You are on page 1of 50

‫مقدمة فضيلة الشيخ الدكتور سعيد بن وهف القحطاني‬

‫بسمِ اهلل الرّمحن الرّحيم ‪ ،‬احلَم ـد هللِ وحْدَه ‪،‬‬


‫يب بَعده أمَّ ـا بعدُ ‪:‬‬
‫والصّالةُ والسّالمُ عَـ ـلى مَن ال نَ َّ‬
‫ف ـقد قَـرأتُ التوجيـهَات واالق ـرتاحَات‪ ،‬والتوصيات‬
‫اليت كـ ـت ـبهَـ ـاالشـيـخ ‪ :‬الســّيـد عَ ـبد الفتـاح‬
‫البلـقاسِ ّي وعَ ْنوَنها ب ‪ :‬كيفَ أحفظُ القـُرآنَ‬
‫جعَلها اهللُ مِن‬
‫الكَريمِ ‪ ،‬فوَجدتُها كَلمَات مُفيدَة ‪َ ،‬‬
‫الع ـ ـلمِ النَّافعِ لكَاتبهَا ‪ ،‬فقَد بَذلَ جهْداً يُشكر ُعليهِ ‪،‬‬
‫وأسألُ اهللَ أن يُوفقَ اجلم ـيعَ للعلم ِالنافعِ والعَملِ‬
‫الصَّالِحِ وصَلى اهللُ وسَلم عَلى نبيِّنا مُحمّدٍ بن عبد‬
‫اهللِ وعَـ ـ ـلى آلهِ وأصْحَابهِ أمجَعنيَ ‪.‬‬
‫كتبه الفقري إىل عفو ربه‬
‫د‪/‬سعيد بن علي بن وهف القحطاني‬
‫الداعية بوزارة الشؤون اإلسالمية واألوقاف والدعوة واإلرشاد‬

‫وإمام جامع األمري بندر بن حممد بن عبدالعزيز آل سعود‬


‫مقدمة فضيلة الشيخ حممد بن عوض بن زايد احلرباوي‬
‫هلل رب العاملني ‪ ،‬والصَّالةُ والسالمُ على نبينَا حممدٍ وعلى‬
‫احلمدُ ِ‬
‫آله وصـ ـ ـحبه أمجعنيَ وبعد ‪ :‬فلقد اطلعتُ على الرسَالة املسـ ـ ـمَّاة‬
‫بـ ( كيف أحفظُ القرآن الكريم ؟ ) لألخ الفَـ ـ ـ ـاضل الشَّيخ ‪:‬‬
‫السيد عبدالفتاح البلقاسي والذي مجَع فيهَا جُملة من‬
‫الطُرق واآلدابِ اهلامة اليت تساعد على حفظ القرآن الكريمِ و‬
‫إتـ ـ ـ ـقانِه فوجدتُها رسالة مفيدة يف بابِها تــُ ـثري املكتبةَ القرآنية ‪،‬‬
‫ويستفيدُ منها املبتدئون واملتخصصون ‪ ،‬سائالً ال ـ ـ ـ ـ ـموىل عزَّ‬
‫وجلَّ أن ينفعَ بها وأن جيـ ـ ـ ـ ـعلَه خدمةً لكتابه الكريمِ كما نسأله‬
‫سبحانَه وتعَاىل أن جيعلَ ذلك يف ميزان حسـ ـ ـ ـ ـ ـناتِ من كتبَه‬
‫ونشَره إنه وليُّ ذلك والقادرُ عليه وصلَّى اهللُ على سيدنِا حممدٍ‬
‫وعى آله وصحبه أمجعني ‪.‬‬
‫قاله وكتبه‬
‫حممد بن عوض بن زايد احلرباوي‬
‫املدرس بقسم الدراسات القرآنية والقراءات بكلية الرتبية جامعة‬
‫املل ـك سعود سابقا واملدرس حاليا بأكادميية الراجحي‬
‫العاملية لتعليم القرآن الكريم‬
‫املقدمة‬
‫إنّ احلمد هللِ ‪ ،‬حنمده ونستعينُه ونستغفره ونعُ ـوذ باهللِ‬
‫م ـن شُرور أنفسنا وسيئاتِ أعمالنَا من يهْ ـ ـده اهللُ فال‬
‫ُمضل له ومن يُضلل فال هَاديَ له‪ ،‬وأش ـهدُ أن لّا إلَه إال اهللُ‬
‫حممداً عبدهُ ورسولهُ ‪،‬‬
‫َوحدهُ ال شَريكَ له ُ‪ ،‬وأشهد أنّ َ‬
‫صلّى اهلل عليهِ وعَـلى آلـ ـ ِه وأصحابِه ومَن تبِعهم بإحسانٍ‬
‫إىل يومِ الدينِ وس ـلِّم تسليماً كثرياً أما بعدُ ‪ :‬فحفظُ‬
‫القرآنِ أمنيةٌ يرجُوها كلُ مسلمٍ ؛ ألنهُ كالم اهللِ ووحيِه‬
‫صلى اهللُ عليهِ وسَلَّم‪ -‬وهُو املعجزةُ الكبْرى‬
‫َ‬ ‫لنبيّه ‪-‬‬
‫اليت حتدَّى اهللُ ِب َها اإلنسَ وال ـجنَ ‪ ،‬وفيه اهلدايةُ لليت‬
‫ِهي أقْومُ ‪ ،‬والنُّور الذي يَه ـ ِدي احلَيارَى فِي دَياجِري‬
‫ٍّفاءُ َملا فِي الصُدور ‪ ،‬وأحسنُ احلديثِ من‬
‫ظالمِهم وهُو الش‬
‫جنا وهُدي إىل صِراطٍ ُمستقيمٍ َو َر َقى يف‬
‫متسّك بهِ َ‬
‫َ‬
‫درجاتِ النّعيم ‪َ ،‬ومن أعرضَ عنهُ هلَك وهَ َوى فِي دَ َركاتِ‬
‫اجلحِيم ‪ .‬ولِحـ ـافظِ القُرآنِ الذي يعملُ بـ ِه أجرٌ عظيمُ ‪،‬‬
‫فهُو كاألتْ ُرجَّة رحيُها طيبٌ وطعمُها طيبٌ ‪ ،‬وسببٌ‬
‫جاتِه فِـي الدنياواآلخرة ‪ ،‬وهو مُتأسٍ بالنيبّ الكرِيم –‬
‫لنـ َ‬
‫صلَّى اهللُ عليهِ وسلّم ‪ -‬ومِن أه ِل اللِه وخاصَّته وهُو مع‬
‫َ‬
‫ربرَة كما ثَبت يف الصَّحيحِ عن عَائشة أمِّ‬
‫السَّفرةِ الكِرامِ ال َ‬
‫ضي اهلل عنهَا ( َمثلُ الذي يَقرأُ القرآنَ ‪ ،‬وهُو‬
‫املؤمنني ‪َ -‬ر ِ‬
‫ظ َله ‪َ ،‬مع السَّفرة الكِ َرام البَ َر َرة ‪ ،‬ومثلُ الذِي يَقرأُ‬
‫حافـ ـ ٌ‬
‫َ‬
‫القرآنَ‪ ،‬وهُو يتَ َعاهَ ُده ‪ ،‬وهُو عليِه شَديدٌ ‪ ،‬فلَه أجْـ َران )‬
‫ِلذلكَ عمَدتُ بتوفيقٍ منَ اللِه وعَونِ ِه إىل هذهِ الرِّسالة‬
‫صرة ( كيفَ أحفظُ القرآنَ الكريم ؟ ) وجَمعتُ‬
‫املُختـ ــَ َ‬
‫ج ِلي‬
‫فيهَا مَا تيسّر جَمعُه لِتكونَ َعونًا لِمن أرَاد أنْ َتنـ َ‬
‫حي ُته ويَزْكو عَقلُه بنوِر كتابِ اهللِ ؛‬
‫بصِريتُه وتَتفتّح قَ ِر َ‬
‫حتى ال‬
‫ألننَا حنتاجُ َدومَاً إىل احلِفظِ واملُراجَعةِ املستَمرةِ َ‬
‫ت ِمن صُدورِنا ‪ ،‬وحَتى ال يتسَـلل اليأسُ إىل العقولِ‬
‫يتفلِ َ‬
‫شاقٌ وأنّ الطّريقَ طَـويل فأزُفَّ إليكُم هَذه‬
‫بأنّ احلِفظَ َ‬
‫البِشارة حَتى تَكونَ زاداً ومعيناً لكُم فِي رحلتِكم مَع كتابِ‬
‫اهللِ ‪ ،‬وهذهِ البشْرى هِي قولُ اهللِ – عَـزّ َوجلَّ ‪-‬‬
‫ﱡ ﲎﲏﲐﲑ ﲒ ﲓ ﲔﱠ القمر‪ ٧١ :‬فـ َهل مِـن‬
‫ُمتـذكِّر لِآليات ‪ ،‬ملقٍ ذِهـْـ َنه وفِكرته ملَا يأتيهِ منهَا ‪ ،‬فإنّها‬

‫‪( -‬البخاري برقم ‪ ) 7394‬ومسلم برقم (‪)437‬‬


‫ِفي غايةِ البَـيانِ واليُ ـسرِ ‪َ .‬ف َكم مِن أُناسٍ حفِـظوهُ صغاراً‬
‫وكِبـ ـاراً وهم كثريٌ وبي ـ ـننَا اآلن وهللِ احلمد ‪َ ،‬قال عُ ـمر‬
‫سوَّدوا‪.‬‬
‫بنُ اخلـطّاب – رضِي اهللُ عنهُ ‪َ : -‬تفقَّ ُهوا قبلَ أن تَ ُ‬
‫سـوَّدوا ‪َ ،‬ف َقد تعلَّم‬
‫ًقال أبو عبد اهللِ البُخاريّ ‪ :‬وبـ ـعدَ أنْ َت ُ‬
‫ِفـي كِ َب ِر‬ ‫صلَّى اهللُ َعليهِ وسَلَّم ‪-‬‬
‫أص ـحابُ النبِي – َ‬
‫سنِّـ ـ ـهم ‪َ .‬و ُدونَكم أحـبَّيت هَذه الثِّمارُ اليَانـ َعة والبُدورُ‬
‫ِ‬
‫ني‬
‫الزَّاهِرةُ ِلتكونَ زاداً وضِـ ـ ـياءً تستضيئونَ ِبه بنيَ احلـ ـ ِ‬
‫حفظ كِتابِ اهللِ ‪َ ،‬فـ ـ ـال‬
‫واآلخَر‪ ،‬وكُلُّها أسبَـابٌ ُتعنيُ َعلى ِ‬
‫رتك التَّوكلَ َعلى اهللِ ‪ ،‬فاللَّه‬
‫نـعتمد عَلى األسبابِ ون ـ ُ‬
‫ري كلهُ وإليْـه يُرجعُ األمُـ ـر كله ‪ ،‬وأدعُو اللِه‬
‫بي ـ ِده اخل ـ ُ‬
‫حمهُ اهلل ‪ -‬أنْ‬
‫لشيخِي الشَّيخ هاشِم عبد السـَّالم ‪َ -‬ر ِ‬
‫خي أبا أنس‬
‫ظ شي ـ ِ‬
‫َيتـ َغمده َربي بواسِـع رحْمتِه ‪َ ،‬وأن يَحفـ َ‬
‫ِعـ َماد بن حممّد خـَليفة – حَفظه اهلل ‪ ، -‬كما أش ـكر‬
‫الشـيخ ‪ :‬أبا َعبـد الًّرمحن حممُود بن حممد املالّح ‪-‬‬
‫َّ‬
‫سائـالً‬
‫ح وتوجِيه ‪َ ،‬‬
‫على مَا بذلهُ من نُصـ ٍ‬ ‫وفَّقه اهلل ‪-‬‬
‫املوىل – عزوجل ‪ -‬بأمسَـ ـائه احلسْـنى وصِفاته العـُال أنْ‬

‫‪ -‬عمدة القارى شرح البخاري ‪65/‬‬


‫خالـصاً ِلوجـهه الكَريم يومَ ال يـَـنفعُ مالٌ‬
‫يكـونَ َهذا الـعمل َ‬
‫َوال بنونَ إال مَن أتى اهللَ بقلبٍ سليم ‪ ،‬وأنْ يـنفعَ ب ـها ك ـ ُل‬
‫سـ ـ ـميعٌ قـ ـريبٌ جم ـ ـيبُ الدُّ َع ـاء ‪.‬‬
‫قارئٍ وك ـ ُل سامعٍ إنهُ َ‬
‫عقِيدَةُ املسلمِ يف القرآنِ الكريمِ‬
‫القرآنُ الكريمُ ‪ :‬كالمُ اهللِ تعَاىل حقيقةً غريُ خملوقٍ ‪،‬‬
‫وهُو احملـْفوظُ ِفي الصُّـدورِ‪،‬املَقرو ِء باأللسُ ِن ‪،‬املَكتوبُ ِفى‬
‫ف ‪ ،‬املَسْموعُ ِباآلذانِ ‪ ،‬املَنقُولُ إلينَا ن ـقالً مُ َتواتِراً مِ َن‬
‫املصَاحِ ِ‬
‫حرفًا‪ِ ،‬منهُبدأَ وإليهِ‬
‫صو ًتا و َ‬
‫ح ِة إىل النّاسِ ‪َ ،‬قالَه اهللُ َ‬
‫الفاتِـ َ‬
‫حكايةً أو عِبارَةً كمَا تَزعُم بعضُ فرقِ‬
‫َي ُعودُ ‪ ،‬وليسَ ِ‬
‫هلل الكالمَ والنداء َوالقـولَ واحلديثَ‬
‫ت ِ‬ ‫الضَّاللِ ‪ ،‬ونُثب ـ ُ‬
‫ف شاء مبَا شَاءَ‬
‫جيَّ َف ُهو يتكـلمُ إذا شَاء ومَتى شَاء كيـ َ‬
‫والنّ ِ‬
‫صلى اهللُ‬
‫َعلى رسُولِه حممَّد ‪َ -‬‬ ‫‪ ،‬أنْزلَـه اهللُ – َتعاىل ‪-‬‬
‫عَـليه وسلَّم – ليـكونَ َمنهجَ حياةٍ قال تعَاىل ﱡ ﱃ ﱄ‬
‫ﱅ ﱆﱇ ﱈﱉ ﱊ ﱋ ﱠ البقرة ‪ ،٢‬وهَـذا الكِتاب أنزَلهُ اهللُ‬
‫حقَّ الق ـ ـولُ َعلى الكَافِرين‪،‬‬
‫لينذرَ َمنْ كاَن حَ ًيا ويَـ ِ‬
‫حريٌ بِنا‬
‫َو َت َعبَّـدنَا اهللُ ‪ -‬عزَّ وجلَّ ‪ِ -‬بتالوتِه والعملِ ِبه فــَ َ‬
‫حاكُ ًما‬
‫أنْ َنهتمَّ ِبه تَ َدبُّراً وتِالوَةً وحِفظًا وتَجْـويدًا وعَمالً وتَ َ‬
‫ش ِفيعًا لنَا يَومَ القِيامَـة وألَّا‬
‫واستِشْفاَءً نس ـألُ اهللَ أنْ ي ـ ـ ـكونَ َ‬
‫َيجعـلناَ ِممن هَجَـروُه ونَبذُوه وراءَ ظهورهم كمَا قَال اهللُ‬
‫جـ ـ ـ َره ‪ : 9‬ﱡ ﲧ ﲨ ﲩ‬
‫فيمـَـن هَ َ‬ ‫‪ -‬عزَّ وجلّ‪-‬‬

‫الفرقان‪٠٣ :‬‬ ‫ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯﱠ‬


‫ح َعقيدتَه‬
‫صحِّ َ‬
‫َويـجبُ َعلي منْ يُـريدُ حـفظَ القُرآنِ أنْ ُي َ‬
‫ويُ َن ِقيها من الشِّرك أَوَّالً فَ ـال يَقب ـ ُل اهللُ َعمالً مَع الشِّركِ‬
‫قـال تعـَـاىل ﱡ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ‬

‫ﲧ ﲨ ﲩ‬ ‫ﲥ ﲦ‬

‫وهَذا اخلِطابُ‬ ‫الزمر‪٥٦ :‬‬ ‫ﲪ ﲫ ﲬﱠ‬


‫صلَّى اهللُ َعليه وسلَّم – فـما بالُنا مبَـ ـنْ ُدونَه ؟ فَال‬
‫للنَّيبِّ – َ‬
‫َيليقُ بقَ ـارئِ القُرآنِ أنْ يـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َأتيَ بشَيء مِن الشِّرك أوْ َما مِن‬
‫جـ ُع ِفي هَذا إىل‬
‫شأنِه أنْ يَـقدحَ ِفي توحِيده وعقيدتهِ ‪ ،‬ويُرْ َ‬
‫َ‬
‫ب العَـقيدةِ ِمثل ‪ :‬فتح اجملِيدِ شرح كتاب التوحيدِ ‪،‬‬
‫ك ُت ـ ِ‬
‫ُ‬
‫والعقِيدة الواسِطيَّة وشُروحهمَا ‪َ ،‬و ِمن الطُ ُرق وَاآلدَاب اليت‬

‫‪ 9‬يرجع إىل كتاب هجر القرآن للشيخ حممود بن حممد املالح‬


‫ُتعنيُ َعلى حِفظ القُـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرآنِ وإتقَانِه بِإذن اهللِ ‪َ -‬عزَّ‬
‫وجَلَّ‪-‬‬
‫(أوالً) ‪ :‬اإلخْالص‬
‫ت َقب ُل العملِ ومرَدُّه إلَى اإلخـْالصِ َواملُ َتابعَة قاَل تعاَىل ‪:‬‬
‫ﱡ ﲬﲭﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ‬

‫البينة‪٦ :‬‬ ‫ﲵ ﲶ ﲷ ﲸﲹ ﲺ ﲻ ﲼﱠ‬


‫وحنن نـَحفَظ القـ ـرآنَ الكَريمِ طلباً للهُدى واستغناءً بهِ‬
‫عن غ ـريهِ ‪ ،‬ابتِ ـ ـ َغاء مَرضَات اهلل ِ‪َ ،‬ورِفعةً للدَّرجَاتِ يومَ‬
‫ويُدخِـلنَا جنَّ َت ُه ‪،‬‬ ‫القِيامَة ِوأن يشْ َفع لنَا ‪ -‬عزَّ وجـ ـلَّ ‪-‬‬
‫وقَـدصحَّ أنَّ الصـِّيامَ وال ـ ُقرآن يَشْفعَانِ للـ َعبدِ يومَ القيامَة‬
‫هلل بن عَمرو‪ -‬رضِى اهللُ عنْهُـما ‪ -‬أنَّ‬
‫ف ِفي حديث عبد ا ِ‬
‫سلم ‪َ -‬قال ‪( :‬الصِّيامُ‬
‫صلى اهللُ عليه و َ‬
‫َ‬ ‫رسولَ اهللِ ‪-‬‬
‫والقرآنُ يشفعانِ للـ َعبدِ يومَ القيامةِ يقولُ الصِّـيامُ أيْ ربِّ‬
‫منعتُه الطَّـعامَ والشَّهَـوات بالنَّهار فشفِّعين فيه ويقولُ‬
‫القرآنُ ‪ :‬أيّ ربِّ منعتُه النَّومَ باللَّيلِ فشفِّعين فيه قال‬
‫ح الطَ ِويَّة‬
‫حَ‬‫صـ ِ‬
‫جدد النيَّة ونُ َ‬
‫‪ ،‬فال بدَّ أن ُن ِ‬ ‫‪7‬‬ ‫فيشـفعان)‬
‫ت ِفي الصَحـيحِ َعن عُمر بن اخلطَّابِ – رضِي اهللُ‬
‫َفقد ثبَ َ‬
‫مسـ ْعتُ رسـولَ اهللِ‪ -‬صلَّى اهللُ عليه وسلَّم‬
‫عنْه – َقال ‪ِ :‬‬
‫‪ -‬يقولُ ‪ ( :‬إمنا األعـمالُ بالنيات ‪ ،‬وإمنَـا لكلِ امْ ِرئٍ مَا‬
‫نوى‪ ،‬فمَن كانتْ هجرتُه إىل اهللِ ورسولِه‪ ،‬فهجرتُه إىل اهللِ‬
‫ورسـولِه‪ ،‬ومَن كانتْ هجرتُه لدنيا يُصيبُها‪ ،‬أو امرأةٍ‬
‫يتزوجُها‪ ،‬فهجرتُه إىل مَا هاجَر إليه) ‪ .‬ولْنحْذر كلَّ‬
‫احلَذرِ ِمن أنْ نكونَ ِمن أول مَن ُتسعَّر بِهمُ النَّار _أعَاذنِي‬
‫رضِي اهللُ‬ ‫‪ ،‬فعن عن أبي هريرة ‪-‬‬ ‫اهللُ وإيَّاكُـم منهَا‪-‬‬
‫صلى اهللُ عليهِ وسَّلم‪:‬‬
‫عنهُ ‪َ -‬قال ‪ :‬قـَـال رسولُ اهللِ ‪َ -‬‬
‫(إنَّ أولَ الـناسِ يُقضى يومَ القيامَةِ علـيْه ‪ ،‬رجُلٌ استُشهِد ‪.‬‬
‫فأُ ِت َي به فعَــرَّفه نِعَمَـه فَعرَفها‪ .‬قال ‪ :‬فما عمِلتَ فيها ؟‬
‫قال‪ :‬قاتَـلتُ فِيكَ حتى استُشهِدتُ‪ .‬قال‪ :‬كذَبتَ‪ .‬ولكنَّكَ‬
‫قاتَلتَ ِلأَنْ يُقـ ـ ـ ـ ـالَ جَريءٌ‪ .‬فقد قيـل‪ .‬ثم أُ ِمرَ به فسُحِب‬
‫َعلى وجهِه حَتى أُلقِيَ يف النارِ ‪ ،‬ورجُلٌ تعلَّم العِ ـ ـ ـ ـ ـ ـلمَ‬

‫‪ - 7‬رواه أمحد (‪ ، )55 5‬وصححه األلباني يف صحيح‬


‫الرتغيب (‪)349‬‬
‫‪( - 6‬البخاري ( ) وأبو داود(‪) 1 3‬وابن ماجه(‪)7 4‬‬
‫وعلَّمه وقرَأ القرآنَ‪ .‬فأُتِيَ به ‪َ ،‬فعرَّفه نِعَمَه فعرَفها‪ .‬قال‪:‬‬
‫فما عمِلتَ فيـها ؟ قال‪ :‬تعل ــَّمتُ العِلمَ وعلَّمـتُه وقـرَأتُ‬
‫فيكَ القرآنَ‪ .‬قال‪ :‬كذَبتَ ولكنَّكَ تعلَّمتَ العِلمَ ‪ ،‬لِيُقالَ‬
‫عالِمٌ‪ .‬وقرَأتَ القُرآنَ لِيُقالَ هو قَـا ِرئٌ‪ .‬فقد قيل‪ُ .‬ثم أُمِر ِبه‬
‫فسُحِبَ على وجهِه حتى أُلقِي يف النارِ‪ .‬ورجُلٌ وسَّع اهللُ‬
‫عليه وأعطاه مِن أصنافِ املالِ كلِّه‪ .‬فأتَ َي به فـ ـعرَّفه نِعَمَه‬
‫فعرَفها‪ .‬قال‪ :‬فما عمِلتَ فيها ؟ قال‪ :‬ما ترَكتُ مِن سبيلٍ‬
‫تُحِبُّ أنْ يُنفَقَ فيها إلَّا أنفَقتُ فيها لكَ‪ .‬قال‪ :‬كذَبتَ ؛‬
‫جوَادٌ‪ .‬فقد قيل‪ .‬ثم أُمِر به‬
‫ولكنَّكَ فعَلتَ لِيُـقالَ هو َ‬
‫فسُحِب على وجهِه‪ .‬ثم أُلقِي يف النار)‬
‫‪5‬‬

‫(ثانياً )‪ :‬التَّقوى‬
‫التقوَى هي اخلوفُ من اجلليلِ والرضَا بالقليلِ والعملُ‬
‫بالتنزيلِ واالستعدادُ ليومِ الرحيلِ ‪ ،‬وهي القيامُ بالفرائضِ‬
‫و مجـِـيعِ الواجبَات واملُستحبَّات واالبتـ َعاد عَن جَم ـيع‬
‫املَعاصِي واملَكروهَات أو فِعل املَـأمورِ وتَركِ املَ ـحظُورِ وأنْ‬
‫جتعلَ بينكَ وبنيَ َما حرَّم اهللُ وقايَـة ‪،‬‬

‫‪ -5‬صحيح مسلم (‪) 316‬‬


‫ﭧ ﭨ ﱡ ﳆ ﳇ ﳈﳉ ﳊﳋ ﳌ ﳍ‬

‫ﭧﭨﱡ ﲝ ﲞ‬ ‫البقرة‪٢٨٢ :‬‬ ‫ﳎ ﳏﱠ‬


‫ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ‬
‫ﲧ ﲨ ﲩﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮﲯ ﲰ‬

‫ﭧﭨﱡﱰ ﱱ ﱲ‬ ‫الحديد‪٢٢ - ٢٨ :‬‬ ‫ﲱﲲﱠ‬

‫البقرة‪:‬‬ ‫ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷﱸ ﱹ ﱺ ﱻ ﱼﱠ‬
‫‪٠٢‬وهي سببٌ ِمن األسْبابِ املُعينة عَلى احلِفظ ؛ َفال فَهم وال‬
‫حفظ وَال عِلم إال بِتوفيقٍ منْه سُبحَانه فاجْعل بينَك وبنيَ‬
‫ِ‬
‫َما حرَّم اهللُ وقايةً تُفلِح فِي الدَّارين ِبإذنِ اهللِ ‪.‬‬
‫(ثالثاً) ‪ :‬تَركُ املعاصِي والذنُوب‬
‫ضرر‬
‫ب ك َ‬
‫ضر‪ ،‬وضَررُها فِي القلو ِ‬ ‫صي َت ُ‬ ‫الذنوبُ واملَعا ِ‬
‫الس ـ ُمومِ ِفي األبْدان‪ ،‬وهَل فِي الدنيَا واآلخِرة شُرورٌ وداءٌ إال‬
‫سببُه الذنُـوب واملعَاصي؟ فمَا الذي أخ ـرجَ األبوينِ ِمن‬
‫اجلنَّة َدار الل ـ َذة والنَّعيم ِوالبهجةِ والسُّرورِ إىل دَار األلَ ِم‬
‫َواألحْ ـ َزانِ واملصَائبِ؟ ومَا الذي أخرجَ إبليسَ ِمن مَلكوت‬
‫السَّمواتِ واألرْض وطَردَه ولَـ َعنه وَ ُبدِّل بالقُربِ ُبعدًا‪،‬‬
‫حا‪ ،‬وباجلنةِ ناراً تَلظى‪،‬‬
‫وبالرمحَة لعْنةً‪ ،‬وباجلمالِ ُقبـ ً‬
‫كفرًا‪ ،‬ومبُواالة الوَّلي الغينِّ احلميدِ عداوةً‬
‫وباإلي ـ َمانِ ُ‬
‫ومشَاقةً ‪ ،‬فهَان عَلى اهللِ وسقـطَ ِمن رمحت ِة ‪ ،‬فصَار قَوَّادَاً‬
‫كلـهمْ‬
‫لكلِ َفاسقٍ ومُجرمٍ ؟ ومًا الذي أغرقَ أهْ َل األرضِ ُ‬
‫حَـتى عال املاءُ فوقَ رؤوسِ اجلبَـا ِل (وهُم قومُ نوح) ؟ ومًا‬
‫الذي سلَّـط الرِّيح العَقيم عَلى قوم عَاد حَتى ألقَتهُم‬
‫موتَى عَلى وجْه األرضِ كأنَّهم أعجُاز خنلٍ خاوية‪ ،‬ودمَّرت‬
‫مَـا مرَّت عَليه مِن ديَارِهم وزروعِـهم ودَوابِّهم حَتى صَاروا‬
‫ِعـربةً لألمَم إىل يَـوم القيامةِ؟ ومَا الذي أرسَل عَلى قَوم‬
‫طـ َعتْ قلوبُـهم يف أجوافِـهم ومَاتوا‬
‫حتى قُ ِ‬
‫مثود الصَّيحةَ َ‬
‫ُ‬
‫حتى سَمعت‬
‫َعن آخِرهِم؟ ومَا الذي رفَع قُـ َرى قوم لوط َ‬
‫كالبهـم ثُمَّ قُلبت عليهم فجُ َعل عاَليَها‬
‫املَالئكة نبيحَ ِ‬
‫جميعًاً ُثمَّ أتْ َب َع ُهم حِجـَارةً من‬
‫سافلهَا ‪ ،‬فأهْلكهُم اهلل َ‬
‫َ‬
‫سجيلِ السَّماء ؟ ومَا الذي أرسَل َعلى قَوم شُعـيبٍ سحابَ‬
‫ِ‬
‫العذابِ كالظُلـ ِل ‪ ،‬فلمَّا صَـار فو َق ُرؤوسِهم أمطَر عَليهم‬
‫َنارًا تلظى ؟ ومَـا الذي أغرقَ فرعونَ و َقومه يف البـحرِ ُثمَّ‬
‫ُنقِـ َلتْ أرواحُهم إىل جَ ـ ـ ـ ـ ـهنم ‪ ،‬فاألجسَاد للغَرقِ ‪ ،‬واألروَاحُ‬
‫حرقِ؟ ومَا الذي خَسفَ بقارونَ ودَاره ومَاله وأهْله ؟ وما‬
‫للـ َ‬
‫الذي أه ـلك القرونَ من بعدِ نوح بأنواعِ العقوباتِ ودمَّرها‬
‫حتى‬
‫تدمريًا ؟ وما الذي أهْلكَ قومَ صـَاحل َبالصَّيحةِ َ‬
‫خمدُوا عَن آخِرهم ؟ ومَا الذي بَعثَ َعلى بين إسْرائيلَ‬
‫ُ‬
‫جال‬
‫شديدٍ َفج َاسوا خِالل الدِيارِ َوقتلوا الرِّ َ‬
‫َقوماً أولي بأسٍ َ‬
‫سببٌ ِفي‬
‫وسَ َبوا النِّـساَء ؟ إنها الـ ـ ـ ـذنوب وامل ـعاصي ؛ َف ِهي َ‬
‫حرمانِ العِلمِ‪ ،‬وضِيقِ الرِّزقِ ‪ ،‬والبُغـْـض فِي قُلوبِ اخلَـلقِ ‪،‬‬
‫ِ‬
‫وإنَّ العَبدَ ليُحرَ ُم الرزْ َق بالذنبِ ُيصيبُه ‪ ،‬وقَال ابـ ُن مسعودٍ‬
‫‪ -‬رضِي اهللُ عنْه ُ‪ : -‬إنَّ الرَّجلَ ليَنسَى العِلمَ َيعلمُه‬
‫بالذنبِ َيعمَ ُله ‪ ،‬والقلبُ ِوعـَـاء ُاحلفظِ والفَهم ؛ فاحرص‬
‫َعلى طَهارتِه بتَخلِيتِه مِن املِعاصِي واملُنكَراتِ وتَحْليتِه‬
‫ت ؛ ليَتلقَّى كَالمَ اهللِ ‪ -‬عزَّ‬
‫بتَحقيقِ التَّوحيدِ َوالطَّ ـ ـاعاَ ِ‬
‫باَ ِرئ األرضِ والسَّـم ـ َوات ؛ َف ُنورُ العـلمِ ُتطفِ ُئه‬ ‫وجلَّ‪-‬‬
‫مح ِني اهللُ وإيَّاكم ‪-‬‬
‫ظلمةُ املعصية ِ؛ َفاحرِصوا ‪َ -‬ر َ‬
‫ُ‬
‫َعلى البُعدِ َعن املَ ـعاصِي ومُحقَّرات الذُّنوبِ ؛ َفإنَّ َها تَجتمعُ‬
‫َعلى املَرءِ فتُهلِ َكهُ‪.‬‬
‫َو َقد يُورثُ الذلَ إدمَانُها‬ ‫رأيتُ الذنُوبَ ُتميتُ القلُوبَ‬
‫ري لنفسِك عِصيَا ُنها‪.‬‬
‫َوتركُ الذنوبِ حياةُ القلُوبِ وخَ ٌ‬
‫فاحلذرَ احلذرَ ِمن الذنوبِ ‪ ،‬وخصوصًا ذنوبَ اخللواتِ ‪َ ،‬عن‬
‫صلى اهللُ َعليه وسَلم‬
‫ثوبانَ – رضِـي اهللُ عنهُ – عن النيبِّ – َ‬
‫َقالَ ‪ :‬ألعْ َل َمن أقوامًا ِمن أُمتى يأَتون يومَ القيامةِ‬ ‫‪-‬‬
‫ِبحسناتٍ أمثَال جِبالَ ِتهامةٍ بيضَا َء ‪ ،‬فيجعلُها اهلل – عزَّ‬
‫صفْ ُهم‬
‫وجلَّ – َهباءً مَنثورًا‪ .‬ق ـَـالَ َثوباَ ُن ‪ :‬يا رسولَ اللـ ِه ‪ِ :‬‬
‫جلِّ ِهم لنَا ‪ ،‬ال نكون منْ ُهم وحننُ ال نَعلم ‪ ،‬قـال‪ :‬أمَا‬
‫لنَا ‪َ ،‬‬
‫إنَّهم إخْوانُـكم مِن جلدكُم ‪ ،‬ويَأخُذون مِن الليلِ َما‬
‫خذون ‪ ،‬ولكنَّهم أقْـ ـوامٌ إذَا خلوا مبحارم اهلل انتهكوها ‪.4‬‬
‫تأ ُ‬

‫‪ - 4‬رواه ابن ماجه يف مسنده وصححه األلباني يف صحيح ابن‬


‫ماجه برقم ‪7 7‬‬
‫ويُرجَ ُع ِفى هذا البَاب إلَى كِتاب ‪ :‬اجلَوابُ الكَافِي ِلمنْ‬
‫فإنَّ ُه‬ ‫سألَ َعن الدَّواءِ الشَّافِي البنِ القيِّم ‪ -‬رمحه اهلل‪-‬‬
‫َ‬
‫شافٍ بِإذنِ اهللِ لِمَن وعَاهُ وعَمِل بِما فِيهِ بِصِدقٍ ‪ ،‬نسْألُ اهللَ‬
‫َ‬
‫أنْ يُخلَص نِيَاتنَا ‪ ،‬ويُباَركَ فِي أعْماَلناَ وأعمَارِنا ويُحسنَ‬
‫خَاتِمتنَا‬
‫(رابعاً ) ‪ :‬الدُّعاء‬
‫هلل توحيدٌ ولِغريِه شـركٌ ؛ َفعلينَا‬
‫الدعاء عبادةٌ وصرفُه ِ‬
‫أنْ نتضَّرع إىل اهللِ بالدُّعاءِ فقَد قَال – جلَّ وعـز‪-‬‬

‫ﭧ ﭨ ﱡ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑﱒ‬

‫ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ‬

‫‪ ،‬ونَدعوهُ دعَاءَ املضطرِّينَ‬ ‫غافر‪٥٣ :‬‬ ‫ﱙﱚﱠ‬


‫ِفي أوقَـاتِ اإلجَابَ ِة بنيَ األذانِ واإلقامةِ ‪ ،‬وساعة‬
‫ح ِر‪ ،‬وآخرِ سـاعةٍ ِمن يومِ اجلُ ُم َع ِة ‪ ،‬ويوم عَرفَة‬
‫السَّ َ‬
‫عسَى اهللُ أنْ ُييسِّر لنَا حِفـظ كتَابه والعملَ ِبه ‪،‬‬
‫حانَه قال‬
‫ري ِب َيدهِ سبْ َ‬
‫سا ٍر؛ فاخلَ ُ‬
‫ونَدعوهُ ِبخُـضـوعٍ وانكِ َ‬
‫فهُو الذي‬ ‫األعلى‪٥ :‬‬ ‫تعَاىل‪:‬ﱡ ﲤ ﲥ ﲦﱠ‬
‫ِبيدهِ احلـفظ وعَ ـدمُ النـِّسيانِ ومَن أدمَـن طَرق َالبابِ‬
‫ك أنْ يُفتحَ َله ‪ ،‬وسِ ـهامُ الليلِ ال تُخطِئ ‪ ،‬واهللُ‬
‫ُيوشِ ُ‬

‫َيغفرُ للمستغفرينَ ‪ ،‬ويُجيبُ الدَّاعِني ﭧ ﭨ‬

‫ﱡ ﲷﲸﲹﲺﲼﲽﲾﲿﳀ‬

‫ﳄﳅﳆﳇﳈ‬ ‫ﳂﳃ‬ ‫ﳁ‬

‫البقرة‪٧٨٥ :‬‬ ‫ﳉﱠ‬


‫(خامساً) ‪ :‬اختيارُ الوقتُ املناسبِ‬
‫كثريُ ِمن األوقاتِ تضيعُ والعمرُ ينسحب ُ ِمن حتْت‬
‫أقدامِنا بلِا شُعورٍ أو وعْـ ٍي فتضيعُ فيمَا ال يَعودُ َعلينا‬
‫بالنفعِ ورمبَا جَلسْنـا لتصفُح املَواقِ َع اإللكرتونيةِ وجَلسنَا‬
‫ِفي جمالسِ اللغْو والقِيل والقَال ِبالسَّاعاتِ الطُوال‬
‫وثقُلت عَلينا سَاعة القرآنِ والـذكْ ِر ومناجَاة الكبريِ‬
‫املتعال ؛ فلرياجِع كلٌ مِّ َنا نفسَه ويسألُ َها سُؤالَ املشفـقِ‬
‫الوَجِل أيُّهمَا يَفتحُ أكثرالقرآن أم اجلهاز؟ وإنَّا هللِ وإنَّا‬
‫إليهِ راجِـعونَ ﭧ ﭨ ﱡ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ‬
‫ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞﱟ ﱠ ﱡﱠ‬
‫هلا إقبَالٌ وإدِبارٌ ؛ فاغـ َتنموا أوقاتكم‬
‫‪ ،‬والنَّـفسُ َ‬ ‫الروم‪٣٠ :‬‬

‫ب واألصْفى للـذهنِ‬
‫ِفي طاعةِ اهللِ وختريوا الوقتَ املُناسِ َ‬
‫ح ِر‪ ،‬وبعْد‬
‫للحِفظِ واملناجَاةِ والتَّضـرُّع مثل ‪ :‬وقتُ السَّ َ‬
‫صالة الفجرِ‪ ،‬أو العَصرِ‪ ،‬أو قبلَ النومِ ‪ ...‬أو غري ذلك مِن‬
‫َ‬
‫األوقاتِ اليت يَصـ ُفو فيهَا الذهْن وحيضُر فيهَا القلب‬
‫حالِه‪ .‬واجعَلوا َهذا الوَقـت هُـ َو أحبَ األوق ـاتِ‬
‫ب َ‬
‫حسـ َ‬
‫وكلٌ َ‬
‫طـ ُعوا شواغلكم‬
‫فيهَا أنفسَـكم ‪ ،‬واق َ‬ ‫ففرِّغوا‬ ‫إليكَم‬
‫حفظُ القرآنِ –‬
‫ِ‬ ‫لتحقيقِ َمـا ترجونه فهَذا املشْروع ‪-‬‬
‫ُه ـو رأسُ َمالكم فاجعلْوه أولَ أولويَّاتكم وأصْـ َفى سَاعاَتكم‬
‫ري لكم ِمن األهلِ والصَّديقِ والطَّعامِ‬
‫خٌ‬ ‫وليكُـن هَذا الوقت َ‬
‫ب ‪َ ،‬وال نَنسَى أننَا مَسؤولونَ عنِ العُمرِ وال تَزولُ‬
‫والشَّرا ِ‬
‫حتى يُسألَ َعن أربَع ‪ ،‬فبَادِروا‬
‫َقدمَا عبدٍ يومَ القيامةِ َ‬
‫وسَارعُوا قبلَ فواتِ األوانِ ‪.‬‬
‫(سادساً) ‪ :‬اهلِمَة العاليَة‬
‫ب ِفي‬
‫هلل ومن أعظمِ األسبا ِ‬
‫اهلمةُ العاليةُ ‪ ،‬نعمةٌ من ا ِ‬
‫َعمليةِ احلِفظِ ؛ وتعلو اهلمةُ كلما قرأنا حديث النيب ‪-‬‬
‫صلى اهلل عليه وسلم ‪ -‬كمَا قَال عبد اهلل بن عَمرو‪-‬‬
‫رضِي اهللُ عنهما‪َ : -‬عن النَّيب ‪ -‬صلّى اهللُ َعليه وسَلم‬
‫‪ -‬ق ـال ‪( :‬يُقالُ لصَاحبِ القرآنِ اقَرأْ وارْتقِ ورتِّلْ كما‬
‫‪7‬‬
‫كنتَ تُرتِّلُ يف الدنيَا فإنَّ منزلَك عِند آخرِ آي ٍة تقرؤُها)‬
‫‪ ،‬وكيفَ ال تعلُو اهلِمَم لرتقَى القِمم وحننُ نريدُ أنْ‬
‫نكونَ من أهلِ اهللِ وخاصتهِ ‪ ،‬وأنْ نرقَى يف دَ َر ِج اجلنانِ ‪،‬‬
‫حبسناتٍ َماحياتٍ للسيئاتِ‬
‫وننعم برضا الرمحن ‪ ،‬ونسعد َ‬
‫رافعاتٍ للدرجاتِ ‪ ،‬و َنتلذذ بنداءِ الرَّمحن ونكون من‬
‫ش ِمروا َعن سَاعِد اجلِدَّ َفكمْ‬
‫السَّفرةِ الكرامِ الربرةِ ‪َ "....‬ف َ‬
‫ِمن هِمةٍ أيقظتْ أمَّة ‪.‬‬
‫ني احلُ َفر‪.‬‬
‫ومَن يَتهَيب صُعودَ اجلبالِ َيع ـِــش أبدَ الدهِر بَ َ‬

‫‪ -7‬رواه الرتمذي ‪ 3 6‬وأبو داوود‪ 9 4‬وصححه األلباني يف‬


‫‪)7‬‬ ‫صحيح اجلامع برقم (‬
‫َفعــَليكَ بالعزميةِ واملداومةِ على حفظِ القرآنِ َولو آياتٍ‬
‫يسريةً ‪ ،‬وأحبُ األعمالِ إىل اهللِ أدوَ ُمها وإنْ َقل ‪ ،‬وأُحذرُ‬
‫نفسِي وإيَّاكُم مِن التَّسويفِ فإنَّها شَـجرةٌ ال تنبتُ إال ليتَ‬
‫سوف" ‪.‬ومِن‬
‫أو لعلَّ ‪ ،‬ومُعظمُ َتحسُّر أهلِ النارِ ِمن " َ‬
‫صالحُ األمةِيف عُلو‬
‫املَراجع املفِـيدة فِى هَذا الباب‪ :‬كتابُ َ‬
‫اهلمَّ ِة للشَّيخ سَيد العفَّانيِّ وعُ ُلو اهلمَّة للشـَّ ـيخ مُحمِّد بن‬
‫إبراهِيم احلَ َمد‪...‬‬
‫(سابعاً)‪ :‬الغِذَاء‬
‫الغذاءُ لهُ أثرٌ ِفي عَم ـليِّة احلِفظ فهُناكَ بعضُ املأكُوال ِ‬
‫ت‬
‫سلبًا َعلـى احلِفظ ويَحسُن االبتعاد عنْ َها ‪،‬‬
‫اليت تُؤثرُ َ‬
‫ك َما يُفضلُ البُعدُ عن الشِّ ـ َبع عَلى وجِه العُموم ‪ِ ،‬فإنَّ‬
‫َ‬
‫ب الفِطنة ‪ ،‬وجيب احملافظةُ َعلى اهلَدي‬
‫البِطْنةَ ُتذهِ ُ‬
‫القُـرآنيِّ والنَّبويِّ بعَدمِ اإلسرافِ ِفي املأكلِ واملَشربِ ‪،‬‬
‫واحلِرصُ َعلى بعضِ املَأكوالتِ اليت ُتزيدُ ِمن احلِفظ‬
‫صاص‬
‫وتقويةِ الـذاكِرة ‪ ،‬ويُرجَ ُع يف ذلك إىل أهْ ِل االخت ـ ـ َ‬
‫ﭧ ﭨ ﱡ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒﲓ‬

‫األنبياء‪١ :‬‬ ‫ﲔﲕ ﲖﲗﲘﲙﲚﱠ‬


‫(ثامناً) ‪ :‬الرتكيزُ واختيَار املكانِ املناس ِ‬
‫ب‬
‫ممَّا ال شَك فيهِ أن احلفظَ ملكةٌ تزيدُ تارةً وتنق ُ‬
‫ص‬
‫أخرى ‪ ،‬ونسبةُ الرتكيزِ تكون عالية يف البداية‪ُ ،‬ثمَّ َتقِـلُّ‬
‫كل نِصْف سَـاعة ‪،‬‬
‫شاطِ ُ‬
‫شيئاً فشَيئاً ويَلزمُها استعادةَ النَّ َ‬
‫َ‬
‫حرك أثنَـاء احلِـفظ وَال ُنشغل النَّظرَ‬
‫وعَليه فَلن ُقم ون َت َ‬
‫حتى ال يَتشَـ َتتْ االنتبَاه ولَو كنا يف‬
‫ف َ‬
‫ري َرسمِ املُصحَ ِ‬
‫ِب َغ ِ‬
‫مك ـانٍ مغلقٍ فَنحـَـاول تَجديدَ التَّهويةِ كل سَاعة أو‬
‫اجلُلوس فِي مَكانٍ جيدٍ التَّهوية ‪ ،‬وحنرص كل احلِرصِ‬
‫جميعَ احلـَواسِ ِفي احلِفظ ‪ ،‬فاللسانُ‬
‫على أنْ تشرتكَ َ‬
‫ينطقُ ‪ ،‬والعنيُ تنظرُ ‪ ،‬والقلبُ يعقلُ ‪ ،‬واليدُ تكتبُ ‪ ،‬وقَبل‬
‫َهذا وَذاك ُمراعاة آدابِ التـِّـالوةِ كالطَّهارة فهي َأدعَى‬
‫وأقربُ إىل االنتفاعِ واخلشوعِ ‪ ،‬والطَّـهارةُ تشملُ الطهارة‬
‫احلسيَّة كطهارة املكان والثياب ‪ ،‬والطهارة املعنويَّة‬
‫كطهارة القلب والفم ‪.‬‬
‫(تاسعاً)‪ :‬حتديدُ املقدارِ اليَوميّ‬
‫و أعْين بهِ عددَ اآلياتِ اليت حيددهَا الشخصُ لنفسهِ ‪،‬‬
‫ولنبدَأ مَعاً يف حتديدِ املِـقدارِ و ُهو خيتلفُ من شَخصٍ‬
‫آلخَر ‪ ،‬فهُناكَ أشخاصٌ َيستطيعو َن حفظَ آيةٍ أو اثنتنيِ أو‬
‫أربَع أو وَجهٍ أو ربع أو يَـزيد أو يَ ِقل‪ ،‬ومن هَـدي السَّلفِ‬
‫خذونَ الق ـرآنَ َعشراً عَشراً‪َ ،‬فال يربحُون‬
‫أنَّ ُهم كَانوا يأَ ُ‬
‫هذه العَشر حَتى يعلَموا حَالهلا وحَرامهَا وأمْرها ونهْيها‬
‫ويعمَلوا بِهن كمَا قال التابعيُ اجلـليل أبو َعـبد الرَّمحن‬
‫السُلميّ‪ .‬و ِبهذا اهلَدى نَختـ ُم القرآنَ ِفي أقل مِن عاَم‬
‫ونِصـف ‪ -‬إن شاء اهلل ‪ -‬وفضلُ اهللِ واسعٌ ‪ ،‬وفِي َهذا‬
‫أُؤكِد عـلى عَدم التَّسرع والتأنِّي يف تَحـديدِ املِقدارِ ؛ ألنَّ‬
‫حبرمَانه ؛ ألنهُ باإلمْكاَن‬
‫َمن تَ َعجَّل الشئَ قـب َل أوانِه عُوقبَ ِ‬
‫ِفي األيَّام األولَـى أن حندِّد ألنفسنا ُربعَاً فِي اليومِ ونستمُر‬
‫خورُ ونَضعُف ونَرتكُ احلفظَ بالكلية‬
‫ك مدةً ُثمَّ َن ُ‬
‫َعلى ذلِ َ‬
‫‪ ،‬ومَا حُفظ سَريعاً ُنسِي سَريعاً إال أنْ يُرزقَ املرءُ توفِيقاً‬
‫حمـفوظَه ويُراجعَه فإنّ ذلك أَدعى إلَى‬
‫وسَداداً ويُكرِّر ْ‬
‫نَجاحِ مشْرُوعه‪ ،‬وعَلي أيِ األحْوال َف َكم مِن أيامٍ َمضـت دُون‬
‫حفظ‪ ،‬فلنَـبدأ ِمن اليومِ ولنتْركَ وسَـاوسَ الشَّيطانِ‬
‫ِ‬
‫واعلموا رمحكم اهلل أن بدايَة احلفظِ يف املراحلِ األولَى‬
‫ط ـان عن بلوغِ‬
‫ُتسمَّى مبرحلةِ التج ِمـيع فَال يُثنِـينَّك الشَّي َ‬
‫ُمرادِك ‪.‬واهللُ املوفقُ واملستعانﱡ ﳁﳂﳃ‬

‫البقرة‪٧ :‬‬ ‫ﳄ ﳅﳆ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊﱠ‬

‫جدول حلساب املدة الزمنية الالزمة حلفظ القرآن الكريم‬


‫مدة حفظ القرآن كامالً‬ ‫مدة حفظ القرآن كامالً‬ ‫مقداراحلفظ اليومي‬
‫يوم‬ ‫شهر‬ ‫سنة‬ ‫مقداراحلفظ اليومي‬ ‫يوم‬ ‫شهر‬ ‫سنة‬
‫‪75‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪ 71‬آية‬ ‫‪9‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪71‬‬ ‫آيةواحدة‬

‫‪6‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪ 71‬آية‬ ‫‪78‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫آيتان‬


‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪ 74‬آية‬ ‫‪71‬‬ ‫‪71‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪ 1‬آيات‬
‫‪7‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪ 75‬آية‬ ‫‪14‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪ 4‬آيات‬
‫‪6‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪ 76‬آية‬ ‫‪1‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪ 5‬آيات‬
‫‪71‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪ 71‬آية‬ ‫‪4‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪ 6‬آيات‬
‫‪79‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ 78‬آية‬ ‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪ 1‬آيات‬
‫‪7‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ 79‬آية‬ ‫‪71‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪ 8‬آيات‬
‫‪14‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪1‬‬ ‫نصف وجه‬ ‫‪71‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪ 9‬آيات‬
‫‪71‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫وجه‬ ‫‪1‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪71‬آيات‬
‫‪6‬‬ ‫‪71‬‬ ‫‪-‬‬ ‫وجهان‬ ‫‪6‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪ 77‬آية‬
‫(عاشراً) ‪ :‬تَلقِّى القراءةِ عن شيخٍ متقنٍ‬
‫التلقِّي هو أن يقرأَ الشيخُ ويسمعَ الطالب أو العكس ‪،‬‬
‫والقرآنُ وصلَ إلينَا بهذه الطريقة ‪ ،‬فتلقـَـاهُ النَّيب الكَريم‬
‫ِمن جِربيلَ عليهِ السَّالم وكَان يُدارسُه القرآنَ‪ ،‬ويَقـرُأ‬
‫خلفَ ُه وحيَرِّك لسَانَه بِه خشية التفلت والنسيان ‪ ،‬فنزل‬
‫َ‬
‫‪ ،٧٨‬وقَد وصَل‬ ‫القيامة‪:‬‬ ‫قول اهلل ‪:‬ﱡ ﳓ ﳔ ﳕ ﳖﱠ‬
‫صلى اهللُ عَـليه وسَلم –‬
‫إلينَا بِهـذهِ الطَّريقةِ َوَأ َم َر َنا – َ‬
‫خـذ َالقرآنَ ِمن أربَعةٍ‬
‫فيمَـا روَاهُ عبد اهلل بن عَمرو أنْ َنأ ُ‬
‫فقَـال ‪( :‬اسْتقرِ ُئوا القرآنَ ِمن أربـعةٍ ‪ِ :‬من َعبد اهللِ بن‬
‫مسْعود وسَامل َمولَى أبِي حُذيفَة وأبيِّ بن كَعبٍ ومُعـاذ‬
‫‪3‬‬
‫‪ ،‬فاأللف والسني والتاء يف (استقرئوا) تدل‬ ‫بن جَبل)‬
‫على طلب القراءة َفهو الذي دلَّنا عَلى ذَلك ونَـحنُ‬
‫ض ومَن عليهَا ‪ ،‬والقِـراءةُ‬
‫ث اهللُ األر َ‬
‫َمأمُـورون بِه إلَى أنْ َي ِر َ‬
‫تلقاهـا اخلَلف عَن السّلف‬ ‫واإلقرَاءُ سُنةٌ متبـعةٌ‬
‫ﭧﭨﱡ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱠ‬

‫رواه البخاري برقم(‪)94673‬‬ ‫‪-3‬‬


‫وقَد حذَّرنا العُلمَـاء مِن أخْذ العِلم مِن صُحفي‬ ‫النمل‪،٥ :‬‬

‫وأخذ القرآنَ ِمن مُصحَـ ـ ـ ـفي ‪.‬‬


‫(احلادي عشر) ‪ :‬قِراءةُ مَعانِي املفردَات‬
‫ت املسلمِني ِمن الكتبِ اليت يَتعلَّمون‬ ‫ينبغِي ألَّا ختلو بيو َ‬
‫خاللِها العقِيدة الصَافيَّة َعلى أيْدي العُل ــماءِ‪ ،‬ومَا‬
‫ِمن ِ‬
‫ح ِبه عِباداتُهم ‪،‬ومعَامالتُهم ‪،‬وأخْالقُهم ‪،‬وَكذلِك مَا‬
‫صـ ُ‬
‫َت ِ‬
‫ُيعينُهم عـَـلى فَهـم كِتاب اهللِ ‪ ،‬ﭧ ﭨ ﱡ ﱢ ﱣ‬

‫ﱤﱥﱦﱧﱨﱩ ﱪﱠ‬
‫ﭧﭨ ﱡ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ‬ ‫ص‪٢٢ :‬‬

‫‪ ،‬ومِن‬ ‫محمد‪٢٢ :‬‬ ‫ﳂﳃﳄﳅﳆﳇﱠ‬


‫ب اهللِ تعَاىل بفَهم سَلفِ‬
‫الكـ ُتب التِي تُعنيُ َعلى فَهم كتا ِ‬
‫ري الطَربيّ وابنُ كثِـري وغَري ذَلك لكن‬
‫هَـذهِ األمةِ‪ :‬تفسِـ ُ‬
‫ِفي هَذهِ املَرحَلة – َمرحلةُ احلِفظِ – َنقتصِ ُر َعلى الكُتب‬
‫كتابُ السـِّراج فِي غـَ ـريبِ‬
‫املُختصَرةِ اليسِريةِ ومَنها ‪ِ :‬‬
‫سـري أو املُـ ـختصرُ ِفي‬
‫القُــرآنِ‪ ،‬أو املِصباحُ املُنري أو اليَ ِ‬
‫التفسِري وهذه مُختصَراتٌ ُتعنيُ َعلى الفَهمِ والتَّدبُّر‬
‫واحلِفظُ بإذنِ اهللِ ‪.‬إذْ ال يَنبغِي للمُ ـسلمِ أن ميُ َر َعلى بَعضِ‬
‫املُفرداتِ َوال َيفهم مَاذا يَقرأ ‪ ،‬وإليكَ أمثلةٌ ِمن املُفردَات‬
‫صرهن‬
‫صاالً‪ُ -‬ننشزِ َها – َف ُ‬
‫التِي َقد ختْـفى عَلى بعضنا‪ِ (:‬ف َ‬
‫ص ُدقاتـهن –‬
‫حتسـونَهم – َ‬
‫ُ‬ ‫حنيفاً‪ -‬صِرٌ‪-‬‬
‫– نبتهِل – َ‬
‫شنئانُ – َمخمَصة – ُمتجانِف – َبحرية –‬
‫العَنت – َ‬
‫وصِيلة – َمذءومَاً – مُتربٌ‪ُ -‬مكاءً‪ -‬تصدِّيةٌ – ولِيجَة –‬
‫املِـحال – َمسنون –‬ ‫السـَّائحون – الرِّفد – وادّكر‪-‬‬
‫ح َت ُكم –‬
‫الجَ َرم – ألحْ َت ِن َكنَّ – ِركزاً – فيُسْ ِ‬ ‫واصِباً‪-‬‬
‫َم َعاد – الودْق – قدِّر ِفى السَّرد – ِمنسَأته –‬ ‫ِلواذاً‪-‬‬
‫ط – أثْل – أبَقَ – ُمقرِنني – َيصِدُّون – َف ُيحْـ ِفكمُ – ذو‬
‫خمْ ٍ‬
‫َ‬
‫جرونهَا – َقضَـباً –‬
‫مِرَّة – ُمدهَامَّتان – َعلى حَردٍ ‪ُ -‬ي َف ِ‬
‫جيدهَا‬
‫جابُوا – التُّراث – فأمُّه َهاويَة – ِ‬
‫ال ُكنّس – أحْوى – ُ‬
‫– الصَمد– الفَلق– غاَسقٍ– َوقبْ )‬
‫(الثاني عشر) ‪ :‬كتَابة احملفوظِ‬
‫قالَ ابنُ كثري ‪ :‬والعلمُ تارةً يكونُ فِي األذهانِ ‪،‬وتارةً يكونُ‬
‫فِي اللسانِ ‪ ،‬وتارةً يكونُ يف الكتابةِ بالبنانِ ‪ ،‬ذهينٌ ولفظيٌ‬
‫س ‪ 1‬؛ والعِلمُ صَـيدٌ‬
‫ورمسيٌ والرسمُ يستلزمهًا من غريِ عك ِ‬
‫ال مِن ال َور ِق األبيضِ ِب َعدد‬
‫جً‬‫س ِ‬
‫والكتابَة قَيدُه ؛ فلْ ُنعـِ ـدَّ ِ‬
‫طر الطَبعَة اليت حنفظُ منْها وكُلما‬
‫صفحات وأسْ ُ‬
‫َ‬
‫شاء اهلل ‪-‬‬
‫ت احلفظَ إنْ َ‬
‫حفظنَا شَيئاً كتبناهُ وهَذا يثَبِّ ُ‬
‫(الثالث عشر ) ‪ :‬الربط بني اآلياتِ‬
‫َعدم مُغادَرة السُّورةِ إال بَعـ َد إتقانِها ‪ ،‬وربطِ ِنهايةِ اآلية‬
‫ببِدايَة اليت تلِيها ‪ ،‬وربطُ البداية بالنهَاية وتسميعهَا عــَلى‬
‫ط السَّابقِ بالالحقِ ‪،‬‬
‫الشَّيخ جُملةً واحِدةً ‪ ،‬فالبُد مِن رب ـْـ ِ‬
‫وهَذا مايسمَّى القراءةُ بالوصلِ ‪.‬‬
‫(الرابع عشر ) ‪ :‬املُراجعةُ املسْتمِرةُ‬
‫املراجعةُ لتثبيتِ احملفوظ أوىل من احلفظِ اجلديدِ ؛ ألن‬
‫التثبيتَ مبثابةِ رأس املالِ ‪ ،‬واحلفظ اجلديد هو الرِّبح ‪،‬‬
‫فال مانع منَ الربحِ ولكن مَع احملافظةِ على رأس املالِ ؛‬
‫فالبُد مِن إعدَاد برنَامج للمُراجعةِ والتثبيت مَع احلفظ ‪،‬‬
‫وختصيص يَومٍ َعلى األقلِ للمُراجعَة ملَا حفظنَاه طُوال‬
‫‪ - 1‬تفسري ابن كثري ‪6 7 / 7‬‬
‫األسْبوعِ فصَاحبُ القرآنِ كصَاحبِ اإلبلِ إنْ َتعا َهدهَا‬
‫صلى اهللُ‬
‫أمسَ َكها وإلَّا ذهبتْ؛ كمَا قاَل النَّيب الكَريم – َ‬
‫عليْه وسَلم‪ِ -‬من حَديثِ أبِى مُوسَى األشْعريِّ‪ -‬رضَي‬
‫سي بيدِه ‪ ،‬لَ ُهو‬
‫اهللُ عنْه ‪َ ( :‬تعاهَدوا القرآنَ ‪ ،‬فو الذي نف ـ ِ‬
‫وال تقِلُّ املُراجَعة عَن‬ ‫أشدُّ تفصِيًا منَ اإلبلِ يف ُعقُلِها )‬
‫س ٌن‪ ،‬قالَ بعضُ القُرّاءِ ‪:‬‬
‫جزءٍ يوميَاً ‪ ،‬وإنْ كانَت ثلَاثةً فحَ َ‬
‫ُ‬
‫خمسةُ أحْزابٍ أيّ ‪ :‬يقرأ‬
‫َمن قَرأَ اخلَمْس مل ينْس – ِقيل‪َ :‬‬
‫سالة كيْفية اجلَمع بنيَ‬
‫جزئنيِ ونِصف ـ ـ وفِى خِتام الرِّ َ‬
‫ُ‬
‫احلفظِ وا ُملراجَعةِ للشَّيخ عبد املُحسِن القَاسِم ‪ -‬نفع‬
‫اهلل بعلمه ‪. -‬‬
‫(اخلامس عشر) تقسيمُ السورةِ إىل وحَداتٍ موضُوعيةٍ‬
‫وأعنى بهِ عدمُ فصل اآلياتِ ذات املوضوع الواحد ؛ فكُل‬
‫موضوع أو قصة أو حُكم تتَحدث عنْه اآليات ُيحفظ على‬
‫حدة ‪ ،‬وال حنفظ بطريقةٍ عشوائية ؛ وإمنا بطريقةٍ‬
‫ِ‬
‫منظمةٍ تتفق واملعنى املُراد ولنضرب مثاالً على بداية‬
‫‪ ( -‬صحيح البخاري‪)6199‬‬
‫صفات‬
‫سورَة البقرةِ ‪ ،‬فنَأخُذ املقطع األوَّل ويتحَدث عن ِ‬
‫ُ‬
‫املتقنيَ ِمن ( ‪ )6 -‬وحنفظه ُثمَّ ثمَّ صفات الكافِرين من‬
‫( ‪ )4 -5‬ثم صفات املنافقني من ( ‪ ) 1 -4‬وهكذا يف‬
‫بقيةِ السورة ‪ ،‬ومِثا ٌل آخَر َعلى سُورة النَّبإ ‪َ :‬تضمَنتْ‬
‫َموضُوعَـات عدة فنَحفظُ اليوم ِبدايةَ السـُّــورةِ وتتحدث‬
‫عن مظَاهِر قُدرة اهللِ ِفي اخلَلقِ ( ‪ ) 5:‬وغَداً أهـْـوال َيوم‬
‫القيامةِ و جَزاءُ الطُّـ َغاة الظَالِمني (‪ )91: 4‬وبعْده جَزاءُ‬
‫املتقِني ونعيمهم ( ‪ ، )71:9‬وهَ َكذا فِي كُل القُرآنِ نتـَـعرفُ‬
‫َعلى موضُوعات السـُّورةِ ونقسِّم املَوضُوع أو اآليَات ‪ ،‬ويُعينُنا‬
‫َعلى ذلِك الدعاءُ واإلستغفارُ واالستعانةُ باهللِ ثُمَّ الشَّيخ‬
‫الذي نقْرأُ َعليه ‪َ ،‬فال نَقرأ أو حنفَـظ آياتٍ تتَحدثُ َعن‬
‫موضوعٍ مُـ ـعنيٍ أو قصةٍ أو حُـكمٍ ِمن األحْكام إلَّا إن كانَ‬
‫ال‪ ،‬إلَّا إذا كَانت قصةً طويلةً فنُقسِّـ ُمها حَسب‬
‫ُمكتَ ِم ـ ً‬
‫املَعنى أيضَاً كَ ِقصة يوسُف ‪َ -‬عليه السّالم ‪َ -‬فيكون‬
‫املَقطَع األوَّل‪ُ :‬يوسُف‪َ -‬عليهِ السَّالم مَع أبِيه ‪َ ،‬والثَّاني‪:‬‬
‫ت العَزيزِ‬
‫ُيوسُـف مَع إخْوتِه ‪ ،‬والثاَّلثُ ‪ُ :‬يوسُف مَع امْرأ ِ‬
‫‪.....‬وهَكذا فِي كُل نَظري‪ .‬ونُراعِ ـي الوَقفَ َواالبتِ َداءَ ‪،‬‬
‫قال ابنُ اجلَزرِيِّ ‪ -‬رَحِمَهُ اهلل ‪: -‬‬
‫وبَعدَ جتويدكَ للحُروفِ البُد مِن مَعرِ َفة الوُقوفِ‬
‫واالبتِداء وهيَ ُت َقسَّمُ إذَنْ َثالثَةٌ تَام وكَافٍ وحسَن‬
‫ألن مَوضُوع الوَقف واالبتِداءِ ِم َن األهميَّة بِ َم َكان ولَه أثَ ٌر‬
‫ئ بـ ﱡ ﲴ ﲵ‬
‫ويَبتَـ ِد ُ‬ ‫املائدة‪٤٦ :‬‬ ‫تعاىل ﱡ ﲲﲳ ﱠ‬

‫ﲶﲷﱠ املائدة‪ :‬أو ق ـ ـ ـ ـوله تعاىل ﱡ ﲓ ﲔﲕ ﲖ‬

‫ﲗ ﲘ ﱠ النساء‪ ٦٤:‬ويقـ ـ ـ ـ ـ ـف ‪ ،‬أو يبتدئ بـ ﱡ ﱞ‬

‫ويَ ِق ـ ـ ـ ـف ‪،‬‬ ‫يوسف‪٧١ :‬‬ ‫ﱟ ﱠ ﱡ ﱢﱠ‬


‫ف ‪َ -‬عليهِ السَّالمَ ‪ -‬هُوَ‬
‫َف ُيوهِـ ـ ـ ـ ـ ُم املسـْـ َتم ـ ـع أنَّ ُيوسُ َ‬
‫الذِي أكَ َل املَ َتاع ‪ ،‬وإنَّ ـ ـ ـ ـما َت َمامَ املَعـ َنى ‪َ :‬فأكَلهُ الذِئبُ ‪،‬‬
‫كَمن يُنكر‬ ‫وقَد ي ـدخُل فِى بَعض مسَائل العَقيدة‬
‫استواء اهللِ عَلى َعرشِ ِه ِمن بَعضِ ِف َر ِق الضَّالل ويَست ـدلُونَ‬
‫َعلى هَذا بِق ـول اهللِ – عزَّ وجـ ـ ـلَّ ‪:‬ﱡ ﱹ ﱺ‬
‫ﱻﱠ طه ‪َ ،‬فيقِفـون َعلى كَلمَ ـة (العَرش) ؛ ألنَّهم ال‬

‫ُينكِرونَ أنَّه – سبحَانَ ُه َعلى العَرش ويَب ـ َدؤونَ بـ‪ (:‬ﱼ‬

‫ﱾﱿﲀﲁﲂﲃ ﲄﲅﲆﲇ‬

‫ﲈ ﲉ ﱠ‪ ،‬أوك ـالذِي صلَّى بالنَّاسِ إمامًا‬

‫وبَعدالفاحتةِ َبدأ بقولـ ِه تعَاىل ‪ :‬ﱡﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ‬

‫ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱠ طه‪ ، ٧٦ :‬فليُنتَبه‬
‫ِل ِمثـ ـ ِل َهذا‪ .‬ومِن الكُتب املُفيـ ـدة فِي هَذا الباب ‪ :‬املُك ـتفَي‬
‫ِفي الوقفِ واالبـ ـ ـتداءِ ألبي عَمرو الدانيِّ وإيضَاحُ الوَقف‬
‫صري‬
‫واالبتِداء لألنبَ ـاريِّ ‪ ،‬ومعَ ـ ـالِم االهْتداء للشَّيخ احلُ َ‬
‫ومعَامل النُّ َبالء للشَّيـ ـ ـخ جَمال القِرش ‪ ،‬والـ َوقـ ـ ـف‬
‫واالبتِداء بنيَ النَّظريَّة والتَّطبي ِق ‪ -‬حتت الطبع ‪-‬‬
‫للشَّـيخ ط ـاهر خالد‬
‫(السادس عشر) ‪ :‬احلفظُ من طبعةٍ واحدةٍ‬
‫فيكُون احلفظ مِن طَبعةٍ واحِدةٍ فمَثالً ‪ :‬إذا كَان احلِفظ‬
‫ِمن طَبعة الشَّـمرلِيِّ ‪َ :‬ف َلا تُ َغيِّر الطَّبعةَ َوتلجَأ إلَى‬
‫حف املَدينَة والعَكس ‪.‬وهَذا يُساعدُ ِفي ضَبط احلِفظ‬
‫ُمصـْ َ‬
‫وإلَّا فالتَّ َن ُقل بنيَ‬ ‫شاء اهلل ‪-‬‬
‫إنْ َ‬ ‫بصُورةٍ كبريةٍ‪-‬‬
‫شتتُ احلِفظ فمَثالً ‪ :‬الصَّفحَـة األولَى مِن‬
‫الطَ َبعاتِ ُي َ‬
‫سورة البَقرةِ ِفى الطَّبعة املصْريَّة (الشَّمرليِّ) تنتَـ ِهي بـ‬
‫ُ‬
‫( ُيوقِ ُنونَ) أمَّا فِى ( ُمصحَف املَدينة ِالنبويةِ ) َتنتهِى بـ‬
‫(املُفلِحونَ) وهَ ـذا يَجْعل الصَّفحَات َتخْ َت ِلف ِبدايَ ـ ـ ـ ًة‬
‫ونـ َهايةً ‪.‬‬
‫(السابع عشر) ‪ :‬التِكرار والسّماع الدَائم‬
‫ب والعملِ‬
‫التكرارُ للمحفوظِ يكون َفي الذهَابِ واإلياَ ِ‬
‫والبيتِ واملدرسةِ‪ ،‬وما أمجلَ القرآن فهو أفضلُ الذكرِ‬
‫فرطِّبُوا ألسِنتَكم َدو َماً بِذكرِ اهلل ِكمَا أوصَى بِذلكَ‬
‫صلى اهللُ عليهِ وسَلم‪ِ -‬في حَديث عَبد اهللِ‬
‫رسُول اهللِ ‪َ -‬‬
‫بن بُسر املَازنيّ (أنَّ رجُلًا قَال ‪ :‬يا رسُولَ اهللِ إنَّ شَرائعَ‬
‫َبثُ به ؟ قال‬
‫اإلسالمِ قَدْ كَثُرَتْ عَلَيَّ ‪ ،‬فأخـ ِبرْني بشَيءِ أَ َتش َّ‬
‫‪ ،‬وكمَا فِي‬ ‫‪ :‬ال يَزالُ لسَانَك رَطْبًا مِنْ ذِك ِر اهللِ)‬
‫كان رسُول اهللِ‬
‫ث َعائشةَ ‪ -‬رضِي اهللُ عـَـنهَا ‪َ ( : -‬‬
‫حدي ـ ِ‬
‫َ‬
‫‪َ ،‬و قراءةُ القرآنِ ِمن‬ ‫‪9‬‬
‫َيذكرُ اهللَ َعلى كلِ أحْيانِه )‬
‫أفضَـل الذكْ ِر ‪ -‬مـَا لَم تَكن جَناب ٌة _‪ ، -‬وقَد قال‬
‫العُلماءُ ‪َ :‬ما تَ َك ـ َرر تَ َقرر ‪ ،‬وهَذا فِي سَـائِر العُلومِ فماَ َبالنا‬
‫ِبكتاب اهللِ عَّزوجَّل؟ والسَّماعُ يكونُ لكبارِ القُراء مِثلُ‬
‫الشَّيخ ‪ /‬احلُصريّ واملنشـاويّ واحلذيفيّ واألخضَر‬
‫واسْتفيدوا ِمن‬ ‫وغـريهم كُثُر ‪ -‬وهلل احلمد‪-‬‬
‫التِق ـنيَات احلَديثَـ ِة فيمَا يَ ُعودُ َعلى مشْروع احلِفظ بالنفعِ‬
‫فإنَّ َهذا املَشـروع عظيم النفعِ ‪ ،‬جليل القدرِ بإذنِ اهللِ ‪.‬‬

‫‪ -‬رواه الرتمذي يف سننه برقم ( ‪ )994‬وصححه عبدالقادر‬


‫األرناؤوط يف جامع األصول برقم ( ‪ ) 65‬وصححه األلباني يف‬
‫الرتمذي برقم‪9946‬‬
‫( رواه مسلم ‪) / 37‬‬ ‫‪-9‬‬
‫(الثامن عشر)‪ :‬وصْلُ الكلماتِ واآليا ِ‬
‫ت‬
‫ت ال ِتي‬
‫ينبغي عَلى القارئِ أنْ ينتبهَ إلَى نهَايَاتِ الكَلما ِ‬
‫سيَـقفُ َعليها ليعرفَ كيف يقرؤهَا وقفاً ووصالً و َيعْرفُ‬
‫َما إذا كانتْ َمفتـُــوحةً أو مَكـسورةً أو مَضمومة أو بِالَّروْ ِم‬
‫ال‪ :‬الوقوفُ َعلى (السَّ ُب ُع) ِفي‬
‫أوْ اإلشـْ ـ َمامِ أو السُّكونِ فمثَ ً‬
‫منهم من يقف‬ ‫المائدة‪٠ :‬‬ ‫َقولِه ﱡ ﱐ ﱑ ﱒ ﱠ‬
‫سـكون الباءِ وهَذا خَطأ والصَّواب بالضَّم ‪،‬‬
‫َعليها ب ُ‬
‫وكَ ـذلكَ الُوقَـ ـوف عَلى (تعـلم) فِي قَو ِلــه تعَـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاىل‪:‬‬
‫ﱡ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋﳌ ﳍ ﳎ ﳏ‬

‫ب منهُ‬
‫ري إذا طُ ِل َ‬
‫وكث ـ ٌ‬ ‫النساء‪٧٧٠ :‬‬ ‫ﳐﳑﱠ‬
‫الوَصـل يَقرؤهَـا بالفَتح وأيضًا الوقُـ ـ ـوف عَلى( أيُّه ) ِفى‬
‫قولِه ‪:‬ﱡ ﳊ ﳋ ﳌ ﳍ ﳎ ﳏ‬
‫فالبعضُ يقفُ عليـ َها‬ ‫النور‪٠ :‬‬ ‫ﳐ ﳑ ﱠ‬
‫بإضـ ـ ـ ـ ـافةِ ألفٍ لـ (أيّـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــُها) والصَّحيحُ بغريِ َها وهذا‬
‫على سبيل املثال ال احلَصر فليُتَنبه لِذلكَ ‪.‬‬
‫التاسع عشر) ‪ :‬طَرِيقةُ احلِفظ املتقَّن‬
‫نستعِن بِاهلل أوالً ثُمَّ بتصحِيحِ القِـراءةِ َعلى الشَّيخِ ‪ ،‬ثُّم‬
‫ّاألخذِ باألسـْـبابِ السَّالفة الذِكر‪ ،‬وخن ـ َتر أي طَريقَ ٍة‬
‫َتروقُ لنا‪ .‬والطُرقُ ختتلفُ ِمن شَخصٍ آلخَر‪ ،‬فهناك مَن‬
‫َيح ـفظُ بالطَّريقةِ اجلمْعيَّ ِة ‪ :‬أي قِراءة املَقطَع كَامِالً‬
‫طريقَ ِة‬
‫جملَة واحِدة باِلتِّكرَار والتـَّ ـردِيد أو بِ َ‬
‫وحِـفظه ُ‬
‫التقسِيم ‪ :‬كأن نُقسِّم السُّورَة َإلَى آيَاتٍ ومَقاطِ ـ َع أو‬
‫الطـريقة التسلسلية ‪ :‬وهِي التِي أُفضِ ُل ًها ‪ ،‬وهِى تَبدو‬
‫ش ـاقةً َملن ملْ ُيجـَ ــرِّبْ َها ولكنَّها فَي غَـايةِ السُّـهولةِ ‪ ،‬وذات‬
‫َ‬
‫حها غَري‬
‫طويلَة األجلِ بإِذنِ اهللِ وقَـد امتَ َد َ‬
‫نتـَـائجَ طيبةٍ ‪َ ،‬‬
‫واحدٍ ِمن القراءِ‪ ،‬وهي ‪ :‬أن حنفظُ آيةً آية ًفـنقرأُ اآليةَ‬
‫حتى تَنطبعَ اآليَات‬
‫عشْـ ـرينَ ًمرةً قراءةَ نظَ ٍر ِمن املصحفِ َ‬
‫كـالصُّورة الضَّـوئِيَّة ‪ ،‬ولَو كَانَت اآلي ـة طويلة ُنقسِّمهَا‬
‫حسَب مَا يَحسُن الوقفُ ‪َ ،‬بعد ذلك نُسمِّع ألنفسِ َنا اآليةَ‬
‫خللَاً فٍي كلمةٍ فَـعلي َنا إعَادَتهَا مَع كلـم ٍة‬
‫ولو وجَدناَ َ‬
‫قبل َها وكلمةٍ َبعدهَا وذلكَ عشْر َمراتٍ‪ .‬و َننتَ ـقل إلَى اآليةِ‬
‫سمع اآليتنيِ و َنربطُ‬
‫التِي تَليها بالطريقة نفسها ُثمَّ ُن َ‬
‫بينهمَا وهَكذا إلَى االنتهاءِ ِمن الرُّبع أو املَقطَع أو الوجْه‬
‫ظه ثُمَّ قراءةَ الُّربع أو الوجْه أو املقطًـع أكثَر‬
‫املُراد حِف ـ ُ‬
‫من عِشرينَ َمرة بفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـضلِ اهللِ لنْ ننسَى ‪ ،‬وهَكذا َنل ـتزمُ‬
‫هذهِ الطَّريقة فِي كلِ وجهٍ أو ربعٍ أو ُثـ ـ ـ ـمُـن ‪.‬‬
‫(العشرون) ‪:‬العِنايةُ باملتشَابهَاتِ‬
‫القرآن الكريم به آيات متشابهة ‪ ،‬ولضبط اآليات املتشَابهة‬
‫ِعند احلِفظ نسْتعني ِباهللِ ثم بِكتابةِ الكلمةِ حملَ النـَّـظرِ‬
‫ص ِلهذا األمْر وربطُ املُتش ـابِهات‬
‫خصِّ ُ‬
‫بسجلٍ أو كَراس يُ َ‬
‫حافظٍ‬
‫ببعضِ اإلشَا َراتِ والعـَـالمَات اليت تتنَاسبُ َمع كلِّ َ‬
‫َعلى حِده فمَثلًا ِفـي سُورة آل عِمران نَجد فِي اآليَات مِن‬
‫ظيم وأليِم ومُهني )‬
‫(‪ )47 – 45‬أنَّ نهَـاياتها تَنتهي بـ ( َع ِ‬
‫فنَربطَها بكلمةِ ( َعام) َفالعنيُ ِمن (عظيم) واألَلـفُ ِمن‬
‫(أليِم )واملـ ـيمُ ِمن ( ُمهني) ونستعني بعدَ اهللِ ‪ -‬عزَّ وج ــلَّ‬
‫– بالك ـ ـتبِ التـي تُعنَـى بذلك مثل‪ :‬عــَون الرمحن‬
‫للشـَّيخ أبي ذر القلمونيّ و اإليـقَاظ للشَّي ـخ جَمال عبد‬
‫الرَّمحن و التسْـهيل فِى شرح السَّـ ـ ـخاويَّة للشَّي ـخ‬
‫احلَربَـاويّ و الضَّبطُ بالتـ ــقعِيد للشيخ فوَّاز بن سَعد‬
‫احلـ ـ ـنيْن‪ .....‬إخل‬
‫(احلادى والعشرون)‪ :‬العملُ بالقرآ ِ‬
‫ن‬
‫القرآن الكريم ما نَزل إال للعمل بهِ ‪ ،‬واالهتداء بهديه‬
‫فنعملُ بالقُرآنِ‪ ،‬ونتَمسكُ ِبه ونتخَلقُ بأخْالقِه ؛ ف ُهو‬
‫هلذه األمَّة ‪ ،‬وهُ ـو‬
‫مصدرُ النـورِ و اهلدايةِ والشرفِ والفَخ ِر َ‬
‫سببٌ للرمحةِ والفَالح والسَّعادة فِى الدنيَـا واآلخِـرة‬
‫َ‬
‫ﭧ ﭨ ﱡ ﱒﱓﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ‬

‫ﱚ ﱛﱜ ﱝﱞ ﱟ ﱠ ﱡ‬

‫‪ ،‬ويَ ـرتتبُ َعلى تالوتِه مِن األجورِ‬ ‫إبراهيم‪٧ :‬‬ ‫ﱢ ﱠ‬


‫ح ُة والفوزُ‬
‫الكثريةِ َما اللـ ُه ِبه عَلي ـم وَهـو التِّجارةُ الرابِ َ‬
‫العَظيمُ ‪ ،‬وصَاحبه َموعُودٌ باألج ِر األوفَى ومَزيد الفضْـ ِل‬
‫َقال تعَـاىل ‪ :‬ﭧ ﭨ ﱡ ﲹ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ‬

‫ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ ﳄ‬

‫ﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ‬

‫فاطر‪– ٢٢ :‬‬ ‫ﳌ ﳍ ﳎﳏ ﳐ ﳑ ﳒ ﱠ‬
‫‪ ،‬وفِى حَـديث سَعيد بن هشـَام بن عَامرٍ ملَّا سـَأل أمُ‬ ‫‪٠٣‬‬

‫خ ُلقِ‬
‫املؤمننيَ َعائشةَ – رضِي اهللُ عنها ‪َ : -‬أنْبِئـِينِي عَنْ ُ‬
‫ستَ‬
‫َرسُولِ اهللِ ‪ -‬صَلَّى اهللُ عَلَيْهِ َوسَلَّمَ ‪ -‬قَا َلتْ ‪َ ( :‬أ َل ْ‬
‫خلُقَ نَبِيِّ اهللِ ‪-‬‬
‫َت ْق َرأُ ا ْل ُقرْآنَ ؟ قُ ْلتُ‪ :‬بَلَى ‪ ،‬قَالَـتْ‪ :‬فَإِنَّ ُ‬
‫‪ .‬فعَلينا أنْ‬ ‫‪7‬‬ ‫صَلَّى اهللُ عَلَيْهِ َوسَلَّمَ ‪ -‬كَانَ ا ْل ُقرْآنَ»‬
‫نقتديَ ونسْلكَ سبيلَ املؤمـننيَ ِمن الصَّحابَ ِة والتابِعنيَ‬
‫كانوا يتعَاملُون مَع كتابِ اهللِ ؟ وكيفَ‬
‫وكـ ـَـيفَ َ‬
‫َغيـَّرهُم القُرآنُ ِمن رُعاةٍ للغَنمِ إلَى سادةٍ وقادةٍ لألمَم ‪ ،‬ومَا‬
‫ذلكَ إال ألنَّ ـ ُهم أقَامُوا حُدود القرآنِ وحُـروفه ‪ ،‬وانظُـ ـ ـر‬
‫إليهِم حِينما نَزل حتريمُ اخلمْ ِر‪ ،‬أو تَحويلُ القـبلةِ أو عند‬

‫‪ - 7‬رواه مسلم ‪ )475( - 93‬باب صالة الليل ومن نام عنها أو‬
‫مرض‬
‫مسـَاعِ ِه ومَا ينتابُهم مِن اخلَوف والوجَـل واإلجـْاللِ لذِي‬
‫العَ ـظمةِ والسُّلطانِ واجلاللِ ؛ فاللهمَّ اجعَلنا ممَن يقيمُ‬
‫حروفَه ويضيِّع‬
‫حدودَه وحرو َفه وال جتعَلنا ممَن يقيمُ ُ‬
‫ت الفهمَ‬
‫حدودَه ؛ فالعمَل بالقرآنِ –الشَك – ُيثبِـ ُ‬
‫ُ‬
‫واحلفظَ ‪ ،‬فنُصلِّي باملَحفوظِ فِى الفرائضِ والنَّــوافِل و مَن‬
‫عملَ مبا علِم ورَّثه اهلل عِلم ما ملْ يَعلم ‪ .‬رزقَ ِني اهللُ‬
‫وإيـَّاكُم حِفظ كتابِه‪ ،‬والعـ َمل ملرضَاتِه ‪ ،‬إنهُ مسيعٌ‬
‫قريبٌ جميبُ الدُّ َعاء ‪.‬‬

‫قصيدة جامعة يف مجلة من آداب وطرق حفظ القرآن‬

‫وأختمُ رسَالتِي إخْوانِي وأخَواتي بِهذه القصيدةِ الرائعةِ ‪،‬‬


‫سبـائكِ الذهبِ وعُقودِ اجلمانِ واللؤلؤِ‬
‫كَ‬
‫واليت تُعدُّ َ‬
‫واملَرجانِ للشَّيخ حمَمد أبي احلسَن الكردي واليت مجـَـ ـع‬
‫يف حفظِ القرآنِ الكريمِ‬ ‫فيهَا آدابًا ووسائلَ وطَرائ َق‬
‫ومراجعتِه يقولُ فيهَا ‪:‬‬
‫القــرآنِ‬ ‫بت ـ ـ ـ ـ ــالوةِ‬ ‫وأع ـَــزني‬ ‫أغنـ ـَـ ـ ــاني‬ ‫ال ـ ـ ــذي‬ ‫احلمـ ـ ـدُهللِ‬
‫خـ ــري البـ ـ ـَـ ـرايا مِن بـين عدنــانِ‬
‫َ‬ ‫ثُم الصالةُ عَلى النيبِّ املصْـ ـ ـطَفى‬
‫حـ ـ ـ ــِـفظَ القرآن بلهفةٍ و تـ ــفانِ‬ ‫يا طَالبًا سبـلَ النجـ ـ ــاةِ وراغـِ ـ ـ ـ ـبـ ـ ـ ـ ـاً‬
‫تـ ـ ـ ـ ـبـ ــدو ك ـ ـمِـ ـ ــثل قالئدَ العِقيانِ‬ ‫ض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـحًا لـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــك َ‬
‫إنِي أس ـُـ ـ ـ ـ ـ ــوقُ مو ِ‬
‫ت ـ ــآجنُو بهَا ‪ ،‬من آفةِ النس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيَانِ‬ ‫تَقرأ بها الـ ـ ـ ـ ـ ــقرآنَ س ــَ ـه ـ ـ ـالً لينـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاً‬
‫ويـزيلَ ع ــنكَ وسـ ـ ــاوسَ الشيطانِ‬ ‫أخلصْ لــربكَ ‪ ،‬وادعُـه ليث ــبتـ ـ ـ ـَـ ـ ــك‬
‫فـ ـ ـ ـ ـ ــالذنبُ يطفئ جـ ـ ـَــذوةَ األذهانِ‬ ‫و َدعِ الذنـ ــوبَ كبريَها وص ـ ــغيـ ـ ـ ــرهَـ ـ ـ ــا‬
‫احل ـ ـ ـ ـ ـ ــافظِ الث ـ ــقةِ الكريمِ الدانِي‬ ‫بالس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــند‬
‫وعليكَ بالشـَّـ ــيخ املؤيَّد َّ‬
‫ب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــمك ـ ـ ـ ـ ــارمِ األخـ ــالقِ و اإلميانِ‬ ‫الزاهد الورِع ‪ ،‬املُضيئة حالـُـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه‬
‫والروَغـ ـ ـ ـ ـ ــان‬
‫واحـ ـ ــذرْ من اإله ــمال َّ‬ ‫ال تنقطعْ عن درسِ شيخــِ ــك مرةً‬
‫ف ـ ـ ــالوصلُ ‪ ،‬يروي ظُـ ـ ـ ـ ــلة الظمآنِ‬ ‫اذهبْ إليه و لو حبف ــظك آي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـةً‬
‫مـ ـ ـ ـ ــع كلِّ ف ـ ـ ـ ــرضٍ‪،‬ال تكنْ بالواني‬ ‫عقبَ الصالة اح ـ ـ ــفظْ ثالثةَ أسطر‬
‫ِفـ ـ ـ ـ ــي كـ ـ ـ ـلّ يـ ـ ـ ــومٍ باسـ ـِـ ـ ـ ـمٍ ريَّانِ‬ ‫جمموعُها هِي عشـْـ ــرةٌ مَع خـم ـسـ ـ ـ ـة‬
‫ض ــحت ببيان‬
‫ت ـ ــسعون س ـ ـ ـَـ ــطراً و ّ‬ ‫جممُوعه ـ ـ ــا يف ستةٍ يا صاحـ ـ ــبـ ـ ـ ــي‬
‫سـخانِ‬
‫ل ـ ـ ـتــثبِّت احمل ـ ـ ـ ــفوظَ يف ر َ‬ ‫ضـ ـ ـ ـى‬
‫يف ساب ـ ـ ـعِ األيامِ راجعْ مام ـ َ‬
‫ِفـ ـ ــي كلِّ يومٍ طــيبِ األركـ ـ ـ ـ ـ ــانِ‬ ‫إنْ شئتَ فاحْفظْ مخسَ آي ــاتٍ فق ــط‬
‫يف كلِ ش ــهرٍ يَا أولي احلُســبانِ‬ ‫جمموعُها مخس ــُون مَع م ـ ـئ ـ ـ ـ ــة إذ‬
‫واك ـ ـ ــتبْه مشْـ ـ ـ ــروحًا ببعضِ مـَعانِ‬ ‫رَاجعْ وك ـ ــرِّر ماَ حف ــظتَ بِال َملـ ـ ــل‬
‫وال ـ ـنـ ـ ـُّـ ـ ـ ــصح لألخوَات واإلخْـ ـ ـ ـ ـ ــوانِ‬ ‫راجِع مع األصحابِ يف وقت اللـ ـ ــقا‬
‫خَـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـريٌ من البـُ ـ ـطـ ـ ـ ــالن و اهلذيانِ‬ ‫وق ـ ـ ــراءةٌ فـِـ ـ ـ ـ ــي هَات ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـفٍ لو آيـ ـ ـةً‬
‫ف ـ ـ ـ ـ ـ ــالليلُ ف ـ ـ ـ ـ ــيه لـ ـ ــطائـ ـ ـ ـفُ املنَّانِ‬ ‫واقرأ بوردك يف قيامِـ ـ ـ ـ ــك بالدُّجــى‬
‫واشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــكرْ لربكَ واسعَ السلطانِ‬ ‫يف سائرِ الصَّلوات أيـ ـ ـضًا فاقـ ـ ـ ــرأنْ‬
‫ع ـ ـ ـ ـ ـ ــونٌ لن ـ ـ ــقشِ الذكـرِ يف األذهانِ‬ ‫ظـ ـ ـ ـ ــر‬
‫وانظُـ ـ ـ ـ ـرْ إىل اآلياتِ ‪ ،‬إنَّ الن ـ ـ َ‬
‫ح ـ ـ ـ ـ ـ ـت ــَّـى يُضئ القلبَ ‪ ،‬بالق ــرآنِ‬ ‫واحفظْ فؤادَكَ مااستطعتَ من اهلَــــوى‬
‫عـ ـ ـ ــونٌ حلــفظِ الذكرِ‪ ،‬و التبـ ـ ـ ـيَانِ‬ ‫وعليك باملـ ـ ـ ـ ـ ــتشابهَات ‪ ،‬فإ ّن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـه‬
‫لـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـل ـ ـ ــحافظِ املـ ـ ــتدبرِ اليقـ ـ ـ ـ ـظَــانِ‬ ‫إن التش ـ ـَـ ـ ــابهَ يف القرآن ك ــرامـ ـ ـةٌ‬
‫سنْ ‪ ،‬فذا من الشي ـطـ ــانِ‬
‫ال ت ـ ـ ـ ـ ـيـ ـ ـ ـ ـ ــأ َ‬ ‫وإذا نسيتَ احلف ـظَ أو كثُر اخلـَـطأ‬
‫يف سبعـ ـةٍ متـأسياً ‪ ،‬بنبيكَ اإلنسانِ‬ ‫وإذا ختـ ـ ـ ـ ـ ْم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتَ فراجِـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َع ـ ـ ـ ـنْ‬
‫واط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــهرْ من األح ـ ـ ـ ــقادِ و األضغَانِ‬ ‫وابرأْ مِن الشِّركِ اخلَفي وشـَ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرِّه‬
‫أو مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــأربًا إذْ كـ ـ ـ ـ ـ ــلُّ شيىءٍ ف ـ ـ ــانِ‬ ‫ال تنتـَ ـ ــظرْ أبَداً ث َن ـ ـ ــاءً مِن أحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد‬
‫ب و الرحيــانِ‬
‫مـ ـ ـ ـت ـ ـ ـط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيبًا بالط ـِـ ــي ِ‬ ‫سرْ خاشِعًا والبـ ـسْ ثيـ ـ ـ ـ ــابًا طـ ـي ـ ـ ًبــا‬
‫ُم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتـ ـ ـ ـ ـ ـن ـ ـ ـ ـ ـ ـظِــفاً ‪ ،‬حلـَ ـ ــالوةِ القرآنِ‬ ‫وخذِ السواكَ مَع القرنـفلِ فَي فمــــــــك‬
‫ال تـَـ ـ ـ ـ ـغ ـ ـدُ يف األفعالِ كالصبيـ ــانِ‬ ‫ودَع القبـ ــائحَ وال ـ ــرذائـ ـ ـ ـ ـلَ وا ِملـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـر‬
‫ك ـ ـ ــمكَانِ أهلِ الفسـ ـقِ والعصيانِ‬
‫َ‬ ‫و َدعِ الق ـ ــراءةَ يف مـ ـ ـ ــكانٍ سـ ـ ـيىء‬
‫رَج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـالً ك ــريمَ ال ـطـبعِ غري جبَانِ‬ ‫و ًدعِ التســوُّل بالقـرانِ وعِش ب ـ ـ ـ ـ ــه‬
‫ثـ ـ ـ ــمَّ استـ ـ ــعنْ باخلَـ ـ ـ ــالقِ الرمحنِ‬ ‫واستغنِ بالقرآنِ عَــن دنيا البَـ ـشـ ــر‬
‫ل ـ ــم يــَـأت للـ ـ ـ ـ ـ ـ ــزين ـ ـ ـ ـ ــاتِ و األحزانِ‬ ‫نزلَ القُرانَ لتع ـ ـ ـ ــملوا قَو ِم ـ ــي ِبـ ـ ـ ـ ـ ــه‬
‫رت ـ ـ ـ ـلْ ‪ ،‬فـ ـ ـ ـ ــأنـ ـ ـ ـتَ املـ ـ ــؤمنُ الرب ــاني‬ ‫يَا حاملَ الق ـ ــرآنِ فاقرأ وارت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقِ‬
‫بـ ـ ـ ــحديثهِ املــَ ـ ـ ـ ـ ــرويِّ عَن عث ـ ـ ـ ـ ـمَان‬ ‫بل أنتَ خري الناسِ قال املُصطـ ــفى‬
‫عـ ـ ـ ـ ـ ــبدٌ ض ـ ـع ـ ـ ـ ـ ــيفٌ يا إلـ ـ ـ ـ ـ ــهي فانِ‬ ‫يارب عَفواً إنْ أس ـ ـ ــأتُ فإنـ ـ ـ ـنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي‬
‫أنـ ـ ــت الـكـ ـ ـ ـ ــريمُ ‪ ،‬و واسـِـع الغفرانِ‬ ‫ولئن أصَبت فمِــنك وحدكَ خَالقي‬
‫أك ـ ــرمْه يــاذا الفضـ ـ ـ ـ ـ ـلِ واإلحسانِ‬ ‫نظَم الك ــالمَ حممد بن أبي احلسن‬
‫اغـ ـ ـ ــفرْ هلـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم بش ـ ـفَـ ـ ـ ـ ــاعة القرآنِ‬ ‫ورفاقَه يف جمـ ـ ـ ــلسِ اق ــرأ وارت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقِ‬
‫أغ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدقْ علي ـ ــهم نعم ـ ــة الرضوانِ‬ ‫وكذاك كلَّ ‪ ،‬مـُــرتلٍ و مـ ــعل ـ ـ ـ ـ ـ ـمٍ‬
‫مَا م ـ ــرَّ وقـ ـ ـ ـ ـتٌ يف الـ ــورَى وثـ ـ ـ ـ ــوان‬ ‫حمـ ـ ـ ـ ـ ـ ــمد‬
‫ثم الص ـ ــالة عـَــلى النيب َ‬

‫أسئلةٌ أجابَ عنهَا فضيلةُ الشَّيخ عبد احملْسن القاسِم‬

‫* كيفَ أمجعُ بنيَاحلفظِواملراجعةِ ؟‬


‫الحتفظْ القرآنَ بدونِ مراجعةٍ فإنكَ لو حفِظتَ القرآنَ‬
‫وجهًـا وجهًا حـتى َتختمَ القرآنَ‪ ،‬وأردتَ الرجوعَ إلَى مَا‬
‫والطريقةُ‬
‫حفظتَه وجـَـدت نفسَك قد نس ــيتَ َما حفِظته‪َّ ،‬‬
‫املُثلى‪ :‬أن تَجمعَ بنيَ احل ـفظِ واملراجعةِ‪ ،‬وقسِّم القرآنَ‬
‫ِعندكَ ثالثة أقسَام كلُّ عشَرة أجَزاءٍ ِقسـ ـم ‪ ،‬فإذا حفِــظت‬
‫يف اليومِ وجهًا فراجِع أربعةَ أوجُه ح ـتـَّـى حتفظَ عشَرة‬
‫أجزاء‪،‬فإذَا حَفظتَ عشْـرة أجزاءٍ َتوقَّفْ شهْراً كَامِالً‬
‫شهرٍ ِمن‬
‫للمراج ـعةِ ‪ ،‬كلَ يومٍ ُتراجِع مثانيَة أوجُه ‪ ،‬وبَعد َ‬
‫املـُـراجعَة ابدأ فِي بقيةِ احلفظِ وج ـ ًها أو وَجهنيِ حسَب‬
‫جزءًا‬
‫القدرةِ‪ ،‬وتُراجع مثانية أوجه حتى تَحفظَ عشـْرينَ ُ‬
‫ظ مدة شهرينِ‬
‫جزءًا توقَّف عَن احلِف ـ ِ‬
‫َفإذا حفِـظت عِشرينَ ُ‬
‫ملراجعةِ األجزاء العشْرينَ كل يوم تراجع مثانيةَ أوجُه‪،‬‬
‫فإذا مضَـى شهرانِ َعلى املراجعةِ ابدأ فِي احلِفظ كل يـوم‬
‫وجهاً أو وجهنيِ حسب القدرةِ ‪ ،‬وتُراجع مثانيةَ أوجه حـتى‬
‫ال ف ـإذا انتهيتَ من حف ـ ـ ـظ‬
‫تنتهي من حفظِ القرآنِ كامِ ً‬
‫القرآنِ‪ ،‬راجِع العَشرة األجزاءِ األولَى مبفردِها مُدة شَـ ـ ـ ـهر‪،‬‬
‫كلَ ي ـ ـوم نصـف جزء ‪ ،‬ثم تنتـ ـ ِقل إىل األجزاءِ العشـ ـ ـرين‬
‫مدة شَهر ‪ ،‬كل يوم نصف جـزء‪ ،‬وتَقرأ من العَـ ــشراألجزاءِ‬
‫األوىل ثَـ ـمانية أوجُه‪ ،‬ثم تنتقلُ إلَى مراجعةِ العَـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـشرة‬
‫األخـرية من القرآنِ مدة شَهر كل يوم نصف جزء مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـع‬
‫مثانية أوجُه مِن العـشرة األجزاء األولَى‪ ،‬ومثانيةَ أوجُه من‬
‫األجزاءِالعشرين‬
‫* كيفَ أراجِع ال ُقرآن كامِ ًال إذا انتهيت من هَذه املراجعَ‬
‫ال ‪ ،‬كُــل يومٍ جزآن‪ ،‬بأن تكَّررهُ‬
‫ابدأ مبراجعةِ القرآنِ كامِ ـ ً‬
‫ثالثَ مـَـراتٍ كلَّ يومٍ وتكُون فِي كل أسبو َعني خت ـتمُ‬
‫القرآنَ كامِالً باملراجع ِة ‪ ،‬وبهذهِ الطريقةِ تـكونُ خاللَ‬
‫سنةٍ قد حفظتَ القرآنَ كامِالً بإتقانٍ ‪ ،‬وافـ َعل هَـذه‬
‫الطريقةِ سنةً كاملةً ‪.‬‬
‫ماذا أفعلُ بعدَ سنةٍ من حفظ القرآن ؟‬
‫بعد سنةٍ من إتقانِ القرآنِ ومراجعتِه‪،‬إن أردتَ اإلتقانَ‬
‫حزب ـك اليومِي مِن القرآنِ حتَّى مماتكَ هو حِزب‬
‫فلي ـ ُكن ِ‬
‫‪ ،‬وهو َما جَاء فًـ ـي‬ ‫الصَّحابة ‪ -‬رضِي اهللُ عنهم ‪-‬‬
‫ك ْنتُ فِي الْـ َوفْدِ الَّذِينَ‬
‫ُ‬ ‫ح ـديثِ أوس بن حذيفة قال ‪:‬‬
‫أَ َتوْا النَّبِيَّ‪ -‬صَلَّى اهللُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – َأسْلَ ـمُوا مِنْ َثقِيفٍ‪،‬‬
‫مِنْ َبنِي مَالِكٍ‪َ ،‬أ ْن َز َلنَ ـا فِي قُبَّةٍ لَهُ‪ ،‬فَكَـانَ يَخْتَلِفُ إِلَ ْينَا بَيْنَ‬
‫صرَفَ‬
‫خرَةَ انْ َ‬
‫بُيُـوتِهِ‪ ،‬وَبَيْنَ الْ َمسْجِدِ‪ ،‬فَإِذَا صَلَّى الْعِ ـشَاءَ الْآ ِ‬
‫َد َثنَا‪ ،‬وَ َيشْتَكِي قُرَ ْيشًا‪ ،‬وَ َيشْتَكِي‬
‫ِإلَ ْينَا‪َ ،‬ولَا نَبْـرَحُ حَتَّى يُح ِّ‬
‫َلنيَ‪،‬‬
‫سوَاءَ‪ ،‬كُنَّا بِمَك ــَّةَ ُمسْتَذ ِّ‬
‫َأهْلَ مَكَّةَ‪ ،‬ثُـمَّ َيقُولُ‪ :‬لَا َ‬
‫جنَا ِإلَى الْمَدِينَةِ كَا َنتْ سِجـَالُ‬
‫خرَ ْ‬
‫و ُمسْتَضْ َع ِفنيَ‪ ،‬فَلَمَّا َ‬
‫ح ْربِ عَلَ ْينَا‪ ،‬وَ َلنَا» فَمَ ـ َكثَ عَنَّا لَيْلَةً لَمْ َيأْ ِتنَا حَتَّى طَالَ‬
‫الْ َ‬
‫َذلِكَ عَلَ ْينَا بَعْدَ الْ ِعشَاءِ‪ ،‬قَالَ‪ :‬قُ ْلنَا‪ :‬مَا أَمْكَثَكَ عَنَّا يَا‬
‫ح ْزبٌ ِمنَ ا ْلقُـرْآنِ‪َ ،‬ف َأرَدْتُ َأنْ لَا‬
‫طرَأَ عَلَيَّ ِ‬
‫َرسُـ ـولَ اللَّهِ؟ قَالَ‪َ :‬‬
‫س َأ ْلنَا َأصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ‪-‬‬
‫خرُجَ حَتَّى أَقْضـ َي ـ ُه قَالَ‪َ :‬ف َ‬
‫َأ ْ‬
‫حنَا‪ ،‬قَـ ـالَ‪ :‬قُ ْلنَا‪ :‬كَيْفَ‬
‫حنيَ َأصْبَ ْ‬
‫صَلَّى اهللُ عَلَيْهِ َوسَلَّمَ ‪ِ -‬‬
‫س َورٍ‪،‬‬
‫س َورٍ‪ ،‬وَخَ ـ ْمسَ ُ‬
‫تُحَزِّبُونَ ا ْل ُقرْآنَ؟ قَالُوا‪ :‬نُحَزِّبُهُ ثَلَاثَ ُ‬
‫شرَةَ سُورَةً‪َ ،‬وثَلَاثَ َعشْـ ـرَةَ‬
‫س َورٍ‪َ ،‬وإِحْدَى َع ْ‬
‫س َورٍ‪ ،‬وَ ِتسْ ـعَ ُ‬
‫َوسَبْعَ ُ‬
‫ختَمَ ‪. 6‬‬
‫مِ ْن قَاف حَتَّى يُ ْ‬ ‫ح ْزبَ الْ ُمفَصَّلِ‬
‫سُورَةً‪ ،‬وَ ِ‬

‫رواه أمحد يف املسند برقم ‪ 5 55‬وأبوداوود برقم ‪، 17‬‬ ‫‪-6‬‬


‫قال حمققو املسند‪( :‬ضعيف )؛ لضعف عبداهلل بن عبدالرمحن‬
‫الطائفي وعثمان بن عبداهلل بن أوس الثقفي‪.‬‬
‫وجَم ـ ـع القراءُ هذا التَّحزيب ِفى قولـِـ ـهِم ‪:‬‬
‫شوق ) أي ‪ :‬اليو ُم األولُ يبدأُ ِمن الفاحتةِ ‪،‬‬
‫( َف ِمي بِ َ‬
‫والثَّانِي مِن املَائدة ‪ ،‬والثَّالثُ ِمن يونـُـ ـ ـس والرَّابعِ ‪ِ ،‬من‬
‫َبنـ ـى إسرائيل ‪ ،‬واخلَامسُ من الشعراءِ ‪ ،‬والسادسُ منَ‬
‫الص ــَّ ــافَّاتِ ‪ ،‬والسَّابعُ ِمن سُورة قَ إ َلى الناسِ ‪.‬‬

‫خلاتِمةُ‬
‫ا َ‬
‫وبعَدُ‪ :‬فقَد ذكرتُ بعضَ األسبابِ ‪ ،‬والوَسائلَ املُعينةَ التِى‬
‫َدعِي أنَّين‬
‫ُتسَاعدُ عَلى حِفظِ كـتابِ اهللِ – عز وجل – ولَا أ َّ‬
‫أتيتُ مبَا لَم يَأتِ بِه األوائلُ وإنَّمَا ُهوَ جَ ْمـع لرؤوس أقالمٍ‬
‫ومَا َتنَاثَر مِن دُررٍ سَطرهَا عُلماؤنَا ومشَاخينا الكِرام‪ ،‬وأردتُ‬
‫ألَّا أنسَى وسيلةً ِم َن الوسائلِ‬ ‫– بقدرِ املُستطَاع ‪-‬‬
‫فمُعظم مَا اطَّلعتُ َعليهِ ِفى هَذا الباب يَ ـ ُد ُو ُر ِفى هَذا‬
‫الفَلك ولكِن طَلبُ الكمَالِ ِمن املُحالِ‪ ،‬غريَ أنِّى أرجُو اهلل‬
‫َأنْ يتقبلَ ِمنى هَذا الـعمَل ويكونَ ِمن العِلم النَّافِ ِع َبعد‬
‫كان‬
‫كان ِمن توفيقٍ فمنَ اهللِ وحدَ ُه ومَ َا َ‬
‫املماتِ ‪َ ،‬هذا ومِا َ‬
‫من عجزٍ ونقصٍ وزللٍ فمنِّي ومـِ ـن الشَّيطانِ واهللُ ورسُوله‬
‫ِمنه َب َراء ‪ ،‬وصَـلِّ اللـ ـ ـهمَّ وسلِّم وزِد وبَارك عَلى ٌمحمدٍ وآلهِ‬
‫‪ ،‬وارضَ اللهُم عَن األربعةِ اخلُلفاءِ واألئمةِ احلــنفاءِ أبي‬
‫َبكرٍ وعُمرَ وعثمانَ وعَليّ وعَن الصَّحابةِ أمجعنيَ ‪.‬‬

‫كتبه أبو عمر ‪ /‬السيـ ـد عبـ ــد الفتاح البلقاسي‬


‫جــمهورية مصـر العربية ‪ -‬كفر الشيخ‬
‫حتــريراً يــوم اخلـميس ‪ 7411/ 4 / 11‬هـ‬
‫مبدينة الرياض باململكة العربية السعودية‬

‫‪ 1569199671‬الرياض‪ 1411818111 /‬مصر‬


‫املراجع‬

‫املؤلف‬ ‫الكتاب‬

‫ابن كثير‬ ‫تفسير القرآن الكريم العظيم‬


‫إبن حجر العسقالني‬ ‫فتح الباري‬
‫بدر الدين العيني‬ ‫عمدة القارى‬
‫النووي‬ ‫التبيان فى آداب حملة القرآن‬
‫عبدالرحمن عبد الخالق‬ ‫القواعد الذهبية في حفظ القرآن الكريم‬
‫إبراهيم عبد المنعم الشربيني‬ ‫قصد السبيل إلى الجنان ببيان كيف يحفظ القرآن‬
‫سعيد أبوالعالحمزة‬ ‫الحصون الخمس في حفظ القرآن الكريم‬
‫علي بن عمر بادحدح‬ ‫كيف نحفظ القرآن‬
‫جمال بن إبراهيم القرش‬ ‫‪ ٢٦‬وسيلة عملية لحفظ القرآن‬
‫محمد حسبن يعقوب‬ ‫نحو منهجية عملية فى حفظ القرآن الكريم‬
‫إبراهيم الشنقيطي‬ ‫طريقة حفظ القرآن الكريم عند الشناقطة‬
‫عبدالدايم الكحيل‬ ‫طريقة إبداعية لحفظ القرآن‬
‫الفهرس‬

‫رقم الصفحة‬ ‫املوضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوع‬

‫‪٦‬‬ ‫‪ ٧‬مقدمة الشي د‪/‬سعيد بن وهف القحطاني‬


‫‪٥‬‬ ‫‪ ٢‬مقدمة الشي د‪ /‬محمد بن عو الحرباوي‬
‫‪١‬‬ ‫‪ ٠‬مقدمة الم لف‬
‫‪٧٣‬‬ ‫‪ ٣‬عقيدة المسلم فى القرآن الكريم‬
‫‪٧٢‬‬ ‫‪ ٦‬ا خالص‬
‫‪٧٣‬‬ ‫‪ ٥‬التقوى‬
‫‪٧٦‬‬ ‫‪ ١‬تر الذنوب والمعاصي‬
‫‪٧٢‬‬ ‫‪ ٨‬الدعاء‬
‫‪٢٣‬‬ ‫‪ ٢‬اختيار الوق المناسب‬
‫‪٢٢‬‬ ‫‪ ٧٣‬الهمة العالية‬
‫‪٢٠‬‬ ‫‪ ٧٧‬ال ذاء‬
‫‪٢٣‬‬ ‫‪ ٧٢‬التركيز واختيار المكان المناسب‬
‫‪٢٦‬‬ ‫‪ ٧٠‬تحديد المقدار اليومي للحفظ والجدول الزمني الالزم لحفظ القرآن‬
‫‪٢١‬‬ ‫‪ ٧٣‬التلقي من شي متقن‬
‫‪٢٨‬‬ ‫‪ ٧٦‬قراءة المعاني وقراءة تفسيرمختصر‬

‫‪٢٢‬‬ ‫كتابة المحفوظ‬ ‫‪٧٥‬‬


‫‪٠٣‬‬ ‫الربط بين ا يا و المراجعة المستمرة‬ ‫‪٧١‬‬
‫‪٠٧‬‬ ‫التقسيم المو وعي للسورة‬ ‫‪٧٨‬‬
‫‪٠٦‬‬ ‫توحيد الطبعة والتكرار والسما الدائم‬ ‫‪٧٢‬‬
‫‪٠١‬‬ ‫القراءة بالوصل (وصل ا يا والكلما )‬ ‫‪٢٣‬‬
‫‪٠٨‬‬ ‫طريقة الحفظ المتقن‬ ‫‪٢٧‬‬
‫‪٠٢‬‬ ‫العناية بالمتشابها‬ ‫‪٢٢‬‬
‫‪٣٣‬‬ ‫العمل بالقرآن‬ ‫‪٢٠‬‬
‫‪٣٢‬‬ ‫قصيدة جامعة في جملة من آداب وطرق حفظ القرآن‬ ‫‪٢٣‬‬
‫‪٣٦‬‬ ‫س ال وجواب‬ ‫‪٢٦‬‬
‫‪٣٢‬‬ ‫الخاتمة‬ ‫‪٢٥‬‬
‫‪٦٧‬‬ ‫‪٢٨‬‬
‫‪٦٢‬‬ ‫‪٢٢‬‬

You might also like