Professional Documents
Culture Documents
2021 - 2020م
بسم اهلل الرحمن الرحيم
رب العالمين ،وأصلى وأسلم على أشرف الخلق وسيد المرسلين، ِ
الحمدُ لله ِّ
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،خير مبعوث ،إلى خير أمة ،بخير دين.
خيرا يفقهه في الدين)
القائل( :من يرد الله به ً
وبعد ،،
فعلم الفقه هو كنز هذه األمة الثمين ،ونتاج دستورها الحكيم ،به تتضح مشكالت
األحكام ،ويعرف الحالل من الحرام ،وهو حصن للعقول من اإلفراط والتفريط،
ونجاة من شدائد يوم محيط.
من الله علينا بإخراج هذا الكتاب وهو الجزء األول من كتاب (المختار من
وقد َّ
اإلقناع) المقرر على طلبة الصف األول الثانوي بقسميه (العلمي ـ األدبي) وهو
تيسير لكتاب (اإلقناع) تأليف العالمة :شمس الدين محمد بن أحمد الشربينى
الخطيب المتوفي سنة 977هـ ،وهو شرح على متن (غاية االختصار في الفقه على
مذهب اإلمام الشافعي) تأليف العالمة( :أبى شجاع) أحمد بن الحسين بن أحمد
األصفهاني الشافعي المتوفي سنة 500هـ .
وهذا الكتاب يعد من عيون كتب الشافعية ،وهو عمدة في المذهب ،ولما كانت
بعض مسائله وألفاظه تحتاج إلى بيان قامت لجنة من علماء األزهر الشريف بالعمل
على تيسيره ،فجالت بين أنهاره ،وقطفت بعض أزهاره ،حتى خرج هذا الكتاب
في ثوب قشيب ،زكى اللباب ،خال مما يعاب ،يجمع بين األصالة والمعاصرة
في محافظة على تراثنا الفقهي ،ومواكبة للعصر الذي نعيشه ،وقد روعي
في الكتاب النظرة التربوية لجعله مناس ًبا لمستوى الطالب فحددت أهداف عامة،
وأهداف خاصة بكل موضوع كما تم التنويع في األسئلة بين الموضوعية والمقالية،
وربط األسئلة باألهداف وقد تمثل هذا التيسير في األمور اآلتية:
لغيره ،فإنى مؤمل من الله تعالى أن يجعل هذا الكتاب ،عمدة ومرج ًعا ببركة الكريم
الوهاب ،فما كل من صنف أجاد ،وال كل من قال وفي بالمراد ،والفضل مواهب،
والناس في الفنون مراتب ،والناس يتفاوتون في الفضائل ،وقد تظفر األواخر بما
تركته األوائل ،وكم ترك األول لآلخر ،وكم لله على خلقه من فضل وجود ،وكل
ذى نعمة محسود ،والحسود ال يسود.
وسميته بـ «اإلقناع ،في حل ألفاظ أبي شجاع» ،أعاننى الله على إكماله وجعله
خالصا لوجهه الكريم بكرمه وأفضاله ،فال ملجأ منه إال إليه ،وال اعتماد إال عليه،
ً
وهو حسبى ونعم الوكيل ،وأسأله الستر الجميل.
شرح مقدمة متن غاية االختصار للشيخ أبى شجاع األصفهاني
تعالى( :بسم الله الرحمن الرحيم) أي أبتدئ أو أفتتح، قال المؤلف
أو أؤلف ،وهذا أولى ،إذ كل فاعل يبدأ في فعله ببسم الله يضمن ما جعل التسمية
مبدأ له ،كما أن المسافر إذا حل أو ارتحل فقال« :بسم الله» كان المعنى باسم الله
أحل أو باسم الله أرتحل .واالسم :مشتق من السمو وهو العلو ،فهو من األسماء
المحذوفة األعجاز كيد ودم؛ لكثرة االستعمال بنيت أوائلها على السكون ،وأدخل
عليها همزة الوصل ،لتعذر االبتداء بالساكن ،وقيل :من الوسم ،وهو العالمة ،وفيه
عشر لغات نظمها بعضهم في بيت فقال:
ـت ان َْجلِى
عاشــر تَمـ ِ
ٌ َّ
ـث َأو ٍل *** َلهــن ســماء ِ
ُ َّ َ َ ُ َّ
وســما واســم بت ْثلِيـ ِ
ٌ َ
ِســم ِ
ٌ
والله :علم على الذات الواجب الوجود المستحق لجميع المحامد ،لم يتسم
به سواه ،تسمى به قبل أن يسمى .وأنزله على آدم في جملة األسماء قال تعالى:
11 املختار من اإلقناع
X
الحمدُ ِ
لله.......................................................................
EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE
ﱹ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﱸ ((( ،أي :هل تعلم أحدً ا سمى الله ،غير الله وأصله إاله كإمام،
ثم أدخلوا عليه األلف والالم ،ثم حذفت الهمزة الثانية طل ًبا للخفة ونقلت حركتها
إلى الالم ،فصار الاله بالمين متحركين ،ثم سكنت األولى وأدغمت في الثانية
للتسهيل ،واإلله في األصل :يقع على كل معبود بحق أو باطل ،ثم غلب على
المعبود بحق كما أن النجم اسم لكل كوكب ،ثم غلب على الثريا وهو عربى عند
األكثر ،وعند المحققين أنه اسم الله األعظم وقد ذكر في القرآن العزيز في ألفين
وثالثمائة وستين موض ًعا ،واختار النووى تب ًعا لجماعة أنه الحى القيوم قال :ولذلك
لم يذكر في القرآن إال في ثالثة مواضع في البقرة ،وآل عمران ،وطه ،والرحمن
الرحيم صفتان مشبهتان بنيتا للمبالغة من مصدر رحم ،والرحمن أبلغ من الرحيم
ألن زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى ،كما في َق َط َع بالتخفيف وق َّطع بالتشديد،
وقدم الله عليهما ألنه اسم ذات وهما اسما صفة ،وقدم الرحمن على الرحيم ،ألنه
خاص ،إذ ال يقال لغير الله بخالف الرحيم ،والخاص مقدم على العام.
ً
وعمل بخبر «كل (الحمد لله) بدأ بالبسملة ثم بالحمدلة اقتداء بالكتاب العزيز،
أمر ذى بال» ،أي حال يهتم به «ال يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أقطع»
أي :ناقص غير تام ،فيكون قليل البركة ،وفي رواية رواها أبو داود «بالحمد» وجمع
المصنف رحمه الله تعالى كغيره بين االبتداءين ً
عمل بالروايتين وإشارة إلى أنه
ال تعارض بينهما ،إذ االبتداء حقيقى وإضافي ،فالحقيقى حصل بالبسملة ،واإلضافى
بالحمدلة ،أو أن االبتداء ليس حقيق ًيا ،بل هو أمر عرفى يمتد من األخذ في التأليف
إلى الشروع في المقصود ،فالكتب المصنفة مبدؤها الخطبة بتمامها .والحمد
اللفظى لغة :الثناء باللسان على الجميل االختيارى على جهة التبجيل :أي التعظيم،
سواء تعلق بالفضائل ـ وهي النعم القاصرة ـ أم بالفواضل ـ وهي النعم المتعدية
((( سورة مريم .اآلية.65 :
الصف األول الثانوى
12
X
.................................................................................
EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE
ـ فدخل في الثناء الحمد وغيره ،وخرج باللسان الثناء بغيره كالحمد النفسي،
وبالجميل الثناء باللسان على غير الجميل إن قلنا برأى «ابن عبد السالم أن الثناء
حقيقة في الخير والشر» ،وإن قلنا برأى الجمهور ـ وهو الظاهر ـ أنه حقيقة في الخير
فقط ،ففائدة ذلك تحقيق الماهية أو دفع إرادة الجمع بين الحقيقة والمجاز عند
من يجوزه وباالختيارى المدح «فإنه يعم االختيارى وغيره تقول :مدحت اللؤلؤة
على حسنها دون (حمدتها)» وبعلى جهة التبجيل ما كان على جهة االستهزاء نحو
ﱹﮉﮊ ﮋ ﮌ ﮍﱸ((( .وعر ًفا :ينبئ عن تعظيم المنعم من حيث
ذكرا باللسان أم اعتقا ًدا ومحبة بالجنان إنه منعم على الحامد أو غيره ،سواء كان ً
عمل وخدمة باألركان ،كما قيل: أو ً
الم َح َّج َبا ال َثــ ًة *** ي ِدى ولسـانِى و َّ ِ
النعمــاء ِمنِّــى َث َ
الضم َير ُ َ َ َ َ ُ أفادتكــم
والشكر لغة :هو الحمد ،وعر ًفا ،صرف العبد جميع ما أنعم الله به عليه من السمع
وغيره إلى ما خلق ألجله ،والمدح لغة :الثناء باللسان على الجميل مطل ًقا ،على جهة
التعظيم ،وعر ًفا :ما يدل على اختصاص الممـدوح بنـوع من الفضائل وجملة «الحمد
لله» خبرية لف ًظا إنشائية معنـى ،لحصول الحمد بالتكلم بها مع اإلذعان لمدلولها،
ويجوز أن تكون موضوعة شر ًعا لإلنشاء ،والحمد مختص بالله تعالى كما أفادته
الجملة ،سواء جعلت فيه (أل) لالستغراق كما عليه الجمهور ،وهو ظاهر أم للجنس
كما عليه الزمخشرى ألن الم «لله» لالختصاص ،فال فرد منه لغيره تعالى ،أم للعهد
العلمى كالتى في قوله تعالى :ﱹﮰﮱﯓﯔﱸ((( .كما نقله ابن عبد السالم،
وأجازه الواحدى على معنى أن الحمد الذي حمد الله به نفسه وحمده به أنبياؤه
وأولياؤه مختص به ،والعبرة بحمد من ذكر فال فرد منه لغيره ،وأولى الثالثة الجنس.
وقوله (رب) بالجر على الصفة ـ معناه المالك لجميع الخلق من اإلنس والجن
والمالئكة والدواب وغيرهم ،إذ كل منها يطلق عليه عالم ،يقال :عالم اإلنس،
وعالم الجن ،إلى غير ذلك .وسمى المالك بالرب ألنه يحفظ ما يملكه ويربيه،
(((
وال يطلق على غيره إال مقيدً ا ،كقوله تعالى :ﱹ ﯓ ﯔ ﯕ ﱸ .
وقوله (العالمين) اسم جمع عالم ـ بفتح الالم ـ وليس جم ًعا له؛ ألن «العالم»
عام في العقالء وغيرهم ،و«العالمين» مختص بالعقالء ،والخاص ال يكون جم ًعا
لما هو أعم منه ،قاله ابن مالك ،وتبعه ابن هشام في توضيحه ،وذهب كثير إلى
أنه جمع «عالم» على حقيقة الجمع ،ثم اختلفوا في تفسير العالم الذي جمع هذا
الجمع :فذهب أبو الحسن إلى أنه أصناف الخلق العقالء وغيرهم ،وهو ظاهر
كالم الجوهري ،وذهب أبو عبيدة إلى أنه أصناف العقالء فقط وهم اإلنس والجن
والمالئكة.
ثم قرن بالثناء على الله تعالى الثناء على نبيه محمد ﷺ بقوله( :وصلى الله) وسلم
(على سيدنا محمد النبي) لقوله تعالى :ﱹ ﯓ ﯔ ﯕ ﱸ((( .أي ال أذكر إال وتذكر
أحب أن يقدم المرء بين معي ،كما في صحيح ابن حبان ،ولقول الشافعى
يدى خطبته ـ أي بكسر الخاء ـ وكل أمر طلبه وغيرها حمد الله والثناء عليه والصالة
على النبى ﷺ ،وإفراد الصالة عن السالم مكروه كما قاله النووى في أذكاره،
وكذا عكسه ،ويحتمل أن المصنف أتى بها لف ًظا وأسقطها خ ًطا ،ويخرج بذلك
من الكراهة ،والصالة من الله تعالى رحمة مقرونة بتعظيم ،ومن المالئكة استغفار،
ومن اآلدميين ـ أي ومن الجن ـ تضرع ودعاء ،قاله األزهرى وغيره ،واختلف
في وقت وجوب الصالة على النبى ﷺ على أقوال:
((( سورة يوسف .اآلية.50 :
((( سورة الرشح .اآلية.4 :
الصف األول الثانوى
14
X
ِ
وآله.............................................................................
أحدها :كل صالة ،واختاره الشافعى في التشهد األخير منها.
والثاني :في العمر مرة.
والثالث :كلما ذكر ،واختاره الحليمى من الشافعية والطحاوى من الحنفية
واللخمى من المالكية وابن بطة من الحنابلة.
والرابع :في كل مجلس.
والخامس :في أول كل دعاء وفي وسطه وفي آخره ،لقوله ﷺ« :ال تجعلونى
كقدح الراكب ،بل اجعلونى في أول كل دعاء في وسطه وفي آخره»((( .
ومحمد :علم على نبينا ﷺ ،منقول من اسم مفعول الفعل المضعف ،سمى به
بإلهام من الله تعالى بأنه يكثر حمد الخلق له لكثرة خصاله الحميدة ،كما روى في
السير أنه قيل لجده ،عبد المطلب ـ وقد سماه في سابع والدته ،لموت أبيه قبلهاـ:
لم سميت ابنك محمدً ا وليس من أسماء آبائك وال قومك؟ فقال :رجوت أن يحمد
في السماء واألرض ،وقد حقق الله تعالى رجاءه كما سبق في علمه ،والنبى إنسان
أوحى إليه بشرع وإن لم يؤمر بتبليغه .فكل رسول نبي ،وال عكس( ..و) على (آله)
وهم ـ على األصح ـ مؤمنو بنى هاشم وبنى المطلب ،وقيل كل مؤمن تقي ،وقيل:
أمته ،واختاره جمع من المحققين .والمطلب :مفتعل من الطلب ،واسمه شيبة
الحمد على األصح ألنه ولد وفي رأسه شيبة ظاهرة في ذؤابتيه ،وهاشم :لقب،
بعيرا وجعله لقومه مرقة واسمه عمرو وقيل له هاشم ألن ً
قريشا أصابهم قحط فنحر ً
هاشما لهشمه العظم.
ً وثريدً ا فلذلك سمى
(و) على (صحبه) وهو جمع صاحب ،والصحابي :من اجتمع مؤمنًا بالنبى ﷺ
في حياته ولو ساعة واحدة ولو لم يرو عنه شيئًا ،فيدخل في ذلك األعمى كابن
أم مكتوم والصغير ولو غير مميز كمن حنكه ﷺ أو وضع يده على رأسه .وقوله
(أجمعين) تأكيد ،وفي بعض النسخ «أما بعد» ،وساقطة في أكثرها :أي بعد ما تقدم
من الحمد وغيره .وهذه الكلمة يؤتى بها لالنتقال من أسلوب إلى آخر ،وال يجوز
اإلتيان بها في أول الكالم ،ويستحب اإلتيان بها في الخطب والمكاتبات ،اقتداء
برسول الله ﷺ ،وقد عقد البخارى لها با ًبا في كتاب الجمعة ،وذكر فيه أحاديث
كثيرة ،والعامل فيها «أما» عند سيبويه لنيابتها عن الفعل ،أو الفعل نفسه عند غيره،
واألصل مهما يكن من شىء بعد (سألني) أي طلب منى (بعض األصدقاء) جمع
صديق ،وهو الخليل.
(مختصرا) وهو:
ً وقوله (حفظهم الله تعالى) جملة دعائية (أن أعمل) أي أصنف
ما قل لفظه وكثر معناه ،ال مبسو ًطا ـ وهو ما كثر لفظه ومعناه قال الخليل ـ :الكالم
يبسط ليفهم ،ويختصر ليحفظ (في) علم (الفقه) الذي هو المقصود من بين العلوم
بالذات ،وباقيها له كاآلالت :ألنه به يعرف الحالل والحرام وغيرهما من األحكام،
وقد تظاهرت اآليات واألخبار واآلثار ،وتواترت ،وتطابقت الدالئل الصريحة
وتوافقت ،على فضيلة العلم والحث على تحصيله ،واالجتهاد في اقتباسه وتعليمه،
فمن اآليات قوله تعالى :ﱹﯴﯵﯶﯷﯸ ﯹ ﯺﯻﱸ((( .وقوله تعالى:
(((
ﱹ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﱸ((( .وقوله تعالى :ﱹ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣﯤ ﱸ
خيرا يفقهه
واآليات في ذلك كثيرة معلومة .ومن األخبار قوله ﷺ« :من يرد الله به ً
ل واحدً ا خير لك منفي الدين»((( ،وقوله ﷺ لعلى « :ألن يهدى الله بك رج ً
حمر النعم»((( ،وقوله ﷺ« :إذا مات ابن آدم انقطع عمله إال من ثالث :صدقة جارية،
أو علم ينتفع به ،أو ولد صالح يدعو له» .واألحاديث في ذلك كثيرة معلومة مشهورة
ومن اآلثار عن علي :كفى بالعلم شر ًفا أن يدعيه من ال يحسنه ،ويفرح به إذا
أيضا :العلم
ً ذما أن يتبرأ منه من هو فيه ،وعن على
نسب إليه ،وكفى بالجهل ً
خير من المال ،العلم يحرسك وأنت تحرس المال ،والمال تنقصه النفقة ،والعلم
يزكو باإلنفاق .وعن الشافعى « :من ال يحب العلم ال خير فيه ،فال يكن بينك
أيضا
وبينه معرفة وال صداقة .فإنه حياة القلوب ،ومصباح البصائر» .وعن الشافعى ً
قال :مجلس فقه خير :طلب العلم أفضل من صالة النافلة .وعن ابن عمر
من عبادة ستين سنة .واآلثار في ذلك كثيرة ومشهورة.
ثم اعلم أن ما ذكرناه في فضل العلم إنما هو فيمن طلبه مريدً ا به وجه الله تعالى،
فمن أراده لغرض دنيوى كمال أو رياسة أو منصب أو جاه أو شهرة أو نحو ذلك فهو
مذموم .قال الله تعالى :ﱹ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝﮞ ﮟ ﮠ
ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﱸ((( ،وقال ﷺ« :من تعلم
عرضا من الدنيا لم يرح رائحة الجنة» أي لم يجدعلما ينتفع به في اآلخرة يريد به ً ً
ريحها .وقال ﷺ« :أشد الناس عذا ًبا يوم القيامة ـ أي من المسلمين ـ عالم ال ينتفع
أيضا أخبار كثيرة ،وفي هذا القدر كفاية لمنبعلمه» وفي ذم العالم الذي لم يعمل ً
وفقه الله تعالى.
ونحوها حتى مأل منها خبايا ثم رحل إلى مالك بالمدينة ،والزمه مدة ،ثم قدم
بغداد سنة خمس وتسعين ومائة فأقام بها سنتين واجتمع عليه علماؤها ورجع كثير
منهم عن مذاهب كانوا عليها إلى مذهبه ،وصنف بها كتابه القديم ،ثم عاد إلى مكة
شهرا ،ثم خرج
فأقام بها مدة ،ثم عاد إلى بغداد سنة ثمان وتسعين ومائة فأقام بها ً
مالزما لالشتغال بجامعها العتيق إلى أن أصابته
ً ناشرا للعلم
إلى مصر ،ولم يزل بها ً
أياما على ما قيل ،ثم انتقل إلى رحمة الله تعالى وهو
ضربة شديدة فمرض بسببها ً
قطب الوجود يوم الجمعة سلخ رجب سنة أربع ومائتين ،ودفن بالقرافة بعد العصر
من يومه ،وانتشر علمه في جميع اآلفاق ،وتقدم على األئمة في الخالف والوفاق،
علما».
وعليه حمل الحديث المشهور «عالم قريش يمأل طباق األرض ً
: ومن كالمه
ـون
ـت ُته ـ ُ
ف ــإن النف ــس م ــا طمع ـ ْ *** ـت نفســى ـت م َطامعــى َ
فأر ْحـ ُ أمـ ُّ
ففـــى إحيائـــه عرضـــى مصـــون *** أحييـــت َال ُقن َ
ُـــوع وكان ميتًـــا ُ َو
علتـــه مهانـــة وعـــاه هـــون *** ُّ
يحـــل بقلـــب عبـــد إذا طمـــع
أيضا:
ومن كالمه ً
أنـــت جميـــع أمـــرك
َ َّ
فتـــول *** ــك ِجلــدَ َك ُ
مثــل ُظ ْفــرك مــا َح َّ
فاقصـــد لمعتـــرف بقـــدرك *** وإذا قصـــــدت لحاجــــــة
وقد أفرد بعض أصحابه في فضله وكرمه ونسبه وأشعاره كت ًبا مشهورة وفيما
ذكرته تذكرة ألولى األلباب ولوال خوف الملل لشحنت كتابى هذا منها بأبواب،
وذكرت في شرح المنهاج وغيره ما فيه الكفاية(((.
ويكون ذلك المختصر (فى غاية االختصار) أي بالنسبة إلى أطول منه وغاية
الشىء معناها :ترتب األثر على ذلك الشىء كما تقول غاية البيع الصحيح حل
االنتفاع بالمبيـع ،وغاية الصالة الصحيحة إجزاؤها (و) في (نهاية اإليجاز) بمثناة
تحتية بعد الهمزة ـ أي القصر ـ وظاهر كالمه تغاير لفظى االختصار واإليجاز والغاية
والنهاية وهو كذلك ،فاالختصار :حذف عرض الكالم ،واإليجاز :حذف طوله كما
قاله ابن الملقن فى إشارته عن بعضهم وقد علم مما تقرر الفرق بين الغاية والنهاية
قر َب) أي يسهل لوضوح عبارته (على المتعلم) أي المبتدىء في التعلم شيئًا فشيئًا
(ل َي ُ
(درسه) أي بسبب اختصاره وعذوبة ألفاظه (ويسهل) أي يتيسر (على المبتدئ) أي
في طلب الفقه (حفظه) عن ظهر قلب ،كما مر عن الخليل ،أن الكالم يختصر ليحفظ.
أيضا بعض األصدقاء (أن أكثر فيه من التقسيمات) لما يحتاج (و) سألنى ً
إلى تقسيمه من األحكام الفقهية اآلتية ،كما في المياه وغيرها مما ستعرفه (و)
من (حصر) أي ضبط (الخصال) الواجبة والمندوبة (فأجبته) أي السائل (إلى ذلك)
أي إلى تصنيف مختصر بالكيفية المطلوبة ،وقوله (طال ًبا) حال من ضمير الفاعل
أي مريدً ا (للثواب) أي الجزاء من الله سبحانه وتعالى على تصنيف هذا المختصر،
لقوله ﷺ« :إذا مات ابن آدم انقطع عمله إال من ثالث :صدقة جارية ،أو علم ُينتفع
أيضا مما ذكر :أي ملتجئًا (إلى الله)
به ،أو ولد صالح يدعو له» وقوله (راغ ًبا) حال ً
سبحانه و(تعالى في) اإلعانة من فضله على حصـول (التوفيق) الذي هو خلق قدرة
الطاعة في العبد (للصواب) الذي هو ضد الخطأ ،بأن يقدرنى الله على إتمامه ،كما
قدرنى على ابتدائه .فإنه كريم جواد ،ال يرد من سأله وأعتمد عليه (إنه) سبحانه
وتعالى (على ما يشاء) أي يريده (قدير) أي قادر ،والقدرة :صفة تؤثر في الشىء عند
الصف األول الثانوى
20
X
خبير. ٌ ِ
لطيف ٌ وبعباده
EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE
تعلقها به وهي إحدى الصفات الثمانى القديمة الثابتة عند أهل السنة التي هي
صفات الذات القديم المقدس (و) هو سبحانه وتعالى (بعباده) جمع عبد ،وهو
حرا كان أو رقي ًقا ،فقد دعا ﷺ بذلك في أشرفـ كما قال في المحكم ـ اإلنسان ً
وﱹﭑ ﭒ ﭓ المواطن :ﱹﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡﱸ
(((
ﭔ ﭕﱸ((( .وقال أبو على الدقاق :ليس للمؤمن صفة أتم وال أشرف من
العبودية .كما قال القائل:
أشـــرف أســـمائى
ُ فإنـــه *** ال تدعنـــى إال بيـــا عبدهـــا
وقوله (لطيف) من أسمائه تعالى باإلجماع ،واللطف :الرأفة والرفق ،وهو
من الله تعالى :التوفيق والعصمة ،بأن يخلق قدرة الطاعة في العبد.
فائدة :قال السهيلي :لما جاء البشير إلى يعقوب عليه الصالة والسالم أعطاه في
البشارة كلمات كان يرويها عن أبيه عن جده عليهم الصالة والسالم وهي :يا لطي ًفا
فوق كل لطيف ،الطف بى في أمورى كلها كما أحب ،ورضنى في دنياى وآخرتي.
أيضا باإلجماع ،أي :هو عالم بعباده وبأفعالهم
وقوله (خبير) من أسمائه تعالى ً
وأقوالهم ،وبمواضع حوائجهم وما تخفيه صدورهم.
وإذ أنهينا الكالم بحمد الله تعالى على ما قصدناه من ألفاظ الخطبة لنذكر طر ًفا
من محاسن هذا الكتاب قبل الشروع في المقصود فنقول:
إن الله تعالى قد علم من مؤلفه خلوص نيته فعم النفع به :فقل من متعلم إال ويقرؤه
أول :إما بحفظ وإما بمطالعة ،وقد اعتنى بشرحه كثير من العلماء ،ففى ذلك داللة ً
على أنه كان من العلماء العاملين القاصدين بعلمهم وجه الله تعالى.
جعل الله تعالى قراره الجنة وجعله في أعلى عليين ،مع الذين أنعم عليهم
من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين :وفعل ذلك بنا وبوالدينا ومشايخنا
ومحبينا وال حول وال قوة إال بالله العلى العظيم.
***
ولما كانت الصالة أفضل العبادات ـ بعد اإليمان ـ ومن أعظم شروطها الطهارة
لقوله ﷺ« :مفتاح الصالة الطهور» ،والشرط مقدم طب ًعا فقدم وض ًعا ،بدأ المصنف
بها فقال.
***
وال فرق في الحدث بين األصغر ـ وهو ما نقض الوضوء ،ـ والمتوسط ـ
وهو ما أوجب الغسل من جماع أو إنزال ،ـ واألكبر ـ وهو ما أوجبه من حيض
أو نفاس.
تعريف الخبث وبيان أنواعه:
والخبث في اللغة :ما يستقذر.
وفى الشرع :مستقذر يمنع من صحة الصالة حيث ال مرخص ،وال فرق فيه بين
المخفف كبول صبى لم يطعم غير لبن ،والمتوسط كبول غيره ((( ،والمغلظ كبول
نحو الكلب .وإنما تعين الماء في رفــع الحدث لقوله تعالى :ﱹ ﭷ ﭸ ﭹ
ﭺ ﭻ ﭼ ﱸ((( واألمر للوجوب فلو رفع غير الماء لما وجب التيمم عند
فقده .ونقل ابن المنذر وغيره اإلجماع على اشتراطه في الحدث وفي إزالة الخبث
لقوله ﷺ في خبر الصحيحين حين بال األعرابي في المسجد« :صبوا عليه ذنو ًبا
من ماء» والذنوب :الدلو الممتلئة ماء .واألمر للوجوب كما مر ،فلو كفى غيره لما
وجب غسل البول به وال يقاس به غيره ،ألن الطهر به عند اإلمام((( تعبدي ،وعند
غيره معقول المعنى لما فيه من الرقة واللطافة التي ال توجد في غيره.
(سبع مياه):
أحدها( :ماء السماء) لقوله تعالى :ﱹﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ
ﭽﱸ(((.
أي بما ال يؤثر فيه كطين ،وما في مقره وممره ،وال يشمل الماء القليل الذى
دفعت فيه نجاسة ولم تغيره ،وال الماء المستعمل ألنه غير مطلق.
(و) ثانيها :ماء (طاهر) في نفسه (مطهر) لغيره ،إال إنه (مكروه) استعماله شر ًعا
تنزيها في الطهارة (وهو الماء المشمس) أي المتشمس ،لما روى الشافعى ً
عن عمر ،أنه كان يكره االغتسال به وقال :إنه يورث البرص لكن بشروط:
األول :أن يكون ببالد حارة أي وتنقله الشمس عن حالته إلى حالة أخرى كما
نقله في البحر عن األصحاب.
والثاني :أن يكون في آنية منطبعة غير النقدين ،وهي كل ما طرق نحو الحديد
والنحاس.
والثالث :أن يستعمل في حـالة حرارته في البدن ،ألن الشمس بحدتها تفصل منه
زهومة((( تعلو الماء ،فإذا القت البدن بسخونتها خيف أن تقبض عليه فيحتبس الدم
فيحصل البرص (((.
حكم الماء شديد السخونة والبرودة:
تنزيها شديد السخونة أو البرودة في الطهارة لمنعه اإلسباغ.
أيضا ًويكره ً
أقسام الماء الطاهر غير المطهر:
(و) ثالثها :ماء (طاهر) في نفسه (غير مطهر) لغيره (وهو الماء) القليل
طاهرا
ً (المستعمل) في فرض الطهارة عن حدث كالغسلة األولى؛ أما دليل كونه
فألن السلف الصالح كانوا ال يحترزون عما يتطاير عليهم منه.
((( أي زهومة :مثل أثر الشحم أو الدسم عىل وجه املاء (كالزيوت والدهون)
((( الربص بياض يقع يف اجلسد لعلة.
جابرا في مرضه فتوضأ وصب عليه من وضوئه. وفى الصحيحين أنه ﷺ عاد ً
وأما دليل أنه غير مطهر لغيره فألن السلف الصالح كانوا مع قلة مياههم لم يجمعـوا
المستعمل لالستعمال ثان ًيا ،بل انتقلوا إلى التيمم ،ولم يجمعوه للشرب ألنه
مستقذر.
وخرج بالمستعمل في فرض المستعمل في نفل الطهارة كالغسل المسنون
والوضوء المجدد فإنه طهور على الجديد.
ً
مستعمل إال إذا انفصل عن العضو) (ال يكون املاء
الماء ما دام مترد ًدا على العضو ال يثبت له حكم االستعمال ما بقيت الحاجة
إلى االستعمال باالتفاق للضرورة.
المتغير وشروطه:
(و) مثل الماء المستعمل الماء (المتغير) طعمه أو لونه أو ريحه (بما) أي بشىء
(خالطه من) األعيان (الطاهرات) التي ال يمكن فصلها المستغنى عنها ـ كمسك
تغيرا يمنع إطالق اسم الماء عليه ،سواء كان الماء ً
قليل أم وزعفران وماء شجر ـ ً
كثيرا ألنه ال يسمى ماء ،ولهذا لو حلف ال يشرب ماء أو وكّل في شرائه فشرب ذلك ً
أو اشتراه له وكيله لم يحنث ولم يقع الشراء له ،وسواء أكان التغير حس ًيا أم تقدير ًيا.
حكم تغيير الماء بما خالطه أو جاوره:
وال يضر تغير يسير بطاهر ال يمنع االسم لتعذر صون الماء عنه ،ولبقاء إطالق
اسم الماء عليه ،وكذا لو شك في أن تغيره كثير أو يسير ،واليضر تغير بمكث ـ وإن
وممره ككبريت وزرنيخ لتعذر صونّ مقره
فحش التغير ـ وطين وطحلب وما في ّ
الماء عن ذلك ،وال يضر أوراق شجرة تناثرت وتفتتت؛ واختلطت لتعذر صون
ناعما
الماء عنها ،لكن إن طرحت وتفتتت أو أخرج منه الطحلب أو الزرنيخ ودق ً
وألقى فيه فغ َّيره فإنه يضر؛ أو تغير بالثمار الساقطة فيه ،إلمكان التحرز عنها غال ًبا.
حقيقة الفرق بين المخالط والمجاور:
واحترز بقيد المخالط عن المجاور الطاهر كعود ودهن ولو مطيبين وكافور
صلب فال يضر التغير به إلمكان فصله وبقاء اسم اإلطالق عليه .وكذا ال يضر التغير
ً
مستعمل ـ طرح ألن تغيره مجرد تعكير فال يمنع إطالق اسم الماء عليه، بتراب ـ ولو
نعم إن تغير حتى صار ال يسمى إال طينًا رط ًبا ضر.
أقسام الماء المتنجس:
أ ) الماء القليل الذي القته نجاسه:
(و) رابعها( :ماء نجس) أي متنجس (وهو الذي حلت فيه) أو القته (نجاسة)
تدرك بالبصر (وهو) قليل (دون القلتين)((( بثالثة أرطال((( فأكثر سواء تغير أم ال،
ال َيغ ِْم ْس
من ن َْو ِم ِه َف َ
لمفهوم حديث القلتين اآلتى ولخبر مسلم« :إ َذا ْاس َت ْي َق َظ َأ َحدُ ك ُْم ْ
ت َيدَ ُه» نهاه عن الغمس خشية َاء َحتَّى َيغ ِْسلها َثال ًثا َفإ َّن ُه الَ َيدْ ِرى َأ ْي َن َباتِ ْ
إلن ِ
َيدَ ُه في ا ِ
النجاسة ،ومعلوم أنها إذا خفيت ال تغير الماء فلوال أنها تنجسه بوصولها لم ينهه.
ب) الماء الكثير الذي القته نجاسة:
كثيرا بأن بلغ (قلتين) فأكثر (فتغير) بسبب النجاسة لخروجه عن
(أو كان) ً
يسيرا حس ًيا أو تقدير ًيا ،فهو نجس باإلجماع المخصص
الطاهرية ،ولو كان التغير ً
لخبر القلتين اآلتي ،ولخبر الترمذى وغيره« :الماء ال ينجسه شىء» كما خصصه
مفهوم خبر القلتين اآلتي ،فالتغير الحسى ظاهر.
والتقديرى بأن وقعت فيه نجاسة مائعة توافقه في الصفات ،كبول انقطعت
رائحته ولو فرض مخال ًفا له في أغلظ الصفات ،كلون الحبر وطعم الخل وريح
المسك لغيره ،فإنه يحكم بنجاسته فإن لم يتغير فطهور لقوله ﷺ« :إِ َذا َب َلغَ ا َل ُ
ماء
ث» قال الحاكم :على شرط الشيخين .وفي رواية ألبى داود لم َي ْح ِم ِل الخَ َب َ
ُق َّل َت ْي ِن ْ
وغيره بإسناد صحيح« :فإنه ال ينجس» وهو المراد بقوله« :لم يحمل الخبث» أي:
يدفع النجس وال يقبله.
حكم زوال التغيير:
فإن زال تغيره الحسي أو التقديري بنفسه بأن لم يحدث فيه شيء كأن زال بطول
المكث أو بماء انضم إليه بفعل أو غيره أو أخذ منه ،والباقى قلتان طهر لزوال سبب
التنجيس .فإن زال تغيره بمسك أو نحوه كزعفران أو بتراب لم يطهر ،ألنا ال ندري
أن أوصاف النجاسة زالت أو غلب عليها ما ذكر فاستترت.
ما يستثنى من النجس:
ويستثنى من النجس ميتة ال دم لها سائل أصالة بأن ال يسيل دمها عند شق عضو
منها في حياتها كعقرب ،وذباب وقمل وبرغوث ،ال نحو حية وضفدع وفأرة فال
تنجس ماء أو غيره بوقوعها فيه بشرط أن ال يطرحها طارح ،ولم تغيره لمشقة
االحتراز عنها ولخبر البخاري« :إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه كله
ثم لينزعه فإن في أحد جناحيه داء» أي وهو اليسار كما قيل «وفى اآلخر شفاء» زاد
أبو داود «وإنه يتقى بجناحه الذي فيه الداء» وقد يفضى غمسه إلى موته ،فلو نجس
المائع لما أمر به ،وقيس بالذباب ما في معناه من كل ميتة ال يسيل دمها.
فصل في الدباغ
بيان ما يطهر بدباغه وما يستعمل من اآلنية وما يمتنع (وجلود) الحيوانات
ظاهرا وباطنًا (بالدباغ) ولو بإلقاء الدابغ عليه بنحو ريح
ً (الميتة) كلها (تطهر)
أو بإلقائه على الدابغ كذلك لقوله ﷺ« :أيما إهاب دبغ فقد طهر» رواه مسلم .وفي
رواية «هال أخذتم إهابها فدبغتموه فانتفعتم به» والظاهر ما القى الدابغ والباطن ما
لم يالق الدابغ ،وال فرق في الميتة بين أن تكون مأكولة اللحم أم ال ،كما يقتضيه
عموم الحديث.
ضابط الدباغ:
والدبغ :نزع فضوله وهي مائيته ورطوبته التي يفسده بقاؤها ويطيبه نزعها بحيث
بحريف بكسر الحاء
لو نقع في الماء لم يعد إليه النتن والفساد ،وذلك إنما يحصل ّ
المهملة وتشديد الراء كالقرظ(((والعفص((( وقشور الرمان ،وال فرق في ذلك بين
الطاهر كما ذكر والنجس كذرق الطيور ،وال يكفى التجميد بالتراب وال بالشمس،
ونحو ذلك مما ال ينزع الفضول وإن جف الجلد وطابت رائحته ألن الفضالت لم
تزل ،وإنما جمدت بدليل أنه لو نقع في الماء عادت إليه العفونة.
حكم الجلد بعد الدبغ
ويصير المدبوغ كثوب متنجس لمالقاته لألدوية النجسة ،أو التي تنجست به قبل
طهر عينه فيجب غسله لذلك ،فال يصلى فيه وال عليه قبل غسله ،ويجوز بيعه قبله
((( القرظ :شجر عظام له سوق غالظ ـ وهي من الفصيلة القرنية ـ وهي من أنواع السنط العريب يستخرج
منه صمغ مشهور (املعجم الوسيط) صـ 754
((( العفص :شجر البلوط وثمرها وهو دواء قابض جمفف ـ وربام اختذوا منه صربا أوصبغا (املعجم
الوسيط صـ .)633
الصف األول الثانوى
32
X
ِ ِ ِ ِ ِ ّإل ِجلدَ
عرها الميتة َ
وش ُ والخنزير وما تَو َّلدَ منهما أو من أحدهما و َع ُ
ظم الكلب
ِ
اآلدم َّي ............................................................... َج ٌس ّإلن ِ
EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE
ما لم يمنع من ذلك مانع ،وال يحل أكله سواء كان من مأكول اللحم أم من غيره
لخبر الصحيحين« :إنما حرم من الميتة أكلها» وخرج بالجلد الشعر لعدم تأثره
بالدبغ .قال النووي :ويعفى عن قليله( .إال جلد الكلب والخنزير) فال يطهره الدبغ
قط ًعا ،ألن الحياة في إفادة الطهارة أبلغ من الدبغ والحياة ال تفيد طهارته( ،و) كذا
(ما تولد منهما أو من أحدهما) مع حيوان طاهر لما ذكر( ،وعظم) الحيوانات
(الميتة وشعرها) وقرنها وظفرها وظلفها (نجس) لقوله تعالى :ﱹ ﭑ ﭒ
ﭓ ﭔ ﱸ((( وتحريم ما ال حرمة له وال ضرر فيه يدل على نجاسته ،والميتة :ما
زالت حياتها بغير ذكاة شرعية فيدخل في الميتة ما ال يؤكل إذا ذبح ،وكذا ما يؤكل
إذا اختل فيه شرط من شروط التذكية كذبيحة المجوسى والمحرم للصيد وما ذبح
بالعظم ونحوه.
ما قطع من حي:
طاهرا فطاهر وإن كان
ً والجزء المنفصل من الحي :كميتة ذلك الحي إن كان
نجسا فنجس لخبر «ما قطع من حي فهو كميتته»((( .
فالمنفصل من اآلدمى أو السمك أو الجراد طاهر ومن غيرها نجس( .إال شعر)
أو صوف أو ريش أو وبر المأكول فطاهر باإلجماع ولو نتف منها أو انتتفت.
(((
قال الله تعالى :ﱹ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﱸ
وهو محمول على ما أخذ بعد التذكية ـ الذبح ـ أو في الحياة على ما هو المعهود،
ولو شككنا فيما ذكر هل انفصل من طاهر أو نجس حكمنا بطهارته ،ألن األصل.
((( سورة املائدة .اآلية.3 :
((( رواه احلاكم وصححه عىل رشط الشيخني.
((( سورة النحل .اآلية.80 :
الطهارة ،وشككنا في النجاسة واألصل عدمها بخالف ما لو رأينا قطعة لحم وشككنا
هل هي من مذكاة أو ال؟ ألن األصل عدم التذكية ،والشعر على العضو المبان ـ
نجسا تب ًعا له ،والشعر المنفصل من (اآلدمي) سواء
المقطوع ـ نجس إذا كان العضو ً
(((
انفصل منه في حال حياته أم بعد موتـه طاهـر لقوله تعالى :ﱹﮏﮐﮑﮒﱸ
وقضية التكريم أن ال يحكم بنجاسته بالموت وسواء المسلم وغيره ،وأما قوله :تعالى:
فالمراد به نجاسة االعتقاد أو اجتنابهم كالنجس (((
ﱹﭢﭣ ﭤﱸ
ال نجاسة األبدان.
وتحل ميتة السمك والجراد لقوله ﷺ« :أحلت لنا ميتتان ودمان :السمك والجراد
والكبد والطحال»((( .
أنواع الفضالت:
(أ) منها ما يستحيل ـ أي ما يتحول ـ في باطن الحيوان وهو نجس كدم لقوله
تعالى :ﱹﭑﭒﭓﭔﱸ((( أي الدم المسفوح وقيح ألنه دم مستحيل،
وقىء وإن لم يتغير وهو الخارج من المعدة ألنه من الفضالت المستحيلة كالبول
وجرة وهي بكسر الجيم ما يخرجه البعير أو غيره لالجترار ،ومرة وهي بكسر الميم
ما في المرارة.
وأما المسك فهو أطيب الطيب كما رواه مسلم ،واختلفوا في العنبر ،فمنهم
من قال :إنه نجس ألنه مستخرج من بطن دويبة ال يؤكل لحمها ،ومنهم من قال إنه
طاهر ألنه ينبت في البحر ويلفظه ،وهذا هو الظاهر ،وروث ولو من سمك وجراد
لما روى البخاري« :إنه ﷺ لما جىء له بحجرين وروثة ليستنجى بها أخذ الحجرين
ورد الروثة وقال« :هذا ركس» والركس :النجس وبول لألمر بصب الماء عليه
في بول األعرابى في المسجد رواه الشيخان .ومذي :وهو بالمعجمة ماء أبيض
رقيق يخرج بال شهوة عند ثورانها لألمر بغسل الذكر منه في خبر الصحيحين
في قصة على .وودي :وهو بالمهملة ماء أبيض ثخين يخرج عقب البول أو عند
قياسا على ما قبله ،ولبن ما ال يؤكل غير لبن اآلدمى كلبن األتان
حمل شىء ثقيل ً
ألنه يستحيل في الباطن كالدم ،أما لبن ما يؤكل لحمه كلبن الفرس وإن ولدت ً
بغل
فطاهر .قال تعالى :ﱹ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﱸ((( وكذا لبن اآلدمى إذ ال يليق
نجسا وكالمهم شامل للبن الميتة.
بكرامته أن يكون منشؤه ً
(ب) ومنها ما ال يستحيل وهو طاهر كعرق ولعاب ودمع من حيوان طاهر.
والعلقة :وهي الدم الغليظ المستحيل من الدم في الرحم .والمضغة :وهي العلقة
التي تستحيل فتصير قطعة لحم ،ورطوبة الفرج من حيوان طاهر ولو غير مأكول
طاهرة.
ما يطهر من نجس العين:
وال يطهر من نجس العين بغسل وال باستحالة إال شيئان:
أحدهما :الجلد إذا دبغ كما مر.
والثاني :الخمرة إذا تخللت بنفسها فتطهر ،وإن نقلت من شمس إلى ظل
أو عكسه ،فإن خللت بطرح شئ فيها لم تطهر.
النقدين والخيالء وكسر قلوب الفقراء .ويحرم تمويه سقف البيت وجدرانه وإن لم
يحصل منه شىء بالعرض على النار ،ويحرم استدامته إن حصل منه شىء بالعرض
عليها وإال فال.
ويحل استعمال واتخاذ النفيس كياقوت وزبرجد وبلور بكسر الباء وفتح الالم،
ومرجان وعقيق والمتخذ من الطيب المرتفع كمسك وعنبر وعود ألنه لم يرد فيه
نهى وال يظهر فيه معنى السرف والخيالء.
حكم التضبيب بالفضة:
وما ضبب من إناء بفضة ضبة كبيرة وكلها أو بعضها وإن قل لزينة حرم استعماله
واتخاذه ،أو صغيرة بقدر الحاجة فال تحرم للصغر وال تكره للحاجة .ولما روى عن
وكان قد عاصم األحول قال :رأيت قدح رسول الله ﷺ عند أنس بن مالك
انشق ـ فسلسله بفضة ـ أي شده بخيط فضة ـ والفاعل هو أنس كما رواه
انصدع ـ أي ّ
البيهقي .قال أنس« :لقد سقيت رسول الله ﷺ في هذا القدح أكثر من كذا وكذا» أو
صغيرة وكلها أو بعضها لزينة أو كبيرة كلها لحاجة جاز مع الكراهة فيهما ،أما في
(((
األولى فللصغر وكره لفقد الحاجة ،وأما في الثانية فللحاجة وكره للكبر ،وضبة
موضع االستعمال لنحو شرب كغيره فيما ذكر من التفصيل ألن االستعمال منسوب
إلى اإلناء كله.
تنبيه :مرجع الكبر والصغر العرف .فإن شك في كبرها فاألصل اإلباحة قاله
في المجموع.
((( الضبة :قطعة من ذهب أو فضة أو غريمها تتخذ إلصالح خلل يف اإلناء
فصل في السواك:
وهو بكسر السين ،مشتق من ساك إذا دلك( .والسواك) لغة :الدلك وآلته.
وشر ًعا :استعمال عود من أراك((( أو نحوه .كأشنان((( في األسنان وما حولها
إلذهاب التغير ونحوه ،واستعماله (مستحب في كل حال) مطل ًقا كما قاله الرافعى
عند الصالة وغيرها لصحة األحاديث في استحبابه كل وقت( .إال بعد الزوال) أي
تنزيها استعماله (للصائم)
زوال الشمس وهو ميلها عن كبد السماء ،فإنه حينئذ يكره ً
من ريحِ المسك».
أطيب عندَ الله ْ
ُ «لخلوف فم الصائ ِم
ُ ولو ً
نفل لخبر الصحيحين:
والخلوف :بضم الخاء تغير رائحة الفم ،والمراد به الخلوف بعد الزوال لخبر:
خمسا» ثم قال« :وأما الثانية فإنهم يمسون وخلوف
ً عطيت أمتى في شهر رمضان
ْ ُ
«أ
أفواههم أطيب عند الله من ريح المسك» والمساء بعد الزوال وأطيبية الخلوف
تدل على طلب إبقائه فكرهت إزالته ،وتزول الكراهية بالغروب ألنه ليس بصائم
اآلن ،ويؤخذ من ذلك أن من وجب عليه اإلمساك لعارض كمن نسى نية الصوم
ً
ليل ال يكره له السواك بعد الزوال ،وهو كذلك ألنه ليس بصائم حقيقة ،والمعنى
في اختصاصها بما بعد الزوال أن تغير الفم بالصوم إنما يظهر حينئذ ويكره أن يزيد
طول السواك على شبر ،واستحب بعضهم أن يقول في أوله« :اللهم بيض به أسناني،
وشدّ به لثاتي ،وثبت به َل َ
ـهاتى ((( ،وبارك لى فيه يا أرحم الراحمين» .قال النووي:
وهذا ال بأس به.
كيفية االستياك:
ظاهرا وباطنًا في طول الفم لخبر« :إذا
ً ويسن أن يكون السواك في عرض األسنان
ّ
فاستَاكُوا َع ْر ًضا»((( ،ويجزئ طولً لكن مع الكراهة .نعم يسن أن يستاك
ْاس َت ْكت ُْم ْ
في اللسان ً
طول كما ذكره ابن دقيق العيد.
آلة السواك:
(((
ويحصل بكل خشن يزيل القلح((( كعود من أراك أو غيره أو خرقة أو أشنان
لحصول المقصود بذلك ،لكن العود أولى من غيره .واألراك أولى من غيره
من العيدان ،واليابس المندى بالماء أولى من الرطب ومن اليابس الذي لم يندّ ،
ومن اليابس المندّ ى بغير الماء كماء الورد وعود النخل أولى من غير األراك كما
قاله في المجموع .ويسن غسله لالستياك ثان ًيا إذا حصل عليه وسخ أو ريح أو نحوه
كما قاله في المجموع ،وال يكفى االستياك بأصبعه وإن كانت خشنة ألنه ال يسمى
التيامن ما
َ يحب
ُ «كان
َ استياكًا ،ويسن أن يستاك باليمنى من يمنى فمه ألنه ﷺ:
ِ وترجله وتنع ِ
ِ طه ِ ِ
وسواكه»(((. له ُ وره استطاع في شأنه ك ِّله في ُ
َ
مواضع تأكد السواك:
(وهو في ثالثة مواضع) أي أحوال (أشد استحبا ًبا):
أحدها( :عند تغ ُّير الفم) ،وقوله( :من أزم) بفتح الهمزة وسكون الزاى وهو
السكوت أو اإلمساك عن األكل( .و) من (غيره) أي األزم كثوم وأكل ذى ريح كريه.
(و) ثانيها( :عند القيام من النوم) لخبر الصحيحين« :كان ﷺ إذا قا َم ِم َن النَّو ِم
شوص فا ُه ـ أي يدلكه ـ بالسواك».
َي ُ
نفل أو لمتيمم أو لفاقد الطهورين وصالة(و) ثالثها( :عند القيام إلى الصالة) ولو ً
متغيرا أو استاك في وضوئها لخبر الصحيحينَ « :ل ْوالَ ً الجنازة ،ولو لم يكن الفم
بالس َواك عنْدَ ك َِّل َصال َِة» أى :أمر إيجاب ،وكما يتأكد ِ
َأ ْن َأ ُش َّق َع َلى ُأ َّمتى ّ
ألمرت ُُه ْم ِّ
ِ
بالسواك أشق على أمتى ألمرتُهم
أن َّ
أيضا للوضوء لقوله ﷺ« :لوال ْ فيما ذكر يتأكد ً
ٍ
وضوء»((( أي :أمر إيجاب ،ومحله في الوضوء بعد غسل الكفين ،ويسن عنْدَ ِّ
كل
السواك لقراءة قرآن أو حديث أو علم شرعى ولذكر الله تعالى ولنوم ولدخول منزل
وعند االحتضار ،ويقال :إنه يسهل خروج الروح وفي السحر ولألكل وبعد الوتر
وللصائم قبل وقت الخلوف.
من فوائد السواك أنه يطهر الفم ،ويرضى الرب ،ويبيض األسنان ،ويطيب النكهة،
ويسوى الظهر ،ويشد اللثة ،ويبطئ الشيب ،ويصفى الخلقة ،ويزكى الفطنة ،ويضاعف
مر ،ويذكر الشهادة عند الموت .ويسن التخليل((( قبل
األجر ،ويسهل النزع كما ّ
(((
السواك وبعده ومن أثر الطعام وكون الخالل من عود السواك ويكره بالحديد ونحوه.
***
فصل في الوضوء
فى اللغة :بضم الواو اسم للفعل وهو :استعمال الماء في أعضاء مخصوصة
وهو المراد هنا ،وبفتحها اسم للماء الذي يتوضأ به وهو مأخوذ من الوضاءة،
وهي الحسن والنظافة والضياء من ظلمة الذنوب.
وأما في الشرع :فهو أفعال مخصوصة مفتتحة بالنية .قال اإلمام :وهو تعبدى
مسحا وال تنظيف فيه ،وكان وجوبه مع وجوب الصلوات ً ال يعقل معناه ألن فيه
الخمس كما رواه ابن ماجه.
وفي موجبه أوجه:
أحدها :الحدث وجو ًبا موس ًعا.
ثانيها :القيام إلى الصالة ونحوها.
ثالثها :هما ،وهو األصح كما في التحقيق وشرح مسلم .وله شروط وفروض
وسنن.
شروط الوضوء والغسل
فشروطه ،وكذا الغسل :ماء مطلق )1( ،ومعرفة أنه مطلق ولو ظنًا )2( ،وعدم
الحائل )3( ،وجرى الماء على العضو )4( ،وعدم المنافى من نحو حيض ونفاس
في غير أغسال الحج ونحوها ،ومس ذكر )5( ،وعدم الصارف ويعبر عنه بدوام
النية ( )6وإسالم وتمييز ومعرفة كيفية الوضوء كنظيره اآلتى في الصالة)7( ،
جزءا يتصل بالمغسول ويحيط به ليتحقق به استيعاب ً وأن يغسل مع المغسول
المغسول ( )8وتحقق المقتضى للوضوء ،فلو شك هل أحدث أم ال؟ لم يصح
وضوؤه على األصح )9( ،وأن يغسل مع المغسول ما هو مشتبه به ،فلو خلق له يدان
أو رجالن ،واشتبه األصلى بالزائد وجب غسل الجميع.
45 املختار من اإلقناع
X
ِ أشياء :الن ّي ُة عندَ َغ ِ روض الو ِ
ضوء س ّت ُة
الوجه ........................... سل َ و ُف ُ ُ
EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE
فروع :لو نوى أن يصلى بوضوئه وال يصلى به لم يصح وضوؤه لتالعبه وتناقضه،
وكذا لو نوى به الصالة ،بمكان نجس ولو نسى لمعة في وضوئه أو غسله فانغسلت
في الغسلة الثانية أو الثالثة بنية التنفل أو فى إعادة وضوء أو غسل لنسيان له أجزأه،
بخالف ما انغسلت في تجديد وضوء فإنه ال يجزىء ألنه طهر مستقل بنية لم تتوجه
لرفع الحدث ً
أصل.
وقت نية الوضوء:
ويجب أن تكون (عند غسل) أول مغسول من أجزاء (الوجه) لتقترن بأول
الفرض كالصالة وغيرها من العبادات ،ما عدا الصوم فال يكفى اقترانها بما بعد
الوجه قط ًعا لخلو أول المغسول وجو ًبا عنها .وال بما قبـله مـن السـنن ،إذ المقصود
من العبادات أركانها والسنن توابع لها ،هذا إذا عزبت ((( النية قبل غسل شىء من
الوجه ،فإن بقيت إلى غسل شىء منه كفى ،بل هو أفضل ليثاب على السنن السابقة
ألنها إذا خلت عن النية لم يحصل ثوابها .ولو اقترنت النية بالمضمضة أو االستنشاق
وانغسل معه جزء من الوجه أجزأه ،ولو وجدت النية في أثناء غسل الوجه دون أوله
كفت ووجب إعادة المغسول منه قبلها ،فوجوبها عند أول غسل جزء منه ليعتد
به ،ويفهم منه أنه ال يجب االستصحاب الذكري للنية إلى آخر الوضوء بخالف
الحكمي.
(و)الثاني:من الفروض (غسل)ظاهر كل (الوجه)لقوله تعالى :ﱹ ﭘ
ﭙﱸ
(((ولإلجماع والمراد بالغسل االنغسال،سواء كان بفعل المتوضىء
أم بغيره،وكذا الحكم في سائر األعضاء.
((( عزب الشئ عزوبا :بعد وخفي
((( سورة املائدة .اآلية.6 :
الصف األول الثانوى
48
X
..................................................................................
EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE
ً
وعرضا: حد الوجه ً
طول
طولما بين منابت شعر رأسه وتحت منتهى لحييه،وهما بفتحالالموحدّ الوجه ً
ً
وعرضا ما بين أذنيه؛ على المشهور العظمان اللذان تنبت عليهما األسنان السفلى.
ألن الوجه ما تقع به المواجهة وهي تقع بذلك.
وخرج بظاهره داخل الفم واألنف والعين ،فإنه ال يجب غسل ذلك قط ًعا،
(((
وال يسن غسل داخل العين ،ولكن يجب غسل ذلك إن تنجس ،أما ماق العين
فيغسل بال خالف ،فإن كان عليه ما يمنع وصول الماء إلى المحل الواجب كالرماص
وجب إزالته وغسل ما تحته.
الكالم على شعور الوجه:
ويجب غسل كل هدب وهو :الشعر النابت على أجفان العين ،وحاجب
وهو :الشعر النابت على أعلى العين سمى بذلك ألنه يحجب عن العين شعاع
الشمس،وعذار وهو الشعر النابت المحاذى لألذن بين الصدغوالعارض(((،وشارب
وهو الشعر النابت على الشفة العليا سمى بذلك لمالقاته فم اإلنسان عند الشرب،
وشعر نابت على الخد،وعنفقة وهو الشعر النابت على الشفة السفلى،أىيجب
ظاهرا وباطنًا وإن كثف الشعر،ألن كثافته نادرة فألحق بالغالب،واللحية ً غسل ذلك
من الرجل وهى بكسر الالم الشعر النابت على الذقن خاصة وهى مجموع اللحيين
إن خفت وجبغسل ظاهرها وباطنها وإن كثفت وجبغسل ظاهرها واليجب
غسل باطنها لعسر إيصال الماء إليه مع الكثافةغير النادرة ولما روى البخارى أنه
غسلبِ َها َو َ
جه ُه»وكانت لحيته الكريمة كثيفة. فغرفغرف ًة َ
َ َ
توضأﷺ
وبالغرفة الواحدة اليصل الماء إلى ذلكغال ًبا فإن خف بعضها وكثف بعضها
وتميز فلكل حكمه،فإن لميتميز بأن كان الكثيف متفر ًقا بين أثناء الخفيف وجب
غسل الكل كما قاله الماوردى ألن إفراد الكثيف بالغسليشق،وإمرار الماء على
الخفيف اليجزىء وهذا هو المعتمد،وإن قال فى المجموع ما قاله الماوردى
خالف ما قاله األصحاب.والشعر الكثيف مايستر البشرة عن المخاطب،بخالف
الخفيف والعارضان،وهما المنحطان عن القدر المحاذى لألذن كاللحية فى جميع
ما ذكر.
ويجبغسل جزء من الرأس ومن الحلق ومن تحت الحنك ومن األذنين ومن
الوجه البياض الذي بين العذار واألذن،لدخوله في حده،وما ظهر من حمرة الشفتين
ومن األنف بالجدع (((.
(و)الثالث:من الفروض (غسل)جميع (اليدين)من كفيه وذراعيه (إلى)أى مع
(المرفقين)أو قدرهما إن فقدا،لما رواه مسلم عن أبى هريرة في صفة وضوء رسول
أشرعفى
َ ثم َغ َ
سليدَ ه ال ُيمنَى حتى الوضوءَّ ، َ وجه ُهفأسبغَ َ
فغسل َ َ
توضأ اللهﷺ« :أن ُه
العض ِد»إلخ .
أشرعفى ُ َ سرى حتى ُ ِ
العضد،ثم ال ُي َ
ولإلجماع ولقوله تعالى :ﱹ ﭚ ﭛ ﭜ ﱸ(((وإلى بمعنى مع كما في
قوله تعالى :ﱹ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋﰌ ﱸ(((أى مع الله.وقوله تعالى :ﱹ ﯻ ﯼ
ﯽ ﯾ ﱸ(((فإن قطع بعض مايجبغسله من اليدين وجبغسل ما بقى منه ألن
(((
الميسور اليسقط بالمعسور،ولقولهﷺ« :إذا َأ َم ْر ُتك ُْمبِ َأ ْم ٍر َف ْأتُوا ِمنْه ما ْاس َت َط ْعت ُْم»
((( اجلدع :القطع.
((( سورة املائدة .اآلية.6 :
((( سورة الصف .اآلية.14 :
((( سورة هود .اآلية.52 :
((( أخرجه البخاري.
الصف األول الثانوى
50
X
ين مع ا لكَع َب ِ
ين.............................. ، الرج َل ِ
سل ِّ الر ِ
أس و َغ ُ ِ
بعض ّ ومسح
ُ
EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE
سلعظم الذراعوبقى العظمان المسميان برأس العضد، أو قطع من مرفقيه بأن ّ
فيجبغسل رأس عظم العضد ألنه من المرفق أو قطع من فوق المرفق ندبغسل
باقى عضده،كما لو كان سليم اليد.
مسحا ولو لبعض بشرة(و)الرابع:من الفروض (مسح بعض الرأس).بمايسمى ً
رأسه أو بعض شعره ولو واحدة أو بعضها في حد الرأس بأن اليخرج بالمدّ عنه من
جهة نزوله،فلو خرج به عنه منها لميكف حتى لو كان متجعدً ا بحيث لو مدّ لخرج
عن الرأس لميكف المسح عليه قال تعالى :ﱹ ﭝ ﭞ ﱸ((( .وروى
و َع َلى َع َم َامتِ ِه».واكتفى بمسح البعض فيما ذكر ألنه ِ
مسلم أنه ﷺَ « :م َس َحبناصيته َ
المفهوم من المسح عند إطالقه،.ولميقل أحد بوجوب خصوص الناصية وهى
الشعر الذى بين النزعتين ،واالكتفاء بها يمنع وجوب االستيعاب ويمنع وجوب
التقدير بالربع أو أكثر ألنها دونه،والباء إذا دخلت على متعدد كما فى اآلية تكون
(((
للتبعيض أو علىغيره كما فى قوله تعالى :ﱹ ﮱ ﯓ ﯔ ﱸ
تكون لإللصاق.
ويكفىغسل بعض الرأس ألنه مسح وزيادة،ووضع اليد عليه بال مد لحصول
المقصود من وصول البلل إليه،ولو قطر الماء على رأسه أو تعرض للمطر وإن لم
مر،ويجزىء مسح ببرد وثلج اليذوبان لما ذكره ولو حلق ينو المسح أجزأه لما ّ
رأسه بعد وضوئه لميعد المسح.
(و)الخامس:من الفروض (غسل)جميع (الرجلين)بإجماع منيعتد بإجماعه
مرفى المرفقين.
(مع الكعبين)من كل رجل أو قدرهما إن فقدا كما ّ
وهما العظمان الناتئان من الجانبين عند مفصل الساق والقدم ففى كل رجل
كعبان،لما روى النعمان بن بشير أنهﷺقال« :أقيموا صفوفكم فرأيت الرجل
منايلصق منكبه بمنكب صاحبه وكعبه بكعبه»((( .قال تعالى :ﱹﭟ ﭠ
ﭡﭢ ﱸ((( قرىء في السبع بالنصب والجر عط ًفا علىالوجوه لف ًظا في األول
ومعنى في الثانى لجره على الجوار،ودل على دخول الكعبين في الغسل ما دل على
دخول المرفقين فيه وقد مر.
ويجب إزالة ما في شقوق الرجلين من عين كشمع ،ويجب إزالة ما تحت األظفار
من وسخ يمنع وصول الماء ،وإن قطع بعض القدم وجب غسل الباقي.
(و)السادس:من الفروض (الترتيب على)حكم (ما ذكرناه)من البداءة بغسل
الوجه مقرونًا بالنية ثم اليدين ثم مسح الرأس ثمغسل الرجلين لفعلهﷺ المبين
للوضوء المأمور به رواه مسلم وغيره،ولقولهﷺفى حجة الوداع« :ابدأوا بما بدأ
الله به»((( بإسناد صحيح،والعبرة بعموم اللفظ ال بخصوص السبب ،وألنه تعالى
ممسوحا بين مغسوالت ،وتفريق المتجانس ال ترتكبه العرب إال لفائدة،
ً ذكر
وهى هنا وجوب الترتيب ال ندبه بقرينة األمر في الخبر،وألن اآلية بيان للوضوء
الواجب،ولو شك في تطهير عضو قبل فراغطهره أتى به وما بعده أو بعد الفراغلم
يؤثر.
سنن الوضوء
ولما فرغمن فروض الوضوء شرع في سننه فقال :
(وسننه عشرة أشياء)بالمدغير مصروف جمع شىء والمصنف لميحصر السنن
فيما ذكره.وسنذكر زيادة على ذلك.
الكالم على التسمية:
األولى( :التسمية) أول الوضوء لخبر النسائى بإسناد جيد عن أنس قال:
وضوءا فلميجدوا فقال ﷺ« :هل مع أحد منكمً طلب بعض أصحاب النبى ﷺ
ماء؟ فأتى بماء فوضعيده في اإلناء الذي فيه الماء ثم قال« :توضئوا بسم الله»
أى قائلين ذلك.فرأيت الماءيفور من بين أصابعه حتى توضأ نحو سبعين ً
رجل.
ولخبر« :توضئوا بسم الله»رواه النسائى وابن خزيمة،وإنما لم تجب آلية الوضوء
يسمالله»فضعيف.وأقلها (بسم
المبينة لواجباته.وأما خبر« :ال وضوء لمن لم ّ
الله)وأكملها كمالها،ثم (الحمد لله على اإلسالم ونعمته)،و(الحمد لله الذي
طهورا)وزاد الغزالى بعدها :ﱹ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ً جعل الماء
ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﱸ(((.
وتسن التسمية كلل أمر ذي بال أى حاليهتم به من عبادة وغيرها،كغسل وتيمم
لمحرم أو مكروه،
َّ وذبح وجماع وتالوة ولو أثناء سورة ال لصالة وحج وذكر،وتكره
والمراد بأولالوضوء أولغسل الكفين.فينوى الوضوء ويسمى الله تعالى عنده
بأنيقرن النية بالتسمية عند أولغسلهما،ثميتلفظ بالنية،ثميكملغسلهما ألن
سهوا
التلفظ بالنية والتسمية سنة،واليمكن أنيتلفظ بهما فى زمن واحد،فإن تركها ً
أو عمدً ا أو فى أول طعام كذلك أتى بها فى أثنائه فيقول:بسم الله َّأوله وآخره لخبر:
المسحة بالذهاب،فإن لمينقلب شعره لضفره أو لقصره أو عدمه لمير ّدلعدم الفائدة
ً
مستعمل. فإن ردهما لم تحسب ثانية ألن الماء صار
املسح على العمامة:
(((وقلنسوة(((ولميرد رفع ذلك كملفـإن كـان على رأسه نحو عمامة كخمار
سحبناصيتِه فم َ
بالمسح عليها وإن لبسها على حدث لخبر مسلم:أنه ﷺ« :توضأ َ
و َع َلى َع َم َامتِه».وسواء أعسر تنحيتها أم ال.ويفهم من قولهم:كمل،أنه اليكفى
االقتصار على العمامة ونحوها.وهو كذلك.
مسح األذنين وكيفيته:
(و)السادسة( :مسح)جميع (األذنين ظاهرهما وباطنهما بماء جديد)ألنه ﷺ
اخ ْىأصبعيهفى ِص َم َ
ِ َ
وأدخلاهرهما وباطنهما،برأسه وأذنيه َظ ِ
وضوئه ِ
ِ « َم َس َحفى
(((
أيضا ماء جديدً ا .وكيفية المسح :أن يدخل مسبحتيه ُأ ِ
ذنيه» ويأخذ لصماخيه ً
فى صماخيه ويديرهما في المعاطف،ويمرر إبهاميه على ظاهر أذنيه ثميلصق كفيه
استظهارا.والصماخ بكسر الصاد ويقال بالسين هو خرق
ً وهما مبلولتان باألذنين
األذن،وتأخير مسح األذنين عن الرأس مستحق كما هـو األصح في الروضة،ولو
أخذ بأصابعه ماء لرأسه فلميمسحه بماء بعضها ومسح به األذنين كـفى ألنه ماء
جديد.
الكالم على تخليل اللحية
(و) السابعة( :تخليل اللحية الكثة) وكل شعر يكفى غسل ظاهره باألصابع
ُ
يخلل لحيتَه الكريم َة».ولماكان
من أسفله،لما روى الترمذى وصححه:أنهﷺَ « :
((( اخلامر :كل ما سرت ،ومنه مخار املرأة وهو ثوب تغطي به رأسها.
((( قلنسوة :لباس للرأس خمتلف األشكال واألنواع.
((( املسبحة من األصابع السبابة
الصف األول الثانوى
56
X
والرج َل ِ
ين ............................................... ين ِّ وتَخلِ ُ
يل َأصاب ِع اليدَ ِ
EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE
َ
فخللبه أخذك ًفا ِمن ماء فأدخ َله تحت حنكِهَ
توضأ َ كانإذا
روى أبو داود أنه ﷺ « َ
لحيتَه وقال:هكذا أمرنى ربي»أما مايجبغسله من ذلك كالخفيففيجب إيصال
الماء إلى ظاهره وباطنه ومنابته بتخليل أوغيره.
تنبيه :ظاهر كالم المصنف فى سن التخليل أنه ال فرق بين المحرم وغيره،
وهو المعتمد كما اعتمده الزركشى فى خادمه،خال ًفا البن المقرى فى روضه تب ًعا
للمتولى،ولكن المحرميخلل برفق لئاليتساقط منه شعره كما قالوه فى تخليل شعر
الميت.
تخليل األصابع:
أيضا لخبر لقيط بن صبرة
(و)من السابعة( :تخليل((( أصابع اليدين والرجلين) ً
ْ
وخلل بين األصابعِ»((( وصححوه والتخليل في أصابع اليدين وء ُ
الوض َ «أسب ِغ
بالتشبيك بينهما،وفى أصابع الرجلينيبدأ بخنصر الرجل اليمنى ويختم بخنصر
الرجل اليسرى،ويخلل بخنصريده اليسرى أو اليمنى.كما رجحه فى المجموع
من أسفل الرجلين.وايصال الماء إلى ما بين األصابع واجب بتخليل أوغيره إذا
كانت ملتفة اليصل الماء إليها إال بالتخليل أو نحوه،فإن كانت ملتحمة لميجز
فتقها.قال اإلسنوى:ولميتعرض النووى والغيره إلى تثليث التخليل.وقد روى
أنه توضأ فخلل البيهقى بإسناد جيد كما قاله فى شرح المهذب،عن عثمان
بين أصابع قدميه ثال ًثا ثال ًثا وقال:رأيت رسول الله ﷺفعل كما فعلت.ومقتضى
هذا استحباب تثليث التخليل.اهـ.وهذا ظاهر.
((( ختلل الشىء :نفذ ،ويف وضوئه أدخل املاء خالل أصابعه أو شعر حليته.
((( رواه الرتمذي وغريه.
أجيب:بأن ذلك كله كان لبيان الجواز.فكان فى ذلك الحال أفضل ألن البيان
فى حقه ﷺواجب.قال ابن دقيق العيد:ومحل الكراهة فى الزيادة إذا أتى بها على
قصد نية الوضوء،أى أو أطلق فلو زاد عليها بنية التبرد أو مع قطع نية الوضوء عنها
لميكره.
قال الزركشى:ينبغى أنيكون موضع الخالف ما إذا توضأ بماء مباح أو مملوك
له،فإن توضأ بماء موقوف على منيتطهر منه أويتوضأ منه كالمدارس والربط
حرمت عليه الزيادة بال خالف ألنهاغير مأذون فيها.انتهى.
طلب ترك التثليث
يطلب ترك التثليث في ثالثة أمور:
)أ( إذا فات الوقت بحيث لو اشتغل به لخرج الوقت فإنه يحرم عليه التثليث.
)ب(أو َّ
قل الماء بحيث ال يكفيه إال للفرض فتحرم الزيادة ألنها توجب التيمم
مع القدرة على الماء.
)ج(إذا احتاج إلى الفاضل عنه لعطش إنسان أو حيوان.
المواالة وضابطها
(و)العاشرة( :المواالة)بين األعضاء في التطهير بحيث اليجف األول قبل
الشروع في الثانى مع اعتدال الهواء ومزاج الشخص نفسه((( والزمان والمكان،
مغسول.وهذا فيغير وضوء صاحب الضرورة كما تقدم،وما لم ً ويقدر الممسوح
يضق الوقت وإال فتجب.واالعتبار بالغسلة األخيرة،واليحتاج التفريق الكثير إلى
تجديد نية عند عزوبها ألن حكمها باق.
فصل:فى االستنجاء
تعريف االستنجاء وحكمه :
(واالستنجاء):استفعال من طلب النجاة وهو الخالص من الشىء،وهو مأخوذ
من نجوت الشجرة وأنجيتها إذا قطعتها ألن المستنجىيقطع به األذى عن نفسه،
فكأنقاضى
وقديترجم هذا الفصل باالستطابة،وال شك أن االستطابة طلب الطيبّ ،
الحاجةيطلب طيب نفسه بإخراج األذى،وقديعبر عنه باالستجمار من الجمار وهو
الحصى الصغار،وتطلق الثالثة على إزالة ما على المنفذ،لكن األوالنيعمان الحجر
والماء،والثالثيختص بالحجر( .واجب من)خروج (البول والغائط)وغيرهما،
نادرا كدم ومذى وودى إزالة للنجاسة.
من كل خارج ملوث ولو ً
األفضل في االستنجاء(((:
(واألفضل أنيستنجى باألحجار)أو ما في معناها( .ثميتبعها بالماء)ألنالعين
(((
تزول بالحجر أو ما في معناه ،واألثر يزول بالماء من غير حاجة إلى مخامرة
النجاسة( ،ويجوز) له (أن يقتصر) فيه (على الماء) فقط ألنه األصل في إزالة
جوزه بها حيث فعله كما رواه النجاسة (أو)يقتصر (على ثالثة أحجار)ألنه ﷺ ّ
أحجار»الموافق ٍ ِ
بثالثة البخاري،وأمر بفعله بقوله فيما رواه الشافعي« :وليستنْج
له ما رواه مسلم وغيره من نهيه ﷺعن االستنجاء بأقل من ثالثة أحجار ،فإن لم
ينق المحل بثالث وجب اإلنقاء برابع فأكثر إلى أن ال يبقى إال أثر ال يزيله إال الماء.
َ
((( موضع النقط بني القوسني يدل عىل جزء حمذوف من املتن.
((( هذا احلكم خاص ببعض البلدان التى يعتمد أهل القرى فيها عىل استعامل األحجار ىف إزالة النجاسة
لقلة دورات املياه.
((( املخامرة :خامر الشىء مارسه وخالطه.
الصف األول الثانوى
64
X
الراكِ ِد ......................................... ، ِ ِ
ول والغَائ َط في الماء َّ
ب ال َب َ ِ
و َيجتَن ُ
EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE
((( أى يزيل أثر النجاسة ،فخرج بذلك الشىء األملس الذى ال يزيلها.
((( أى غري معظم كاملناديل الورقية التى توضع ىف احلامم ،فهى كاحلجر الذى جيوز االستنجاء به.
ويسن أن يبعد عن الناس في الصحراء وما ألحق بها من البنيان إلى حيث
اليسمع للخارج منه صوت واليشم له ريح،فإن تعذر عليه اإلبعاد عنهم سن
(((
لهم اإلبعاد عنه كذلك،ويستتر عن أعينهم لقوله ﷺ«:من أتى الغائط فليستتر»
ويحصل الستر براحلة أو وهدة (((أو إرخاء ذيله.
هذا إذا كان بصحراء أو بنيان اليمكن تسقيفه كأن جلس في وسط مكان واسع،
فإن كان في بناءيمكن تسقيفه أي عادة كفى،وهذا األدب متفق على استحبابه،
ثممن اليغض بصره عن نظر عورته ممنيحرم عليه نظرها، ومحله إذا لميكن ّ
وإال وجب االستتار .وعليه يحمل قول النووى في شرح مسلم :يجوز كشف
أما
العورة في محل الحاجة في الخلوة كحال االغتسال والبول ومعاشرة الزوجةَّ ،
بحضرة الناس فيحرم كشفها واليبول في موضع هبوب الريح وإن لم تكن هابة إذ
قد تهب بعد شروعه في البول فترد عليه الرشاش وال في مكان صلب لما ذكر وال
قالت«:من حدثكم قائما لخبر الترمذىوغيره بإسناد جيد أن عائشة
يبول ً
قائما فال تصدقوه» أييكره له ذلك إال لعذر فاليكره وال خالف أن النبى كان يبول ً
األولى واليدخل الخالء حاف ًيا وال مكشوف الرأس لالتباع.
ويعتمد فى قضاء الحاجة علىيساره ألن ذلك أسهل لخروج الخارج ،ويكره أن
فإنعام َة َ
يتوضأفيهَّ ،ثم ِ يبول فى المغتسل لقوله ﷺ« :اليبو َل َّنأحدُ كم فى ُم
ستحمه َّ
ِّ
ثممنفذينفذ منه البول والماء ويحرم على القبر، ِ ِ
الوسواسمنْ ُه»ومحله إذا لميكن ّ
وكذا فى إناء فى المسجد على األصح،ويسن أنيستبرىء من البول عند انقطاعه
بنحو تنحنح .قال فى المجموع :والمختار أن ذلك يختلف باختالف الناس،
والقصد أنيظن أنه لميبق بمجرى البول شىءيخاف خروجه،فمنهم منيحصل
((( رواه أمحد وأبو داود.
((( الوهدة :األرض املنخفضة واحلفرة.
نواقض الوضوء
(والذىينقض الوضوء)أىينتهى به (خمسة أشياء)فقط.
أحدها( :ما)أى شىء (خرج)من أحد (السبيلين)،أى من ُق ُب ِلالمتوضىء،
نجسا،جا ًفا أم رط ًبا،
طاهرا أم ً
ً ريحا،
أو من دبر المتوضئ،سواء أكان الخارج عينًا أم ً
كرها.واألصل كثيرا،طو ًعا أم ً نادرا كدم.انفصل أم الً ،
قليلأم ً معتا ًدا كبول أو ً
في ذلك قوله تعالى :ﱹ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﱸ((( .والغائط :المكان
المطمئن من األرض تقضى فيه الحاجة ،سمى به الخارج للمجاورة ،وحديث
و َيت ََو َّض ُأوفيهماْ : ِ
اش َتكَى إِ َلى ّ
النبي الصحيحين أنهﷺقال في المذيَ «:يغْس ُل َذك ََر ٌه َ
ص ْوتًا َأ ْو ِ الش ِ ﷺا َّل ِذى ُيخَ َّي ُلإِ َل ْي ِه َأ َّن ُه َي ِ
الصالةَ :ق َالالَ َين َْص ِرف حتَّى َي ْس َم َع َ ىءفى َّ جدُ َّْ َ
يحا»والمراد العلم بخروجه،ال سمعه وال شمه،وليس المراد حصر الناقض جدَ ِ
ر ً َي ِ
في الصوت والريح،بل نفى وجوب الوضوء بالشك في خروج الريح ويقاس بما
في اآلية واألخبار:كل خارج مما ذكر.
حكم الخارج من الثقب
َو َل ْوانسد مخرجه األصلى من قبل أو دبر بأن لميخرج منه شىء وإن لميلتحم
السرة،فخرج منه المعتاد خروجه كبول أو النادر كدود
وانفتح مخرج بدله تحت ُّ
ودم نقض،لقيامه مقام األصلى.فكماينقض الخارج منه المعتاد والنادر فكذلك
أيضا ،وإن انفتح فى السرة أو فوقها أو محاذيها واألصلى منسد ،أو تحتها
هذا ً
واألصلى منفتح،فالينقض الخارج منه.أما فى األولى فألن مايخرج من المعدة
أو فوقها اليكون مما أحالته الطبيعة.ألن ما تحيله تلقيه إلى أسفل،فهو بالقىء
مخرجا مع انفتاح األصلى، ً أشبه.وأما فى الثانية فال ضرورة إلى جعل الحادث
وحيث أقمنا المنفتح كاألصلى إنما هو بالنسبة للنقض بالخارج.فاليجزىء فيه
الحجر والينتقض الوضوء بمسه.قال الماوردى:هذا فى االنسداد العارض.أما
وا ُلمن َْسدُّ حينئذ كعضو زائدوخرج الخلقى فينقض معه الخارج من المنفتح مطل ًقاَ .
بالمنفتح ما لو خرج شىء من المنافذ األصلية كالفم واألذن.فإنه ال نقض بذلك
كما هو ظاهر كالمهم.
(و)الثانى:من نواقض الوضوء( :النوم).وإنماينقض إذا كان (علىغير هيئة
الس ِهَ ،ف َم ْن
َاء َّ المتمكن) مقعدهمن األرض أي ألييه،وذلك لقوله ﷺ« :ال َع ْين ِ
َان ِ
وك ُ
نَا َم َف ْل َيت ََو َّض َأ»(((والسه:بسين مهملة مشددة مفتوحة وهاء حلقة الدبر.والوكاء ـ
بكسر الواو والمد ـالخيط الذييربط به الشىء.والمعنى فيه أن اليقظة هي الحافظ
لمايخرج والنائم قديخرج منه شىء واليشعر به.
أما إذا نام وهو ممكن ألييه من مقره من أرض أوغيرها فالينتقض وضوءه،
ابرس ِ
والَ َيت ََو َّضئُون»(((.ون ُث َّم ُي َص ُّل َ
ون َ ولالله ﷺ َين َُام َ َان َأ ْص َح ُ َ ُ
«ك َ ولقول أنس
رءوسهم األرض ،فحمل على نوم وفى رواية ألبى داود :ينامون حتى تخفق ُ
الممكن،جم ًعا بين الحديثين.فدخل في ذلك ما لو نام محتب ًيا(((،وأنه ال فرق بين
النحيف وغيره وهو ما صرح به في الروضة وغيرها نعم إن كان بين مقعده ومقره
تجاف نقض ،وال تمكين لمن نام على قفاه ملص ًقا مقعده بمقره ..ومن خصائصه
ﷺأنه الينتقض وضوءه بنومه مضطج ًعا.
((( رواه أبو داود وغريه.
((( رواه مسلم.
((( حمتبي ًا :احتبى جلس عىل أليته وضم فخذيه وساقيه إىل بطنه بذراعيه ليستند .فاالحتباء :اجللوس عىل
األرض مع استقامة الساقني إىل أعىل وضم الركبتني باليدين.
خروجا من الخالف.
ً ويسن الوضوء من النوم ممكنًا
(و) الثالث :من نواقض الوضوء( :زوال العقل) بجنون أو (بسكر) وإن لم
يأثم به (أو) بعارض (مرض) كإغماء ،أو بتناول دواء ألن ذلك أبلغ من النوم.
وال فرق بين أنيكون متمكنًا أم ال.
(و)الرابع:من نواقض الوضوء (لمس الرجل)ببشرته (المرأة األجنبية) أى
بشرتها(،منغير حائل) لقوله تعالى :ﱹ ﭴ ﭵ ﭶ ﱸ(((أى لمستم،كما
قرىء به ،فعطف اللمس على المجىء من الغائط ،ورتب عليهما األمر بالتيمم
عند فقد الماء ،فدل على أنه حدث .ال جامعتم ،ألنه خالف الظاهر إذ اللمس
اليختص بالجماع،قال تعالى :ﱹ ﯡ ﯢ ﱸ(((وقال ﷺ« :لعلك لمست»
والمعنى فيه أنه مظنة ثوران الشهوة.والمراد بالرجل:الذكر إذ ابلغحدً ايشتهى،ال
البالغ.وبالمرأة:األنثى إذا بلغت حدً ايشتهى كذلك ال البالغة.
والينقض لمس َم ْح َرم له بنسب أو رضاع أو مصاهرة،ولو بشهوة،ألنها ليست
مظنة للشهوة بالنسبة إليه كرجل.والينقض صغيرة السن ،وال صغير لميبلغكل
منهما حدً ايشتهى عر ًفا،النتفاء مظنة الشهوة،بخالف ماإذا بلغاها وإن انتفت بعد
ذلك لنحو هرم،وال شعر وسنوظفر وعظم،ألن معظم االلتذاذ في هذا إنما هو
بالنظر دون اللمس.
النقض بالمس وشروطه
(و)الخامس ـوهو آخر النواقض ـ (مس)شىء من (فرج اآلدمي)من نفسه
ذكرا كان أو أنثى(،بباطن الكف) منغير حائل ،لخبرَ « :م ْن َم َّس َف ْر ًج ُه
أوغيرهً ،
((( سورة املائدة .اآلية.6 :
((( سورة األنعام .اآلية.7 :
الصف األول الثانوى
72
X
ومس ح ْل َق ِة دب ِر ِه على الج ِد ِ
يد . َ ُُ َ َ ُّ َ
EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE
أسئلة
1:سما نواقض الوضوء؟
***
منالم ِ
اء»فمنسوخة.وأجاب ابن عباس بأن معناه أنه ال يجب الغسل باالحتالم إال ِ
َ َ
أن ينزل؛ وذكر الختانين جرى على الغالب.
(و)الثانية( :إنزال)أى خروج (المني) واألصل في ذلك خبر مسلم«:إنما الماء
من الماء»وخبر الصحيحين عن أم سلمة قالت:جاءت أم سليم إلى رسول الله ﷺ
فقالت« :إن الله اليستحيى من الحق هل على المرأة منغسل إذا هي احتلمت؟
قال:نعم إذا رأت الماء» .
بأول مايغسل من البدن،سواء أكان من أعاله أم وقت النية:وتكون النية مقرونة ّ
من أسفله،إذ ال ترتيب فيه.فلو نوى بعدغسل جزء منه وجب إعادةغسله.
(و) الثاني( :إزالة النجاسة إن كانت على) شىء من (بدنه) وهو ضعيف،
واألصح أنه يكفي للغسل وإزالة النجاسة غسلة واحدة.
ظاهرا وباطنًا وإن كثف،
ً (و)الثالث( :إيصال الماء إلى جميع)أجزاء (الشعر)
ويجب نقض الضفائر إن لميصل الماء إلى باطنها إال بالنقض،لكنيعفى عن باطن
الشعر المعقود( ،و)إلى جميع أجزاء (البشرة)حتى األظفار ومايظهر من صماخى
األذنين .
سنن الغسل
(وسننه)أى الغسل كثيرة المذكور منها هنا (خمسة أشياء).وسنذكر منها أشياء
بعد ذلك:
األولى( :التسمية) مقرونة بالنية كما صرح به في المجموع هنا ،وقد تقدم
في الوضوء بيان أكملها.
كامل (قبله)لالتباع،رواه الشيخان،وقال في المجموع (و)الثانية( :الوضوء) ً
نقلعن األصحاب:سواء أقدّ م الوضوء كله أو بعضه أم أخره أم فعله في أثناء ً
الغسل فهو محصل للسنة،لكن األفضل تقديمه.
(و)الثالثة( :إمرار اليد)فى كل مرة من الثالث (على)ما أمكنه من (الجسد)
وخروجا من خالف من أوجبه،وإنما لم
ً فيدلك ما وصلت إليهيده من بدنه احتيا ًطا
يجب عندنا ألن اآلية واألحاديث ليس فيهما تعرض لوجوبه،ويتعهد معاطفه كأن
يأخذ الماء بكفه فيجعله على المواضع التي فيها انعطاف والتواء:كاإلبط واألذنين
وطبقات البطن وداخل السرة ألنه أقرب إلى الثقة بوصول الماء،ويتأكد في األذن
فيأخذ ك ًفا من ماء ويضع األذن عليه برفق ليصل الماء إلى معاطفه وزواياه.
(و)الرابعة( :المواالة)وهىغسل العضو قبل جفاف ما قبله كما مر في الوضوء.
ظهرا وبطنًا (على)غسل
(و)الخامسة( :تقديم)غسل جهة (اليمنى)من جسده ً
يحب
«كان ُّ َ جهة (اليسرى)بأنيفيض الماء على شقه األيمن ثم األيسر،ألنه ﷺ
ِ
طهوره»(((.وقدمنا أن سنن الغسل كثيرة:فمنها: التيامن فى
َ
( )1التثليث تأس ًيا به ﷺ كما فى الوضوء .وكيفية ذلك أن يتعهد ما ذكر،
ثميغسل رأسه ويدلكه ثال ًثا ثم باقى جسده كذلك بأنيغسل،ويدلك شقه األيمن
المقدم ثم المؤخر ثم األيسر كذلك مرة ثم ثانية ثم ثالثة كذلك،لألخبار الصحيحة
الدالة على ذلك،ولو انغمس فى ماء فإن كان جار ًيا كفى فى التثليث أنيمر عليه
ثالث جريات،لكن قديفوته الدلك ألنه اليتمكن منهغال ًبا تحت الماء،إذ ربما
يضيق نفسه ،وإن كان راكدً ا انغمس فيه ثال ًثا بأن يرفع رأسه منه و ينقل قدميه
أوينتقل فيه من مقامه إلى آخر ثال ًثا،فإن حركته تحت الماء كجرى الماء عليه،
واليسن تجديد الغسل ألنه لمينقل ولما فيه من المشقة بخالف الوضوء،فيسن
تجديده إذا صلى باألول صالة ما كما قاله النووى فى باب النذر من زوائد الروضة
عشر
َ َب الله له
هر كت َ َ
توضأ على ُط ٍ لما روى أبو داود وغيره أنه ﷺ قالَ « :م ْن
حسنات».وألنه كان فى أول اإلسالميجب الوضوء لكل صالة فنسخ الوجوب
وبقى أصل الطلب.
((( متفق عليه.
الصف األول الثانوى
78
X
.................................................................................
EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE
()2ويسن أن تتبع المرأةغير المحرمة والمحدّ ة لحيض أو نفاس أثر الدم مسكًا
فتجعله فى قطنة وتدخلها الفرج بعدغسلها وهو المراد باألثر،ويكره تركه بال عذر
كما فى التنقيح والمسك فارسى معرب الطيب المعروف،فإن لم تجد المسك
فنحوه:كالقسط(((واألظفار(((،فإن لم تجد كفى الماء أما المحرمة فيحرم عليها
الطيب بأنواعه.والمحدّ ة تستعمل قليل قسط أو أظفار.
حكم من اجتمع عليه أغسال
ومن اغتسل لجنابة ونحوها كحيض وجمعة ونحوها كعيد حصلغسلهما،كما
اعتبارا بما نواه،وإنما
ً لو نوى الفرض وتحية المسجد،أو نوى أحدهما حصل فقط
لميندرج النفل في الفرض ألنه مقصود فأشبه سنة الظهر مع فرضه.
ومن وجب عليه فرضان:كغسلى جنابة وحيض كفاه الغسل ألحدهما،وكذا
لو سن في حقه سنتان:كغسلى عيد وجمعة،واليضر التشريك بخالف نحو الظهر
مع سنته ألن مبنى الطهارات على التداخل بخالف الصالة،ولو أحدث ثم أجنب
أو أجنب ثم أحدث أو أجنب وأحدث م ًعا كفى الغسل،الندراج الوضوء في الغسل.
***
(فصل:فياألغسال المسنونة)
(واالغتساالت المسنونات)كثيرة المذكور منها هنا (سبعة عشر ً
غسل) وسأذكر
زيادة على ذلك.
األول:من السبعة عشر (غسل الجمعة)لمنيريد حضورها وإن لم تجب عليه
ْ
فليغتسل»ولخبر البيهقيبسند صحيح: الجم َع َة
جاءأحدُ كم ُ
الجمعة لحديث« :إذا َ
شئ» ِ ْ ِ ِ « َم ْنأتى الجمعة ِم َن
فليسعليه ٌ
ومنلميأت َها َ
فليغتسلْ ، والنساءالرجال
كلمحتلمٍ»(((أيمتأكد وصرف هذا عن واجبعلى ِّ
ٌ سلالجمعة ورويُ « :غ ُ
ُ
أفضل»(((. مناغتسل فالغُسل و ِ الوجوب خبر« :منتوضأيومالجمعة فبها ِ
مت َ
ونع ْ َ ُ َ ْ
ِ
الجمعة َ
اغتسليو َمووقتهمن الفجر الصادق ألن األخبار علقته باليوم كقولهﷺ « َم ْن
الساعةاألولى»الحديث،وتقريبه من ذهابه إلى الجمعةأفضل ألنه أبلغ ِ ثمراح في
َّ
فيالمقصود من انتفاء الرائحة الكريهة،ولو تعارض الغسل والتبكير فمراعاة الغسل
أولى،ألنه مختلف فيوجوبه ،ويكره تركه بال عذر على األصح.
(و)الثانيوالثالث( :غسل العيدين)الفطر واألضحيلكل أحد وإن لميحضر
الصالة ألنهيوم زينة،فالغسل له بخالف الجمعة.ويدخل وقتغسلهمابنصف
الليل وإن كان المستحب فعله بعد الفجر ألن أهل السواديبكرون إليهما من قراهم،
فلو لميكف الغسل لهما قبل الفجر لشق عليهم فعلق بالنصف الثانيلقربه من اليوم
كما قيل فيأذان الفجر.
((( رواه البخاري.
((( رواه الرتمذي وحسنه.
الصف األول الثانوى
80
X
ت َ ،والكَافِ ِر إِ َذا َأ ْس َل َم ،
سل المي ِ وف ،والغ ُ ِ
ُسل من ُغ ِ َ ْ َ
وف ،والكُس ِ
َ ُ
اء ،والخُ س ِ
ُ
ِ ِ
َواالستس َق َ
حرا ِم ........................... ، ُسل ِعندَ ا ِ
إل َ غمى َع َليه إِ َذا َأ َفا َقا َ ،والغ ُ
والم َ
ُون ُوالمجن ِ
َ
EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE
مدة المسح
طويلوهو عاص ً قصيرا أو
ً سفرا
(ويمسح المقيم)ولو عاص ًيا بإقامته والمسافر ً
يوما وليلة)كاملين فيستبيح بالمسح ما بسفره،وكذا كل سفر يمتنع فيه القصر ( ً
يستبيحه بالوضوء في هذه المدة( ،و) يمسح (المسافر) سفر قصر (ثالثة أيام
بلياليهن)فيستبيح بالمسح ما يستبيحه بالوضوء في هذه المدة،ودليل ذلك الخبر
السابق أول الفصل،وخبر مسلم عن شريح بن هانئ:سألت على بن أبى طالب عن
ويوما
المسح على الخفين،فقال« :جعل رسول الله ﷺثالثة أيام ولياليهن للمسافر ً
وليلة للمقيم».
والمراد بلياليهن ثالث ليال متصلة بها سواء أسبق اليوم األول ليلة أم ال.
ما يستبيحه دائم الحدث بالمسح
تنبيه:شمل إطالقه دائم الحدث كالمستحاضة فيجوز له المسح على الخف
على الصحيح ألنه يحتاج إلى لبسه واالرتفاق به كغيره ،وألنه يستفيد الصالة
أيضا ،لكن لو أحدث بعد لبسه غير حدثه الدائم قبل بطهارته فىستفيد المسح ً
فرضا مسح لفريضةفقط ولنوافل.وإن أحدث وقد صلى أن يصلى بوضوء اللبس ً
فرضا لم يمسح إال لنفل فقط ألن مسحه مرتب على طهره،وهو بوضوء اللبس ً
ال يفيد أكثر من ذلك،فإن أراد فريضة أخرى وجب نزع الخف والطهر الكامل ألنه
محدث بالنسبة إلى ما زاد على فريضة ونوافل،فكأنه لبس على حدث حقىقة فإن
طهره ال يرفع الحدث على المذهب.
ابتداء مدة المسح
(وابتداء المدة)للمسح في حق المقيم والمسافر (من حين)انقضاء الزمن الذي
(يحدث)فىه (بعد لبس الخفين)ألن وقت جواز المسح يدخل بذلك،فاعتبرت
مدته منه فإذا أحدث ولم يمسح حتى انقضت المدة لم يجز المسح حتى يستأنف
الصف األول الثانوى
86
X
سح ُم ِقي ٍم ......... ،
الس َف ِر ُث َّم َأ َقا َم؛ َأت ََّم َم َ
ِ
الح َض ِر ُث َّم َسا َف َر َأو َم َ
سح في َّ
ِ
َفإِن َم َ
سح في َ
EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE
شهرا ً
مثلألنها عبــادة لبسا على طهارة،أو لم يحـدث لم تحسب المدة،ولو بقى ً ً
مؤقتة فكان ابتداء وقتها من حين جواز فعلها كالصالة ،وعلم مما تقرر أن المدة
ال تحسب من ابتداء الحدث؛ ألنه وشمل إطالقهم الحدث بالنوم واللمس والمس
وهو كذلك.
(فإن مسح) بعد الحدث المقيم (فى الحضر) على خفيه (ثم سافر) سفر
قصر (أو مسح)المسافر على خفيه (فى السفر ثم أقام)قبل استيفاء مدة المقيم
(أتم)كل منهما (مسح مقيم)تغلي ًبا للحضر ألصالته،فيقتصر في األول على مدة
حضر،وكذا في الثانى إن أقام قبل مدته كما مر،وال يشترط في الخف أن يكون
حالل،ألن الخف تستوفى به الرخصة ال أنه المجوز للرخصة،بخالف منع القصر ً
في سفر المعصية إذ المجوز له السفر،فيكفى المسح على المغصوب كالتيمم بتراب
مغصوب.
حكم المسح على الجرموق
وال يجزئ المسح على جرموقوهو خف فوق خف ـ إن كان فوق قوى ،ضعي ًفا
كان أو قو ًيا ـ لورود الرخصة في الخف لعموم الحاجة إليه،والجرموق ال تعم
الحاجة إليه ،فإن كان فوق ضعيف كفى إن كان قويـًا ،ألنه الخف واألسفل كاللفافة.
كيفية المسح والمجزئ فيه
وسن مسح أعاله وأسفله وعقبه وحرفه خطو ًطا:بأن يضع يده اليسرى تحت
العقب واليمنى على ظهر األصابع،ثم يمر اليمنى إلى آخر ساقه واليسرى إلى أطراف
مفرجا بين أصابع يديه،فاستيعابه بالمسح خالف األولى.ويكره
ً األصابع من تحت
تكراره وغسل الخف ويكفى مسمى مسح كمسح الرأس في محل الفرض بظاهر
أعلى الخف ال بأسفله وباطنه وعقبه وحرفه،إذ لم يرد االقتصار على شىء منها كما
ورد االقتصار على األعلى،فىقتصر عليه وقو ًفا على محل الرخصة،ولو وضع يده
المبتلة عليه ولم يمرها أو قطر عليه أجزأه ،وال مسح لشاك في بقاء المدة كأن نسى
سفرا ألن المسح رخصة بشروط منها المدة،فإذاحضرا أو ً ً ابتداءها،أو أنه مسح
شك فيها رجع لألصل وهو الغسل.
مبطالت المسح
(ويبطل)حكم (المسح)فى حق البس الخف (بثالثة أشياء):
األول( :بخلعهما)أو أحدهما أو بظهور بعض الرجل.
(و)الثانى( :انقضاء المدة)المحدودةفى حقهما،فليس ألحدهما أن يصلى بعد
انقضاء مدته وهو بطهر المسح في الحالين.
(و)الثالث( :ما يوجب الغسل)من جنابة أو حيض أو نفاس أو والدة فينزع
البسا ال يمسح بقىة المدة كما اقتضاه كالم الرافعي، ويتطهر ثم يلبس،حتى لو اغتسل ً
سفرا ـأال وذلك لخبر صفوان قال« :كان رسول الله ﷺيأمرنا إذا كنا مسافرين ـأو ً
َابة»(((،وقيس بالجنابة ما في معناها وألن ننزعخفا َفنا ثالث َةأيا ٍمولياليهنإال ِمنجن ٍ
ْ َ َّ َ
مسحا
ً ذلك ال يتكرر تكرار الحدث األصغر،وفارق الجبيرة مع أن في كل منهما
ثمأشد والنزع أشق.ومن فسد بأعلى ساتر لحاجة موضوعة على طهر بأن الحاجة ّ
خفه أو ظهر شىء مما ستر به من رجل ولفافة وغيرهما أو انقضت المدة وهو بطهر
المسح في الثالث لزمهغسل قدميه فقط لبطالن طهرهما دونغيرهما بذلك.
***
فصل:فيالتيمم
هو لغة القصد يقال :تيممت فالنًا ويممته وتأممته وأممته أي قصدته .ومنه
قوله تعالى :ﱹ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ
ﮝ ﮞ ﮟﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫﮬ
ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﱸ((( .
وشر ًعا:إيصال التراب إلى الوجه واليدين بشرائط مخصوصة.
وخصت به هذه األمة واألكثرون على أنهفرض سنة ست من الهجرة،وهو رخصة
على األصح،وأجمعوا على أنه مختص بالوجه واليدين وإن كان الحدث أكبر.
واألصل فيه قبل اإلجماع قوله تعالى :ﱹ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ
ﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞ
ﭟ ﭠ ﭡﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ
ﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺ
ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ
ﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏ
جع ْلت لنا األرض ك ُّلها مسجدً ا
طهورا وخبر مسلمُ « :
ً ﮐﱸ(((،أيترا ًبا
وتربتُها َط ُه ً
ورا».
(وشرائط التيمم)جمع شريطة كما قاله الجوهري (خمسة أشياء) والمعدود
في كالمه ستة كما ستعرفه.
األول (وجود العذر)وهو العجز عن استعمال الماء.
((( سورة البقرة .اآلية.267 :
((( سورة املائدة .اآلية.6 :
الصف األول الثانوى
90
X
بِ َس َف ٍر ...........................................................................
EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE
السبب الثاني:خوف محذور من استعمال الماء بسبب بطء برء (أو مرض)
أو زيادة ألم أو شين فاحش فيعضو ظاهر للعذر،ولآلية السابقة.والشين األثر
المستكره من تغير لون أو نحول((( ،والظاهر ما يبدو عند المهنة غال ًبا كالوجه
واليدين .
السبب الثالث:حاجته إليه لعطش حيوان محترم ولو كانت حاجته إليه لذلك
في المستقبل صونًا للروح أوغيرها من التلف،فيتيمم مع وجوده .
فرضا كان أو ً
نفلقبل (و)الشىء الثانى (دخول وقت الصالة)فال يتيمم لوقت ً
وقته،ألن التيمم طهارة ضرورة وال ضرورة قبل الوقت بل يتيمم له فيه،ويتيمم للنفل
المطلق في كل وقت أراده إال وقت الكراهة إذا أراد إيقاع الصالة فيه،ويشترط العلم
بالوقت.فلو تيمم شاكًا فيه لم يصح وإن صادفه.
(و)الشىء الثالث (طلب الماء)بعد دخول الوقت بنفسه أو بمأذونه كما مر.
(و)الشىء الرابع (تعذر استعماله)شر ًعا،فلو وجد خابية(((مسبلة(((بطريق لم
عدو،ومن صور التعذر
حسا كأن يحول بينه وبينه سبع أو ّ يجز له الوضوء منها،أو ً
خوفه سار ًقا أو انقطا ًعا عن رفقة.
(و)الشئ الخامس (إعوازه)أى الماء أي احتياجه إليه (بعد الطلب)لعطشه
مروهو ما ال يباح قتله.
أوعطش حيوان محترم كما ّ
(و) الشىء السادس (التراب الطاهر الذي له غبار) قال تعالى :ﱹ ﭺ
طاهرا كما فسره ابن عباس وغيره.
ً ﭻ ﭼ ﱸ(((أى ترا ًبا
والمراد بالطاهر الطهور فاليجوز بالمتنجس وال بما الغبار له وال بالمستعمل،
وهو ما بقى بعضوه أو تناثر منه حالة التيمم كالمتقاطر من الماء،وخرج بالتراب
النورةوالزرنيخوسحاقة الخزف ونحو ذلك.
(فإن خالطه)أيالتراب الطهور (جص)بكسر الجيم وفتحها،وهو الذيتسميه
العامة الجبس أو دقيق أو نحوه( .أو)اختلط به (رمل)ناعميلصق بالعضو (لم
يجز)التيمم به،وإن قل الخليط ألن ذلكيمنع وصول التراب إلى العضو،أما الرمل
الذياليلصق بالعضو فإنهيجوز التيمم به إذا كان لهغبار،ألنه من طبقات األرض
صالحا للغسل اليكفيه وجب استعماله فيبعض ً والتراب جنس له،ولو وجد ماء
أعضائه مرت ًبا إن كان حدثه أصغر،أو مطل ًقا إن كانغيره كمايفعل منيغسل كل
بأمرفأتُوا ِمنْ ُه َمااستَطعتُم»ويكون استعماله قبل
بدنه لخبر الصحيحين« :إذا أمرتُكم ٍ
التيمم عن الباقى لقوله تعالى :ﱹ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﱸ((( .وهذا
واجد له،أما ما ال يصلح للغسلكثلج أو برد ال يذوبان،فاألصح القطع بأنه ال يجب
مسح الرأس به،إذ ال يمكن ههنا تقديم مسح الرأس ومن به نجاسة ووجد ما يغسل
به بعضها وجب عليه للحديث المتقدم،أو وجد ماء وعليه حدث أصغر أو أكبر،
وعلى بدنه نجاسة وال يكفى إال ألحدهما تعين للنجاسة ،ألن إزالتها ال بدل لها،
بخالف الوضوء والغسل.
ِ
للوجه ِ
ضربتان:ضرب ٌة ويجب مسح وجهه ويديه بضربتين لخبر الحاكم« :التيمم
وضرب ٌةلليدين.وروى أبو داود:أنه ﷺ وسلمتيمم بضربتين َ
مسحبإحدَ اهما وجهه
وباألخرى ذراعيه.وألن االستيعابغال ًبا ال يتأتى بدونهما وال يتعين الضرب،فلو
وضع يديه على تراب ناعم وعلق بهماغبار كفى.
سنن التيمم
ثم شرع في سنن التيمم فقال( :وسننه)أى التيمم (ثالثة أشياء)وفى بعض النسخ
ثالث خصال بل أكثر من ذلك كما ستعرفه:
األول (التسمية)أوله كالوضوء والغسل ولو لمحدث حد ًثا أكبر.
(و)الثانى (تقديم اليمنى)من اليدين (على اليسرى)منهما.
(و)الثالث (المواالة)كالوضوء ألن ً
كلمنهما طهارة عن حدث،وإذا اعتبرنا
أيضا بتقديره ماء.
هناك الجفاف اعتبرناها هنا ً
خروجا من خالف من أوجبها.
ً أيضا:المواالة بين التيمم والصالة
ومن سننه ً
ومن سننه:البداءة بأعلى وجهه وتخفيف الغبار من كفيه أو ما يقوم مقامهما،
وتفريق أصابعه في أول الضربتين وتخليل أصابعه بعد مسح اليدين،وأن ال يرفع
خروجا من خالف من أوجبه.
ً اليد عن العضو قبل تمام مسحه
***
مبطالت التيمم
ثم شرع في مبطالت التيمم فقال( :والذى يبطل التيمم) بعد صحته (ثالثة
أشياء):
األول(ما)أى الذي (أبطل الوضوء)وتقدم بيانه في موضعه.
(و) الثاني (رؤية الماء) الطهور (فى غير وقت الصالة) وإن ضاق الوقت
باإلجماع كما قاله ابن المنذر،ولخبر أبى داود« :التراب كافيك ولو لم تجد الماء
عشر حجج،فإذا وجدت الماء فأمسه جلدك»(((،وألنه لم يشرع في المقصود فصار
كما لو رآه في أثناء التيمم.ووجود ثمن الماء عند إمكان شرائه كوجود الماء.
فإن وجده فى صالة ال يسقط قضاؤها بالتيمم بأن صلى فى مكان يغلب فيه وجود
الماء بطل تيممه،إذ ال فائدة باالشتغال بالصالة ألنه ال بد من إعادتها،وإن أسقط
التيمم قضاءها لم يبطل تيممه ألنه شرع فى المقصود،فكان كما لو وجد المكفر
الرقبة بعد الشروع فى الصوم،وألن وجود الماء ليس حد ًثا لكنه مانع من ابتداء
التيمم،وال فرق فى ذلك بين صالة الفرض:كظهر وصالة جنازة،والنفل:كعيد
ووتر.
(و)الثالث:من المبطالت (الردة)والعىاذ بالله تعالى منها بخالف الوضوء لقوته
وضعف بدله،لكن تبطل نىته فيجب تجدىد نىة الوضوء.
الجبيرة وحكمها
(وصاحب الجبائر)جمع جبيرة وهي خشبة:أو نحوها كقصبة((( توضع على
الكسر ويشد عليها لينجبر الكسر (يمسح)بالماء (عليها)حيث عسر نزعها لخوف
محذور مما تقدم،وكذا اللصوق((( بفتح الالم والشقوق التي في الرجل إذا احتاج
ً
استعمالله ما إلى تقطير شىء فيها يمنع من وصول الماء،ويجب مسح كلها بالماء
أمكن بخالف الترابال يجب مسحها به،وال يقدر المسح بمدة بل له االستدامة إلى
االندمال(((ألنه لم يرد فيه تأقيت،وألن الساتر ال ينزع للجنابة بخالف الخف فيهما،
ويمسح الجنب ونحوه متى شاء والمحدث وقتغسل عليله،ويشترط في الساتر
ليكفى ما ذكر أن ال يأخذ من الصحيح إال ما ال بد منه لالستمساك،ويجبغسل
الصحيح ألنها طهارة ضرورة فاعتبر اإلتيان فيها بأقصى الممكن (ويتيمم)وجو ًبا
لما رواه أبو داود والدارقطنى بإسناد كل رجاله ثقات عن جابر في المشجوج الذي
يكفيهأن ِ كان
احتلم واغتسل فدخل الماء شجته فمات،أن النبىﷺقال«:إنَّما َ
ويغسلسائر َج َس ِده»والتيمم بدل ُ عليها
مسح َ ويعصب على ْ
رأسه خرق ًةثم َي ُ يتيمم َ
َ
عنغسل العضو العليل،ومسح الساتر بدل عنغسل ما تحت أطرافه من الصحيح.
وإذا امتنع وجوب استعمال الماء في عضو من محل الطهارة لنحو مرض
أو جرح ولم يكن عليه ساتر وجب التيمم لئال يبقى موضع العلة بال طهارة،فيمر
التراب ما أمكن على موضع العلة إن كانت بمحل التيمم،ويجبغسل الصحيح
بقدر اإلمكان لما رواه أبو داود وابن حبان في حديث عمرو بن العاص في رواية
لهما« :أنهغسل معاطفه وتوضأ وضوءه للصالة ثم صلى بهم.قال البيهقي:معناه أنه
(ويصلى بتيمم واحد ما شاء من النوافل) ألن النوافل تكثر فيؤدى إيجاب التيمم
لكل صالة منها إلى الترك أو إلى حرج عظيم،فخفف في أمرها كما خفف بترك
القيام فيها مع القدرة وبترك القبلة في السفر ،ولو صلى بالتيميم منفرد ًا أو في جماعة
ثم أراد إعادتها جماعة جاز ألن فرضه األولى.
تنبيه :على فاقد الطهورين وهما الماء والتراب كمحبوس بمحل ليس فيه واحد
منهما أن يصلى الفرض لحرمة الوقت ويعيد إذا وجد أحدهما وخرج بالفرض النفل
فال يفعل.
***
ِ
الجنابة ُ
والغسلمن خمسين ذلك،ويكفىغسل ذلك مرة لحديث« :كانت الصال ُة
َ
التخفيفحتى ُج ِع َلتالصال ُة
َ رسولاللهﷺ ُ
يسألالله ُ ٍ
مرات،فلم ْ
يزل سبع ِ
والبول َ
ُ
والغسلمن الجنابة مر ًةواحد ًةومن البول مرة».رواه أبو داود ولم ىضعفه، خمسا
ً
وأمره ﷺبصب ذنوب على بول األعرابي،وذلك في حكمغسلة واحدة،وهو
حجة الوجوب.
تقسيم النجاسة إلى حكمية وعينية
تنبيه:النجاسة على قسمين:حكمية وعينية:
ّ
جف ولم يدرك له صفة ،يكفى جرى الماء عليها مرة )أ(فالحكمية كبول
واحدة.
)ب(والعينية يجب إزالة صفاتها من طعم ولون وريح إال ما عسر زواله من
لون أو ريح وال تجب االستعانة فى زوال األثر بغير الماء إال إن تعينت.ويشترط
ورود الماء إن قل ال إن كثر على المحل لئال يتنجس الماء لو عكس فال يطهر
المحل.والغسالة القليلة المنفصلة بال تغير وبال زيادة وزن ـبعد اعتبار ما يتشربه
المحل وقد طهر المحل ـطاهرة؛ ألن المنفصل بعض ما كان متصالً،وقد فرض
طهره واليشترط العصر إذ البلل بعض المنفصل وقد فرض طهره،ولكن يسن
أيضا،
خروجا من الخالف ،فإن كانت كثيرة ولم تتغير أو لم تنفصل فطاهرة ً
ً
وإن انفصلت متغيرة أوغير متغيرة ولم يطهر المحل فنجسة.
أنواع النجاسة
1 -النجاسة المخففة وأحكامها:
ثم شرع في حكم النجاسة المخففة فقال( :إال بول الصبى الذيلم يأكل الطعام)
أى للتغذى قبل مضى حولىن (فإنه يطهر برش الماء عليه)(((بأن يرش عليه ما يعمه
ويغمره بال سيالن،بخالف الصبية،البد في بولها من الغسل على األصل،ويتحقق
بالسيالن وذلك لخبر الشيخين عن أم قيس:أنها جاءت بابن لها صغير لم يأكل
الطعام فأجلسه رسول الله في حجره فبال عليه فدعا بماء فنضحه ولم يغسله.
ويرشمن ِ
بولالغالمِ». ُّ ِ
الجارية من ِ
بول غسل َ
ولخبر الترمذى وحسنهُ « :ي َ
وخرج بقيد التغذى تحنيكه بنحو تمر وتناوله نحو سفوف إلصالح فال يمنعان
ٍ
حينئذكالطعام النضح كما في المجموع،وبقبل مضى حولين ما بعدهما إذ الرضاع
كما نقل عن النص وال بد في النضح من إزالة أوصافه كبقيةالنجاسات،وإنما
سكتوا عن ذلك ألن الغالب سهولة زوالها.
2 -النجاسات المعفو عنها:
(وال يعفى عن شىء من النجاسات) كلها مما يدركه البصر (إال اليسير)
فى العرف (من الدم والقيح) ،سواء أكان من نفسه كأن انفصل منه ثم عاد إليه
أو منغيره،غير دم الكلب والخنزير،وفرع أحدهما.أما دم نحو الكلب والخنزيز
دما أجنب ًيا ولطخ به نفسه أي بدنه فال يعفى عن شىء منه لغلظه ،وكذا لو أخذ ً
أو ثوبه،فإنه ال يعفى عن شىء منه لتعديه بذلك،فإن التضمخ بالنجاسة حرام،وأما
دم الشخص نفسه الذي لم ينفصل كدم الدماميل والقروح وموضع الفصد والحجامة
فيعفى عن قليله وكثيره انتشر بعرق أم ال،ويعفى عن دم البراغيث والقمل والبق وما
يخرج من الذباب،ألن ذلك مما تعم به البلوى ويشق االحتراز عنه .
((( وهذا ما ذهب إليه بعض احلنفية واملالكية والشافعية واحلنابلة.
الصف األول الثانوى
104
X
ات فِ ِيه َفإِ َّن ُه َل ُين َِّج ُس ُه.
وم َ وما َل َن ْفس َله سائِ َل ٌة إِ َذا وقع فِي ا ِ ِ
إلنَاء َ َ َ َ َ َ
حد ِه َما.
والخ ِنزير وما تَو َّلدَ ِمنْهما أو ِمن َأ ِ
ُ َ َ َ
ِ َلب ِ
ان ك ُّله َطاه ٌر َّإل الك َ والح َيو ُ
َ
EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE
(وما)أى ويعفى عن الذي (ال نفس له سائلة)من الحيوانات عند شق عضومنها:
كالذباب والقمل والبراغيث ونحو ذلك (إذا وقع في اإلناء)الذى فيه مائع (ومات
فيه فإنه ال ينجسه)أى المائع بشرط أن ال يطرحه طارح ولم يغيره لمشقة االحتراز
ِ ِ
فإن شرابأحدكم فليغمس ُهك َّله َّ
ثملينز ْعه َّ الذبابفى
ُ وقع
عنه،ولخبر البخاري« :إذا َ
شفاء»زاد أبو داود: ِ
اآلخر داء».أى وهو اليسار كما قيل «وفى ِ
ً فى أحدجناحيه ً
الداء»وقد يفضىغمسه إلى موته فلو نجس المائع ِ
بجناحه الذي فيه «وإنه َيتقى
ُ
لما أمر به،وقيس بالذباب ما في معناه من كل ميتة ال يسيل دمها،فإنغيرته الميتة
جزما.
لكثرتها أو طرحت فيه بعد موتها قصدً ا تنجس ً
ثم اعلم أن األعيان جماد وحيوان( ،أ) فالجماد كله طاهر ألنه خلق لمنافع
العباد ولو من بعض الوجوه قال تعالى :ﱹ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ
ﯳﱸ((( وإنما يحصل االنتفاع أو يكمل بالطهارة إال ما نص الشارع على
نجاسته،وهوالمسكر المائع( ،ب)وكذلك الحيوان كله طاهر لما مر إال ما استثناه
أيضا،وقد نبه على ذلك بقوله( :والحيوان كله طاهر)أى طاهر العين حال الشارع ً
الكلب إناء ِ
أحدكم إذا ولغَ فيهحياته (إال الكلب)ولو معلما لخبر مسلم« :طهور ِ
ُ ُ ً
بالتراب»وجه الداللة أن الطهارة إما لحدث أو خبث ِ ٍ
مراتأوالهن أن يغس َله سبع
أو تكرمة وال حدث على اإلناء وال تكرمة،فتعينت طهارة الخبث فثبتت نجاسة فمه
وهو أطيب أجزائه،بل هو أطيب الحيوانات نكهة لكثرة ما يلهث فبقيتها أولى.
(والخنزير)بكسر الخاء المعجمة ألنه أسوأ ً
حالمن الكلب ألنه ال يقتنى بحال.
(وما تولد منهما)أى من جنس كل منهما (أو من أحدهما)مع اآلخر أو معغيره من
الحيوانات الطاهرة تغلي ًبا للنجاسة لتولده منهما .
((( سورة البقرة .اآلية. 29 :
حكم الميتة
(والميتة)وهى ما زالت حياتها ال بذكاة شرعية،كذبيحة المجوسى وما ذبح
بالعظم وغير المأكول إذا ذبح (كلها نجسة)بالموت وإن لم يسل دمها لحرمة تناولها
قال تعالى :ﱹ ﭑ ﭒ ﭓ ﱸ(((وتحريم ما ليس بمحترم وال ضرر فيه يدل
على نجاسته ،وخرج بالتعريف المذكور الجنين،فإن ذكاته بذكاة أمه والصيد الذى
لم تدرك ذكاته،والمتردى إذا ماتا بالسهم ودخل فى نجاسة الميتة جميع أجزائها:
المنها تحله الحياة ودخل فى ذلك من عظم وشعروصوف ووبر وغير ذلك؛ ألن ك ً
ميتة نحو دود خل وتفاح،فإنها نجسة،ولكن ال تنجسه لعسر االحتراز عنها( .إال)
أحلتلنا ميتتانْ ميتة (السمك و)ميتة (الجراد)فطاهرتان باإلجماع،ولقوله ﷺ «:
ه َوال َّط ُه ُ
ورماؤُ ه ُ
والطحال».وقوله ﷺفى البحرُ « : ُ
السمكوالجرا ُدوالكبدُودمان:
يسمسمكًا كما ُّ
الحلميت ُت ُه».والمراد بالسمك:كل ما أكل من حيوان البحر،وإن لم ّ
سيأتى إن شاء الله تعالى فى األطعمة،والجراد:اسم جنس واحدته جرادةيطلق على
الذكر واألنثى(.و)إال ميتـة (اآلدمى)فإنها طاهرة لقوله تعالى :ﱹ ﮏ ﮐ ﮑ
ﮒ ﱸ(((وقضية التكريم أن ال يحكم بنجاسته بالموتوسواء المسلم وغيره،وأما
قوله تعالى :ﱹ ﭢ ﭣ ﭤ ﱸ(((فالمراد به نجاسة االعتقاد أو اجتنابهم
نجسا ألوجبنا علىغاسلهغسل ما أصابه.وأما
كالنجس ،ال نجاسة األبدان ولو كان ً
ينجسح ًيا وال ميتًا»فجرى على
ُ المسلمال
َ خبر الحاكم« :ال تنجسوا موتاكم فإن
الغالب،وألنه لو تنجس بالموت لكان نجس العين كسائر الميتات ولو كان كذلك
لم يؤمر بغسله كسائر األعيان النجسة.
تعريف النفاس
(والنفاس)لغة:الوالدة.
وشر ًعا( :هو الدم الخارج)من فرج المرأة (عقب الوالدة)أى بعد فراغالرحم
من الحمل.
نفاساألنه يخرج عقب نفس،فخرج بما ذكر دم الطلق والخارج مع وسمى ً
الولد فليسا بحيض؛ ألن ذلك من آثار الوالدة،وال نفاس لتقدمه على خروج الولد،
بل ذلك دم فساد،نعم المتصل من ذلك بحيضها المتقدم حيض.
تعريف االستحاضة
(واالستحاضةهي):الدم (الخارج)لعلة من عرق في أدنى الرحم (فىغير أيام)
أكثر (الحيض و)غير أيام أكثر (النفاس)سواء خرج إثر حيض أم ال.
واالستحاضةحدث دائم فال تمنع الصوم والصالة وغيرهما مما يمنعه الحيض
كسائر األحداث للضرورة.فتغسل المستحاضة فرجها قبل الوضوء أو التيمم إن
كانت تتيمم وبعد ذلك تعصبه ،وتتوضأ بعد عصبه،ويكون ذلك وقت الصالة ألنها
ً
تقليل طهارة ضرورة فال تصح قبل الوقت كالتيمم،وبعد ما ذكر تبادر بالصالة
للحدث،فلو أخرت لمصلحة الصالة كستر عورة وانتظار جماعة واجتهاد في قبلة
وذهاب إلى مسجد وتحصيل سترة لم يضر ألنها ال تعد بذلك مقصرة،وإذا أخرت
وضوءها وتجب إعادته ،ويجب الوضوء لكل ُ لغير مصلحة الصالة ضر فيبطل
منذورا كالتيمم لبقاء الحدث،وكذا يجب لكل فرض تجديد العصابة، ً فرض ولو
قياسا على تجديد الوضوء،ولو انقطع دمها قبل الصالة وما يتعلق بها منغسل ً
ولم تعتد انقطاعه وعوده،أو اعتادت ذلك ووسع زمن االنقطاع ـبحسب العادة ـ
الوضوء والصالة وجب الوضوء وإزالة ما على الفرج من الدم .
(و) الثانى( :الصوم) فرضه ونفله ويجب قضاء صوم الفرض بخالف الصالة
« :كان يصيبنا ذلك أي ـ الحيض ـ فنؤمر بقضاء الصوم وال نؤمر لقول عائشة
بقضاء الصالة» .رواه الشيخان وانعقد اإلجماع على ذلك وفيه من المعنى أن الصالة
تكثر فيشق قضاؤها بخالف الصوم.
(و) الثالث( :قراءة) شىء من (القرآن) ولو بعض آية لإلخالل بالتعظيم ،سواء
ُ
الحائض الجنب وال
ُ أقصد مع ذلك غيرها أم ال لحديث الترمذى وغيره« :ال ُ
يقرأ
شيئًا من القرآن» ،ولمن به حدث أكبر إجراء القرآن على قلبه ونظره في المصحف،
وقراءة مانسخت تالوته وتحريك لسانه وهمسه بحيث اليسمع نفسه ألنها ليست
بقراءة قرآن ،وفاقد الطهورين يقرأ الفاتحة وجو ًبا فقط للصالة ألنه مضطر إليها ،أما
خارج الصالة فال يجوز له أن يقرأ شيئًا ،وال أن يمس المصحف مطل ًقا ،وال أن توطأ
الحائض أو النفساء إذا انقطع دمها((( ،وأما فاقد الماء في الحضر فيجوز له إذا تيمم
أن يقرأ ولو في غير الصالة .وهذا في حق الشخص المسلم .أما الكافر فال يمنع من
القراءة ألنه اليعتقد حرمة ذلك ،أما تعليمه وتعلمه فيجوز إن رجى إسالمه وإال فال.
تنبيه :يحل لمن به حدث أكبر أذكار القرآن وغيرها كمواعظه وأخباره وأحكامه
البقصد قرآن كقوله عند الركوب :ﱹ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ
ﭾ ﱸ((( أى مطيقين ،وعند المصيبة :ﱹ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷﱸ((( وما جرى به
لسانه بال قصد فإن قصد القرآن وحده أو مع الذكر حرم ،وإن أطلق فال
((( أى حيرم مبارشة الزوجة احلائض بعد انقطاع احليض وقبل الغسل.
((( سورة الزخرف .اآلية.13 :
((( سورة البقرة .اآلية.156 :
الصف األول الثانوى
114
X
الم ِ
سجد.................................. ، وحم ُل ُه ،و ُد ُخ ُ ِ
ول َ الم ْص َحف َ ،
وم ُّس ُ
َ
EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE
(و) الرابع (مس) شىء من (المصحف) سواء في ذلك ورقه المكتوب فيه وغيره
أيضا مس جلده المتصل به لقوله تعالى :ﱹ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﱸ((( ،ويحرم ً
ألنه كالجزء منه ،ولهذا يتبعه في البيع ،وأما المنفصل عنه فقضية كالم البيان حل
مسه( ،و) كذا يحرم (حمله) أي المصحف ألنه أبلغ من المس ،نعم يجوز حمله
لضرورة كخوف عليه من غرق أو حرق أو نجاسة ،فإن قدر على التيمم وجب،
ويحل حمله في متاع تب ًعا له إذا لم يكن مقصو ًدا بالحمل بأن قصد حمل غيره ،أو لم
يقصد شيئًا لعدم اإلخالل بتعظيمه حينئذ .بخالف ما إذا كان مقصو ًدا بالحمل ولو
مع األمتعة فإنه يحرم ،ويحل حمله في تفسير سواء تميزت ألفاظه بلون أم ال إذا كان
التفسير أكثر من القرآن لعدم اإلخالل بتعظيمه حينئذ ،وليس هو في معنى المصحف
بخالف ما إذا كان القرآن أكثر منه ألنه في معنى المصحف أو كان مساو ًيا له.
(و) الخامس (دخول المسجد) بمكث أو ترد ّد لقوله تعالى :ﱹ ﮣ ﮤ
ﮥﮦﮧﮨ ﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓ
ﯔ ﯕ ﯖﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ
ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯﯰ
ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﱸ((( ،قال ابن عباس وغيره :أي ال تقربوا مواضع الصالة ألنه
ليس فيها عبور سبيل بل في مواضعها وهو المسجد ،ونظيره قوله تعالى :ﱹ ﭝ
ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ
ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸﭹ
ﭺ ﭻ ﭼ ﭽﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﱸ (((.
((( سورة الواقعة .اآلية.79 :
((( سورة النساء .اآلية.43 :
((( سورة احلج .اآلية.40 :
(و) الثامن (االستمتاع) بالمباشرة بوطء أو غيره (بما بين السرة والركبة) ولو
بال شهوة لقوله تعالى :ﱹ ﮠ ﮡ ﮢﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ
ﮪﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘﯙ ﯚ ﯛ
ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﱸ(((ولخبر أبى داود بإسناد جيد :أنه ﷺ سئل عما
ِ
اإلزار». َ
مافوق يحل للرجل من امرأته وهي حائض؟ فقالَ « :ي ُّ
حل
مايحرم على الجنب:
(ويحرم على الجنب خمسة أشياء) وهي:
(الصالة والطواف وقراءة القرآن ومس المصحف وحمله) على الحكم المتقدم
بيانه في هذه األربعة ساب ًقا (و) الخامس (اللبث) أي :المكث (فى المسجد)
المار ،وخرج بالمكث والتردد
ّ أو التردد فيه لغير عذر لآلية السابقة ،والحديث
العبور وبالمسلم الكافر ،فإنه يمكن من المكث في المسجد؛ على األصح
في الروضة وأصلها ألنه ال يعتقد حرمة ذلك ،وبالمسجد المدارس ونحوها.
وبال عذر إذا حصل له عارض :كأن احتلم في المسجد وتعذر عليه الخروج إلغالق
باب أو لخوف على نفسه أو عضوه أو منفعة ذلك أو على ماله فال يحرم عليه المكث.
مايحرم بالحدث األصغر
(ويحرم على المحدث) حد ًثا أصغر وهو المراد عند اإلطالق غال ًبا (ثالثة أشياء)
وهي( :الصالة والطواف ومس المصحف وحمله) على الحكم المتقدم بيانه في كل
من هذه الثالثة في الكالم على ما يحرم بالحيض.
((( سورة البقرة .اآلية.222 :
كتاب الصالة
جمعها صلوات ،وهي لغة :الدعاء بخير قال الله تعالى :ﱹ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ
ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢﮣ ﮤﮥ ﮦ ﮧﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﱸ((( أي ادع
عديت بعلي.
ْ لهم ،ولتضمنها معنى التعطف
وشر ًعا :أقوال وأفعال مفتتحة بالتكبير مختتمة بالتسليم بشرائط مخصوصة،
وسميت بذلك الشتمالها على الدعاء إطال ًقا السم الجزء على اسم الكل.
الصلوات المفروضة ودليل فرضيتها
وقد بدأ بالمكتوبات ألنها أهم وأفضل فقال( :الصالة المفروضة) في كل يوم
وليلة (خمس) معلومة من الدين بالضرورة ،واألصل فيها قبل اإلجماع آيات كقوله
تعالى :ﱹ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﱸ((( ،أي حافظوا عليها
دائما بإكمال واجبـاتها وسننها وقوله تعالى :ﱹ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ
ً
ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡﮢ ﮣ ﮤ ﮥ
ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﱸ((( ،أي محتمة مؤقتة ،وأخبار في الصحيحين
خمسين صال ًة فلم ْ
أزل أراج ُعه َ «فرض الله على أمتى ليل َة اإلسراء
َ كقوله ﷺ:
كل يوم وليلة» وقوله لألعرابى حين قال: خمسا في ِّ
ً التخفيف حتى جع َلها
َ وأسأل ُه
«أخبر ُهم
ْ على غيرها؟ قال« :ال ،إالّ أن تطوع» وقوله لمعاذ لما بعثه إلى اليمن:
هل َّ
((( سورة التوبة .اآلية.103 :
((( سورة البقرة .اآلية.43 :
((( سورة النساء .اآلية.103 :
الصف األول الثانوى
120
X
ال ُّظ ْه ُر ...........................................................................
EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE
بالنبى ولما كانت الظهر أول صالة ظهرت ألنها أول صالة صالها جبريل
ﷺ ،وقد بدأ الله تعالى بها في قوله تعالى :ﱹ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ
ﭳ ﭴ ﭵﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﱸ((( بدأ المصنف بها فقال:
(الظهر) أي صالته سميت بذلك ألنها تفعل وقت الظهيرة أي شدة الحر ،وقيل:
ألنها ظاهرة وسط النهار
واألصل فيها قوله تعالى :ﱹ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ
ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﱸ((( .قال ابن عباس :أراد
والعشاء ،وبحين تصبحون صالة الصبح ،وبعش ًّيا َ بحين تمسون صال َة المغرب
ِ
مرتين ِ
البيت ُ
جبريل عندَ صالة العصر ،وبحين تظهرون صالة الظهر ،وخبر« :أمني
كان
حين َ ِ
والعصر َ َ قدر الشراك،
الفىء َ
ُ وكان
َ الشمسُ زالت حين
الظهر َ َ فصلى بى
والعشاء ِ
إفطاره، وقت
دخل َ ائم أي َ ِ ظ ُّله ـ أي الشىء ـ مث َله،
َ أفطر الص ُ حين َوالمغرب َ َ
فلما كان الغدُ
والشراب على الصائمَِّ ، ُ حين ُح ِّر َم الطعا ُم
والفجر َ َ الشفق،
ُ حين غاب َ
والمغرب حين َ والعصر حين كان ظله مثل ْيه،
َ كان ظ ُّل ُه مث َله،حين َ الظهر َ َ ص َّلى بِ َى
((( ملا صدَّ ر األكثرون الباب بذكر املواقيت ألن بدخوهلا جتب الصالة وبخروجها تفوت ،تبعهم املصنف
ىف ذلك.
((( سورة اإلرساء .اآلية.78 :
((( سورة الروم .اآلية.18 ،17 :
ِ
األنبياء من والعشاء إلى ُث ُلث الليل ،والفجر فأسفر وقال :هذا وقت الصائم أفطر
َ ُ َ
ِ
الوقتين» .رواه أبو داود وغيره. والوقت ما بين هذ ْي ِن
ُ َ
قبلك
وقوله ﷺ« :صلى بى الظهر حين كان ظله مثله» أي فرغ منها حينئذ كما شرع
ناف ًيا به اشتراكهما في وقت في العصر في اليوم األول حينئذ قاله الشافعى
واحد ،ويدل له خبر مسلم« :وقت الظهر إذا زالت الشمس مالم تحضر العصر».
وقت الظهر ابتداء وانتهاء:
(وأول وقتها) أي الظهر (زوال الشمس) أي وقت زوالها يعنى يدخل وقتها
بالزوال ،وهو ميل الشمس عن وسط السماء المسمى بلوغها إليه بحالة االستواء
إلى جهة المغرب (وآخره) أي وقت الظهر (إذا صار ظل كل شىء مثله بعد) أي
سوى (ظل الزوال) الموجود عند الزوال.
وللظهر ثالثة أوقات :وقت فضيلة أوله .ووقت اختيار إلى آخره ،ووقت عذر:
وهو وقت العصر لمن يجمع ،ولها وقت حرمة :وهو آخر وقتها بحيث ال يسعها وال
عذر وإن وقعت أداء ،ويجرى في سائر أوقات الصلوات.
وقت العصر ابتداء وانتهاء:
(والعصر) أي صالتها (وأول وقتها الزيادة على ظل المثل) وعبارة التنبيه
«إذا صار ظل كل شىء مثله ،وزاد أدنى زيادة»( ،وآخره في) وقت (االختيار
إلى ظل المثلين) بعد ظل االستواء إن كان؛ لحديث جبريل المار ،وقول جبريل
في الحديث« :الوقت مابين هذين الوقتين» .محمول على وقت االختيار( .و) آخره
أدرك ركع ًة ِم َن الصبحِ َ
قبل أن «م ْن َ
(في) وقت (الجواز إلى غروب الشمس) لحديثَ :
الصف األول الثانوى
122
X
وبمقدار ما يؤ ِّذ ُن َو َيت ََو َّض ُأ َو َي ْست ُُر
ِ الش ِ ِ والم ِ
مس، وهو ُغ ُ
روب َّ ووقتُها َواحدٌ ُ ،
غر ُبَ : َ
الصالةَ............................................................ ، ويقيم َّ
ُ العور َة
َ
EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE
الشمس
ُ تغرب
َ ِ
العصر َ
قبل أن أدرك ركع ًة ِم َن
َ وم ْن
الصبحَ ،
َ َ
أدرك الشمس فقدْ
ُ تطلع
َ
مالم ِ
العصر ْ «وقت
ُ العصر»((( ،وروى ابن أبى شيبة بإسناد في مسلم:َ َ
أدرك فقدْ
الشمس».
ُ تغرب
فللعصر سبعة أوقات :وقت فضيلة أول الوقت ،ووقت اختيار ،ووقت عذر:
وهو وقت الظهر لمن يجمع ،ووقت ضرورة ،ووقت جواز بال كراهة ،ووقت
كراهة ،ووقت حرمة وهو آخر وقتها بحيث اليسعها .وإن قلنا إنها أداء.
وقت المغرب:
المار
(والمغرب) أي صالتها (ووقتها واحد) أي ال اختيار فيه كما في الحديث ّ
(وهو) أي أوله يدخل بعد (غروب الشمس) لحديث جبريل ،سميت بذلك لفعلها
عقب الغروب( . ،و) يمتد على القول الجديد (بمقدار ما يؤذن) لوقتها (ويتوضأ
ويستر العورة ويقيم الصالة) وبمقدار خمس ركعات ،وألن جبريل عليه الصالة
والسالم صالها في اليومين في وقت واحد ،والمراد بالخمس :المغرب وسنتها
بناء على أنه يسن ركعتان
البعدية .وذكر اإلمام سبع ركعات فزاد ركعتين قبلها ً
قبلها ،واالعتماد في جميع ما ذكر بالوسط المعتدل.
ويمتد وقتها على القول القديم حتى يغيب الشفق األحمر ،.وقد ثبت فيه أحاديث
الشفق» .وأما حديث صالة جبريلُ مالم يغب ِ
المغرب ْ «وقت
َ في مسلم منها:
وأيضا أحاديث
في اليومين في وقت واحد فمحمول على وقت االختيار كما مرً ،
مسلم مقدمة عليه ألنها متأخرة بالمدينة وهو متقدم بمكة وألنها أكثر رواة وأصح
إسنا ًدا منه ،وعلى هذا للمغرب ثالثة أوقات :وقت فضيلة واختيار أول الوقت،
ووقت جواز ما لم يغب الشفق ،ووقت العشاء لمن يجمع.
((( متفق عليه.
فصل
فيمن تجب عليه الصالة وفي بيان النوافل
وقد شرع في النوع األول فقال( :وشرائط وجوب الصالة ثالثة أشياء):
األول( :اإلسالم) فال تجب على كافر أصلى وجوب مطالبة بها في الدنيا لعدم
صحتها منه ،لكن تجب عليه وجوب عقاب عليها في اآلخرة لتمكنه من فعلها
باإلسالم.
(و) الثاني( :البلوغ) فال تجب على صغير لعدم تكليفه لرفع القلم عنه كما صح
في الحديث.
(و) الثالث( :العقل) فال تجب على مجنون لما ذكر .وسكت المصنف عن
الرابع وهو :النقاء عن الحيض والنفاس ،فال تجب على حائض ونفساء لعدم
صحتها منهما ،فمن اجتمعت فيه هذه الشروط وجبت عليه الصالة باإلجماع
والقضاء على الكافر إذا أسلم لقوله تعالى :ﱹ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ
ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﱸ((( .
الحكم إذا زالت الموانع آخر الوقت أو طرأت أول الوقت
ولو زالت هذه األسباب المانعة من وجوب الصالة وقد بقى من الوقت قدر
تكبيرة فأكثر وجبت الصالة ألن القدر الذي يتعلق به اإليجاب يستوى فيه قدر الركعة
ودونها ،ويجب الظهر مع العصر بإدراك قدر زمن تكبيرة آخر وقت العصر ،ويجب
المغرب مع العشاء بإدراك ذلك آخر وقت العشاء التحاد وقتى الظهر والعصر،
ووقتى المغرب والعشاء في العذر ،ففى الضرورة أولى ،ويشترط للوجوب
أن يخلو الشخص عن الموانع قدر الطهارة والصالة ،بأخف ما يجزي :كركعتين
في صالة المسافر ،ولو حاضت أو نفست أو جن أو أغمى عليه أول الوقت وجبت
تلك الصالة إن أدرك من ذكر قدر الفرض بأخف ما يمكن ،وإال فال وجوب في ذمته
لعدم التمكن من فعلها.
***
أخر الوتر إلى أن يتهجد وإال وترا» فإن كان له تهجد آخر ّمن الليل ًآخ َر صالتكم َ
َ
أوتر بعد فريضة العشاء وراتبتها ،وقيده في المجموع بما إذا لم يثق بيقظته آخر الليل
ِ
الليل فيوتر أو َلهَ ،و َم ْن آخر
خاف أن اليقو َم َ
َ «م ْن
وإال فتأخيره أفضل لخبرمسلمَ :
الليل مشهودةٌ» وذلك أفضل وعليه ِ آخر َطمع أن يقوم أخره فليوتر ِ
آخ َره فإن صال َة ِ َ َ َ
ِ
بالوتر» فإن أوتر ثم تهجد لم يندب له إعادته لخبر: الصبح
َ أيضا« :بادروا
حمل خبره ً
«ال وتران في ليلة» ويندب القنوت آخر وتره في النصف الثانى من رمضان ،وهو
كقنوت الصبح في لفظه ،ومحله والجهر به ويسن جماعة في وتر رمضان.
(والنوافل المؤكدة) بعد الرواتب (ثالثة):
األولى( :صالة الليل) وهو التهجد ولوعبر به لكان أولى لمواظبته ﷺ ولقوله
تعالى :ﱹﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﱸ((( وقوله تعالى :ﱹ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ
ﮐ ﮑ ﱸ(((.
وهو لغة :رفع النوم بالتكلف.
واصطالحا :صالة التطوع في الليل بعد النوم ،سمى بذلك لما فيه من ترك النوم،
ً
ويسن للمتهجد القيلولة وهي النوم قبل الزوال وهي بمنزلة السحور للصائم لقوله
«استعينوا بالقيلولِة على قيا ِم ِ
الليل»(((. ُ ﷺ:
(و) الثانية( :صالة الضحى) وأقلها ركعتان وأكثرها ثمان.
وهذا هو المعتمد ،وقال في الروضة« :أفضلها ثمان وأكثرها اثنتا عشرة» ،ويسن
أن يسلم من كل ركعتين ،ووقتها من ارتفاع الشمس إلى الزوال واالختيار فعلها عند
مضى ربع النهار.
((( سورة اإلرساء .اآلية.79 :
((( سورة الذاريات .اآلية.17 :
((( رواه أبو داود.
الصف األول الثانوى
130
X
و الت ََّر ِاويحِ ..................................................................... ،
EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE
(و) الثالثة :صالة (التراويح) وهي عشرون ركعة وقد اتفقوا على سنيتها وعلى
ِ (((
من ذنبه»
غفر له ما تقد َم ْ
رمضان إيمانًا واحتسا ًبا َ
َ «م ْن قا َم
أنها المرادة من قوله ﷺَ :
إخالصا،
ً وقوله« :إيمانًا» أي تصدي ًقا بأنه حق معتقدً ا أفضليته «واحتسا ًبا» أي
والمعروف أن الغفران مختص بالصغائر ،وتسن الجماعة فيها ألن عمر جمع الناس
أبى بن كعب ،والنساء على سليمان بن أبى على قيام شهر رمضان :الرجال على ّ
يتروحون عقبها :أي يستريحون، حثمة ،وسميت كل أربع منها ترويحة ألنهم كانوا ّ
والسر في كونها عشرين أن الرواتب :المؤكدات في غير رمضان عشر ركعات ّ
فضوعفت ألنه وقت جدّ وتشمير .ا.هـ.
وفعلها بالقرآن في جميع الشهر أفضل من تكرير سورة اإلخالص ،ووقتها
بين صالة العشاء ،وطلوع الفجر الثاني .قال في الروضة :والتصح بنية مطلقة ،بل
ينوى ركعتين من التراويح أو من قيام رمضان ،ولو صلى أرب ًعا بتسليمة .لم يصح،
ألنه خالف المشروع بخالف سنة الظهر والعصر ،والفرق أن التراويح بمشروعية
الجماعة فيها أشبهت الفرائض فال تغير عما وردت.
يدخل وقت الرواتب التي قبل الفرض بدخول وقت الفرض ،والتي بعده بفعله،
ويخرج وقت النوعين بخروج وقت الفرض ألنهما تابعان له ،ولو فات النفل
المؤقت ندب قضاؤه .ومن القسم الذي ال تندب فيه الجماعة تحية المسجد .وهي
ركعتان قبل الجلوس لكل داخل ،وتتكرر بتكرر الدخول ولو على قرب وتفوت
سهوا وقصر الفصل ،وتفوتبجلوسه قبل فعلها ،وإن قصر الفصل إال إن جلس ً
بطول الوقوف كما أفتى به بعض المتأخرين..
فائدة :قال اإلسنوي :التحيات أربع :تحية المسجد بالصالة والبيت بالطواف
والحرم باإلحرام ومنى بالرمي ،وزيد عليه تحية عرفة بالوقوف وتحية لقاء المسلم
بالسالم.
((( رواه البخاري.
صالة التسابيح
من القسم الذي التسن الجماعة فيه صالة التسابيح وهي أربع ركعات يقول فيها
ثالثمائة مرة« :سبحان الله والحمد لله وال إله إال الله والله أكبر» :بعد التحرم ،وقبل
عشرا ،وكذلك
عشرا ،وفي الركوع ً القراءة خمسة عشرة ،وبعد القراءة وقبل الركوع ً
في الرفع منه وفي السجود والرفع منه والسجود الثاني ،فهذه خمس وسبعون
في أربع بثالثمائة.
صالة األوابين
وصالة األوابين وتسمى صالة الغفلة لغفلة الناس عنها بسبب عشاء أو نوم
أو نحو ذلك ،وهي عشرون ركعة بين المغرب والعشاء ،وأقلها ركعتان لحديث
كتب الله له ِ ِ ٍ
المغرب والعشاء َ بين
ست ركعات َ «م ْن صلى َ
الترمذى أنه ﷺ قالَ :
عباد َة اثنتى عشر َة سن ًة».
ومن القسم الذى ال تسن فيه الجماعة أيضـًا :ركعتا اإلحرام ،وركعتا الطواف،
وركعتا الوضوء ،وركعتا االستخارة ،وركعتا الحاجة ،وركعتا التوبة ،وركعتان
عند الخروج من المنزل وعند دخوله وعند الخروج من مسجد رسول الله ﷺ
يمر بها قط ،وركعتان في المسجد إذا قدم من سفره، وعند مروره بأرض لم ّ
وركعتان إذا عقد على امرأة وزفت إليه ،إذ يسن لكل منهما قبل الوقاع أن يصلى
ركعتين ،وأدلة هذه السنن مشهورة اليحتملها شرح هذا الكتاب.
أفضل النوافل
وأفضل القسم الذي التسن فيه الجماعة الوتر ثم ركعتا الفجر ،وهما أفضل
من ركعتين في جوف الليل ،ثم باقى رواتب الفرائض ثم الضحى ثم مايتعلق بفعل
غير سنة الوضوء :كركعتى الطواف واإلحرام والتحية ،وهذه الثالثة في األفضلية
سواء ،والقسم الذي تسن الجماعة فيه أفضل من القسم الذي ال تسن الجماعة فيه،
نعم تفضل راتبة الفرائض على التراويح ،وأفضل القسم الذي فيه تسن الجماعة
صالة العيدين ،وقضية كالمهم تساوى العيدين في الفضيلة قال في الخادم :لكن
األرجح في النظر ترجيح عيد األضحى ،فصالته أفضل من صالة الفطر ،وتكبير
الفطر أفضل من تكبيره ثم بعد العيد في الفضيلة كسوف الشمس ثم خسوف القمر
ثم االستسقاء ثم التراويح .والحصرللنفل المطلق وهو ما ال يتقيد بوقت والسبب.
خير موضوع استكثر أو َأ ِق ّل»((( فإن نوى فوق ركعة تشهدقال ﷺ ألبى ذر« :الصال ُة ُ
آخرا فقط أو آخر كل ركعتين فأكثر فال تشهد في كل ركعة ،والنفل المطلق بليل ً
أفضل منه بالنهار ،وبأوسطه أفضل من طرفيه إن قسمه ثالثة أقسام ثم آخره أفضل
من أوله إن قسمه قسمين ،وأفضل من ذلك السدس الرابع والخامس ،ويسن السالم
من كل ركعتين نواهما أو أطلق النية.
ويسن أن يفصل بين سنة الفجر والفريضة باضطجاع على يمينه لالتباع وأن يقرأ
الكافرون)
َ في أول ركعتى الفجر والمغرب واالستخارة وتحية المسجدْ :
(قل َيا أ ُّيها
وفي الثانية :اإلخالص ،ويتأكد إكثار الدعاء واالستغفار في جميع ساعات الليل
وهو في النصف األخير آكد .وعند السحر أفضل.
سجدتا التالوة والشكر:
مختصرا لتتم به الفائدة
ً لم يتعرض المصنف لسجدتى التالوة والشكر ونذكره
لحافظ هذا المختصر.
تسن سجدات تالوة لقارىء وسامع قصد السماع أم ال ،قراءة لجميع آية السجدة
مشروعة وتتأكد للسامع بسجود القارىء ،وهي أربع عشرة سجدة :سجدتا الحج،
ﱹ ﯖ ﯗﱸ((( ولو رأينا في ثوب من يريد الصالة نجاسة اليعلم بها لزمنا إعالمه،
ألن األمر بالمعروف اليتوقف على العصيان ،واستثنى من المكان ما لو كثر زرق
الطيور ،فإنه يعفى عنه للمشقة في االحتراز عنه ،وقيد في المطلب العفو بما إذا لم
يتعمد المشى عليه .وزاد غيره أن اليكون رط ًبا أو رجله مبلولة.
االجتهاد عند اشتباه الطاهر بالنجس:
ولو اشتبه عليه طاهر ونجس من ثوبين اجتهد فيهما للصالة وصلى فيما ظنه
الطاهر من الثوبين ،فإذا صلى باالجتهاد ثم حضرت صالة أخرى لم يجب تجديد
االجتهاد.
ويعفى عما عسر االحتراز عنه غال ًبا :من طين شارع نجس يقينًا لعسر تجنبه،
وعن دم :نحو براغيث ودمامل كقمل ،وعن دم فصد وحجم بمحلهما ،وعن
روث ذباب وإن كثر ما ذكر ولو بانتشار عرق لعموم البلوى بذلك ال إن كثر بفعله،
وعن قليل دم أجنبى ال عن قليل دم نحو كلب لغلظه ،وكالدم فيما ذكر قيح وصديد
معفو عنه لم يعلمه أو علمه ثم نسى فصلى
وماء قروح له ريح ،ولو صلى بنجس غير ّ
ثم تذكر وجبت اإلعادة ،ويجب إعادة كل صالة تيقن فعلها مع النجس بخالف ما
احتمل حدوثه بعدها.
الكالم على ستر العورة وبيانها
(و) الثاني( :ستر العورة بلباس طاهر) عن العيون ولو كان خال ًيا في ظلمة عند
القدرة لقوله تعالى :ﱹ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﱸ((( قال ابن عباس
المراد به الثياب في الصالة ،فلو عجز وجب أن يصلى عار ًيا ويتم ركوعه وسجوده
فال تصح صالته .ومن عليه فوائت اليشترط أن ينوى ظهر يوم كذا بل يكفيه نية
الظهر أو العصر ،والنفل ذو الوقت أو ذو السبب كالفرض في اشتراط قصد فعل
الصالة وتعيينها :كصالة الكسوف وراتبة العشاء ،.والوتر صالة مستقلة فال يضاف
إلى العشاء ،فإن أوتر بواحدة أو بأكثر ووصل نوى الوتر ،وإن فصل نوى بالواحدة
الوتر .ويتخير في غيرها بين نية صالة الليل أو مقدمة الوتر وسنته وهي أولى
أو ركعتين من الوتر على األصح هذا إذا نوى عد ًدا فإن قال :ـ أصلى الوتر ـ وأطلق
وترا ،والتشترط نية النفلية.
صح ويحمل على مايريده من ركعة إلى إحدى عشرة ً ّ
ويكفى في النفل المطلق وهو الذي اليتقيد بوقت والسبب نية فعل الصالة.
والنية بالقلب باإلجماع ألنها القصد ،فال يكفى النطق مع غفلة القلب باإلجماع
وفي سائر األبواب كذلك ،واليضر النطق بخالف ما في القلب كأن قصد الصبح
سرا بالمنوى قبيل التكبير ليساعد اللسان
وسبق لسانه إلى الظهر ،ويندب النطق ً
القلب وألنه أبعد عن الوسواس.
(و) الثاني :من أركان الصالة (القيام) في الفرض (مع القدرة) عليه لخبر البخارى
النبي ﷺ عن الصالة فقال: عن عمران بن حصين قال :كانت بى بواسير ،فسألت ّ
ْب» زاد النسائى « َفإٍِ ْن َل ْم
َطع َف َع َلى َجن ٍ إن َل ْم ت َْست ْ
َطع َف َقاعدً اَ ،ف ْ
إن لم ت َْست ٌْ «ص ِّل َقائم َا َف ْ َ
ف الله َن ْف ًسا إِالَّ ُو ْس َع َها» .وأجمعت األمة على ذلك وهو ِ
ت َْس َت َط ْع َف ُم َس َت ْلقي َا الَ ْي َك َّل َُ
معلوم من الدين بالضرورة وخرج بالفرض النفل وبالقادر العاجز.
واستثنى بعضهم من ذلك مسائل:
األولى :ما لو خاف راكب السفينة غر ًقا أو دوران رأس فإنه يصلى من قعود وال
إعادة عليه.
والثانية :مالو كان به سلس بول لو قام سال بوله وإن قعد لم يسل فإنه يصلى
من قعود على األصح بال إعادة ،ومنها مالو قال طبيب ثقة لمن بعينه ماء :إن صليت
مستلق ًيا أمكن مداواتك ،فله ترك القيام على األصح .ولو أمكن المريض القيام
منفر ًدا بال مشقة ولم يمكنه ذلك في جماعة إال بأن يصلى بعضها قاعدً ا فاألفضل
االنفراد ،وتصح مع الجماعة وإن قعد في بعضها .
الثالثة :ما لو كان للغزاة رقيب يرقب العدو ولو قام لرآه العدو ،أو جلس الغزاة
في مكمن ولو قاموا لرآهم العدو وفسد تدبير الحرب ،صلوا قعو ًدا.
وشرط القيام نصب ظهر المصلى ألن اسم القيام دائر معه ،فإن وقف منحن ًيا
قائما لم يصح قيامه
مائل إلى يمينه أو يساره بحيث اليسمى ً إلى قدامه أو خلفه أو ً
لتركه الواجب بال عذر ،واالنحناء السالب لالسم :أن يصير إلى الركوع أقرب كما
في المجموع .ولو استند إلى شىء كجدار أجزأه مع الكراهة ،ولو تحامل عليه وكان
بحيث لو رفع ما استند إليه لسقط لوجود اسم القيام ،وإن كان بحيث يرفع قدميه
قائما بل معلق نفسه ،ولو أمكنه القيام
إن شاء وهو مستند لم يصح ألنه اليسمى ً
متكئًا على شىء أو القيام على ركبتيه لزمه ذلك ألنه ميسوره ،ولو عجز عن ركوع
وسجود دون قيام قام وجو ًبا وفعل ما أمكنه في انحنائه لهما بصلبه ،فإن عجز فبرقبته
ورأسه ،فإن عجز أومأ إليهما أو عجز عن قيام بلحوق مشقة شديدة قعد كيف شاء،
وافتراشه أفضل من تربعه وغيره ألنه قعود عبادة.
ويكره اإلقعاء في قعدات الصالة بأن يجلس المصلى على وركيه ناص ًبا ركبتيه
للنهى عن اإلقعاء في الصالة ،رواه الحاكم وصححه .ثم ينحني المصلى قاعدً ا
لركوعه إن قدر ،وأقله أن ينحنى إلى أن تحاذى جبهته ما قدام ركبتيه ،وأكمله أن
تحاذى جبهته محل سجوده وركوع القاعد في النفل كذلك ،فإن عجز عن القعود
وسن على األيمن ،فإن عجز عن ّ اضطجع على جنبه وجو ًبا لخبر عمران السابق
قليل بشىء ليتوجه إلى القبلة بوجهه الجنب استلقى على ظهره راف ًعا رأسه بأن يرفعه ً
ومقدم بدنه ويركع ويسجد بقدر إمكانه ،فإن قدر المصلى على الركوع فقط كرره
للسجود ،ولو عجز عن السجود إال أن يسجد بمقدم رأسه أو صدغه وكان بذلك
أقرب إلى األرض وجب؛ فإن عجز عن ذلك أومأ برأسه .والسجود أخفض من
الركوع فإن عجز فببصره؛ فإن عجز أجرى أفعال الصالة بسننها على قلبه وال إعادة
عليه وال تسقط عنه الصالة وعقله ثابت لوجود مناط التكليف ،وللقادر على القيام
النفل قاعدً ا سواء الرواتب وغيرها ،وما تسن فيه الجماعة كالعيد وما ال تسن فيه،
«م ْن َص َّلى َقائِ ًما
ومضطج ًعا مع القدرة على القيام وعلى القعود لحديث البخاريَ :
ف َأ ْج ِر ال َقائِم َو َم ْن َص َّلى نَائِ ًما ـ أي مضطج ًعا
َف ُه َو َأ ْف َض َل َو َم ْن َص َّلى َقاعدً ا َف َل ُه نِ ْص َ
اع ِد» ويلزمه أن يقعد للركوع والسجود ،فإن استلقى مع إمكان ف َأج ِر ال َق ِ ِ
ـ َف َل ُه ن ْص َ ْ
االضطجاع لم تصح صالته .ومحل نقصان أجر القاعد والمضطجع عند القدرة
وإال لم ينقص من أجرهما شىء.
(و) الثالث :من أركان الصالة (تكبيرة اإلحرام) بشروطها ،وهي إيقاعها بعد
االنتصاب في الفرض باللغة العربية للقادر عليها ،ولفظ الجاللة ولفظ أكبر ،وتقديم
لفظ الجاللة على أكبر ،وعدم مدّ همزة الجاللة ،وعدم مدّ باء أكبر وعدم تشديدها،
وعدم زيادة واو ساكنة أو متحركة بين الكلمتين ،وعدم واو قبل الجاللة ،وعدم وقفة
طويلة بين كلمتيه ،وأن يسمع نفسه جميع حروفها إن كان صحيح السمع ،والمانع
من لغط وغيره وإال فيرفع صوته بقدر ما يسمعه لو لم يكن أصم ،ودخول وقت
الفرض لتكبيرة الفرائض والنفل المؤقت وذى السبب ،وإيقاعها حال االستقبال
حيث شرطناه ،وتأخيرها عن تكبيرة اإلمام في حق المقتدى فهذه خمسة عشر شر ًطا
اختل واحد منها لم تنعقد صالته .ودليل وجوب التكبير خبر المسىء صالته: إن ّ
143 املختار من اإلقناع
X
.................................................................................
EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE
وهي تدل على خبل في العقل أو جهل في الدين ،واليجب استصحاب النية بعد
التكبير للعسر لكن يسن ،ويعتبر عدم المنافى كما في عقد اإليمان بالله تعالى ،فإن
نوى الخروج من الصالة أو تردد في أن يخرج أو يستمر بطلت بخالف الوضوء
واالعتكاف والحج والصوم ألنها أضيق با ًبا من األربعة ،فكان تأثيرها باختالف النية
أشد.
(و) الرابع :من أركان الصالة (قراءة) سورة (الفاتحة) في كل ركعة في قيامها
ال َة َل ِم ْن َل ْم َي ْق َر ْأ بِ َفاتِ َحة الكت ِ
َاب» أي في كل ركعة أو بدله ،لخبر الشيخين« :الَ َص َ
مر في خبر المسىء صالته ،إال ركعة مسبوق فال تجب فيها ،بمعنى أنه ال يستقر
لما ّ
وجوبها عليه لتحمل اإلمام لها عنه.
(وبسم الله الرحمن الرحيم آية منها) أي من الفاتحة لما روى :أنه ﷺ «عدّ
الفاتحة سبع آيات ،وعدَّ بسم الله الرحمن الرحيم آية منها»(((.
ويجب رعاية حروف الفاتحة،فلو أتى قادر أو من أمكنه التعلم بدل حرف منها
تصحقراءته لتلك الكلمة لتغييره النظم،ولو أبدل ذالالذينالمعجمة ّ بآخر لم
بالمهملة لم تصح،وكذا لو أبدل حاءالحمد للهبالهاء،ولو نطق بالقاف مترددة
صحمع الكراهة،ويجب رعاية تشديداتها بينها وبين الكاف كما تنطق به العرب ّ
األربع عشرة منها ثالث في البسملة ،فلو خفف منها تشديدة بطلت قراءة تلك
الكلمة لتغييره النظم،ولو شدد المخفف أساء وأجزأه كما قاله الماوردي.ويجب
رعاية ترتيبها بأن يأتى بها على نظمها المعروف ألنه مناط البالغة واإلعجاز،
فلو بدأ بنصفها الثانى لميعتدّ به ويبنى على األول إن سها بتأخيره ولميطل الفصل،
ويستأنف إن تعمد أو طال الفصل ،ويجب رعاية مواالتها بأنيأتى بكلماتها على
ص ُّلوا ك ََما َرأ ْيتُمونِى ُأ َص ِّلى»فيقطعها تخلل ذكر وإن قل،
الوالء لالتباع مع خبرَ « :
وسكوت طال عر ًفا بال عذر فيهما،أو سكوت قصد به قطع القراءة إلشعار ذلك
باإلعراض عن القراءة بخالف سكوت قصير لميقصد به القطع أو طويل،أو تخلل
ذكر بعذر من جهل أو سهو أو إعياء،أو تعلق ذكر بالصالة كتأمينه لقراءة إمامه وفتحه
عليه إذا توقف فيها،فإن عجز عن جميع الفاتحة لعدم معلم أو مصحف أوغير ذلك
فسبع آيات عدد آياتهايأتى بها ولو متفرقة ال تنقص حروفها عن حروف الفاتحة.
فإن عجز عن القرآن أتى بسبعة أنواع من الذكر أو الدعاء ال تنقص حروفها عن
حروف الفاتحة ،فإن عجز عن ذلك كله حتى ترجمة الدعاء والذكر لزمه وقفة قدر
الفاتحة في ظنه ،وال يترجم عنها بخالف التكبير لفوات اإلعجاز فيها دونه.
وسن عقب الفاتحة بعد سكته لطيفة لقارئها في الصالة وخارجها آمين لالتباع،
رواه الترمزى في الصالة ،ويسن في جهرية جهر بها للمصلى حتى للمأموم لقراءة
إمامه تب ًعا له ،وأن يؤمن المأموم مع تأمين إمامه لخبر الشيخين« :إذا ّأمن اإلمام
فأمنوا ،فإنه من وافق تأمينه تأمين المالئكة غفر له ما تقدم من ذنبه»
ّ
الصف األول الثانوى
146
X
يـه َو ِال ْعـتِـدَ ُال ........................................ ،
والركُـوع وال ُّطم ْأنِينَـ ُة فِ ِ
ُ َ َ َ ُّ
EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE
(و) الثامن :من أركان الصالة (الطمأنينة فيه) كما في خبر المسئ صالته،
بأن تستقر أعضاؤه على ما كان عليه قبل ركوعه بحيثينفصل ارتفاعه عن عوده إلى
ما كان عليه،ولو ركع عن قيام فسقط عن ركوعه قبل الطمأنينة فيه عاد وجو ًبا إليه
معتدلثم سجد،وإن سجد ثم ّ
شك ً واطمأن ثم اعتدل،أو سقط عنه بعدها نهض
ثمسجد واليقصد بهغيره.
أتماعتداله؟ اعتدل وجو ًبا ّ
هل َّ
(و) التاسع :من أركان الصالة (السجود) مرتين في كل ركعة لقوله تعالى:
الص َال ِة»وإنما عدّ ا ركنًا واحدً ا
تإِ َلى َّ
ﱹﮘ ﮙ ﱸ((( ولخبر« :إِ َذا ُق ْم َ
التحادهما.
والسجود لغة :التطامن والميل،وقيل:الخضوع والتذلل.
وشر ًعا أقله مباشرة بعض جبهته ما يصلى عليه من أرض أو غيرها لخبر:
والَ َتنْ ُق ْر َن ْق ًرا»(((.وإنما اكتفى ببعض الجبهة لصدق «إِ َذا َس َجدْ َت َف َمك ِّْن َ
ج ْب َهت َ
َك َ
اسم السجود عليها بذلك،وخرج بالجبهة الجبين((( واألنف فاليكفى وضعهم،
ويجب وضع جزء من ركبتيه ومن باطن كفيه ومن باطن أصابع قدميه في السجود
لخبر الشيخين« :أمرت أن أسجد على سبعة أعظم :الجبهة ،واليدين ،والركبتين،
وأطراف القدمين» وال يجب كشفها بل يكره كشف الركبتين كما نص عليه في األم.
(و) العاشر :من أركان الصالة (الطمأنينة فيه) أى السجود لحديث المسئ
صالته،ويجب أنيصيب محل سجوده ثقل رأسه للخبر المار« :إِ َذا َس َجدْ َت َف َمـك ِّْن
َك».ومعنى الثقل أنيتحامل بحيث لو فرض تحته قطن أو حشيش النكبس ج ْب َهت َ
َ
وظهر أثره فييد لو فرضت تحت ذلك،واليعتبر هذا في بقية األعضاء،ويندب
((( سورة احلج .اآلية.77 :
((( رواه ابن حبان يف صحيحه.
((( لإلنسان جبينان ،عن يمني اجلبهة وشامهلا.
الصف األول الثانوى
148
X
األخ ُير ،والت ََّش ُهدُ فِ ِيه .....
يـه ،والج ُلوس ِ
ُ ُ
وا ْلـجـ ُلوس بـين السجدَ تَـي ِن ،وال ُّطم ْأنِينَـ ُة فِ ِ
ُ َ ْ َ َّ ْ ْ َ َ َ ُ
EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE
أنيضع كفيه حذو منكبيه وينشر أصابعهما مضمومة للقبلة ويعتمد عليهما،ويجب
في السجود أن ترتفع أسافله على أعاليه لالتباع كما صححه ابن حبان،فلو صلى
مثلولميتمكن من ارتفاع ذلك لميالنها صلى على حسب حاله ولزمته في سفينة ً
صح.
اإلعادة ألنه عذر نادر.نعم إن كان به علة اليمكنه معها السجود إال كذلك ّ
(و)الحادى عشر:من أركان الصالة (الجلوس بين السجدتين)ولو في نفل ألنه
جالساكما في الصحيحين.
ً ﷺ كان إذا رفع رأسه لميسجد حتىيستوى
(و) الثانى عشر :من أركان الصالة (الطمأنينة فيه) لحديث المسئ صالته،
مرفى الركوع،فلو رفع فز ًعا من شئ لميكف ويجب أن اليقصد برفعهغيره كما ّ
ويجب عليه أنيعود إلى السجود،ويجب أن اليطوله وال االعتدال ألنهما ركنان
قصيران ليسا مقصودين لذاتهما بل للفصل،وأكمله أنيكبر بال رفعيدّ مع رفع
مفترشا ـوسيأتى بيانه ـلالتباع ً رأسه من السجود لالتباع رواه الشيخان،ويجلس
ناشرا
رءوس األصابعً ، ُ
(((
واض ًعا كفيه على فخذيه قري ًبا من ركبتيه بحيث تسامتهما
قائل:رب اغفر لى وارحمنى واجبرنى أصابعه مضمومة للقبلة كما في السجود ً
وارفعنى وارزقنى واهدنى وعافنى لالتباع،ثميسجد الثانية كاألولى.
(و)الثالث عشر:من أركان الصالة (الجلوس األخير) ألنه محل ذكر واجب
فكان واج ًبا كالقيام لقراءة الفاتحة.
(و)الرابع عشر:من أركان الصالة (التشهد فيه)أى الجلوس األخير لقول ابن
مسعود:كنا نقول قبل أنيفرض علينا التشهد:السالم على اللهقبل عباده،السالم
على جبريل،السالم على ميكائيل،السالم على فالن.فقال النبى ﷺ« :الَ َت ُقو ُلوا:
يات لله ...إلى آخره»(((، ال ُمو َلكِ ْن ُقو ُلوا الت َِّح ُ
الس َ ال ُم َع َلى اللهفإِ َّنال َّل َه ُ
ه َو َّ الس َ
َّ
((( تسامتهام :تساوهيام
((( رواه الدارقطني.
(و) الخامسة عشرة( :التسليمة الثانية) ويسن إذا أتى بالتسليمتين أن يفصل
ً
شمال .ملتفتـًا في التسليمة األولى بينهما ،وأن تكون األولى يمينًا واألخرى
حتىيرى خده األيمن فقط،وفى التسليمة الثانية حتىيرى خده األيسر كذلك،
فيبتدئ بالسالم مستقبل القبلة،ثميلتفت ويتم سالمه بتمام التفاته،ويسن للمأموم
أن اليسلم إال بعد فراغاإلمام من تسليمتيه.
***
فصل
الرجل في الصال ة
َ ُ
المرأة األمور التي تخالف فيها
(والمرأة تخالف الرجل) حالة الصالة (فى خمسة أشياء) وفى بعض النسخ
أربعة أشياء:
أما األول(:فالرجل)أى الذكر وإن كان صب ًيا مميزًا (يجافي)أىيخرج (مرفقيه
عن جنبيه)فى ركوعه وسجوده لالتباع.
يقل)بضم حرف المضارعة أييرفع (بطنه عن فخذيه في السجود)؛ (و)الثانيّ ( :
ألنه أبلغفى تمكين الجبهة واألنف من محل سجوده وأبعد من هيئات الكسالى.
(و)الثالث( :يجهر في موضع الجهر)المتقدم بيانه في الفصل قبله.
(و)الرابع( :إذا نابه)أى أصابه (شئ في الصالة)كتنبيه إمامه على سهو،وإذنه
لداخل،وإنذاره أعمى خشى وقوعه في محذور (سبح)أى قال:سبحان اللهلخبر
ِ
للنساء» .ويعتبر التصفيق فليسبح ،وإنما شئ فى صالتِه
ُ ْ «م ْن نَاب ُه ٌ
الصحيحينَ :
في التسبيح أنيقصد به الذكر أو الذكر واإلعالم وإال بطلت صالته.
صغيرا،ويتصور فيغير المميز
ً (و)الخامس( :عورة الرجل)أى الذكر وإن كان
في الطواف (ما بين سرته وركبته)أما السرة والركبة فليستا من العورة وإن وجب
ستر بعضهما ألن ما اليتم الواجب إال به فهو واجب.
(و)أما (المرأة)أى األنثى وإن كانت صغيرة مميزة فإنها تخالف الرجل في هذه
الخمسة أمور :
األول :أنها (تضم بعضها إلى بعض) بأن تلصق مرفقيها لجنبيها في الركوع
والسجود.
والثاني:أنتلصق بطنها لفخذيهافى السجود ألنه أستر لها.
(و)الثالث:أنها (تخفض صوتها)إن صلت (بحضرة الرجالاألجانب)،دف ًعا
للفتنة،وإن كان األصح أن صوتها ليس بعورة.
مر (فى الصالة) أى صالتها
(و) الرابع( :إذا نابها) أى أصابها (شئ) مما ّ
الماربضرب بطن كف أو ظهرها على ظهر أخرى،أو ضرب ّ (صفقت)للحديث
ظهر كف على بطن أخرى ال بضرب بطن كل منهما على بطن أخرى،فإن فعلته
ظهرا على ظهر عالمة بالتحريم بطلت صالتها وإن ّ
قللمنافاته على وجه اللعب ولو ً
للصالة.
تنبيه :لوصفق الرجل وسبحت المرأة جاز مع مخالفتهما للسنة.
(و) الخامس( :جميع بدن المرأة) ولو صغيرة مميزة (عورة فى الصالة إال
وجهها وكفيها)ظهرهما وبطنهما من رءوس األصابع إلى الكوعين لقوله تعالى:
هو ﱹ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝﮞ ﱸ(((،قال ابن عباس وعائشة
الوجه والكفان.
فصل
مبطالت الصالة
(والذىيبطل الصالة)المنعقدة أمور المذكور منها هنا (أحد عشر شيئًا) :
األول( :الكالم) أى النطق بكالم البشر بلغة العرب وبغيرها بحرفين فأكثر
أفهما ك ُق ْم ،ولو لمصلحة الصالة كقوله ال تقم أو اقعد أم ال :ك َع ْن َو َم ْن لقوله
َّاس» والحرفان من جنس ال ِم الن ِ ال َة الَ يص ُلح فِيِها َشئ ِ
م ْن َك َ الص َ ﷺ« :إِ َّن ِ ِ
ٌ َ ْ ُ َ هذه َّ َ
(ق) من الوقاية أو (ع) من الوعيوشرطه في االختيار الكالم ،أو حرف مفهم نحو ِ
(العمد) مع العلم بتحريمه وأنه في صالة فال تبطل بقليل كالم ناس ًيا للصالة،
أو سبق إليه لسانه،أو جهل تحريمه فيها،والتنحنح بغير عذر والضحك والبكاء
ولو من خوف اآلخرة ،واألنين والتـأو ّه والنفخ من الفم أو األنف بغير عذر إن
ظهر بواحد من ذلك حرفان بطلت صالته وإال فال.ولو سلم إمامه فسلم معه ثم
سلم اإلمام ثان ًيا فقال له المأموم« :قد سلمت قبل هذا»فقال:كنت ناس ًيالم تبطل
صالة واحد منهما،ويسلم المأموم ويندب له سجود السهو؛ ألنه تكلم بعد انقطاع
القدوة.أما الكثير من ذلك فإنه اليعذرفيه ألنهيقطع نظم الصالة والقليليحتمل
لقلته،وألن السبق والنسيان فى الكثير نادر،والفرق بين هذا وبين الصوم حيث ال
يبطل باألكل الكثير على األصح أن المصلى متلبس بهيئة مذكرة للصالةيبعد معها
النسيان بخالف الصائم.
مالقبعض لباسه نجاسة وإن لميتحرك بحركته:كطرف عمامته وال تصح صالة ٍ
الطويل،وخالف ذلك ما لو سجد على متصل به حيث تصح صالته إن لميتحرك
بحركته ألن اجتناب النجاسة في الصالة شرع للتعظيم وهذا ينافيه ،والمطلوب
َكفإذا سجد على متصل به ج ْب َهت َ
مستقرا علىغيره لحديثَ :مك ِّْن َ
ً في السجود كونه
ولميتحرك بحركته حصل المقصود.
حكم الوشم
يذرعليه نحو نيلة
فروع:الوشم:وهوغرز الجلد باإلبرة حتىيخرج الدم ثم ّ
ليزرق أويخضر بسبب الدم الحاصل بغرز الجلد باإلبرة ،وهو :حرام للنهى عنه،
ضررايبيح التيمم،فإن خاف لم تجب إزالته وال إثم عليه
ً فتجب إزالته إن لميخف
بعد التوبة،وهذا إذا فعله برضاه بعد بلوغه وإال فال تلزمه إزالته،وتصح صالته
وإمامته والينجس ما وضع فيهيده مث ً
الإذا كان عليها وشم.
(و)الخامس( :انكشاف)شئ من (العورة)وإن لميقصر،كما لو طيرت الريح
سترته إلى مكان بعيد فإن أمكن ستر العورة في الحال:بأن كشف الريح ثوبه فرده
في الحال لم تبطل صالته النتفاء المحظور،ويغتفر هذا العارض اليسير.
المنوي،فلو قلب صالته التي هو فيها صالة ّ (و)السادس( :تغيير النية)إلىغير
عالما عامدً ا بطلت صالته،ولو عقب النية بلفظ (إن شاء الله)أو نواها وقصد أخرى ً
بذلك التبرك أو أن الفعل واقع بالمشيئة لميضر أو التعليق أو أطلق لم تصح صالته
نفلمطلقـًا ليدرك جماعة مشروعة وهو منفرد ولمي ّعين فرضا ً للمنافاة،ولو قلب ً
نفلمعينا كركعتى الضحى فال صحذلك.أما لو قلبها ً
فسلم من ركعتين ليدركها ّ
تصح صالته ال فتقاره إلى التعيين،أما إذا لم تشرع الجماعة كما لو كانيصلى الظهر
فوجد منيصلى العصر فاليجوز القطع كما ذكره في المجموع.
مكروهات الصالة
يكره االلتفات في الصالة بوجههيمنة أويسرة إال لحاجة فاليكره،ويكره رفع
بصره إلى السماء وكف شعره أو ثوبه،ومن ذلكووضعيده على فيه بال حاجة،
فإن كان لحاجة كما إذا تثاءب فال كراهة.ويكره القيام على رجل واحدة والصالة
حاقما ـبالميم
ً حاقنًا ـبالنون ـأو حاق ًبا ـبالباء الموحدة ـ أو حاذ ًقا ـبالقاف ـأو
ـاألول بالبول،والثانىبالغائط،والثالث بالريح،والرابع بالبول والغائط.وتكره
الصالة بحضرة طعا م مأكول أو مشروب يتوق إليه،وأنيبصق قبل وجهه أو عن
يمينه،ويكره للمصلى وضعيده على خاصرته((( والمبالغة في خفض الرأس عن
الظهر في ركوعه،وتكره الصالة فى المزبلة والمجزرة ،وفى عطن اإلبل.
السترة أمام المصلى
عصا مغروزة
ويسن أنيصلى وأمامه سترة كعمود ،أو جدارفإن عجز عنه فلنحو ً
كمتاع لالتباع،فإن عجز عن ذلك بسط مصلى كسجادة،فإن عجز عنه خط أمامه
طول،وطول المذكورات ثلثا ذراع فأكثر،وبينها وبين المصلى ثالثة أذرع خطـًا ً
ماربينه
سنله ولغيره دفع ّفأقل،فإذا صلى إلى شئ من ذلك على هذا الترتيب ّ ّ
المار ً
سبيلآخر،وإذا صلى إلى سترة وبينها.ويحرم المرور بينه وبينها وإن لميجد ّ
فالسنة أنيجعلها مقابِ َلة ليمينه أو شماله وال ُ
يصمد إليها ـبضم الميم ـأى اليجعلها
تلقاء وجهه.
***
((( اخلرص من اإلنسان :وسطه وهو املستدق فوق الوركني .املصباح املنري .170/1
فصل
فيما تشتمل عليه الصالة ومايجب عند العجز عن القيام
األول فقال( :وركعات الفرائض) فى اليوم والليلة غير ّ وبدأ بالقسم
يوم الجمعة وسفر القصر (سبع عشرة ركعة) قال اإلمام الرازى :والحكمة
فى ذلك أن زمن اليقظة فى اليوم والليلة سبع عشرة ساعة ،فإن النهار المعتدل
اثنتا عشرة ساعة،وسهر اإلنسان من أول الليل ثالث ساعات ومن آخره ساعتان
إلى طلوع الفجر فجعل لكل ساعة ركعة .اهـ( .وفيها) أى الفرائض (أربع
وثالثون سجدة) ألن فى كل ركعة سجدتين (و) فيها (أربع وتسعون تكبيرة)؛
ألن فى كل رباعية اثنتين وعشرين تكبيرة بتكبيرة اإلحرام فيجتمع منها ست وستون
تكبيرة،وفى الثنائية إحدى عشرة تكبيرة،وفى الثالثية سبع عشرة تكبيرة فجملتها
أربع وتسعون تكبيرة (و)فيها (تسع تشهدات)ألن فى الثنائية تشهدً ا واحدً ا وفى
كل من الباقى تشهدين (و)فيها (عشر تسليمات)ألن فى كل صالة تسليمتين (و)
فيها (مائة وثالث وخمسون تسبيحة)ألن فى كل ركعة تسع تسبيحات مضروبة فى
سبع عشرة فتبلغما ذكره ،تفصيل ذلك فى الثنائية ثمان عشرة،وفى الثالثية سبع
وعشرون ،وفى الرباعية مائة وثمان ،أما يوم الجمعة فعدد ركعاته خمس عشرة
ركعة فيها خمسة عشر ركو ًعا وثالثون سجدة وثالث وثمانون تكبيرة ومائة وخمس
وثالثون تسبيحة وثمان تشهدات،وأما سفر القصر فعدد ركعاته للقاصر إحدى
عشرة ركعة فيها أحد عشر ركو ًعا واثنتان وعشرونسجدة وإحدى وستون تكبيرة
وتسع وتسعون تسبيحة وست تشهدات .وأما السالم فال يختلف عدده فى كل
األحوال (وجملة األركان فى الصالة) المفروضة وهى الخمس (مائة وستة
وعشرون ركنًا)األولىسبع ـبتقديم السين ـوعشرونإذ الترتيب ركن كما سبق.
ثم ذكر تفصيله بقوله (فى الصبح)من ذلك (ثالثون ركنًا)النية وتكبيرة اإلحرام
والقيام ،وقراءة الفاتحة،والركوع والطمأنينة فيه،والرفع من الركوع والطمأنينة فيه،
والسجود األول والطمأنينة فيه،والجلوس بين السجدتين والطمأنينة فيه،والسجدة
الثانية والطمأنينة فيها،والركعة الثانية كاألولى ما عدا النية وتكبيرة اإلحرام،ويزيد
الجلوس للتشهد وقراءة التشهد والصالة على النبى ﷺ بعده والتسليمة األولى
وسكت عن الترتيب وقد علمت أنه من األركان وعدّ كل سجدة ركنًا وهو خالف
ما قدمه فى األركان من عدهما ركنًا واحدً ا وهو خالف لفظى (وفى المغرب)من
ذلك (اثنان وأربعون ركنًا)األولى «ثالثة وأربعون»لما عرفت أن الترتيب ركن:
أولها النية وآخرها التسليمة األولى (وفى) كل من الصالة (الرباعية) من ذلك
(أربعة وخمسون ركنًا)األولىخمسة وخمسونبزيادة الترتيب:أولها النية وآخرها
التسليمة األولى كما علم ذلك من عدها فى الصبح فال نطيل بذكره .
حكم من عجز عن القيام في الصالة أو القعود
جالسا)
ً ثم شرع في القسم الثانى بقوله( :ومن عجز عن القيامفى الفريضةصلى
للحديث السابق ولإلجماع على أي صفة شاء إلطالق الحديث المذكور ،وال
قائما ألنه معذور.قال الرافعي:وال نعنى بالعجز
ينقص ثوابه عن ثواب المصلى ً
عدم اإلمكان فقط بل في معناه خوف الهالك وزيادة المرض أ و خوف مشقة شديدة
أو دوران الرأس في حق راكب السفينة كما تقدم بعض ذلك كله،وافتراشه أفضل
منغيره من الجلسات ألنها هيئة مشروعة في الصالة فكانت أولى منغيرها،ويكره
اإلقعاء هنا وفي سائر قعدات الصالة بأنيجلس المصلى على وركيه وهما أصل
فخذيه ناص ًبا ركبتيه بأنيلصق ألييه بموضع صالته،وينصب فخذيه وساقيه كهيئة
المستوفز(((.
(ومن عجز عن الجلوس)بأن ناله من الجلوس تلك المشقة الحاصلة من القيام
(صلى مضطج ًعا)لجنبه مستقبل القبلة بوجهه ومقدم بدنه وجو ًبا لحديث عمران
السابق وكالميت في اللحد،واألفضل أنيكون على األيمن ويكره على األيسر بال
عذر.
(ومن عجز عنه) أى عن االضطجاع (صلى مستلق ًيا) على ظهره وأخمصاه
للقبلة ،وال بد من وضع نحو وسادة تحت رأسه ليستقبل بوجهه القبلة ،ويركع
ويسجد بقدر إمكانه،فإن قدر المصلى على الركوع فقط كرره للسجود،
(فإن عجز) عما ذكر (أومأ برأسه) والسجود أخفض من الركوع فإن عجز
فببصره،فإن عجز أجرى أفعال الصالة (ونوى بقلبه)وال إعادة عليه وال تسقط عنه
الصالة وعقله ثابت،لوجود مناط التكليف.
***
حتى لو سجد للسهو ثم سها قبل سالمه بكالم أو غيره أو سجد للسهو ثال ًثا ً
سهوا
فال يسجد ثان ًيا ألنه ال يأمن وقوع مثله في السجود ثان ًيا فيتسلسل.
وكيفيتهما :كسجود الصالة في واجباته ومندوباته كوضع الجبهة والطمأنينة
والتورك بعدهما .ويأتى بذكر ّ والتحامل والتنكيس واالفتراش في الجلوس بينهما
سجود الصالة فيهما .وهو (سنة) لألحاديث المارة فال تبطل الصالة بتركه (ومحله)
يجلس،
ْ هر فقا َم ِم َن األولت ْي ِن َول ِم بعد تشهده و(قبل السالم) ألنه ﷺ« :صلى بهم ال ُّظ َ
جالسَ ،فسجدَ
ٌ تسليم ُه ك َّب َـر َو ُه َو
َ الناس
وانتظر ُ
َ قضى الصال َة
الناس َمعه حتى إذا َ
فقا َم ُ
سلم»((( .قال الزهري :وفعله قبل السالم هو آخر األمرين ثم َيسلم َّ
َ أن سجدت ْي ِن َ
قبل ْ
من فعله ﷺ.
***
فصل :فى بيان األوقات التي تكره فيها الصالة بال سبب
وهى كراهة تحريم كما صححه في الروضة والمجموع هنا وإن صحح
في التحقيق ،وفي الطهارة من المجموع أنها كراهة تنزيه (و) هي (خمسة أوقات
ال يصلى فيها) أي في غير حرم مكة (إال صالة لها سبب) غير متأخر فإنها تصح
كفائتة وصالة كسوف واستسقاء وطواف وتحية وسنة وضوء وسجدة تالوة وشكر
نفل ألنه ﷺ صلى بعد العصر ركعتينفرضا أم ً
وصالة جنازة ،وسواء أكانت الفائتة ً
«ه َما ال َّلت ِ
َان َب ْعدَ ال ُظ ْه ِر»((( ،أما ما له سبب متأخر كركعتى االستخارة واإلحرام وقالُ :
فإنها ال تنعقد كالصالة التي ال سبب لها.
ثم أخذ المصنف في بيان األوقات المذكورة فقال مبتدئًا
األول( :بعد صالة الصبح) أداء (حتى تطلع الشمس) وترتفع للنهى عنه
في الصحيحين
(و) ثانيها (عند) مقارنة (طلوعها) سواء أصلى الصبح أم ال؟ (حتى تتكامل)
في الطلوع (وترتفع) بعد ذلك (قدر رمح) في رأى العين وإال فالمسافة بعيدة
ُ
«ثالث (و) ثالثها (عند االستواء حتى تزول) لما روى مسلم عن عقبة بن عامر:
تطلع حين ُ ٍ
ُ فيهن موتاناَ :
َقبر َّ
فيهن أو ن َ
نصلى َّ
َ أن
رسول الله ﷺ ينهانا ْ كان
ساعات َ
وحين الشمس، تميل ِ
الظهيرة حتى َ قائم
َ ُ وحين يقو ُم ُ
َ ترتفع،
َ الشمس بازغة حتى
ُ
ِ
للغروب» .فالظهيرة شدة الحر. ُ
تضيف
((( رواه ابن حبان.
(و) رابعها (بعد) صالة (العصر) أداء ولو مجموعة في وقت الظهر (حتى تغرب
الشمس) بكمالها للنهى عنه في الصحيحين.
(و) خامسها (عند) مقارنة (الغروب حتى يتكامل غروبها) للنهى عنه في خبر
مسلم.
أقسام األوقات المكروهة باعتبار الوقت وباعتبار الفعل
قد علم مما تقرر انقسام النهى في هذه األوقات إلى ما يتعلق بالزمان وهو ثالثة
أوقات :عند الطلوع ،وعند االستواء ،وعند الغروب .وإلى ما يتعلق بالفعل وهو
وقتان :بعد الصبح أداء ،وبعد العصر كذلك.
وخرج بغير حرم مكة حرمها فال تكره فيه صالة في شىء من هذه األوقات مطل ًقا
ٍ ِ ِ لخبر« :يا بنِى عبدَ من ٍ
اف بِ َه َذا ال َبيت َو َص َّلى في َأ َّية َسا َعة َش َ
اء َاف الَ ت َْمنَ ُعوا َأ َحدً ا َط َ َ َ َْ َ
خروجا
ً ار»((( ،ولما فيه من زيادة فضل الصالة نعم هي خالف األولى ِم ْن َل ْي ٍل أو ن ََه ٍ
من الخـالف .وخرج بحرم مكة حرم المدينة فإنه كغيره.
***
فصل
فى صالة الجماعة
واألصل فىها قبل اإلجماع قوله تعالى :ﱹ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ
ﭖﱸ((( أمر بها في الخوف ففى األمن أولى ،واألخبار كخبر الصحيحين:
ين َد َر َج ٍة» وفي رواية« :بِخَ ْم ٍ
س ِ ِ ِ ِ
الج َما َعة َأ ْف َض ُل م ْن َصالَة ال َّف ِّذ بِ َس ْب ٍع َوع ْش ِر َ «ص َ
ال ُة َ َ
ين َد َر َج ٍة» قال في المجموع :وال منافاة ألن القليل ال ينفى الكثير ،أو أنه َو َع ْش ِر َ
أخبر ّأو ًل بالقليل ثم أخبره الله تعالى بزيادة الفضل فأخبر بها ،أو أن ذلك يختلف
باختالف أحوال المصلين .ومكث ﷺ مدة مقامه بمكة ثالث عشرة سنة يصلى بغير
جماعة ألن الصحابة رضى الله تعالى عنهم كانوا مقهورين يصلون في بيوتهم،
فلما هاجر إلى المدينة أقام بها الجماعة وواظب عليها وانعقد اإلجماع عليها .وفي
اإلحياء عن أبى سليمان الدارانى أنه قال :ال يفوت أحدً ا صالة الجماعة إال بذنب
أذنبه .وأقلها إمام ومأموم كما يعلم مما سيأتي ،وذكر في المجموع في باب هيئة
الجمعة أن من صلى في عشرة آالف له سبع وعشرون درجة ،ومن صلى مع اثنين له
ذلك لكن درجات األول أكمل.
حكم صالة الجماعة وشروط المطالبين بها
(وصالة الجماعة) في المكتوبات غير الجمعة (سنة مؤكدة) ولو للنساء لألحاديث
السابقة وهذا ما قاله الرافعى وتبعه المصنف ،واألصح المنصوص كما قاله النووى
«ما ِم ْن َثال َث ٍة في َق ْر َي ٍة َأ ْو َبدْ ٍو الَ ُت َقا ُم فِ ِ
يهم إنها في غير الجمعة فرض كفاية لقوله ﷺَ :
الثاني :من شروط االقتداء :عدم تقدم المأموم على إمامه في المكان ،فإن تقدم
عليه في أثناء صالته بطلت ،أو عند التحرم لم تنعقد كالتقدم بتكبيرة اإلحرام،
واالعتبار في التقدم وغيره بالعقب ال الكعب ،فلو تساويا في العقب وتقدمت أصابع
يضر ويسن أن يقف الذكر ولو صبيا عن يمين اإلمام ،فإذا جاء ذكر آخرالمأموم لم َّ
أحرم عن يساره ثم يتقدم اإلمام أو يتأخران في قيام وهو أفضل.
(ويجوز أن يأتم بالفاسق) ولكن تكره خلفه ،وإنما صحت خلفه لما رواه
الشيخان« :أن ابن عمر كان يصلى خلف الحجاج» ويجوز للقائم أن يقتدى بالقاعد
والمضطجع( ،والبالغ بالمراهق) ألن عمرو بن سلمة كان يؤم قومه على عهد رسول
الله ﷺ وهو ابن ست أو سبع رواه البخاري ،لكن البالغ أولى ،ويقدم الوالى بمحل
واليته على غيره ،فإمام راتب فأفقه ،فأقرأ ،فأورع ،فأسن ،فأنظف ثو ًبا وبدنًا.
(وال) يصح أن (يأتم رجل) أو صبى مميز (بامرأة) أو صبية مميزة ،لحديث
ابن ماجة «ال تؤمن امرأة رجالً» ،وتصح قدوة المرأة بالمرأة ،والمرأة بالرجل.
(وال) يصح أن يأتم (قارئ) وهو من يحسن الفاتحة (بأمى) أمكنه التعلم أم ال،
واألمى :من يخل بحرف كتخفيف مشدد من الفاتحة بأن ال يحسنه ،والالحن الذى
يغير المعنى بلحنه كاألمى ال يصح االقتداء به.
وثالث الشروط :اجتماع اإلمام والمأموم بمكان كما هو المعهود في العصور
السابقة (و) إذا كانا بمسجد (أي موضع صلى) المأموم (في المسجد) ومنه
رحبته (بصالة اإلمام فيه) أي في المسجد (وهو عالم بصالته) أي اإلمام ليتمكن
من متابعته برؤيته أو بعض صف أو نحو ذلك ،كسماع صوته أو صوت مبلغ (أجزأه)
أي كفاه ذلك في صحة االقتداء به ،وإن بعدت مسافته وحالت أبنية نافذة إليه ،ألنه
كله مبنى للصالة فالمجتمعون فيه مجتمعون إلقامة الجماعة مؤدون لشعارها.
ومحل ذلك (ما لم يتقدم) المأموم (عليه) أي اإلمام في غير المسجد الحرام( .وإن
صلى) اإلمام في المسجد والمأموم (خارج المسجد) حالة كونه (قري ًبا منه) أي
معتبرا من آخر المسجد ً من المسجد بأن ال يزيد ما بينهما على ثالثمائة ذراع تقري ًبا
(وهو عالم بصالته) أي اإلمام الذي في المسجد بأحد األمور المتقدمة (وال حائل
هناك) بينهما (جاز) االقتداء حينئذ ،فإن كان اإلمام والمأموم بغير مسجد من فضاء
شرط أن ال يزيد ما بينهما وال ما بين شخصين ممن ائتم باإلمام خلفه أو بجانبه على
ثالثمائة ذراع تقري ًبا أخذ ًا من عرف الناس.
والرابع :من شروط االقتداء :توافق نظم صالتيهما في األفعال الظاهرة ،فال يصح
االقتداء مع اختالفه كمكتوبة وكسوف أو جنازة لتعذر المتابعة ،ويصح االقتداء
لمؤد بقاض ومفترض بمتنفل ،وفي طويله بقصيرة كظهر بصبح وبالعكس.
والخامس :من شروط االقتداء :موافقته في سنن تفحش مخالفته فيها فع ً
ال وتركًا
كسجدة تالوة ،وتشهد أول على تفصيل فيه ،بخالف ما ال تفحش فيه المخالفة
كجلسة االستراحة.
والسادس :من شروط االقتداء :تبعية إمامه بأن يتأخر تحرمه عن تحرم إمامه،
عالما
فإن خالفه لم تنعقد صالته ،وأن ال يسبقه بركنين فعليين ولو غير طويلين ً
بالتحريم ،وأن ال يتخلف عنه بهما بال عذر ،فإن خالف في السبق أو التخلف بطلت
صالته لفحش المخالفة بال عذر ،بخالف سبقه بهما ناسي ًا او جاهالً ،لكن ال يعتد
بتلك الركعة ،فيأتي بعد سالم إمامه بركعة ،وهذا بخالف سبقه بركن أو ركنين غير
فعليين ،وهو في الفعلى حرام بال عذر.
183 املختار من اإلقناع
X
أسئلة على كتاب الصالة
1:سما الصالة؟ وما حكمها؟ وما دليلها؟ ومتى فرضت؟ وما دليل توقيت
الصالة من الكتاب والسنة؟ وما أول وقت العصر؟ وما آخره؟
2:سبين الحكم فيما يأتي مع ذكر الدليل أو التعليل.
)أ(عزم المكلف على الصالة ثم مات وقد بقى من الوقت ما يسعها.
)ب(صلى بثوب متنجس وجهل وجود النجاسة فيه.
3:سبين المصطلح الفقهي لما يأتي:
)أ(قول مخصوص يعلم به وقت الصالة المفروضة.
)ب(قول يحرم به على المصلي ما كان ً
حالل له قبلها من مفسدات الصالة.
)ج(جلس على كعب يسراه بحيث يلي ظهرها األرض وينصب يمناه
ويضع أطراف أصابعه منها للقبلة.
)د(الغفلة عن الشيء في الصالة.
)ـه(ميل الشمس عن وسط السماء.
)و(صالة التطوع في الليل بعد النوم.
4:ساذكر سبب الفرق في الحكم بين كل مما يأتي:
)أ(الكافر إذا أسلم ال يجب عليه قضاء ما فاته من الصلوات ،المرتد إذا
عاد إلى اإلسالم يجب عليه قضاء ما فاته من الصلوات.
)ب(عدم جواز صالة الفرض قاعدً ا لمن قدر على القيام ـ وجواز صالة
النافلة قاعدً ا لمن قدر على القيام.
)ج(عدم جواز ترجمة الفاتحة في الصالة ،وجواز ترجمة التكبير في الصالة.
«صدَ َق ٌة ت ََصدَّ َق الل ُه بِ َها َع َل ْىك ُْم َفا ْق َب ُلوا َصدَ َق َت ُه»((( .واألصل في الجمع
ﷺ فقالَ :
أهم هذه األمور بدأ المصنف به كغيره فقال( :ويجوز أخبار تأتي .ولما كان القصر ّ
للمسافر) لغرض صحيح (قصر الصالة الرباعية) المكتوبة دون الثنائية والثالثية
(بخمس شرائط) وترك شرو ًطا أخرى سنتكلم عليها:
شروط قصر الصالة الرباعية
األول( :أن يكون سفره في غير معصية) سواء أكان واج ًبا كسفر حج أو مندو ًبا
مكروها كسفر منفرد .وأما العاصى
ً مباحا كسفر تجارة ،أو
النبي ﷺ ،أو ً
كزيارة قبر ّ
بسفره ولو في أثنائه فال يقصر ألن السفر سبب للرخصة فال يناط بالمعصية كبقية
رخص السفر ،فإن تاب فأول سفره محل توبته.
(و) الشرط الثانى( :أن تكون مسافته) أي السفر المباح ثمانية وأربعين ً
ميل
(((
هاشمية ذها ًبا وهي مرحلتان ،وهما سير يومين معتدلين بسير األثقال وهي:
((( سورة النساء اآلية.101 :
((( سورة النساء اآلية.101 :
((( رواه مسلم.
((( امليلً 1855 :
مرتا ،مسافة القرص تساوي 40و 89ك .م
الصف األول الثانوى
186
X
ِستَّـ َة َع َش َر َف ْر َسخً ا .
إل ْح َرا ِم َ ،و َأ َّل َي ْأت ََّم بِ ُم ِقيمٍ. ِ
لص َلة َ ،و َأن َين ِْو َ
ي ال َق ْص َر َم َع ا ِ ِ َو َأن َيك َ
ُون ُم َؤ ِّديـًا ل َّ
EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE
(ستة عشر فرسخً ا)((( بال إياب ولو قطع هذه المسافة في لحظة في ّبر أو بحر فقد
كان ابن عمر وابن عباس يقصران ويفطران في أربعة برد((( ومثله إنما يفعل عن
توقيف.
(و) الشرط الثالث( :أن يكون مؤد ًيا للصالة) المقصورة في أحد أوقاتها األصلى
أو العذرى أو الضرورى فال تقصر فائتة الحضر في السفر ألنها ثبتت في ذمته تامة،
وكذا ال تقصر في السفر فائتة مشكوك في أنها فائتة سفر أو حضر احتياطا وألن
األصل اإلتمام ،وتقضى فائتة سفر قصر في سفر قصر وإن كان غير سفر الفائتة دون
نظرا إلى وجود السبب.
الحضر ً
(و) الشرط الرابع( :أن ينوى القصر مع) تكبيرة (اإلحرام) كأصل النية ومثل نية
ترخصا .
ً القصر ما لو نوى الظهر مثال ركعتين ولم ينو
ولو قام القاصر لثالثة عمدً ا بال موجب لإلتمام كنيته أو نية إقامة بطلت صالته
سهوا ثم تذكر عاد وجو ًبا وسجد له ند ًبا وسلم ،فإن َأراد عند تذكره أن يتم عاد أو ً
للقعود وجو ًبا ثم قام ناو ًيا اإلتمام.
(و) الشرط الخامس( :أن ال يأتم بمقيم) أو بمن جهل سفره فإن اقتدى به ولو في
جزء من صالته كأن أدركه في آخر صالته أو أحدث هو عقب اقتدائه لزمه اإلتمام
لخبر اإلمام أحمد عن ابن عباس سئل :ما بال المسافر يصلى ركعتين إذا انفرد
وأرب ًعا إذا ائتم بمقيم؟ فقال :تلك السنة.
((( الفرسخ :لغة السكون والوقت وهو فاريس معرب من لفظة (فرستك) أي مرمى احلجر وهو يعادل
مرتا.
ثالثة أميال أي ما يعادل ً 5544
مرتا.
((( الربيد :أربعة فراسخ = ً 5565
هذه آخر الشروط التي اشترطها المصنف .وأما الزائد عليها فأمور:
مسافرا في جميع صالته ،فلو انتهى سفره فيها كأن بلغت
ً األول :يشترط كونه
سفينته دار إقامته أتم لزوال سبب الرخصة.
والثانى :يشترط قصد موضع معلوم معين أو غير معين أول سفره ليعلم أنه طويل
فيقصر أو ال :فال قصر للهائم وهو الذي ال يدرى أين يتوجه وإن طال سفره النتفاء
علمه بطوله ّأوله ،وال طالب غريم يرجع متى وجده وال يعلم موضعه.
والثالث :يشترط للقصر مجاوزة حدود البلد الذي سافر منه.
ً
جاهل به لم تصح صالته لتالعبه والرابع :يشترط العلم بجواز القصر ،فلو قصر
كما في الروضة وأصلها.
تنبيه :الصوم لمسافر سفر قصر أفضل من الفطر إن لم يضره لما فيه من براءة
الذمة ،والقصر له أفضل من اإلتمام ،إن بلغ سفره ثالث مراحل((( ولم يختلف
خروجا من خالف أبى حنيفة أما لو
ً فى جواز قصره ،فإن لم يبلغها فاإلتمام أفضل
اختلف فيه كمالح يسافر في البحر ومعه عياله في سفينته ومن يديم السفر مطل ًقا
فاإلتمام له أفضل للخروج من خالف من أوجبه كاإلمام أحمد.
ولما فرغ المصنف من أحكام القصر شرع في أحكام الجمع في السفر فقال:
(ويجوز للمسافر) سفر قصر (أن يجمع بين) صالتى (الظهر والعصر في وقت
وتأخيرا (و) أن يجمع (بين) صالتى (المغرب والعشاء في وقت
ً تقديما
ً أيهما شاء)
وتأخيرا والجمعة كالظـهر في جمع التقديم ،واألفضل لسائر
ً تقديما
ً أيهما شاء)
وقت أولى تأخير ولغيره تقديم لالتباع.
((( املرحلة = ً 24
ميال هاشميـًا ،وقد سبق بيانه.
الصف األول الثانوى
188
X
.................................................................................
EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE
الجمع بالمطر
ثم شرع فى الجمع بالمطر فقال( :ويجوز للحاضر) أى المقيم (فى المطر) ولو
يبل الثوب ونحوه كثلج وبرد ذائبين (أن يجمع بينهما) ما يجمعكان ضعي ًفا بحيث ّ
تقديما (فى وقت األولى منهما) لما فى الصحيحين عن ابن عباس: ً فى السفر،
«صلى رسول الله ﷺ بالمدينة الظهر والعصر جم ًعا والمغرب والعشاء جم ًعا» زاد
مسلم «من غير خوف وال سفر» .قال الشافعى كمالك :أرى ذلك فى المطر وال
تأخيرا ألن استدامة المطر ليست إلى الجامع((( فقد ينقطع فيؤدى إلى
ً يجوز ذلك
إخراجها عن وقتها من غير عذر بخالف السفر.
وشرط التقديم :أن يوجد نحو المطر عند تحرمه بهما ليقارن الجمع وعند تحلله
من األولى ليتصل بأول الثانية فيؤخذ منه اعتبار امتداده بينهما وهو ظاهر ،وال يضر
انقطاعه فى أثناء األولى أو الثانية أو بعدهما .ويشترط أن يصلى جماعة بمصلى
بعيد عن باب داره عر ًفا بحيث يتأذى بذلك فى طريقه إليه بخالف من يصلى فى بيته
كن ،أو كان المصلى قري ًبا فال يجمع
منفر ًدا أو جماعة أو يمشى إلى المصلى فى ّ
النتفاء التأذى وبخالف من يصلى منفر ًدا النتـفاء الجماعة فيه ،وأما جمعه ﷺ
بالمطر مع أن بيوت أزواجه كانت بجنب المسجد فأجابوا عنه بأن بيوتهن كانت
أيضا بأن
مختلفة وأكثرها كان بعيدً ا ،فلعله حين جمع لم يكن بالقريب .وأجيب ً
لإلمام أن يجمع بالمأمومين وإن لم يتأذ بالمطر صرح به ابن أبى هريرة وغيره.
قال المحب الطبرى :ولمن اتفق له وجود المطر وهو بالمسجد أن يجمع وإال الحتاج
إلى صالة العصر أو العشاء فى جماعة وفيه مشقة فى رجوعه إلى بيته ثم عوده،
أو فى إقامته وكالم غيره يقتضيه.
وفرضت الجمعة والنبى ﷺ بمكة ،ولم يصلها حينئذ إما ألنه لم يكمل عددها عنده،
مقصورا
ً ظهرا
أو ألن من شعارها اإلظهار وكان ﷺ بمكة مستخف ًيا .والجمعة ليست ً
وإن كان وقتها وقته وتتدارك به بل صالة مستقلة ألنه ال يغنى عنها ،ولقول عمر
«الجمعة ركعتان تمام غير قصر على لسان نبيكم ﷺ وقد خاب من افترى»(((،
وتختص بشروط للزومها وشروط لصحتها وآداب وستأتى كلها.
شرائط وجوب صالة الجمعة
وقد بدأ بالقسم األول فقال( :وشرائط وجوب) صالة (الجمعة ستة أشياء):
األول( :اإلسالم) وهو شرط لغيرها من كل عبادة.
(و) الثانى( :البلوغ) .
(و) الثالث( :العقل) فال جمعة على الصبى وال على المجنون ،كغيرها
أيضا شرط في كل عبادة .قال في الروضة :والمغمى عليه
من الصلوات والتكليف ً
ظهرا كغيرها.
كالمجنون بخالف السكران فإنه يلزمه قضاؤها ً
(و) الرابع( :الذكورية) فال تجب على امرأة.
(و) الخامس( :الصحة) فال تجب على مريض وال على معذور بمرخص في ترك
الجماعة مما يتصور هنا ،ومن األعذار االشتغال بتجهيز الميت وإسهال ال يضبط
الشخص نفسه معه ويخشى منه تلويث المسجد كما في التتمة .وتلزم الشيخ الهرم
يشق الركوب عليهما كمشقة المشى في الوحل النتفاءوالزمن إن وجدا مرك ًبا ولم ّ
ّ
الضرر ،والشيخ من جاوز األربعين ،فإن الناس صغار وأطفال وصبيان وذرارى إلى
البلوغ ،وشبان وفتيان إلى الثالثين ،وكهول إلى األربعين وبعد األربعين الرجل شيخ
والمرأة شيخة .واسـتنبط بعضهم ذلك من القرآن العزيز ،قال تعالى :ﱹﭖﭗ
ﭘﱸ(((،ﱹﭣﭤﭥﭦﱸ(((ﱹﭑﭒﭓﭔﭕﱸ
(((
(و) السادس( :االستيطان) واألولى أن يعبر باإلقامة ،فال جمعة على مسافر
قصيرا الشتغاله ،وقد روى مرفـو ًعا «الَ ُجم َع َة َع َلى ُم َسافِ ٍر» لكن
ً مباحا ولو
سفرا ً
ً
قال البيهقي :والصحيح وقفه على ابن عمر وأهل القرية إن كان فيهم جمع تصح
رجل من أهل الكمال المستوطنين ،أو بلغهم صوت ً به الجمعة وهو أربعون
علو الصوت ،واألصوات هادئة والرياح راكدة عال من مؤذن يؤذن كعادته في ّ
من طرف يليهم لبلد الجمعة مع استواء األرض لزمتهم ،ولو وجدت قرية فيها
أربعون كاملون فدخلوا بلدً ا وصلوا فيها سقطت عنهم سواء أسمعوا النداء أم
ال ،ويحرم عليهم ذلك لتعطىلهم الجمعة في قريتهم ،ولو وافق العيد يوم الجمعة
فحضر أهل القرية الذين يبلغهم النداء لصالة العيد ولو رجعـوا إلى أهليهم
فاتتهـم الجمعة فلهم الرجوع وترك الجمعة على األصح .نعم لو دخل وقتها قبل
انصرافهم فالظاهر أنه ليس لهم تركها .ويحرم على من لزمته الجمعة السفر بعد
الزوال ألن وجوبها تعلق به بمجرد دخول الوقت إال أن يغلب على ظنه أنه يدرك
الجمعة في مقصده أو طريقه لحصول المقصود ،أو يتضرر بتخلفه لها عن الرفقة
فال يحرم دف ًعا للضرر عنه ،أما مجرد انقطاعه عن الرفقة بال ضرر فليس بعذر.
ويسن لمن رجا زوال عذره قبل فوات الجمعة تأخير ظهره إلى فوات الجمعة ،أما
من ال يرجو زوال عذره كامرأة فتعجيل الظهر أفضل لتحوز فضيلة أول الوقت.
شروط صحة صالة الجمعة
ثم شرع في القسم الثانى وهو شروط الصحة فقال( :وشرائط) صحة (فعلها) مع
شروط غيرها (ثالثة) بل ثمانية كما ستراها.
األول( :أن تكون البلد) أي أن تقام في خطة أبنية أوطان المجمعين من البلد
سواء الرحاب المسقفة والساحات والمساجد ،ولو انهدمت األبنية وأقاموا على
والخامس :من الشروط ـ أن ال يسبقها وال يقارنها جمعة في محلها ولو عظم
كما قاله الشافعى ألنه ﷺ والخلفاء الراشدين لم يقيموا سوى جمعة واحدة ،وألن
االقتصار على واحدة أفضى إلى المقصود من إظهار شعار االجتماع واتفاق الكلمة،
وال يجوز إجما ًعا إال إذا كبر المحل وعسر اجتماعهم في مكان بأن لم يكن في محل
الجمعة موضع يسعهم بال مشقة وال غير مسجد فيجوز التعدد للحاجة بحسبها ألن
دخل بغداد وأهلها يقيمون فيها جمعتين وقيل ثال ًثا فلم ينكر عليهم الشافعى
فحمله األكثرون على عسر االجتماع ،فلو سبقها جمعة في محل ال يجوز التعدد فيه
فالصحيحة السابقة الجتماع الشرائط فيها والالحقة باطلة فلو وقعتا معا استؤنفت
الجمعة إن اتسع الوقت لتوافقهما في المعية فليست إحداهما أولى من األُخرى.
فرائض صالة الجمعة
(وفرائضها ثالثة):
«كان األول :وهو الشرط السادس (خطبتان) لخبر الصحيحين عن ابن عمر
رسول الله ﷺ يخطب يوم الجمعة خطبتين يجلس بينهما» وكونهما قبل الصالة
«ص ُّلوا ك ََما َر ْأ ْيت ُُمونِى ُأ َص ِّلي» ولم يصل إال بعدهما.
باإلجماع إال من شذ مع خبر َ
قال في المجموع :ثبتت صالته ﷺ بعد خطبتين.
وأركانهما خمسة:
أولها :حمد الله تعالى :لالتباع.
وثانيها :الصالة على رسول الله ﷺ ألنها عبادة افتقرت إلى ذكر الله تعالى
فافتقرت إلى ذكر رسول الله ﷺ كالصالة ،ولفظ الحمد والصالة متعين لالتباع،
فال يجزىء الشكر والثناء وال إله إال الله ونحو ذلك ،وال يتعين لفظ الحمد لله بل
يجزىء نحمد الله أو لله الحمد أو نحو ذلك ،ويتعين لفظ الجاللة فال يجزىء الحمد
للرحمن أو نحوه ،وال يتعين لفظ اللهم صل على محمد ،بل يجزىء نصلى
أو أصلى أو نحو ذلك ،وال يتعين لفظ محمد بل يكفى أحمد أو النبى أو المـاحى
أو الحاشر أو نحو ذلك.
وثالثها :الوصية بالتقوى لالتباع رواه مسلم ،وال يتعين لفظ الوصية بالتقوى ألن
ّ
والحث على طاعة الله تعالى ،فيكفى أطيعوا الله وراقبوه.وهذه الغرض الوعظ
الثالثة أركان في كل من الخطبتين.
ورابعهما :قراءة آية في إحداهما ألن الغالب أن القراءة في الخطبة دون تعيين.
وخامسها :ما يقع عليه اسم دعاء للمؤمنين والمؤمنات بأخروي في الخطبة
الثانية ألن الدعاء يليق بالخواتيم ولو خص به الحاضرين كقوله :رحمكم الله كفى،
وال بأس بالدعاء للسلطان بعينه كما في زيادة الروضة ،ويسن الدعاء ألئمة المسلمين
ووالة أمورهم بالصالح واإلعانة على الحق والقيام بالعدل ونحو ذلك.
ويشترط أن يكونا عربيتين ،والمراد أركانهما التباع السلف والخلف فإن لم
يكن ثم من يحسن العربية ولم يمكن تعلمها خطب بغيرها .أو أمكن تعلمها وجب
على الجميع على سبيل فرض الكفاية فيكفى في تعلمها واحد وأن (يقوم) القادر
جالسا (و) أن (يجلس بينهما) لالتباع بطمأنينة
ً (فيهما) جمي ًعا فإن عجز عنه خطب
في جلوسه كما في الجلوس بين السجدتين .ومن خطب قاعدً ا لعذر فصل بينهما
بسكتة وجو ًبا ،ويشترط كونهما في وقت الظهر ،ويشترط والء بينهما وبين أركانهما
معفو عنه
ّ وبينهما وبين الصالة ،وطهر عن حدث أصغر وأكبر ،وعن نجس غير
في ثوبه وبدنه ومكانه ،وستر لعورته في الخطبتين ،وإسماع األربعين الذين تنعقد
بهم الجمعة ومنهم اإلمام أركانهما ألن مقصودهما وعظهم وهو ال يحصل إال
بذلك.
النبي ﷺ،
وسن ترتيب أركان الخطبتين بأن يبدأ بالحمد لله ،ثم الصالة على ّ
ثم الوصية بالتقوى ،ثم القراءة ،ثم الدعاء كما جرى عليه السلف والخلف .وإنما
لم يجب لحصول المقصود بدونه وسن لمن يسمعهما سكوت مع إصغاء لهما
لقوله تعالى :ﱹ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﱸ((( ذكر في
التفسير أنها نزلت في الخطبة ،وسميت قرآنًا الشتمالها عليه .ووجب ر ّد السالم،
وسن تشميت العاطس ورفع الصوت بالصالة على النبى ﷺ عند قراءة الخطيب ّ
ﱹ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷﭸﱸ((( .وعلم من سن اإلنصات فيهما
«ما َأ ْعدَ ْد َت َل َها»؟
عدم حرمة الكالم فيهما ألنه ﷺ قال :لمن سأله متى الساعة؟ َ
ت» ولم ينكر عليه ﷺ الكالم، َّك َم ْع َم ْن َأ ْح َب ْب َ
فقال :حب الله ورسوله فقال« :إِن َ
ولم يبين له وجوب السكوت ،فاألمر في اآلية للندب جم ًعا بين الدليلين ،أما
من ال يسمعهما فيسكت أو يشتغل بالذكر أو القراءة وذلك أولى من السكوت،
وسن كونهما على منبر ،فإن لم يكن منبر فعلى مرتفع ،وأن يسلم على من عند ّ
المنبر ،وأن يقبل عليهم إذا صعد المنبر أو نحوه وانتهى إلى الدرجة التي يجلس
عليها المسماة بالمستراح ،وأن يسلم عليهم ثم يجلس فيؤذن واحد لالتباع
في الجميع ،وأن تكون الخطبة فصيحة جزلة ال مبتذلة ركيكة قريبة للفهم ال غريبة
يمل والقصير يخل، وحشية إذ ال ينتفع بها أكثر الناس ،ومتوسطة ألن الطويل ّ
ال َة َوأ ْق ِص ُروا الخُ ْط َب َة» فقصرها بالنسبة إلى الصالة َ
وأن وأما خبر مسلمِ َ :
«أطي ُلوا َّ
الص َ
مقبل عليهم إلى فراغها ،ويسن لهم أن يقبلوا ال يلتفت في شىء منها بل يستمر ً
عليه مستمعين له ،وأن يكون جلوسه بين الخطبتين بقدر سورة اإلخالص ،وأن يقيم
بعد فراغه من الخطبة مؤذن ويبادر هو ليبلغ المحراب مع فراغه من اإلقامة فيشرع
((( سورة األعراف .اآلية.204 :
((( سورة األحزاب .اآلية.56 :
بعد صعوده المنبر وجلوسه وإن لم يسمع الخطبة إلعراضه عنه بالكلية ،ونقل فيه
الماوردى اإلجماع ،والفرق بين الكالم حيث ال بأس به .وإن صعد الخطيب المنبر
ٍ
حينئذ ،أن قطع الكالم هين متى ابتدأ ما لم يبتدىء الخطبة وبين الصالة حيث تحرم
الخطيب الخطبة بخالف الصالة فإنه قد يفوته بها سماع ّأول الخطبة ،وإذا حرمت
لم تنعقد ألن الوقت ليس لها.
ما تدرك به صالة الجمعة
من أدرك مع إمام الجمعة ركعة لم تفته الجمعة فيصلى بعد زوال قدوته بمفارقته
الج ُم َع ِة َر ْك َع ًة َف َقدْ ِ ِ
«م ْن َأ ْد َر َك م ْن َصالَة ُ
أو سالمه ركعة .ويسن أن يجهر فيها قال ﷺَ :
الةَ» ،فإن أدرك دون الركعة فاتته الجمعة ،لمفهوم الخبر فيتم بعد سالم َأ ْد َر َك َّ
الص َ
ظهرا ،وينوى وجو ًبا في اقتدائه جمعة موافقة لإلمام ،وألن اليأس لم يحصل إمامه ً
مقتد به قبل منها إال بالسالم .وإذا بطلت صالة إمام جمعة أو غيرها فخلفه عن قرب ٍ
النبي ﷺ بطالنها جاز ألن الصالة بإمامين بالتعاقب جائزة كما في قصة أبى بكر مع ّ
في مرضه .
***
الفطر في السنة الثانية من الهجرة فهى سنة كما قال( .وصالة العيدين سنة) لقوله
ِ ِِ ٍ
«خ ْم ُس َص َل َوات َك َت َب ُه َّن الل ُه َع َلى ع َباده» ،قال له هل ّ
على ﷺ للسائل عن الصالةَ :
غيرها؟ قال« :الَ إِالَّ َأ ْن َت َّط َّو َع» (مؤكدة) لمواظبته ﷺ عليها .وتشرع جماعة وهي
أفضل في حق غير الحاج بمنى ،أما هو فال تسن له صالتها جماعة وتسن له منفر ًدا،
أيضا للمنفرد والمرأة والمسافر ،فال تتوقف على شروط الجمعة ،ووقتها وتشرع ً
ما بين طلوع الشمس وزوالها يوم العيد ،ويسن تأخيرها لترتفع الشمس كرمح،
لالتباع (وهى ركعتان) باإلجماع وحكمها في األركان والشروط والسنن كسائر
الصلوات ،يحرم بها بنية صالة عيد الفطر أو األضحى هذا أقلها ،وبيان أكملها
مذكور في قوله( :يكبر في) الركعة (األولى سب ًعا سوى تكبيرة اإلحرام) بعد
دين في«كبر في الع ْي ِ
دعاء االفتتاح وقبل التعوذ لما رواه الترمذى وحسنه أنه ﷺَ :
ِ
القراءة» وعلم من عبارة المصنف خمسا َ
قبل ِ
الثانية ِ
القراءة ،وفي األولى سب ًعا َ
قبل
ً
أن تكبـيرة اإلحرام ليست من السبع ،يقف ند ًبا بين كل اثنتين منها كآية معتدلة
يهلل ويكبر ويمجد ويحسن في ذلك أن يقول :سبحان الله والحمد لله وال إله إال
((( سورة الكوثر .اآلية.2 :
EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE
واألشهر كما يفعله الناس ،لكن نقل الحافظ المنذرى عن الحافظ المقدسى أنه
أجاب عن ذلك بأن الناس لم يزالوا مختلفين فيه ،والذى أراه أنه مباح ال سنة فيه
((( نجم الدين القموىل الفقيه الشافعي من كبار العلامء يف القرن السابع اهلجري ولد سنة 653هـ يف
قمولة وهي تابعة لقوص بأسيوط وتويف سنة 727هـ.
الصف األول الثانوى
208
X
.................................................................................
EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE
وال بدعة .وأجاب الشهاب ابن حجر بعد اطالعه على ذلك بأنها مشروعة ،واحتج
له بأن البيهقى عقد لذلك با ًبا فقال :باب ما روى فى قول الناس بعضهم لبعض فى
العيد :تقبل الله منا ومنك .وساق ما ذكر من أخبار وآثار ضعيفة لكن مجموعها
يحتج به فى مثل ذلك ،ثم قال :ويحتج لعموم التهنئة بما يحدث من نعمة أو يندفع
من نقمة بمشروعية سجود الشكر والتعزية ،وبما فى الصحيحين عن كعب بن مالك
النبى
فى قصة توبته لما تخلف عن غزوة تبوك أنه لما بشر بقبول توبته ومضى إلى ّ
ﷺ قام إليه طلحة بن عبيد الله فهنأه.
ويندب إحياء ليلة العيد بالعبادة ،ويحصل ذلك بإحياء معظم الليل.
***
بفتح الجيم وكسرها لغتان مشهورتان اسم للميت في النعش ،فإن لم يكن عليه
الميت فهو سرير ونعش ،وهو من جنزه يجنزه إذا ستره.
ولما اشتمل هذا الفصل على الصالة ذكره المصنف هنا دون الفرائض((( فقال:
(ويلزم في الميت) المسلم غير الشهيد (أربعة أشياء) على جهة فرض الكفاية:
األول( :غسله) إذا تيقن موته بظهور شىء من أماراته كاسترخاء قدم وميل أنف
أخر وجو ًبا ليقين .وأقل الغسل تعميم بدنه
وانخساف صدغ ،فإن شك في موته ّ
بالماء مرة ألن ذلك هو الفرض كما في الغسل من الجنابة في حق الحي ،فال يشترط
تقدم إزالة النجاسة عنه ،وال تجب نية الغاسل ألن القصد بغسل الميت النظافة
وهي ال تتوقف على نية ،وأكمله أن يغسله في خلوة ال يدخلها إال الغاسل ومن
والولي ،وفي قميص بال أو رقيق ألنه أستر له ،وعلى مرتفع كلوح لئال يصيبه
ّ يعينه
الرشاش بماء بارد ألنه يشد البدن إال لحاجة إلى المسخن كوسخ وبرد ،وأن يجلسه
الغاسل على المرتفع برفق ً
مائل إلى ورائه ،ويضع يمينه على كتفه وإبهامه في نقرة
ويمر يساره على بطنه بمبالغة
ّ قفاه لئال تميل رأسه ،ويسند ظهره بركبته اليمنى
ليخرج ما فيه من الفضالت ،ثم يضجعه لقفاه ويغسل بخرقة ملفوفة على يساره
سوأتيه ،ثم يلقيها ويلف خرقة أخرى على اليد وينظف أسنانه ومنخريه ،ثم يوضئه
كالحي ،ثم يغسل رأسه فلحيته بنحو سدر ،ويسرح شعرهما إن تلبد بمشط واسع
األسنان برفق ،وير ّد المنتف من شعرهما إليه ،ثم يغسل شقه األيمن ثم األيسر ،ثم
يحرفه إلى شقه األيسر فيغسل شقه األيمن مما يلى قفاه ،ثم يحرفه إلى............
ّ
((( أى مل يذكره ىف فروض الكفاية مع أن ما فيه من غسل وصالة وغريمها من فروض الكفاية وإنام ذكره
هنا ىف كتاب الصالة الشتامل هذه الفروض عىل الصالة.
شقه األيمن فيغسل شقه األيسر كذلك مستعينًا في ذلك كله بنحو سدر ،ثم يزيله
بماء من فرقه((( إلى قدميه ،ثم يعمه كذلك بماء قراح فيه قليل كافور كما سيأتى
بحيث ال يغير الماء .فهذه األغسال المذكورة غسلة ،وتسن ثانية وثالثة كذلك،
ولو خرج بعد الغسل نجس وجب إزالته عنه .ويندب أن ال ينظر الغاسل من غير
عورته إال قدر الحاجة ،وأما عورته فيحرم النظر إليها ،وأن يغطى وجهه بخرقة وأن
سن ذكره أو ضده حرم ذكره ،إال لمصلحة كبدعةخيرا ّ
يكون الغاسل أمينًا ،فإن رأى ً
ظاهرة ومن تعذر غسله يمم كما في غسل الجنابة.
وال يكره لنحو جنب غسله ،والرجل أولى بالرجل والمرأة أولى بالمرأة ،وله
غسل حليلته من زوجة غير رجعية ولو نكح غيرها ،ولزوجة غسل زوجها ،فإن لم
يحضر إال أجنبى في الميتة المرأة وإال أجنبية في الرجل يمم الميت .نعم الصغير
الذي لم يبلغ حد الشهوة يغسله الرجال والنساء ،ويغسل من فوق ثوب ،ويحتاط
الغاسل في غض البصر والمس ،ولنحو أهل الميت كأصدقائه تقبيل وجهه،
وال بأس باإلعالم بموته ،بخالف نعى الجاهلية وهو النداء بموت الشخص وذكر
مآثره ومفاخره.
(و) الثانى( :تكفينه) بعد غسله بما له لبسه ح ًيا من حرير وغيره ،وكره مغاالة فيه،
وأقل الكفن ثوب واحد.
ويكون سابغًا ،أي فال يكفى ستر العورة ألن الزائد عليها حق للميت،
وأما األفضل للرجل والمرأة فسيأتي ،وأن يبسط أحسن اللفائف وأوسعها والباقى
يذر على كل وعلى الميت حنوط((( ،وأن يوضع الميت فوقها مستلق ًيا،
فوقها ،وأن ّ
وأن تشد ألياه بخرقة ،وأن يجعل على منافذه نحو قطن عليه حنوط وتلف عليه
((( فرقه :رأسه.
((( حنوط :ما خيلط من الطيب ألكفان املوتى وأجسامهم خاصة.
الصف األول الثانوى
212
X
والصال ُة ِ
عليه.................................................................. ،
EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE
محرما
ً اللفائف ،وتشد اللفائف بشداد خوف االنتشار عند الحمل إال أن يكون
ويحل الشداد في القبر.
غنى عليه
ومحل تجهيز الميت تركته إال زوجة وخادمها فتجهيزهما على زوج ّ
نفقتهما فإن لم يكن للميت تركة فتجهيزه على من عليه نفقته ح ًيا ،فإن لم يكن
للميت من تلزمه نفقته فتجهيزه على بيت المال.
(و) الثالث( :الصالة عليه) وهي من خصائص هذه األمة كما قاله الفاكهانى
في شرح الرسالة .قال :وكذا اإليصاء بالثلث.
وشرط لصحتها شروط غيرها من الصلوات ،وتقدم طهر الميت ألنه المنقول
يصلّ عن النبى ﷺ ،فلو تعذر كأن وقع في حفرة وتعذر إخراجه وطهره لم
عليه .وتكره الصالة عليه قبل تكفينه لما فيه من االزدراء بالميت ،وال يشترط
«ما ِم ْن َر ُج ٍل ُم ْسلِ ٍم َي ُم ُ
وت َي ُقو ُم فيها الجماعة ،كالمكتوبة بل تسن لخبر مسلمَ :
ُون َبال َّل ِه َش ْيئًا إِالَّ َش َّف َع ُه ْم ال َّل ُه فِ ِيه» ويكفى َع َلى َجنَازَتِ ِه َأ ْر َب ُع َ
ون َر ُج ًل الَ ُي ْشرك َ
في إسقاط فرضها ذكر ولو صب ًيا مميزًا لحصول المقصود به((( ،ويجب تقديمها
على الدفن ،وتصح على قبر غير نبى لالتباع رواه الشيخان ،وتصح على غائب عن
البلد ولو دون مسافة القصر.
واألولى بإمامة صالة الميت :أب وإن أوصى بها لغيره ،فأبوه وإن عال،
فابن فابنه وإن سفل ،فباقى العصبة بترتيب اإلرث ،فذو رحم ويقدم عدل على
وأسن ألنها والية فال حق فيها للزوج وال للمرأة ،ويندب أنّ أقرب منه ولو أفقه
يقف غير المأموم من إمام ومنفرد عند رأس ذكر وعجيزه أنثى لالتباع ،وتجوز على
جنائز صالة واحدة برضا أوليائها ألن الغرض منها الدعاء ،ويقدم إلى اإلمام األسبق
((( إذ املقصود الدعاء ،ودعاؤه أقرب إىل اإلجابة ،فإن مل يوجد أو امتنع وجبت عىل النساء.
(و) الركن الخامس( :يصلى على النبى ﷺ بعد) التكبيرة (الثانية) لالتباع،
وأقلها :اللهم صلى على محمد ،وتسن الصالة على اآلل كالدعاء للمؤمنين
والمؤمنات عقبها والحمد لله قبل الصالة على النبى ﷺ.
(و) الركن السادس( :يدعو للميت) بخصوصه ألنه المقصود األعظم من الصالة
وما قبله مقدمة له فال يكفى الدعاء للمؤمنين والمؤمنات ،والواجب ما ينطلق عليه
االسم كاللهم ارحمه واللهم اغفر له ،وأما األكمل فسيأتي .ويجب أن يكون الدعاء
(بعد) التكبيرة (الثالثة) فال يجزىء في غيرها بال خالف .وليس لتخصيص ذلك إال
مجرد االتباع .ويسن رفع يديه في تكبيراتها حذو منكبيه ،ويضع يديه تحت صدره
تعوذ للقراءة وإسرار به ،وترك افتتاح وسورة لطولهما. كغيرها من الصلوات ،ويسن ّ
وأما أكمل الدعاء (فيقول) بعد قوله« :اللهم اغفر لحينا وميتنا وشاهدنا وغائبنا
وم ْن توفيته
وصغيرنا وكبيرنا وذكرنا وأنثانا ،اللهم َم ْن أحييته منا فأحيه على اإلسالم َ
منا فتوفه على اإليمان» (اللهم) أي يا الله (إن هذا) الميت (عبدك وابن عبديك)
بالتثنية تغلي ًبا للمذكر (خرج من روح الدنيا) بفتح الراء وهو نسيم الريح (وسعتها)
بفتح السين أي االتساع وبالجر عط ًفا على المجرور والمضاف (ومحبوبه وأحبائه
فيها) أي ما يحبه ومن يحبه (إلى ظلمة القبر وما هو القيه) واللفظ يتناول ما يلقاه
وأن) سيدنافي القبر وفيما بعده (كان يشهد أن ال إله إال أنت وحدك ال شريك لك ّ
(محمدً ا) ﷺ (عبدك ورسولك) إلى جميع خلقك (وأنت أعلم به) أي منا (اللهم إنه
نزل بك) أي ضيفك وأنت أكرم األكرمين وضيف الكرام ال يضام (وأنت خير منزول
به) ويذكر اللفظ مطل ًقا سواء كان الميت ً
ذكرا أم أنثى ألنه عائد على الله تعالى.
217 املختار من اإلقناع
X
شفعاء راغبين َ
إليك َ
جئناك ِ
عذابه ،وقدْ عن َ
َ َ غني ْ وأنت ٌَ رحمتك فقيرا إلى
وأصبح ً َ
ك ِ ِ
كان مسيئًا فتجاو ْز عن ُه ،ول ِّقه برحمت َ ِ
اللهم إن كان محسنًا فزد في إحسانه ،وإن َ ل ُه،
َّ
جنبيه ول ِّق ِه
ِ األرض عنَ ِ
وجاف القبر وعذابه ،وافسح له في ِ
قبره، ْ ُ َُ
رضاكِ ،
وقه فتن َة ِ َ
الراحمين».
َ أرحم
َ َ
برحمتك يا األمن من عذابِك حتَّى تبعثه آمنًا إلى جنتك،
َ ك برحمتِ َ
«اللهم ال تحرمنا أجر ُه وال تفتنَّا بعد ُه.......................... ، ِ
الرابعة: ويقول في ُ
َّ
EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE
غنى عن عذابه وقد جئناك) أي فقيرا إلى رحمتك) الواسعة (وأنت ّ (وأصبح ً
قصدناك (راغبين إليك شفعاء له) عندك (اللهم إن كان محسنًا) لنفسه (فزد
في إحسانه) أي إحسانك إليه (وإن كان مسيئًا) عليها (فتجاوز عنه) بكرمك (ولقه)
أي أنله (برحمتك رضاك) عنه (وقه) بفضلك (فتنة) السؤال في (القبر) بإعانته على
التثبيت في جوابه وقه (عذابه) المعلوم صحتهما من األحاديث الصحيحة (وافسح
له) بفتح السين أي وسع له (فى قبره) مدّ البصر كما صح في الخبر (وجاف
األرض) أي ارفعها (عن جنبيه) تثنية جنب (ولقه برحمتك األمن من عذابك حتى
تبعثه) من قبره بجسده وروحه (آمنًا) من هول الموقف مسو ًقا في زمرة المتقين
(إلى جنتك برحمتك يا أرحم الراحمين) جمع ذلك الشافعى رحمه الله تعالى
من األخبار ،واستحسنه األصحاب ،وأما الصغير فيقول اللهم اجعله فر ًطا ألبويه :أي
واعتبارا
ً وذخرا ـ بالذال المعجمة ـ وعظة
ً ساب ًقا مهيئًا لمصالحهما في اآلخرة ،وسل ًفا
وشفي ًعا ،وثقل به موازينهما وأفرغ الصبر على قلوبهما .ألن ذلك مناسب للحال،
وزاد في المجموع على هذا :وال تفتنهما بعده وال تحرمهما أجره .ويؤنث فيما إذا
كان الميت أنثى .ويكفى هذا الدعاء للطفل .وال ينافى قولهم إنه ال بد في الدعاء
الس ْق ُط
«و َمر لثبوت النص في هذا بخصوصه وهو قوله ﷺَ : يخص به كما ّ للميت أن ّ
الر ْح َم ِة» ولكن لو دعا له بخصوصه كفى. ِ ِ ِ ِ ِ
ُي َص َّلى َع َل ّيه َو ُيدْ عى ل َوالد ْيه بِال َعاف َية َو َّ
(ويقول في) التكبيرة (الرابعة) ند ًبا( :اللهم ال تحرمنا أجره) أي أجر الصالة عليه
أو أجر المصيبة به فإن المسلمين في المصيبة كالشىء الواحد (وال تفتنا بعده) أي
الصف األول الثانوى
218
X
ِ
الرابعة. ويسلم بعدَ واغفر لنا ول ُه».
ُ ْ
ِ
القبلة ............................................... ، َ
مستقبل و ُيدفن في َل ْح ٍد
EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE
باالبتالء بالمعاصي ،وزاد المصنف كالتنبيه (واغفر لنا وله) واستحسنه األصحاب،
يطول الدعاء بعد الرابعة.
ويسن أن ّ
(و) الركن السابع( :يسلم بعد) التكبيرة (الرابعة) كسالم غيرها من الصلوات
سن «وبركاته» خال ًفا لمن قال ّ
يسن ذلك، في كيفيته وتعدده ،ويؤخذ من ذلك عدم ّ
وأنه يلتفت في السالم وال يقتصر على تسليمة واحدة يجعلها تلقاء وجهه .ويسن
اإلسراع بالجنازة إن أمن تغير الميت باإلسراع ،وإال فيتأنى به فإن خيف تغيره
وسن لغير ذكر ما يستره كقبة وكره لغط في الجنازة
ّ أيضا زيد في اإلسراع،
بالتأنى ً
بل المستحب التفكر في الموت وما بعده ،وال يكره الركوب في رجوعها .
ولو اختلط من ُيصلى عليه بغيره ولم يتميز كمسلم بكافر وغير شهيد بشهيد
وجب تجهيز كل إذ ال يتم الواجب إال بذلك ويصلى على الجميع وهو أفضل.
«ما ِم ْن ُم ْسلِ ٍم َي ُم ُ
وت َف ُي َص َّلى وتسن الصالة عليه بمسجد وبثالثة صفوف فأكثر لخبرَ : ّ
نفل،وف إِالَّ ُغ ِف َر َل ُه» وال تسن إعادتها ومع ذلك لو ُأعيدت وقعت ً ال َث ُة ص ُف ٍ ِ
َع َل ْيه َث َ ُ
ولى أما هو فتؤخر له ما لم يخف تغيره.
وال تؤخر لغير ّ
ثم شرع في أكمل الدفن الموعود بذكره فقال( :ويدفن في لحد) وهو أصله
ل عن االستواء قدر ما يسع الميل ،والمراد أن يحفر في أسفل جانب القبر القبلى((( مائ ً
الميت ويستره وهو أفضل من الشق إن صلبت األرض ،وهو أن يحفر قعر القبر كالنهر
ويبنى جانباه بلبن أو غيره غير ما مسته النار ويجعل الميت بينهما ،أما األرض الرخوة
فالشق فيها أفضل خشية االنهيار ويوضع في اللحد أو غيره (مستقبل القبلة) وجو ًبا
ً
تنزيل له منزلة المصلى فلو وجه لغيرها نبش ووجه للقبلة وجو ًبا إن لم يتغير وإال فال،
EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE
ويوضع الميت ند ًبا عند مؤخر القبر((( الذي سيصير عند أسفله رجل الميت
(ويسل) أي يدخل (من ِقبل) أي من جهة (رأسه برفق) لما روى أنه ﷺّ :
«سل من ّ
قبل رأسه» ويدخله األحق بالصالة عليه درجة فال يدخله ولو أنثى إال الرجال ،لكن
وسن
ّ األحق في األنثى زوج وإن لم يكن له حق في الصالة فمحرم فأجنبى صالح،
وسن ستر القبر بثوب عند الدفن.
ّ وترا واحدً ا فأكثر بحسب الحاجة،
كون المدخل ً
(ويقول الذي يلحده) أي يدخله القبر ند ًبا( :باسم الله وعلى ملة) أي دين
(رسول الله ﷺ) ،لالتباع وفي رواية وعلى سنة رسول الله ﷺ( .ويضجع
في القبر) على يمينه ند ًبا كما في االضطجاع عند النوم ،فإن وضع على يساره كره
ولم ينبش ،ويندب أن يفضى بخده إلى األرض (بعد أن) يوسع بأن يزاد في طوله
وعرضه وأن (يعمق) القبر وهو الزيادة في النزول (قامة وبسطة) من رجل معتدل
لهما ،ويندب أن يسند وجهه ورجاله إلى جدار القبر وظهره بنحو لبنة كحجر حتى
ال ينكب وال يستلقي ،وأن يسد فتحه بنحو لبن كطين بأن يبنى بذلك ثم تسد فرجه
بكسر لبن وطين أو نحوهما ،وكره أن يجعل له فرش ومخدة وصندوق لم يحتج
إليه ألن في ذلك إضاعة مال ،أما إذا احتيج إلى صندوق لنداوة ونحوها كرخاوة
ليل مطل ًقا ووقت ٍ
حينئذ ،وال يكره دفنه ً في األرض فال يكره وال تنفذ وصيته إال
يتحره باإلجماع..............................................،
كراهة صالة ما لم ّ
((( أى يوضع وهو ىف النعش قبل إنزاله القرب عند طرف القرب الذى يكون عند رجل امليت بعد إنزاله فيه
ألن ذلك أسهل إلدخاله القرب.
الصف األول الثانوى
220
X
وال ُيبنى عليه وال ُي َج َّص ُص ..................................................... ،
EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE
فإن تحراه كره كما في المجموع (وال يبني عليه) نحو قبة كبيت (وال يجصص) أي
يبيض بالجص وهو الجبس وقيل الجير والمراد هنا هما أو أحدهما ،أي يكره البناء
والتجصيص للنهى عنهما في صحيح مسلم.
رأى قبة فنحاها ،وقال :دعوه ويكره أن يجعل على القبر مظلة ألن عمر
يظله عمله .ولو بنى عليه في مقبرة مسبلة وهي التي جرت عادة أهل البلد بالدفن
فيها حرم وهدم ألنه يضيق على الناس ،وال فرق بين أن يبنى قبة أو بيتًا أو مسجدً ا
أو غير ذلك ،ويندب أن يرش القبر بماء ألنه ﷺ فعله بقبر ولده إبراهيم ،واألولى أن
ويسن وضع الجريد األخضر على القبر وكذا الريحان ونحوه ّ طهورا بار ًدا،
ً يكون
من الشىء الرطب ،وال يجوز للغير أخذه من على القبر قبل يبسه ألن صاحبه لم
يعرض عنه إال عند يبسه لزوال نفعه الذي كان فيه وقت رطوبته وهو االستغفار،
حجرا أو خشبة أو نحو ذلك ألنه ﷺ وضع عند رأس عثمان بن ً وأن يضع عند رأسه
ات ِم ْن َأ ْهلي»((( ،ويندب «أتَع َّل ُم بِ َها َق ْب َر َأ ِخى ألَ ْدفِ َن فِ ْي ِه َم ْن َم َ
مظعون صخرة وقالَ :
جمع أقارب الميت في موضع واحد من المقبرة ألنه أسهل على الزائر ،والدفن
في المقبرة أفضل منه بغيرها لينال الميت دعاء المارين والزائرين ،ويكره المبيت
بها لما فيها من الوحشة ،ويندب زيارة القبور التي فيها المسلمون للرجال باإلجماع
ّت ن ََه ْي ُتك ُْم َع ْن ِز َي َار ِة ال ٌق ِ
بور وكانت زيارتها منه ًيا عنها ثم نسخت بقوله ﷺُ « :كن ُ
بكائهن ورفع أصواتهن، َّ ُوروها»((( ،ويكره زيارتها للنساء ألنها مظنة لطلب َفز ُ
لهن زياره قبر رسول الله ﷺ فإنها من أعظم القربات ،وينبغى أن يلحق نعم يندب ّ
بذلك بقية األنبياء والصالحين والشهداء ،ويندب أن يسلم الزائر لقبور المسلمين
ال ُم َع َلى َأ ّه ِل الدَ ِار
«الس َ مستقبل وجه الميت ً
قائل ما علمه ﷺ إذا خرجوا للمقابرَّ : ً
ون»(((« ،ال َّل ُه َّم َال اء ال َّل ُه بِك ُْم الَ ِح ُق َ نين َوإِنَّا إِ ْن َش َ
ِ
ال ُم َع َل ْيك ُْم َد َار َقو ٍم ُم ْؤم َ
«الس َ
أو َّ
جر ُه ْم َوالَ َت ْفتِنَّا َب ْعدَ ُه ْم» لكن بسند ضعيف وقوله «إن شاء الله» للتبرك، ت َْح ِر ْمنَا َأ َ
ويقرأ عندهم ما تيسر من القرآن فإن الرحمة تنزل في محل القراءة والميت كحاضر
ترجى له الرحمة ويدعو له عقب القراءة ألن الدعاء ينفع الميت وهو عقب القراءة
أقرب إلى اإلجابة ،ويستحب اإلكثار من الزيارة وأن يكثر الوقوف عند قبور أهل
الخير والفضل.
حكم البكاء على الميت
(وال بأس بالبكاء على الميت) قبل الموت وبعده :والبكاء قبل الموت أولى من
بعده لكن األولى عدمه بحضرة المحتضر ،والبكاء عليه بعد الموت خالف األولى
حينئذ يكون أس ًفا على ما فات ،ولكن يكون (من غير نوح) وهو رفع الصوت ٍ ألنه
الق َي َام ِة َو َع َل ْي َها ِس ْر َب ٌال ِم ْن
بالندب ،وهو حرام لخبر« :النَّائِح ُة إِ َذا َلم َتتُب ُت ُقوم يوم ِ
ُ ََْ ْ ْ َ
ب»((( والسربال :القميص والدرع :قميص فوقه (وال شق ان َو ِد ْرع ِم ْن َج َر ٍ
ق ْط َر ٍ
جيب) ونحوه كنشر شعر وتسويد وجه وإلقاء رماد على رأس ورفع صوت بإفراط
ِ
وب في البكاء ،أي يحرم ذلك لخبر الشيخين « َل ْي َس منَّا َم ْن َض َر َب الخُ دُ و َد َو َش َّق ُ
الج ُي َ
اه َل َّي ِة» والجيب :هو تقوير موضع دخول رأس الالبس من الثوب. ودعا بِدَ عوى الج ِ
َ َ ََ َْ
أيضا تغيير الزى أيضا الجزع بضرب صدر ونحوه كضرب خد ،ومن ذلك ً ويحرم ً
ولبس غير ما جرت به العادة والضابط كل فعل يتضمن إظهار جزع ينافى االنقياد
واالستسالم لقضاء الله تعالى وال يعذب الميت بشىء من ذلك ما لم يوص به.
وكذا من ألحق بهم في جواز النظر فيما يظهر ،وتعبيرهم باألهل جرى على الغالب
وتندب البداءة بأضعفهم عن حمل المصيبة ،وتسن قبل دفنه ألنه وقت شدة الجزع
والحزن ولكن بعده أولى الشتغالهم قبله بتجهيزه إال إن أفرط حزنهم فتقديمها أولى
ليصبرهم .وغايتها (إلى) آخر (ثالثة أيام) تقري ًبا تمضى (من) وقت الموت لحاضر
ومن القدوم لغائب وقيل من وقت (دفنه) ومثل الغائب المريض والمحبوس فتكره
التعزية بعدها إذ الغرض منها تسكين قلب المصاب والغالب سكونه فيها فال يجدد
عظيما،
ً حزنه بها ويقال في تعزية المسلم بالمسلم :أعظم الله أجرك أي جعله
وأحسن عزاءك أي جعله حسنًا ،وغفر لميتك ،ويقال في تعزيته بالكافر ،الذمي:
أعظم الله أجرك وصبرك وأخلف عليك أو جبر مصيبتك أو نحو ذلك ،ويقال
في تعزية الكافر بالمسلم :غفر الله لميتك وأحسن عزاءك .وأما تعزية الكافر بالكافر
هي جائزة إن لم يرج إسالمه وصيغتها :أخلف الله عليك وال نقص عددك.
حكم دفن أكثر من ميت في قبر
(وال يدفن اثنان) ابتداء (فى قبر واحد) بل يفرد كل ميت بقبر حالة االختيار
لالتباع ،فلو جمع اثنان في قبر واحد واتحد الجنس كرجلين أو امرأتين كره عند
يقوى التحريم (إال لحاجة) أي الماوردى وحرم عند السرخسي ،وسيأتى ما ّ
الضرورة كما في كالم الشيخين كأن كثر الموتى وعسر إفراد كل ميت بقبر فيجمع
بين االثنين والثالثة واألكثر في قبر بحسب الضرورة وكذا في ثوب لالتباع في قتلى
أحد ،رواه البخاري .فيقدم حينئذ أفضلهما ند ًبا وهو األحق باإلمامة إلى جدار القبر
ِ
اللحد» لكن أكثرهم قرآنًا فيقدِّ ُمه إلى يسأل في قتلى ُأ ِ
حد عن ِ القبلى ألنه ﷺ« :كان ُ
ال يقدم فرع على أصله من جنسه وإن عال حتى يقدم الجدّ ولو من قبل األم وكذا
الجدة ،فيقدم األب على االبن وإن كان أفضل منه لحرمة األبوة ،وتقدم األ ّم على
البنت وإن كانت أفضل منها ،ويقدم الرجل على الصبي ،وال يجمع رجل وامرأة
الصف األول الثانوى
224
X
................................................................
EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE
في قبر واحد إال لضرورة فيحرم عند عدمها .قال اإلسنوى ومحله إذا لم يكن بينهما
محرمية أو زوجية وإال فيجوز الجمع .ويحجز بين الميتين بتراب حيث جمع بينهما
ند ًبا ،ولو اتحد الجنس.
وأما نبشه بعد دفنه وقبل البلى عند أهل الخبرة بتلك األرض للنقل وغيره
كالصالة عليه وتكفينه فحرام ألن فيه هتكًا لحرمته إال لضرورة كأن دفن بال غسل
وال تيمم بشرطه وهو ممن يجب غسله ألنه واجب ،فاستدرك عند قربه فيجب على
المشهور نبشه وغسله إن لم يتغير.
ولو دفن لغير القبلة فيجب نبشه ما لم يتغير ويوجه للقبله بخالف ما إذا دفن بال
تكفين فإنه ال ينبش ألن الغرض بالتكفين الستر وقد حصل الستر بالتراب.
تتمة :يسن أن يقف جماعة بعد دفنه عند قبره ساعة يسألون له التثبيت ألنه ﷺ:
وقف عل ْي ِه وقال« :اس َتغ ِْف ُروا ألَ ِخ ْيك ُْم َو ْاس َأ ُلوا َل ُه ال َت ْثبِ َ
يت َ دفن ٍ
ميت «كان إذا فر َغ ِم ْن ِ
َ
اآلن ُي ْس َأ ُل».
َفإِ َّن ُه َ
ويسن تلقين الميت المكلف بعد الدفن لحديث ورد فيه .قال في الروضة:
والحديث وإن كان ضعي ًفا لكنه اعتضد بشواهد من األحاديث الصحيحة ولم تزل
األول في زمن من يقتدى به ،ويقعد الملقن عند
الناس على العمل به من العصر ّ
رأس القبر ،أما غير المكلف وهو الطفل ونحوه ممن لم يتقدمه تكليف فال يسن
تلقينه ألنه ال يفتن في قبره.
ويسن لنحو جيران أهل الميت :كأقاربه البعداء ولو كانوا ببلد وهو بأخرى
يوما وليلة لشغلهم بالحزن عنه ،وأن يلح عليهم في األكل لئال
تهيئة طعام يشبعهم ً
يضعفوا بتركه ،وحرم تهيئته لنحو نائحة كنادبة ألنها إعانة على معصية ،قال ابن
طعاما وجمع الناس عليه فبدعة غير مستحبة.
الصباغ وغيره :أما اصطناع أهل الميت ً
كتاب الزكاة
النمو والبركة وزيادة الخير ،يقال :زكا الزرع إذا نما ،وزكت
ّ وهى لغة:
النفقة إذا بورك فيها ،وفالن زاك :أي كثير الخير وتطلق على التطهير قال تعالى:
أيضا على المدح ،قال
ﱹ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﱸ((( أي طهرها من األدناس وتطلق ً
تعالى :ﱹ ﯙ ﯚ ﯛﱸ((( أي تمدحوها.
شر ًعا :اسم لقدر مخصوص من مال مخصوص يجب صرفه ألصناف
مخصوصة بشرائط تأتي ،وسميت بذلك ألن المال ينمو ببركة إخراجها ودعاء
اآلخذ لها ،وألنها تطهر مخرجها من اإلثم وتمدحه حتى تشهد له بصحة اإليمان.
واألصل في وجوبها قبل اإلجماع قوله تعالى :ﱹ ﮝ ﮞ ﱸ((( وقوله تعالى:
ﱹ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﱸ((( وأخبار كخبر « ُبن ِ َى ِاإل ْس َال ُم َع َلى َخ ْم ِ
س...وإيتاء
الزكاة» وهي أحد أركان اإلسالم لهذا الخبر يكفر جاحدها وهذا في الزكاة المجمع
عليها بخالف المختلف فيها كالركاز ،وفرضت في السنة الثانية من الهجرة بعد
زكاة الفطر.
(تجب الزكاة في خمسة أشياء) من أنواع المال (وهي :المواشى واألثمان
والزروع والثمار وعروض التجارة) وهذه األنواع ثمانية أصناف من أجناس المال:
((( سورة الشمس .اآلية.9 :
((( سورة النجم .اآلية.32 :
((( سورة البقرة .اآلية.43 :
((( سورة التوبة .اآلية.103 :
اإلبل والبقر والغنم اإلنسية والذهب والفضة والزروع والنخل والكرم((( ،ومن ذلك
وجبت لثمانية أصناف من طبقات الناس.
(فأما المواشي) جمع ماشية وهي تطلق على كل شىء من الدواب واألنعام
ولما كان ذلك ليس بمراد بين المصنف المراد منها بقوله( :فتجب الزكاة في ثالثة
أجناس منها) فقط (وهى اإلبل) اسم جمع ال واحدة له من لفظه( ،والبقر) وهو اسم
جنس واحده بقرة وباقورة للذكر واألنثى ،سمى بذلك ألنه يبقر األرض أي يشقها
بالحراثة (والغنم) وهو اسم جنس للذكر واألنثى ال واحد له من لفظه ،فال تجب
في الخيل وال في المتولد من غنم وظباء ،وأما المتولد من واحد من النعم ومن آخر
منها كالمتولد بين إبل وبقر فقضية كالمهم أنها تجب فيه .وقال الولى العراقي:
ينبغى القطع به .قال :والظاهر أنه يزكى زكاة أخفهما ،فالمتولد بين اإلبل والبقر
يزكى زكاة البقر ألنه المتيقن.
(وشرائط وجوبها) أي زكاة الماشية التي هي اإلبل والبقر والغنم (خمسة أشياء).
هذه فريضة الصدقة التي فرضها رسول األول( :اإلسالم) لقول الصديق
الله ﷺ على المسلمين .فال تجب على كافر وجوب مطالبة وإن كان يعاقب على
تركها في اآلخرة ألنه مكلف بفروع الشريعة .نعم المرتد تؤخذ منه بعد وجوبها عليه
أسلم أم ال مؤاخذة له بحكم اإلسالم هذا إذا لزمته قبل ردته ،وما لزمه في ردته فهو
موقوف إن عاد إلى اإلسالم لزمه أداؤها وإال فال.
تاما وتجب في مال(و) الثانى( :الملك التام) فال تجب فيما ال يملكه ملكًا ً
محجور عليه والمخاطب باإلخراج منه وليه ،وتجب فى ٍ
مال بعقد قبل قبضه ألنه
تاما ،وفي دين الزم من نقد وعروض تجارة لعموم األدلة((( ،ولو اجتمع ٌ
مملوك ملكًا ً
زكاة ودين آدمى في تركة بأن مات قبل أدائها وضاقت التركة عنهما قدمت الزكاة
على الدين تقديما لدين الله تعالى .وفي خبر الصحيحين« :ودين ال َّل ِه َأح ُّق بِال َق َض ِ
اء» َ َْ ُ ً
وخرج بدين اآلدمى دين الله تعالى كزكاة وحج ،فالوجه كما قاله السبكى أن يقال:
إن كان النصاب موجو ًدا قدمت الزكاة وإال فيستويان.
(و) الشرط الثالث( :النصاب) بكسر النون اسم لقدر معلوم مما تجب فيه الزكاة.
قاله النووى في تحريره فال زكاة فيما دونه.
الح ْو ُل»((( ،وهو ِ (و) الرابع( :الحول) لخبر «الَ َز َك َاة في م ٍ
ال َحتَّى َي ُح َ
ول َع َل ْيه َ َ
وإن كان ضعي ًفا مجبور بآثار صحيحة عن الخلفاء األربعة وغيرهم ،والحول كما
في المحكم سنة كاملة فال تجب قبل تمامه ولو بلحظة .ولكن لنتاج نصاب ملكه
لساعيه: بسبب ملك النصاب حول النصاب وإن ماتت األمهات لقول عمر
وأيضا المعنى في اشتراط الحول أن يحصل النماء والنتاج اعتدّ عليهم بالسخلة(((ً .
نماء عظيم فيتبع األصول في الحول ،ولو ادعى المالك النتاج بعد الحول صدّ ق ألن
األصل عدم وجوده قبله ،فإن اتهمه الساعى ُس ّن تحليفه.
(و) الخامس( :السوم)((( وهو إسامة مالك لها كل الحول ،واختصت السائمة
بالزكاة لتوفر مؤنتها بالرعى في كأل مباح أو مملوك قيمته يسيرة ال يعدّ مثلها كلفة
قدرا تعيش بدونه بال ضرر بين ولم يقصد به قطع في مقابلة نمائها ،لكن لو علفها ً
سوم لم يضر ،أما لو سامت بنفسها أو أسامها غير مالكها كغاصب أو اعتلفت سائمة
((( وألن ذلك مملوك ملكـًا تامـًا لكن ال جيب اإلخراج من ذلك بالفعلة إال بعد أخذه فيخرجها عن
السنني املاضية.
((( سنن الرتمذي.
((( السخلة :الذكر واألنثى من أوالد الضأن واملاعز ساعة تولد.
((( السوم :الرعي يف كألمباح.
وألحق به الباقى وأما قوله ﷺ ألبى موسى األشعرى ومعاذ حين بعثهما إلى
الحنْ َط ِة َوالت َّْم ِر اليمن فيما رواه الحاكم« :الَ ت َْأ ُخ َذا الصدَ َق َة إِالَّ ِمن َأربع ٍةِ َّ :
الشع ِير َو ّ ْ ََْ َّ
يب» فالحصر فيه إضافى أي بالنسبة إلى ما كان موجو ًدا عندهم ،وخرج َوال َزبِ ِ
بالقوت غيره كخوخ ورمان وتين ولوز وتفاح ومشمش ،وباالختيار ما يقتات في
اضطرارا كحبوب البوادى كحب الحنظل وحب الغاسول وهو األشنان فال َ الجدب
زكاة فيها كما ال زكاة في الوحشيات من الظباء ونحوها.
ويستثنى من إطالق المصنف ما لو حمل السيل ح ًبا تجب فيه الزكاة من دار
الحرب فنبت بأرضنا فإنه الزكاة فيه كالنخل المباح في الصحراء ،وكذا ثمار
البستان وغلة القرية الموقوفين على المساجد والربط والقناطر والفقراء والمساكين
ال تجب الزكاة فيها على الصحيح إذ ليس لها مالك معين.
(و) الثالث( :أن يكون نصا ًبا) ً
كامل (وهو خمسة أوسق)((( لقوله ﷺَ « :ل ْي َس
يما ُد ْو َن َخ ْم َسة َأ ْو ُس ٍق َصدَ َق ٌة»((( .والوسق وهو مصدر بمعنى الجمع ،سمى به هذاِ
ف َ
المقدار ألجل ما جمعه من الصيعان .قال الله تعالى :ﱹ ﮯ ﮰ ﮱ ﱸ((( أي
جمع ،وسيأتى بيان األوسق بالوزن في كالمه وقدرها بالكيل في الشرح ،ويعتبر في
الخمسة األوسق أن تكون مصفاة من تبنها (ال قشر عليها) ألن ذلك ال يؤكل معها.
البر
وأما ما ادخر في قشره ولم يؤكل معه من أرز وعلس ـ بفتح العين والالم نوع من ّ
اعتبارا بقشره الذي ادخاره فيه أصلح له وأبقى وال يكمل
ً ـ فنصابه عشرة أوسق غال ًبا
في النصاب جنس بجنس كالحنطة مع الشعير ،ويكمل في نصاب نوع بآخر ويخرج
من كل نوع من النوعين بقسطه.
(وأما الثمار فتجب الزكاة في شيئين منها) فقط وهما( :ثمرة النخل وثمرة الكرم)
عبر المصنف بالعنب لكان أولى أي العنب ألنهما من األقوات المدخرة ،ولو ّ
ِ
َب ك َْر ًما إِن ََّما الك َْر ُم َّ
الر ُج ُل لورود النهى عن تسميته بالكرم قال ﷺ« :الَ ت َُس ُّموا العن َ
ِ (((
كرما من الكرم ـ بفتح الراء ـ ألن الخمرة المتخذة منه تحمل المسل َُم» .فقيل سمى ًُ
عليه فكره أن يسمى به ،وثمرات النخيل واألعناب أفضل الثمار وشجرهما أفضل
باالتفاق ،والنخل مقدم على العنب في جميع القرآن ،وشبه ﷺ النخلة بالمؤمن
فإنها تشرب برأسها ،فإذا قطع ماتت ،وينتفع بجميع أجزائها وهي الشجرة الطيبة
المذكورة في القرآن ،فكانت أفضل وليس في الشجر شجر فيه ذكر وأنثى تحتاج
األنثى فيه إلى الذكر سواه.
(وشرائط وجوب الزكاة فيها) أي الثمار (ثالثة أشياء) بل أربعة كما ستعرفه
وهي( :اإلسالم والملك التام والنصاب) وقد علمت محترزاتها مما تقدم .والرابع
المتلون
ّ بدو الصالح وهو بلوغه صفة يطلب فيها غال ًبا فعالمته في الثمر المأكول
ّ
أخذه في حمرة أو سواد أو صفرة وفي غير المتلون منه كالعنب األبيض لينه وتمويهه
بدو الصالح ال يصلح لألكل.
وهو صفاؤه وجريان الماء فيه إذ هو قبل ّ
(وأما عروض التجارة) جمع عرض بفتح العين وإسكان الراء اسم لكل ما قابل
النقدين من صنوف األموال (فتجب الزكاة فيها) لخبر الحاكم بإسنادين صحيحين
على شرط الشيخين« :فِى ا ِ
إل ِ
بل َصدَ َقت َُها وفي ال َغنَ ِم َصدَ َقت َُها وفي ال َب ِّز((( َصدَ َق ُت ُه»
وهو يقال ألمتعة البزاز((( وللسالح وليس فيه زكاة عين فصدقته زكاة تجارة وهي
تقليب المال بمعاوضة لغرض الربح (بالشرائط) األربعة (المذكورة في) زكاة
ٍ
كشراء ونحوه فال زكاة فيما خامسا وهو أن تملك بمعاوضة: (األثمان) .وترك
ً
ملك بغير معاوضة كهبة بال ثواب وإرث ووصية النتفاء المعاوضة .وسادسـًا:
وهو أن ينوى حال التملك التجارة لتتميز عن القنية ،وال يجب تجديدها
في كل تصرف بل تستمر ما لم ينو القنية ،فإن نواها انقطع الحول فيحتاج إلى تجديد
النية مقرونة بتصرف.
فصل في بيان نصاب اإلبل وما يجب إخراجه
ذود ِم َن ا ِ
إل ْب ِل س ٍ (وأول نصاب اإلبل خمس) لحديثَ « :ل ْي َس فِ ْي َما ُد ْون َخ ْم ٍ
َصدَ َق ٌة»(((( ،وفيها شاة) وإنما وجبت الشاة وإن كان وجوبها على خالف األصل
للرفق بالفريقين ألن إيجاب البعير يضر بالمالك ،وإيجاب جزء من بعير وهو
يضر به وبالفقراء (وفى عشر شاتان وفي خمس عشرة ثالث شياه وفي الخمس ّ
عشرين أربع شياه) والشاة الواجبة فيما دون خمس وعشرين من اإلبل جذعة ضأن
يتم لها سنة ،أو ثنية معز لها سنتان فهو لها سنة أو أجذعت مقدم أسنانها وإن لم ّ
مخير بين الجذعة والثنية.
(وفى خمس وعشرين) من اإلبل (بنت مخاض من اإلبل) وهي التي لها سنة
وطعنت في الثانية ،سميت بذلك ألن أمها بعد سنة من والدتها تحمل مرة أخرى
فتصير من المخاض أي الحوامل (وفى ست وثالثين بنت لبون) من اإلبل وهي التي
تم لها سنتان وطعنت في الثالثة ،سميت به ألن أمها آن لها أن تلد فتصير لبونًا (وفى
ست وأربعين حقة) من اإلبل ـ بكسر الحاء ـ وهي التي لها ثالث سنين وطعنت
في الرابعة ،سميت بذلك ألنها استحقت أن تركب ويطرقها الفحل ويحمل عليها،
تم لها أربع سنين
(وفى إحدى وستين جذعة) بالذال المعجمة من اإلبل وهي التي َّ
وطعنت في الخامسة ،سميت بذلك ألنها أجذعت مقدم أسنانها أي أسقطته ،وقيل:
لتكامل أسنانها وهو آخر أسنان الزكاة واعتبر في الجميع األنوثة لما فيها من رفق
الدر والنسل.
ّ
(وفى ست وسبعين بنتا لبون)من اإلبل (وفى إِحدى وتسعين حقتان)من اإلبل
(وفى مائة وإحدى وعشرين ثالث بنات لبون)من اإلبل (ثم)يستمر ذلك إلى مائة
وثالثين فيتغير الواجب فيها و(في) كل عشرة بعدها،ففى (كل أربعين)من اإلبل
(بنت لبون)منها (وفى كل خمسين حقة)منها كما روى ذلك كله البخارى مقط ًعا
في عشرة مواضع وأبو داود بكماله.
***
ولو تفرقت ماشية المالك في أماكن فهى كالتى في مكان واحد حتى لو ملك أربعين
شاة في بلدين لزمته الزكاة،ولو ملك ثمانين في بلدين في كل بلد أربعون اليلزمه
إال شاة واحدة وإن بعدت المسافة بينهما خال ًفا لإلمام أحمد فإنهيلزمه عنده عند
التباعد شاتان.
هل يجزئ في إخراج الزكاة نوع عن نوع آخر؟
تتمة :يجزئ فى إخراج الزكاة نوع عن نوع آخر كضأن عن معز وعكسه
من الغنم ،وأرحبية((( عن مهرية(((وعكسه من اإلبل ،وعراب((( عن جواميس
وعكسه من البقر برعاية القيمة.
فصل في زكاة خلطة األوصاف
وتسمى خلطة جوار إذ هي المذكورة في كالمه.
أقل منه وألحدهما نصاب ولو (والخليطان) من أهل الزكاة في نصاب أو ّ
فيغير ماشية من نقد أوغيره كما سيأتى (يزكيان)وجو ًبا (زكاة)بالنصب على نزع
الخافض،أى كزكاة المال (الواحد) إجما ًعا (بشرائط سبعة) بل عشرة مع أنه جرى
في واحد مما ذكره «أي المصنف صاحب المتن» على رأى ضعيف.
((( أرحبية :أرحب حى أو موضع تُنسب إليه النجائب األرحبية وحيتمل أن يكون ً
فحال ينسب إليه
النجائب.
(((املهرية :إبل مهرية نجائب تسبق اخليل منسوبة إىل قبيلة :مهر بن حيدان.
((( العراب :خيل عراب خالف الربازين وإبل عراب خالف البخايت .والبخايت :اإلبل اخلرسائية
والبختية األنثى من اجلامل وهي مجال طوال األعناق.
الصف األول الثانوى
236
X
والفح ُل واحدً ا،
ْ والمرعى واحدً ا،
ْ رح واحدً ا،
والمس ُ
ْ اح واحدً ا،
الم َر ُ
إذا كان َ
ب واحدً ا. وموضع الح ْل ِ
ُ والحالب واحدً ا،
ُ والمشر ُب واحدً ا،
َ
EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE
العرفا ولو بال قصد ضر،وإن كان مشايتها فى أثناء الحول نظر إن كان زمانًا طوي ً
يسيرا ولميعلما به لميضر،فإن علما به وأقراه أو قصدا ذلك أو علمه أحدهما فقط ً
ضركما قاله األذرعى.ّ
والعاشر:أنيكونا من أهل الزكاة فلو كان النصاب المخلوط بين مسلم وكافر
لم تؤثر هذه الخلطة شيئًا بليعتبر نصيب من هو من أهل الزكاة إن كان بلغنصا ًبا
زكى زكاة المنفرد وإال فال زكاة.
فصل في بيان نصاب الذهب والفضة ومايجب إخراجه
واألصل في ذلك قبل اإلجماع مع مايأتى قوله تعالى :ﱹ ﮂ ﮃ
ﮄ ﮅﱸ ((( والكنز هو الذي لم تؤ ّدزكاته.
مثقال)((( باإلجماع ً (ونصاب الذهب) الخالص ولو غير مضروب (عشرون
م ْكي ُالا ْل ِ ِ ِ ِ
وا ْل َوز ُْن َ
وز ُْن َم َّك َة»وهذا المقدار ـمد ْينَة َ
َ بوزن مكة لقوله ﷺ« :الم ْك َي ُال َ
وتمفى آخر فال زكاة على األصح للشك في النصاب، تحديد فلو نقص في ميزان َّ
(وفيه)أى نصاب الذهب (ربع العشر)وهو نصف مثقال تحديدً ا لقوله ﷺَ « :ل ْي َس
ف ِ
د ْين ٍ يننِ ْص َ ِ ع ْش ِر ِ
من ِِ ِ
َار» (وفيما زاد)على النصاب وفى ع ْش ِر َينارا ْش ٌئَ ،
يند ً
َ فى َأ َق ِّل ْ
يسيرا (ونصاب الورق)وهو بكسر الراء الفضة ولوغير مضروبة (فبحسابه)ولو ً
ٍ ((( يما ُدون َخ ْم ِِ
أواق س َ (مائتا درهم) خالصة بوزن مكة تحديدً ا لقوله ﷺَ « :ل ْي َسف َ
(((
درهما صدَ َق ٌة»واألوقية بضم الهمزة وتشديد الياء على األشهر أربعون الو ِ ِ
ً رق َ م َن َ
بالنصوص المشهورة واإلجماع قاله في المجموع ،والمراد بالدراهم الدراهم
درهما
ً اإلسالمية التي كَل عشرة منها سبعة مثاقيل،وكل عشرة مثاقيل أربعة عشر
وسبعان،
(وفيها)أى الدراهم المذكورة (ربع العشر)منهوهو خمسة دراهملقوله ﷺ:
ِ ((( ِ
الر َّقة ُر ْب ُعال ُع ْش ِر» (وما زاد)على النصاب ولو ً
يسيرا (فبحسابه)والفرق «وفى ِّ
َ
بينهما وبين المواشى ضرر المشاركة،والمعنى في ذلك أن الذهب والفضة معدّ ان
للنماء كالماشية السائمة،وهما من أشرف نعم اللهتعالى على عباده إذ بهما قوام
الدنيا ونظام أحوال الخلق فإن حاجات الناس كثيرة وكلها تقضى بهما بخالف
غيرهما من األموال ،فمن كنزهما فقد أبطل الحكمة التي خلقا لها كمن حبس
قاضى البلد ومنعه أنيقضى حوائج الناس،واليكمل نصاب أحد النقدين باآلخر
الختالف الجنس كما اليكمل نصاب التمر بالزبيب.
زكاة الحلي المباح
الحلىالمباح)من ذهب أو فضة كخلخال المرأة (زكاة)ألنه
ّ (وال تجب في
المحرم من حلى ومنغيرهّ معدّ الستعمال مباح فأشبه العوامل من النعم،ويزكى
كاألوانى باإلجماع،والسوار والخلخال للبس الرجل بأنيقصده باتخاذهما فهما
سوارا ً
مثلبال قصد ال للبس وال لغيره أو بقصد ً محرمان بالقصد،فلو اتخذ الرجلّ
إجارته لمن له استعماله بال كراهة فال زكاة فيه النتفاء القصد المحرم والمكروه،
وكذا لو انكسر الحلى المباح لالستعمال وقصد إصالحه وأمكن بال صوغفال زكاة
أحواللدوام صورة الحلى وقصد إصالحه،وحيث أوجبنا الزكاة ً أيضا وإن دام
ً
في الحلى واختلفت قيمته ووزنه فالعبرة بقيمته البوزنه ويحرم على الرجل حلى
((( الرقة :هي الدراهم.
إلن ِ
َاث ُأمتِّى َو ُح ِّر َم ب َوا َل ِ
حر َير ِ «أ ِح َّل َّ
الذهب ولو في آلة الحرب لقوله ﷺُ :
الذ َه َ
ُور َها»(((،إال األنف إذا جدع فإنهيجوز أنيتخذ من الذهب ألن بعض َع َلى ُذك ِ
الصحابة قطع أنفه فيغزوة فاتخذ أن ًفا من فضة فأنتن عليه،فأمره ﷺأنيتخذه من
ذهب وإال األنملة فإنهيجوز اتخاذها لمن قطعت منه ولو لكل أصبع من الذهب
قياسا على األنف،وإال السن فإنهيجوز لمن قلعت سنه اتخاذ سن من ذهب وإن ً
قياسا على األنف،ويحرم سن الخاتم من الذهب على الرجل وهي الشعبة تعددت ً
التييستمسك بها الفص،ويحل للرجل من الفضة الخاتم باإلجماع وألنه ﷺ:
خاتما من فضة،بل لبسه سنة سواء أكان في اليمين أم في اليسار لكن اليمين ً «اتخذ
أفضل»،والسنة أنيجعل الفص ممايلى كفه.واليكره للمرأة لبس خاتم الفضة.
***
((( الوسق :مكيال معلوم = 122.4كيلو جرام ،واخلمسة أوسق 216كيلو وبالكيل أربعة أرادب
وكيلتان.
((( الساقية املعروفة.
((( التى يمىل عليها من اآلبار ونحوها.
أو بماء اشتراه أو وهب له،لعظم المنة فيه أوغصبه لوجوب ضمانه (نصف
العشر)وذلك لقوله ﷺ:فيما سقت السماء والعيون أو كان عثر ًيا ـالعشر وفيما
سقى بالنضح نصف العشر وانعقد اإلجماع على ذلك ،كما قاله البيهقى وغيره
والمعنى فيه كثرة المؤنة وخفتها كما في المعلوفة والسائمة ،والعثرىما سقى بماء
السيل الجارى إليه فى حفرة،وتسمى الحفرة عاثوراء،لتعثر الماء بها إذا لميعلمها.
والقنوات والمساقى المحفورة من النهر العظيم((( كماء المطر،ففى المسقى بماء
يجرى فيها منه العشر وفيما سقى بالنوعين كالنضح والمطر يقسط باعتبار مدة
عيش الثمر والزرع ونمائهما،ال بأكثرهما،وال بعدد السقيات.فلو كانت المدة من
مثلإلىيوم اإلدراك ثمانية أشهر واحتاج في أربعة منها إلى سقية فسقى يوم الزرع ً
بالمطر وفي األربعة األخرى إلى سقيتين فسقى بالنضح وجب ثالثة أرباع العشر
ألن نصف المدة بالمطر فيجب نصف العشر ،ونصفها اآلخر بالنضح فيجب ربع
العشر ،فيكون المجموع ثالثة أرباع العشر.
وتجب الزكاة فيما ذكر ببدو صالح ثمر،ألنه حينئذ ثمرة كاملة وهو قبل ذلك
بلح وحصرم وباشتداد حب ،ألنه حينئذ طعام .وهوقبل ذلك بقل .والصالح
في ثمر وغيره بلوغه صفةيطلب فيهاغال ًبا.وعالمته في الثمر المـأكول المتلون
أخذه في حمرة أو سواد أو صفرة كبلح وعناب ومشمش،وفىغير المتلون منه
كالعنب األبيض لينه وتمويهه وهو صفاؤه وجريان المـاء فيه.وبدو صالح بعضه
كبدو صالح كله.
ِّ وإن قل
***
((( أى التى يصل منها املاء إىل الزرع من النهر الكبري بدون جهد.
الصف األول الثانوى
242
X
فصل
ويخرج من ذلك ُر ُب ُع يت به، ِ
الحول بما اشت ُِر ْ آخر عروض الت ِ
ِّجارة عند ِ ُ ُقو ُم
ُ وت َّ
ال ُع ْش ِر (.)...
EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE
((( الركاز :وهو ما يعثر عليه اآلن من اآلثار القديمة والعمالت والتامثيل وغريها وهو ما يسمى ىف الفقه
بالركاز ،فهذا األمر نظمه القانون املعارص وجيب رشعـًا التقيد به.
((( سورة الروم .اآلية.30 :
(صا ًعا من)غالب (قوت بلده)إن كان بلد ًيا،وفىغيره(((منغالب قوت محله
ألن ذلكيختلف باختالف النواحي،والمعتبر فيغالب القوتغالب قوت السنة
خيرا وال عكس لنقصه عن الحق،ويجزئ القوت األعلى عن القوت األدنى ألنه زاد ً
فالبرخير من التمر
واالعتبار في األعلى واألدنى بزيادة االقتيات ألنه المقصودّ :
(((
واألرز ومن الزبيب ،والشعير خير من التمر ألنه أبلغ فى االقتيات والتمر خير
خيرا من األرز وأن
من الزبيب،فالشعير خير منه باألولى،وينبغى أنيكون الشعير ً
األرز خير من التمر وله أنيخرج عن نفسه من قوت واجب وعمن تلزمه فطرته
خيرا،واليبعض الصاعكزوجته وقريبه أو عمن تبرع عنه بإذنه أعلى منه ألنه زاد ً
المخرج عن الشخص الواحد من جنسين وإن كان أحد الجنسين أعلى من الواجب،
(((
كما اليجزئ في كفارة اليمين أنيكسو خمسة ويطعم خمسة ،وإخراجه من نوعين
جائز إذا كان من الغالب ولو كان في بلد أقوات الغالب فيها تخير،واألفضل أعالها
في االقتيات لقوله تعالى :ﱹ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗﭘﱸ(((.
أىبالبغدادي.
(وقدره)أى الصاع بالوزن (خمسة أرطال وثلث)رطل (بالعراقي) ّ
استظهارا والعبرة بالصاع النبوى إن وجد أو معياره،فإن فقد أخرج
ً وإنما قدر بالوزن
قدرايتيقن أنه الينقص عن الصاع.قال في الروضة:قال جماعة:الصاع أربع حفناتً
بكفى رجل معتدلهما.انتهى والصاع بالكيل المصرى قدحان(((،وينبغى له أنيزيد
يسيرا ال حتمال اشتمالهما على طين أو تبن أو نحو ذلك قال ابن الرفعة:كان
شيئًا ً
قاضى القضاة عماد الدين السكرى رحمه اللهتعالىيقول حينيخطب بمصر خطبة
عيد الفطر:والصاع قدحان بكيل بلدكم هذه سالم من الطين والعيب والغلت.
((( أى من يعيش ىف البادية.
((( أى ال بزيادة القيمة.
((( أى نوعني من جنس القوت الواجب اإلخراج منه كنوعني من القمح ً
مثال.
((( سورة آل عمران .اآلية.92 :
((( الكيلة :ثامنية أقداح ،والصاع = (ربع) كيلة بالكيل املرصي.
وحال ممونه ،كمن يحتاج إلى عشرة وال يملك أو ال يكتسب إال درهمين أو ثالثة
أو أربعة ،وسواء أكان ما يملكه نصا ًبا أم أقل أم أكثر.
والثانى :المسكين وهو من له مال أو كسب الئق به يقع موق ًعا من كفايته
وال يكفيه ،كمن يملك أو يكتسب سبعة أو ثمانية واليكفيه إال عشرة ،والمراد أنه
ال يكفيه العمر الغالب.
والثالث :العامل على الزكاة ،كساع يجبيها وكاتب يكتب ما أعطاه أرباب
األموال وقاسم وحاشر يجمعهم أو يجمع ذوى السهمان ال قاض ووال فال حق
لهما في الزكاة بل رزقهما في خمس الخمس المرصد للمصالح.
والرابع :المؤلفة قلوبهم :جمع مؤلف من التأليف ،وهو من أسلم ونيته ضعيفة
فيتألف ليقوى إيمانه ،أو من أسلم ونيته في اإلسالم قوية ولكن له شرف
شر من يليه من كفار أو مانعى
فى قومه يتوقع بإعطائه إسالم غيره ،أو كاف لنا ّ
زكاة فهذان القسمان األخيران إنما يعطىان إذا كان إعطاؤهما أهون علينا من جيش
يبعث لذلك ،فقول الماوردي« :يعتبر في إعطاء المؤلفة احتياجنا إليهم» محمول
على غير الصنفين األولين ،أما هما فال يشترط فيهما ذلك كما هو ظاهر كالمهم.
وهل تكون المرأة من المؤلفة؟ وجهان أصحهما نعم.
والخامس فى الرقاب :ولما لم يعد هناك عبيد اآلن فال حاجة لتفصيل الكالم عنه
حيث صدرت التشريعات الدولية محقق ًة لفلسفة اإلسالم فى حرية اإلنسان وانتهت
بذلك إلى األبد ظاهرة الرق.
والسادس :الغارم وهو ثالثة :من تداين لنفسه في مباح طاعة كان أو ال وإن صرفه
في معصية أو في غير مباح كخمر وتاب وظن صدقه ،أو صرفه في مباح فيعطى مع
الحاجة بأن يحل الدين وال يقدر على وفائه بخالف ما لو تداين لمعصية وصرفه
فيها ولم يتب ،فال يعطى وما لو لم يحتج لم يعط أو تداين إلصالح ذات البين أي
الحال بين القوم كأن خاف فتنة بين قبيلتين تنازعتا في قتيل لم يظهر قاتله فتحمل الدية
تسكينًا للفتنة فيعطى ولو غن ًيا ترغي ًبا في هذه المكرمة ،أو تداين لضمان فيعطى إن
أعسر مع األصيل أو أعسر وحده ،وكان متبر ًعا بالضمان بخالف ما إذا ضمن باإلذن.
والسابع :سبيل الله تعالى متطوع بالجهاد فيعطى ولو غن ًيا(((.
والثامن :ابن السبيل وهو منشئ سفر من بلد الزكاة ،أو مجتاز به في سفره إن
احتاج وال معصية بسفره.
(و) يجب تعميم األصناف الثمانية في القسم إن أمكن بأن قسم اإلمام ولو
بنائبه ووجدوا لظاهر اآلية ،فإن لم يمكن بأن قسم المالك إذ ال عامل أو اإلمام
ووجد بعضهم وجب الدفع (إلى من يوجد منهم) وتعميم من وجد منهم وعلى
اإلمام تعميم آحاد كل صنف وكذا المالك إن انحصروا بالبلد ووفى بهم المال،
يف بهم المال (لم يجز االقتصار على أقل فإن لم ينحصروا أو انحصروا (و) لم ِ
من ثالثة من كل صنف) لذكره في اآلية بصيغة الجمع وهو المراد بفى سبيل الله
وابن السبيل الذي هو للجنس (إال العامل) فإنه يسقط إذا قسم المالك ،ويجوز
حيث كان أن يكون واحدً ا إن حصلت به الكفاية ،وتجب التسوية بين األصناف
غير العامل ولو زادت حاجة بعضهم ،وال تجب التسوية بين آحاد الصنف إال أن
يقسم اإلمام وتتساوى الحاجات فتجب التسوية ،ويحرم على المالك وال يجزئه
نقل الزكاة من بلد وجوبها مع وجود المستحقين إلى بلد آخر ،فإن عدمت األصناف
في بلد وجوبها أو فضل عنهم شئ وجب نقلها أو الفاضل إلى مثلهم بأقرب بلد إليه،
وإن عدم بعضهم أو فضل عنه شئ ر ّد نصيب البعض أو الفاضل عنه على الباقين إن
نقص نصيبهم عن كفايتهم ،أما اإلمام فله ولو بنائبه نقل الزكاة مطل ًقا.
((( ما دام املسلمون قد احتاجوا إليه ىف اجلهاد لدفع ما وقع من اعتداء عليهم.
الصف األول الثانوى
248
X
الم ِّطلِ ِ
ب. ٍ
كسب ،و َبنُو هاشمٍ ،وبنو ُ
وأربعة ال يجوز د ْف ُع َها إلي ِهم :الغني ٍ
بمال ،أو ُّ ْ ْ
ِ
والمساكين وال تصح للكافر. ِ
المزكِّي نفقت ُه ،ال يدفعها باسم الفقراء
ومن تلزم ُ
EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE
فأقرب :أفضل ،وتحرم لمن تجب عليه ،نفقته ،ويسن اإلكثار من الصدقة في رمضان
وأيام الحاجات وعند مرض وسفر وحج وفي أزمنة وأمكنة فاضلة كعشر ذي الحجة
وأيام العيد ومكة والمدينة.
انتهي بحمد الله وعونه وتوفيقه والله نسأل أن ينفع به وأن يجزينا عنه خير الجزاء
إنه سميع مجيب.
***
الصفحة املوضوع
235 فصل يف بيان نصاب البقر وماجيب إخراجه. .....................
235 فصل يف بيان نصاب الغنم وماجيب إخراجه .....................
236 فصل يف زكاة خلطة األوصاف ..................................
238 فصل يف بيان نصاب الذهب والفضة وماجيب إخراجه ...........
241 فصل يف بيان نصاب الزروع والثامر،وماجيب إخراجه ...........
243 فصل يف زكاة العروض وماجيب إخراجه ........................
243 فصل يف زكاة الفطرو ُيقال:صدقة الفطر ........................
246 فصل يف قسم الصدقات ........................................
251 أسئلة عىل الزكاة ...............................................