You are on page 1of 12

‫الّص الة‬

‫المقدمة‬ ‫أ‪.‬‬
‫تناقش هذه الورقة الصالة‪ ،‬وهي إحدى العبادات املهمة يف اإلسالم‪ .‬الصالة ركن‬
‫من أركان اإلسالم جيب على املسلمني القيام هبا‪ .‬هتدف هذه الورقة إىل تقدمي فهم شامل‬
‫لإلجراء الصحيح للصالة‪ ،‬بناًء على التعاليم اإلسالمية‪ .‬و ستصف هذه الورقة اخلطوات‬
‫واإلج راءات اخلاص ة بتنفي ذ الص الة وال يت تش مل ج وانب خمتلف ة‪ .‬أوًال‪ :‬ش رح م واقيت‬
‫الصالة‪ ،‬مث شرح إجراءات أداء الصالة‪ ،‬وسنة الصالة‪ ،‬و مأموم املسبوق‪ ،‬وسجود السهو‪.‬‬
‫و من املتوق ع أن ت وفر ه ذه الورق ة فهم ًا ش امًال إلج راءات أداء الص الة للق راء‪ .‬من خالل‬
‫تعلم وفهم اإلجراءات الصحيحة للصالة‪ ،‬ميكن للمسلمني أداء هذه العبادة بوعي وجودة‬
‫أفضل‪ ،‬وكذلك حتسني حياهتم الروحية وفًق ا لتعاليم اإلسالم‪.‬‬

‫ب‪ .‬المبحث‬
‫حقيقة الصالة‬ ‫‪.1‬‬
‫الصالة تعين لغة هي الدعاء‪ .‬و شرعا الصالة هي أقوال وأفعال خمصوصة‪ ،‬مفتتحة‬
‫ب التكبري‪ ،‬خمتتم ة بالتس ليم‪ 1.‬ص الة عن د الفقه اء هي عب ادة تتك ون من أفع ال أو حرك ات‬
‫وكالم أو أقوال‪ ،‬تبدأ بالتكبري وتنتهي بالسالم‪ .‬ويف الوقت نفسه ‪ ،‬وفًق ا لعلماء التصوف ‪،‬‬
‫فإن الصالة هي أفعال القلوب إىل اهلل سبحانه وتعاىل فيخلق اخلوف منه وكمال قدرته أو‬
‫مواجهة اهلل بالقلب‪ ،‬والوقار أمامه مصحوًبا‪ .‬مشروعيت الصالة واجبة بالكتاب والسنة‬
‫واإلمجاع‪ 2.‬أما الكتاب‪ :‬فقوله تعاىل‪{ :‬وما أُمروا إال ليعبدوا اهلل خملص ني ل ه ال دين حنف اء‪،‬‬
‫ويقيموا الصالة ويؤتوا الزكاة‪ ،‬وذلك دين القِّيمة} [البينة‪]٨٩ /٥:‬‬

‫‪ 1‬وهبه الزحيلي‪ ،‬الفقه االسالمي و ٔادلته‪( ،‬دار الفكر‪ :‬سورّيه‪-‬دمشق‪ ,)٢٠٠٧ ،‬ص‪.٦٤٣ .‬‬
‫‪ 2‬وهبه الزحيلي‪ ،‬الفقه االسالمي و ٔادلته‪ ،‬ص‪.٦٤٣ .‬‬
‫أم ا الس نة ‪ :‬فأح اديث متع ددة‪ ،‬منه ا‪ :‬ح ديث ابن عم ر عن الن يب ص ّلى اهلل علي ه‬
‫وسلم أنه قال‪« :‬بين اإلسالم على مخس‪ ،‬شهادة أن ال إله إال اهلل‪ ،‬وأن حمم دًا رسول اهلل‪،‬‬
‫وإقاِم الصالة‪ ،‬وإيتاء الزكاة‪ ،‬وصوم رمضان‪ ،‬وحج البيت من استطاع إليه سبيًال» (متفق‬
‫علي ه)‪ ،‬وأم ا اإلمجاع‪ :‬فق د أمجعت األم ة على وج وب مخس ص لوات يف الي وم والليل ة‪.‬‬
‫لتهدي دات ال يت يتع رض هلا من ي رتكون الص لوات اخلمس قاس ية للغاي ة‪ .‬يف الواق ع ‪ ،‬نظ ًر ا‬
‫ملكانتها باعتبارها الركن األساسي للدين اإلسالمي‪ ،‬وكان حتذير أعضاء النيب قاسيا حىت‬
‫ال ي رتك قوم ه الص الة‪« :‬من ت رك الّص الة متعّم دا فق د ن زلت من ه ذّم ة اهلل وذّم ة رس وله»‬
‫‪3‬‬
‫(رواه الطرباين)‪.‬‬
‫كيفية الصالة‬ ‫‪.2‬‬
‫»قب ل أن تفهم كيفي ة الص الة‪ ،‬جيب علين ا أوًال أن تتحق ق الش روط وج وب الص الة ثالث ة‬
‫أشياء‪:‬‬
‫‪ – ١‬اإلسالم‬
‫‪ – ٢‬والبلوغ‬
‫‪ - ٣‬والعقل وهو حد التكليف‬
‫»وشرائُط الصالة قبل الدخول فيها مخسة أشياء‪:‬‬
‫‪ - ١‬طه ارة األعض اء من احلدث والنجس ‪ .‬طه ارة األعض اء من احلدث الص غري‬
‫(شيء يفرض الوضوء) و احلدث الكبري (شيء يفرض الغسل)‪ .‬و طهارة‬
‫األعضاء من النجس من املالبس أو اجلسم أو املكان‪.‬‬
‫‪ - ٢‬وسرت العورة ؛ سرت العورة التناسلية عند الصالة يف مكان هادئ أو غريه‪.‬‬
‫العورة التناسلية للرجل ما بني السرة والركبتني‪ .‬العورة املرأة (خاصة عند‬
‫الصالة) هي اجلسد كله ما عدا الوجه والكفني‪.‬‬
‫‪ -٣‬والوقوف على مكان طاهر‬
‫‪ - ٤‬والعلم بدخول الوقت‬

‫‪3‬‬
‫‪Abu Abbas Zain Musthofa Al-Basuruwani, Fiqih Shalat Terlengkap, (Laksana: Yogyakarta, 2018),‬‬
‫‪hal. 58.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ - ٥‬واستقبال القبلة ؛ اي الكعبة‪ ،‬معتقدين أنه ال حائل بينه وبني الكعبة‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫»و اما كيفية الصالة‪ :‬اي أركان الصالة مثانية عشرة ركنا‪:‬‬
‫(‪ )١‬النية‬
‫احلديث‪( :‬إمّن ا األعمال بالنِّيات)‪ .‬جيب أن تكون النية بالقلب‪ ،‬وقراءهتا قبل‬
‫التكبري سنة‪.‬‬
‫(‪ )٢‬القيام مع القدرة‬
‫(‪ )٣‬تكبرية اإلحرام‬
‫تتم نية الصالة بالتزامن مع تكبرية اإلحرام‪.‬‬
‫(‪ )٤‬قراءة الفاحتة‪ ،‬وبسم اهلل الرمحن الرحيم آية منها‬
‫يف كل صالة ال بد من قراءة سورة الفاحتة‪ .‬يف قراءة سورة الفاحتة جيب أن‬
‫تك ون ت رتيب وموال ة‪ .‬إذا كنت ال تس تطيع ق راءة س ورة الفاحتة‪ ،‬فعلي ك أن تق رأ‬
‫سبع آيات من القرآن على التوايل‪ .‬إذا مل يستطع‪ ،‬يقرأ سبع آيات منفصلة‪ .‬أما يف‬
‫فتوى اإلمام النووي فيجوز قراءة سبع آيات منفصلة مع أنه قادر على قراءة سبع‬
‫آي ات متتالي ة‪ .‬وإن عج ز عن ذل ك‪ ،‬فعلي ه أن يق رأ حكم ال ذكر‪ ،‬وال يق ل ع دد‬
‫احلروف عن رقم الفاحتة بقوله‪ .‬وإن عجز عن ذلك وجبه طول قراءة الفاحتة‪.‬‬
‫(‪ )٥‬الركوع‬
‫(‪ )٦‬الطمأنينة يف الركوع‬
‫(‪ )٧‬الرفع‬
‫(‪ )٨‬االعتدال‬
‫(‪ )٩‬الطمأنينة فيه‬
‫(‪ )١٠‬السجود‬
‫واملعيار األدىن للسجود هو أن يقع جزء من اجلبهة على أرضية املصلى‪ .‬إذا‬
‫سجد اإلنسان على شيء متصل جبسده‪ ،‬مثل طرف العمامة‪ ،‬جاز القانون بشرط‬
‫مصطفى ديب البغا‪ ،‬التذهيب يف ٔادلة منت الغاية و التقريب‪( ،‬دار ابن كثري‪ :‬دمشق‪-‬بريوت‪ ،)١٩٨٩ ،‬ص‪-٤٩ .‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪.٤٣‬‬
‫تقي الدين احلصين‪ ،‬كفاية أالخيار‪( ،‬دار اخلري‪ :‬دمشق‪ ،)١٩٩٤ ،‬ص‪.٩٣ .‬‬ ‫‪5‬‬
‫أال يتحرك الشيء أثناء حتركه‪ .‬أكمل السجود يسبقه التكبري بالنزول‪ ،‬دون رفع‬
‫اليدين‪ ،‬مث وضع الركبتني‪ ،‬مث الكفوف‪ ،‬واجلبهة‪ ،‬واألنف‪ .‬يف وقت السجود‪ ،‬يتم‬
‫فصل الركبتني‪ ،‬ورفع املعدة من الفخذين‪ ،‬وكذلك رفع املرفقني من املعدة‪.‬‬
‫(‪ )١١‬الطمأنينة فيه‬
‫(‪ )١٢‬اجللوس بني السجدتني‬
‫(‪ )١٣‬الطمأنينة فيه‬
‫(‪ )١٤‬اجللوس األخري‬
‫(‪ )١٥‬التشهد فيه‬
‫التشهد اليت جيب قراءهتا هي التشهد األخري‪ .‬بينما التشهد األول سنة‪.‬‬
‫(‪ )١٦‬الصالة على النيب صلى اهلل عليه وسلم فيه والتسليمة األوىل‬
‫(‪ )١٧‬نية اخلروج من الصالة‬
‫(‪ )١٨‬ترتيب األركان على ما ذكرناه‬
‫ت رتيب عن طري ق أداء ك ل ركن من أرك ان الص الة وفًق ا لرتتيب ه‪ ،‬دون‬
‫إعطاء األولوية لواحد على اآلخر‪.‬‬
‫أوقات الصالة الفرض‬ ‫‪.3‬‬
‫‪6‬‬
‫» َالصالة املفروضة مخس‪:‬‬
‫ٍء‬
‫‪ ‬الُّظْه ر ‪ :‬وأَّو ُل َو ْقِتَه ا َز َو اُل الَّش ْم ِس َو آِخ ُر ُه ِإَذا َص اَر ِظ ُّل ُك ِّل َش ْي ِم ْثَل ُه َبْع َد ِظ َّل‬
‫الَّز اِل‬
‫َو‬
‫ِمل‬
‫‪َ ‬اْلَعْص ر ‪َ :‬و َأَّو ُل َو ْقِتَه ا الَّز َياَدُة َعَلى ِظ ِّل املث ِل َو آِخ ُر ُه يِف االْح ِتَي اِر إىل ِظ ِّل ا ثَلِني ‪ ،‬ويف‬
‫اَجلَو اِز ِإىَل ُغُر وِب الَّش ْم ِس‬
‫ِت‬ ‫ِر ِب ِإ‬ ‫ِح‬
‫‪ ‬املغرب ‪َ :‬و ْقُتَه ا َو ا ٌد ‪َ ،‬و ُه َو ُغ ُر وُب الَّش ْم س‪َ[ .‬و َو ْقُت اْلَم ْغ َذا َغ اَب الَّش ْم ُس‬
‫َم ا ْمَل َيْس ُقِط الَّش َف ُق ‪( ].‬رواه مسلم)‬
‫‪ ‬الِعَش اِء ‪َ :‬و َأَّو ُل َو ْقِتَه ا ِإَذا َغ اَب الَّش َف ُق اَأْلَمْحُر ‪َ ،‬و آِخ ُر ُه يِف االْخ ِتَي اِر ِإىَل ُثُلِث الَّلْي ِل ‪،‬‬
‫َو يِف اَجْلَو اِز ِإىَل ُطُلوِع الَف ْج ِر الَّثايِن ‪.‬‬

‫‪ 6‬تقي الدين احلصين‪ ،‬كفاية أالخيار‪ ،‬ص‪.٧٥ .‬‬


‫‪ ‬الُّصْبح ‪َ :‬و أَّو ُل َو ْقِتَه ا ُطُلوُع الَف ْج ِر ‪َ ،‬و آِخ ُر ُه يِف االْخ ِتَي اِر ِإىَل اإلسفار ويف اجلواز إىل‬
‫طلوع الشمس ُطُلوِع الَّش ْم ِس ‪.‬‬
‫صالة الجماعة‬ ‫‪.4‬‬
‫‪ ‬تعري ف اجلماع ة هي االرتب اط احلاص ل بني ص الة اإلم ام واملأموم‪ .‬وق د ش رع اإلس الم‬
‫عدة مناسبات ولقاءات اجتماعية بني املسلمني ألداء العبادة يف أوقات معلومة‪ ،‬منها‬
‫أداء الصلوات اخلمس يف اليوم والليلة‪ ،‬ومنها صالة اجلمعة يف األسبوع‪ ،‬ومنها صالة‬
‫‪7‬‬
‫العيدين يف السنة مرة ألهل كل بلد‪.‬‬
‫‪َ ‬و َص اَل ُة اَجلَم اَع ِة ُس َّنٌة ُمَؤ ِّك َد ٌة‪ ،‬ه ذا احلكم ص الة اجلماع ة على الرج ال والنس اء على‬
‫الس واء‪ ،‬ملا رواه البخ اري (‪ )٦١٩‬ومس لم (‪ )٦٥٠‬عن عب د اهلل بن عم ر رض ى اهلل‬
‫عنهم ا‪ :‬أن رس ول اهلل ص لى اهلل علي ه وس لم ق ال‪َ( :‬ص الُة اَجلَم اَع ِة تْف ُض ُل َص الَة الَف ذ‬
‫بَس بْع َو ِعْش ِر يَن دًرَج ة)‪ .‬واألص ح أن ص الة اجلماع ة ف رض كفاي ة للرج ل ال ذي يعيش‬
‫لكي ُينظر إليه على أنه رمز لإلسالم‪ ،‬ملا رواه أبو داود (‪ )٥٤٧‬وصححه ابن حبان (‬
‫‪( :)٤٢٥‬ما من َثالَث ة يف قْر َي ة أْو َب ْد و‪ ،‬ال ُتَق اُم فيهم اجلماع ُة ‪ -‬ويف رواية‪ :‬الصالة ‪-‬‬
‫إال اْس َتْخ َو َذ عليِه ُم الَّش ْيَطان)‪.‬‬
‫‪َ ‬و َعَلى اْلَم أُموم َأْن َينوي اَجلَم اَع َة ُدوَن اِإل َم اِم ‪ .‬ليصح اقتداؤه ويكون له ثواب اجلماعة‪،‬‬
‫عمال حبديث‪ِ( :‬إَمَّنا اَأْلْع اُل ِبالِّنَّي ِة)‪ .‬سيحصل أولئك الذين يتابعون الصالة مع اِإل اِم‬
‫َم‬ ‫َم‬
‫من أالول إىل أالخري على مكافأة أكمل‪ .‬والصحيح عند الشافعية أن اإلنسان له فريضة‬
‫صالة اجلماع ة م ا دام اِإل َم ام مل يسلم آخ ر التحية ول و مل جيلس مع ه‪ ،‬أي ينتهي سالم‬
‫اِإل َم ام‪ .‬مباش رة بع د جلوس ه أو ب دء التحي ة قب ل ذل ك بقلي ل‪ .‬ألن ه ك ان لدي ه ال وقت‬
‫للحصول على عمود مع اِإل َم ام‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن الفريضة اليت حيصل عليها تبقى ملن‬
‫يتب ع اإلم ام من أول الص الة‪ .‬إال بص الة اجلمع ة‪ .‬وذل ك ألن أج ر اجلماع ة حيس ب إذا‬
‫أتيحت لك فرصة اتباع اإلمام يف ركعة واحدة كاملة‪.‬‬
‫جيادل احلنبلي واحلنفي‪" :‬من أتيحت ل ه الفرص ة للتكب ري قب ل اإلم ام ق ال التحي ة‬
‫األوىل‪ ،‬سيحصل على أجر صالة‪ ،‬حىت لو مل يكن لديه وقت للجلوس مع اإلمام‪ .‬ألنه‬

‫وهبه الزحيلي‪ ،‬الفقه االسالمي و ٔادلته‪ ،‬ص‪.١١٢٢ .‬‬ ‫‪7‬‬


‫كان لديه وقت حلضور واحدة‪ .‬جزء من صالة اإلمام ويكاد يكون مشاًهبا ملن أتيحت‬
‫له فرصة حضور دورة واحدة‪ .‬رى املالكي للحصول على فريضة صالة اجلماعة‪ ،‬كما‬
‫ورد يف احلديث النب وي ال ذي يض من أج ر‪ ٢٥‬أو ‪ ٢٧‬درج ة‪ ،‬ه و عن دما يك ون ل دى‬
‫الشخص فرصة ملتابعة اإلمام يف ركعة واحدة كاملة‪ ،‬حيث يديه ملس ركبتيه أو املنطقة‬
‫القريبة من االثنني قبل أن يقف اإلمام على قدميه مباشرة‪ ،‬على الرغم من أنه مل يكن‬
‫متأك ًد ا إال بع د قي ام اإلم ام‪ .‬وأم ا من ليس لدي ه وقت ملتابع ة اإلم ام وإن ك انت ركع ة‬
‫كامل ة‪ ،‬فإن ه ال حيص ل على فريض ة ص الة اجلماع ة‪ ،‬م ع أن ه أم ر باالس تمرار يف اتب اع‬
‫اإلمام‪ .‬لكن ال شك أن هذا الشخص يكافأ‪.‬‬
‫‪ ‬وجيوز أن يأَّمت اُحلُّر ِبالَعْب ِد والَب اِلُغ ِب ا َر اِه ق‪ .‬ومراهق هو طفل يقرتب من سن البلوغ‪،‬‬
‫َمل‬
‫أي طفل متكنوا من التمييز بني اخلري والشر والصواب وخطأ‪ .‬األصل حديث رواه رواه‬
‫البخاري (‪ )٤٠٥١‬أن عمرو بن سلمة‪ ،‬كان َيُؤ م َقْو َم ُه وهو ابُن ست أو سبَع سنني‪.‬‬
‫‪َ ‬و اَل َيْأُمَت َرُج ٌل ِباْم َر َأٍة َو اَل َقاِر ىُء ِبُأِّم ٍّي ‪ .‬وال تصح قدوة رجل بامرأة‪ ،‬ملا روى أبو داود‬
‫(‪ )٥٩٦‬وغريه‪ ،‬عن مالك بن احلويرث رضي اهلل عنه قال‪ :‬مسعت رسول اهلل صلى اهلل‬
‫علي ه وس لم يق ول‪َ( :‬مْن زار قوم ًا فال َيُؤ َمُه ْم ‪َ ،‬و ْلَيُؤ َّم ُه ْم َرُج ٌل ِم ْنُه م)‪ .‬ومفهوم ه‪ :‬أن‬
‫املرأة ال تؤم القوم وفيهم الرجال‪ .‬القارىء هو الذي حيسن قراءة الفاحتة‪ ،‬واألمي هو‬
‫الذي خيل حبرف منها‪ ،‬ال يصح القدوة به مع األمي ألن قراءة الفاحتة بإتقان ركن كما‬
‫قلتم‪ .‬وصحت صالته لنفسه ضرورًة لعدم قدرته على التعلم‪.‬‬
‫ِتِه‬ ‫ِف ِه‬ ‫ِة‬ ‫ِج ِد‬ ‫ِض‬
‫‪َ ‬و َأُّي َمْو ع َص َّلى يِف اْلَمْس ِبَص اَل اِإل َم اِم ي َو ُه َو َع اٌمِل ِبَص اَل َأْج َز اُه َم اْمَل َيَتَق َّد ْم‬
‫َعَلْي ِه‪ .‬وعالم ة معرف ة ص الة اإلم ام‪ :‬مساعها أو رؤيته ا‪ ،‬أو مساع ص وت من خياطبه ا‬
‫اِإل َم اِم ‪ ،‬أو انظر بعض الصفوف‪.‬‬
‫‪َ ‬و ِإْن َص َّلى اِإل َم اُم يِف ا ْس ِج ِد َو ا أُموُم َخ اِر َج اْلَمْس ِج ِد َقِر يًب ا ِم ْن ُه َو ُه َو عاٌمل ِبَص اَل ِتِه َو اَل‬
‫َمل‬ ‫‪َ 8‬مل‬
‫َح اِئَل ُه َناَك َج اَز ‪.‬‬
‫السنة المؤكدُة و السنة غير المؤكدة‬ ‫‪.5‬‬

‫‪ 8‬مصطفى ديب البغا‪ ،‬التذهيب يف ٔادلة منت الغاية و التقريب‪ ،‬ص‪.٧٠-٧١ .‬‬
‫يف ممارس ة العملي ة ‪ ،‬تنقس م عب ادة الس نة إىل قس مني ‪ ،‬ومها ‪ :‬الس نة املؤك دة و الس نة غ ري‬
‫املؤكدة‬
‫السنة المؤكدة هي ما واظب النيب صلى اهلل عليه وسلم على فعله‪ ،‬ومل يرتكه إال مرة او‬
‫م رتني للدالل ة على أن ه غ ري واجب ‪ ،‬مث ل ‪ :‬املضَم َض ة و اإلستنش اق يف الوض وء وغ ري‬
‫‪9‬‬
‫ذلك‪.‬‬
‫والسنة عند الفقهاء مبعىن‪« :‬املسنون» وهو‪( :‬ما يثاب فاعُله وُيالم تاِر ُك ه)‪ .‬واملسنون غري‬
‫الفرض‪ .‬ومعىن «مؤكدة»‪ :‬أن مشروعية هذه املسنون اقرتن باملواظبة الفعلية من املشرع‬
‫صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬فالتأكيد هلذا النوع من املسنونات؛ جيعله يف رتبة أقرب إىل الفرض‪،‬‬
‫لكنه ال خيرج عن كونه مسنونا‬
‫الس نة املؤك دة يس مى أيض ا باس م س نة اهلدى و هي م ا يث اب فاعله ا وال يع اقب تاركه ا‪،‬‬
‫ولكنه يستحق اللوم والعتاب‪ ،‬فالفعل مندوب على وجه التأكيد‪ ،‬ويشمل السنن املكتوبة‬
‫قبل الف رائض أو بع دها‪ ،‬كركعيت الصبح وسنة الظهر وسنة املغرب وسنة العشاء‪ 10.‬أما‬
‫حكم الس نة املؤك دة أن ص احبها يس تحق الث واب واألج ر من اهلل تع اىل‪ ،‬وأن تاركه ا ال‬
‫يعاقب‪ ،‬ولكن ه يعاتب ويالم‪ ،‬ألن تركها معان دة لسنة رسول اهلل‪ ،‬وأن ما يتعلق من هذا‬
‫القس م بالش عائر الديني ة ك األذان واجلماع ة إذا اتف ق أه ل بل د على ترك ه وجب قت اهلم‬
‫الس تهانتهم بالس نة ‪11.‬وه و ال ذي يك ون فعل ه مكمال ومتمم ا للواجب ات الديني ة ك األذان‬
‫واإلقامة والصالة املفروضة يف مجاعة‬
‫أم ا ص الة ال رواتب يف ي وم جمموعه ا ‪ ٢٠‬ركع ة كم ا يس ن لألخب ار الص حيحة الثابت ة يف‬
‫السنن أربع ركعات قبل عصر وأربع قبل ظهر وأربع بعده وركعتان بعد مغرب وندب‬
‫وصلهما بالفرض وال يفوت فضيلة الوصل بإتيانه قبلهما الذكر املأثور بعد املكتوبة وبعد‬
‫عشاء ركعتان خفيفتان وقبلهما إن مل يشتغل هبما عن إجابة املؤذن فإن كان بني األذان‬
‫‪12‬‬
‫واإلقامة ما يسعهما فعلهما وإال أخرمها وركعتان قبل صبح‬
‫‪ 9‬أبو بكر بن علي ‪ ,‬اجلوهرة النرية شرح خمتصر القدوري‪( ,‬املطبعة اخلريية‪ ١٣٢٢‬ه) ‪ ,‬ص ‪.٣٦‬‬
‫‪ 10‬اخلضري‪ ,‬أصول الفقه‪ ,‬ص ‪.٥١‬‬
‫‪ 11‬الشيخ جعفر السبحاىن‪ ,‬الوسيط يف أصول الفقه اإلسالمي‪ ,‬ص ‪.۷۹‬‬
‫‪ 12‬شيخ زين الدينن‪ ,‬فتح املعني‪ ,‬ص ‪.٩٨٧‬‬
‫السنة غير المؤكدة وهي ما يثاب فاعلها وال يعاقب تاركها‪ ،‬وال يستحق اللوم والعتاب‪،‬‬
‫فالفعل مندوب بدون تأكيد‪ ،‬كالصدقة غري املكتوبة‪ ،‬وصالة الضحى‪ ،‬وسنة العصر قبل‬
‫الفرض‪ ،‬وصيام االثنني واخلميس من كل أسبوع‬
‫والضابط هلذا القسم أنه ما مل يواظب عليه النىب صلى اهلل عليه وسلم ‪ .‬وإمنا كان يفعله‬
‫الن يب يف بعض األحي ان وترك ه يف بعض اآلخ ر‪ ،‬وذل ك مث ل‪ :‬ص الة ألرب ع ركع ات فب ل‬
‫العش اء‪ ،‬وص وم ي وم اإلث نني واخلميس من ك ّل أس بوع وغ ري ذل ك‪ ،‬ويس مى ه ذا القس م‬
‫مس تحًبا‪ ،‬كم ا يس مى نافل ة ‪.13‬وحكم الس نة غ ري املؤك دة أن فاعله ا يس تحق الث واب‪،‬‬
‫وتاركها ال يستحق اللوم والعتاب أو العقاب‬

‫قائمة الفروق بني سنة املؤّك دة و غري املؤكدة ىف الصالة‬


‫االشياء اليت ُتَس ّن يف الصالة‬
‫السنة غري املؤّك دة‬ ‫السنة املؤّك دة‬
‫قراءة دعاء االفتتاح‬ ‫قراءة أو آيتان من القرآن بعد قرأة‬
‫سورة الفاحتة ألول ركعة و للركعة‬
‫الثانية ىف الصالة‬
‫الدعاء يف أثناء السجود‬ ‫قراءة دعاء القنوت‬
‫استدار إىل اليسار يف السالم‬ ‫تكبري اإلنتقال‬
‫الدعاء يف هناية التشهد األخري‬ ‫يصلي على النىب حممد يف التشهد‬
‫األخري‬

‫مأموم المسبوق‬ ‫‪.6‬‬


‫املس بوق لغ ة ه وا ا َت َأِّخ ُر ‪َ ،‬تق وُل ‪ُ :‬فَالٌن َمْس بوٌق َأْي ُمَت َأِّخ ٌر ‪َ( ،‬و ِض ُّده املْد ِر ُك )‪،‬‬
‫ِم‬ ‫ُمل‬
‫َأ‬ ‫‪،‬‬ ‫ِق‬ ‫ال‬ ‫ٍل‬ ‫عو‬ ‫املسبوق ه َو ا الِّس َباُق َو املَس اَبَقُة َس َر َعُة َو َن َفَس ُة ُه َو ْس ُم َم ْف‬
‫ا‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ا‬ ‫امل‬ ‫ا‬ ‫امل‬ ‫‪:‬‬
‫َن َّس ْب َو ْص ُل‬
‫ِه‬
‫الَّس ْبِق ‪ :‬الَّتَق ُّد ُم‪ُ ،‬يَق اُل ‪َ :‬س َبَق ُفالٌن َيْس ِبُق َس ْبًق ا َأْي َتَق َّد َم َعلى َغِرْي ‪َ ،‬و الَّس اِبُق ‪ :‬املَتَق ِّد ُم‬
‫مباحث احلكم‪ :‬ص ‪٩٥‬‬ ‫‪13‬‬
‫ِة ِإل ِم ِك‬
‫و اما شرعا ‪ ،‬الـَمْس بوُق ُه َو ُك ُّل َمْن َفاَتُه َبْعُض الَّص ال َمَع ا َم ا ‪َ ،‬ل َّن ُه َأْد َر َك الَّتْكب َري َقْب َل‬
‫َس الِم اِإل َم اِم وَدَخ َل َم َع الـَج َم اَعِة‪َ ،‬و َس واًء َفاَتْت ُه َر ْك َع ٌة َأْو َأَق ُّل َأْو َأْك َثُر َفُه َو َمْس بوٌق ‪َ ،‬و َأَّم ا‬
‫ِة ِب ِم ِم‬ ‫ِم‬
‫َمْن َفاَتْتُه جَـ يُع الَّصَال َس ال اِإل َم ا َفَه ذا َيصُري‬
‫‪14‬‬

‫كيفية مأموم المسبوق‬


‫َيتحَّم ُل اإلم اُم الفاحتَة عن املس بوِق هبا‪ ،‬وُي دِر ُك املأموُم الركع َة ب الركوِع اجملزِئ ‪ ،‬وه ذا‬
‫باِّتفاِق املذاهِب الفقهَّي ة األربعة‪ :‬ا َنفَّي ة‪ ،‬واملاِلكَّي ة‪ ،‬والشافعَّية‪ ،‬وا ناِبَل ة‪ ،‬وهو قوُل طائف ٍة‬
‫َحل‬ ‫َحل‬
‫‪15‬‬
‫من الَّس لف‪ ،‬وُح ِكَي اإلمجاُع على ذلك‬
‫َم ن جاَء واإلماُم قد مَض ى من صالِته شيٌء‪ ،‬ق َّل أو كُثر‪ ،‬فإَّنه ُيص ِّلي معه و َيقِض ي‬
‫املسبوُق ما فاَته بعَد سالِم اإلماِم مث َيبيِن املسابقة على َص الِة نْف ِس ه‬
‫إذا َأدرَك املأموُم اإلم اَم راكًع ا فَك َّبَر تكب ريَة اإلح راِم ‪ ،‬مث رَك ع؛ جُت ِز ُئ ه ه ذه التكب ريُة عن‬
‫تكبريِة الُّر كوِع ‪ ،‬بَش ْر ِط أن يَق َع التكب ُري حاَل القي اِم ‪ ،‬وهذا باِّتفاِق املذاهِب الفقهَّي ة اَألربعة‪:‬‬
‫اَحلَنفَّية‪ ،‬واملاِلكَّية‪ ،‬والشافعَّية‪ ،‬واَحلناِبَلة‪ ،‬وهو قوُل طائف ٍة من الَّس لف‪ ،‬وُح ِكي اإلمجاُع على‬
‫ذِلك‬
‫وذلك ألَّنه اجت َع عبادتاِن من ِج نٍس واح ٍد‪ ،‬فأجزَأ الرك عن الواجِب كطواِف الِّز يارِة‬
‫ُن‬ ‫َم‬
‫والوداِع‬
‫كما ىف احلديث‪ :‬عن َأيب َبْكرة َر ِض َي اُهلل عنه‪ ،‬أَّنه انتهى إىل النِّيب صَّلى اُهلل عليه وسَّلم وهو‬
‫راك ٌع‪ ،‬فرَك َع قب ل أن َيِص َل إىل الص ِّف ‪ ،‬ف َذ َك ر ذل ك للن ِّيب ص َّلى اُهلل علي ه وس َّلم فق ال‪:‬‬
‫((زاَدَك اُهلل ِح رًص ا‪ ،‬وال َتُعْد )) أَّنه مل يأُمْر ه النُّيب ص َّلى اُهلل عليه وس َّلم بقضاِء ِتلك الركع ِة‪،‬‬
‫‪16‬‬
‫فلَّم ا مل يأُمْر ه‪ُ ،‬عِلَم أهَّن ا صحيحٌة‪ ،‬وأَّنه ُمعَتٌّد هباصحيح‬

‫‪ُ 14‬مْنَف ِر د األعظم ‪ - ٢٤٥/٦ :‬مقاييس اللغة ‪.١٢٩/٣ :‬‬


‫‪ 15‬فتح الربى‪.٥/٨ :‬‬
‫‪ 16‬صحبح البخاري‪ :‬الطحاوي شرح معاين اآلثار‪.‬ص‪.٧٣٨ .‬‬
‫وعن زي ِد بِن وهٍب ‪ ،‬ق ال‪ :‬إَّنه ك ان وابن مس عود‪ ،‬وإهَّن م ا ركَع ا دون الص ِّف ‪ ،‬ق ال‪ :‬فلَّم ا‬
‫‪17‬‬
‫فَر َغ اإلماُم ُقمُت أقضي‪ ،‬وأنا أرى أيِّن مل ُأدرْك ‪ ،‬فقال ابُن مسعوٍد‪ :‬قد أدركَته‬
‫ألَّنه مل َيُفْت ه من األركاِن غ ُري القي اِم ‪ ،‬وهو يأيت به مع التكبريِة‪ ،‬مث ُيدرُك مع اإلم اِم بقَّي ة‬
‫الركعِة‬
‫‪ .7‬سجود السهوى‬
‫ُس جوُد الَّس هِو ‪ :‬هو ِعبارٌة عن َس جدتِني َيسُج ُد مها املصِّلي؛ َجلِرْب اَخللِل احلاِص ِل يف َص الِته ِم ن‬
‫ِو ‪18‬‬
‫أْج ِل الَّس ه‬
‫كيفية سجود السهو‬
‫س جود الس هوى كس جود الص الة‪ ،‬ب ل حمله ا يف آخ ر الص الة يع ىن بع د التش هد‬
‫االخ ري والص الة على الن يب ص لى اهلل علي ه وس لم‪ ،‬وقب ل الس الم و أم ا إذا س جد للس هوى‬
‫يقال فيهما ‪ « :‬سبحان من ال ينام وال يسهوا»‪ ،‬و كان سجوده للسهو بسبب غري متعمٍد‬
‫و ىف احلديث‪ :‬عِن ابِن مس عوٍد َر ِض َي اُهلل َعْن ه‪ ،‬ق ال‪ :‬ص َّلى بن ا رس وُل اِهلل ص َّلى اُهلل علي ه‬
‫وس َّلم ص الًة زاد فيه ا‪ ،‬أو نَق منه ا‪ ،‬فلَّم ا أَّمَت ْلن ا‪ :‬ي ا رس وَل اهلل‪ ،‬أ َدَث يف الَّص الِة‬
‫َح‬ ‫ُق‬ ‫َص‬
‫شيٌء؟ قال‪ :‬فَثىَن ِر ْج َله فَس َج َد َس جدَتِني ‪ ،‬مث قال‪ ) :‬لو َح َدَث يف الَّص الِة شيٌء ألخربُتكم‬
‫به‪ ،‬ولِكْن إمَّن ا أنا َبَش ٌر ‪َ ،‬أْنَس ى َك ما َتْنَس وَن ‪ ،‬فإذا َنسيُت ف َذ ِّك روين‪ ،‬وإذا َأَح ُد كم شَّك يف‬
‫َص الِته فْليَتحَّر الصواَب وْلَيِنب عليه‪َّ ،‬مث ْلَيسُج ْد َس جدتني( رواه البخاري ‪٤٠١ :‬‬
‫و عن أيب سعيٍد اُخلدرِّي َر ِض َي اُهلل َعْنه‪ ،‬قال‪ :‬قال رسوُل اِهلل صَّلى اُهلل عليه وس َّلم‪:‬‬
‫)إذا َش َّك أح ُد كم يف َص الِته‪ ،‬فل َي ْد ِر كم َص َّلى؛ ثالًث ا أم أربًع ا؟ فْلَيْط ِح الَّش َّك ‪ ،‬وْلَيِنْب‬
‫َر‬ ‫ْم‬
‫على ما اْس َتيَق َن ‪ ،‬مث َيسُج ْد َس جدتِني َقبَل أْن ُيسِّلَم ‪ ،‬فإْن كاَن صَّلى مخًس ا‪ ،‬شَف ْع َن له صالَته‪،‬‬
‫وإْن كاَن صَّلى إمتاًم ا ألربٍع ‪ ،‬كانَتا ترغيًم ا للَّشيطاِن ( رواه مسلم ‪٥٧١ :‬‬
‫واملرتوك من الصالة ثالثة أشياء فرض وسنة وهيئة فالفرض ال ينوب عنه سجود‬
‫السهو بل إن ذكره والزمان قريب أتى به وبىن عليه وسجد للسهو والسنة ال يعود إليها‬
‫بعد التلبس بالفرض لكنه يسجد للسهو عنها واهليئة ال يعود إليها بعد تركها وال يسجد‬

‫‪ 17‬صحبح البخاري الطحاوي شرح معاين اآلثار‪ .‬ص‪.٣١٣ .‬‬


‫‪ 18‬جمموع فتاوى ورسائل العثيمني‪.٩٤/١٤ :‬‬
‫للسهو عنها وإذا شك ىف عدد ما أتى به من الركعات بىن على اليقني وهو االقل وسجد‬
‫‪19‬‬
‫للسهو وسجود السهو سنة وحمله قبل السالم‪ .‬وقدره مخسة أرطال وثلث بالعراقي‬

‫ج‪ .‬الخريطة‬

‫د‪ .‬اإلختتام‬
‫الصالة هي أقوال وأفعال خمصوصة‪ ،‬مفتتحة بالتكبري‪ ،‬خمتتمة بالتسليم و هي عبادة حمضة‪ .‬و‬
‫حكمه ا واجب على ك ل مس لم و ب الغ و عاق ل اي مكلفني ‪ .‬وام ا ش رائُط الص الة قب ل ال دخول‬
‫فيها مخسة أشياء‪ .‬فاالول‪ ،‬هي طهور عن كل حدث و جنس‪ ،‬وسرت العورة‪ ،‬والوقوف على مكان‬
‫طاهر‪ ،‬والعلم بدخول الوقت واستقبال القبلة‪ .‬و ركنها مثانية عشرة ركنا يعىن ُيبتَد ء بالنية مث تكبري‬
‫و ْخُيَتَتم بالسالم‪.‬‬
‫و يسن الصالة باجلماعة ‪ ،‬أما اجلماعة هي االرتباط احلاصل بني صالة اإلمام واملأموم‪ .‬فقد‬
‫شرع اإلسالم عدة مناسبات ولقاءات اجتماعية بني املسلمني ألداء العبادة يف أوقات معلومات‪،‬‬
‫منه ا أداء الص لوات اخلمس يف الي وم والليل ة‪ ،‬وحكمه ا ُس َّنٌة ُمَؤ ِّك َد ٌة‪ .‬و اْلَم أُموم جيب َأْن َين وي‬
‫اَجلَم اَعة‪ ،‬لكن ال جيب على اإلمام أن اْلَم أُموم َأْن َينوي اَجلَم اَعة‪.‬‬
‫فتح القريب اجمليب ‪:‬‬ ‫‪19‬‬
‫يف ممارس ة العملي ة ‪ ،‬تنقس م عب ادة الس نة إىل قس مني ‪ ،‬ومها ‪ :‬الس نة املؤك دة و الس نة غ ري‬
‫املؤكدة‪ .‬السنة املؤكدة هي ما واظب النيب صلى اهلل عليه وسلم على فعله‪ ،‬ومل يرتكه إال مرة او‬
‫م رتني للدالل ة على أن ه غ ري واجب‪ .‬و ه وا ال ذي يك ون فعل ه مكمال ومتمم ا للواجب ات الديني ة‬
‫كاألذان واإلقامة والصالة املفروضة يف مجاعة‪ .‬واما السنة غري املؤكدة وهي ما يثاب فاعلها وال‬
‫يعاقب تاركها‪ ،‬وال يستحق اللوم والعتاب‪ ،‬فالفعل مندوب بدون تأكيد‪ ،‬كالصدقة غري املكتوبة‪،‬‬
‫وصالة الضحى وغري ذلك‪.‬‬
‫و أما إذا كان الشخص الذي َفاَتُه ْعُض الَّص الِة اِإل اِم ‪َ ،‬لِكَّن ُه َأْد َك الَّتْكبري ْب الِم‬
‫َق َل َس‬ ‫َر‬ ‫َم َع َم‬ ‫َب‬
‫اِإل َم اِم وَدَخ َل َمَع الـَج َم اَعِة‪َ ،‬و َس واًء َفاَتْتُه َر ْك َعٌة َأْو َأَقُّل َأْو َأْك َثُر َفُه َو مأموم َمْس بوٌق ‪ .‬وجيب عليه ان‬
‫يتم صالته بعد سالم اإلمام‪ .‬و أما إذا كان الشخص الذي إذا نسي عدد ركعات ىف الصالة ‪ ،‬أو‬
‫ش ك في ه ‪ ،‬أو تركه ا بس بب النس يان ‪ ،‬ف وجب علي ه إلمتام ص الته بالس جود الس هو‪ .‬وام ا كيفيت ه‬
‫ككيفية سجود ىف الصالة‪ ،‬بل حملها يف آخر الصالة يعىن بعد التشهد االخري والصالة على النيب‬
‫صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬وقبل السالم ‪.‬‬

You might also like