫أحدا منه لبراعة تظهر منه‪ ،‬وال يستكثر فيه ما أنعم هللا به عليه‪َّ ،‬‬‫‪ -‬وال يحسد ً‬
‫ٍ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫معلمه في اآلخرة الثواب الجزيل‪ ،‬وفي‬ ‫للمتعلم الذي هو بمنزلة الولد‪ ،‬ويعود من فضيلته إلى ِ‬
‫ِ‬ ‫التحريم‪ ،‬فكيف‬
‫الدنيا الثناء الجميل‪.‬‬
‫✓ فصل في االعتناء بالطالب وترتيب تقديمهم‬
‫قدمه‪،‬‬ ‫ّ‬
‫ويقدم في تعليمهم إذا ازدحموا األو َل فاألول‪ ،‬فإن رض ي األول بتقديم غيره َّ‬ ‫‪-‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫وطالقة الوجه‪ ،‬ويتفقد أحوالهم‪ ،‬ويسأل َّ‬
‫عمن غاب منهم‪.‬‬ ‫ظهر لهم البشر‬
‫‪ -‬وينبغي أن ي ِ‬
‫✓ فصل في نية طالب العلم‬
‫غير صحيح النية‪ ،‬فقد قال سفيان وغيره‪" :‬طلبهم للعلم َّنية"‪،‬‬‫‪ -‬وال يمتنع من تعليم أحد لكو ِنه َ‬
‫َّ‬ ‫"طلبنا العلم لغير هللا‪َ ،‬‬
‫‪ -‬وقالوا‪ْ :‬‬
‫فأبى أن يكون إال هلل"‪.‬‬
‫✓ فصل في آداب املعلم‬
‫الع َبث‪ ،‬وعينيه عن تفريق نظرهما من غير حاجة‪،‬‬ ‫‪ -‬يصون يديه في حال اإلقراء عن َ‬
‫َ‬
‫بيضاء نظيفة‪،‬‬ ‫َ‬
‫مستقبل القبلة‪ ،‬ويجلس بوقار‪ ،‬وتكون ثيابه‬ ‫َ‬
‫ويقعد على طهارة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫صل إلى ْ‬ ‫‪ -‬وإذا َو َ‬
‫مسجدا‬ ‫مسجدا أو غيره‪ ،‬فإن كان‬ ‫موضع جلوسه صلى ركعتين قبل الجلوس‪ ،‬سواء كان املوضع‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫صلي ركعتين‪،‬‬ ‫كان آكد فيه‪ ،‬فإنه يكره الجلوس فيه قبل أن ي ِ‬
‫متربع‪ ،‬فقد كان ابن مسعود ‪ -‬رض ي هللا عنه ‪ -‬يقرئ الناس في املسجد ً‬
‫جاثيا‬ ‫مترب ًعا ‪ -‬إن شاء ‪ -‬أو غير ّ‬
‫‪ -‬ويجلس ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫على ركبتيه‪.‬‬
‫✓ فصل في توسيع مجلس العلم‬
‫َّ‬ ‫ً‬
‫واسعا ليتمكن جلساؤه فيه‪ ،‬ففي الحديث عن النبي ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪" :-‬خير‬ ‫‪ -‬وينبغي أن يكون مجلسه‬
‫املجالس أوسعها"‪.‬‬
‫✓ فصل في آداب املتعلم‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املعلم في نفسه ٌ‬ ‫‪ -‬جميع ما ْ‬
‫للمتعلم‪ .‬وكذلك من آداب املتعلم‪:‬‬‫ِ‬ ‫آداب‬ ‫ذكرناه من آداب ِ‬
‫َّ‬
‫سببا ال َّبد منه للحاجة‪.‬‬
‫إال ً‬ ‫َ‬
‫األسباب الشاغلة من التحصيل‪،‬‬ ‫‪ -‬أن يجتنب‬

‫‪7‬‬
‫تلخيص‪ :‬رئيفة درويش‬ ‫ملخص كتاب "التبيان في آداب حملة القرآن" للنووي‬

‫صح عن رسول هللا ﷺ‬‫ليصلح َلقبول القرآن‪ ،‬وحفظه واستثماره‪ ،‬فقد َّ‬ ‫َ‬ ‫طهر قلبه من األدناس؛‬ ‫‪ -‬وينبغي أن ي ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫أنه قال‪" :‬أال إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله‪ ،‬وإذا فسدت فسد الجسد كله‪ ،‬أال وهي‬
‫ْ‬
‫القلب"‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫أصغر منه ِس ًّنا‪َّ ،‬‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫وصالحا‪ ،‬وغير ذلك‪،‬‬ ‫ونسبا‪،‬‬ ‫وأقل شهرة‬ ‫ملعلمه‪ ،‬ويتأدب معه‪ ،‬وإن كان‬ ‫‪ -‬وينبغي أن يتواضع ِ‬
‫ويتواضع لل ِعلم‪ ،‬فبتواضعه يدركه‪.‬‬
‫َ ّ‬
‫ملعلمه‪ ،‬ويشاو َره في أموره‪َ ،‬وي َ‬
‫قبل قوله‪.‬‬ ‫‪ -‬وينبغي أن ينقاد ِ‬
‫✓ فصل في أهلية املعلم واحترام الطالب له‬
‫ْ‬ ‫وظهرت ديانته‪َّ ،‬‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َّ َّ‬
‫واشتهرت صيانته‪ ،‬فقد قال محمد بن‬ ‫وتحققت معرفته‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫‪ -‬وال َيتعلم إال ممن كملت أهليته‪،‬‬
‫عمن تأخذون ِدينكم"‪.‬‬ ‫السلف‪" :‬هذا ال ِعلم ِدين‪ ،‬فانظروا َّ‬ ‫سيرين‪ ،‬ومالك بن أنس‪ ،‬وغيرهما من َّ‬
‫كمال أهليته ورجحانه‪َّ ،‬‬ ‫َ ّ‬
‫فإنه أقرب إلى انتفاعه به‪،‬‬ ‫َ‬ ‫معل َمه بعين االحترام‪ ،‬ويعتقد‬ ‫‪ -‬وعليه أن ينظر ِ‬
‫تصدق بش يء‪ ،‬وقال‪" :‬اللهم ْ‬ ‫معلمه َّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫استر‬ ‫املتقدمين إذا ذهب إلى ِ‬
‫ِ‬ ‫‪ -‬وعليه أن يستر عيوب معلمه‪ ،‬فقد كان بعض‬
‫َ‬ ‫َ ّ‬
‫معلمي عني‪ ،‬وال تذهب بركة علمه مني"‪.‬‬ ‫عيب ِ‬
‫َّ‬ ‫تسلم على الناس َّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ ّ‬
‫وتخصه‬ ‫عامة‪،‬‬ ‫املعلم عليك أن ِ‬ ‫حق ِ‬‫‪ -‬وعن علي بن أبي طالب ‪ -‬رض ي هللا عنه ‪ -‬قال‪" :‬من ِ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫تقولن قال فالن خالف ما‬ ‫تجلس أمامه‪ ،‬وال تشيرن عنده بيدك‪ ،‬وال تغمزن بعينيك‪ ،‬وال‬ ‫دونهم بتحية‪ ،‬وأن‬
‫ََّ‬ ‫جليسك في مجلسه‪ ،‬وال تأخذ بثوبه إذا قام‪ ،‬وال َّ‬ ‫َ‬ ‫تغتابن عنده ً‬ ‫َّ‬
‫تلح عليه إذا كل‪،‬‬ ‫أحدا‪ ،‬وال تشاور‬ ‫تقول‪ ،‬وال‬
‫تشبع من طول صحبته"‪.‬‬ ‫أي ُّ‬ ‫وال تعرض‪َّ ،‬‬
‫يرد ِغيبة شيخه‬ ‫كرم هللا وجهه ‪ -‬وأن َّ‬ ‫علي ‪َّ -‬‬‫يتأدب بهذه الخصال التي أرشد إليها ٌّ‬ ‫‪ -‬فينبغي على طالب العلم أن َّ‬
‫َ َ‬ ‫َّ‬
‫فارق ذلك املجلس‪.‬‬ ‫إن قدر‪ ،‬فإن تعذر عليه َر ُّدها‪،‬‬
‫✓ فصل في آداب الدخول إلى مجلس العلم‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ً‬
‫متصفا بما ْ‬ ‫‪ -‬وينبغي لطالب العلم أن يدخل على الشيخ َ‬
‫متطهرا مستعمال‬ ‫املعلم‪،‬‬ ‫ذكرناه في ِ‬ ‫كامل الخصال‪،‬‬
‫َّ‬ ‫َ ْ‬
‫للسواك‪ ،‬فارغ القلب من األمور الشاغلة‪ ،‬وأال يدخل بغير استئذان إذا كان الشيخ في مكان يحتاج فيه إلى‬
‫استئذان‪.‬‬
‫ّ‬ ‫َّ‬
‫سلم عليه وعليهم إذا انصرف‪،‬‬ ‫ويخص شيخه دونهم بالتحية‪ ،‬وأن ي ِ‬ ‫‪ -‬وعليه أن يسلم على الحاضرين إذا دخل‪،‬‬
‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫التقدم‪ ،‬أو َيعلم من حال‬ ‫‪ -‬وال يتخطى رقاب الناس بل يجلس حيث ينتهي به املجلس‪ ،‬إال أن يأذن له الشيخ في‬
‫الحاضرين للمجلس إيثا َرهم ذلك‪،‬‬
‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ َّ‬ ‫‪ -‬وال يقيم ً‬
‫يقبل‪ ،‬إال أن يكون في تقديمه مصلحة للحاضرين‪ ،‬أو أ َم َره‬ ‫أحدا من موضعه‪ ،‬فإن آثره غيره لم‬
‫الشيخ بذلك‪،‬‬
‫‪8‬‬
‫تلخيص‪ :‬رئيفة درويش‬ ‫ملخص كتاب "التبيان في آداب حملة القرآن" للنووي‬

‫‪ -‬وال يجلس في وسط الحلقة‪ ،‬إال لضرورة‪،‬‬


‫وضم نفسه‪.‬‬ ‫َ‬
‫فسحا له قعد َّ‬ ‫َ‬
‫صاحبين بغير إذنهما‪ ،‬وإن‬ ‫‪ -‬وال يجلس بين‬
‫✓ فصل في آداب طالب العلم مع رفاقه‬
‫فإن ذلك ُّ‬
‫تأدب مع الشيخ‪ ،‬وصيانة ملجلسه‪،‬‬ ‫يتأدب مع رفقته وحاضري مجلس الشيخ‪َّ ،‬‬ ‫‪ -‬وينبغي ً‬
‫أيضا أن َّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫املعلمين‪،‬‬
‫املتعلمين‪ ،‬ال قعدة ِ‬
‫‪ -‬ويقعد بين يدي الشيخ قعدة ِ‬
‫‪ -‬وال يرفع صوته من غير حاجة‪،‬‬
‫‪ -‬وال يضحك وال يكثر الكالم من غير حاجة‪ ،‬وال يعبث بيده وال بغيرها‪،‬‬
‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫مصغيا إلى كالمه‪.‬‬ ‫متوج ًها إلى الشيخ‪،‬‬
‫‪ -‬وال يلتفت يمينا وال شماال من غير حاجة‪ ،‬بل يكون ِ‬
‫✓ فصل في اختيار أفضل أوقات الشيخ‪ ،‬وفي الصبر على العلم‬
‫عاسه‬ ‫ون‬ ‫وعطشه‪،‬‬ ‫وفرحه‬ ‫ه‪،‬‬ ‫ّ‬
‫وغم‬ ‫وعه‬‫ر‬‫و‬ ‫لله‪،‬‬ ‫أال يق َرأ على الشيخ في حال شغل ْقلب الشيخ َ‬
‫وم‬
‫َّ‬
‫‪ -‬يجب على املتعلم‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫وقلقه‪ ،‬ونحو ذلك مما ُّ‬ ‫َ‬
‫يغتنم أوقات نشاطه‪.‬‬ ‫يشق عليه‪ ،‬أو يمنعه من كمال حضور القلب والنشاط‪ ،‬وأن‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وسوء خلقه‪ ،‬وال يصده ذلك عن مالزم ِته واعتقاد كماله‪،‬‬ ‫يتحم َل جفوة الشيخ‬‫‪ -‬ومن آدابه‪ :‬أن َّ‬
‫ً‬ ‫‪ -‬وعليه أن َّ‬
‫تأويالت صحيحة‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫يتأول ألفعال الشيخ وأقواله التي ظاهرها الفساد‬
‫‪ -‬وإن جفاه الشيخ ابتدأ هو باالعتذار إلى الشيخ‪ ،‬وأظهر َّأن الذنب له‪ ،‬والعتب عليه‪ ،‬فذلك أنفع له في الدنيا‬
‫ْ‬
‫واآلخرة‪ ،‬وأنقى لقلب الشيخ‪.‬‬
‫آل أمره إلى ِع ّ ِز اآلخرة‬
‫عمره في عماية الجهالة‪َ ،‬ومن صبر عليه َ‬ ‫‪ -‬وقد قالوا‪َ :‬من لم يصبر على ذ ّل التعليم بقي َ‬
‫ِ‬
‫والدنيا‪.‬‬
‫✓ فصل في الحرص على العلم‬
‫َّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫‪ -‬يجب على طالب العلم أن يكون‬
‫مواظبا عليه في جميع األوقات التي يتمكن منه فيها‪،‬‬ ‫حريصا على التعليم‪،‬‬
‫ً‬
‫حمل نفسه ما ال يطيق؛ مخافة من امللل وضياع ما َّ‬ ‫ّ‬ ‫ُّ‬
‫حصل‪ ،‬وهذا‬ ‫وال يقنع بالقليل مع تمكنه من الكثير‪ ،‬وال ي ِ‬
‫يختلف باختالف الناس واألحوال‪.‬‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫‪ -‬وإذا جاء إلى مجلس الشيخ فلم َيج ْده انتظر والزم َ‬
‫بابه‪ ،‬إال أن يخاف كراهة الشيخ لذلك‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ً‬ ‫‪ -‬وإذا وجد الشيخ ً‬
‫نائما أو مشغوال لم يستأذن عليه‪ ،‬بل يصبر إلى استيقاظه أو فراغه‪ ،‬أو ينصرف‪ ،‬والصبر‬
‫ْأولى‪ ،‬كما كان ابن عباس ‪ -‬رض ي هللا عنهما ‪ -‬وغيره يفعلون‪.‬‬
‫يأخذ نفسه باالجتهاد في التحصيل في وقت الفراغ والنشاط‪َّ ،‬‬ ‫َ‬
‫وقوة البدن‪ ،‬ونباهة الخاطر‪ ،‬قال‬ ‫‪ -‬وينبغي أن‬
‫فقهوا قبل أن تسودوا" ومعناه‪ :‬اجتهدوا في كمال أهليتكم وأنتم أتباعٌ‬ ‫عمر بن الخطاب ‪ -‬ض ي هللا عنه ‪"َ :-‬ت َّ‬
‫ر‬
‫ْ‬ ‫ُّ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫تفاع منزلتكم‪ ،‬وكثرة شغلكم‪.‬‬
‫قبل أن تصيروا سادة‪ ،‬فإنكم إذا ِصرتم سادة متبوعين امتنعتم من التعلم؛ الر ِ‬
‫‪9‬‬
‫تلخيص‪ :‬رئيفة درويش‬ ‫ملخص كتاب "التبيان في آداب حملة القرآن" للنووي‬

‫✓ فصل في التبكير في القراءة‪ ،‬وفي نفي الحسد والعجب‬


‫اللهم بار ْك َّ‬
‫بكر بقراءته على الشيخ َّأو َل النهار؛ لحديث النبي ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪َّ " :-‬‬ ‫ّ‬
‫ألمتي في‬ ‫‪ -‬وينبغي أن ي ِ‬
‫كورها"‪.‬‬
‫ب ِ‬
‫َّ‬
‫‪ -‬وينبغي أن يحافظ على قراءة محفوظة‪ ،‬وينبغي أال يؤث َر بنوبته غيره‪َّ ،‬‬
‫فإن اإليثار مكروه في الق َرب‪ ،‬بخالف‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ّ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫اإليثار بحظوظ النفس َّ‬
‫شرعي‪ ،‬فأشار‬ ‫فإنه محبوب‪ ،‬فإن رأى الشيخ املصلحة في اإليثار في بعض األوقات ملعنى‬
‫عليه بذلك امتثل َ‬
‫أمره‪.‬‬
‫وأال يعجب بنفسه بما َّ‬‫َّ‬ ‫أال يحس َد ً‬ ‫َّ‬
‫خصه هللا تعالى‪.‬‬ ‫فضيلة رزقه هللا َّإياها‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫أحدا من رفقته أو غيرهم على‬ ‫‪ -‬يجب‬
‫َّ‬ ‫ْ‬
‫اقتضت َج ْعل هذه الفضيلة في هذا‪ ،‬فينبغي أال يعترض‬ ‫‪ -‬وطريقه في نفي الحسد‪ :‬أن يعلم َّأن ِحكمة هللا ‪-‬تعالى‪-‬‬
‫ً‬
‫عليها‪ ،‬وال يكره ِحكمة أرادها هللا ‪ -‬تعالى‪.‬‬
‫حصله بحوله َّ‬ ‫حصل ما َّ‬ ‫ذكر نفسه أنه لم ي ّ‬ ‫ّ‬
‫وقوته‪ ،‬وإنما هو فضل من هللا‪ ،‬فال‬ ‫ِ‬ ‫‪ -‬وطريقه في نفي العجب‪ :‬أن ي ِ‬
‫عجب بش يء لم يخترعه‪ ،‬بل ْأو َدعه هللا فيه‪.‬‬ ‫ينبغي أن ي َ‬

‫الباب الخامس – في آداب حامل القرآن‬


‫من آداب حامل القرآن باإلضافة إلى ما ذكر في األبواب السابقة‪ ،‬ما يلي‪:‬‬
‫ً‬
‫كل ما نهى القرآن عنه؛ إجالال‬ ‫نفسه عن ّ‬ ‫‪ -‬أن يكو َن حامل القرآن على أكمل األحوال‪ ،‬وأكرم الشمائل‪ ،‬وأن َ‬
‫يرفع َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫للقرآن‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫متواضعا‬ ‫مرتفعا على الجبابرة والجفاة من أهل الدنيا‪،‬‬ ‫‪ -‬وأن يكون مصونا عن دنيء االكتساب‪ ،‬شريف النفس‪،‬‬
‫للصالحين وأهل الخير واملساكين‪،‬‬
‫ّ‬
‫تخش ًعا‪ ،‬ذا سكينة ووقار‪.‬‬ ‫‪ -‬وأن يكون م ِ‬
‫‪ -‬واألدلة على ذلك كثيرة منها على سبيل املثال‪:‬‬
‫َ َ‬
‫عرف بليله إذ الناس نائمون‪ ،‬وبنهاره إذ‬ ‫لحام ِل القرآن أن ي‬
‫‪ -‬عن عبدهللا بن مسعود ‪ -‬رض ي هللا عنه ‪ -‬قال‪" :‬ينبغي ِ‬
‫وبص ْمته إذا الناس يخوضون‪،‬‬ ‫الناس مفطرون‪ ،‬وبحزنه إذ الناس يفرحون‪ ،‬وببكائه إذ الناس يضحكون‪َ ،‬‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫وبخشوعه إذا الناس يختالون"‪.‬‬
‫َ‬
‫‪ -‬وعن الحسن بن علي ‪ -‬رض ي هللا عنهما ‪ -‬قال‪َّ " :‬إن َمن كان قبلكم رأوا القرآن ر َ‬
‫سائل من ربهم‪ ،‬فكانوا َّ‬
‫يتدبرونها‬
‫بالليل‪ ،‬ويتفقدونها في النهار"‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫تلخيص‪ :‬رئيفة درويش‬ ‫ملخص كتاب "التبيان في آداب حملة القرآن" للنووي‬
‫ٌ‬
‫حاجة إلى أحد من الخلفاء َ‬ ‫َّ َ‬ ‫‪ -‬وعن الف َ‬
‫فمن‬ ‫ضيل بن ِعياض ‪ -‬رحمه هللا ‪ -‬قال‪" :‬ينبغي لحامل القرآن أال تكون له‬
‫دونهم"‪.‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫‪ -‬وعنه ً‬
‫أيضا قال‪" :‬حامل القرآن حامل راية اإلسالم‪ ،‬ال َينبغي أن َ‬
‫يسهو مع َمن يسهو‪ ،‬وال‬ ‫يلهو مع َمن يلهو‪ ،‬وال‬ ‫ِ‬
‫ً‬
‫تعظيما لحق القرآن"‪.‬‬ ‫َ‬
‫يلغو مع َمن يلغو؛‬
‫✓ فصل في التحذير من اتخاذ القرآن معيشة‪ ،‬وفي حكم أخذ األجرة على تعليمه‬
‫ً‬ ‫ّ‬ ‫أهم ما يؤمر به‪ :‬أن َي َ‬
‫حذر َّ‬ ‫‪ -‬ومن ّ‬
‫كل الحذر من ِاتخاذ القرآن معيشة يتكسب بها‪ ،‬قال رسول هللا ﷺ‪" :‬اقرؤوا‬ ‫ِ‬
‫َْ‬ ‫َْ‬
‫القر َآن‪ ،‬وال تأكلوا به‪ ،‬وال تجفوا عنه‪ ،‬وال تغلوا فيه"‪.‬‬
‫ْ‬
‫‪ -‬وأما أخذ األ ْجرة على تعليم القرآن‪ ،‬فقد اختلف العلماء فيه‪:‬‬
‫َ ْ‬
‫منع أخذ األجرة عليه‪ ،‬وهو قول الزهري وأبو حنيفة‪،‬‬ ‫* فمنهم من‬
‫* ومنهم من قال َّأنه يجوز إن لم يشترطه‪ ،‬وهو قول الحسن البصري والشعبي وابن سيرين‪.‬‬
‫ً‬ ‫ْ‬
‫عطاء ومالك والشافعي وآخرون إلى جوازها إن شا َرطه واستأ َجره إجارة صحيحة‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫* وذهب‬
‫* وقد جاء بالجواز األحاديث الصحيحة‪.‬‬
‫✓ فصل في الكالم عن ختم القرآن في مدة معينة‬
‫ٌ‬ ‫َ‬
‫عادات مختلفة في قدر ما يختمون‬ ‫‪ -‬ينبغي أن يحافظ على تالوته ويك ِثر منها‪ ،‬وكان للسلف ‪-‬رض ي هللا عنهم‪-‬‬
‫فيه‪:‬‬
‫َ‬
‫كل شهرين خ ْتمة واحدة‪،‬‬ ‫‪ -‬فروي عن بعض السلف ‪ -‬رض ي هللا عنهم ‪ :-‬أنهم كانوا َيخ ِتمون في ّ‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫كل شهر خ ْتمة‪،‬‬ ‫‪ -‬وعن بعضهم في ّ‬
‫ِ‬
‫كل سبع ليال‪ ،‬وغير‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫كل ثمان ليال‪ ،‬وعن األكثرين في ِ‬ ‫ليال ختمة‪ ،‬وعن بعضهم في ِ‬ ‫كل عشر ٍ‬ ‫‪ -‬وعن بعضهم في ِ‬
‫ذلك‪.‬‬
‫َْ‬
‫‪ -‬واالختيار (ما اختاره النووي)‪َّ :‬أن ذلك يختلف باختالف األشخاص‪ ،‬ولكن بما يحصل له كمال فهم ما يقرؤه‪،‬‬
‫حد امللل والهذرمة‪.‬‬ ‫وبحيث ال يصل إلى ّ‬
‫ِ‬
‫ْ‬ ‫ّ‬
‫املتقدمين الختم في يوم وليلة‪ُّ .‬‬ ‫َ‬
‫ويدل عليه الحديث الصحيح حيث قال رسول هللا ﷺ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫‪ -‬وقد ك ِره جماعة من‬
‫"ال َيفقه َمن قرأ القرآن في َّ‬
‫أقل من ثالث"‪.‬‬
‫ْ َ‬
‫والختم ِملن يختم في األسبوع‪:‬‬ ‫‪ -‬وأما وقت االبتداء‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫‪ -‬فقد روي َّأن عثمان بن عفان ‪-‬رض ي هللا عنه‪ -‬كان يفتتح القر َآن ليلة الجمعة ويخ ِتمه ليلة الخميس‪،‬‬
‫َّ‬
‫يحبون أن يختم القرآن من َّأول الل ْيل أو من أول النهار‪.‬‬ ‫‪ -‬وروي عن عمر بن مرة التابعي قال‪ :‬كانوا ُّ‬

‫‪11‬‬
‫تلخيص‪ :‬رئيفة درويش‬ ‫ملخص كتاب "التبيان في آداب حملة القرآن" للنووي‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مصرف ‪ -‬التابعي الجليل ‪ -‬قال‪َ :‬من خ َتم القرآن أ َّية ساعة كانت من النهار صل ْت عليه املالئكة‬
‫ِ‬
‫‪ -‬وعن طلحة بن ّ‬
‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫حتى يمس ي‪ ،‬وأية ساعة كانت من الليل صل ْت عليه املالئكة حتى يصبح‪ ،‬وعن مجاهد ِمثله‪.‬‬
‫✓ فصل في املحافظة على القراءة في الليل‬
‫َّ ٌ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫أكثر‪ ،‬قال هللا ‪-‬تعالى‪{ :-‬ل ْيسوا َس َو ًاء‪ ،‬م ْن أ ْهل َ‬ ‫‪ -‬ينبغي أن يكون اعتناؤه بقراءة القرآن في الليل َ‬
‫اب أمة‬ ‫الكت ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫وف َو َي ْن َه ْون َع ِن‬ ‫َ َ ْ َ ََْ َ َ ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َّ ْ َ َ ْ‬ ‫َ ٌ َْ َ ََ‬
‫هللا آن َاء اللي ِل وه ْم يسجدون * يؤ ِمنون ِباهللِ واليو ِم اآل ِخ ِر ويأمرون ِباملعر ِ‬ ‫ات ِ‬ ‫قا ِئ َمة يتلون آي ِ‬
‫الص ِال ِح َين}‪[ ،‬آل عمران‪.]114-113 :‬‬ ‫ات َوأ َول ِئ َك م َن َّ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ َ‬
‫املنك ِر ويسا ِرعون ِفي الخي َر ِ‬
‫ِ‬
‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫ََ‬
‫يصلي ِم َن الليل"‪.‬‬ ‫َْ‬
‫‪ -‬وثبت في الصحيح عن رسول هللا ﷺ أنه قال‪ِ " :‬نعم الرجل عبدهللا‪ ،‬لو كان ِ‬
‫َ َ َ‬ ‫تكن َ‬ ‫عبدهللا‪ ،‬ال ْ‬‫‪ -‬وقال سول هللا ﷺ "يا َ‬
‫الليل ثم ت َركه"‪.‬‬ ‫مثل فالن‪ ،‬كان يقوم‬
‫َ‬
‫‪ -‬وقال سول هللا ﷺ‪" :‬ش َرف املؤمن ِقيام الليل"‪.‬‬
‫‪ -‬واألحاديث واآلثار الواردة في هذا كثيرة‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ‬
‫وأبعد عن الشاغالت وامللهيات‪ ،‬وأصون عن الرياء‬ ‫أجمع للقلب‪،‬‬ ‫لكونها‬
‫‪ -‬وإنما رجحت صالة الليل وقراءته؛ ِ‬
‫فإن اإلسراء برسول هللا ﷺ كان‬ ‫وغيره من املحبطات‪ ،‬مع ما جاء الشرع به من إيجاد الخيرات في الليل؛ َّ‬
‫َ‬ ‫ل‬ ‫كل ليلة إلى سماء الدنيا حين َي ْ‬ ‫ليال‪ ،‬وحديث‪" :‬ينزل رُّبكم َّ‬ ‫ً‬
‫فأستجيب‬ ‫داع‬
‫ٍ‬ ‫ن‬ ‫م‬‫ِ‬ ‫هل‬ ‫‪:‬‬ ‫فيقو‬ ‫الليل‪،‬‬ ‫شطر‬ ‫ي‬ ‫ض‬ ‫م‬
‫له‪ "..‬الحديث‪.‬‬
‫َ َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫أفضل‪ ،‬إال أن يستوعب‬ ‫‪ -‬واعلم َّأن فضيلة القيام بالليل والقراءة فيه تحصل بالقليل والكثير‪ ،‬وكلما كثر كان‬
‫وإال أن َّ‬ ‫َّ‬ ‫الليل كله‪َّ ،‬‬
‫يضر بنفسه‪.‬‬ ‫فإنه يكره الدوام عليه‪،‬‬
‫كتب من الغافلين‪َ ،‬ومن قام‬ ‫بع ْشر آيات لم ي ْ‬ ‫يدل على حصوله بالقليل‪ :‬قال رسول هللا ﷺ‪"َ :‬من قام َ‬ ‫‪ -‬ومما ُّ‬
‫ْ‬
‫بمائة آية ك ِتب من القانتين‪َ ،‬ومن قام بألف آية ك ِتب من امل ْقسطين"‪.‬‬
‫ً‬ ‫صلى بالليل َ‬ ‫َّ‬
‫ً‬
‫وقائما"‪.‬‬ ‫ساجدا‬ ‫ركعتين فقد بات هلل‬ ‫‪ -‬وعن ابن عباس ‪ -‬رض ي هللا عنهما ‪ -‬قال‪"َ :‬من‬
‫✓ فصل في األمر بتعهد القرآن والتحذير من تعريضه للنسيان‬
‫أشد ً‬
‫تفلتا من اإلبل في عقلها"‪.‬‬ ‫محمد بيده لهو ُّ‬‫‪ -‬عن النبي ﷺ‪-‬قال‪" :‬تعاهدوا هذا القرآن‪ ،‬فوالذي نفس َّ‬
‫َ‬ ‫كم َثل اإلبل املعقلة‪ ،‬إن َ‬ ‫"إنما َم َثل صاحب القرآن َ‬ ‫‪ -‬وقال سول هللا ﷺ‪َّ :‬‬
‫عاهد عليها أمسكها‪ ،‬وإن أطلقها‬ ‫ر‬
‫ْ‬
‫ذهبت"‪.‬‬
‫علي أجور َّأمتي‪ ،‬حتى القذاة يخرجها الرجل من املسجد‪ ،‬وعرضت َّ‬
‫علي ذنوب‬ ‫‪ -‬وقال رسول هللا ﷺ‪" :‬عرضت َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ٌ‬
‫أعظم من سورة من القرآن أو آية أوتيها رجل ثم نسيها"‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َّأمتي‪ ،‬فلم َأر ً‬
‫ذنبا‬
‫يوم القيامة‪ ،‬وهو أجذم"‪.‬‬ ‫وجل ‪َ -‬‬
‫عز َّ‬ ‫‪ -‬وعن النبي ﷺ قال‪"َ :‬من قرأ القرآن ثم َنس َيه‪َ ،‬لق َي هللا ‪َّ -‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬

‫‪12‬‬
‫تلخيص‪ :‬رئيفة درويش‬ ‫ملخص كتاب "التبيان في آداب حملة القرآن" للنووي‬

‫✓ فصل فيمن نام عن ورده‬


‫صالة الفجر وصالة الظهر‪،‬‬
‫ِ‬ ‫‪ -‬قال رسول هللا ﷺ‪َ " :‬من نام عن ِحزبه من الليل‪ ،‬أو عن ش يء منه‪ ،‬فقرأه ما بين‬
‫كتب له َّ‬
‫كأنه قرأه من الليل"‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫‪ -‬وقال أبو أسيد ‪ -‬رض ي هللا عنه ‪ِ " :-‬نمت البارحة عن و ْردي حتى أصبحت‪َّ ،‬‬
‫فلما أصبحت استرجعت‪ ،‬وكان‬ ‫ِ‬
‫و ْردي سورة البقرة‪ ،‬فرأيت في املنام َّ‬
‫كأن بقرة تنطحني"‪.‬‬

‫الباب السادس – في آداب القراءة‬


‫هذا الباب هو معظم الكتاب ومقصوده‪ ،‬ويشتمل على املوضوعات التالية‪:‬‬
‫✓ استشعار مناجاة هللا بالقرآن‬
‫بعد اإلخالص‪ ،‬يجب على القارئ مراعاة األدب مع القرآن وأن يستحضر في نفسه أنه يناجي هللا تعالى وأن هللا‬
‫يراه‪.‬‬
‫✓ فصل في استحباب السواك للقارئ‬
‫‪ -‬ينبغي للقارئ إذا أراد القراءة أن ينظف فمه بالسواك وغيره‪ .‬والسواك قد يكون بعود من أراك ويجوز بغيره‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -‬وإذا كان فمه نجسا بدم أو غيره فإنه يكره له قراءة القرآن قبل غسل فمه‪ ،‬وهل يحرم؟ قيل‪ :‬يحتمل‬
‫الوجهين‪ ،‬واألصح أنه ال يحرم‪.‬‬
‫✓ فصل في حكم قراءة القرآن بغير طهارة‬
‫‪ -‬يستحب أن يقرأ القرآن وهو على طهارة‪ ،‬فإن قرأ وهو محدث جاز بإجماع املسلمين ولكنه تارك لألفضل‪.‬‬
‫‪ -‬واملستحاضة في زمن الطهر حكمها حكم املحدث‪.‬‬
‫‪ -‬حكم قراءة القرآن للجنب والحائض‪:‬‬
‫* يحرم قراءة القرآن للجنب والحائض سواء كان آية أو أقل منها‪.‬‬
‫* ويجوز لهما إجراء القرآن على قلوبهما من غير تلفظ به‪.،‬‬
‫* ويجوز لهما النظر في املصحف وإمراره على القلب‪.‬‬
‫* ويجوز لهما التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير والصالة على رسول هللا ﷺ‪ ،‬وغير ذلك من األذكار‪ ،‬وذلك‬
‫بإجماع املسلمين‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫تلخيص‪ :‬رئيفة درويش‬ ‫ملخص كتاب "التبيان في آداب حملة القرآن" للنووي‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫* يجوز لهما عند املصيبة قول‪} :‬إنا هلل وإنا إليه راجعون{ إن لم يقصدا القراءة‪ ،‬وما أشبه ذلك من ألفاظ‬
‫القرآن إن لم يقصدا القراءة‪.‬‬
‫* فإن قال الجنب‪ :‬بسم هللا أو الحمد هلل وقصد القراءة فقد عص ى‪ ،‬وإن قصد الذكر أو لم يقصد شيئا‬
‫فلم يأثم‪.‬‬
‫✓ فصل في التيمم لقراءة القرآن‬
‫‪ -‬إذا لم يجد الجنب أو الحائض ماء تيمم‪ ،‬وعندئذ يباح له القراءة والصالة وغيرهما‪.‬‬
‫‪ -‬فإن أحدث بعد التيمم َح َرم عليه الصالة ولم تحرم عليه القراءة والجلوس في املسجد وغيرهما مما ال يحرم‬
‫على املحدث‪ .‬مثله في ذلك مثل الذي اغتسل ثم أحدث‪.‬‬
‫‪ -‬لو تيمم ثم صلى وقرأ القرآن ثم رأى ماء‪ ،‬فيلزمه استعمال املاء‪ ،‬ويحرم عليه القراءة وجميع ما يحرم على‬
‫الجنب حتى يغتسل‪.‬‬
‫‪ -‬لو تيمم وصلى وقرأ القرآن ثم أراد التيمم لحدث أو لفريضة أخرى أو لغير ذلك‪ ،‬فإنه ال يحرم عليه القراءة‬
‫(على الصحيح في املذهب‪ ،‬وفيه وجه لبعض أصحاب الشافعي بأنه ال يجوز)‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪ -‬إذا لم يجد الجنب ً‬
‫ماء وال ترابا فإنه يصلي على حاله وذلك لحرمة الوقت‪ ،‬ولكنه يحرم عليه القراءة خارج‬
‫الصالة‪ ،‬وكذلك يحرم عليه أن يقرأ في الصالة ما زاد على الفاتحة‪ .‬وهناك خالف في‪ :‬هل يحرم عليه قراءة‬
‫الفاتحة أم ال على رأيين‪:‬‬
‫‪ .1‬الرأي األول‪ :‬هو ما اختاره النووي وقال بأنه الصواب وهو‪ :‬أنه ال يحرم‪ ،‬بل يجب عليه قراءة الفاتحة في‬
‫الصالة ألن الصالة ال تصح إال بها‪.‬‬
‫‪ .2‬الرأي الثاني‪ :‬هو أنه ال يجوز‪ ،‬بل يأتي باألذكار مثله مثل العاجز الذي ال يحفظ شيئا من القرآن‪.‬‬
‫✓ فصل في أماكن قراءة القرآن‬
‫‪ -‬يستحب القراءة في موضع نظيف مختار‪ ،‬لذلك تستحب القراءة في املسجد‪.‬‬
‫‪ -‬الجلوس في املسجد يجمع بين فضيلة النظافة‪ ،‬وشرف املكان‪ ،‬وفضيلة االعتكاف‪.‬‬
‫‪ -‬ينبغي لكل جالس في املسجد‪ ،‬بل في أول دخوله للمسجد أن ينوي االعتكاف سواء كثر جلوسه أم قل‪.‬‬
‫‪ -‬حكم القراءة في الحمام‪ :‬اختلف السلف في كراهتها‪:‬‬
‫* هناك من قال بعدم الكراهة ومنهم عطاء والنخعي ومالك‪.‬‬
‫ً‬
‫* وهناك من قال بالكراهة نقال عن علي بن أبي طالب ‪-‬رض ي هللا عنه‪ -‬ومنهم أبو حنيفة وجماعة من التابعين‪.‬‬
‫ّ‬
‫* وقال الشعبي‪ :‬تكره قراءة القرآن في ثالث مواضع ‪ :‬في الحمامات‪ ،‬والحشوش‪ ،‬وبيت الرحا وهي تدور‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫تلخيص‪ :‬رئيفة درويش‬ ‫ملخص كتاب "التبيان في آداب حملة القرآن" للنووي‬

‫‪ -‬وأما القراءة في الطريق‪ :‬فاملختار أنها جائزة ليست مكروهة إذا لم يلته صاحبها‪ ،‬وروى نحو هذا عن أبي‬
‫الدرداء‪ ،‬وعمر بن عبد العزيز‪ .‬وكرهها مالك‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -‬كما كره النبي ﷺ القراءة للناعسين مخافة من الغلط‪.‬‬
‫✓ فصل في استقبال القبلة لقارئ القرآن وكيفية الجلوس لقراءة القرآن‪.‬‬
‫‪ -‬يستحب للقارئ في غير الصالة أن يستقبل القبلة‪ ،‬قال سول هللا ﷺ‪" :‬خير املجالس ما استقبل به القبلة"‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -‬ويجلس مطرقا رأسه وبخشوع وسكينة ووقار سواء جلس وحده أو بين يدي معلمه‪ ،‬هذا هو األكمل‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -‬ولو قرأ قائما أو مضطجعا في فراشه‪ ،‬أو غير ذلك من األحوال‪ ،‬جاز وله أجر ولكن دون األول‪.‬‬
‫✓ فصل في استحباب االستعاذة‬
‫‪َ -‬من شرع في قراءة القرآن فليستعذ باهلل من الشيطان الرجيم‪.‬‬
‫‪ -‬وصيغة االستعاذة كما قال الجمهور‪ :‬أعوذ باهلل من الشيطان الرجيم‪.‬‬
‫‪ -‬وقال جماعة من السلف أن الصيغة هي‪ :‬أعوذ باهلل السميع العليم من الشيطان الرجيم‪.‬‬
‫‪ -‬واختار النووي الصيغة األولى‪.‬‬
‫‪ -‬حكم االستعاذة‪ :‬مستحبة وليست بواجبة‪ .‬وتستحب لكل قارئ سواء كان في الصالة أو غيرها‪.‬‬
‫‪ -‬للشافعية وجهان في استحباب االستعاذة في الصالة‪:‬‬
‫‪ .1‬في كل ركعة (على الصحيح)‬
‫‪ .2‬في الركعة األولى فقط‪ ،‬وفي الثانية ملن تركها في األولى‬
‫‪ -‬يستحب التعوذ في التكبيرة األولى من صالة الجنازة (على أصح الوجهين للشافعية)‪.‬‬
‫✓ فصل في املحافظة على البسملة‬
‫‪ -‬ينبغي على قارئ القرآن املحافظة على قراءة‪" : :‬بسم هللا الرحمن الرحيم" في أول كل سورة سوى سورة‬
‫"التوبة"‪.‬‬
‫‪ -‬البسلمة عند أكثر العلماء آية حيث أنها كتبت في املصحف وكتبت في أوائل السور سوى "براءة" (سورة التوبة)‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫فإن قرأها كان مثبتا قراءة الختمة أو السورة‪ ،‬وإذا أخل بالبسملة يعتبر تاركا بعض القرآن عند األكثرين‪.‬‬
‫✓ فصل في تدبر القرآن والخشوع عند القراءة‬
‫‪ -‬فإذا شرع في القراءة فليكن شأنه الخشوع والتدبر والخضوع فهو املقصود واملطلوب‪ ،‬قال تعالى ‪ٌ } :‬‬
‫كتاب‬
‫َ‬
‫يدبروا آياته{‪ ،‬وقال تعالى ‪} :‬أفال َي َت َد َّبرون القرآن {‪.‬‬
‫إلي َك مبار ٌك ل َّ‬
‫ِ‬
‫لناه َ‬‫أنز‬
‫‪ -‬واألحاديث واآلثار فيه كثيرة ومشهورة‪ .‬وقد كان جماعة من السلف يتلون اآلية الواحدة ويرددونها إلى الصباح‪،‬‬
‫ومنهم من صعق عند القراءة ومنهم من مات حال القراءة‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫تلخيص‪ :‬رئيفة درويش‬ ‫ملخص كتاب "التبيان في آداب حملة القرآن" للنووي‬
‫َ‬
‫‪ -‬وقد قال إبراهيم الخ َّواص ‪ :‬دواء القلب خمسة أشياء ‪ :‬قراءة القرآن بالتدبر‪ ،‬وخالء البطن‪ ،‬وقيام الليل‪،‬‬
‫السحر‪ ،‬ومجالسة الصالحين‪.‬‬ ‫والتضرع عند َّ‬

‫✓ فصل في استحباب ترديد اآلية الواحدة للتدبر‪ ،‬واملشهور في ذلك‪:‬‬


‫‪ -‬عن أبي ذر ‪-‬رض ي هللا تعالى عنه‪ -‬قال‪" :‬قام النبي ﷺ بآية يرددها حتى أصبح‪ ،‬واآلية‪} :‬إن تعذبهم فإنهم‬
‫عبادك{‪،‬‬
‫‪ -‬وروي عن أسماء ‪-‬رض ي هللا تعالى عنها‪ -‬أنها كانت تعيد قول هللا تعالى‪َّ } :‬‬
‫فمن هللا علينا ووقانا عذاب السموم{‪،‬‬
‫‪ -‬وردد ابن مسعود ‪-‬رض ي هللا تعالى عنه‪ -‬قول هللا تعالى‪} :‬رب زدني علما{‪ ..‬وغير ذلك‪.‬‬
‫✓ فصل في البكاء عند قراءة القرآن‬
‫‪ -‬البكاء في حال القراءة هو صفة العارفين وشعار عباد هللا الصالحين‪ ،‬قال هللا تعالى‪} :‬ويخرون لألذقان يبكون‬
‫ويزيدهم خشوعا{‪ .‬واألحاديث واآلثار في ذلك كثيرة ال يمكن حصرها‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪ -‬عن رسول هللا ﷺ قال‪" :‬اقرأوا القرآن وابكوا‪ ،‬فإن لم تبكوا فتباكوا"‬
‫‪ -‬وتكررت الروايات عن بكاء عمر بن الخطاب ‪-‬رض ي هللا تعالى عنه‪ -‬في الصالة‪ ،‬منها أنه صلى بالجماعة الصبح‬
‫فقرأ سورة يوسف فبكى حتى سالت دموعه على ترقوته‪.‬‬
‫‪ -‬قال اإلمام أبو حامد الغزالي ‪-‬رحمه هللا‪" :-‬البكاء مستحب مع القراءة وعندها"‪.‬‬
‫‪ -‬وقال الغزالي أن طريق قارئ القرآن في تحصيل البكاء هو أن يحضر في قلبه الحزن بأن يتأمل ما في القرآن‬
‫من التهديد والوعيد الشديد واملواثيق والعهود‪ ،‬ثم يفكر في تقصيره فيها‪ ،‬فإن لم يحضره حزن وبكاء‪ ،‬فليبك‬
‫فإنه من أعظم املصائب‪.‬‬ ‫على َف ْقد ذلك؛ َّ‬

‫✓ فصل في استحباب ترتيل القرآن وصفة القراءة‬


‫َ ً‬ ‫ّ‬
‫‪ -‬ينبغي أن يرتل قراءته‪ ،‬وقد اتفق العلماء على استحباب الترتيل‪ ،‬قال هللا تعالى ‪} :‬و َرت ِل القر َآن ت ْرِتيال{‪.‬‬
‫حرفا حرفا‪ ،‬وكذا قراءة َّ‬ ‫ً‬ ‫‪ -‬وثبت في األحاديث الصحيحة أن قراءة َّ‬
‫السلف‪.‬‬ ‫النبي ﷺ كانت مرتلة مفسرة‬
‫ّ‬
‫‪ -‬وقد ن ِه َى عن اإلفراط في اإلسراع ويسمى الهذ‪.‬‬
‫‪ -‬قالوا وقراءة جزء بترتيل أفضل من جزأين في ذلك الزمن بغير ترتيل‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -‬قال العلماء‪ :‬والترتيل مستحب للتدبر وألنه أقرب إلى اإلجالل والتوقير‪ ،‬وأشد تأثيرا في القلب‪.‬‬
‫‪ -‬ولهذا يستحب الترتيل للعجمي الذي ال يفهم معناه‪.‬‬
‫✓ فصل في استحباب التسبيح واالستعاذة والسؤال في القراءة إذا مر بما يناسب ذلك‬
‫ً‬
‫‪ -‬ويستحب لقارئ القرآن‪ ،‬اتباعا لفعل النبي ﷺ‪ ،‬أنه إذا مر بآية رحمة أن يسأل هللا تعالى من فضله‪ ،‬وإذا مر‬
‫بآية عذاب أن يستعيذ من العذاب أو من الشر أو يقول ‪ :‬اللهم إني أسألك العافية‪ ،‬أو نحو ذلك‪،‬‬
‫‪16‬‬
‫تلخيص‪ :‬رئيفة درويش‬ ‫ملخص كتاب "التبيان في آداب حملة القرآن" للنووي‬
‫َّ‬
‫وإذا مر بآية تنزيه هلل تعالى نزهه فقال ‪ :‬سبحانه وتعالى‪ ،‬أو تبارك وتعالى‪ ،‬أو جلت عظمة ربنا‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫وهذا مستحب لكل قارئ سواء كان في الصالة أو خارجها‪ ،‬ويستوي فيه اإلمام واملأموم واملنفرد‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫وقال النووي أن استحباب السؤال واالستعاذة هو مذهب الشافعي وجماهير العلماء‪ .‬وهو الصواب‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وقال أبو حنيفة‪ :‬ال يستحب؛ بل يكره في الصالة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫✓ فصل في التنبيه على احترام القرآن من بعض ما يتساهل به بعض الغافلين‬
‫‪ -‬يجب احترام القرآن من أمور قد يتساهل فيها البعض مثل‪:‬‬
‫ً‬
‫‪ -‬اجتناب الضحك واللغط والحديث في خالل القراءة إال كالما يضطر إليه‪( .‬اللغط هو اختالط األصوات)‬
‫‪ -‬روي عن ابن عمر ‪-‬رض ي هللا تعالى عنه‪ -‬أنه كان إذا قرأ القرآن ال يتكلم حتى يفرغ مما أراد أن يقرأه‪.‬‬
‫‪ -‬عدم العبث باليد وعدم النظر إلى ما يلهي ويبدد الذهن‪.‬‬
‫‪ -‬عدم النظر إلى ما ال يجوز النظر إليه بصفة عامة‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -‬على الحاضرين مجلس القراءة إذا رأوا شيئا من املنكرات‪ ،‬أن ينهوا عنها حسب اإلمكان‪.‬‬
‫‪-‬‬

‫✓ فصل في حكم قراءة القرآن بغير العربية‬


‫ً‬
‫‪ -‬ال تجوز قراءة القرآن بالعجمية سواء أحسن العربية أم لم يحسنها‪ ،‬وسواء كان في الصالة أو خارجا عنها‪،‬‬
‫‪ -‬فإن قرأ بها في الصالة لم تصح صالته‪ .‬هذا مذهب مالك‪ ،‬والشافعي‪ ،‬وأحمد‪ ،‬وداود‪ ،‬وابن املنذر‪.‬‬
‫‪ -‬وقال أبو حنيفة‪ :‬تجوز وتصح به الصالة‪.‬‬
‫‪ -‬وجوزها صاحبا أبو حنيفة‪ ،‬أبو يوسف‪ ،‬ومحمد بن الحسن‪ ،‬ملن لم يحسن العربية وال يجوز ملن يحسنها‪.‬‬
‫✓ فصل في حكم قراءة القرآن بالقراءات املتواترة والشاذة‬
‫‪ -‬تجوز قراءة القرآن بالقراءات السبع املجمع عليها‪ ،‬وال تجوز بغير السبع‪ ،‬وال بالروايات الشاذة املنقولة عن‬
‫القراء السبعة‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ -‬وقال الشافعية وغيرهم‪ :‬لو قرأ بالشواذ في الصالة بطلت صالته إن كان عاملا‪ ،‬وإن كان جاهال لم تبطل‪ ،‬ولم‬
‫تحسب قراءته‪.‬‬
‫‪ -‬وال تجوز القراءة بالشاذ‪ ،‬وأنه ال يصلى خلف من يقرأ بها‪ ،‬وهذا الحكم بإجماع املسلمين‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ -‬من قرأ بالشاذ وكان جاهال به أو بتحريمه‪ ،‬ع ّ ِرف بذلك‪ ،‬فإن عاد إليه أو كان عاملا به‪ ،‬ع ّ ِزر تعزيرا بليغا حتى‬
‫ينتهي عن ذلك‪ ،‬ومن يستطيع منعه فعليه أن يمنعه وينكر عليه ذلك‪.‬‬
‫✓ فصل في حكم االنتقال من قراءة إلى أخرى‬
‫ً‬
‫‪ -‬من ابتدأ بقراءة أحد القراء السبعة فعليه أن يستمر فيها مادام الكالم مرتبطا‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫تلخيص‪ :‬رئيفة درويش‬ ‫ملخص كتاب "التبيان في آداب حملة القرآن" للنووي‬

‫‪ -‬فإذا انقض ى ارتباطه فله أن يقرأ بقراءة أخرى من السبعة‪ ،‬ولكن األولى هو دوامه على القراءة األولى في هذا‬
‫املجلس‪.‬‬
‫✓ فصل في ترتيب القراءة‬
‫‪ -‬قال العلماء‪ :‬األولى واملستحب لقارئ القرآن أن يقرأ على ترتيب املصحف‪ ،‬فيقرأ سورة الفاتحة‪ ،‬ثم سورة‬
‫ً‬
‫البقرة‪ ،‬إلى أن يختم بسورة الناس‪ .‬وعليه أن يأتي بهذا الترتيب سواء قرأ في الصالة أم خارجا عنها‪.‬‬
‫‪ -‬والدليل على ذلك أن ترتيب املصحف إنما جعل هكذا لحكمة‪ ،‬فينبغي أن يحافظ عليها‪ ،‬إال فيما ورد الشرع‬
‫باستثناءه‪ ،‬كصالة الصبح يوم الجمعة يقرأ في الركعة األولى سورة السجدة‪ ،‬وفي الثانية سورة اإلنسان‪ ،‬إلى‬
‫غير ذلك (وسيأتي ذكره في الباب الثامن إن شاء هللا تعالى)‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -‬ولو خالف الترتيب واملواالة في القراءة‪ ،‬جاز له ذلك وكان تاركا لألفضل‪ .‬وقد كره بعض العلماء مخالفة ترتيب‬
‫ً‬
‫بإسناد صحيح‪ -‬عن بعض الصحابة مثل ابن مسعود ‪-‬رض ي هللا تعالى عنه‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫املصحف نقال ‪-‬‬
‫ً ّ‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬
‫وذمه؛‬
‫‪ -‬وأما قراءة السورة منكوسة‪ ،‬بمعنى قراءة السورة من آخرها إلى أولها‪ ،‬فمتفق على منعه منعا مؤكدا‪ِ ،‬‬
‫ألنه يذهب ببعض أنواع اإلعجاز‪ ،‬ويزيل ِحكمة ترتيب اآليات‪.‬‬
‫وليس من هذا الباب ألن فيه تسهيل الحفظ عليهم‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬
‫فحسن‬ ‫الصبيان من آخر املصحف إلى أوله‬‫وأما تعليم ّ‬‫َّ‬ ‫‪-‬‬
‫ِ‬
‫✓ فصل في تفضيل القراءة في املصحف‬
‫‪ -‬القراءة من املصحف أفضل من القراءة عن ظهر القلب؛ ألن النظر في املصحف عبادة مطلوبة‪ ،‬فتجتمع‬
‫القراءة والنظر‪ ،‬وبه قال بعض الشافعية واإلمام الغزالي وجماعات من السلف‪.‬‬
‫‪ -‬كما نقل اإلمام الغزالي أن األكثرين من الصحابة ‪-‬رض ي هللا تعالى عنهم‪ -‬كانوا يقرأون من املصحف ويكرهون‬
‫أن يخرج يوم وال ينظرون في املصحف‪ .‬وروي ذلك عن كثير من السلف‪ ،‬ولم ير النووي فيه خالفا‪.‬‬
‫‪ -‬ويضيف النووي‪ :‬أن الظاهر من كالم السلف وفعلهم محمول على التفصيل التالي‪:‬‬
‫‪ -‬تختار القراءة من املصحف ملن استوي خشوعه وتدبره في الحالتين (حالة القراءة من املصحف أو حالة‬
‫القراءة عن ظهر قلب)‪،‬‬
‫‪ -‬تختار القراءة عن ظهر قلب ملن يكمل بذلك خشوعه وتدبره‪ ،‬ويزيد خشوعه وتدبره لو قرأ عن ظهر قلب أكثر‬
‫مما لو قرأ من املصحف‪.‬‬
‫✓ فصل في استحباب قراءة الجماعة مجتمعين‪ ،‬وفضل القارئين من الجماعة والسامعين‪ ،‬وبيان فضيلة من‬
‫جمعهم عليها وحرضهم وندبهم إليها‬
‫‪ -‬اعلم أن قراءة الجماعة مجتمعين مستحبة‪ ،‬وكذلك حضور حلقهم مستحبة‪ .‬والدالئل على ذلك كثيرة‬
‫وظاهرة من أفعال السلف والخلف‪ .‬ومنها‪:‬‬
‫‪18‬‬
‫تلخيص‪ :‬رئيفة درويش‬ ‫ملخص كتاب "التبيان في آداب حملة القرآن" للنووي‬
‫َّ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ َ َ‬ ‫ال ‪َ " :‬م َا ْ‬
‫اج َت َم َع َق ٌ َ ْ‬ ‫النبي ﷺ َّأنه َق َ‬
‫هللا ت َعالى َو َي َت َدا َرسونه َب ْي َنهم إال ن َزلت‬
‫يوت هللا يتلون ِكتاب ِ‬
‫ْ‬
‫وم في بي ٍت ِمن ب ِ‬
‫‪َ -‬عن َّ‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َع َل ْيهم َّ‬
‫الرحمة‪ ،‬وحفتهم امل ـال ِئكة‪ ،‬وذك َرهم هللا ِف َيمن ِعنده"‪.‬‬ ‫الس ِكينة وغ ِشيتهم َّ‬
‫ِ‬
‫‪ -‬وعن معاوية ‪-‬رض ي هللا تعالى عنه‪ -‬أن الرسول ﷺ خرج على حلقة من أصحابه فقال‪" :‬ما يجلسكم؟" فقالوا‪:‬‬
‫ومن علينا به‪ ،‬فقال النبي ﷺ‪" :‬أتاني جبريل ‪-‬عليه‬ ‫جلسنا نذكر هللا تعالى ونحمده على ما هدانا لإلسالم‪ّ ،‬‬
‫السالم‪ -‬فأخبرني أن هللا تعالى يباهي بكم املالئكة"‪.‬‬
‫وعن ابن عباس ‪-‬رض ي هللا تعالى عنه‪ -‬قال‪" :‬من استمع إلى آية من كتاب هللا تعالى كانت له نورا"‬ ‫‪-‬‬
‫وروي فضل الدراسة مجتمعين عن جماعة من أفاضل السلف والخلف وقضاة املتقدمين‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫أما فضيلة من يجمعهم على القراءة‪ ،‬ففيها نصوص كثيرة‪ ،‬كقول النبي ﷺ‪" :‬الدال على الخير كفاعله"‬ ‫‪-‬‬
‫وال شك في ِعظم أجر الساعي في جمع القارئين جماعة لقراءة القرآن ومدارسته‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫✓ فصل في اإلدارة بالقرآن‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ -‬يجوز وحسن أن يجتمع جماعة فيقرأ بعضهم عشرا أو جزءا أو غير ذلك‪ ،‬ثم يسكت ويقرأ اآلخر من حيث‬
‫انتهى األول‪ ،‬ثم يقرأ اآلخر‪ ،‬وهكذا‪ .‬وسئل اإلمام مالك ‪-‬رحمه هللا‪ -‬في ذلك فقال‪ :‬ال بأس به‪.‬‬
‫✓ فصل في رفع الصوت بالقراءة‬
‫ٌ‬
‫فصل مهم ينبغي االعتناء به‪.‬‬ ‫‪ -‬هذا‬
‫ً‬ ‫‪ -‬اعلم َّأنه جاءت أحاديث كثيرة في َّ‬
‫الصحيحين وغيرهما دالة على استحباب رفع الصوت بالقراءة‪ ،‬وجاءت أيضا‬
‫آثار دالة على استحباب اإلخفاء وخفض الصوت‪.‬‬
‫‪ -‬قال اإلمام الغزالي وغيره من العلماء أن طريق الجمع بين األخبار واآلثار املختلفة في هذا الباب هو‪:‬‬
‫* إن كان اإلسرار أبعد من الرياء فهو أفضل في حق من يخاف الريـاء‪،‬‬
‫* فإن لم يخف الرياء‪ ،‬فالجهر ورفع الصوت أفضل؛ ألن العمل فيه أكثر‪ ،‬وألن فائدته تتعدى إلى غيره‪ ،‬والنفع‬
‫همته إلى الفكر في القرآن‪ ،‬ويصرف سمعه‬ ‫املتعدي أفضل من النفع الالزم‪ ،‬وألنه يوقظ قلب القارئ‪ ،‬ويجمع َّ‬
‫غافل وينشطه‪ .‬وقالوا فمهما حضره ش يء من‬
‫نائم أو ٍ‬
‫إليه‪ ،‬ويطرد النوم‪ ،‬ويزيد في النشاط‪ ،‬ويوقظ غيره من ٍ‬
‫النيات فالجهر أفضل‪ ،‬فإن اجتمعن هذه النيات كلها‪ ،‬تضاعف األجر‪.‬‬ ‫هذه ّ‬
‫ِ‬
‫* ولهذا قال الغزالي في حكمه على املسألة‪ :‬أن القراءة في املصحف أفضل‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫تلخيص‪ :‬رئيفة درويش‬ ‫ملخص كتاب "التبيان في آداب حملة القرآن" للنووي‬

‫‪ -‬مما ورد من األحاديث الصحيحة في إثبات الجهر بالقراءة‪ :‬قال رسول هللا ﷺ‪ " :‬ما َأ ِذن هللا لش ٍيء ما ِأذن ّ‬
‫لنبي‬
‫ٍ‬
‫َ‬
‫حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به"‪ .‬وأحاديث أخرى كثيرة‪ .‬ومعنى "أ ِذ َن" أي‪ :‬استمع‪ .‬وهو إشارة للرضا‬
‫والقبول‪.‬‬
‫‪ -‬وعن أبي موس ى األشعري ‪-‬رض ي هللا تعالى عنه‪ -‬أن رسول هللا ﷺ قال له‪" :‬لو رأيتني وأنا أستمع إلى قراءتك‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫امير ِآل داود"‪.‬‬
‫البارحة! لقد أتيت مزمارا من مز ِ‬
‫‪ -‬واآلثار عن الصحابة والتابعين من أقوالهم وأفعالهم أكثر من أن تحص ى‪( .‬يرجع للكتاب ملزيد من األمثلة)‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪ -‬وهذا كله فيمن ال يخاف ر ً‬
‫ياء وال إعجابا‪ ،‬وال نحوهما من القبائح‪ ،‬وال يؤذي جماعة بلبس صالتهم‪ ،‬وتخليطها‬
‫ً‬
‫عليهم‪ .‬فإن خاف بسبب الجهر شيئا مما يكره لم يجهر‪ ،‬وإن لم يخف استحب له الجهر‪.‬‬
‫‪ -‬فإن كانت القراءة في جماعة مجتمعين تأكد استحباب الجهر ِملا يحصل فيه من نفع غيرهم‪.‬‬
‫✓ فصل في استحباب تحسين الصوت بالقرآن‬
‫‪ -‬أجمع العلماء من السلف والخلف من الصحابة والتابعين ومن بعدهم على استحباب تحسين الصوت‬
‫بالقرآن وأقوالهم‪ ،‬وأفعالهم في هذا مشهورة‪ ،‬واألحاديث الصحيحة عن رسول هللا ﷺ مستفيضة عند‬
‫الخاصة والعامة‪ .‬منها على سبيل املثال‪ ،‬قوله ﷺ‪" :‬زِّينوا أصواتكم بالقرآن" الحديث‪ ،‬وقوله ﷺ‪" :‬لقد أوتي‬
‫هذا مزمارا" الحديث‪.‬‬
‫‪ -‬وقال جمهور العلماء في شرح حديث النبي ﷺ‪" :‬من لم يتغن بالقرآن فليس منا" قالوا‪ :‬معنى "لم يتغن" أي‬
‫لم يحسن صوته به‪.‬‬
‫‪ -‬وقال العلماء ‪ :‬يستحب تحسين الصوت بالقراءة وتزيينها ما لم يخرج عن حد القراءة بالتمطيط؛ فإن أفرط‬
‫ً‬
‫حتى زاد حرفا‪ ،‬أو إخفاه‪ ،‬فهو حرام‪.‬‬
‫‪ -‬حكم اللحن في القرآن‪ :‬القراءة باأللحان املوضوعة إن أخرجت لفظ القرآن عن صيغته بإدخال حركات فيه‪،‬‬
‫أو إخراج حركات منه‪ ،‬أو قصر املمدود‪ ،‬أو مد املقصور بما يخل باللفظ ويلتبس به املعنى‪ ،‬فهو حرام‪ ،‬يفسق‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫به القارئ‪ ،‬ويأثم به املستمع‪ ،‬ذلك ألنه َع َدل به عن نهجه القويم إلى االعوجاج وهللا تعالى يقول‪} :‬قرآنا عربيا‬
‫ً‬
‫غير ذي ِعوج {‪ .‬فإن لم يخرجه اللحن عن لفظه وقراءته على ترتيله‪ ،‬كان مباحا ألنه زاد له بألحانه في تحسينه‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫‪ -‬قال الشافعي وغيره ‪ :‬أفضل القراءة ما كان حدرا وتحزينا‪ ،‬فالحدر هو درج القراءة وعدم مطها‪ ،‬والتحزين هو‬
‫ترقيق الصوت ‪.‬‬
‫‪ -‬وإذا لم يكن القارئ حسن الصوت ي َح َّسنه ما استطاع‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫تلخيص‪ :‬رئيفة درويش‬ ‫ملخص كتاب "التبيان في آداب حملة القرآن" للنووي‬

‫✓ فصل في استحباب طلب القراءة الطيبة من حسن الصوت‬


‫‪ -‬اعلم أن جماعات من السلف رض ي هللا عنهم كانوا يطلبون من أصحاب القراءة بالصوت الحسن أن يقرأوا‬
‫عليهم وهم يستمعون‪ ،‬وهذا متفق على استحبابه‪ ،‬وهو عادة األخيار واملتعبدين‪ ،‬وعباد هللا الصالحين‪ ،‬وهو‬
‫س َّنة ثابتة عن رسول هللا ﷺ‪.‬‬
‫َ‬ ‫ُّ َ َ‬ ‫َ ّ‬ ‫ْ‬
‫حب أ ْن أ ْس َم َعه ِم ْن غ ْي ِري"‪ ،‬فقرأ‬ ‫الص ِحيحين َّأنه ﷺ قال لعبد هللا بن مسعود ‪" :‬اقرأ َع َّلي الق ْرآن‪ ،‬ف ِإ ِني أ‬ ‫‪ -‬ففي َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ ََ ْ‬ ‫ّ‬
‫يد َو ِج ْئ َنا ِب َك َعلى َهؤالء ش ِهيدا{‪،‬‬
‫النساء حتى بلغ قوله‪} :‬فكيف ِإذا ِجئنا ِمن ك ِ ّل أ َّم ٍة ِبش ِه ٍ‬
‫ّ‬
‫علي ِه من سورة ِ‬
‫ْ‬
‫َْ َ‬ ‫َ ََ‬
‫قال‪َ " :‬ح ْسب َك اآلن"‪ .‬فالتفت إليه ف ِإذا َع ْي َناه تذ ِرفان‪.‬‬
‫‪ -‬واآلثار في هذا كثيرة ومشهورة‪.‬‬
‫‪ -‬واستحب بعض العلماء أن يستفتح مجلس حديث النبي ﷺ ويختم بما تيسر من القرآن بقراءة قارئ حسن‬
‫الصوت‪ .‬وينبغي للقارئ في هذه املواطن أن يقرأ ما يليق باملجلس ويناسبه‪ ،‬وأن تكون قراءته في آيات الخوف‬
‫والرجاء واملواعظ والتزهيد في الدنيا والترغيب في اآلخرة وقصر األمل ومكارم األخالق‪.‬‬
‫✓ فصل في مراعاة املعنى في ابتداء القراءة ووقفها‬
‫‪ -‬ينبغي للقارئ إذا ابتدأ من وسط السورة أو وقف على غير آخرها أن يبتدئ من أول الكالم املرتبط بعضه‬
‫ببعض‪،‬‬
‫‪ -‬وإذا وقف يقف على انتهاء الكالم املرتبط‪،‬‬
‫‪ -‬وال يتقيد في االبتداء وال في الوقف باألجزاء واألحزاب واألعشار‪ ،‬فإنها قد تكون في وسط الكالم املرتبط بعضه‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ّ‬ ‫َ‬
‫النساء{‪ ،‬وفي قوله تعالى‪َ } :‬و َما أ َب ِرئ نفس ي{‪،‬‬‫ببعض‪ .‬ومثال ذلك‪ :‬بداية الجزء في قوله تعالى‪} :‬واملحصنات ِمن ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ َ َ ْ‬ ‫وفي قوله تعالى‪} :‬إ َل ْيه ي َر ُّد علم ّ‬
‫الساعة{‪ ،‬وفي قوله تعالى‪} :‬ف َما خطبكم أ ُّي َها امل ْر َسلون{‪ ،‬فكل هذا وما أشبهه‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫أال يبتدأ به وال يوقف عليه ألنه متعلق بما قبله‪ .‬وال ي َ‬ ‫َّ‬
‫الفاعلين له من القراء‪.‬‬
‫ِ‬ ‫بكثرة‬
‫غتر ِ‬ ‫ينبغي‬
‫‪ -‬ولهذا املعنى قال العلماء ‪ :‬قراءة سورة قصيرة بكاملها أفضل من قراءة بعض سورة طويلة بقدر القصيرة‪،‬‬
‫فإنه قد يخفى االرتباط على بعض الناس في بعض األحوال‪.‬‬
‫‪ -‬وكان َّ‬
‫السلف رض ي هللا عنهم يكرهون قراءة بعض اآلية ويتركوا بعضها‪.‬‬
‫✓ فصل في أحوال تكره فيها القراءة‬
‫‪ -‬اعلم أن قراءة القرآن محبوبة على اإلطالق إال في أحوال مخصوصة جاء الشرع بالنهي عن القراءة فيها‪،‬‬
‫واملشهور‪:‬‬

‫‪21‬‬
‫تلخيص‪ :‬رئيفة درويش‬ ‫ملخص كتاب "التبيان في آداب حملة القرآن" للنووي‬

‫‪ -‬تكره القراءة في حالة الركوع‪ ،‬والسجود‪ ،‬والتشهد‪ ،‬وغيرها من أحوال الصالة‪ ،‬سوى القيام‪.‬‬
‫‪ -‬وتكره قراءة ما زاد على الفاتحة للمأموم في الصالة الجهرية إذا سمع قراءة اإلمام‪.‬‬
‫‪ -‬وتكره في حالة القعود في الخالء‪ ،‬وفي حالة النعاس‪.‬‬
‫‪ -‬وتكره ملن استعجم عليه القرآن‪،‬‬
‫‪ -‬وتكره في حالة الخطبة ملن يسمعها‪ ،‬وال تكره ملن لم يسمعها بل تستحب‪.‬‬
‫‪ -‬وال تكره القراءة في حال الطواف‪ .‬وهذا هو املختار الصحيح على املذهب الشافعي‪ ،‬وبه قال أكثر العلماء مثل‬
‫ابن املنذر عن عطاء ومجاهد‪ .‬وهذا هو الصحيح‪.‬‬
‫‪ -‬وحكي عن الحسن البصري وعروة ابن الزبير ومالك كراهة القراءة في الطواف‪.‬‬
‫‪ -‬وقد تقدم بيان االختالف في حكم القراءة في الحمام‪ ،‬وفي الطريق‪ ،‬وفيمن في فمه نجس‪.‬‬
‫✓ فصل في إنكار بعض البدع في القراءة‬
‫بالناس في التراويح من قراءة سورة األنعام في الركعة األخيرة في‬ ‫‪ -‬ومن البدع املنكرة ما يفعله جهلة املصلين َّ‬
‫الليلة السابعة معتقدين استحبابها‪ ،‬فيجمعون بذلك ٌ‬
‫أمور منكرة منها‪:‬‬
‫* اعتقاد أنها مستحبة‪،‬‬
‫* إيهام العوام بذلك‪،‬‬
‫الس َّنة تطويل األولى على الثانية‪،‬‬
‫* تطويل الركعة الثانية على األولى‪ ،‬وإنما ُّ‬
‫* التطويل على املأمومين‪،‬‬
‫* هذرمة القراءة‪( .‬وهي‪ :‬اإلسراع في قراءة القرآن بدون تدبر معانيه)‬
‫‪ -‬ومن البدع املشابهة ‪ :‬قراءة بعض جهلة املصلين في الصبح يوم الجمعة بسجدة غير سجدة سورة "السجدة"‬
‫ً‬
‫قاصدا ذلك‪ ،‬وإنما السنة هي قراءة سورة "السجدة" في الركعة األولى وسورة "اإلنسان" في الثانية‪.‬‬
‫✓ فصل في مسائل غريبة تدعو الحاجة إليها‬
‫‪ -‬إذا كان يقرأ فعرض له ريح فينبغي أن يمسك عن القراءة حتى يتكامل خروجها ثم يعود إلى القراءة‪.‬‬
‫‪ -‬إذا تثاءب أمسك عن القراءة حتى ينقض ي التثاؤب ثم يقرأ‪ .‬وفيه دليل عن أبي سعيد الخدري عن النبي ﷺ‬
‫أنه ﷺ قال‪" :‬إذا تثاءب أحدكم فليمسك بيده على فمه‪ ،‬فإن الشيطان يدخل"‪.‬‬
‫صارى املَسيح ْابن هللا{‪َ } ،‬‬ ‫َ‬
‫وقالت َّ‬
‫هللا‬
‫ِ‬ ‫د‬‫ي‬‫اليهود َ‬
‫َ‬ ‫قالت‬‫و‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫الن‬ ‫‪ -‬إذا قرأ قول هللا تعالى ‪} :‬وقالت اليهود ع َز ٌير ْابن هللا‪.‬‬
‫َ ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫َمغلولة{‪َ { ،‬وقالوا اتخذ الرحمن َولدا{‪ ،‬ونحو هذا من اآليات فينبغي أن يخفض بها صوته‪.‬‬
‫النبي { فعليه أن يصلى على النبي ﷺ ‪.‬‬ ‫‪ -‬إذا قرأ قوله تعالى ‪َّ { :‬إن هللا َوم َالئ َكته يصلو َن َعلى َّ‬
‫ِ ِِ‬
‫‪22‬‬
‫تلخيص‪ :‬رئيفة درويش‬ ‫ملخص كتاب "التبيان في آداب حملة القرآن" للنووي‬
‫َْ‬
‫املوتى{ يستحب أن يقول ‪ :‬بلى‪،‬‬ ‫ادر َعلى ْأن يحيي‬‫بق‬ ‫ِ‬ ‫الح ِاكمين{‪َ { ،‬أ َ‬
‫ليس َذل َك َ‬ ‫أليس هللا َبأحكم َ‬
‫‪ -‬ومنها إذا قرأ { َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫وأنا على ذلك من الشاهدين‪.‬‬
‫ْ‬
‫يث َب ْع َده يؤ ِمنون{ قال‪ :‬آمنت باهلل‪.‬‬ ‫َ َ َ‬
‫وإذا قرأ‪{ :‬ف ِبأ ّ ِي ح ِد ٍ‬ ‫‪-‬‬
‫وإذا قرأ { َس ِّب ِح اسم َرِّب َك األعلى{ قال‪ :‬سبحان ربي األعلى‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫َ ً‬ ‫َّ َ‬
‫ذي ل ْم َي َّت ِخذ َول َدا{ قال‪ :‬الحمد هلل الذي لم يتخذ ولدا‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وإذا قرأ ‪{ :‬وق ِل الحمد هلل ال ِ‬ ‫‪-‬‬
‫وقد نص بعض الشافعية أنه مستحب أن يقول القارئ كل ما ذكر وما في معناه في الصالة وغيرها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫✓ فصل في قراءة القرآن يراد بها الكالم‬
‫َّ‬
‫ص ِلي فقال املصلي (( أ ْدخلوها‬‫‪ -‬اختلفوا في كراهة قراءة القرآن يراد بها الكالم‪ ،‬وأما إذا استأذن إنسان على امل‬
‫َ‬
‫ب َسالم آمنين)) فقال الشافعية‪ :‬إن أراد التالوة أو التالوة واإلعالم (اإلذن)‪ ،‬لم تبطل صالته‪ ،‬وإن أراد اإلعالم‬
‫(اإلذن) ولم تحضره نية ‪،‬بطلت صالته‪.‬‬
‫✓ فصل فيما يقطع القراءة ألجله‬
‫ً‬
‫قوم يستحب أن يقطع القراءة ويسلم عليهم ثم يرجع إلى القراءة‪ ،‬ولو أعاد التعوذ‬‫‪ -‬إذا كان يقرأ ماشيا فمر على ٍ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫كان حسنا‪ .‬ولو كان يقرأ جالسا فمر عليه غيره فيستحب له أن يسلم عليه‪.‬‬
‫‪ -‬وقال اإلمام الواحدي من أصحابنا ‪ :‬األولى ترك السالم الشتغال القارئ بالتالوة‪ ،‬فإن سلم عليه كفاه الرد‬
‫باإلشارة‪ ،‬ولو رد باللفظ فليستأنف االستعاذة ويعاود التالوة‪ .‬وهذا القول ضعيف والظاهر هو وجوب الرد‬
‫باللفظ‪.‬‬
‫‪ -‬أما إذا عطس في حال القراءة فإنه يستحب أن يقول‪ :‬الحمد هلل‪ ،‬وكذا لو كان في الصالة قال ‪ :‬الحمدهلل‪ .‬ولو‬
‫عطس غيره وهو يقرأ في غير الصالة‪ ،‬وقال الحمد هلل‪ ،‬فيستحب للقارئ أن يشمته فيقول‪ :‬يرحمك هللا‪.‬‬
‫‪ -‬ولو سمع املؤذن أو املقيم قطع القراءة وأجابه بمتابعته في ألفاظ األذان واإلقامة‪.‬‬
‫‪ -‬وإذا طلب منه حاجة في حال القراءة‪ ،‬وأمكنه جواب السائل باإلشارة املفهمة وعلم أن ذلك لن يؤذي السائل‬
‫أو من كان بينهما ونحوه‪ ،‬فاألولى أن يجيبه باإلشارة وال يقطع القراءة‪ ،‬وإن قطعها جاز‪.‬‬
‫✓ فصل في استحباب القيام ألهل الفضل من العلماء والصالحين‬
‫‪ -‬وإذا ورد على القارئ َمن فيه فضيلة من علم أو صالح أو شرف أو سن أو له حرمة بوالية أو والدة أوغيرهما‪،‬‬
‫فال بأس بالقيام له على سبيل االحترام واإلعظام‪ ،‬بل ذلك مستحب‪.‬‬
‫‪ -‬وقد ثبت القيام لإلكرام من فعل النبي ﷺ‪ ،‬وفعل أصحابه والتابعين ومن بعدهم من العلماء الصالحين‪.‬‬
‫‪23‬‬
‫تلخيص‪ :‬رئيفة درويش‬ ‫ملخص كتاب "التبيان في آداب حملة القرآن" للنووي‬

‫✓ فصل في أحكام نفيسة تتعلق بالقراءة في الصالة‬


‫‪ -‬اختصر النووي في هذا الفصل ألنه مشهور في كتب الفقه‪ ،‬ومما ذكره التالي‪:‬‬
‫‪ -‬جماهير العلماء على أنه تتعين قراءة الفاتحة في كل ركعة‪ ،‬وقال أبو حنيفة ال تتعين‪ ،‬والصواب هو األول‪.‬‬
‫‪ -‬كما أجمع العلماء على استحباب قراءة السورة بعد الفاتحة في ركعتي الصبح‪ ،‬وفي الركعتين األوليين من باقي‬
‫الصلوات‪ ،‬واختلفوا في استحبابها في الثالثة والرابعة‪.‬‬
‫َ‬
‫‪ -‬وهل يط ّ ِول األولى على الثانية؟‬
‫َ‬
‫* فيه وجهان‪ :‬أصحهما عند جمهور الشافعية‪ :‬أنه ال يط ّ ِول‪.‬‬
‫َ‬
‫* والثاني‪ :‬وهو الصحيح عند املحققين‪ :‬أنه يط ّ ِول في القراءة في الركعة األولى ما ال يطول في الثانية‪ ،‬وهو‬
‫املختار للحديث الصحيح أن النبي ﷺ كان يفعل ذلك‪ .‬وفائدته‪ :‬أن يدرك املتأخر الركعة األولى‪ .‬وهللا أعلم‪.‬‬
‫‪ -‬قال الشافعي‪ :‬إذا أدرك املسبوق مع اإلمام الركعتين األخريين من الظهر أو غيرها‪ ،‬ثم قام إلى اإلتيان بما بقي‬
‫عليه‪ ،‬استحب له أن يقرأ السورة‪ .‬وهذا هو الصواب لئال تخلو صالته من سورة‪ .‬هذا حكم اإلمام واملنفرد‪.‬‬
‫‪ -‬فأما املأموم فإن كانت صالته سرية وجب عليه "الفاتحة" واست ِحب له السورة‪ .‬وإن كانت جهرية فإن كان‬
‫يسمع قراءة اإلمام كره له قراءة السورة‪.‬‬
‫‪ -‬وفي وجوب الفاتحة قوالن أصحهما أنها تجب‪.‬‬
‫‪ -‬كما تجب قراءة الفاتحة في التكبيرة األولى من صالة الجنازة‪.‬‬
‫‪ -‬وقراءة الفاتحة في صالة النافلة فالبد منها‪ ،‬ألن األظهر من أقوال العلماء أنها ركن‪.‬‬
‫‪ -‬والعاجز عن الفاتحة في هذا كله يأتي ببدلها‪ ،‬فيقرأ بقدرها من غيرها من القرآن‪ ،‬فإن لم يحسن أتى بقدرها‬
‫من األذكار كالتسبيح والتهليل ونحوهما‪ ،‬فإن لم يحسن شيئا وقف بقدر القراءة ثم يركع‪ .‬وهللا أعلم‪.‬‬
‫✓ فصل في الجمع بين السور في ركعة‬
‫سور في ركعة واحدة‪ ،‬على الصحيح الثابت في الصحيحين من فعل النبي ﷺ‪.‬‬
‫‪ -‬ال بأس بالجمع بين ٍ‬
‫✓ فصل في الجهر واإلسرار بالقراءة في الصالة‬
‫‪ -‬أجمع املسلمون على استحباب الجهر بالقراءة في صالة الصبح‪ ،‬والجمعة‪ ،‬والعيدين‪ ،‬وفي األوليين من املغرب‪،‬‬
‫والعشاء‪ ،‬وفي صالة التراويح والوتر عقب التراويح‪ ،‬وهذا مستحب لإلمام واملنفرد بما ينفرد به منها‪.‬‬
‫‪ -‬أما املأموم فال يجهر‪ ،‬باإلجماع‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫تلخيص‪ :‬رئيفة درويش‬ ‫ملخص كتاب "التبيان في آداب حملة القرآن" للنووي‬

‫‪ -‬ويسن الجهر في صالة كسوف القمر‪ ،‬وال يجهر في صالة كسوف الشمس‪ ،‬ويجهر في االستسقاء‪ ،‬وال يجهر في‬
‫الجنازة إذا صليت بالنهار وكذا بالليل على املذهب الشافعي الصحيح املختار‪.‬‬
‫‪ -‬وال يجهر في نوافل النهار إال في العيدين واالستسقاء‪.‬‬
‫‪ -‬واختلف الشافعية في نوافل الليل‪ ،‬واألظهر أنه ال يجهر‪.‬‬
‫‪ -‬وال خالف في أن اإلسرار في القراءة والتكبيرات وغيرها من األذكار تكون بأن يقرأ بحيث يسمع نفسه‪ ،‬والبد من‬
‫نطقه بحيث يسمع نفسه‪ ،‬فإن لم يسمع لم تصح قراءته وال غيرها من األذكار‪.‬‬
‫✓ فصل في سكتات اإلمام في الصالة الجهرية‬
‫‪ -‬ويستحب لإلمام في الصالة الجهرية أن يسكت أربع سكتات في حال القيام‪:‬‬
‫حرم املأمومون‪.‬‬
‫‪ .1‬بعد تكبيرة اإلحرام ليقرأ دعاء التوجه‪ ،‬ولي ِ‬
‫ً‬
‫‪ .2‬سكتة لطيفة جدا بين آخر الفاتحة و"آمين" لئال يتوهم أن "آمين" من القرآن‪.‬‬
‫‪ .3‬بعد "آمين" سكتة طويلة بحيث يقرأ املأمومون الفاتحة‪.‬‬
‫‪ .4‬بعد الفراغ من السورة يفصل بها بين القراءة وبين تكبيرة الركوع‪.‬‬
‫✓ فصل في معاني آمين وأحكامها‬
‫‪ -‬لكل قارئ في الصالة كان أو في غيرها أن يقول عقب الفاتحة "آمين"‪ ،‬واألحاديث في ذلك كثيرة ومشهورة‪.‬‬
‫‪ -‬وقيل في معنى "آمين" أي‪ :‬اللهم استجب‪ ،‬أو‪ :‬كذلك فليكن‪ ،‬أو‪ :‬ال يقدر على هذا أحد سواك‪ ،‬أو‪ :‬ال تخيب‬
‫رجاءنا‪ ،‬أو‪ :‬اللهم ِّأم َّنا بخير‪ ،‬وقيل غير ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬وفي "آمين" لغات أربع ‪:‬‬
‫‪ .1‬باملد وتخفيف امليم‪ ،‬وهذا هو أفصحها‪.‬‬
‫‪ .2‬بالقصر‪.‬‬
‫‪" .3‬إمين" باإلمالة مع املد بينهما‪ ،‬حكاها الواحدي عن حمزة والكسائي‪.‬‬
‫‪ .4‬بتشديد امليم مع املد‪ ،‬حكاها الواحدي عن الحسن البصري والحسين بن الفضل‪ ،‬وهذه غريبة‪ ،‬واعتبرها‬
‫أهل اللغة من لحن العوام‬
‫‪ -‬قال أهل اللغة أن حق "آمين" في العربية الوقف ألنها بمنزلة األصوات‪ ،‬فإذا وصلها فتح النون اللتقاء ساكنين‪،‬‬
‫كما فتحت في "أين" و"كيف‪.‬‬
‫‪ -‬ويستحب التأمين في الصالة لإلمام واملأموم معه‪ ،‬واملنفرد‪ .‬ويجهر اإلمام واملنفرد بلفظ "آمين" في الصالة‬
‫الجهرية‪.‬‬
‫‪ -‬واختلفوا في تأمين املأموم‪ ،‬والصحيح أنه يجهر‪.‬‬
‫‪25‬‬
‫تلخيص‪ :‬رئيفة درويش‬ ‫ملخص كتاب "التبيان في آداب حملة القرآن" للنووي‬

‫‪ -‬ويكون تأمين املأموم مع تأمين اإلمام ال قبله وال بعده‪ ،‬لقول النبي ﷺ‪" :‬إذا قال اإلمام }وال الضالين{ فقولوا‬
‫آمين‪ ،‬فمن وافق تأمينه تأمين املالئكة‪ ،‬غفر له ما تقدم من ذنبه"‪.‬‬
‫‪ -‬وقال الشافعية‪ :‬ليس في الصالة موضع يستحب أن يقترن قول املأموم بقول اإلمام إال في قوله "آمين"‪ ،‬أما‬
‫األقوال الباقية فيتأخر قول املأموم‪.‬‬
‫✓ فصل في سجود التالوة‬
‫َّ‬
‫‪ -‬وهو مما يتأكد االعتناء به‪ .‬فقد أجمع العلماء على األمر به وإنما اختلفوا في أنه أمر إيجاب أم أمر استحباب‪.‬‬
‫‪ -‬قال الجمهور‪ :‬سجود التالوة ليس بواجب بل هو مستحب‪ ،‬وهذا قول عمر بن الخطاب وابن عباس –رض ي‬
‫هللا تعالى عنهما‪ ،-‬وسلمان الفارس ي‪ ،‬وعمران بن الحصين‪ ،‬واألوزاعي‪ ،‬ومالك‪ ،‬والشافعي وأحمد‪ ،‬وإسحق‪،‬‬
‫وأبو ثور‪ ،‬وداود وغيرهم‪.‬‬
‫‪ -‬وقال أبو حنيفة هو واجب‪.‬‬
‫‪ -‬وثبت في الصحيحين من فعل النبي –صلى هللا عليه وسلم‪ -‬أنه قرأ (والنجم) وسجد‪ ،‬وقرأها في مرة أخرى‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ولم يسجد‪َّ ،‬‬
‫فدل على أنه ليس بواجب‪ .‬وصح ذلك عن عمر –رض ي هللا عنه‪ -‬قوال وفعال‪.‬‬
‫✓ فصل في بيان عدد السجدات ومحلها‬
‫‪ -‬املختار للشافعي والجمهور أنها أربع عشرة سجدة في السور اآلتية‪ :‬األعراف‪ ،‬والرعد‪ ،‬والنحل‪ ،‬واإلسراء‪،‬‬
‫ومريم‪ ،‬والحج (سجدتان)‪ ،‬والفرقان‪ ،‬والنمل‪ ،‬والسجدة‪ ،‬و ص‪ ،‬وفصلت‪ ،‬والنجم‪ ،‬واالنشقاق‪ ،‬والعلق‪.‬‬
‫‪ -‬مذهب الشافعي أن سجدة سورة "ص" مستحبة وليست من عزائم السجود – أي‪ :‬متأكداته – كما ثبت في‬
‫البخاري عن ابن عباس –رض ي هللا عنه‪.‬‬
‫‪ -‬أبو حنيفة قال أنها أربع عشر سجدة ولكن أسقط السجدة الثانية من سورة "الحج"‪ ،‬وأثبت سجدة "ص"‬
‫من العزائم‪.‬‬
‫‪ -‬وعن أحمد بن حنبل روايتان‪ :‬األولى كما قال الشافعي‪ ،‬والثانية أنهم خمسة عشر سجدة ألنه زاد سجدة‬
‫"ص"‪.‬‬
‫‪ -‬وعن مالك روايتان‪ :‬إحداهما كما قال الشافعي‪ ،‬وأشهرهما أنهم إحدى عشر سجدة‪.‬‬
‫‪ -‬وال خالف في موضع سجدات التالوة إال في موضع سورة سورة "فصلت"‪ ،‬فمنهم من قال أن موضع السجدة‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫بعد قوله تعالى‪َ } :‬وه ْم ال َي ْسأمون{ [فصلت‪ ،]38 :‬ومنهم من قال أنها بعد قوله تعالى‪ِ } :‬إ ْن ك ْنت ْم ِإ َّياه ت ْعبدون{‬
‫[فصلت‪.]37 :‬‬

‫‪26‬‬
‫تلخيص‪ :‬رئيفة درويش‬ ‫ملخص كتاب "التبيان في آداب حملة القرآن" للنووي‬

‫✓ فصل في شروط صحة سجود التالوة‬


‫‪ -‬اتفق العلماء على أن حكم سجود التالوة هو حكم صالة النافلة‪ ،‬فيشترط الطهارة من الحدث ومن النجاسة‪،‬‬
‫واستقبال القبلة‪ ،‬وستر العورة‪.‬‬
‫‪ -‬ويحرم على من ببدنه أو ثوبه نجاسة غير معفو عنها‪،‬‬
‫‪ -‬ويحرم على املحدث إال إذا تيمم‪.‬‬
‫‪ -‬ويحرم إلى غير القبلة إال في سفر‪.‬‬
‫✓ فصل في حكم السجود في الصالة لغير العزائم‬
‫‪ -‬يسجد سجود تالوة إذا قرأ سجدة "ص" سواء في الصالة أو خارجها‪ ،‬وذلك ملن قال إنها من العزائم‪.‬‬
‫‪ -‬وقال الشافعي وغيره ممن قال أن سجدة "ص" ليست من العزائم‪ :‬إذا قرأها خارج الصالة‪ ،‬استحب له‬
‫ناس لم تبطل صالته ولكن يسجد سجود‬ ‫السجود‪ .‬وإذا قرأها في الصالة‪ ،‬لم يسجد‪ .‬فإن سجد وهو جاهل أو ٍ‬
‫ً‬
‫سهو‪ .‬وإن كان عاملا بالحكم‪ ،‬فالصحيح أنه تبطل صالته ألنه زاد في الصالة ما ليس منها فبطلت‪ .‬مثل من‬
‫سجد شجود شكر فإنه تبطل صالته بال خالف‪ .‬وقيل ال تبطل صالته ألن له تعلقا بالصالة‪.‬‬
‫‪ -‬ولو سجد إمامه في "ص" لكونه يعتقدها من العزائم‪ ،‬واملأموم ال يعتقدها‪ ،‬فال يتبعه بل يفارقه أو ينتظره وال‬
‫يسجد للسهو إذا انتظره‪ ،‬وهذا هو األظهر‪.‬‬
‫✓ فصل فيمن يسن له السجود‬
‫‪ -‬ي ّ‬
‫سن سجود التالوة للقارئ املتطهر باملاء أو التراب‪ ،‬سواء في الصالة أو خارجها‪،‬‬
‫املستمع‪ ،‬غير أن الصحيح عند الشافعي أنه ال يؤكده للسامع كما يؤكده‬ ‫سن للمستمع‪ ،‬وللسامع غير‬ ‫‪ -‬وي ّ‬
‫ِ‬
‫للمستمع‪( .‬الفرق بين السامع للقرآن واملستمع‪ :‬السامع للقرآن هو من سمعه سواء بقصد فهمه وتدبره أم‬ ‫ِ‬
‫بغير قصد فهمه وتدبره‪ ،‬وأما املستمع فيختص بمن سمعه بقصد الفهم والتدبر)‪.‬‬
‫‪ -‬قال إمام الحرمين (أبو املعالي الجويني)‪ :‬ال يسجد السامع‪.‬‬
‫‪ -‬ومن أصحاب الشافعي من قال‪ - :‬ال يسجد املستمع لقراءة من قرأ في الصالة‪.‬‬
‫سن السجود إال أن يسجد القارئ‪.‬‬ ‫‪ -‬ال ي ّ‬
‫‪ -‬ال يسجد لقراءة الكافر والصبي واملحدث والسكران‪.‬‬
‫‪ -‬وقال جماعة من السلف‪ :‬ال يسجد لقراءة امرأة‪.‬‬
‫سن سجود التالوة للسامع وللمستمع سواء كان القارئ في‬ ‫‪ -‬واملشهور الصحيح عند أصحاب الشافعي أنه ي ّ‬
‫ً ً‬ ‫ً‬
‫مسلما بالغا متطهرا رجال‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫الصالة أو خارجها‪ ،‬وسواء سجد القارئ أم لم يسجد‪ .‬وال فرق بين أن يكون القارئ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫وبين أن يكون كافرا أو صبيا أو محدثا أو امرأة‪ .‬وبه قال أبو حنيفة‪.‬‬
‫‪27‬‬
‫تلخيص‪ :‬رئيفة درويش‬ ‫ملخص كتاب "التبيان في آداب حملة القرآن" للنووي‬

‫✓ فصل في اختصار السجود‬


‫‪ -‬وهو أن يقرأ آية أو آيتين ثم يسجد‪.‬‬
‫‪ -‬في املذهب الشافعي وعن أبي حنيفة وعن محمد بن الحسن قالوا‪ :‬ال بأس بذلك‪.‬‬
‫‪ -‬ومنهم من كرهوا ذلك مثل الحسن البصري والنخعي وابن سيرين وأحمد وغيرهم‪.‬‬
‫✓ فصل في أحكام تتعلق بسجود التالوة في الصالة‬
‫‪ -‬أحوال املصلي املنفرد‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫* إذا كان مصليا منفردا سجد لقراءة نفسه‪،‬‬
‫* ولو ترك سجود التالوة وركع‪ ،‬ثم أراد أن يسجد للتالوة‪ ،‬فال يجوز‪،‬‬
‫* فإن فعل ذلك مع العلم‪ ،‬بطلت صالته‪،‬‬
‫* فإن هوى إلى الركوع ولم يصل إلى حد الراكعين‪ ،‬جاز له أن يسجد سجود التالوة‪،‬‬
‫* ولو هوى لسجود التالوة ‪،‬ثم بدا له ورجع إلى القيام‪ ،‬جاز‪.‬‬
‫* أما إذا أصغى املنفرد بالصالة لقراءة قارئ في الصالة أو غيرها‪ ،‬فال يجوز له أن يسجد‪ ،‬ولو سجد مع‬
‫العلم بطلت صالته‪.‬‬
‫‪ -‬أحوال املصلي في جماعة‪:‬‬
‫ً‬
‫* إن كان املصلي في جماعة إماما‪ ،‬فهو كاملنفرد‪.‬‬
‫* وإذا سجد اإلمام لتالوة نفسه‪ ،‬وجب على املأموم أن يسجد معه‪ ،‬فإن لم يفعل بطلت صالته‪.‬‬
‫* فإن لم يسجد اإلمام‪ ،‬لم يجز للمأموم أن يسجد‪ ،‬فإن سجد بطلت صالته‪.‬‬
‫* ولكن يستحب أن يسجد إذا فرغ من الصالة وال يتأكد ذلك في حقه‪.‬‬
‫* ولو سجد اإلمام ولم يعلم املأموم حتى رفع اإلمام رأسه من السجود‪ ،‬فهو معذور في تخلفه‪ ،‬وال يجوز له‬
‫أن يسجد‪.‬‬
‫* ولو علم واإلمام مازال في السجود‪ ،‬وجب له السجود‪.‬‬
‫* فلو هوى إلى السجود فرفع اإلمام‪ ،‬وهو مازال في الهوي‪ ،‬رفع معه ولم يجز له السجود‪.‬‬
‫* وكذا الضعيف الذي هوى مع اإلمام إذا رفع اإلمام قبل بلوغ الضعيف إلى السجود‪ ،‬إما لسرعة اإلمام أو‬
‫لبطء املأموم‪ ،‬فيرجع معه وال يسجد‪.‬‬
‫ً‬
‫* إذا كان املصلي مأموما‪ ،‬فال يجوز له أن يسجد لقراءة نفسه وال لقراءة غيره غير إمامه‪ ،‬فإن سجد فصالته‬
‫باطلة‪ .‬ويكره له قراءة السجدة‪ ،‬ويكره له اإلصغاء إلى قراءة غير إمامه‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫تلخيص‪ :‬رئيفة درويش‬ ‫ملخص كتاب "التبيان في آداب حملة القرآن" للنووي‬

‫✓ فصل في وقت السجود للتالوة‬


‫‪ -‬ينبغي أن يقع سجود التالوة عقيب آية السجدة التي قرأها أو سمعها‪،‬‬
‫أخ َر ولم َيطل الفصل‪ ،‬سجد‪،‬‬‫‪ -‬فإن َّ‬
‫‪ -‬وإن طال فقد فات السجود‪ ،‬وال يقض ي (كما ال يقض ي صالة الكسوف)‪ ،‬وهذا على الصحيح املشهور من‬
‫املذهب الشافعي‪.‬‬
‫‪ -‬قال بعض الشافعية‪ ،‬وهو قول ضعيف‪ :‬يقض ي كما يقض ي السنن الرواتب‪.‬‬
‫‪ -‬في حال ما إذا كان القارئ أو املستمع محدثا عند تالوة السجدة‪:‬‬
‫رب‪ ،‬سجد‪،‬‬ ‫* فإن تطهر على ق ٍ‬
‫* وإن تأخرت طهارته حتى طال الفصل‪ ،‬فالصحيح املختار‪ ،‬وبه كثيرون‪ ،‬ال يسجد‪.‬‬
‫* واختار البغوي‪ :‬أنه يسجد‪ ،‬كما يجيب املؤذن بعد الفراغ من الصالة‪.‬‬
‫‪ -‬واالعتبار في طول الفصل بالعرف‪.‬‬
‫✓ فصل في حكم تكرار آية السجدة‬
‫‪ -‬ال خالف في أنه لو قرأ القارئ السجدات كلها أو بعضها في مجلس واحد‪ :‬سجد لكل سجدة‪.‬‬
‫‪ -‬وال خالف في أنه إن كرر اآلية الواحدة في مجالس مختلفة‪ :‬سجد لكل مرة‪،‬‬
‫‪ -‬فإن كررها في املجلس الواحد ن ِظر في األمر‪ :‬فإن لم يسجد للمرة األولى‪ ،‬كفاه سجدة واحدة عن الجميع‪.‬‬
‫‪ -‬وإن سجد لألولى ففيه ثالثة وجوه‪:‬‬
‫ّ‬
‫‪ .1‬يسجد لكل مرة سجدة‪ ،‬لتجدد سبب السجود بعد أن وفى حكم السجدة األولى‪ ،‬وهذا الرأي هو األصح‪،‬‬
‫‪ .2‬تكفيه السجدة األولى عن الجميع‪ ،‬وهذا مذهب أبو حنيفة‪ ،‬وبعض أصحاب الشافعي‪،‬‬
‫‪ .3‬إن طال الفصل‪ ،‬سجد‪ ،‬وإال فتكفيه السجدة األولى‪.‬‬
‫‪ -‬في حالة ما إذا كرر اآلية الواحدة في الصالة‪:‬‬
‫* فإن كان في ركعة‪ ،‬فهي كاملجلس الواحد‪ ،‬فيكون فيه األوجه الثالثة السابقة‪،‬‬
‫* وإن كان في ركعتين‪ ،‬فهما كاملجلسين‪ ،‬فيعيد السجود بال خالف‪.‬‬
‫✓ فصل في حكم سجود التالوة للراكب على الدابة‬
‫‪ -‬قول الجمهور وهو الصحيح‪ :‬إذا قرأ السجدة وهو راكب على دابة في السفر‪ ،‬سجد باإليماء‪ .‬وهذا هو مذهب‬
‫الشافعي‪ ،‬ومالك‪ ،‬وأبي حنيفة‪ ،‬وصاحبي أبي حنيفة أبو يوسف ومحمد‪ ،‬وغيرهم‪.‬‬
‫‪ -‬قال بعض أصحاب أبو حنيفة‪ :‬ال يسجد‪.‬‬
‫‪ -‬أما الراكب في الحضر‪ :‬فال يجوز أن يسجد باإليماء‪.‬‬
‫‪29‬‬
‫تلخيص‪ :‬رئيفة درويش‬ ‫ملخص كتاب "التبيان في آداب حملة القرآن" للنووي‬

‫✓ فصل في حكم قراءة آية السجدة في غير محلها من الصالة‬


‫‪ -‬إذا قرأ آية السجدة في الصالة قبل الفاتحة َس َجد‪ ،‬بخالف ما لو قرأها في الركوع أو السجود‪ ،‬فإنه ال يجوز‬
‫أن يسجد‪ ،‬ألن القيام محل القراءة‪.‬‬
‫‪ -‬لو قرأ السجدة فهوى ليسجد فشك هل قرأ الفاتحة‪ ،‬فإنه يسجد للتالوة ثم يعود إلى القيام فيقرأ الفاتحة‪،‬‬
‫ألن سجود التالوة ال يؤخر‪.‬‬
‫✓ فصل في حكم قراءة آية السجدة بالفارسية‬
‫‪ -‬قال الشافعية‪ :‬لو قرأ آية السجدة بالفارسية‪ ،‬ال يسجد‪ ،‬مثله مثل من فسر آية سجدة ال يسجد‪.‬‬
‫‪ -‬قال أبو حنيفة‪ :‬يسجد‪.‬‬
‫✓ فصل في عدم ارتباط سجود املستمع بسجود القارئ‬
‫‪ -‬إذا سجد املستمع مع القارئ فال يرتبط به وال ينوي االقتداء به وله الرفع من السجود قبله‪.‬‬
‫✓ فصل في قراءة آية السجدة لإلمام‬
‫‪ -‬عند الشافعية‪ :‬ال تكره قراءة آية السجدة لإلمام سواء كانت الصالة سرية أو جهرية‪ ،‬ويسجد متى قرأها‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -‬قال مالك‪ :‬يكره ذلك مطلقا‪.‬‬
‫‪ -‬قال أبو حنيفة‪ :‬يكره في السرية دون الجهرية‪.‬‬
‫✓ فصل في حكم سجود التالوة في األوقات املنهي عنها‬
‫‪ -‬الشافعية‪ ،‬وأبو حنيفة‪ ،‬ورواية عن مالك‪ :‬ال يكره سجود التالوة في أوقات النهي عن الصالة‪ .‬منهم‪ :‬الحسن‬
‫البصري‪ ،‬عكرمة‪ ،‬وابن املسيب‪ ،‬وعطاء‪.‬‬
‫‪ -‬ورواية أخرى عن مالك‪ ،‬وعن بعض العلماء منهم عبد هللا بن عمر‪ ،‬وسعيد بن املسيب‪ :‬قالوا‪ :‬يكره‪.‬‬
‫✓ فصل في حكم قيام الركوع مقام سجود التالوة‬
‫‪ -‬عند الشافعية‪ ،‬والجمهور من السلف والخلف‪ :‬ال يقوم الركوع مقام السجود للتالوة في حال االختيار‪ ،‬ودليل‬
‫الجمهور‪ :‬القياس على سجود الصالة‪.‬‬
‫‪ -‬وقال أبو حنيفة‪ :‬يقوم مقامه‪.‬‬
‫‪ -‬والعاجز عن السجود يومئ كما يومئ بسجود الصالة‪.‬‬
‫✓ فصل في صفة السجود‬
‫‪ -‬الساجد للتالوة له حاالن‪ :‬إما أن يكون خارج الصالة وإما أن يكون فيها‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫تلخيص‪ :‬رئيفة درويش‬ ‫ملخص كتاب "التبيان في آداب حملة القرآن" للنووي‬

‫‪ .1‬الحال األول ‪ :‬أن يكون الساجد خارج الصالة‬


‫‪ -‬إذا أراد السجود نوى سجود التالوة َّ‬
‫وكبر لإلحرام‪ ،‬ورفع يديه حذو منكبيه كما يفعل في تكبيرة اإلحرام للصالة‪،‬‬
‫ثم يكبر تكبيرة أخرى للهوي إلى السجود وال يرفع فيها اليد‪ ،‬وهذه التكبيرة الثانية مستحبة ليست بشرط‬
‫كتكبيرة سجدة الصالة‪..‬‬
‫‪ -‬أما التكبيرة األولى (تكبيرة اإلحرام) ففيها ثالثة أوجه للشافعية ‪:‬‬
‫أ) األظهر والصحيح وهو قول األكثرين منهم‪ :‬أنها ركن ال يصح السجود إال بها‪.‬‬
‫ب) أنها مستحبة ولو تركت صح السجود (وهو قول أبي محمد الجويني‪ ،‬والد إمام الحرمين أبو املعالي الجويني)‪.‬‬
‫ت) ليست مستحبة‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -‬إذا كان الذي يريد السجود قائما‪َّ :‬كبر لإلحرام في حال قيامه‪ ،‬ثم ي ّ‬
‫كبر للسجود في انحطاطه إلى السجود‪،‬‬
‫ً‬
‫‪ -‬وإن كان جالسا‪ :‬فهل يسجد من قيام‪ :‬فيه وجهان‪:‬‬
‫أ) قال جماعة من الشافعية (منهم الشيخ أبو محمد الج َويني‪ ،‬والقاض ي حسين وصاحباه‪ ،‬صاحب التهذيب‪،‬‬
‫الر ّ‬
‫افعي) ‪ :‬يستحب له أن يقوم فيكبر لإلحرام قائما ثم يهوي للسجود‪،‬‬ ‫والتتمة‪ ،‬واإلمام املحقق أبو القاسم َّ‬
‫ودليلهم‪ :‬القياس على اإلحرام والسجود في الصالة‪.‬‬
‫ب) ال يستحب‪ ،‬وهذا اختيار إمام الحرمين وهو ظاهر‪ ،‬حيث لم يثبت فيه ش يء عن النبي ﷺ وال عمن يقتدي‬
‫به من السلف ولم يتعرض له الجمهور من الشافعية‪ ،‬وهللا أعلم‪.‬‬
‫‪ -‬ثم إذا سجد ينبغي أن يراعي آداب السجود في الهيئة والتسبيح‪.‬‬
‫* أما الهيئة‪ :‬فيضع يديه حذو منكبيه على األرض‪ ،‬ويضم أصابعه وينشرها جهة القبلة‪ ،‬ويخرجهما من‬
‫ً‬ ‫َ َّ‬
‫صلى‪ ،‬ويجافي مرفقيه عن جنبيه‪ ،‬ويرفع بطنه عن فخذيه إن كان رجال‪ ،‬وإن كانت‬ ‫ك َّميه‪ ،‬ويباشر بهما امل‬
‫َ َّ‬ ‫ّ‬
‫صلى (موضع‬ ‫امرأة أو خنثى لم تجاف‪ ،‬ويرفع الساجد أسافله على رأسه‪ ،‬وي َم ِكن جبهته وأنفه من امل‬
‫السجود)‪ ،‬ويطمئن في سجوده‪.‬‬
‫‪ -‬وأما التسبيح في السجود‪ :‬فبأي ش يء يسبح حصل أصل التسبيح‪ ،‬قال العلماء ‪:‬‬
‫* ويسبح بما يسبح به في الصالة‪ ،‬فيقول ثالث مرات ‪" :‬سبحان ربي األعلى"‪ ،‬ثم يقول ‪" :‬اللهم لك سجدت‬
‫وبك آمنت ولك أسلمت‪ ،‬سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره بحوله وقوته‪ ،‬تبارك هللا‬
‫أحسن الخالقين"‪.‬‬
‫قدوس ر ّب املالئكة والروح"‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫* ويقول ‪" :‬س ّبو ٌح‬

‫‪31‬‬
‫تلخيص‪ :‬رئيفة درويش‬ ‫ملخص كتاب "التبيان في آداب حملة القرآن" للنووي‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫* ويستحب أن يقول ‪" :‬اللهم اكتب لي بها عندك أجرا‪ ،‬واجعلها لي عندك ذخرا‪ ،‬وضع عني بها وزرا‪ ،‬واقبلها‬
‫مني كما قبلتها من عبدك داود عليه السالم"‪.‬‬
‫* فيستحب أن يجمع بين هذه األذكار كلها ويدعو معها بما يريد من أمور الدنيا واآلخرة ‪.‬‬
‫* فإن اقتصر على بعضها حصل أصل التسبيح‪ ،‬ولو لم يسبح بش يء أصال حصل السجود كسجود الصالة‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -‬ثم إذا فرغ من التسبيح رفع رأسه مكبرا‪.‬‬
‫ّ‬
‫للشافعي ‪:‬‬ ‫‪ -‬وهل يفتقر (يحتاج) إلى السالم؟ فيه قوالن‬
‫أ) أصحهما عند جماهير العلماء من أصحاب الشافعي‪ :‬أنه يفتقر‪ ،‬وذلك الفتقاره إلى اإلحرام‪ ،‬ويصير كصالة‬
‫الجنازة‪ .‬ويؤيد هذا ما روي عن ابن مسعود ‪-‬رض ي هللا عنه‪ -‬أنه كان إذا قرأ السجدة سجد ثم سلم‪.‬‬
‫ب) والثاني ‪ :‬ال يفتقر مثله مثل سجود التالوة في الصالة‪ ،‬وألنه لم ينقل عن النبي ﷺ ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬وعلى من قال بأنه يفتقر للسالم‪ ،‬فهل يفتقر إلى التشهد؟ وهذا فيه وجهان‪ ،‬الصحيح منهما أنه ال يفتقر‬
‫للتشهد كما ال يفتقر للقيام‪.‬‬
‫‪ .2‬الحال الثاني ‪ :‬السجود في الصالة‬
‫‪َ -‬من يسجد سجدة التالوة في الصالة ال يكبر لإلحرام‪،‬‬
‫‪ -‬ويستحب أن يكبر للسجود‪ ،‬وال يرفع يديه ويكبر للرفع من السجود‪ ،‬هذا هو الصحيح املشهور الذي قاله‬
‫الجمهور‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬ال يكبر للسجود‪ ،‬وال للرفع‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وأما اآلداب في هيئة السجود والتسبيح‪ :‬فعلى ما تقدم ذكره في السجود خارج الصالة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ً‬
‫إال إنه إذا كان الساجد إماما فينبغي أال يطول التسبيح إال أن يعلم من حال املأمومين أنهم يؤثرون التطويل‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ثم إذا رفع اإلمام من السجود‪ ،‬جلس جلسة االستراحة‪ ،‬وهذا هو القول الصحيح املختار املنصوص للشافعي‬ ‫‪-‬‬
‫والذي جاءت به األحاديث الصحيحة‪.‬‬
‫قل من نص عليه‪.‬‬ ‫‪ -‬وأما من قال بأن اإلمام إذا رفع من السجود قام وال يجلس لالستراحة‪ ،‬فهذا القول َّ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ -‬وأخيرا‪ ،‬إذا رفع من سجدة التالوة فالبد من االنتصاب قائما‪ ،‬واملستحب إذا انتصب قائما أن يقرأ شيئا ثم‬
‫يركع‪ ،‬فإن انتصب ثم ركع من غير قراءة جاز له ذلك‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫تلخيص‪ :‬رئيفة درويش‬ ‫ملخص كتاب "التبيان في آداب حملة القرآن" للنووي‬

‫✓ فصل في األوقات املختارة للقراءة‬


‫ُّ‬
‫الشافعي وغيره أن تطويل القيام في الصالة أفضل من تطويل‬ ‫‪ -‬أفضل القراءة ما كان في الصالة‪ ،‬ومذهب‬
‫السجود‪.‬‬
‫‪ -‬والقراءة في غير الصالة‪ ،‬فأفضلها قراءة الليل‪ ،‬والنصف األخير من الليل أفضل من األول‪.‬‬
‫‪ -‬والقراءة بين املغرب والعشاء محبوبة‪.‬‬
‫وقت من األوقات ملعنى فيه‪.‬‬
‫‪ -‬وأما قراءة النهار فأفضلها بعد صالة الصبح‪ ،‬وال كراهة في القراءة في ٍ‬
‫‪ -‬ونقل عن بعض َّ‬
‫السلف كراهة القراءة بعد العصر‪ ،‬وهذا غير مقبول وال أصل له‪.‬‬
‫‪ -‬ويختار من األيام ‪:‬يوم الجمعة واالثنين والخميس ويوم عرفة‪ ،‬ومن األعشار‪ :‬العشر األخير من رمضان‪ ،‬والعشر‬
‫األول من ذي الحجة‪ .‬ومن الشهور‪ :‬شهر رمضان‪.‬‬
‫✓ فصل في القارئ ماذا يفعل إذا ارتج عليه‬
‫‪ -‬إذا أرِتج على القارئ (التبس عليه) فلم َي ْد ِر ما املوضع الذي انتهى إليه‪ ،‬فسأل عنه غيره‪ :‬فينبغي له أن يتأدب‬
‫بما جاء عن ابن مسعود والنخعي‪ ،‬وبشير ابن أبي مسعود قالوا‪ :‬إذا سأل أحدكم أخاه عن آية فليقرأ ما قبلها‬
‫ثم يسكت وال يقول‪ :‬كيف كذا وكذا فإنه يلتبس عليه‪.‬‬
‫✓ فصل في صيغة االستدالل باآليات القرآنية‬
‫‪ -‬إذا أراد القارئ أن يستدل بآية فله أن يقول‪ :‬قال هللا تعالى كذا‪ ،‬وله أن يقول‪ :‬يقول هللا تعالى كذا‪ ،‬وال كراهة‬
‫في ش يء من هذا‪ .‬وهذا هو الصحيح املختار الذي عليه عمل السلف والخلف‪.‬‬
‫✓ فصل في آداب الختم وما يتعلق به‪ ،‬وفيه مسائل‪:‬‬
‫‪ .1‬في وقت ختم القرآن‪:‬‬
‫‪ -‬يستحب للقارئ وحده أن يختم في الصالة‪ ،‬ويستحب أن يكون في ركعتي الفجر أو ركعتي سنة املغرب‪ ،‬وفي‬
‫ركعتي الفجر أفضل‪ ،‬ويستحب أن يختم ختمة في أول النهار في َدو ٍر ويختم ختمة أخرى في أول الليل في َدو ٍر‬
‫آخر‪.‬‬
‫‪ -‬أما من يختم في غير الصالة‪ ،‬وكذلك الجماعة الذين يختمون مجتمعين‪ ،‬فيستحب أن يكون ختمهم في‬
‫أول النهار وأول الليل‪ ،‬وأول النهار أفضل عند بعض العلماء‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ .2‬يستحب صيام يوم الختم إال أن يصادف يوما نهى الشرع عن صيامه‪ .‬وروي ذلك عن بعض التابعين الكوفيين‪.‬‬
‫ً ّ ً‬
‫متأكدا‪ ،‬واستدلوا بما ثبت في الصحيحين عن النبي ﷺ أنه‬ ‫‪ .3‬يستحب حضور مجلس ختم القرآن استحبابا ِ‬
‫أمر الح َّيض بالخروج يوم العيد فيشهدن الخير ودعوة املسلمين‪ .‬وكان أنس بن مالك ‪-‬رض ي هللا تعالى عنه‪-‬‬
‫‪33‬‬
‫تلخيص‪ :‬رئيفة درويش‬ ‫ملخص كتاب "التبيان في آداب حملة القرآن" للنووي‬

‫إذا ختم القرآن جمع أهله ودعا‪ .‬وعن مجاهد بإسناد صحيح أنهم كانوا يجتمعون عند ختم القرآن يقولون‪:‬‬
‫تتنزل الرحمة‪.‬‬
‫ً ّ ً‬
‫متأكدا‪ ،‬ملا ذكر في املسألة السابقة‪.‬‬
‫‪ .4‬يستحب الدعاء عقيب الختم استحبابا ِ‬
‫‪ -‬وينبغي أن يلح في الدعاء‪ ،‬وأن يدعو باألمور املهمة‪ ،‬وأن يكثر من ذلك في صالح املسلمين‪ ،‬وصالح سلطانهم‪،‬‬
‫وصالح والة أمورهم‪ ،‬ويختار الداعي الدعوات الجامعة‪.‬‬
‫‪ -‬ويفتتح دعاءه ويختمه بحمد هللا عز وجل وبالصالة اإلبراهيمية‪.‬‬
‫‪ -‬واألمثلة من دعاء ختم القرآن مشهورة ومعروفة‪.‬‬
‫‪ .5‬يستحب إذا فرغ من الختمة أن يشرع في أخرى عقيب الختم‪ ،‬فقد استحبه السلف والخلف واحتجوا فيه‬
‫َ ُّ َ َ‬
‫والر ْحلة"‪ ،‬قيل وما هما؟ قال‬ ‫بحديث أننس ‪-‬رض ي هللا تعالى عنه‪ -‬أن رسول هللا ﷺ قال‪" :‬خير األعمال الحل‬
‫ﷺ‪" :‬افتتاح القرآن وختمه"‪.‬‬

‫الباب السابع – في آداب الناس كلهم مع القرآن‬


‫وألئم ِة امل ْس ِلم َين َو َع َّام ِت ْهم"‪.‬‬
‫ابه َولرسوله‪َّ ،‬‬ ‫َ َ‬ ‫َّ‬ ‫قال سول هللا ﷺ‪ّ :‬‬
‫"الدين الن ِصيحة‪ ،‬قلنا‪ :‬ملن؟ قال هلل وِل ِكت ِ‬
‫ِ‬ ‫ر‬
‫قال العلماء ‪َّ :‬‬
‫النصيحة لكتاب هللا تعالى هي‪:‬‬
‫اإليمان بأنه كالم هللا تعالى وتنزيله‪ ،‬وال يشبهه ش يء من كالم الخلق‪ ،‬وال يقدر على مثله الخلق بأسرهم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫وتعظيمه وتالوته حق تالوته‪ ،‬وتحسينها (التالوة) والخشوع عندها‪ ،‬وإقامة حروفه في التالوة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫املحرفين ّ‬
‫وتعرض الطاغين‪،‬‬ ‫والذب عنه لتأويل ّ‬ ‫‪-‬‬
‫ِ‬
‫والتصديق بما فيه ‪،‬والوقوف مع أحكامه وتفهم علومه‪ ،‬وأمثاله‪ ،‬واالعتبار بمواعظه‪ ،‬والتفكر في عجائبه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫والعمل بمحكمه‪ ،‬والتسليم ملتشابهه‪ ،‬والبحث عن عمومه وخصوصه‪ ،‬وناسخه ومنسوخه‪ ،‬ونشر علومه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫والدعاء إليه‪ ،‬وإلى جميع ما ذكرنا من نصيحة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫✓ فصل في وجوب تعظيم القرآن‬
‫‪ -‬أجمع املسلمون على وجوب تعظيم القرآن على اإلطالق‪ ،‬وتنزيهه وصيانته‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ -‬وأجمعوا على أن من جحد حرفا مجمعا عليه أو زاد حرفا لم يقرأ به أحد وهو عالم بذلك فهو كافر‪،‬‬
‫‪ -‬قال القاض ي عياض‪ :‬اعلم أن من استخف بالقرآن أو باملصحف أو بش يء منه أو َّ‬
‫سبهما أو جحد حرفا منه‪،‬‬
‫أو كذب بش يء مما صرح به فيه من حكم أو خبر‪ ،‬أو نفى ما أثبته أو أثبت ما نفاه‪ ،‬وهو عالم بذلك‪ ،‬أو شك‬
‫في ش يء من ذلك‪ ،‬فهو كافر بإجماع املسلمين‪.‬‬
‫‪34‬‬
‫تلخيص‪ :‬رئيفة درويش‬ ‫ملخص كتاب "التبيان في آداب حملة القرآن" للنووي‬

‫‪ -‬وكذلك إن جحد التوراة واإلنجيل أو كتب هللا تعالى املنزلة‪ ،‬أو كفر بها‪ ،‬أو َّ‬
‫سبها‪ ،‬أو استخف بها‪ ،‬فهو كافر‪.‬‬
‫✓ فصل في حكم تفسير القرآن‬
‫‪ -‬ويحرم تفسيره بغير علم‪ ،‬والكالم في معناه ملن ليس من أهله‪ ،‬وهذا مجمع عليه‪.‬‬
‫‪ -‬وإما تفسيره للعلماء‪ :‬فجائز حسن باإلجماع‪.‬‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫‪ -‬فمن كان أهال للتفسير وجامعا ألدواته وغلب على ظنه املراد‪ ،‬ف َّس َره‪ .‬وهذا ينطبق على ما يدرك من القرآن‬
‫باالجتهاد مثل املعاني‪ ،‬واألحكام الخفية والجلية‪ ،‬والعموم والخصوص‪ ،‬واإلعراب‪ ،‬وغير ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬أما األمور التي ال تدرك باالجتهاد‪ ،‬مثل األمور التي طريقها النقل وتفسير األلفاظ اللغوية‪ ،‬فال يجوز له الكالم‬
‫فيها إال بنقل صحيح من جهة املعتمدين من أهله‪.‬‬
‫‪ -‬ومن كان ليس من أهله لكونه غير جامع ألدوات التفسير‪ ،‬فحرام عليه التفسير لكن له أن ينقل التفسير عن‬
‫املعتمدين من أهله‪.‬‬
‫‪ -‬قول املصنف في التفسير بالرأي‪ :‬املفسرون بالرأي من غير دليل صحيح أقسام‪:‬‬
‫* منهم َمن يحتج بآية لتصحيح مذهبه وتقوية خاطره مع أنه ال يغلب على ظنه أن ذلك هو املراد باآلية وإنما‬
‫يقصد الظهور على خصمه‪.‬‬
‫* ومنهم َمن يقصد الدعاء إلى خير‪ ،‬ويحتج بآية من غير أن يظهر له داللة ملا قاله‪.‬‬
‫* ومنهم َمن يفسر ألفاظ القرآن الغريبة من غير وقوف على معانيها عند أهلها‪ ،‬وال يكفي لتفسير هذه األلفاظ‬
‫معرفة اللغة العربية وحدها بل البد من معرفة ما قاله أهل التفسير فيها‪.‬‬
‫* هذا كله تفسير بالرأي‪ ،‬وهو حرام‪ .‬وهللا أعلم‬
‫✓ فصل في حرمة املراء والجدال في القرآن‬
‫‪ -‬يحرم املراء في القرآن والجدال بغير حق‪ ،‬ومن ذلك أن يظهر له داللة اآلية على ش يء يخالف مذهبه فيصير‬
‫إلى خالف ظاهرها إتباعا لهواه ومذهبه‪ ،‬ويناظر عليه وأما من ال يظهر له ذلك فمعذور‪.‬‬
‫‪ -‬وقد صح عن رسول هللا ﷺ أنه قال‪" :‬املراء في القرآن كفر"‬
‫‪ -‬وقيل في املراد باملراء‪:‬‬
‫* هو الشك‬
‫ّ‬
‫املشكك فيه‬
‫ِ‬ ‫* هو الجدال‬
‫* هو الجدال الذي يفعله أهل األهواء في آيات القدر ونحوها‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫تلخيص‪ :‬رئيفة درويش‬ ‫ملخص كتاب "التبيان في آداب حملة القرآن" للنووي‬

‫✓ فصل في أدب السؤال على األمور التوقيفية في القرآن‬


‫‪ -‬ينبغي ملن أراد السؤال عن تقديم آية على آية في املصحف‪ ،‬أو مناسبة هذه اآلية في هذا املوضع‪ ،‬ونحو ذلك‬
‫أن يقول‪ :‬ما الحكمة في هذا؟‬
‫✓ فصل في كراهة قوله‪" :‬نسيت آية كذا"‬
‫‪ -‬يكره أن يقول نسيت آية كذا؛ بل يقول أنسيتها أو أسقطتها‪ ،‬واألحاديث في ذلك صحيحة‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪ -‬قال رسول هللا ﷺ‪" :‬بئس ما ألحدكم أن يقول نسيت آية كيت وكيت بل هو ن ِّس َي"؟‬
‫✓ فصل في حكم تسمية السور‬
‫ّ‬
‫النساء‪ ،‬وهكذا‪ ،‬وال كراهة في ش يء من هذا‪،‬‬ ‫‪ -‬ويجوز أن يقول ‪ :‬هذه سورة البقرة‪ ،‬وسورة آل عمران‪ ،‬وسورة ِ‬
‫ً‬
‫واألحاديث الصحيحة في هذا كثيرة جدا‪ ،‬فقد ثبت في الصحيحين عن رسول هللا ﷺ قوله‪" :‬سورة البقرة"‬
‫و"سورة الكهف"‪ ،‬وغيرهما‪ .‬وقد ثبت هذا أيضا عن الصحابة رض ي هللا عنهم‪.‬‬
‫‪ -‬وكره بعض السلف هذا وقالوا إنما يقال السورة التي فيها البقرة‪ ،‬والسورة التي يذكر فيه آل عمران‪ ،‬وهكذا‪.‬‬
‫‪ -‬والصواب أنه ال يكره‪ ،‬وال يكره أن يقال قراءة حمزة‪.‬‬
‫✓ فصل في حكم نسبة القراءة إلى األئمة القراء‬
‫‪ -‬ال يكره أن يقال‪ :‬هذه قراءة أبي عمرو أو قراءة نافع أو حمزة أوغيرهم‪.‬‬
‫‪ -‬وكره ذلك بعض السلف‪.‬‬
‫‪ -‬واملختار الصواب أنه ال يكره‪ ،‬وعليه عمل السلف والخلف من غير إنكار‪.‬‬
‫✓ فصل في حكم تعليم القرآن للكافر‬
‫‪ -‬ال يمنع الكافر من سماع القرآن‪ ،‬ولكن يمنع من مس املصحف‪.‬‬
‫‪ -‬وعن جواز تعليم الكافر القرآن قال الشافعية أنه إن كان ال يرجى إسالمه لم يجز تعليمه‪ ،‬وإن رجي إسالمه‬
‫ففيه وجهان‪ ،‬أصحهما‪ :‬يجوز تعليمه ر ً‬
‫جاء إلسالمه‪.‬‬
‫✓ فصل في حكم كتابة القرآن للرقية‬
‫‪ -‬اختلف العلماء في كتابة القرآن في إناء ثم يغسل ويسقاه املريض‪ ،‬فمنهم من أجازه مثل الحسن البصري‪،‬‬
‫ومنهم من كرهه مثل النخعي‪.‬‬
‫‪ -‬وقال بعض فقهاء الشافعية كالبغوي والقاض ي حسين وغيرهما بأنه ال بأس من أكل أطعمة كتب القرآن‬
‫عليها‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫تلخيص‪ :‬رئيفة درويش‬ ‫ملخص كتاب "التبيان في آداب حملة القرآن" للنووي‬

‫✓ فصل في حكم النقش القرآن على الحيطان والثياب‪ ،‬وفي حكم كتابة الحروز‬
‫‪ -‬املذهب الشافعي‪ :‬يكره نقش الحيطان والثياب بالقرآن وبأسماء هللا الحسنى‪.‬‬
‫‪ -‬وال بأس بكتابة القرآن في ِقبلة املسجد‪.‬‬
‫‪ -‬أما عن كتابة الحروز من القرآن‪ ،‬ففيه‪:‬‬
‫‪ -‬قال مالك‪ :‬ال بأس به إذا كان في قصبة أو جلد وخرز عليه‪.‬‬
‫‪ -‬وقال بعض الشافعية‪ :‬ليس بحرام ولكن األولى تركه لكونه يحمل حال الحدث‪ ،‬وإذا كتب يصان كما قال‬
‫مالك‪.‬‬
‫✓ فصل في النفث مع القرآن للرقية‬
‫‪ -‬هناك من كره ذلك ومنهم الحسن البصري والنخعي‪.‬‬
‫‪ -‬املختار للنووي أن ذلك ال يكره بل هو سنة مستحبة‪ ،‬فقد ثبت في الصحيحين عن عائشة ‪-‬رض ي هللا عنها‪-‬‬
‫أن النبي ﷺ كان إذا آوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما فقرأ فيهما سورة اإلخالص واملعوذتين‪،‬‬
‫ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده‪ .‬وغير ذلك من األحاديث الصحيحة‪.‬‬
‫الن ْفث‪ :‬نفخ لطيف بال ريق‪ .‬وهللا أعلم‪.‬‬
‫‪ -‬قال أهل اللغة‪َّ :‬‬

‫الباب الثامن – في اآليات والسور املستحبة في أوقات وأحوال مخصوصة‬


‫ً‬
‫هذا الباب واسع جدا ال يمكن حصره لكثرة ما جاء فيه‪ ،‬ولكن ركز املصنف في هذا الباب على ما هو معروف للخاصة‬
‫والعامة مما يستحب قراءته من القرآن الكريم في بعض األوقات واألحوال املخصوصة‪ ،‬وذلك ملا ورد في السنة النبوية‬
‫من االعتناء ببعض الشهور كشهر رمضان‪ ،‬وبعض األيام كالعشر األول من الحجة‪ ،‬ويوم عرفة‪ ،‬ويوم الجمعة‪ ،‬وبعض‬
‫األوقات كالليل‪ ،‬وبعض السور كسورة يس‪ ،‬وسورة تبارك‪،‬وسورة الواقعة‪.‬‬
‫وفيما يلي أهم ما ذكره املصنف في هذا الباب‪.‬‬
‫✓ فصل فيما يقرأ اإلمام في الجمعة والعيدين‬
‫الس َّنة أن يقرأ في صالة الصبح يوم الجمعة‪ :‬في الركعة األولى بعد الفاتحة سورة السجدة كاملة‪ ،‬وفي الثانية‬
‫‪ -‬من ُّ‬
‫سورة اإلنسان كاملة‪.‬‬
‫الس َّنة أن يقرأ في صالة الجمعة‪ :‬في الركعة األولى بعد الفاتحة سورة الجمعة كاملة‪ ،‬وفي الثانية سورة‬ ‫‪ -‬من ُّ‬
‫املنافقين كاملة‪ .‬أو في الركعة األولى سورة األعلى وفي الثانية سورة الغاشية‪ .‬كالهما صحيح عن النبي ﷺ‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫تلخيص‪ :‬رئيفة درويش‬ ‫ملخص كتاب "التبيان في آداب حملة القرآن" للنووي‬

‫الس َّنة أن يقرأ في صالة العيد‪ :‬في الركعة األولى سورة ق كاملة‪ ،‬وفي الثانية سورة القمر كاملة‪ .‬أو في األولى‬
‫‪ -‬من ُّ‬
‫سورة األعلى وفي الثانية سورة الغاشية‪ .‬كالهما صحيح عن النبي ﷺ‪.‬‬
‫✓ فصل فيما يقرأ في سنتي الفجر واملغرب‪ ،‬وفيما يقرأ في االستخارة والوتر‬
‫‪ -‬يقرأ في ركعتي سنة الصبح‪ :‬في الركعة األولى سورة الكافرون‪ ،‬وفي الثانية سورة اإلخالص‪ .‬أو في األولى }قولوا َآم َّنا‬
‫َ‬ ‫ْ َ َْ َ ْ َ َ َ َ َ‬ ‫الله َو َما أنز َل إ َل ْي َ‬
‫َّ‬
‫اب ت َعال ْوا ِإل َٰى ك ِل َم ٍة َس َو ٍاء َب ْين َنا َو َب ْي َنك ْم{ (آل‬
‫ِ‬ ‫ت‬‫ك‬‫ِ‬ ‫ال‬ ‫ل‬‫ه‬‫أ‬ ‫ا‬‫ي‬ ‫ل‬‫ق‬ ‫}‬ ‫الثانية‬ ‫وفي‬ ‫اآلية‪،‬‬ ‫)‬ ‫‪136‬‬ ‫(البقرة‪:‬‬ ‫{‬ ‫ا‬‫ن‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِب‬
‫عمران‪ )64:‬اآلية‪ .‬وكالهما صحيح عن النبي ﷺ‪.‬‬
‫‪ -‬يقرأ في سنة املغرب‪ :‬في األولى سورة الكافرون‪ ،‬وفي الثانية سورة اإلخالص‪.‬‬
‫‪ -‬يقرأ في ركعتي الطواف وركعتي االستخارة‪ :‬في األولى سورة الكافرون‪ ،‬وفي الثانية سورة اإلخالص ‪.‬‬
‫‪ -‬يقرأ َمن أوتر بثالث ركعات‪ :‬في األولى سورة األعلى‪ ،‬وفي الثانية سورة سورة الكافرون‪ ،‬وفي الثالثة سورة اإلخالص‪.‬‬
‫✓ فصل فيما يستحب قراءته يوم الجمعة‬
‫‪ -‬يستحب أن يقرأ سورة الكهف يوم الجمعة‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -‬وقال الشافعي أن يستحب أن يقرأ سورة الكهف أيضا ليلة الجمعة‪.‬‬
‫‪ -‬وذكرت أحاديث في استحباب قراءة سورة هود‪ ،‬وفي استحباب قراءة سورة آل عمران يوم الجمعة‪.‬‬
‫✓ فصل في استحباب قراءة آية الكرس ي واملعوذتين‬
‫‪ -‬يستحب اإلكثار من تالوة آية الكرس ي في جميع املواطن‪.‬‬
‫‪ -‬واستحباب قراءتها في كل ليلة إذا آوى إلى فراشه‪.‬‬
‫‪ -‬ويستحب أن يقرأ املعوذتين عقب كل صالة‪.‬‬
‫✓ فصل فيما يقرأ عند النوم‬
‫‪ -‬يستحب أن يقرأ عند النوم آية الكرس ي وسورة اإلخالص واملعوذتين وآخر سورة البقرة‪.‬‬
‫‪ -‬قال رسول هللا ﷺ‪" :‬اآليتان من آخر سورة البقرة من قرأهما في ليلة كفتاه"‪ .‬وفي تفسير هذا الحديث قال جماعة‬
‫من العلماء أن املقصود من "كفتاه"‪ :‬أي كفتاه من قيام الليل‪ ،‬وقال آخرون‪ :‬أي كفتاه املكروه في ليلته‪.‬‬
‫✓ فصل فيما يقرأ بعد االستيقاظ‬
‫َّ َ َ َ ْ َْ‬ ‫َْ‬ ‫َّ‬
‫ض{ إلى‬
‫ات واألر ِ‬
‫‪ -‬يستحب أن يقرأ إذا استيقظ من نومه آخر سورة آل عمران من قوله تعالى‪ِ } :‬إن ِفي خل ِق السماو ِ‬
‫آخرها‪ ،‬وقد ثبت ذلك في الصحيحين عن النبي ﷺ‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫تلخيص‪ :‬رئيفة درويش‬ ‫ملخص كتاب "التبيان في آداب حملة القرآن" للنووي‬

‫✓ فصل فيما يقرأ عند املريض‬


‫‪ -‬يستحب أن يقرأ عند املريض سورة الفاتحة‪ ،‬وسورة اإلخالص‪ ،‬واملعوذتين‪ ،‬مع النفث في اليدين‪ ،‬كما ثبت ذلك‬
‫في الصحيحين من فعل النبي ﷺ‪.‬‬
‫‪ -‬ويستحب قراءة القرآن بصفة عامة عند املريض‪.‬‬
‫✓ فصل فيما يقرأ عند امليت‬
‫‪ -‬يستحب أن يقرأ عند امليت سورة يس‪.‬‬

‫الباب التاسع – في كتابة القرآن وإكرام املصحف‬


‫مراحل كتابة القرآن الكريم‪:‬‬ ‫✓‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫كان القرآن الكريم مؤلفا في زمن النبي ﷺ على ما هو عليه اآلن ولكن لم يكن مجموعا في مصحف‪ .‬كان محفوظا‬ ‫‪-‬‬
‫في صدور الرجال‪ .‬ولم يجمعه النبي ﷺ في مصحف واحد ِملا كان يتوقع من زيادة ونسخ بعض املتلو منه‪.‬‬
‫ملا قتل كثير من حملة القرآن في زمن أبي بكر الصديق ‪-‬رض ي هللا عنه‪ ، -‬خاف على ضياعه واختالف من بعدهم‬ ‫‪-‬‬
‫فيه فأمر بجمعه في مصحف بعد استشارة الصحابة ‪-‬رض ي هللا عنهم‪ .‬وحفظ املصحف في بيت حفصة ‪-‬رض ي‬
‫هللا عنها‪.‬‬
‫بانتشار اإلسالم في زمن عثمان ‪ -‬رض ي هللا عنه‪ -‬وتفرق الصحابة في األمصار لنشر اإلسالم والقرآن‪ ،‬واختالف‬ ‫‪-‬‬
‫اللهجات‪ ،‬خاف عثمان من وقوع االختالف املؤدي إلى ترك ش يء من القرآن أو الزيادة فيه‪ ،‬فنسخ من املصحف‬
‫املحفوظ عند حفصة مصاحف وبعث بها إلى البلدان وأمر بإتالف ما خالفها‪ .‬وذلك بعد اتفاق الصحابة‪.‬‬
‫اختلف العلماء في عدد املصاحف التي بعث بها إلى البلدان‪ ،‬فمن العلماء من قال أربعة ومنهم من قال سبعة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫✓ فصل في كتابة املصحف ونقطه وشكله‬
‫‪ -‬اتفق العلماء على استحباب كتابة املصاحف‪ ،‬وقالوا يستحب نقط املصحف وشكله صيانة من اللحن فيه‬
‫والتصحيف‪.‬‬
‫‪ -‬كراهة الشعبي والنخعي للنقط كان في زمانهما خوفا من التغيير فيه‪ ،‬أما وقد أمن ذلك اليوم‪ ،‬فال مانع من النقط‬
‫والتشكيل‪.‬‬
‫✓ فصل في حكم كتابة القرآن بالنجس وعلى الجدران‬
‫‪ -‬ال تجوز كتابة القرآن بش يء نجس‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫تلخيص‪ :‬رئيفة درويش‬ ‫ملخص كتاب "التبيان في آداب حملة القرآن" للنووي‬

‫‪ -‬على املذهب الشافعي‪ :‬تكره كتابة القرآن على الجدران‪ ،‬وإذا كتب على األطعمة يجوز أكلها‪ ،‬وإذا كتب على خشبة‬
‫ك ِره إحراقها‪.‬‬
‫فصل في وجوب صيانة املصحف واحترامه‬ ‫✓‬
‫أجمع املسلمون على وجوب صيانة املصحف واحترامه‪ ،‬فلو ألقاه مسلم (والعياذ باهلل) في القاذورات‪ ،‬صار هذا‬ ‫‪-‬‬
‫الشخص كافرا ‪.‬‬
‫ويحرم توسد املصحف (اتخاذه وسادة)‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ويستحب أن يقوم للمصحف إذا أقدم عليه؛ ألن القيام مستحب لألخيار من العلماء‪ ،‬واملصحف أولى‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫فصل في حكم السفر باملصحف إلى أرض العدو‪ ،‬وبيعه من الذمي‪ ،‬وحمله من املجنون والصبي‬ ‫✓‬
‫تحرم املسافرة باملصحف إلى أرض العدو إذا خيف وقوعه في أيديهم‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يحرم بيع املصحف من الذمي‪ ،‬فإن باعه ففي صحة البيع قوالن للشافعي‪ :‬يصح‪ ،‬وال يصح‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وال يصح‪ ،‬هذا هو أصح الرأيين‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يمنع املجنون والصبي الغير مميز من حمل املصحف مخافة انتهاك حرمته‪ .‬وهذه مسئولية الولي ومن في حكمه‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫فصل في حكم مس املصحف وحمله للمحدث‬ ‫✓‬
‫املذهب املختار أنه يحرم على املحدث مس املصحف وحمله ‪ ،‬سواء مس نفس املكتوب أو الحواش ي أو الجلد‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ويحرم مس الخريطة والغالف والصندوق إذا كان فيهم مصحف‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ولو كتب القرآن في لوح فحكمه حكم املصحف حتى لو كان بعض آية كتبت للدراسة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫قيل ال تحرم‪ ،‬وهذا الرأي ضعيف‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫✓ فصل في حكم حمل املصحف بواسطة حائل‬
‫‪ -‬أصح اآلراء للشافعية أنه يجوز للمحدث والجنب والحائض تصفح أوراق املصحف بحائل مثل عود وما شابهه‪.‬‬
‫‪ -‬وال خالف في أنه لو لف ك َّمه على يده وقلب ورق املصحف‪ ،‬فحرام ألن القلب يقع باليد ال بالكم‪.‬‬
‫✓ فصل في حكم كتابة املحدث املصحف‬
‫ً‬
‫إذا كتب املحدث أو الجنب مصحفا فله أحكام وهي‪:‬‬
‫‪ -‬إن كان يحمل الورقة أو يمسها حال الكتابة فهو حرام‪.‬‬
‫‪ -‬وإن لم يحملها ولم يمسها ففيه ثالثة أوجه‪:‬‬
‫‪ .1‬الصحيح أنه يجوز‬
‫‪ .2‬يحرم‬

‫‪40‬‬
‫تلخيص‪ :‬رئيفة درويش‬ ‫ملخص كتاب "التبيان في آداب حملة القرآن" للنووي‬

‫‪ .3‬يجوز للمحدث ويحرم للجنب‪.‬‬


‫فصل في حكم مس كتب التفسير والحديث والفقه وما حوى آيات قرآنية‬ ‫✓‬
‫الصحيح في املذهب الشافعي أنه يجوز للمحدث والجنب والحائض حمل كتاب من كتب الفقه أو غيره من‬ ‫‪-‬‬
‫العلوم وفيه آيات من القرآن‪ ،‬أو ثوبا مطرزا بالقرآن‪ ،‬أو دراهم ودنانير منقوشة بالقرآن‪ ،‬أو حمل متاع في جملته‬
‫مصحف‪ ،‬أو ملس جدار أو حلوى أو خبز منقوش به قرآن‪ .‬وفيه تفاصيل‪:‬‬
‫منهم من قال‪ :‬يجوز مس الثياب املطرزة بالقرآن وال يجوز لبسها بال خالف‪ ،.‬وهذا القول ضعيف‪ ،‬والصحيح أنه‬ ‫‪-‬‬
‫يجوز لبسها‪.‬‬
‫بالنسبة لكتب التفسير‪ :‬إن كان القرآن فيها أكثر من غيره‪ ،‬حرم مسها وحملها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وإن كان غير القرآن هو الغالب‪ ،‬ففيه ثالثة أوجه‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ .1‬ال يحرم‪ ،‬وهذا هو األصح‬
‫‪ .2‬يحرم‬
‫‪ .3‬إن كان القرآن بخط مميز وبلون مميز فيحرم‪ ،‬وإن لم يتميز بخط ولون مميز فال يحرم‪.‬‬
‫وإن استوى القرآن مع غيره من املكتوب في كتب التفسير‪ ،‬يقول النووي‪ :‬يحرم املس‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ومن الشافعية من قال‪ :‬إذا قلنا ال يحرم فهو مكروه‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫بالنسبة لكتب الحديث النبوي الشريف‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ .1‬إن لم يكن فيها قرآن‪ ،‬لم يحرم مسها ولكن األولى أال يمسها إال على طهارة‪.‬‬
‫‪ .2‬وإن كان فيها آيات من القرآن‪ ،‬لم تحرم على املذهب بل يكره‪.‬‬
‫أما املنسوخ تالوته من القرآن فال يحرم مسه وال حمله‪ ،‬وكذلك التوراة واإلنجيل‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫✓ فصل في حكم مس املصحف ملن عليه نجاسة‬
‫‪ -‬ال خالف في أنه يحرم مس املصحف بموضع النجاسة على املتطهر الذي كان موضع ما من بدنه نجس بنجاسة‬
‫غير معفو عنها‪ .‬وال يحرم مسه بغيره‪.‬‬
‫‪ -‬املشهور عند بعض الشافعية أنه مكروه‪ ،‬واملختار أنه ليس بمكروه‪.‬‬
‫✓ فصل في حكم مس املصحف لفاقد املاء‬
‫‪ -‬يجوز لفاقد املاء املتيمم مس املصحف سواء كان تيممه للصالة أو لغيرها‪.‬‬
‫‪ -‬وال يجوز مس املصحف ملن لم يجد ماء وال ترابا‪ ،‬وإنما يجوز له حمله إن كان هناك ضرورة لذلك‪ ،‬كأن لم يجد‬
‫من يودعه إياه‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫تلخيص‪ :‬رئيفة درويش‬ ‫ملخص كتاب "التبيان في آداب حملة القرآن" للنووي‬

‫‪ -‬إذا خاف على املصحف من حرق أو غرق أو وقوعه في نجاسة أو حصوله في يد كافر‪ ،‬فإنه يأخذه وإن كان محدثا‬
‫لضرورة ذلك‪.‬‬
‫✓ فصل في حكم طهارة الصبي املميز ملس املصحف‬
‫ّ‬
‫للمعلم أو الولي تكليف الصبي املميز الطاهر بحمل املصحف أو‬
‫ِ‬ ‫أصح األقوال املشهورة في املذهب أنه ال يجوز‬
‫اللوح الذي يقرأ فيهما‪ ،‬وذلك للمشقة‪.‬‬
‫✓ فصل في حكم بيع املصحف وشرائه‬
‫‪ -‬يصح بيع املصحف وشراؤه‪.‬‬
‫‪ -‬وفي كراهة بيعه وجهان‪:‬‬
‫‪ .1‬يكره بيع املصحف‪ ،‬وهذا هو نص الشافعي وأصح الوجهين‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ .2‬ال يكره بيعه وال شراؤه‪ ،‬وقال به الحسن البصري وعكرمة وغيرهما مرويا عن ابن عباس‪ ...‬وهللا أعلم‪.‬‬

‫تم التلخيص‬
‫‪ --‬الحمد هلل الذي بنعمته تتم الصالحات ‪--‬‬

‫ما كان من توفيق فمن هللا سبحانه وتعالى‪،‬‬


‫وما كان من خطأ أو سهو أو نسيان فمني ومن الشيطان‬
‫اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين أجمعين‬
‫أسأل هللا العظيم لي ولكم التوفيق والهداية‬
‫وصلى هللا وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين‬
‫رئيفة درويش‬
‫‪ 3‬من ذي القعدة ‪ 26 / 1438‬يوليو ‪2017‬‬

‫‪42‬‬

You might also like