You are on page 1of 19

‫تفسري سورة الكافرون‬

‫بِس ِم هِ‬
‫اَّلل الهر ْْح ِن الهرِحي ِم‬ ‫ْ‬
‫قُ ْل اي أَيُّ َها الْكافُِرو َن (‪ )١‬ال أ َْعبُ ُد ما تَ ْعبُ ُدو َن (‪َ )٢‬وال أَنْتُ ْم عابِ ُدو َن ما أَ ْعبُ ُد (‪)٣‬‬
‫َوال أَان عابِ ٌد ما َعبَ ْد ُُّّْت (‪)٤‬‬
‫ِل ِدي ِن (‪)٦‬‬ ‫َ‬
‫َوال أَنْتُ ْم عابِ ُدو َن ما أ َْعبُ ُد (‪ )٥‬لَ ُك ْم ِدينُ ُك ْم َوِ‬
‫بسم هللا الرْحن الرحيم‬
‫سورة الكافرون‬
‫مكيّة‪ ،‬وهي ست آايت‬
‫تسميتها‬

‫اَّلل تعاىل أمر نبيه حممدا‬ ‫• مسيت سورة الكافرون ألن ه‬


‫اَّلل عليه وسلّم أبن خياطب الكافرين أبنه ال يعبد‬ ‫صلّى ه‬
‫ما يعبدون من األصنام واألواثن‪ :‬قُ ْل‪ :‬اي أَيُّ َها‬
‫الْكافُِرو َن‪ ،‬ال أ َْعبُ ُد ما تَ ْعبُ ُدو َن‪ .‬وتسمى أيضا سورة‬
‫املنابذة‪ ،‬وسورة اإلخالص‪ ،‬واملقشقشة‪.‬‬

‫• مناسبتها ملا قبلها‪:‬‬


‫اَّلل نبيه يف السورة السابقة إبخالص العبادة هَّلل‬
‫• أمر ه‬
‫وحده ال شريك له‪ ،‬ويف هذه السورة سورة التوحيد‬
‫والرباءة من الشرك تصريح ابستقالل عبادته عن عبادة‬
‫الكفار‪ ،‬فهو ال يعبد إال ربه‪ ،‬وال يعبد ما يعبدون من‬
‫فكرره وأ ّكده‪ ،‬وانتهى‬
‫دينهميف‪ .‬ذلك ّ‬
‫األواثن واألصنام‪ ،‬وابلغ‬
‫إىل أن له دينه‪ ،‬وهلم‬
‫• ما اشتملت عليه السورة‪:‬‬
‫• هذه السورة املكية‪ -‬سورة الرباءة من عمل‬
‫املشركني واإلخالص يف العمل هَّلل تعاىل‪ ،‬وضعت‬
‫احلد الفاصل النهائي بني اإلميان والكفر‪ ،‬وبني‬
‫أهل اإلميان وعبدة األواثن‪ ،‬فحينما طلب‬
‫اَّلل صلّى ا هَّلل عليه‬
‫املشركون املهادنة من رسول ه‬
‫وسلّم‪ ،‬وأن يعبد آهلتهم سنة‪ ،‬ويعبدوا إهله سنة‪،‬‬
‫نزلت السورة تقطع أطماع الكفار الرخيصة‪،‬‬
‫وتفصل النزاع بني فريقي املؤمنني والكافرين إىل‬
‫األبد‪.‬‬
‫• ‌‌فضلها‪:‬‬
‫اَّلل عليه وسلّم قرأ هبذه السورة وب قُ ْل ُه َو ه‬
‫اَّللُ‬ ‫اَّلل صلّى ه‬
‫• ثبت يف صحيح مسلم عن جابر أن رسول ه‬
‫َح ٌد يف ركعيت الطواف‪.‬‬
‫أَ‬
‫اَّلل عليه وسلّم قرأ هبما يف ركعيت‬
‫اَّلل صلّى ه‬
‫• ويف صحيح مسلم أيضا من حديث أيب هريرة‪ :‬أن رسول ه‬
‫الفجر‪.‬‬
‫• وروي هذا أيضا عند أْحد والرتمذي والنسائي وابن ماجه عن ابن عمر‪ ،‬وقال الرتمذي‪ :‬هذا حديث‬
‫حسن‪.‬‬
‫• وقدم تقدم يف سورة الزلزال يف حديث ابن عباس عند الرتمذي أهنا تعدل ربع القرآن‪ ،‬وإذا زلزلت‬
‫تعدل ربع القرآن‪.‬‬
‫اَّلل عليه‬
‫• وروى أبو القاسم الطرباين عن جبلة بن حارثة‪ -‬وهو أخو زيد بن حارثة‪ :-‬أن النيب صلّى ه‬
‫وسلّم قال‪« :‬إذا أويت إىل فراشك فاقرأ‪ :‬قُ ْل‪ :‬اي أَيُّ َها الْكافُِرو َن‪ ،‬حىت متر آبخرها‪ ،‬فإهنا براءة من‬
‫الشرك» ‪ .‬وروى اإلمام أْحد مثل ذلك عن احلارث بن جبلة‪.‬‬
‫• واخلالصة‪:‬‬
‫َح ٌد يف ركعيت‬ ‫َ‬ ‫اَّللُ أ‬
‫اَّلل عليه وسلّم قرأ هبذه السورة‪ ،‬وب قُ ْل ُه َو ه‬
‫اَّلل صلّى ه‬
‫• ثبت أن رسول ه‬
‫الطواف‪ ،‬ويف ركعيت الفجر‪ ،‬والركعتني بعد املغرب‪ ،‬ويوتر بسبح‪ ،‬وقُ ْل اي أَيُّ َها الْكافُِرو َن‪،‬‬
‫َح ٌد‪.‬‬
‫اَّللُ أ َ‬
‫وقُ ْل ُه َو ه‬
‫• ‌‌سبب‌نزوهلا‪:‬‬
‫اَّلل عليه‬
‫اَّلل صلّى ه‬ ‫• أخرج الطرباين وابن أيب حاُّت عن ابن عباس‪« :‬أن قريشا دعت رسول ه‬
‫وسلّم إىل أن يعطوه ماال‪ ،‬فيكون أغىن رجل مبكة‪ ،‬ويزوجوه ما أراد من النساء‪ ،‬فقالوا‪ :‬هذا‬
‫وتكف عن شتم آهلتنا‪ ،‬وال تذكرها بسوء‪ ،‬فإن مل تفعل فاعبد آهلتنا سنة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫لك اي حممد‪،‬‬
‫اَّلل‪:‬‬
‫قال‪ :‬حىت أنظر ما أيتيين من ريب‪ ،‬فأنزل ه‬
‫اْل ِ‬ ‫• قُل‪ :‬اي أَيُّها الْكافِرو َن إىل آخر السورة‪ ،‬وأنزل‪ :‬قُل‪ :‬أَفَغَري هِ‬
‫اهلُو َن‬ ‫اَّلل ََتْ ُمُر ِّ‬
‫وين أ َْعبُ ُد أَيُّ َها ْ‬ ‫ْ َْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫[الزمر ‪. » ]٦٤ /٣٩‬‬
‫• وأخرج عبد الرزاق عن وهب قال‪ :‬قالت كفار قريش للنيب‬
‫سرك أن تتبعنا عاما‪ ،‬ونرجع إىل‬ ‫ّ‬ ‫إن‬ ‫‪:‬‬ ‫م‬ ‫ل‬
‫ّ‬ ‫وس‬ ‫عليه‬ ‫اَّلل‬
‫ه‬ ‫ى‬‫ل‬
‫ّ‬ ‫ص‬
‫ِ‬
‫اَّلل‪ :‬قُ ْل‪ :‬اي أَيُّ َها الْكاف ُرو َن إىل آخر السورة‪.‬‬
‫دينك عاما‪ ،‬فأنزل ه‬
‫• وأخرج ابن أيب حاُّت عن سعيد بن ميناء قال‪ :‬لقي الوليد بن‬
‫املغرية‪ ،‬والعاصي بن وائل‪ ،‬واألسود بن املطلب‪ ،‬وأمية بن‬
‫هلم‬
‫اَّلل عليه وسلّم‪ ،‬فقالوا‪ :‬اي حممد‪ّ ،‬‬ ‫اَّلل صلّى ه‬ ‫خلف رسول ه‬
‫فلتعبد ما نعبد‪ ،‬ونعبد ما تعبد‪ ،‬ولنشرتك حنن وأنت يف أمران‬
‫اَّلل‪ :‬قُ ْل‪ :‬اي أَيُّ َها الْكافُِرو َن‪.‬‬
‫كله‪ ،‬فأنزل ه‬
‫املفردات اللغوية‬
‫• اي أَيُّ َها الْكافُِرو َن يعين كفرة خمصوصني قد علم ه‬
‫اَّلل منهم أهنم ال يؤمنون‪ ،‬وهم زعماء الشرك يف مكة‪.‬‬
‫• ال أ َْعبُ ُد ما تَ ْعبُ ُدو َن أي يف املستقبل‪ ،‬فإن ال ال تدخل إال على مضارع‪.‬‬
‫• مبعىن االستقبال‪ ،‬كما أن ما ال تدخل إال على مضارع مبعىن احلال‪ ،‬أي ال أعبد يف املستقبل ما‬
‫تعبدون من األصنام يف احلال‪.‬‬
‫• َوال أَنْتُ ْم عابِ ُدو َن ما أ َْعبُ ُد أي وال تعبدون يف املستقبل ما أعبد يف احلال‪ ،‬وهو ه‬
‫اَّلل تعاىل وحده‪.‬‬
‫• َوال أَان عابِ ٌد ما َعبَ ْد ُُّّْت أي ولست أان عابد يف احلال أو يف املاضي ما عبدُّت فيما سلف‪.‬‬
‫• َوال أَنْتُ ْم عابِ ُدو َن ما أ َْعبُ ُد أي وما عبدُّت يف وقت ما أان عابده‪ ،‬وجيوز أن تكون اْلملتان‬
‫َتكيدين على طريقة أبلغ‪ .‬واألدق أن يقال‪ :‬إن اآليتني (‪ )٣ ،٢‬تدالن على االختالف‬
‫اَّلل‪ ،‬وهم يعبدون األصنام‬
‫اَّلل عليه وسلّم يعبد ه‬
‫يف املعبود الذي يعبد‪ ،‬فالنيب صلّى ه‬
‫واألواثن‪ .‬واآليتان (‪ )٥ ،٤‬تدالن على االختالف يف العبادة نفسها‪ ،‬فعبادة النيب عليه‬
‫الصالة والسالم عبادة خالصة هَّلل ال يشوهبا شرك وال غفلة عن املعبود‪ ،‬وعبادهتم كلها‬
‫شرك وإشراك‪ ،‬فال يلتقيان‪.‬‬
‫ِل ِدي ِن‬ ‫• لَ ُك ْم ِدينُ ُك ْم وهو الشرك الذي أنتم عليه‪َ .‬وِ‬
‫َ‬
‫وهو التوحيد أو اإلسالم الذي أان عليه‪ ،‬ال‬
‫أرفضه‪ ،‬قال البيضاوي‪ :‬فليس فيه إذن يف الكفر‪،‬‬
‫وال منع عن اْلهاد‪ ،‬ليكون منسوخا آبية القتال‪.‬‬
‫وقال الزخمشري‪ :‬واملعىن أين نيب مبعوث إليكم‬
‫ألدعوكم إىل احلق والنجاة‪ ،‬فإذا مل تقبلوا مين‪ ،‬ومل‬
‫تتبعوين فدعوين كفافا‪ ،‬وال تدعوين إىل الشرك‪.‬‬
‫•‬
‫التفسري والبيان‬

‫• قُ ْل‪ :‬اي أَيُّ َها الْكافُِرو َن‪ ،‬ال أَ ْعبُ ُد ما تَ ْعبُ ُدو َن أي‬
‫قل أيها النيب لكفار قريش‪ :‬اي أيها الكافرون‪،‬‬
‫ال أعبد على اإلطالق ما تعبدون من األصنام‬
‫واألواثن‪ ،‬فلست أعبد آهلتكم أبية حال‪ .‬واآلية‬
‫تشمل كل كافر على وجه األرض‪ .‬وفائدة كلمة‬
‫اَّلل عليه وسلّم كان مأمورا ابلرفق‬ ‫قُ ْل‪ :‬أنه صلّى ه‬
‫واللني يف مجيع األمور‪ ،‬وخماطبة الناس ابلوجه‬
‫اَّلل‬
‫األحسن‪ ،‬فلما كان اخلطاب هنا غليظا أراد ه‬
‫رفع احلرج عنه وبيان أنه مأمور هبذا الكالم‪ ،‬ال‬
‫أنه ذكره من عند نفسه‪.‬‬
‫اَّلل وحده ال‬ ‫• َوال أَنْتُ ْم عابِ ُدو َن ما أ َْعبُ ُد أي ولستم أنتم ما دمتم على شرككم وكفركم عابدين ا هَّلل الذي أعبد‪ ،‬فهو ه‬
‫شريك له‪.‬‬
‫اَّلل وحده‪ ،‬وهم‬ ‫اَّلل عليه وسلّم يعبد ه‬ ‫• وهااتن اآليتان (‪ )٣ ،٢‬تدالن على االختالف يف املعبود‪ ،‬فالنيب صلّى ه‬
‫يعبدون األصنام واألواثن أو األنداد والشفعاء‪ ،‬أو أن املعىن دفعا للتكرار كما ذكر الزخمشري‪ :‬ال أعبد يف املستقبل‬
‫ما تعبدون يف احلال‪ ،‬وعالمته ال اليت هي لالستقبال‪ ،‬بدليل أن (لن) لالستقبال على سبيل التوكيد أو التأبيد‪،‬‬
‫وأصله يف رأي اخلليل‪ :‬ال أن‪ .‬وما‪ :‬للحال «‪ ، »١‬وخالصة املعىن‪ :‬ال أفعل يف املستقبل ما تطلبونه مين من عبادة‬
‫آهلتكم‪ ،‬وال أنتم فاعلون يف املستقبل ما أطلب منكم من عبادة إهلي‪َ .‬وال أَان عابِ ٌد ما َعبَ ْد ُُّّْت‪َ ،‬وال أَنْتُ ْم عابِ ُدو َن ما‬
‫أ َْعبُ ُد أي وال أعبد عبادتكم‪ ،‬أي ال أسلكها وال أقتدي هبا‪،‬‬
‫اَّلل على الوجه الذي حيبه ويرضاه‪،‬‬
‫• وإمنا أعبد ه‬
‫اَّلل وشرعه يف عبادته‪ ،‬بل‬ ‫وأنتم ال تقتدون أبوامر ه‬
‫قد اخرتعتم شيئا من تلقاء أنفسكم‪ ،‬فعبادة‬
‫اَّلل عليه وسلّم وأتباعه خالصة هَّلل‬
‫الرسول صلّى ه‬
‫ال شرك فيها وال غفلة عن املعبود‪ ،‬وهم يعبدون‬
‫اَّلل مبا شرعه‪ ،‬وهلذا كانت كلمة اإلسالم‪« :‬ال إله‬ ‫ه‬
‫اَّلل‪،‬‬‫اَّلل» أي ال معبود إال ه‬
‫اَّلل‪ ،‬حممد رسول ه‬ ‫إال ه‬
‫وال طريق إليه يف العبادة إال مبا جاء به الرسول‬
‫اَّلل عليه وسلّم‪.‬‬
‫صلّى ه‬
‫اَّلل هبا‪ ،‬فكلها شرك وإشراك‪،‬‬
‫اَّلل عبادة مل أيذن ه‬
‫• واملشركون يعبدون غري ه‬
‫ووسائلها من صنع اهلوى والشيطان‪.‬‬
‫• فاآليتان (‪ )٥ ،٤‬تدالن على االختالف يف العبادة نفسها‪ .‬ويرى‬
‫بعضهم كالزخمشري‪ :‬وما كنت قط يف احلال أو يف املاضي عابدا ما‬
‫عبدُّت‪ ،‬يعين مل تعهد مين عبادة صنم يف اْلاهلية‪ ،‬فكيف ترجى مين يف‬
‫اإلسالم؟! وما عبدُّت يف وقت ما أان على عبادته‪.‬‬
‫• وقيل‪ :‬يف اآلايت تكرار‪ ،‬والغرض التأكيد‪ ،‬لقطع أطماع الكفار عن أن‬
‫اَّلل عليه وسلّم إىل ما سألوه من عبادته آهلتهم‪.‬‬
‫اَّلل صلّى ه‬
‫جييبهم رسول ه‬
‫ِل ِدي ِن أي لكم شرككم أو كفركم‪ ،‬وِل‬
‫َ‬
‫• لَ ُك ْم ِدينُ ُك ْم َوِ‬
‫ديين وهو التوحيد واإلخالص أو اإلسالم‪ ،‬فدينكم الذي‬
‫إِل‪ ،‬وديين الذي هو‬
‫هو اإلشراك‪ ،‬لكم ال يتجاوزكم ّ‬
‫التوحيد مقصور علي ال يتجاوزين‪ ،‬فيحصل لكم‪ .‬وقيل‪:‬‬
‫الدين‪:‬‬
‫• اْلزاء‪ ،‬واملضاف حمذوف‪ ،‬أي لكم جزاء دينكم‪ ،‬وِل‬
‫جزاء ديين‪ .‬وقيل‪:‬‬
‫• الدين‪ :‬العبادة‪.‬‬
‫• وليست السورة منسوخة آبية القتال‪ ،‬واحملققون على أنه ال نسخ‪ ،‬بل املراد التهديد‪ ،‬كقوله تعاىل‪ْ :‬اع َملُوا ما ِشْئ تُ ْم‬
‫[فصلت ‪. ]٤٠ /٤١‬‬
‫وك فَ ُق ْل‪ِِ :‬ل َع َملِي‪َ ،‬ولَ ُك ْم َع َملُ ُك ْم‪ ،‬أَنْتُ ْم بَِريئُو َن ِِمها أ َْع َم ُل‪َ ،‬وأ ََان بَِريءٌ ِِمها‬
‫• ونظري هذه اآلية قوله تعاىل‪َ :‬وإِ ْن َك هذبُ َ‬
‫تَ ْع َملُو َن [يونس ‪ ]٤١ /١٠‬وقوله‪:‬‬
‫• لَنا أ َْعمالُنا‪َ ،‬ولَ ُك ْم أ َْعمالُ ُك ْم [القصص ‪ . ]٥٥ /٢٨‬واملراد بذلك كله التهديد‪ ،‬ال الرضا بدين اآلخرين‪.‬‬
‫ِل ِدي ِن على أن الكفر كله ملة‬ ‫َ‬
‫اَّلل الشافعي وغريه هبذه اآلية الكرمية‪ :‬لَ ُك ْم ِدينُ ُك ْم َوِ‬ ‫• وقد استدل اإلمام أبو عبد ه‬
‫فورث اليهود من النصارى وابلعكس إذا كان بينهما نسب أو سبب يتوارث به ألن األداين ما عدا‬ ‫واحدة‪ّ ،‬‬
‫اإلسالم كلها كالشيء الواحد يف البطالن‪.‬‬
‫فقه احلياة أو األحكام‬
‫• دلت السورة على اختالف املعبود واختالف العبادة بني‬
‫املسلمني وغريهم‪ ،‬وعلى أن الكفر ملة واحدة يف مواجهة‬
‫اإلسالم‪ ،‬وهذه العوامل الثالثة تدل على أنه اللقاء بني‬
‫الكفر واإلميان‪ ،‬وال بني أصحاب العداوة الدينية احلاقدة‬
‫املتأصلة يف النفس مع اإلسالم وأهله‪.‬‬
‫اَّلل عليه وسلّم وأتباعه‬
‫• أما اختالف املعبود بني النيب صلّى ه‬
‫اَّلل وحده‬
‫املؤمنني وبني الكفار‪ :‬فهو أن الفريق األول يعبد ه‬
‫اَّلل من األصنام‬
‫ال شريك له‪ ،‬والفريق الثاين يعبد غري ه‬
‫واألواثن واألنداد والشفعاء من البشر أو املالئكة أو‬
‫الكوكب أو غري ذلك من أابطيل امللل والنحل‪.‬‬
‫اَّلل إبخالص ال‬‫• وأما اختالف العبادة فاملؤمنون يعبدون ه‬
‫اَّلل لعباده من‬
‫شرك فيه وال غفلة عن املعبود‪ ،‬ومبا شرع ه‬
‫كيفية العبادة املرضية له‪ ،‬وأما الكفار واملشركون فيعبدون‬
‫معبوداهتم بكيفيات فيها الشرك واإلشراك وبنحو اخرتعوه‬
‫ألنفسهم‪ ،‬ال يرضى عنه رهبم‪.‬‬

‫• وأما الكفر فكله ملة واحدة يف مواجهة اإلسالم ألن‬


‫اَّلل هو اإلسالم وهو اإلخالص‬ ‫الدين احلق املقبول عند ه‬
‫هَّلل والتوحيد‪ .‬وأما أنواع الكفر املعارضة ملبدأ التوحيد‬
‫فتشرتك يف صلب االعتقاد املنحرف عن أصل التوحيد‪.‬‬
‫انتهى الدرس‬

You might also like