Professional Documents
Culture Documents
ﲧ ﲨ ﲩ ﲥ ﲦ
(ثانياً ) :التَّقوى
التقوَى هي اخلوفُ من اجلليلِ والرضَا بالقليلِ والعملُ
بالتنزيلِ واالستعدادُ ليومِ الرحيلِ ،وهي القيامُ بالفرائضِ
و مجـِـيعِ الواجبَات واملُستحبَّات واالبتـ َعاد عَن جَم ـيع
املَعاصِي واملَكروهَات أو فِعل املَـأمورِ وتَركِ املَ ـحظُورِ وأنْ
جتعلَ بينكَ وبنيَ َما حرَّم اهللُ وقايَـة ،
البقرة: ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷﱸ ﱹ ﱺ ﱻ ﱼﱠ
٠٢وهي سببٌ ِمن األسْبابِ املُعينة عَلى احلِفظ ؛ َفال فَهم وال
حفظ وَال عِلم إال بِتوفيقٍ منْه سُبحَانه فاجْعل بينَك وبنيَ
ِ
َما حرَّم اهللُ وقايةً تُفلِح فِي الدَّارين ِبإذنِ اهللِ .
(ثالثاً) :تَركُ املعاصِي والذنُوب
ضرر
ب ك َ
ضر ،وضَررُها فِي القلو ِ صي َت ُ الذنوبُ واملَعا ِ
الس ـ ُمومِ ِفي األبْدان ،وهَل فِي الدنيَا واآلخِرة شُرورٌ وداءٌ إال
سببُه الذنُـوب واملعَاصي؟ فمَا الذي أخ ـرجَ األبوينِ ِمن
اجلنَّة َدار الل ـ َذة والنَّعيم ِوالبهجةِ والسُّرورِ إىل دَار األلَ ِم
َواألحْ ـ َزانِ واملصَائبِ؟ ومَا الذي أخرجَ إبليسَ ِمن مَلكوت
السَّمواتِ واألرْض وطَردَه ولَـ َعنه وَ ُبدِّل بالقُربِ ُبعدًا،
حا ،وباجلنةِ ناراً تَلظى،
وبالرمحَة لعْنةً ،وباجلمالِ ُقبـ ً
كفرًا ،ومبُواالة الوَّلي الغينِّ احلميدِ عداوةً
وباإلي ـ َمانِ ُ
ومشَاقةً ،فهَان عَلى اهللِ وسقـطَ ِمن رمحت ِة ،فصَار قَوَّادَاً
كلـهمْ
لكلِ َفاسقٍ ومُجرمٍ ؟ ومًا الذي أغرقَ أهْ َل األرضِ ُ
حَـتى عال املاءُ فوقَ رؤوسِ اجلبَـا ِل (وهُم قومُ نوح) ؟ ومًا
الذي سلَّـط الرِّيح العَقيم عَلى قوم عَاد حَتى ألقَتهُم
موتَى عَلى وجْه األرضِ كأنَّهم أعجُاز خنلٍ خاوية ،ودمَّرت
مَـا مرَّت عَليه مِن ديَارِهم وزروعِـهم ودَوابِّهم حَتى صَاروا
ِعـربةً لألمَم إىل يَـوم القيامةِ؟ ومَا الذي أرسَل عَلى قَوم
طـ َعتْ قلوبُـهم يف أجوافِـهم ومَاتوا
حتى قُ ِ
مثود الصَّيحةَ َ
ُ
حتى سَمعت
َعن آخِرهِم؟ ومَا الذي رفَع قُـ َرى قوم لوط َ
كالبهـم ثُمَّ قُلبت عليهم فجُ َعل عاَليَها
املَالئكة نبيحَ ِ
جميعًاً ُثمَّ أتْ َب َع ُهم حِجـَارةً من
سافلهَا ،فأهْلكهُم اهلل َ
َ
سجيلِ السَّماء ؟ ومَا الذي أرسَل َعلى قَوم شُعـيبٍ سحابَ
ِ
العذابِ كالظُلـ ِل ،فلمَّا صَـار فو َق ُرؤوسِهم أمطَر عَليهم
َنارًا تلظى ؟ ومَـا الذي أغرقَ فرعونَ و َقومه يف البـحرِ ُثمَّ
ُنقِـ َلتْ أرواحُهم إىل جَ ـ ـ ـ ـ ـهنم ،فاألجسَاد للغَرقِ ،واألروَاحُ
حرقِ؟ ومَا الذي خَسفَ بقارونَ ودَاره ومَاله وأهْله ؟ وما
للـ َ
الذي أه ـلك القرونَ من بعدِ نوح بأنواعِ العقوباتِ ودمَّرها
حتى
تدمريًا ؟ وما الذي أهْلكَ قومَ صـَاحل َبالصَّيحةِ َ
خمدُوا عَن آخِرهم ؟ ومَا الذي بَعثَ َعلى بين إسْرائيلَ
ُ
جال
شديدٍ َفج َاسوا خِالل الدِيارِ َوقتلوا الرِّ َ
َقوماً أولي بأسٍ َ
سببٌ ِفي
وسَ َبوا النِّـساَء ؟ إنها الـ ـ ـ ـذنوب وامل ـعاصي ؛ َف ِهي َ
حرمانِ العِلمِ ،وضِيقِ الرِّزقِ ،والبُغـْـض فِي قُلوبِ اخلَـلقِ ،
ِ
وإنَّ العَبدَ ليُحرَ ُم الرزْ َق بالذنبِ ُيصيبُه ،وقَال ابـ ُن مسعودٍ
-رضِي اهللُ عنْه ُ : -إنَّ الرَّجلَ ليَنسَى العِلمَ َيعلمُه
بالذنبِ َيعمَ ُله ،والقلبُ ِوعـَـاء ُاحلفظِ والفَهم ؛ فاحرص
َعلى طَهارتِه بتَخلِيتِه مِن املِعاصِي واملُنكَراتِ وتَحْليتِه
ت ؛ ليَتلقَّى كَالمَ اهللِ -عزَّ
بتَحقيقِ التَّوحيدِ َوالطَّ ـ ـاعاَ ِ
باَ ِرئ األرضِ والسَّـم ـ َوات ؛ َف ُنورُ العـلمِ ُتطفِ ُئه وجلَّ-
مح ِني اهللُ وإيَّاكم -
ظلمةُ املعصية ِ؛ َفاحرِصوا َ -ر َ
ُ
َعلى البُعدِ َعن املَ ـعاصِي ومُحقَّرات الذُّنوبِ ؛ َفإنَّ َها تَجتمعُ
َعلى املَرءِ فتُهلِ َكهُ.
َو َقد يُورثُ الذلَ إدمَانُها رأيتُ الذنُوبَ ُتميتُ القلُوبَ
ري لنفسِك عِصيَا ُنها.
َوتركُ الذنوبِ حياةُ القلُوبِ وخَ ٌ
فاحلذرَ احلذرَ ِمن الذنوبِ ،وخصوصًا ذنوبَ اخللواتِ َ ،عن
صلى اهللُ َعليه وسَلم
ثوبانَ – رضِـي اهللُ عنهُ – عن النيبِّ – َ
َقالَ :ألعْ َل َمن أقوامًا ِمن أُمتى يأَتون يومَ القيامةِ -
ِبحسناتٍ أمثَال جِبالَ ِتهامةٍ بيضَا َء ،فيجعلُها اهلل – عزَّ
صفْ ُهم
وجلَّ – َهباءً مَنثورًا .ق ـَـالَ َثوباَ ُن :يا رسولَ اللـ ِه ِ :
جلِّ ِهم لنَا ،ال نكون منْ ُهم وحننُ ال نَعلم ،قـال :أمَا
لنَا َ ،
إنَّهم إخْوانُـكم مِن جلدكُم ،ويَأخُذون مِن الليلِ َما
خذون ،ولكنَّهم أقْـ ـوامٌ إذَا خلوا مبحارم اهلل انتهكوها .4
تأ ُ
ﭧ ﭨ ﱡ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑﱒ
ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ
ﱡ ﲷﲸﲹﲺﲼﲽﲾﲿﳀ
ب واألصْفى للـذهنِ
ِفي طاعةِ اهللِ وختريوا الوقتَ املُناسِ َ
ح ِر ،وبعْد
للحِفظِ واملناجَاةِ والتَّضـرُّع مثل :وقتُ السَّ َ
صالة الفجرِ ،أو العَصرِ ،أو قبلَ النومِ ...أو غري ذلك مِن
َ
األوقاتِ اليت يَصـ ُفو فيهَا الذهْن وحيضُر فيهَا القلب
حالِه .واجعَلوا َهذا الوَقـت هُـ َو أحبَ األوق ـاتِ
ب َ
حسـ َ
وكلٌ َ
طـ ُعوا شواغلكم
فيهَا أنفسَـكم ،واق َ ففرِّغوا إليكَم
حفظُ القرآنِ –
ِ لتحقيقِ َمـا ترجونه فهَذا املشْروع -
ُه ـو رأسُ َمالكم فاجعلْوه أولَ أولويَّاتكم وأصْـ َفى سَاعاَتكم
ري لكم ِمن األهلِ والصَّديقِ والطَّعامِ
خٌ وليكُـن هَذا الوقت َ
ب َ ،وال نَنسَى أننَا مَسؤولونَ عنِ العُمرِ وال تَزولُ
والشَّرا ِ
حتى يُسألَ َعن أربَع ،فبَادِروا
َقدمَا عبدٍ يومَ القيامةِ َ
وسَارعُوا قبلَ فواتِ األوانِ .
(سادساً) :اهلِمَة العاليَة
ب ِفي
هلل ومن أعظمِ األسبا ِ
اهلمةُ العاليةُ ،نعمةٌ من ا ِ
َعمليةِ احلِفظِ ؛ وتعلو اهلمةُ كلما قرأنا حديث النيب -
صلى اهلل عليه وسلم -كمَا قَال عبد اهلل بن عَمرو-
رضِي اهللُ عنهماَ : -عن النَّيب -صلّى اهللُ َعليه وسَلم
-ق ـال ( :يُقالُ لصَاحبِ القرآنِ اقَرأْ وارْتقِ ورتِّلْ كما
7
كنتَ تُرتِّلُ يف الدنيَا فإنَّ منزلَك عِند آخرِ آي ٍة تقرؤُها)
،وكيفَ ال تعلُو اهلِمَم لرتقَى القِمم وحننُ نريدُ أنْ
نكونَ من أهلِ اهللِ وخاصتهِ ،وأنْ نرقَى يف دَ َر ِج اجلنانِ ،
حبسناتٍ َماحياتٍ للسيئاتِ
وننعم برضا الرمحن ،ونسعد َ
رافعاتٍ للدرجاتِ ،و َنتلذذ بنداءِ الرَّمحن ونكون من
ش ِمروا َعن سَاعِد اجلِدَّ َفكمْ
السَّفرةِ الكرامِ الربرةِ َ "....ف َ
ِمن هِمةٍ أيقظتْ أمَّة .
ني احلُ َفر.
ومَن يَتهَيب صُعودَ اجلبالِ َيع ـِــش أبدَ الدهِر بَ َ
ﱤﱥﱦﱧﱨﱩ ﱪﱠ
ﭧﭨ ﱡ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ص٢٢ :
ﱾﱿﲀﲁﲂﲃ ﲄﲅﲆﲇ
ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱠ طه ، ٧٦ :فليُنتَبه
ِل ِمثـ ـ ِل َهذا .ومِن الكُتب املُفيـ ـدة فِي هَذا الباب :املُك ـتفَي
ِفي الوقفِ واالبـ ـ ـتداءِ ألبي عَمرو الدانيِّ وإيضَاحُ الوَقف
صري
واالبتِداء لألنبَ ـاريِّ ،ومعَ ـ ـالِم االهْتداء للشَّيخ احلُ َ
ومعَامل النُّ َبالء للشَّيـ ـ ـخ جَمال القِرش ،والـ َوقـ ـ ـف
واالبتِداء بنيَ النَّظريَّة والتَّطبي ِق -حتت الطبع -
للشَّـيخ ط ـاهر خالد
(السادس عشر) :احلفظُ من طبعةٍ واحدةٍ
فيكُون احلفظ مِن طَبعةٍ واحِدةٍ فمَثالً :إذا كَان احلِفظ
ِمن طَبعة الشَّـمرلِيِّ َ :ف َلا تُ َغيِّر الطَّبعةَ َوتلجَأ إلَى
حف املَدينَة والعَكس .وهَذا يُساعدُ ِفي ضَبط احلِفظ
ُمصـْ َ
وإلَّا فالتَّ َن ُقل بنيَ شاء اهلل -
إنْ َ بصُورةٍ كبريةٍ-
شتتُ احلِفظ فمَثالً :الصَّفحَـة األولَى مِن
الطَ َبعاتِ ُي َ
سورة البَقرةِ ِفى الطَّبعة املصْريَّة (الشَّمرليِّ) تنتَـ ِهي بـ
ُ
( ُيوقِ ُنونَ) أمَّا فِى ( ُمصحَف املَدينة ِالنبويةِ ) َتنتهِى بـ
(املُفلِحونَ) وهَ ـذا يَجْعل الصَّفحَات َتخْ َت ِلف ِبدايَ ـ ـ ـ ًة
ونـ َهايةً .
(السابع عشر) :التِكرار والسّماع الدَائم
ب والعملِ
التكرارُ للمحفوظِ يكون َفي الذهَابِ واإلياَ ِ
والبيتِ واملدرسةِ ،وما أمجلَ القرآن فهو أفضلُ الذكرِ
فرطِّبُوا ألسِنتَكم َدو َماً بِذكرِ اهلل ِكمَا أوصَى بِذلكَ
صلى اهللُ عليهِ وسَلمِ -في حَديث عَبد اهللِ
رسُول اهللِ َ -
بن بُسر املَازنيّ (أنَّ رجُلًا قَال :يا رسُولَ اهللِ إنَّ شَرائعَ
َبثُ به ؟ قال
اإلسالمِ قَدْ كَثُرَتْ عَلَيَّ ،فأخـ ِبرْني بشَيءِ أَ َتش َّ
،وكمَا فِي :ال يَزالُ لسَانَك رَطْبًا مِنْ ذِك ِر اهللِ)
كان رسُول اهللِ
ث َعائشةَ -رضِي اهللُ عـَـنهَا َ ( : -
حدي ـ ِ
َ
َ ،و قراءةُ القرآنِ ِمن 9
َيذكرُ اهللَ َعلى كلِ أحْيانِه )
أفضَـل الذكْ ِر -مـَا لَم تَكن جَناب ٌة _ ، -وقَد قال
العُلماءُ َ :ما تَ َك ـ َرر تَ َقرر ،وهَذا فِي سَـائِر العُلومِ فماَ َبالنا
ِبكتاب اهللِ عَّزوجَّل؟ والسَّماعُ يكونُ لكبارِ القُراء مِثلُ
الشَّيخ /احلُصريّ واملنشـاويّ واحلذيفيّ واألخضَر
واسْتفيدوا ِمن وغـريهم كُثُر -وهلل احلمد-
التِق ـنيَات احلَديثَـ ِة فيمَا يَ ُعودُ َعلى مشْروع احلِفظ بالنفعِ
فإنَّ َهذا املَشـروع عظيم النفعِ ،جليل القدرِ بإذنِ اهللِ .
ب منهُ
ري إذا طُ ِل َ
وكث ـ ٌ النساء٧٧٠ : ﳐﳑﱠ
الوَصـل يَقرؤهَـا بالفَتح وأيضًا الوقُـ ـ ـوف عَلى( أيُّه ) ِفى
قولِه :ﱡ ﳊ ﳋ ﳌ ﳍ ﳎ ﳏ
فالبعضُ يقفُ عليـ َها النور٠ : ﳐ ﳑ ﱠ
بإضـ ـ ـ ـ ـافةِ ألفٍ لـ (أيّـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــُها) والصَّحيحُ بغريِ َها وهذا
على سبيل املثال ال احلَصر فليُتَنبه لِذلكَ .
التاسع عشر) :طَرِيقةُ احلِفظ املتقَّن
نستعِن بِاهلل أوالً ثُمَّ بتصحِيحِ القِـراءةِ َعلى الشَّيخِ ،ثُّم
ّاألخذِ باألسـْـبابِ السَّالفة الذِكر ،وخن ـ َتر أي طَريقَ ٍة
َتروقُ لنا .والطُرقُ ختتلفُ ِمن شَخصٍ آلخَر ،فهناك مَن
َيح ـفظُ بالطَّريقةِ اجلمْعيَّ ِة :أي قِراءة املَقطَع كَامِالً
طريقَ ِة
جملَة واحِدة باِلتِّكرَار والتـَّ ـردِيد أو بِ َ
وحِـفظه ُ
التقسِيم :كأن نُقسِّم السُّورَة َإلَى آيَاتٍ ومَقاطِ ـ َع أو
الطـريقة التسلسلية :وهِي التِي أُفضِ ُل ًها ،وهِى تَبدو
ش ـاقةً َملن ملْ ُيجـَ ــرِّبْ َها ولكنَّها فَي غَـايةِ السُّـهولةِ ،وذات
َ
حها غَري
طويلَة األجلِ بإِذنِ اهللِ وقَـد امتَ َد َ
نتـَـائجَ طيبةٍ َ ،
واحدٍ ِمن القراءِ ،وهي :أن حنفظُ آيةً آية ًفـنقرأُ اآليةَ
حتى تَنطبعَ اآليَات
عشْـ ـرينَ ًمرةً قراءةَ نظَ ٍر ِمن املصحفِ َ
كـالصُّورة الضَّـوئِيَّة ،ولَو كَانَت اآلي ـة طويلة ُنقسِّمهَا
حسَب مَا يَحسُن الوقفُ َ ،بعد ذلك نُسمِّع ألنفسِ َنا اآليةَ
خللَاً فٍي كلمةٍ فَـعلي َنا إعَادَتهَا مَع كلـم ٍة
ولو وجَدناَ َ
قبل َها وكلمةٍ َبعدهَا وذلكَ عشْر َمراتٍ .و َننتَ ـقل إلَى اآليةِ
سمع اآليتنيِ و َنربطُ
التِي تَليها بالطريقة نفسها ُثمَّ ُن َ
بينهمَا وهَكذا إلَى االنتهاءِ ِمن الرُّبع أو املَقطَع أو الوجْه
ظه ثُمَّ قراءةَ الُّربع أو الوجْه أو املقطًـع أكثَر
املُراد حِف ـ ُ
من عِشرينَ َمرة بفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـضلِ اهللِ لنْ ننسَى ،وهَكذا َنل ـتزمُ
هذهِ الطَّريقة فِي كلِ وجهٍ أو ربعٍ أو ُثـ ـ ـ ـمُـن .
(العشرون) :العِنايةُ باملتشَابهَاتِ
القرآن الكريم به آيات متشابهة ،ولضبط اآليات املتشَابهة
ِعند احلِفظ نسْتعني ِباهللِ ثم بِكتابةِ الكلمةِ حملَ النـَّـظرِ
ص ِلهذا األمْر وربطُ املُتش ـابِهات
خصِّ ُ
بسجلٍ أو كَراس يُ َ
حافظٍ
ببعضِ اإلشَا َراتِ والعـَـالمَات اليت تتنَاسبُ َمع كلِّ َ
َعلى حِده فمَثلًا ِفـي سُورة آل عِمران نَجد فِي اآليَات مِن
ظيم وأليِم ومُهني )
( )47 – 45أنَّ نهَـاياتها تَنتهي بـ ( َع ِ
فنَربطَها بكلمةِ ( َعام) َفالعنيُ ِمن (عظيم) واألَلـفُ ِمن
(أليِم )واملـ ـيمُ ِمن ( ُمهني) ونستعني بعدَ اهللِ -عزَّ وج ــلَّ
– بالك ـ ـتبِ التـي تُعنَـى بذلك مثل :عــَون الرمحن
للشـَّيخ أبي ذر القلمونيّ و اإليـقَاظ للشَّي ـخ جَمال عبد
الرَّمحن و التسْـهيل فِى شرح السَّـ ـ ـخاويَّة للشَّي ـخ
احلَربَـاويّ و الضَّبطُ بالتـ ــقعِيد للشيخ فوَّاز بن سَعد
احلـ ـ ـنيْن .....إخل
(احلادى والعشرون) :العملُ بالقرآ ِ
ن
القرآن الكريم ما نَزل إال للعمل بهِ ،واالهتداء بهديه
فنعملُ بالقُرآنِ ،ونتَمسكُ ِبه ونتخَلقُ بأخْالقِه ؛ ف ُهو
هلذه األمَّة ،وهُ ـو
مصدرُ النـورِ و اهلدايةِ والشرفِ والفَخ ِر َ
سببٌ للرمحةِ والفَالح والسَّعادة فِى الدنيَـا واآلخِـرة
َ
ﭧ ﭨ ﱡ ﱒﱓﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ
ﱚ ﱛﱜ ﱝﱞ ﱟ ﱠ ﱡ
ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ ﳄ
ﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ
فاطر– ٢٢ : ﳌ ﳍ ﳎﳏ ﳐ ﳑ ﳒ ﱠ
،وفِى حَـديث سَعيد بن هشـَام بن عَامرٍ ملَّا سـَأل أمُ ٠٣
خ ُلقِ
املؤمننيَ َعائشةَ – رضِي اهللُ عنها َ : -أنْبِئـِينِي عَنْ ُ
ستَ
َرسُولِ اهللِ -صَلَّى اهللُ عَلَيْهِ َوسَلَّمَ -قَا َلتْ َ ( :أ َل ْ
خلُقَ نَبِيِّ اهللِ -
َت ْق َرأُ ا ْل ُقرْآنَ ؟ قُ ْلتُ :بَلَى ،قَالَـتْ :فَإِنَّ ُ
.فعَلينا أنْ 7 صَلَّى اهللُ عَلَيْهِ َوسَلَّمَ -كَانَ ا ْل ُقرْآنَ»
نقتديَ ونسْلكَ سبيلَ املؤمـننيَ ِمن الصَّحابَ ِة والتابِعنيَ
كانوا يتعَاملُون مَع كتابِ اهللِ ؟ وكيفَ
وكـ ـَـيفَ َ
َغيـَّرهُم القُرآنُ ِمن رُعاةٍ للغَنمِ إلَى سادةٍ وقادةٍ لألمَم ،ومَا
ذلكَ إال ألنَّ ـ ُهم أقَامُوا حُدود القرآنِ وحُـروفه ،وانظُـ ـ ـر
إليهِم حِينما نَزل حتريمُ اخلمْ ِر ،أو تَحويلُ القـبلةِ أو عند
- 7رواه مسلم )475( - 93باب صالة الليل ومن نام عنها أو
مرض
مسـَاعِ ِه ومَا ينتابُهم مِن اخلَوف والوجَـل واإلجـْاللِ لذِي
العَ ـظمةِ والسُّلطانِ واجلاللِ ؛ فاللهمَّ اجعَلنا ممَن يقيمُ
حروفَه ويضيِّع
حدودَه وحرو َفه وال جتعَلنا ممَن يقيمُ ُ
ت الفهمَ
حدودَه ؛ فالعمَل بالقرآنِ –الشَك – ُيثبِـ ُ
ُ
واحلفظَ ،فنُصلِّي باملَحفوظِ فِى الفرائضِ والنَّــوافِل و مَن
عملَ مبا علِم ورَّثه اهلل عِلم ما ملْ يَعلم .رزقَ ِني اهللُ
وإيـَّاكُم حِفظ كتابِه ،والعـ َمل ملرضَاتِه ،إنهُ مسيعٌ
قريبٌ جميبُ الدُّ َعاء .
خلاتِمةُ
ا َ
وبعَدُ :فقَد ذكرتُ بعضَ األسبابِ ،والوَسائلَ املُعينةَ التِى
َدعِي أنَّين
ُتسَاعدُ عَلى حِفظِ كـتابِ اهللِ – عز وجل – ولَا أ َّ
أتيتُ مبَا لَم يَأتِ بِه األوائلُ وإنَّمَا ُهوَ جَ ْمـع لرؤوس أقالمٍ
ومَا َتنَاثَر مِن دُررٍ سَطرهَا عُلماؤنَا ومشَاخينا الكِرام ،وأردتُ
ألَّا أنسَى وسيلةً ِم َن الوسائلِ – بقدرِ املُستطَاع -
فمُعظم مَا اطَّلعتُ َعليهِ ِفى هَذا الباب يَ ـ ُد ُو ُر ِفى هَذا
الفَلك ولكِن طَلبُ الكمَالِ ِمن املُحالِ ،غريَ أنِّى أرجُو اهلل
َأنْ يتقبلَ ِمنى هَذا الـعمَل ويكونَ ِمن العِلم النَّافِ ِع َبعد
كان
كان ِمن توفيقٍ فمنَ اهللِ وحدَ ُه ومَ َا َ
املماتِ َ ،هذا ومِا َ
من عجزٍ ونقصٍ وزللٍ فمنِّي ومـِ ـن الشَّيطانِ واهللُ ورسُوله
ِمنه َب َراء ،وصَـلِّ اللـ ـ ـهمَّ وسلِّم وزِد وبَارك عَلى ٌمحمدٍ وآلهِ
،وارضَ اللهُم عَن األربعةِ اخلُلفاءِ واألئمةِ احلــنفاءِ أبي
َبكرٍ وعُمرَ وعثمانَ وعَليّ وعَن الصَّحابةِ أمجعنيَ .
املؤلف الكتاب