You are on page 1of 256

‫‪ 1441 - 1440‬هـ‬

‫‪ 2021 - 2020‬م‬
‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬
‫رب العالمين‪ ،‬وأصلى وأسلم على أشرف الخلق وسيد المرسلين‪،‬‬ ‫ِ‬
‫الحمدُ لله ِّ‬
‫سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين‪ ،‬خير مبعوث‪ ،‬إلى خير أمة‪ ،‬بخير دين‪.‬‬
‫خيرا يفقهه في الدين)‬
‫القائل‪( :‬من يرد الله به ً‬
‫وبعد ‪،،‬‬
‫فعلم الفقه هو كنز هذه األمة الثمين‪ ،‬ونتاج دستورها الحكيم‪ ،‬به تتضح مشكالت‬
‫األحكام‪ ،‬ويعرف الحالل من الحرام‪ ،‬وهو حصن للعقول من اإلفراط والتفريط‪،‬‬
‫ونجاة من شدائد يوم محيط‪.‬‬
‫من الله علينا بإخراج هذا الكتاب وهو الجزء األول من كتاب (المختار من‬
‫وقد َّ‬
‫اإلقناع) المقرر على طلبة الصف األول الثانوي بقسميه (العلمي ـ األدبي) وهو‬
‫تيسير لكتاب (اإلقناع) تأليف العالمة‪ :‬شمس الدين محمد بن أحمد الشربينى‬
‫الخطيب المتوفي سنة ‪977‬هـ‪ ،‬وهو شرح على متن (غاية االختصار في الفقه على‬
‫مذهب اإلمام الشافعي) تأليف العالمة‪( :‬أبى شجاع) أحمد بن الحسين بن أحمد‬
‫األصفهاني الشافعي المتوفي سنة ‪500‬هـ ‪.‬‬
‫وهذا الكتاب يعد من عيون كتب الشافعية‪ ،‬وهو عمدة في المذهب‪ ،‬ولما كانت‬
‫بعض مسائله وألفاظه تحتاج إلى بيان قامت لجنة من علماء األزهر الشريف بالعمل‬
‫على تيسيره‪ ،‬فجالت بين أنهاره‪ ،‬وقطفت بعض أزهاره‪ ،‬حتى خرج هذا الكتاب‬
‫في ثوب قشيب‪ ،‬زكى اللباب‪ ،‬خال مما يعاب ‪ ،‬يجمع بين األصالة والمعاصرة‬
‫في محافظة على تراثنا الفقهي ‪ ،‬ومواكبة للعصر الذي نعيشه‪ ،‬وقد روعي‬
‫في الكتاب النظرة التربوية لجعله مناس ًبا لمستوى الطالب فحددت أهداف عامة‪،‬‬
‫وأهداف خاصة بكل موضوع كما تم التنويع في األسئلة بين الموضوعية والمقالية‪،‬‬
‫وربط األسئلة باألهداف وقد تمثل هذا التيسير في األمور اآلتية‪:‬‬

‫‪‬‬ ‫‪3‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫وشرحا دون تبديل أو تحريف لبقاس أصل‬
‫ً‬ ‫ ـ ‪1‬المحافظة على أصل الكتاب متنًا‬
‫الكتاب ومحتواه ونصه كما هو‪ ،‬فنحفظ على كتب التراث أصالتها‪ ،‬ونعود‬
‫أبناءنا الطالب على دراستها فيعتادونها ويألفونها‪.‬‬
‫ ـ ‪2‬االقتصار على الموضوعات المقررة من الكتاب‪.‬‬
‫ ـ ‪3‬حذف بعض المسائل التي ال وجود لها اآلن على أرض الواقع‪،‬‬
‫أو التي كانت مناسبة في عصر ما‪ ،‬وأمست غريبة في عصرنا‪ ،‬وال تتفق‬
‫ومستجداته‪ ،‬ويمكن االستغناء عنها دون المساس بمادة الكتاب‪،‬‬
‫أو الخروج عن أصول المذهب‪.‬‬
‫ ـ ‪4‬عزو اآليات الكريمة لسورها وترقيمها وتخريج األحاديث‪.‬‬
‫ ـ ‪5‬توضيح ما ُخفي من ألفاظ وعبارات ومصطلحات مبهمة‪ ،‬وبيان مرجع‬
‫الضمائر فيها وذلك في هامش الكتاب‪ ،‬حتى ال يختلط بكالم المؤلف‪،‬‬
‫ويبقى النص كما هو‪.‬‬
‫توضيحا عصر ًيا يتفق‬
‫ً‬ ‫ ـ ‪6‬توضيح مقادير الموازين والمكاييل والمسافات‬
‫وأفهام الطالب‪.‬‬
‫ ـ ‪7‬وضع عناوين فرعية مناسبة لكل موضوع داخل كل باب‪.‬‬
‫ ـ ‪8‬تنظيم فقرات الكتاب‪ ،‬ووضع عالمات الترقيم‪ ،‬والفصل بين الجمل وف ًقا‬
‫لقواعد الضبط‪.‬‬
‫ ـ ‪9‬وضع أهداف تعليمية ألبواب الفقه المقررة‪.‬‬
‫ ـ‪10‬تزويد الكتاب بتدريبات تعين الطالب على الفهم واالستيعاب‪.‬‬
‫والله نسأل أن ينفع به الطالب والعباد‪ ،‬والله الموفق‪ ،‬والهادي إلى سواء سبيل‪.‬‬
‫لجنة تطوير المناهج‬

‫الصف األول الثانوى‬


‫‪‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪X‬‬
‫األهداف العامة لكتاب الفقه بمراحله الثالث‬
‫يهدف مقرر الفقه اإلسالمي في المرحلة الثانوية إلى ما يلي‪:‬‬
‫ ـ ‪1‬تعريف الطالب بأئمة فقهاء المذهب‪ ،‬وبيان جهودهم في خدمة العلم‬
‫الشرعي‪ ،‬مع حثهم على تلمس القدوة في حياتهم‪.‬‬
‫ ـ ‪2‬تزويد الطالب بالمفاهيم والمعارف الفقهية التي تؤهلهم للدراسة الجامعية‬
‫المتخصصة‪.‬‬
‫ ـ ‪3‬تبصير الطالب بمظاهر التيسير في التشريع اإلسالمي والتأكيد على سماحة‬
‫اإلسالم ويسره‪.‬‬
‫ ـ ‪4‬تزويد الطالب بالمعارف الفقهية الصحيحة وما يترتب عليها من أحكام‬
‫شرعية‪ ،‬وآداب وسلوك وقيم وغير ذلك‪.‬‬
‫ ـ ‪5‬إلمام الطالب باألدلة التفصيلية لألحكام الشرعية للموضوعات المقررة‪.‬‬
‫ ـ ‪6‬تدريب الطالب على استنباط األحكام الشرعية من أدلتها التفصيلية‪.‬‬
‫ ـ ‪7‬تنمية الملكة الفقهية لدى الطالب بما يمكنهم من الفهم والتصور والتكييف‬
‫وبيان الحكم الفقهي‪.‬‬
‫ ـ ‪8‬تبصير الطالب بكيفية استنباط الحكمة التشريعية للموضوعات الفقهية‬
‫ومايترتب عليها من آثار اجتماعية واقتصادية وروحية‪.‬‬
‫ ـ ‪9‬تنمية قدرة الطالب على التمييز بين علل األحكام الشرعية والحكمة من‬
‫مشروعيتها‪.‬‬
‫ ـ‪10‬تبصير الطالب بالمقاصد الشرعية من األحكام الفقهية‪.‬‬
‫ ـ‪11‬تنمية قدرة الطالب على ربط األحكام الفقهية بالواقع المعيش‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪5‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫ ـ‪12‬تعميق روح االجتهاد لدى الطالب وتنمية قدراتهم على قبول الرأي والرأي‬
‫اآلخر والبعد عن التعصب‪.‬‬
‫ ـ‪13‬إثراء معارف الطالب الفقهية الصحيحة المتعلقة بالطهارة‪ ،‬وآداب‬
‫قضاء الحاجة‪ ،‬وتأكيد حرص اإلسالم على طهارة ونظافة المسلم وبيئته‪.‬‬
‫ ـ‪14‬تنمية معارف الطالب الفقهية المتعلقة بالعبادات اإلسالمية‪ ،‬وإدراك‬
‫أداء‬
‫أحكامها‪ ،‬وأهميتها بالنسبة للفرد والمجتمع‪ ،‬والحرص على أدائها ً‬
‫صحيحا‪.‬‬
‫ً‬
‫ ـ‪15‬تزويد الطالب بالمعارف الفقهية المتعلقة بالمعامالت اإلسالمية‪،‬‬
‫وأحكامها‪ ،‬ومايترتب عليها من آداب وسلوك؛ وحثهم على االلتزام‬
‫بضوابطها‪.‬‬
‫ ـ‪16‬تبصير الطالب باألحكام الفقهية المتعلقة بشئون األسرة‪ ،‬وما يتصل بها من‬
‫معارف ومفاهيم‪ ،‬وما يترتب عليها من آثار‪.‬‬
‫ ـ‪17‬تنمية معارف الطالب المتعلقة بأحكام الجنايات والحدود‪ ،‬وما يترتب‬
‫عليها من آثار‪.‬‬
‫ ـ‪18‬تعميق فهم الطالب بأحكام األيمان والنذور‪ ،‬واألضحية والعقيقة‪.‬‬
‫ ـ‪19‬ترسيخ قيم العدالة‪ ،‬واإلنصاف في نفوس الطالب من خالل تعريفهم‬
‫بالنظام القضائي والدعاوى في اإلسالم‪ ،‬ووسائل اإلثبات‪.‬‬
‫ ـ‪20‬تنمية حب الطالب لكتب الفقه وتدريبهم على قراءتها وتحليلها وفهمها‬
‫واالستفادة منها‪.‬‬
‫ ـ‪21‬تنميــــة اتجــــاهات الطــــاب اإليجـــابية نحــو التعمــق فــي دراســة‬
‫الموضوعــات الفقهيــة‪.‬‬
‫ ـ‪22‬تنمية قدرة الطالب على أداء وممارسة الشعائر واألحكام الفقهية‪.‬‬

‫الصف األول الثانوى‬


‫‪‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪X‬‬
‫التعريف بصاحب اإلقناع في فقه الشافعية‪:‬‬
‫هو شمس الدين محمد بن أحمد الشربينى الخطيب الشافعى ـ أحد أعيان‬
‫الشافعية في القرن العاشر الهجري‪.‬‬
‫مولده ونشأته‪ :‬لم تذكر كتب التراجم سنة ميالده‪ ،‬وقد نشأ في شربين وهي مدينة‬
‫بمحافظة الدقهلية بجمهورية مصر العربية وحفظ القرآن الكريم في صغره وتلقى‬
‫العلم على أكابر الشيوخ في الفقه والنحو واللغة والتفسير والبالغة من أمثال الشيخ‬
‫أحمد البرلسى الملقب (بعميرة) والنور المحلى والبدر المشهدى والشهاب الرملى‬
‫وناصر الدين الطبالوى وغيرهم‪.‬‬
‫وقد تخرج في األزهر وقام بالتدريس فيه وقد وصفه معاصروه بالعلم والعمل‬
‫والزهد والورع وكثرة النسك والعبادة‪ ،‬ولقد وصفه اإلمام الشعرانى بأنه األخ‬
‫ونهارا‪ ،‬وأنه صحبه نحو أربعين‬
‫ً‬ ‫الصالح العالم الزاهد المقبل على عبادة ربه ً‬
‫ليل‬
‫سنة فما رأى عليه شيئًا يعيبه في دينه ولم ير في أقرانه مثله في حفظ جوارحه‬
‫من المعاصي‪.‬‬
‫ومع إقباله على الطاعة والزهد في الدنيا والتفرغ لدراسة العلم وتدريسه كان‬
‫كثير التواضع شديد الحياء على علم جم وفضل كبير‪ ،‬فكان يؤثر على نفسه‬
‫ولو كانت به خصاصة قال عنه ابن العماد‪ :‬إنه كان من عادته أن يعتكف من أول‬
‫شهر رمضان فال يخرج من الجامع إال بعد صالة العيد وكان إذا حج ال يركب إال‬
‫بعد تعب شديد‪ ،‬وكان من بداية الطريق يعلم الناس المناسك وآداب السفر ويحثهم‬
‫على الصالة وكيفية القصر والجمع وإذا كان بمكة أكثر من الطواف‪ ،‬وكان كثير‬
‫الثناء على شيوخه ولم يذكر أحدً ا بسوء وال يعيب أحدً ا وال يسفه رأ ًيا‪ .‬قال عنه أحد‬
‫معاصريه‪:‬‬

‫‪‬‬ ‫‪7‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫كان ال يسعى لسلطان وال يجرى لمنصب وال يحب الظهور‪ .‬وكان كثير الزيارة‬
‫لقبر رسول الله ﷺ وكان يستخير ربه في الروضة الشريفة إذا هم بأمر من األمور‪.‬‬
‫فلم يكتب حر ًفا في كتابه ﷺ مغنى المحتاج إلى معرفة معانى ألفاظ المنهاج ﷺ‬
‫إال بعد أن ذهب لزيارة رسول الله ﷺ وصلى ركعتين بنية االستخارة في الروضة‬
‫الشريفة‪ .‬وحينما عزم على تفسير القرآن الكريم تردد في ذلك وتوقف وتحرز‪،‬‬
‫يقول الشيخ‪ :‬إلى أن يسر الله تعالى لى زيارة سيد المرسلين ﷺ وعلى سائر النبيين‬
‫في أول عام ‪ 961‬هجرية فاستخرت الله تعالى في حضرته بعد أن صليت ركعتين‬
‫في روضته وسألته أن ييسر لى أمرى فشرح الله سبحانه وتعالى لذلك صدرى فلما‬
‫رجعت من سفرى واستمر ذلك االنشراح معى وكتمت ذلك في سرى حتى قال لى‬
‫أحد أصحابى‪ :‬رأيت في منامى أن النبى ﷺ أو الشافعى يقول لي‪ :‬قل لفالن يعمل‬
‫تفسيرا على القرآن كما كان يحب اإلمام الشافعى رضي الله عنه‪.‬‬
‫ً‬
‫كتبه ومؤلفاته‪:‬‬
‫لقد ظفرت المكتبة العربية بالكثير من مصنفاته ومؤلفاته التي امتاز فيها بالبحث‬
‫عظيما فشرقت وغربت وما زالت تدرس‬ ‫ً‬ ‫الدقيق والعلم الغزير‪ ،‬فقد القت ً‬
‫قبول‬
‫وتقرأ ومن هذه المؤلفات‪:‬‬
‫ )أ(كتاب السراج المنير في اإلعانة على معرفة بعض معانى كالم ربنا (الحكيم‬
‫الخبير) وهو مرجع في التفسير‪.‬‬
‫ )ب(كتاب اإلقناع في حل ألفاظ أبى شجاع في الفقه الشافعى وقد طبعه األزهر‬
‫فى ثالثة كتب مقررة على السنوات الثالث الثانوية بالمعاهد األزهرية‪.‬‬
‫ )ج(كتاب (مغنى المحتاج الى معرفة معانى ألفاظ المنهاج) في الفقه الشافعي‪.‬‬
‫ )د(كتاب شرح البهجة في الفقه البن الوردي‪.‬‬
‫ )ـه(شرح شواهد قطر الندى وبل الصدى‪.‬‬

‫الصف األول الثانوى‬


‫‪‬‬ ‫‪8‬‬
‫‪X‬‬
‫ )و(تقريرات على المطول في البالغة للتفتازاني‪.‬‬
‫ )ز(مناسك الحج وهو رسالة معدة للنشر موثقة النسبة إليه‪.‬‬
‫وفاته‪:‬‬
‫وبعد هذه الحياة الحافلة بجالئل األعمال كانت وفاته رحمه الله بعد عصر يوم‬
‫الخميس الثانى من شهر شعبان سنة ‪ 977‬هـ سبع وسبعين وتسعمائة ودفن بالقاهرة‬
‫وله مزارة بجوار قرافة المجاورين‪ .‬فسالم عليه في الخالدين وسالم عليه في األبرار‬
‫والصديقين‪.‬‬
‫***‬

‫‪‬‬ ‫‪9‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫‪.................................................................................‬‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫(خطبة الشرح للشيخ محمد الشربينى الخطيب )‬


‫أقداما‪،‬‬
‫ً‬ ‫أعالما‪ ،‬وثبت لهم على الصراط المستقيم‬‫ً‬ ‫الحمد لله الذي نشر للعلماء‬
‫وجعل مقام العلم أعلى مقام‪ ،‬وفضل العلماء بإقامة الحجج الدينية ومعرفة األحكام‪،‬‬
‫وأودع العارفين لطائف سره فهم أهل المحاضرة واإللهام‪ ،‬ووفق العاملين لخدمته‬
‫فهجروا لذيذ المنام‪ ،‬وأذاق المحبين لذة قربه وأنسه فشغلهم عن جميع األنام‪.‬‬
‫أحمده سبحانه وتعالى على جزيل اإلنعام‪ ،‬وأشهد أن ال إله إال الله وحده‬
‫ال شريك له الملك العالم‪ ،‬وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدً ا ﷺ عبده ورسوله وصفيه‬
‫وخليله إمام كل إمام‪ ،‬وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذريته الطيبين الطاهرين‪ ،‬صالة‬
‫وسالما دائمين متالزمين إلى يوم الدين‪.‬‬
‫ً‬
‫وبعد‪،،‬‬
‫فيقول الفقير إلى رحمة ربه القريب المجيب‪ ،‬محمد الشربينى الخطيب‪:‬‬
‫إن مختصر اإلمام العالم العالمة‪ ،‬الحبر البحر الفهامة‪ ،‬شهاب الدنيا والدين‪ :‬أحمد‬
‫ابن الحسين بن أحمد األصفهانى الشهير بأبى شجاع المسمى «بغاية االختصار»‬
‫لما كان من أبدع مختصر في الفقه ِّصنْف‪ ،‬وأجمع موضوع له فيه على مقدار‬
‫شرحا‬
‫ً‬ ‫إلى أن أضع عليه‬ ‫حجمه أ ِّلف ـ التمس منى بعض األعزة ّ‬
‫على المترددين ّ‬
‫ضاما إلى ذلك من الفوائد المستجدات‪،‬‬ ‫يوضح ما أشكل منه‪ ،‬ويفتح ما أغلق منه‪ً :‬‬
‫والقواعد المحررات‪ ،‬التي وضعتها في شروحى على التنبيه والمنهاج والبهجة‪،‬‬
‫فاستخرت الله تعالى مدة من الزمان ـ بعد أن صليت ركعتين في مقام إمامنا الشافعى‬
‫وأرضاه وجعل الجنة متقلبه ومثواه ـ فلما انشرح لذلك صدرى شرعت‬
‫في شرح تقر به أعين أولى الرغبات‪ ،‬راج ًيا بذلك جزيل األجر والثواب‪ ،‬أجافى فيه‬
‫حرصا على التقريب لفهم قاصده‪ ،‬والحصول‬ ‫ً‬ ‫اإليجاز المخل‪ ،‬واإلطناب الممل‬
‫على فوائده‪ ،‬ليكتفى بها المبتدى عن المطالعة في غيره‪ ،‬والمتوسط عن المراجعة‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪X‬‬
‫مقدمة منت الغاية والتقريب للشيخ أمحد أبى شجاع األصفهانى‬
‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫لغيره‪ ،‬فإنى مؤمل من الله تعالى أن يجعل هذا الكتاب‪ ،‬عمدة ومرج ًعا ببركة الكريم‬
‫الوهاب‪ ،‬فما كل من صنف أجاد‪ ،‬وال كل من قال وفي بالمراد‪ ،‬والفضل مواهب‪،‬‬
‫والناس في الفنون مراتب‪ ،‬والناس يتفاوتون في الفضائل‪ ،‬وقد تظفر األواخر بما‬
‫تركته األوائل‪ ،‬وكم ترك األول لآلخر‪ ،‬وكم لله على خلقه من فضل وجود‪ ،‬وكل‬
‫ذى نعمة محسود‪ ،‬والحسود ال يسود‪.‬‬
‫وسميته بـ «اإلقناع‪ ،‬في حل ألفاظ أبي شجاع»‪ ،‬أعاننى الله على إكماله وجعله‬
‫خالصا لوجهه الكريم بكرمه وأفضاله‪ ،‬فال ملجأ منه إال إليه‪ ،‬وال اعتماد إال عليه‪،‬‬
‫ً‬
‫وهو حسبى ونعم الوكيل‪ ،‬وأسأله الستر الجميل‪.‬‬
‫شرح مقدمة متن غاية االختصار للشيخ أبى شجاع األصفهاني‬
‫تعالى‪( :‬بسم الله الرحمن الرحيم) أي أبتدئ أو أفتتح‪،‬‬ ‫قال المؤلف‬
‫أو أؤلف‪ ،‬وهذا أولى‪ ،‬إذ كل فاعل يبدأ في فعله ببسم الله يضمن ما جعل التسمية‬
‫مبدأ له‪ ،‬كما أن المسافر إذا حل أو ارتحل فقال‪« :‬بسم الله» كان المعنى باسم الله‬
‫أحل أو باسم الله أرتحل‪ .‬واالسم‪ :‬مشتق من السمو وهو العلو‪ ،‬فهو من األسماء‬
‫المحذوفة األعجاز كيد ودم؛ لكثرة االستعمال بنيت أوائلها على السكون‪ ،‬وأدخل‬
‫عليها همزة الوصل‪ ،‬لتعذر االبتداء بالساكن‪ ،‬وقيل‪ :‬من الوسم‪ ،‬وهو العالمة‪ ،‬وفيه‬
‫عشر لغات نظمها بعضهم في بيت فقال‪:‬‬
‫ـت ان َْجلِى‬
‫عاشــر تَمـ ِ‬
‫ٌ َّ‬
‫ـث َأو ٍل *** َلهــن ســماء ِ‬
‫ُ َّ َ َ ُ‬ ‫َّ‬
‫وســما واســم بت ْثلِيـ ِ‬
‫ٌ‬ ‫َ‬
‫ِســم ِ‬
‫ٌ‬
‫والله‪ :‬علم على الذات الواجب الوجود المستحق لجميع المحامد‪ ،‬لم يتسم‬
‫به سواه‪ ،‬تسمى به قبل أن يسمى‪ .‬وأنزله على آدم في جملة األسماء قال تعالى‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫‪11‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬
‫‪X‬‬
‫الحمدُ ِ‬
‫لله‪.......................................................................‬‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫ﱹ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﱸ (((‪ ،‬أي‪ :‬هل تعلم أحدً ا سمى الله‪ ،‬غير الله وأصله إاله كإمام‪،‬‬
‫ثم أدخلوا عليه األلف والالم‪ ،‬ثم حذفت الهمزة الثانية طل ًبا للخفة ونقلت حركتها‬
‫إلى الالم‪ ،‬فصار الاله بالمين متحركين‪ ،‬ثم سكنت األولى وأدغمت في الثانية‬
‫للتسهيل‪ ،‬واإلله في األصل‪ :‬يقع على كل معبود بحق أو باطل‪ ،‬ثم غلب على‬
‫المعبود بحق كما أن النجم اسم لكل كوكب‪ ،‬ثم غلب على الثريا وهو عربى عند‬
‫األكثر‪ ،‬وعند المحققين أنه اسم الله األعظم وقد ذكر في القرآن العزيز في ألفين‬
‫وثالثمائة وستين موض ًعا‪ ،‬واختار النووى تب ًعا لجماعة أنه الحى القيوم قال‪ :‬ولذلك‬
‫لم يذكر في القرآن إال في ثالثة مواضع في البقرة‪ ،‬وآل عمران‪ ،‬وطه‪ ،‬والرحمن‬
‫الرحيم صفتان مشبهتان بنيتا للمبالغة من مصدر رحم‪ ،‬والرحمن أبلغ من الرحيم‬
‫ألن زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى‪ ،‬كما في َق َط َع بالتخفيف وق َّطع بالتشديد‪،‬‬
‫وقدم الله عليهما ألنه اسم ذات وهما اسما صفة‪ ،‬وقدم الرحمن على الرحيم‪ ،‬ألنه‬
‫خاص‪ ،‬إذ ال يقال لغير الله بخالف الرحيم‪ ،‬والخاص مقدم على العام‪.‬‬
‫ً‬
‫وعمل بخبر «كل‬ ‫(الحمد لله) بدأ بالبسملة ثم بالحمدلة اقتداء بالكتاب العزيز‪،‬‬
‫أمر ذى بال»‪ ،‬أي حال يهتم به «ال يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أقطع»‬
‫أي‪ :‬ناقص غير تام‪ ،‬فيكون قليل البركة‪ ،‬وفي رواية رواها أبو داود «بالحمد» وجمع‬
‫المصنف رحمه الله تعالى كغيره بين االبتداءين ً‬
‫عمل بالروايتين وإشارة إلى أنه‬
‫ال تعارض بينهما‪ ،‬إذ االبتداء حقيقى وإضافي‪ ،‬فالحقيقى حصل بالبسملة‪ ،‬واإلضافى‬
‫بالحمدلة‪ ،‬أو أن االبتداء ليس حقيق ًيا‪ ،‬بل هو أمر عرفى يمتد من األخذ في التأليف‬
‫إلى الشروع في المقصود‪ ،‬فالكتب المصنفة مبدؤها الخطبة بتمامها‪ .‬والحمد‬
‫اللفظى لغة‪ :‬الثناء باللسان على الجميل االختيارى على جهة التبجيل‪ :‬أي التعظيم‪،‬‬
‫سواء تعلق بالفضائل ـ وهي النعم القاصرة ـ أم بالفواضل ـ وهي النعم المتعدية‬
‫((( سورة مريم ‪ .‬اآلية‪.65 :‬‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪‬‬ ‫‪12‬‬
‫‪X‬‬
‫‪.................................................................................‬‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫ـ فدخل في الثناء الحمد وغيره‪ ،‬وخرج باللسان الثناء بغيره كالحمد النفسي‪،‬‬
‫وبالجميل الثناء باللسان على غير الجميل إن قلنا برأى «ابن عبد السالم أن الثناء‬
‫حقيقة في الخير والشر»‪ ،‬وإن قلنا برأى الجمهور ـ وهو الظاهر ـ أنه حقيقة في الخير‬
‫فقط‪ ،‬ففائدة ذلك تحقيق الماهية أو دفع إرادة الجمع بين الحقيقة والمجاز عند‬
‫من يجوزه وباالختيارى المدح «فإنه يعم االختيارى وغيره تقول‪ :‬مدحت اللؤلؤة‬
‫على حسنها دون (حمدتها)» وبعلى جهة التبجيل ما كان على جهة االستهزاء نحو‬
‫ﱹﮉﮊ ﮋ ﮌ ﮍﱸ(((‪ .‬وعر ًفا‪ :‬ينبئ عن تعظيم المنعم من حيث‬
‫ذكرا باللسان أم اعتقا ًدا ومحبة بالجنان‬ ‫إنه منعم على الحامد أو غيره‪ ،‬سواء كان ً‬
‫عمل وخدمة باألركان‪ ،‬كما قيل‪:‬‬ ‫أو ً‬
‫الم َح َّج َبا‬ ‫ال َثــ ًة *** ي ِدى ولسـانِى و َّ ِ‬
‫النعمــاء ِمنِّــى َث َ‬
‫الضم َير ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫أفادتكــم‬
‫والشكر لغة‪ :‬هو الحمد ‪ ،‬وعر ًفا‪ ،‬صرف العبد جميع ما أنعم الله به عليه من السمع‬
‫وغيره إلى ما خلق ألجله‪ ،‬والمدح لغة‪ :‬الثناء باللسان على الجميل مطل ًقا‪ ،‬على جهة‬
‫التعظيم‪ ،‬وعر ًفا‪ :‬ما يدل على اختصاص الممـدوح بنـوع من الفضائل وجملة «الحمد‬
‫لله» خبرية لف ًظا إنشائية معنـى‪ ،‬لحصول الحمد بالتكلم بها مع اإلذعان لمدلولها‪،‬‬
‫ويجوز أن تكون موضوعة شر ًعا لإلنشاء‪ ،‬والحمد مختص بالله تعالى كما أفادته‬
‫الجملة‪ ،‬سواء جعلت فيه (أل) لالستغراق كما عليه الجمهور‪ ،‬وهو ظاهر أم للجنس‬
‫كما عليه الزمخشرى ألن الم «لله» لالختصاص‪ ،‬فال فرد منه لغيره تعالى‪ ،‬أم للعهد‬
‫العلمى كالتى في قوله تعالى‪ :‬ﱹﮰﮱﯓﯔﱸ(((‪ .‬كما نقله ابن عبد السالم‪،‬‬
‫وأجازه الواحدى على معنى أن الحمد الذي حمد الله به نفسه وحمده به أنبياؤه‬
‫وأولياؤه مختص به‪ ،‬والعبرة بحمد من ذكر فال فرد منه لغيره‪ ،‬وأولى الثالثة الجنس‪.‬‬

‫((( سورة الدخان ‪ .‬اآلية‪.49 :‬‬


‫((( سورة التوبة ‪ .‬اآلية‪.40 :‬‬

‫‪‬‬ ‫‪13‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫العالمين وص َّلى الل ُه على سيدنَا محمد ِّ‬
‫النبى ‪.................................‬‬ ‫َ‬ ‫رب‬
‫ِّ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫وقوله (رب) بالجر على الصفة ـ معناه المالك لجميع الخلق من اإلنس والجن‬
‫والمالئكة والدواب وغيرهم‪ ،‬إذ كل منها يطلق عليه عالم‪ ،‬يقال‪ :‬عالم اإلنس‪،‬‬
‫وعالم الجن‪ ،‬إلى غير ذلك‪ .‬وسمى المالك بالرب ألنه يحفظ ما يملكه ويربيه‪،‬‬
‫(((‬
‫وال يطلق على غيره إال مقيدً ا‪ ،‬كقوله تعالى‪ :‬ﱹ ﯓ ﯔ ﯕ ﱸ ‪.‬‬
‫وقوله (العالمين) اسم جمع عالم ـ بفتح الالم ـ وليس جم ًعا له؛ ألن «العالم»‬
‫عام في العقالء وغيرهم‪ ،‬و«العالمين» مختص بالعقالء‪ ،‬والخاص ال يكون جم ًعا‬
‫لما هو أعم منه‪ ،‬قاله ابن مالك‪ ،‬وتبعه ابن هشام في توضيحه‪ ،‬وذهب كثير إلى‬
‫أنه جمع «عالم» على حقيقة الجمع‪ ،‬ثم اختلفوا في تفسير العالم الذي جمع هذا‬
‫الجمع‪ :‬فذهب أبو الحسن إلى أنه أصناف الخلق العقالء وغيرهم‪ ،‬وهو ظاهر‬
‫كالم الجوهري‪ ،‬وذهب أبو عبيدة إلى أنه أصناف العقالء فقط وهم اإلنس والجن‬
‫والمالئكة‪.‬‬
‫ثم قرن بالثناء على الله تعالى الثناء على نبيه محمد ﷺ بقوله‪( :‬وصلى الله) وسلم‬
‫(على سيدنا محمد النبي) لقوله تعالى‪ :‬ﱹ ﯓ ﯔ ﯕ ﱸ((( ‪ .‬أي ال أذكر إال وتذكر‬
‫ أحب أن يقدم المرء بين‬ ‫معي‪ ،‬كما في صحيح ابن حبان‪ ،‬ولقول الشافعى‬
‫يدى خطبته ـ أي بكسر الخاء ـ وكل أمر طلبه وغيرها حمد الله والثناء عليه والصالة‬
‫على النبى ﷺ‪ ،‬وإفراد الصالة عن السالم مكروه كما قاله النووى في أذكاره‪،‬‬
‫وكذا عكسه‪ ،‬ويحتمل أن المصنف أتى بها لف ًظا وأسقطها خ ًطا‪ ،‬ويخرج بذلك‬
‫من الكراهة‪ ،‬والصالة من الله تعالى رحمة مقرونة بتعظيم‪ ،‬ومن المالئكة استغفار‪،‬‬
‫ومن اآلدميين ـ أي ومن الجن ـ تضرع ودعاء‪ ،‬قاله األزهرى وغيره‪ ،‬واختلف‬
‫في وقت وجوب الصالة على النبى ﷺ على أقوال‪:‬‬
‫((( سورة يوسف ‪ .‬اآلية‪.50 :‬‬
‫((( سورة الرشح ‪ .‬اآلية‪.4 :‬‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪‬‬ ‫‪14‬‬
‫‪X‬‬
‫ِ‬
‫وآله‪.............................................................................‬‬
‫ ‬
‫أحدها‪ :‬كل صالة‪ ،‬واختاره الشافعى في التشهد األخير منها‪.‬‬
‫والثاني‪ :‬في العمر مرة‪.‬‬
‫والثالث‪ :‬كلما ذكر‪ ،‬واختاره الحليمى من الشافعية والطحاوى من الحنفية‬
‫واللخمى من المالكية وابن بطة من الحنابلة‪.‬‬
‫والرابع‪ :‬في كل مجلس‪.‬‬
‫والخامس‪ :‬في أول كل دعاء وفي وسطه وفي آخره‪ ،‬لقوله ﷺ‪« :‬ال تجعلونى‬
‫كقدح الراكب‪ ،‬بل اجعلونى في أول كل دعاء في وسطه وفي آخره»((( ‪.‬‬
‫ومحمد‪ :‬علم على نبينا ﷺ‪ ،‬منقول من اسم مفعول الفعل المضعف‪ ،‬سمى به‬
‫بإلهام من الله تعالى بأنه يكثر حمد الخلق له لكثرة خصاله الحميدة‪ ،‬كما روى في‬
‫السير أنه قيل لجده‪ ،‬عبد المطلب ـ وقد سماه في سابع والدته‪ ،‬لموت أبيه قبلهاـ‪:‬‬
‫لم سميت ابنك محمدً ا وليس من أسماء آبائك وال قومك؟ فقال‪ :‬رجوت أن يحمد‬
‫في السماء واألرض‪ ،‬وقد حقق الله تعالى رجاءه كما سبق في علمه‪ ،‬والنبى إنسان‬
‫أوحى إليه بشرع وإن لم يؤمر بتبليغه‪ .‬فكل رسول نبي‪ ،‬وال عكس‪( ..‬و) على (آله)‬
‫وهم ـ على األصح ـ مؤمنو بنى هاشم وبنى المطلب‪ ،‬وقيل كل مؤمن تقي‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫أمته‪ ،‬واختاره جمع من المحققين‪ .‬والمطلب‪ :‬مفتعل من الطلب‪ ،‬واسمه شيبة‬
‫الحمد على األصح ألنه ولد وفي رأسه شيبة ظاهرة في ذؤابتيه‪ ،‬وهاشم‪ :‬لقب‪،‬‬
‫بعيرا وجعله لقومه مرقة‬ ‫واسمه عمرو وقيل له هاشم ألن ً‬
‫قريشا أصابهم قحط فنحر ً‬
‫هاشما لهشمه العظم‪.‬‬
‫ً‬ ‫وثريدً ا فلذلك سمى‬

‫((( رواه الطرباين عن جابر‪.‬‬

‫‪‬‬‫‪15‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫مختص ًرا فى‬ ‫َ‬
‫أعمل‬ ‫حفظهم الل ُه تعا َلى ْ‬
‫أن‬ ‫ِ‬
‫األصدقاء‬ ‫أجمعين‪ ،‬سأ َلنى ُ‬
‫بعض‬ ‫ِ‬
‫وصحبه‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫الفقه‪............................................................................‬‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫(و) على (صحبه) وهو جمع صاحب‪ ،‬والصحابي‪ :‬من اجتمع مؤمنًا بالنبى ﷺ‬
‫في حياته ولو ساعة واحدة ولو لم يرو عنه شيئًا‪ ،‬فيدخل في ذلك األعمى كابن‬
‫أم مكتوم والصغير ولو غير مميز كمن حنكه ﷺ أو وضع يده على رأسه‪ .‬وقوله‬
‫(أجمعين) تأكيد‪ ،‬وفي بعض النسخ «أما بعد»‪ ،‬وساقطة في أكثرها‪ :‬أي بعد ما تقدم‬
‫من الحمد وغيره‪ .‬وهذه الكلمة يؤتى بها لالنتقال من أسلوب إلى آخر‪ ،‬وال يجوز‬
‫اإلتيان بها في أول الكالم‪ ،‬ويستحب اإلتيان بها في الخطب والمكاتبات‪ ،‬اقتداء‬
‫برسول الله ﷺ‪ ،‬وقد عقد البخارى لها با ًبا في كتاب الجمعة‪ ،‬وذكر فيه أحاديث‬
‫كثيرة‪ ،‬والعامل فيها «أما» عند سيبويه لنيابتها عن الفعل‪ ،‬أو الفعل نفسه عند غيره‪،‬‬
‫واألصل مهما يكن من شىء بعد (سألني) أي طلب منى (بعض األصدقاء) جمع‬
‫صديق‪ ،‬وهو الخليل‪.‬‬
‫(مختصرا) وهو‪:‬‬
‫ً‬ ‫وقوله (حفظهم الله تعالى) جملة دعائية (أن أعمل) أي أصنف‬
‫ما قل لفظه وكثر معناه‪ ،‬ال مبسو ًطا ـ وهو ما كثر لفظه ومعناه قال الخليل ـ‪ :‬الكالم‬
‫يبسط ليفهم‪ ،‬ويختصر ليحفظ (في) علم (الفقه) الذي هو المقصود من بين العلوم‬
‫بالذات‪ ،‬وباقيها له كاآلالت‪ :‬ألنه به يعرف الحالل والحرام وغيرهما من األحكام‪،‬‬
‫وقد تظاهرت اآليات واألخبار واآلثار‪ ،‬وتواترت‪ ،‬وتطابقت الدالئل الصريحة‬
‫وتوافقت‪ ،‬على فضيلة العلم والحث على تحصيله‪ ،‬واالجتهاد في اقتباسه وتعليمه‪،‬‬
‫فمن اآليات قوله تعالى‪ :‬ﱹﯴﯵﯶﯷﯸ ﯹ ﯺﯻﱸ((( ‪ .‬وقوله تعالى‪:‬‬
‫(((‬
‫ﱹ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﱸ(((‪ .‬وقوله تعالى‪ :‬ﱹ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣﯤ ﱸ‬

‫((( سورة الزمر ‪ .‬اآلية‪.9 :‬‬


‫((( سورة طه ‪ .‬اآلية‪.114 :‬‬
‫((( سورة فاطر ‪ .‬اآلية‪.28 :‬‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪‬‬ ‫‪16‬‬
‫‪X‬‬
‫‪.................................................................................‬‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫خيرا يفقهه‬
‫واآليات في ذلك كثيرة معلومة‪ .‬ومن األخبار قوله ﷺ‪« :‬من يرد الله به ً‬
‫ل واحدً ا خير لك من‬‫في الدين»(((‪ ،‬وقوله ﷺ لعلى ‪« :‬ألن يهدى الله بك رج ً‬
‫حمر النعم»(((‪ ،‬وقوله ﷺ‪« :‬إذا مات ابن آدم انقطع عمله إال من ثالث‪ :‬صدقة جارية‪،‬‬
‫أو علم ينتفع به‪ ،‬أو ولد صالح يدعو له»‪ .‬واألحاديث في ذلك كثيرة معلومة مشهورة‬
‫ومن اآلثار عن علي ‪ :‬كفى بالعلم شر ًفا أن يدعيه من ال يحسنه‪ ،‬ويفرح به إذا‬
‫أيضا‪ :‬العلم‬
‫ً‬ ‫ذما أن يتبرأ منه من هو فيه‪ ،‬وعن على‬
‫نسب إليه‪ ،‬وكفى بالجهل ً‬
‫خير من المال‪ ،‬العلم يحرسك وأنت تحرس المال‪ ،‬والمال تنقصه النفقة‪ ،‬والعلم‬
‫يزكو باإلنفاق‪ .‬وعن الشافعى ‪« :‬من ال يحب العلم ال خير فيه‪ ،‬فال يكن بينك‬
‫أيضا‬
‫وبينه معرفة وال صداقة‪ .‬فإنه حياة القلوب‪ ،‬ومصباح البصائر»‪ .‬وعن الشافعى ً‬
‫قال‪ :‬مجلس فقه خير‬ ‫‪ :‬طلب العلم أفضل من صالة النافلة‪ .‬وعن ابن عمر‬
‫من عبادة ستين سنة‪ .‬واآلثار في ذلك كثيرة ومشهورة‪.‬‬
‫ثم اعلم أن ما ذكرناه في فضل العلم إنما هو فيمن طلبه مريدً ا به وجه الله تعالى‪،‬‬
‫فمن أراده لغرض دنيوى كمال أو رياسة أو منصب أو جاه أو شهرة أو نحو ذلك فهو‬
‫مذموم‪ .‬قال الله تعالى‪ :‬ﱹ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝﮞ ﮟ ﮠ‬
‫ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﱸ(((‪ ،‬وقال ﷺ‪« :‬من تعلم‬
‫عرضا من الدنيا لم يرح رائحة الجنة» أي لم يجد‬‫علما ينتفع به في اآلخرة يريد به ً‬ ‫ً‬
‫ريحها‪ .‬وقال ﷺ‪« :‬أشد الناس عذا ًبا يوم القيامة ـ أي من المسلمين ـ عالم ال ينتفع‬
‫أيضا أخبار كثيرة‪ ،‬وفي هذا القدر كفاية لمن‬‫بعلمه» وفي ذم العالم الذي لم يعمل ً‬
‫وفقه الله تعالى‪.‬‬

‫((( رواه البخاري ومسلم‪.‬‬


‫((( رواه سهل عن ابن مسعود‪.‬‬
‫((( سورة الشورى ‪ .‬اآلية‪.20 :‬‬

‫‪‬‬ ‫‪17‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫رضي الل ُه تعالى عنه ‪..................................‬‬
‫َ‬ ‫الشافعى‬
‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫مذهب اإلما ِم‬ ‫على‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫واصطالحا ـ كما في قواعد‬


‫ً‬ ‫والفقه لغة‪ :‬الفهم مطل ًقا‪ ،‬كما صوبه اإلسنوي‪،‬‬
‫نصا واستنبا ًطا‪.‬‬
‫الزركشى ـ معرفة أحكام الحوادث ً‬
‫(على مذهب) أي ما ذهب إليه (اإلمام الشافعي رضى الله تعالى عنه)‬
‫من األحكام في المسائل مجازًا عن مكان الذهاب‪ ،‬وإذ ذكر المصنف هنا الشافعى‬
‫فلنتعرض إلى طرف من أخباره تبركًا به فنقول‪:‬‬
‫التعريف باإلمام الشافعي‪:‬‬
‫هو حبر األمة وسلطان األئمة محمد أبو عبد الله بن إدريس بن العباس بن عثمان‬
‫ابن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف جد‬
‫النبى ﷺ؛ ألنه ﷺ‪ :‬محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف وهذا‬
‫نسب عظيم كما قيل‪:‬‬
‫الضحى *** ُنـ ً‬
‫ـورا ومــن فلــق الصبــاح عمو ًدا‬ ‫ِ‬
‫شمس ُّ‬ ‫نسب َ‬
‫كأ َّن عليه من‬ ‫ٌ‬
‫حــاز المــكارم والتقــى والجــودا‬ ‫***‬ ‫مـــا فيـــه إال ســـيد مـــن ســـيد‬
‫وشافع بن السائب هو الذي ينسب إليه الشافعي‪ ،‬لقى النبى ﷺ‪ ،‬وهو مترعرع‪،‬‬
‫وأسلم أبوه السائب يوم بدر‪ ،‬فإنه كان صاحب راية بنى هاشم‪ ،‬فأسر في جملة‬
‫من أسر وفدى نفسه ثم أسلم‪.‬‬
‫على األصح بغزة التي توفى فيها هاشم جد النبى ﷺ وقيل‪:‬‬ ‫ولد الشافعى‬
‫بعسقالن‪ ،‬وقيل بمنى‪ ،‬سنة خمسين ومائة‪ ،‬ثم حمل إلى مكة وهو ابن سنتين‪ ،‬ونشأ‬
‫بها‪ ،‬وحفظ القرآن وهو ابن سبع سنين‪ ،‬والموطأ وهو ابن عشرة‪ ،‬وتفقه على مسلم‬
‫ابن خالد مفتى مكة المعروف بالزنجى لشدة شقرته‪ ،‬من باب أسماء األضداد‪،‬‬
‫يتيما في حجر أمه في قلة‬
‫وأذن له في اإلفتاء وهو ابن خمس عشرة سنة مع أنه نشأ ً‬
‫من العيش وضيق حال‪ ،‬وكان في صباه يجالس العلماء ويكتب ما يستفيده في العظام‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪‬‬ ‫‪18‬‬
‫‪X‬‬
‫‪.................................................................................‬‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫ونحوها حتى مأل منها خبايا ثم رحل إلى مالك بالمدينة‪ ،‬والزمه مدة‪ ،‬ثم قدم‬
‫بغداد سنة خمس وتسعين ومائة فأقام بها سنتين واجتمع عليه علماؤها ورجع كثير‬
‫منهم عن مذاهب كانوا عليها إلى مذهبه‪ ،‬وصنف بها كتابه القديم‪ ،‬ثم عاد إلى مكة‬
‫شهرا‪ ،‬ثم خرج‬
‫فأقام بها مدة‪ ،‬ثم عاد إلى بغداد سنة ثمان وتسعين ومائة فأقام بها ً‬
‫مالزما لالشتغال بجامعها العتيق إلى أن أصابته‬
‫ً‬ ‫ناشرا للعلم‬
‫إلى مصر‪ ،‬ولم يزل بها ً‬
‫أياما على ما قيل‪ ،‬ثم انتقل إلى رحمة الله تعالى وهو‬
‫ضربة شديدة فمرض بسببها ً‬
‫قطب الوجود يوم الجمعة سلخ رجب سنة أربع ومائتين‪ ،‬ودفن بالقرافة بعد العصر‬
‫من يومه‪ ،‬وانتشر علمه في جميع اآلفاق‪ ،‬وتقدم على األئمة في الخالف والوفاق‪،‬‬
‫علما»‪.‬‬
‫وعليه حمل الحديث المشهور «عالم قريش يمأل طباق األرض ً‬
‫‪:‬‬ ‫ومن كالمه‬
‫ـون‬
‫ـت ُته ـ ُ‬
‫ف ــإن النف ــس م ــا طمع ـ ْ‬ ‫***‬ ‫ـت نفســى‬ ‫ـت م َطامعــى َ‬
‫فأر ْحـ ُ‬ ‫أمـ ُّ‬
‫ففـــى إحيائـــه عرضـــى مصـــون‬ ‫***‬ ‫أحييـــت َال ُقن َ‬
‫ُـــوع وكان ميتًـــا‬ ‫ُ‬ ‫َو‬
‫علتـــه مهانـــة وعـــاه هـــون‬ ‫***‬ ‫ُّ‬
‫يحـــل بقلـــب عبـــد‬ ‫إذا طمـــع‬
‫أيضا‪:‬‬
‫ومن كالمه ً‬
‫أنـــت جميـــع أمـــرك‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫فتـــول‬ ‫***‬ ‫ــك ِجلــدَ َك ُ‬
‫مثــل ُظ ْفــرك‬ ‫مــا َح َّ‬
‫فاقصـــد لمعتـــرف بقـــدرك‬ ‫***‬ ‫وإذا قصـــــدت لحاجــــــة‬
‫وقد أفرد بعض أصحابه في فضله وكرمه ونسبه وأشعاره كت ًبا مشهورة وفيما‬
‫ذكرته تذكرة ألولى األلباب ولوال خوف الملل لشحنت كتابى هذا منها بأبواب‪،‬‬
‫وذكرت في شرح المنهاج وغيره ما فيه الكفاية(((‪.‬‬

‫((( من جمتهدي املذهب‪ :‬الرافعى والنووى وابن حجر والرميل‪.‬‬

‫‪‬‬‫‪19‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫ِ‬ ‫درسه و َي ْس ُه َل على‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫فى ِ‬
‫المبتدى‬ ‫المتع ِّل ِم ُ‬
‫قر َب على ُ‬
‫اإليجاز ل َي ُ‬ ‫ونهاية‬ ‫االختصار‬ ‫غاية‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫حفظه ْ ِ ِ‬
‫ِ‬
‫للثواب‬ ‫الخصال‪ ،‬فأجبت ُه إلى َ‬
‫ذلك طالبـًا‬ ‫ِ‬
‫وحصر‬ ‫التقسيمات‬ ‫وأن ُأكث َر فيه َ‬
‫من‬ ‫ُ‬
‫قدير ‪..................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫راغبـًا إلى ِ‬
‫يشاء ٌ‬
‫للصواب إن ُه على ما ُ‬ ‫التوفيق‬ ‫الله تعالى فى‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫ويكون ذلك المختصر (فى غاية االختصار) أي بالنسبة إلى أطول منه وغاية‬
‫الشىء معناها‪ :‬ترتب األثر على ذلك الشىء كما تقول غاية البيع الصحيح حل‬
‫االنتفاع بالمبيـع‪ ،‬وغاية الصالة الصحيحة إجزاؤها (و) في (نهاية اإليجاز) بمثناة‬
‫تحتية بعد الهمزة ـ أي القصر ـ وظاهر كالمه تغاير لفظى االختصار واإليجاز والغاية‬
‫والنهاية وهو كذلك‪ ،‬فاالختصار‪ :‬حذف عرض الكالم‪ ،‬واإليجاز‪ :‬حذف طوله كما‬
‫قاله ابن الملقن فى إشارته عن بعضهم وقد علم مما تقرر الفرق بين الغاية والنهاية‬
‫قر َب) أي يسهل لوضوح عبارته (على المتعلم) أي المبتدىء في التعلم شيئًا فشيئًا‬
‫(ل َي ُ‬
‫(درسه) أي بسبب اختصاره وعذوبة ألفاظه (ويسهل) أي يتيسر (على المبتدئ) أي‬
‫في طلب الفقه (حفظه) عن ظهر قلب‪ ،‬كما مر عن الخليل‪ ،‬أن الكالم يختصر ليحفظ‪.‬‬
‫أيضا بعض األصدقاء (أن أكثر فيه من التقسيمات) لما يحتاج‬ ‫(و) سألنى ً‬
‫إلى تقسيمه من األحكام الفقهية اآلتية‪ ،‬كما في المياه وغيرها مما ستعرفه (و)‬
‫من (حصر) أي ضبط (الخصال) الواجبة والمندوبة (فأجبته) أي السائل (إلى ذلك)‬
‫أي إلى تصنيف مختصر بالكيفية المطلوبة‪ ،‬وقوله (طال ًبا) حال من ضمير الفاعل‬
‫أي مريدً ا (للثواب) أي الجزاء من الله سبحانه وتعالى على تصنيف هذا المختصر‪،‬‬
‫لقوله ﷺ‪« :‬إذا مات ابن آدم انقطع عمله إال من ثالث‪ :‬صدقة جارية‪ ،‬أو علم ُينتفع‬
‫أيضا مما ذكر‪ :‬أي ملتجئًا (إلى الله)‬
‫به‪ ،‬أو ولد صالح يدعو له» وقوله (راغ ًبا) حال ً‬
‫سبحانه و(تعالى في) اإلعانة من فضله على حصـول (التوفيق) الذي هو خلق قدرة‬
‫الطاعة في العبد (للصواب) الذي هو ضد الخطأ‪ ،‬بأن يقدرنى الله على إتمامه‪ ،‬كما‬
‫قدرنى على ابتدائه‪ .‬فإنه كريم جواد‪ ،‬ال يرد من سأله وأعتمد عليه (إنه) سبحانه‬
‫وتعالى (على ما يشاء) أي يريده (قدير) أي قادر‪ ،‬والقدرة‪ :‬صفة تؤثر في الشىء عند‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪‬‬ ‫‪20‬‬
‫‪X‬‬
‫خبير‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬
‫لطيف ٌ‬ ‫وبعباده‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫تعلقها به وهي إحدى الصفات الثمانى القديمة الثابتة عند أهل السنة التي هي‬
‫صفات الذات القديم المقدس (و) هو سبحانه وتعالى (بعباده) جمع عبد‪ ،‬وهو‬
‫حرا كان أو رقي ًقا‪ ،‬فقد دعا ﷺ بذلك في أشرف‬‫ـ كما قال في المحكم ـ اإلنسان ً‬
‫وﱹﭑ ﭒ ﭓ‬ ‫المواطن‪ :‬ﱹﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡﱸ‬
‫(((‬

‫ﭔ ﭕﱸ(((‪ .‬وقال أبو على الدقاق‪ :‬ليس للمؤمن صفة أتم وال أشرف من‬
‫العبودية‪ .‬كما قال القائل‪:‬‬
‫أشـــرف أســـمائى‬
‫ُ‬ ‫فإنـــه‬ ‫***‬ ‫ال تدعنـــى إال بيـــا عبدهـــا‬
‫وقوله (لطيف) من أسمائه تعالى باإلجماع‪ ،‬واللطف‪ :‬الرأفة والرفق‪ ،‬وهو‬
‫من الله تعالى‪ :‬التوفيق والعصمة‪ ،‬بأن يخلق قدرة الطاعة في العبد‪.‬‬
‫فائدة‪ :‬قال السهيلي‪ :‬لما جاء البشير إلى يعقوب عليه الصالة والسالم أعطاه في‬
‫البشارة كلمات كان يرويها عن أبيه عن جده عليهم الصالة والسالم وهي‪ :‬يا لطي ًفا‬
‫فوق كل لطيف‪ ،‬الطف بى في أمورى كلها كما أحب‪ ،‬ورضنى في دنياى وآخرتي‪.‬‬
‫أيضا باإلجماع‪ ،‬أي‪ :‬هو عالم بعباده وبأفعالهم‬
‫وقوله (خبير) من أسمائه تعالى ً‬
‫وأقوالهم‪ ،‬وبمواضع حوائجهم وما تخفيه صدورهم‪.‬‬
‫وإذ أنهينا الكالم بحمد الله تعالى على ما قصدناه من ألفاظ الخطبة لنذكر طر ًفا‬
‫من محاسن هذا الكتاب قبل الشروع في المقصود فنقول‪:‬‬
‫إن الله تعالى قد علم من مؤلفه خلوص نيته فعم النفع به‪ :‬فقل من متعلم إال ويقرؤه‬
‫أول‪ :‬إما بحفظ وإما بمطالعة‪ ،‬وقد اعتنى بشرحه كثير من العلماء‪ ،‬ففى ذلك داللة‬ ‫ً‬
‫على أنه كان من العلماء العاملين القاصدين بعلمهم وجه الله تعالى‪.‬‬

‫((( سورة الكهف ‪ .‬اآلية‪.1 :‬‬


‫((( سورة اإلرساء ‪ .‬اآلية‪.1 :‬‬

‫‪‬‬ ‫‪21‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫‪.................................................................................‬‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫جعل الله تعالى قراره الجنة وجعله في أعلى عليين‪ ،‬مع الذين أنعم عليهم‬
‫من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين‪ :‬وفعل ذلك بنا وبوالدينا ومشايخنا‬
‫ومحبينا وال حول وال قوة إال بالله العلى العظيم‪.‬‬
‫***‬
‫ولما كانت الصالة أفضل العبادات ـ بعد اإليمان ـ ومن أعظم شروطها الطهارة‬
‫لقوله ﷺ‪« :‬مفتاح الصالة الطهور»‪ ،‬والشرط مقدم طب ًعا فقدم وض ًعا‪ ،‬بدأ المصنف‬
‫بها فقال‪.‬‬
‫***‬

‫الصف األول الثانوى‬


‫‪‬‬ ‫‪22‬‬
‫‪X‬‬
‫كتاب الطهارة‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫هذا (كتاب) بيان أحكام (الطهارة)‬


‫واصطالحا‪:‬‬
‫ً‬ ‫الكتاب ‪ :‬لغة‬
‫اعلم أن الكتاب لغة‪ :‬معناه الضم والجمع يقال‪ :‬كتبت كت ًبا وكتابة وكتا ًبا‪ ،‬ومنه‬
‫ت بنو فالن إذا اجتمعـوا‪ ،‬وكتب إذا خط بالقلم لما فيه من اجتماع‬ ‫قولهم‪ :‬تك َّت َب ْ‬
‫الكلمات والحروف‪.‬‬
‫أيضا‪.‬‬‫واصطالحا‪ :‬اسم لجملة مختصة من العلم ويعبر عنها بالباب وبالفصل ً‬
‫ً‬
‫فإن جمع بين الثالثة قيل‪ :‬الكتاب اسم لجملة مختصة من العلم مشتملة على أبواب‬
‫وفصول ومسائل غال ًبا‪ ،‬والباب اسم لجملة مختصة من الكتاب مشتملة على فصول‬
‫ومسائل غال ًبا‪ ،‬والفصل اسم لجملة مختصة من الباب مشتملة على مسائل غال ًبا‪.‬‬
‫والباب لغة ما يتوصل منه إلى غيره‪ ،‬والفصل لغة الحاجز بين الشيئين‪ ،‬والكتاب‬
‫هنا خبر مبتدأ محذوف مضاف إلى محذوفين كما قدرته‪ ،‬وكذا يقدّ ر في كل كتاب‬
‫أو باب أو فصل بحسب ما يليق به‪ ،‬وإذ قد علمت ذلك فال احتياج إلى تقدير ذلك‬
‫اختصارا‪.‬‬
‫ً‬ ‫في كل كتاب أو باب أو فصل‬
‫***‬

‫‪‬‬ ‫‪23‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫ِ‬
‫الميا ُه ا َّلتي َيجو ُز الت ِ‬
‫َّطه ُير بها‪..................................................‬‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫والطهارة‪ :‬لغة النظافة والخلوص من األدناس حسية كانت كاألنجاس أو معنوية‬


‫كالعيوب ُيقال‪ :‬طهر بالماء‪ ،‬وهم قوم يتطهرون‪ :‬أي يتنزهون عن العيب‪.‬‬
‫وأما في الشرع فاختلف في تفسيرها وأحسن ما قيل فيه‪ :‬إنه ارتفاع المنع المترتب‬
‫على الحدث والنجس‪ ،‬وأما غسل الميت المسلم فإنه أزال المنع من الصالة عليه‬
‫ولم يزل به حدث وال نجس بل هو تكرمة للميت‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬هي فعل ما تستباح به الصالة‪.‬‬
‫(تقسيم الطهارة)‪:‬‬
‫وتنقسم إلى واجب كالطهارة عن الحدث‪ ،‬ومستحب كتجديد الوضوء‬
‫واألغسال المسنونة‪ .‬ثم الواجب ينقسم إلى بدنى وقلبي‪.‬‬
‫فالقلبى كالحسد والعجب والكبر والرياء‪.‬‬
‫قال الغزالي‪ :‬معرفة حدودها وأسبابها وطبها وعالجها فرض عين يجب تعلمه‪.‬‬
‫والبدنى إما بالماء أو بالتراب أو بهما كما في ولوغ الكلب أو بغيرهما كالحريف‬
‫خل‪.‬‬‫في الدباغ أو بنفسه كانقالب الخمر ً‬
‫(أنواع المياه)‪:‬‬
‫وقوله‪( :‬المياه) جمع ماء‪.‬‬
‫ومن عجيب لطف الله تعالى أنه أكثر منه ولم يحوج فيه إلى كثير معالجة لعموم‬
‫الحاجة إليه (التى يجوز التطهير بها) أي بكل واحد منها عن الحدث والخبث‪.‬‬
‫(تعريف الحدث وبيان أنواعه)‪:‬‬
‫والحدث في اللغة‪ :‬الشىء الحادث‪.‬‬
‫وفى الشرع‪ :‬يطلق على أمر اعتبارى يقوم باألعضاء يمنع من صحة الصالة حيث‬
‫ال مرخص‪ ،‬وعلى األسباب التي ينتهى بها الطهر‪ ،‬وعلى المنع المترتب على ذلك‪،‬‬
‫والمراد هنا األول ألنه الذي ال يرفعه إال الماء‪.‬‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪‬‬ ‫‪24‬‬
‫‪X‬‬
‫ياه ‪ :‬ماء الس ِ‬
‫ماء‪.......................................................... ،‬‬ ‫سبع ِم ٍ‬
‫َ ُ َّ‬ ‫َ ُْ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫وال فرق في الحدث بين األصغر ـ وهو ما نقض الوضوء‪ ،‬ـ والمتوسط ـ‬
‫وهو ما أوجب الغسل من جماع أو إنزال‪ ،‬ـ واألكبر ـ وهو ما أوجبه من حيض‬
‫أو نفاس‪.‬‬
‫تعريف الخبث وبيان أنواعه‪:‬‬
‫والخبث في اللغة‪ :‬ما يستقذر‪.‬‬
‫وفى الشرع‪ :‬مستقذر يمنع من صحة الصالة حيث ال مرخص‪ ،‬وال فرق فيه بين‬
‫المخفف كبول صبى لم يطعم غير لبن‪ ،‬والمتوسط كبول غيره (((‪ ،‬والمغلظ كبول‬
‫نحو الكلب‪ .‬وإنما تعين الماء في رفــع الحدث لقوله تعالى‪ :‬ﱹ ﭷ ﭸ ﭹ‬
‫ﭺ ﭻ ﭼ ﱸ((( واألمر للوجوب فلو رفع غير الماء لما وجب التيمم عند‬
‫فقده‪ .‬ونقل ابن المنذر وغيره اإلجماع على اشتراطه في الحدث وفي إزالة الخبث‬
‫لقوله ﷺ في خبر الصحيحين حين بال األعرابي في المسجد‪« :‬صبوا عليه ذنو ًبا‬
‫من ماء» والذنوب‪ :‬الدلو الممتلئة ماء‪ .‬واألمر للوجوب كما مر‪ ،‬فلو كفى غيره لما‬
‫وجب غسل البول به وال يقاس به غيره‪ ،‬ألن الطهر به عند اإلمام((( تعبدي‪ ،‬وعند‬
‫غيره معقول المعنى لما فيه من الرقة واللطافة التي ال توجد في غيره‪.‬‬
‫(سبع مياه)‪:‬‬
‫أحدها‪( :‬ماء السماء) لقوله تعالى‪ :‬ﱹﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ‬
‫ﭽﱸ(((‪.‬‬

‫((( أي غري الصبي‪ ،‬وغري الكلب واخلنزير‪.‬‬


‫((( سورة املائدة ‪ .‬اآلية‪.6 :‬‬
‫(((  إمام احلرمني اجلوينى‪.‬‬
‫((( سورة األنفال ‪ .‬اآلية‪.11 :‬‬

‫‪‬‬ ‫‪25‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫ين وماء ال َّثلجِ وماء البر ِد ُثم ِ‬
‫الميا ُه على‬ ‫َّ‬ ‫َ ُ ََ‬ ‫اء ال َع ِ َ ُ‬ ‫اء البِئ ِْر َ‬
‫وم ُ‬ ‫وم ُ‬
‫َّهر َ‬ ‫اء الن ِ‬ ‫وم ُ‬
‫حر َ‬‫اء ال َب ِ‬
‫وم ُ‬
‫َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المط َل ُق‪.......................... ،‬‬ ‫الماء ُ‬
‫ُ‬ ‫كروه وهو‬ ‫أربعة َأ َ‬
‫قسا ٍم َطاه ٌر ُم َط ِّه ٌر َغ ُير َم ُ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬
‫(((‬
‫(و) ثانيها‪( :‬ماء البحر) أي المالح لحديث‪« :‬هو الطهور ماؤه الحل ميتته»‬
‫بحرا لعمقه واتساعه‪.‬‬
‫وسمى ً‬
‫(و) ثالثها‪( :‬ماء النهر) العذب وهو بفتح الهاء وسكونها كالنيل والفرات‬
‫ونحوهما باإلجماع‪.‬‬
‫(و) رابعها‪( :‬ماء البئر) لقوله ﷺ‪« :‬الماء ال ينجسه شىء»((( لما سئل عن بئر‬
‫ُبضاعة بالضم ألنه توضأ منها ومن بئر رومة‪.‬‬
‫(و) خامسها‪( :‬ماء العين) األرضية كالنابعة من األرض أو الجبل‪ ،‬أو اإلنسانية‬
‫كالنابعة من بين أصابعه ﷺ من ذاتها على خالف فيه‪ ،‬وهو أفضل المياه مطل ًقا‪.‬‬
‫(و) سادسها‪( :‬ماء الثلج)‪.‬‬
‫(و) سابعها‪( :‬ماء البرد) بفتح الراء ألنهما ينزالن من السماء ثم يعرض لهما‬
‫الجمود في الهواء كما يعرض لهما على وجه األرض‪.‬‬
‫أقسام المياه من حيث جواز التطهير بها وعدمه‪:‬‬
‫(ثم المياه) المذكورة (على أربعة أقسام)‪.‬‬
‫أحدها‪ :‬ماء (طاهر) في نفسه (مطهر) لغيره (غير مكروه) استعماله (وهو الماء‬
‫المطلق)‪.‬‬
‫تعريف الماء المطلق‪:‬‬
‫وهو ما يقع عليه اسم ماء بال قيد‪ :‬بإضافة كماء ورد أو بصفة كماء دافق‪ ،‬أو بالم‬
‫عهد كقوله ﷺ‪« :‬إذا رأت الماء»((( يعني المني والماء المطلق يشمل المتغير بما‬
‫اسما‪.‬‬
‫حكما أو ً‬
‫ً‬ ‫ال يستغنى عنه‬
‫((( صححه الرتمذي‪.‬‬
‫((( رواه أمحد‪.‬‬
‫((( رواه مسلم‪.‬‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪‬‬ ‫‪26‬‬
‫‪X‬‬
‫َعم ُل‪.‬‬
‫المست َ‬
‫الماء ُ‬
‫ُ‬ ‫مطه ٍر وهو‬
‫غير ِّ‬ ‫الم َش َّم ُس و َط ٌ‬
‫اهر ُ‬ ‫الماء ُ‬
‫ُ‬ ‫طه ٌر مكرو ٌه وهو‬ ‫و َط ٌ‬
‫اهر ُم ِّ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫أي بما ال يؤثر فيه كطين‪ ،‬وما في مقره وممره‪ ،‬وال يشمل الماء القليل الذى‬
‫دفعت فيه نجاسة ولم تغيره‪ ،‬وال الماء المستعمل ألنه غير مطلق‪.‬‬
‫(و) ثانيها‪ :‬ماء (طاهر) في نفسه (مطهر) لغيره‪ ،‬إال إنه (مكروه) استعماله شر ًعا‬
‫تنزيها في الطهارة (وهو الماء المشمس) أي المتشمس‪ ،‬لما روى الشافعى‬ ‫ً‬
‫عن عمر ‪ ،‬أنه كان يكره االغتسال به وقال‪ :‬إنه يورث البرص لكن بشروط‪:‬‬
‫األول‪ :‬أن يكون ببالد حارة أي وتنقله الشمس عن حالته إلى حالة أخرى كما‬
‫نقله في البحر عن األصحاب‪.‬‬
‫والثاني‪ :‬أن يكون في آنية منطبعة غير النقدين‪ ،‬وهي كل ما طرق نحو الحديد‬
‫والنحاس‪.‬‬
‫والثالث‪ :‬أن يستعمل في حـالة حرارته في البدن‪ ،‬ألن الشمس بحدتها تفصل منه‬
‫زهومة((( تعلو الماء‪ ،‬فإذا القت البدن بسخونتها خيف أن تقبض عليه فيحتبس الدم‬
‫فيحصل البرص (((‪.‬‬
‫حكم الماء شديد السخونة والبرودة‪:‬‬
‫تنزيها شديد السخونة أو البرودة في الطهارة لمنعه اإلسباغ‪.‬‬
‫أيضا ً‬‫ويكره ً‬
‫أقسام الماء الطاهر غير المطهر‪:‬‬
‫(و) ثالثها‪ :‬ماء (طاهر) في نفسه (غير مطهر) لغيره (وهو الماء) القليل‬
‫طاهرا‬
‫ً‬ ‫(المستعمل) في فرض الطهارة عن حدث كالغسلة األولى؛ أما دليل كونه‬
‫فألن السلف الصالح كانوا ال يحترزون عما يتطاير عليهم منه‪.‬‬

‫((( أي زهومة‪ :‬مثل أثر الشحم أو الدسم عىل وجه املاء (كالزيوت والدهون)‬
‫((( الربص بياض يقع يف اجلسد لعلة‪.‬‬

‫‪‬‬‫‪27‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫اه ِ‬
‫رات‪........................................... ،‬‬ ‫والم َت َغير بِما َخا َل َطه ِمن ال َّط ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ ِّ ُ َ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫جابرا في مرضه فتوضأ وصب عليه من وضوئه‪.‬‬ ‫وفى الصحيحين أنه ﷺ عاد ً‬
‫وأما دليل أنه غير مطهر لغيره فألن السلف الصالح كانوا مع قلة مياههم لم يجمعـوا‬
‫المستعمل لالستعمال ثان ًيا‪ ،‬بل انتقلوا إلى التيمم‪ ،‬ولم يجمعوه للشرب ألنه‬
‫مستقذر‪.‬‬
‫وخرج بالمستعمل في فرض المستعمل في نفل الطهارة كالغسل المسنون‬
‫والوضوء المجدد فإنه طهور على الجديد‪.‬‬
‫ً‬
‫مستعمل إال إذا انفصل عن العضو)‬ ‫(ال يكون املاء‬
‫الماء ما دام مترد ًدا على العضو ال يثبت له حكم االستعمال ما بقيت الحاجة‬
‫إلى االستعمال باالتفاق للضرورة‪.‬‬
‫المتغير وشروطه‪:‬‬
‫(و) مثل الماء المستعمل الماء (المتغير) طعمه أو لونه أو ريحه (بما) أي بشىء‬
‫(خالطه من) األعيان (الطاهرات) التي ال يمكن فصلها المستغنى عنها ـ كمسك‬
‫تغيرا يمنع إطالق اسم الماء عليه‪ ،‬سواء كان الماء ً‬
‫قليل أم‬ ‫وزعفران وماء شجر ـ ً‬
‫كثيرا ألنه ال يسمى ماء‪ ،‬ولهذا لو حلف ال يشرب ماء أو وكّل في شرائه فشرب ذلك‬ ‫ً‬
‫أو اشتراه له وكيله لم يحنث ولم يقع الشراء له‪ ،‬وسواء أكان التغير حس ًيا أم تقدير ًيا‪.‬‬
‫حكم تغيير الماء بما خالطه أو جاوره‪:‬‬
‫وال يضر تغير يسير بطاهر ال يمنع االسم لتعذر صون الماء عنه‪ ،‬ولبقاء إطالق‬
‫اسم الماء عليه‪ ،‬وكذا لو شك في أن تغيره كثير أو يسير‪ ،‬واليضر تغير بمكث ـ وإن‬
‫وممره ككبريت وزرنيخ لتعذر صون‬‫ّ‬ ‫مقره‬
‫فحش التغير ـ وطين وطحلب وما في ّ‬
‫الماء عن ذلك‪ ،‬وال يضر أوراق شجرة تناثرت وتفتتت؛ واختلطت لتعذر صون‬

‫الصف األول الثانوى‬


‫‪‬‬ ‫‪28‬‬
‫‪X‬‬
‫كان ُق َّلت ِ‬
‫َين َف َت َغ َّي َر‬ ‫دون ال ُق َّلت ِ‬
‫َين أو َ‬ ‫ت فيه نَجاس ٌة وهو َ‬ ‫اء ن ِ‬
‫َج ٌس وهو ا َّلذي ح َّل ْ‬ ‫وم ٌ‬
‫َ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫ناعما‬
‫الماء عنها‪ ،‬لكن إن طرحت وتفتتت أو أخرج منه الطحلب أو الزرنيخ ودق ً‬
‫وألقى فيه فغ َّيره فإنه يضر؛ أو تغير بالثمار الساقطة فيه‪ ،‬إلمكان التحرز عنها غال ًبا‪.‬‬
‫حقيقة الفرق بين المخالط والمجاور‪:‬‬
‫واحترز بقيد المخالط عن المجاور الطاهر كعود ودهن ولو مطيبين وكافور‬
‫صلب فال يضر التغير به إلمكان فصله وبقاء اسم اإلطالق عليه‪ .‬وكذا ال يضر التغير‬
‫ً‬
‫مستعمل ـ طرح ألن تغيره مجرد تعكير فال يمنع إطالق اسم الماء عليه‪،‬‬ ‫بتراب ـ ولو‬
‫نعم إن تغير حتى صار ال يسمى إال طينًا رط ًبا ضر‪.‬‬
‫أقسام الماء المتنجس‪:‬‬
‫أ ) الماء القليل الذي القته نجاسه‪:‬‬
‫(و) رابعها‪( :‬ماء نجس) أي متنجس (وهو الذي حلت فيه) أو القته (نجاسة)‬
‫تدرك بالبصر (وهو) قليل (دون القلتين)((( بثالثة أرطال((( فأكثر سواء تغير أم ال‪،‬‬
‫ال َيغ ِْم ْس‬
‫من ن َْو ِم ِه َف َ‬
‫لمفهوم حديث القلتين اآلتى ولخبر مسلم‪« :‬إ َذا ْاس َت ْي َق َظ َأ َحدُ ك ُْم ْ‬
‫ت َيدَ ُه» نهاه عن الغمس خشية‬ ‫َاء َحتَّى َيغ ِْسلها َثال ًثا َفإ َّن ُه الَ َيدْ ِرى َأ ْي َن َباتِ ْ‬
‫إلن ِ‬
‫َيدَ ُه في ا ِ‬
‫النجاسة‪ ،‬ومعلوم أنها إذا خفيت ال تغير الماء فلوال أنها تنجسه بوصولها لم ينهه‪.‬‬
‫ب) الماء الكثير الذي القته نجاسة‪:‬‬
‫كثيرا بأن بلغ (قلتين) فأكثر (فتغير) بسبب النجاسة لخروجه عن‬
‫(أو كان) ً‬
‫يسيرا حس ًيا أو تقدير ًيا‪ ،‬فهو نجس باإلجماع المخصص‬
‫الطاهرية‪ ،‬ولو كان التغير ً‬
‫لخبر القلتين اآلتي‪ ،‬ولخبر الترمذى وغيره‪« :‬الماء ال ينجسه شىء» كما خصصه‬
‫مفهوم خبر القلتين اآلتي‪ ،‬فالتغير الحسى ظاهر‪.‬‬

‫وعرضا وعم ًقا‪ ،‬والذراع = يساوى ‪ 61.834‬سنتيمرت‬


‫ً‬ ‫((( القلتان ‪ :‬باملساحة يف املربع ذراع وربع ً‬
‫طوال‬
‫وعليه فالذراع وربع = ‪ 77.2925‬سم تقري ًبا‪.‬‬
‫((( الرطل باملرصي‪ 450 :‬جرام تقري ًبا ‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪29‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫‪.................................................................................‬‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫والتقديرى بأن وقعت فيه نجاسة مائعة توافقه في الصفات‪ ،‬كبول انقطعت‬
‫رائحته ولو فرض مخال ًفا له في أغلظ الصفات‪ ،‬كلون الحبر وطعم الخل وريح‬
‫المسك لغيره‪ ،‬فإنه يحكم بنجاسته فإن لم يتغير فطهور لقوله ﷺ‪« :‬إِ َذا َب َلغَ ا َل ُ‬
‫ماء‬
‫ث» قال الحاكم‪ :‬على شرط الشيخين‪ .‬وفي رواية ألبى داود‬ ‫لم َي ْح ِم ِل الخَ َب َ‬
‫ُق َّل َت ْي ِن ْ‬
‫وغيره بإسناد صحيح‪« :‬فإنه ال ينجس» وهو المراد بقوله‪« :‬لم يحمل الخبث» أي‪:‬‬
‫يدفع النجس وال يقبله‪.‬‬
‫حكم زوال التغيير‪:‬‬
‫فإن زال تغيره الحسي أو التقديري بنفسه بأن لم يحدث فيه شيء كأن زال بطول‬
‫المكث أو بماء انضم إليه بفعل أو غيره أو أخذ منه‪ ،‬والباقى قلتان طهر لزوال سبب‬
‫التنجيس‪ .‬فإن زال تغيره بمسك أو نحوه كزعفران أو بتراب لم يطهر‪ ،‬ألنا ال ندري‬
‫أن أوصاف النجاسة زالت أو غلب عليها ما ذكر فاستترت‪.‬‬
‫ما يستثنى من النجس‪:‬‬
‫ويستثنى من النجس ميتة ال دم لها سائل أصالة بأن ال يسيل دمها عند شق عضو‬
‫منها في حياتها كعقرب‪ ،‬وذباب وقمل وبرغوث‪ ،‬ال نحو حية وضفدع وفأرة فال‬
‫تنجس ماء أو غيره بوقوعها فيه بشرط أن ال يطرحها طارح‪ ،‬ولم تغيره لمشقة‬
‫االحتراز عنها ولخبر البخاري‪« :‬إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه كله‬
‫ثم لينزعه فإن في أحد جناحيه داء» أي وهو اليسار كما قيل «وفى اآلخر شفاء» زاد‬
‫أبو داود «وإنه يتقى بجناحه الذي فيه الداء» وقد يفضى غمسه إلى موته‪ ،‬فلو نجس‬
‫المائع لما أمر به‪ ،‬وقيس بالذباب ما في معناه من كل ميتة ال يسيل دمها‪.‬‬

‫الصف األول الثانوى‬


‫‪‬‬ ‫‪30‬‬
‫‪X‬‬
‫‪. ...............................................................................‬‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫حكم الماء الجاري‬


‫والماء الجاري ـ وهو ما اندفع في مستو أو منخفض ـ كراكد((( فيما مر‬
‫من التفرقة بين القليل والكثير‪ ،‬وفيما استثنى لمفهوم حديث القلتين فإنه لم يفصل‬
‫بين الجارى والراكد‪.‬‬
‫***‬

‫(((  أى حكمه حكم املاء الراكد‪.‬‬

‫‪‬‬‫‪31‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫فصل‪ :‬في الدباغ‬
‫ِ‬
‫الميتة َت ْط ُه ُر بالدِّ َبا ِغ ‪...................................................‬‬ ‫وجلو ُد‬
‫ُ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫فصل في الدباغ‬
‫بيان ما يطهر بدباغه وما يستعمل من اآلنية وما يمتنع (وجلود) الحيوانات‬
‫ظاهرا وباطنًا (بالدباغ) ولو بإلقاء الدابغ عليه بنحو ريح‬
‫ً‬ ‫(الميتة) كلها (تطهر)‬
‫أو بإلقائه على الدابغ كذلك لقوله ﷺ‪« :‬أيما إهاب دبغ فقد طهر» رواه مسلم‪ .‬وفي‬
‫رواية «هال أخذتم إهابها فدبغتموه فانتفعتم به» والظاهر ما القى الدابغ والباطن ما‬
‫لم يالق الدابغ‪ ،‬وال فرق في الميتة بين أن تكون مأكولة اللحم أم ال‪ ،‬كما يقتضيه‬
‫عموم الحديث‪.‬‬
‫ضابط الدباغ‪:‬‬
‫والدبغ‪ :‬نزع فضوله وهي مائيته ورطوبته التي يفسده بقاؤها ويطيبه نزعها بحيث‬
‫بحريف بكسر الحاء‬
‫لو نقع في الماء لم يعد إليه النتن والفساد‪ ،‬وذلك إنما يحصل ّ‬
‫المهملة وتشديد الراء كالقرظ(((والعفص((( وقشور الرمان‪ ،‬وال فرق في ذلك بين‬
‫الطاهر كما ذكر والنجس كذرق الطيور‪ ،‬وال يكفى التجميد بالتراب وال بالشمس‪،‬‬
‫ونحو ذلك مما ال ينزع الفضول وإن جف الجلد وطابت رائحته ألن الفضالت لم‬
‫تزل‪ ،‬وإنما جمدت بدليل أنه لو نقع في الماء عادت إليه العفونة‪.‬‬
‫حكم الجلد بعد الدبغ‬
‫ويصير المدبوغ كثوب متنجس لمالقاته لألدوية النجسة‪ ،‬أو التي تنجست به قبل‬
‫طهر عينه فيجب غسله لذلك‪ ،‬فال يصلى فيه وال عليه قبل غسله‪ ،‬ويجوز بيعه قبله‬
‫((( القرظ‪ :‬شجر عظام له سوق غالظ ـ وهي من الفصيلة القرنية ـ وهي من أنواع السنط العريب يستخرج‬
‫منه صمغ مشهور (املعجم الوسيط) صـ ‪754‬‬
‫((( العفص‪ :‬شجر البلوط وثمرها وهو دواء قابض جمفف ـ وربام اختذوا منه صربا أوصبغا (املعجم‬
‫الوسيط صـ ‪.)633‬‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪‬‬ ‫‪32‬‬
‫‪X‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ّإل ِجلدَ‬
‫عرها‬ ‫الميتة َ‬
‫وش ُ‬ ‫والخنزير وما تَو َّلدَ منهما أو من أحدهما و َع ُ‬
‫ظم‬ ‫الكلب‬
‫ِ‬
‫اآلدم َّي ‪...............................................................‬‬ ‫َج ٌس ّإل‬‫ن ِ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫ما لم يمنع من ذلك مانع‪ ،‬وال يحل أكله سواء كان من مأكول اللحم أم من غيره‬
‫لخبر الصحيحين‪« :‬إنما حرم من الميتة أكلها» وخرج بالجلد الشعر لعدم تأثره‬
‫بالدبغ‪ .‬قال النووي‪ :‬ويعفى عن قليله‪( .‬إال جلد الكلب والخنزير) فال يطهره الدبغ‬
‫قط ًعا‪ ،‬ألن الحياة في إفادة الطهارة أبلغ من الدبغ والحياة ال تفيد طهارته‪( ،‬و) كذا‬
‫(ما تولد منهما أو من أحدهما) مع حيوان طاهر لما ذكر‪( ،‬وعظم) الحيوانات‬
‫(الميتة وشعرها) وقرنها وظفرها وظلفها (نجس) لقوله تعالى‪ :‬ﱹ ﭑ ﭒ‬
‫ﭓ ﭔ ﱸ((( وتحريم ما ال حرمة له وال ضرر فيه يدل على نجاسته‪ ،‬والميتة‪ :‬ما‬
‫زالت حياتها بغير ذكاة شرعية فيدخل في الميتة ما ال يؤكل إذا ذبح‪ ،‬وكذا ما يؤكل‬
‫إذا اختل فيه شرط من شروط التذكية كذبيحة المجوسى والمحرم للصيد وما ذبح‬
‫بالعظم ونحوه‪.‬‬
‫ما قطع من حي‪:‬‬
‫طاهرا فطاهر وإن كان‬
‫ً‬ ‫والجزء المنفصل من الحي‪ :‬كميتة ذلك الحي إن كان‬
‫نجسا فنجس لخبر «ما قطع من حي فهو كميتته»((( ‪.‬‬
‫فالمنفصل من اآلدمى أو السمك أو الجراد طاهر ومن غيرها نجس‪( .‬إال شعر)‬
‫أو صوف أو ريش أو وبر المأكول فطاهر باإلجماع ولو نتف منها أو انتتفت‪.‬‬
‫(((‬
‫قال الله تعالى‪ :‬ﱹ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﱸ‬
‫وهو محمول على ما أخذ بعد التذكية ـ الذبح ـ أو في الحياة على ما هو المعهود‪،‬‬
‫ولو شككنا فيما ذكر هل انفصل من طاهر أو نجس حكمنا بطهارته‪ ،‬ألن األصل‪.‬‬
‫((( سورة املائدة ‪ .‬اآلية‪.3 :‬‬
‫((( رواه احلاكم وصححه عىل رشط الشيخني‪.‬‬
‫((( سورة النحل ‪ .‬اآلية‪.80 :‬‬

‫‪‬‬ ‫‪33‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫‪.................................................................................‬‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫الطهارة‪ ،‬وشككنا في النجاسة واألصل عدمها بخالف ما لو رأينا قطعة لحم وشككنا‬
‫هل هي من مذكاة أو ال؟ ألن األصل عدم التذكية‪ ،‬والشعر على العضو المبان ـ‬
‫نجسا تب ًعا له‪ ،‬والشعر المنفصل من (اآلدمي) سواء‬
‫المقطوع ـ نجس إذا كان العضو ً‬
‫(((‬
‫انفصل منه في حال حياته أم بعد موتـه طاهـر لقوله تعالى‪ :‬ﱹﮏﮐﮑﮒﱸ‬
‫وقضية التكريم أن ال يحكم بنجاسته بالموت وسواء المسلم وغيره‪ ،‬وأما قوله‪ :‬تعالى‪:‬‬
‫فالمراد به نجاسة االعتقاد أو اجتنابهم كالنجس‬ ‫(((‬
‫ﱹﭢﭣ ﭤﱸ‬
‫ال نجاسة األبدان‪.‬‬
‫وتحل ميتة السمك والجراد لقوله ﷺ‪« :‬أحلت لنا ميتتان ودمان‪ :‬السمك والجراد‬
‫والكبد والطحال»((( ‪.‬‬
‫أنواع الفضالت‪:‬‬
‫(أ) منها ما يستحيل ـ أي ما يتحول ـ في باطن الحيوان وهو نجس كدم لقوله‬
‫تعالى‪ :‬ﱹﭑﭒﭓﭔﱸ((( أي الدم المسفوح وقيح ألنه دم مستحيل‪،‬‬
‫وقىء وإن لم يتغير وهو الخارج من المعدة ألنه من الفضالت المستحيلة كالبول‬
‫وجرة وهي بكسر الجيم ما يخرجه البعير أو غيره لالجترار‪ ،‬ومرة وهي بكسر الميم‬
‫ما في المرارة‪.‬‬
‫وأما المسك فهو أطيب الطيب كما رواه مسلم‪ ،‬واختلفوا في العنبر‪ ،‬فمنهم‬
‫من قال‪ :‬إنه نجس ألنه مستخرج من بطن دويبة ال يؤكل لحمها‪ ،‬ومنهم من قال إنه‬
‫طاهر ألنه ينبت في البحر ويلفظه‪ ،‬وهذا هو الظاهر‪ ،‬وروث ولو من سمك وجراد‬

‫((( سورة اإلرساء ‪ .‬اآلية‪.70 :‬‬


‫((( سورة التوبة ‪ .‬اآلية‪.28 :‬‬
‫((( رواه أمحد وابن ماجه‪.‬‬
‫((( سورة املائدة ‪ .‬اآلية‪.3 :‬‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪‬‬ ‫‪34‬‬
‫‪X‬‬
‫‪.................................................................................‬‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫لما روى البخاري‪« :‬إنه ﷺ لما جىء له بحجرين وروثة ليستنجى بها أخذ الحجرين‬
‫ورد الروثة وقال‪« :‬هذا ركس» والركس‪ :‬النجس وبول لألمر بصب الماء عليه‬
‫في بول األعرابى في المسجد رواه الشيخان‪ .‬ومذي‪ :‬وهو بالمعجمة ماء أبيض‬
‫رقيق يخرج بال شهوة عند ثورانها لألمر بغسل الذكر منه في خبر الصحيحين‬
‫في قصة على ‪ .‬وودي‪ :‬وهو بالمهملة ماء أبيض ثخين يخرج عقب البول أو عند‬
‫قياسا على ما قبله‪ ،‬ولبن ما ال يؤكل غير لبن اآلدمى كلبن األتان‬
‫حمل شىء ثقيل ً‬
‫ألنه يستحيل في الباطن كالدم‪ ،‬أما لبن ما يؤكل لحمه كلبن الفرس وإن ولدت ً‬
‫بغل‬
‫فطاهر‪ .‬قال تعالى‪ :‬ﱹ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﱸ((( وكذا لبن اآلدمى إذ ال يليق‬
‫نجسا وكالمهم شامل للبن الميتة‪.‬‬
‫بكرامته أن يكون منشؤه ً‬
‫(ب) ومنها ما ال يستحيل وهو طاهر كعرق ولعاب ودمع من حيوان طاهر‪.‬‬
‫والعلقة‪ :‬وهي الدم الغليظ المستحيل من الدم في الرحم‪ .‬والمضغة‪ :‬وهي العلقة‬
‫التي تستحيل فتصير قطعة لحم‪ ،‬ورطوبة الفرج من حيوان طاهر ولو غير مأكول‬
‫طاهرة‪.‬‬
‫ما يطهر من نجس العين‪:‬‬
‫وال يطهر من نجس العين بغسل وال باستحالة إال شيئان‪:‬‬
‫أحدهما‪ :‬الجلد إذا دبغ كما مر‪.‬‬
‫والثاني‪ :‬الخمرة إذا تخللت بنفسها فتطهر‪ ،‬وإن نقلت من شمس إلى ظل‬
‫أو عكسه‪ ،‬فإن خللت بطرح شئ فيها لم تطهر‪.‬‬

‫((( سورة النحل ‪ .‬اآلية‪.66 :‬‬

‫‪‬‬‫‪35‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫عمال َغ ِيرهما ِمن األَواني ‪.‬‬
‫والف َّض ِة و َيجو ُز استِ ُ‬
‫هب ِ‬ ‫الذ ِ‬ ‫وال َيجو ُز استِ ُ‬
‫عمال أواني َّ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫حكم استعمال أوانى الذهب والفضة‪:‬‬


‫(وال يجوز) لذكر أو غيره (استعمال) شىء من (أوانى الذهب و) أوانى‬
‫(الفضة) باإلجماع‪ ،‬ولقوله ﷺ‪« :‬ال تشربوا في آنية الذهب والفضة وال تأكلوا‬
‫في صحافها»(((‪ ،‬ويقاس غير األكل والشرب عليهما‪ ،‬وإنما خصا بالذكر ألنهما‬
‫أظهر وجوه االستعمال وأغلبها‪ ،‬ويحرم على الولى أن يسقى الصغير بمسعط ((( من‬
‫(((‬
‫إنائهما‪ ،‬وال فرق بين اإلناء الكبير واإلناء الصغير حتى ما يخلل به أسنانه‪ ،‬والميل‬
‫الذي يكتحل به إال لضرورة‪ ،‬كأن يحتاج إلى جالء عينه بالميل فيباح استعماله‬
‫والوضوء منه صحيح‪ ،‬والمأخوذ منه من مأكول أو غيره حالل‪ ،‬ألن التحريم‬
‫لالستعمال ال لخصوص ما ذكر‪ .‬ويحرم البول في اإلناء منهما أو من أحدهما‪،‬‬
‫أيضا اتخاذهما من غير استعمال‪ ،‬ألن ما ال يجوز‬ ‫وكما يحرم استعمالهما يحرم ً‬
‫استعماله للرجال وال لغيرهم يحرم اتخاذه كآلة المالهي‪.‬‬
‫أوانى غير الذهب والفضة‪:‬‬
‫(ويحل استعمال كل إناء طاهر) ما عدا ذلك سواء أكان من نحاس أم من غيره‪،‬‬
‫موه غير النقد كإناء نحاس وخاتم و آلة حرب من نحاس أو نحوه بالنقد‪ ،‬ولم‬ ‫فإن ّ‬
‫موه ((( النقد بغيره أو صدىء مع حصول‬ ‫يحصل منه شىء ولو بالعرض على النار أو ّ‬
‫المموه في األولى‪ ،‬فكأنه معدوم‬
‫ّ‬ ‫المموه به أو الصدأ حل استعماله لقلة‬
‫ّ‬ ‫شىء من‬
‫ولعدم الخيالء في الثانية‪ ،‬فإن حصل شىء من النقد في األولى لكثرته أو لم يحصل‬
‫شىء من غيره في الثانية لقلته حرم استعماله وكذا اتخاذه‪ ،‬فالعلة مركبة من تضييق‬

‫((( متفق عليه‪.‬‬


‫((( وعاء الدواء الذي يدخل يف األنف (املعجم الوسيط ص ‪.)488‬‬
‫(((  امليل أي املرود‪.‬‬
‫((( موه‪ :‬غطى‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪‬‬ ‫‪36‬‬
‫‪X‬‬
‫‪.................................................................................‬‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫النقدين والخيالء وكسر قلوب الفقراء‪ .‬ويحرم تمويه سقف البيت وجدرانه وإن لم‬
‫يحصل منه شىء بالعرض على النار‪ ،‬ويحرم استدامته إن حصل منه شىء بالعرض‬
‫عليها وإال فال‪.‬‬
‫ويحل استعمال واتخاذ النفيس كياقوت وزبرجد وبلور بكسر الباء وفتح الالم‪،‬‬
‫ومرجان وعقيق والمتخذ من الطيب المرتفع كمسك وعنبر وعود ألنه لم يرد فيه‬
‫نهى وال يظهر فيه معنى السرف والخيالء‪.‬‬
‫حكم التضبيب بالفضة‪:‬‬
‫وما ضبب من إناء بفضة ضبة كبيرة وكلها أو بعضها وإن قل لزينة حرم استعماله‬
‫واتخاذه‪ ،‬أو صغيرة بقدر الحاجة فال تحرم للصغر وال تكره للحاجة‪ .‬ولما روى عن‬
‫وكان قد‬ ‫عاصم األحول قال‪ :‬رأيت قدح رسول الله ﷺ عند أنس بن مالك‬
‫انشق ـ فسلسله بفضة ـ أي شده بخيط فضة ـ والفاعل هو أنس كما رواه‬
‫انصدع ـ أي ّ‬
‫البيهقي‪ .‬قال أنس‪« :‬لقد سقيت رسول الله ﷺ في هذا القدح أكثر من كذا وكذا» أو‬
‫صغيرة وكلها أو بعضها لزينة أو كبيرة كلها لحاجة جاز مع الكراهة فيهما‪ ،‬أما في‬
‫(((‬
‫األولى فللصغر وكره لفقد الحاجة‪ ،‬وأما في الثانية فللحاجة وكره للكبر‪ ،‬وضبة‬
‫موضع االستعمال لنحو شرب كغيره فيما ذكر من التفصيل ألن االستعمال منسوب‬
‫إلى اإلناء كله‪.‬‬
‫تنبيه‪ :‬مرجع الكبر والصغر العرف‪ .‬فإن شك في كبرها فاألصل اإلباحة قاله‬
‫في المجموع‪.‬‬

‫((( الضبة‪ :‬قطعة من ذهب أو فضة أو غريمها تتخذ إلصالح خلل يف اإلناء‬

‫‪‬‬ ‫‪37‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫‪.................................................................................‬‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫حكم التضبيب بالذهب‪:‬‬


‫وخرج بالفضة الذهب فال يحل استعمال إناء ضبب بذهب سواء أكان معه غيره‬
‫أم ال؛ ألن الخيالء في الذهب أشدّ من الفضة‪ ،‬وبالطاهر النجس‪ :‬كالمتخذ من ميتة‬
‫فيحرم استعماله فيما ينجس به كماء قليل ومائع ال فيما ال ينجس به‪ :‬كماء كثير‬
‫أو غيره مع الجفاف‪.‬‬
‫***‬

‫الصف األول الثانوى‬


‫‪‬‬ ‫‪38‬‬
‫‪X‬‬
‫أسئلة على أحكام المياه‪ ،‬والدباغ‪ ،‬واألواني‪ ،‬والسواك‬
‫ ‪1:‬سبم توجه الفرق في الحكم بين كل مما يأتي‪:‬‬
‫ )أ(الماء المستعمل القليل ـ الماء المستعمل الكثير‪.‬‬
‫ )ب(الماء القليل الذي ال قته نجاسة ولم تغيره ـ الماء الكثير الذي ال قته‬
‫نجاسة ولم تغيره‪.‬‬
‫ )ج(الماء المتغير بما خالطه من الطاهرات ـ الماء المتغير بما جاوره من‬
‫الطاهرات‪.‬‬
‫ )ـد(استعمال الماء المطلق ـ استعمال الماء المشمس‪.‬‬
‫ )ـه(ما ال دم له سائل إذا وقع في اإلناء ومات فيه ـ ما له دم سائل إذا وقع في‬
‫اإلناء ومات فيه‪.‬‬
‫ )و(استعمال شيء من أواني النحاس ـ استعمال شيء من أواني الفضة‪.‬‬
‫ ‪2:‬ساختر اإلجابة الصحيحة مما بين األقواس معلال أو مدلال الختيارك‪.‬‬
‫ )أ(فاقد الماء يجوز له أن يرفع الحدث بـ (ماء الورد ـ ماء الخل ـ التراب)‪.‬‬
‫ )ب(استعمال الماء المشمس في البدن لغير الطهارة (يكره ـ يحرم ـ يجوز)‪.‬‬
‫ )ج(صلى على جلد الميتة بعد الدبغ وقبل الغسل‬
‫(تصح الصالة ـ ال تصح الصالة ـ تكره)‪.‬‬
‫ ‪3:‬سضع مصطلحا فقهيا لما يأتي‪:‬‬
‫هو ما يقع عليه اسم ماء بال قيد‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪39‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫ ‪4:‬سما الطهارة لغة وشرعا؟ وما أقسامها؟ وعالم يطلق الحدث؟ وما أنواعه؟‬
‫وما دليل كراهة استعمال الماء المشمس؟ وما أنواع المياه التي يجوز‬
‫التطهير بها؟ وما شروط كراهة الماء المشمس؟ وما الدليل على كراهة‬
‫استعمال الماء شديد السخونة أو البرودة؟ وما الحكم لو زال تغير الماء‬
‫المتنجس بنفسه‪ ،‬أو بما انضم إليه؟ مع التعليل‪ .‬وما ظابط الدباغ؟ وما‬
‫حكم جلود الميتة بعد دبغها؟ وما حكم استعمال اإلناء المضبب بذهب‬
‫أو فضة؟ َو ِّجه ما تقول‪.‬‬
‫***‬

‫الصف األول الثانوى‬


‫‪‬‬ ‫‪40‬‬
‫‪X‬‬
‫للصائِ ِم ‪.........................‬‬ ‫ال ّإل َبعدَ الز ِ‬
‫َّوال َّ‬ ‫كل َح ٍ‬
‫ب في ِّ‬
‫ستح ٌّ‬ ‫والس ُ‬
‫واك ُم َ‬ ‫ِّ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫فصل في السواك‪:‬‬
‫وهو بكسر السين‪ ،‬مشتق من ساك إذا دلك‪( .‬والسواك) لغة‪ :‬الدلك وآلته‪.‬‬
‫وشر ًعا‪ :‬استعمال عود من أراك((( أو نحوه‪ .‬كأشنان((( في األسنان وما حولها‬
‫إلذهاب التغير ونحوه‪ ،‬واستعماله (مستحب في كل حال) مطل ًقا كما قاله الرافعى‬
‫عند الصالة وغيرها لصحة األحاديث في استحبابه كل وقت‪( .‬إال بعد الزوال) أي‬
‫تنزيها استعماله (للصائم)‬
‫زوال الشمس وهو ميلها عن كبد السماء‪ ،‬فإنه حينئذ يكره ً‬
‫من ريحِ المسك»‪.‬‬
‫أطيب عندَ الله ْ‬
‫ُ‬ ‫«لخلوف فم الصائ ِم‬
‫ُ‬ ‫ولو ً‬
‫نفل لخبر الصحيحين‪:‬‬
‫والخلوف‪ :‬بضم الخاء تغير رائحة الفم‪ ،‬والمراد به الخلوف بعد الزوال لخبر‪:‬‬
‫خمسا» ثم قال‪« :‬وأما الثانية فإنهم يمسون وخلوف‬
‫ً‬ ‫عطيت أمتى في شهر رمضان‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫«أ‬
‫أفواههم أطيب عند الله من ريح المسك» والمساء بعد الزوال وأطيبية الخلوف‬
‫تدل على طلب إبقائه فكرهت إزالته‪ ،‬وتزول الكراهية بالغروب ألنه ليس بصائم‬
‫اآلن‪ ،‬ويؤخذ من ذلك أن من وجب عليه اإلمساك لعارض كمن نسى نية الصوم‬
‫ً‬
‫ليل ال يكره له السواك بعد الزوال‪ ،‬وهو كذلك ألنه ليس بصائم حقيقة‪ ،‬والمعنى‬
‫في اختصاصها بما بعد الزوال أن تغير الفم بالصوم إنما يظهر حينئذ ويكره أن يزيد‬
‫طول السواك على شبر‪ ،‬واستحب بعضهم أن يقول في أوله‪« :‬اللهم بيض به أسناني‪،‬‬
‫وشدّ به لثاتي‪ ،‬وثبت به َل َ‬
‫ـهاتى (((‪ ،‬وبارك لى فيه يا أرحم الراحمين»‪ .‬قال النووي‪:‬‬
‫وهذا ال بأس به‪.‬‬

‫((( األراك أو شجرة املسواك نبات شجريي ينبت يف البالد احلارة‬


‫((( األشنان‪ :‬شجرة تنبت يف األرض الرملية يستعمل هو أو رماده يف غسيل الثياب واأليدي‬
‫((( اللهايت‪ :‬اللحمة املرشفة عىل احللق أو اهلنة املطبقة يف أقىص سقف الفم‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪41‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫مواضع أشدُّ استحباب ًا ‪ :‬عندَ َت َغ ُّي ِر ال َف ِم ِمن َأ ْز ٍم و َغ ِيره ‪...................‬‬
‫َ‬
‫وهو في َث ِ‬
‫الثة‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫كيفية االستياك‪:‬‬
‫ظاهرا وباطنًا في طول الفم لخبر‪« :‬إذا‬
‫ً‬ ‫ويسن أن يكون السواك في عرض األسنان‬
‫ّ‬
‫فاستَاكُوا َع ْر ًضا»((( ‪ ،‬ويجزئ طولً لكن مع الكراهة‪ .‬نعم يسن أن يستاك‬
‫ْاس َت ْكت ُْم ْ‬
‫في اللسان ً‬
‫طول كما ذكره ابن دقيق العيد‪.‬‬
‫آلة السواك‪:‬‬
‫(((‬
‫ويحصل بكل خشن يزيل القلح((( كعود من أراك أو غيره أو خرقة أو أشنان‬
‫لحصول المقصود بذلك‪ ،‬لكن العود أولى من غيره‪ .‬واألراك أولى من غيره‬
‫من العيدان‪ ،‬واليابس المندى بالماء أولى من الرطب ومن اليابس الذي لم يندّ ‪،‬‬
‫ومن اليابس المندّ ى بغير الماء كماء الورد وعود النخل أولى من غير األراك كما‬
‫قاله في المجموع‪ .‬ويسن غسله لالستياك ثان ًيا إذا حصل عليه وسخ أو ريح أو نحوه‬
‫كما قاله في المجموع‪ ،‬وال يكفى االستياك بأصبعه وإن كانت خشنة ألنه ال يسمى‬
‫التيامن ما‬
‫َ‬ ‫يحب‬
‫ُ‬ ‫«كان‬
‫َ‬ ‫استياكًا‪ ،‬ويسن أن يستاك باليمنى من يمنى فمه ألنه ﷺ‪:‬‬
‫ِ‬ ‫وترجله وتنع ِ‬
‫ِ‬ ‫طه ِ‬ ‫ِ‬
‫وسواكه»(((‪.‬‬ ‫له‬ ‫ُ‬ ‫وره‬ ‫استطاع في شأنه ك ِّله في ُ‬
‫َ‬
‫مواضع تأكد السواك‪:‬‬
‫(وهو في ثالثة مواضع) أي أحوال (أشد استحبا ًبا)‪:‬‬
‫أحدها‪( :‬عند تغ ُّير الفم)‪ ،‬وقوله‪( :‬من أزم) بفتح الهمزة وسكون الزاى وهو‬
‫السكوت أو اإلمساك عن األكل‪( .‬و) من (غيره) أي األزم كثوم وأكل ذى ريح كريه‪.‬‬

‫((( رواه أبو داود يف مراسيله‪.‬‬


‫(((القلح‪ :‬ما عىل األسنان من بقايا الطعام‪.‬‬
‫(((وأيضا حيصل بالفرشاة املعدة لذلك يف أيامنا‪.‬‬
‫ً‬
‫((( رواه أبو داود‪.‬‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪‬‬ ‫‪42‬‬
‫‪X‬‬
‫وعندَ القيا ِم ِمن النَّو ِم وعندَ ا ْل ِقيا ِم إلى الص ِ‬
‫الة ‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫(و) ثانيها‪( :‬عند القيام من النوم) لخبر الصحيحين‪« :‬كان ﷺ إذا قا َم ِم َن النَّو ِم‬
‫شوص فا ُه ـ أي يدلكه ـ بالسواك»‪.‬‬
‫َي ُ‬
‫نفل أو لمتيمم أو لفاقد الطهورين وصالة‬‫(و) ثالثها‪( :‬عند القيام إلى الصالة) ولو ً‬
‫متغيرا أو استاك في وضوئها لخبر الصحيحين‪َ « :‬ل ْوالَ‬ ‫ً‬ ‫الجنازة‪ ،‬ولو لم يكن الفم‬
‫بالس َواك عنْدَ ك َِّل َصال َِة» أى ‪ :‬أمر إيجاب‪ ،‬وكما يتأكد‬ ‫ِ‬
‫َأ ْن َأ ُش َّق َع َلى ُأ َّمتى ّ‬
‫ألمرت ُُه ْم ِّ‬
‫ِ‬
‫بالسواك‬ ‫أشق على أمتى ألمرتُهم‬
‫أن َّ‬
‫أيضا للوضوء لقوله ﷺ‪« :‬لوال ْ‬ ‫فيما ذكر يتأكد ً‬
‫ٍ‬
‫وضوء»((( أي‪ :‬أمر إيجاب‪ ،‬ومحله في الوضوء بعد غسل الكفين‪ ،‬ويسن‬ ‫عنْدَ ِّ‬
‫كل‬
‫السواك لقراءة قرآن أو حديث أو علم شرعى ولذكر الله تعالى ولنوم ولدخول منزل‬
‫وعند االحتضار‪ ،‬ويقال‪ :‬إنه يسهل خروج الروح وفي السحر ولألكل وبعد الوتر‬
‫وللصائم قبل وقت الخلوف‪.‬‬
‫من فوائد السواك أنه يطهر الفم‪ ،‬ويرضى الرب‪ ،‬ويبيض األسنان‪ ،‬ويطيب النكهة‪،‬‬
‫ويسوى الظهر‪ ،‬ويشد اللثة‪ ،‬ويبطئ الشيب‪ ،‬ويصفى الخلقة‪ ،‬ويزكى الفطنة‪ ،‬ويضاعف‬
‫مر‪ ،‬ويذكر الشهادة عند الموت‪ .‬ويسن التخليل((( قبل‬
‫األجر‪ ،‬ويسهل النزع كما ّ‬
‫(((‬

‫السواك وبعده ومن أثر الطعام وكون الخالل من عود السواك ويكره بالحديد ونحوه‪.‬‬
‫***‬

‫((( رواه البخاري‪.‬‬


‫((( النزع‪ :‬خروج الروح‬
‫((( التخليل‪ :‬إزالة ما بني األسنان من أثر الطعام‬

‫‪‬‬ ‫‪43‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫األسئلة على السواك‬
‫ ‪1:‬ساختر اإلجابة الصحيحة‪:‬‬
‫ )أ(أولى أوصاف السواك أن يكون‬
‫يابسا مندى بماء الورد)‪.‬‬
‫يابسا مندى بالماء ـ ً‬
‫(رط ًبا ـ ً‬
‫ً‬
‫وطول معـًا)‪.‬‬ ‫(عرضـًا ـ ً‬
‫طول ـ عرضـًا‬ ‫ )ب(يسن االستياك في األسنان ‬
‫ )ج(االستياك بأصبعه‬
‫(ال يكفي مطلقا ـ يكفي مطلقا ـ يكفي إن كانت خشنة)‪.‬‬
‫فرضا أو ً‬
‫نفل)‪.‬‬ ‫(فرضا ـ ً‬
‫نفل ـ ً‬ ‫ً‬ ‫ )د(يسن االستياك للصالة إن كانت ‬
‫ )ـه(يحصل االستياك‬
‫(بعود األراك فقط ـ بأي شيء خشن أو غير خشن ـ بخشن يزيل تغير‬
‫األسنان)‪.‬‬
‫ ‪2:‬سأكمل العبارات اآلتية‪:‬‬
‫ )أ(ال يكره السواك إال ‪...............‬‬
‫ )ب(يسن االستياك باليد ‪...............‬‬
‫ )ج(يتأكد استحباب السواك عند أكل ‪...............‬‬
‫ )د(الخلوف هو تغير رائحة الفم بسبب ‪...............‬‬
‫ )ـه(يكفي في حصول االستياك استعمال ‪...............‬‬

‫الصف األول الثانوى‬


‫‪‬‬ ‫‪44‬‬
‫‪X‬‬
‫‪.................................................................................‬‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫فصل في الوضوء‬
‫فى اللغة‪ :‬بضم الواو اسم للفعل وهو‪ :‬استعمال الماء في أعضاء مخصوصة‬
‫وهو المراد هنا‪ ،‬وبفتحها اسم للماء الذي يتوضأ به وهو مأخوذ من الوضاءة‪،‬‬
‫وهي الحسن والنظافة والضياء من ظلمة الذنوب‪.‬‬
‫وأما في الشرع‪ :‬فهو أفعال مخصوصة مفتتحة بالنية‪ .‬قال اإلمام‪ :‬وهو تعبدى‬
‫مسحا وال تنظيف فيه‪ ،‬وكان وجوبه مع وجوب الصلوات‬ ‫ً‬ ‫ال يعقل معناه ألن فيه‬
‫الخمس كما رواه ابن ماجه‪.‬‬
‫وفي موجبه أوجه‪:‬‬
‫أحدها‪ :‬الحدث وجو ًبا موس ًعا‪.‬‬
‫ثانيها‪ :‬القيام إلى الصالة ونحوها‪.‬‬
‫ثالثها‪ :‬هما‪ ،‬وهو األصح كما في التحقيق وشرح مسلم‪ .‬وله شروط وفروض‬
‫وسنن‪.‬‬
‫شروط الوضوء والغسل‬
‫فشروطه‪ ،‬وكذا الغسل‪ :‬ماء مطلق‪ )1( ،‬ومعرفة أنه مطلق ولو ظنًا‪ )2( ،‬وعدم‬
‫الحائل‪ )3( ،‬وجرى الماء على العضو‪ )4( ،‬وعدم المنافى من نحو حيض ونفاس‬
‫في غير أغسال الحج ونحوها‪ ،‬ومس ذكر‪ )5( ،‬وعدم الصارف ويعبر عنه بدوام‬
‫النية (‪ )6‬وإسالم وتمييز ومعرفة كيفية الوضوء كنظيره اآلتى في الصالة‪)7( ،‬‬
‫جزءا يتصل بالمغسول ويحيط به ليتحقق به استيعاب‬ ‫ً‬ ‫وأن يغسل مع المغسول‬
‫المغسول (‪ )8‬وتحقق المقتضى للوضوء‪ ،‬فلو شك هل أحدث أم ال؟ لم يصح‬
‫وضوؤه على األصح‪ )9( ،‬وأن يغسل مع المغسول ما هو مشتبه به‪ ،‬فلو خلق له يدان‬
‫أو رجالن‪ ،‬واشتبه األصلى بالزائد وجب غسل الجميع‪.‬‬
‫‪‬‬‫‪45‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬
‫‪X‬‬
‫ِ‬ ‫أشياء ‪ :‬الن ّي ُة عندَ َغ ِ‬ ‫روض الو ِ‬
‫ضوء س ّت ُة‬
‫الوجه ‪...........................‬‬ ‫سل‬ ‫َ‬ ‫و ُف ُ ُ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫ما يختص به صاحب الضرورة‬


‫ويزيد وضوء صاحب الضرورة باشتراط (‪ )1‬دخول الوقت ولو ظنًا‪ )2( ،‬وتقدم‬
‫االستنجاء (‪ )3‬والتحفظ حيث احتيج إليه (‪ )4‬وبالمواالة بينهما وبين الوضوء‪.‬‬
‫فروض الوضوء‬
‫وأما فروضه‪ ،‬فذكرها بقوله‪( :‬وفروض الوضوء) جمع فرض وهو والواجب‬
‫مترادفان إال في بعض أحكام الحج كما ستعرفه إن شاء الله تعالى هناك‪.‬‬
‫وقوله‪( :‬ستة) خبر فروض‪ ،‬زاد بعضهم ساب ًعا وهو الماء الطهور‪ .‬قال في‬
‫المجموع‪ :‬والصواب أنه شرط كما مر‪.‬‬
‫األول‪ :‬من الفروض‪( :‬النية) لرفع حدث عليه أي رفع حكمه‪ ،‬ألن الواقع ال يرتفع‬
‫وذلك كحرمة الصالة ولو لماسح الخف ألن القصد من الوضوء رفع المانع‪ ،‬فإذا‬
‫تعرض للمقصود‪ ،‬وخرج بقولنا «عليه» ما لو نوى غيره‪ ،‬كأن بال ولم ينم‬
‫نواه فقد ّ‬
‫فنوى رفع حدث النوم‪ ،‬فإذا كان عامدً ا لم يصح أو غال ًطا صح‪ .‬وضابط ما يضر‬
‫ً‬
‫وتفصيل‬ ‫الغلط فيه وما ال يضر كما ذكره القاضى وغيره أن ما يعتبر التعرض له جملة‬
‫ً‬
‫تفصيل يضر الغلط فيه‪ .‬فاألول كالغلط من الصوم إلى الصالة وعكسه‪.‬‬ ‫أو جملة ال‬
‫ً‬
‫تفصيل ال يضر‬ ‫والثانى كالغلط في تعيين اإلمام وما ال يجب التعرض له الجملة وال‬
‫الغلط فيه كالخطأ هنا‪ ،‬وفي تعيين المأموم حيث لم يجب التعرض لإلمامة‪ ،‬أما إذا‬
‫وجب التعرض لها كإمام الجمعة فإنه يضر‪ .‬واألصل في وجوب النية قوله ﷺ كما‬
‫ِ‬
‫بالنيات» أي‪ :‬األعمال المعتدّ بها شر ًعا‪.‬‬ ‫في الصحيحين‪« :‬إنَّما األَ ْع َم ُال‬

‫الصف األول الثانوى‬


‫‪‬‬ ‫‪46‬‬
‫‪X‬‬
‫‪..................................................................................‬‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫(ما يتعلق بالنية)‬


‫وحقيقتها لغة‪ :‬القصد‪ ،‬وشر ًعا قصد الشىء مقترنًا بفعله‪ .‬وحكمها الوجوب كما‬
‫علم مما مر‪.‬‬
‫ومحلها القلب‪ .‬والمقصود بها تمييز العبادات عن العادات كالجلوس في‬
‫المسجد لالعتكاف تارة ولالستراحة أخرى‪ ،‬أو تمييز رتبتها كالصالة تكون للفرض‬
‫تارة وللنفل أخرى‪.‬‬
‫وشروطها‪( :‬أ) إسالم الناوى (ب) وتمييزه‪( ،‬ج) وعلمه بالمنوي‪( ،‬د) وعدم‬
‫حكما‪( ،‬هـ) وأن ال تكون معلقة‪ ،‬فلو قال «إن شاء‬
‫ً‬ ‫إتيانه بما ينافيها بأن يستصحبها‬
‫الله»‪ ،‬فإن قصد التعليق أو أطلق لم تصح‪ ،‬وإن قصد التبرك صحت‪.‬‬
‫وقتها‪ :‬أول الفروض كأول غسل جزء من الوجه‪ ،‬وإنما لم يوجبوا المقارنة في‬
‫الصوم لعسر مراقبة الفجر وتطبيق النية عليه‪.‬‬
‫مر‪ ،‬أو نية‬
‫كيفيتها‪ :‬تختلف بحسب األبواب‪ ،‬فيكفى هنا نية رفع حدث كما ّ‬
‫استباحة شىء مفتقر إلى وضوء كالصالة والطواف ومس المصحف‪ ،‬ألن رفع‬
‫الحدث إنما يطلب لهذه األشياء فإذا نواها فقد نوى غاية القصد‪ ،‬أو أداء فرض‬
‫الوضوء أو فرض الوضوء‪ ،‬وإن كان المتوضىء صب ًيا‪ ،‬أو أداء الوضوء‪ ،‬أو الوضوء‬
‫فقط لتعرضه للمقصود‪ ،‬فال يشترط التعرض للفرضية كما ال يشترط في الحج‬
‫والعمرة وصوم رمضان‪.‬‬
‫(حكم من نوى التبرد مع الوضوء)‬
‫ومن نوى بوضوئه تبر ًدا أو شيئًا يحصل بدون قصد كتنظيف ولو في أثناء وضوئه‬
‫مستحضرا عند نية التبرد أو نحوه نية الوضوء أجزأه لحصول ذلك‬
‫ً‬ ‫مع نية معتبرة أي‬
‫ّ‬
‫كمصل نوى الصالة ودفع الغريم فإنها تجزئه ألن اشتغاله عن الغريم‬ ‫من غير نية‪،‬‬
‫ال يفتقر إلى نية‪ ،‬فإن فقدت النية المعتبرة كأن نوى التبرد وقد غفل عنها لم يصح‬
‫غسل ما غسله بنية التبرد ونحوه‪ ،‬ويلزمه إعادته دون استئناف الطهارة‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪47‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫ِ‬
‫الوجه ‪............................................. ،‬‬ ‫سل‬ ‫عند َغ ْس ِل ْ‬
‫الوجه و َغ ُ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫فروع‪ :‬لو نوى أن يصلى بوضوئه وال يصلى به لم يصح وضوؤه لتالعبه وتناقضه‪،‬‬
‫وكذا لو نوى به الصالة‪ ،‬بمكان نجس ولو نسى لمعة في وضوئه أو غسله فانغسلت‬
‫في الغسلة الثانية أو الثالثة بنية التنفل أو فى إعادة وضوء أو غسل لنسيان له أجزأه‪،‬‬
‫بخالف ما انغسلت في تجديد وضوء فإنه ال يجزىء ألنه طهر مستقل بنية لم تتوجه‬
‫لرفع الحدث ً‬
‫أصل‪.‬‬
‫وقت نية الوضوء‪:‬‬
‫ويجب أن تكون (عند غسل) أول مغسول من أجزاء (الوجه) لتقترن بأول‬
‫الفرض كالصالة وغيرها من العبادات‪ ،‬ما عدا الصوم فال يكفى اقترانها بما بعد‬
‫الوجه قط ًعا لخلو أول المغسول وجو ًبا عنها‪ .‬وال بما قبـله مـن السـنن‪ ،‬إذ المقصود‬
‫من العبادات أركانها والسنن توابع لها‪ ،‬هذا إذا عزبت ((( النية قبل غسل شىء من‬
‫الوجه‪ ،‬فإن بقيت إلى غسل شىء منه كفى‪ ،‬بل هو أفضل ليثاب على السنن السابقة‬
‫ألنها إذا خلت عن النية لم يحصل ثوابها‪ .‬ولو اقترنت النية بالمضمضة أو االستنشاق‬
‫وانغسل معه جزء من الوجه أجزأه‪ ،‬ولو وجدت النية في أثناء غسل الوجه دون أوله‬
‫كفت ووجب إعادة المغسول منه قبلها‪ ،‬فوجوبها عند أول غسل جزء منه ليعتد‬
‫به‪ ،‬ويفهم منه أنه ال يجب االستصحاب الذكري للنية إلى آخر الوضوء بخالف‬
‫الحكمي‪.‬‬
‫(‬و)‬الثاني‪‬:‬من الفروض (‬غسل)‬ظاهر كل (‬الوجه)‬لقوله تعالى‪ :‬ﱹ ﭘ‬
‫ﭙﱸ ‬‬
‫(((‬ولإلجماع والمراد بالغسل االنغسال‪‬،‬سواء كان بفعل المتوضىء‬
‫أم بغيره‪‬،‬وكذا الحكم في سائر األعضاء‪.‬‬
‫((( عزب الشئ عزوبا‪ :‬بعد وخفي‬
‫((( سورة املائدة ‪ .‬اآلية‪.6 :‬‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪‬‬ ‫‪48‬‬
‫‪X‬‬
‫‪..................................................................................‬‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫ً‬
‫‬وعرضا‬‬‪:‬‬ ‫‬حد الوجه ً‬
‫طول‬
‫طول‬ما بين منابت شعر رأسه وتحت منتهى لحييه‪‬،‬وهما بفتح‬الالم‬‫وحدّ ‬الوجه ً‬
‫ً‬
‫‬وعرضا ما بين أذنيه؛‬ ‫على المشهور العظمان اللذان تنبت عليهما األسنان السفلى‪.‬‬
‫ألن الوجه ما تقع به المواجهة وهي تقع بذلك‪‬.‬‬
‫وخرج بظاهره داخل الفم واألنف والعين‪ ،‬فإنه ال يجب غسل ذلك قط ًعا‪،‬‬
‫(((‬
‫وال يسن غسل داخل العين‪ ،‬ولكن يجب غسل ذلك إن تنجس‪ ،‬أما ماق العين‬
‫فيغسل بال خالف‪ ،‬فإن كان عليه ما يمنع وصول الماء إلى المحل الواجب كالرماص‬
‫وجب إزالته وغسل ما تحته‪.‬‬
‫‬الكالم على شعور الوجه‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬:‬‬
‫ويجب ‬غسل كل هدب وهو‪ :‬الشعر النابت على أجفان العين‪‬ ،‬وحاجب‬
‫وهو‪ :‬الشعر النابت على أعلى العين سمى بذلك ألنه ‬يحجب عن العين شعاع‬
‫الشمس‪‬،‬وعذار وهو الشعر النابت المحاذى لألذن بين الصدغ‬والعارض(((‪‬،‬وشارب‬
‫وهو الشعر النابت على الشفة العليا سمى بذلك لمالقاته فم اإلنسان عند الشرب‪،‬‬
‫‬وشعر نابت على الخد‪‬،‬وعنفقة وهو الشعر النابت على الشفة السفلى‪‬،‬أى‬يجب‬
‫ظاهرا وباطنًا وإن كثف الشعر‪‬،‬ألن كثافته نادرة فألحق بالغالب‪‬،‬واللحية‬ ‫ً‬ ‫‬غسل ذلك‬
‫من الرجل وهى بكسر الالم الشعر النابت على الذقن خاصة وهى مجموع اللحيين‬
‫إن خفت وجب‬غسل ظاهرها وباطنها وإن كثفت وجب‬غسل ظاهرها وال‬يجب‬
‫‬غسل باطنها لعسر إيصال الماء إليه مع الكثافة‬غير النادرة ولما روى البخارى أنه‬
‫‬غسل‬بِ َها َو َ‬
‫جه ُه»‬وكانت لحيته الكريمة كثيفة‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬ ‫‬فغرف‬غرف ًة َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫‬توضأ‬‫ﷺ‬

‫((( أي طرف العني مما يىل األنف وهو جمرى الدمع‪.‬‬


‫((( العارض‪ :‬اخلد‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪49‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫قين ‪..................................................‬‬ ‫ين إلى ِ‬
‫المر َف ِ‬ ‫سل اليدَ ِ‬
‫و َغ ُ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫وبالغرفة الواحدة ال‬يصل الماء إلى ذلك‬غال ًبا فإن خف بعضها وكثف بعضها‬
‫وتميز فلكل حكمه‪‬،‬فإن لم‬يتميز بأن كان الكثيف متفر ًقا بين أثناء الخفيف وجب‬
‫‬غسل الكل كما قاله الماوردى ألن إفراد الكثيف بالغسل‬يشق‪‬،‬وإمرار الماء على‬
‫الخفيف ال‬يجزىء وهذا هو المعتمد‪‬،‬وإن قال فى المجموع ما قاله الماوردى‬
‫خالف ما قاله األصحاب‪‬.‬والشعر الكثيف ما‬يستر البشرة عن المخاطب‪‬،‬بخالف‬
‫الخفيف والعارضان‪‬،‬وهما المنحطان عن القدر المحاذى لألذن كاللحية فى جميع‬
‫ما ذكر‪.‬‬
‫‬ويجب‬غسل جزء من الرأس ومن الحلق ومن تحت الحنك ومن األذنين ومن‬
‫الوجه البياض الذي بين العذار واألذن‪‬،‬لدخوله في حده‪‬،‬وما ظهر من حمرة الشفتين‬
‫ومن األنف بالجدع (((‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫(‬و)‬الثالث‪‬:‬من الفروض (‬غسل)‬جميع (‬اليدين)‬من كفيه وذراعيه (إلى)‬أى مع‬
‫(‬المرفقين)‬أو قدرهما إن فقدا‪‬،‬لما رواه مسلم عن أبى هريرة في صفة وضوء رسول‬
‫أشرع‬فى‬
‫َ‬ ‫‬ثم‬ َغ َ‬
‫سل‬يدَ ه ال ُيمنَى حتى‬ ‫‬الوضوء‪َّ ،‬‬ ‫َ‬ ‫‬وجه ُه‬فأسبغَ‬ ‫َ‬
‫‬فغسل َ‬ ‫َ‬
‫‬توضأ‬ ‫الله‬ﷺ‬‪‬« :‬أن ُه‬
‫العض ِد»‬إلخ‪‬‬‬‬‬ ‬‬‬.‬‬
‫أشرع‬فى ُ‬ ‫َ‬ ‫سرى حتى‬ ‫ُ ِ‬
‫العضد‪‬،‬ثم ال ُي َ‬
‫ولإلجماع ولقوله تعالى‪ :‬ﱹ ﭚ ﭛ ﭜ ﱸ(((‬وإلى بمعنى مع كما في‬
‫قوله تعالى‪ :‬ﱹ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋﰌ ﱸ(((‬أى مع الله‪‬.‬وقوله تعالى‪ :‬ﱹ ﯻ ﯼ‬
‫ﯽ ﯾ ﱸ(((‬فإن قطع بعض ما‬يجب‬غسله من اليدين وجب‬غسل ما بقى منه ألن‬
‫(((‬
‫الميسور ال‬يسقط بالمعسور‪‬،‬ولقوله‬ﷺ‪‬« :‬إذا َأ َم ْر ُتك ُْم‬بِ َأ ْم ٍر‬ َف ْأتُوا ِمنْه ما ْاس َت َط ْعت ُْم»‬
‫((( اجلدع ‪ :‬القطع‪.‬‬
‫((( سورة املائدة ‪ .‬اآلية‪.6 :‬‬
‫((( سورة الصف ‪ .‬اآلية‪.14 :‬‬
‫((( سورة هود ‪ .‬اآلية‪.52 :‬‬
‫((( أخرجه البخاري‪.‬‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪‬‬ ‫‪50‬‬
‫‪X‬‬
‫ين مع ا لكَع َب ِ‬
‫ين‪.............................. ،‬‬ ‫الرج َل ِ‬
‫سل ِّ‬ ‫الر ِ‬
‫أس و َغ ُ‬ ‫ِ‬
‫بعض ّ‬ ‫ومسح‬
‫ُ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫سل‬عظم الذراع‬وبقى العظمان المسميان برأس العضد‪،‬‬ ‫‬أو قطع من مرفقيه بأن ّ‬
‫‬فيجب‬غسل رأس عظم العضد ألنه من المرفق أو قطع من فوق المرفق ندب‬غسل‬
‫باقى عضده‪‬،‬كما لو كان سليم اليد‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫مسحا ولو لبعض بشرة‬‫(‬و)‬الرابع‪‬:‬من الفروض (‬مسح بعض الرأس)‪‬.‬بما‬يسمى ً‬
‫رأسه أو بعض شعره ولو واحدة أو بعضها في حد الرأس بأن ال‬يخرج بالمدّ ‬عنه من‬
‫جهة نزوله‪‬،‬فلو خرج به عنه منها لم‬يكف حتى لو كان متجعدً ا بحيث لو مدّ ‬لخرج‬
‫عن الرأس لم‬يكف المسح عليه قال تعالى‪ :‬ﱹ ﭝ ﭞ ﱸ(((‪ ‬.‬وروى‬
‫‬و َع َلى َع َم َامتِ ِه»‪‬.‬واكتفى بمسح البعض فيما ذكر ألنه‬ ‫ِ‬
‫مسلم أنه ﷺ‪‬َ « :‬م َس َح‬بناصيته َ‬
‫المفهوم من المسح عند إطالقه‪‬،.‬ولم‬يقل أحد بوجوب خصوص الناصية وهى‬
‫الشعر الذى بين النزعتين‪ ،‬واالكتفاء بها ‬يمنع  وجوب االستيعاب‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬ ويمنع وجوب‬
‫التقدير بالربع أو أكثر ألنها دونه‪‬،‬والباء إذا دخلت على متعدد كما فى اآلية تكون‬
‫(((‬
‫للتبعيض أو على‬غيره كما فى قوله تعالى‪ :‬ﱹ ﮱ ﯓ ﯔ ﱸ‬
‫‬تكون لإللصاق‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫ويكفى‬غسل بعض الرأس ألنه مسح وزيادة‪‬،‬ووضع اليد عليه بال مد لحصول‬
‫المقصود من وصول البلل إليه‪‬،‬ولو قطر الماء على رأسه أو تعرض للمطر وإن لم‬
‫مر‪‬،‬ويجزىء مسح ببرد وثلج ال‬يذوبان لما ذكره ولو حلق‬ ‫‬ينو المسح أجزأه لما ّ‬
‫رأسه بعد وضوئه لم‬يعد المسح‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫(‬و)‬الخامس‪‬‬:‬من الفروض (‬غسل)‬جميع (‬الرجلين)‬بإجماع من‬يعتد بإجماعه‬
‫مر‬فى المرفقين‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫(‬مع الكعبين)‬من كل رجل أو قدرهما إن فقدا كما ّ‬

‫((( سورة املائدة ‪ .‬اآلية‪.6 :‬‬


‫((( سورة احلج ‪ .‬اآلية‪.29 :‬‬

‫‪‬‬ ‫‪51‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫َّرتيب على ما َذك َْرنا ُه ‪.‬‬
‫والت ُ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫وهما العظمان الناتئان من الجانبين عند مفصل الساق والقدم ففى كل رجل‬
‫كعبان‪‬،‬لما روى النعمان بن بشير أنه‬ﷺ‬قال‪‬« :‬أقيموا صفوفكم فرأيت الرجل‬
‫منا‬يلصق منكبه بمنكب صاحبه وكعبه بكعبه»(((‪ .‬قال تعالى‪ :‬ﱹﭟ ﭠ‬
‫ﭡﭢ ﱸ((( قرىء في السبع بالنصب والجر عط ًفا على‬الوجوه لف ًظا في األول‬
‫ومعنى في الثانى لجره على الجوار‪‬،‬ودل على دخول الكعبين في الغسل ما دل على‬
‫دخول المرفقين فيه وقد مر‪.‬‬
‫ويجب إزالة ما في شقوق الرجلين من عين كشمع ‪ ،‬ويجب إزالة ما تحت األظفار‬
‫من وسخ يمنع وصول الماء‪ ،‬وإن قطع بعض القدم وجب غسل الباقي‪.‬‬
‫(‬و)‬السادس‪‬‬:‬من الفروض (‬الترتيب على)‬حكم (‬ما ذكرناه)‬من البداءة بغسل‬
‫الوجه مقرونًا بالنية ثم اليدين ثم مسح الرأس ثم‬غسل الرجلين لفعله‬ﷺ المبين‬
‫للوضوء المأمور به رواه مسلم وغيره‪‬،‬ولقوله‬ﷺ‬فى حجة الوداع‪‬« :‬ابدأوا بما بدأ‬
‫الله به»((( بإسناد صحيح‪‬،‬والعبرة بعموم اللفظ ال بخصوص السبب‪ ،‬وألنه تعالى‬
‫ممسوحا بين مغسوالت‪‬ ،‬وتفريق المتجانس ال ترتكبه العرب إال لفائدة‪،‬‬
‫ً‬ ‫ذكر‬
‫‬وهى هنا وجوب الترتيب ال ندبه بقرينة األمر في الخبر‪‬،‬وألن اآلية بيان للوضوء‬
‫الواجب‪‬،‬ولو شك في تطهير عضو قبل فراغ‬طهره أتى به وما بعده أو بعد الفراغ‬لم‬
‫‬يؤثر‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬

‫((( رواه البخاري‪.‬‬


‫((( سورة املائدة ‪ .‬اآلية‪.6 :‬‬
‫((( رواه النسائي‪.‬‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪‬‬ ‫‪52‬‬
‫‪X‬‬
‫أشياء ‪ :‬التَّسمي ُة ‪.................................................‬‬
‫َ‬ ‫وسنَنُ ُه عشر ُة‬
‫ُ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫‬سنن الوضوء‬‬‬‬‬‬
‫ولما فرغ‬من فروض الوضوء شرع في سننه فقال‪‬‬‬‬‬‬‬ :‬‬
‫(‬وسننه عشرة أشياء)‬بالمد‬غير مصروف جمع شىء والمصنف لم‬يحصر السنن‬
‫فيما ذكره‪‬.‬وسنذكر زيادة على ذلك‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫‬الكالم على التسمية‪:‬‬
‫األولى‪‬( :‬التسمية) ‬أول الوضوء لخبر النسائى بإسناد جيد عن أنس قال‪:‬‬
‫وضوءا فلم‬يجدوا فقال ﷺ‪‬« :‬هل مع أحد منكم‬‫ً‬ ‫‬طلب بعض أصحاب النبى ﷺ‬
‫ماء؟ فأتى بماء فوضع‬يده في اإلناء الذي فيه الماء ثم قال‪‬« :‬توضئوا بسم الله»‬
‫‬أى قائلين ذلك‪‬.‬فرأيت الماء‬يفور من بين أصابعه حتى توضأ نحو سبعين ً‬
‫رجل‪.‬‬
‫‬ولخبر‪‬« :‬توضئوا بسم الله»‬رواه النسائى وابن خزيمة‪‬،‬وإنما لم تجب آلية الوضوء‬
‫‬يسم‬الله»‬فضعيف‪‬.‬وأقلها (‬بسم‬
‫المبينة لواجباته‪‬.‬وأما خبر‪‬« :‬ال وضوء لمن لم ّ‬
‫الله)‬وأكملها كمالها‪‬،‬ثم (‬الحمد لله على اإلسالم ونعمته)‬‪‬،‬و(الحمد لله الذي‬
‫طهورا)‬وزاد الغزالى بعدها‪ :‬ﱹ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ‬ ‫ً‬ ‫جعل الماء‬
‫ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﱸ(((‬‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫وتسن التسمية كلل أمر ذي بال أى حال‬يهتم به من عبادة وغيرها‪‬،‬كغسل وتيمم‬
‫لمحرم أو مكروه‪،‬‬
‫َّ‬ ‫وذبح وجماع وتالوة ولو أثناء سورة ال لصالة وحج وذكر‪‬،‬وتكره‬
‫‬والمراد بأول‬الوضوء أول‬غسل الكفين‪‬.‬فينوى الوضوء ويسمى الله تعالى عنده‬
‫بأن‬يقرن النية بالتسمية عند أول‬غسلهما‪‬،‬ثم‬يتلفظ بالنية‪‬،‬ثم‬يكمل‬غسلهما ألن‬
‫سهوا‬
‫التلفظ بالنية والتسمية سنة‪‬،‬وال‬يمكن أن‬يتلفظ بهما فى زمن واحد‪‬،‬فإن تركها ً‬
‫أو عمدً ا أو فى أول طعام كذلك أتى بها فى أثنائه فيقول‪‬:‬بسم الله َّأوله وآخره لخبر‪:‬‬

‫((( سورة املؤمنون ‪ .‬اآليتان‪.98،97 :‬‬

‫‪‬‬ ‫‪53‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫والم ْض َم َض ُة َو ِالستِن َْش ُ‬
‫اق ‪...................‬‬ ‫َاء ‪َ ،‬‬ ‫دخالِهما ا ِ‬
‫إلن َ‬ ‫بل إِ َ‬ ‫سل ال َك َّف ِ‬
‫ين َق َ‬ ‫‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬و َغ ُ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫‬يذكر‬اسم الله تعالى‬


‫َ‬ ‫‬اس َم‬ال َّله تعالى عليه فإن َ‬
‫نسى‬أن‬ ‫«‬إِ َذا َأك ََل َ‬أ َحدُ ك ُْم‬ َف ْل َي ْذك ُِر ْ‬
‫وآخ َره»((( ‬وقال‪‬ :‬حسن صحيح‪‬ ،‬ويقاس باألكَل‬ ‫فليقل‪‬ :‬بسم الله أو َّله َ‬ ‫ْ‬ ‫فى أوله‬
‫الوضوء‪‬.‬وبالنسيان العمد‪‬،‬وال‬يسن أن‬يأتى بها بعد فراغ‬الوضوء النقضائه‪‬.‬كما‬
‫صرح به فى المجموع بخالفه بعد فراغه من األكل فإنه‬يأتى بها ليتقيأ الشيطان ما‬
‫أكله‪‬،‬وينبغى أن‬يكون الشرب كاألكل‪.‬‬
‫الك َّف ْين‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
‫‬غ ْس ِل َ‬ ‫‬الكالم على َ‬
‫(‬و)‬الثانية‪‬( :‬غسل الكفين)‬إلى كوعيه قبل المضمضة وإن تيقن طهرهما أو توضأ‬
‫‬من نحو إبريق لالتباع رواه الشيخان‪‬.‬فإن شك في طهرهما‬غسلهما (‬قبل إدخالهما‬
‫اإلناء)‬الذى فيه ماء قليل أو مائع وإن كثر ثال ًثا‬فإن أدخلهما قبل أن‬يغسلها كره‬
‫اإلناء‬حتى‬ي ِ‬
‫غس َلها ثال ًثا‬ ‫ِ‬ ‫‬يغمس‬يد َه‬فى‬ ‫استيقظ‬أحدُ كم ِمن‬نَو ِ‬
‫مه‬فال‬ ‫َ‬ ‫لقوله ﷺ‪‬« :‬إذا‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ْ‬
‫‬باتت‬يد ُه»(((‪.‬‬
‫أين ْ‬
‫درى َ‬ ‫فإنه ال‬ َي ِ‬
‫‬المضمضة واالستنشاق‪‬‬‬‬‬‬‬:‬‬
‫(‬و)‬الثالثة‪‬( :‬المضمضة)‬وهى جعل الماء في الفم ولو من‬غير إدارة فيه ومج منه‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫(‬و) ‬الرابعة‪‬( :‬االستنشاق) ‬بعد المضمضة‪‬ ،‬وهو جعل الماء في األنف‪‬ ،‬وإن‬
‫لم ‬يصل إلى الخيشوم وذلك لالتباع‪‬ .‬رواه الشيخان‪‬ ،‬وأما خبر‪‬« :‬تمضمضوا‬
‫واستنشقوا»‬فضعيف ‪‬.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫ويسن أخذ الماء باليد اليمنى‪‬ ،‬ويسن أن ‬يبالغ ‬فيهما ‬غير الصائم لقوله ﷺ‬
‫ِ‬
‫واالستنشاق‬ما‬ ‫توضأت‬فأبلغْ‬فى المضمضة‬
‫َ‬ ‫فى رواية‪‬،‬صحح ابن القطان إسنادها‪‬« :‬إذا‬
‫‬صائما»‬والمبالغة فى المضمضة أن‬يبلغ‬الماء إلى أقصى الحنك ووجهى‬ ‫ً‬ ‫تكن‬
‫لم ْ‬

‫((( رواه الرتمذي‪.‬‬


‫((( متفق عليه‪.‬‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪‬‬ ‫‪54‬‬
‫‪X‬‬
‫الر ِ‬ ‫ِ‬
‫أس‪............................................................‬‬ ‫وم ْس ُح َجمي ِع َّ‬
‫َ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫األسنان واللثات‪‬،‬ويسن إدارة الماء فى الفم ومجه‪‬،‬وإمرار أصبع‬يده اليسرى على‬


‫ذلك‪‬،‬واالستنشاق أن‬يصعد الماء بالنفس إلى الخيشوم‪‬،‬ويسن االستنثار لألمر به‬
‫فى خبر الصحيحين‪‬،‬وهو أن‬يخرج بعد االستنشاق ما فى أنفه من ماء وأذى بخنصر‬
‫‬يده اليسرى‪‬،‬وإذا بالغ‬فى االستنشاق فال‬يستقصى فيصير سعو ًطا‬‬ال استنشا ًقا قاله فى‬
‫المجموع‪‬.‬أما الصائم فال تسن له المبالغة بل تكره لخوف اإلفطار كما فى المجموع‪‬.‬‬
‫‬الجمع والفصل في المضمضة واالستنشاق‪‬‬‬‬‬‬‬:‬‬
‫واألظهر((( تفضيل الجمع بين المضمضة واالستنشاق على الفصل بينهما‪.‬‬
‫‬لصحة األحاديث الصريحة فى ذلك‪‬،‬ولم‬يثبت فى الفصل شىء كما قاله النووى‬
‫فى مجموعه‪‬،‬وكون الجمع بثالث‬غرف‬يتمضمض من كل ثم‬يستنشق مرة أفضل‬
‫من الجمع بغرفة ‬يتمضمض منها ثال ًثا ثم ‬يستنشق ثال ًثا‪‬ ،‬أو ‬يتمضمض منها ثم‬
‫‬يستنشق مرة‪‬،‬ثم كذلك ثانية وثالثة لألخبار الصحيحة فى ذلك‪‬.‬‬
‫وفى الفصل كيفيتان‪‬ :‬أفضلهما ‬يتمضمض بغرفة ثال ًثا ثم ‬يستنشق بأخرى‬
‫ثال ًثا‪‬،‬والثانية أن‬يتمضمض بثالث‬غرفات ثم‬يستنشق بثالث‬غرفات وهذه أنظف‬
‫الكيفيات وأضعفها‪‬،‬والسنة تتأدى بواحدة من هذه الكيفيات لما علم أن الخالف‬
‫فى األفضل منها‪‬.‬‬
‫‬‬مسح جميع الرأس‬‬‬‬‬‬‬‬
‫وخروجا من خالف‬
‫ً‬ ‫(‬و)‬الخامسة‪‬( :‬مسح جميع الرأس)‬لالتباع رواه الشيخان‬
‫من أوجبه‪‬،‬والسنة في كيفيته أن‬يضع‬يده على مقدم رأسه ويلصق سبابته باألخرى‬
‫وإبهاميه على صدغيه ثم‬يذهب بهما إلى قفاه‪‬،‬ثم‬يردهما إلى المكان الذي ذهب‬
‫ٍ‬
‫‬وحينئذ‬يكون الذهاب والرد مسحة واحدة لعدم تمام‬ ‫منه إن كان له شعر‬ينقلب‪،‬‬
‫((( قول راجح لإلمام الشافعى يقابله قول مرجوح دليله فيه قوة‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪55‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫يل ال ِّلحي ِة ال َك َّث ِ‬
‫ـة ‪........... ،‬‬ ‫ديد ‪ ،‬وتَخلِ ُ‬
‫اء ج ٍ‬‫اهرهما وباطنِهما ٍ‬ ‫وم ْس ُح األُذن ِ‬
‫َين َظ ِ‬
‫َ‬ ‫بم َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫المسحة بالذهاب‪‬،‬فإن لم‬ينقلب شعره لضفره أو لقصره أو عدمه لم‬ير ّد‬لعدم الفائدة‬
‫ً‬
‫مستعمل‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬ ‫فإن ردهما لم تحسب ثانية ألن الماء صار‬
‫‬املسح على العمامة‪‬‬‬‬‬‬‬:‬‬
‫(((‬وقلنسوة(((‬ولم‬يرد رفع ذلك كمل‬‫فـإن كـان على رأسه نحو عمامة كخمار ‬‬
‫سح‬بناصيتِه‬ ‫فم َ‬
‫بالمسح عليها وإن لبسها على حدث لخبر مسلم‪‬:‬أنه ﷺ‪‬« :‬توضأ َ‬
‫و َع َلى َع َم َامتِه»‪‬.‬وسواء أعسر تنحيتها أم ال‪‬.‬ويفهم من قولهم‪‬:‬كمل‪‬،‬أنه ال‬يكفى‬
‫االقتصار على العمامة ونحوها‪‬.‬وهو كذلك‪.‬‬
‫‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬مسح األذنين وكيفيته‪:‬‬
‫(‬و)‬السادسة‪‬( :‬مسح)‬جميع (األذنين ظاهرهما وباطنهما بماء جديد)‬ألنه ﷺ‬
‫اخ ْى‬‫‬أصبعيه‬فى ِص َم َ‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫‬وأدخل‬‫اهرهما وباطنهما‪،‬‬‫برأسه وأذنيه َظ ِ‬
‫وضوئه ِ‬
‫ِ‬ ‫« َ‬م َس َح‬فى‬
‫(((‬
‫أيضا ماء جديدً ا‪‬ .‬وكيفية المسح‪‬ :‬أن ‬يدخل مسبحتيه‬‬ ‫ُ‬أ ِ‬
‫ذنيه» ‬ويأخذ لصماخيه ً‬
‫فى صماخيه ويديرهما في المعاطف‪‬،‬ويمرر إبهاميه على ظاهر أذنيه ثم‬يلصق كفيه‬
‫استظهارا‪‬.‬والصماخ بكسر الصاد ويقال بالسين هو خرق‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
‫ً‬ ‫وهما مبلولتان باألذنين‬
‫‬‬ األذن‪‬،‬وتأخير مسح األذنين عن الرأس مستحق كما هـو األصح في الروضة‪‬،‬ولو‬
‫أخذ بأصابعه ماء لرأسه فلم‬يمسحه بماء بعضها ومسح به األذنين كـفى ألنه ماء‬
‫جديد‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫‬الكالم على تخليل اللحية‬‬‬‬‬‬‬‬
‫(‬و) ‬السابعة‪‬( :‬تخليل اللحية الكثة) ‬وكل شعر ‬يكفى ‬غسل ظاهره باألصابع‬
‫ُ‬‬
‫‬يخلل لحيتَه الكريم َة»‪‬.‬ولما‬‫‬كان‬
‫من أسفله‪‬،‬لما روى الترمذى وصححه‪‬:‬أنه‬ﷺ‪َ « :‬‬
‫((( اخلامر‪ :‬كل ما سرت‪ ،‬ومنه مخار املرأة وهو ثوب تغطي به رأسها‪.‬‬
‫((( قلنسوة‪ :‬لباس للرأس خمتلف األشكال واألنواع‪.‬‬
‫((( املسبحة من األصابع السبابة‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪‬‬ ‫‪56‬‬
‫‪X‬‬
‫والرج َل ِ‬
‫ين ‪...............................................‬‬ ‫ين ِّ‬ ‫وتَخلِ ُ‬
‫يل َأصاب ِع اليدَ ِ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫َ‬
‫فخلل‬به‬ ‫‬أخذ‬ك ًفا ِمن ماء فأدخ َله تحت حنكِه‬‫َ‬
‫توضأ َ‬ ‫‬كان‬إذا‬
‫روى أبو داود أنه ﷺ « َ‬
‫لحيتَه وقال‪‬:‬هكذا أمرنى ربي»‬أما ما‬يجب‬غسله من ذلك كالخفيف‬فيجب إيصال‬
‫الماء إلى ظاهره وباطنه ومنابته بتخليل أو‬غيره‪.‬‬
‫تنبيه‪‬ ‬:‬ظاهر كالم المصنف فى سن التخليل أنه ال فرق بين المحرم وغيره‪،‬‬
‫‬وهو المعتمد كما اعتمده الزركشى فى خادمه‪‬،‬خال ًفا البن المقرى فى روضه تب ًعا‬
‫للمتولى‪‬،‬ولكن المحرم‬يخلل برفق لئال‬يتساقط منه شعره كما قالوه فى تخليل شعر‬
‫الميت‪.‬‬
‫‬تخليل األصابع‬‬‬‬‬‬‪:‬‬
‫‬أيضا لخبر لقيط بن صبرة‬
‫(و)‬من السابعة‪‬( :‬تخليل((( أصابع اليدين والرجلين) ً‬
‫ْ‬
‫‬وخلل ‬بين األصابعِ»((( وصححوه والتخليل في أصابع اليدين‬ ‫وء‬ ‫ُ‬
‫‬الوض َ‬ ‫«‬أسب ِغ‬
‫بالتشبيك بينهما‪‬،‬وفى أصابع الرجلين‬يبدأ بخنصر الرجل اليمنى ويختم بخنصر‬
‫الرجل اليسرى‪‬،‬ويخلل بخنصر‬يده اليسرى أو اليمنى‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬كما رجحه فى المجموع‬
‫من أسفل الرجلين‪‬.‬وايصال الماء إلى ما بين األصابع واجب بتخليل أو‬غيره إذا‬
‫كانت ملتفة ال‬يصل الماء إليها إال بالتخليل أو نحوه‪‬،‬فإن كانت ملتحمة لم‬يجز‬
‫فتقها‪‬.‬قال اإلسنوى‪‬:‬ولم‬يتعرض النووى وال‬غيره إلى تثليث التخليل‪‬.‬وقد روى‬
‫‬أنه توضأ فخلل‬ ‫البيهقى بإسناد جيد كما قاله فى شرح المهذب‪‬،‬عن عثمان‬
‫بين أصابع قدميه ثال ًثا ثال ًثا وقال‪‬:‬رأيت رسول الله ﷺ‬فعل كما فعلت‪‬.‬ومقتضى‬
‫هذا استحباب تثليث التخليل‪‬.‬اهـ‪‬.‬وهذا ظاهر‪.‬‬

‫((( ختلل الشىء ‪ :‬نفذ ‪ ،‬ويف وضوئه أدخل املاء خالل أصابعه أو شعر حليته‪.‬‬
‫((( رواه الرتمذي وغريه‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪57‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫سرى ‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬ ،‬وال َّطهارةُ َثالث ًا َثالث ًا‪................................‬‬ ‫ِ‬
‫يم ال ُيمنَى َعلى ال ُي َ‬
‫وتَقد ُ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫‬تقديم اليمنى على اليسرى‪:‬‬


‫(‬و) ‬الثامنة‪‬( :‬تقديم) ‬غسـل (‬اليمنى على) ‬غسل (‬اليسرى) ‬من كل عضوين‬
‫ال‬يسن‬غسلهما م ًعا كاليدين والرجلين لخبر‪‬« :‬إذا توضأتُم فابدءوا بِ َميا ِمنِكم»(((‪،‬‬
‫‬التيام َن‬فى َشأنِه ُك ِّله»‬أى مما هو للتكريم‪ .‬كالغسل واللبس‬
‫‬يحب ُ‬‫ُّ‬ ‫‬كان‬
‫‬وألنه ﷺ‪َ « :‬‬
‫واالكتحال والتقليم وقص الشارب ونتف اإلبط وحلق الرأس والسواك ودخول‬
‫المسجد وتحليل الصالة ومفارقة الخالء واألكل والشرب والمصافحة واستالم‬
‫الحجر األسود والركن اليمانى واألخذ واإلعطاء‪ ،‬والتياسر فى ضده‪‬ ،‬كدخول‬
‫الخالء واالستنجاء واالمتخاط وخلع اللباس وإزالة القذر وكره عكسه‪‬.‬أما ما‬يسن‬
‫‬غسلهما م ًعا كالخدين والكفين واألذنين‪ ،‬فال‬يسن تقديم اليمنى فيهما‪‬.‬نعم من به‬
‫علة ال‬يمكنه معها ذلك كأن قطعت إحدى‬يديه فيسن له تقديم اليمنى‪.‬‬
‫‬التثليث في الطهارة‪‬‬‬:‬‬
‫(‬و) ‬التاسعة‪‬( :‬الطهارة ثالثـًا ثالثـًا) ‬ويستوى في ذلك المغسول والممسوح‬
‫والتخليل المندوب والمفروض لالتباع‪‬.‬رواه مسلم وغيره‪‬،‬وإنما لم‬يجب التثليث‬
‫ْين‬مرت ْي ِن»‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬ ‫َ‬
‫‬وتوضأ‬مرت ِ‬‫َوض َأ‬مر ًة‬مر ًة‬
‫ألنه‬ﷺ‪‬« :‬ت ّ‬
‫َ‬
‫‬توضأ‬
‫‬وتكره الزيادة على الثالث والنقص عنها إال لعذر كما سيأتى‪‬،‬ألنه ﷺ «‬
‫‬وظلم»(((‪،‬‬
‫َ‬ ‫‬أساء‬
‫َ‬ ‫نقص‬فقدْ‬
‫‬فمن‬زا َد‬على هذا أو َ‬
‫ضوء َ‬‫الو ُ‬ ‫‬ثالث ًا‬ثال ًثا ُث َّم َ‬
‫‬قال‪‬:‬هكذا ُ‬
‫ال‬عن األصحاب وغيرهم‪‬:‬فمن زاد على‬ ‫‬وقال فى المجموع‪‬:‬إنه صحيح‪‬.‬قال نق ً‬
‫الثالث أو نقص عنها فقد أساء وظلم فى كل من الزيادة والنقص‪‬.‬‬
‫وظلما وقد ثبت أنه ﷺ‬توضأ مرة مرة ومرتين مرتين؟‬
‫ً‬ ‫فإن قيل‪‬:‬كيف‬يكون إساءة‬

‫((( رواه ابنا خزيمة وحبان يف صحيحيهام‪.‬‬


‫((( رواه أبو داود وغريه‪.‬‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪‬‬ ‫‪58‬‬
‫‪X‬‬
‫والم َو َال ُة ‪.......................................................................‬‬
‫ُ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫أجيب‪‬:‬بأن ذلك كله كان لبيان الجواز‪‬.‬فكان فى ذلك الحال أفضل ألن البيان‬
‫فى حقه ﷺ‬واجب‪‬.‬قال ابن دقيق العيد‪‬:‬ومحل الكراهة فى الزيادة إذا أتى بها على‬
‫قصد نية الوضوء‪‬،‬أى أو أطلق فلو زاد عليها بنية التبرد أو مع قطع نية الوضوء عنها‬
‫لم‬يكره‪.‬‬
‫قال الزركشى‪‬:‬ينبغى أن‬يكون موضع الخالف ما إذا توضأ بماء مباح أو مملوك‬
‫له‪‬،‬فإن توضأ بماء موقوف على من‬يتطهر منه أو‬يتوضأ منه كالمدارس والربط‬
‫حرمت عليه الزيادة بال خالف ألنها‬غير مأذون فيها‪‬.‬انتهى‪.‬‬
‫طلب ترك التثليث‬
‫يطلب ترك التثليث في ثالثة أمور‪:‬‬
‫ )أ( إذا فات الوقت بحيث لو اشتغل به لخرج الوقت فإنه يحرم عليه التثليث‪.‬‬
‫ )ب(أو َّ‬
‫قل الماء بحيث ال يكفيه إال للفرض فتحرم الزيادة ألنها توجب التيمم‬
‫مع القدرة على الماء‪.‬‬
‫ )ج(إذا احتاج إلى الفاضل عنه لعطش إنسان أو حيوان‪.‬‬
‫‬المواالة وضابطها‬‬‬‬‬‬‬
‫(‬و)‬العاشرة‪‬( :‬المواالة)‬بين األعضاء في التطهير بحيث ال‬يجف األول قبل‬
‫الشروع في الثانى مع اعتدال الهواء ومزاج الشخص نفسه((( والزمان والمكان‪،‬‬
‫مغسول‪‬.‬وهذا في‬غير وضوء صاحب الضرورة كما تقدم‪‬،‬وما لم‬ ‫ً‬ ‫‬ويقدر الممسوح‬
‫‬يضق الوقت وإال فتجب‪‬.‬واالعتبار بالغسلة األخيرة‪‬،‬وال‬يحتاج التفريق الكثير إلى‬
‫تجديد نية عند عزوبها ألن حكمها باق‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬

‫((( أي درجة حرارة جسمه‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪59‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫‪.................................................................................‬‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫‬السنن الزائدة على العشر‬‬


‫وقد قدمنا أن المصنف لم‬يحصر سنن الوضوء فيما ذكره‪‬،‬فلنذكر منها شيئًا مما‬
‫تركه‪‬:‬فمن السنن‪:‬‬
‫ )أ(ترك االستعانة فى الصب عليه لغير عذر ألنه األكثر من فعله ﷺ‬‪‬،‬وألنها‬
‫نوع من التنعم والتكبر‪‬،‬وذلك ال‬يليق بالمتعبد واألجر على قدر النَصب‪،‬‬
‫‬وهى خالف األولى‪‬،‬أما إذا كان ذلك لعذر كمرض أو نحوه فال‬يكون‬
‫خالف األولى دف ًعا للمشقة‪‬،‬بل قد تجب االستعانة إذا لم‬يمكنه التطهير‬
‫إال بها ولو ببذل أجرة مثل‪‬،‬والمراد بترك االستعانة االستقالل باألفعال‬
‫ال طلب اإلعانة فقط حتى لو أعانه‬غيره وهو ساكت كان الحكم كذلك‪.‬‬
‫كالتبرى من العبادة فهو خالف األولى كما‬
‫ّ‬ ‫ )ب(ومنها ترك نفض الماء ألنه‬
‫جزم به النووى فى التحقيق‪‬،‬وإن رجح فى زيادة الروضة أنه مباح‪.‬‬
‫ )ج(ومنها‬ترك تنشيف األعضاء بال عذر ألنه‬يزيل أثر العبادة‪‬،‬وألنه ﷺ‬بعد‬
‫َ (((‬
‫‬هكَذا»‬‫ِ‬ ‫عل ُ‬ ‫‬و َج َ‬ ‫ٍ‬ ‫ميمو َن ُة‬
‫‬يقول‬بالماء َ‬ ‫‬بمنديل‬فر َّده‪َ ،‬‬ ‫‬غسله من الجنابة «‬‬أ َت ْت ُه ُ‬
‫‬ينفضه‪ .‬وال دليل فى ذلك إلباحة النفض‪‬ ،‬فقد ‬يكون فعله ﷺ ‬لبيان‬
‫الجواز‪‬،‬أما إذا كان هناك عذر كحر أو برد أو التصاق نجاسة فال كراهة‬
‫قط ًعا‪‬،‬أو كان يتيمم عقب الوضوء لئال‬يمنع البلل فى وجهه ويديه التيمم‪،‬‬
‫‬وإذا نشف فاألولى أن اليكون بذيله وطرف ثوبه ونحوهما‪.‬‬
‫ )د(ومنها أن ‬يضع المتوضىء إناء الماء عن ‬يمينه إن كان ‬يغترف منه‪،‬‬
‫‬وعن‬يساره إن كان‬يصب منه على‬يديه كإبريق‪‬،‬ألن ذلك أمكن فيهما‪.‬‬
‫‬قاله فى المجموع‪.‬‬
‫ )ـه(ومنها تقديم النية مع أول السنن المتقدمة على الوجه ليحصل له ثوابها كما مر‪.‬‬
‫((( رواه الشيخان‪.‬‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪‬‬ ‫‪60‬‬
‫‪X‬‬
‫‪.................................................................................‬‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫‬سرا مع النية بالقلب‪‬،‬فإن اقتصر‬


‫ )و(ومنها التلفظ بالمنوى ـ‬قال ابن المقرى ـ ً‬
‫على القلب كفى أو التلفظ فال‪‬.‬أو التلفظ بخالف ما نوى فالعبرة بالنية‪.‬‬
‫ذكرا إلى آخر الوضوء‪.‬‬
‫ )ز(ومنها استصحاب النية ً‬
‫ )ح(ومنها التوجه للقبلة‪.‬‬
‫‬خصوصا فى الشتاء فقد‬
‫ً‬ ‫(((‬
‫ )ط(ومنها دلك أعضاء الوضوء‪‬،‬ويبالغ‬فى العقب‬
‫َّار»‪.‬‬ ‫‬لألعقاب ِ‬
‫‬م َن‬الن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ورد‪ٌ « :‬‬
‫‬ويل‬
‫ )ي(ومنها البداءة بأعلى الوجه وأن‬يأخذ ماءه بكفيه م ًعا‪.‬‬
‫ )ك(ومنها أن‬يبدأ فى‬غسل‬يديه بأطراف أصابعه وإن صب عليه‬غيره كما جرى‬
‫عليه النووى فى تحقيقه خال ًفا لما قاله الصيمرى من أنه‬يبدأ بالمرفق إذا‬
‫صب عليه‬غيره‪.‬‬
‫ )ل(ومنها أن‬يقتصد فى الماء فيكره السرف فيه‪.‬‬
‫ )م(ومنها أن ال‬يتكلم بال حاجة ‪.‬‬
‫ )ن(وأن ال‬يلطم وجهه بالماء‪.‬‬
‫ )س(ومنها أن‬يتعهد موقه وهو طرف العين الذى‬يلى األنف بالسبابة األيمن‬
‫باليمنى واأليسر باليسرى‪‬ ،‬ومثله اللحاظ وهو الطرف اآلخر ومحل‬
‫سن ‬غسلهما إذا لم ‬يكن فيهما رمص ‬يمنع وصول الماء إلى محله‬
‫‬وإال فغسلهما واجب كما ذكره فى المجموع‪‬،‬ومرت اإلشارة إليه‪‬.‬وكذا‬
‫كل ما‬يخاف إغفاله كالغضون(((‪.‬‬
‫خاتما‬يصل الماء تحته‪.‬‬
‫ً‬ ‫ )ع(ومنها أن‬يحرك‬
‫((( العقب ‪ :‬عظم مؤخر القدم وهو أكرب عظامها‪.‬‬
‫((( الغضون ‪ :‬مكارس اجللد يف اجلبني ونيسمى كل تثن يف اجللد غضن‪.‬‬

‫‪‬‬‫‪61‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫‪.................................................................................‬‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫ )ف(ومنها أن‬يتوقى الرشاش‪.‬‬


‫ )ص(ومنها أن‬يقول بعد فراغ‬الوضوء وهو مستقبل القبلة راف ًعا‬يديه إلى السماء‬
‫كما قاله فى العباب‪‬:‬أشهد أن ال إله إال الله وحده ال شريك له وأشهد أن‬
‫‬أن‬الَ‬إل َه‬إال‬‫‬توضأ‬فقال‪‬:‬أشهدُ ْ‬ ‫َ‬ ‫محمدً ا عبده ورسوله‪‬.‬لخبر مسلم‪‬َ :‬م ْن‬
‫‬اللهم‬ ‫ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الله إلى آخره ُفتِ ْ‬
‫شاء‪َّ « ،‬‬ ‫‬يدخل‬م ْن‬أ ِّيها َ‬ ‫‬الجنة‬الثمانية‬ ‫أبواب‬
‫ُ‬ ‫حت‬له‬
‫ين»‪‬.‬زاده الترمذى على مسلم‪:‬‬ ‫‬التوابين‬واجع ْلنى ِم َن‬المت ِ‬
‫َطهر َ‬ ‫َ‬ ‫من‬ ‫ِ‬
‫‬اج َعلنى َ‬
‫‬وأتوب َ‬
‫‬إليك»‬ ‫ُ‬ ‫‬استغفر َك‬
‫ُ‬ ‫أنت‬
‫‬وبحمدك‬أشهدُ ‬أن ال إل َه‬إال َ‬ ‫َ‬ ‫اللهم‬
‫َّ‬ ‫‬سبحانَك‬ ‫«َ‬
‫‬أشهدُ‬ ‫ِ‬
‫‬وبحمد َك ِ‬ ‫‬اللهم‬ ‫َك‬‫‬توضأ‬ثم قال ُسبحان َ‬ ‫َ‬ ‫‬لخبر الحاكم وصححه‪‬َ « :‬م ْن‬
‫َّ‬
‫رق‬ثم طبع بطابع ـ‬وهو بكسر الباء‬ ‫أنت‪‬،‬إلى آخرها كتب فى ّ‬ ‫‬أن‬ال إل َه‬إال َ‬
‫ْ‬
‫‬القيامة»‬أى لم‬يتطرق إليه إبطال‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫‬فلم‬ ُيكسر إلى‬يو ِم‬‫وفتحها الخاتم ـ ْ‬
‫ويسن أن‬يصلى ركعتين عقب الفراغ‬من الوضوء‪‬.‬‬
‫تتمة‪‬‬:‬يندب إدامة الوضوء‪‬،‬ويسن لقراءة القرآن أو سماعه أو الحديث أو سماعه‬
‫أو روايته أو حمل كتب التفسير إذا كان التفسير أكثر أو الحديث أو الفقه وكتابتهما‪،‬‬
‫‬ولقراءة علم شرعى أو إقرائه‪‬،‬وألذان وجلوس فى المسجد أو دخوله‪‬،‬وللوقوف‬
‫بعرفة وللسعى‪‬،‬ولزيارة قبره عليه الصالة والسالم أو‬غيره ولنوم أو‬يقظة‪‬،‬ويسن‬
‫من حمل ميت ومسه‪‬ ،‬ومن فصد((( ‬وحجم((( ‬وقىء وأكل لحم جزور وقهقهة‬
‫مصل‪‬،‬ومن لمس الرجل أو المرأة بدن الخنثى أو أحد قبليه وعند الغضب وكل‬ ‫ّ‬
‫كلمة قبيحة‪‬ ،‬ولمن قص شاربه أو حلق رأسه‪‬ ،‬ولخطبة ‬غير الجمعة‪‬ ،‬والمراد‬
‫بالوضوء الوضوء الشرعى ال اللغوى‪‬،‬وال‬يندب للبس ثوب وصوم وعقد نكاح‬
‫وخروج لسفر ولقاء قادم وزيارة والد وصديق وعيادة مريض وتشييع جنازة‪،‬‬
‫‬وال لدخول سوق‪‬،‬وال لدخول على نحو أمير‪.‬‬
‫مقدارا من دم وريده بقصد العالج‪.‬‬
‫ً‬ ‫((( فصد املريض ‪ :‬أخرج‬
‫((( احلجامة ‪ :‬بذل الدم من سطح اجللد وتكون يف الرأس غالب ًا‪.‬‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪‬‬ ‫‪62‬‬
‫‪X‬‬
‫أسئلة على باب الوضوء‬
‫ ‪1:‬سما الوضوء؟ وما موجبه؟ وما شروطه؟ وما الشروط الزائدة في حق‬
‫صاحب الضرورة؟ وما فرائض الوضوء؟ وما نواقضه؟ وما سننه؟ وما‬
‫وعرضا؟ وما األصل في وجوب النية؟ وما محلها؟ وما‬‫ً‬ ‫حد الوجه ً‬
‫طول‬
‫المقصود بها؟ وما شروطها؟ وما وقتها؟ وما كيفيتها؟ وما حكم المسح‬
‫على العمامة؟ ومادليله؟ وهل يجوز االقتصاد عليها؟ وما الحكم لو بال‬
‫ولم ينم ونوى رفع حدث النوم عامدً ا؟‬
‫ ‪2:‬ساذكر المصطلح الفقهي لما يأتي‪:‬‬
‫ )أ(قصد الشيء مقترنًا بفعله‪.‬‬
‫ )ب(أفعال مخصوصة مفتتحة بالنية‪.‬‬
‫ )ـج(جعل الماء في الفم ولو من غير إدارة فيه ومج منه‪.‬‬
‫ ‪3:‬سما حكم لومسح رأسه في الوضوء قبل غسل اليدين إلى المرفقين؟‬
‫ ‪4:‬ساختر اإلجابة الصحيحة مما بين القوسين مع التعليل أو ذكر الدليل‪:‬‬
‫ )أ(المضمضة‬
‫(من فرائض الوضوء ـ من شروط الوضوء ـ من سنن الوضوء)‪.‬‬
‫ )ب(نوى أن يصلي بوضوئه وال يصلي به‬
‫(صح وضوؤه ـ ال يصح وضوؤه ـ يكره)‪.‬‬
‫ )ج(وقت النية الواجب في الوضوء‬
‫(عند غسل اليدين ـ عند غسل أول جزء من الوجه ـ عند مسح الرأس)‪.‬‬
‫ )د(قطر الماء على رأسه ولم ينو مسح الرأس‬
‫(أجزأ ـ ال يجزئ ـ يجزئ مع الكراهة)‪.‬‬
‫ )ـه(تجب المواالة في الوضوء‬
‫(في حق صاحب الضرورة ـ إذا ضاق الوقت ـ هما م ًعا)‪.‬‬

‫‪‬‬‫‪63‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫حج ِ‬
‫ار‬ ‫فض ُل َأن َيست ِ‬
‫َنج َي َ‬ ‫ط(‪َ ((()...‬‬ ‫ول والغَائِ ِ‬
‫اجب ِمن ال َب ِ‬ ‫ِ‬
‫باأل َ‬ ‫‬واأل َ‬ ‫نجاء َو ٌ‬ ‫واالست ُ‬
‫حج ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ار ‪.................‬‬ ‫الماء َأو َعلى َثال َثة َأ َ‬
‫ُث َّم ُي ْتبِ ُع َها بِالماء و َي ُجو ُز َأن َيقتَص َر َعلى َ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫‬فصل‪‬:‬فى االستنجاء‬
‫‬‬‬‬‬‬تعريف االستنجاء وحكمه ‪:‬‬
‫(‬واالستنجاء)‪‬:‬استفعال من طلب النجاة وهو الخالص من الشىء‪‬،‬وهو مأخوذ‬
‫من نجوت الشجرة وأنجيتها إذا قطعتها ألن المستنجى‬يقطع به األذى عن نفسه‪،‬‬
‫‬فكأن‬قاضى‬
‫‬وقد‬يترجم هذا الفصل باالستطابة‪‬،‬وال شك أن االستطابة طلب الطيب‪ّ ،‬‬
‫الحاجة‬يطلب طيب نفسه بإخراج األذى‪‬،‬وقد‬يعبر عنه باالستجمار من الجمار وهو‬
‫الحصى الصغار‪‬،‬وتطلق الثالثة على إزالة ما على المنفذ‪‬،‬لكن األوالن‬يعمان الحجر‬
‫والماء‪‬،‬والثالث‬يختص بالحجر‪‬( .‬واجب من)‬خروج (‬البول والغائط)‬وغيرهما‪،‬‬
‫نادرا كدم ومذى وودى إزالة للنجاسة‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫‬من كل خارج ملوث ولو ً‬
‫‬األفضل في االستنجاء(((‬‬‬‬‬‬‬‪:‬‬
‫(‬واألفضل أن‬يستنجى باألحجار)‬أو ما في معناها‪‬( .‬ثم‬يتبعها بالماء)‬ألن‬العين‬
‫(((‬
‫تزول بالحجر أو ما في معناه‪‬ ،‬واألثر ‬يزول بالماء من ‬غير حاجة إلى مخامرة‬
‫النجاسة‪‬( ،‬ويجوز) ‬له (‬أن ‬يقتصر) ‬فيه (‬على الماء) ‬فقط ألنه األصل في إزالة‬
‫‬جوزه بها حيث فعله كما رواه‬ ‫النجاسة (‬أو)‬يقتصر (‬على ثالثة أحجار)‬ألنه ﷺ ّ‬
‫‬أحجار»‬الموافق‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫بثالثة‬ ‫البخاري‪‬،‬وأمر بفعله بقوله فيما رواه الشافعي‪‬« :‬وليستنْج‬
‫له ما رواه مسلم وغيره من نهيه ﷺ‬عن االستنجاء بأقل من ثالثة أحجار‪ ،‬فإن لم‬
‫ينق المحل بثالث وجب اإلنقاء برابع فأكثر إلى أن ال يبقى إال أثر ال يزيله إال الماء‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫َ‬

‫((( موضع النقط بني القوسني يدل عىل جزء حمذوف من املتن‪.‬‬
‫((( هذا احلكم خاص ببعض البلدان التى يعتمد أهل القرى فيها عىل استعامل األحجار ىف إزالة النجاسة‬
‫لقلة دورات املياه‪.‬‬
‫((( املخامرة ‪ :‬خامر الشىء مارسه وخالطه‪.‬‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪‬‬ ‫‪64‬‬
‫‪X‬‬
‫الراكِ ِد ‪......................................... ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ول والغَائ َط في الماء َّ‬
‫ب ال َب َ‬ ‫ِ‬
‫و َيجتَن ُ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫وفى معنى الحجر الوارد كل جامد طاهر قالع(((‬غير محترم(((‪‬،‬وخرج بالطاهر‬


‫النجس كالبعر والمتنجس كالحجر المتنجس‪‬ ،‬وبغير محترم المحترم كمطعوم‬
‫جنى‬كالعظم لما روى مسلم‪‬:‬أنه ﷺ‬«نهى عن االستنجاء بالعظم‬ ‫آدمى كالخبز أو ّ‬
‫‬إخوانِكُم ‬أى من الجن)»‪‬ ،‬فمطعوم اآلدمى أولى‪‬ ،‬وألن المسح‬ ‫وقال‪‬( :‬إنه زا ُد َ‬
‫بالحجر رخصة وهي ال تناط بالمعاصى‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬ ومن المحترم ما كتب عليه اسم معظم‬
‫أو علم كحديث أو فقه أو حساب أو طب‪.‬‬
‫والواجب فى االستنجاء أن‬يغلب على ظنه زوال النجاسة وال‬يضر شم ريحها‬
‫بيده‪‬ ،‬وال استنجاء من ‬غير ما ذكر‪‬ ،‬فقد نقل الماوردى وغيره اإلجماع على أنه‬
‫ال‬يجب االستنجاء من النوم والريح بل يكره‪ .‬و‬يقول بعد فراغه من االستنجاء‪:‬‬
‫‬اللهم طهر قلبى من النفاق وحصن فرجى من الفواحش‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫(‬ويجتنب)‬ند ًبا (‬البول‬والغائط‬فى الماء الراكد)‬للنهى عن البول فيه في حديث‬
‫قليل‬إلمكان‬ ‫مسلم ومثله الغائط بل أولى‪‬،‬والنهى في ذلك للكراهة‪‬،‬وإن كان الماء ً‬
‫طهره بالكثرة وفي الليل أشدّ ‬كراهة ألن الماء بالليل مأوى الجن‪‬،‬أما الجارى ففى‬
‫المجموع عن جماعة الكراهة في القليل منه دون الكثير‪‬،‬ولكن‬يكره في الليل لما‬
‫مر‪‬،‬ثم قال‪‬:‬وينبغى أن‬يحرم في القليل مطل ًقا ألن فيه إتال ًفا عليه وعلى‬غيره‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫ومحل عدم التحريم إذا كان الماء له ولم يتعين عليه الطهر به‪ ،‬بأن وجد غيره‪،‬‬
‫فإذا لم يكن كذلك فيحرم‪.‬‬
‫أيضا قضاء الحاجة بقرب الماء الذي‬يكره قضاؤها فيه لعموم النهى عن‬ ‫ويكره ً‬
‫البول في الموارد‪‬،‬وصب البول في الماء كالبول فيه‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬

‫((( أى يزيل أثر النجاسة‪ ،‬فخرج بذلك الشىء األملس الذى ال يزيلها‪.‬‬
‫((( أى غري معظم كاملناديل الورقية التى توضع ىف احلامم‪ ،‬فهى كاحلجر الذى جيوز االستنجاء به‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪65‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫ول والغَائِ ِ‬
‫ول يتك َّلم َعلى ال َب ِ‬ ‫ثم ِ‬
‫رة وفي ال َّط ِر ِ‬ ‫رة الم ِ‬
‫الشج ِ‬
‫ط ‪.)...(،‬‬ ‫يق وال ِّظ ِّل ‪ُ َ َ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫َحت َّ َ‬
‫وت َ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫مباحا وفي‬غير‬‫(‬و)‬يجتنب ذلك ند ًبا (‬تحت الشجرة المثمرة)‬ولو كان الثمر ً‬


‫وقت الثمرة صيانة لها عن التلويث عند الوقوع فتعافها النفس‪ ،‬ولم‬يحرموه ألن‬
‫التنجيس‬غير متيقن‪‬،‬وال فرق في هذا وفي‬غيره مما تقدم بين البول والغائط‪‬‬‬.‬‬
‫(‬و)‬يجتنب ذلك ند ًبا (‬فى الطريق)‬المسلوك لقوله ﷺ‪‬« :‬اتقوا اللعانين»‬قالوا‬
‫وما اللعانان ‬يا رسول الله؟ قال‪«‬ :‬الذى ‬يتخلى في طريق الناس أو في ظلهم»‬
‫كثيرا عادة فنسب إليهما بصيغة المبالغة‪‬،‬إذا أصله‬‫‬تسب ًبا بذلك في لعن الناس لهما ً‬
‫فحول اإلسناد للمبالغة‪‬،‬والمعنى احذروا سبب اللعن المذكور‪‬،‬ولخبر أبى‬ ‫الالعنان ّ‬
‫داود بإسناد جيد‪‬« :‬اتقوا المالعن الثالث البراز في الموارد وقارعة الطريق والظل»‬
‫‬التغوط وكذا البراز‬
‫ّ‬ ‫‬والمالعن‪‬ :‬مواضع اللعن‪‬ ،‬والموارد‪‬ :‬طرق الماء‪‬ ،‬والتخلي‪:‬‬
‫وهو بكسر الباء على المختار‪.‬‬
‫وقيس بالغائط البول‪‬،‬وينبغى حرمة ما سبق لألخبار الصحيحة وإليذاء المسلمين‬
‫وغيرهم‪‬‬‬‬ .‬‬
‫(‬و)‬يتجنب ذلك ند ًبا (في الظل)‬للنهى عن التخلى في ظلهم أي في الصيف‪،‬‬
‫‬ومثله مواضع اجتماعهم في الشمس في الشتاء‪.‬‬
‫‬حكم الكالم حال قضاء الحاجة‬‬‬‬‬‬‬‬
‫(‬وال‬يتكلم على البول والغائط)‬أى‬يسكت حال قضاء الحاجة فال‬يتكلم بذكر‬
‫وال‬غيره أي‬يكره له ذلك إال لضرورة كإنذار أعمى فال‬يكره‪‬،‬بل قد‬يجب لخبر‪:‬‬
‫ت‬ ‫ورتِهما‬يتحدَّ ثان َّ‬
‫فإن‬الله‬يم َق ُ‬ ‫ِ‬ ‫الن‬ َيضر َب ِ‬
‫ان‬الغائط كَاش َف ْي ِن‬ َع ْن‬ َع َ‬ ‫الر ُج ِ‬
‫«‬ال‬ َيخرج َّ‬
‫لك»(((‪‬،‬ومعنى‬يضربان‬يأتيان‪‬،‬والمقت البغض‪‬،‬فلو عطس حمد الله تعالى‬ ‫‬ َعلى َذ َ‬
‫بقلبه وال‬يحرك لسانه‪‬:‬أى بكالم‬يسمع به نفسه‪‬،‬إذ ال‬يكره الهمس وال التنحنح‪.‬‬
‫((( رواه احلاكم وصححه‪.‬‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪‬‬ ‫‪66‬‬
‫‪X‬‬
‫‪.................................................................................‬‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫ويسن أن ‬يبعد عن الناس في الصحراء وما ألحق بها من البنيان إلى حيث‬
‫ال‬يسمع للخارج منه صوت وال‬يشم له ريح‪‬،‬فإن تعذر عليه اإلبعاد عنهم سن‬
‫(((‬
‫لهم اإلبعاد عنه كذلك‪‬،‬ويستتر عن أعينهم لقوله ﷺ‪«‬:‬من أتى الغائط فليستتر»‬
‫‬ويحصل الستر براحلة أو وهدة (((‬أو إرخاء ذيله‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫هذا إذا كان بصحراء أو بنيان ال‬يمكن تسقيفه كأن جلس في وسط مكان واسع‪،‬‬
‫‬فإن كان في بناء‬يمكن تسقيفه أي عادة كفى‪‬،‬وهذا األدب متفق على استحبابه‪،‬‬
‫ثم‬من ال‬يغض بصره عن نظر عورته ممن‬يحرم عليه نظرها‪،‬‬ ‫‬ومحله إذا لم‬يكن ّ‬
‫‬وإال وجب االستتار‪‬ .‬وعليه ‬يحمل قول النووى في شرح مسلم‪‬ :‬يجوز كشف‬
‫‬أما‬
‫العورة في محل الحاجة في الخلوة كحال االغتسال والبول ومعاشرة الزوجة‪َّ ،‬‬
‫بحضرة الناس فيحرم كشفها وال‬يبول في موضع هبوب الريح وإن لم تكن هابة إذ‬
‫قد تهب بعد شروعه في البول فترد عليه الرشاش وال في مكان صلب لما ذكر وال‬
‫قالت‪«‬:‬من حدثكم‬ ‫قائما لخبر الترمذى‬وغيره بإسناد جيد أن عائشة‬
‫‬يبول ً‬
‫قائما فال تصدقوه» أي‬يكره له ذلك إال لعذر فال‬يكره وال خالف‬ ‫أن النبى كان‬ يبول ً‬
‫األولى وال‬يدخل الخالء حاف ًيا وال مكشوف الرأس لالتباع‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫ويعتمد فى قضاء الحاجة على‬يساره ألن ذلك أسهل لخروج الخارج‪‬ ،‬ويكره أن‬
‫‬فإن‬عام َة‬ ‫َ‬
‫‬يتوضأ‬فيه‪َّ ،‬‬‫‬ثم‬ ‫ِ‬ ‫‬يبول فى المغتسل لقوله ﷺ‪‬« :‬ال‬يبو َل َّن‬أحدُ كم فى ُم‬
‫ستحمه َّ‬
‫ِّ‬
‫ثم‬منفذ‬ينفذ منه البول والماء ويحرم على القبر‪،‬‬ ‫ِ ِ‬
‫‬الوسواس‬منْ ُه»‬ومحله إذا لم‬يكن ّ‬
‫‬وكذا فى إناء فى المسجد على األصح‪‬،‬ويسن أن‬يستبرىء من البول عند انقطاعه‬
‫بنحو تنحنح‪‬ .‬قال فى المجموع‪‬ :‬والمختار أن ذلك ‬يختلف باختالف الناس‪،‬‬
‫‬والقصد أن‬يظن أنه لم‬يبق بمجرى البول شىء‬يخاف خروجه‪‬،‬فمنهم من‬يحصل‬
‫((( رواه أمحد وأبو داود‪.‬‬
‫((( الوهدة ‪ :‬األرض املنخفضة واحلفرة‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪67‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫‪.................................................................................‬‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫هذا بأدنى عصر‪‬،‬ومنهم من‬يحتاج إلى تكرره‪‬،‬ومنهم من‬يحتاج إلى تنحنح‪‬،‬ومنهم‬


‫من ال‬يحتاج إلى شىء من هذا‪‬،‬وينبغى لكل أحد أن ال‬ينتهى إلى حد الوسوسة‪،‬‬
‫‬وإنما‬يجب االستبراء ـ‬كما قال به القاضى والبغوى وجرى عليه النووى فى شرح‬
‫اب‬ا ْل َقب ِر ِ‬ ‫ِ‬
‫‬منْ ُه»‬ألن الظاهر من انقطاع‬ ‫مسلم ـ‬لقوله ﷺ‪َ ‬«:‬تنَز َُّهوا م َن‬ال َب ْو ِل‬ َفإِ َّن‬ َع َّامة َع َذ ِ ْ‬
‫البول عدم عوده‬ويحمل الحديث على ما إذا تحقق أو‬غلب على ظنه بمقتضى‬
‫عادته أنه لولم‬يستبرىء‬خرج منه‪‬،‬ويكره حشو مخرج البول من الذكر بنحو القطن‪.‬‬
‫‬وإطالة المكث فى محل قضاء الحاجة‪‬ ،‬لما روى عن لقمان‪‬ :‬أنه ‬يورث وج ًعا‬
‫للكبد‪‬.‬ويندب أن‬يقول عند وصوله إلى مكان قضاء الحاجة‪‬:‬بسم الله ـ‬أى أتحصن‬
‫من الشيطان ـ‬اللهم أى‬يا الله ـ‬إنى أعوذ بك أى أعتصم بك ـ‬من الخبث ـ‬بضم‬
‫الخاء والباء جمع خبيث ـ‬والخبائث جمع خبيثة ـ‬والمراد ذكور الشياطين وإناثهم‪.‬‬
‫‬وذلك لالتباع‪‬ .‬رواه الشيخان‪‬ .‬واالستعاذة منهم فى البناء المعد لقضاء الحاجة‬
‫ألنه مأواهم‪‬،‬وفى‬غيره ألنه سيصير مأوى لهم بخروج الخارج‪‬.‬ويقول ند ًبا عقب‬
‫انصرافه‬غفرانك!‬الحمد الله الذى أذهب عنى األذى وعافانى من البالء لالتباع رواه‬
‫نوحا عليه السالم كان‬يقول‪:‬‬ ‫النسائى‪‬.‬وفى مصنف عبد الرزاق وابن أبى شيبة أن ً‬
‫فى‬منفعته‪‬،‬وأذهب عنى أذاه‪‬.‬‬ ‫‬الحمد لله الذى أذاقنى لذته‪‬،‬وأبقى َّ‬
‫***‬

‫الصف األول الثانوى‬


‫‪‬‬ ‫‪68‬‬
‫‪X‬‬
‫أسئلة على باب االستنجاء‬
‫ ‪1:‬سما االستنجاء؟ وعالم يطلق؟ وما حكمه؟ ولم جاز االستنجاء بالماء مع‬
‫أنه مطعوم؟ وما حكم البول في الماء المسبل أو المملوك لغيره؟ وما‬
‫حكم االستبراء من البول؟ وما دليله؟‬
‫ ‪2:‬سبين حكم كل مما يأتي مع التعليل أو ذكر الدليل؟‬
‫ )أ(االقتصار في االستنجاء على الماء فقط‪.‬‬
‫ )ب(االقتصار في االستنجاء على ثالثة أحجار فقط‪.‬‬
‫ ‪3:‬ساختر اإلجابة الصحيحة مما بين القوسين معلال أو مدلال الختيارك‪:‬‬
‫ )أ(غسل الحجر وجف‬
‫(يجوز له استعماله فى االستنجاء ثانيـًا ـ ال يجوز ـ يكره)‬
‫ )ب(استجمر بثالثة أحجار ولم ينق بهن المحل‬
‫(يكتفي بهن ـ يجب اإلنقاء برابع ـ يزيد عليهن حتى يتيقن اإلنقاء)‪.‬‬
‫(يجب ـ ال يجب ـ مستحب)‪.‬‬ ‫ )ج(االستنجاء من البول ‬
‫(مباح ـ حرام ـ مكروه)‪.‬‬ ‫ )د(البول في الماء الراكد ‬
‫(مباح ـ يجب اجتنابه ـ يكره اجتنابه)‪.‬‬ ‫ )ـه(البول في الطريق ‬
‫(مكروه ـ حرام ـ مندوب)‪.‬‬ ‫ )و(إطالة المكث في قضاء الحاجة ‬
‫***‬

‫‪‬‬ ‫‪69‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫فصل‬
‫السبِي َل ِ‬
‫ين ‪.................... ،‬‬ ‫وا َّل ِذي ين ُق ُض الو ُضوء ِستَّـ ُة َأشياء ‪:‬ما َخ ِ‬
‫رج من َّ‬
‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫نواقض الوضوء‬
‫(‬والذى‬ينقض الوضوء)‬أى‬ينتهى به (‬خمسة أشياء)‬فقط‪.‬‬
‫أحدها‪‬( :‬ما)‬أى شىء (‬خرج)‬من أحد (‬السبيلين)‬‪‬،‬أى من ُق ُب ِل‬المتوضىء‪،‬‬
‫نجسا‪‬،‬جا ًفا أم رط ًبا‪،‬‬
‫‬طاهرا أم ً‬
‫ً‬ ‫ريحا‪،‬‬
‫‬أو من دبر المتوضئ‪‬،‬سواء أكان الخارج عينًا أم ً‬
‫كرها‪‬.‬واألصل‬ ‫كثيرا‪‬،‬طو ًعا أم ً‬ ‫نادرا كدم‪‬.‬انفصل أم ال‪ً ،‬‬
‫‬قليل‬أم ً‬ ‫‬معتا ًدا كبول أو ً‬
‫في ذلك قوله تعالى‪ :‬ﱹ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﱸ((( ‪‬ .‬والغائط‪ :‬المكان‬
‫المطمئن من األرض تقضى فيه الحاجة‪‬ ،‬سمى به الخارج للمجاورة‪‬ ،‬وحديث‬
‫‬و َيت ََو َّض ُأ‬وفيهما‪ْ :‬‬ ‫ِ‬
‫‬اش َتكَى إِ َلى ّ‬
‫النبي‬ ‫الصحيحين أنه‬ﷺ‬قال في المذي‪َ «‬:‬يغْس ُل‬ َذك ََر ٌه َ‬
‫‬ص ْوتًا َأ ْو‬ ‫ِ‬ ‫‬الش ِ‬ ‫ﷺ‬ا َّل ِذى‬ ُيخَ َّي ُل‬إِ َل ْي ِه َ‬أ َّن ُه‬ َي ِ‬
‫الصالة‪َ ‬:‬ق َال‬الَ‬ َين َْص ِرف حتَّى‬ َي ْس َم َع َ‬ ‫ىء‬فى َّ‬ ‫جدُ َّْ َ‬
‫يحا»‬والمراد العلم بخروجه‪‬،‬ال سمعه وال شمه‪‬،‬وليس المراد حصر الناقض‬ ‫جدَ ِ‬
‫‬ر ً‬ ‫‬ َي ِ‬
‫في الصوت والريح‪‬،‬بل نفى وجوب الوضوء بالشك في خروج الريح ويقاس بما‬
‫في اآلية واألخبار‪‬:‬كل خارج مما ذكر‪.‬‬
‫‬حكم الخارج من الثقب‬‬
‫َو َل ْو‬انسد مخرجه األصلى من قبل أو دبر بأن لم‬يخرج منه شىء وإن لم‬يلتحم‬
‫السرة‪‬،‬فخرج منه المعتاد خروجه كبول أو النادر كدود‬
‫وانفتح مخرج بدله تحت ُّ‬
‫ودم نقض‪‬،‬لقيامه مقام األصلى‪‬.‬فكما‬ينقض الخارج منه المعتاد والنادر فكذلك‬
‫أيضا‪‬ ،‬وإن انفتح فى السرة أو فوقها أو محاذيها واألصلى منسد‪‬ ،‬أو تحتها‬
‫هذا ً‬
‫واألصلى منفتح‪‬،‬فال‬ينقض الخارج منه‪‬.‬أما فى األولى فألن ما‬يخرج من المعدة‬

‫((( سورة املائدة ‪ .‬اآلية‪.6 :‬‬


‫الصف األول الثانوى‬
‫‪‬‬ ‫‪70‬‬
‫‪X‬‬
‫ِ‬
‫َوالنَّو ُم َعلى َغ ِير َهيئَة ُ‬
‫المت ََمك ِ‬
‫ِّن ‪.................................................. ،‬‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫أو فوقها ال‬يكون مما أحالته الطبيعة‪‬.‬ألن ما تحيله تلقيه إلى أسفل‪‬،‬فهو بالقىء‬
‫مخرجا مع انفتاح األصلى‪،‬‬ ‫ً‬ ‫أشبه‪‬.‬وأما فى الثانية فال ضرورة إلى جعل الحادث‬
‫وحيث أقمنا المنفتح كاألصلى إنما هو بالنسبة للنقض بالخارج‪‬.‬فال‬يجزىء فيه‬
‫الحجر وال‬ينتقض الوضوء بمسه‪‬.‬قال الماوردى‪‬:‬هذا فى االنسداد العارض‪‬.‬أما‬
‫‬وا ُلمن َْسدُّ ‬حينئذ كعضو زائد‬وخرج‬ ‫الخلقى فينقض معه الخارج من المنفتح مطل ًقا‪َ .‬‬
‫بالمنفتح ما لو خرج شىء من المنافذ األصلية كالفم واألذن‪‬.‬فإنه ال نقض بذلك‬
‫كما هو ظاهر كالمهم‪‬.‬‬
‫(‬و)‬الثانى‪‬:‬من نواقض الوضوء‪‬( :‬النوم)‪‬.‬وإنما‬ينقض إذا كان (‬على‬غير هيئة‬
‫‬الس ِه‪َ ‬،‬ف َم ْن‬
‫َاء َّ‬ ‫المتمكن) مقعده‬من األرض أي ألييه‪‬،‬وذلك لقوله ﷺ‪‬« :‬ال َع ْين ِ‬
‫َان ِ‬
‫‬وك ُ‬
‫‬نَا َم‬ َف ْل َيت ََو َّض َأ»(((‬والسه‪‬:‬بسين مهملة مشددة مفتوحة وهاء حلقة الدبر‪‬.‬والوكاء ـ‬
‫‬بكسر الواو والمد ـ‬الخيط الذي‬يربط به الشىء‪‬.‬والمعنى فيه أن اليقظة هي الحافظ‬
‫لما‬يخرج والنائم قد‬يخرج منه شىء وال‬يشعر به‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫أما إذا نام وهو ممكن ألييه من مقره من أرض أو‬غيرها فال‬ينتقض وضوءه‪،‬‬
‫اب‬رس ِ‬
‫‬والَ‬ َيت ََو َّضئُون»(((‪.‬‬‫ون‬ ُث َّم‬ ُي َص ُّل َ‬
‫ون َ‬ ‫ول‬الله ﷺ‬ َين َُام َ‬ ‫َان َ‬أ ْص َح ُ َ ُ‬
‫«‬ك َ‬ ‫‬‬ولقول أنس‬
‫رءوسهم األرض‪‬ ،‬فحمل على نوم‬‬‬ ‫‬وفى رواية ألبى داود‪‬ :‬ينامون حتى تخفق ُ‬
‫الممكن‪‬،‬جم ًعا بين الحديثين‪‬.‬فدخل في ذلك ما لو نام محتب ًيا(((‪‬،‬وأنه ال فرق بين‬
‫النحيف وغيره وهو ما صرح به في الروضة وغيرها نعم إن كان بين مقعده ومقره‬
‫تجاف نقض‪ ،‬وال تمكين لمن نام على قفاه ملص ًقا مقعده بمقره ‪‬..‬ومن خصائصه‬
‫ﷺ‬أنه ال‬ينتقض وضوءه بنومه مضطج ًعا‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫((( رواه أبو داود وغريه‪.‬‬
‫((( رواه مسلم‪.‬‬
‫((( حمتبي ًا ‪ :‬احتبى جلس عىل أليته وضم فخذيه وساقيه إىل بطنه بذراعيه ليستند‪ .‬فاالحتباء‪ :‬اجللوس عىل‬
‫األرض مع استقامة الساقني إىل أعىل وضم الركبتني باليدين‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪71‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المرأ َة األَجنَبِ َّي َة من َغ ِير َحائ ٍل ‪َ ،‬‬
‫وم ُّس‬ ‫الر ُج ِل َ‬ ‫كر َأو َم َر ٍ‬
‫ض ‪ ،‬و َل ْ‬
‫ـم ُس َّ‬ ‫قل بِ ُس ٍ‬ ‫َوز ََو ُال ال َع ِ‬
‫َف ‪....................................................... ،‬‬ ‫َف ْرجِ اآل َد ِم ِّي بِ َباطِ ِن الك ِّ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫خروجا من الخالف‪‬‬‬‬.‬‬
‫ً‬ ‫ويسن الوضوء من النوم ممكنًا‬
‫(‬و) ‬الثالث‪‬ :‬من نواقض الوضوء‪‬( :‬زوال العقل) بجنون ‬أو (بسكر) ‬وإن لم‬
‫‬يأثم به (‬أو) ‬بعارض (‬مرض) ‬كإغماء‪‬ ،‬أو بتناول دواء ألن ذلك أبلغ ‬من النوم‪.‬‬
‫‬وال فرق بين أن‬يكون متمكنًا أم ال‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫(‬و)‬الرابع‪‬:‬من نواقض الوضوء (‬لمس الرجل)‬ببشرته (‬المرأة األجنبية) أى‬
‫بشرتها‪(‬،‬من‬غير حائل) لقوله تعالى‪ :‬ﱹ ﭴ ﭵ ﭶ ﱸ(((‬أى لمستم‪‬،‬كما‬
‫قرىء به‪‬ ،‬فعطف اللمس على المجىء من الغائط‪‬ ،‬ورتب عليهما األمر بالتيمم‬
‫عند فقد الماء‪‬ ،‬فدل على أنه حدث‪‬ .‬ال جامعتم‪‬ ،‬ألنه خالف الظاهر إذ اللمس‬
‫ال‬يختص بالجماع‪‬،‬قال تعالى‪ :‬ﱹ ﯡ ﯢ ﱸ(((‬وقال ﷺ‪‬« ‬:‬لعلك لمست»‬
‫والمعنى فيه أنه مظنة ثوران الشهوة‪‬.‬والمراد بالرجل‪‬:‬الذكر إذ ابلغ‬حدً ا‬يشتهى‪‬،‬ال‬
‫البالغ‪‬.‬وبالمرأة‪‬:‬األنثى إذا بلغت حدً ا‬يشتهى كذلك ال البالغة‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫وال‬ينقض لمس َم ْح َرم له بنسب أو رضاع أو مصاهرة‪‬،‬ولو بشهوة‪‬،‬ألنها ليست‬
‫مظنة للشهوة بالنسبة إليه كرجل‪‬.‬وال‬ينقض صغيرة السن ‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‪،‬وال صغير لم‬يبلغ‬كل‬
‫منهما حدً ا‬يشتهى عر ًفا‪‬،‬النتفاء مظنة الشهوة‪‬،‬بخالف ما‬إذا بلغاها وإن انتفت بعد‬
‫ذلك لنحو هرم‪‬،‬وال شعر وسن‬وظفر وعظم‪‬،‬ألن معظم االلتذاذ في هذا إنما هو‬
‫بالنظر دون اللمس‪‬.‬‬
‫‬النقض بالمس وشروطه‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
‫(‬و)‬الخامس ـ‬وهو آخر النواقض ـ (‬مس)‬شىء من (‬فرج اآلدمي)‬من نفسه‬
‫‬ذكرا كان أو أنثى‪(‬،‬بباطن الكف) من‬غير حائل‪ ،‬لخبر‪‬َ « :‬م ْن َ‬م َّس‬ َف ْر ًج ُه‬‬
‫أو‬غيره‪ً ،‬‬
‫((( سورة املائدة ‪ .‬اآلية‪.6 :‬‬
‫((( سورة األنعام ‪ .‬اآلية‪.7 :‬‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪‬‬ ‫‪72‬‬
‫‪X‬‬
‫ومس ح ْل َق ِة دب ِر ِه على الج ِد ِ‬
‫يد ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ُُ َ‬ ‫َ ُّ َ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫‬و َل ْي َس‬ َب ْين َُه َما ِست ٌْر‬‫ِ‬


‫َف ْل َيت ََو َّض ْأ»((( ‪‬،‬ولخبر ابن حبان‪«‬:‬إِ َذا َأ ْف َضى َأ َحدُ ك ُْم‬بِ َيده‬إِ َلى َف ْر ِجه َ‬
‫ِِ‬
‫اب‬ َف ْل َيت ََو َّض ْأ»‪،‬‬ ‫ِ‬
‫‬واإلفضاء لغة‪‬:‬المس ببطن الكف‪‬:‬فثبت النقض في فرج‬ ‫َ‬ ‫‬والَ‬ح َج ٌ‬
‫َ‬
‫نفسه بالنص‪‬،‬فيكون في فرج‬غيره أولى‪‬،‬ألنه أفحش لهتك حرمة‬غيره‪‬،‬وأما خبر‬
‫عدم النقض بمس الفرج فقال ابن حبان وغيره‪‬:‬إنه منسوخ‪‬،‬والمراد ببطن الكف‬
‫الراحة مع بطون األصابع‪‬،‬وسميت ك ًفا ألنها تكف األذى عن البدن‪ ،‬وال نقض‬
‫بمس األنثيين َوالَ‬األَ ْل َي ْي ِن‪‬،‬وال بما بين القبل والدبر وال بالعانة‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫‬وقياسا على‬
‫ً‬ ‫(‬و) السادس‪‬( :‬مس حلقة دبره)‬أى اآلدمى (‬على الجديد)‬ألنه فرج‪،‬‬
‫القبل بجامع النقض بالخارج منهما‪‬،‬والمراد بها ملتقى المنفذ‪‬،‬ال ما وراءه‪.‬‬
‫رءوس األصابع وما بينها وحرفها وحرف الكف فال نقض‬ ‫‬وخرج ببطن الكف ُ‬
‫بذلك‪‬،‬لخروجها عن سمت الكف‪‬،‬وضابط ما‬ينقض‪‬:‬ما‬يستتر عند وضع إحدى‬
‫اليدين على األخرى مع تحامل‬يسير‪‬،‬وبفرج اآلدمى فرج بهيمة أو طير فال نقض‬
‫‬قياسا على عدم وجوب ستره‪‬،‬وعدم تحريم النظر إليه‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫بمسه‪ً ،‬‬
‫‬قاعدة فقهية‬ينبنى عليها كثير من األحكام‬‬
‫تتمة‪‬:‬من القواعد المقررة التى‬ينبنى عليها كثير من األحكام الشرعية‬استصحاب‬
‫األصل‪‬،‬وطرح الشك‪‬،‬وإبقاء ما كان على ما كان‪‬‬،‬ومن ذلك أنه ال‬يرتفع‬يقين طهر‬
‫أو حدث بظن ضده‪‬،‬فلو تيقن الطهر والحدث كأن وجـدا منه بعد الفجر وجهل‬
‫السابق منهما أخذ بضد ما قبلهما‪‬،‬فإن كان قبلهما محد ًثا فهو اآلن متطهر‪‬،‬سواء اعتاد‬
‫متطهرا فهو‬
‫ً‬ ‫تجديد الطهر أم ال‪‬،‬ألنه تيقن الطهر وشك فى رافعه‪‬،‬واألصل عدمه‪‬،‬أو‬
‫اآلن محدث إن اعتاد التجديد‪‬:‬ألنه تيقن الحدث وشك فى رافعه‪‬،‬واألصل عدمه‪،‬‬
‫‬بخالف ما إذا لم‬يعتده فال‬يأخذ به‪‬،‬بل‬يأخذ بالطهر‪‬،‬ألن الظاهر تأخر طهره عن‬

‫((( رواه الرتمذي وصححه‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪73‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫‪............................................................................‬‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫حدثه‪‬،‬بخالف من اعتاده‪‬.‬فإن لم‬يتذكر ما قبلهما‪‬.‬فإن اعتاد التجديد لزمه الوضوء‪،‬‬


‫‬لتعارض االحتمالين بال مرجح‪‬،‬وال سبيل إلى الصالة مع التردد المحض فى الطهر‪.‬‬
‫‬وإال أخذ بالطهر‪‬،‬ومن هذه القاعدة ما إذا شك من نام قاعدً ا متمكنًا ثم مال وانتبه‬
‫وشك فى أيهما أسبق‪‬،‬أو شك هل ما رآه رؤيا أو حديث نفس؟ أو هل لمس الشعر‬
‫أو البشرة؟ فال نقض بشىء من ذلك‪‬.‬‬
‫***‬

‫أسئلة‬
‫ ‪1:‬سما نواقض الوضوء؟‬
‫***‬

‫الصف األول الثانوى‬


‫‪‬‬ ‫‪74‬‬
‫‪X‬‬
‫فصل في موجب الغسل‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وجب الغ َ ِ‬ ‫ِ‬
‫الر َج ُال َوالن َِّس ُ‬
‫اء َوه َي ‪:‬الت َق ُ‬
‫اء‬ ‫ُسل س ّت ُة َأش َي َ‬
‫اء ‪َ :‬ثال َث ٌة تَشت َِر ُك ف َيها ِّ‬ ‫وا َّلذي ُي ِ ُ‬
‫المن ِ ِّي ‪........................................................ ،‬‬ ‫ِ‬
‫الختَا َن ْي ِن ‪ ،‬وإِنز َُال َ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫‬فصل‪‬:‬فى موجب الغسل‬‬‬‬‬‬‬‬‬


‫تعريف الغسل‪‬:‬وهو ـ‬بفتح الغين وضمها ـ‬لغة‪‬:‬سيالن الماء على الشىء مطل ًقا‪.‬‬
‫‬والفتح أشهر كما قاله النووى في التهذيب‪‬،‬ولكن الفقهاء أو أكثرهم إنما تستعمله‬
‫بالضم‪‬.‬‬
‫وشر ًعا‪ :‬سيالنه على جميع البدن مع النية‪‬.‬والغسل ـ‬بالكسر ـ‬ما‬يغسل به الرأس‬
‫من نحو سدر ونحوه‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫‬مايشترك فيه الرجال والنساء‬‬‬‬‬‬‬‬
‫(‬والذى‬يوجب الغسل ستة أشياء)‬‪‬،‬منها‪‬( :‬ثالثة تشترك فيها الرجال والنساء)‬
‫ب‬‫‬و َج َ‬ ‫‬م ًعا (‬وهي)‪‬:‬أى األولى‪‬( :‬التقاء الختانين)‬‪‬.‬لقوله ﷺ‪‬« :‬إِ َذا ا ْلتَقى الخَ تَان ِ‬
‫َان‬ َف َقدْ َ‬
‫اء‬ ‫‬الغ ُْس ُل» ‬أى وإن لم‬ينزل‪‬،‬وأما األخبار الدالة على اعتبار اإلنزال كخبر‪‬« :‬إِن ََّما َ‬
‫الم ُ‬
‫(((‬

‫‬من‬الم ِ‬
‫اء»‬فمنسوخة‪‬.‬وأجاب ابن عباس بأن‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬ معناه أنه ال يجب الغسل باالحتالم إال‬ ‫ِ‬
‫َ َ‬
‫أن ينزل؛ وذكر الختانين جرى على الغالب‪.‬‬
‫(‬و)‬الثانية‪‬( :‬إنزال)‬أى خروج (‬المني) ‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬واألصل في ذلك خبر مسلم‪«‬:‬إنما الماء‬
‫من الماء»‬وخبر الصحيحين عن أم سلمة قالت‪‬:‬جاءت أم سليم إلى رسول الله ﷺ‬
‫‬فقالت‪‬« :‬إن الله ال‬يستحيى من الحق هل على المرأة من‬غسل إذا هي احتلمت؟‬
‫قال‪‬:‬نعم إذا رأت الماء»‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬ .‬‬

‫((( رواه مسلم‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪75‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫اس‪َ ،‬و ِ‬ ‫ِ‬
‫الو َل َدةُ‪.‬‬ ‫يض‪َ ،‬والنِّ َف ُ‬
‫الح ُ‬ ‫الموتُ ‪ ،‬و َثال َث ٌة تَخت َُّص بِ َها الن َِّس ُ‬
‫اء َوه َي ‪َ :‬‬ ‫‬و َ‬‫َ‬
‫اء ‪:‬النِّـ َّيـ ُة‪.......................................... ،‬‬ ‫و َفرائِ ُض الغ ِ‬
‫ُسل َثال َث ُة َأش َي َ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫(‬و)‬الثالثة‪‬( :‬الموت)‬لمسلم‬غير شهيد كما سيأتى إن شاء الله تعالى في الجنائز‬


‫لحديث المحرم الذي وقصته ناقته فقال‪« :‬اغسلوه بماء وسدر»((( ‪‬ .‬وظاهره‬
‫الوجوب‪‬،‬وهو من فروض الكفاية‪‬،‬والوقص‪‬:‬كسر العنق‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫‬ما‬يختص به النساء‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
‫(‬وثالثة) ‬منها (‬تختص بها النساء وهي) ‬أى األولى (‬الحيض) ‬لقوله تعالى‪:‬‬
‫ﱹﮧﮨﮩﮪﮫ ﱸ((( ‬‬أى الحيض ولخبر البخارى أنه‬ﷺ‬‬قال لفاطمة‬
‫بنت أبى حبيش‪‬« :‬إذا أقبلت الحيضة فدعى الصالة وإذا أدبرت فاغتسلى وصلى»‪.‬‬
‫(‬و)‬الثانية‪‬( :‬النفاس)‬ألنه دم حيض مجتمع‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫(‬و)‬الثالثة‪‬( :‬الوالدة)‬ولو علقة أو مضغة وتفطر به المرأة على األصح في التحقيق‬
‫وغيره‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫‬فصل‪ :‬في فرائض الغسل‬‬‬‬‬‬‬‬
‫(‬وفرائض الغسل) ‬ولو مسنونًا (‬ثالثة أشياء) األول‪‬( :‬النية) ‬لحديث‪‬« :‬إنَّما‬
‫ِ‬
‫‬بالنيات»(((‬فينوى رفع الجنابة أي رفع حكمها إن كان جن ًبا‪‬،‬ورفع حدث‬ ‫ُ‬
‫األعمال‬
‫حائضا ‪.‬‬
‫ً‬ ‫الحيض إن كانت‬
‫‬ويكفى نية رفع الحدث عن كل البدن‪‬،‬وكذا مطل ًقا في األصح الستلزام رفع‬
‫المطلق رفع المقيد‪‬،‬وألنه‬ينصرف إلى حدثه لوجود القرينة الحالية‪‬.‬فلو نوى األكبر‬
‫كان تأكيدً ا‪‬،‬قال في المجموع‪‬:‬ولو اجتمع على المرأة‬غسل حيض وجنابة كفت نية‬
‫أحدهما قط ًعا‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫((( رواه الشيخان‪.‬‬
‫((( سورة البقرة ‪ .‬اآلية‪.222 :‬‬
‫((( رواه البخاري‪.‬‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪‬‬ ‫‪76‬‬
‫‪X‬‬
‫عر وال َب َش َر ِة ‪.‬‬ ‫اء إِ َلى َج ِمي ِع َّ‬
‫الش ِ‬ ‫َت على بدَ نِ ِه ‪ ،‬وإِيص ُال الم ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫اسة إِن كَان ْ َ َ‬
‫وإِزَا َل ُة النَّج ِ‬
‫َ َ‬
‫الج َس ِد ‪...... ،‬‬ ‫ِ‬
‫وء َقب َل ُه ‪ ،‬وإِ ْم َر ُار ال َيد َعلى َ‬
‫ِ‬
‫مس ُة َأش َي َ‬
‫اء ‪ :‬التَّسم َيـ ُة‪ُ ،‬‬
‫والو ُض ُ‬ ‫وسنَنُه َخ َ‬
‫ُ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫بأول ما‬يغسل من البدن‪‬،‬سواء أكان من أعاله أم‬ ‫وقت النية‪‬:‬وتكون النية مقرونة ّ‬
‫من أسفله‪‬،‬إذ ال ترتيب فيه‪‬.‬فلو نوى بعد‬غسل جزء منه وجب إعادة‬غسله‪‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫(‬و) ‬الثاني‪‬( :‬إزالة النجاسة إن كانت على) شىء من (بدنه) ‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬وهو ضعيف‪،‬‬
‫واألصح أنه يكفي للغسل وإزالة النجاسة غسلة واحدة‪.‬‬
‫‬ظاهرا وباطنًا وإن كثف‪،‬‬
‫ً‬ ‫(‬و)‬الثالث‪‬( :‬إيصال الماء إلى جميع)‬أجزاء (‬الشعر)‬
‫ويجب نقض الضفائر إن لم‬يصل الماء إلى باطنها إال بالنقض‪‬،‬لكن‬يعفى عن باطن‬
‫الشعر المعقود‪‬( ،‬و)‬إلى جميع أجزاء (‬البشرة)‬حتى األظفار وما‬يظهر من صماخى‬
‫األذنين ‪.‬‬
‫‬سنن الغسل‬‬‬‬‬‬‬‬
‫(‬وسننه)‬أى الغسل كثيرة المذكور منها هنا (‬خمسة أشياء)‪‬.‬وسنذكر منها أشياء‬
‫بعد ذلك‪:‬‬
‫‬األولى‪‬( :‬التسمية) ‬مقرونة بالنية كما صرح به في المجموع هنا‪‬ ،‬وقد تقدم‬
‫في الوضوء بيان أكملها‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫‬كامل (‬قبله)‬لالتباع‪‬،‬رواه الشيخان‪‬،‬وقال في المجموع‬ ‫(‬و)‬الثانية‪‬( :‬الوضوء) ً‬
‫نقل‬عن األصحاب‪‬:‬سواء أقدّ م الوضوء كله أو بعضه أم أخره أم فعله في أثناء‬ ‫ً‬
‫الغسل فهو محصل للسنة‪‬،‬لكن األفضل تقديمه‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫(‬و)‬الثالثة‪‬( :‬إمرار اليد)‬فى كل مرة من الثالث (‬على)‬ما أمكنه من (‬الجسد)‬
‫وخروجا من خالف من أوجبه‪‬،‬وإنما لم‬
‫ً‬ ‫‬فيدلك ما وصلت إليه‬يده من بدنه احتيا ًطا‬

‫‪‬‬ ‫‪77‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫ِ‬
‫سرى ‪.‬‬ ‫الم َو َالةُ‪ ،‬وتَقد ُ‬
‫يم ال ُيمنَى َعلى ال ُي َ‬ ‫َو ُ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫‬يجب عندنا ألن اآلية واألحاديث ليس فيهما تعرض لوجوبه‪‬،‬ويتعهد معاطفه كأن‬
‫‬يأخذ الماء بكفه فيجعله على المواضع التي فيها انعطاف والتواء‪‬:‬كاإلبط واألذنين‬
‫وطبقات البطن وداخل السرة ألنه أقرب إلى الثقة بوصول الماء‪‬،‬ويتأكد في األذن‬
‫فيأخذ ك ًفا من ماء ويضع األذن عليه برفق ليصل الماء إلى معاطفه وزواياه‪.‬‬
‫(‬و)‬الرابعة‪‬( ‬:‬المواالة)‬وهى‬غسل العضو قبل جفاف ما قبله كما مر في الوضوء‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫ظهرا وبطنًا (‬على)‬غسل‬
‫(‬و)‬الخامسة‪‬( :‬تقديم)‬غسل جهة (‬اليمنى)‬من جسده ً‬
‫‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬يحب‬
‫«كان ُّ‬ ‫َ‬ ‫جهة (‬اليسرى)‬بأن‬يفيض الماء على شقه األيمن ثم األيسر‪‬،‬ألنه ‬‬ﷺ‬‬
‫ِ‬
‫طهوره»(((‪‬.‬وقدمنا أن سنن الغسل كثيرة‪‬:‬فمنها‪:‬‬ ‫‬التيامن فى‬
‫َ‬
‫(‪‬ )1‬التثليث تأس ًيا به ﷺ ‬كما فى الوضوء‪‬ .‬وكيفية ذلك أن ‬يتعهد ما ذكر‪،‬‬
‫‬ثم‬يغسل رأسه ويدلكه ثال ًثا ثم باقى جسده كذلك بأن‬يغسل‪‬،‬ويدلك شقه األيمن‬
‫المقدم ثم المؤخر ثم األيسر كذلك مرة ثم ثانية ثم ثالثة كذلك‪‬،‬لألخبار الصحيحة‬
‫الدالة على ذلك‪‬،‬ولو انغمس فى ماء فإن كان جار ًيا كفى فى التثليث أن‬يمر عليه‬
‫ثالث جريات‪‬،‬لكن قد‬يفوته الدلك ألنه ال‬يتمكن منه‬غال ًبا تحت الماء‪‬،‬إذ ربما‬
‫‬يضيق نفسه‪‬ ،‬وإن كان راكدً ا انغمس فيه ثال ًثا بأن ‬يرفع رأسه منه و ‬ينقل قدميه‬
‫أو‬ينتقل فيه من مقامه إلى آخر ثال ًثا‪‬،‬فإن حركته تحت الماء كجرى الماء عليه‪،‬‬
‫‬وال‬يسن تجديد الغسل ألنه لم‬ينقل ولما فيه من المشقة بخالف الوضوء‪‬،‬فيسن‬
‫تجديده إذا صلى باألول صالة ما كما قاله النووى فى باب النذر من زوائد الروضة‬
‫عشر‬
‫َ‬ ‫َب ‬الله له‬
‫هر ‬كت َ‬ ‫َ‬
‫‬توضأ ‬على ُط ٍ‬ ‫لما روى أبو داود وغيره أنه ﷺ ‬قال‪‬َ « :‬م ْن‬
‫‬حسنات»‪‬.‬وألنه كان فى أول اإلسالم‬يجب الوضوء لكل صالة فنسخ الوجوب‬
‫وبقى أصل الطلب‪.‬‬
‫((( متفق عليه‪.‬‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪‬‬ ‫‪78‬‬
‫‪X‬‬
‫‪.................................................................................‬‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫(‪‬)2‬ويسن أن تتبع المرأة‬غير المحرمة والمحدّ ة لحيض أو نفاس أثر الدم مسكًا‬
‫فتجعله فى قطنة وتدخلها الفرج بعد‬غسلها وهو المراد باألثر‪‬،‬ويكره تركه بال عذر‬
‫كما فى التنقيح والمسك فارسى معرب الطيب المعروف‪‬،‬فإن لم تجد المسك‬
‫فنحوه‪‬:‬كالقسط(((‬واألظفار(((‬‪‬،‬فإن لم تجد كفى الماء أما المحرمة فيحرم عليها‬
‫الطيب بأنواعه‪‬.‬والمحدّ ة تستعمل قليل قسط أو أظفار‪.‬‬
‫‬حكم من اجتمع عليه أغسال‬‬‬‬‬‬‬‬
‫ومن اغتسل لجنابة ونحوها كحيض وجمعة ونحوها كعيد حصل‬غسلهما‪‬،‬كما‬
‫اعتبارا بما نواه‪‬،‬وإنما‬
‫ً‬ ‫لو نوى الفرض وتحية المسجد‪‬،‬أو نوى أحدهما حصل فقط‬
‫لم‬يندرج النفل في الفرض ألنه مقصود فأشبه سنة الظهر مع فرضه‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫ومن وجب عليه فرضان‪‬:‬كغسلى جنابة وحيض كفاه الغسل ألحدهما‪‬،‬وكذا‬
‫لو سن في حقه سنتان‪‬:‬كغسلى عيد وجمعة‪‬،‬وال‬يضر التشريك بخالف نحو الظهر‬
‫مع سنته ألن مبنى الطهارات على التداخل بخالف الصالة‪‬،‬ولو أحدث ثم أجنب‬
‫أو أجنب ثم أحدث أو أجنب وأحدث م ًعا كفى الغسل‪‬،‬الندراج الوضوء في الغسل‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫***‬

‫((( القسط بالطاء ‪ :‬عود جياء به من اهلند جيعل يف البخور والدواء‪.‬‬


‫((( األظفار ‪ :‬نبات عطري‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪79‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫فصل‬
‫سل ِ‬
‫العيدَ ِ‬ ‫سل الـجمع ِ‬ ‫ِ‬
‫ين‪.... ،‬‬ ‫ـة ‪ ،‬و ُغ ُ‬ ‫ال ‪ُ :‬غ ُ ُ َ‬
‫َات َسب َع َة َع َش َر ُغس ً‬ ‫واالغت َس َال ُت َ‬
‫المسنُون ُ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫(‬فصل‪‬:‬في‬األغسال المسنونة)‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
‫(‬واالغتساالت المسنونات)‬كثيرة المذكور منها هنا (‬سبعة عشر ً‬
‫‬غسل) وسأذكر‬
‫زيادة على ذلك‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫األول‪‬:‬من السبعة عشر (‬غسل الجمعة)‬لمن‬يريد حضورها وإن لم تجب عليه‬
‫ْ‬
‫‬فليغتسل»‬ولخبر البيهقي‬بسند صحيح‪:‬‬ ‫الجم َع َة‬
‫جاء‬أحدُ كم ُ‬
‫الجمعة لحديث‪« :‬إذا َ‬
‫شئ»‬‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫« َ‬م ْن‬أتى الجمعة ِم َن‬
‫فليس‬عليه ٌ‬
‫‬ومن‬لم‬يأت َها َ‬
‫‬فليغتسل‪ْ ،‬‬ ‫‬والنساء‬‫‬الرجال‬
‫كل‬محتلمٍ»(((‬أي‬متأكد وصرف هذا عن‬ ‫واجب‬على ِّ‬
‫ٌ‬ ‫سل‬الجمعة‬ ‫وروي‪ُ ‬« :‬غ ُ‬
‫ُ‬
‫أفضل»(((‪.‬‬ ‫من‬اغتسل فالغُسل‬ ‫‬و ِ‬ ‫الوجوب خبر‪« :‬من‬توضأ‬يوم‬الجمعة فبها ِ‬
‫مت َ‬
‫ونع ْ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ ْ‬
‫ِ‬
‫‬الجمعة‬ ‫َ‬
‫‬اغتسل‬يو َم‬‫‬ووقته‬من الفجر الصادق ألن األخبار علقته باليوم كقوله‬ﷺ « َ‬م ْن‬
‫‬الساعة‬األولى»‬الحديث‪‬،‬وتقريبه من ذهابه إلى الجمعة‬أفضل ألنه أبلغ‬ ‫ِ‬ ‫‬ثم‬راح في‬
‫َّ‬
‫‬في‬المقصود من انتفاء الرائحة الكريهة‪‬،‬ولو تعارض الغسل والتبكير فمراعاة الغسل‬
‫أولى‪‬،‬ألنه مختلف في‬وجوبه‪ ،‬ويكره تركه بال عذر على األصح‪.‬‬
‫(‬و)‬الثاني‬والثالث‪‬( :‬غسل العيدين)‬الفطر واألضحي‬لكل أحد وإن لم‬يحضر‬
‫الصالة ألنه‬يوم زينة‪‬،‬فالغسل له بخالف الجمعة‪‬.‬ويدخل وقت‬غسلهما‬بنصف‬
‫الليل وإن كان المستحب فعله بعد الفجر ألن أهل السواد‬‬يبكرون إليهما من قراهم‪،‬‬
‫‬فلو لم‬يكف الغسل لهما قبل الفجر لشق عليهم فعلق بالنصف الثاني‬لقربه من اليوم‬
‫كما قيل في‬أذان الفجر‪.‬‬
‫((( رواه البخاري‪.‬‬
‫((( رواه الرتمذي وحسنه‪.‬‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪‬‬ ‫‪80‬‬
‫‪X‬‬
‫ت ‪َ ،‬والكَافِ ِر إِ َذا َأ ْس َل َم ‪،‬‬
‫سل المي ِ‬ ‫وف ‪ ،‬والغ ُ ِ‬
‫ُسل من ُغ ِ َ ْ‬ ‫َ‬
‫وف ‪ ،‬والكُس ِ‬
‫َ ُ‬
‫اء‪ ،‬والخُ س ِ‬
‫ُ‬
‫ِ ِ‬
‫َواالستس َق َ‬
‫حرا ِم ‪........................... ،‬‬ ‫ُسل ِعندَ ا ِ‬
‫إل َ‬ ‫غمى َع َليه إِ َذا َأ َفا َقا ‪َ ،‬والغ ُ‬
‫والم َ‬
‫ُون ُ‬‫والمجن ِ‬
‫َ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫(‬و)‬الرابع‪‬:‬غسل صالة (‬االستسقاء)‬عند الخروج لها‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬


‫(‬و)‬الخامس‪ :‬غسل‬صالة (‬الخسوف)‬بالخاء المعجمة للقمر‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫(‬و)‬السادس‪‬:‬غسل صالة (‬الكسوف)‬بالكاف للشمس‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫مسلما أم ال‪‬،‬وسواء‬ ‫ً‬ ‫(‬و)‬السابع‪‬( :‬الغسل من‬غسل الميت)‬سواء أكان الميت‬
‫من ‬حم َله‬
‫‬و ْ‬ ‫ْ‬
‫فليغتسل َ‬ ‫طاهرا أم ال كحائض ‬لقوله‪‬َ « :‬م ْن ‬ َغ ّس َل ‬ميتًا‬ ‫ً‬ ‫أكان الغاسل‬
‫‬غسل َ‬م ّيتِكُم ‬ ُغ ٌ‬
‫سل ‬إ َذا‬ ‫ِ‬ ‫‬ليس ‬عليكم في‬ ‫فليتوضأ»(((‪‬ .‬وإنما لم ‬يجب لقوله ‬ﷺ « َ‬
‫‬غسلت ُُموه»(((‪‬.‬ويسن الوضوء من مسه‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫َّ‬
‫‬تعظيما لإلسالم‪‬،‬وقد أمر ﷺ‬
‫ً‬ ‫مرتدا (‬إذا أسلم)‬
‫(‬و)‬الثامن‪‬:‬غسل (الكافر)‬ولو ً‬
‫‬قيس بن عاصم بالغسل لما أسلم‪‬ ،‬وإنما لم ‬يجب ألن جماعة أسلموا ولم ‬يأمرهم‬‬‬
‫ﷺ ‬بالغسل‪‬ ،‬هذا إن لم ‬يعرض له فـي ‬كفره ما ‬يوجب الغسل وإال وجب على‬
‫األصح ‪.‬‬
‫(‬و)‬التاسع‪‬:‬غسل (‬المجنون)‬وإن تقطع جنونه‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
‫(‬و)‬العاشر‪‬:‬غسل (‬المغمى عليه)‬ولو لحظة (‬إذا أفاقا)‬ولم‬يتحقق منهما إنزال‬
‫لالتباع في‬اإلغماء‪‬.‬رواه الشيخان‪‬.‬وفي‬معناه الجنون‪‬،‬بل أولى ألنه‬يقال كما قال‬
‫الشافعى‬ ‬قل من جن إال وأنزل‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫(‬و)‬الحادى عشر‪‬( :‬الغسل عند اإلحرام)‬بحج أو عمرة أو بهما ولو حال حيض‬
‫المرأة ونفاسها‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬

‫((( رواه الرتمذي وحسنه‪.‬‬


‫((( رواه احلاكم‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪81‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫ول م َّك َة‪ ،‬ولِلو ُق ِ‬
‫وف بِ َع َـر َفـ َة ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ُ‬ ‫َولدُ ُخ َ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫‬المشرفة ولو كان ً‬


‫حالل‬على المنصوص‬ ‫ّ‬ ‫(‬و)‬الثانى عشر‪‬‬:‬الغسل‪‬( .‬لدخول مكة)‬
‫في‬األم‬‪‬،‬ويستثنى من إطالق المصنف ما لو أحرم المكى بعمرة من محل قريب‬
‫كالتنعيم واغتسل لم‬يندب له الغسل لدخول مكة‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫(‬و) ‬الثالث عشر‪ :‬الغسل (‬للوقوف بعرفة) ‬واألفضل كونه بنمرة ويحصل‬
‫أصل السنة في‬غيرها وقبل الزوال وبعد الفجر‪‬،‬لكن تقريبه للزوال أفضل كتقريبه‬
‫من ذهابه في‬غسل الجمعة‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫‬وقد قدمنا أن األغسال المسنونة ال تنحصر فيما قاله المصنف‪‬،‬بل منها‬
‫الرابع عشر‪ :‬الغسل من الحجامة‪.‬‬
‫الخامس عشر‪‬:‬ولالعتكاف‪.‬‬
‫السادس عشر‪‬:‬ولدخول المدينة المشرفة‪.‬‬
‫السابع عشر‪‬:‬وعند سيالن الوادى‪.‬‬
‫الثامن عشر‪‬:‬ولتغيير رائحة البدن‪.‬‬
‫التاسع عشر‪‬:‬وعند كل اجتماع من مجامع الخير‪‬،‬أما الغسل للصلوات الخمس‬
‫فال‬يسن لها لما في‬ذلك من المشقة‪‬،‬وآكد هذه االغتساالت‬غسل الجمعة ثم‬غسل‬
‫‬غاسل الميت‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫***‬

‫الصف األول الثانوى‬


‫‪‬‬ ‫‪82‬‬
‫‪X‬‬
‫أسئلة على باب الغسل‬
‫ ‪1:‬سما الغسل لغة وشرعا؟ وما موجباته؟ وما فرائضه؟ وما حكم إزالة النجاسة‬
‫التي على بدن المغتسل؟ وما سنن الغسل؟ وما حكم من اجتمع عليه‬
‫أغسال؟ وما األغسال المسنونة؟ وما الحكم لو اجتمع على المرأة غسل‬
‫حيض وجنابة ونوت أحدهما فقط؟ وما وقت النية في الغسل؟ وما آكد‬
‫االغتساالت المسنونة؟‬
‫ ‪2:‬ساختر اإلجابة الصحيحة مما بين القوسين فيما يأتى‪:‬‬
‫(واجب ـ مسنون ـ مباح)‪.‬‬ ‫ )أ(التدليك في الغسل ‬
‫(واجب ـ مسنون ـ مباح) ‪.‬‬ ‫ )ب(التيامن في الغسل ‬
‫(واجب ـ مسنون ـ مباح)‪.‬‬ ‫ )ج(غسل الكافر إذا أسلم ‬
‫(نمرة ـ منى ـ المزدلفة)‪.‬‬ ‫ )د(الغسل للوقوف بعرفة األفضل كونه بـ‬
‫(يسن ـ ال يسن ـ يجب)‪.‬‬ ‫ ‬
‫ )ـه(الغسل للصلوات الخمس‬
‫***‬

‫‪‬‬ ‫‪83‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫َمال ال َّط َه َار ِة ‪...،‬‬
‫ين َجائِ ٌز بِ َثال َث ِة َشرائِ َط َ‪:‬أن يبت َِدئَ ُل ْبس ُهما َبعدَ ك ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫سح َعلى الخُ َّف ِ‬
‫والم ُ‬
‫َ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫فصل في المسح على الخفين‬


‫وأخباره كثيرة كخبر ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما عن أبى بكرة‪:‬‬
‫‬يوما وليل ًة ‬إذا َّ‬
‫تطه َر‬ ‫‬ولياليهن ‬وللمقيم ً‬
‫َّ‬ ‫ِ‬
‫‬للمسافر ‬ثالث َة ‬أيا ِم‬ ‫«أرخص‬
‫َ‬ ‫‬أن النبى ﷺ‬
‫‬عليهما»‪‬.‬وروى ابن المنذر عن الحسن البصرى أنه قال‪:‬‬ ‫َ‬ ‫‬يمسح‬
‫َ‬ ‫‬خ َّف ِيه‬أن‬ ‫‬ف َل َ‬
‫بس ُ‬
‫‬حدثنى سبعون من الصحابة‪‬« :‬أن النبى مسح على الخفين»‪‬.‬وقال بعض المفسرين‪:‬‬
‫‬إن قراءة الجر في‬قوله تعالى‪ :‬ﱹ ﭟ ﱸ(((‬للمسح على الخفين‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫حكم المسح ‬‬‬‬‬‬‬‬
‫بدل‬عن‬غسل الرجلين‪‬،‬فالواجب‬ ‫(‬والمسح على الخفين جائز)‬في‬الوضوء ً‬
‫على البسه الغسل أو المسح‪‬،‬والغسل أفضل كما قال في‬الروضة في‬آخر باب‬
‫صالة المسافر‪‬.‬وخرج بالوضوء إزالة النجاسة والغسل ولو مندو ًبا فال مسح فيهما‪،‬‬
‫‬وبالمسح على الخفين مسح خف رجل مع‬غسل األخرى فال‬يجوز‪‬،‬ولألقطع لبس‬
‫خف في‬السالمة إال إن بقى بعض المقطوعة فال‬يكفى ذلك حتى‬يلبس‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬ ذلك البعض‬
‫خ ًفا‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫‬شروط المسح‬‬‬‬‬‬‬‬
‫وإنما يصح المسح‪‬،‬هنا (‬بثالثة شرائط)‬وترك راب ًعا كما ستعرفه‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫األول‪‬( :‬أن يبتدئ) ‬مرىد المسح على الخفىن (‬لبسهما بعد كمال) ‬أى تمام‬
‫(‬الطهارة)‬من الحدثين للحدىث السابق‪‬،‬فلو لبسهما قبل‬غسل رجليه‪ ،‬لم يجز‬
‫المسح‪‬.‬ولو أدخل إحداهما بعد‬غسلها ثم‬غسل األخرى وأدخلها لم يجز المسح‬
‫إال أن ينزع األولى من موضع القدم ثم يدخلها في الخف‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬ .‬‬

‫((( سورة املائدة ‪ .‬اآلية‪.6 :‬‬


‫الصف األول الثانوى‬
‫‪‬‬ ‫‪84‬‬
‫‪X‬‬
‫وأن َيكُونَا ِم َّما ُيمكِ ُن َتتَا ُب ُع‬ ‫رض ِمن ال َقدَ َم ِ‬
‫ين ‪َ ،‬‬ ‫ين لِ َم َح ِّل َغ ِ‬
‫سل ال َف ِ‬ ‫وأن َيكُونَا َساتِ َر ِ‬ ‫َ‬
‫يه َما ‪.‬‬‫الم ْش ِي َع َل ِ‬
‫َ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫‬حقيقة الستر في الخفين‬‬‬‬‬‬‬‬


‫(‬و)‬الثاني‪‬:‬من الشروط (‬أن يكونا)‬أى الخفان (‬ساترين لمحل‬غسل الفرض‬
‫من القدمين)‬فى الوضوء وهو القدم بكعبيه من سائر الجوانب ال من األعلى‪‬،‬فلو‬
‫رئى القدم من أعاله كأن كان واسع الرأس لم يضر‪.‬‬
‫‬فإن قصر عن محل الفرض أو كان به تخرق‬فى محل الفرض ضر ولو تخرقت‬
‫البطانة أو الظهارة والباقى صفيق لم يضر وإال ضر‪‬،‬والمراد بالستر هنا الحيلولة ال‬
‫ما يمنع الرؤية فيكفى الشفاف عكس ساتر العورة ألن القصد هنا منع نفوذ الماء وثم‬
‫(((‬
‫منع الرؤية‪ .‬وال يجزئ منسوج ال يمنع نفوذ الماء إلى الرجل من‬غير محل الخرز‬
‫لو صب عليه لعدم صفاقته‪‬،‬ألن الغالب في الخفاف أنها تمنع النفوذ فتنصرف إليها‬
‫النصوص الدالة على الترخيص‪‬،‬فيبقى الغسل واج ًبا فىما عداها‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫(‬و)‬الثالث‪‬:‬من الشروط (‬أن يكونا)‬م ًعا (‬مما يمكن تتابع المشى عليهما)‬لتردد‬
‫مسافر لحاجته عند الحط والترحال وغيرهما مما جرت به العادة‪‬،‬ولو كان البسه‬
‫مقعدً ا‪‬،‬بخالف ما ال يمكن المشى فيه لما ذكر لفرط سعته أو ضيقه أو نحو ذلك فال‬
‫يكفى المسح عليه إذ ال حاجة لمثل ذلك‪‬،‬وال فائدة في إدامته‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫والشرط الرابع‪‬ :‬الذى أسقطه المصنف أن يكونا طاهرين فال يكفى المسح‬
‫على خف اتخذ من جلد ميتة قبل الدباغ‬لعدم إمكان الصالة فيه‪‬،‬وفائدة المسح‬
‫وإن لم تنحصر فيها فالقصد األصلى منه الصالة وغيرها تبع لها‪‬،‬وألن الخف بدل‬
‫عن الرجل وهو نجس العين وهي ال تطهر عن الحدث ما لم تزل نجاستها‪‬،‬فكيف‬
‫يمسح عن البدل وهو نجس العين؟ والمتنجس كالنجس‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬

‫((( حمل اخلرز‪ :‬مكان اخلياطة‬

‫‪‬‬ ‫‪85‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫المدَّ ِة ِمن ِح ِ‬
‫ين‬ ‫ِ‬ ‫والم َسافِ ُر َثال َث َة َأ َّيا ٍم بِ َل َيالِ ِ‬
‫يه َّن ‪ ،‬وابتدَ ُاء ُ‬ ‫يم َيوم ًا و َلي َل ًة ُ‬
‫ويمسح ِ‬
‫المق ُ‬
‫َ َ ُ ُ‬
‫ين ‪.......................................................................‬‬ ‫بس الخُ َّف ِ‬
‫ث َبعدَ ُل ِ‬ ‫ي ِ‬
‫حد ُ‬ ‫ُ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫‬مدة المسح‬‬‬‬‬‬‬‬
‫طويل‬وهو عاص‬ ‫ً‬ ‫قصيرا أو‬
‫ً‬ ‫سفرا‬
‫(‬ويمسح المقيم)‬ولو عاص ًيا بإقامته والمسافر ً‬
‫‬يوما وليلة)‬كاملين فيستبيح بالمسح ما‬ ‫بسفره‪‬،‬وكذا كل سفر يمتنع فيه القصر ( ً‬
‫يستبيحه بالوضوء في هذه المدة‪‬( ،‬و) ‬يمسح (‬المسافر) ‬سفر قصر (‬ثالثة أيام‬
‫بلياليهن)‬فيستبيح بالمسح ما يستبيحه بالوضوء في هذه المدة‪‬،‬ودليل ذلك الخبر‬
‫السابق أول الفصل‪‬،‬وخبر مسلم عن شريح بن هانئ‪‬:‬سألت على بن أبى طالب عن‬
‫ويوما‬
‫المسح على الخفين‪‬،‬فقال‪‬« :‬جعل رسول الله ﷺ‬ثالثة أيام ولياليهن للمسافر ً‬
‫وليلة للمقيم»‪.‬‬
‫‬والمراد بلياليهن ثالث ليال متصلة بها سواء أسبق اليوم األول ليلة أم ال‪‬‬.‬‬
‫‬ما يستبيحه دائم الحدث بالمسح‬‬‬‬‬‬‬‬
‫تنبيه‪‬:‬شمل إطالقه دائم الحدث كالمستحاضة فيجوز له المسح على الخف‬
‫على الصحيح ألنه يحتاج إلى لبسه واالرتفاق به كغيره‪‬ ،‬وألنه يستفيد الصالة‬
‫أيضا‪‬ ،‬لكن لو أحدث بعد لبسه ‬غير حدثه الدائم قبل‬ ‫بطهارته فىستفيد المسح ً‬
‫فرضا مسح لفريضة‬فقط ولنوافل‪‬.‬وإن أحدث وقد صلى‬ ‫أن يصلى بوضوء اللبس ً‬
‫فرضا لم يمسح إال لنفل فقط ألن مسحه مرتب على طهره‪‬،‬وهو‬ ‫بوضوء اللبس ً‬
‫ال يفيد أكثر من ذلك‪‬،‬فإن أراد فريضة أخرى وجب نزع الخف والطهر الكامل ألنه‬
‫محدث بالنسبة إلى ما زاد على فريضة ونوافل‪‬،‬فكأنه لبس على حدث حقىقة فإن‬
‫طهره ال يرفع الحدث على المذهب‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫‬ابتداء مدة المسح‬‬‬‬‬‬‬‬
‫(‬وابتداء المدة)‬للمسح في حق المقيم والمسافر (‬من حين)‬انقضاء الزمن الذي‬
‫(‬يحدث)‬فىه (‬بعد لبس الخفين)‬ألن وقت جواز المسح يدخل بذلك‪‬،‬فاعتبرت‬
‫مدته منه فإذا أحدث ولم يمسح حتى انقضت المدة لم يجز المسح حتى يستأنف‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪‬‬ ‫‪86‬‬
‫‪X‬‬
‫سح ُم ِقي ٍم ‪......... ،‬‬
‫الس َف ِر ُث َّم َأ َقا َم؛ َأت ََّم َم َ‬
‫ِ‬
‫الح َض ِر ُث َّم َسا َف َر َأو َم َ‬
‫سح في َّ‬
‫ِ‬
‫َفإِن َم َ‬
‫سح في َ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫شهرا ً‬
‫مثل‬ألنها عبــادة‬ ‫لبسا على طهارة‪‬،‬أو لم يحـدث لم تحسب المدة‪‬،‬ولو بقى ً‬ ‫ً‬
‫مؤقتة فكان ابتداء وقتها من حين جواز فعلها كالصالة‪ ،‬و‬علم مما تقرر أن المدة‬
‫ال تحسب من ابتداء الحدث؛ ألنه وشمل إطالقهم الحدث بالنوم واللمس والمس‬
‫وهو كذلك‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫(‬فإن مسح) ‬بعد الحدث المقيم (‬فى الحضر) ‬على خفيه (‬ثم سافر) ‬سفر‬
‫قصر (‬أو مسح)‬المسافر على خفيه (‬فى السفر ثم أقام)‬قبل استيفاء مدة المقيم‬
‫(‬أتم)‬كل منهما (‬مسح مقيم)‬تغلي ًبا للحضر ألصالته‪‬،‬فيقتصر في األول على مدة‬
‫حضر‪‬،‬وكذا في الثانى إن أقام قبل مدته كما مر‪‬،‬وال يشترط في الخف أن يكون‬
‫حالل‪‬،‬ألن الخف تستوفى به الرخصة ال أنه المجوز للرخصة‪‬،‬بخالف منع القصر‬ ‫ً‬
‫في سفر المعصية إذ المجوز له السفر‪‬،‬فيكفى المسح على المغصوب كالتيمم بتراب‬
‫مغصوب‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‪.‬‬
‫‬حكم المسح على الجرموق‬‬‬‬‬‬‬‬
‫وال يجزئ المسح على جرموق‬وهو خف فوق خف ـ إن كان فوق قوى‪ ،‬ضعي ًفا‬
‫كان أو قو ًيا ـ لورود الرخصة في الخف لعموم الحاجة إليه‪‬،‬والجرموق ال تعم‬
‫الحاجة إليه‪ ،‬فإن كان فوق ضعيف كفى إن كان قويـًا‪ ،‬ألنه الخف واألسفل كاللفافة‪.‬‬
‫‬كيفية المسح والمجزئ فيه‬
‫وسن مسح أعاله وأسفله وعقبه وحرفه خطو ًطا‪‬:‬بأن يضع يده اليسرى تحت‬
‫العقب واليمنى على ظهر األصابع‪‬،‬ثم يمر اليمنى إلى آخر ساقه واليسرى إلى أطراف‬
‫مفرجا بين أصابع يديه‪‬،‬فاستيعابه بالمسح خالف األولى‪‬.‬ويكره‬
‫ً‬ ‫األصابع من تحت‬
‫تكراره وغسل الخف ويكفى مسمى مسح كمسح الرأس في محل الفرض بظاهر‬

‫‪‬‬ ‫‪87‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫وما ُي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب الغ َ‬
‫ُسل ‪.‬‬ ‫وج ُ‬ ‫المدَّ ة َ‬ ‫الم ْس ُح بِ َث َل َثة َأ ْش َي َ‬
‫اء بِخَ ْلع ِه َما ‪َ ،‬وانق َضاء ُ‬ ‫و َيب ُط ُل َ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫أعلى الخف ال بأسفله وباطنه وعقبه وحرفه‪‬،‬إذ لم يرد االقتصار على شىء منها كما‬
‫ورد االقتصار على األعلى‪‬،‬فىقتصر عليه وقو ًفا على محل الرخصة‪‬،‬ولو وضع يده‬
‫المبتلة عليه ولم يمرها أو قطر عليه أجزأه‪ ،‬وال مسح لشاك في بقاء المدة كأن نسى‬
‫سفرا ألن المسح رخصة بشروط منها المدة‪‬،‬فإذا‬‫حضرا أو ً‬ ‫ً‬ ‫ابتداءها‪‬،‬أو أنه مسح‬
‫شك فيها رجع لألصل وهو الغسل‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫‬مبطالت المسح‬‬‬‬‬‬‬‬
‫(‬ويبطل)‬حكم (‬المسح)‬فى حق البس الخف (‬بثالثة أشياء)‪:‬‬
‫‬األول‪‬( :‬بخلعهما)‬أو أحدهما أو بظهور بعض الرجل‪.‬‬
‫(‬و)‬الثانى‪‬( :‬انقضاء المدة)‬المحدودة‬فى حقهما‪‬،‬فليس ألحدهما أن يصلى بعد‬
‫انقضاء مدته وهو بطهر المسح في الحالين‪.‬‬
‫(‬و)‬الثالث‪‬( :‬ما يوجب الغسل)‬من جنابة أو حيض أو نفاس أو والدة فينزع‬
‫البسا ال يمسح بقىة المدة كما اقتضاه كالم الرافعي‪،‬‬ ‫ويتطهر ثم يلبس‪‬،‬حتى لو اغتسل ً‬
‫سفرا ـ‬أال‬ ‫‬وذلك لخبر صفوان‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬ قال‪‬« :‬كان رسول الله ﷺ‬يأمرنا إذا كنا مسافرين ـ‬أو ً‬
‫َابة»(((‪‬،‬وقيس بالجنابة ما في معناها وألن‬ ‫ننزع‬خفا َفنا ثالث َة‬أيا ٍم‬ولياليهن‬إال ِمن‬جن ٍ‬
‫ْ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫مسحا‬
‫ً‬ ‫ذلك ال يتكرر تكرار الحدث األصغر‪‬،‬وفارق الجبيرة مع أن في كل منهما‬
‫ثم‬أشد والنزع أشق‪‬.‬ومن فسد‬ ‫بأعلى ساتر لحاجة موضوعة على طهر بأن الحاجة ّ‬
‫خفه أو ظهر شىء مما ستر به من رجل ولفافة وغيرهما أو انقضت المدة وهو بطهر‬
‫المسح في الثالث لزمه‬غسل قدميه فقط لبطالن طهرهما دون‬غيرهما بذلك‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫***‬

‫((( رواه الرتمذي وغريه وصححوه‪.‬‬


‫الصف األول الثانوى‬
‫‪‬‬ ‫‪88‬‬
‫‪X‬‬
‫أسئلة على باب المسح على الخفين‬
‫ ‪1:‬سما حكم المسح على الخفين؟ وما دليله؟ وما شروط المسح؟ وما حقيقة‬
‫الستر على الخفين؟ وما مدة المسح؟ وما الذي يستبيحه دائم الحدث‬
‫بالمسح؟ ومتى تبدأ مدة المسح؟ وما كيفية المسح؟ وما المجزئ فيه؟‬
‫وما مبطالت المسح؟‬
‫ ‪2:‬سضع عالمة (√) أمام العبارة الصحيحة وعالمة (×) أمام العبارة الخطأ ثم‬
‫صوب الخطأ‪:‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫ )أ(إن مسح خف رجل وغسل األخرى ـ صح الوضوء‪ .‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫ )ب(إن مسح على الخفين في الغسل ـ ال يصح الغسل‪ .‬‬
‫ )ج(إن غسل ً‬
‫رجل ثم أدخلها في الخف ثم غسل األخرى ثم أدخلها‬
‫( )‬ ‫في الخف ـ ال يصح المسح ‪.‬‬
‫(د) شك في بقاء المدة كأن نسى ابتداءها ثم مسح على الخفين ـ يجزئ‬
‫( )‬ ‫المسح‪ .‬‬
‫ ‪3:‬سبم توجه الفرق في الحكم بين كل من‪:‬‬
‫الساتر في الخفين ـ الساتر للعورة‪.‬‬
‫***‬

‫‪‬‬ ‫‪89‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫اء ‪ُ :‬وجو ُد ال ُع ِ‬ ‫َ ِ‬
‫ذر ‪....................................‬‬ ‫وش َرائ ُط ال َّت َي ُّم ِم َخمس ُة َأش َي َ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫‬فصل‪‬:‬في‬التيمم‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
‫هو ‬لغة ‬القصد ‬يقال‪‬ :‬تيممت فالنًا ويممته وتأممته وأممته أي قصدته‪‬ .‬ومنه‬
‫قوله تعالى‪ :‬ﱹ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ‬
‫ﮝ ﮞ ﮟﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫﮬ‬
‫ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﱸ((( ‪.‬‬
‫وشر ًعا‪‬:‬إيصال التراب إلى الوجه واليدين بشرائط مخصوصة‪.‬‬
‫‬وخصت به هذه األمة واألكثرون على أنه‬فرض سنة ست من الهجرة‪‬،‬وهو رخصة‬
‫على األصح‪‬،‬وأجمعوا على أنه مختص بالوجه واليدين وإن كان الحدث أكبر‪.‬‬
‫واألصل فيه قبل اإلجماع قوله تعالى‪ :‬ﱹ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ‬
‫ﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞ‬
‫ﭟ ﭠ ﭡﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ‬
‫ﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺ‬
‫ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ‬
‫ﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏ‬
‫‬جع ْلت لنا األرض ك ُّلها مسجدً ا‬
‫طهورا وخبر مسلم‪ُ « :‬‬
‫ً‬ ‫ﮐﱸ(((‪‬‬،‬أي‬ترا ًبا‬
‫وتربتُها َط ُه ً‬
‫ورا»‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫(‬وشرائط التيمم)‬جمع شريطة كما قاله الجوهري (‬خمسة أشياء)‬ والمعدود‬
‫في كالمه ستة كما ستعرفه‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫األول (‬وجود العذر)‬وهو العجز عن استعمال الماء‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫((( سورة البقرة ‪ .‬اآلية‪.267 :‬‬
‫((( سورة املائدة ‪ .‬اآلية‪.6 :‬‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪‬‬ ‫‪90‬‬
‫‪X‬‬
‫بِ َس َف ٍر ‪...........................................................................‬‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫(‬أسباب العجز عن استعمال الماء المبيح للتيمم)‬‬‬‬‬‬‬‬


‫وللعجز ثالثة أسباب‪‬‬‬‬ :‬‬
‫أحدها‪‬:‬فقده (‬ب)‬سبب (‬سفر)‪:‬‬
‫‬وللمسافر أربعة أحوال‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬ :‬‬
‫حينئذ‬بال طلب‪‬،‬إذ ال فائدة فيه سواء‬ ‫ٍ‬ ‫الحالة األولى‪‬:‬أن‬يتيقن عدم الماء فيتيمم‬
‫مسافرا أم ال‪‬.‬وفقده في‬السفر جرى على الغالب‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫ً‬ ‫أكان‬
‫جوز وجوده وعدمه‪‬ ،‬فيجب عليه طلبه‬ ‫الحالة الثانية‪‬ :‬أن ال ‬يتيقن العدم‪‬ ،‬بل ّ‬
‫في الوقت قبل التيمم ولو بمأذونه(((‬مما ّ‬
‫جوزه فيه من رحله ورفقته المنسوبين إليه‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‪.‬‬
‫ويستوعبهم كأن‬ينادى فيهم‪‬:‬من معه ماء‬يجود به‪‬،‬ثم إن لم‬يجد الماء في‬ذلك‬
‫‬وأماما وخل ًفا إلى حد يلحقه فيه غوث رفقته إذا استغاث‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫وشمال‬ ‫نظر حواليه‬يمينًا‬
‫بهم فيه‪ ،‬فإن لم يجد ماء تيمم لظن فقده‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫الحالـة الثالثـة‪‬:‬أن‬يعلـم مـاء بمحل‬يصلـه من يحتطـب ونحوه وهـذا فوق حد‬
‫الغـوث المتقـدم ويسـمى حـد القـرب‪ ،‬فيجب طلبـه منه إن أمـن‬انقطاع عـن رفقة‬
‫وخـروج وقت‪‬،‬وإال فال‬يجب طلبه بخلاف من معه ماء ولو توضأ به خرج الوقت‪،‬‬
‫‬فإنه ال‬يتيمم ألنه واجد للماء‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫الحالة الرابعة‪‬:‬أن‬يكون الماء فى حد البعد((( فيتيمم وال‬يجب قصد الماء لبعده‪،‬‬
‫‬فلو تيقنه آخر الوقت‪‬،‬فانتظاره أفضل من تعجيل التيمم ألن فضيلة الصالة بالوضوء‬
‫ولو آخر الوقت أبلغ‬منها بالتيمم أوله‪‬،‬وإن ظنه أو ظن أو تيقن عدمه أو شك فيه آخر‬
‫الوقت‪‬،‬فتعجيل التيمم أفضل لتحقق فضيلته دون فضيلة الوضوء‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫((( مأذونه ‪ :‬من يأذن يف طلبه املاء ألجله‪.‬‬
‫((( حد البعد‪ :‬ما زاد عن حد القرب السابق‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪91‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫اء ‪ ،‬و َتع ُّذر استِ ِ ِ‬
‫قت الص َل ِة ‪ ،‬و َط َلب الم ِ‬
‫خول و ِ‬ ‫َأو َم َر ٍ‬
‫عماله وإِ َ‬
‫عوا ُز ُه َبعدَ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫َّ‬ ‫ض ‪ ،‬و ُد ُ َ‬
‫ب ‪........................................................................ ،‬‬ ‫ال َّط َل ِ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫السبب الثاني‪‬:‬خوف محذور من استعمال الماء بسبب بطء برء (‬أو مرض)‬
‫‬أو زيادة ألم أو شين فاحش في‬عضو ظاهر للعذر‪‬،‬ولآلية السابقة‪‬.‬والشين األثر‬
‫المستكره من تغير لون أو نحول(((‪‬ ،‬والظاهر ما ‬يبدو عند المهنة ‬غال ًبا كالوجه‬
‫واليدين‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬ .‬‬
‫السبب الثالث‪‬‬:‬حاجته إليه لعطش حيوان محترم ولو كانت حاجته إليه لذلك‬
‫في المستقبل صونًا للروح أو‬غيرها من التلف‪‬،‬فيتيمم مع وجوده ‪.‬‬
‫فرضا كان أو ً‬
‫نفل‬قبل‬ ‫(‬و)‬الشىء الثانى (‬دخول وقت الصالة)‬فال يتيمم لوقت ً‬
‫وقته‪‬،‬ألن التيمم طهارة ضرورة وال ضرورة قبل الوقت بل يتيمم له فيه‪‬،‬ويتيمم للنفل‬
‫المطلق في كل وقت أراده إال وقت الكراهة إذا أراد إيقاع الصالة فيه‪‬،‬ويشترط العلم‬
‫بالوقت‪‬.‬فلو تيمم شاكًا فيه لم يصح وإن صادفه‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫(‬و)‬الشىء الثالث (‬طلب الماء)‬بعد دخول الوقت بنفسه أو بمأذونه كما مر‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫(‬و)‬الشىء الرابع (‬تعذر استعماله)‬شر ًعا‪‬،‬فلو وجد خابية(((‬مسبلة(((‬بطريق لم‬
‫عدو‪‬،‬ومن صور التعذر‬
‫حسا كأن يحول بينه وبينه سبع أو ّ‬ ‫يجز له الوضوء منها‪‬،‬أو ً‬
‫خوفه سار ًقا أو انقطا ًعا عن رفقة‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫(‬و)‬الشئ الخامس (‬إعوازه)‬أى الماء أي احتياجه إليه (‬بعد الطلب)‬لعطشه‬
‫مر‬وهو ما ال يباح قتله‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫‬أوعطش حيوان محترم كما ّ‬

‫((( نحول‪ :‬ضعف‪.‬‬


‫((( وعاء املاء الذي حيفظ فيه‪.‬‬
‫((( عىل هيئة سبيل للرشب‪.‬‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪‬‬ ‫‪92‬‬
‫‪X‬‬
‫اه ُر ا َّل ِذي َله ُغ َب ٌار‪َ .‬فإِن َخا َل َط ُه ِج ٌّص َأو َر ْم ٌل َلم ُي ِ‬
‫جز ‪.‬‬ ‫والتُّراب ال َّط ِ‬
‫َ َ ُ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫(‬و) ‬الشىء ‬السادس (‬التراب ‬الطاهر الذي له ‬غبار) ‬قال تعالى‪ :‬ﱹ ﭺ‬
‫طاهرا كما فسره ابن عباس وغيره‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫ً‬ ‫ﭻ ﭼ ﱸ(((‬أى ترا ًبا‬
‫والمراد بالطاهر الطهور فال‬يجوز بالمتنجس وال بما ال‬غبار له وال بالمستعمل‪،‬‬
‫‬وهو ما بقى بعضوه أو تناثر منه حالة التيمم كالمتقاطر من الماء‪‬،‬وخرج بالتراب‬
‫النورة‬‬والزرنيخ‬وسحاقة الخزف ونحو ذلك‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫(‬فإن خالطه)‬أي‬التراب الطهور (‬جص)‬بكسر الجيم وفتحها‪‬،‬وهو الذي‬تسميه‬
‫العامة الجبس أو دقيق أو نحوه‪‬( .‬أو)‬اختلط به (‬رمل)‬ناعم‬يلصق بالعضو (‬لم‬
‫‬يجز)‬التيمم به‪‬،‬وإن قل الخليط ألن ذلك‬يمنع وصول التراب إلى العضو‪‬،‬أما الرمل‬
‫الذي‬ال‬يلصق بالعضو فإنه‬يجوز التيمم به إذا كان له‬غبار‪‬،‬ألنه من طبقات األرض‬
‫صالحا للغسل ال‬يكفيه وجب استعماله في‬بعض‬ ‫ً‬ ‫والتراب جنس له‪‬،‬ولو وجد ماء‬
‫أعضائه مرت ًبا إن كان حدثه أصغر‪‬،‬أو مطل ًقا إن كان‬غيره كما‬يفعل من‬يغسل كل‬
‫بأمر‬فأتُوا ِمنْ ُه َ‬ما‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬استَطعتُم»‬ويكون استعماله قبل‬
‫بدنه لخبر الصحيحين‪‬« :‬إذا أمرتُكم ٍ‬
‫التيمم عن الباقى لقوله تعالى‪ :‬ﱹ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﱸ((( ‪‬.‬وهذا‬
‫واجد له‪‬،‬أما ما ال يصلح للغسل‬كثلج أو برد ال يذوبان‪‬،‬فاألصح القطع بأنه ال يجب‬
‫مسح الرأس به‪‬،‬إذ ال يمكن ههنا تقديم مسح الرأس ومن به نجاسة ووجد ما يغسل‬
‫به بعضها وجب عليه للحديث المتقدم‪‬،‬أو وجد ماء وعليه حدث أصغر أو أكبر‪،‬‬
‫‬وعلى بدنه نجاسة وال يكفى إال ألحدهما تعين للنجاسة‪ ،‬ألن إزالتها ال بدل لها‪،‬‬
‫‬بخالف الوضوء والغسل‪.‬‬

‫((( سورة املائدة ‪ .‬اآلية‪. 6 :‬‬


‫((( سورة املائدة ‪ .‬اآلية‪. 6 :‬‬

‫‪‬‬ ‫‪93‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫ِ‬
‫و َف َرائ ُض ُه َأر َب َع ُة َأش َي َ‬
‫اء ‪ :‬النِّـ َّيـ ُة ‪............................................... ،‬‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫ويشترط قصد التراب لقوله تعالى‪ :‬ﱹ ﭺ ﭻ ﭼ ﱸ(((‬‬أى‬اقصدوه‬


‫فلو سفته‬ريح على عضو من أعضاء التيمم فردده‬عليه ونوى لم يكف‪ ،‬وإن قصد‬
‫بوقوفه في مهب الريح التيمم النتفاء القصد من جهته بانتفاء‬‬‬‬‬‬‬‬ النقل المحقق له‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬ .‬‬
‫‬فرائض التيمم‬‬‬‬‬‬‬‬
‫(‬وفرائضه)‪‬:‬أى التيمم جمع فريضة أي أركانه هنا‪‬( :‬أربعة أشياء)‬بل خمسة‪:‬‬
‫الركن األول‪‬:‬وهو الذي أسقطه المصنف هنا نقل التراب إلى العضو الممسوح‬
‫بنفسه أو بمأذونه كما مر‪‬ ،‬فلو كان على العضو تراب فردده عليه من جانب‬
‫إلى جانب لم يكف‪‬،‬وإنما صرحوا بالقصد مع أن النقل المقرون بالنية متضمن له‬
‫رعاية للفظ اآلية‪.‬‬
‫‬مراتب النية وكيفيتها‬‬‬‬‬‬‬‬
‫والركن الثاني‪‬:‬وهو األول في كالم المصنف‪‬( :‬النية)‬أى نية استباحة الصالة‬
‫أو نحوها مما تفتقر استباحته إلى طهارة كطواف وحمل مصحف وسجود تالوة‪،‬‬
‫ولو تيمم بنية االستباحة ظانًا أن حدثه أصغر فبان أكبر أو عكسه ـ ‬صح‪‬ ،‬ألن‬
‫موجبهما واحد وإن تعمد لم يصح لتالعبه‪‬،‬ولو أجنب في سفره ونسى وكان يتيمم‬
‫وقتًا ويتوضأ وقتًا أعاد صلوات الوضوء فقط لما مر‪ ،‬وال يكفى نية رفع حدث أصغر‬
‫أو أكبر أو الطهارة عن أحدهما‪‬،‬ألن التيمم ال يرفعه‪.‬‬
‫‬ما يباح للمتيمم بنية‬االستباحة‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
‫ً‬
‫عمل ‬بنيته‬ ‫وأما ما يباح له بنيته فإن نوى استباحة فرض ونفل أبيحا له‬
‫أو ً‬
‫فرضا فقط فله النفل معه‪‬،‬ألن النفل تابع له‪ .‬فإذا صلحت طهارته لألصل فللتابع‬
‫ال‬فقط‪‬،‬أو نوى الصالة وأطلق صلى به النفل وال يصلى به الفرض‪،‬‬ ‫أولى أو نف ً‬
‫((( سورة املائدة ‪ .‬اآلية‪. 6 :‬‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪‬‬ ‫‪94‬‬
‫‪X‬‬
‫ِ‬ ‫ين مع ِ‬
‫المر َف َق ِ‬ ‫ِ‬
‫يب ‪.‬‬
‫ين ‪َ ،‬والتَّرت ُ‬ ‫‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬وم ْس ُح ال َيدَ ِ َ َ‬
‫الوجه ‪َ ،‬‬ ‫وم ْس ُح َ‬
‫َ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫مر‪‬،‬فال يجعل المتبوع تاب ًعا‪ ،‬وأما‬


‫‬أما فى األولى فألن الفرض أصل والنفل تابع كما ّ‬
‫فقياسا على ما لو أحرم بالصالة فإن صالته تنعقد نفالً‪‬،‬ولو نوى بتيممه‬
‫ً‬ ‫فى الثانية‬
‫حمل المصحف أو سجود التالوة أو الشكر أو نوى نحو الجنب االعتكاف أو قراءة‬
‫القرآن أو الحائض استباحة الوطء كان ذلك كله كنية النفل فى أنه ال يستبيح به‬
‫أيضا‪‬،‬ألن النافلة آكد من ذلك‪‬،‬وظاهر كالمهم أن ما‬ ‫الفرض وال يستبيح به النفل ً‬
‫ذكر فى مرتبة واحدة حتى إذا تىمم لواحد منها جاز له فعل البقية‪‬،‬ولو نوى بتيممه‬
‫صالة الجنازة فاألصح أنه كالتيمم للنفل‪‬.‬‬
‫(‬و) ‬الركن الثالث‪‬ :‬وهو الثانى في كالم المصنف (‬مسح الوجه) ‬حتى ظاهر‬
‫مسترسل لحيته والمقبل من أنفه على شفتيه لقوله تعالى‪ :‬ﱹﭽﭾ‬
‫ﭿ ﱸ(((‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫(‬و) ‬الركن الرابع‪‬ :‬وهو الثالث في كالم المصنف (‬مسح) ‬كل (‬اليدين مع‬
‫المرفقين)‬لآلية‪‬،‬ألن الله تعالى أوجب طهارة األعضاء األربعة في الوضوء في أول‬
‫اآلية‪‬،‬ثم أسقط منها عضوين في التيمم في آخر اآلية‪‬،‬فبقى العضوان في التيمم على‬
‫ما ذكرا في الوضوء‪‬،‬إذ لو اختلفا لبينهما كذا قاله الشافعي‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫(‬و)‬الركن الخامس‪‬‬:‬وهو الرابع في كالم المصنف (‬الترتيب)‬بين الوجه واليدين‬
‫لما مر في الوضوء‪‬،‬وال فرق في ذلك بين التيمم عن حدث أكبر أو أصغر أو‬غسل‬
‫مسنون أو وضوء مجدد أو‬غير ذلك مما يطلب له التيمم‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫وال يجب إيصال التراب إلى منبت الشعر الخفيف لما فيه من العسر‪‬،‬بخالف‬
‫الوضوء‪‬،‬بل وال يستحب‪‬،‬فالكثيف أولى‪.‬‬

‫((( سورة املائدة ‪ .‬اآلية‪. 6 :‬‬

‫‪‬‬ ‫‪95‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الم َو َال ُة ‪.‬‬
‫سرى ‪َ ،‬و ُ‬
‫يم ال ُيمنَى َعلى ال ُي َ‬ ‫وسنَنُه َثال َث ُة َأش َي َ‬
‫اء ‪ :‬التَّسمي ُة ‪ ،‬وتَقد ُ‬ ‫ُ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫ِ‬
‫‬للوجه‬ ‫ِ‬
‫ضربتان‪‬:‬ضرب ٌة‬ ‫‬ويجب مسح وجهه ويديه بضربتين لخبر الحاكم‪‬« :‬التيمم‬
‫‬وضرب ٌة‬لليدين‪‬.‬وروى أبو داود‪‬:‬أنه ﷺ وسلم‬تيمم بضربتين َ‬
‫مسح‬بإحدَ اهما وجهه‬
‫وباألخرى ذراعيه‪‬.‬وألن االستيعاب‬غال ًبا ال يتأتى بدونهما وال يتعين الضرب‪‬،‬فلو‬
‫وضع يديه على تراب ناعم وعلق بهما‬غبار كفى‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫‬سنن التيمم‬‬‬‬‬‬‬‬
‫ثم شرع في سنن التيمم فقال‪‬( :‬وسننه)‬أى التيمم (‬ثالثة أشياء)‬وفى بعض النسخ‬
‫ثالث خصال بل أكثر من ذلك كما ستعرفه‪:‬‬
‫‬األول (‬التسمية)‬أوله كالوضوء والغسل ولو لمحدث حد ًثا أكبر‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫(‬و)‬‬الثانى (‬تقديم اليمنى)‬من اليدين (‬على اليسرى)‬منهما‪.‬‬
‫(‬و)‬الثالث (‬المواالة)‬كالوضوء ألن ً‬
‫كل‬منهما طهارة عن حدث‪‬،‬وإذا اعتبرنا‬
‫أيضا بتقديره ماء‪.‬‬
‫هناك الجفاف اعتبرناها هنا ً‬
‫خروجا من خالف من أوجبها‪.‬‬
‫ً‬ ‫أيضا‪‬:‬المواالة بين التيمم والصالة‬
‫‬ومن سننه ً‬
‫‬ومن سننه‪‬:‬البداءة بأعلى وجهه وتخفيف الغبار من كفيه أو ما يقوم مقامهما‪،‬‬
‫‬وتفريق أصابعه في أول الضربتين وتخليل أصابعه بعد مسح اليدين‪‬،‬وأن ال يرفع‬
‫خروجا من خالف من أوجبه‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫ً‬ ‫اليد عن العضو قبل تمام مسحه‬
‫***‬

‫الصف األول الثانوى‬


‫‪‬‬ ‫‪96‬‬
‫‪X‬‬
‫اء فِي َغ ِير و ِ‬
‫قت‬ ‫وا َّل ِذي يبطِ ُل ال َّتيمم َثال َث ُة َأشياء ‪ :‬ما يبطِ ُل الو ُضوء ‪،‬ورؤي ُة الم ِ‬
‫َ‬ ‫َ ُ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ ُ‬ ‫َ ُّ َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫الر َّد ُة ‪............................................................... ،‬‬ ‫الص َلة ‪َ ،‬و ِّ‬
‫َّ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫‬مبطالت التيمم‬‬‬‬‬‬‬‬
‫ثم شرع في مبطالت التيمم فقال‪(‬ :‬والذى ‬يبطل التيمم) بعد صحته (‬ثالثة‬
‫أشياء)‬‬‬‬‬‬‬‬‬‪:‬‬
‫األول‬(‬ما)‬أى الذي (‬أبطل الوضوء)‬وتقدم بيانه في موضعه‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫(‬و) ‬الثاني (‬رؤية الماء) ‬الطهور (‬فى ‬غير وقت الصالة) ‬وإن ضاق الوقت‬
‫باإلجماع كما قاله ابن المنذر‪‬،‬ولخبر أبى داود‪‬« :‬التراب كافيك ولو لم تجد الماء‬
‫عشر حجج‪‬،‬فإذا وجدت الماء فأمسه جلدك»(((‪‬،‬وألنه لم يشرع في المقصود فصار‬
‫كما لو رآه في أثناء التيمم‪‬.‬ووجود ثمن الماء عند إمكان شرائه كوجود الماء‪.‬‬
‫فإن وجده فى صالة ال يسقط قضاؤها بالتيمم بأن صلى فى مكان يغلب فيه وجود‬
‫الماء بطل تيممه‪‬،‬إذ ال فائدة باالشتغال بالصالة ألنه ال بد من إعادتها‪‬،‬وإن أسقط‬
‫التيمم قضاءها لم يبطل تيممه ألنه شرع فى المقصود‪‬،‬فكان كما لو وجد المكفر‬
‫الرقبة بعد الشروع فى الصوم‪‬،‬وألن وجود الماء ليس حد ًثا لكنه مانع من ابتداء‬
‫التيمم‪‬،‬وال فرق فى ذلك بين صالة الفرض‪‬:‬كظهر وصالة جنازة‪‬،‬والنفل‪‬:‬كعيد‬
‫ووتر‪.‬‬
‫(‬و)‬الثالث‪‬:‬من المبطالت (‬الردة)‬والعىاذ بالله تعالى منها بخالف الوضوء لقوته‬
‫وضعف بدله‪‬،‬لكن تبطل نىته فيجب تجدىد نىة الوضوء‪.‬‬

‫((( رواه احلاكم وصححه ‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪97‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الج َبائ ِر َي َ‬
‫مس ُح َع َل َيها و َيت َي َّم ُم ‪...................................... ،‬‬ ‫ب َ‬ ‫وصاح ُ‬
‫َ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬الجبيرة وحكمها‬‬‬‬‬‬‬‬
‫(‬وصاحب الجبائر)‬جمع جبيرة وهي خشبة‪‬:‬أو نحوها كقصبة((( توضع على‬
‫الكسر ويشد عليها لينجبر الكسر (يمسح)‬بالماء (‬عليها)‬حيث عسر نزعها لخوف‬
‫محذور مما تقدم‪‬،‬وكذا اللصوق((( بفتح الالم والشقوق التي في الرجل إذا احتاج‬
‫ً‬
‫استعمال‬له ما‬ ‫إلى تقطير شىء فيها يمنع من وصول الماء‪‬،‬ويجب مسح كلها بالماء‬
‫أمكن بخالف التراب‬ال يجب مسحها به‪‬،‬وال يقدر المسح بمدة بل له االستدامة إلى‬
‫االندمال(((‬ألنه لم يرد فيه تأقيت‪‬،‬وألن الساتر ال ينزع للجنابة بخالف الخف فيهما‪،‬‬
‫‬ويمسح الجنب ونحوه متى شاء والمحدث وقت‬غسل عليله‪‬،‬ويشترط في الساتر‬
‫ليكفى ما ذكر أن ال يأخذ من الصحيح إال ما ال بد منه لالستمساك‪‬،‬ويجب‬غسل‬
‫الصحيح ألنها طهارة‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬ ضرورة فاعتبر اإلتيان فيها بأقصى الممكن (‬ويتيمم)‬وجو ًبا‬
‫لما رواه أبو داود والدارقطنى بإسناد كل رجاله ثقات عن جابر في المشجوج الذي‬
‫‬يكفيه‬أن‬ ‫ِ‬ ‫كان‬
‫احتلم واغتسل فدخل الماء شجته فمات‪‬،‬أن النبى‬ﷺ‬قال‪«‬:‬إنَّما َ‬
‫ويغسل‬سائر َج َس ِده»‬والتيمم بدل‬ ‫ُ‬ ‫‬عليها‬
‫مسح َ‬ ‫‬ويعصب على ْ‬
‫رأسه خرق ًة‬ثم َي ُ‬ ‫يتيمم َ‬
‫َ‬
‫عن‬غسل العضو العليل‪‬،‬ومسح الساتر بدل عن‬غسل ما تحت أطرافه من الصحيح‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫‬وإذا امتنع وجوب استعمال الماء في ‬عضو من محل الطهارة لنحو مرض‬
‫أو جرح ولم يكن عليه ساتر وجب التيمم لئال يبقى موضع العلة بال طهارة‪‬،‬فيمر‬
‫التراب ما أمكن على موضع العلة إن كانت بمحل التيمم‪‬،‬ويجب‬غسل الصحيح‬
‫بقدر اإلمكان لما رواه ‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬أبو داود وابن حبان في حديث عمرو بن العاص في رواية‬
‫لهما‪‬« :‬أنه‬غسل معاطفه وتوضأ وضوءه للصالة ثم صلى بهم‪‬.‬قال البيهقي‪‬:‬معناه أنه‬‬

‫((( نبات ساقه أنابيب يسمى ىف مرص الغاب البلدى‪.‬‬


‫((( اللصوق‪ :‬ما يلصق باجلرح من خرقة أو قطنة أو نحو ذلك‪.‬‬
‫((( اإلندمال ‪ :‬دمل جرحه ً‬
‫دمال برئ ‪.‬‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪‬‬ ‫‪98‬‬
‫‪X‬‬
‫يض ٍة‪.............. ،‬‬
‫َان َو َض َع َها َع َلى ُط ْه ٍرو َيت َي َّم ُم لِك ُِّل َف ِر َ‬
‫ول إِ َعا َد َة َع َل ِيه إِن ك َ‬
‫و ُي َص ِّلي َ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫غسل ما أمكنه وتوضأ وتيمم للباقى‬‪‬،‬ويتلطف في‬غسل الصحيح المجاور للعليل‬


‫فيضع خرقة مبلولة بقربه ويتحامل عليها‪‬،‬ليغسل بالمتقاطر منها ما حواليه من‬غير‬
‫أن يسيل الماء إليه‪‬،‬فإن لم يقدر على ذلك بنفسه استعان ولو بأجرة‪‬،‬فإن تعذر ففى‬
‫المجموع أنه يقضي‪‬( ،‬ويصلي)‬صاحب الجبيرة إذا مسح عليها وغسل الصحيح‬
‫وتيمم (‬وال إعادة عليه إن كان وضعها على طهر)‬ألنه أولى من المسح على الخف‬
‫للضرورة هنا‪‬،‬هذا إذا لم تكن الجبيرة على محل التيمم‪‬،‬وإال وجب القضاء‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫‬وإن وضعها على حدث سواء أكان في أعضاء التيمم أم في‬غيرها من أعضاء‬
‫الطهاة وجب نزعها إن أمكن بال ضرر يبيح التيمم ألنه مسح على ساتر‪‬،‬فاشترط‬
‫فيه الوضع على طهر كالخف‪‬،‬فإن تعذر نزعه مسح وصلى وقضى الفرائض لفوات‬
‫ٍ‬
‫حينئذ‬بالخف وكذا يجب القضاء إن أمكنه‬ ‫شرط الوضع على طهارة فانتفى تشبيهه‬
‫النزع ولم يفعل‪‬،‬وكان وضعها على طهر‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬ .‬‬
‫‬ال جيمع فرضني بتيمم واحد‬‬‬‬‬‬‬‬
‫(‬ويتيمم)‬المعذور وجو ًبا (‬لكل فريضة)‬فال يصلى بتيمم‬غير فرض‪‬،‬ألن‬الوضوء‬
‫كان لكل فرض لقوله تعالى‪ :‬ﱹ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﱸ(((‬والتيمم‬بدل عنه ثم نسخ‬
‫‬وبقى‬
‫َ‬ ‫‬صلوات‬بوضوء واحد»‬ ‫خمس َ‬‫َ‬ ‫ذلك في الوضوء بأنه‬ﷺ‪‬« :‬صلى يو َم‬ال َفتح‬
‫‬التيمم‬على ما كان عليه‪‬،‬ولما روى البيهقى بإسناد صحيح ‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬عن ابن عمر قال‪« :‬يتيمم‬ ‫ُ‬
‫لكل صالة وإن لم يحدث»‬وألنه طهارة ضرورة‪‬.‬ومثل فرض الصالة في ذلك فرض‬
‫الطواف وخطبة الجمعة‪‬،‬فيمتنع الجمع بتيمم‬واحد بين طوافين مفروضين‪‬،‬وبين‬
‫طواف فرض وفرض صالة‪‬،‬وبين صالة الجمعة وخطبتها على ما رجحه الشيخان‪،‬‬
‫‬وهو المعتمد‪‬،‬ألن الخطبة‬‬وإن كانت فرض كفاية إذ قيل إنها قائمة مقام ركعتين‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬

‫((( سورة املائدة ‪ .‬اآلية‪. 6 :‬‬

‫‪‬‬ ‫‪99‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫اء ِم َن الن ََّوافِلِ ‪.‬‬ ‫ِ ٍ‬
‫‬و ُي َص ِّلي بِ ُّ‬
‫تيم ٍم َواحد َما َش َ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫(‬ويصلى بتيمم واحد ما شاء من النوافل) ألن النوافل تكثر فيؤدى إيجاب التيمم‬
‫لكل صالة منها إلى الترك أو إلى حرج عظيم‪‬،‬فخفف في أمرها كما خفف بترك‬
‫القيام فيها مع القدرة وبترك القبلة في السفر‪ ،‬ولو صلى بالتيميم منفرد ًا أو في جماعة‬
‫ثم أراد إعادتها جماعة جاز ألن فرضه األولى‪.‬‬
‫تنبيه‪ :‬على فاقد الطهورين وهما الماء والتراب كمحبوس بمحل ليس فيه واحد‬
‫منهما أن يصلى الفرض لحرمة الوقت ويعيد إذا وجد أحدهما وخرج بالفرض النفل‬
‫فال يفعل‪.‬‬
‫***‬

‫الصف األول الثانوى‬


‫‪‬‬ ‫‪100‬‬
‫‪X‬‬
‫أسئلة على باب التيمم‬
‫ ‪1:‬سما التيمم؟ وما دليله؟ وما شروطه؟ وما أسباب العجز عن استعمال الماء‬
‫المبيح للتيمم؟ وما فرائض التيمم؟ وما الذي يباح للتيمم بنية االستباحة؟‬
‫وما سنن التيمم؟ وهل يجوز الجمع بين فرضين بتيمم واحد؟ وما دليله؟‬
‫معلل أو ً‬
‫مدلل الختيارك‪:‬‬ ‫ ‪2:‬ساختر اإلجابة الصحيحة مما بين القوسين ً‬
‫ )أ(تيمم قبل دخول وقت الصالة‬
‫(تصح الصالة ـ ال تصح الصالة ـ تصح مع الكراهة)‪.‬‬
‫ )ب(فقد الماء ثم وجد خابية مسبلة في طريق‬
‫(يجوز له الوضوء منها ـ ال يجوز له الوضوء منها ـ يجوز مع الكراهة)‪.‬‬
‫ )ج(تيمم بنية االستباحة ظانا أن حدثه أصغر فبان أكبر أو عكسه‪ .‬‬
‫(يجزئ ـ ال يجزئ ـ يكره)‪.‬‬
‫(واجب في التيمم ـ مكروه ـ مندوب)‬ ‫ )د(تقديم اليمنى على اليسرى ‬
‫ )ـه(المواالة بين التيمم والصالة في حق دائم الحدث‬
‫(واجب ـ مندوب ـ جائز)‬
‫***‬

‫‪‬‬‫‪101‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫فصل‬
‫ال واألَرو ِ‬ ‫المن ِ َّي ‪ ،‬و َغ ُ‬
‫سل َجمي ِع األَ َبو ِ‬ ‫ين ن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اث‬ ‫َ‬ ‫َج ٌس إِ َّل َ‬ ‫السبِي َل ِ‬
‫وك ُُّل َمائ ٍع َخ َر َج من َّ‬
‫ب ‪........................................................................ ،‬‬ ‫َو ِ‬
‫اج ٌ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫‬فصل‪‬:‬فى إزالة النجاسة‬


‫وهى لغة‪‬:‬كل ما يستقذر‪.‬‬
‫وشر ًعا‪‬:‬مستقذر يمنع من صحة الصالة حيث ال مرخص‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫(‬وكل مائع خرج من)‬أحد (‬السبيلين)‬أى القبل والدبر‪‬،‬سواء أكان معتا ًدا كالبول‬
‫نادرا كالودى والمذى (‬نجس)‬سواء أكان ذلك من حيوان مأكول أم ال‪.‬‬ ‫والغائط أم ً‬
‫‬لألحاديث الدالة على ذلك‪‬،‬فقد روى البخاري‪‬،‬أنه‬ﷺ‬لما جىء له بحجرين وروثة‬
‫ليستنجى بهما فأخذ الحجرين ورد الروثة وقال‪‬« :‬هذا ركس»‬والركس‪‬:‬النجس‬
‫من‬البول»(((‪‬،‬وقيس‬ ‫فكان‬ال يستبرئ َ‬
‫َ‬ ‫وقوله ﷺ‬ في حديث القبرين‪‬« :‬أما أحدُ هما‬
‫به سائر األبوال‪.‬‬
‫‬حكم المنى‬وحكم البيض‬‬
‫(‬إال المنى)‬فطاهر من جميع الحيوانات إال الكلب والخنزير وفرع أحدهما‪:‬‬
‫رسول‬ ‫ِ‬ ‫‬تح ُّ‬
‫ك ‬المنى م ْن‬ثوب ُ‬ ‫كانت ُ‬
‫ْ‬ ‫‪‬« :‬أنها‬ ‫‬أما منى‬اآلدمى فلحديث عائشة‬
‫الله ﷺ‬ثم يصلى فيه»(((‪‬،‬وأما منى‬غير اآلدمى فألنه أصل حيوان طاهر فأشبه منى‬
‫وخروجا‬
‫ً‬ ‫اآلدمى‪‬.‬ويستحب‬غسل المنى كما فى المجموع‪‬،‬لألخبار الصحيحة فيه‬
‫من الخالف‪‬.‬والبيض المأخوذ من حيوان طاهر ولو من‬غير مأكول طاهر‪.‬‬
‫وقوله‪‬( ‬:‬وغسل جميع األبوال واألرواث واجب)‬أي‪‬:‬من مأكول وغيره أراد به‬
‫النجاسة المتوسطة كالبول والغائط‪‬،‬بدليل ذكره النجاسة المخففة والمغلظة بعد‬
‫((( رواه مسلم ‪.‬‬
‫((( متفق عليه ‪.‬‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪‬‬ ‫‪102‬‬
‫‪X‬‬
‫‪.................................................................................‬‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫ِ‬
‫الجنابة‬ ‫ُ‬
‫‬والغسل‬من‬ ‫‬خمسين‬ ‫ذلك‪‬،‬ويكفى‬غسل ذلك مرة لحديث‪‬« :‬كانت الصال ُة‬
‫َ‬
‫التخفيف‬حتى ُج ِع َلت‬الصال ُة‬
‫َ‬ ‫‬رسول‬الله‬ﷺ ُ‬
‫‬يسأل‬الله‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬
‫‬مرات‪‬،‬فلم ْ‬
‫يزل‬ ‫‬سبع‬ ‫ِ‬
‫‬والبول َ‬
‫ُ‬
‫والغسل‬من الجنابة مر ًة‬واحد ًة‬ومن البول مرة»‪‬.‬رواه أبو داود ولم ىضعفه‪،‬‬ ‫‬خمسا‬
‫ً‬
‫‬وأمره ﷺ‬بصب ذنوب على بول األعرابي‪‬،‬وذلك في حكم‬غسلة واحدة‪‬،‬وهو‬
‫حجة الوجوب‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫تقسيم النجاسة إلى حكمية وعينية‬‬
‫تنبيه‪‬‬:‬النجاسة على قسمين‪‬:‬حكمية وعينية‪:‬‬
‫ّ‬
‫جف ‬ولم يدرك له صفة‪‬ ،‬يكفى جرى الماء عليها مرة‬ ‫ )أ(فالحكمية كبول‬
‫واحدة‪.‬‬
‫ )ب(والعينية يجب إزالة صفاتها من طعم ولون وريح إال ما عسر زواله من‬
‫لون أو ريح وال تجب االستعانة فى زوال األثر بغير الماء إال إن تعينت‪‬.‬ويشترط‬
‫ورود الماء إن قل ال إن كثر على المحل لئال يتنجس الماء لو عكس فال يطهر‬
‫المحل‪‬.‬والغسالة القليلة المنفصلة بال تغير وبال زيادة وزن ـ‬بعد اعتبار ما يتشربه‬
‫المحل وقد طهر المحل ـ‬طاهرة؛ ألن المنفصل بعض ما كان متصالً‪‬،‬وقد فرض‬
‫طهره وال‬يشترط العصر إذ البلل بعض المنفصل وقد فرض طهره‪‬،‬ولكن يسن‬
‫أيضا‪،‬‬
‫خروجا من الخالف‪‬ ،‬فإن كانت كثيرة ولم تتغير أو لم تنفصل فطاهرة ً‬
‫ً‬
‫‬وإن انفصلت متغيرة أو‬غير متغيرة ولم يطهر المحل فنجسة‪.‬‬

‫‪‬‬‫‪103‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫اء َع َل ِيه ‪َ ،‬‬
‫ول ُيع َفى َعن‬ ‫ول الصبِي ا َّل ِذي َلم يأك ُِل ال َّطعام؛ َفإِنَّه ي ْطهر بِر ِّش الم ِ‬
‫َ‬ ‫َ ُُ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫إال َب َ َّ ِّ‬
‫ات إِ َّل ال َي ِس َير ِم َن الدَّ ِم وال َق ْيحِ ‪................................. ،‬‬
‫اس ِ ‪,‬‬ ‫ٍ ِ‬
‫َشيء م َن الن ََّج َ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫أنواع النجاسة‬
‫ ‪‬1 -‬النجاسة المخففة وأحكامها‬‬‬‬‪:‬‬
‫ثم شرع في حكم النجاسة المخففة فقال‪‬( :‬إال بول الصبى الذي‬لم يأكل الطعام)‬
‫‬أى للتغذى قبل مضى حولىن (‬فإنه يطهر برش الماء عليه)(((‬بأن يرش عليه ما يعمه‬
‫ويغمره بال سيالن‪‬،‬بخالف الصبية‪‬،‬البد في بولها من الغسل على األصل‪‬،‬ويتحقق‬
‫بالسيالن وذلك لخبر الشيخين عن أم قيس‪‬:‬أنها جاءت بابن لها صغير لم يأكل‬
‫الطعام فأجلسه رسول الله في حجره فبال عليه فدعا بماء فنضحه ولم يغسله‪.‬‬
‫‬ويرش‬من ِ‬
‫بول‬الغالمِ»‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬
‫‬الجارية‬ ‫من ِ‬
‫‬بول‬ ‫غسل َ‬
‫‬ولخبر الترمذى وحسنه‪ُ ‬« :‬ي َ‬
‫وخرج بقيد التغذى تحنيكه بنحو تمر وتناوله نحو سفوف إلصالح فال يمنعان‬
‫ٍ‬
‫حينئذ‬كالطعام‬ ‫النضح كما في المجموع‪‬،‬وبقبل مضى حولين ما بعدهما إذ الرضاع‬
‫كما نقل عن النص وال بد في النضح من إزالة أوصافه كبقية‬النجاسات‪‬،‬وإنما‬
‫سكتوا عن ذلك ألن الغالب سهولة زوالها‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫ ‪‬2 -‬النجاسات المعفو عنها‪:‬‬
‫(‬وال يعفى عن شىء من النجاسات) ‬كلها مما يدركه البصر (‬إال اليسير)‬
‫‬فى العرف (‬من الدم والقيح)‪‬ ،‬سواء أكان من نفسه كأن انفصل منه ثم عاد إليه‬
‫أو من‬غيره‪‬،‬غير دم الكلب والخنزير‪‬،‬وفرع أحدهما‪.‬أما دم نحو الكلب والخنزيز‬
‫دما أجنب ًيا ولطخ به نفسه أي بدنه‬ ‫فال يعفى عن شىء منه لغلظه‪‬ ،‬وكذا لو أخذ ً‬
‫أو ثوبه‪‬،‬فإنه ال يعفى عن شىء منه لتعديه بذلك‪‬،‬فإن التضمخ بالنجاسة حرام‪‬،‬وأما‬
‫دم الشخص نفسه الذي لم ينفصل كدم الدماميل والقروح وموضع الفصد والحجامة‬
‫فيعفى عن قليله وكثيره انتشر بعرق أم ال‪‬،‬ويعفى عن دم البراغيث والقمل والبق وما‬
‫يخرج من الذباب‪‬،‬ألن ذلك مما تعم به البلوى ويشق االحتراز عنه‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬ .‬‬
‫((( وهذا ما ذهب إليه بعض احلنفية واملالكية والشافعية واحلنابلة‪.‬‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪‬‬ ‫‪104‬‬
‫‪X‬‬
‫ات فِ ِيه َفإِ َّن ُه َل ُين َِّج ُس ُه‪.‬‬
‫وم َ‬ ‫وما َل َن ْفس َله سائِ َل ٌة إِ َذا وقع فِي ا ِ ِ‬
‫إلنَاء َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫حد ِه َما‪.‬‬
‫والخ ِنزير وما تَو َّلدَ ِمنْهما أو ِمن َأ ِ‬
‫ُ َ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫َلب‬ ‫ِ‬
‫ان ك ُّله َطاه ٌر َّإل الك َ‬ ‫والح َيو ُ‬
‫َ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬
‫(‬وما)‬أى ويعفى عن الذي (‬ال نفس له سائلة)‬من الحيوانات عند شق عضو‬منها‪:‬‬
‫‬كالذباب والقمل والبراغيث ونحو ذلك (‬إذا وقع في اإلناء)‬الذى فيه مائع (‬‬ومات‬
‫فيه فإنه ال ينجسه)‬أى المائع بشرط أن ال يطرحه طارح ولم يغيره لمشقة االحتراز‬
‫ِ ِ‬
‫فإن‬ ‫شراب‬أحدكم فليغمس ُه‬ك َّله َّ‬
‫ثم‬لينز ْعه َّ‬ ‫‬الذباب‬فى‬
‫ُ‬ ‫وقع‬
‫عنه‪‬،‬ولخبر البخاري‪‬« :‬إذا َ‬
‫‬شفاء»‬زاد أبو داود‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬:‬‬ ‫ِ‬
‫اآلخر‬ ‫داء»‪‬.‬أى وهو اليسار كما قيل «‬وفى‬ ‫ِ‬
‫ً‬ ‫‬فى أحد‬جناحيه ً‬
‫الداء»‬وقد يفضى‬غمسه إلى موته فلو نجس المائع‬ ‫ِ‬
‫بجناحه الذي فيه‬ ‫‬‬ «‬وإنه َيتقى‬
‫ُ‬
‫لما أمر به‪‬،‬وقيس بالذباب ما في معناه من كل ميتة ال يسيل دمها‪‬،‬فإن‬غيرته الميتة‬
‫جزما‪.‬‬
‫لكثرتها أو طرحت فيه بعد موتها قصدً ا تنجس ً‬
‫ثم اعلم أن األعيان جماد وحيوان‪( ،‬أ) ‬فالجماد كله طاهر ألنه خلق لمنافع‬
‫العباد ولو ‬من بعض الوجوه قال تعالى‪ :‬ﱹ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ‬
‫ﯳﱸ((( ‬وإنما يحصل االنتفاع أو يكمل بالطهارة إال ما نص الشارع على‬
‫نجاسته‪‬،‬وهو‬المسكر المائع‪( ،‬ب)‬وكذلك الحيوان كله طاهر لما مر إال ما استثناه‬
‫أيضا‪‬،‬وقد نبه على ذلك بقوله‪‬( :‬والحيوان كله طاهر)‬أى طاهر العين حال‬ ‫الشارع ً‬
‫الكلب‬ ‫‬إناء ِ‬
‫‬أحدكم إذا ولغَ ‬فيه‬‫حياته (‬إال الكلب)‬ولو معلما لخبر مسلم‪‬« :‬طهور ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫بالتراب»‬وجه الداللة أن الطهارة إما لحدث أو خبث‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫مرات‬أوالهن‬ ‫‬أن يغس َله سبع‬
‫أو تكرمة وال حدث على اإلناء وال تكرمة‪‬،‬فتعينت طهارة الخبث فثبتت نجاسة فمه‬
‫وهو أطيب أجزائه‪‬،‬بل هو أطيب الحيوانات نكهة لكثرة ما يلهث فبقيتها أولى‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫(‬والخنزير)‬بكسر الخاء المعجمة ألنه أسوأ ً‬
‫حال‬من الكلب ألنه ال يقتنى بحال‪.‬‬
‫(‬وما تولد منهما)‬أى من جنس كل منهما (‬أو من أحدهما)‬مع اآلخر أو مع‬غيره من‬
‫الحيوانات الطاهرة تغلي ًبا للنجاسة لتولده منهما‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬ .‬‬
‫((( سورة البقرة ‪ .‬اآلية‪. 29 :‬‬

‫‪‬‬ ‫‪105‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫الج َرا َد َواآل َد ِم َّي ‪.‬‬ ‫الس َم َ‬
‫ك َو َ‬ ‫المي َت ُة ك ُّلها ن ِ‬
‫َج َس ٌة إِ َّل َّ‬ ‫َو َ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫‬حكم الميتة‬‬
‫(‬والميتة)‬وهى ما زالت حياتها ال بذكاة شرعية‪‬،‬كذبيحة المجوسى وما ذبح‬
‫بالعظم وغير المأكول إذا ذبح (‬كلها نجسة)‬بالموت وإن لم يسل دمها لحرمة تناولها‬
‫قال تعالى‪ :‬ﱹ ﭑ ﭒ ﭓ ﱸ(((‬وتحريم ما ليس بمحترم وال ضرر فيه يدل‬
‫على نجاسته‪ ،‬وخرج بالتعريف المذكور الجنين‪‬،‬فإن ذكاته بذكاة أمه والصيد الذى‬
‫لم تدرك ذكاته‪‬،‬والمتردى إذا ماتا بالسهم ودخل فى نجاسة الميتة جميع أجزائها‪:‬‬
‫ال‬منها تحله الحياة ودخل فى ذلك‬ ‫‬من عظم وشعر‬وصوف ووبر وغير ذلك؛ ألن ك ً‬
‫ميتة نحو دود خل وتفاح‪‬،‬فإنها نجسة‪‬،‬ولكن ال تنجسه لعسر االحتراز عنها‪‬( .‬إال)‬
‫‬أحلت‬لنا ميتتان‬‫ْ‬ ‫‬ميتة (‬السمك و)‬ميتة (‬الجراد)‬فطاهرتان باإلجماع‪‬،‬ولقوله ﷺ ‪«:‬‬
‫‬ه َو‬ال َّط ُه ُ‬
‫ور‬ماؤُ ه‬ ‫ُ‬
‫‬والطحال»‪‬.‬وقوله ﷺ‬فى البحر‪ُ « :‬‬ ‫ُ‬
‫‬السمك‬والجرا ُد‬والكبدُ‬‫ودمان‪:‬‬
‫يسم‬سمكًا كما‬ ‫ُّ‬
‫الحل‬ميت ُت ُه»‪‬.‬والمراد بالسمك‪‬:‬كل ما أكل من حيوان البحر‪‬،‬وإن لم ّ‬
‫سيأتى إن شاء الله تعالى فى األطعمة‪‬،‬والجراد‪‬:‬اسم جنس واحدته جرادة‬يطلق على‬
‫الذكر واألنثى‪‬(.‬و)‬إال ميتـة (‬اآلدمى)‬فإنها طاهرة لقوله تعالى‪ :‬ﱹ ﮏ ﮐ ﮑ‬
‫ﮒ ﱸ(((‬وقضية التكريم أن ال يحكم بنجاسته بالموت‬وسواء المسلم وغيره‪‬،‬وأما‬
‫قوله تعالى‪ :‬ﱹ ﭢ ﭣ ﭤ ﱸ(((‬فالمراد به نجاسة االعتقاد أو اجتنابهم‬
‫نجسا ألوجبنا على‬غاسله‬غسل ما أصابه‪‬.‬وأما‬
‫كالنجس‪ ،‬ال نجاسة األبدان ولو كان ً‬
‫ينجس‬ح ًيا وال ميتًا»‬فجرى على‬
‫ُ‬ ‫المسلم‬ال‬
‫َ‬ ‫خبر الحاكم‪‬« :‬ال تنجسوا موتاكم فإن‬
‫الغالب‪‬،‬وألنه لو تنجس بالموت لكان نجس العين كسائر الميتات ولو كان كذلك‬
‫لم يؤمر بغسله كسائر األعيان النجسة‪‬.‬‬

‫((( سورة املائدة ‪ .‬اآلية‪. 3 :‬‬


‫((( سورة اإلرساء ‪ .‬اآلية‪. 70 :‬‬
‫((( سورة التوبة ‪ .‬اآلية‪. 28 :‬‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪‬‬ ‫‪106‬‬
‫‪X‬‬
‫غس ُل ِمن‬
‫اب ‪ ،‬و ُي َ‬
‫والخ ِنز ِير سبع مر ٍ‬
‫ات إِحدَ ُاه َّن بِت َُر ٍ‬ ‫َ َ َ َّ‬
‫َلب ِ‬‫َاء ِمن ُو ُلو ِغ الك ِ‬ ‫غس ُل ا ِ‬
‫إلن ُ‬ ‫و ُي َ‬
‫الث َأ َ‬
‫فض ُل(‪.)...‬‬ ‫ات َم َّر ًة واحدة َوال َّث ُ‬‫سائِ ِر النَّجاس ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫ ‪3 -‬النجاسة المغلظة وأحكامها‬‬‬‬‬


‫معضا‬‬من صيد أو‬غيره وجو ًبا (‬من ولوغ)‬كل‬ ‫(‬ويغسل اإلناء)‬وكل جامد ولو ً‬
‫‬من (‬الكلب والخنزير)‬وفرع أحدهما وكذا بمالقاة شئ من أجزاء كل منهما سواء‬
‫في ذلك لعابه وبوله وسائر رطوباته وأجزائه الجافة إذا القت رط ًبا (‬سبع مرات)‬
‫‬بماء طهور (‬إحداهن)‬فى‬غير أرض ترابية (‬بتراب)‬طهور يعم محل النجاسة بأن‬
‫قدرا يكدر الماء ويصل بواسطته إلى جميع أجزاء المحل‪‬،‬واألصل في ذلك‬ ‫يكون ً‬
‫ِ‬
‫بالتراب»((( ‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬ ‫ٍ‬
‫‬مرات‬أوالهن‬‫سبع‬ ‫ِ ِ‬
‫‬الكلب‬فى إناء‬أحدكم فاغسلوه َ‬
‫ُ‬ ‫قوله‬ﷺ‪‬« :‬إذا ولغَ‬
‫‬فنص على اللعاب‪‬ ،‬وألحق به ما سواه؛ ألن لعابه أشرف فضالته‪‬ ،‬فإذا ثبتت‬
‫نجاسته فغيره من بول وروث وعرق ونحو ذلك أولى‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫ولو ولغ‬الكلب في إناء فيه ماء قليل ثم كوثر((( حتى بلغ‬قلتين طهر الماء دون‬
‫اإلناء‪ ،‬فإن كان في اإلناء ماء كثير ولم ينقص بولوغه عن القلتين لم ينجس الماء‬
‫وال اإلناء إن لم يكن الكلب أصاب جرمه الذي لم يصله الماء مع رطوبة أحدهما‪‬‬‬‬‬‬ .‬‬
‫ ‪‬4 -‬النجاسة المتوسطة وأحكامها‪‬:‬‬
‫(‬ويغسل من سائر)‬أى باقى (‬النجاسات)‬المخففة والمتوسطة (‬مرة)‬وجو ًبا تأتى‬
‫‬عليه (‬واحدة)‬وقد مر دليل ذلك وكيفية الغسل عند قول المصنف «‬وغسل جميع‬
‫األبوال واألرواث واجب‬‪‬( ،‬والثالث‬أفضل)‬أى من االقتصار على مرة‪‬،‬فىندب أن‬
‫يغسل‬غسلتين بعد الغسلة المزيلة لعين النجاسة لتكمل الثالث‪‬‬ .‬‬

‫((( رواه مسلم ‪.‬‬


‫((( أضيف إليه ماء طهور‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪107‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫‪.................................................................................‬‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫حكم اشتراط النية في إزالة النجاسة‪:‬‬


‫النجاسة ال يشترط في إزالتها نية‪ ،‬بخالف طهارة الحدث ألنها عبادة كسائر‬
‫العبادات‪ ،‬ويجب أن يبادر بغسل المتنجس عاص بالتنجيس‪ ،‬كأن استعمل النجاسة‬
‫خروجا من المعصية‪ ،‬فإن لم يكن عاص ًيا به فتجب لنحو الصالة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫في بدنه بغير عذر‬
‫ويندب أن يعجل به فيما عدا ذلك‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬ ‬‬‬.‬‬
‫***‬

‫الصف األول الثانوى‬


‫‪‬‬‫‪108‬‬
‫‪X‬‬
‫أسئلة على فصل النجاسة‬
‫ ‪1:‬سما النجاسة؟ وما حكم الخارج من سبيلي الحيوان مأكول اللحم؟ وما‬
‫دليله؟ ثم اذكر أنواع النجاسات‪ ،‬ومثل لكل نوع وبين كيفية التطهر من‬
‫كل منها؟ مع ذكر الدليل إن وجد‪ ،‬وما الدليل على نجاسة الخنزير؟ وما‬
‫الواجب في الطهارة من البول والغائط؟ وما دليله؟‬
‫ً‬
‫أومعلل الختيار؟‬ ‫ ‪2:‬ساختر اإلجابة الصحيحة مما بين القوسين ً‬
‫مدلل‬
‫ )أ(دم البراغيث والقمل والبق (يعفى عنه ـ ينضح بالماء ـ يغسل مرة‬
‫واحدة)‪.‬‬
‫ )ب(نجاسة مغلطة ال تدرك بالبصر‬
‫(يعفى عنها ـ تغسل سبع مرات إحداهن بالتراب ـ تغسل حتى تزال أوصافها)‬
‫(كله طاهر ـ بعضه طاهر ـ كله نجس)‬ ‫ )ج(الجماد ‬
‫ ‪3:‬سبم توجه سبب الفرق في الحكم بين ما يأتي‪:‬‬
‫إزالة النجاسة ال يشترط فيها النية ـ الطهارة من الحدث يشترط فيها النية‪.‬‬
‫***‬

‫‪‬‬‫‪109‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫فصل‬
‫اس واالستِح َ ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫اضة ‪َ ،‬ف َ‬
‫الح ُ‬
‫يض‪:‬‬ ‫َ‬ ‫ض والنِّ َف ِ َ‬ ‫الح ْي ِ‬
‫خر ُج من ال َفرجِ َثال َث ُة د َماء ‪َ :‬د ُم َ‬
‫و َي ُ‬
‫الو َل َد ِة (‪.)...‬‬
‫ب ِ‬ ‫الص َّح ِة ِمن َغ ِير َس َب ِ‬ ‫رأ ِة َعلى َسبِ ِ‬
‫يل ِّ‬ ‫الم َ‬ ‫هو الدَّ م الخَ ِ ِ‬
‫ار ُج من َف ْرجِ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫‬فصل‪‬:‬فى الحيض والنفاس واالستحاضة‬


‫وقد ذكرها على‬هذا الترتيب فقال‪(‬:‬و)الذى (يخرج من الفرج)‬أى قبل المرأة‬
‫مما تتعلق به األحكام من الدماء (‬ثالثة دماء)‬فقط‪‬،‬وأما دم الفساد الخارج قبل التسع‬
‫ودم اآليسة‬‬فال يتعلق به حكم‪‬،‬واألصح أنه يقال له دم استحاضة ودم فساد‪:‬‬
‫األول‪( :‬دم الحيض و)‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬دم (النفاس و)‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬دم (االستحاضة) ولكل منها حد يميزه‪.‬‬
‫‬تعريف الحيض‬
‫(‬فالحيض) ‬لغة‪‬ :‬السيالن تقول العرب‪‬ :‬حاضت الشجرة إذا سال صمغها‪.‬‬
‫‬وحاض الوادى إذا سال‪‬.‬‬
‫وشر ًعا‪‬ :‬دم جبلة أي تقتضيه الطباع السليمة و(‬هو ‬الدم ‬الخارج من فرج‬
‫المرأة) ‬أى من أقصى رحمها (‬على سبيل الصحة) ‬احترازًا عن االستحاضة‬
‫(‬من‬غير سبب الوالدة)‬فى أوقات معلومة احترازًا عن النفاس‪‬.‬واألصل‬فى الحيض‬
‫شىء‬ك َت ُبه‬
‫ٌ‬ ‫ﱹﮠ ﮡ ﮢ ﱸ(((‬أى الحيض وخبر الصحيحين‪‬« :‬هذا‬
‫الله على ِ‬
‫بنات‬آد َم»‬

‫((( سورة البقرة ‪ .‬اآلية‪.222 :‬‬


‫الصف األول الثانوى‬
‫‪‬‬ ‫‪110‬‬
‫‪X‬‬
‫ار ُج فِي َغ ِير‬ ‫الو َل َد ِة ‪َ ،‬واالستِ َح َ‬
‫اض ُة‪ُ :‬هو الدَّ ُم الخَ ِ‬ ‫ب ِ‬ ‫ِ‬ ‫اس‪ُ :‬هو الدَّ ُم الخَ ِ‬
‫ار ُج َعق َ‬ ‫والنِّ َف ُ‬
‫يض والنِّ َف ِ‬
‫اس ‪.‬‬ ‫الح ِ‬ ‫َأ َّيا ِم َ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫‬تعريف النفاس‬
‫(‬والنفاس)‬لغة‪‬:‬الوالدة‪.‬‬
‫وشر ًعا‪‬( :‬هو الدم الخارج)‬من فرج المرأة (‬عقب الوالدة)‬أى بعد فراغ‬الرحم‬
‫من الحمل‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫نفاسا‬ألنه يخرج عقب نفس‪‬،‬فخرج بما ذكر دم الطلق والخارج مع‬ ‫وسمى ً‬
‫الولد فليسا بحيض؛ ألن ذلك من آثار الوالدة‪‬،‬وال نفاس لتقدمه على خروج الولد‪،‬‬
‫‬بل ذلك دم فساد‪‬،‬نعم المتصل من ذلك بحيضها المتقدم حيض‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫‬تعريف االستحاضة‬
‫(‬واالستحاضة‬هي)‪‬:‬الدم (‬الخارج)‬لعلة من عرق في أدنى الرحم (‬فى‬غير أيام)‬
‫‬أكثر (‬الحيض و)‬غير أيام أكثر (‬النفاس)‬سواء خرج إثر حيض أم ال‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫واالستحاضة‬حدث دائم فال تمنع الصوم والصالة وغيرهما مما يمنعه الحيض‬
‫كسائر األحداث للضرورة‪‬.‬فتغسل المستحاضة فرجها قبل الوضوء أو التيمم إن‬
‫كانت تتيمم وبعد ذلك تعصبه‪ ،‬وتتوضأ بعد عصبه‪‬،‬ويكون ذلك وقت الصالة ألنها‬
‫ً‬
‫‬تقليل‬ ‫طهارة ضرورة فال تصح قبل الوقت كالتيمم‪‬،‬وبعد ما ذكر تبادر بالصالة‬
‫للحدث‪‬،‬فلو أخرت لمصلحة الصالة كستر عورة وانتظار جماعة واجتهاد في قبلة‬
‫وذهاب إلى مسجد وتحصيل سترة لم يضر ألنها ال تعد بذلك مقصرة‪‬،‬وإذا أخرت‬
‫وضوءها وتجب إعادته‪‬ ،‬ويجب الوضوء لكل‬ ‫ُ‬ ‫لغير مصلحة الصالة ضر فيبطل‬
‫منذورا كالتيمم لبقاء الحدث‪‬،‬وكذا يجب لكل فرض تجديد العصابة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫فرض ولو‬
‫قياسا على تجديد الوضوء‪‬،‬ولو انقطع دمها قبل الصالة‬ ‫‬وما يتعلق بها من‬غسل ً‬
‫ولم تعتد انقطاعه وعوده‪‬،‬أو اعتادت ذلك ووسع زمن االنقطاع ـ‬بحسب العادة ـ‬
‫‬الوضوء والصالة وجب الوضوء وإزالة ما على الفرج من الدم‪‬‬‬‬‬‬‬ ‬‬‬‬.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪111‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫بع ‪.‬‬‫ت َأو َس ٌ‬ ‫شر َيوم ًا بلياليها‪ ،‬و َغالِ ُبه‪ِ :‬س ٌّ‬ ‫يض‪َ :‬يو ٌم َو َلي َل ٌة َ‬
‫وأك َث ُر ُه‪َ :‬خمس َة َع َ‬ ‫الح ِ‬‫وأ َق ُّل َ‬ ‫َ‬
‫ون َيوم ًا بلياليها‪َ ،‬‬
‫وأ َق ُّل ال ُّط ْه ِر‬ ‫ُّون َيوم ًا و َغالِ ُبه‪َ :‬أر َب ُع َ‬
‫وأك َث ُره‪ِ :‬ست َ‬‫اس‪َ :‬لح َظ ٌة َ‬ ‫َ‬
‫وأ َق ُّل النِّ َف ِ‬
‫شر َيوم ًا‪............................................... ،‬‬ ‫مس َة َع َ‬ ‫َين‪َ :‬خ َ‬ ‫يضت ِ‬
‫الح َ‬ ‫ين َ‬ ‫َب َ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫‬مدة‬الحيض قلة وكثرة وغال ًبا‬‬


‫(‬وأقل الحيض)‬‬زمنًا (‬يوم وليلة)‬أى مقدار يوم وليلة وهو أربع وعشرون ساعة‬
‫يوما بلياليها)‬وإن لم تتصل الدماء‪‬،‬والمراد خمسة عشر‬ ‫فلكية (‬وأكثره خمسة عشر ً‬
‫ليلة وإن لم يتصل دم اليوم األول بليلته‪‬:‬كأن رأت الدم أول النهار لالستقراء(((‬‬وأما‬
‫خبر‪‬« :‬أقل الحيض ثالثة أيام وأكثره عشرة أيام»‬فضعيف كما في المجموع‪‬( .‬وغالبه)‬
‫‬أى الحيض (‬ست أو سبع)‬وباقى الشهر‬غالب الطهر لخبر أبى داود وغيره أنه‬ﷺ‬
‫ُ‬
‫تحيض‬ ‫«‬تحيضى في علم الله ست َة ‬‬أو سبع َة‬أيا ٍم‬كما‬ ‫‬قال لحمنة بنت جحش‬
‫هرن ِ‬
‫رهن»‬أى التزمى الحيض وأحكامه فيما أعلمك‬ ‫حيضه َّن‬و ُط ِه َّ‬
‫ِ‬ ‫‬ميقات‬‫‬النساء‬وي ْط َ‬
‫ُ‬
‫الله من عادة النساء من ستة أو سبعة‪‬،‬والمراد‬غالبهن الستحالة اتفاق الكل عادة‪‬.‬‬
‫‬أقل النفاس وأكثره وغالب ‬‬‬‬‬‬‬ه‬
‫(‬وأقل) ‬دم (‬النفاس لحظة) ‬أى دفعة‪‬ .‬وعبارة المنهاج «‬لحظة» ‬وهو زمن‬
‫‬اعتبارا بالوجود‬
‫ً‬ ‫يوما بلياليها)‬
‫يوما)‬بلياليها (‬وغالبه أربعون ً‬ ‫المجة‪‬( .‬وأكثره ستون ً‬
‫‬النفساء‬
‫ُ‬ ‫في الجميع كما مر في الحيض‪‬.‬وأما خبر أبى داود عن أم سلمة‪‬« :‬كانت‬
‫‬يوما»‪‬ .‬فال داللة فيه على نفى الزيادة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‬أربعىن ً‬
‫َ‬ ‫رسول ‬الله ‬ﷺ‬ ‫‬تجلس ‬على َعهد‬
‫‬أو محمول على الغالب‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫‬أقل الطهر بين الحيضتي ‬‬‬‬‬‬‬‬
‫ن‬
‫‬يوما)‬ألن الشهر‬غال ًبا‬
‫(‬وأقل)‬زمن (‬الطهر)‬الفاصل (‬بين الحيضتين خمسة عشر ً‬
‫‬يوما لزم أن‬يكون أقل‬‫ال‬يخلو عن حيض وطهر‪‬،‬وإذا كان أكثر الحيض خمسة عشر ً‬
‫الطهر كذلك‬‪.‬‬
‫((( االستقراء‪ :‬تتبع أحوال النساء ملعرفة عاداهتن‪.‬‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪‬‬ ‫‪112‬‬
‫‪X‬‬
‫ِ‬ ‫يض فِ ِيه الم َ ِ ِ ِ‬ ‫وأ َق ُّل زَم ٍن ت ِ‬
‫ول َحدَّ ِلَ ْك َث ِر ِه ‪َ ،‬‬
‫الح ْم ِل‪ :‬س َّت ُة َأ ُ‬
‫شه ٍر‬ ‫ين ‪َ ،‬‬
‫وأ َق ُّل َ‬ ‫رأ ُة ‪ :‬ت ْس ُع سن َ‬ ‫َ‬ ‫َح ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫‪ ،‬و َغالِبه‪:‬تِسع ُة َأشه ٍر‪ .‬ويحرم بِالح ِ ِ‬
‫‪:‬الصال ُة ‪..................... ،‬‬ ‫اء َّ‬‫يض َثمان َي ُة َأش َي َ‬ ‫َ ُ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫(وال حد ألكثره) أي الطهر باإلجماع‪.‬‬


‫فقد ال تحيض المرأة في عمرها إال مرة‪ ،‬وقد ال تحيض ً‬
‫أصل‪.‬‬
‫السن الذي تحيض فيه المرأة‪:‬‬
‫(وأقل زمن) أي سن (تحيض فيه المرأة تسع سنين) قمرية كما فى المحرر ولو‬
‫بالبالد الباردة للوجود؛ ألن ما ورد فى الشرع وال ضابط له شرعى وال لغوى يتبع فيه‬
‫‬أعجل من سمعت من النساء‬ ‫الوجود كالقبض والحرز‪‬،‬قال اإلمام الشافعى‬
‫يحضن نساء تهامة‪ :‬يحضن لتسع سنين أى تقري ًبا ال تحديدً ا فىتسامح قبل تمامها بما‬
‫أياما بعضها قبل زمن اإلمكان‬ ‫وطهرا دون ما يسعهما‬‪‬،‬ولو رأت الدم ً‬
‫ً‬ ‫حيضا‬
‫ال يسع ً‬
‫حيضا إن وجدت شروطـه المارة‪( .‬وال حد ألكثره) أي‬ ‫وبعضها فيه جعل الثانى ً‬
‫السن لجواز أن ال تحيض ً‬
‫أصل‪.‬‬
‫‬أقل الحمل وغالبه‬‪:‬‬
‫(‬وأقل) ‬زمن (‬الحمل ستة أشهر) ‬ولحظتان‪‬ :‬لحظة للوطء ولحظة للوضع‬
‫من إمكان اجتماعهما بعد عقد النكاح (وغالبه تسعة أشهر)‬لالستقراء‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫‬ما يحرم بالحيض والنفاس‪‬‬‬‬‬‬‬:‬‬
‫ثم شرع في أحكام الحىض فقال‪‬( :‬ويحرم بالحيض)‬ولو أقله والنفاس (‬ثمانية‬
‫أشياء)‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬:‬‬
‫األول‪‬( :‬الصالة)‬فرضها ونفلها‪‬،‬وكذا سجدة التالوة والشكر‪‬.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪113‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫والصوم ‪ِ ،‬‬
‫وق َر َاء ُة ال ُق ِ‬
‫رآن‪........................................................ ،‬‬ ‫َّ ُ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬(و) الثانى‪( :‬الصوم) فرضه ونفله ويجب قضاء صوم الفرض بخالف الصالة‬
‫‪« :‬كان يصيبنا ذلك أي ـ الحيض ـ فنؤمر بقضاء الصوم وال نؤمر‬ ‫لقول عائشة‬
‫بقضاء الصالة»‪ .‬رواه الشيخان وانعقد اإلجماع على ذلك وفيه من المعنى أن الصالة‬
‫تكثر فيشق قضاؤها بخالف الصوم‪.‬‬
‫(و) الثالث‪( :‬قراءة) شىء من (القرآن) ولو بعض آية لإلخالل بالتعظيم‪ ،‬سواء‬
‫ُ‬
‫الحائض‬ ‫الجنب وال‬
‫ُ‬ ‫أقصد مع ذلك غيرها أم ال لحديث الترمذى وغيره‪« :‬ال ُ‬
‫يقرأ‬
‫شيئًا من القرآن»‪ ،‬ولمن به حدث أكبر إجراء القرآن على قلبه ونظره في المصحف‪،‬‬
‫وقراءة مانسخت تالوته وتحريك لسانه وهمسه بحيث اليسمع نفسه ألنها ليست‬
‫بقراءة قرآن‪ ،‬وفاقد الطهورين يقرأ الفاتحة وجو ًبا فقط للصالة ألنه مضطر إليها‪ ،‬أما‬
‫خارج الصالة فال يجوز له أن يقرأ شيئًا‪ ،‬وال أن يمس المصحف مطل ًقا‪ ،‬وال أن توطأ‬
‫الحائض أو النفساء إذا انقطع دمها(((‪ ،‬وأما فاقد الماء في الحضر فيجوز له إذا تيمم‬
‫أن يقرأ ولو في غير الصالة‪ .‬وهذا في حق الشخص المسلم‪ .‬أما الكافر فال يمنع من‬
‫القراءة ألنه اليعتقد حرمة ذلك‪ ،‬أما تعليمه وتعلمه فيجوز إن رجى إسالمه وإال فال‪.‬‬
‫تنبيه‪ :‬يحل لمن به حدث أكبر أذكار القرآن وغيرها كمواعظه وأخباره وأحكامه‬
‫البقصد قرآن كقوله عند الركوب‪ :‬ﱹ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ‬
‫ﭾ ﱸ((( أى مطيقين‪ ،‬وعند المصيبة ‪:‬ﱹ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷﱸ((( وما جرى به‬
‫لسانه بال قصد فإن قصد القرآن وحده أو مع الذكر حرم‪ ،‬وإن أطلق فال‬

‫((( أى حيرم مبارشة الزوجة احلائض بعد انقطاع احليض وقبل الغسل‪.‬‬
‫((( سورة الزخرف ‪ .‬اآلية‪.13 :‬‬
‫((( سورة البقرة ‪ .‬اآلية‪.156 :‬‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪‬‬ ‫‪114‬‬
‫‪X‬‬
‫الم ِ‬
‫سجد‪.................................. ،‬‬ ‫وحم ُل ُه ‪ ،‬و ُد ُخ ُ‬ ‫ِ‬
‫ول َ‬ ‫الم ْص َحف ‪َ ،‬‬
‫وم ُّس ُ‬
‫َ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫(و) الرابع (مس) شىء من (المصحف) سواء في ذلك ورقه المكتوب فيه وغيره‬
‫أيضا مس جلده المتصل به‬ ‫لقوله تعالى‪ :‬ﱹ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﱸ(((‪ ،‬ويحرم ً‬
‫ألنه كالجزء منه‪ ،‬ولهذا يتبعه في البيع‪ ،‬وأما المنفصل عنه فقضية كالم البيان حل‬
‫مسه‪( ،‬و) كذا يحرم (حمله) أي المصحف ألنه أبلغ من المس‪ ،‬نعم يجوز حمله‬
‫لضرورة كخوف عليه من غرق أو حرق أو نجاسة‪ ،‬فإن قدر على التيمم وجب‪،‬‬
‫ويحل حمله في متاع تب ًعا له إذا لم يكن مقصو ًدا بالحمل بأن قصد حمل غيره‪ ،‬أو لم‬
‫يقصد شيئًا لعدم اإلخالل بتعظيمه حينئذ‪ .‬بخالف ما إذا كان مقصو ًدا بالحمل ولو‬
‫مع األمتعة فإنه يحرم‪ ،‬ويحل حمله في تفسير سواء تميزت ألفاظه بلون أم ال إذا كان‬
‫التفسير أكثر من القرآن لعدم اإلخالل بتعظيمه حينئذ‪ ،‬وليس هو في معنى المصحف‬
‫بخالف ما إذا كان القرآن أكثر منه ألنه في معنى المصحف أو كان مساو ًيا له‪.‬‬
‫(و) الخامس (دخول المسجد) بمكث أو ترد ّد لقوله تعالى‪ :‬ﱹ ﮣ ﮤ‬
‫ﮥﮦﮧﮨ ﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓ‬
‫ﯔ ﯕ ﯖﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ‬
‫ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯﯰ‬
‫ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﱸ(((‪ ،‬قال ابن عباس وغيره‪ :‬أي ال تقربوا مواضع الصالة ألنه‬
‫ليس فيها عبور سبيل بل في مواضعها وهو المسجد‪ ،‬ونظيره قوله تعالى‪ :‬ﱹ ﭝ‬
‫ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ‬
‫ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸﭹ‬
‫ﭺ ﭻ ﭼ ﭽﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﱸ (((‪.‬‬
‫((( سورة الواقعة ‪ .‬اآلية‪.79 :‬‬
‫((( سورة النساء ‪ .‬اآلية‪.43 :‬‬
‫((( سورة احلج ‪ .‬اآلية‪.40 :‬‬

‫‪‬‬‫‪115‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫الو ْط ُء ‪.............................................................‬‬ ‫َوال َّط َو ُ‬
‫اف ‪َ ،‬و َ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫لحائض وال ُجن ٍ‬


‫ُب»(((‪ .‬وخرج بالمكث والتردد‬ ‫ٍ‬ ‫ولقوله ﷺ‪« :‬ال ُأ ِح ُّل المسجدَ‬
‫العبور لآلية المذكورة إذا لم تخف الحائض تلويثه‪ ،‬وخرج بالمسجد المدارس‬
‫ومصلى العيد ونحو ذلك‪.‬‬
‫(و) السادس (الطواف)‪ :‬فرضه وواجبه ونفله‪ ،‬سواء أكان في ضمن نسك أم ال‪.‬‬
‫تكلم فال‬ ‫فمن‬ ‫أن الله تعالى َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫أحل فيه الكال َم ْ‬ ‫الصالة إال َّ‬ ‫بمنزلة‬ ‫«الطواف‬
‫ُ‬ ‫لقوله ﷺ‪:‬‬
‫يتكلم إال ٍ‬
‫بخير»(((‪.‬‬ ‫ُ‬
‫(و) السابع (الوطء) ولو بعد انقطاعه وقبل الغسل لقوله تعالى‪ :‬ﱹ ﮠ‬
‫ﮡ ﮢﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯﮰ ﮱ‬
‫ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﱸ(((‪،‬‬
‫ووطؤها في الفرج كبيرة من العامد العالم بالتحريم المختار‪ ،‬ويسن للواطىء‬
‫وقوته التصدق بمثقال إسالمى‬ ‫المتعمد المختار العالم بالتحريم في أول الدم َّ‬
‫ُ‬
‫الرجل‬ ‫من الذهب الخالص وفي آخر الدم‪ ،‬وضعفه بنصف مثقال((( لخبر‪« :‬إذا َوا َقع‬
‫أحمر فليتصدق بدينار وإن كان أصفر فليتصدق‬ ‫َ‬ ‫دما‬
‫إن كان ً‬ ‫ٌ‬
‫حائض ْ‬ ‫أه َله وهي‬
‫بنصف دينار»(((‪ ،‬ويقاس النفاس على الحيض‪ ،‬والوطء بعد انقطاع الدم إلى الطهر‬
‫كالوطء في آخر الدم‪ ،‬ويكفى التصدق ولو على فقير واحد‪ ،‬واليكره طبخها وال‬
‫استعمال ما مسته من ماء أو عجين أو نحوه‪.‬‬

‫((( رواه أبو داود عن عائشة رىض اهلل تعاىل عنها‪.‬‬


‫((( رواه احلاكم عن ابن عباس وقال‪ :‬صحيح اإلسناد‪.‬‬
‫((( سورة البقرة ‪ .‬اآلية‪.222 :‬‬
‫((( املثقال ‪ :‬هو الدينار من الذهب وهو يساوى (‪ ) 4.25‬جراما ‪ً.‬‬
‫((( رواه أبو داود واحلاكم وصححه‪.‬‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪‬‬ ‫‪116‬‬
‫‪X‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أشياء‪ :‬الصالةُ‪،‬‬
‫َ‬ ‫نب َخمس ُة‬ ‫الج ِ‬
‫بين السرة والركبة‪ ،‬ويحر ُم على ُ‬ ‫متاع بِما َ‬ ‫واالست ُ‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫واللبث في المسجد‪ ،‬ويحر ُم‬ ‫ُ‬ ‫وحمل ُه‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫القرآن‪َ ،‬و َم ُّس المصحف‬ ‫والطواف‪ ،‬وقراء ُة‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫المصحف وحمل ُه‪.‬‬ ‫ومس‬ ‫ِ‬
‫المحدث ثالث ُة‬
‫والطواف ٌّ‬
‫ُ‬ ‫أشياء الصال ُة‬
‫َ‬ ‫على‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫(و) الثامن (االستمتاع) بالمباشرة بوطء أو غيره (بما بين السرة والركبة) ولو‬
‫بال شهوة لقوله تعالى‪ :‬ﱹ ﮠ ﮡ ﮢﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ‬
‫ﮪﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘﯙ ﯚ ﯛ‬
‫ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﱸ(((ولخبر أبى داود بإسناد جيد‪ :‬أنه ﷺ سئل عما‬
‫ِ‬
‫اإلزار»‪.‬‬ ‫َ‬
‫مافوق‬ ‫يحل للرجل من امرأته وهي حائض؟ فقال‪َ « :‬ي ُّ‬
‫حل‬
‫مايحرم على الجنب‪:‬‬
‫(ويحرم على الجنب خمسة أشياء) وهي‪:‬‬
‫(الصالة والطواف وقراءة القرآن ومس المصحف وحمله) على الحكم المتقدم‬
‫بيانه في هذه األربعة ساب ًقا (و) الخامس (اللبث) أي‪ :‬المكث (فى المسجد)‬
‫المار‪ ،‬وخرج بالمكث والتردد‬
‫ّ‬ ‫أو التردد فيه لغير عذر لآلية السابقة‪ ،‬والحديث‬
‫العبور وبالمسلم الكافر‪ ،‬فإنه يمكن من المكث في المسجد؛ على األصح‬
‫في الروضة وأصلها ألنه ال يعتقد حرمة ذلك‪ ،‬وبالمسجد المدارس ونحوها‪.‬‬
‫وبال عذر إذا حصل له عارض‪ :‬كأن احتلم في المسجد وتعذر عليه الخروج إلغالق‬
‫باب أو لخوف على نفسه أو عضوه أو منفعة ذلك أو على ماله فال يحرم عليه المكث‪.‬‬
‫مايحرم بالحدث األصغر‬
‫(ويحرم على المحدث) حد ًثا أصغر وهو المراد عند اإلطالق غال ًبا (ثالثة أشياء)‬
‫وهي‪( :‬الصالة والطواف ومس المصحف وحمله) على الحكم المتقدم بيانه في كل‬
‫من هذه الثالثة في الكالم على ما يحرم بالحيض‪.‬‬
‫((( سورة البقرة ‪ .‬اآلية‪.222 :‬‬

‫‪‬‬‫‪117‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫‪................................................................................‬‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬
‫مس املصحف للصغري‬
‫وال يجب منع الصغير المميز من حمل المصحف واللوح للتعلم إذا كان محد ًثا‪،‬‬
‫كما فى فتاوى النووى لحاجة تعلمه ومشقة استمراره متطهر ًا‪ ،‬بل يندب‪ .‬وقضية‬
‫كالمهم أن محل ذلك فى الحمل المتعلق بالدراسة‪ ،‬فإن لم يكن لغرض أو لغرض‬
‫آخر منع منه جزم ًا كما قاله فى المهمات‪ ،‬وإن نازع فى ذلك ابن العماد أما غير‬
‫المميز فيحرم تمكينه من ذلك لئال ينتهكه والقراءة أفضل من ذكر لم يخص بمحل‪،‬‬
‫فإن خص به‪ :‬بأن ورد الشرع به فيه فهو أفضل منها‪.‬‬
‫آداب قراءة القرآن‬
‫جهرا إن جهر بها في غير الصالة‪ ،‬أما في الصالة فيسر‬‫ويندب أن يتعوذ لها ً‬
‫مطل ًقا‪ ،‬وأن يجلس وأن يستقبل القبلة‪ ،‬وأن يقرأ بتدبر وخشوع‪ ،‬وأن يرتل‬
‫نظرا في المصحف أفضل منها عن ظهر قلب‬ ‫وأن يبكى عند القراءة‪ ،‬والقراءة ً‬
‫إال إن زاد خشوعه وحضور قلبه في القراءة عن ظهر قلب‪ ،‬فهى أفضل في حقه‬
‫وتحرم بالشاذ في الصالة وخارجها وهو‪ :‬ما نقل آحا ًدا قرآنا كأيمانهما في قوله‬
‫تعالى‪ :‬ﱹ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨﭩ‬
‫ﭪ ﭫ ﭬ ﱸ(((‪ ،‬وإذا قرأ بقراءة من السبع استحب أن يتم القراءة بها‪ ،‬فلو‬
‫قرأ بعض اآليات بها وبعضها بغيرها من السبع جاز بشرط أن ال يكون ما قرأه‬
‫بالثانية مرتب ًطا باألولى‪ ،‬وتحرم القراءة بعكس اآلى‪ ،‬ال بعكس السور‪ ،‬ولكن تكره‬
‫إال في تعليم ألنه أسهل للتعليم‪.‬‬
‫حكم تفسري القرآن بال علم ونسيانه‬
‫ويحرم تفسير القرآن بال علم‪ ،‬ونسيانه‪ ،‬أو شىء منه كبيرة‪ ،‬والسنة أن يقول‪:‬‬
‫ُ‬
‫«أنسيت كذا» ال «نسيته»‪ ،‬إذ ليس هو فاعل النسيان‪ ،‬ويندب ختمه أول نهار أو ليل‪،‬‬
‫والدعاء بعده وحضوره‪ ،‬والشروع بعده في ختمة أخرى وكثرة تالوته‪.‬‬
‫((( سورة املائدة ‪ .‬اآلية‪.38 :‬‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪‬‬ ‫‪118‬‬
‫‪X‬‬
‫األسئلة على الحيض والنفاس واالستحاضة‬
‫ ‪1:‬سعلل‪:‬‬
‫ )أ(تقضي الحائض الصوم دون الصالة‪.‬‬
‫يوما‪.‬‬
‫ )ب(أقل الطهر خمسة عشر ً‬
‫ )ج(يحرم على الجنب قراءة القرآن‪.‬‬
‫ )د(يجوز للصبي المميز المحدث حمل المصحف ومسه‪.‬‬
‫ )ـه(يحرم على الزوج االستمتاع بزوجه النفساء فيما بين السرة والركبة‪.‬‬
‫ ‪2:‬سأجب عن المطلوب‪:‬‬
‫ )أ(دم الحيض ودم الفساد (فرق)‪.‬‬
‫ )ب(الحدث ثالثة أنواع (المراد عند اإلطالق)‪.‬‬
‫ )ج(أكل الطعام الذي طبخته الحائض (الحكم)‪.‬‬
‫ )د(لدم الحيض ألوان مختلفة (رتِّب من األضعف إلى األقوى)‪.‬‬
‫ )ـه(إعطاء النقاء المتخلل بين دمي حيض حكم الحيض (المصطلح)‪.‬‬
‫ ‪3:‬سما الفرق بين دم الحيض والنفاس واالستحاضة؟ وما حكم المستحاضة‬
‫بالنسبة بالنسبة للصوم والصالة؟ وما أقل زمن الحيض وما أكثره وما‬
‫غالبه؟ وما أقل زمن النفاس وما أكثره وما غالبه؟ وما أقل زمن تحيض فيه‬
‫المرأة؟ وما الذي يحرم بالحيض والنفاس؟ وما الذي يحرم على الجنب؟‬
‫والمحدث حدثا أصغر؟ وما أقل الطهر بين الحيضتين؟ وما أقل الحمل؟‬
‫وما غالبه؟ وما حكم حمل الصغير المميز المصحف للتعلم إذا كان‬
‫م ِ‬
‫حد ًثا؟ وما حكم نسيان القرآن الكريم؟‬ ‫ُ‬

‫‪‬‬‫‪119‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫كتاب الصالة‬
‫وض ُة َخ ٌ‬
‫مس ‪.................................................. :‬‬ ‫فر َ‬ ‫الص َل ُة َ‬
‫الم ُ‬ ‫َّ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫كتاب الصالة‬
‫جمعها صلوات‪ ،‬وهي لغة‪ :‬الدعاء بخير قال الله تعالى‪ :‬ﱹ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ‬
‫ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢﮣ ﮤﮥ ﮦ ﮧﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﱸ((( أي ادع‬
‫عديت بعلي‪.‬‬
‫ْ‬ ‫لهم‪ ،‬ولتضمنها معنى التعطف‬
‫وشر ًعا‪ :‬أقوال وأفعال مفتتحة بالتكبير مختتمة بالتسليم بشرائط مخصوصة‪،‬‬
‫وسميت بذلك الشتمالها على الدعاء إطال ًقا السم الجزء على اسم الكل‪.‬‬
‫الصلوات المفروضة ودليل فرضيتها‬
‫وقد بدأ بالمكتوبات ألنها أهم وأفضل فقال‪( :‬الصالة المفروضة) في كل يوم‬
‫وليلة (خمس) معلومة من الدين بالضرورة‪ ،‬واألصل فيها قبل اإلجماع آيات كقوله‬
‫تعالى‪ :‬ﱹ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﱸ(((‪ ،‬أي حافظوا عليها‬
‫دائما بإكمال واجبـاتها وسننها وقوله تعالى‪ :‬ﱹ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ‬
‫ً‬
‫ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡﮢ ﮣ ﮤ ﮥ‬
‫ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﱸ(((‪ ،‬أي محتمة مؤقتة‪ ،‬وأخبار في الصحيحين‬
‫خمسين صال ًة فلم ْ‬
‫أزل أراج ُعه‬ ‫َ‬ ‫«فرض الله على أمتى ليل َة اإلسراء‬
‫َ‬ ‫كقوله ﷺ‪:‬‬
‫كل يوم وليلة» وقوله لألعرابى حين قال‪:‬‬ ‫خمسا في ِّ‬
‫ً‬ ‫التخفيف حتى جع َلها‬
‫َ‬ ‫وأسأل ُه‬
‫«أخبر ُهم‬
‫ْ‬ ‫على غيرها؟ قال‪« :‬ال‪ ،‬إالّ أن تطوع» وقوله لمعاذ لما بعثه إلى اليمن‪:‬‬
‫هل َّ‬
‫((( سورة التوبة ‪ .‬اآلية‪.103 :‬‬
‫((( سورة البقرة ‪ .‬اآلية‪.43 :‬‬
‫((( سورة النساء ‪ .‬اآلية‪.103 :‬‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪‬‬ ‫‪120‬‬
‫‪X‬‬
‫ال ُّظ ْه ُر ‪...........................................................................‬‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫خمس صلوات في ِّ‬


‫كل يو ٍم وليلة» وأما وجوب قيام الليل‬ ‫َ‬ ‫أن الله قد َ‬
‫فرض عليهم‬
‫فمنسوخ في حقنا‪.‬‬
‫متى فرضت الصالة؟‬
‫فرضت الصلوات الخمس ليلة المعراج كما مر قبل الهجرة بسنة‪ ،‬وقيل‪ :‬بستة أشهر‪.‬‬
‫مواقيت الصالة‬
‫(((‬

‫بالنبى‬ ‫ولما كانت الظهر أول صالة ظهرت ألنها أول صالة صالها جبريل‬
‫ﷺ‪ ،‬وقد بدأ الله تعالى بها في قوله تعالى‪ :‬ﱹ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ‬
‫ﭳ ﭴ ﭵﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﱸ((( بدأ المصنف بها فقال‪:‬‬
‫(الظهر) أي صالته سميت بذلك ألنها تفعل وقت الظهيرة أي شدة الحر‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫ألنها ظاهرة وسط النهار‬
‫واألصل فيها قوله تعالى‪ :‬ﱹ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ‬
‫ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﱸ(((‪ .‬قال ابن عباس‪ :‬أراد‬
‫والعشاء‪ ،‬وبحين تصبحون صالة الصبح‪ ،‬وبعش ًّيا‬ ‫َ‬ ‫بحين تمسون صال َة المغرب‬
‫ِ‬
‫مرتين‬ ‫ِ‬
‫البيت‬ ‫ُ‬
‫جبريل عندَ‬ ‫صالة العصر‪ ،‬وبحين تظهرون صالة الظهر‪ ،‬وخبر‪« :‬أمني‬
‫كان‬
‫حين َ‬ ‫ِ‬
‫والعصر َ‬ ‫َ‬ ‫قدر الشراك‪،‬‬
‫الفىء َ‬
‫ُ‬ ‫وكان‬
‫َ‬ ‫الشمس‬‫ُ‬ ‫زالت‬ ‫حين‬
‫الظهر َ‬ ‫َ‬ ‫فصلى بى‬
‫والعشاء‬ ‫ِ‬
‫إفطاره‪،‬‬ ‫وقت‬
‫دخل َ‬ ‫ائم أي َ‬ ‫ِ‬ ‫ظ ُّله ـ أي الشىء ـ مث َله‪،‬‬
‫َ‬ ‫أفطر الص ُ‬ ‫حين َ‬‫والمغرب َ‬ ‫َ‬
‫فلما كان الغدُ‬
‫والشراب على الصائمِ‪َّ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫حين ُح ِّر َم الطعا ُم‬
‫والفجر َ‬ ‫َ‬ ‫الشفق‪،‬‬
‫ُ‬ ‫حين غاب‬ ‫َ‬
‫والمغرب حين‬ ‫َ‬ ‫والعصر حين كان ظله مثل ْيه‪،‬‬
‫َ‬ ‫كان ظ ُّل ُه مث َله‪،‬‬‫حين َ‬ ‫الظهر َ‬ ‫َ‬ ‫ص َّلى بِ َى‬

‫((( ملا صدَّ ر األكثرون الباب بذكر املواقيت ألن بدخوهلا جتب الصالة وبخروجها تفوت‪ ،‬تبعهم املصنف‬
‫ىف ذلك‪.‬‬
‫((( سورة اإلرساء ‪ .‬اآلية‪.78 :‬‬
‫((( سورة الروم ‪ .‬اآلية‪.18 ،17 :‬‬

‫‪‬‬ ‫‪121‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫ال‪،‬‬‫يء ِم ْث َله َبعدَ ظِ ِّل الز ََّو ِ‬
‫وآخره إِ َذا صار ظِ ُّل ك ُِّل َش ٍ‬
‫س‪ِ ،‬‬ ‫وأ َّو ُل َو ْقتِ َها ز ََو ُال َّ‬
‫الش ْم ِ‬ ‫َ‬
‫َ َ‬ ‫ُ‬
‫ار إِلى ظِ ِّل ِ‬ ‫وآخ ُره فِي االختِ َي ِ‬
‫الم ْث ِل ِ‬
‫وأو ُل و ْقتِها ال ِّزياد ُة على ظِ ِّل ِ‬
‫الم ْث َل ِ ‪,‬‬
‫ين‬ ‫َ َ َ‬ ‫وال َع ْص ُر‪َ َ َّ َ :‬‬
‫س‪................................................ ،‬‬ ‫الش ْم ِ‬
‫وب َّ‬ ‫الج ِ‬
‫واز إِلى ُغ ُر ِ‬ ‫ِ‬
‫وفي َ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫ِ‬
‫األنبياء من‬ ‫والعشاء إلى ُث ُلث الليل‪ ،‬والفجر فأسفر وقال‪ :‬هذا وقت‬ ‫الصائم‬ ‫أفطر‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫الوقتين»‪ .‬رواه أبو داود وغيره‪.‬‬ ‫والوقت ما بين هذ ْي ِن‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫قبلك‬
‫وقوله ﷺ‪« :‬صلى بى الظهر حين كان ظله مثله» أي فرغ منها حينئذ كما شرع‬
‫ناف ًيا به اشتراكهما في وقت‬ ‫في العصر في اليوم األول حينئذ قاله الشافعى‬
‫واحد‪ ،‬ويدل له خبر مسلم‪« :‬وقت الظهر إذا زالت الشمس مالم تحضر العصر»‪.‬‬
‫وقت الظهر ابتداء وانتهاء‪:‬‬
‫(وأول وقتها) أي الظهر (زوال الشمس) أي وقت زوالها يعنى يدخل وقتها‬
‫بالزوال‪ ،‬وهو ميل الشمس عن وسط السماء المسمى بلوغها إليه بحالة االستواء‬
‫إلى جهة المغرب (وآخره) أي وقت الظهر (إذا صار ظل كل شىء مثله بعد) أي‬
‫سوى (ظل الزوال) الموجود عند الزوال‪.‬‬
‫وللظهر ثالثة أوقات‪ :‬وقت فضيلة أوله‪ .‬ووقت اختيار إلى آخره‪ ،‬ووقت عذر‪:‬‬
‫وهو وقت العصر لمن يجمع‪ ،‬ولها وقت حرمة‪ :‬وهو آخر وقتها بحيث ال يسعها وال‬
‫عذر وإن وقعت أداء‪ ،‬ويجرى في سائر أوقات الصلوات‪.‬‬
‫وقت العصر ابتداء وانتهاء‪:‬‬
‫(والعصر) أي صالتها (وأول وقتها الزيادة على ظل المثل) وعبارة التنبيه‬
‫«إذا صار ظل كل شىء مثله‪ ،‬وزاد أدنى زيادة»‪( ،‬وآخره في) وقت (االختيار‬
‫إلى ظل المثلين) بعد ظل االستواء إن كان؛ لحديث جبريل المار‪ ،‬وقول جبريل‬
‫في الحديث‪« :‬الوقت مابين هذين الوقتين»‪ .‬محمول على وقت االختيار‪( .‬و) آخره‬
‫أدرك ركع ًة ِم َن الصبحِ َ‬
‫قبل أن‬ ‫«م ْن َ‬
‫(في) وقت (الجواز إلى غروب الشمس) لحديث‪َ :‬‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪‬‬ ‫‪122‬‬
‫‪X‬‬
‫وبمقدار ما يؤ ِّذ ُن َو َيت ََو َّض ُأ َو َي ْست ُُر‬
‫ِ‬ ‫الش ِ‬ ‫ِ‬ ‫والم ِ‬
‫مس‪،‬‬ ‫وهو ُغ ُ‬
‫روب َّ‬ ‫ووقتُها َواحدٌ ‪ُ ،‬‬
‫غر ُب‪َ :‬‬ ‫َ‬
‫الصالةَ‪............................................................ ،‬‬ ‫ويقيم َّ‬
‫ُ‬ ‫العور َة‬
‫َ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫الشمس‬
‫ُ‬ ‫تغرب‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫العصر َ‬
‫قبل أن‬ ‫أدرك ركع ًة ِم َن‬
‫َ‬ ‫وم ْن‬
‫الصبح‪َ ،‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫أدرك‬ ‫الشمس فقدْ‬
‫ُ‬ ‫تطلع‬
‫َ‬
‫مالم‬ ‫ِ‬
‫العصر ْ‬ ‫«وقت‬
‫ُ‬ ‫العصر»(((‪ ،‬وروى ابن أبى شيبة بإسناد في مسلم‪:‬‬‫َ‬ ‫َ‬
‫أدرك‬ ‫فقدْ‬
‫الشمس»‪.‬‬
‫ُ‬ ‫تغرب‬
‫فللعصر سبعة أوقات‪ :‬وقت فضيلة أول الوقت‪ ،‬ووقت اختيار‪ ،‬ووقت عذر‪:‬‬
‫وهو وقت الظهر لمن يجمع‪ ،‬ووقت ضرورة‪ ،‬ووقت جواز بال كراهة‪ ،‬ووقت‬
‫كراهة‪ ،‬ووقت حرمة وهو آخر وقتها بحيث اليسعها‪ .‬وإن قلنا إنها أداء‪.‬‬
‫وقت المغرب‪:‬‬
‫المار‬
‫(والمغرب) أي صالتها (ووقتها واحد) أي ال اختيار فيه كما في الحديث ّ‬
‫(وهو) أي أوله يدخل بعد (غروب الشمس) لحديث جبريل‪ ،‬سميت بذلك لفعلها‬
‫عقب الغروب‪( . ،‬و) يمتد على القول الجديد (بمقدار ما يؤذن) لوقتها (ويتوضأ‬
‫ويستر العورة ويقيم الصالة) وبمقدار خمس ركعات‪ ،‬وألن جبريل عليه الصالة‬
‫والسالم صالها في اليومين في وقت واحد‪ ،‬والمراد بالخمس‪ :‬المغرب وسنتها‬
‫بناء على أنه يسن ركعتان‬
‫البعدية‪ .‬وذكر اإلمام سبع ركعات فزاد ركعتين قبلها ً‬
‫قبلها‪ ،‬واالعتماد في جميع ما ذكر بالوسط المعتدل‪.‬‬
‫ويمتد وقتها على القول القديم حتى يغيب الشفق األحمر‪ ،.‬وقد ثبت فيه أحاديث‬
‫الشفق»‪ .‬وأما حديث صالة جبريل‬‫ُ‬ ‫مالم يغب‬ ‫ِ‬
‫المغرب ْ‬ ‫«وقت‬
‫َ‬ ‫في مسلم منها‪:‬‬
‫وأيضا أحاديث‬
‫في اليومين في وقت واحد فمحمول على وقت االختيار كما مر‪ً ،‬‬
‫مسلم مقدمة عليه ألنها متأخرة بالمدينة وهو متقدم بمكة وألنها أكثر رواة وأصح‬
‫إسنا ًدا منه‪ ،‬وعلى هذا للمغرب ثالثة أوقات‪ :‬وقت فضيلة واختيار أول الوقت‪،‬‬
‫ووقت جواز ما لم يغب الشفق‪ ،‬ووقت العشاء لمن يجمع‪.‬‬
‫((( متفق عليه‪.‬‬

‫‪‬‬‫‪123‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫وآخره فِي االختِيار إ َلى ُث ِ‬
‫لث ال َّل ِ‬ ‫الش َف ُق األَحمر‪ِ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫اء‪َ :‬‬ ‫ِ‬
‫يل‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وأ َّو ُل َوقتها إ َذا َغ َ‬
‫اب َّ‬ ‫والع َش ُ‬
‫جر ال َّثانِي‪............................................. ،‬‬ ‫الج ِ‬
‫واز إ َلى ُط ُلو ِع ال َف ِ‬ ‫وفي َ‬
‫ِ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫وقت العشاء ابتداء وانتهاء‪:‬‬


‫(والعشاء و) يدخل (أول وقتها إذا غاب الشفق األحمر) لما سبق‬
‫تنبيه‪ :‬من العشاء لهم بأن يكونوا بنواح اليغيب فيها شفقهم يقدرون قدر مايغيب‬
‫فيه الشفق بأقرب البالد إليهم كعادم القوت المجزىء في الفطرة ببلده أي‪ :‬فإن كان‬
‫شفقهم يغيب عند ربع ليلهم ً‬
‫مثل اعتبر من ليل هؤالء بالنسبة‪ ،‬ال أنهم يصبرون بقدر‬
‫ما يمضى من ليلهم ألنه ربما استغرق ليلهم‪. ،‬‬
‫(وآخره في) وقت (االختيار إلى ثلث الليل) لخبر جبريل السابق‪ .‬وقوله فيه‬
‫بالنسبة إليها‪« :‬الوقت ما بين هذين الوقتين» محمول على وقت االختيار‪ ،‬وفي قول‬
‫ِ‬
‫نصف الليل» صححه‬ ‫ألخرت العشاء إلى‬
‫ُ‬ ‫أن أشق على أمتى‬ ‫نصفه لخبر‪« :‬لوال ْ‬
‫الحاكم على شرط الشيخين‪ ،‬ورجحه النووى في شرح مسلم‪( ،‬و) آخره (في) وقت‬
‫ٌ‬
‫تفريط إنما‬ ‫«ليس في النو ِم‬
‫(الجواز إلى طلوع الفجر الثاني) أي الصادق لحديث‪َ :‬‬
‫وقت األخرى»(((‪ .‬خرجت الصبح‬ ‫َ‬
‫يدخل ُ‬ ‫يصل الصال َة حتى‬ ‫ُ‬
‫التفريط على َم ْن لم ِّ‬
‫بدليل فبقى على مقتضاه في غيرها‪ .‬وخرج بالصادق الكاذب‪ ،‬والصادق هو المنتشر‬
‫ً‬
‫مستطيل يعلوه ضوء‬ ‫ً‬
‫معترضا بنواحى السماء‪ ،‬بخالف الكاذب فإنه يطلع‬ ‫ضوؤه‬
‫كذنب الذئب‪ ،‬ثم تعقبه ظلمة‪.‬‬
‫فلها سبعة أوقات‪ :‬وقت فضيلة‪ ،‬ووقت اختيار‪ ،‬ووقت جواز‪ ،‬ووقت حرمة‪،‬‬
‫ووقت ضرورة‪ ،‬ووقت عذر‪ ،‬وهو وقت المغرب لمن يجمع‪ ،‬ووقت كراهة‪ :‬ما بين‬
‫الفجرين‪.‬‬

‫((( رواه مسلم‪.‬‬


‫الصف األول الثانوى‬
‫‪‬‬ ‫‪124‬‬
‫‪X‬‬
‫إلس َف ِ‬
‫ار‪،‬‬ ‫وآخ ُره فِي االختِ َي ِ‬
‫ار إ َلى ا ِ‬ ‫وأو ُل وقتِها ُط ُلوع ال َفج ِر ال َّثانِي‪ِ ،‬‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫والص ْب ُح‪َ َّ َ :‬‬ ‫ُّ‬
‫الج َو ِاز إ َلى ُط ُلو ِع َّ‬
‫الش ْم ِ‬
‫س‪.‬‬ ‫ِ‬
‫وفي َ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫وقت الصبح ابتداء وانتهاء‪:‬‬


‫(والصبح) أي صالته وهو بضم الصاد وكسرها لغة‪ :‬أول النهار‪ ،‬فلذلك سميت‬
‫به هذه الصالة‪( .‬وأول وقتها طلوع الفجر الثاني) أي الصادق لحديث جبريل‪ ،‬فإنه‬
‫علقه على الوقت الذي يحرم فيه الطعام والشراب على الصائم‪ ،‬وإنما يحرمان‬
‫بالصادق (وآخره في) وقت (االختيار إلى اإلسفار) وهو اإلضاءة لخبر جبريل‬
‫السابق وقوله فيه بالنسبة إليها‪« :‬الوقت ما بين هذين» محمول على وقت االختيار‬
‫ِ‬
‫صالة‬ ‫«وقت‬
‫ُ‬ ‫(و) آخره (في) وقت (الجواز إلى طلوع الشمس) لحديث مسلم‪:‬‬
‫الشمس» والمراد بطلوعها هنا طلوع بعضها‪،‬‬
‫ُ‬ ‫الصبحِ من طلو ِع الفجر ما ْ‬
‫لم تطلع‬
‫وألن وقت الصبح يدخل بطلوع بعض الفجر‪ ،‬فناسب أن يخرج بطلوع الشمس‬
‫فلها‪ :‬وقت فضيلة أول الوقت ووقت اختيار ووقت جواز بال كراهة إلى االحمرار‪،‬‬
‫ثم وقت كراهة ووقت حرمة‪ ،‬وهي نهارية‪.‬‬
‫قضاء الفوائت‬
‫ويسن‬
‫ّ‬ ‫ويبادر بفائت وجو ًبا إن فات بال عذر‪ .‬وند ًبا إن فات بعذر كنوم ونسيان‪.‬‬
‫ترتيب الفائت وتقديمه على الحاضرة التي اليخاف فوتها‪.‬‬
‫***‬

‫‪‬‬‫‪125‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫فصل‬
‫ِ‬ ‫وش َرائِ ُط ُو ُج ِ‬
‫إل ْس َل ُم ‪ ،‬وال ُب ُلو ُغ ‪ ،‬وال َع ْق ُل‪.‬‬ ‫الص َلة َث َل َث ُة َأش َي َ‬
‫اء ‪ :‬ا ِ‬ ‫وب َّ‬ ‫َ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫فصل‬
‫فيمن تجب عليه الصالة وفي بيان النوافل‬
‫وقد شرع في النوع األول فقال‪( :‬وشرائط وجوب الصالة ثالثة أشياء)‪:‬‬
‫األول‪( :‬اإلسالم) فال تجب على كافر أصلى وجوب مطالبة بها في الدنيا لعدم‬
‫صحتها منه‪ ،‬لكن تجب عليه وجوب عقاب عليها في اآلخرة لتمكنه من فعلها‬
‫باإلسالم‪.‬‬
‫(و) الثاني‪( :‬البلوغ) فال تجب على صغير لعدم تكليفه لرفع القلم عنه كما صح‬
‫في الحديث‪.‬‬
‫(و) الثالث‪( :‬العقل) فال تجب على مجنون لما ذكر‪ .‬وسكت المصنف عن‬
‫الرابع وهو‪ :‬النقاء عن الحيض والنفاس‪ ،‬فال تجب على حائض ونفساء لعدم‬
‫صحتها منهما‪ ،‬فمن اجتمعت فيه هذه الشروط وجبت عليه الصالة باإلجماع‬
‫والقضاء على الكافر إذا أسلم لقوله تعالى‪ :‬ﱹ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ‬
‫ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﱸ((( ‪.‬‬
‫الحكم إذا زالت الموانع آخر الوقت أو طرأت أول الوقت‬
‫ولو زالت هذه األسباب المانعة من وجوب الصالة وقد بقى من الوقت قدر‬
‫تكبيرة فأكثر وجبت الصالة ألن القدر الذي يتعلق به اإليجاب يستوى فيه قدر الركعة‬
‫ودونها‪ ،‬ويجب الظهر مع العصر بإدراك قدر زمن تكبيرة آخر وقت العصر‪ ،‬ويجب‬

‫((( سورة األنفال ‪ .‬اآلية‪.38 :‬‬


‫الصف األول الثانوى‬
‫‪‬‬ ‫‪126‬‬
‫‪X‬‬
‫‪.................................................................................‬‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫المغرب مع العشاء بإدراك ذلك آخر وقت العشاء التحاد وقتى الظهر والعصر‪،‬‬
‫ووقتى المغرب والعشاء في العذر‪ ،‬ففى الضرورة أولى‪ ،‬ويشترط للوجوب‬
‫أن يخلو الشخص عن الموانع قدر الطهارة والصالة‪ ،‬بأخف ما يجزي‪ :‬كركعتين‬
‫في صالة المسافر‪ ،‬ولو حاضت أو نفست أو جن أو أغمى عليه أول الوقت وجبت‬
‫تلك الصالة إن أدرك من ذكر قدر الفرض بأخف ما يمكن‪ ،‬وإال فال وجوب في ذمته‬
‫لعدم التمكن من فعلها‪.‬‬
‫***‬

‫‪‬‬‫‪127‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫والصلوات المسنونات‬
‫السن َُن التَّابِ َع ُة لِل َف َرائِ ِ‬
‫ض َس ْب َع َع ْش َر َة‬ ‫اء ‪َ ،‬و ُّ‬
‫ِ‬
‫ان واالستس َق ُ‬ ‫ان والك ُُسو َف ِ‬ ‫العيدَ ِ‬ ‫َخمس‪ِ :‬‬
‫ْ ٌ‬
‫ور ْك َعت ِ‬
‫َان‬ ‫بل ال َع ْص ِر ‪َ ،‬‬ ‫وأر َب ٌع َق َ‬ ‫ور ْك َعت ِ‬
‫َان َب ْعدَ ُه ‪َ ،‬‬ ‫‪:‬ر ْك َعتَا ال َف ْج ِر ‪َ ،‬و َأر َب ٌع َق ْب َل ال ُّظ ْه ِر ‪َ ،‬‬‫َر ْك َع ًة َ‬
‫احدَ ٍة ِم ُنه َّن ‪.‬‬
‫الع َشاء ِيوتِر بِو ِ‬
‫ُ ُ َ‬
‫ث بعدَ ِ‬
‫ب ‪ ،‬و َث َل ٌ َ‬ ‫المغ ِْر ِ‬ ‫َب ْعدَ َ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫الصلوات المسنونات التي تشرع لها الجماعة وينادى لها‬


‫ثم شرع في النوع الثانى فقال‪( :‬والصلوات المسنونات) والمسنون والمستحب‬
‫والنفل والمرغب فيه ألفاظ مترادفة‪ ،‬وهو‪ :‬الزائد على الفرائض وأفضل عبادات‬
‫ُ‬
‫أفضل؟ فقال‪« :‬الصال ُة‬ ‫البدن بعد اإلسالم‪ :‬الصالة‪ ،‬لخبر الصحيحين‪ :‬أي األعمال‬
‫ِ‬
‫عمل ابن آد َم له إال‬ ‫لوقتها» وقيل‪ :‬الصوم لخبر الصحيحين‪« :‬قال الله تعالى‪ُّ :‬‬
‫؛كل‬ ‫ِ‬
‫الصو َم فإنه لى وأنا أجزى به» وإذا كانت الصالة أفضل العبادات ففرضها أفضل‬
‫الفروض وتطوعها أفضل التطوع وهو ينقسم إلى قسمين‪ :‬قسم تسن الجماعة فيه‬
‫وهو‪( :‬خمس‪ :‬العيدان والكسوفان واالستسقاء) ورتبتها في األفضلية على حكم‬
‫ترتيبها المذكور ولها أبواب تذكر فيها‪.‬‬
‫السنن الرواتب التي ال تشرع لها الجماعة‪:‬‬
‫وقسم التسن الجماعة فيه‪( .‬و) منه (السنن) الرواتب وهي (التابعة للفرائض)‪.‬‬
‫والحكمة فيها تكميل ما نقص من الفرائض بنقص نحو خشوع كترك تدبر قراءة‪.‬‬
‫وهي (سبع عشرة ركعة‪ :‬ركعتا الفجر) قبل الصبح (وأربع) أي أربع ركعات(قبل‬
‫الظهر وركعتان بعدها وأربع قبل العصر‪ ،‬وركعتان بعد المغرب وثالث بعد) سنة‬
‫(العشاء يوتر بواحدة منهن) لم يبين المصنف المؤكد من غيره‪ .‬وبيانه أن المؤكد من‬
‫الرواتب عشر ركعات‪ :‬ركعتان قبل الصبح وركعتان قبل الظهر وكذا بعدها وبعد‬
‫المغرب والعشاء لخبر الصحيحين عن ابن عمر قال‪ :‬صليت مع النبى ﷺ ركعتين‬

‫الصف األول الثانوى‬


‫‪‬‬ ‫‪128‬‬
‫‪X‬‬
‫‪.................................................................................‬‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬
‫قبل الظهر وركعتين بعدها وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء‪ .‬وغير المؤكد‬
‫أن يزيد ركعتين قبل الظهر‪ :‬لالتباع‪ ،‬رواه مسلم ويزيد ركعتين بعدها لحديث‪:‬‬
‫حرمه الله على النَّار» رواه‬ ‫ِ‬
‫الظهر وأرب ٍع بعدَ ها َ‬ ‫حافظ على أربع ركعات َ‬
‫قبل‬ ‫َ‬ ‫«من‬
‫َ‬
‫«رحم الله امرأ‬
‫َ‬ ‫الترمذى وصححه‪ .‬وأربع قبل العصر لخبر عمر‪ ،‬أنه ﷺ قال‪:‬‬
‫قبل العصر أرب ًعا»(((‪ ،‬ومن غير المؤكد ركعتان خفيفتان قبل المغرب‪ ،‬ففى‬ ‫صلى َ‬
‫الصحيحين من حديث أنس‪« :‬أن كبار الصحابِة كانوا يبتدرون السوارى لهما ـ أي‬
‫(((‬
‫المغرب»‪ .‬وركعتان قبل العشاء لخبر‪« :‬بين كل أذانين صالة»‬ ‫َ‬ ‫أذن‬
‫للركعتين ـ إذا َ‬
‫والمراد‪ :‬األذان واإلقامة‪ .‬والجمعة كالظهر فيما مر فيصلى قبلها أرب ًعا وبعدها‬
‫ِّ‬
‫فليصل بعدَ ها أرب ًعا» وخبر الترمذي‪:‬‬ ‫أرب ًعا لخبر مسلم‪« :‬إذا صلى أحدُ كم الجمع َة‬
‫«إن ابن مسعود كان يصلى قبل الجمعة أرب ًعا وبعدها أرب ًعا» والظاهر أنه توقيف‪.‬‬
‫وقول المصنف‪« :‬يوتر بواحدة منهن» أشار به إلى أن من القسم الذي اليسن له‬
‫جماعة الوتر وأن أقله ركعة لخبر مسلم من حديث ابن عمر وابن عباس‪« :‬الوتر‬
‫ركعة من آخر الليل» وفي صحيح ابن حبان من حديث ابن عباس‪« :‬أنه ﷺ أوتر‬
‫بواحدة»‪ .‬وال كراهة في االقتصار عليها ‪ ،‬وأدنى الكمال ثالث وأكمل منه خمس ثم‬
‫‪:‬‬ ‫سبع ثم تسع ثم إحدى عشرة‪ ،‬وهي أكثره لألخبار الصحيحة منها خبر عائشة‬
‫رمضان والغيره على إحدَ ى عشر َة ركع ًة»‪.‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫رسول الله ﷺ يزيدُ في‬ ‫«ما كان‬
‫فال تصح الزيادة عليها كسائر الرواتب‪ ،‬ولمن زاد على ركعة الفصل بين الركعات‬
‫بالسالم وهو أفضل من الوصل بتشهد في األخيرة أو بتشهدين في األخيرتين وليس‬
‫له في الوصل غير ذلك‪ ،‬ووقته بين صالة العشاء وطلوع الفجر الثانى لقوله ﷺ‪:‬‬
‫ٍ‬
‫من حمر النع ِم وهي الوتر فجع َلها لكم َ‬
‫من‬ ‫خير لكم ْ‬
‫«إن الله أمدَّ كم بصالة هي ٌ‬
‫العشاء إلى طلوع الفجر»‪ ،‬ويسن جعله آخر صالة الليل لخبر الصحيحين‪« :‬اجعلوا‬
‫((( رواه ابنا خزيمة وحبان وصححاه‪.‬‬
‫((( أخرجه البخاري‪.‬‬

‫‪‬‬‫‪129‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫وص َل ُة ُّ‬
‫الض َحى‪........................ ،‬‬ ‫والنوافل المؤكد ُة ثالث ٌة‪َ :‬ص َل ُة ال َّل ِ‬
‫يل ‪َ ،‬‬ ‫ُ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫أخر الوتر إلى أن يتهجد وإال‬ ‫وترا» فإن كان له تهجد آخر ّ‬‫من الليل ً‬‫آخ َر صالتكم َ‬
‫َ‬
‫أوتر بعد فريضة العشاء وراتبتها‪ ،‬وقيده في المجموع بما إذا لم يثق بيقظته آخر الليل‬
‫ِ‬
‫الليل فيوتر أو َله‪َ ،‬و َم ْن‬ ‫آخر‬
‫خاف أن اليقو َم َ‬
‫َ‬ ‫«م ْن‬
‫وإال فتأخيره أفضل لخبرمسلم‪َ :‬‬
‫الليل مشهودةٌ» وذلك أفضل وعليه‬ ‫ِ‬ ‫آخر‬ ‫َطمع أن يقوم أخره فليوتر ِ‬
‫آخ َره فإن صال َة ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫بالوتر» فإن أوتر ثم تهجد لم يندب له إعادته لخبر‪:‬‬ ‫الصبح‬
‫َ‬ ‫أيضا‪« :‬بادروا‬
‫حمل خبره ً‬
‫«ال وتران في ليلة» ويندب القنوت آخر وتره في النصف الثانى من رمضان‪ ،‬وهو‬
‫كقنوت الصبح في لفظه‪ ،‬ومحله والجهر به ويسن جماعة في وتر رمضان‪.‬‬
‫(والنوافل المؤكدة) بعد الرواتب (ثالثة)‪:‬‬
‫األولى‪( :‬صالة الليل) وهو التهجد ولوعبر به لكان أولى لمواظبته ﷺ ولقوله‬
‫تعالى‪ :‬ﱹﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﱸ((( وقوله تعالى‪ :‬ﱹ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ‬
‫ﮐ ﮑ ﱸ(((‪.‬‬
‫وهو لغة‪ :‬رفع النوم بالتكلف‪.‬‬
‫واصطالحا‪ :‬صالة التطوع في الليل بعد النوم‪ ،‬سمى بذلك لما فيه من ترك النوم‪،‬‬
‫ً‬
‫ويسن للمتهجد القيلولة وهي النوم قبل الزوال وهي بمنزلة السحور للصائم لقوله‬
‫«استعينوا بالقيلولِة على قيا ِم ِ‬
‫الليل»(((‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ﷺ‪:‬‬
‫(و) الثانية‪( :‬صالة الضحى) وأقلها ركعتان وأكثرها ثمان‪.‬‬
‫وهذا هو المعتمد‪ ،‬وقال في الروضة‪« :‬أفضلها ثمان وأكثرها اثنتا عشرة»‪ ،‬ويسن‬
‫أن يسلم من كل ركعتين‪ ،‬ووقتها من ارتفاع الشمس إلى الزوال واالختيار فعلها عند‬
‫مضى ربع النهار‪.‬‬
‫((( سورة اإلرساء ‪ .‬اآلية‪.79 :‬‬
‫((( سورة الذاريات ‪ .‬اآلية‪.17 :‬‬
‫((( رواه أبو داود‪.‬‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪‬‬ ‫‪130‬‬
‫‪X‬‬
‫و الت ََّر ِاويحِ ‪..................................................................... ،‬‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫(و) الثالثة‪ :‬صالة (التراويح) وهي عشرون ركعة وقد اتفقوا على سنيتها وعلى‬
‫ِ (((‬
‫من ذنبه»‬
‫غفر له ما تقد َم ْ‬
‫رمضان إيمانًا واحتسا ًبا َ‬
‫َ‬ ‫«م ْن قا َم‬
‫أنها المرادة من قوله ﷺ‪َ :‬‬
‫إخالصا‪،‬‬
‫ً‬ ‫وقوله‪« :‬إيمانًا» أي تصدي ًقا بأنه حق معتقدً ا أفضليته «واحتسا ًبا» أي‬
‫والمعروف أن الغفران مختص بالصغائر‪ ،‬وتسن الجماعة فيها ألن عمر جمع الناس‬
‫أبى بن كعب‪ ،‬والنساء على سليمان بن أبى‬ ‫على قيام شهر رمضان‪ :‬الرجال على ّ‬
‫يتروحون عقبها‪ :‬أي يستريحون‪،‬‬ ‫حثمة‪ ،‬وسميت كل أربع منها ترويحة ألنهم كانوا ّ‬
‫والسر في كونها عشرين أن الرواتب‪ :‬المؤكدات في غير رمضان عشر ركعات‬ ‫ّ‬
‫فضوعفت ألنه وقت جدّ وتشمير‪ .‬ا‪.‬هـ‪.‬‬
‫وفعلها بالقرآن في جميع الشهر أفضل من تكرير سورة اإلخالص‪ ،‬ووقتها‬
‫بين صالة العشاء‪ ،‬وطلوع الفجر الثاني‪ .‬قال في الروضة‪ :‬والتصح بنية مطلقة‪ ،‬بل‬
‫ينوى ركعتين من التراويح أو من قيام رمضان‪ ،‬ولو صلى أرب ًعا بتسليمة‪ .‬لم يصح‪،‬‬
‫ألنه خالف المشروع بخالف سنة الظهر والعصر‪ ،‬والفرق أن التراويح بمشروعية‬
‫الجماعة فيها أشبهت الفرائض فال تغير عما وردت‪.‬‬
‫يدخل وقت الرواتب التي قبل الفرض بدخول وقت الفرض‪ ،‬والتي بعده بفعله‪،‬‬
‫ويخرج وقت النوعين بخروج وقت الفرض ألنهما تابعان له‪ ،‬ولو فات النفل‬
‫المؤقت ندب قضاؤه‪ .‬ومن القسم الذي ال تندب فيه الجماعة تحية المسجد‪ .‬وهي‬
‫ركعتان قبل الجلوس لكل داخل‪ ،‬وتتكرر بتكرر الدخول ولو على قرب وتفوت‬
‫سهوا وقصر الفصل‪ ،‬وتفوت‬‫بجلوسه قبل فعلها‪ ،‬وإن قصر الفصل إال إن جلس ً‬
‫بطول الوقوف كما أفتى به بعض المتأخرين‪..‬‬
‫فائدة‪ :‬قال اإلسنوي‪ :‬التحيات أربع‪ :‬تحية المسجد بالصالة والبيت بالطواف‬
‫والحرم باإلحرام ومنى بالرمي‪ ،‬وزيد عليه تحية عرفة بالوقوف وتحية لقاء المسلم‬
‫بالسالم‪.‬‬
‫((( رواه البخاري‪.‬‬

‫‪‬‬‫‪131‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫‪.................................................................................‬‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫صالة التسابيح‬
‫من القسم الذي التسن الجماعة فيه صالة التسابيح وهي أربع ركعات يقول فيها‬
‫ثالثمائة مرة‪« :‬سبحان الله والحمد لله وال إله إال الله والله أكبر»‪ :‬بعد التحرم‪ ،‬وقبل‬
‫عشرا‪ ،‬وكذلك‬
‫عشرا‪ ،‬وفي الركوع ً‬ ‫القراءة خمسة عشرة‪ ،‬وبعد القراءة وقبل الركوع ً‬
‫في الرفع منه وفي السجود والرفع منه والسجود الثاني‪ ،‬فهذه خمس وسبعون‬
‫في أربع بثالثمائة‪.‬‬
‫صالة األوابين‬
‫وصالة األوابين وتسمى صالة الغفلة لغفلة الناس عنها بسبب عشاء أو نوم‬
‫أو نحو ذلك‪ ،‬وهي عشرون ركعة بين المغرب والعشاء‪ ،‬وأقلها ركعتان لحديث‬
‫كتب الله له‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫المغرب والعشاء َ‬ ‫بين‬
‫ست ركعات َ‬ ‫«م ْن صلى َ‬
‫الترمذى أنه ﷺ قال‪َ :‬‬
‫عباد َة اثنتى عشر َة سن ًة»‪.‬‬
‫ومن القسم الذى ال تسن فيه الجماعة أيضـًا‪ :‬ركعتا اإلحرام‪ ،‬وركعتا الطواف‪،‬‬
‫وركعتا الوضوء‪ ،‬وركعتا االستخارة‪ ،‬وركعتا الحاجة‪ ،‬وركعتا التوبة‪ ،‬وركعتان‬
‫عند الخروج من المنزل وعند دخوله وعند الخروج من مسجد رسول الله ﷺ‬
‫يمر بها قط‪ ،‬وركعتان في المسجد إذا قدم من سفره‪،‬‬ ‫وعند مروره بأرض لم ّ‬
‫وركعتان إذا عقد على امرأة وزفت إليه‪ ،‬إذ يسن لكل منهما قبل الوقاع أن يصلى‬
‫ركعتين‪ ،‬وأدلة هذه السنن مشهورة اليحتملها شرح هذا الكتاب‪.‬‬
‫أفضل النوافل‬
‫وأفضل القسم الذي التسن فيه الجماعة الوتر ثم ركعتا الفجر‪ ،‬وهما أفضل‬
‫من ركعتين في جوف الليل‪ ،‬ثم باقى رواتب الفرائض ثم الضحى ثم مايتعلق بفعل‬
‫غير سنة الوضوء‪ :‬كركعتى الطواف واإلحرام والتحية‪ ،‬وهذه الثالثة في األفضلية‬

‫الصف األول الثانوى‬


‫‪‬‬‫‪132‬‬
‫‪X‬‬
‫‪.................................................................................‬‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫سواء‪ ،‬والقسم الذي تسن الجماعة فيه أفضل من القسم الذي ال تسن الجماعة فيه‪،‬‬
‫نعم تفضل راتبة الفرائض على التراويح‪ ،‬وأفضل القسم الذي فيه تسن الجماعة‬
‫صالة العيدين‪ ،‬وقضية كالمهم تساوى العيدين في الفضيلة قال في الخادم‪ :‬لكن‬
‫األرجح في النظر ترجيح عيد األضحى‪ ،‬فصالته أفضل من صالة الفطر‪ ،‬وتكبير‬
‫الفطر أفضل من تكبيره ثم بعد العيد في الفضيلة كسوف الشمس ثم خسوف القمر‬
‫ثم االستسقاء ثم التراويح‪ .‬والحصرللنفل المطلق وهو ما ال يتقيد بوقت والسبب‪.‬‬
‫خير موضوع استكثر أو َأ ِق ّل»((( فإن نوى فوق ركعة تشهد‬‫قال ﷺ ألبى ذر‪« :‬الصال ُة ُ‬
‫آخرا فقط أو آخر كل ركعتين فأكثر فال تشهد في كل ركعة‪ ،‬والنفل المطلق بليل‬ ‫ً‬
‫أفضل منه بالنهار‪ ،‬وبأوسطه أفضل من طرفيه إن قسمه ثالثة أقسام ثم آخره أفضل‬
‫من أوله إن قسمه قسمين‪ ،‬وأفضل من ذلك السدس الرابع والخامس‪ ،‬ويسن السالم‬
‫من كل ركعتين نواهما أو أطلق النية‪.‬‬
‫ويسن أن يفصل بين سنة الفجر والفريضة باضطجاع على يمينه لالتباع وأن يقرأ‬
‫الكافرون)‬
‫َ‬ ‫في أول ركعتى الفجر والمغرب واالستخارة وتحية المسجد‪ْ :‬‬
‫(قل َيا أ ُّيها‬
‫وفي الثانية‪ :‬اإلخالص‪ ،‬ويتأكد إكثار الدعاء واالستغفار في جميع ساعات الليل‬
‫وهو في النصف األخير آكد‪ .‬وعند السحر أفضل‪.‬‬
‫سجدتا التالوة والشكر‪:‬‬
‫مختصرا لتتم به الفائدة‬
‫ً‬ ‫لم يتعرض المصنف لسجدتى التالوة والشكر ونذكره‬
‫لحافظ هذا المختصر‪.‬‬
‫تسن سجدات تالوة لقارىء وسامع قصد السماع أم ال‪ ،‬قراءة لجميع آية السجدة‬
‫مشروعة وتتأكد للسامع بسجود القارىء‪ ،‬وهي أربع عشرة سجدة‪ :‬سجدتا الحج‪،‬‬

‫((( رواه أمحد واحلاكم وابن حبان‪.‬‬

‫‪‬‬‫‪133‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫‪.................................................................................‬‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫وثالث في المفصل في النجم واالنشقاق واقرأ‪ ،‬والبقية في األعراف والرعد والنحل‬


‫واإلسراء ومريم والفرقان والنمل والم تنزيل السجدة وحم فصلت‪ ،‬ومحالها‬
‫معروفة‪ ،‬ليس منها سجدة ص‪ ،‬بل هي سجدة شكر‪.‬‬
‫مأموما‪ ،‬فلسجدة إمامه فإن تخلف‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫مصل لقراءته إال‬ ‫تسن في غير الصالة ويسجد‬
‫بالهوى ولرفع‬
‫ّ‬ ‫عن إمامه أو سجد هو دونه بطلت صالته‪ ،‬ويكبر المصلى كغيره ند ًبا‬
‫من السجدة بال رفع يد في الرفع من السجدة كغير المصلي‪ ،‬وأركان السجدة لغير‬
‫مصل‪ :‬تحر ّم وسجود وسالم‪ .‬وشرطها كصالة‪ ،‬وأن ال يطول فصل عر ًفا بينها وبين‬ ‫ّ‬
‫قراءة اآلية‪ ،‬وتتكرر بتكرر اآلية‪.‬‬
‫وسجدة الشكر التدخل صالة وتسن لنعمة أو اندفاع نقمة‪ ،‬أو رؤية مبتلى‬
‫أو فاسق معلن‪ ،‬ويظهرها للفاسق إن لم يخف ضرره‪ ،‬ال للمبتلى لئال يتأذى‪،‬‬
‫ويسن مع سجدة الشكر كما‬ ‫ّ‬ ‫وهي كسجدة التالوة وللمسافر فعلهما كنافلة‪،‬‬
‫في المجموع الصدقة‪ ،‬ولو تقرب إلى الله بسجدة من غير سبب حرم‪.‬‬
‫***‬

‫الصف األول الثانوى‬


‫‪‬‬ ‫‪134‬‬
‫‪X‬‬
‫فصل في شروط الصالة‬
‫اء ِمن الحدَ ِ‬
‫ِ‬ ‫بل الدُّ ُخ ِ ِ‬ ‫وشرائِ ُط الص ِ‬
‫ث والن ََّج ِ‬
‫س‪،‬‬ ‫ول ف َيها خمس‪َ :‬ط َه َار ُة األَ ْع َض َ َ‬ ‫الة َق َ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫فصل‪ :‬فى شروط الصالة‬


‫للصالة شروط وأركان وسنن‪ ،‬والسنن أبعاض وهي‪ :‬التي تجبر بسجود السهو‪،‬‬
‫وهيئات وهي‪ :‬التي التجبر بسجود السهو‪ .‬والركن كالشرط في أنه ال بد منه‪،‬‬
‫ويفارقه بأن الشرط هو الذي يتقدم على الصالة‪ ،‬ويجب استمراره فيها‪ :‬كالطهر‬
‫والستر‪ .‬والركن ماتشتمل عليه الصالة‪ :‬كالركوع والسجود فخرج بتعريف الشرط‬
‫التروك كترك الكالم‪ ،‬فليست بشروط‪ ،‬بل مبطلة للصالة كقطع النية‪.‬‬
‫وقد بدأ بالقسم األول فقال‪( :‬وشرائط الصالة) جمع شرط والشرط بسكون الراء‬
‫لغة‪ :‬العالمة‪ ،‬ومنه أشراط الساعة‪ :‬أي عالماتها‬
‫واصطالحا‪ :‬مايلزم من عدمه العدم واليلزم من وجوده وجود والعدم لذاته‪،‬‬
‫ً‬
‫والمعتبر من الشروط لصحة الصالة (قبل الدخول فيها) أي قبل التلبس بها (خمس)‪.‬‬
‫طهارة األعضاء من الحدث والنجس‪:‬‬
‫متطهرا عند‬
‫ً‬ ‫األول‪( :‬طهارة األعضاء من الحدث) األصغر وغيره فلو لم يكن‬
‫متطهرا فإن سبقه الحدث‬
‫ً‬ ‫إحرامه مع القدرة على الطهارة لم تنعقد صالته‪ ،‬وإن أحرم‬
‫غير الدائم بطلت صالته لبطالن طهارته‪ ،‬ولو صلى ناس ًيا للحدث أثيب على قصده‬
‫ال على فعله‬
‫(و) طهارة (النجس) الذي اليعفى عنه في ثوبه أو بدنه أو مكانه الذي يصلى فيه‪،‬‬
‫فال تصح صالته مع شىء من ذلك ولو مع جهله بوجوده أو بكونه ً‬
‫مبطل لقوله تعالى‪:‬‬

‫‪‬‬‫‪135‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫اس َط ِ‬
‫اه ٍر ‪.......................................................‬‬ ‫وست ُْر ال َع ْو َر ِة بِلِ َب ٍ‬
‫َ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫ﱹ ﯖ ﯗﱸ((( ولو رأينا في ثوب من يريد الصالة نجاسة اليعلم بها لزمنا إعالمه‪،‬‬
‫ألن األمر بالمعروف اليتوقف على العصيان‪ ،‬واستثنى من المكان ما لو كثر زرق‬
‫الطيور‪ ،‬فإنه يعفى عنه للمشقة في االحتراز عنه‪ ،‬وقيد في المطلب العفو بما إذا لم‬
‫يتعمد المشى عليه‪ .‬وزاد غيره أن اليكون رط ًبا أو رجله مبلولة‪.‬‬
‫االجتهاد عند اشتباه الطاهر بالنجس‪:‬‬
‫ولو اشتبه عليه طاهر ونجس من ثوبين اجتهد فيهما للصالة وصلى فيما ظنه‬
‫الطاهر من الثوبين‪ ،‬فإذا صلى باالجتهاد ثم حضرت صالة أخرى لم يجب تجديد‬
‫االجتهاد‪.‬‬
‫ويعفى عما عسر االحتراز عنه غال ًبا‪ :‬من طين شارع نجس يقينًا لعسر تجنبه‪،‬‬
‫وعن دم‪ :‬نحو براغيث ودمامل كقمل‪ ،‬وعن دم فصد وحجم بمحلهما‪ ،‬وعن‬
‫روث ذباب وإن كثر ما ذكر ولو بانتشار عرق لعموم البلوى بذلك ال إن كثر بفعله‪،‬‬
‫وعن قليل دم أجنبى ال عن قليل دم نحو كلب لغلظه‪ ،‬وكالدم فيما ذكر قيح وصديد‬
‫معفو عنه لم يعلمه أو علمه ثم نسى فصلى‬
‫وماء قروح له ريح‪ ،‬ولو صلى بنجس غير ّ‬
‫ثم تذكر وجبت اإلعادة‪ ،‬ويجب إعادة كل صالة تيقن فعلها مع النجس بخالف ما‬
‫احتمل حدوثه بعدها‪.‬‬
‫الكالم على ستر العورة وبيانها‬
‫(و) الثاني‪( :‬ستر العورة بلباس طاهر) عن العيون ولو كان خال ًيا في ظلمة عند‬
‫القدرة لقوله تعالى‪ :‬ﱹ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﱸ((( قال ابن عباس‬
‫المراد به الثياب في الصالة‪ ،‬فلو عجز وجب أن يصلى عار ًيا ويتم ركوعه وسجوده‬

‫((( سورة املدثر ‪ .‬اآلية‪.4 :‬‬


‫((( سورة األعراف ‪ .‬اآلية‪.31 :‬‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪‬‬‫‪136‬‬
‫‪X‬‬
‫‪.................................................................................‬‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫أيضا ولو في الخلوة إال لحاجة‬


‫وال إعادة عليه‪ ،‬ويجب ستر العورة في غير الصالة ً‬
‫كاغتسال‪ ،‬وإنما وجب الستر في الخلوة إلطالق األمر بالستر وألن الله تعالى أحق‬
‫أن يستحيا منه‪ ،‬واليجب ستر عورته عن نفسه بل يكره نظره إليها من غير حاجة‪.‬‬
‫عورة الرجل‬
‫وعورة الرجل مابين سرته وركبته‪ ،.‬وخرج بذلك السرة والركبة فليستا من العورة‬
‫على األصح‪.‬‬
‫عورة المرأة‪:‬‬
‫ظهرا وبطنًا إلى الكوعين لقوله تعالى‪:‬‬
‫وعورة المرأة غير الوجه والكفين ً‬
‫ﱹ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝﮞ ﱸ((( وهو مفسر بالوجه والكفين‪ ،‬وإنما‬
‫لم يكونا عورة ألن الحاجة تدعو إلى إبرازهما‪.‬‬
‫شروط الساتر في الصالة‪:‬‬
‫جرم((( يمنع إدراك لون البشرة الحجمها‪ ،‬ويجب ستر العورة من‬ ‫وشرط الساتر ْ‬
‫أعالها وجوانبها ال من أسفلها‪ ،‬ولو كان المصلى امرأة‪ ،‬فإن وجد من السترة مايكفى‬
‫قبله ودبره فقط تعين لهما لالتفاق على أنهما عورة‪ ،‬وألنهما أفحش من غيرهما‪،‬‬
‫فإن لم يجد مايكفيهما قدم قبله وجو ًبا ألنه متوجه به للقبلة‪.‬‬
‫من عجز عن الثوب للستر‪:‬‬
‫متنجسا وعجز عما يطهره به أو حبس في مكان نجس‬ ‫ً‬ ‫فإن عجز عنه أو وجده‬
‫وليس معه إال ثوب اليكفيه للعورة‪ ،‬وللمكان صلى عار ًيا في هذه الصور الثالث‬
‫قهرا‪ ،‬ولو‬
‫وال إعادة عليه إذا قدر‪ .‬ولو وجد ثو ًبا لغيره حرم عليه لبسه وأخذه منه ً‬
‫أعاره له لزمه قبوله لضعف المنة فإن لم يقبل لم تصح صالته لقدرته على السترة‪.‬‬
‫((( سورة النور ‪ .‬اآلية‪.31 :‬‬
‫((( اجلرم ‪ :‬بكرس اجليم هو ساتر يمنع إدراك لون البرشة‪.‬‬

‫‪‬‬‫‪137‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫الق ْب َل ِة ‪................‬‬
‫ت ‪،‬واستِقب ُال ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫الو ْق َ‬
‫ول َ‬ ‫ُ‬
‫اه ٍر ‪ِ ،‬‬
‫والع ْلم بِدُ ُخ ِ‬ ‫َان َط ِ‬
‫وف َعلى َمك ٍ‬
‫والو ُق ُ‬
‫ُ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫الوقوف على مكان طاهر‪:‬‬


‫(و) الثالث‪( :‬الوقوف على مكان طاهر) فال تصح صالة شخص يالقى بعض‬
‫بدنه أو لباسه نجاسة في قيام أو قعود أو ركوع أو سجود‪.‬‬
‫العلم بدخول الوقت ومراتبه‪:‬‬
‫(و) الرابع‪( :‬العلم بدخول الوقت) المحدود شر ًعا‪ ،‬فإن جهله لعارض كغيم‬
‫أو حبس في موضع مظلم وعدم ثقة يخبره عن علم اجتهد وعمل بما غلب على ظنه‪.‬‬
‫ولو صلى بال اجتهاد أعاد لتركه الواجب وعلى المجتهد التأخير حتى يغلب على‬
‫ظنه دخول الوقت وتأخيره إلى خوف الفوات أفضل‪.‬‬
‫القبلة ومراتبها‪:‬‬
‫(و) الخامس‪( :‬استقبال القبلة) بالصدر ال بالوجه لقوله تعالى‪ :‬ﱹ ﮄ ﮅ‬
‫ﮆ ﱸ أي‪ :‬نحو‪ :‬ﱹ ﮇ ﮈﮉ ﱸ(((واالستقبال اليجب في غير الصالة‪،‬‬
‫فتعين أن يكون فيها‪ .‬وقد ورد أنه ﷺ قال للمسىء صالته وهو خالد بن رافع الزرقى‬
‫األنصاري‪« :‬إذا قمت إلى الصالة فأسبغ الوضوء ثم استقبل القبلة»((( ‪.‬‬
‫وروى أنه ﷺ ‪«:‬ركع ركعتين قبل الكعبة» أي وجهها‪ .‬وقال ﷺ‪« :‬هذه القبلة»‬
‫مع خبر‪« :‬صلوا كما رأيتمونى أصلي»‪ .‬فال تصح الصالة بدونه إجما ًعا‪ ،‬والفرض‬
‫في القبلة إصابة العين في القرب يقينًا وفي البعد ظنًا فال تكفى إصابة الجهة لهذه‬
‫سادسا وهو العلم بكيفية الصالة بأن يعلم فرضيتها‬
‫ً‬ ‫األدلة وأسقط المصنف شر ًطا‬
‫ويميز فرضها من سننها‪ ،‬نعم إن اعتقدها كلها ً‬
‫فرضا أو بعضها ولم يميز وكان عام ًيا‬
‫فرضا بنفل صحت‪.‬‬ ‫ولم يقصد ً‬
‫((( سورة البقرة ‪ .‬اآلية‪.149 :‬‬
‫((( رواه الشيخان‪.‬‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪‬‬ ‫‪138‬‬
‫‪X‬‬
‫ِ ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫الفِي حا َلت ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫الس َف ِر على الراحلة‪.‬‬
‫َين ‪ ،‬في شدَّ ة الخَ وف‪ ،‬وفي النَّاف َلةفي َّ‬ ‫َـر ُك االستق َب ِ َ‬
‫و َي ُجو ُز ت ْ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫الصالة التي يجوز ترك القبلة فيها‪:‬‬


‫(ويجوز) للمصلى (ترك) استقبال (القبلة في حالتين)‪:‬‬
‫الحالة األولى (في) صالة (شدة الخوف) فيما يباح من قتال أو غيره ً‬
‫فرضا كانت‬
‫نفل‪ ،‬فليس التوجه بشرط فيها لقوله تعالى‪ :‬ﱹ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞﭟﱸ(((‪.‬‬ ‫أو ً‬
‫قال ابن عمر‪« :‬مستقبلى القبلة وغير مستقبليها»(((‪.‬‬
‫(و) الحالة الثانية (في النافلة في السفر) المباح لقاصد محل معين ألن النفل‬
‫يتوسع فيه كجوازه قاعدً ا للقادر فللمسافر المذكور التنفل ماش ًيا‪ ،‬وكذا (على‬
‫توجهت‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫حيث‬ ‫رسول الله ﷺ يصلى على راحلته‬ ‫ُ‬ ‫الراحلة) لحديث جابر‪« :‬كان‬
‫َ‬
‫فاستقبل القبلة»((( وجاز للماشى‬ ‫بِه» ـ أي‪ :‬في جهة مقصده «فإذا أرا َد الفريض َة َ‬
‫نزل‬
‫قياسا على الراكب بل أولى‪ .‬والحكمه في التخفيف في ذلك على المسافر أن الناس‬ ‫ً‬
‫محتاجون إلى األسفار‪ ،‬فلو شرط فيها االستقبال للنفل ألدى إلى ترك أورادهم‬
‫أو مصالح معايشهم‪ .‬فخرج بذلك النفل في الحضر فال يجوز وإن احتيج للتردد كما‬
‫في السفر لعدم وروده‪ ،‬ويكفيه إيماء في ركوعه وسجوده‪ ،‬ويكون سجوده أخفض‬
‫من ركوعه لالتباع‪.‬‬
‫***‬

‫((( سورة البقرة ‪ .‬اآلية‪.239 :‬‬


‫((( رواه البخارى يف التفسري‪.‬‬
‫((( رواه البخارى‪.‬‬

‫‪‬‬‫‪139‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫فصل‬
‫في أركان الصالة وسننها وهيئاتها‬
‫الص َل ِة َث َمانِ َي َة َع َش َر ُركْن ًا ‪ :‬النِّـ َّيـ ُة ‪......................................‬‬
‫َان َّ‬ ‫َ‬
‫وأ ْرك ُ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫فصل‪ :‬فى أركان الصالة وسننها وهيئاتها‬


‫(وأركان الصالة ثمانية عشر ركنًا)‬
‫األول‪( :‬النية) ألنها واجبة في بعض الصالة‪ ،‬وهو ّأولها ال في جميعها‪ ،‬فكانت‬
‫ركنًا كالتكبير والركوع‪ .‬وقيل‪ :‬هي شرط ألنها عبارة عن قصد فعل الصالة‬
‫فتكون خارج الصالة‪ ،‬ولهذا قال الغزالي‪ :‬هي بالشرط أشبه‪ .‬واألصل فيها قوله‬
‫تعالى‪ :‬ﱹﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﱸ((( قال الماوردي‪ :‬واإلخالص‬
‫في كالمهم النية‪ .‬وقوله ﷺ‪« :‬إنَّما األَعم ُال بالن ِ‬
‫ِّيات وإِنَّما ِّ‬
‫لكل ّامرىء َما ن ََوى»‪.‬‬ ‫ْ َ‬
‫وأجمعت األمة على اعتبار النية في الصالة‪ ،‬وبدأ بها ألن الصالة التنعقد إال بها‪ ،‬فإذا‬
‫نذرا أو قضاء أو كفاية وجب قصد فعلها لتتميز عن سائر‬ ‫أراد أن يصلى ً‬
‫فرضا ولو ً‬
‫األفعال وتعيينها لتتميز عن سائر الصلوات‪ ،‬وتجب نية الفرضية لتتميز عن النفل‪،‬‬
‫نفل‪ ،‬فكيف ينوى الفرضية؟ والتجب‬ ‫والتجب في صالة الصبي‪ ،‬ألن صالته تقع ً‬
‫اإلضافة إلى الله تعالى ألن العبادة ال تكون إال له تعالى وتستحب ليتحقق معنى‬
‫اإلخالص‪ ،‬وتستحب نية استقبال القبلة وعدد الركعات‪.‬‬
‫وتصح نية األداء بنية القضاء وعكسه عند جهل الوقت لغيم أو نحوه‪ :‬كأن‬
‫ظن خروج الوقت فصالها قضاء فبان وقته‪ ،‬أو ظن بقاء الوقت فصالها أداء فبان‬
‫خروجه الستعمال كل بمعنى اآلخر تقول‪ :‬قضيت الدين وأديته بمعنى واحد‪.‬‬
‫قال تعالى‪ :‬ﱹﮞ ﮟ ﮠ ﱸ أي أديتم‪ ،‬أما إذا فعل ذلك ً‬
‫عالما‬ ‫(((‬

‫((( سورة البينة ‪ .‬اآلية‪.5 :‬‬


‫((( سورة البقرة ‪ .‬اآلية‪.200 :‬‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪‬‬ ‫‪140‬‬
‫‪X‬‬
‫الق َيـا ُم َم َع ال ُقدْ َر ِة ‪..............................................................‬‬
‫و ِ‬
‫َ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫فال تصح صالته‪ .‬ومن عليه فوائت اليشترط أن ينوى ظهر يوم كذا بل يكفيه نية‬
‫الظهر أو العصر‪ ،‬والنفل ذو الوقت أو ذو السبب كالفرض في اشتراط قصد فعل‬
‫الصالة وتعيينها‪ :‬كصالة الكسوف وراتبة العشاء‪ ،.‬والوتر صالة مستقلة فال يضاف‬
‫إلى العشاء‪ ،‬فإن أوتر بواحدة أو بأكثر ووصل نوى الوتر‪ ،‬وإن فصل نوى بالواحدة‬
‫الوتر‪ .‬ويتخير في غيرها بين نية صالة الليل أو مقدمة الوتر وسنته وهي أولى‬
‫أو ركعتين من الوتر على األصح هذا إذا نوى عد ًدا فإن قال‪ :‬ـ أصلى الوتر ـ وأطلق‬
‫وترا‪ ،‬والتشترط نية النفلية‪.‬‬
‫صح ويحمل على مايريده من ركعة إلى إحدى عشرة ً‬ ‫ّ‬
‫ويكفى في النفل المطلق وهو الذي اليتقيد بوقت والسبب نية فعل الصالة‪.‬‬
‫والنية بالقلب باإلجماع ألنها القصد‪ ،‬فال يكفى النطق مع غفلة القلب باإلجماع‬
‫وفي سائر األبواب كذلك‪ ،‬واليضر النطق بخالف ما في القلب كأن قصد الصبح‬
‫سرا بالمنوى قبيل التكبير ليساعد اللسان‬
‫وسبق لسانه إلى الظهر‪ ،‬ويندب النطق ً‬
‫القلب وألنه أبعد عن الوسواس‪.‬‬
‫(و) الثاني‪ :‬من أركان الصالة (القيام) في الفرض (مع القدرة) عليه لخبر البخارى‬
‫النبي ﷺ عن الصالة فقال‪:‬‬ ‫عن عمران بن حصين قال‪ :‬كانت بى بواسير‪ ،‬فسألت ّ‬
‫ْب» زاد النسائى « َفإٍِ ْن َل ْم‬
‫َطع َف َع َلى َجن ٍ‬ ‫إن َل ْم ت َْست ْ‬
‫َطع َف َقاعدً ا‪َ ،‬ف ْ‬
‫إن لم ت َْست ٌْ‬ ‫«ص ِّل َقائم َا َف ْ‬ ‫َ‬
‫ف الله َن ْف ًسا إِالَّ ُو ْس َع َها»‪ .‬وأجمعت األمة على ذلك وهو‬ ‫ِ‬
‫ت َْس َت َط ْع َف ُم َس َت ْلقي َا الَ ْي َك َّل َُ‬
‫معلوم من الدين بالضرورة وخرج بالفرض النفل وبالقادر العاجز‪.‬‬
‫واستثنى بعضهم من ذلك مسائل‪:‬‬
‫األولى‪ :‬ما لو خاف راكب السفينة غر ًقا أو دوران رأس فإنه يصلى من قعود وال‬
‫إعادة عليه‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪141‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫‪.................................................................................‬‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫والثانية‪ :‬مالو كان به سلس بول لو قام سال بوله وإن قعد لم يسل فإنه يصلى‬
‫من قعود على األصح بال إعادة‪ ،‬ومنها مالو قال طبيب ثقة لمن بعينه ماء‪ :‬إن صليت‬
‫مستلق ًيا أمكن مداواتك‪ ،‬فله ترك القيام على األصح‪ .‬ولو أمكن المريض القيام‬
‫منفر ًدا بال مشقة ولم يمكنه ذلك في جماعة إال بأن يصلى بعضها قاعدً ا فاألفضل‬
‫االنفراد‪ ،‬وتصح مع الجماعة وإن قعد في بعضها ‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬ما لو كان للغزاة رقيب يرقب العدو ولو قام لرآه العدو‪ ،‬أو جلس الغزاة‬
‫في مكمن ولو قاموا لرآهم العدو وفسد تدبير الحرب‪ ،‬صلوا قعو ًدا‪.‬‬
‫وشرط القيام نصب ظهر المصلى ألن اسم القيام دائر معه‪ ،‬فإن وقف منحن ًيا‬
‫قائما لم يصح قيامه‬
‫مائل إلى يمينه أو يساره بحيث اليسمى ً‬ ‫إلى قدامه أو خلفه أو ً‬
‫لتركه الواجب بال عذر‪ ،‬واالنحناء السالب لالسم‪ :‬أن يصير إلى الركوع أقرب كما‬
‫في المجموع‪ .‬ولو استند إلى شىء كجدار أجزأه مع الكراهة‪ ،‬ولو تحامل عليه وكان‬
‫بحيث لو رفع ما استند إليه لسقط لوجود اسم القيام‪ ،‬وإن كان بحيث يرفع قدميه‬
‫قائما بل معلق نفسه‪ ،‬ولو أمكنه القيام‬
‫إن شاء وهو مستند لم يصح ألنه اليسمى ً‬
‫متكئًا على شىء أو القيام على ركبتيه لزمه ذلك ألنه ميسوره‪ ،‬ولو عجز عن ركوع‬
‫وسجود دون قيام قام وجو ًبا وفعل ما أمكنه في انحنائه لهما بصلبه‪ ،‬فإن عجز فبرقبته‬
‫ورأسه‪ ،‬فإن عجز أومأ إليهما أو عجز عن قيام بلحوق مشقة شديدة قعد كيف شاء‪،‬‬
‫وافتراشه أفضل من تربعه وغيره ألنه قعود عبادة‪.‬‬
‫ويكره اإلقعاء في قعدات الصالة بأن يجلس المصلى على وركيه ناص ًبا ركبتيه‬
‫للنهى عن اإلقعاء في الصالة‪ ،‬رواه الحاكم وصححه‪ .‬ثم ينحني المصلى قاعدً ا‬
‫لركوعه إن قدر‪ ،‬وأقله أن ينحنى إلى أن تحاذى جبهته ما قدام ركبتيه‪ ،‬وأكمله أن‬
‫تحاذى جبهته محل سجوده وركوع القاعد في النفل كذلك‪ ،‬فإن عجز عن القعود‬

‫الصف األول الثانوى‬


‫‪‬‬ ‫‪142‬‬
‫‪X‬‬
‫َوتَـ ْكبِ َير ُة ا ِ‬
‫إل ْح َـرا ِم ‪..............................................................‬‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫وسن على األيمن‪ ،‬فإن عجز عن‬ ‫ّ‬ ‫اضطجع على جنبه وجو ًبا لخبر عمران السابق‬
‫قليل بشىء ليتوجه إلى القبلة بوجهه‬ ‫الجنب استلقى على ظهره راف ًعا رأسه بأن يرفعه ً‬
‫ومقدم بدنه ويركع ويسجد بقدر إمكانه‪ ،‬فإن قدر المصلى على الركوع فقط كرره‬
‫للسجود‪ ،‬ولو عجز عن السجود إال أن يسجد بمقدم رأسه أو صدغه وكان بذلك‬
‫أقرب إلى األرض وجب؛ فإن عجز عن ذلك أومأ برأسه‪ .‬والسجود أخفض من‬
‫الركوع فإن عجز فببصره؛ فإن عجز أجرى أفعال الصالة بسننها على قلبه وال إعادة‬
‫عليه وال تسقط عنه الصالة وعقله ثابت لوجود مناط التكليف‪ ،‬وللقادر على القيام‬
‫النفل قاعدً ا سواء الرواتب وغيرها‪ ،‬وما تسن فيه الجماعة كالعيد وما ال تسن فيه‪،‬‬
‫«م ْن َص َّلى َقائِ ًما‬
‫ومضطج ًعا مع القدرة على القيام وعلى القعود لحديث البخاري‪َ :‬‬
‫ف َأ ْج ِر ال َقائِم َو َم ْن َص َّلى نَائِ ًما ـ أي مضطج ًعا‬
‫َف ُه َو َأ ْف َض َل َو َم ْن َص َّلى َقاعدً ا َف َل ُه نِ ْص َ‬
‫اع ِد» ويلزمه أن يقعد للركوع والسجود‪ ،‬فإن استلقى مع إمكان‬ ‫ف َأج ِر ال َق ِ‬ ‫ِ‬
‫ـ َف َل ُه ن ْص َ ْ‬
‫االضطجاع لم تصح صالته‪ .‬ومحل نقصان أجر القاعد والمضطجع عند القدرة‬
‫وإال لم ينقص من أجرهما شىء‪.‬‬
‫(و) الثالث‪ :‬من أركان الصالة (تكبيرة اإلحرام) بشروطها‪ ،‬وهي إيقاعها بعد‬
‫االنتصاب في الفرض باللغة العربية للقادر عليها‪ ،‬ولفظ الجاللة ولفظ أكبر‪ ،‬وتقديم‬
‫لفظ الجاللة على أكبر‪ ،‬وعدم مدّ همزة الجاللة‪ ،‬وعدم مدّ باء أكبر وعدم تشديدها‪،‬‬
‫وعدم زيادة واو ساكنة أو متحركة بين الكلمتين‪ ،‬وعدم واو قبل الجاللة‪ ،‬وعدم وقفة‬
‫طويلة بين كلمتيه‪ ،‬وأن يسمع نفسه جميع حروفها إن كان صحيح السمع‪ ،‬والمانع‬
‫من لغط وغيره وإال فيرفع صوته بقدر ما يسمعه لو لم يكن أصم‪ ،‬ودخول وقت‬
‫الفرض لتكبيرة الفرائض والنفل المؤقت وذى السبب‪ ،‬وإيقاعها حال االستقبال‬
‫حيث شرطناه‪ ،‬وتأخيرها عن تكبيرة اإلمام في حق المقتدى فهذه خمسة عشر شر ًطا‬
‫اختل واحد منها لم تنعقد صالته‪ .‬ودليل وجوب التكبير خبر المسىء صالته‪:‬‬ ‫إن ّ‬
‫‪‬‬ ‫‪143‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬
‫‪X‬‬
‫‪.................................................................................‬‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫آن‪ُ ،‬ث َّم ْارك َْع َحتَّى َت ْط َمئِ َّن‬


‫ك ِم َن ال ُّق ْر ِ‬‫الصال َِة َف َك ِّبر ُث َّم ا ْق َر ْأ َما َت َي َّس َر م َع َ‬
‫ت إِ َلى َّ‬ ‫«إ َذا ُق ْم َ‬
‫ك ُك ِّل َها»((( واالتباع مع‬ ‫لك في َصالَتِ َ‬ ‫جالسا‪ُ ،‬ث َّم ا ْف َع ْل َذ َ‬ ‫ً‬ ‫ئن‬ ‫ِ‬
‫َراك ًعا‪ُ ،‬ث َّم ْار َف ْع َحتَّى َت ْط َم َّ‬
‫«ص ُّلوا ك ََما َرأ ُيت ُُم ِونى ُأ َص ِّلي»‪.‬‬ ‫خبر َ‬
‫ويسن أن اليقصر التكبير بحيث اليفهم‪ ،‬وأن اليمططه بأن يبالغ في مده بل‬
‫يأتى به مبينًا‪ ،‬واإلسراع به أولى من مدّ ه لئال تزول النية‪ ،‬وأن يجهر بتكبيرة اإلحرام‬
‫وتكبيرات االنتقاالت ليسمع المأمومين فيعلموا صالته بخالف غيره من مأموم‬
‫ومنفرد فالسنة في حقه اإلسرار‪ ،‬نعم إن لم يبلغ صوت اإلمام جميع المأمومين جهر‬
‫بعضهم ند ًبا واحدً ا أو أكثر بحسب الحاجة ليبلغ عنه لخبر الصحيحين‪ :‬أنه ﷺ‬
‫يسم ُع ُهم التكبِ َير»‪ .‬ومن عجز وهو ناطق عن‬ ‫ِ‬
‫بالناس وأبو بكر‬ ‫«ص ّلى في مرضه‬
‫النطق بالتكبير بالعربية ترجم عنها بأى لغة شاء‪ ،‬ووجب التعلم إن قدر عليه ألن ما‬
‫ال يتم الواجب إال به فهو واجب‪.‬‬
‫وإنما سميت هذه التكبيرة تكبيرة اإلحرام ألنه يحرم بها على المصلى ما كان‬
‫حالل له قبلها من مفسدات الصالة كاألكل والشرب والكالم‪.‬‬‫ً‬
‫مستقبل بكفيه القبلة‪ً ،‬‬
‫مميل أطراف‬ ‫ً‬ ‫ويسن رفع يديه في تكبيرة اإلحرام باإلجماع‪،‬‬
‫أصابعهما نحوها‪ ،‬مفر ًقا أصابعهما تفري ًقا وس ًطا كاش ًفا لهما‪ ،‬ويرفعهما مقابل منكبيه‬
‫أنه ﷺ «كان يرفع يديه حذو منكبيه إذا افتتح الصالة»‪ .‬قال النووى‬ ‫لحديث ابن عمر‬
‫في شرح مسلم‪ :‬معنى «حذو منكبيه»‪ :‬أن تحاذى أطراف أصابعه أعلى أذنيه‪ ،‬وإبهاماه‬
‫شحمتى أذنيه‪ ،‬وراحتاه منكبيه‪ .‬ويجب قرن النية بتكبيرة اإلحرام ألنها أول األركان بأن‬
‫يقرنها بأوله ويستصحبها إلى آخره‪ ،‬والوسوسة عند تكبيرة اإلحرام من تالعب الشيطان‪،‬‬

‫((( رواه الشيخان‪.‬‬


‫الصف األول الثانوى‬
‫‪‬‬ ‫‪144‬‬
‫‪X‬‬
‫ِ‬ ‫ـن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ـم ِ َّ‬
‫الرحـيـ ِم آ َيـ ٌة من َ‬
‫ْـها ‪......................،‬‬ ‫الر ْح َ‬ ‫َوق َـر َاء ُة ال َفات َحـة ‪َ ،‬وبِ ْ‬
‫ـسـ ِم ال َّلـه َّ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫وهي تدل على خبل في العقل أو جهل في الدين‪ ،‬واليجب استصحاب النية بعد‬
‫التكبير للعسر لكن يسن‪ ،‬ويعتبر عدم المنافى كما في عقد اإليمان بالله تعالى‪ ،‬فإن‬
‫نوى الخروج من الصالة أو تردد في أن يخرج أو يستمر بطلت بخالف الوضوء‬
‫واالعتكاف والحج والصوم ألنها أضيق با ًبا من األربعة‪ ،‬فكان تأثيرها باختالف النية‬
‫أشد‪.‬‬
‫(و) الرابع‪ :‬من أركان الصالة (قراءة) سورة (الفاتحة) في كل ركعة في قيامها‬
‫ال َة َل ِم ْن َل ْم َي ْق َر ْأ بِ َفاتِ َحة الكت ِ‬
‫َاب» أي في كل ركعة‬ ‫أو بدله‪ ،‬لخبر الشيخين‪« :‬الَ َص َ‬
‫مر في خبر المسىء صالته‪ ،‬إال ركعة مسبوق فال تجب فيها‪ ،‬بمعنى أنه ال يستقر‬
‫لما ّ‬
‫وجوبها عليه لتحمل اإلمام لها عنه‪.‬‬
‫(وبسم الله الرحمن الرحيم آية منها) أي من الفاتحة لما روى‪ :‬أنه ﷺ «عدّ‬
‫الفاتحة سبع آيات‪ ،‬وعدَّ بسم الله الرحمن الرحيم آية منها»(((‪.‬‬

‫إنه ﷺ‬قال‪«‬ :‬إِ َذا َق َرأت ُْم‬ا َل ْ‬


‫حمدُ لله‬‬ َفا ْق َر ُءوا‬ ‫وروى الدارقطنى عن أبى هريرة‬
‫الس ْب ُع‬ا ْل َم َثانِى‪‬،‬وبِ ْس ِم‬الله‬‬
‫‬و َ‬ ‫‬وأ ُّم‬الكـت ِ‬
‫َّاب َ‬ ‫الر ِحي ِم‬إِن ََّها ُأ ُّم‬ال ُق ِ‬
‫رآن ُ‬ ‫بِ ْس ِم‬الله َ‬
‫‬الر ْحمن َّ‬
‫الر ِحي ِم‬إِ ْحدَ ى آ َياتِ َها»((( بإسناد صحيح عن أم سلمة أن النبى ﷺ‬«عدّ ‬بسم‬ ‫‬الر ْحمن َّ‬
‫َ‬
‫الله‬الرحمن الرحيم آية‪‬،‬والحمد لله‬رب العالمين إلى آخرها ست آيات»‪‬.‬وهى آية‬
‫من كل سورة إال براءة‪‬.‬إلجماع الصحابة على إثباتها في المصحف بخطه أوائل‬
‫السور سوى براءة‪‬،‬فلو لم تكن قرآنـًا لمـا أجازوا ذلك ألنه‬يحمل على اعتقاد ما‬
‫ليس بقرآن قرآنًا‪‬،‬ولو كانت للفصل كما قيل ألثبتت في أول براءة ولم تثبت في أول‬
‫الفاتحة‪.‬‬
‫((( رواه البخارى يف تارخيه‪.‬‬
‫((( رواه ابن خزيمة‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪145‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫‪................................................................................‬‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫ويجب رعاية حروف الفاتحة‪‬،‬فلو أتى قادر أو من أمكنه التعلم بدل حرف منها‬
‫تصح‬قراءته لتلك الكلمة لتغييره النظم‪‬،‬ولو أبدل ذال‬الذين‬المعجمة‬ ‫ّ‬ ‫بآخر لم‬
‫بالمهملة لم تصح‪‬،‬وكذا لو أبدل حاء‬الحمد لله‬بالهاء‪‬،‬ولو نطق بالقاف مترددة‬
‫صح‬مع الكراهة‪‬،‬ويجب رعاية تشديداتها‬ ‫بينها وبين الكاف كما تنطق به العرب ّ‬
‫األربع عشرة منها ثالث في البسملة‪‬ ،‬فلو خفف منها تشديدة بطلت قراءة تلك‬
‫الكلمة لتغييره النظم‪‬،‬ولو شدد المخفف أساء وأجزأه كما قاله الماوردي‪‬.‬ويجب‬
‫رعاية ترتيبها بأن ‬يأتى بها على نظمها المعروف ألنه مناط البالغة واإلعجاز‪،‬‬
‫‬فلو بدأ بنصفها الثانى لم‬يعتدّ ‬به ويبنى على األول إن سها بتأخيره ولم‬يطل الفصل‪،‬‬
‫‬ويستأنف إن تعمد أو طال الفصل‪ ،‬ويجب رعاية مواالتها بأن‬يأتى بكلماتها على‬
‫‬ص ُّلوا ك ََما َرأ ْيتُمونِى ُأ َص ِّلى»‬فيقطعها تخلل ذكر وإن قل‪،‬‬
‫الوالء لالتباع مع خبر‪َ « :‬‬
‫‬وسكوت طال عر ًفا بال عذر فيهما‪‬،‬أو سكوت قصد به قطع القراءة إلشعار ذلك‬
‫باإلعراض عن القراءة بخالف سكوت قصير لم‬يقصد به القطع أو طويل‪‬،‬أو تخلل‬
‫ذكر بعذر من جهل أو سهو أو إعياء‪‬،‬أو تعلق ذكر بالصالة كتأمينه لقراءة إمامه وفتحه‬
‫عليه إذا توقف فيها‪‬،‬فإن عجز عن جميع الفاتحة لعدم معلم أو مصحف أو‬غير ذلك‬
‫فسبع آيات عدد آياتها‬يأتى بها ولو متفرقة ال تنقص حروفها عن حروف الفاتحة‪.‬‬
‫فإن عجز عن القرآن أتى بسبعة أنواع من الذكر أو الدعاء ال تنقص حروفها عن‬
‫حروف الفاتحة‪ ،‬فإن عجز عن ذلك كله حتى ترجمة الدعاء والذكر لزمه وقفة قدر‬
‫الفاتحة في ظنه‪ ،‬وال يترجم عنها بخالف التكبير لفوات اإلعجاز فيها دونه‪.‬‬
‫وسن عقب الفاتحة بعد سكته لطيفة لقارئها في الصالة وخارجها آمين لالتباع‪،‬‬
‫رواه الترمزى في الصالة‪ ،‬ويسن في جهرية جهر بها للمصلى حتى للمأموم لقراءة‬
‫إمامه تب ًعا له‪ ،‬وأن يؤمن المأموم مع تأمين إمامه لخبر الشيخين‪« :‬إذا ّأمن اإلمام‬
‫فأمنوا‪ ،‬فإنه من وافق تأمينه تأمين المالئكة غفر له ما تقدم من ذنبه»‬
‫ّ‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪‬‬ ‫‪146‬‬
‫‪X‬‬
‫يـه َو ِال ْعـتِـدَ ُال ‪........................................ ،‬‬
‫والركُـوع وال ُّطم ْأنِينَـ ُة فِ ِ‬
‫ُ َ َ‬ ‫َ ُّ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫(‬و)‬الخامس‪‬:‬من أركان الصالة (‬الركوع)‬لقوله تعالى ﱹ ﮘ ﱸ(((‬ولخبر‬


‫الصال َِة»‬ولإلجماع‪‬،‬وتقدم ركوع القاعد‪‬،‬وأما أقل الركوع في حق‬
‫ت‬إِ َلى َّ‬
‫«‬إِ َذا ُق ْم َ‬
‫‬خالصا‪‬،‬قدر‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬ بلوغ‬راحتى‬يدى المعتدل خلقة ركبتيه‬
‫ً‬ ‫انحناء‬
‫ً‬ ‫القائم؛ فهو أن‬ينحنى‬
‫إذا أراد وضعهما‪‬،‬فلو طالت‬يداه أو قصرتا أو قطع شئ منهما لم‬يعتبر ذلك‪‬،‬فإن‬
‫عجز عما ذكر‬ينحنى قدر إمكانه‪‬،‬فإن عجز عن االنحناء ً‬
‫أصل‬أومأ برأسه ثم بطرفه‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫(‬و) ‬السادس‪‬ :‬من أركان الصالة (‬الطمأنينة فيه) ‬أى الركوع لحديث المسئ‬
‫صالته المار‪‬ ،‬وأقلها أن تستقر أعضاؤه راك ًعا؛ بحيث ‬ينفصل رفعه عن ركوعه‬
‫عن هويه أي سقوطه‪‬،‬فال تقوم زيادة الهوى مقام الطمأنينة‪‬،‬وال‬يقصد بالهوى‬غير‬
‫الركوع‪‬،‬قصده هو أم ال كغيره من بقية األركان ألن نية الصالة منسحبة عليه‪‬،‬فلو‬
‫هوى لتالوة فجعله ركو ًعا‪‬،‬لم‬يكف ألنه صرفه إلى‬غير الواجب بل‬ينتصب ليركع‪،‬‬
‫‬ولو قرأ إمامه آية سجدة ثم ركع عقبها فظن المأموم أنه‬يسجد للتالوة فهوى لذلك‬
‫فرآه لم‬يسجد فوقف عن السجود فاألقرب كما قال الزركشي‪‬:‬أنه‬يحسب له ويغتفر‬
‫ذلك للمتابعة‪‬.‬وأكمل الركوع تسوية ظهره وعنقه‪‬،‬ونصب ساقيه وفخذيه وأخذ‬
‫ركبتيه بكفيه لالتباع‪‬.‬رواه البخاري‪‬.‬وتفريق أصابعه تفري ًقا وس ًطا لجهة القبلة ألنها‬
‫أشرف الجهات‪‬،‬واألقطع ونحوه كقصير اليدين ال‬يوصل‬يديه ركبتيه بل‬يرسلهما‬
‫إن لم‬يسلما م ًعا‪‬،‬أو‬يرسل إحداهما إن سلمت األخرى ‪.‬‬
‫(‬و)‬السابع‪ :‬من أركان الصالة (‬االعتدال)‬ولو لنافلة كما صححه في التحقيق‬
‫لحديث المسئ صالته‪‬،‬ويحصل بعود لبدء بأن‬يعود إلى ما كان عليه قبل ركوعه‬
‫قائما كان أو قاعدً ا‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫ً‬

‫((( سورة احلج ‪ .‬اآلية‪.77 :‬‬

‫‪‬‬ ‫‪147‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫يـه ‪ ،‬والسجـود ‪ ،‬وال ُّطم ْأنِينَـ ُة فِ ِ‬
‫يـه ‪...............................‬‬ ‫وال ُّطم ْأنِينَـ ُة فِ ِ‬
‫َ ُّ ُ ُ َ َ‬ ‫َ َ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫(‬و) ‬الثامن‪‬ :‬من أركان الصالة (‬الطمأنينة فيه) ‬كما في خبر المسئ صالته‪،‬‬
‫‬بأن تستقر أعضاؤه على ما كان عليه قبل ركوعه بحيث‬ينفصل ارتفاعه عن عوده إلى‬
‫ما كان عليه‪‬،‬ولو ركع عن قيام فسقط عن ركوعه قبل الطمأنينة فيه عاد وجو ًبا إليه‬
‫معتدل‬ثم سجد‪‬،‬وإن سجد ثم ّ‬
‫شك‬ ‫ً‬ ‫واطمأن ثم اعتدل‪‬،‬أو سقط عنه بعدها نهض‬
‫ثم‬سجد وال‬يقصد به‬غيره‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫أتم‬اعتداله؟ اعتدل وجو ًبا ّ‬
‫‬هل َّ‬
‫(‬و) ‬التاسع‪‬ :‬من أركان الصالة (‬السجود) ‬مرتين في كل ركعة لقوله تعالى‪:‬‬
‫الص َال ِة»‬وإنما عدّ ا ركنًا واحدً ا‬
‫ت‬إِ َلى َّ‬
‫ﱹﮘ ﮙ ﱸ((( ولخبر‪‬« :‬إِ َذا ُق ْم َ‬
‫التحادهما‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫والسجود لغة‪ :‬التطامن والميل‪‬،‬وقيل‪‬:‬الخضوع والتذلل‪.‬‬
‫وشر ًعا أقله مباشرة بعض جبهته ما ‬يصلى عليه من أرض أو ‬غيرها لخبر‪:‬‬
‫‬والَ‬ َتنْ ُق ْر‬ َن ْق ًرا»(((‪‬.‬وإنما اكتفى ببعض الجبهة لصدق‬ ‫«‬إِ َذا َس َجدْ َت‬ َف َمك ِّْن َ‬
‫‬ج ْب َهت َ‬
‫َك َ‬
‫اسم السجود عليها بذلك‪‬،‬وخرج بالجبهة الجبين((( واألنف فال‬يكفى وضعهم‪،‬‬
‫ويجب وضع جزء من ركبتيه ومن باطن كفيه ومن باطن أصابع قدميه في السجود‬
‫لخبر الشيخين‪« :‬أمرت أن أسجد على سبعة أعظم‪ :‬الجبهة‪ ،‬واليدين‪ ،‬والركبتين‪،‬‬
‫وأطراف القدمين» وال يجب كشفها بل يكره كشف الركبتين كما نص عليه في األم‪‬.‬‬
‫(‬و) ‬العاشر‪‬ :‬من أركان الصالة (‬الطمأنينة فيه) ‬أى السجود لحديث المسئ‬
‫صالته‪‬،‬ويجب أن‬يصيب محل سجوده ثقل رأسه للخبر المار‪‬« :‬إِ َذا َس َجدْ َت‬ َف َمـك ِّْن‬
‫َك»‪‬.‬ومعنى الثقل أن‬يتحامل بحيث لو فرض تحته قطن أو حشيش النكبس‬ ‫‬ج ْب َهت َ‬
‫َ‬
‫وظهر أثره في‬يد لو فرضت تحت ذلك‪‬،‬وال‬يعتبر هذا في بقية األعضاء‪‬،‬ويندب‬
‫((( سورة احلج ‪ .‬اآلية‪.77 :‬‬
‫((( رواه ابن حبان يف صحيحه‪.‬‬
‫((( لإلنسان جبينان‪ ،‬عن يمني اجلبهة وشامهلا‪.‬‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪‬‬ ‫‪148‬‬
‫‪X‬‬
‫األخ ُير‪ ،‬والت ََّش ُهدُ فِ ِيه ‪.....‬‬
‫يـه ‪ ،‬والج ُلوس ِ‬
‫ُ ُ‬
‫وا ْلـجـ ُلوس بـين السجدَ تَـي ِن ‪ ،‬وال ُّطم ْأنِينَـ ُة فِ ِ‬
‫ُ َ ْ َ َّ ْ ْ َ َ‬ ‫َ ُ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫أن‬يضع كفيه حذو منكبيه وينشر أصابعهما مضمومة للقبلة ويعتمد عليهما‪‬،‬ويجب‬
‫في السجود أن ترتفع أسافله على أعاليه لالتباع كما صححه ابن حبان‪‬،‬فلو صلى‬
‫مثل‬ولم‬يتمكن من ارتفاع ذلك لميالنها صلى على حسب حاله ولزمته‬ ‫في سفينة ً‬
‫صح‪.‬‬
‫اإلعادة ألنه عذر نادر‪‬.‬نعم إن كان به علة اليمكنه معها السجود إال كذلك ّ‬
‫(‬و)‬الحادى عشر‪‬:‬من أركان الصالة (‬الجلوس بين السجدتين)‬ولو في نفل ألنه‬
‫جالسا‬كما في الصحيحين‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫ً‬ ‫ﷺ‬ كان إذا رفع رأسه لم‬يسجد حتى‬يستوى‬
‫(‬و) ‬الثانى عشر‪‬ :‬من أركان الصالة (‬الطمأنينة فيه) ‬لحديث المسئ صالته‪،‬‬
‫مر‬فى الركوع‪‬،‬فلو رفع فز ًعا من شئ لم‬يكف‬ ‫‬ويجب أن ال‬يقصد برفعه‬غيره كما ّ‬
‫ويجب عليه أن‬يعود إلى السجود‪‬،‬ويجب أن ال‬يطوله وال االعتدال ألنهما ركنان‬
‫قصيران ليسا مقصودين لذاتهما بل للفصل‪‬،‬وأكمله أن‬يكبر بال رفع‬يدّ ‬مع رفع‬
‫مفترشا ـ‬وسيأتى بيانه ـ‬لالتباع‬ ‫ً‬ ‫رأسه من السجود لالتباع رواه الشيخان‪‬،‬ويجلس‬
‫‬ناشرا‬
‫رءوس األصابع‪ً ،‬‬ ‫ُ‬
‫(((‬
‫واض ًعا كفيه على فخذيه قري ًبا من ركبتيه بحيث تسامتهما‬
‫قائل‪‬:‬رب اغفر لى وارحمنى واجبرنى‬ ‫أصابعه مضمومة للقبلة كما في السجود ً‬
‫وارفعنى وارزقنى واهدنى وعافنى لالتباع‪‬،‬ثم‬يسجد الثانية كاألولى‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬(‬و)‬الثالث عشر‪‬:‬من أركان الصالة (‬الجلوس األخير) ألنه محل ذكر واجب‬
‫فكان واج ًبا كالقيام لقراءة الفاتحة‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫(‬و)‬الرابع عشر‪‬:‬من أركان الصالة (‬التشهد فيه)‬أى الجلوس األخير لقول ابن‬
‫مسعود‪‬:‬كنا نقول قبل أن‬يفرض علينا التشهد‪‬:‬السالم على الله‬قبل عباده‪‬،‬السالم‬
‫على جبريل‪‬،‬السالم على ميكائيل‪‬،‬السالم على فالن‪‬.‬فقال النبى ﷺ‪« :‬الَ‬ َت ُقو ُلوا‪:‬‬
‫يات لله ‪‬...‬إلى آخره»(((‪،‬‬ ‫ال ُم‬و َلكِ ْن‬ ُقو ُلوا الت َِّح ُ‬
‫‬الس َ‬ ‫ال ُم‬ َع َلى الله‬فإِ َّن‬ال َّل َه ُ‬
‫‬ه َو َّ‬ ‫‬الس َ‬
‫َّ‬
‫((( تسامتهام‪ :‬تساوهيام‬
‫((( رواه الدارقطني‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪149‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫الص َل ُة َع َلى النَّبِ ِّي ﷺ فِ ِيه ‪.....................................................‬‬
‫َو َّ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫‬والداللة فيه من وجهين‪‬:‬أحدهما التعبير بالفرض‪‬.‬الثاني‪‬:‬األمر به والمراد فرضه‬


‫في الجلوس آخر الصالة‪‬،‬وأقله ما رواه الشافعى والترمذى وقاال فيه حسن صحيح‪:‬‬
‫النبي‬ورحمة الله‬وبركاته‪‬،‬سالم علينا وعلى عباد‬ ‫ّ‬ ‫التحيات لله‬سالم عليك أيها‬
‫‬أن‬محمدً ا عبده‬
‫الله‬الصالحين‪‬،‬أشهد أن ال إله إال الله‪ ،‬وأن محمدً ا رسول الله‬‪‬،‬أو َّ‬
‫ورسوله‬‪‬،‬وقد حكوا اإلجماع على جواز التشهد بالروايات كلها وال أعلم أحدً ا‬
‫اشترط لفظ عبده‪‬.‬اهـ‪.‬وهذا هو المعتمد‪‬،‬وأكمله‬التحيات المباركات الصلوات‬
‫النبي‬ورحمة الله‬وبركاته‪‬،‬السالم علينا وعلى عباد‬
‫الطبيات لله‬‪‬،‬السالم عليك أيها ّ‬
‫الله‬الصالحين‪‬،‬أشهد أن ال إله إال الله‬وأشهد أن محمدً ا رسول الله‪.‬‬
‫(‬و)‬الخامس عشر‪‬:‬من أركان الصالة (‬الصالة على النبى ﷺ‬‬فيه)‬أى التشهد األخير‬
‫لقوله تعالى‪ :‬ﱹ ﭼ ﭽ ﱸ((( قالوا‪‬:‬وقد أجمع العلماء على أنها ال تجب في‬غير‬
‫الصالة فتعين وجوبها فيها‪‬،‬والقائل بوجوبها مرة في‬غيرها محجوج بإجماع من‬
‫قبله ولحديث‪« :‬عرفنا كيف نصلى عليك إذا نحن صلينا عليك‪‬.‬فقال‪ُ ‬:‬قو ُلوا‪‬:‬ال َّل ُه َّم‬
‫‬ص ِّل‬ َع َلى ُم َح َّمد و َع َل َى‬آل ُم َح ّم ٍد ‪‬»...‬إلى آخره‬متفق عليه‪‬.‬وفى رواية‪‬:‬كيف نصلى‬ ‫َ‬
‫ٍ‬
‫‬ص ِّل‬ َع َلى ُم َح َّمد‬وعلى‬ ‫عليك إذا نحن صلينا عليك في صالتنا؟ فقال‪ُ ‬:‬قو ُلوا‪ :‬ال َّل ُه َّم َ‬
‫آل ُ‬م َح ّم ٍد ‪ ‬...‬إلى آخره‪‬.‬رواه الدارقطنى وابن حبان في صحيحه‪‬.‬والمناسب لها‬ ‫ِ‬
‫من الصالة التشهد آخرها‬فتجب فيه أي بعده‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫وقد صلى النبى ﷺ‬على‬نفسه في الوتر كما رواه أبو عوانة في مسنده وقال‪:‬‬
‫‬ص ُّلوا ك ََما َر َأ ْيت ُُم ُونِى ُأ َص ِّلى ‬ولم ‬يخرجها شئ عن الوجوب‪‬ ،‬وأما عدم ذكرها‬
‫َ‬
‫في خبر المسئ صالته فمحمول على أنها كانت معلومة له ولهذا لم‬يذكر له التشهد‬
‫والجلوس له والنية والسالم‪‬.‬وإذا وجبت الصالة على النبى ﷺ‬وجب القعود لها‬
‫صل‬على محمد وآله‪‬.‬وأكملها‪‬:‬‬ ‫بالتبعية‪‬،‬وأقل الصالة على النبى ﷺ‬وآله‪‬:‬اللهم ِّ‬
‫((( سورة األحزاب ‪ .‬اآلية‪.65 :‬‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪‬‬ ‫‪150‬‬
‫‪X‬‬
‫يم ُة األُو َلى‪.............................................................. ،‬‬‫ِ‬
‫َوالت َّْسل َ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫‬إبراهيم‪،‬‬ ‫صليت‬على إبراهيم‬وعلى ِ‬


‫آل‬ ‫َ‬ ‫آل‬محمد كما‬ ‫ٍ‬
‫محمد‬وعلى ِ‬ ‫الله َّم ِّ‬
‫‬صل‬على‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫باركت ‬على إبراهيم وعلى آل إبراهيم‬
‫َ‬ ‫ٍ‬
‫وبارك على محمد ‬وعلى آل محمد كما‬
‫‬إنك‬حميدٌ ‬مجيدٌ ‪‬.‬وفى بعض طرق الحديث زيادة على ذلك ونقص‪.‬‬ ‫العالمين َ‬
‫َ‬ ‫في‬
‫‬وخص‬إبراهيم بالذكر ألن الرحمة‬
‫ّ‬ ‫‬وآل‬إبراهيم‪‬،‬إسماعيل‪‬،‬وإسحاق وأوالدهما‪،‬‬
‫لنبى‬غيره أي ممن قبله قال تعالى‪ :‬ﱹ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ‬
‫والبركة‬لم‬يجتمعا ّ‬
‫ﭩ ﭪﭫ ﱸ((( ‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬ ‬‬‬.‬‬
‫فائدة‪‬‬:‬كل األنبياء من بعد إبراهيم عليه السالم من ولده إسحاق عليه السالم‪‬،‬وأما‬
‫نبى‬إال نبينا ‪‬.‬قال محمد بن أبى بكر الرازى‪:‬‬
‫إسماعيل عليه السالم فلم‬يكن من نسله ّ‬
‫‬ولعل الحكمة فى ذلك انفراده بالفضيلة فهو أفضل الجميع عليهم الصالة والسالم‪‬.‬‬
‫معاني التشهد‪:‬‬
‫والتحيات‪‬:‬جمع تحية‪‬،‬وهى ما‬يحيى به من سالم وغيره‪‬،‬والقصد بذلك الثناء‬
‫على الله‬تعالى بأنه مالك لجميع التحيات من الخلق‪‬،‬ومعنى المباركات‪‬،‬الناميات‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫والصلوات‪‬:‬الصلوات الخمس‪‬،‬والطيبات‪‬:‬األعمال الصالحة‪‬،‬والسالم‪‬:‬معناه‬
‫اسم السالم أي اسم الله ‬عليك وعلينا أي الحاضرين من إمام ومأموم‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬ ومالئكة‬
‫وغيرهم‪‬.‬والعباد‪‬:‬جمع عبد‪‬،‬والصالحين‪‬:‬جمع صالح وهو القائم بما عليه من‬
‫حقوق الله‬تعالى وحقوق عباده‪‬،‬والرسول‪‬:‬هو الذي‬يبلغ‬خبر من أرسله‪‬،‬وحميد‪:‬‬
‫وكرما‪‬‬‬‬‬ ‬.‬‬
‫ً‬ ‫‬بمعنى محمود‪‬،‬ومجيد‪‬:‬بمعنى ماجد وهو من كمل شرفـًا‬
‫(‬و)‬السادس عشر‪‬‬:‬من أركان الصالة (‬التسليمة األولى)‬لخبر مسلم‪« :‬ت َْح ِر ُ‬
‫يم َها‬
‫ال َت ْكبِ ُير‬وت َْحلِي ُل َها الت َْسليِ ُم»‬قال الحاكم‪‬:‬صحيح على شرط مسلم‪ .‬وأقله‪‬:‬السالم‬
‫عليكم ‬فال ‬يجزئ ‬عليهم‬‪‬ ،‬وال تبطل به صالته ألنه دعاء لغائب‪‬ ،‬وال ‬عليك‬

‫((( سورة هود ‪ .‬اآلية‪.73 :‬‬

‫‪‬‬‫‪151‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫يب األَ ْرك ِ‬
‫َان َع َلى َما َذك َْرنَا ُه ‪.........................‬‬ ‫ونِيـ ُة الخُ ـروجِ ِمن الص َل ِة ‪ ،‬وت ِ‬
‫َـرت ُ‬
‫َ ْ‬ ‫َ َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ َّ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫‬وال‬عليكما‬‪‬،‬وال سالمى عليكم‬وال سالم عليكم‬‪‬،‬فإن تعمد ذلك مع علمه بالتحريم‬


‫بطلت صالته‪‬.‬وأكمله‪‬:‬السالم عليكم ورحمة الله‬؛ ألنه المأثور‪‬.‬وال تسن زيادة‬
‫وصوبه‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫ّ‬ ‫‬وبركاته‬كما صححه في المجموع‬
‫(‬و) ‬السابع عشر‪‬ :‬من أركان الصالة (‬نية الخروج من الصالة) ‬ويجب قرنها‬
‫قياسا على سائر العبادات؛ وألن النية‬ ‫بالتسليمة األولى‪‬ ،‬واألصح أنها ال تجب ً‬
‫خروجا من الخالف‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫ً‬ ‫السابقة منسحبة على جميع الصالة‪‬،‬ولكن تسن‬
‫(‬و) ‬الثامن عشر‪‬ :‬من أركان الصالة (ترتيب) ‬أى(األركان‬ على ما ذكرناه)‬
‫‬فى عددها المشتمل على قرن النية بالتكبير وجعلهما مع القراءة في القيام‪‬،‬وجعل‬
‫التشهد والصالة على النبى ﷺ‬فى القعود‪‬.‬فالترتيب عند من أطلقه مراد فيما عدا‬
‫مر‬ ‫النبي ﷺ‬فإنها بعد التشهد كما جزم به‬فى المجموع كما ّ‬
‫ذلك‪‬،‬ومنه الصالة على ّ‬
‫‬ودليل وجوب الترتيب ‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬االتباع كما في األخبار الصحيحة مع خبر َص ُّلوا ك ََما َر َأ ْيت ُُمونِى‬
‫ُأ َص ِّلى ‬وعدّ ه من األركان بمعنى الفرض صحيح‪‬ ،‬وبمعنى اإلجزاء فيه تغليب‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫وأما السنن فترتيب بعضها على بعض كاالستفتاح والتعوذ‪‬ ،‬وترتيبها على‬
‫الفرائض كالفاتحة والسورة شرط في االعتداد بها سنة ال في صحة الصالة‪‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫فإن ترك ترتيب األركان عمدً ا بتقديم ركن فعلى أو سالم كأن ركع قبل قراءته‬
‫أو سجد أو سلم قبل ركوعه بطلت صالته‪ ،‬أوسها فما فعله بعد متروكه لغو‪،‬‬
‫لوقوعه في غير محله‪ ،‬فإن تذكر متروكه قبل فعل مثله فعله‪ ،‬وإال أجزأ عن متروكه‬
‫وتدارك الباقى‪ ،‬فلو علم في آخر صالته ترك سجدة من ركعة أخيرة سجد ثم تشهد‪،‬‬
‫ال ترك سجدة‬ ‫أو من غيرها أو شك لزمه ركعة فيهما‪ ،‬أو علم في قيام ثانية مث ً‬
‫من األولى فإن كان جلس بعد سجدته التي فعلها سجد من قيامه وإال فليجلس‬
‫مطمئنًا ثم يسجد‪.‬‬

‫الصف األول الثانوى‬


‫‪‬‬ ‫‪152‬‬
‫‪X‬‬
‫ـام ُة ‪.‬‬ ‫ان َوا ِ‬
‫إل َق َ‬ ‫ول فِ َيها َش ْيـئ ِ‬
‫َان‪ :‬األ َذ ُ‬ ‫ُـها َقـ ْب َل الدُّ ُخ ِ‬
‫َو ُسـنَـن َ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫سنن الصالة قبل الدخول فيها‬‬‬‬‬‬‬‪:‬‬


‫ولما فرغ‬من األركان شرع في ذكر السنن فقال‪‬( :‬وسننها)‬أى المكتوبة (‬قبل‬
‫الدخول فيها)‬أى قبل التلبس بها (‬شيئان)‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬:‬‬
‫األول‪‬( :‬األذان) ‬وهو بالمعجمة لغة‪‬ :‬اإلعالم قال تعالى‪ :‬ﱹ ﮇ ﮈ ﮉ‬
‫ﮊ ﱸ((( أى أعلمهم به‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫وشر ًعا‪‬ :‬قول مخصوص ‬يعلم به وقت الصالة المفروضة‪‬ .‬واألصل فيه قبل‬
‫اإلجماع قوله تعالى‪ :‬ﱹ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﱸ‪‬،‬وخبر الصحيحين‪‬:‬إِ َذا ح َضر ِ‬
‫ت‬ ‫َ َ‬
‫‬أكبركم‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
‫‬وليؤمكم ُ‬
‫ُّ‬ ‫‬فليؤذن‬لكم‬أحدُ كم‬
‫ْ‬ ‫‬الص َ‬
‫ال ُة‬ ‫َّ‬
‫‬وس ِّمى الذكر المخصوص به ألنه‬
‫(‬و)‬الثانى‪‬( :‬اإلقامة)‬فى األصل مصدر أقام‪ُ ،‬‬
‫‬يقيم إلى الصالة‪.‬‬
‫واألذان واإلقامة مشروعان باإلجماع‪‬ ،‬فهما سنة للمكتوبة دون ‬غيرها من‬
‫‬الصلوات‪‬،‬كالسنن وصالة الجنازة والمنذورة لعدم ثبوتهما فيه‪‬،‬بل‬يكرهان فيه‪،‬‬
‫‬ويشرع األذان في أذن المولود اليمنى واإلقامة في اليسرى كما سيأتى إن شاء الله‬
‫‬تعالى في العقيقة‪‬،‬ويندب األذان للمنفرد‪‬،‬وأن‬يرفع صوته به إال بموضع وقعت‬
‫فيه جماعة‪‬ .‬ومعظم األذان مثنى ومعظم اإلقامة فرادى‪‬ .‬واألصل في ذلك خبر‬
‫الصحيحين‪‬« :‬أمر بالل أن‬يشفع األذان ويوتر اإلقامة»‬والمراد منه ما قلناه‪‬.‬واإلقامة‬
‫إحدى عشرة كلمة‪‬ ،‬واألذان كلماته تسع عشرة كلمة بالترجيع‪‬ ،‬ويسن اإلسراع‬
‫باإلقامة مع بيان حروفها‪‬،‬فيجمع بين كل كلمتين منها بصوت والكلمة األخيرة‬
‫بصوت‪‬،‬والترتيل في األذان فيجمع بين كل تكبيرتين بصوت‪‬،‬ويفرد باقى كلماته‬
‫لألمر بذلك كما أخرجه الحاكم‪‬.‬ويسن الترجيع في األذان‪‬،‬وهو أن‬يأتى بالشهادتين‬
‫((( سورة احلج ‪ .‬اآلية‪.27 :‬‬

‫‪‬‬‫‪153‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫‪.................................................................................‬‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫جهرا‪‬،‬والتثويب في أذان الصبح وهو قوله بعد الحيعلتين‪:‬‬


‫سرا قبل أن‬يأتى بهما ً‬
‫ً‬
‫خير‬من النوم‪‬،‬مرتين‪‬.‬ويسن القيام في األذان واإلقامة على عال إن احتيج‬
‫‬الصالة ٌ‬
‫حى‬على الصالة مرتين‬
‫إليه والتوجه للقبلة‪ ،‬وأن‬يلتفت بعنقه فيهما‬يمينًا مرة في ّ‬
‫حى‬على الفالح كذلك من‬غير تحويل‬ ‫ً‬
‫‬وشمال‬فى ّ‬ ‫في األذان ومرة في‬اإلقامة‪،‬‬
‫صدره عن القبلة وقدميه ‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬عن مكانهما‪‬،‬وأن‬يكون كل من المؤذن والمقيم ً‬
‫عدل‬
‫‬فى الشهادة عالى الصوت حسنه‪‬ ،‬وكرها من فاسق وصبى مميز وأعمى وحده‪،‬‬
‫‬وجنب ومحدث والكراهة لجنب أشد‪‬،‬وهى في اإلقامة أغلظ‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫‬شروط األذان واإلقامة‪‬‬‬‬‬‬:‬‬
‫ويشترط في األذان واإلقامة‪‬ :‬الترتيب والوالء بين كلماتهما‪ ،‬ولجماعة جهر‬
‫ودخول وقت األذان‪ ،‬إال صبح فمن نصف الليل‪‬.‬ويشترط في المؤذن والمقيم (أ)‬
‫‬اإلسالم‪( ،‬ب)‬والتمييز (ج) ولغير النساء الذكورة‪‬،‬ويسن مؤذنان للمسجد ونحوه‪،‬‬
‫‬ومن فوائدهما أن‬يؤذن واحد للصبح قبل الفجر وآخر بعده‪‬،‬ويسن لسامع المؤذن‬
‫(((‬
‫والمقيم أن‬يقول مثل قولهما إالّ‬فى حيعالت(((‬وتثويب وكلمتى اإلقامة فيحوقل‬
‫‬فى كل كلمة في األولى‪‬،‬ويقول في الثانية‪‬:‬صدقت وبررت‪‬،‬وفى الثالثة‪‬:‬أقامها الله‬
‫‬وأدامها وجعلنى من صالحى أهلها‪‬.‬ويسن لكل من مؤذن ومقيم وسامع ومستمع‬
‫أن‬يصلى على النبى ﷺ‬بعد الفراغ‬من األذان واإلقامة‪‬،‬ثم‬يقول‪‬:‬اللهم رب هذه‬
‫مقاما‬
‫الدعوة التامة والصالة القائمة آت سيدنا محمدً ا الوسيلة والفضيلة‪‬،‬وابعثه ً‬
‫محمو ًدا الذي وعدته‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬

‫((( حيعالت‪ :‬احليعلة‪( :‬حي عىل الصالة ـ حي عىل الفالح)‬


‫((( حوقل‪ :‬احلوقلة هي قول (ال حول وال قوة إال باهلل)‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪‬‬ ‫‪154‬‬
‫‪X‬‬
‫الوت ِْر فِي‬
‫الص ْبحِ َوفِـي ِ‬ ‫َّـشهدُ األَو ُل ‪ ،‬وال ُقـن ُ ِ‬
‫ُوت فـي ُّ‬ ‫َّ َ‬ ‫ول فِ َيها ‪َ :‬ش ْيـئ ِ‬
‫َان ‪ :‬الت َ ُّ‬ ‫َو َب ْعدَ الدُّ ُخ ِ‬
‫ان‪........................................................‬‬ ‫ف ال َّثانِي ِمن َر َم َض َ‬
‫النِّص ِ‬
‫ْ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫(‬سنن الصالة بعد الدخول فيها وتسمى األبعاض)‬‬‬


‫(‬و)‬سننها أي الصالة مطل ًقا ـ (‬بعد الدخول فيها)‬أبعاض وهيئات‪‬،‬فأبعاضها‬
‫ثمانية‪‬:‬المذكور منها هنا (‬شيئان)‬
‫‬األول‪‬( :‬التشهد األول)‬كله أو بعضه‪.‬‬
‫(‬و)‬الثاني‪‬( :‬القنوت في)‬ثانية (‬الصبح)‬كله أو بعضه‪‬،‬ومحل االقتصار على‬
‫الصبح من بقية الصلوات الخمس في حال األمن‪‬،‬فإن نزل بالمسلمين نازلة ـ‬ال‬
‫نزلت ـ‬استحب في سائر الصلوات‪‬،‬ولكن ليس هذا من األبعاض وهو‪‬« :‬ال َّل ُه َّم‬
‫فيما‬‫ارك‬لى َ‬ ‫‬و َب ْ‬ ‫يت‪َ ،‬‬ ‫‬وت ََو َّلنى فِ ْي َم ْن‬ت ََو َّل َ‬ ‫ت‪َ ،‬‬‫‬و َعافِنى َف ْي َم ْن‬ َعا َف ْي َ‬ ‫ت‪َ ،‬‬ ‫‬هدَ ْي َ‬ ‫يم ْن َ‬‫‬اهدنى ْف َ‬
‫ِ‬
‫ْ‬
‫ت‬ ‫‬وا َل ْي َ‬‫َّك‬ َت ْق َضى وال‬يقضى عليك‪‬،‬وإِ َّن ُه‬الَ‬ ُي َّذ ُّل َ‬م ْن َ‬ ‫ت‬ َفإن َ‬ ‫‬وقنى َشر َما َق َض ْي َ‬ ‫ت َ‬ ‫َأ ْع َط ْي َ‬
‫ت»‬لالتباع‪‬( .‬و)‬كذا (‬في)‬اعتدال ركعة‬ ‫ْت َ‬ر َبنَا َو َت َعا َل ْي َ‬
‫ت‪َ ‬،‬ت َب َا َرك َ‬‫‬والَ‬ ُي َع ُّز َ‬م ْن‬ َعا َد ْي َ‬‫َ‬
‫(‬الوتر في)‬جميع (‬النصف الثانى من رمضان)‬سواء أصلى التراويح أم ال‪‬،‬وهو‬
‫كقنوت الصبح في ألفاظه وجبره بالسجود‪‬،‬ويسن للمنفرد وإلمام قوم محصورين‬
‫‬وهو‪‬:‬اللهم إنا نستعينك ونستغفرك‬ ‫رضوا بالتطويل أن‬يقول بعده قنوت عمر‬
‫ونستهديك‪‬ .‬ونتوب إليك ونؤمن بك ونتوكل عليك‪‬ ،‬ونثنى عليك الخير كله‪،‬‬
‫‬نشكرك وال نكفرك‪‬ ،‬ونخلع ونترك من ‬يفجرك‪‬ ،‬واللهم إياك نعبد ولك نصلى‬
‫ونسجد‪‬،‬وإليك نسعى ونحفد‪‬،‬نرجو رحمتك ونخشى عذابك‪‬،‬وإن عذابك الجد‬
‫بالكفار ملحق‪( ،‬اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات‪‬ ،‬والمسلمين والمسلمات‪،‬‬
‫‬وأصلح ذات بينهم‬ومواصالتهم‪‬،‬وألف بين قلوبهم واجمع في قلوبهم اإليمان‬
‫والحكمة وثبتهم على ملة‬رسولك وأوزعهم‬أن‬يوفوا بعهدك الذي عاهدتهم عليه‪،‬‬
‫‬وانصرهم على عدوك‬وعدوهم إله الحق‪‬،‬واجعلنا منهم)‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪155‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫ةخ ْص َل ًة ‪َ :‬ر ْف ُع ال َيدَ ْي ِن‪ِ :‬عنْدَ َت ْكبِ َير ِة ا ِ‬
‫إل ْح َرا ِم وعند ُّ‬
‫الركُـو ِع والرفع منه‬ ‫ُـها َخ ْم َس َع َش َر َ‬
‫َو َه ْيـئَات َ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫والثالث‪‬:‬القعود للتشهد األول‪‬،‬والمراد بالتشهد األول اللفظ الواجب في التشهد‬


‫األخير دون ما هو فيه سنة‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
‫والرابع‪ :‬القيام للقنوت الراتب‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫النبي ﷺ‬بعد التشهد األول‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫والخامس‪‬:‬الصالة على ّ‬
‫النبي ﷺ‬بعد القنوت‪‬‬ ‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫والسادس‪‬:‬الصالة على ّ‬
‫والسابع‪‬:‬الصالة على اآلل بعد القنوت‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫والثامن‪‬:‬الصالة على اآلل بعد التشهد اآلخير‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫النبي ﷺ‬بعد التشهد األول وللصالة على اآلل‬
‫وظاهر أن القعود للصالة على ّ‬
‫بعد األخير كالقعود لألول‪‬،‬وأن القيام لهما بعد القنوت كالقيام له فتزيد األبعاض‬
‫بذلك‪.‬‬
‫أبعاضا لقربها بالجبر بالسجود من األبعاض الحقيقية أي‬‫ً‬ ‫وسميت هذه السنن‬
‫األركان‪‬،‬وخرج بها بقية السنن كأذكار الركوع والسجود فال‬يجبر تركها بالسجود‪.‬‬
‫‬والتسن الصالة على اآلل في التشهد األول خال ًفا لبعض المتأخرين‪‬‬‬.‬‬
‫‬هيئات الصالة وهي السنن‬غير األبعاض‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬:‬‬
‫(‬وهيئاتها)‬جمع هيئة‪‬،‬والمراد بها هنا ما عدا األبعاض من السنن التي ال تجبر‬
‫‬بالسجود‪‬،‬وهى كثيرة والمذكور منها هنا (‬خمس عشرة خصلة)‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫األولى‪‬( :‬رفع اليدين)‬أى رفع كفيه للقبلة مكشوفتين‪‬،‬منشورتى األصابع مفرقة‬
‫وس ًطا (‬عند)‬ابتداء (‬تكبيرة اإلحرام)‬مقابل منكبيه بأن تحاذى أطراف أصابعهما‬
‫‬الهوى‬إلى (‬الركوع و)‬
‫ّ‬ ‫أعلى أذنيه‪‬،‬وإبهاماه شحمتى أذنيه‪‬،‬وراحتاه منكبيه (‬وعند)‬
‫‬عند (‬الرفع منه)‬وعند القيام إلى الثالثة من التشهد األول‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪‬‬ ‫‪156‬‬
‫‪X‬‬
‫الج ْه ُـر فِي َم ْو ِض ِع ِه‪...........‬‬ ‫ِ ِ‬
‫َّـو ُّجـ ُه‪َ ،‬وال ْستـ َعا َذ ُة ‪َ ،‬و َ‬ ‫الشم ِ‬
‫ال ‪َ ،‬والت َ‬ ‫َو َو ْض ُع ال َي ِم ِ‬
‫ين َع َلى ِّ َ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫(‬و)‬الثانية‪‬( :‬وضع)‬بطن كف (‬اليمين على)‬ظهر (‬الشمال)‬بأن‬يقبض في ‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬قيام‬


‫أو بدله بيمين كوع‬يساره وبعض ساعدها ورسغها تحت صدره فوق سرته‪‬‬ ،‬والقصد‬
‫من القبض المذكور تسكين اليدين فإن أرسلهما ولم ‬يعبث فال بأس‪‬ .‬والكوع‪:‬‬
‫‬العظم الذي‬يلى إبهام اليد‪‬،‬والبوع‪‬:‬العظم الذي‬يلى إبهام الرجل‬ ُيقال‪‬:‬الغبى هو‬
‫الذي ال‬يعرف كوعه من بوعه والرسغ‪‬:‬هو المفصل بين الكف والساعد‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫‬واألَ ْرض‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‬الس َم َاوات َ‬ ‫‬و ْج َهى ل َّلذى َف َط َر َّ‬ ‫ت َ‬ ‫‬و َّج ْه ُ‬
‫(‬و)‬الثالثة‪‬:‬دعاء (‬التوجه)‬نحو‪َ :‬‬
‫اتى‬ل َّل ِه َ‬ر ِّب‬ ‫‬و َم َم َ‬ ‫اى َ‬
‫‬صالَتى َون ُُسكى َو َم ْح َي َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َحنيِ ًفا ُم ْسل ًما َو َما َأنَا م َن‬الـ ُْم ْش ِركين‪‬،‬إِ َّن َ‬
‫ِ‬ ‫لك ُ‬أ ِم ُ‬ ‫ِ‬
‫‬وأنَا َأ َّو ُل‬ا ْل ٌم ْسل َ‬
‫مين‬لالتباع‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬ ‫رت َ‬ ‫‬وبِ َذ َ‬ ‫‬ش ِر ْي َ‬
‫ك‬ َل ُه َ‬ ‫ين‪‬،‬الَ َ‬
‫‬ال َعا َلم َ‬
‫فائدة‪‬‬:‬معنى وجهت وجهى‬أى أقبلت بوجهي‪‬،‬وقيل قصدت بعبادتى ومعنى‬
‫‬فطر‬ابتدأ الخلق على‬غير مثال‪‬،‬والحنيف‪‬،‬المائل إلى الحق وعند العرب من كان‬
‫على ملة إبراهيم‪‬،‬والمحيا والممات الحياة والموت‪‬،‬والنسك العبادة‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫(‬و)‬الرابعة‪‬( :‬االستعاذة)‬للقراءة لقوله تعالى‪ :‬ﱹﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ‬
‫ﮢ ﮣ ﮤ ﱸ((( ّ‬
‫‬أى‬إذا أردت قراءته فقل‪‬:‬أعوذ بالله‬من الشيطان الرجيم‬
‫‬يقول ذلك في كل ركعة؛ ألنه‬يبتدئ فيها قراءة‪‬،‬وفى األولى آكد لالتفاق عليها ‪.‬‬
‫‬ش َط َن‬إذا َب ُعد‪‬،‬وقيل من شاط إذا‬
‫فائدة‪‬‬:‬الشيطان اسم لكل متمرد‪‬،‬مأخوذ من َ‬
‫والتعوذ‬
‫ّ‬ ‫احترق والرجيم المطرود‪‬،‬وقيل‪‬،‬المرجوم ويسن اإلسرار بدعاء االفتتاح‬
‫فى السرية والجهرية كسائر األذكار المسنونة‪‬.‬‬
‫‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬(‬و) ‬الخامسة‪‬( :‬الجهر) ‬بالقراءة (‬فى موضعه) ‬فيسن لغير المأموم أن ‬يجهر‬
‫بالقراءة في الصبح وأولتى العشائين والجمعة والعيدين وخسوف القمر واالستسقاء‬

‫((( سورة النحل ‪ .‬اآلية‪.98 :‬‬

‫‪‬‬ ‫‪157‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫إلسـرار فِي مو ِض ِع ِه ‪ ،‬والت ْ ِ‬
‫الفاتحة‪................... ،‬‬ ‫السورة بعدَ‬ ‫ين وقراء ُة‬
‫َّـأم ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َوا ِ ْ َ ُ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫والتراويح ووتر رمضان وركعتى الطواف ً‬


‫ليل ‬أو وقت الصبح (‬واإلسرار) ‬بها‬
‫(‬فى موضعه)‬فيسر في‬غير ما ذكر إال في نافلة الليل المطلقة‪‬،‬فيتوسط فيها بين‬
‫‬يشوش على نائم أو مصل أو نحوه‪‬.‬ومحل الجهر والتوسط‬ ‫اإلسرار والجهر إن لم ّ‬
‫في المرأة حيث ال‬يسمع أجنبي‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬ .‬‬
‫(‬و) ‬السادسة‪‬( :‬التأمين) ‬عقب الفاتحة بعد سكتة لطيفة لقارئها في الصالة‬
‫وخارجها لالتباع بمد وقصر والمد أفصح وأشهر‪‬،‬فآمين‪‬:‬اسم فعل بمعنى استجب‬
‫مبنى على الفتح‪‬،‬وتخفف الميم فيه ولو شدده لم تبطل صالته‪‬،‬لقصده الدعاء ويسن‬
‫في جهرية جهر بها وأن‬يؤمن المأموم مع تأمين إمامه لخبر الصحيحين‪‬« :‬إِ َذا َأ َّم َن‬
‫‬م ْن‬ َذ ْنبِ ِه»‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬وخرج‬
‫إلمام‬ َفأمنُوا‪َ ‬،‬فإِ َّن‬من‬وا َف َق‬تأمينُه‬تأمين‬ا َلمالَئِك َِة‬ ُغ ِفر‬ َله‬ما َت َقدَّ م ِ‬
‫َ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫‬ا ِ َ ُ ِّ‬
‫سرا مطل ًقا‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬ ‫بـ(فى جهرية)‬السرية فال جهر بالتأمين فيها وال معية بل‬يؤمن اإلمام وغيره ً‬
‫(‬و)‬السابعة‪‬( :‬قراءة السورة)‬ولو قصيرة (‬بعد)‬قراءة (‬الفاتحة)‬فى ركعتين أوليين‬
‫لغير المأموم من إمام ومنفرد‪‬،‬جهرية كانت الصالة أو سرية لالتباع‪‬.‬أما المأموم فال‬
‫تسن له السورة إن سمع للنهى عن قراءته لها بل‬يستمع قراءة إمامه‪‬،‬فإن لم‬يسمعها‬
‫لصمم أو بعد أو سماع صوت لم‬يفهمه أو إسرار إمامه ولو في جهرية قرأ سورة إذ‬
‫ال معنى لسكوته‪‬،‬فإن سبق المأموم بأوليين من صالة إمامه بأن لم‬يدركهما معه قرأها‬
‫في باقى صالته إذا تداركه إن لم‬يكن قرأها فيما أدركه‪‬،‬وإال سقطت عنه لكونه مسبوقـًا‬
‫‬يطول من تسن له السورة قراءة أولى‬ ‫لئال تخلو صالته عن السورة بال عذر‪‬.‬ويسن أن ّ‬
‫نص‬بتطويل الثانية اتبع‪‬:‬كما في مسألة الزحام أنه‬ ‫على ثانية لالتباع‪‬.‬نعم إن ورد ّ‬
‫‬يسن لإلمام تطويل الثانية‬ليلحقه منتظر السجود‪‬،‬ويسن لمنفرد وإمام محصورين‬
‫في صبح طوال المفصل‪‬ ،‬وفى ظهر قريب منها‪‬ ،‬وفى عصر وعشاء أوساطه‪،‬‬
‫‬وفىمغربقصاره‪‬،‬وفىصبحجمعةفيأولى(‬المتنزيل)‬‪‬،‬وفىالثانية (‬هلأتى)‬لالتباع ‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‪.‬‬

‫الصف األول الثانوى‬


‫‪‬‬ ‫‪158‬‬
‫‪X‬‬
‫الح ْمدُ‬
‫ك َ‬ ‫ـم ْن َح ِمدَ ُه َر َّبنَا َل َ‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الـر ْف ِع َو َق ْو ُل َسم َع الل ُه ل َ‬ ‫ات ِعنْدَ الـخَ ـ ْف ِ‬
‫ض َو َّ‬ ‫َوال َّت ْكبِ َير ُ‬
‫ود ‪................................................. ،‬‬ ‫والتَّسبِيح فِي الركُو ِع والسج ِ‬
‫َ ُّ ُ‬ ‫ُّ‬ ‫َ ْ ُ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫(‬و)‬الثامنة‪‬( :‬التكبيرات عند)‬ابتداء (‬الخفض)‬لركوع وسجود (‬و)‬عند ابتداء‬


‫(‬الرفع)‬من السجود ويمده إلى انتهاء الجلوس والقيام‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫(‬و)‬التاسعة‪‬( :‬قول سمع الله‬لمن حمده)‬أى تقبل الله‬منه حمده‪‬‬،‬و‬قول (‬ربنا‬
‫لك الحمد)‬أو (‬اللهم ربنا لك الحمد)‬‪‬،‬وبواو فيهما قبل (‬لك) «‬ملء السماوات‬
‫وملء األرض وملء ما شئت من شئ بعد أي بعدهما كالكرسى وسع كرسيه‬
‫السماوات واألرض» وأن‬يزيد منفرد وإمام قوم محصورين راضين بالتطويل‪« .‬أهل‬
‫أحق‬ما قال العبد وكلنا لك عبد‪‬:‬ال مانع لما أعطيت وال معطى لما‬ ‫الثناء والمجد ّ‬
‫منعت وال‬ينفع ذا الجد ـ‬أى الغنى ـ‬‪‬،‬منك أي عندك الجد»‬لالتباع‪‬.‬ويجهر اإلمام‬
‫ويسر‬بربنا لك الحمد ويسر‬غيره بهما‪‬.‬نعم المبلغ‬يجهر بما‬ ‫ّ‬ ‫بسمع الله‬لمن حمده‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬ ،‬‬
‫ويسر‬بما‬يسر به ألنه ناقل‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬ ‫ّ‬ ‫‬يجهر به اإلمام‬
‫ان َ‬ر ِّب َّى‬ال َعظيم‬ثال ًثا لالتباع‪،‬‬ ‫‬س ْب َح َ‬ ‫(‬و)‬العاشرة‪‬( ‬:‬التسبيح في الركوع)‬بأن‬يقول‪ُ :‬‬
‫ْت‬
‫‬آمن ُ‬ ‫ك َ‬ ‫‬وبِ َ‬
‫ت َ‬ ‫‬ويزيد منفرد وإمام محصورين راضين بالتطويل‪‬« :‬ال َّل ُه َّم ‬ َل َ‬
‫ك َ‬ر َك ْع ُ‬
‫ت‬ ‫‬س ْم ِعى َو َب َص َرى َو ُمخِّ ى َو َع ْظ ِمى َو َع َصبِى َو َما اس ْت َق َّل ْ‬
‫ك َ‬‫‬خ ِش َع‬ َل َ‬
‫ت‪َ ،‬‬ ‫‬و َلك َأ ْس َل ْم ُ‬‫َ‬
‫ِ‬
‫دمى‬‪‬،‬لالتباع وتكره القراءة في الركوع وغيره من بقية األركان‬غير القيام كما‬ ‫‬بِه‬ َق َّ‬
‫في المجموع‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫ان َ‬ر ِّبى األَ ْع َلى‬ثال ًثا‪،‬‬ ‫(‬و)‬الحادية عشرة‪‬:‬التسبيح في (‬السجود)‬بأن‬يقول‪‬:‬س ُب ْح َ‬
‫‬وبِك‬ ‫‬س َجدْ ُت َ‬ ‫ك َ‬ ‫‬لالتباعِ‪‬.‬ويزيد منفرد وإمام محصورين راضين بالتطويل‪« :‬ال َّل ُه َّم‬ َل َ‬
‫‬و َب َص َر ُه‬ َت َب َار َك‬ ‫ِ‬ ‫‬و ِ‬ ‫ك َ‬أ ْس َل ْم ُ‬
‫‬س ْم َع ُه َ‬ ‫‬و َش َّق َ‬ ‫جهى ل َّلذى َخ َل َق ُه َ‬
‫‬و َص َّو َر ُه َ‬ ‫‬س َجدَ َ‬
‫ت‪َ ،‬‬ ‫ْت‬و َل َ‬ ‫َآمن ُ‬
‫ُون‬العبدُ ِ‬ ‫ِِ‬
‫‬م ْن‬ ‫ين»‬ويسن الدعاء في السجود لخبر مسلم « َ‬أ ْق َر ُب َ‬ما‬ َيك ُ َ ْ‬ ‫‬الله‬ َ‬أ ْح َس ُن‬ا َلخالق َ‬
‫اجدٌ ‬ َفأكْثِ ُروا الدُّ عاء»‬أى في سجودكم‪‬.‬والحكمة في اختصاص العظيم‬ ‫‬س ِ‬ ‫‬و ُه َو َ‬
‫ِ‬
‫َ‬ر ِّبه َ‬

‫‪‬‬ ‫‪159‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫الم َس ِّب َح َة َفإِ َّن ُه ُي ِش ُير‬ ‫ِ‬
‫َو َو ْض ُع ال َيدَ ْي ِن َع َلى ال َفخ َذ ْي ِن‪ ،‬ي َي ْب ُس ُط ال ُي ْس َرى َو َي ْقبِ ُض ال ُي ْمنَى إِ َّل ُ‬
‫الج ْل َس ِة األَ ِخ َير ِة ‪.....‬‬ ‫ِ‬
‫َّـو ُّر ُك في َ‬
‫ِ‬
‫الج َل َسات ‪َ ،‬والت َ‬
‫ِ‬
‫اش في َجمي ِع َ‬
‫بِها مت ََشهدً ا ‪ ،‬و ِال ْفتِر ُ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ِّ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫بالركوع واألعلى بالسجود كما في المهمات‪‬:‬أن األعلى أفعل تفضيل‪‬،‬والسجود‬


‫في‬غاية التواضع لمــا فيه من وضع الجبهة التي هي أشرف األعضاء على مواطئ‬
‫األقدام‪‬،‬ولهذا كان أفضل من الركوع فجعل األبلغ‬مع األبلغ‪‬،‬انتهى‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬(‬و)‬الثانية عشرة‪‬( :‬وضع)‬رءوس أصابع (‬اليدين على)‬طرف (‬الفخذين)‬فى‬
‫‬ناشرا أصابعه مضمومة للقبلة كما في السجود وفي التشهد‬ ‫الجلوس بين السجدتين‪ً ،‬‬
‫ضم‬أصابعها في تشهده إلى جهة القبلة‬ ‫األول وفي األخير (‬يبسط)‬يده (‬اليسرى)‬مع ّ‬
‫بأن ال‬يفرج بينها لتتوجه كلها إلى القبلة (‬ويقبض)‬أصابع‬يده (‬اليمنى)‬كلها (‬إال‬
‫المسبحة)‬وهى بكسر الباء التي بين اإلبهام والوسطى (‬فإنه)‬يرسلها و(‬يشير بها)‬
‫‬أى‬يرفعها مع إمالتها ً‬
‫قليل‬حالة كونه (‬متشهدً ا)‬عند قوله‪‬« :‬إال الله»‬لالتباع‪‬.‬ويديم‬
‫رفعها ويقصد من ابتدائه بهمزة‬إال الله‬أن المعبود واحد‪‬،‬فيجمع في توحيده بين‬
‫اعتقاده وقوله وفعله‪‬.‬وال‬يحركها لالتباع فلو حركها كره ولم تبطل صالته‪.‬‬
‫(‬و)‬الثالثة عشرة‪‬( :‬االفتراش)‬بأن‬يجلس على كعب‬يسراه بحيث‬يلى ظهرها‬
‫األرض‪‬،‬وينصب‬يمناه ويضع أطراف أصابعه منها للقبلة‬يفعل ذلك (‬فى جميع‬
‫الجلسات) ‬الخمس‪‬ :‬وهى الجلوس بين السجدتين‪‬ ،‬والجلوس للتشهد األول‪،‬‬
‫‬وجلوس المسبوق وجلوس الساهي‪‬،‬وجلوس المصلى قاعدً ا للقراءة‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫(‬و)‬الرابعة عشرة‪‬( :‬التورك)‬وهو كاالفتراش‪‬،‬لكن‬يخرج‬يسراه من جهة‬يمينه‬
‫ويلصق وركه لألرض لالتباع (‬فى الجلسة األخيرة) ‬فقط‪‬ ،‬وحكمته التمييز بين‬
‫جلوس التشهدين ليعلم المسبوق حالة اإلمام‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬

‫الصف األول الثانوى‬


‫‪‬‬ ‫‪160‬‬
‫‪X‬‬
‫يم ُة ال َّثـانِ َيـ ُة ‪.‬‬‫ِ‬
‫َوالت َّْسل َ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫(‬و) ‬الخامسة عشرة‪‬( :‬التسليمة الثانية) ‬ويسن إذا أتى بالتسليمتين أن ‬يفصل‬
‫ً‬
‫شمال‪‬ .‬ملتفتـًا في التسليمة ‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬األولى‬ ‫بينهما‪‬ ،‬وأن تكون األولى ‬يمينًا واألخرى‬
‫حتى‬يرى خده األيمن فقط‪‬،‬وفى التسليمة الثانية حتى‬يرى خده األيسر كذلك‪،‬‬
‫‬فيبتدئ بالسالم مستقبل القبلة‪‬،‬ثم‬يلتفت ويتم سالمه بتمام التفاته‪‬،‬ويسن للمأموم‬
‫أن ال‬يسلم إال بعد فراغ‬اإلمام من تسليمتيه‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫***‬

‫‪‬‬ ‫‪161‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫فصل‬
‫خمسة َأ ْشياء ‪َ ،‬فالرج ُل يجافِي ِمر َف َقي ِه عن جنْبي ِ‬
‫ـه‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫الر ُج َل فِي‬ ‫الم ْر َأ ُة تُخَ الِ ُ‬
‫ْ ْ َ َ َْ‬ ‫َّ ُ ُ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ف َّ‬ ‫َو َ‬
‫الج ْه ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ـر‪،‬‬ ‫الس ُجـود‪َ ،‬و َي ْج َه ُر في َم َواض ِع َ‬ ‫َو ُيق ُّل َب ْطنَ ُه َعن َفخ َذ ْيه في ُّ‬
‫الركُو ِع َو ُّ‬
‫الرجل َما َب ْي َن ُس َّرتِ ِه َو ُر ْك َبتِ ِه ‪....‬‬
‫ِ‬ ‫الص َل ِة َس َّب َح ‪ ،‬وعور ُة‬ ‫ِ‬
‫َوإِ َذا نَا َبـ ُه َش ْي ٌء في َّ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫فصل‬
‫الرجل في الصال ‬‬‬‬ة‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫المرأة‬ ‫‬األمور التي تخالف فيها‬
‫(‬والمرأة تخالف الرجل) ‬حالة الصالة (‬فى خمسة أشياء) ‬وفى بعض النسخ‬
‫‬أربعة أشياء‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬:‬‬
‫أما األول‪‬(‬:‬فالرجل)‬أى الذكر وإن كان صب ًيا مميزًا (‬يجافي)‬أى‬يخرج (‬مرفقيه‬
‫عن جنبيه)‬فى ركوعه وسجوده لالتباع‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫‬يقل)‬بضم حرف المضارعة أي‬يرفع (‬بطنه عن فخذيه في السجود)‬؛‬ ‫(‬و)‬الثاني‪ّ ( ‬:‬‬
‫ألنه أبلغ‬فى تمكين الجبهة واألنف من محل سجوده وأبعد من هيئات الكسالى‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫(‬و)‬الثالث‪‬( ‬:‬يجهر في موضع الجهر)‬المتقدم بيانه في الفصل قبله‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫(‬و)‬الرابع‪‬( ‬:‬إذا نابه)‬أى أصابه (‬شئ في الصالة)‬كتنبيه إمامه على سهو‪‬،‬وإذنه‬
‫لداخل‪‬،‬وإنذاره أعمى خشى وقوعه في محذور (‬سبح)‬أى قال‪‬:‬سبحان الله‬لخبر‬
‫ِ‬
‫‬للنساء»‪‬ .‬ويعتبر‬ ‫التصفيق‬ ‫فليسبح‪‬ ،‬وإنما‬ ‫‬شئ ‬فى صالتِه‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫«م ْن ‬نَاب ُه ٌ‬
‫الصحيحين‪َ :‬‬
‫في التسبيح أن‬يقصد به الذكر أو الذكر واإلعالم وإال بطلت صالته‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫صغيرا‪‬،‬ويتصور في‬غير المميز‬
‫ً‬ ‫(‬و)‬الخامس‪‬( ‬:‬عورة الرجل)‬أى الذكر وإن كان‬
‫في الطواف (‬ما بين سرته وركبته)‬أما السرة والركبة فليستا من العورة وإن وجب‬
‫ستر بعضهما ألن ما ال‬يتم الواجب إال به فهو واجب‪‬‬‬.‬‬

‫الصف األول الثانوى‬


‫‪‬‬ ‫‪162‬‬
‫‪X‬‬
‫ب ‪َ ،‬وإِ َذا‬ ‫ال األَ َجانِ ِ‬‫ض َوتَخْ ِف ُض َص ْوت ََها بِ َح ْضر ِة الر َج ِ‬
‫َ ِّ‬ ‫الم ْر َأ ُة ت َُض ُّم َب ْع َض َها إِ َلى َب ْع ٍ‬
‫َو َ‬
‫الص َل ِة إِ َّل َو ْج َه َها‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يع َبدَ ِن َ‬
‫الم ْرأة َع ْو َر ٌة في َّ‬
‫ِ‬
‫ت ‪َ ،‬و َجم ُ‬ ‫الص َل ِة َص َّف َق ْ‬ ‫ِ‬
‫نَا َب َها َش ْي ٌء في َّ‬
‫َو َك َّف ْي َها ‪.‬‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫(‬و)‬أما (‬المرأة)‬أى األنثى وإن كانت صغيرة مميزة فإنها تخالف الرجل في هذه‬
‫الخمسة أمور‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬ :‬‬
‫األول‪‬ :‬أنها (‬تضم بعضها إلى بعض) ‬بأن تلصق مرفقيها لجنبيها في الركوع‬
‫والسجود‪.‬‬
‫‬و‬الثاني‪‬:‬أن‬تلصق بطنها لفخذيها‬فى السجود ألنه أستر لها‪.‬‬
‫(‬و)‬الثالث‪‬:‬أنها (‬تخفض صوتها)‬إن صلت (‬بحضرة الرجال‬األجانب)‪‬،‬دف ًعا‬
‫للفتنة‪‬،‬وإن كان األصح أن صوتها ليس بعورة‪.‬‬
‫مر (‬فى الصالة) ‬أى صالتها‬
‫(‬و) ‬الرابع‪‬( :‬إذا نابها) ‬أى أصابها (‬شئ) ‬مما ّ‬
‫المار‬بضرب بطن كف أو ظهرها على ظهر أخرى‪‬،‬أو ضرب‬ ‫ّ‬ ‫(‬صفقت)‬للحديث‬
‫ظهر كف على بطن أخرى ال بضرب بطن كل منهما على بطن أخرى‪‬،‬فإن فعلته‬
‫ظهرا على ظهر عالمة بالتحريم بطلت صالتها وإن ّ‬
‫قل‬لمنافاته‬ ‫على وجه اللعب ولو ً‬
‫للصالة‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫تنبيه‪ :‬لوصفق الرجل وسبحت المرأة جاز مع مخالفتهما للسنة‪.‬‬
‫(‬و) ‬الخامس‪‬( :‬جميع بدن ‬المرأة) ‬ولو صغيرة مميزة (‬عورة ‬فى الصالة ‬إال‬
‫وجهها وكفيها)‬ظهرهما وبطنهما من رءوس األصابع إلى الكوعين لقوله تعالى‪:‬‬
‫‬هو‬ ‫ﱹ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝﮞ ﱸ(((‪‬،‬قال ابن عباس وعائشة‬
‫الوجه والكفان‪.‬‬

‫((( سورة النور ‪ .‬اآلية‪.31 :‬‬

‫‪‬‬ ‫‪163‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫فصل‬
‫الص َل َة َأ َحدَ َع َش َر َش ْيئًا ‪:‬الك َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َـل ُم ال َع ْمـدُ ‪............................ ،‬‬ ‫َوا َّلذي ُي ْبط ُل َّ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫فصل‬
‫‬مبطالت الصالة‬‬
‫(‬والذى‬يبطل الصالة)‬المنعقدة أمور المذكور منها هنا (‬أحد عشر شيئًا)‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬ :‬‬
‫األول‪‬(‬ :‬الكالم) ‬أى النطق بكالم البشر بلغة العرب وبغيرها بحرفين فأكثر‬
‫أفهما ك ُق ْم‪‬ ،‬ولو لمصلحة الصالة كقوله ال تقم أو اقعد أم ال‪‬ :‬ك َع ْن َو َم ْن لقوله‬
‫َّاس» ‬والحرفان من جنس‬ ‫ال ِم ‬الن ِ‬ ‫ال َة ‬الَ ‬يص ُلح ‬فِيِها َشئ ِ‬
‫‬م ْن ‬ َك َ‬ ‫‬الص َ‬ ‫ﷺ‪«‬ :‬إِ َّن ِ ِ‬
‫ٌ‬ ‫َ ْ ُ َ‬ ‫‬هذه َّ‬ ‫َ‬
‫(ق) من الوقاية أو (ع) من الوعي‬وشرطه في االختيار‬ ‫الكالم‪ ،‬أو حرف مفهم نحو ِ‬
‫(‬العمد) ‬مع العلم بتحريمه وأنه في صالة فال تبطل بقليل كالم ناس ًيا للصالة‪،‬‬
‫‬أو سبق إليه لسانه‪‬،‬أو جهل تحريمه فيها‪‬،‬والتنحنح بغير عذر والضحك والبكاء‬
‫ولو من خوف اآلخرة‪‬ ،‬واألنين والتـأو ّه ‬والنفخ من الفم أو األنف بغير عذر إن‬
‫ظهر بواحد من ذلك حرفان بطلت صالته وإال فال‪‬.‬ولو سلم إمامه فسلم معه ثم‬
‫سلم اإلمام ثان ًيا فقال له المأموم‪« :‬قد سلمت قبل هذا»‬فقال‪‬:‬كنت ناس ًيا‬لم تبطل‬
‫صالة واحد منهما‪‬،‬ويسلم المأموم ويندب له سجود السهو؛ ألنه تكلم بعد انقطاع‬
‫القدوة‪‬.‬أما الكثير من ذلك فإنه ال‬يعذر‬فيه ألنه‬يقطع نظم الصالة والقليل‬يحتمل‬
‫لقلته‪‬،‬وألن السبق والنسيان فى الكثير نادر‪‬،‬والفرق بين هذا وبين الصوم حيث ال‬
‫‬يبطل باألكل الكثير على األصح أن المصلى متلبس بهيئة مذكرة للصالة‬يبعد معها‬
‫النسيان بخالف الصائم‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬

‫الصف األول الثانوى‬


‫‪‬‬ ‫‪164‬‬
‫‪X‬‬
‫‪.................................................................................‬‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫حكم التنحنح في الصالة‬


‫ويعذر في اليسير عر ًفا من التنحنح ونحوه‪‬:‬كالسعال والعطاس وإن ظهر منه‬
‫حرفان ولو من كل نفخة ونحوها للغلبة((( إذ ال تقصير‪‬،‬أما إذا كثر التنحنح ونحوه‬
‫(((‬
‫للغلبة‪ :‬وظهر منه حرفان من ذلك فأكثر فإن صالته تبطل كما قاله الشيخان‬
‫في الضحك والسعال‪‬،‬والباقى في معناهما ألن ذلك‬يقطع نظم الصالة‪‬،‬ومحل هذا‬
‫مالزما له‪‬،‬أما إذا صار السعال ونحوه كذلك فإنه‬
‫ً‬ ‫إذا لم‬يصر السعال ونحوه ً‬
‫مرضا‬
‫ال‬يضر كمن به سلس بول ونحوه بل أولى‪.‬‬
‫‬ولو لحن اإلمام في الفاتحة لحنًا‬يغير المعنى وجبت مفارقته‪‬،‬لكن ال تجب‬
‫مفارقته في الحال بل حتى‬يركع لجواز أنه لحن ساه ًيا وقد‬يتذكر فيعيد الفاتحة‪،‬‬
‫‬مفهما به من استأذن‬
‫ً‬ ‫‬ولو نطق بنظم القرآن بقصد التفهيم كـ «‬يا‬يحيى خذ الكتاب»‬
‫أنه‬يأخذ شيئًا إن قصد مع التفهيم قراءة لم تبطل وإال بطلت‪‬.‬وتبطل بمنسوخ التالوة‬
‫وإن لم ‬ينسخ حكمه ال بمنسوخ الحكم دون التالوة‪‬ ،‬وال تبطل بالذكر والدعاء‬
‫وإن لم‬يندبا إال أن‬يخاطب به كقوله لعاطس‪‬« :‬رحمك الله»‪‬،‬وكذا تبطل بخطاب‬
‫ما ال‬يعقل كقوله‬يا أرض ربى وربك الله‬‪‬،‬أعوذ بالله‬من شرك ومن شر ما فيك‪.‬‬
‫النبي ﷺ‬كالسالم عليك في التشهد فال‬يضر‪.‬‬
‫‬أما خطاب الخالق‪‬:‬كإياك نعبد وخطاب ّ‬
‫‬وال تجب إجابة األبوين في الصالة بل تحرم في الفرض وتجوز في النفل‪،‬‬
‫‬واألولى اإلجابة فيه إن شق عليهما عدمها‪‬ .‬ولو قرأ إمامه ﱹ ﭢ ﭣ ﭤ‬
‫ﭥﱸ‬فقالها المأموم بطلت صالته إن لم‬يقصد تالوة أو دعاء‪‬،‬فإن قصد‬
‫ذلك لم تبطل‪‬.‬ولو قال استعنت بالله‬أو‬استعنا بالله‬بطلت صالته إال أن‬يقصد‬
‫ً‬
‫طويل‬عمدً ا في‬غير ركن قصير لم تبطل صالته ألن ذلك‬ ‫بذلك الدعاء‪‬،‬ولو سكت‬
‫ال‬يخرم هيئة الصالة‪.‬‬
‫((( أى عند غلبته له‪.‬‬
‫((( املقصود بالشيخني عند الشافعية‪ ،‬اإلمام النووي‪ ،‬واإلمام الرافعي‪.‬‬

‫‪‬‬‫‪165‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫اس ِة ‪................................. ،‬‬ ‫ث ‪َ ،‬و ُحـدُ ُ‬
‫وث الن ََّج َ‬ ‫الحـدَ ُ‬ ‫ِ‬
‫َوال َع َم ُل الكَث ُير ‪َ ،‬و َ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫(‬و)‬الثاني‪‬:‬من األشياء التي تبطل الصالة (‬العمل)‬الذى ليس من جنس الصالة‬


‫قليل‬كخلع الخف ولبس الثوب الخفيف‬ ‫(‬الكثير)‬فى العرف‪‬،‬فما‬يعدّ ه العرف ً‬
‫فقليل‪‬،‬وكذا الخطوتان المتوسطتان والضربتان كذلك والثالث من ذلك أو‬غيره‬
‫كثير إن توالت سواء أكانت من جنس كخطوات‪‬،‬أم أجناس كخطوة وضربة‬‬‬‬‬ وخلع‬
‫نعل‪‬،‬وسواء أكانت الخطوات الثالث بقدر خطوة أم ال‪‬.‬‬
‫وتبطل بالوثبة الفاحشة ال الحركات الخفيفة المتوالية‪‬ :‬كتحريك أصابعه‬
‫حل‬أو نحو ذلك‪‬:‬كتحريك لسانه أو أجفانه‬ ‫بال حركة كفه في سبحة أو عقد أو ّ‬
‫مرارا والء‪‬،‬فال تبطل صالته بذلك إذ ال‬يخل ذلك بهيئة الخشوع والتعظيم‬ ‫أو شفتيه ً‬
‫فأشبه الفعل القليل وسهو الفعل المبطل كعمده‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫سهوا‬
‫ً‬ ‫(‬و) ‬الثالث‪‬( :‬الحدث) ‬فإن أحدث قبل التسليمة األولى عمدً ا كان أو‬
‫بطلت صالته لبطالن طهارته باإلجماع‪‬،‬ويؤخذ من التعليل أن فاقد الطهورين إذا‬
‫سبقه الحدث لم تبطل صالته‪.‬‬
‫تنبيه‪‬:‬لو صلى ناس ًيا للحدث أثيب على قصده ال على فعله‪‬،‬إال القراءة ونحوها‬
‫أيضا‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫مما ال‬يتوقف على وضوء فإنه‬ ُيثاب على فعله ً‬
‫أما الحدث بين التسليمتين فال‬يضر ألن عروض المفسد بعد التحلل من العبادة‬
‫ال‬يؤثر‪‬،‬ويسن لمن أحدث في صالته أن‬يأخذ بأنفه ثم‬ينصرف ليوهم أنه رعف‬
‫خصوصا إذا‬
‫ً‬ ‫سترا على نفسه‪‬،‬وينبغى أن‬يفعل كذلك إذا أحدث وهو منتظر للصالة‬ ‫ً‬
‫قربت إقامتها أو أقيمت‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫(‬و)‬الرابع‪‬(‬:‬حدوث النجاسة)‬‬التى ال‬ ُيعفى عنها في ثوبه أو بدنه لقوله تعالى‪:‬‬
‫ﱹﯖ ﯗ ﱸ(((‬فلو وقعت عليه نجاسة رطبة أو‬يابسة فأزالها في الحال بقلع‬
‫ثوب أو نفض لم‬يضر‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫((( سورة املدثر ‪ .‬اآلية‪.4 :‬‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪‬‬ ‫‪166‬‬
‫‪X‬‬
‫اف العـور ِة ‪ ،‬و َتغَـير النِّـي ِ‬ ‫ِ‬
‫ـة ‪.............................................. ،‬‬ ‫َوانك َش ُ َ ْ َ َ ُّ ُ َّ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫مالق‬بعض لباسه نجاسة وإن لم‬يتحرك بحركته‪‬:‬كطرف عمامته‬ ‫وال تصح صالة ٍ‬
‫الطويل‪‬،‬وخالف ذلك ما لو سجد على متصل به حيث تصح صالته إن لم‬يتحرك‬
‫بحركته ألن اجتناب النجاسة في الصالة شرع للتعظيم وهذا ‬ينافيه‪‬ ،‬والمطلوب‬
‫َك‬فإذا سجد على متصل به‬ ‫‬ج ْب َهت َ‬
‫مستقرا على‬غيره لحديث‪‬َ :‬مك ِّْن َ‬
‫ً‬ ‫في السجود كونه‬
‫ولم‬يتحرك بحركته حصل المقصود‪‬.‬‬
‫‬‬حكم الوشم‬‬
‫‬يذر‬عليه نحو نيلة‬
‫فروع‪‬:‬الوشم‪‬‬:‬وهو‬غرز الجلد باإلبرة حتى‬يخرج الدم ثم ّ‬
‫ليزرق أو‬يخضر بسبب الدم الحاصل بغرز الجلد باإلبرة‪ ،‬وهو‪ :‬حرام للنهى عنه‪،‬‬
‫ضررا‬يبيح التيمم‪‬،‬فإن خاف لم تجب إزالته وال إثم عليه‬
‫ً‬ ‫‬فتجب إزالته إن لم‬يخف‬
‫بعد التوبة‪‬،‬وهذا إذا فعله برضاه بعد بلوغه وإال فال تلزمه إزالته‪‬،‬وتصح صالته‬
‫وإمامته وال‬ينجس ما وضع فيه‬يده مث ً‬
‫ال‬إذا كان عليها وشم‪.‬‬
‫‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬(‬و)‬الخامس‪‬( :‬انكشاف)‬شئ من (‬العورة)‬وإن لم‬يقصر‪‬،‬كما لو طيرت الريح‬
‫سترته إلى مكان بعيد فإن أمكن ستر العورة في الحال‪‬:‬بأن كشف الريح ثوبه فرده‬
‫في الحال لم تبطل صالته النتفاء المحظور‪‬،‬ويغتفر هذا العارض اليسير‪‬‬‬‬.‬‬
‫المنوي‪‬،‬فلو قلب صالته التي هو فيها صالة‬ ‫ّ‬ ‫(‬و)‬السادس‪‬( :‬تغيير النية)‬إلى‬غير‬
‫عالما عامدً ا بطلت صالته‪‬،‬ولو عقب النية بلفظ (‬إن شاء الله)‬أو نواها وقصد‬ ‫أخرى ً‬
‫بذلك التبرك أو أن الفعل واقع بالمشيئة لم‬يضر أو التعليق أو أطلق لم تصح صالته‬
‫نفل‬مطلقـًا ليدرك جماعة مشروعة وهو منفرد ولم‬ي ّعين‬ ‫فرضا ً‬ ‫للمنافاة‪‬،‬ولو قلب ً‬
‫نفل‬معينا كركعتى الضحى فال‬ ‫صح‬ذلك‪‬.‬أما لو قلبها ً‬
‫فسلم من ركعتين ليدركها ّ‬
‫تصح صالته ال فتقاره إلى التعيين‪‬،‬أما إذا لم تشرع الجماعة كما لو كان‬يصلى الظهر‬
‫فوجد من‬يصلى العصر فال‬يجوز القطع كما ذكره في المجموع‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪167‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫الـر َّد ُة ‪.‬‬ ‫الق ْب َل ِة ‪َ ،‬واألَك ُْل َو ُّ‬
‫الش ْر ُب‪َ ،‬وال َق ْه َق َه ُة ‪َ ،‬و ِّ‬
‫واستِدْ بار ِ‬
‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫‬والتحول ببعض صدره عنها بغير عذر‪‬،‬فإن كان‬


‫ّ‬ ‫(‬و)‬السابع‪‬( :‬استدبار القبلة)‬
‫عذر فقد تقدم في موضعه‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫قليل‬لشدة منافاته لها‪ ،‬ألن ذلك‬يشعر باإلعراض عنها‪،‬‬ ‫(‬و)‬الثامن‪‬( :‬األكل)‬ولو ً‬
‫جاهل‬تحريمه فال تبطل بقليله لعدم منافاته للصالة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫إال أن‬يكون ناس ًيا للصالة أو‬
‫‬أما كثيره فيبطل مع النسيان أو الجهل بخالف الصوم فإنه ال‬يبطل بذلك‪‬.‬وفرقوا بأن‬
‫للصالة هيئة مذكرة بخالفه وهذا ال‬يصلح فر ًقا في جهل التحريم‪‬،‬والفرق الصالح‬
‫لذلك أن الصالة ذات أفعال منظومة‪‬،‬والفعل الكثير‬يقطع نظمها بخالف الصوم فإنه‬
‫كف‪‬،‬والمكره هنا كغيره لندرة اإلكراه‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫مر‬ومثل الشرب ابتالع الريق المختلط‬
‫(‬و)‬التاسع‪‬( :‬الشرب)‬وهو كاألكل فيما ّ‬
‫بغيره‪‬،‬إذ القاعدة أن كل ما أبطل الصوم أبطل الصالة‪.‬‬
‫(‬و)‬العاشر‪‬( :‬القهقهة)‬فى الضحك بخروج حرفين فأكثر‪.‬‬
‫(‬و)‬الحادى عشر‪‬( :‬الردة)‬فى أثنائها ال بعد الفراغ‬منها فإنها ال تبطل العمل إال‬
‫إن اتصلت بالموت كما قال تعالى‪ :‬ﱹ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ‬
‫ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﱸ((( ‬ولكن تحبط ثواب عمله كما ّ‬
‫نص ‬عليه‬
‫‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬ ‫الشافعى‬
‫‬بقية مبطالت الصالة‬‬
‫ومن مبطالت الصالة تطويل الركن القصير عمدً ا‪‬،‬وهو االعتدال من الركوع‬
‫والجلوس بين السجدتين‪ ،‬ألنهما ‬غير مقصودين‪‬ ،‬وتخلف المأموم عن إمامه‬
‫بركنين فعليين عمدً ا وكذا تقدّ مه بهما عليه عمدً ا بغير عذر‪‬،‬وابتالع نخامة نزلت من‬
‫رأسه إن أمكنه مجها ولم‬يفعل‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫((( سورة البقرة ‪ .‬اآلية‪.217 :‬‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪‬‬ ‫‪168‬‬
‫‪X‬‬
‫‪.................................................................................‬‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫مكروهات الصالة‬
‫‬يكره االلتفات في الصالة بوجهه‬يمنة أو‬يسرة إال لحاجة فال‬يكره‪‬،‬ويكره رفع‬
‫بصره إلى السماء وكف شعره أو ثوبه‪‬،‬ومن ذلك‬‬ووضع‬يده على فيه بال حاجة‪،‬‬
‫‬فإن كان لحاجة كما إذا تثاءب فال كراهة‪‬.‬ويكره القيام على رجل واحدة والصالة‬
‫حاقما ـ‬بالميم‬
‫ً‬ ‫حاقنًا ـ‬بالنون ـ‬أو حاق ًبا ـ‬بالباء الموحدة ـ أو حاذ ًقا ـ‬بالقاف ـ‬أو‬
‫ـ‬األول بالبول‪‬،‬والثانى‬بالغائط‪‬،‬والثالث بالريح‪‬،‬والرابع بالبول والغائط‪‬.‬وتكره‬
‫الصالة بحضرة طعا ‬م مأكول أو مشروب يتوق إليه‪‬،‬وأن‬يبصق قبل وجهه أو عن‬
‫‬يمينه‪‬،‬ويكره للمصلى وضع‬يده على خاصرته((( والمبالغة في خفض الرأس عن‬
‫الظهر في ركوعه‪‬،‬وتكره الصالة فى المزبلة والمجزرة‪ ،‬وفى عطن اإلبل‪‬.‬‬
‫‬السترة أمام المصلى‬
‫عصا مغروزة‬
‫ويسن أن‬يصلى وأمامه سترة كعمود‪ ،‬أو جدار‬فإن عجز عنه فلنحو ً‬
‫‬كمتاع لالتباع‪‬،‬فإن عجز عن ذلك بسط مصلى كسجادة‪‬،‬فإن عجز عنه خط أمامه‬
‫طول‪‬،‬وطول المذكورات ثلثا ذراع فأكثر‪‬،‬وبينها وبين المصلى ثالثة أذرع‬ ‫خطـًا ً‬
‫مار‬بينه‬
‫سن‬له ولغيره دفع ّ‬‫فأقل‪‬،‬فإذا صلى إلى شئ من ذلك على هذا الترتيب ّ‬ ‫ّ‬
‫المار ً‬
‫‬سبيل‬آخر‪‬،‬وإذا صلى إلى سترة‬ ‫وبينها‪‬.‬ويحرم المرور بينه وبينها وإن لم‬يجد ّ‬
‫فالسنة أن‬يجعلها مقابِ َلة ليمينه أو شماله وال ُ‬
‫‬يصمد إليها ـ‬بضم الميم ـ‬أى ال‬يجعلها‬
‫تلقاء وجهه‪‬‬‬‬.‬‬
‫‬***‬

‫((( اخلرص من اإلنسان ‪ :‬وسطه وهو املستدق فوق الوركني‪ .‬املصباح املنري ‪.170/1‬‬

‫‪‬‬‫‪169‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫فصل‬
‫ون َس ْجدَ ًة َو َأ ْر َب ٌع َوتِ ْس ُع َ‬
‫ون‬ ‫ض َس ْبع َ َع َش َر َة َر ْك َع ًة ‪ :‬وفِ َيها َأ ْر َب ٌع َو َث َل ُث َ‬
‫ات ال َف َرائِ ِ‬
‫َو َر َك َع ُ‬
‫يح ًة ‪.‬‬‫ون ت َْسبِ َ‬ ‫ث َو َخ ْم ُس َ‬‫ات َو ِمئَـ ٌة َو َث َل ٌ‬ ‫ات ‪ ،‬وع ْشر تَسلِيم ٍ‬
‫َ َ ُ ْ َ‬
‫َت ْكبِير ًة ‪ ،‬وتِسع ت ََشهدَ ٍ‬
‫َ َ ْ ُ ُّ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫فصل‬
‫‬فيما تشتمل عليه الصالة وما‬يجب عند العجز عن القيام‬‬
‫األول فقال‪‬( :‬وركعات الفرائض) ‬فى اليوم والليلة ‬غير‬ ‫ّ‬ ‫وبدأ بالقسم‬
‫‬يوم الجمعة وسفر القصر (‬سبع عشرة ركعة) ‬قال اإلمام الرازى‪‬ :‬والحكمة‬
‫فى ذلك أن زمن اليقظة فى اليوم والليلة سبع عشرة ساعة‪‬ ،‬فإن النهار المعتدل‬
‫اثنتا عشرة ساعة‪‬،‬وسهر اإلنسان من أول الليل ثالث ساعات ومن آخره ساعتان‬
‫إلى طلوع الفجر فجعل لكل ساعة ركعة‪‬ .‬اهـ‪‬( .‬وفيها) ‬أى الفرائض (‬أربع‬
‫وثالثون سجدة) ‬ألن فى كل ركعة سجدتين (‬و) ‬فيها (‬أربع وتسعون تكبيرة)؛‬
‫ألن فى كل رباعية اثنتين وعشرين تكبيرة بتكبيرة اإلحرام فيجتمع منها ست وستون‬
‫تكبيرة‬‪‬،‬وفى الثنائية إحدى عشرة تكبيرة‪‬،‬وفى الثالثية سبع عشرة تكبيرة فجملتها‬
‫أربع وتسعون تكبيرة (‬و)‬فيها (‬تسع تشهدات)‬ألن فى الثنائية تشهدً ا واحدً ا وفى‬
‫كل من الباقى تشهدين (‬و)‬فيها (‬عشر تسليمات)‬ألن فى كل صالة تسليمتين (‬و)‬
‫‬فيها (‬مائة وثالث وخمسون تسبيحة)‬ألن فى كل ركعة تسع تسبيحات مضروبة فى‬
‫سبع عشرة فتبلغ‬ما ذكره‪ ،‬تفصيل ذلك فى الثنائية ثمان عشرة‪‬،‬وفى الثالثية سبع‬
‫وعشرون‪‬ ،‬وفى الرباعية مائة وثمان‪‬ ،‬أما ‬يوم الجمعة فعدد ركعاته خمس عشرة‬
‫ركعة فيها خمسة عشر ركو ًعا وثالثون سجدة وثالث وثمانون تكبيرة ومائة وخمس‬
‫وثالثون تسبيحة وثمان تشهدات‪‬،‬وأما سفر القصر فعدد ركعاته للقاصر إحدى‬
‫عشرة ركعة فيها أحد عشر ركو ًعا واثنتان وعشرون‬سجدة وإحدى وستون تكبيرة‬‬

‫الصف األول الثانوى‬


‫‪‬‬ ‫‪170‬‬
‫‪X‬‬
‫الص ْبحِ َث َل ُث َ‬
‫ون ُر ْكنًا ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫الص َل ِة ‪ِ :‬مئَـ ٌة َو ِستَّـ ٌة َو ِع ْش ُر َ‬ ‫وجم َل ُة األَرك ِ ِ‬
‫ون ُر ْكنًا في ُّ‬ ‫َان في َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الر َباع َّية َأ ْر َب َع ٌة َو َخ ْم ُس َ‬
‫ون ُر ْكنًا‪َ ،‬و َم ْن َع َج َز‬ ‫ِ‬ ‫ب اثن ِ‬
‫َان َو َأ ْر َب ُع َ‬ ‫المغ ِْر ِ‬ ‫ِ‬
‫ون ُر ْكنًا‪َ ،‬وفي ُّ‬ ‫َوفي َ‬
‫يض ِة َص َّلى َجالِ ًسا ‪،‬‬ ‫الق َيا ِم فِي ال َف ِر َ‬
‫ع ِن ِ‬
‫َ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫وتسع وتسعون تسبيحة ‬وست تشهدات‪‬ .‬وأما السالم فال ‬يختلف عدده فى كل‬
‫األحوال (‬وجملة األركان فى الصالة) ‬المفروضة وهى الخمس (‬مائة وستة‬
‫وعشرون ركنًا)‬األولى‬سبع ـ‬بتقديم السين ـ‬وعشرون‬إذ الترتيب ركن كما سبق‪.‬‬
‫ثم ذكر تفصيله بقوله (‬فى الصبح)‬من ذلك (‬ثالثون ركنًا)‬النية وتكبيرة اإلحرام‬
‫والقيام‪ ،‬وقراءة الفاتحة‪‬،‬والركوع والطمأنينة فيه‪‬،‬والرفع من الركوع والطمأنينة فيه‪،‬‬
‫‬والسجود األول والطمأنينة فيه‪‬،‬والجلوس بين السجدتين والطمأنينة فيه‪‬،‬والسجدة‬
‫الثانية والطمأنينة فيها‪‬،‬والركعة الثانية كاألولى ما عدا النية وتكبيرة اإلحرام‪‬،‬ويزيد‬
‫الجلوس للتشهد وقراءة التشهد والصالة على النبى ﷺ ‬بعده والتسليمة األولى‬
‫وسكت عن الترتيب وقد علمت أنه من األركان وعدّ ‬كل سجدة ركنًا وهو خالف‬
‫ما قدمه فى األركان من عدهما ركنًا واحدً ا وهو خالف لفظى (‬وفى المغرب)‬من‬
‫ذلك (‬اثنان وأربعون ركنًا)‬األولى «‬ثالثة وأربعون»‬لما عرفت أن الترتيب ركن‪:‬‬
‫‬أولها النية وآخرها التسليمة األولى (‬وفى) ‬كل من الصالة (‬الرباعية) ‬من ذلك‬
‫(‬أربعة وخمسون ركنًا)‬األولى‬خمسة وخمسون‬بزيادة الترتيب‪‬:‬أولها النية وآخرها‬
‫التسليمة األولى كما علم ذلك من عدها فى الصبح فال نطيل بذكره ‪‬.‬‬
‫حكم من عجز عن القيام في الصالة أو القعود‬‬‬
‫‬جالسا)‬
‫ً‬ ‫ثم شرع في القسم الثانى بقوله‪‬( :‬ومن عجز عن القيام‬فى الفريضة‬صلى‬
‫‬للحديث السابق ولإلجماع على أي صفة شاء إلطالق الحديث المذكور‪‬ ،‬وال‬
‫قائما ألنه معذور‪‬.‬قال الرافعي‪‬:‬وال نعنى بالعجز‬
‫‬ينقص ثوابه عن ثواب المصلى ً‬
‫عدم اإلمكان فقط بل في معناه خوف الهالك وزيادة المرض أ ‬و خوف مشقة شديدة‬

‫‪‬‬ ‫‪171‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫جعا ‪ .‬ومن عج َز عنْه ص َّلى مست ِ‬
‫فإن َع َج َز‬
‫َلق ًيا‪ْ ،‬‬ ‫ُ ْ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫وس َص َّلى ُم ْض َط ِ ً‬
‫الج ُل ِ‬ ‫َو َم ْن َع َج َز َع ِن ُ‬
‫مأ ِ‬
‫برأسه َون ََوى بِقلبِه‪.‬‬ ‫ْأو َ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫أو دوران الرأس في حق راكب السفينة كما تقدم بعض ذلك كله‪‬،‬وافتراشه أفضل‬
‫من‬غيره من الجلسات ألنها هيئة مشروعة في الصالة فكانت أولى من‬غيرها‪‬،‬ويكره‬
‫اإلقعاء هنا وفي سائر قعدات الصالة بأن‬يجلس المصلى على وركيه وهما أصل‬
‫فخذيه ناص ًبا ركبتيه بأن‬يلصق ألييه بموضع صالته‪‬،‬وينصب فخذيه وساقيه كهيئة‬
‫المستوفز(((‬‪.‬‬
‫(ومن عجز عن الجلوس)‬بأن ناله من الجلوس تلك المشقة الحاصلة من القيام‬
‫(‬صلى مضطج ًعا)‬لجنبه مستقبل القبلة بوجهه ومقدم بدنه وجو ًبا لحديث عمران‬
‫السابق وكالميت في اللحد‪‬،‬واألفضل أن‬يكون على األيمن ويكره على األيسر بال‬
‫عذر‪.‬‬
‫(‬ومن عجز عنه) ‬أى عن االضطجاع (‬صلى مستلق ًيا) ‬على ظهره وأخمصاه‬
‫للقبلة‪‬ ،‬وال بد من وضع نحو وسادة تحت رأسه ليستقبل بوجهه القبلة‪‬ ،‬ويركع‬
‫ويسجد بقدر إمكانه‪‬،‬فإن قدر المصلى على الركوع فقط كرره للسجود‪،‬‬
‫(‬فإن عجز) ‬عما ذكر (أومأ ‬برأسه) ‬والسجود أخفض من الركوع فإن عجز‬
‫فببصره‪‬،‬فإن عجز أجرى أفعال الصالة (ونوى بقلبه)‬وال إعادة عليه وال تسقط عنه‬
‫الصالة وعقله ثابت‪‬،‬لوجود مناط التكليف‪.‬‬
‫***‬

‫((( جلس عىل هيئة كأنه يريد القيام‪.‬‬


‫الصف األول الثانوى‬
‫‪‬‬ ‫‪172‬‬
‫‪X‬‬
‫فصل‬
‫ِ‬ ‫والمتْر ُ ِ‬
‫الص َلة َث َل َث ُة َأ ْش َي َ‬
‫اء ‪َ :‬ف ْر ٌض َو ُسنَّـ ٌة َو َه ْيئَـ ٌة‪.‬‬ ‫وك م َن َّ‬ ‫َ َ ُ‬
‫ِ‬
‫يب؛ َأتَى بِه َو َبنَى‬ ‫الس ْه ِو َب ْل إِن َذك ََر ُه َوالز ََّم ُ‬
‫ان َق ِر ٌ‬ ‫ُوب َعنْ ُه ُس ُجو ُد َّ‬ ‫َفال َف ْر ُض َل َين ُ‬
‫لس ْه ِو ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َع َل ْيه َو َس َجدَ ل َّ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬
‫فرضا كانت أو ً‬
‫نفل‬ ‫فصل‪‬:‬فى سجود السهو في الصالة ً‬
‫واصطالحا‬الغفلة عن الشىء في الصالة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وهو‬لغة‬نسيان الشىء‪‬،‬والغفلة عنه‪،‬‬
‫منهى‬عنه ولو بالشك كما سيأتي‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫‬وإنما‬يسن عند ترك مأمور به من الصالة أو فعل‬
‫‬فرضا كانت أو ً‬
‫نفل (‬ثالثة‬ ‫األول فقال‪‬( :‬والمتروك من الصالة) ً‬ ‫‬وقد بدأ بالقسم ّ‬
‫أشياء)‬وهى (‬فرض وسنة)‬أى بعض (‬وهيئة)‬وتقدم بيانها‪‬‬‬‬‬ ‬‬‬‬‬.‬‬
‫‬حكم ترك الفرض في الصالة‬
‫سهوا (‬ال‬ينوب)‬أى ال‬يقوم (‬عنه سجود السهو)‬وال‬غيره‬ ‫(‬فالفرض)‬المتروك ً‬
‫من سنن الصالة (‬بل)‬حكمه أنه (‬إن ذكره)‬قبل سالمه أتى به ألن حقيقة الصالة‬
‫سهوا ثم تذكر‬
‫ال تتم بدونه‪‬،‬وقد‬يشرع مع اإلتيان به السجود كأن سجد قبل ركوعه ً‬
‫فإنه‬يقوم ويركع ويسجد لهذه الزيادة فإن ما بعد المتروك لغو‪‬،‬وقد ال‬يشرع السجود‬
‫لتداركه بأن ال تحصل زيادة كما لو كان المتروك السالم فتذكره عن قرب ولم‬ينتقل‬
‫من موضعه فيسلم من‬غير سجود وإن تذكره بعد السالم (‬والزمان قريب)‬ولم‬يطأ‬
‫نجاسة (‬أتى به)‬وجو ًبا (‬وبنى عليه)‬بقية الصالة وإن تكلم ً‬
‫قليل‬واستدبر القبلة‬
‫وخرج من المسجد (‬وسجد للسهو)‬فإن طال الفصل أو وطئ نجاسة‬استأنفها‪،‬‬
‫‬وتفارق هذه األمور وطء النجاسة باحتمالها في الصالة فى الجملة‪‬ ،‬والمرجع‬
‫في طوله وقصره إلى العرف ‪‬..‬وقيل‬يعتبر القصير بالقدر الذي نقل عن النبى ﷺ‬
‫‬فى خبر ذى اليدين‪‬،‬والمنقول في الخبر أنه قام ومضى إلى ناحية المسجد وراجع ذا‬
‫اليدين وسأل الصحابة فأجابوه‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪173‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬
‫‪X‬‬
‫ِ‬
‫للسهو‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بالفرض‪ ،‬لكن ُه يسجدُ‬ ‫ِ‬
‫التلبس‬ ‫والمسنون ال يعود ِ‬
‫إليه بعدَ‬ ‫ُ‬
‫ُ‬
‫ك فِي َعدَ ِد َما‬ ‫لس ْه ِو َعن َْها ‪َ ،‬وإِ َذا َش َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الـه ْيـئَـ ُة‪َ :‬ل َي ُعو ُد إِ َل ْي َها َب ْعدَ ت َْرك َها َو َل َي ْس ُجدُ ل َّ‬
‫َو َ‬
‫ِ‬ ‫ات َبنَى َع َلى ال َي ِق ِ‬ ‫َأتَى بِ ِه ِمن الر َكع ِ‬
‫ين ـ َو ُه َو األَ َق ُّل ـ ويأتي بما بقي‪َ ،‬و َس َجدَ ل َّ‬
‫لس ْه ِو ‪.‬‬ ‫َ َّ َ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫‬حكم ترك المسنون والتلبس في الفرض‬‬‬‬


‫سهوا‬
‫ثم شرع في القسم الثانى فقال‪‬( :‬والمسنون)‬أى البعض المتروك عمدً ا أو ً‬
‫األول‪‬:‬أى‬
‫(‬ال‬يعود إليه بعد التلبس بالفرض)‬كأن تذكر بعد انتصابه ترك التشهد ّ‬
‫عالما بالتحريم‬
‫‬يحرم عليه العود ألنه تلبس بفرض فال‬يقطعه لسنة‪‬،‬فإن عاد عامدً ا ً‬
‫بطلت صالته ألنه زاد قعو ًدا عمدً ا‪ ،‬وإن عاد له ناس ًيا فال تبطل لعذره ويلزمه القيام‬
‫جلوسا في‬غير موضعه وترك التشهد‬ ‫ً‬ ‫عند تذكره (‬ولكنه‬يسجد للسهو)‬ألنه زاد‬
‫جاهل‬بتحريم العود فكذا ال تبطل في األصح كالناسى‬ ‫ً‬ ‫والجلوس في موضعه أو‬
‫ألنه مما‬يخفى على العوام‪‬،‬ويلزمه القيام عند العلم ويسجد للسهو‪.‬‬
‫تنبيه‪‬:‬هذا في المنفرد واإلمام‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫‬حكم المأموم لو ترك اإلمام سنة وتلبس بفرض‬
‫وأما المأموم فال‬يجوز له أن‬يتخلف عن إمامه للتشهد‪‬،‬فإن تخلف بطلت صالته‬
‫لفحش المخالفة‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫‬حكم من ترك الهيئات‬
‫(‬والهيئة)‬كالتسبيحات ونحوها مما ال‬يجبر بالسجود (‬ال‬يعود)‬المصلى (إليها‬
‫سهوا‪‬‬‬‬ ‬‬‬‬.‬‬
‫بعد تركها‬وال‬يسجد للسهو عنها)‬سواء تركها عمدً ا أو ً‬
‫‬حكم من شك في عدد الركعات‬
‫(‬وإذا شك في عدد ما أتى به من الركعات)‬أهى ثالثة أم رابعة (‬بنى على اليقين‬
‫وهو)‬العدد (‬األقل)‬ألنه األصل (‬ويأتي)‬وجو ًبا (‬بما بقي)‬فيأتى بركعة ألن األصل‬
‫عدم فعلها (وسجد للسهو) للتردد في زيادته‪ ،‬وال يرجع في فعله إلى قول غيره‪.‬‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪‬‬ ‫‪174‬‬
‫‪X‬‬
‫الس ْه ِو ‪................................................................‬‬
‫َو ُس ُجـو ُد َّ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫فإن قيل‪ :‬إنه ﷺ «راجع أصحابه ثم عاد إلى الص ِ‬


‫الة في خبر ذى اليدين»‪.‬‬ ‫َّ‬
‫أجيب بأن ذلك محمول على تذكره بعد مراجعته‪.‬‬
‫ولو شك بعد سالمه وإن قصر الفصل في ترك فرض غير نية وتكبيرة تحرم لم‬
‫يؤثر ألن الظاهر وقوع السالم عن تمام‪ ،‬فإن كان الفرض نية أو تكبيرة تحرم استأنف‬
‫ألنه شك في أصل االنعقاد‬
‫سـهو المأموم يحمله اإلمـام‬
‫وسهو المأموم حال قدوته كأن سها عن التشهد األول يحمله إمامه كما يتحمل‬
‫عنه الجهر والسورة وغيرهما كالقنوت‪ ،‬وخرج بحال القدوة سهوه قبلها كما لو‬
‫سها وهو منفرد ثم اقتدى به فال يتحمله وسهوه بعدها‪ ،‬كما لو سها بعد سالم إمامه‬
‫سواء أكان مسبو ًقا أم مواف ًقا النتهاء القدوة‪ ،‬فلو سلم المسبوق بسالم إمامه فذكره‬
‫حال بنى على صالته وسجد للسهو ألن سهوه بعد انقضاء القدوة‪ ،‬ويلحق المأموم‬ ‫ً‬
‫سهو إمامه غير المحدث‪ ،‬أما إذا بان إمامه محد ًثا فال يلحقه سهوه‪ ،‬وال يتحمل هو‬
‫عنه إذ ال قدوة حقيقة حال السهو فإن سجد إمامه للسهو لزمه متابعته وإن لم يعرف‬
‫أنه سها ً‬
‫حمل على أنه سها‪ ،‬فلو ترك المأموم المتابعة عمدً ا بطلت صالته لمخالفته‬
‫سهوا سجد المأموم بعد سالم‬
‫حال القدوة‪ ،‬فإن لم ىسجد اإلمام كأن تركه عمدً ا أو ً‬
‫جبرا للخلل‪ ،‬ولو اقتدى مسبوق بمن‬‫اإلمام ً‬
‫أيضا في آخر صالته ألنه محل السهو‬
‫سها بعد اقتدائه أو قبله سجد معه ثم يسجد ً‬
‫الذي لحقه‪ ،‬فإن لم يسجد اإلمام سجد المسبوق آخر صالة نفسه لما مر‪.‬‬
‫حكم سجود السهو وكيفيته ومحله‬
‫(وسجود السهو) وإن كثر السهو سجدتان القتصاره ﷺ علىهما في قصة ذى اليدين‬
‫مع تعدده‪ ،‬فإنه ﷺ من اثنتين وتكلم ومشى ألنه يجبر ما قبله وما وقع فيه وما بعده‪،‬‬

‫‪‬‬‫‪175‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫الس َل ِم ‪.‬‬
‫ُسنَّـ ٌة َو َم َح ُّل ُه َق ْب َل َّ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫حتى لو سجد للسهو ثم سها قبل سالمه بكالم أو غيره أو سجد للسهو ثال ًثا ً‬
‫سهوا‬
‫فال يسجد ثان ًيا ألنه ال يأمن وقوع مثله في السجود ثان ًيا فيتسلسل‪.‬‬
‫وكيفيتهما‪ :‬كسجود الصالة في واجباته ومندوباته كوضع الجبهة والطمأنينة‬
‫والتورك بعدهما‪ .‬ويأتى بذكر‬ ‫ّ‬ ‫والتحامل والتنكيس واالفتراش في الجلوس بينهما‬
‫سجود الصالة فيهما‪ .‬وهو (سنة) لألحاديث المارة فال تبطل الصالة بتركه (ومحله)‬
‫يجلس‪،‬‬
‫ْ‬ ‫هر فقا َم ِم َن األولت ْي ِن َول ِم‬ ‫بعد تشهده و(قبل السالم) ألنه ﷺ‪« :‬صلى بهم ال ُّظ َ‬
‫جالس‪َ ،‬فسجدَ‬
‫ٌ‬ ‫تسليم ُه ك َّب َـر َو ُه َو‬
‫َ‬ ‫الناس‬
‫وانتظر ُ‬
‫َ‬ ‫قضى الصال َة‬
‫الناس َمعه حتى إذا َ‬
‫فقا َم ُ‬
‫سلم»(((‪ .‬قال الزهري‪ :‬وفعله قبل السالم هو آخر األمرين‬ ‫ثم َ‬‫يسلم َّ‬
‫َ‬ ‫أن‬ ‫سجدت ْي ِن َ‬
‫قبل ْ‬
‫من فعله ﷺ‪.‬‬
‫***‬

‫((( رواه الشيخان‪.‬‬


‫الصف األول الثانوى‬
‫‪‬‬ ‫‪176‬‬
‫‪X‬‬
‫فصل‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ب‪:‬‬ ‫َو َخ ْم َس ُة َأ ْو َقات َل ُي َص َّلى ف َيها إِ َّل َص َل ًة َل َ‬
‫ـها َسـ َب ٌ‬
‫قدر‬ ‫َام َل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وترتفع َ‬
‫َ‬ ‫الشمس‪ ،‬وعندَ طلوعها حتَّى َت َتك َ‬ ‫ُ‬ ‫تطلع‬
‫َ‬ ‫صالة الصبحِ حتَّى‬ ‫بعدَ‬
‫تزول‪................................................ ،‬‬ ‫ِ‬
‫االستواء حتَّى َ‬ ‫رمحٍ ‪ ،‬وعندَ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫فصل‪ :‬فى بيان األوقات التي تكره فيها الصالة بال سبب‬
‫وهى كراهة تحريم كما صححه في الروضة والمجموع هنا وإن صحح‬
‫في التحقيق‪ ،‬وفي الطهارة من المجموع أنها كراهة تنزيه (و) هي (خمسة أوقات‬
‫ال يصلى فيها) أي في غير حرم مكة (إال صالة لها سبب) غير متأخر فإنها تصح‬
‫كفائتة وصالة كسوف واستسقاء وطواف وتحية وسنة وضوء وسجدة تالوة وشكر‬
‫نفل ألنه ﷺ صلى بعد العصر ركعتين‬‫فرضا أم ً‬
‫وصالة جنازة‪ ،‬وسواء أكانت الفائتة ً‬
‫«ه َما ال َّلت ِ‬
‫َان َب ْعدَ ال ُظ ْه ِر»((( ‪ ،‬أما ما له سبب متأخر كركعتى االستخارة واإلحرام‬ ‫وقال‪ُ :‬‬
‫فإنها ال تنعقد كالصالة التي ال سبب لها‪.‬‬
‫ثم أخذ المصنف في بيان األوقات المذكورة فقال مبتدئًا‬
‫األول‪( :‬بعد صالة الصبح) أداء (حتى تطلع الشمس) وترتفع للنهى عنه‬
‫في الصحيحين‬
‫(و) ثانيها (عند) مقارنة (طلوعها) سواء أصلى الصبح أم ال؟ (حتى تتكامل)‬
‫في الطلوع (وترتفع) بعد ذلك (قدر رمح) في رأى العين وإال فالمسافة بعيدة‬
‫ُ‬
‫«ثالث‬ ‫(و) ثالثها (عند االستواء حتى تزول) لما روى مسلم عن عقبة بن عامر‪:‬‬
‫تطلع‬ ‫حين‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬
‫ُ‬ ‫فيهن موتانا‪َ :‬‬
‫َقبر َّ‬
‫فيهن أو ن َ‬
‫نصلى َّ‬
‫َ‬ ‫أن‬
‫رسول الله ﷺ ينهانا ْ‬ ‫كان‬
‫ساعات َ‬
‫وحين‬ ‫الشمس‪،‬‬ ‫تميل‬ ‫ِ‬
‫الظهيرة حتى َ‬ ‫قائم‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫وحين يقو ُم ُ‬
‫َ‬ ‫ترتفع‪،‬‬
‫َ‬ ‫الشمس بازغة حتى‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫للغروب»‪ .‬فالظهيرة شدة الحر‪.‬‬ ‫ُ‬
‫تضيف‬
‫((( رواه ابن حبان‪.‬‬

‫‪‬‬‫‪177‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫َام َل ُغ ُرو ُب َها‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الغروب حتَّى َي َتك َ‬ ‫الشمس‪ ،‬وعندَ‬
‫ُ‬ ‫تغرب‬
‫َ‬ ‫العصر حتَّى‬ ‫صالة‬ ‫وبعدَ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫(و) رابعها (بعد) صالة (العصر) أداء ولو مجموعة في وقت الظهر (حتى تغرب‬
‫الشمس) بكمالها للنهى عنه في الصحيحين‪.‬‬
‫(و) خامسها (عند) مقارنة (الغروب حتى يتكامل غروبها) للنهى عنه في خبر‬
‫مسلم‪.‬‬
‫أقسام األوقات المكروهة باعتبار الوقت وباعتبار الفعل‬
‫قد علم مما تقرر انقسام النهى في هذه األوقات إلى ما يتعلق بالزمان وهو ثالثة‬
‫أوقات‪ :‬عند الطلوع‪ ،‬وعند االستواء‪ ،‬وعند الغروب‪ .‬وإلى ما يتعلق بالفعل وهو‬
‫وقتان‪ :‬بعد الصبح أداء‪ ،‬وبعد العصر كذلك‪.‬‬
‫وخرج بغير حرم مكة حرمها فال تكره فيه صالة في شىء من هذه األوقات مطل ًقا‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫لخبر‪« :‬يا بنِى عبدَ من ٍ‬
‫اف بِ َه َذا ال َبيت َو َص َّلى في َأ َّية َسا َعة َش َ‬
‫اء‬ ‫َاف الَ ت َْمنَ ُعوا َأ َحدً ا َط َ‬ ‫َ َ َْ َ‬
‫خروجا‬
‫ً‬ ‫ار»(((‪ ،‬ولما فيه من زيادة فضل الصالة نعم هي خالف األولى‬ ‫ِم ْن َل ْي ٍل أو ن ََه ٍ‬
‫من الخـالف‪ .‬وخرج بحرم مكة حرم المدينة فإنه كغيره‪.‬‬
‫***‬

‫((( رواه الرتمذى وغريه وقال‪ :‬حسن صحيح‪.‬‬


‫الصف األول الثانوى‬
‫‪‬‬ ‫‪178‬‬
‫‪X‬‬
‫فصل‬
‫الج َما َع ِة ُسنَّـ ٌة ُم َؤكَّدَ ٌة ‪.‬‬
‫َو َص َل ُة َ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫فصل‬
‫فى صالة الجماعة‬
‫واألصل فىها قبل اإلجماع قوله تعالى‪ :‬ﱹ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ‬
‫ﭖﱸ((( أمر بها في الخوف ففى األمن أولى‪ ،‬واألخبار كخبر الصحيحين‪:‬‬
‫ين َد َر َج ٍة» وفي رواية‪« :‬بِخَ ْم ٍ‬
‫س‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الج َما َعة َأ ْف َض ُل م ْن َصالَة ال َّف ِّذ بِ َس ْب ٍع َوع ْش ِر َ‬ ‫«ص َ‬
‫ال ُة َ‬ ‫َ‬
‫ين َد َر َج ٍة» قال في المجموع‪ :‬وال منافاة ألن القليل ال ينفى الكثير‪ ،‬أو أنه‬ ‫َو َع ْش ِر َ‬
‫أخبر ّأو ًل بالقليل ثم أخبره الله تعالى بزيادة الفضل فأخبر بها‪ ،‬أو أن ذلك يختلف‬
‫باختالف أحوال المصلين‪ .‬ومكث ﷺ مدة مقامه بمكة ثالث عشرة سنة يصلى بغير‬
‫جماعة ألن الصحابة رضى الله تعالى عنهم كانوا مقهورين يصلون في بيوتهم‪،‬‬
‫فلما هاجر إلى المدينة أقام بها الجماعة وواظب عليها وانعقد اإلجماع عليها‪ .‬وفي‬
‫اإلحياء عن أبى سليمان الدارانى أنه قال‪ :‬ال يفوت أحدً ا صالة الجماعة إال بذنب‬
‫أذنبه‪ .‬وأقلها إمام ومأموم كما يعلم مما سيأتي‪ ،‬وذكر في المجموع في باب هيئة‬
‫الجمعة أن من صلى في عشرة آالف له سبع وعشرون درجة‪ ،‬ومن صلى مع اثنين له‬
‫ذلك لكن درجات األول أكمل‪.‬‬
‫حكم صالة الجماعة وشروط المطالبين بها‬
‫(وصالة الجماعة) في المكتوبات غير الجمعة (سنة مؤكدة) ولو للنساء لألحاديث‬
‫السابقة وهذا ما قاله الرافعى وتبعه المصنف‪ ،‬واألصح المنصوص كما قاله النووى‬
‫«ما ِم ْن َثال َث ٍة في َق ْر َي ٍة َأ ْو َبدْ ٍو الَ ُت َقا ُم فِ ِ‬
‫يهم‬ ‫إنها في غير الجمعة فرض كفاية لقوله ﷺ‪َ :‬‬

‫((( سورة النساء ‪ .‬اآلية‪.102 :‬‬

‫‪‬‬ ‫‪179‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫‪.................................................................................‬‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫الج َما َع ِة َفإِن ََّما َي َأك ُُل‬


‫ك بِ َ‬ ‫الج َما َع ُة إِالَّ ْاست َْح َو َذ َع َل ْي ُهم َّ‬
‫الش ْي َط ُ‬
‫ان» ـ أى غلب ـ « َف َع َل ْي َ‬ ‫َ‬
‫ئب م َن ال َغنَ ِم ال َقاص َية» ‪ ،‬فتجب بحيث يظهر شعار الجماعة بإقامتها بمحل في‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬
‫(((‬
‫الذ ُ‬
‫بمحال يظهر بها الشعار‪ ،‬ويسقط الطلب بطائفة‬ ‫ّ‬ ‫القرية الصغيرة وفي الكبيرة والبلد‬
‫وإن قلت‪ ،‬فلو أطبقوا على إقامتها في البيوت ولم يظهر بها شعار لم يسقط الفرض‪.‬‬
‫أما الجمعة فالجماعة فيها فرض عين كما سيأتى في بابها إن شاء الله تعالى‪.‬‬
‫والجماعة في المسجد لغير المرأة أفضل منها في غير المسجد كالبيت‪ ،‬وجماعة‬
‫«ص ُّلوا َأ ُّي َها النَّاس‬ ‫المرأة في البيت أفضل منها في المسجد لخبر الصحيحين‪َ :‬‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫الصال َِة َص َ‬ ‫ِ‬
‫الم ْكتُو َب َة»‪ :‬أي فهى في المسجد‬ ‫الم ْرء في َب ْيته إِالَّ َ‬
‫ال ُة َ‬ ‫في ُب ُيوتك ُْم َفإِ َّن َأ ْف َض َل َّ‬
‫أفضل ألن المسجد مشتمل على الشرف وإظهار الشعائر وكثرة الجماعة‪ ،‬ويكره‬
‫لذوات الهيئات حضور المسجد مع الرجال لما في الصحيحين عن عائشة‬
‫لمنعهن المسجد كما منعن‬ ‫ّ‬ ‫أنها قالت‪« :‬لو أن رسول الله ﷺ رأى ما أحدث النساء‬
‫نساء بنى إسرائيل»‪ .‬أما غيرهن فال يكره لهن ذلك‪ .‬ويؤمر الصبى بحضور المساجد‬
‫وجماعات الصالة ليعتادها‪ ،‬وتحصل فضيلة الجماعة للشخص بصالته في بيته‬
‫مر وما كثر جمعه من المساجد‬ ‫أو نحوه بزوجة أو ولد أو غير ذلك‪ ،‬وأقلها اثنان كما ّ‬
‫قل جمعه منها‪ ،‬وكذا ما كثر جمعه من البيوت أفضل‬ ‫كما قال المـاوردى أفضل مما ّ‬
‫قل جمعه منها‪ ،‬ومنها ما لو كان قليل الجمع ليس في أرضه شبهة وكثير الجمع‬ ‫مما ّ‬
‫بخالفه الستيالء ظالم عليه فالسالم من ذلك أولى‪ ،‬ومنها ما لو كان اإلمام سريع‬
‫إل َما ُم لِ ُىؤت ََّم بِ ِه َفإِ َذا َك َّبر َف َك ِّب ُروا»‬
‫القراءة والمأموم لحديث الشيخين‪« :‬إِن ََّما ُج ِع َل ا ِ‬
‫والفاء للتعقيب‪.‬‬
‫وتدرك فضيلة الجماعة في غير الجمعة ما لم يسلم اإلمام وإن لم يقعد معه‪،‬‬
‫أما الجمعة فإنها ال تدرك إال بركعة كما سيأتي‪.‬‬
‫((( رواه أبو داود والنسائى وصححه ابن حبان واحلاكم‪.‬‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪‬‬ ‫‪180‬‬
‫‪X‬‬
‫ون ا ِ‬
‫إل َما ِم ‪..................................... ،‬‬ ‫الم ْأ ُمو ِم َأن َين ِْو َ‬
‫ي االئتمام ُد َ‬ ‫َو َع َلى َ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫ويندب أن يخفف اإلمام مع فعل األبعاض والهيئات إال أن يرضى بتطويله‬


‫محصورون ال يصلى وراءه غيرهم‪ ،‬ويكره التطويل ليلحق آخرون‪ :‬سواء أكان‬
‫عادتهم الحضور أم ال‪ ،‬ولو أحس اإلمام في ركوع غير ثان من صالة الكسوف‬
‫سن انتظاره لله تعالى إن لم يبالغ‬
‫أو في تشهد أخير بداخل محل الصالة يقتدى به ّ‬
‫في االنتظار ولم يميز بين الداخلين وإال كره‪.‬‬
‫ورخص في ترك الجماعة بعذر عام أو خاص كمشقة مطر وشدة ريح بليـل‪ ،‬وشدة‬
‫حر‪ ،‬وشدة برد‪ ،‬وشدة جوع‪ ،‬وشدة عطش بحضرة طعام مأكول‬ ‫وحل‪ ،‬وشدة ّ‬
‫أو مشروب يتوق إليه‪ ،‬ومشقة مرض‪ ،‬ومدافعة حدث‪ ،‬وخوف على معصوم وخوف‬
‫من غريم له وبالخائف إعسار يعسر عليه إثبـاته‪ ،‬وخوف من عقوبة يرجو الخائف‬
‫العفو عنها بغيبته‪ ،‬وخوف من تخلف عن رفقة وفقد لباس الئق‪ ،‬وأكل ذى ريح كريه‬
‫يعسر إزالته‪ ،‬وحضور مريض بال متعهد أو بمتعهد‪ ،‬وكان نحو قريب كزوج محتضر‬
‫أعذارا سقوط اإلثم على قول الفرض‪،‬‬ ‫ً‬ ‫محتضرا لكنه يأنس به‪ .‬ومعنى كونها‬ ‫ً‬ ‫أو لم يكن‬
‫محصل للجماعة‬‫ً‬ ‫والكراهة على قول السنة ال حصول فضلها‪ .‬وجزم الروىانى بأنه ىكون‬
‫إذا صلى منفر ًدا وكان قصده الجماعة لوال العذر‪ ،‬وهذا هو الظاهر ويدل له خبر أبى‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب َل ُه ِم َن ال َع َم ِل َما ك َ‬ ‫ِ‬
‫يما»(((‪.‬‬ ‫َان َي ْع َم ُل ُه َصح ً‬
‫يحا ُمق ً‬ ‫رض ال َع ْبدُ َأ ْو َسا َف َر كُت َ‬ ‫موسى‪« :‬إِ َذا َم َ‬
‫ثم شرع المصنف في شروط االقتداء (و) هي أمور‪:‬‬
‫األول‪ :‬أنه يجب (على المأموم أن ينوى االئتمام) باإلمام أو االقتداء به في غير‬
‫جمعة مطل ًقا ‪ ،‬وفي جمعة مع تحرم ألن التبعية عمل فافتقرت إلى نية‪ ،‬فإن لم ينو‬
‫ال الشتراط الجماعة فيها‪.‬‬‫مع تحرم انعقدت صالته فرادى إال الجمعة فال تنعقد أص ً‬
‫وقوله (دون اإلمام) أشار أن نية اإلمام اإلمامه التشترط في غير الجمعة بل‬
‫تستحب ليجوز فضيلة الجماعة‪ ،‬فإن لم ينو لم تحصل له‪.‬‬
‫((( رواه البخارى‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪181‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫اه ِق ‪َ ،‬و َل َي ْأت ََّم َر ُج ٌل بِ ْام َر َأ ٍة ‪َ ،‬و َل َق ِ‬
‫ار ٍئ بِ ُأ ِّم ٍّي ‪،‬‬ ‫بالفاسق والبالِغُ بِالمـر ِ‬
‫ُ َ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫َو َي ُجو ُز َأن َي ْأت ََّم‬
‫ـم بِ َص َلتِ ِه؛ َأ ْجـز ََأ ُه؛ ‪......‬‬ ‫ِ‬ ‫ج ِد بِص َل ِة ا ِ ِ ِ‬
‫إل َما ِم فيه َو ُه َو َعال ٌ‬ ‫الم ْس ِ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ي َم ْوض ٍع َص َّلى في َ‬ ‫َو َأ ُّ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫الثاني‪ :‬من شروط االقتداء‪ :‬عدم تقدم المأموم على إمامه في المكان‪ ،‬فإن تقدم‬
‫عليه في أثناء صالته بطلت‪ ،‬أو عند التحرم لم تنعقد كالتقدم بتكبيرة اإلحرام‪،‬‬
‫واالعتبار في التقدم وغيره بالعقب ال الكعب‪ ،‬فلو تساويا في العقب وتقدمت أصابع‬
‫يضر ويسن أن يقف الذكر ولو صبيا عن يمين اإلمام‪ ،‬فإذا جاء ذكر آخر‬‫المأموم لم َّ‬
‫أحرم عن يساره ثم يتقدم اإلمام أو يتأخران في قيام وهو أفضل‪.‬‬
‫(ويجوز أن يأتم بالفاسق) ولكن تكره خلفه‪ ،‬وإنما صحت خلفه لما رواه‬
‫الشيخان‪« :‬أن ابن عمر كان يصلى خلف الحجاج» ويجوز للقائم أن يقتدى بالقاعد‬
‫والمضطجع‪( ،‬والبالغ بالمراهق) ألن عمرو بن سلمة كان يؤم قومه على عهد رسول‬
‫الله ﷺ وهو ابن ست أو سبع رواه البخاري ‪ ،‬لكن البالغ أولى‪ ،‬ويقدم الوالى بمحل‬
‫واليته على غيره‪ ،‬فإمام راتب فأفقه‪ ،‬فأقرأ‪ ،‬فأورع‪ ،‬فأسن‪ ،‬فأنظف ثو ًبا وبدنًا‪.‬‬
‫(وال) يصح أن (يأتم رجل) أو صبى مميز (بامرأة) أو صبية مميزة‪ ،‬لحديث‬
‫ابن ماجة «ال تؤمن امرأة رجالً»‪ ،‬وتصح قدوة المرأة بالمرأة‪ ،‬والمرأة بالرجل‪.‬‬
‫(وال) يصح أن يأتم (قارئ) وهو من يحسن الفاتحة (بأمى) أمكنه التعلم أم ال‪،‬‬
‫واألمى ‪ :‬من يخل بحرف كتخفيف مشدد من الفاتحة بأن ال يحسنه‪ ،‬والالحن الذى‬
‫يغير المعنى بلحنه كاألمى ال يصح االقتداء به‪.‬‬
‫وثالث الشروط‪ :‬اجتماع اإلمام والمأموم بمكان كما هو المعهود في العصور‬
‫السابقة (و) إذا كانا بمسجد (أي موضع صلى) المأموم (في المسجد) ومنه‬
‫رحبته (بصالة اإلمام فيه) أي في المسجد (وهو عالم بصالته) أي اإلمام ليتمكن‬
‫من متابعته برؤيته أو بعض صف أو نحو ذلك‪ ،‬كسماع صوته أو صوت مبلغ (أجزأه)‬

‫الصف األول الثانوى‬


‫‪‬‬ ‫‪182‬‬
‫‪X‬‬
‫ـم بِ َص َلتِ ِه َو َل َحائِ َل‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ارج المس ِ ِ‬
‫جد َق ِري ًبا منْ ُه َو ُه َو َعال ٌ‬
‫ِ‬
‫َما َل ْم َي َت َقدَّ ْم َع َل ْيه‪َ ،‬وإِن َص َّلى َخ ِ َ َ ْ‬
‫َاك؛ َجا َز ‪.‬‬ ‫ُهن َ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫أي كفاه ذلك في صحة االقتداء به‪ ،‬وإن بعدت مسافته وحالت أبنية نافذة إليه‪ ،‬ألنه‬
‫كله مبنى للصالة فالمجتمعون فيه مجتمعون إلقامة الجماعة مؤدون لشعارها‪.‬‬
‫ومحل ذلك (ما لم يتقدم) المأموم (عليه) أي اإلمام في غير المسجد الحرام‪( .‬وإن‬
‫صلى) اإلمام في المسجد والمأموم (خارج المسجد) حالة كونه (قري ًبا منه) أي‬
‫معتبرا من آخر المسجد‬ ‫ً‬ ‫من المسجد بأن ال يزيد ما بينهما على ثالثمائة ذراع تقري ًبا‬
‫(وهو عالم بصالته) أي اإلمام الذي في المسجد بأحد األمور المتقدمة (وال حائل‬
‫هناك) بينهما (جاز) االقتداء حينئذ ‪ ،‬فإن كان اإلمام والمأموم بغير مسجد من فضاء‬
‫شرط أن ال يزيد ما بينهما وال ما بين شخصين ممن ائتم باإلمام خلفه أو بجانبه على‬
‫ثالثمائة ذراع تقري ًبا أخذ ًا من عرف الناس‪.‬‬
‫والرابع‪ :‬من شروط االقتداء‪ :‬توافق نظم صالتيهما في األفعال الظاهرة‪ ،‬فال يصح‬
‫االقتداء مع اختالفه كمكتوبة وكسوف أو جنازة لتعذر المتابعة‪ ،‬ويصح االقتداء‬
‫لمؤد بقاض ومفترض بمتنفل‪ ،‬وفي طويله بقصيرة كظهر بصبح وبالعكس‪.‬‬
‫والخامس‪ :‬من شروط االقتداء‪ :‬موافقته في سنن تفحش مخالفته فيها فع ً‬
‫ال وتركًا‬
‫كسجدة تالوة‪ ،‬وتشهد أول على تفصيل فيه‪ ،‬بخالف ما ال تفحش فيه المخالفة‬
‫كجلسة االستراحة‪.‬‬
‫والسادس‪ :‬من شروط االقتداء‪ :‬تبعية إمامه بأن يتأخر تحرمه عن تحرم إمامه‪،‬‬
‫عالما‬
‫فإن خالفه لم تنعقد صالته‪ ،‬وأن ال يسبقه بركنين فعليين ولو غير طويلين ً‬
‫بالتحريم‪ ،‬وأن ال يتخلف عنه بهما بال عذر‪ ،‬فإن خالف في السبق أو التخلف بطلت‬
‫صالته لفحش المخالفة بال عذر‪ ،‬بخالف سبقه بهما ناسي ًا او جاهالً‪ ،‬لكن ال يعتد‬
‫بتلك الركعة‪ ،‬فيأتي بعد سالم إمامه بركعة‪ ،‬وهذا بخالف سبقه بركن أو ركنين غير‬
‫فعليين‪ ،‬وهو في الفعلى حرام بال عذر‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪183‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬
‫‪X‬‬
‫أسئلة على كتاب الصالة‬
‫ ‪1:‬سما الصالة؟ وما حكمها؟ وما دليلها؟ ومتى فرضت؟ وما دليل توقيت‬
‫الصالة من الكتاب والسنة؟ وما أول وقت العصر؟ وما آخره؟‬
‫ ‪2:‬سبين الحكم فيما يأتي مع ذكر الدليل أو التعليل‪.‬‬
‫ )أ(عزم المكلف على الصالة ثم مات وقد بقى من الوقت ما يسعها‪.‬‬
‫ )ب(صلى بثوب متنجس وجهل وجود النجاسة فيه‪.‬‬
‫ ‪3:‬سبين المصطلح الفقهي لما يأتي‪:‬‬
‫ )أ(قول مخصوص يعلم به وقت الصالة المفروضة‪.‬‬
‫ )ب(قول يحرم به على المصلي ما كان ً‬
‫حالل له قبلها من مفسدات الصالة‪.‬‬
‫ )ج(جلس على كعب يسراه بحيث يلي ظهرها األرض وينصب يمناه‬
‫ويضع أطراف أصابعه منها للقبلة‪.‬‬
‫ )د(الغفلة عن الشيء في الصالة‪.‬‬
‫ )ـه(ميل الشمس عن وسط السماء‪.‬‬
‫ )و(صالة التطوع في الليل بعد النوم‪.‬‬
‫ ‪4:‬ساذكر سبب الفرق في الحكم بين كل مما يأتي‪:‬‬
‫ )أ(الكافر إذا أسلم ال يجب عليه قضاء ما فاته من الصلوات‪ ،‬المرتد إذا‬
‫عاد إلى اإلسالم يجب عليه قضاء ما فاته من الصلوات‪.‬‬
‫ )ب(عدم جواز صالة الفرض قاعدً ا لمن قدر على القيام ـ وجواز صالة‬
‫النافلة قاعدً ا لمن قدر على القيام‪.‬‬
‫ )ج(عدم جواز ترجمة الفاتحة في الصالة‪ ،‬وجواز ترجمة التكبير في الصالة‪.‬‬

‫الصف األول الثانوى‬


‫‪‬‬ ‫‪184‬‬
‫‪X‬‬
‫ )د(إذا لم ينو المأموم االئتمام باإلمام في صالة الجماعة انعقدت فرادى‪،‬‬
‫بخالف الجمعة فال تنعقد ً‬
‫أصل‪.‬‬
‫ )ـه(اختصاص سبحان ربي العظيم في الركوع‪ ،‬وسبحان ربي األعلى في‬
‫السجود‪.‬‬
‫ )و(اقتداء من يصلي صالة مكتوبة بمن يصلي الجنازة ال يجوز‪ ،‬واقتداء‬
‫من يصلي صالة مقضية طويلة كظهر بمن يصلي الصبح يجوز‪.‬‬
‫ ‪5:‬سضع عالمة (√) أمام العبارة الصحيحة‪ ،‬وعالمة (×) أمام العبارة الخطأ‬
‫فيما يأتي ً‬
‫معلل الختيارك‪.‬‬
‫ )أ(الكالم في الصالة بحرفين غير مفهمين ال يبطل الصالة‪.‬‬
‫ )ب(تطويل الركن القصير عمدً ا في الصالة يبطلها‪.‬‬
‫ )ج(محل سجود السهو بعد التشهد األخير‪.‬‬
‫ )د(ال تكره الصالة بعد صالة العصر‪.‬‬
‫ )ـه(ائتمام القائم بالمضطجع يبطل الصالة‪.‬‬
‫***‬

‫‪‬‬‫‪185‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫فصل‬
‫ُون َس َف ُر ُه فِي َغ ْي ِر‬
‫س َش َرائِ َط‪َ :‬أن َيك َ‬
‫اع َّي ِة بِخَ ْم ِ‬
‫ويجو ُز لِ ْلمسافِ ِر َقصر الص َل ِة الرب ِ‬
‫ُّ َ‬ ‫ْ ُ َّ‬ ‫ُ َ‬ ‫ََ ُ‬
‫ُون َم َسا َف ُت ُه ‪.....................................................‬‬ ‫َم ْع ِص َي ٍة‪َ .‬و َأن َتك َ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫فصل في صالة المسافر‬


‫من حيث القصر والجمع المختص المسافر بجوازهما تخفي ًفا عليه لما يلحقه‬
‫من مشقة السفر غال ًبا مع كيفية الصالة بنحو المطر‪ .‬واألصل في القصر قبل اإلجماع‬
‫قوله تعالى‪ :‬ﱹ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﱸ(((‪.‬قال يعلى بن أمية‪ :‬قلت لعمر‪ :‬إنما قال الله‬
‫تعالى‪ :‬ﱹ ﰈ ﰉ ﱸ وقد أمن الناس‪ ،‬فقال‪ :‬عجبت مما عجبت منه فسألت ّ‬
‫النبي‬ ‫(((‬

‫«صدَ َق ٌة ت ََصدَّ َق الل ُه بِ َها َع َل ْىك ُْم َفا ْق َب ُلوا َصدَ َق َت ُه»(((‪ .‬واألصل في الجمع‬
‫ﷺ فقال‪َ :‬‬
‫أهم هذه األمور بدأ المصنف به كغيره فقال‪( :‬ويجوز‬ ‫أخبار تأتي‪ .‬ولما كان القصر ّ‬
‫للمسافر) لغرض صحيح (قصر الصالة الرباعية) المكتوبة دون الثنائية والثالثية‬
‫(بخمس شرائط) وترك شرو ًطا أخرى سنتكلم عليها‪:‬‬
‫شروط قصر الصالة الرباعية‬
‫األول‪( :‬أن يكون سفره في غير معصية) سواء أكان واج ًبا كسفر حج أو مندو ًبا‬
‫مكروها كسفر منفرد‪ .‬وأما العاصى‬
‫ً‬ ‫مباحا كسفر تجارة‪ ،‬أو‬
‫النبي ﷺ‪ ،‬أو ً‬
‫كزيارة قبر ّ‬
‫بسفره ولو في أثنائه فال يقصر ألن السفر سبب للرخصة فال يناط بالمعصية كبقية‬
‫رخص السفر‪ ،‬فإن تاب فأول سفره محل توبته‪.‬‬
‫(و) الشرط الثانى‪( :‬أن تكون مسافته) أي السفر المباح ثمانية وأربعين ً‬
‫ميل‬
‫(((‬

‫هاشمية ذها ًبا وهي مرحلتان‪ ،‬وهما سير يومين معتدلين بسير األثقال وهي‪:‬‬
‫((( سورة النساء اآلية‪.101 :‬‬
‫((( سورة النساء اآلية‪.101 :‬‬
‫((( رواه مسلم‪.‬‬
‫((( امليل‪ً 1855 :‬‬
‫مرتا‪ ،‬مسافة القرص تساوي ‪40‬و‪ 89‬ك ‪.‬م‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪‬‬ ‫‪186‬‬
‫‪X‬‬
‫ِستَّـ َة َع َش َر َف ْر َسخً ا ‪.‬‬
‫إل ْح َرا ِم ‪َ ،‬و َأ َّل َي ْأت ََّم بِ ُم ِقيمٍ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫لص َلة ‪َ ،‬و َأن َين ِْو َ‬
‫ي ال َق ْص َر َم َع ا ِ‬ ‫ِ‬ ‫َو َأن َيك َ‬
‫ُون ُم َؤ ِّديـًا ل َّ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫(ستة عشر فرسخً ا)((( بال إياب ولو قطع هذه المسافة في لحظة في ّبر أو بحر فقد‬
‫كان ابن عمر وابن عباس يقصران ويفطران في أربعة برد((( ومثله إنما يفعل عن‬
‫توقيف‪.‬‬
‫(و) الشرط الثالث‪( :‬أن يكون مؤد ًيا للصالة) المقصورة في أحد أوقاتها األصلى‬
‫أو العذرى أو الضرورى فال تقصر فائتة الحضر في السفر ألنها ثبتت في ذمته تامة‪،‬‬
‫وكذا ال تقصر في السفر فائتة مشكوك في أنها فائتة سفر أو حضر احتياطا وألن‬
‫األصل اإلتمام‪ ،‬وتقضى فائتة سفر قصر في سفر قصر وإن كان غير سفر الفائتة دون‬
‫نظرا إلى وجود السبب‪.‬‬
‫الحضر ً‬
‫(و) الشرط الرابع‪( :‬أن ينوى القصر مع) تكبيرة (اإلحرام) كأصل النية ومثل نية‬
‫ترخصا ‪.‬‬
‫ً‬ ‫القصر ما لو نوى الظهر مثال ركعتين ولم ينو‬
‫ولو قام القاصر لثالثة عمدً ا بال موجب لإلتمام كنيته أو نية إقامة بطلت صالته‬
‫سهوا ثم تذكر عاد وجو ًبا وسجد له ند ًبا وسلم‪ ،‬فإن َأراد عند تذكره أن يتم عاد‬ ‫أو ً‬
‫للقعود وجو ًبا ثم قام ناو ًيا اإلتمام‪.‬‬
‫(و) الشرط الخامس‪( :‬أن ال يأتم بمقيم) أو بمن جهل سفره فإن اقتدى به ولو في‬
‫جزء من صالته كأن أدركه في آخر صالته أو أحدث هو عقب اقتدائه لزمه اإلتمام‬
‫لخبر اإلمام أحمد عن ابن عباس سئل‪ :‬ما بال المسافر يصلى ركعتين إذا انفرد‬
‫وأرب ًعا إذا ائتم بمقيم؟ فقال‪ :‬تلك السنة‪.‬‬

‫((( الفرسخ‪ :‬لغة السكون والوقت وهو فاريس معرب من لفظة (فرستك) أي مرمى احلجر وهو يعادل‬
‫مرتا‪.‬‬
‫ثالثة أميال أي ما يعادل ‪ً 5544‬‬
‫مرتا‪.‬‬
‫((( الربيد‪ :‬أربعة فراسخ = ‪ً 5565‬‬

‫‪‬‬‫‪187‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب‬‫المغ ِْر ِ‬ ‫َو َي ُجو ُز ل ْل ُم َساف ِر َأن َي ْج َم َع َب ْي َن ال ُّظ ْه ِر َوال َع ْص ِر في َو ْقت َأ ِّي ِه َما َش َ‬
‫اء َو َب ْي َن َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫اء ‪.....................................................‬‬ ‫َوالع َشاء في َو ْقت َأ ِّي ِه َما َش َ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫هذه آخر الشروط التي اشترطها المصنف‪ .‬وأما الزائد عليها فأمور‪:‬‬
‫مسافرا في جميع صالته‪ ،‬فلو انتهى سفره فيها كأن بلغت‬
‫ً‬ ‫األول‪ :‬يشترط كونه‬
‫سفينته دار إقامته أتم لزوال سبب الرخصة‪.‬‬
‫والثانى‪ :‬يشترط قصد موضع معلوم معين أو غير معين أول سفره ليعلم أنه طويل‬
‫فيقصر أو ال‪ :‬فال قصر للهائم وهو الذي ال يدرى أين يتوجه وإن طال سفره النتفاء‬
‫علمه بطوله ّأوله‪ ،‬وال طالب غريم يرجع متى وجده وال يعلم موضعه‪.‬‬
‫والثالث‪ :‬يشترط للقصر مجاوزة حدود البلد الذي سافر منه‪.‬‬
‫ً‬
‫جاهل به لم تصح صالته لتالعبه‬ ‫والرابع‪ :‬يشترط العلم بجواز القصر‪ ،‬فلو قصر‬
‫كما في الروضة وأصلها‪.‬‬
‫تنبيه‪ :‬الصوم لمسافر سفر قصر أفضل من الفطر إن لم يضره لما فيه من براءة‬
‫الذمة‪ ،‬والقصر له أفضل من اإلتمام‪ ،‬إن بلغ سفره ثالث مراحل((( ولم يختلف‬
‫خروجا من خالف أبى حنيفة أما لو‬
‫ً‬ ‫فى جواز قصره‪ ،‬فإن لم يبلغها فاإلتمام أفضل‬
‫اختلف فيه كمالح يسافر في البحر ومعه عياله في سفينته ومن يديم السفر مطل ًقا‬
‫فاإلتمام له أفضل للخروج من خالف من أوجبه كاإلمام أحمد‪.‬‬
‫ولما فرغ المصنف من أحكام القصر شرع في أحكام الجمع في السفر فقال‪:‬‬
‫(ويجوز للمسافر) سفر قصر (أن يجمع بين) صالتى (الظهر والعصر في وقت‬
‫وتأخيرا (و) أن يجمع (بين) صالتى (المغرب والعشاء في وقت‬
‫ً‬ ‫تقديما‬
‫ً‬ ‫أيهما شاء)‬
‫وتأخيرا والجمعة كالظـهر في جمع التقديم‪ ،‬واألفضل لسائر‬
‫ً‬ ‫تقديما‬
‫ً‬ ‫أيهما شاء)‬
‫وقت أولى تأخير ولغيره تقديم لالتباع‪.‬‬
‫((( املرحلة = ‪ً 24‬‬
‫ميال هاشميـًا‪ ،‬وقد سبق بيانه‪.‬‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪‬‬ ‫‪188‬‬
‫‪X‬‬
‫‪.................................................................................‬‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫وشرط للتقديم أربعة شروط‪:‬‬


‫األول‪ :‬الترتيب بأن يبدأ باألولى ألن الوقت لها‪ ،‬والثانية تبع لها‪.‬‬
‫سهوا أو عب ًثا في األولى‬
‫والثاني‪ :‬نية الجمع ليتميز التقديم المشروع عن التقديم ً‬
‫ولو مع تحلله منها‪.‬‬
‫والثالث‪ :‬والء بأن ال يطول بينهما فصل عر ًفا‪ ،‬ولو ذكر بعدهما ترك ركن‬
‫وتأخيرا لوجود المرخص‪ ،‬فإن ذكر أنه‬
‫ً‬ ‫تقديما‬
‫ً‬ ‫من األولى أعادهما وله جمعهما‬
‫من الثانية ولم يطل الفصل بين سالمها والذكر تدارك وصحتا‪ ،‬فإن طال بطلت الثانية‬
‫وال جمع لطول الفصل‪ ،‬ولو جهل بأن لم يدر أن الترك من األولى أو من الثانية‬
‫أعادهما الحتمال أنه من األولى بغير جمع تقديم‪.‬‬
‫والرابع‪ :‬دوام سفره إلى عقد الثانية‪ ،‬فلو أقام قبله فال جمع لزوال السبب‪.‬‬
‫وشرط للتأخير أمران فقط‪:‬‬
‫أحدهما‪ :‬نية جمع في وقت أولى ما بقى قدر يسعها تمييزًا له عن التأخير تعد ًيا‪،‬‬
‫أخر النية إلى وقت ال يسع األولى عصى وإن وقعت أداء‪ ،‬فإن لم ينو‬ ‫وظاهر أنه لو ّ‬
‫الجمع أو نواه في وقت األولى ولم يبق منه ما يسعها عصى وكانت قضاء‪.‬‬
‫وثانيهما‪ :‬دوام سفره إلى تمامهما‪ ،‬فلو أقام قبله صارت األولى قضاء ألنها تابعة‬
‫للثانية في األداء للعذر وقد زال قبل تمامها‪ .‬وفي المجموع إذا أقام في أثناء الثانية‬
‫ينبغى أن تكون األولى أداء بال خالف ‪.‬‬

‫‪‬‬‫‪189‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫ت األُو َلى ِمن ُْه َما ‪.‬‬
‫اض ِر فِي الم َط ِر َأن يجمع بينَهما فِي و ْق ِ‬
‫َ‬ ‫َ ْ َ َ َْ ُ َ‬ ‫َ‬
‫ويجو ُز لِ ْلح ِ‬
‫َ‬ ‫ََ ُ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫الجمع بالمطر‬
‫ثم شرع فى الجمع بالمطر فقال‪( :‬ويجوز للحاضر) أى المقيم (فى المطر) ولو‬
‫يبل الثوب ونحوه كثلج وبرد ذائبين (أن يجمع بينهما) ما يجمع‬‫كان ضعي ًفا بحيث ّ‬
‫تقديما (فى وقت األولى منهما) لما فى الصحيحين عن ابن عباس‪:‬‬ ‫ً‬ ‫فى السفر‪،‬‬
‫«صلى رسول الله ﷺ بالمدينة الظهر والعصر جم ًعا والمغرب والعشاء جم ًعا» زاد‬
‫مسلم «من غير خوف وال سفر»‪ .‬قال الشافعى كمالك‪ :‬أرى ذلك فى المطر وال‬
‫تأخيرا ألن استدامة المطر ليست إلى الجامع((( فقد ينقطع فيؤدى إلى‬
‫ً‬ ‫يجوز ذلك‬
‫إخراجها عن وقتها من غير عذر بخالف السفر‪.‬‬
‫وشرط التقديم‪ :‬أن يوجد نحو المطر عند تحرمه بهما ليقارن الجمع وعند تحلله‬
‫من األولى ليتصل بأول الثانية فيؤخذ منه اعتبار امتداده بينهما وهو ظاهر‪ ،‬وال يضر‬
‫انقطاعه فى أثناء األولى أو الثانية أو بعدهما‪ .‬ويشترط أن يصلى جماعة بمصلى‬
‫بعيد عن باب داره عر ًفا بحيث يتأذى بذلك فى طريقه إليه بخالف من يصلى فى بيته‬
‫كن‪ ،‬أو كان المصلى قري ًبا فال يجمع‬
‫منفر ًدا أو جماعة أو يمشى إلى المصلى فى ّ‬
‫النتفاء التأذى وبخالف من يصلى منفر ًدا النتـفاء الجماعة فيه‪ ،‬وأما جمعه ﷺ‬
‫بالمطر مع أن بيوت أزواجه كانت بجنب المسجد فأجابوا عنه بأن بيوتهن كانت‬
‫أيضا بأن‬
‫مختلفة وأكثرها كان بعيدً ا‪ ،‬فلعله حين جمع لم يكن بالقريب‪ .‬وأجيب ً‬
‫لإلمام أن يجمع بالمأمومين وإن لم يتأذ بالمطر صرح به ابن أبى هريرة وغيره‪.‬‬
‫قال المحب الطبرى‪ :‬ولمن اتفق له وجود المطر وهو بالمسجد أن يجمع وإال الحتاج‬
‫إلى صالة العصر أو العشاء فى جماعة وفيه مشقة فى رجوعه إلى بيته ثم عوده‪،‬‬
‫أو فى إقامته وكالم غيره يقتضيه‪.‬‬

‫((( ليست ىف مقدوره‪.‬‬


‫الصف األول الثانوى‬
‫‪‬‬ ‫‪190‬‬
‫‪X‬‬
‫‪.................................................................................‬‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫حكم الجمع بغير السفر والمطر‬


‫مر أنه ال جمع بغير السفر ونحو المطر كمرض وريح وظلمة‬ ‫تنبيـه‪ :‬قد علم مما ّ‬
‫وخوف ووحل وهو المشهور ألنه لم ينقل‪ ،‬ولخبر المواقيت فال يخالف إال بصريح‪.‬‬
‫قوى‬
‫وحكى فى المجموع عن جماعة من أصحابنا جوازه بالمذكورات قال‪ :‬وهو ّ‬
‫جدً ا فى المرض والوحل واختاره فى الروضة لكن فرضه فى المرض وجرى عليه‬
‫ابن المقرى‪ :‬قال فى المهمات‪ :‬وقد ظفرت بنقله عن الشافعى‪ .‬اهـ‪ .‬وهذا هو الالئق‬
‫بمحاسن الشريعة وقد قال الله تعالى‪ :‬ﱹ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰﮱ ﱸ(((‪.‬‬
‫***‬

‫((( سورة احلج ‪ .‬اآلية‪.78 :‬‬

‫‪‬‬‫‪191‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫أسئلة على صالة المسافر‬
‫ ‪1:‬سما الصالة التي يجوز قصرها؟ ولمن يكون القصر؟ وما دليله؟ وما شروط‬
‫قصر الصالة الرباعية؟ وما شروط جمع التقديم والتأخير؟‬
‫ً‬
‫معلل‬ ‫ً‬
‫مدلل أو‬ ‫ ‪2:‬ساختر اإلجابة الصحيحة من بين األقواس فيما يأتي‬
‫الختيارك‪:‬‬
‫ )أ(بلغت سيارته دار إقامته (يتم صالته ـ يقصر الصالة ـ وجهان)‬
‫ )ب(جمع الظهر والعصر ثم تذكر بعد الصالة أنه ترك ركنًا من الصالة‬
‫(أعادهما م ًعا ـ أعاد األولى فقط ـ أعاد الثانية فقط)‪.‬‬ ‫األولى ‬
‫ )ج(خاف أن يخرج للصالة في المسجد فجمع بين المغرب والعشاء‬
‫(يجوز الجمع ـ ال يجوز الجمع ـ يجوز القصر فقط)‬ ‫تقديما‪ .‬‬
‫ً‬
‫ )د(جمع بين الظهر والعصر جمع تقديم فبدأ بالعصر قبل الظهر‪.‬‬
‫(ال تصح الصالة ـ تصح الصالة ـ تكره فقط)‬
‫***‬

‫الصف األول الثانوى‬


‫‪‬‬ ‫‪192‬‬
‫‪X‬‬
‫فصل‬
‫ِ‬ ‫َو َش َرائِ ُط ُو ُج ِ‬
‫إل ْس َل ُم َوال ُبـ ُلو ُغ ‪....................... ،‬‬ ‫الج ُم َعة َس َب ْع ُة َأ ْش َي َ‬
‫اء ‪:‬ا ِ‬ ‫وب ُ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫فصل في صالة الجمعة‬


‫بضم الميم وإسكانها وفتحها وحكى كسرها‪ ،‬وجمعها جمعات وجمع‪،‬‬
‫سميت بذلك الجتماع الناس لها وقيل لما جمع في يومها من الخير‪ ،‬وكان يسمى‬
‫في الجاهلية يوم العروبة أي البين المعظم وهي أفضل الصلوات‪ ،‬ويومها أفضل‬
‫األيام وخير يوم طلعت فيه الشمس‪ ،‬يعتق الله تعالى فيه ستمائة ألف عتيق من النار‪،‬‬
‫ومن مات فيه كتب الله تعالى له أجر شهيد ووقى فتنة القبر‪ .‬وهي بشروطها اآلتيـة‬
‫فرض عين لقوله تعالى‪ :‬ﱹ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ‬
‫ب َع َلى ك ُِّل ُم ْحتَلمٍ»‪.‬‬ ‫الج ْم َع ِة َو ِ‬
‫اج ٌ‬ ‫اح ُ‬ ‫ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﱸ ولقوله ﷺ‪َ :‬‬
‫«ر َو ُ‬ ‫(((‬

‫وفرضت الجمعة والنبى ﷺ بمكة‪ ،‬ولم يصلها حينئذ إما ألنه لم يكمل عددها عنده‪،‬‬
‫مقصورا‬
‫ً‬ ‫ظهرا‬
‫أو ألن من شعارها اإلظهار وكان ﷺ بمكة مستخف ًيا‪ .‬والجمعة ليست ً‬
‫وإن كان وقتها وقته وتتدارك به بل صالة مستقلة ألنه ال يغنى عنها‪ ،‬ولقول عمر‬
‫«الجمعة ركعتان تمام غير قصر على لسان نبيكم ﷺ وقد خاب من افترى»(((‪،‬‬
‫وتختص بشروط للزومها وشروط لصحتها وآداب وستأتى كلها‪.‬‬
‫شرائط وجوب صالة الجمعة‬
‫وقد بدأ بالقسم األول فقال‪( :‬وشرائط وجوب) صالة (الجمعة ستة أشياء)‪:‬‬
‫األول‪( :‬اإلسالم) وهو شرط لغيرها من كل عبادة‪.‬‬
‫(و) الثانى‪( :‬البلوغ) ‪.‬‬

‫((( سورة اجلمعة ‪ .‬اآلية‪.9 :‬‬


‫((( رواه اإلمام أمحد وغريه‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪193‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫الص َّح ُة ‪.................................................. ،‬‬ ‫الذك ِ‬
‫ُور َّي ُة َو ِّ‬ ‫َوال َع ْق ُل َو ُّ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫(و) الثالث‪( :‬العقل) فال جمعة على الصبى وال على المجنون‪ ،‬كغيرها‬
‫أيضا شرط في كل عبادة‪ .‬قال في الروضة‪ :‬والمغمى عليه‬
‫من الصلوات والتكليف ً‬
‫ظهرا كغيرها‪.‬‬
‫كالمجنون بخالف السكران فإنه يلزمه قضاؤها ً‬
‫(و) الرابع‪( :‬الذكورية) فال تجب على امرأة‪.‬‬
‫(و) الخامس‪( :‬الصحة) فال تجب على مريض وال على معذور بمرخص في ترك‬
‫الجماعة مما يتصور هنا‪ ،‬ومن األعذار االشتغال بتجهيز الميت وإسهال ال يضبط‬
‫الشخص نفسه معه ويخشى منه تلويث المسجد كما في التتمة‪ .‬وتلزم الشيخ الهرم‬
‫يشق الركوب عليهما كمشقة المشى في الوحل النتفاء‬‫والزمن إن وجدا مرك ًبا ولم ّ‬
‫ّ‬
‫الضرر‪ ،‬والشيخ من جاوز األربعين‪ ،‬فإن الناس صغار وأطفال وصبيان وذرارى إلى‬
‫البلوغ‪ ،‬وشبان وفتيان إلى الثالثين‪ ،‬وكهول إلى األربعين وبعد األربعين الرجل شيخ‬
‫والمرأة شيخة‪ .‬واسـتنبط بعضهم ذلك من القرآن العزيز‪ ،‬قال تعالى‪ :‬ﱹﭖﭗ‬
‫ﭘﱸ(((‪،‬ﱹﭣﭤﭥﭦﱸ(((ﱹﭑﭒﭓﭔﭕﱸ‬
‫(((‬

‫ﱹ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﱸ((( الهرم أقصى الكبر‪ ،‬والزمانة االبتالء والعاهة‪ ،‬وتلزم األعمى‬


‫إن وجد قائدً ا‪ ،‬فإن لم يجده لم يلزمه الحضور وإن كان يحسن المشى بالعصا لما‬
‫فيه من التعرض للضرر‪ .‬نعم إن كان قري ًبا من الجامع بحيث ال يتضرر بذلك ينبغى‬
‫وجوب الحضور عليه ألن المعتبر عدم الضرر وهذا ال يتضرر بذلك‪ ،‬ومن صح‬
‫ظهره ممن ال تلزمه الجمعة صحت جمعته ألنها إذا صحت ممن تلزمه فممن‬
‫ال تلزمه أولى وتغنى عن ظهره‪.‬‬

‫((( سورة مريم ‪ .‬اآلية‪.12 :‬‬


‫((( سورة األنبياء ‪ .‬اآلية‪.60 :‬‬
‫((( سورة آل عمران ‪ .‬اآلية‪.46 :‬‬
‫((( سورة يوسف ‪ .‬اآلية‪.78 :‬‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪‬‬ ‫‪194‬‬
‫‪X‬‬
‫ان َو َش َرائِ ُط فِ ْعلِ َها َث َل َث ٌة ‪َ :‬أ ْن تَـك َ‬
‫ُون ال َب َلدُ ‪.............................‬‬ ‫َو ِال ْستِي َط ُ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫(و) السادس‪( :‬االستيطان) واألولى أن يعبر باإلقامة‪ ،‬فال جمعة على مسافر‬
‫قصيرا الشتغاله‪ ،‬وقد روى مرفـو ًعا «الَ ُجم َع َة َع َلى ُم َسافِ ٍر» لكن‬
‫ً‬ ‫مباحا ولو‬
‫سفرا ً‬
‫ً‬
‫قال البيهقي‪ :‬والصحيح وقفه على ابن عمر وأهل القرية إن كان فيهم جمع تصح‬
‫رجل من أهل الكمال المستوطنين‪ ،‬أو بلغهم صوت‬ ‫ً‬ ‫به الجمعة وهو أربعون‬
‫علو الصوت‪ ،‬واألصوات هادئة والرياح راكدة‬ ‫عال من مؤذن يؤذن كعادته في ّ‬
‫من طرف يليهم لبلد الجمعة مع استواء األرض لزمتهم‪ ،‬ولو وجدت قرية فيها‬
‫أربعون كاملون فدخلوا بلدً ا وصلوا فيها سقطت عنهم سواء أسمعوا النداء أم‬
‫ال‪ ،‬ويحرم عليهم ذلك لتعطىلهم الجمعة في قريتهم‪ ،‬ولو وافق العيد يوم الجمعة‬
‫فحضر أهل القرية الذين يبلغهم النداء لصالة العيد ولو رجعـوا إلى أهليهم‬
‫فاتتهـم الجمعة فلهم الرجوع وترك الجمعة على األصح‪ .‬نعم لو دخل وقتها قبل‬
‫انصرافهم فالظاهر أنه ليس لهم تركها‪ .‬ويحرم على من لزمته الجمعة السفر بعد‬
‫الزوال ألن وجوبها تعلق به بمجرد دخول الوقت إال أن يغلب على ظنه أنه يدرك‬
‫الجمعة في مقصده أو طريقه لحصول المقصود‪ ،‬أو يتضرر بتخلفه لها عن الرفقة‬
‫فال يحرم دف ًعا للضرر عنه‪ ،‬أما مجرد انقطاعه عن الرفقة بال ضرر فليس بعذر‪.‬‬
‫ويسن لمن رجا زوال عذره قبل فوات الجمعة تأخير ظهره إلى فوات الجمعة‪ ،‬أما‬
‫من ال يرجو زوال عذره كامرأة فتعجيل الظهر أفضل لتحوز فضيلة أول الوقت‪.‬‬
‫شروط صحة صالة الجمعة‬
‫ثم شرع في القسم الثانى وهو شروط الصحة فقال‪( :‬وشرائط) صحة (فعلها) مع‬
‫شروط غيرها (ثالثة) بل ثمانية كما ستراها‪.‬‬
‫األول‪( :‬أن تكون البلد) أي أن تقام في خطة أبنية أوطان المجمعين من البلد‬
‫سواء الرحاب المسقفة والساحات والمساجد‪ ،‬ولو انهدمت األبنية وأقاموا على‬

‫‪‬‬‫‪195‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫والوقت ٍ‬
‫باق‪َ ،‬فإِ ْن َخ َر َج‬ ‫ُ‬ ‫الج ُم َع ِة ‪،‬‬ ‫ُون العدَ د َأرب ِع ِ‬
‫ين م ْن َأ ْه ِل ُ‬‫م ْص ًرا َأ ْو َق ْـر َي ًة ‪َ ،‬و َأن َيك َ َ ُ ْ َ َ‬
‫ِ‬
‫ت ُظ ْه ًرا ‪.‬‬ ‫الش ُر ُ‬
‫وط ؛ ُص ِّل َي ْ‬ ‫ت َأو ع ِدم ِ‬
‫ت ُّ‬ ‫الو ْق ُ ْ ُ َ‬ ‫َ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫يضر انهدامها في صحة الجمعة وإن لم يكونوا في ّ‬


‫مظال ألنها وطنهم‬ ‫عمارتها لم ّ‬
‫(مصرا)‬
‫ً‬ ‫وال تنعقفي غير بناء إال في هذه‪ ،‬وتجوز في الفضاء المعدود من خطة البلد‬
‫كانت (أو قرية) بحيث ال تقصر فيه الصالة كما في السكن الخارج عنها المعدود‬
‫منها بخالف غير المعدود منها‪.‬‬
‫رجل ولو مرضى ومنهم‬‫(و) الثانى‪ :‬من شروط الصحة (أن يكون العدد أربعين) ً‬
‫اإلمام (من أهل الجمعة) وهم الذكور المكلفون المستوطنون بمحلها‪ ،‬ألنه ﷺ‬
‫أياما لعدم التوطن‪ ،‬وكان يوم عرفة‬
‫لم يجمع بحجة الوداع مع عزمه على اإلقامة ً‬
‫تقديما كما في خبر‬
‫ً‬ ‫فيها يوم جمعة كما في الصحيحين‪ ،‬وصلى بهم الظهر والعصر‬
‫مسلم‪ ،‬ولو نقصوا فيها بطلت الشتراط العدد في دوامها كالوقت فيها وقـد فات‬
‫ظهرا‪.‬‬
‫فيتمها الباقون ً‬
‫(و) الثالث‪ :‬من شروط الصحة (الوقت) وهو وقت الظهر لالتباع رواه الشيخان‬
‫«ص ُّلوا ك ََما َرأ ْيت ُُم ِونى ُأ َص ِّلي» فيشترط اإلحرام بها وهو (باق) بحيث يسعها‬
‫مع خبر‪َ :‬‬
‫جميعها (فإن خرج الوقت) أو ضاق عنها وعن خطبتيها أو شك في ذلك (أو عدمت‬
‫ٍ‬
‫حينئذ‬ ‫الشروط) أي شروط صحتها أو بعضها كأن فقد العدد أو االستيطان (صليت)‬
‫(ظهرا) كما لو فات شرط القصر يرجع إلى اإلتمام فعلم أنها إذا فاتت ال تقضى‬ ‫ً‬
‫ظهرا‪ ،‬أو خرج الوقت وهم فيها وجب الظهر بناء‪ ،‬إلحا ًقا للدوام باالبتداء‪،‬‬ ‫جمعة بل ً‬
‫فيسر بالقراءة من حينئذ‪.‬‬ ‫ّ‬
‫ً‬
‫كامل من أول الخطبة األولى إلى انقضاء‬ ‫والرابع‪ :‬من الشروط وجود العدد‬
‫الصالة‪.‬‬

‫الصف األول الثانوى‬


‫‪‬‬ ‫‪196‬‬
‫‪X‬‬
‫َو َف َـرائِ ُض َها َث َ‬
‫ـل َثـ ٌة‪ُ :‬خ ْط َبت ِ‬
‫َان‪................................................. ،‬‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫والخامس‪ :‬من الشروط ـ أن ال يسبقها وال يقارنها جمعة في محلها ولو عظم‬
‫كما قاله الشافعى ألنه ﷺ والخلفاء الراشدين لم يقيموا سوى جمعة واحدة‪ ،‬وألن‬
‫االقتصار على واحدة أفضى إلى المقصود من إظهار شعار االجتماع واتفاق الكلمة‪،‬‬
‫وال يجوز إجما ًعا إال إذا كبر المحل وعسر اجتماعهم في مكان بأن لم يكن في محل‬
‫الجمعة موضع يسعهم بال مشقة وال غير مسجد فيجوز التعدد للحاجة بحسبها ألن‬
‫دخل بغداد وأهلها يقيمون فيها جمعتين وقيل ثال ًثا فلم ينكر عليهم‬ ‫الشافعى‬
‫فحمله األكثرون على عسر االجتماع‪ ،‬فلو سبقها جمعة في محل ال يجوز التعدد فيه‬
‫فالصحيحة السابقة الجتماع الشرائط فيها والالحقة باطلة فلو وقعتا معا استؤنفت‬
‫الجمعة إن اتسع الوقت لتوافقهما في المعية فليست إحداهما أولى من األُخرى‪.‬‬
‫فرائض صالة الجمعة‬
‫(وفرائضها ثالثة)‪:‬‬
‫«كان‬ ‫األول‪ :‬وهو الشرط السادس (خطبتان) لخبر الصحيحين عن ابن عمر‬
‫رسول الله ﷺ يخطب يوم الجمعة خطبتين يجلس بينهما» وكونهما قبل الصالة‬
‫«ص ُّلوا ك ََما َر ْأ ْيت ُُمونِى ُأ َص ِّلي» ولم يصل إال بعدهما‪.‬‬
‫باإلجماع إال من شذ مع خبر َ‬
‫قال في المجموع‪ :‬ثبتت صالته ﷺ بعد خطبتين‪.‬‬
‫وأركانهما خمسة‪:‬‬
‫أولها‪ :‬حمد الله تعالى‪ :‬لالتباع‪.‬‬
‫وثانيها‪ :‬الصالة على رسول الله ﷺ ألنها عبادة افتقرت إلى ذكر الله تعالى‬
‫فافتقرت إلى ذكر رسول الله ﷺ كالصالة‪ ،‬ولفظ الحمد والصالة متعين لالتباع‪،‬‬
‫فال يجزىء الشكر والثناء وال إله إال الله ونحو ذلك‪ ،‬وال يتعين لفظ الحمد لله بل‬
‫يجزىء نحمد الله أو لله الحمد أو نحو ذلك‪ ،‬ويتعين لفظ الجاللة فال يجزىء الحمد‬

‫‪‬‬‫‪197‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫َـه َما ‪................................................... ،‬‬ ‫ِ‬ ‫َي ُقو ُم فِ ِ‬
‫يه َما َو َي ْجـل ُس َب ْين ُ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫للرحمن أو نحوه‪ ،‬وال يتعين لفظ اللهم صل على محمد‪ ،‬بل يجزىء نصلى‬
‫أو أصلى أو نحو ذلك‪ ،‬وال يتعين لفظ محمد بل يكفى أحمد أو النبى أو المـاحى‬
‫أو الحاشر أو نحو ذلك‪.‬‬
‫وثالثها‪ :‬الوصية بالتقوى لالتباع رواه مسلم‪ ،‬وال يتعين لفظ الوصية بالتقوى ألن‬
‫ّ‬
‫والحث على طاعة الله تعالى‪ ،‬فيكفى أطيعوا الله وراقبوه‪.‬وهذه‬ ‫الغرض الوعظ‬
‫الثالثة أركان في كل من الخطبتين‪.‬‬
‫ورابعهما‪ :‬قراءة آية في إحداهما ألن الغالب أن القراءة في الخطبة دون تعيين‪.‬‬
‫وخامسها‪ :‬ما يقع عليه اسم دعاء للمؤمنين والمؤمنات بأخروي في الخطبة‬
‫الثانية ألن الدعاء يليق بالخواتيم ولو خص به الحاضرين كقوله‪ :‬رحمكم الله كفى‪،‬‬
‫وال بأس بالدعاء للسلطان بعينه كما في زيادة الروضة‪ ،‬ويسن الدعاء ألئمة المسلمين‬
‫ووالة أمورهم بالصالح واإلعانة على الحق والقيام بالعدل ونحو ذلك‪.‬‬
‫ويشترط أن يكونا عربيتين‪ ،‬والمراد أركانهما التباع السلف والخلف فإن لم‬
‫يكن ثم من يحسن العربية ولم يمكن تعلمها خطب بغيرها‪ .‬أو أمكن تعلمها وجب‬
‫على الجميع على سبيل فرض الكفاية فيكفى في تعلمها واحد وأن (يقوم) القادر‬
‫جالسا (و) أن (يجلس بينهما) لالتباع بطمأنينة‬
‫ً‬ ‫(فيهما) جمي ًعا فإن عجز عنه خطب‬
‫في جلوسه كما في الجلوس بين السجدتين‪ .‬ومن خطب قاعدً ا لعذر فصل بينهما‬
‫بسكتة وجو ًبا‪ ،‬ويشترط كونهما في وقت الظهر‪ ،‬ويشترط والء بينهما وبين أركانهما‬
‫معفو عنه‬
‫ّ‬ ‫وبينهما وبين الصالة‪ ،‬وطهر عن حدث أصغر وأكبر‪ ،‬وعن نجس غير‬
‫في ثوبه وبدنه ومكانه‪ ،‬وستر لعورته في الخطبتين‪ ،‬وإسماع األربعين الذين تنعقد‬
‫بهم الجمعة ومنهم اإلمام أركانهما ألن مقصودهما وعظهم وهو ال يحصل إال‬
‫بذلك‪.‬‬

‫الصف األول الثانوى‬


‫‪‬‬ ‫‪198‬‬
‫‪X‬‬
‫‪.................................................................................‬‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫النبي ﷺ‪،‬‬
‫وسن ترتيب أركان الخطبتين بأن يبدأ بالحمد لله‪ ،‬ثم الصالة على ّ‬
‫ثم الوصية بالتقوى‪ ،‬ثم القراءة‪ ،‬ثم الدعاء كما جرى عليه السلف والخلف‪ .‬وإنما‬
‫لم يجب لحصول المقصود بدونه وسن لمن يسمعهما سكوت مع إصغاء لهما‬
‫لقوله تعالى‪ :‬ﱹ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﱸ((( ذكر في‬
‫التفسير أنها نزلت في الخطبة‪ ،‬وسميت قرآنًا الشتمالها عليه‪ .‬ووجب ر ّد السالم‪،‬‬
‫وسن تشميت العاطس ورفع الصوت بالصالة على النبى ﷺ عند قراءة الخطيب‬ ‫ّ‬
‫ﱹ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷﭸﱸ(((‪ .‬وعلم من سن اإلنصات فيهما‬
‫«ما َأ ْعدَ ْد َت َل َها»؟‬
‫عدم حرمة الكالم فيهما ألنه ﷺ قال‪ :‬لمن سأله متى الساعة؟ َ‬
‫ت» ولم ينكر عليه ﷺ الكالم‪،‬‬ ‫َّك َم ْع َم ْن َأ ْح َب ْب َ‬
‫فقال‪ :‬حب الله ورسوله فقال‪« :‬إِن َ‬
‫ولم يبين له وجوب السكوت‪ ،‬فاألمر في اآلية للندب جم ًعا بين الدليلين‪ ،‬أما‬
‫من ال يسمعهما فيسكت أو يشتغل بالذكر أو القراءة وذلك أولى من السكوت‪،‬‬
‫وسن كونهما على منبر‪ ،‬فإن لم يكن منبر فعلى مرتفع‪ ،‬وأن يسلم على من عند‬ ‫ّ‬
‫المنبر‪ ،‬وأن يقبل عليهم إذا صعد المنبر أو نحوه وانتهى إلى الدرجة التي يجلس‬
‫عليها المسماة بالمستراح‪ ،‬وأن يسلم عليهم ثم يجلس فيؤذن واحد لالتباع‬
‫في الجميع‪ ،‬وأن تكون الخطبة فصيحة جزلة ال مبتذلة ركيكة قريبة للفهم ال غريبة‬
‫يمل والقصير يخل‪،‬‬ ‫وحشية إذ ال ينتفع بها أكثر الناس‪ ،‬ومتوسطة ألن الطويل ّ‬
‫ال َة َوأ ْق ِص ُروا الخُ ْط َب َة» فقصرها بالنسبة إلى الصالة َ‬
‫وأن‬ ‫وأما خبر مسلم‪ِ َ :‬‬
‫«أطي ُلوا َّ‬
‫الص َ‬
‫مقبل عليهم إلى فراغها‪ ،‬ويسن لهم أن يقبلوا‬ ‫ال يلتفت في شىء منها بل يستمر ً‬
‫عليه مستمعين له‪ ،‬وأن يكون جلوسه بين الخطبتين بقدر سورة اإلخالص‪ ،‬وأن يقيم‬
‫بعد فراغه من الخطبة مؤذن ويبادر هو ليبلغ المحراب مع فراغه من اإلقامة فيشرع‬
‫((( سورة األعراف ‪ .‬اآلية‪.204 :‬‬
‫((( سورة األحزاب ‪ .‬اآلية‪.56 :‬‬

‫‪‬‬‫‪199‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫و َأن تُص َّلى ر ْكع َتي ِن فِي جـماع ٍ‬
‫ـة ‪.‬‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الج َس ِد‪.............................. ،‬‬
‫يف َ‬‫ال ‪ :‬الغ ُْس ُل َو َتنْظِ ُ‬
‫َو َهيئَاتُها َأر َب ُع ِخ َص ٍ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫مر وجوبه‪ ،‬وأن يقرأ‬


‫في الصالة‪ ،‬والمعنى في ذلك المبالغة في تحقيق الوالء الذي ّ‬
‫جهرا‪ ،‬لالتباع‪ .‬وروى‬
‫في الركعة األولى بعد الفاتحة الجمعة‪ ،‬وفي الثانية المنافقون ً‬
‫أنه ﷺ «كان يقرأ في الجمعة سبح اسم ربك األعلى‪ ،‬وهل أتاك حديث الغاشية»‪.‬‬
‫ومر أنها‬ ‫(و) الركن الثانى وهو الشرط السابع (أن تصلى ركعتين) با ِ‬
‫إلجماع‪ّ ،‬‬
‫ظهرا مقصورة‪.‬‬
‫صالة مستقلة ليست ً‬
‫والركن الثالث وهو الشرط الثامن أن تقع (فى جماعة) ولو في الركعة األولى‬
‫النبي ﷺ والخلفاء الراشدين إال كذلك‪.‬‬
‫ألنها لم تقع في عصر ّ‬
‫آداب الجمعة‬
‫ثم شرع في القسم الثالث وهو اآلداب‪ ،‬وتسمى هيئات فقال‪( :‬وهيئاتها) أي‬
‫الحالة التي تطلب لها والمذكورة منها هنا (أربع خصال)‪.‬‬
‫األول‪( :‬الغسل) لمن يريد حضورها وإن لم تجب عليه الجمعة لحديث‬
‫الج ُم َعة َف ْل َي ْغت َِس ْل» وتفارق الجمعة العيد حيث لم يختص بمن‬ ‫اء َأ َحدُ كُم ُ‬
‫«إِ َذا َج َ‬
‫يحضر بأن غسله للزينة وإظهار السرور‪ ،‬وهذا للتنظيف ودفع األذى عن الناس‪،‬‬
‫ب َع َلى ك ُِّل ُم ْحتَلِ ْم» أي متأكد‪،‬‬ ‫الج ُم َع ِة َو ِ‬
‫اج ٌ‬ ‫ومثله يأتى في التزيين وروى‪ُ « :‬غ ْس ُل ُ‬
‫ووقته من الفجر الصادق وتقريبه من ذهابه إلى الجمعة أفضل ألنه أفضى إلى‬
‫المقصود من انتفاء الرائحة الكريهة‪ ،‬ولو تعارض الغسل والتبكير فمراعاة الغسل‬
‫جريحا في غير أعضاء الوضوء‬ ‫ً‬ ‫أولى‪ ،‬فإن عجز عن الماء كأن توضأ ثم عدمه أو كان‬
‫تيمم بنية الغسل بأن ينوى التيمم عن غسل الجمعة إحرازًا للفضيلة كسائر األغسال‪.‬‬
‫من نظف‬ ‫(و) الثاني‪( :‬تنظيف الجسد) من الروائح الكريهة‪ .‬قال الشافعى‬
‫قل همه‪ ،‬ومن طاب ريحه زاد عقله‪ .‬ويسن السواك‪ ،‬وهذه األمور ال تختص‬ ‫ثوبه ّ‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪‬‬ ‫‪200‬‬
‫‪X‬‬
‫ال الخُ ْطب ِ‬
‫ات فِي َح ِ‬ ‫با ِ‬ ‫َو َأ ْخ ُ‬
‫ـذ ال ُّظـ ْف ِ‬
‫ـة ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫نص ُ‬
‫إل َ‬ ‫ـر ‪َ ،‬وال ِّط ُ‬
‫ـيـب ‪َ ،‬و ُي ْست ََح ُّ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫نص عليه لكنها في الجمعة أشد استحبا ًبا‪.‬‬


‫بالجمعة بل تسن لكل حاضر بمجمع كما ّ‬
‫(و) الثالث‪( :‬أخذ الظفر) إن طال والشعر كذلك فينتف إبطه ويقص شاربه‬
‫ويحلق عانته‪.‬‬
‫«م ْن ا ْغت ََس َل‬ ‫(و) رابعها‪( :‬الطيب) أي استعماله والتزين بأحسـن ثيابه لحديث‪َ :‬‬
‫يب إِ َذا ك َ ِ‬‫الج ُم َع ِة َو َلبِ َس ِم ْن َأ ْح َس ِن ثِ َيابِ ِه َو َم َّس ِم ْن طِ ٍ‬
‫َان عنْدَ ُه ُث َّم َأتَى ُ‬
‫الج ُم َعة َو َل ْم‬ ‫َي ْو َم ُ‬
‫ت إِ َذا َخ َر َج إِ َم ُام ُه َحتَّى َي ْف َر َغ ِم ْن‬
‫ب َل ُه ُث َّم َأن َْص َ‬ ‫ِ‬
‫َّاس ُث َّم َص َّلى َما كُت َ‬ ‫َاق الن ِ‬ ‫َيتَخَ َّط َأ ْعن َ‬
‫الج ُم َع ِة التي َق ْب َل َها» وأفضل ثيابه البيض لخبر‪:‬‬ ‫لمـا َب ْين ََها َو َب ْي َن ُ‬ ‫َصالَتِ ِه ك ْ‬
‫َان َك َّف َار ًة َ‬
‫اض َفإِن ََّها َخ ْي ُر ثِيِابِكُم‪َ ،‬و َك ِّفنُوا فِ َيها َم ْوتَاك ُْم»‪ ،‬ويسن لإلمام أن‬ ‫«البِ ُسوا ِم ْن ثِ َيابِكُم ال َب َي َ‬
‫يزيد في حسن الهيئة واالرتداء لالتباع وألنه منظور إليه‪.‬‬
‫حكم تخطى رقاب الناس وما يستثنى منها‬
‫(ويستحب) لكل سامع للخطبة (اإلنصات) إلى اإلمام (فى حال) قراءة (الخطبة)‬
‫مر دليل ذلك ويكره كما نص عليه في األم أن يتخطى رقاب‬ ‫األولى والثانية وقد ّ‬
‫ْيت»‬ ‫آذيت َوآن َ‬‫َ‬ ‫لس َف َقدْ‬ ‫«اج ْ‬‫رجل يتخطى رقاب الناس فقال له‪ْ :‬‬ ‫الناس‪ ،‬ألنه ﷺ رأى ً‬
‫أي تأخرت‪ .‬ويستثنى من ذلك صور منها‪ :‬اإلمام إذا لم يبلغ المنبر أو المحراب إال‬
‫بالتخطى فال يكره له الضطراره إليه‪ ،‬ومنها ما إذا وجد في الصفوف التي بين يديه‬
‫فرجة لم يبلغها إال بتخطى رجل أو رجلين فال يكره له ذلك وإن وجد غيرها لتقصير‬
‫القوم بإخالء فرجة‪ ،‬لكن يسن إذا وجـد غيرها أن ال يتخطى‪.‬‬
‫الج ُم َع ِة‬
‫ف في َي ْو ِم ُ‬ ‫«م ْن َق َر َأ الك َْه َ‬ ‫ويسن أن يقرأ الكهف في يومها وليلتها لقوله ﷺ‪َ :‬‬
‫ِ‬ ‫اء َل ُه ِم َن الن ِ‬
‫الج ُم َعة َأ َض َ‬
‫اء َل ُه‬ ‫«م ْن َق َر َأ َها َل ْي َل َة ُ‬
‫الج ْم َع َت ْي ِن» روى البيهقي‪َ :‬‬
‫ُّور َما َب ْي َن ُ‬ ‫َأ َض َ‬
‫يق» ويكثر من الدعاء يومها وليلتها‪ ،‬أما يومها فرجاء‬ ‫ت ال َعتِ ِ‬ ‫ُّور ما بينَه وبين البي ِ‬
‫م َن الن ِ َ َ ْ ُ َ َ ْ َ َ ْ‬
‫ِ‬
‫أن يصادف ساعة اإلجابة‪ .‬قال في الروضة‪ :‬والصحيح في ساعة اإلجابة ما ثبت‬

‫‪‬‬ ‫‪201‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫ب َص َّلى َر ْك َع َت ْي ِن َخ ِفي َف َت ْين‪ُ ,‬ث َّم َي ْجلِ ُس ‪.‬‬ ‫َو َمن َد َخ َل َوا ِ‬
‫إل َما ُم َيخْ ُط ُ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬
‫«ه َى َما َب ْي َن َأ ْن َي ْجلِ َس ا ِ‬
‫إل َما ُم إِ َلى َأ ْن‬ ‫في صحيح مسلم أن النبي ﷺ وسلم قال‪ِ :‬‬
‫ّ‬
‫ِ‬
‫َتنْ َقضى َّ‬
‫الصالةُ»‪.‬‬
‫ويسن كثرة الصدقة وفعــل الخير في يومها وليلتها‪ ،‬ويكثر من الصالة على‬
‫الج ُم َع ِة َف َأكْثِ ُروا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫رسول الله ﷺ في يومها وليلتها لخبر‪« :‬إِ َّن م ْن َأ ْف َض ِل َأ َّيام ُك ِم َي ْو ُم ُ‬
‫الصال َِة‬ ‫ِ‬
‫«أكْث ُروا َع َل ّى م َن َّ‬
‫وض ٌة ع َلي»‪ .‬وخبر‪ِ َ :‬‬
‫ال َتك ُْم َم ْع ُر َ َ ّ‬ ‫الصال َِة فِ ِيه َفإِ َّن َص َ‬ ‫ِ‬
‫َع َل َّى م َن َّ‬
‫ال ًة َص َّلى الل ُه َع َل ْي ِه بِ َها َع ْش ًرا» وعن أبى‬ ‫الج ُم َع ِة َف َم ْن َص َّلى َع َل ّى َص َ‬ ‫ِ‬
‫َل ْي َل َة ُ‬
‫الج ُم َعة َو َي ْو َم ُ‬
‫الج ُم َع ِة َث َمانِين َم َر ًة َغ َف َر الله َل ُه‬
‫لى َي ْو َم ُ‬ ‫«م ْن َص َّلى َع َّ‬
‫هريرة ‪ ،‬أن النبى ﷺ قال‪َ :‬‬
‫ين َسن ٍَة»‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ُذن َ‬
‫ُوب َث َمان َ‬
‫ويحرم على من تلزمه الجمعة التشاغل بالبيع وغيره بعد الشروع في األذان‬
‫بين يدى الخطيب حال جلوسه على المنبر لقوله تعالى‪ :‬ﱹ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ‬
‫ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟﭠ ﱸ((( فورد النص‬
‫في البيع وقيس عليه غيره‪ ،‬فإن باع صح بيعه ألن النهى لمعنى خارج عن العقد‪.‬‬
‫ويكره قبل األذان المذكور بعد الزوال لدخول وقت الوجوب‪.‬‬
‫(ومن دخل) لصالة الجمعة (واإلمام يخطب) األولى أو الثانية أو هو جالس‬
‫بينهما (صلى ركعتين خفيفتين ثم يجلس) لخبر مسلم‪ :‬جاء سليك الغطفانى‬
‫ك ُق ْم َف ْارك َْع َر ْك َع َت ْي ِن‬‫والنبى ﷺ يخطب‪ ،‬فجلس فقال له‪َ « :‬يا ُس َل ْي ُ‬ ‫َّ‬ ‫يوم الجمعة‬
‫ب َف ْل َي ْرك َْع‬ ‫الج ْم َع ِة َوا ِ‬
‫إل َما ُم َيخْ ُط ُ‬ ‫اء َأ َحدُ ك ُْم َي ْو َم ُ‬
‫يه َما» ثم قال‪« :‬إِ َذا َج َ‬ ‫َجو ْز فِ ِ‬ ‫َوت َّ‬
‫يه َما» أما الداخل في آخر الخطبة فـإن غلب على ظنه أنه إن‬ ‫َر ْك َع َت ْي ِن َو ْل َيت ََج َّو ْز فِ ِ‬
‫صالهما فاتته تكبيرة اإلحرام مع اإلمام لم يصلهما بل يقف حتى تقام الصالة‪،‬‬
‫جالسا في المسجد قبل التحية‪ ،‬والمراد بالتخفيف فيما ذكر‬ ‫ً‬ ‫وال يقعد لئال يكون‬
‫االقتصار على الواجبات ال اإلسراع‪ .‬وال تباح لغير الخطيب من الحاضرين نافلة‬
‫((( سورة اجلمعة ‪ .‬اآلية‪.9 :‬‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪‬‬ ‫‪202‬‬
‫‪X‬‬
‫‪.................................................................................‬‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫بعد صعوده المنبر وجلوسه وإن لم يسمع الخطبة إلعراضه عنه بالكلية‪ ،‬ونقل فيه‬
‫الماوردى اإلجماع‪ ،‬والفرق بين الكالم حيث ال بأس به‪ .‬وإن صعد الخطيب المنبر‬
‫ٍ‬
‫حينئذ‪ ،‬أن قطع الكالم هين متى ابتدأ‬ ‫ما لم يبتدىء الخطبة وبين الصالة حيث تحرم‬
‫الخطيب الخطبة بخالف الصالة فإنه قد يفوته بها سماع ّأول الخطبة‪ ،‬وإذا حرمت‬
‫لم تنعقد ألن الوقت ليس لها‪.‬‬
‫ما تدرك به صالة الجمعة‬
‫من أدرك مع إمام الجمعة ركعة لم تفته الجمعة فيصلى بعد زوال قدوته بمفارقته‬
‫الج ُم َع ِة َر ْك َع ًة َف َقدْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫«م ْن َأ ْد َر َك م ْن َصالَة ُ‬
‫أو سالمه ركعة‪ .‬ويسن أن يجهر فيها قال ﷺ‪َ :‬‬
‫الةَ»‪ ،‬فإن أدرك دون الركعة فاتته الجمعة‪ ،‬لمفهوم الخبر فيتم بعد سالم‬ ‫َأ ْد َر َك َّ‬
‫الص َ‬
‫ظهرا‪ ،‬وينوى وجو ًبا في اقتدائه جمعة موافقة لإلمام‪ ،‬وألن اليأس لم يحصل‬ ‫إمامه ً‬
‫مقتد به قبل‬ ‫منها إال بالسالم‪ .‬وإذا بطلت صالة إمام جمعة أو غيرها فخلفه عن قرب ٍ‬
‫النبي ﷺ‬ ‫بطالنها جاز ألن الصالة بإمامين بالتعاقب جائزة كما في قصة أبى بكر مع ّ‬
‫في مرضه ‪.‬‬
‫***‬

‫‪‬‬‫‪203‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫أسئلة صالة الجمعة‬
‫ ‪1:‬سما شروط وجوب صالة الجمعة؟ وما شروط صحة فعلها؟ وما أركان‬
‫الخطبتين؟ وما شروطهما؟ وما هيئات الجمعة؟ وبم تدرك صالة الجمعة؟‬
‫ ‪2:‬سبين الحكم فيما يأتي مع التعليل‪:‬‬
‫ )أ(توافرت فيه شروط وجوب الجمعة ثم سافر قبل الزوال‪.‬‬
‫ )ب(نقصوا أثناء الخطبة عن أربعين ثم عادوا بعد فصل طويل‪.‬‬
‫ )ج(انقطعت الكهرباء أثناء الخطبتين وسكت مكبر الصوت ولم ُي ْس ِمع‬
‫صوت الخطيب أركان الخطبتين لألربعين‪.‬‬
‫ُ‬
‫***‬

‫الصف األول الثانوى‬


‫‪‬‬ ‫‪204‬‬
‫‪X‬‬
‫فصل‬
‫َان ُيـكَـ ِّب ُـر فِي األُو َلى َس ْبع ًا ِس َوى‬
‫َو َص َل ُة ا ْل ِعيدَ ْي ِن ُسنَّـ ٌة ُم َؤكَّدَ ٌة ‪َ ،‬و ِه َي َر ْك َعت ِ‬
‫إل ْح َرامِ‪................................................................ ،‬‬ ‫تَـ ْكبِ َير ِة ا ِ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫فصل في صالة العيدين‬


‫والعيد مشتق من العود لتكرره كل عام‪ ،‬وقيل‪ :‬لكثرة عوائد الله تعالى فيه على‬
‫عباده‪ ،‬وقيل‪ :‬لعود السرور بعوده وجمعه أعياد‪.‬‬

‫واألصل في صالته قبل اإلجماع مع األخبار اآلتية قوله تعالى‪ :‬ﱹ ﮊ‬


‫النبي ﷺ عيد‬
‫ﮋ ﮌ ﱸ أراد به صالة األضحى والذبح‪ .‬وأول عيد صاله ّ‬
‫(((‬

‫الفطر في السنة الثانية من الهجرة فهى سنة كما قال‪( .‬وصالة العيدين سنة) لقوله‬
‫ِ ِِ‬ ‫ٍ‬
‫«خ ْم ُس َص َل َوات َك َت َب ُه َّن الل ُه َع َلى ع َباده»‪ ،‬قال له هل ّ‬
‫على‬ ‫ﷺ للسائل عن الصالة‪َ :‬‬
‫غيرها؟ قال‪« :‬الَ إِالَّ َأ ْن َت َّط َّو َع» (مؤكدة) لمواظبته ﷺ عليها‪ .‬وتشرع جماعة وهي‬
‫أفضل في حق غير الحاج بمنى‪ ،‬أما هو فال تسن له صالتها جماعة وتسن له منفر ًدا‪،‬‬
‫أيضا للمنفرد والمرأة والمسافر‪ ،‬فال تتوقف على شروط الجمعة‪ ،‬ووقتها‬ ‫وتشرع ً‬
‫ما بين طلوع الشمس وزوالها يوم العيد‪ ،‬ويسن تأخيرها لترتفع الشمس كرمح‪،‬‬
‫لالتباع (وهى ركعتان) باإلجماع وحكمها في األركان والشروط والسنن كسائر‬
‫الصلوات‪ ،‬يحرم بها بنية صالة عيد الفطر أو األضحى هذا أقلها‪ ،‬وبيان أكملها‬
‫مذكور في قوله‪( :‬يكبر في) الركعة (األولى سب ًعا سوى تكبيرة اإلحرام) بعد‬
‫دين في‬‫«كبر في الع ْي ِ‬
‫دعاء االفتتاح وقبل التعوذ لما رواه الترمذى وحسنه أنه ﷺ‪َ :‬‬
‫ِ‬
‫القراءة» وعلم من عبارة المصنف‬ ‫خمسا َ‬
‫قبل‬ ‫ِ‬
‫الثانية‬ ‫ِ‬
‫القراءة‪ ،‬وفي‬ ‫األولى سب ًعا َ‬
‫قبل‬
‫ً‬
‫أن تكبـيرة اإلحرام ليست من السبع‪ ،‬يقف ند ًبا بين كل اثنتين منها كآية معتدلة‬
‫يهلل ويكبر ويمجد ويحسن في ذلك أن يقول‪ :‬سبحان الله والحمد لله وال إله إال‬
‫((( سورة الكوثر ‪ .‬اآلية‪.2 :‬‬

‫‪‬‬ ‫‪205‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫ـب َب ْعـدَ َهما ُخ ْط َبـ َت ْي ِن‪ُ ،‬يـكَـ ِّب ُـر فِي‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ـمس ًا س َوى َت ْكبِ َيرة الق َيامِ‪َ ،‬و َيـخْ ـ ُط ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َوفي ال َّثان َية َخ ْ‬
‫األُو َلى تِ ْسع ًا ‪...................................................................‬‬

‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫يتعوذ بعد التكبيرة‬


‫الله والله أكبر‪ ،‬ألنه الئق بالحال وهي الباقيات الصالحات‪ ،‬ثم ّ‬
‫األخيرة ويقرأ الفاتحة كغيرها من الصلوات (و) يكبر (في) الركعة (الثانية) بعد‬
‫التعوذ والقراءة للخبر‬
‫(خمسا سوى تكبيرة القيام) بالصفة السابقة قبل ّ‬
‫ً‬ ‫تكبيرة القيام‬
‫المتقدم‪ ،‬ويجهر ويرفع يديه ند ًبا في الجميع كغيرها من تكبير الصلوات‪ .‬ويسن‬
‫أن يضع يمناه على يسراه تحت صدره بين كل تكبيرتين كما في تكبيرة اإلحرام‪،‬‬
‫ولو ّ‬
‫شك في عدد التكبيرات أخذ باألقل كما في عدد الركعات‪.‬‬

‫بعضا فال‬ ‫كالتعوذ ودعاء االفتتاح فلسن ً‬


‫فرضا وال ً‬ ‫ّ‬ ‫وهذه التكبيرات من الهيئات‬
‫مكروها‪ ،‬ويكبر في قضاء صالة‬
‫ً‬ ‫بعضهن‬
‫ّ‬ ‫لتركهن وإن كان الـترك لكلهن أو‬
‫ّ‬ ‫يسجد‬
‫العيد مطل ًقا ألنه من هيئاتها كما ّ‬
‫مر ولو نسى التكبيرات وشرع في القراءة ولو لم يتم‬
‫تعوذ قبل‬
‫التعوذ ولم يقرأ كبر بخالف ما لو ّ‬
‫الفاتحة لم يتداركها‪ ،‬ولو تذكرها بعد ّ‬
‫مستفتحا‪ ،‬ويندب أن يقرأ بعد الفاتحة‬
‫ً‬ ‫التعوذ ال يكون‬
‫ّ‬ ‫االفتتاح ال يأتى به ألنه بعد‬
‫في الركعة األولى «ق»‪ ،‬وفي الثانية «اقتربت الساعة» أو «سبح اسم ربك األعلى»‬
‫جهرا لالتباع‪( .‬ويخطب بعدهما) أي الركعتين‬
‫في األولى‪ ،‬والغاشية في الثانية ً‬
‫(خطبتين) لجماعة ال لمنفرد كخطبتى الجمعة في أركان وسنن‪ ،‬ويسن أن يعلمهم‬
‫في عيد الفطر الفطرة‪ ،‬وفي عيد األضحى األضحية‪.‬‬

‫(ويكبر) ند ًبا (في) افتتاح الخطبة (األولى تس ًعا)‪..............................‬‬

‫الصف األول الثانوى‬


‫‪‬‬ ‫‪206‬‬
‫‪X‬‬
‫الع ِ‬
‫س ِمن َلي َل ِة ِ‬ ‫‪،‬و ُيـكَـ ِّب ُـر ِم ْن ُغ ُـر ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫يد‪......................‬‬ ‫الش ْم ِ ْ ْ‬
‫وب َّ‬ ‫َوفي ال َّثان َيـة َس ْبع ًا َ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫تشبيها للخطبتين بصالة‬


‫ً‬ ‫(و) يكبر (في) افتتاح (الثانية سب ًعا) والء إفرا ًدا في الجميع‬
‫العيد‪ ،‬فإن الركعة األولى تشتمل على تسع تكبيرات فإن فيها سبع تكبيرات وتكبيرة‬
‫اإلحرام وتكبيرة الركوع‪ ،‬والركعة الثانية على سبع تكبيرات فإن فيها خمس تكبيرات‬
‫وتكبيرة القيام وتكبيرة الركوع والوالء سنة في التكبيرات وكذا اإلفراد‪ ،‬فلو تخلل‬
‫ذكر بين كل تكبيرتين أو قرن بين كل تكبيرتين جاز‪ .‬والتكبيرات المذكورات ليست‬
‫نص عليه الشافعي‪.‬‬ ‫من الخطبة بل مقدمة لها كما ّ‬
‫وسن غسل للعيدين وإن لم يرد الحضور ألنه يوم زينة ويدخل وقته بنصف الليل‬‫ّ‬
‫وتبكير بعد الصبح لغير إمام‪ ،‬وأن يحضر اإلمام وقت الصالة ويعجل الحضور‬
‫قليل‪ ،‬وحكمته اتساع وقت التضحية‪ ،‬ووقت صدقة‬ ‫في أضحى ويؤخره في فطر ً‬
‫الفطر قبل الصالة‪ ،‬وفعلها بمسجد أفضل لشرفه إال لعذر كضيقه‪ ،‬وإذا خرج لغير‬
‫المسجد استخلف ند ًبا من يصـلى ويخطب فيه‪ ،‬وأن يذهب للصالة في طريق طويل‬
‫ماش ًيا بسكينة‪ ،‬ويرجع في آخر قصير كجمعة‪ ،‬وأن يأكل قبلها في عيد فطر‪ ،‬واألولى‬
‫وترا‪ ،‬ويمسك عن األكل في عيد األضحى‪ ،‬وال يكره‬ ‫أن يكون على تمر وأن يكون ً‬
‫نفل قبلها بعد ارتفاع الشمس لغير إمام‪ ،‬أما بعدها فإن لم يسمع الخطبة فكذلك‬
‫وإال كره ألنه بذلك معرض عن الخطيب بالكلية‪ ،‬وأما اإلمام فيكره له التنفل قبلها‬
‫وبعدها‪.‬‬
‫وقت التكبير في العيدين‬
‫(ويكبر) ند ًبا كل أحد غير حاج (من غروب الشمس من ليلة العيد) أي عيد‬
‫األول قوله‬
‫الفطر واألضحى برفع صوت في المنازل واألسواق وغيرهما‪ .‬ودليله في ّ‬
‫(((‬
‫تعالى‪ :‬ﱹ ﯟ ﯠ ﱸ((( أي عدّ ة صوم رمضان ﱹﯡ ﯢﱸ‬
‫((( سورة البقرة ‪ .‬اآلية‪.185 :‬‬
‫((( سورة البقرة ‪ .‬اآلية‪.185 :‬‬

‫‪‬‬‫‪207‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫ات ِمن‬
‫وض ِ‬ ‫ِ‬
‫الص َل َوات َ‬
‫الم ْف ُر َ‬ ‫ف َّ‬‫الص َل ِة ‪َ ،‬وفِي ْالَ ْض َحى َخ ْل َ‬ ‫إِ َلى َأن يدْ ُخ َل ا ِ ِ‬
‫إل َما ُم في َّ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُص ْبحِ َي ْو ِم َع َر َف َة إِ َلى ا ْل َع ْص ِر من آخ ِر َأ َّيا ِم الت َّْش ِر ِ‬
‫يق‪.‬‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫األول‪ ،‬وفي رفع الصوت إظهار شعار‬


‫أي عند إكمالها‪ ،‬وفي الثانى القياس على ّ‬
‫العيد‪ .‬ويستمر التكبير (إلى أن يدخل اإلمام في الصالة)‪.‬‬
‫أى صالة العيد إذ الكالم مباح إليه‪ ،‬فالتكبير أولى ما يشتغل به ألنه ذكر الله تعالى‬
‫وشعار اليوم‪ ،‬فإن صلى منفر ًدا فالعبرة بإحرامه (و) يكبر (في) عيد (األضحى خلف‬
‫الصلوات المفروضة) والنوافل ولو فائتة وصالة جنازة (من) بعد صالة (صبح يوم‬
‫عرفة إلى) بعد صالة (العصر من آخر أيام التشريق) الثالث لالتباع‪ ،‬وأما الحاج‬
‫فيكبر عقب كل صالة من ظهر يوم النحر ألنها أول صالته بعد انتهاء وقت التلبية‬
‫إلى عقب صبح آخر أيام التشريق ألنها آخر صالته بمنى‪ ،‬وقبل ذلك ال يكبر بل يلبى‬
‫ألن التلبية شعاره‪ ،‬وخرج بما ذكر الصلوات في عيد الفطر فال يسن التكبير عقبها‬
‫ً‬
‫ومرسل‪ .‬وصيغته‬ ‫لعدم وروده‪ ،‬والتكبير عقب الصلوات يسمى مقيدً ا وما قبله مطل ًقا‬
‫المحبوبة‪ :‬الله أكبر الله أكبر الله أكبر ال إله إال الله والله أكبر‪ ،‬الله أكبر ولله الحمد‪،‬‬
‫كثيرا‬
‫كبيرا والحمد لله ً‬ ‫واستحسن في األم أن يزيد بعد التكبيرة الثالثة‪ :‬الله أكبر ً‬
‫ً‬
‫وأصيل‪ ،‬ال إله إال الله وال نعبد إال إياه مخلصين له الدين ولو كره‬ ‫وسبحان الله بكرة‬
‫الكافرون‪ ،‬ال إال إال الله وحده صدق وعده ونصر عبده وأعز جنده وهزم األحزاب‬
‫وحده‪ ،‬ال إله إال الله والله أكبر‪.‬‬
‫التهنئة فى العيد‬
‫كالما فى التهنئة بالعيد واألعوام‬
‫تتمة‪ :‬قال القمولى ‪ :‬لم أر ألحد من أصحابنا ً‬
‫(((‬

‫واألشهر كما يفعله الناس‪ ،‬لكن نقل الحافظ المنذرى عن الحافظ المقدسى أنه‬
‫أجاب عن ذلك بأن الناس لم يزالوا مختلفين فيه‪ ،‬والذى أراه أنه مباح ال سنة فيه‬
‫((( نجم الدين القموىل الفقيه الشافعي من كبار العلامء يف القرن السابع اهلجري ولد سنة ‪ 653‬هـ يف‬
‫قمولة وهي تابعة لقوص بأسيوط وتويف سنة ‪727‬هـ‪.‬‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪‬‬ ‫‪208‬‬
‫‪X‬‬
‫‪.................................................................................‬‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫وال بدعة‪ .‬وأجاب الشهاب ابن حجر بعد اطالعه على ذلك بأنها مشروعة‪ ،‬واحتج‬
‫له بأن البيهقى عقد لذلك با ًبا فقال‪ :‬باب ما روى فى قول الناس بعضهم لبعض فى‬
‫العيد‪ :‬تقبل الله منا ومنك‪ .‬وساق ما ذكر من أخبار وآثار ضعيفة لكن مجموعها‬
‫يحتج به فى مثل ذلك‪ ،‬ثم قال‪ :‬ويحتج لعموم التهنئة بما يحدث من نعمة أو يندفع‬
‫من نقمة بمشروعية سجود الشكر والتعزية‪ ،‬وبما فى الصحيحين عن كعب بن مالك‬
‫النبى‬
‫فى قصة توبته لما تخلف عن غزوة تبوك أنه لما بشر بقبول توبته ومضى إلى ّ‬
‫ﷺ قام إليه طلحة بن عبيد الله فهنأه‪.‬‬
‫ويندب إحياء ليلة العيد بالعبادة‪ ،‬ويحصل ذلك بإحياء معظم الليل‪.‬‬
‫***‬

‫‪‬‬‫‪209‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫أسئلة صالة العيدين‬
‫ ‪1:‬سما حكم صالة العيدين؟ وما دليله؟ وما وقتها؟ وما عدد ركعاتها؟ وما‬
‫حكم التهنئة بالعيد؟‬
‫ ‪2:‬سد ِّلل لما يأتي‪:‬‬
‫خمسا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ )أ(التكبير في الركعة األولى سب ًعا وفي الثانية‬
‫ )ب(يندب أن يقرأ في الركعة األولى سورة (ق) أو (األعلى) وفي الثانية‬
‫(القمر) أو (الغاشية)‪.‬‬
‫ ‪3:‬ساختر اإلجابة الصحيحة مما بين القوسين‪:‬‬
‫ )أ(صالة العيد (ال تتوقف على شروط الجمعة ـ تتوقف على شروط‬
‫الجمعة ـ ليس لها شروط)‪.‬‬
‫ )ب(خطبتا العيد كخطبتي الجمعة (في األركان والسنن ـ في الشروط‬
‫والسنن ـ في األركان والشروط)‪.‬‬
‫***‬

‫الصف األول الثانوى‬


‫‪‬‬ ‫‪210‬‬
‫‪X‬‬
‫(فصل في صالة الجنازة)‬
‫أشياء‪ :‬غسل ُه ‪..........................................‬‬ ‫ِ‬
‫الميت أربع ُة‬ ‫ويلز ُم في‬
‫َ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫بفتح الجيم وكسرها لغتان مشهورتان اسم للميت في النعش‪ ،‬فإن لم يكن عليه‬
‫الميت فهو سرير ونعش‪ ،‬وهو من جنزه يجنزه إذا ستره‪.‬‬
‫ولما اشتمل هذا الفصل على الصالة ذكره المصنف هنا دون الفرائض((( فقال‪:‬‬
‫(ويلزم في الميت) المسلم غير الشهيد (أربعة أشياء) على جهة فرض الكفاية‪:‬‬
‫األول‪( :‬غسله) إذا تيقن موته بظهور شىء من أماراته كاسترخاء قدم وميل أنف‬
‫أخر وجو ًبا ليقين‪ .‬وأقل الغسل تعميم بدنه‬
‫وانخساف صدغ‪ ،‬فإن شك في موته ّ‬
‫بالماء مرة ألن ذلك هو الفرض كما في الغسل من الجنابة في حق الحي‪ ،‬فال يشترط‬
‫تقدم إزالة النجاسة عنه‪ ،‬وال تجب نية الغاسل ألن القصد بغسل الميت النظافة‬
‫وهي ال تتوقف على نية‪ ،‬وأكمله أن يغسله في خلوة ال يدخلها إال الغاسل ومن‬
‫والولي‪ ،‬وفي قميص بال أو رقيق ألنه أستر له‪ ،‬وعلى مرتفع كلوح لئال يصيبه‬
‫ّ‬ ‫يعينه‬
‫الرشاش بماء بارد ألنه يشد البدن إال لحاجة إلى المسخن كوسخ وبرد‪ ،‬وأن يجلسه‬
‫الغاسل على المرتفع برفق ً‬
‫مائل إلى ورائه‪ ،‬ويضع يمينه على كتفه وإبهامه في نقرة‬
‫ويمر يساره على بطنه بمبالغة‬
‫ّ‬ ‫قفاه لئال تميل رأسه‪ ،‬ويسند ظهره بركبته اليمنى‬
‫ليخرج ما فيه من الفضالت‪ ،‬ثم يضجعه لقفاه ويغسل بخرقة ملفوفة على يساره‬
‫سوأتيه‪ ،‬ثم يلقيها ويلف خرقة أخرى على اليد وينظف أسنانه ومنخريه‪ ،‬ثم يوضئه‬
‫كالحي‪ ،‬ثم يغسل رأسه فلحيته بنحو سدر‪ ،‬ويسرح شعرهما إن تلبد بمشط واسع‬
‫األسنان برفق‪ ،‬وير ّد المنتف من شعرهما إليه‪ ،‬ثم يغسل شقه األيمن ثم األيسر‪ ،‬ثم‬
‫يحرفه إلى شقه األيسر فيغسل شقه األيمن مما يلى قفاه‪ ،‬ثم يحرفه إلى‪............‬‬
‫ّ‬
‫((( أى مل يذكره ىف فروض الكفاية مع أن ما فيه من غسل وصالة وغريمها من فروض الكفاية وإنام ذكره‬
‫هنا ىف كتاب الصالة الشتامل هذه الفروض عىل الصالة‪.‬‬

‫‪‬‬‫‪211‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫وتكفين ُه‪........................................................................ ،‬‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫شقه األيمن فيغسل شقه األيسر كذلك مستعينًا في ذلك كله بنحو سدر‪ ،‬ثم يزيله‬
‫بماء من فرقه((( إلى قدميه‪ ،‬ثم يعمه كذلك بماء قراح فيه قليل كافور كما سيأتى‬
‫بحيث ال يغير الماء‪ .‬فهذه األغسال المذكورة غسلة‪ ،‬وتسن ثانية وثالثة كذلك‪،‬‬
‫ولو خرج بعد الغسل نجس وجب إزالته عنه‪ .‬ويندب أن ال ينظر الغاسل من غير‬
‫عورته إال قدر الحاجة‪ ،‬وأما عورته فيحرم النظر إليها‪ ،‬وأن يغطى وجهه بخرقة وأن‬
‫سن ذكره أو ضده حرم ذكره‪ ،‬إال لمصلحة كبدعة‬‫خيرا ّ‬
‫يكون الغاسل أمينًا‪ ،‬فإن رأى ً‬
‫ظاهرة ومن تعذر غسله يمم كما في غسل الجنابة‪.‬‬
‫وال يكره لنحو جنب غسله‪ ،‬والرجل أولى بالرجل والمرأة أولى بالمرأة‪ ،‬وله‬
‫غسل حليلته من زوجة غير رجعية ولو نكح غيرها‪ ،‬ولزوجة غسل زوجها‪ ،‬فإن لم‬
‫يحضر إال أجنبى في الميتة المرأة وإال أجنبية في الرجل يمم الميت‪ .‬نعم الصغير‬
‫الذي لم يبلغ حد الشهوة يغسله الرجال والنساء‪ ،‬ويغسل من فوق ثوب‪ ،‬ويحتاط‬
‫الغاسل في غض البصر والمس‪ ،‬ولنحو أهل الميت كأصدقائه تقبيل وجهه‪،‬‬
‫وال بأس باإلعالم بموته‪ ،‬بخالف نعى الجاهلية وهو النداء بموت الشخص وذكر‬
‫مآثره ومفاخره‪.‬‬
‫(و) الثانى‪( :‬تكفينه) بعد غسله بما له لبسه ح ًيا من حرير وغيره‪ ،‬وكره مغاالة فيه‪،‬‬
‫وأقل الكفن ثوب واحد‪.‬‬
‫ويكون سابغًا‪ ،‬أي فال يكفى ستر العورة ألن الزائد عليها حق للميت‪،‬‬
‫وأما األفضل للرجل والمرأة فسيأتي‪ ،‬وأن يبسط أحسن اللفائف وأوسعها والباقى‬
‫يذر على كل وعلى الميت حنوط(((‬‪ ،‬وأن يوضع الميت فوقها مستلق ًيا‪،‬‬
‫فوقها‪ ،‬وأن ّ‬
‫وأن تشد ألياه بخرقة‪ ،‬وأن يجعل على منافذه نحو قطن عليه حنوط وتلف عليه‬
‫((( فرقه‪ :‬رأسه‪.‬‬
‫((( حنوط‪ :‬ما خيلط من الطيب ألكفان املوتى وأجسامهم خاصة‪.‬‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪‬‬ ‫‪212‬‬
‫‪X‬‬
‫والصال ُة ِ‬
‫عليه‪.................................................................. ،‬‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫محرما‬
‫ً‬ ‫اللفائف‪ ،‬وتشد اللفائف بشداد خوف االنتشار عند الحمل إال أن يكون‬
‫ويحل الشداد في القبر‪.‬‬
‫غنى عليه‬
‫ومحل تجهيز الميت تركته إال زوجة وخادمها فتجهيزهما على زوج ّ‬
‫نفقتهما فإن لم يكن للميت تركة فتجهيزه على من عليه نفقته ح ًيا‪ ،‬فإن لم يكن‬
‫للميت من تلزمه نفقته فتجهيزه على بيت المال‪.‬‬
‫(و) الثالث‪( :‬الصالة عليه) وهي من خصائص هذه األمة كما قاله الفاكهانى‬
‫في شرح الرسالة‪ .‬قال‪ :‬وكذا اإليصاء بالثلث‪.‬‬
‫وشرط لصحتها شروط غيرها من الصلوات‪ ،‬وتقدم طهر الميت ألنه المنقول‬
‫يصل‬‫ّ‬ ‫عن النبى ﷺ‪ ،‬فلو تعذر كأن وقع في حفرة وتعذر إخراجه وطهره لم‬
‫عليه‪ .‬وتكره الصالة عليه قبل تكفينه لما فيه من االزدراء بالميت‪ ،‬وال يشترط‬
‫«ما ِم ْن َر ُج ٍل ُم ْسلِ ٍم َي ُم ُ‬
‫وت َي ُقو ُم‬ ‫فيها الجماعة‪ ،‬كالمكتوبة بل تسن لخبر مسلم‪َ :‬‬
‫ُون َبال َّل ِه َش ْيئًا إِالَّ َش َّف َع ُه ْم ال َّل ُه فِ ِيه» ويكفى‬ ‫َع َلى َجنَازَتِ ِه َأ ْر َب ُع َ‬
‫ون َر ُج ًل الَ ُي ْشرك َ‬
‫في إسقاط فرضها ذكر ولو صب ًيا مميزًا لحصول المقصود به(((‪ ،‬ويجب تقديمها‬
‫على الدفن‪ ،‬وتصح على قبر غير نبى لالتباع رواه الشيخان‪ ،‬وتصح على غائب عن‬
‫البلد ولو دون مسافة القصر‪.‬‬
‫واألولى بإمامة صالة الميت‪ :‬أب وإن أوصى بها لغيره‪ ،‬فأبوه وإن عال‪،‬‬
‫فابن فابنه وإن سفل‪ ،‬فباقى العصبة بترتيب اإلرث‪ ،‬فذو رحم ويقدم عدل على‬
‫وأسن ألنها والية فال حق فيها للزوج وال للمرأة‪ ،‬ويندب أن‬‫ّ‬ ‫أقرب منه ولو أفقه‬
‫يقف غير المأموم من إمام ومنفرد عند رأس ذكر وعجيزه أنثى لالتباع‪ ،‬وتجوز على‬
‫جنائز صالة واحدة برضا أوليائها ألن الغرض منها الدعاء‪ ،‬ويقدم إلى اإلمام األسبق‬

‫((( إذ املقصود الدعاء‪ ،‬ودعاؤه أقرب إىل اإلجابة‪ ،‬فإن مل يوجد أو امتنع وجبت عىل النساء‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪213‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫المشركين‪.......... ،‬‬ ‫ِ‬
‫معركة‬ ‫ِ‬
‫يغسالن وال ُيص َّلي عل ْي ِه َما‪ :‬الشهيدُ في‬ ‫ِ‬
‫واثنان ال‬ ‫ودفن ُه‬
‫َ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬
‫من الذكور أو اإلناث وإن كان المتأخر أفضل‪ ،‬فلو سبقت أنثى ثم حضر رجل‬
‫أو صبى أخرت عنه‪ ،‬ولو وجد جزء ميت مسلم غير شهيد صلى عليه بعد غسله‬
‫وستره بخرقة ودفن كالميت الحاضر‪ ،‬وإنما يصلى على الجزء بقصد الجملة ألنها‬
‫في الحقيقة صالة على غائب‪.‬‬
‫(و) الرابع‪( :‬دفنه) في قبر‪ ،‬وأقله حفرة تمنع بعد ردمها ظهور رائحة منه فتؤذى‬
‫الحي‪ ،‬وتمنع نبش سبع لها فيأكل الميت فتنتهك حرمته‪.‬‬
‫(واثنان ال يغسالن وال يصلى عليهما) لتحريم ذلك في حقهما‪:‬‬
‫األول‪( :‬الشهيد) ولو أنثى أو غير بالغ إذا مات (فى معركة المشركين) لخبر‬
‫النبي ﷺ أمر في قتلى أحد بدفنهم بدمائهم ولم يغسلوا ولم‬
‫البخارى عن جابر «أن ّ‬
‫يصل عليهم وأما خبر أنه خرج فصلى على قتلى أحد صالته على الميت» فالمراد‬
‫جم ًعا بين األدلة دعا لهم كدعائه للميت كقوله تعالى‪ :‬ﱹ ﮡ ﮢﮣ ﱸ((( أي ادع‬
‫لهم وسمى شهيدً ا لشهادة الله تعالى ورسوله ﷺ له بالجنة‪ ،‬وهو من لم تبق فيه حياة‬
‫مستقرة قبل انقضاء حرب المشركين بسببها‪ ،‬كأن قتله كافر أو أصابه سالح مسلم‬
‫خطأ‪ ،‬أو عاد إليه سالحة أو رمحته دابته أو سقط عنها‪ ،‬أو تردى حال قتاله في بئر‪،‬‬
‫أو انكشف عنه الحرب ولم يعلم سبب قتله وإن لم يكن عليه أثر دم ألن الظاهر أن‬
‫موته بسبب الحرب بخالف من مات بعد انقضائها وفيه حياة مستقرة بجراحة فيه‪،‬‬
‫أما الشهيد العارى عما ذكر كالغريق والمبطون والمطعون والميتة طل ًقا والمقتول‬
‫ظلما فيغسل ويصلى عليه‪ ،‬ويسن تكفينه في ثيابه التي مات‬‫في غير القتال المذكور ً‬
‫فيها إذا اعتيد لبسها غال ًبا‪ ،‬أما ثياب الحرب كدرع ونحوهما مما ال يعتاد لبسه غال ًبا‬
‫كخف وفروة فيندب نزعها كسائر الموتى‪ ،‬فإن لم تكفه ثيابه وجب تتميمها بما يستر‬ ‫ّ‬
‫جميع بدنه ألنه حق للميت كما مر‪.‬‬
‫((( سورة التوبة ‪ .‬اآلية‪.103 :‬‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪‬‬‫‪214‬‬
‫‪X‬‬
‫سدر‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ويغس ُل‬ ‫َّ‬ ‫والس ُ‬
‫ويكون في أول غسله ٌ‬
‫ُ‬ ‫وترا‬
‫الميت ً‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫صارخا‪،‬‬
‫ً‬ ‫يستهل‬ ‫لم‬
‫قط الذي ْ‬ ‫ِّ‬
‫قميص وال عمام ٌة‪.‬‬ ‫أثواب ٍ‬
‫بيض ليس فيها‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ويكفن في ثالثة‬ ‫ٍ‬
‫كافور‪.‬‬ ‫شيء من‬ ‫ِ‬
‫وفي آخره‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫صارخا) أي بأن لم تعلم حياته ولم يظهر‬‫ً‬ ‫ّ‬


‫يستهل‬ ‫(و) الثانى‪( :‬السقط الذى لم‬
‫خلقه‪ ،‬فال تجوز الصالة عليه وال يجب غسله‪ ،‬ويسن ستره بخرقة ودفنه دون‬
‫غيرهما‪ ،‬أما إذا علمت حياته بصياح أو غيره أو ظهرت أماراتها كاختالج أو تحرك‬
‫فككبير فيغسل ويكفن ويصلى عليه ويدفن لتيقن حياته وموته بعدها في األولى‬
‫وظهور أماراتها في الثانية‪ ،‬وإن لم تعلم حياته وظهر خلقه وجب تجهيزه بال صالة‬
‫عليه‪ ،‬والسقط‪ :‬مشتق من السقوط وهو النازل قبل تمام أشهره‪ ،‬فإن بلغها فكالكبير‪،‬‬
‫(صارخا) تأكيد‪.‬‬
‫ً‬ ‫واالستهالل‪ :‬الصياح عند الوالدة كما قاله أهل اللغة فقوله‬
‫خطمى ‬‬
‫(((‬
‫ّ‬ ‫((( أو‬
‫وترا) ند ًبا كما مر (ويكون في أول غسله سدر) ‬‬ ‫(ويغسل الميت ً‬
‫وترا (شىء من كافور) تقوية للجسد ومن ًعا للهوا ّم وللنتن‪،‬‬ ‫(وفى آخره) الذي يكون ً‬
‫وهو مندوب في كل غسلة إال إنه في األخيرة آكد‪ .‬ومحله في غير المحرم‪ ،‬أما‬
‫المحرم فال يقرب طي ًبا وصفة أكمل الغسل قد تقدمت‪( .‬ويكفن) الميت الذكر‬
‫اض فِإِن ََها َخ ْي ُر َثيِ َابِك ُْم‪َ ،‬و َك ِّفنُوا‬
‫(فى ثالثة أثواب بيض) لخبر «ا ْلبِ ُسوا ِم ْن ثِ َيابِك ُْم ال َب َي َ‬
‫فِ َيها َم ْوتَاك ُْم» (ليس فيها قميص وال عمامة) هذا هو األفضل في حقه‪ ،‬ويجوز رابع‬
‫محرما وعمامة تحت اللفائف‪ ،‬واألفضل في حق‬ ‫ً‬ ‫وخامس فيزاد قميص إن لم يكن‬
‫المرأة خمسة‪ :‬إزار فقميص فخمار ـ وهو ما يغطى به الرأس ـ فلفافتان‪ .‬أما الواجب‬
‫فقد تقدم الكالم عليه‪.‬‬

‫((( السدر‪ :‬شجر النبق‪.‬‬


‫((( اخلطمى‪ :‬نبات يغسل به ويقوم الصابون وسائر املنظفات احلديثة مقامه‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪215‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫يقرأ الفاتح َة بعدَ األُو َلى‪........................... ،‬‬ ‫ٍ‬
‫تكبيرات‪ُ :‬‬ ‫أربع‬ ‫ِ‬
‫ويك ِّب ُر عليه ُ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫أركان الصالة على الميت‬


‫ثم اعلم أن أركان الصالة على الميت سبعة‪ :‬ذكر المصنف بعضها‪:‬‬
‫الركن األول‪ :‬النية كنية غيرها من الصلوات وال يجب في الميت الحاضر تعيينه‬
‫باسمه أو نحوه وال معرفته‪ ،‬بل يكفى تمييزه نوع تمييز كنية الصالة على هذا الميت‬
‫أو على من يصلى عليه اإلمام‪ ،‬فإن حضر موتى نوى الصالة عليهم وإن لم يعرف‬
‫عددهم‪ ،‬ولو أحرم اإلمام بالصالة على جنازة ثم حضرت أخرى وهو في الصالة‬
‫تركت حتى يفرغ ثم يصلى على الثانية ألنه لم ينوها ّأو ًل‪.‬‬
‫والركن الثانى‪ :‬قيام قادر عليه كغيرها من الفرائض‪.‬‬
‫(و) الركن الثالث‪( :‬يكبر عليه أربع تكبيرات) لالتباع رواه الشيخان‪ ،‬فلو زاد‬
‫ذكرا وإذا زاد إمامه عليها لم يسن له متابعته في‬‫عليها لم تبطل صالته ألنه إنما زاد ً‬
‫الزائد لعدم سنه لإلمام بل يفارقه ويسلم أو ينتظره ليسلم معه وهو أفضل‪.‬‬
‫ال َة َل ِ‬
‫ـم ْن‬ ‫والركن الرابع‪ :‬قراءة الفاتحة كغيرها من الصلوات ولعموم خبر‪« :‬الَ َص َ‬
‫َاب» وقوله (يقرأ الفاتحة بعد) التكبيرة (األولى) ولكن الراجح‬ ‫َل ْم َي ْق َر ْأ بِ َفاتِ َح ِة الكِت ِ‬
‫كما رجحه النووى في منهاجه من زيادته أنها تجزىء في غير األولى من الثانية‬
‫والثالثة والرابعة وجزم به في المجموع‪ ،‬وفي المجموع يجوز أن يجمع في التكبيرة‬
‫النبي ﷺ‪ ،‬وفي الثالثة بين القراءة والدعاء للميت‪،‬‬ ‫الثانية بين القراءة والصالة على ّ‬
‫ويجوز إخالء التكبيرة األولى من القراءة‪ .‬اهـ‪.‬‬
‫وال يشترط الترتيب بين الفاتحة وبين الركن الذي قرئت الفاتحة فيه‪ ،‬وال يجوز‬
‫أن يقرأ بعضها في ركن وبعضها في ركن آخر ألن هذه الخصلة لم تثبت‪ ،‬وكالفاتحة‬
‫فيما ذكر عند العجز بدلها‪.‬‬

‫الصف األول الثانوى‬


‫‪‬‬ ‫‪216‬‬
‫‪X‬‬
‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫الثانية‪ ،‬ويدْ عو للمي ِ‬ ‫ِ‬
‫فيقول‪« :‬اللهم إن هذا‬ ‫الثالثة‬ ‫ت بعدَ‬ ‫ِّ‬ ‫ََ ُ‬ ‫ويص ِّلي على ِّ‬
‫النبي ﷺ بعدَ‬
‫ِ‬
‫ظلمة‬ ‫ِ‬
‫ومحبوبه وأحبائه فيها إلى‬ ‫خرج من روحِ الدُّ نيا َو َس َعتِ َها‬ ‫َ‬
‫عبديك‪،‬‬ ‫َ‬
‫عبدك وابن‬
‫َ‬
‫وأن محمدً ا‬
‫لك َّ‬ ‫شريك َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وحدك ال‬ ‫أنت‬
‫القيه‪ ،‬كان يشهدُ أن ال إله إال َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫القبر وما هو‬
‫منزول ِبه‪........... ،‬‬
‫ٍ‬ ‫خير‬
‫وأنت ُ‬ ‫َ‬ ‫نزل َ‬
‫بك‬ ‫اللهم إن ُه َ‬
‫َّ‬ ‫أعلم به‪،‬‬
‫ورسولك‪ ،‬وأنت ُ‬ ‫َ‬ ‫عبدُ ك‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫(و) الركن الخامس‪( :‬يصلى على النبى ﷺ بعد) التكبيرة (الثانية) لالتباع‪،‬‬
‫وأقلها‪ :‬اللهم صلى على محمد‪ ،‬وتسن الصالة على اآلل كالدعاء للمؤمنين‬
‫والمؤمنات عقبها والحمد لله قبل الصالة على النبى ﷺ‪.‬‬
‫(و) الركن السادس‪( :‬يدعو للميت) بخصوصه ألنه المقصود األعظم من الصالة‬
‫وما قبله مقدمة له فال يكفى الدعاء للمؤمنين والمؤمنات‪ ،‬والواجب ما ينطلق عليه‬
‫االسم كاللهم ارحمه واللهم اغفر له‪ ،‬وأما األكمل فسيأتي‪ .‬ويجب أن يكون الدعاء‬
‫(بعد) التكبيرة (الثالثة) فال يجزىء في غيرها بال خالف‪ .‬وليس لتخصيص ذلك إال‬
‫مجرد االتباع‪ .‬ويسن رفع يديه في تكبيراتها حذو منكبيه‪ ،‬ويضع يديه تحت صدره‬
‫تعوذ للقراءة وإسرار به‪ ،‬وترك افتتاح وسورة لطولهما‪.‬‬ ‫كغيرها من الصلوات‪ ،‬ويسن ّ‬
‫وأما أكمل الدعاء (فيقول) بعد قوله‪« :‬اللهم اغفر لحينا وميتنا وشاهدنا وغائبنا‬
‫وم ْن توفيته‬
‫وصغيرنا وكبيرنا وذكرنا وأنثانا‪ ،‬اللهم َم ْن أحييته منا فأحيه على اإلسالم َ‬
‫منا فتوفه على اإليمان» (اللهم) أي يا الله (إن هذا) الميت (عبدك وابن عبديك)‬
‫بالتثنية تغلي ًبا للمذكر (خرج من روح الدنيا) بفتح الراء وهو نسيم الريح (وسعتها)‬
‫بفتح السين أي االتساع وبالجر عط ًفا على المجرور والمضاف (ومحبوبه وأحبائه‬
‫فيها) أي ما يحبه ومن يحبه (إلى ظلمة القبر وما هو القيه) واللفظ يتناول ما يلقاه‬
‫وأن) سيدنا‬‫في القبر وفيما بعده (كان يشهد أن ال إله إال أنت وحدك ال شريك لك ّ‬
‫(محمدً ا) ﷺ (عبدك ورسولك) إلى جميع خلقك (وأنت أعلم به) أي منا (اللهم إنه‬
‫نزل بك) أي ضيفك وأنت أكرم األكرمين وضيف الكرام ال يضام (وأنت خير منزول‬
‫به) ويذكر اللفظ مطل ًقا سواء كان الميت ً‬
‫ذكرا أم أنثى ألنه عائد على الله تعالى‪.‬‬
‫‪‬‬‫‪217‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬
‫‪X‬‬
‫شفعاء‬ ‫راغبين َ‬
‫إليك‬ ‫َ‬
‫جئناك‬ ‫ِ‬
‫عذابه‪ ،‬وقدْ‬ ‫عن‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫غني ْ‬ ‫وأنت ٌ‬‫َ‬ ‫رحمتك‬ ‫فقيرا إلى‬
‫وأصبح ً‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كان مسيئًا فتجاو ْز عن ُه‪ ،‬ول ِّقه برحمت َ‬ ‫ِ‬
‫اللهم إن كان محسنًا فزد في إحسانه‪ ،‬وإن َ‬ ‫ل ُه‪،‬‬
‫َّ‬
‫جنبيه ول ِّق ِه‬
‫ِ‬ ‫األرض عن‬‫َ‬ ‫ِ‬
‫وجاف‬ ‫القبر وعذابه‪ ،‬وافسح له في ِ‬
‫قبره‪،‬‬ ‫ْ ُ‬ ‫َُ‬
‫رضاك‪ِ ،‬‬
‫وقه فتن َة ِ‬ ‫َ‬
‫الراحمين»‪.‬‬
‫َ‬ ‫أرحم‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫برحمتك يا‬ ‫األمن من عذابِك حتَّى تبعثه آمنًا إلى جنتك‪،‬‬
‫َ‬ ‫ك‬ ‫برحمتِ َ‬
‫«اللهم ال تحرمنا أجر ُه وال تفتنَّا بعد ُه‪.......................... ،‬‬ ‫ِ‬
‫الرابعة‪:‬‬ ‫ويقول في‬ ‫ُ‬
‫َّ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫غنى عن عذابه وقد جئناك) أي‬ ‫فقيرا إلى رحمتك) الواسعة (وأنت ّ‬ ‫(وأصبح ً‬
‫قصدناك (راغبين إليك شفعاء له) عندك (اللهم إن كان محسنًا) لنفسه (فزد‬
‫في إحسانه) أي إحسانك إليه (وإن كان مسيئًا) عليها (فتجاوز عنه) بكرمك (ولقه)‬
‫أي أنله (برحمتك رضاك) عنه (وقه) بفضلك (فتنة) السؤال في (القبر) بإعانته على‬
‫التثبيت في جوابه وقه (عذابه) المعلوم صحتهما من األحاديث الصحيحة (وافسح‬
‫له) بفتح السين أي وسع له (فى قبره) مدّ البصر كما صح في الخبر (وجاف‬
‫األرض) أي ارفعها (عن جنبيه) تثنية جنب (ولقه برحمتك األمن من عذابك حتى‬
‫تبعثه) من قبره بجسده وروحه (آمنًا) من هول الموقف مسو ًقا في زمرة المتقين‬
‫(إلى جنتك برحمتك يا أرحم الراحمين) جمع ذلك الشافعى رحمه الله تعالى‬
‫من األخبار‪ ،‬واستحسنه األصحاب‪ ،‬وأما الصغير فيقول اللهم اجعله فر ًطا ألبويه‪ :‬أي‬
‫واعتبارا‬
‫ً‬ ‫وذخرا ـ بالذال المعجمة ـ وعظة‬
‫ً‬ ‫ساب ًقا مهيئًا لمصالحهما في اآلخرة‪ ،‬وسل ًفا‬
‫وشفي ًعا‪ ،‬وثقل به موازينهما وأفرغ الصبر على قلوبهما‪ .‬ألن ذلك مناسب للحال‪،‬‬
‫وزاد في المجموع على هذا‪ :‬وال تفتنهما بعده وال تحرمهما أجره‪ .‬ويؤنث فيما إذا‬
‫كان الميت أنثى‪ .‬ويكفى هذا الدعاء للطفل‪ .‬وال ينافى قولهم إنه ال بد في الدعاء‬
‫الس ْق ُط‬
‫«و َ‬‫مر لثبوت النص في هذا بخصوصه وهو قوله ﷺ‪َ :‬‬ ‫يخص به كما ّ‬ ‫للميت أن ّ‬
‫الر ْح َم ِة» ولكن لو دعا له بخصوصه كفى‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ُي َص َّلى َع َل ّيه َو ُيدْ عى ل َوالد ْيه بِال َعاف َية َو َّ‬
‫(ويقول في) التكبيرة (الرابعة) ند ًبا‪( :‬اللهم ال تحرمنا أجره) أي أجر الصالة عليه‬
‫أو أجر المصيبة به فإن المسلمين في المصيبة كالشىء الواحد (وال تفتنا بعده) أي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪‬‬ ‫‪218‬‬
‫‪X‬‬
‫ِ‬
‫الرابعة‪.‬‬ ‫ويسلم بعدَ‬ ‫واغفر لنا ول ُه»‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫القبلة ‪............................................... ،‬‬ ‫َ‬
‫مستقبل‬ ‫و ُيدفن في َل ْح ٍد‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫باالبتالء بالمعاصي‪ ،‬وزاد المصنف كالتنبيه (واغفر لنا وله) واستحسنه األصحاب‪،‬‬
‫يطول الدعاء بعد الرابعة‪.‬‬
‫ويسن أن ّ‬
‫(و) الركن السابع‪( :‬يسلم بعد) التكبيرة (الرابعة) كسالم غيرها من الصلوات‬
‫سن «وبركاته» خال ًفا لمن قال ّ‬
‫يسن ذلك‪،‬‬ ‫في كيفيته وتعدده‪ ،‬ويؤخذ من ذلك عدم ّ‬
‫وأنه يلتفت في السالم وال يقتصر على تسليمة واحدة يجعلها تلقاء وجهه‪ .‬ويسن‬
‫اإلسراع بالجنازة إن أمن تغير الميت باإلسراع‪ ،‬وإال فيتأنى به فإن خيف تغيره‬
‫وسن لغير ذكر ما يستره كقبة وكره لغط في الجنازة‬
‫ّ‬ ‫أيضا زيد في اإلسراع‪،‬‬
‫بالتأنى ً‬
‫بل المستحب التفكر في الموت وما بعده‪ ،‬وال يكره الركوب في رجوعها ‪.‬‬
‫ولو اختلط من ُيصلى عليه بغيره ولم يتميز كمسلم بكافر وغير شهيد بشهيد‬
‫وجب تجهيز كل إذ ال يتم الواجب إال بذلك ويصلى على الجميع وهو أفضل‪.‬‬
‫«ما ِم ْن ُم ْسلِ ٍم َي ُم ُ‬
‫وت َف ُي َص َّلى‬ ‫وتسن الصالة عليه بمسجد وبثالثة صفوف فأكثر لخبر‪َ :‬‬ ‫ّ‬
‫نفل‪،‬‬‫وف إِالَّ ُغ ِف َر َل ُه» وال تسن إعادتها ومع ذلك لو ُأعيدت وقعت ً‬ ‫ال َث ُة ص ُف ٍ‬ ‫ِ‬
‫َع َل ْيه َث َ ُ‬
‫ولى أما هو فتؤخر له ما لم يخف تغيره‪.‬‬
‫وال تؤخر لغير ّ‬
‫ثم شرع في أكمل الدفن الموعود بذكره فقال‪( :‬ويدفن في لحد) وهو أصله‬
‫ل عن االستواء قدر ما يسع‬ ‫الميل‪ ،‬والمراد أن يحفر في أسفل جانب القبر القبلى((( مائ ً‬
‫الميت ويستره وهو أفضل من الشق إن صلبت األرض‪ ،‬وهو أن يحفر قعر القبر كالنهر‬
‫ويبنى جانباه بلبن أو غيره غير ما مسته النار ويجعل الميت بينهما‪ ،‬أما األرض الرخوة‬
‫فالشق فيها أفضل خشية االنهيار ويوضع في اللحد أو غيره (مستقبل القبلة) وجو ًبا‬
‫ً‬
‫تنزيل له منزلة المصلى فلو وجه لغيرها نبش ووجه للقبلة وجو ًبا إن لم يتغير وإال فال‪،‬‬

‫((( الذى جهة القبلة‪.‬‬

‫‪‬‬‫‪219‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫ِ‬
‫رسول الله ﷺ‬ ‫الله‪ ،‬وعلى ِ‬
‫ملة‬ ‫ويقول الذي يلحده‪ :‬بس ِم ِ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫رأسه ٍ‬
‫برفق ‪،‬‬ ‫و ُي َس ُّل من ِقبل‬
‫ُ‬
‫و ُي ْض َج ُع في ِ‬
‫القبر بعدَ أن ُي َع َّم َق قام ًة وبسط ًة ‪..................................... ،‬‬

‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫ويوضع الميت ند ًبا عند مؤخر القبر((( الذي سيصير عند أسفله رجل الميت‬
‫(ويسل) أي يدخل (من ِقبل) أي من جهة (رأسه برفق) لما روى أنه ﷺ‪ّ :‬‬
‫«سل من‬ ‫ّ‬
‫قبل رأسه» ويدخله األحق بالصالة عليه درجة فال يدخله ولو أنثى إال الرجال‪ ،‬لكن‬
‫وسن‬
‫ّ‬ ‫األحق في األنثى زوج وإن لم يكن له حق في الصالة فمحرم فأجنبى صالح‪،‬‬
‫وسن ستر القبر بثوب عند الدفن‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وترا واحدً ا فأكثر بحسب الحاجة‪،‬‬
‫كون المدخل ً‬

‫(ويقول الذي يلحده) أي يدخله القبر ند ًبا‪( :‬باسم الله وعلى ملة) أي دين‬
‫(رسول الله ﷺ)‪ ،‬لالتباع وفي رواية وعلى سنة رسول الله ﷺ‪( .‬ويضجع‬
‫في القبر) على يمينه ند ًبا كما في االضطجاع عند النوم‪ ،‬فإن وضع على يساره كره‬
‫ولم ينبش‪ ،‬ويندب أن يفضى بخده إلى األرض (بعد أن) يوسع بأن يزاد في طوله‬
‫وعرضه وأن (يعمق) القبر وهو الزيادة في النزول (قامة وبسطة) من رجل معتدل‬
‫لهما‪ ،‬ويندب أن يسند وجهه ورجاله إلى جدار القبر وظهره بنحو لبنة كحجر حتى‬
‫ال ينكب وال يستلقي‪ ،‬وأن يسد فتحه بنحو لبن كطين بأن يبنى بذلك ثم تسد فرجه‬
‫بكسر لبن وطين أو نحوهما‪ ،‬وكره أن يجعل له فرش ومخدة وصندوق لم يحتج‬
‫إليه ألن في ذلك إضاعة مال‪ ،‬أما إذا احتيج إلى صندوق لنداوة ونحوها كرخاوة‬
‫ليل مطل ًقا ووقت‬ ‫ٍ‬
‫حينئذ‪ ،‬وال يكره دفنه ً‬ ‫في األرض فال يكره وال تنفذ وصيته إال‬
‫يتحره باإلجماع‪..............................................،‬‬
‫كراهة صالة ما لم ّ‬

‫((( أى يوضع وهو ىف النعش قبل إنزاله القرب عند طرف القرب الذى يكون عند رجل امليت بعد إنزاله فيه‬
‫ألن ذلك أسهل إلدخاله القرب‪.‬‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪‬‬ ‫‪220‬‬
‫‪X‬‬
‫وال ُيبنى عليه وال ُي َج َّص ُص ‪..................................................... ،‬‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫فإن تحراه كره كما في المجموع (وال يبني عليه) نحو قبة كبيت (وال يجصص) أي‬
‫يبيض بالجص وهو الجبس وقيل الجير والمراد هنا هما أو أحدهما‪ ،‬أي يكره البناء‬
‫والتجصيص للنهى عنهما في صحيح مسلم‪.‬‬
‫رأى قبة فنحاها‪ ،‬وقال‪ :‬دعوه‬ ‫ويكره أن يجعل على القبر مظلة ألن عمر‬
‫يظله عمله‪ .‬ولو بنى عليه في مقبرة مسبلة وهي التي جرت عادة أهل البلد بالدفن‬
‫فيها حرم وهدم ألنه يضيق على الناس‪ ،‬وال فرق بين أن يبنى قبة أو بيتًا أو مسجدً ا‬
‫أو غير ذلك‪ ،‬ويندب أن يرش القبر بماء ألنه ﷺ فعله بقبر ولده إبراهيم‪ ،‬واألولى أن‬
‫ويسن وضع الجريد األخضر على القبر وكذا الريحان ونحوه‬ ‫ّ‬ ‫طهورا بار ًدا‪،‬‬
‫ً‬ ‫يكون‬
‫من الشىء الرطب‪ ،‬وال يجوز للغير أخذه من على القبر قبل يبسه ألن صاحبه لم‬
‫يعرض عنه إال عند يبسه لزوال نفعه الذي كان فيه وقت رطوبته وهو االستغفار‪،‬‬
‫حجرا أو خشبة أو نحو ذلك ألنه ﷺ وضع عند رأس عثمان بن‬ ‫ً‬ ‫وأن يضع عند رأسه‬
‫ات ِم ْن َأ ْهلي»(((‪ ،‬ويندب‬ ‫«أتَع َّل ُم بِ َها َق ْب َر َأ ِخى ألَ ْدفِ َن فِ ْي ِه َم ْن َم َ‬
‫مظعون صخرة وقال‪َ :‬‬
‫جمع أقارب الميت في موضع واحد من المقبرة ألنه أسهل على الزائر‪ ،‬والدفن‬
‫في المقبرة أفضل منه بغيرها لينال الميت دعاء المارين والزائرين‪ ،‬ويكره المبيت‬
‫بها لما فيها من الوحشة‪ ،‬ويندب زيارة القبور التي فيها المسلمون للرجال باإلجماع‬
‫ّت ن ََه ْي ُتك ُْم َع ْن ِز َي َار ِة ال ٌق ِ‬
‫بور‬ ‫وكانت زيارتها منه ًيا عنها ثم نسخت بقوله ﷺ‪ُ « :‬كن ُ‬
‫بكائهن ورفع أصواتهن‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ُوروها»(((‪ ،‬ويكره زيارتها للنساء ألنها مظنة لطلب‬ ‫َفز ُ‬
‫لهن زياره قبر رسول الله ﷺ فإنها من أعظم القربات‪ ،‬وينبغى أن يلحق‬ ‫نعم يندب ّ‬
‫بذلك بقية األنبياء والصالحين والشهداء‪ ،‬ويندب أن يسلم الزائر لقبور المسلمين‬
‫ال ُم َع َلى َأ ّه ِل الدَ ِار‬
‫«الس َ‬ ‫مستقبل وجه الميت ً‬
‫قائل ما علمه ﷺ إذا خرجوا للمقابر‪َّ :‬‬ ‫ً‬

‫((( أخرجه البيهقى‪.‬‬


‫((( صحيح مسلم‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪221‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫غير ن َْوحٍ وال َش ِّق َج ْي ٍ‬
‫ب ‪......................... ،‬‬ ‫ِ‬
‫الميت‪ ،‬من ِ‬ ‫ِ‬
‫بالبكاء على‬ ‫بأس‬
‫وال َ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫ون ْأ ْس َأ ُل ال َّل َه لِى َو َلك ُْم ال َعافِ َي َة»‬


‫اء ال َّل ُه بِك ُْم الَ ِح ُق َ‬
‫ين َوإِنَّا إِ ْن َش َ‬
‫ِ‬
‫الم ْسلم َ‬
‫ؤمنين َو ُ‬
‫َ‬ ‫الم‬
‫م َن ُ‬
‫ِ‬

‫ون»(((‪« ،‬ال َّل ُه َّم َال‬ ‫اء ال َّل ُه بِك ُْم الَ ِح ُق َ‬ ‫نين َوإِنَّا إِ ْن َش َ‬
‫ِ‬
‫ال ُم َع َل ْيك ُْم َد َار َقو ٍم ُم ْؤم َ‬
‫«الس َ‬
‫أو َّ‬
‫جر ُه ْم َوالَ َت ْفتِنَّا َب ْعدَ ُه ْم» لكن بسند ضعيف وقوله «إن شاء الله» للتبرك‪،‬‬ ‫ت َْح ِر ْمنَا َأ َ‬
‫ويقرأ عندهم ما تيسر من القرآن فإن الرحمة تنزل في محل القراءة والميت كحاضر‬
‫ترجى له الرحمة ويدعو له عقب القراءة ألن الدعاء ينفع الميت وهو عقب القراءة‬
‫أقرب إلى اإلجابة‪ ،‬ويستحب اإلكثار من الزيارة وأن يكثر الوقوف عند قبور أهل‬
‫الخير والفضل‪.‬‬
‫حكم البكاء على الميت‬
‫(وال بأس بالبكاء على الميت) قبل الموت وبعده‪ :‬والبكاء قبل الموت أولى من‬
‫بعده لكن األولى عدمه بحضرة المحتضر‪ ،‬والبكاء عليه بعد الموت خالف األولى‬
‫حينئذ يكون أس ًفا على ما فات‪ ،‬ولكن يكون (من غير نوح) وهو رفع الصوت‬ ‫ٍ‬ ‫ألنه‬
‫الق َي َام ِة َو َع َل ْي َها ِس ْر َب ٌال ِم ْن‬
‫بالندب‪ ،‬وهو حرام لخبر‪« :‬النَّائِح ُة إِ َذا َلم َتتُب ُت ُقوم يوم ِ‬
‫ُ ََْ‬ ‫ْ ْ‬ ‫َ‬
‫ب»((( والسربال‪ :‬القميص والدرع‪ :‬قميص فوقه (وال شق‬ ‫ان َو ِد ْرع ِم ْن َج َر ٍ‬
‫ق ْط َر ٍ‬
‫جيب) ونحوه كنشر شعر وتسويد وجه وإلقاء رماد على رأس ورفع صوت بإفراط‬
‫ِ‬
‫وب‬ ‫في البكاء‪ ،‬أي يحرم ذلك لخبر الشيخين « َل ْي َس منَّا َم ْن َض َر َب الخُ دُ و َد َو َش َّق ُ‬
‫الج ُي َ‬
‫اه َل َّي ِة» والجيب‪ :‬هو تقوير موضع دخول رأس الالبس من الثوب‪.‬‬ ‫ودعا بِدَ عوى الج ِ‬
‫َ‬ ‫َ ََ َْ‬
‫أيضا تغيير الزى‬ ‫أيضا الجزع بضرب صدر ونحوه كضرب خد‪ ،‬ومن ذلك ً‬ ‫ويحرم ً‬
‫ولبس غير ما جرت به العادة والضابط كل فعل يتضمن إظهار جزع ينافى االنقياد‬
‫واالستسالم لقضاء الله تعالى وال يعذب الميت بشىء من ذلك ما لم يوص به‪.‬‬

‫((( روامها مسلم وزاد أبو داود‪.‬‬


‫((( رواه مسلم‪.‬‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪‬‬ ‫‪222‬‬
‫‪X‬‬
‫و ُي َعزَّى أه ُل ُه ‪...................................................................‬‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫قال تعالى‪ :‬ﱹ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣﯤ ﱸ((( بخالف ما إذا أوصى به وعليه حمل‬


‫الجمهور األخبار الواردة بتعذيب الميت على ذلك‪.‬‬
‫حال‪ .‬قبل االشتغال بتجهيزه لخبر‬ ‫وتندب المبادرة بقضاء دين الميت إن تيسر ً‬
‫«م َع َّل َق ًة» أي محبوسة « َع ْن َم َق ِام َها الك َِري ِم بِدَ ْين ِ ِه َحتَّى‬ ‫ِ‬
‫المؤم ِن» أي روحه ُ‬
‫« َن ْف ُس ُ‬
‫ُي ْق َضى َعنْ ُه» رواه الترمذى وحسنه وتجب المبادرة عند طلب المستحق حقه وبتنفيذ‬
‫وصيته‪.‬‬
‫ويكره تمنى الموت لضر نزل في بدنه أو ضيق في دنياه إال لفتنة دين فال يكره‪ ،‬أما‬
‫تمنيه لغرض أخروى فمحبوب كتمنى الشهادة في سبيل الله‪.‬‬
‫اله َرمِ»‪ ،‬ويكره‬ ‫ويسن التداوى لخبر «إِ َّن ال َّل َه َل ْم َي َض ْع َد ًاء إِالَّ َج َع َل َل ُه َد َو ًاء َغ ْي َر َ‬
‫إكراه المريض عليه وكذا إكراهه على الطعام‪ ،‬ويجب أن يستعد للموت كل مكلف‬
‫المفوت لها‪ ،‬ويسن أن يكثر من ذكر الموت‬ ‫ّ‬ ‫بتوبة بأن يبادر بها لئال يفجأه الموت‬
‫ات َفإِ َّن ُه َما ُي ْذك َُر في كَثِ ٍير إِالَّ َق َّل َل ُه َوالَ َقلِ ٍ‬
‫يل إالَّ َك َّث َرةُ»‬ ‫از ِم ال َّل َذ ِ‬
‫«أكْثِ ُروا ِم ْن ِذك ِْر َه ِ‬
‫لخبر َ‬
‫أي كثير من األمل في الدنيا وقليل من العمل‪ .‬وهازم أي قاطع‪.‬‬
‫ويحرم نقل الميت قبل دفنه من محل موته إلى محل أبعد من مقبرة محل موته‬
‫نص عليه الشافعى‬
‫ليدفن فيه إال أن يكون بقرب مكة أو المدينة أو بيت المقدس ّ‬
‫لفضلها‪.‬‬
‫حكم العزاء وما يقال عنده‬
‫(ويعزى أهله) ند ًبا أي الميت كبيرهم وصغيرهم وذكرهم وأنثاهم لما رواه ابن‬
‫«ما ِم ْن ُم ْسلِ ٍم ُيعزِّى َأ َخا ُه بِ ُم ِص ْي َب ٍة إِالَّ ك ََسا ُه ال َّل ُه ِم ْن ح َل ِل‬
‫ماجه والبيهقى بإسناد حسن َ‬
‫الك ََر َام ِة َي ْو َم الق َي َام ِة» نعم الشابة ال يعزيها أجنبى وإنما يعزيها محارمها وزوجها‪،‬‬
‫((( سورة فاطر ‪ .‬اآلية‪.18 :‬‬

‫‪‬‬ ‫‪223‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫ٍ‬
‫لحاجة‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫واحد إالَّ‬ ‫ثالثة أيا ٍم من ِ‬
‫دفنه‪ ،‬وال ُيدْ َف ُن ِ‬
‫اثنان في َق ٍبر‬ ‫إلى ِ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫وكذا من ألحق بهم في جواز النظر فيما يظهر‪ ،‬وتعبيرهم باألهل جرى على الغالب‬
‫وتندب البداءة بأضعفهم عن حمل المصيبة‪ ،‬وتسن قبل دفنه ألنه وقت شدة الجزع‬
‫والحزن ولكن بعده أولى الشتغالهم قبله بتجهيزه إال إن أفرط حزنهم فتقديمها أولى‬
‫ليصبرهم‪ .‬وغايتها (إلى) آخر (ثالثة أيام) تقري ًبا تمضى (من) وقت الموت لحاضر‬
‫ومن القدوم لغائب وقيل من وقت (دفنه) ومثل الغائب المريض والمحبوس فتكره‬
‫التعزية بعدها إذ الغرض منها تسكين قلب المصاب والغالب سكونه فيها فال يجدد‬
‫عظيما‪،‬‬
‫ً‬ ‫حزنه بها ويقال في تعزية المسلم بالمسلم‪ :‬أعظم الله أجرك أي جعله‬
‫وأحسن عزاءك أي جعله حسنًا‪ ،‬وغفر لميتك‪ ،‬ويقال في تعزيته بالكافر‪ ،‬الذمي‪:‬‬
‫أعظم الله أجرك وصبرك وأخلف عليك أو جبر مصيبتك أو نحو ذلك‪ ،‬ويقال‬
‫في تعزية الكافر بالمسلم‪ :‬غفر الله لميتك وأحسن عزاءك‪ .‬وأما تعزية الكافر بالكافر‬
‫هي جائزة إن لم يرج إسالمه وصيغتها‪ :‬أخلف الله عليك وال نقص عددك‪.‬‬
‫حكم دفن أكثر من ميت في قبر‬
‫(وال يدفن اثنان) ابتداء (فى قبر واحد) بل يفرد كل ميت بقبر حالة االختيار‬
‫لالتباع‪ ،‬فلو جمع اثنان في قبر واحد واتحد الجنس كرجلين أو امرأتين كره عند‬
‫يقوى التحريم (إال لحاجة) أي‬ ‫الماوردى وحرم عند السرخسي‪ ،‬وسيأتى ما ّ‬
‫الضرورة كما في كالم الشيخين كأن كثر الموتى وعسر إفراد كل ميت بقبر فيجمع‬
‫بين االثنين والثالثة واألكثر في قبر بحسب الضرورة وكذا في ثوب لالتباع في قتلى‬
‫أحد‪ ،‬رواه البخاري‪ .‬فيقدم حينئذ أفضلهما ند ًبا وهو األحق باإلمامة إلى جدار القبر‬
‫ِ‬
‫اللحد» لكن‬ ‫أكثرهم قرآنًا فيقدِّ ُمه إلى‬ ‫يسأل في قتلى ُأ ِ‬
‫حد عن ِ‬ ‫القبلى ألنه ﷺ‪« :‬كان ُ‬
‫ال يقدم فرع على أصله من جنسه وإن عال حتى يقدم الجدّ ولو من قبل األم وكذا‬
‫الجدة‪ ،‬فيقدم األب على االبن وإن كان أفضل منه لحرمة األبوة‪ ،‬وتقدم األ ّم على‬
‫البنت وإن كانت أفضل منها‪ ،‬ويقدم الرجل على الصبي‪ ،‬وال يجمع رجل وامرأة‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪‬‬ ‫‪224‬‬
‫‪X‬‬
‫‪................................................................‬‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫في قبر واحد إال لضرورة فيحرم عند عدمها‪ .‬قال اإلسنوى ومحله إذا لم يكن بينهما‬
‫محرمية أو زوجية وإال فيجوز الجمع‪ .‬ويحجز بين الميتين بتراب حيث جمع بينهما‬
‫ند ًبا‪ ،‬ولو اتحد الجنس‪.‬‬
‫وأما نبشه بعد دفنه وقبل البلى عند أهل الخبرة بتلك األرض للنقل وغيره‬
‫كالصالة عليه وتكفينه فحرام ألن فيه هتكًا لحرمته إال لضرورة كأن دفن بال غسل‬
‫وال تيمم بشرطه وهو ممن يجب غسله ألنه واجب‪ ،‬فاستدرك عند قربه فيجب على‬
‫المشهور نبشه وغسله إن لم يتغير‪.‬‬
‫ولو دفن لغير القبلة فيجب نبشه ما لم يتغير ويوجه للقبله بخالف ما إذا دفن بال‬
‫تكفين فإنه ال ينبش ألن الغرض بالتكفين الستر وقد حصل الستر بالتراب‪.‬‬
‫تتمة‪ :‬يسن أن يقف جماعة بعد دفنه عند قبره ساعة يسألون له التثبيت ألنه ﷺ‪:‬‬
‫وقف عل ْي ِه وقال‪« :‬اس َتغ ِْف ُروا ألَ ِخ ْيك ُْم َو ْاس َأ ُلوا َل ُه ال َت ْثبِ َ‬
‫يت‬ ‫َ‬ ‫دفن ٍ‬
‫ميت‬ ‫«كان إذا فر َغ ِم ْن ِ‬
‫َ‬
‫اآلن ُي ْس َأ ُل»‪.‬‬
‫َفإِ َّن ُه َ‬
‫ويسن تلقين الميت المكلف بعد الدفن لحديث ورد فيه‪ .‬قال في الروضة‪:‬‬
‫والحديث وإن كان ضعي ًفا لكنه اعتضد بشواهد من األحاديث الصحيحة ولم تزل‬
‫األول في زمن من يقتدى به‪ ،‬ويقعد الملقن عند‬
‫الناس على العمل به من العصر ّ‬
‫رأس القبر‪ ،‬أما غير المكلف وهو الطفل ونحوه ممن لم يتقدمه تكليف فال يسن‬
‫تلقينه ألنه ال يفتن في قبره‪.‬‬
‫ويسن لنحو جيران أهل الميت‪ :‬كأقاربه البعداء ولو كانوا ببلد وهو بأخرى‬
‫يوما وليلة لشغلهم بالحزن عنه‪ ،‬وأن يلح عليهم في األكل لئال‬
‫تهيئة طعام يشبعهم ً‬
‫يضعفوا بتركه‪ ،‬وحرم تهيئته لنحو نائحة كنادبة ألنها إعانة على معصية‪ ،‬قال ابن‬
‫طعاما وجمع الناس عليه فبدعة غير مستحبة‪.‬‬
‫الصباغ وغيره‪ :‬أما اصطناع أهل الميت ً‬

‫‪‬‬ ‫‪225‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫الجنائز‬
‫ ‪1:‬سما نوع اللزوم في قول المصنف‪( :‬ويلزم في الميت أربعة أشياء)؟ ومتى‬
‫يجب الغسل؟ وما محل تجهيز الميت؟ وما الحكم لو مات في حفرة‬
‫وتعذر إخراجه للصالة عليه؟‬
‫ ‪2:‬سبين حكم كل مما يأتي مع التعليل أو ذكر الدليل‪:‬‬
‫ )أ(تغسيل الشهيد الذي مات في معركة المشركين‪.‬‬
‫ )ب(صلى على الميت قبل تكفينه‪.‬‬
‫ )ج(وضع الجريد األخضر على القبر‪.‬‬
‫ )د(تلقين الميت المكلف بعد الدفن‪.‬‬
‫ )ـه(قراءة القرآن الكريم عند القبور‪.‬‬
‫ ‪3:‬سبين األقل واألكمل لكل مما يأتي‪:‬‬
‫ )أ(الدفن‪.‬‬
‫ )ب(التكفين‪.‬‬
‫ )ج(الغسل‪.‬‬
‫ ‪4:‬ساذكر سبب الفرق في الحكم بين كل مما يأتي‪:‬‬
‫ )أ(حمل الجنازة للرجال وحملها للنساء‪.‬‬
‫ )ب(رش القبر بالماء‪ ،‬ورشه بماء الورد‪.‬‬
‫ )ج(حرمة نبش القبر بعد الدفن وقبل أن يبلى للتكفين‪ ،‬ووجوب النبش قبل‬
‫أن يبلى ليغسل وهو ممن يجب تغسيله‪.‬‬

‫الصف األول الثانوى‬


‫‪‬‬ ‫‪226‬‬
‫‪X‬‬
‫كتاب الزكاة‬
‫وع‪ ،‬وال ِّث ُ‬
‫مار‪،‬‬ ‫الم َواشي‪َ ،‬واأل ْث َم ُ‬
‫ان‪ ،‬والز ُُّر ُ‬ ‫اء وهي‪َ :‬‬ ‫ب ال َّزكَا ُة في َخ ْم َس ِة ْ‬
‫أش َي َ‬ ‫ت ِ‬
‫َج ُ‬
‫وعروض الت ِ‬
‫ِّجارة‪.‬‬ ‫ُ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫كتاب الزكاة‬
‫النمو والبركة وزيادة الخير‪ ،‬يقال‪ :‬زكا الزرع إذا نما‪ ،‬وزكت‬
‫ّ‬ ‫وهى لغة‪:‬‬
‫النفقة إذا بورك فيها‪ ،‬وفالن زاك‪ :‬أي كثير الخير وتطلق على التطهير قال تعالى‪:‬‬
‫أيضا على المدح‪ ،‬قال‬
‫ﱹ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﱸ((( أي طهرها من األدناس وتطلق ً‬
‫تعالى‪ :‬ﱹ ﯙ ﯚ ﯛﱸ((( أي تمدحوها‪.‬‬
‫شر ًعا‪ :‬اسم لقدر مخصوص من مال مخصوص يجب صرفه ألصناف‬
‫مخصوصة بشرائط تأتي‪ ،‬وسميت بذلك ألن المال ينمو ببركة إخراجها ودعاء‬
‫اآلخذ لها‪ ،‬وألنها تطهر مخرجها من اإلثم وتمدحه حتى تشهد له بصحة اإليمان‪.‬‬
‫واألصل في وجوبها قبل اإلجماع قوله تعالى‪ :‬ﱹ ﮝ ﮞ ﱸ((( وقوله تعالى‪:‬‬
‫ﱹ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﱸ((( وأخبار كخبر « ُبن ِ َى ِاإل ْس َال ُم َع َلى َخ ْم ِ‬
‫س‪...‬وإيتاء‬
‫الزكاة» وهي أحد أركان اإلسالم لهذا الخبر يكفر جاحدها وهذا في الزكاة المجمع‬
‫عليها بخالف المختلف فيها كالركاز‪ ،‬وفرضت في السنة الثانية من الهجرة بعد‬
‫زكاة الفطر‪.‬‬
‫(تجب الزكاة في خمسة أشياء) من أنواع المال (وهي‪ :‬المواشى واألثمان‬
‫والزروع والثمار وعروض التجارة) وهذه األنواع ثمانية أصناف من أجناس المال‪:‬‬
‫((( سورة الشمس ‪ .‬اآلية‪.9 :‬‬
‫((( سورة النجم ‪ .‬اآلية‪.32 :‬‬
‫((( سورة البقرة ‪ .‬اآلية‪.43 :‬‬
‫((( سورة التوبة ‪ .‬اآلية‪.103 :‬‬

‫‪‬‬‫‪227‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫َنم‪.‬‬ ‫ناس منْها وهي‪ُ :‬‬ ‫أج ٍ‬ ‫ِ‬ ‫الم َواشي َفت ِ‬
‫والبقر‪ ،‬والغ ُ‬
‫ُ‬ ‫اإلبل‪،‬‬ ‫ب الزَّكا ُة في ثالثة ْ‬
‫َج ُ‬ ‫فأما َ‬‫َّ‬
‫وجوبِ َها خمسة ْ‬ ‫ِ‬
‫اء‪ :‬اإلسال ُم‪ ،‬والم ْل ُ‬
‫ك التَّا ُّم‪.......................... ،‬‬ ‫أش َي َ‬ ‫وشرائ ُط ُ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫اإلبل والبقر والغنم اإلنسية والذهب والفضة والزروع والنخل والكرم(((‬‪ ،‬ومن ذلك‬
‫وجبت لثمانية أصناف من طبقات الناس‪.‬‬
‫(فأما المواشي) جمع ماشية وهي تطلق على كل شىء من الدواب واألنعام‬
‫ولما كان ذلك ليس بمراد بين المصنف المراد منها بقوله‪( :‬فتجب الزكاة في ثالثة‬
‫أجناس منها) فقط (وهى اإلبل) اسم جمع ال واحدة له من لفظه‪( ،‬والبقر) وهو اسم‬
‫جنس واحده بقرة وباقورة للذكر واألنثى‪ ،‬سمى بذلك ألنه يبقر األرض أي يشقها‬
‫بالحراثة (والغنم) وهو اسم جنس للذكر واألنثى ال واحد له من لفظه‪ ،‬فال تجب‬
‫في الخيل وال في المتولد من غنم وظباء‪ ،‬وأما المتولد من واحد من النعم ومن آخر‬
‫منها كالمتولد بين إبل وبقر فقضية كالمهم أنها تجب فيه‪ .‬وقال الولى العراقي‪:‬‬
‫ينبغى القطع به‪ .‬قال‪ :‬والظاهر أنه يزكى زكاة أخفهما‪ ،‬فالمتولد بين اإلبل والبقر‬
‫يزكى زكاة البقر ألنه المتيقن‪.‬‬
‫(وشرائط وجوبها) أي زكاة الماشية التي هي اإلبل والبقر والغنم (خمسة أشياء)‪.‬‬
‫هذه فريضة الصدقة التي فرضها رسول‬ ‫األول‪( :‬اإلسالم) لقول الصديق‬
‫الله ﷺ على المسلمين‪ .‬فال تجب على كافر وجوب مطالبة وإن كان يعاقب على‬
‫تركها في اآلخرة ألنه مكلف بفروع الشريعة‪ .‬نعم المرتد تؤخذ منه بعد وجوبها عليه‬
‫أسلم أم ال مؤاخذة له بحكم اإلسالم هذا إذا لزمته قبل ردته‪ ،‬وما لزمه في ردته فهو‬
‫موقوف إن عاد إلى اإلسالم لزمه أداؤها وإال فال‪.‬‬
‫تاما وتجب في مال‬‫(و) الثانى‪( :‬الملك التام) فال تجب فيما ال يملكه ملكًا ً‬
‫محجور عليه والمخاطب باإلخراج منه وليه‪ ،‬وتجب فى ٍ‬
‫مال بعقد قبل قبضه ألنه‬

‫((( الكرم‪ :‬العنب‪.‬‬


‫الصف األول الثانوى‬
‫‪‬‬ ‫‪228‬‬
‫‪X‬‬
‫والحو ُل‪َّ ،‬‬
‫والس ْو ُم ‪.....................................................‬‬ ‫ْ‬ ‫ِّصاب‪،‬‬
‫والن ُ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫تاما‪ ،‬وفي دين الزم من نقد وعروض تجارة لعموم األدلة(((‪ ،‬ولو اجتمع‬ ‫ٌ‬
‫مملوك ملكًا ً‬
‫زكاة ودين آدمى في تركة بأن مات قبل أدائها وضاقت التركة عنهما قدمت الزكاة‬
‫على الدين تقديما لدين الله تعالى‪ .‬وفي خبر الصحيحين‪« :‬ودين ال َّل ِه َأح ُّق بِال َق َض ِ‬
‫اء»‬ ‫َ‬ ‫َْ ُ‬ ‫ً‬
‫وخرج بدين اآلدمى دين الله تعالى كزكاة وحج‪ ،‬فالوجه كما قاله السبكى أن يقال‪:‬‬
‫إن كان النصاب موجو ًدا قدمت الزكاة وإال فيستويان‪.‬‬
‫(و) الشرط الثالث‪( :‬النصاب) بكسر النون اسم لقدر معلوم مما تجب فيه الزكاة‪.‬‬
‫قاله النووى في تحريره فال زكاة فيما دونه‪.‬‬
‫الح ْو ُل»(((‪ ،‬وهو‬ ‫ِ‬ ‫(و) الرابع‪( :‬الحول) لخبر «الَ َز َك َاة في م ٍ‬
‫ال َحتَّى َي ُح َ‬
‫ول َع َل ْيه َ‬ ‫َ‬
‫وإن كان ضعي ًفا مجبور بآثار صحيحة عن الخلفاء األربعة وغيرهم‪ ،‬والحول كما‬
‫في المحكم سنة كاملة فال تجب قبل تمامه ولو بلحظة‪ .‬ولكن لنتاج نصاب ملكه‬
‫لساعيه‪:‬‬ ‫بسبب ملك النصاب حول النصاب وإن ماتت األمهات لقول عمر‬
‫وأيضا المعنى في اشتراط الحول أن يحصل النماء والنتاج‬ ‫اعتدّ عليهم بالسخلة(((‪ً .‬‬
‫نماء عظيم فيتبع األصول في الحول‪ ،‬ولو ادعى المالك النتاج بعد الحول صدّ ق ألن‬
‫األصل عدم وجوده قبله‪ ،‬فإن اتهمه الساعى ُس ّن تحليفه‪.‬‬
‫(و) الخامس‪( :‬السوم)((( وهو إسامة مالك لها كل الحول‪ ،‬واختصت السائمة‬
‫بالزكاة لتوفر مؤنتها بالرعى في كأل مباح أو مملوك قيمته يسيرة ال يعدّ مثلها كلفة‬
‫قدرا تعيش بدونه بال ضرر بين ولم يقصد به قطع‬ ‫في مقابلة نمائها‪ ،‬لكن لو علفها ً‬
‫سوم لم يضر‪ ،‬أما لو سامت بنفسها أو أسامها غير مالكها كغاصب أو اعتلفت سائمة‬
‫((( وألن ذلك مملوك ملكـًا تامـًا لكن ال جيب اإلخراج من ذلك بالفعلة إال بعد أخذه فيخرجها عن‬
‫السنني املاضية‪.‬‬
‫((( سنن الرتمذي‪.‬‬
‫((( السخلة‪ :‬الذكر واألنثى من أوالد الضأن واملاعز ساعة تولد‪.‬‬
‫((( السوم‪ :‬الرعي يف كألمباح‪.‬‬

‫‪‬‬‫‪229‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫والفض ُة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫هب‪،‬‬
‫الذ ُ‬ ‫ِ‬
‫فشيئان‪َّ :‬‬ ‫وأما األ ْث ُ‬
‫مان‬
‫ُ‬
‫والحول‪.‬‬ ‫والنصاب‬ ‫ال ُم‪ ،‬والم ْل ُ‬
‫ك التَّا ُّم‬ ‫اإلس َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫ُ‬ ‫وجوب الزَّكاة فيها أربع‪ْ :‬‬ ‫وشرائط‬
‫ون‪،‬‬
‫يكون مما يزرع ُه اآلدم ُّي َ‬ ‫أن‬ ‫َ‬
‫شرائط‪ْ :‬‬ ‫ِ‬
‫بثالثة‬ ‫فتجب الزكا ُة فيها‬ ‫ُّروع‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫وأما الز ُ‬
‫دخرا‪.......................................................... ،‬‬ ‫وأن يكون قوتًا ُم ً‬‫ْ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫قدرا ال تعيش بدونه أو تعيش لكن بضرر بين أو بال ضرر‬


‫أو علفت معظم الحول أو ً‬
‫وتم حولها ولم يعلم‪ ،‬فال زكاة‬
‫بين لكن قصد به قطع الرعى في كال مباح أو ورثها ّ‬
‫يوما ويومين ال ثالثة‪.‬‬
‫لفقد إسامة المالك المذكور‪ .‬والماشية تصبر عن العلف ً‬
‫(وأما األثمان فشيئان) وهما (الذهب والفضة)‪ .‬واألصل في وجوب الزكاة في‬
‫(((‬
‫ذلك قبل اإلجماع قوله تعالى‪ :‬ﱹ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅﱸ‬
‫والكنز الذي لم تؤ ّد زكاته‪.‬‬
‫(وشرائط وجوب الزكاة فيها) أي األثمان ولو قال «فيهما» ليعود على‬
‫الذهب والفضة لكان أولى لما تقدم (أربع) (اإلسالم والملك التام والنصاب‬
‫والحول) ومحترزاتها معلومة مما تقدم‪ ،‬ولو زال ملكه في الحول عن النصاب‬
‫أو بعضه ببيع أو غيره فعاد بشراء أو غيره استأنف الحول النقطاع األول بما فعله‬
‫فصار ملكًا جديدً ا فال بد له من حول للحديث المتقدم‪ ،‬وإذا فعل ذلك بقصد الفرار‬
‫من الزكاة كره كراهة تنزيه ألنه فرار من القربة بخالف ما إذا كان لحاجة أولها‬
‫وللفرار أو مطل ًقا‪.‬‬
‫(وأما الزروع فتجب الزكاة فيها بثالثة شرائط)‪.‬‬
‫األول‪( :‬أن يكون مما يزرعه) أي يتولى أسبابه (اآلدميون) كالحنطة والشعير‬
‫واألرز والعدس‪.‬‬
‫خرا) كالحمص والباقال وهي بالتشديد‬
‫(و) الثاني‪( :‬أن يكون) الزرع (قوتًا مدّ ً‬
‫مع القصر‪ :‬الفول والذرة‪ ،‬فتجب الزكاة في جميع ذلك لورودها في بعض األخبار‪،‬‬
‫((( سورة التوبة ‪ .‬اآلية‪.34 :‬‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪‬‬ ‫‪230‬‬
‫‪X‬‬
‫سق ال ِق ْش َر عليها‪.‬‬
‫وأن يكون نصا ًبا وهو‪ :‬خمس ُة ْأو ٍ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫وألحق به الباقى وأما قوله ﷺ ألبى موسى األشعرى ومعاذ حين بعثهما إلى‬
‫الحنْ َط ِة َوالت َّْم ِر‬ ‫اليمن فيما رواه الحاكم‪« :‬الَ ت َْأ ُخ َذا الصدَ َق َة إِالَّ ِمن َأربع ٍة‪ِ َّ :‬‬
‫الشع ِير َو ّ‬ ‫ْ ََْ‬ ‫َّ‬
‫يب» فالحصر فيه إضافى أي بالنسبة إلى ما كان موجو ًدا عندهم‪ ،‬وخرج‬ ‫َوال َزبِ ِ‬
‫بالقوت غيره كخوخ ورمان وتين ولوز وتفاح ومشمش‪ ،‬وباالختيار ما يقتات في‬
‫اضطرارا كحبوب البوادى كحب الحنظل وحب الغاسول وهو األشنان فال‬ ‫َ‬ ‫الجدب‬
‫زكاة فيها كما ال زكاة في الوحشيات من الظباء ونحوها‪.‬‬
‫ويستثنى من إطالق المصنف ما لو حمل السيل ح ًبا تجب فيه الزكاة من دار‬
‫الحرب فنبت بأرضنا فإنه الزكاة فيه كالنخل المباح في الصحراء‪ ،‬وكذا ثمار‬
‫البستان وغلة القرية الموقوفين على المساجد والربط والقناطر والفقراء والمساكين‬
‫ال تجب الزكاة فيها على الصحيح إذ ليس لها مالك معين‪.‬‬
‫(و) الثالث‪( :‬أن يكون نصا ًبا) ً‬
‫كامل (وهو خمسة أوسق)((( لقوله ﷺ‪َ « :‬ل ْي َس‬
‫يما ُد ْو َن َخ ْم َسة َأ ْو ُس ٍق َصدَ َق ٌة»(((‪ .‬والوسق وهو مصدر بمعنى الجمع‪ ،‬سمى به هذا‬‫ِ‬
‫ف َ‬
‫المقدار ألجل ما جمعه من الصيعان‪ .‬قال الله تعالى‪ :‬ﱹ ﮯ ﮰ ﮱ ﱸ((( أي‬
‫جمع‪ ،‬وسيأتى بيان األوسق بالوزن في كالمه وقدرها بالكيل في الشرح‪ ،‬ويعتبر في‬
‫الخمسة األوسق أن تكون مصفاة من تبنها (ال قشر عليها) ألن ذلك ال يؤكل معها‪.‬‬
‫البر‬
‫وأما ما ادخر في قشره ولم يؤكل معه من أرز وعلس ـ بفتح العين والالم نوع من ّ‬
‫اعتبارا بقشره الذي ادخاره فيه أصلح له وأبقى وال يكمل‬
‫ً‬ ‫ـ فنصابه عشرة أوسق غال ًبا‬
‫في النصاب جنس بجنس كالحنطة مع الشعير‪ ،‬ويكمل في نصاب نوع بآخر ويخرج‬
‫من كل نوع من النوعين بقسطه‪.‬‬

‫((( وهي بالكيل املرصي (أربعة أرادب وكيلتان)‪.‬‬


‫((( رواه الشيخان‪.‬‬
‫((( سورة االنشقاق ‪ .‬اآلية‪.17 :‬‬

‫‪‬‬ ‫‪231‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫الكرمِ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫النخل‪ ،‬وثمر ُة ْ‬ ‫َجب الزكا ُة في ِش ْي َئ ْين ِمن َْها‪ :‬ثمر ُة‬
‫مار فت ُ‬‫وأما ال ِّث ُ‬
‫والنصاب‪.‬‬ ‫ُ‬
‫والملك التا ُّم‪،‬‬ ‫الزكاة فيها ثالثة أشياء‪ :‬اإلسال ُم‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وجوب‬ ‫ُ‬
‫وشرائط‬
‫ُ‬
‫فتجب الزكا ُة فيها ‪.......................................‬‬ ‫ِ‬
‫التجارة‬ ‫ُ‬
‫عروض‬ ‫وأما‬
‫ُ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫(وأما الثمار فتجب الزكاة في شيئين منها) فقط وهما‪( :‬ثمرة النخل وثمرة الكرم)‬
‫عبر المصنف بالعنب لكان أولى‬ ‫أي العنب ألنهما من األقوات المدخرة‪ ،‬ولو ّ‬
‫ِ‬
‫َب ك َْر ًما إِن ََّما الك َْر ُم َّ‬
‫الر ُج ُل‬ ‫لورود النهى عن تسميته بالكرم قال ﷺ‪« :‬الَ ت َُس ُّموا العن َ‬
‫ِ (((‬
‫كرما من الكرم ـ بفتح الراء ـ ألن الخمرة المتخذة منه تحمل‬ ‫المسل َُم» ‪ .‬فقيل سمى ً‬‫ُ‬
‫عليه فكره أن يسمى به‪ ،‬وثمرات النخيل واألعناب أفضل الثمار وشجرهما أفضل‬
‫باالتفاق‪ ،‬والنخل مقدم على العنب في جميع القرآن‪ ،‬وشبه ﷺ النخلة بالمؤمن‬
‫فإنها تشرب برأسها‪ ،‬فإذا قطع ماتت‪ ،‬وينتفع بجميع أجزائها وهي الشجرة الطيبة‬
‫المذكورة في القرآن‪ ،‬فكانت أفضل وليس في الشجر شجر فيه ذكر وأنثى تحتاج‬
‫األنثى فيه إلى الذكر سواه‪.‬‬
‫(وشرائط وجوب الزكاة فيها) أي الثمار (ثالثة أشياء) بل أربعة كما ستعرفه‬
‫وهي‪( :‬اإلسالم والملك التام والنصاب) وقد علمت محترزاتها مما تقدم‪ .‬والرابع‬
‫المتلون‬
‫ّ‬ ‫بدو الصالح وهو بلوغه صفة يطلب فيها غال ًبا فعالمته في الثمر المأكول‬
‫ّ‬
‫أخذه في حمرة أو سواد أو صفرة وفي غير المتلون منه كالعنب األبيض لينه وتمويهه‬
‫بدو الصالح ال يصلح لألكل‪.‬‬
‫وهو صفاؤه وجريان الماء فيه إذ هو قبل ّ‬
‫(وأما عروض التجارة) جمع عرض بفتح العين وإسكان الراء اسم لكل ما قابل‬
‫النقدين من صنوف األموال (فتجب الزكاة فيها) لخبر الحاكم بإسنادين صحيحين‬
‫على شرط الشيخين‪« :‬فِى ا ِ‬
‫إل ِ‬
‫بل َصدَ َقت َُها وفي ال َغنَ ِم َصدَ َقت َُها وفي ال َب ِّز((( َصدَ َق ُت ُه»‬

‫((( رواه مسلم‪.‬‬


‫((( البز‪ :‬نوع من الثياب‪.‬‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪‬‬ ‫‪232‬‬
‫‪X‬‬
‫ِ‬
‫المذكورة في األ ْث َم ِ‬
‫ان‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بالشرائط‬
‫فصل‬
‫َان‪ ،‬وفي خمس عشرة ُ‬
‫ثالث‬ ‫عشر شات ِ‬
‫خمس وفيها شاةٌ‪ ،‬وفي ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬
‫اإلبل‬ ‫ِ‬
‫نصاب‬ ‫وأو ُل‬
‫َّ‬
‫ٍ‬
‫عشرين أر َب ُع شياه‪.................................................... ،‬‬ ‫ش َي ٍاه‪ ،‬وفي‬
‫َ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫وهو يقال ألمتعة البزاز((( وللسالح وليس فيه زكاة عين فصدقته زكاة تجارة وهي‬
‫تقليب المال بمعاوضة لغرض الربح (بالشرائط) األربعة (المذكورة في) زكاة‬
‫ٍ‬
‫كشراء ونحوه فال زكاة فيما‬ ‫خامسا وهو أن تملك بمعاوضة‪:‬‬ ‫(األثمان)‪ .‬وترك‬
‫ً‬
‫ملك بغير معاوضة كهبة بال ثواب وإرث ووصية النتفاء المعاوضة‪ .‬وسادسـًا‪:‬‬
‫وهو أن ينوى حال التملك التجارة لتتميز عن القنية‪ ،‬وال يجب تجديدها‬
‫في كل تصرف بل تستمر ما لم ينو القنية‪ ،‬فإن نواها انقطع الحول فيحتاج إلى تجديد‬
‫النية مقرونة بتصرف‪.‬‬
‫فصل في بيان نصاب اإلبل وما يجب إخراجه‬
‫ذود ِم َن ا ِ‬
‫إل ْب ِل‬ ‫س ٍ‬ ‫(وأول نصاب اإلبل خمس) لحديث‪َ « :‬ل ْي َس فِ ْي َما ُد ْون َخ ْم ٍ‬
‫َصدَ َق ٌة»(((‪( ،‬وفيها شاة) وإنما وجبت الشاة وإن كان وجوبها على خالف األصل‬
‫للرفق بالفريقين ألن إيجاب البعير يضر بالمالك‪ ،‬وإيجاب جزء من بعير وهو‬
‫يضر به وبالفقراء (وفى عشر شاتان وفي خمس عشرة ثالث شياه وفي‬ ‫الخمس ّ‬
‫عشرين أربع شياه) والشاة الواجبة فيما دون خمس وعشرين من اإلبل جذعة ضأن‬
‫يتم لها سنة‪ ،‬أو ثنية معز لها سنتان فهو‬ ‫لها سنة أو أجذعت مقدم أسنانها وإن لم ّ‬
‫مخير بين الجذعة والثنية‪.‬‬

‫((( البزاز‪ :‬تاجر الثياب‪.‬‬


‫((( أخرجه البخاري‪.‬‬

‫‪‬‬‫‪233‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫ْت ل ُب ٍ‬
‫ون‪،‬‬ ‫وثالثين بن ُ‬ ‫مخاض من اإلبل‪ ،‬وفي ٍ‬
‫ست‬ ‫ٍ‬ ‫بنت‬
‫وعشرين ُ‬ ‫ٍ‬
‫خمس‬ ‫وفي‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وسبعين بنْتا ٍ‬
‫لبون‪،‬‬ ‫ست وأربعين حق ٌة‪ ،‬وفي إحدى وستين جذع ٌة‪ .‬وفي ٍ‬
‫ست‬ ‫وفي ٍّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ثم في كل‬ ‫وعشرين ُ‬ ‫ٍ‬ ‫وتسعين ح َّقت ِ‬
‫ثالث بنات لبون‪َّ ،‬‬ ‫َ‬ ‫وإحدَ ى‬
‫َان‪ ،‬وفي مائة ْ‬ ‫َ‬ ‫وفي إحدى‬
‫خمسين حق ٌة‪.‬‬
‫َ‬ ‫لبون‪ ،‬وفي كل‬ ‫بنت ٍ‬
‫بعين ُ‬
‫ْأر َ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫(وفى خمس وعشرين) من اإلبل (بنت مخاض من اإلبل) وهي التي لها سنة‬
‫وطعنت في الثانية‪ ،‬سميت بذلك ألن أمها بعد سنة من والدتها تحمل مرة أخرى‬
‫فتصير من المخاض أي الحوامل (وفى ست وثالثين بنت لبون) من اإلبل وهي التي‬
‫تم لها سنتان وطعنت في الثالثة‪ ،‬سميت به ألن أمها آن لها أن تلد فتصير لبونًا (وفى‬
‫ست وأربعين حقة) من اإلبل ـ بكسر الحاء ـ وهي التي لها ثالث سنين وطعنت‬
‫في الرابعة‪ ،‬سميت بذلك ألنها استحقت أن تركب ويطرقها الفحل ويحمل عليها‪،‬‬
‫تم لها أربع سنين‬
‫(وفى إحدى وستين جذعة) بالذال المعجمة من اإلبل وهي التي َّ‬
‫وطعنت في الخامسة‪ ،‬سميت بذلك ألنها أجذعت مقدم أسنانها أي أسقطته‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫لتكامل أسنانها وهو آخر أسنان الزكاة واعتبر في الجميع األنوثة لما فيها من رفق‬
‫الدر والنسل‪.‬‬
‫ّ‬
‫(‬وفى ست وسبعين بنتا لبون)‬من اإلبل (‬وفى إِحدى وتسعين حقتان)‬من اإلبل‬
‫(‬وفى مائة وإحدى وعشرين ثالث بنات لبون)‬من اإلبل (‬ثم)‬يستمر ذلك إلى مائة‬
‫وثالثين فيتغير الواجب فيها و(في) كل عشرة بعدها‪‬،‬ففى (‬كل أربعين)‬من اإلبل‬
‫(‬بنت لبون)‬منها (‬وفى كل خمسين حقة)‬منها كما روى ذلك كله البخارى مقط ًعا‬
‫في عشرة مواضع وأبو داود بكماله‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫***‬

‫الصف األول الثانوى‬


‫‪‬‬ ‫‪234‬‬
‫‪X‬‬
‫فصل‬
‫يع‪ ،‬وفي كل أربعين ُم ِسنَّ ٌة‪ ،‬وعلى هذا أبدً ا‬
‫ثالثون فيجب فيه َتبِ ٌ‬
‫َ‬ ‫وأول نِ َص ِ‬
‫اب البقر‬
‫َف ِق ْس‪.‬‬
‫فصل‬
‫ِ‬
‫المعز‪ ،‬وفي‬ ‫الضأن أو َثن ِ َّي ٌة من‬
‫أربعون وفيها شا ٌة َج َذع ٌة من َّ‬
‫َ‬ ‫وأول نِ َص ِ‬
‫اب الغنم‬
‫شياه‪ ،‬وفي أربعمائة أربع‬ ‫ثالث ٍ‬
‫ُ‬ ‫ٍ‬
‫وواحدة‬ ‫َين‬ ‫مائة وإحدى وعشرين َشات ِ‬
‫َان‪ ،‬وفي ما َئت ْ‬
‫كل ٍ‬
‫مائة شاةٌ‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫شياه‪ُ ،‬ث َّم في ِّ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫‬فصل في بيان نصاب البقر وما‬يجب إخراجه‬


‫(‬وأول نصاب البقر ثالثون فيجب فيه)‬أى النصاب (‬تبيع)‬ابن سنة سمى بذلك‬
‫ألنه‬يتبع أمه في المرعى (‬وفى كل أربعين مسنة)‬لها سنتان سميت بذلك لتكامل‬
‫أسنانها‪‬،‬وذلك لما روى الترمذى وغيره عن معاذ قال‪‬:‬بعثنى رسول الله ﷺ‬إلى‬
‫اليمن فأمرنى أن آخذ من كل أربعين بقرة مسنة‪‬،‬ومن كل ثالثين تبي ًعا‬‪‬،‬وصححه‬
‫الحاكم وغيره‪‬.‬والبقرة تقال للذكر واألنثى‪‬،‬ولو أخرج بدل المسنة تبيعين أجزأه‬
‫على المذهب (‬وعلى هذا)‬الحكم (‬أبدً ا فقس)‬عند الزيادة ففى ستين تبيعان‪‬،‬وفى‬
‫سبعين تبيع ومسنة‪‬،‬وفى ثمانين مسنتان‪‬،‬وفى تسعين ثالثة أتبعة وفي مائة مسنة‬
‫وتبيعان‪‬،‬وفى مائة وعشرة مسنتان وتبيع‪‬،‬وفى مائة وعشرين ثالث مسنات أو أربعة‬
‫أتبعة‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫‬فصل في بيان نصاب الغنم وما‬يجب إخراجه‬‬‬‬
‫(‬وأول نصاب الغنم أربعون)‬شاة (‬وفيها شاة جذعة من الضأن)‬بالهمز وتركه‬
‫‬لها سنة (‬أو ثنية من المعز)‬بفتح العين لها سنتان (‬وفى مائة وإحدى وعشرين شاتان‬
‫وفي مائتين وواحدة ثالث شياه وفي أربعمائة أربع شياه ثم في كل مائة شاة)‬لحديث‬
‫أنس في ذلك رواه البخاري‪‬.‬ونقل الشافعى أن أهل العلم اليختلفون في ذلك‪.‬‬
‫‪‬‬‫‪235‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬
‫‪X‬‬
‫‬‬
‫فصل‬
‫الواحد بشرائِ َط سبعة‪:‬‬
‫ِ‬ ‫وا ْلخَ لِ ِ‬
‫يطان يزكَّيان زكا َة‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫ولو تفرقت ماشية المالك في أماكن فهى كالتى في مكان واحد حتى لو ملك أربعين‬
‫شاة في بلدين لزمته الزكاة‪‬،‬ولو ملك ثمانين في بلدين في كل بلد أربعون ال‬يلزمه‬
‫إال شاة واحدة وإن بعدت المسافة بينهما خال ًفا لإلمام أحمد فإنه‬يلزمه عنده عند‬
‫التباعد شاتان‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫هل يجزئ في إخراج الزكاة نوع عن نوع آخر؟‬
‫تتمة‪‬ ‬:‬يجزئ فى إخراج الزكاة نوع عن نوع آخر كضأن عن معز وعكسه‬
‫من الغنم‪‬ ،‬وأرحبية‬((( ‬عن مهرية(((وعكسه من اإلبل‪‬ ،‬وعراب((( عن جواميس‬
‫‬‬وعكسه من البقر برعاية القيمة‪.‬‬
‫‬فصل في زكاة خلطة األوصاف‬‬
‫وتسمى خلطة جوار إذ هي المذكورة في كالمه‪‬‬‬‬.‬‬
‫أقل ‬منه وألحدهما نصاب ولو‬ ‫(‬والخليطان) ‬من أهل الزكاة في نصاب أو ّ‬
‫في‬غير ماشية من نقد أو‬غيره كما سيأتى (‬يزكيان)‬وجو ًبا (‬زكاة)‬بالنصب على نزع‬
‫الخافض‪‬،‬أى كزكاة المال (‬الواحد) إجما ًعا (‬بشرائط سبعة) بل عشرة مع أنه جرى‬
‫في واحد مما ذكره «أي المصنف صاحب المتن» على رأى ضعيف‪.‬‬

‫((( أرحبية ‪ :‬أرحب حى أو موضع تُنسب إليه النجائب األرحبية وحيتمل أن يكون ً‬
‫فحال ينسب إليه‬
‫النجائب‪.‬‬
‫(((املهرية ‪ :‬إبل مهرية نجائب تسبق اخليل منسوبة إىل قبيلة‪ :‬مهر بن حيدان‪.‬‬
‫((( العراب ‪ :‬خيل عراب خالف الربازين وإبل عراب خالف البخايت‪ .‬والبخايت‪ :‬اإلبل اخلرسائية‬
‫والبختية األنثى من اجلامل وهي مجال طوال األعناق‪.‬‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪‬‬ ‫‪236‬‬
‫‪X‬‬
‫والفح ُل واحدً ا‪،‬‬
‫ْ‬ ‫والمرعى واحدً ا‪،‬‬
‫ْ‬ ‫رح واحدً ا‪،‬‬
‫والمس ُ‬
‫ْ‬ ‫اح واحدً ا‪،‬‬
‫الم َر ُ‬
‫إذا كان َ‬
‫ب واحدً ا‪.‬‬ ‫وموضع الح ْل ِ‬
‫ُ‬ ‫والحالب واحدً ا‪،‬‬
‫ُ‬ ‫والمشر ُب واحدً ا‪،‬‬
‫َ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫المراح واحدً ا) اسم لموضع مبيت الماشية‪.‬‬


‫األول‪‬( :‬إذا كان ُ‬
‫(‬و)‬الثاني‪‬:‬إذا كان (‬المسرح واحدً ا)‬وهو بفتح الميم وإسكان المهملة اسم‬
‫للموضع الذي تجتمع فيه ثم تساق إلى المرعى‪.‬‬
‫‬المرعى واحدً ا) اسم للموضع الذي ترعى فيه‪.‬‬
‫(‬و)‬الثالث‪‬:‬إذا كان ( َ‬
‫(‬و)‬الرابع‪‬:‬إذا كان (‬الفحل)‬الذى‬يضربها (‬واحدً ا)‬أو أكثر بأن تكون مرسلة‬
‫تنزو على كل من الماشيتين؛ بحيث ال تختص ماشية هذا بفحل عن ماشية اآلخر‬
‫معارا له أو لهما إال إذا اختلف النوع كضأن ومعز فال‬
‫وإن كان ملكًا ألحدهما أو ً‬
‫‬يضر اختالفه قط ًعا للضرورة‪.‬‬
‫(‬و)‬الخامس‪‬:‬إذا كان (‬المشرب واحدً ا)‬وهو بفتح الميم موضع شرب الماشية‬
‫سواء كان من نهر أم من‬غيره‬
‫(‬و) ‬السادس‪‬ :‬إذا كان (‬الحالب)‬وهو الذي ‬يحلب اللبن (‬واحدً ا)‬على رأى‬
‫ضعيف‪‬،‬واألصح أنه ال‬يشترط اتحاده كجا ّز‬الغنم واإلناء الذي‬يحلب فيه كآلة‬
‫الجز‪‬،‬‬
‫(‬و)‬السابع‪‬:‬إذا كان (‬موضع الح َلب واحدً ا)‬ ُيقال للبن وللمصدر((( وهو المراد‬
‫هنا وحكى سكونها‪‬.‬‬
‫كامل‬أو أقل من نصاب وألحدهما نصاب‬‫والثامن‪‬:‬إذا كانت الماشيتان نصا ًبا ً‬
‫كما مرت اإلشارة إليه‪‬.‬والتاسع‪‬:‬مضى الحول من وقت خلطهما إذا كان المال‬
‫حول ًيا‪‬،‬فلو ملك كل منهما أربعين شاة في أول المحرم وخلطا في أول صفر فالجديد‬
‫أنه الخلطة في الحول بل إذا جاء المحرم وجب على كل منهما شاة‪ .‬ولو تفرقت‬
‫((( أى املكان الذى حتلب فيه املاشية‪.‬‬

‫‪‬‬‫‪237‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫فصل‬
‫ونصاب‬ ‫ِ‬
‫فبحسابه‬ ‫مثقال‪ ،‬وفيه ُر ُب ُع ال ُع ِ‬
‫شر وفيما زا َد‬ ‫ً‬ ‫عشرون‬ ‫ِ‬
‫الذهب‬ ‫اب‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ون َص ُ‬
‫ِ‬
‫الورق ما َئتَا درهمٍ‪................................................................‬‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫ال‬عرفا ولو بال قصد ضر‪‬،‬وإن كان‬ ‫مشايتها فى أثناء الحول نظر إن كان زمانًا طوي ً‬
‫يسيرا ولم‬يعلما به لم‬يضر‪‬،‬فإن علما به وأقراه أو قصدا ذلك أو علمه أحدهما فقط‬ ‫ً‬
‫ضر‬كما قاله األذرعى‪.‬‬‫ّ‬
‫والعاشر‪‬:‬أن‬يكونا من أهل الزكاة ‬فلو كان النصاب المخلوط بين مسلم وكافر‬
‫لم تؤثر هذه الخلطة شيئًا بل‬يعتبر نصيب من هو من أهل الزكاة إن كان بلغ‬نصا ًبا‬
‫زكى زكاة المنفرد وإال فال زكاة‪.‬‬
‫‬فصل في بيان نصاب الذهب والفضة وما‬يجب إخراجه‬
‫واألصل في ذلك قبل اإلجماع مع ما‬يأتى قوله تعالى‪ :‬ﱹ ﮂ ﮃ‬
‫ﮄ ﮅﱸ ((( ‬والكنز هو الذي لم تؤ ّد‬زكاته‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫مثقال)((( ‬باإلجماع‬ ‫ً‬ ‫(‬ونصاب الذهب) ‬الخالص ولو ‬غير مضروب (‬عشرون‬
‫‬م ْكي ُال‬ا ْل ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‬وا ْل َوز ُْن َ‬
‫‬وز ُْن َ‬م َّك َة»‬وهذا المقدار‬ ‫ـمد ْينَة َ‬
‫َ‬ ‫بوزن مكة لقوله ﷺ‪‬« :‬الم ْك َي ُال َ‬
‫وتم‬فى آخر فال زكاة على األصح للشك في النصاب‪،‬‬ ‫تحديد فلو نقص في ميزان َّ‬
‫(‬وفيه)‬أى نصاب الذهب (‬ربع العشر)‬وهو نصف مثقال تحديدً ا لقوله ﷺ‪َ «‬ :‬ل ْي َس‬
‫ف ِ‬
‫‬د ْين ٍ‬ ‫ين‬نِ ْص َ‬ ‫ِ‬ ‫‬ع ْش ِر ِ‬
‫‬من ِ‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َار» (‬وفيما زاد)‬على النصاب‬ ‫‬وفى ع ْش ِر َ‬‫ينارا ْش ٌئ‪َ ،‬‬
‫ين‬د ً‬
‫َ‬ ‫‬فى َأ َق ِّل ْ‬
‫‬يسيرا (‬ونصاب الورق)‬وهو بكسر الراء الفضة ولو‬غير مضروبة‬ ‫(‬فبحسابه)‬ولو ً‬
‫ٍ (((‬ ‫يما ُدون َخ ْم ِ‬‫ِ‬
‫‬أواق‬ ‫س َ‬ ‫(‬مائتا درهم)‬‬ خالصة بوزن مكة تحديدً ا لقوله ﷺ‪َ « :‬ل ْي َس‬ف َ‬
‫(((‬

‫((( سورة التوبة ‪ .‬اآلية‪.34 :‬‬


‫((( املثقال‪ :‬يساوي ‪ 4.25‬من اجلرامات‪.‬‬
‫جراما‪.‬‬
‫ً‬ ‫جراما أو ‪2.97‬‬
‫ً‬ ‫((( الدرهم‪ :‬يساوي ‪2.95‬‬
‫((( األوقية ‪ :‬تساوى أربعني ً‬
‫درمها تساوى (‪ )119‬جرام تقري ًبا‪.‬‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪‬‬ ‫‪238‬‬
‫‪X‬‬
‫تجب في الحلِ ِّي المباح زكاةٌ‪.‬‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫فبحسابه وال‬ ‫وفيها ُر ُب ُع ال ُع ْش ِر وما زا َد‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫درهما‬ ‫‬صدَ َق ٌة»‬واألوقية بضم الهمزة وتشديد الياء على األشهر أربعون‬ ‫‬الو ِ‬ ‫ِ‬
‫ً‬ ‫رق َ‬ ‫‬م َن َ‬
‫بالنصوص المشهورة واإلجماع قاله في المجموع‪‬ ،‬والمراد بالدراهم الدراهم‬
‫درهما‬
‫ً‬ ‫اإلسالمية التي كَل عشرة منها سبعة مثاقيل‪‬،‬وكل عشرة مثاقيل أربعة عشر‬
‫وسبعان‪،‬‬
‫(‬وفيها)‬أى الدراهم المذكورة (‬ربع العشر)‬منه‬وهو خمسة دراهم‬لقوله ﷺ‪:‬‬
‫ِ (((‬ ‫ِ‬
‫الر َّقة ُ‬ر ْب ُع‬ال ُع ْش ِر» (‬وما زاد)‬على النصاب ولو ً‬
‫‬يسيرا (‬فبحسابه)‬والفرق‬ ‫‬«وفى ِّ‬
‫َ‬
‫بينهما وبين المواشى ضرر المشاركة‪‬،‬والمعنى في ذلك أن الذهب والفضة معدّ ان‬
‫للنماء كالماشية السائمة‪‬،‬وهما من أشرف نعم الله‬تعالى على عباده إذ بهما قوام‬
‫الدنيا ونظام أحوال الخلق فإن حاجات الناس كثيرة وكلها تقضى بهما بخالف‬
‫‬غيرهما من األموال‪‬ ،‬فمن كنزهما فقد أبطل الحكمة التي خلقا لها كمن حبس‬
‫قاضى البلد ومنعه أن‬يقضى حوائج الناس‪‬،‬وال‬يكمل نصاب أحد النقدين باآلخر‬
‫الختالف الجنس كما ال‬يكمل نصاب التمر بالزبيب‪.‬‬
‫زكاة الحلي المباح‬
‫الحلى‬المباح)‬من ذهب أو فضة كخلخال المرأة (‬زكاة)‬ألنه‬
‫ّ‬ ‫(‬وال تجب في‬
‫المحرم من حلى ومن‬غيره‬‫ّ‬ ‫معدّ ‬الستعمال مباح فأشبه العوامل من النعم‪‬،‬ويزكى‬
‫كاألوانى باإلجماع‪‬،‬والسوار والخلخال للبس الرجل بأن‬يقصده باتخاذهما فهما‬
‫سوارا ً‬
‫مثل‬بال قصد ال للبس وال لغيره أو بقصد‬ ‫ً‬ ‫محرمان بالقصد‪‬،‬فلو اتخذ الرجل‬‫ّ‬
‫إجارته لمن له استعماله بال كراهة فال زكاة فيه النتفاء القصد المحرم والمكروه‪،‬‬
‫‬وكذا لو انكسر الحلى المباح لالستعمال وقصد إصالحه وأمكن بال صوغ‬فال زكاة‬
‫أحوال‬لدوام صورة الحلى وقصد إصالحه‪‬،‬وحيث أوجبنا الزكاة‬ ‫ً‬ ‫أيضا وإن دام‬
‫ً‬
‫في الحلى واختلفت قيمته ووزنه فالعبرة بقيمته البوزنه ويحرم على الرجل حلى‬
‫((( الرقة ‪ :‬هي الدراهم‪.‬‬

‫‪‬‬‫‪239‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫‪.................................................................................‬‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫إلن ِ‬
‫َاث ُ‬أمتِّى َو ُح ِّر َم‬ ‫ب َوا َل ِ‬
‫حر َير‬ ِ‬ ‫«أ ِح َّل َّ‬
‫الذهب ولو في آلة الحرب لقوله ﷺ‪ُ :‬‬
‫الذ َه َ‬
‫ُور َها»(((‪‬،‬إال األنف إذا جدع فإنه‬يجوز أن‬يتخذ من الذهب ألن بعض‬ ‫‬ َع َلى ُذك ِ‬
‫الصحابة قطع أنفه في‬غزوة فاتخذ أن ًفا من فضة فأنتن عليه‪‬،‬فأمره ﷺ‬أن‬يتخذه من‬
‫ذهب وإال األنملة فإنه‬يجوز اتخاذها لمن قطعت منه ولو لكل أصبع من الذهب‬
‫قياسا على األنف‪‬،‬وإال السن فإنه‬يجوز لمن قلعت سنه اتخاذ سن من ذهب وإن‬ ‫ً‬
‫قياسا على األنف‪‬،‬ويحرم سن الخاتم من الذهب على الرجل وهي الشعبة‬ ‫تعددت ً‬
‫التي‬يستمسك بها الفص‪‬،‬ويحل للرجل من الفضة الخاتم باإلجماع وألنه ﷺ‪:‬‬
‫خاتما من فضة‪‬،‬بل لبسه سنة سواء أكان في اليمين أم في اليسار لكن اليمين‬ ‫ً‬ ‫«اتخذ‬
‫أفضل»‪‬،‬والسنة أن‬يجعل الفص مما‬يلى كفه‪‬.‬وال‬يكره للمرأة لبس خاتم الفضة‪‬‬.‬‬
‫***‬

‫((( أبو داود‪.‬‬


‫الصف األول الثانوى‬
‫‪‬‬ ‫‪240‬‬
‫‪X‬‬
‫فصل‬
‫بالعراقي‪.‬‬ ‫ألف وست ِ‬
‫ّمائة ر ْط ٍل‬ ‫ونصاب الزرو ِع وال ِّثمار خمس ُة ْأو ُس ٍق وهي‪ٌ :‬‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬
‫بدوالب أو بنضحٍ ـ‬ ‫قيت‬
‫العشر ـ وإن ُس ْ‬ ‫الس ْيحِ ـ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫السماء أو َّ‬
‫قيت بماء َّ‬ ‫وفيها ـ إن ُس ْ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫‬‬فصل في بيان نصاب الزروع والثمار‪‬،‬وما‬يجب إخراجه‬


‫(‬ونصاب الزروع والثمار خمسة أوسق)‬‪‬ ،‬لقوله ﷺ‪«‬ :‬ليس فيما دون خمسة‬
‫أوسق‬صدقة(((»‬واألوسق‪‬:‬جمع وسق ـ‬بفتح الواو وكسرها ـ‬سمى به ألنه‬يجمع‬
‫الصيعان (‬وهي) ‬بالوزن (‬ألف) ‬رطل (‬وستمائة رطل بالعراقي) ‬أى البغدادي‪،‬‬
‫‬ألن الوسق ستون صا ًعا والصاع أربعة أمداد‪‬،‬والمد رطل وثلث بالبغدادي‪‬،‬وقدرت‬
‫به ألنه الرطل الشرعى‪.‬‬
‫‬والنصاب المذكور تحديد كما في نصاب المواشى وغيرها‪‬،‬والعبرة فيه بالكيل‬
‫استظهارا أو إذا وافق الكيل‪‬.‬والمعتبر في الوزن‬
‫ً‬ ‫على الصحيح‪‬،‬وإنما قدرت بالوزن‬
‫من كل نوع الوسط‪‬،‬فإنه‬يشتمل على الخفيف والرزين‪.‬‬
‫(‬و)‬يجب (‬فيها)‬أى في الخمسة أوسق وما زاد (‬إن سقيت بماء السماء أو)‬
‫‬بماء (‬السيح)‬وهو ـ‬بفتح المهملة وسكون المثناة تحت ـ‬السيل‪‬،‬أو بماء انصب‬
‫إليه من جبل أو نهر أو عين‪‬،‬أو شرب بعروقه لقربه من الماء‪‬،‬وهو البعلى‪‬،‬سواء‬
‫‬كامل (‬و)‬يجب فيها (‬إن سقيت بدوالب)‬ـ‬وهو‬‫في ذلك الثمر والزرع ـ (‬العشر) ً‬
‫ما‬يديره الحيوان(((‪‬،‬أو دالية وهي ـ‬البكرة(((‪‬،‬أو ناعورة‪‬،‬وهى ـ‬ما‬يديره الماء‬
‫ناضحا واألنثى ناضحة‪،‬‬
‫ً‬ ‫بنفسه (‬أو بنضح)‬من نحو نهر بحيوان‪‬،‬ويسمى الذكر‬

‫((( الوسق‪ :‬مكيال معلوم = ‪ 122.4‬كيلو جرام‪ ،‬واخلمسة أوسق ‪ 216‬كيلو وبالكيل أربعة أرادب‬
‫وكيلتان‪.‬‬
‫((( الساقية املعروفة‪.‬‬
‫((( التى يمىل عليها من اآلبار ونحوها‪.‬‬

‫‪‬‬‫‪241‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫نصف ال ُع ْش ِر‪.‬‬
‫ُ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫‬أو بماء اشتراه أو وهب له‪‬،‬لعظم المنة فيه أو‬غصبه لوجوب ضمانه (‬نصف‬
‫العشر)‬وذلك لقوله ﷺ‪‬:‬فيما سقت السماء والعيون أو كان عثر ًيا ـ‬العشر وفيما‬
‫سقى بالنضح نصف العشر ‬وانعقد اإلجماع على ذلك‪‬ ،‬كما قاله البيهقى وغيره‬
‫والمعنى فيه كثرة المؤنة وخفتها كما في المعلوفة والسائمة‪ ،‬والعثرى‬ما سقى بماء‬
‫السيل الجارى إليه فى حفرة‪‬،‬وتسمى الحفرة عاثوراء‪‬،‬لتعثر الماء بها إذا لم‬يعلمها‪.‬‬
‫‬والقنوات والمساقى المحفورة من النهر العظيم((( كماء المطر‪‬،‬ففى المسقى بماء‬
‫‬يجرى فيها منه العشر ‬وفيما سقى بالنوعين كالنضح والمطر ‬يقسط باعتبار مدة‬
‫عيش الثمر والزرع ونمائهما‪‬،‬ال بأكثرهما‪‬،‬وال بعدد السقيات‪‬.‬فلو كانت المدة من‬
‫مثل‬إلى‬يوم اإلدراك ثمانية أشهر واحتاج في أربعة منها إلى سقية فسقى‬ ‫‬يوم الزرع ً‬
‫بالمطر وفي األربعة األخرى إلى سقيتين فسقى بالنضح وجب ثالثة أرباع العشر‬
‫ألن نصف المدة بالمطر فيجب نصف العشر‪ ،‬ونصفها اآلخر بالنضح فيجب ربع‬
‫العشر‪ ،‬فيكون المجموع ثالثة أرباع العشر‪.‬‬
‫‬وتجب الزكاة فيما ذكر ببدو صالح ثمر‪‬،‬ألنه حينئذ ثمرة كاملة وهو قبل ذلك‬
‫بلح وحصرم وباشتداد حب‪‬ ،‬ألنه حينئذ طعام‪‬ .‬وهوقبل ذلك بقل‪‬ .‬والصالح‬
‫في ثمر وغيره بلوغه صفة‬يطلب فيها‬غال ًبا‪‬.‬وعالمته في الثمر المـأكول المتلون‬
‫أخذه في حمرة أو سواد أو صفرة كبلح وعناب ومشمش‪‬،‬وفى‬غير المتلون منه‬
‫كالعنب األبيض لينه وتمويهه وهو صفاؤه وجريان المـاء فيه‪‬.‬وبدو صالح بعضه‬
‫كبدو صالح كله‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫وإن قل‬
‫***‬

‫((( أى التى يصل منها املاء إىل الزرع من النهر الكبري بدون جهد‪.‬‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪‬‬ ‫‪242‬‬
‫‪X‬‬
‫فصل‬
‫ويخرج من ذلك ُر ُب ُع‬ ‫يت به‪،‬‬ ‫ِ‬
‫الحول بما اشت ُِر ْ‬ ‫آخر‬ ‫عروض الت ِ‬
‫ِّجارة عند ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُقو ُم‬
‫ُ‬ ‫وت َّ‬
‫ال ُع ْش ِر (‪.)...‬‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫فصل في زكاة العروض وما‬يجب إخراجه‬


‫(‬وتقوم عروض التجارة عند آخر الحول بما اشتريت به)‬هذا إذا ملك مال التجارة‬
‫‬يقوم به ألنه أصل‬
‫بنقد ولو في ذمته‪‬،‬أو بغير نقد البلد الغالب‪‬،‬أو دون نصاب فإنه ّ‬
‫ما بيده وأقرب إليه من نقد البلد‪‬،‬فلو لم‬يبلغ‬نصا ًبا لم تجب الزكاة وإن بلغ‬بغيره‪.‬‬
‫خرج من)‬قيمه (‬ذلك)‬ال من العروض (‬ربع العشر)‬أما أنه ربع العشر فكما‬
‫(و ُي َ‬
‫في الذهب والفضة ألنه‬يقوم بهما‪‬،‬وأما أنه من القيمة فألنها متعلقه‪ ،‬فال‬يجوز‬
‫إخراجه من عين العروض(((‪.‬‬
‫‬فصل في زكاة الفطر‬وُيقال‪‬:‬صدقة الفطر‬
‫أيضا زكاة الفطرة كأنها من‬
‫سميت بذلك ألن وجوبها بدخول الفطر‪‬،‬ويقال ً‬
‫الفطرة التي هي الخلقة المرادة بقوله تعالى‪ :‬ﱹ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ‬
‫ﯞﯟﱸ(((‪.‬‬
‫قال وكيع بن الجراح‪‬:‬زكاة الفطر لشهر رمضان كسجدة السهو للصالة تجبر‬
‫نقصان الصوم كما‬يجبر السجود نقصان الصالة‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫ُ‬
‫‬رسول‬الله ﷺ‬زكا َة‬ ‫واألصل في وجوبها قبل اإلجماع خبر ابن عمر‪َ :‬‬
‫‬فرض‬
‫‬حر‬أو ٍ‬
‫عبد‬ ‫كل ٍ‬ ‫ٍ‬
‫شعير‬على ِّ‬ ‫الناس‬صا ًعا ِم ْن ِ‬
‫‬تمر‬أو صا ًعا من‬ ‫ِ‬ ‫‬رمضان‬على‬
‫َ‬ ‫‬الفطر ِ‬
‫‬م ْن‬ ‫ِ‬
‫‬المسلمين‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫َ‬‬ ‫‬ َذك ٍَر‬أو أنثى ِم َن‬

‫((( الركاز‪ :‬وهو ما يعثر عليه اآلن من اآلثار القديمة والعمالت والتامثيل وغريها وهو ما يسمى ىف الفقه‬
‫بالركاز‪ ،‬فهذا األمر نظمه القانون املعارص وجيب رشعـًا التقيد به‪.‬‬
‫((( سورة الروم ‪ .‬اآلية‪.30 :‬‬

‫‪‬‬‫‪243‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫فصل‬
‫أشياء‪ :‬اإلسالمِ‪ ،‬وبغروب الشمس من آخر يو ٍم من‬ ‫ِ‬
‫بثالثة‬ ‫ِ‬
‫الفطر‬ ‫ب زكا ُة‬ ‫وت ِ‬
‫َ‬ ‫َج ُ‬
‫وته و ُق ِ‬
‫وت عياله في ذلك اليو ِم وليلته و ُيزكِّى عن نفسه‬ ‫الفض ِل عن ُق ِ‬ ‫ِ‬
‫ووجود ْ‬ ‫رمضان‪،‬‬
‫َ‬
‫سلمين ‪.................................................‬‬
‫َ‬ ‫الم‬
‫وعمن تلزم ُه نفقت ُه من ُ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫‬شرائط وجوب زكاة الفطر‬


‫ِ‬
‫‬بثالثة أشياء)‬بل بأربعة كما ستعرفه‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬ :‬‬ ‫ِ‬
‫‬الفطر‬‫‬وتجب‬زكا ُة‬
‫(‬
‫ُ‬
‫ـمسلِ ِمين‬ ‫ِ‬
‫األول‪‬( ‬:‬اإلسالم)‬فال زكاة على كافر لقوله صلى الله عليه وسلم‪ :‬م َن‬ا ْل ُ‬
‫‬وهو إجماع ألنها طهرة للصائم‪‬،‬والمراد أنه ليس مطال ًبا بإخراجها ولكن‬يعاقب‬
‫عليها في اآلخرة‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬ ‬‬‬‬.‬‬
‫(‬و) ‬الشرط الثاني‪‬( :‬بغروب) ‬كل (‬الشمس من آخر ‬يوم من رمضان) ‬ألنها‬
‫مضافة في الحديث إلى الفطر من رمضان في الخبر الماضي‪‬،‬وال بد من إدراك جزء‬
‫شوال‪ ‬،‬فتخرج عمن مات بعد الغروب دون من ولد بعده‬ ‫من رمضان وجزء من ليلة ّ‬
‫ويسن أن تخرج قبل صالة العيد‪‬،‬لالتباع وهذا جرى على الغالب من فعل الصالة‬
‫أول النهار‪‬،‬فإن أخرت استحب األداء أول النهار ويحرم تأخيرها عن‬يوم العيد بال‬
‫عذر كغيبة ماله أو المستحقين‪.‬‬
‫(‬و) ‬الثالث من الشروط‪‬( :‬وجود الفضل) ‬أى الفاضل (‬عن قوته وقوت)‬
‫‬من تلزمه نفقته من (‬عياله)‬وزوجته (‬فى ذلك اليوم)‬أى‬يوم العيد (‬وليلته)‪‬‬.‬‬
‫ً‬
‫فاضل‬عن مسكن وخادم الئقين به‬يحتاج إليهما كما‬ ‫أيضا أن‬يكون‬
‫ويشترط ً‬
‫في الكفارة‪‬.‬بجامع التطهير‪.‬‬
‫ً‬
‫فاضل‬عن دينه ولو آلدمى كما رجحه في المجموع (و‬يزكى عن‬ ‫وال‬يشترط كونه‬
‫نفسه وعمن تلزمه نفقته من)‬زوجته وأوالده (‬المسلمين) ويزكى عن نفسه وجو ًبا‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪‬‬ ‫‪244‬‬
‫‪X‬‬
‫وثلث بالعرا ِّقي ‪..........................‬‬
‫ٌ‬ ‫ٍ‬
‫أرطال‬ ‫قوت ِ‬
‫بلده وقدر ُه خمس ُة‬ ‫صاعا من ِ‬
‫ً‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫(‬صا ًعا من)‬غالب (‬قوت بلده)‬إن كان بلد ًيا‪‬،‬وفى‬غيره(((من‬غالب قوت محله‬
‫ألن ذلك‬يختلف باختالف النواحي‪‬،‬والمعتبر في‬غالب القوت‬غالب قوت السنة‬
‫خيرا وال عكس لنقصه عن الحق‪،‬‬‫ويجزئ القوت األعلى عن القوت األدنى ألنه زاد ً‬
‫‬فالبر‬خير من التمر‬
‫‬واالعتبار في األعلى واألدنى بزيادة االقتيات ‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬ ألنه المقصود‪ّ :‬‬
‫(((‬

‫واألرز ومن الزبيب‪ ،‬والشعير ‬خير من التمر ألنه أبلغ ‬فى االقتيات والتمر خير‬
‫خيرا من األرز وأن‬
‫من الزبيب‪‬،‬فالشعير خير منه باألولى‪‬،‬وينبغى أن‬يكون الشعير ً‬
‫األرز خير من التمر وله أن‬يخرج عن نفسه من قوت واجب وعمن تلزمه فطرته‬
‫خيرا‪‬،‬وال‬يبعض الصاع‬‫كزوجته وقريبه أو عمن تبرع عنه بإذنه أعلى منه ألنه زاد ً‬
‫المخرج عن الشخص الواحد من جنسين وإن كان أحد الجنسين أعلى من الواجب‪،‬‬
‫(((‬
‫‬كما ال‬يجزئ في كفارة اليمين أن‬يكسو خمسة ويطعم خمسة‪ ،‬وإخراجه من نوعين‬
‫جائز إذا كان من الغالب ولو كان في بلد أقوات ال‬غالب فيها تخير‪‬،‬واألفضل أعالها‬
‫في االقتيات لقوله تعالى‪ :‬ﱹ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗﭘﱸ(((‪.‬‬
‫‬أى‬بالبغدادي‪.‬‬
‫(‬وقدره)‬أى الصاع بالوزن (‬خمسة أرطال وثلث)‬رطل (‬بالعراقي) ّ‬
‫استظهارا والعبرة بالصاع النبوى إن وجد أو معياره‪‬،‬فإن فقد أخرج‬
‫ً‬ ‫‬وإنما قدر بالوزن‬
‫قدرا‬يتيقن أنه ال‬ينقص عن الصاع‪‬.‬قال في الروضة‪‬:‬قال جماعة‪‬:‬الصاع أربع حفنات‬‫ً‬
‫بكفى رجل معتدلهما‪‬.‬انتهى والصاع بالكيل المصرى قدحان(((‬‬‪‬،‬وينبغى له أن‬يزيد‬
‫‬يسيرا ال حتمال اشتمالهما على طين أو تبن أو نحو ذلك قال ابن الرفعة‪‬:‬كان‬
‫شيئًا ً‬
‫قاضى القضاة عماد الدين السكرى رحمه الله‬تعالى‬يقول حين‬يخطب بمصر خطبة‬
‫عيد الفطر‪‬:‬والصاع قدحان بكيل بلدكم هذه سالم من الطين والعيب والغلت‪‬‬.‬‬
‫((( أى من يعيش ىف البادية‪.‬‬
‫((( أى ال بزيادة القيمة‪.‬‬
‫((( أى نوعني من جنس القوت الواجب اإلخراج منه كنوعني من القمح ً‬
‫مثال‪.‬‬
‫((( سورة آل عمران ‪ .‬اآلية‪.92 :‬‬
‫((( الكيلة‪ :‬ثامنية أقداح‪ ،‬والصاع = (ربع) كيلة بالكيل املرصي‪.‬‬

‫‪‬‬‫‪245‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫فصل‬
‫العز ِيز‬ ‫ِ‬
‫كتابه ِ‬ ‫ذكرهم الل ُه تعالى في‬ ‫وتُدفع الزَّكا ُة إلى األص ِ‬
‫ناف الثمانية الذين‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫قو ِله َت َعالى‪ :‬ﱹ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ‬ ‫في ْ‬
‫ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰﮱ ﱸ(((‪.‬‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫‬فصل في قسم الصدقات‬


‫أى الزكوات على مستحقيها‪‬،‬وسميت بذلك إلشعارها بصدق باذلها‪‬،‬وذكرها‬
‫المصنف في آخر الزكاة تب ًعا لإلمام الشافعى رضى الله‬تعالى عنه في األم وهو أنسب‬
‫من ذكر المنهاج لها تب ًعا للمزنى بعد قسم الفئ والغنيمة‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬
‫(‬وتدفع الزكاة)‬من أي صنف كان من أصنافها الثمانية المتقدم بيانها (‬إلى)‬جميع‬
‫(‬األصناف الثمانية)‬عند وجودهم في محل المال وهم (‬الذين ذكرهم الله‬تعالى‬
‫في كتابه العزيز في قوله تعالى‪ :‬ﱹ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ‬
‫(((‬
‫ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰﮱ ﱸ‬
‫قد علم من الحصر بـ (إِن ََّما) إنها ال تصرف لغيرهم وهو مجمع عليه‪‬،‬وإنما وقع‬
‫الخالف في استيعابهم‪‬،‬وأضاف في اآلية الكريمة الصدقات إلى‬األصناف األربعة‬
‫األولى بالم الملك‪ ،‬وإلى األربعة األخيرة بفى الظرفية لإلشعار بإطالق الملك‬
‫في األربعة األولى‪ ،‬وتقييده في األربعة األخيرة حتى إذا لم يحصل الصرف‬
‫في مصارفها‪ ،‬استرجع‪ ،‬بخالفه في األولى على ما يأتي‪ .‬وسكت المصنف عن‬
‫تعريف هذه األصناف وأنا أذكرهم على نظم اآلية الكريمة‪.‬‬
‫فاألول‪ :‬الفقير وهو من ال مال له وال كسب الئق به‪ ،‬يقع جميعهما أو مجموعهما‬
‫وملبسا ومسكنًا وغيرهما مما ال بد له منه على ما يليق بحاله‬
‫ً‬ ‫مطعما‬
‫ً‬ ‫موق ًعا من كفايته‬
‫((( سورة التوبة ‪ .‬اآلية‪.60 :‬‬
‫((( سورة التوبة ‪ .‬اآلية‪.60 :‬‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪‬‬ ‫‪246‬‬
‫‪X‬‬
‫‪.................................................................................‬‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫وحال ممونه‪ ،‬كمن يحتاج إلى عشرة وال يملك أو ال يكتسب إال درهمين أو ثالثة‬
‫أو أربعة‪ ،‬وسواء أكان ما يملكه نصا ًبا أم أقل أم أكثر‪.‬‬
‫والثانى‪ :‬المسكين وهو من له مال أو كسب الئق به يقع موق ًعا من كفايته‬
‫وال يكفيه‪ ،‬كمن يملك أو يكتسب سبعة أو ثمانية واليكفيه إال عشرة‪ ،‬والمراد أنه‬
‫ال يكفيه العمر الغالب‪.‬‬
‫والثالث‪ :‬العامل على الزكاة‪ ،‬كساع يجبيها وكاتب يكتب ما أعطاه أرباب‬
‫األموال وقاسم وحاشر يجمعهم أو يجمع ذوى السهمان ال قاض ووال فال حق‬
‫لهما في الزكاة بل رزقهما في خمس الخمس المرصد للمصالح‪.‬‬
‫والرابع‪ :‬المؤلفة قلوبهم‪ :‬جمع مؤلف من التأليف‪ ،‬وهو من أسلم ونيته ضعيفة‬
‫فيتألف ليقوى إيمانه‪ ،‬أو من أسلم ونيته في اإلسالم قوية ولكن له شرف‬
‫شر من يليه من كفار أو مانعى‬
‫فى قومه يتوقع بإعطائه إسالم غيره‪ ،‬أو كاف لنا ّ‬
‫زكاة فهذان القسمان األخيران إنما يعطىان إذا كان إعطاؤهما أهون علينا من جيش‬
‫يبعث لذلك‪ ،‬فقول الماوردي‪« :‬يعتبر في إعطاء المؤلفة احتياجنا إليهم» محمول‬
‫على غير الصنفين األولين‪ ،‬أما هما فال يشترط فيهما ذلك كما هو ظاهر كالمهم‪.‬‬
‫وهل تكون المرأة من المؤلفة؟ وجهان أصحهما نعم‪.‬‬
‫والخامس فى الرقاب‪ :‬ولما لم يعد هناك عبيد اآلن فال حاجة لتفصيل الكالم عنه‬
‫حيث صدرت التشريعات الدولية محقق ًة لفلسفة اإلسالم فى حرية اإلنسان وانتهت‬
‫بذلك إلى األبد ظاهرة الرق‪.‬‬
‫والسادس‪ :‬الغارم وهو ثالثة‪ :‬من تداين لنفسه في مباح طاعة كان أو ال وإن صرفه‬
‫في معصية أو في غير مباح كخمر وتاب وظن صدقه‪ ،‬أو صرفه في مباح فيعطى مع‬
‫الحاجة بأن يحل الدين وال يقدر على وفائه بخالف ما لو تداين لمعصية وصرفه‬

‫‪‬‬‫‪247‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫من كل صنف‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫منه ْم ولم يجز االقتصار على َّ‬
‫أقل من ثالثة ْ‬ ‫وإلى َم ْن يوجدُ ُ‬
‫إال ا ْل َع ِام َل ‪.....................................................................‬‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫فيها ولم يتب‪ ،‬فال يعطى وما لو لم يحتج لم يعط أو تداين إلصالح ذات البين أي‬
‫الحال بين القوم كأن خاف فتنة بين قبيلتين تنازعتا في قتيل لم يظهر قاتله فتحمل الدية‬
‫تسكينًا للفتنة فيعطى ولو غن ًيا ترغي ًبا في هذه المكرمة‪ ،‬أو تداين لضمان فيعطى إن‬
‫أعسر مع األصيل أو أعسر وحده‪ ،‬وكان متبر ًعا بالضمان بخالف ما إذا ضمن باإلذن‪.‬‬
‫والسابع‪ :‬سبيل الله تعالى متطوع بالجهاد فيعطى ولو غن ًيا(((‪.‬‬
‫والثامن‪ :‬ابن السبيل وهو منشئ سفر من بلد الزكاة‪ ،‬أو مجتاز به في سفره إن‬
‫احتاج وال معصية بسفره‪.‬‬
‫(و) يجب تعميم األصناف الثمانية في القسم إن أمكن بأن قسم اإلمام ولو‬
‫بنائبه ووجدوا لظاهر اآلية‪ ،‬فإن لم يمكن بأن قسم المالك إذ ال عامل أو اإلمام‬
‫ووجد بعضهم وجب الدفع (إلى من يوجد منهم) وتعميم من وجد منهم وعلى‬
‫اإلمام تعميم آحاد كل صنف وكذا المالك إن انحصروا بالبلد ووفى بهم المال‪،‬‬
‫يف بهم المال (لم يجز االقتصار على أقل‬ ‫فإن لم ينحصروا أو انحصروا (و) لم ِ‬
‫من ثالثة من كل صنف) لذكره في اآلية بصيغة الجمع وهو المراد بفى سبيل الله‬
‫وابن السبيل الذي هو للجنس (إال العامل) فإنه يسقط إذا قسم المالك‪ ،‬ويجوز‬
‫حيث كان أن يكون واحدً ا إن حصلت به الكفاية‪ ،‬وتجب التسوية بين األصناف‬
‫غير العامل ولو زادت حاجة بعضهم‪ ،‬وال تجب التسوية بين آحاد الصنف إال أن‬
‫يقسم اإلمام وتتساوى الحاجات فتجب التسوية‪ ،‬ويحرم على المالك وال يجزئه‬
‫نقل الزكاة من بلد وجوبها مع وجود المستحقين إلى بلد آخر‪ ،‬فإن عدمت األصناف‬
‫في بلد وجوبها أو فضل عنهم شئ وجب نقلها أو الفاضل إلى مثلهم بأقرب بلد إليه‪،‬‬
‫وإن عدم بعضهم أو فضل عنه شئ ر ّد نصيب البعض أو الفاضل عنه على الباقين إن‬
‫نقص نصيبهم عن كفايتهم‪ ،‬أما اإلمام فله ولو بنائبه نقل الزكاة مطل ًقا‪.‬‬
‫((( ما دام املسلمون قد احتاجوا إليه ىف اجلهاد لدفع ما وقع من اعتداء عليهم‪.‬‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪‬‬ ‫‪248‬‬
‫‪X‬‬
‫الم ِّطلِ ِ‬
‫ب‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫كسب‪ ،‬و َبنُو هاشمٍ‪ ،‬وبنو ُ‬
‫وأربعة ال يجوز د ْف ُع َها إلي ِهم‪ :‬الغني ٍ‬
‫بمال‪ ،‬أو‬ ‫ُّ‬ ‫ْ ْ‬
‫ِ‬
‫والمساكين وال تصح للكافر‪.‬‬ ‫ِ‬
‫المزكِّي نفقت ُه‪ ،‬ال يدفعها باسم الفقراء‬
‫ومن تلزم ُ‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫(وأربعة ال يجوز دفعها) أي الزكاة (إليهم)‬


‫األول‪( :‬الغنى بمال) حاضر عنده (أو كسب) الئق به يكفيه‪.‬‬
‫(و) الثانى‪( :‬بنو هاشم وبنو المطلب) فال تحل لهما لقوله ﷺ‪« :‬إِ َّن َه ِذ ِه‬
‫آلل ُم َح َّم ِد»(((‪ .‬وقال‪:‬‬
‫َحل لِمحم ٍد َوال ِ‬
‫َّاس‪َ ،‬وإِن ََّها الَ ت ُّ ُ َّ‬ ‫الصدَ َقات إِن ََّما هي َأ ْو َساخُ الن ِ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫س َما َيكْفىك ُْم‬ ‫حل َلك ُْم َأ ْه َل ال َب ْيت م َن َ‬
‫الصدَ َقات َش ْيئًا إِ َّن َلك ُْم في ُخ ْمس الخُ ْم ِ‬ ‫«الَ ٌأ ُّ‬
‫َأ ْو ُيغْنِيك ُْم» أي بل يغنىكم‪.‬‬
‫(و) الثالث‪( :‬من تلزم المزكى نفقته) بزوجية أو بعضية (ال يدفعها) إليهم (باسم)‬
‫أي من سهم (الفقراء و) ال من سهم (المساكين) لغناهم بذلك وله دفعها إليهم‬
‫من سهم باقى األصناف إذا كانوا بتلك الصفة إال أن المرأة ال تكون عاملة وال غازية‬
‫كما في الروضة‪.‬‬
‫«صدَ َق ٌة ت ُْؤ َخ ُذ ِم ْن َأ ْغن ِ َيائِ ِه ْم‬
‫(و) الرابع‪( :‬ال تصح للكافر) لخبر الصحيحين َ‬
‫كفارا‬
‫ً‬ ‫لى ُف َق َرائِ ِه ْم» نعم الكيال والحمال والحافظ ونحوهم يجوز كونهم‬ ‫َفت َُر ُّد َع َ‬
‫مستأجرين من سهم العامل ألن ذلك أجرة ال زكاة‪.‬‬
‫فورا إذا تمكن من األداء بحضور مال وآخذ للزكاة‪:‬‬ ‫تنبيه‪ :‬يجب أداء الزكاة ً‬
‫من إمام أو ساع أو مستحق‪ ،‬فإن أخر أداءها وتلف المال ضمن ‪ ،‬وله دفعها إلى‬
‫اإلمام بال طلب منه‪ ،‬وهو أفضل من تفريقها بنفسه‪ ،‬وتجب نية في الزكاة‪.‬‬
‫تتمة‪ :‬صدقة التطوع سنة لما ورد فيها من الكتاب والسنة‪ ،‬وتحل لغنى كما تحل‬
‫سرا وفي رمضان ولنحو قريب كزوجة وصديق فجار قريب‬ ‫لغير المسلم ودفعها ً‬
‫(((‬

‫((( رواه مسلم‪.‬‬


‫((( فيجوز للمسلم أن يتصدق عىل اجلار املسيحى الفقري وكذلك ما ىف حكمه من األصدقاء املواطنني من‬
‫غري املسلمني‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪249‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫‪.................................................................................‬‬
‫‪EEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEEE‬‬

‫فأقرب‪ :‬أفضل‪ ،‬وتحرم لمن تجب عليه‪ ،‬نفقته‪ ،‬ويسن اإلكثار من الصدقة في رمضان‬
‫وأيام الحاجات وعند مرض وسفر وحج وفي أزمنة وأمكنة فاضلة كعشر ذي الحجة‬
‫وأيام العيد ومكة والمدينة‪.‬‬
‫انتهي بحمد الله وعونه وتوفيقه والله نسأل أن ينفع به وأن يجزينا عنه خير الجزاء‬
‫إنه سميع مجيب‪.‬‬
‫***‬

‫الصف األول الثانوى‬


‫‪‬‬ ‫‪250‬‬
‫‪X‬‬
‫أسئلة على الزكاة‬
‫ ‪1:‬سعرف الزكاة لغة وشر ًعا‪ .‬مع ذكر الدليل‪.‬‬
‫ ‪2:‬سما شروط وجوب الزكاة؟‬
‫ ‪3:‬سعرف المصطلحات الفقهية التالية‪ :‬النصاب‪ ،‬السوم‪ ،‬الحول‪.‬‬
‫ ‪4:‬سما األصناف التي تجب فيها الزكاة؟‬
‫ ‪5:‬سلمن تصرف الزكاة؟ وما الدليل؟‬
‫ ‪6:‬سبين الحكم فيما يلي مع التعليل إن أمكن‪:‬‬
‫ §تارك الزكاة جاحدً ا‪.‬‬
‫وحرصا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ §تارك الزكاة ً‬
‫بخل‬
‫ §نقص ملكه في الحول عن النصاب ولم يزد‪.‬‬
‫ §أبقار تبلغ نصا ًبا وتعمل في الحرث والزرع‪.‬‬
‫ §دفع زكاته لمن تجب عليه نفقتهم‪.‬‬
‫ ‪7:‬سضع عالمة (√) أو عالمة (×) أمام العبارات التالية مع التعليل والتصويب‪.‬‬
‫)‬ ‫ (‬ ‫ ‬
‫ §فرضت الزكاة في السنة الثامنة من الهجرة‪.‬‬
‫)‬ ‫( ‬ ‫ ‬ ‫ §في خمس من اإلبل شاة‪.‬‬
‫)‬ ‫( ‬ ‫ §أخرج زكاة الفطر بعد صالة العيد‪ .‬‬
‫)‬ ‫ §يجوز دفع الزكاة لبني هاشم وبني عبد المطلب‪ ( .‬‬
‫)‬ ‫( ‬ ‫ ‬‫ §تجب الزكاة في الثياب المتخذة لالقتناء‪.‬‬
‫ ‪8:‬سضع المصطلح الفقهي الدال على ما يلي‪:‬‬
‫(‪).............‬‬ ‫ ‬
‫ §ما أتم سنة من الضأن‪.‬‬
‫(‪).............‬‬ ‫ §من له مال مدخر أو كسب يبلغ نصف حاجته فأكثر‪ .‬‬

‫‪‬‬‫‪251‬‬ ‫املختار من اإلقناع‬


‫‪X‬‬
‫قائمة الموضوعات‬
‫الصفحة‬ ‫املوضوع‬
‫‪3‬‬ ‫املقدمة ‪. ........................................................‬‬
‫‪7‬‬ ‫التعريف بصاحب اإلقناع يف فقه الشافعية‪ .......................:‬‬
‫‪18‬‬ ‫التعريف باإلمام الشافعي ‪ .......................................‬‬
‫‪23‬‬ ‫كتاب الطهارة ‪ ..................................................‬‬
‫‪23‬‬ ‫هذا (كتاب) بيان أحكام (الطهارة)‪ ..............................‬‬
‫‪24‬‬ ‫(أنواع املياه)‪ ....................................................‬‬
‫‪26‬‬ ‫أقسام املياه من حيث جواز التطهري هبا وعدمه‪ ....................‬‬
‫‪29‬‬ ‫أقسام املاء املتنجس ‪ .............................................‬‬
‫‪32‬‬ ‫فصل يف الدباغ ‪ .................................................‬‬
‫‪36‬‬ ‫حكم استعامل أوانى الذهب والفضة ‪ ............................‬‬
‫‪39‬‬ ‫أسئلة عىل أحكام املياه‪ ،‬والدباغ‪ ،‬واألواين‪ ،‬والسواك‪ ..............‬‬
‫‪41‬‬ ‫فصل يف السواك ‪ ................................................‬‬
‫‪44‬‬ ‫األسئلة عىل السواك ‪ ............................................‬‬
‫‪45‬‬ ‫فصل يف الوضوء ‪ ...............................................‬‬
‫‪45‬‬ ‫رشوط الوضوء والغسل ‪ ........................................‬‬
‫‪46‬‬ ‫فروض الوضوء ‪ ................................................‬‬
‫‪53‬‬ ‫‬سنن الوضوء‬‬‬‬‬‪ ...................................................‬‬
‫‪60‬‬ ‫‬السنن الزائدة عىل العرش‬ ‪ ........................................‬‬
‫‪63‬‬ ‫أسئلة عىل باب الوضوء‪ .........................................‬‬
‫‪64‬‬ ‫‬فصل‬ىف االستنجاء ‪ .............................................‬‬
‫تابع قائمة الموضوعات‬
‫الصفحة‬ ‫املوضوع‬
‫‪70‬‬ ‫نواقض الوضوء‪. ...............................................‬‬
‫‪75‬‬ ‫فصل يف موجب الغسل ‪ .........................................‬‬
‫‪76‬‬ ‫‬فصل يف فرائض الغسل‬‬‬‬‬‬‬ ‪ ........................................‬‬
‫‪77‬‬ ‫‬سنن الغسل‬‬‬‬‬‬‬ ‪ ....................................................‬‬
‫‪80‬‬ ‫‬فصل‬يف‬األغسال املسنونة)‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‪ ......................................‬‬
‫‪83‬‬ ‫أسئلة عىل باب الغسل ‪ ..........................................‬‬
‫‪84‬‬ ‫فصل يف املسح عىل اخلفني ‪ ......................................‬‬
‫‪89‬‬ ‫أسئلة عىل باب املسح عىل اخلفني ‪ ................................‬‬
‫‪90‬‬ ‫‬فصل‬يف‬التيمم‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬ ‪ .................................................‬‬
‫‪94‬‬ ‫‬فرائض التيمم‬‬‬‬‬‬‬ ‪ ..................................................‬‬
‫‪96‬‬ ‫‬سنن التيمم‬‬‬‬‬‬‬‪ .....................................................‬‬
‫‪97‬‬ ‫‬مبطالت التيمم‬‬‬‬‬‬‬‪ .................................................‬‬
‫‪98‬‬ ‫‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬اجلبرية وحكمها‬‬‬‬‬‬‬ ‪ ................................................‬‬
‫‪101‬‬ ‫أسئلة عىل باب التيمم‪ ...........................................‬‬
‫‪102‬‬ ‫‬فصل‬ىف إزالة النجاسة ‪ ..........................................‬‬
‫‪109‬‬ ‫أسئلة عىل فصل النجاسة‪ ........................................‬‬
‫‪110‬‬ ‫‬فصل‬ىف احليض والنفاس واالستحاضة ‪ .........................‬‬
‫‪113‬‬ ‫‬ما حيرم باحليض والنفاس ‪ .......................................‬‬
‫‪117‬‬ ‫ماحيرم عىل اجلنب ‪ ..............................................‬‬
‫‪117‬‬ ‫ماحيرم باحلدث األصغر‪ .........................................‬‬
‫تابع قائمة الموضوعات‬
‫الصفحة‬ ‫املوضوع‬
‫‪118‬‬ ‫مس املصحف للصغري‪. .........................................‬‬
‫‪118‬‬ ‫آداب قراءة القرآن ‪ ..............................................‬‬
‫‪118‬‬ ‫حكم تفسري القرآن بال علم ونسيانه‪ .............................‬‬
‫‪119‬‬ ‫األسئلة عىل احليض والنفاس واالستحاضة‪ ......................‬‬
‫‪120‬‬ ‫كتاب الصالة‪ ...................................................‬‬
‫‪120‬‬ ‫الصلوات املفروضة ودليل فرضيتها ‪ .............................‬‬
‫‪121‬‬ ‫مواقيت الصالة‪ .................................................‬‬
‫‪125‬‬ ‫قضاء الفوائت‪ ..................................................‬‬
‫‪128‬‬ ‫والصلوات املسنونات ‪ ..........................................‬‬
‫‪132‬‬ ‫صالة التسابيح ‪ .................................................‬‬
‫‪132‬‬ ‫صالة األوابني ‪ ..................................................‬‬
‫‪132‬‬ ‫أفضل النوافل ‪ ..................................................‬‬
‫‪133‬‬ ‫سجدتا التالوة والشكر ‪ .........................................‬‬
‫‪135‬‬ ‫فصل يف رشوط الصالة ‪ .........................................‬‬
‫‪140‬‬ ‫فصل ىف أركان الصالة وسننها وهيئاهتا ‪ ..........................‬‬
‫‪153‬‬ ‫سنن الصالة قبل الدخول فيها‬‬‬‬‬‬‬‪ ..................................:‬‬
‫‪155‬‬ ‫(‬سنن الصالة بعد الدخول فيها وتسمى األبعاض)‬‬‪ ...............‬‬
‫‪156‬‬ ‫‬هيئات الصالة وهي السنن‬غري األبعاض‪ ....................... ‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬:‬‬
‫‪162‬‬ ‫الرجل يف الصالة‬‬‬‬ ‪ ...................‬‬ ‫َ‬ ‫‬األمور التي ختالف فيها املرأ ُة‬
‫‪164‬‬ ‫‬مبطالت الصالة‬ ‪ ................................................‬‬
‫تابع قائمة الموضوعات‬
‫الصفحة‬ ‫املوضوع‬
‫‪169‬‬ ‫مكروهات الصالة‪. .............................................‬‬
‫‪169‬‬ ‫‬السرتة أمام املصىل ‪ ..............................................‬‬
‫‪171‬‬ ‫حكم من عجز عن القيام يف الصالة أو القعود‬‬‪ ....................‬‬
‫‪173‬‬ ‫فرضا كانت أو ً‬
‫نفل ‪ ............‬‬ ‫فصل‬ىف سجود السهو يف الصالة ً‬
‫‪177‬‬ ‫فصل ىف بيان األوقات التي تكره فيها الصالة بال سبب ‪ ...........‬‬
‫‪178‬‬ ‫أقسام األوقات املكروهة باعتبار الوقت وباعتبار الفعل ‪ ..........‬‬
‫‪179‬‬ ‫فصل ىف صالة اجلامعة‪ ...........................................‬‬
‫‪179‬‬ ‫حكم صالة اجلامعة ورشوط املطالبني هبا‪ .........................‬‬
‫‪184‬‬ ‫أسئلة عىل كتاب الصالة ‪ ........................................‬‬
‫‪186‬‬ ‫فصل يف صالة املسافر‪ ...........................................‬‬
‫‪186‬‬ ‫رشوط قرص الصالة الرباعية ‪ ....................................‬‬
‫‪192‬‬ ‫أسئلة عىل صالة املسافر ‪ ........................................‬‬
‫‪193‬‬ ‫فصل يف صالة اجلمعة‪ ...........................................‬‬
‫‪204‬‬ ‫أسئلة صالة اجلمعة ‪ ............................................‬‬
‫‪205‬‬ ‫فصل يف صالة العيدين‪ ..........................................‬‬
‫‪210‬‬ ‫أسئلة صالة العيدين ‪ ...........................................‬‬
‫‪211‬‬ ‫فصل يف صالة اجلنازة‪ ...........................................‬‬
‫‪216‬‬ ‫أركان الصالة عىل امليت‪ .........................................‬‬
‫‪227‬‬ ‫كتاب الزكاة‪ ....................................................‬‬
‫‪233‬‬ ‫فصل يف بيان نصاب اإلبل وما جيب إخراجه ‪ ....................‬‬
‫تابع قائمة الموضوعات‬

‫الصفحة‬ ‫املوضوع‬
‫‪235‬‬ ‫‬فصل يف بيان نصاب البقر وما‬جيب إخراجه‪. .....................‬‬
‫‪235‬‬ ‫‬فصل يف بيان نصاب الغنم وما‬جيب إخراجه‬‬‬ ‪ .....................‬‬
‫‪236‬‬ ‫‬فصل يف زكاة خلطة األوصاف‬ ‪ ..................................‬‬
‫‪238‬‬ ‫‬فصل يف بيان نصاب الذهب والفضة وما‬جيب إخراجه ‪ ...........‬‬
‫‪241‬‬ ‫‬‬فصل يف بيان نصاب الزروع والثامر‪‬،‬وما‬جيب إخراجه ‪ ...........‬‬
‫‪243‬‬ ‫فصل يف زكاة العروض وما‬جيب إخراجه‪ ........................‬‬
‫‪243‬‬ ‫‬فصل يف زكاة الفطر‬و ُيقال‪‬:‬صدقة الفطر ‪ ........................‬‬
‫‪246‬‬ ‫‬فصل يف قسم الصدقات ‪ ........................................‬‬
‫‪251‬‬ ‫أسئلة عىل الزكاة ‪ ...............................................‬‬

You might also like