You are on page 1of 14

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫المحاضرة السادسة إلى التاسعة في مادة ‪:‬‬

‫علوم الحديث فوج¾‬

‫**************************‬

‫أهمية علم التخريج و فوائده‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫تظهر أهمية التخريج بمجرد النظر إلى العلم الذي يتعامل معه المخرج وهو حديث الرسول صلى هللا عليه وسلم ‪ ،‬الذي يعد مصدرا ً ثاني ا ً‬
‫بعد كتاب هللا تعالى في الداللة على ما يكون به التعبد و ويقوم به االعتقاد الصحيح ‪ ،‬وللباحث عما يدله على ا هميته هذا الفن أن يعرف أنه‬
‫ضروري لجميع المشتغلين بالعلوم الشرعية على اختالف تخصصانهم ‪ ،‬كما أنه هناك أمرا ً يزيد من أهمية هذا الفن ‪ ،‬وهو أن هذا الزمان‬
‫الذي نحن فيه ‪ ،‬غلب على أهله عدم المعرفة بمضان الحديث ‪ ،‬و علم التخريج يعيننا على التعامل مع كتب ومصادر الحديث ‪ ،‬ومن أهم‬
‫الفوائد المكتسبة من معرفة التخريج وعلمه ‪:‬‬

‫أوال‪ :‬معرفة مصدر الحديث ومن رواه من أصحاب التصانيف ‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫ثانيا‪ :‬معرفة رواة الحديث و التعرف على تراجمهم وأحوالهم من حيث الجرح و التعديل‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫ثالثا‪ :‬معرفة طرق الحديث وجمع األسانيد التي جاء بها حين الرواية ‪ ،‬وهو ما ي َُمكن من معرفة نوعه ‪ ،‬كأن يكون متواترا ً أو مشهور اً‬ ‫‪.3‬‬
‫أو عزيزا ً أو غريبا ً ‪ ،‬كما أنه يسهل الوقوف على اإلختالف الواقع بين رجاالت كل طريق من حيث القوة و الض عف في الرواية ‪ ،‬كم ا‬
‫نعرف العلل الموجود ة في بعض تلك الطرق‪ .‬فالسند قد يكون رجاله كلهم ثقات وقد يكون متصال ولكن بعض الثقات قد يخطئ ويروي‬
‫الحديث على أنه موصول إلى النبي صلى هللا عليه وسلم ‪ ،‬ولكن إذا ُجمعت طرق الحديث األخرى وجدت أن ذلك الراوي قد خالف‬
‫باقي الرواة اآلخرون في الطرق األخرى ‪ ،‬وهم ثقات و أكثر عددا ً منه ‪ ،‬فيجعلون هذا الحديث مرسالً ‪ ،‬و المرسل لم يتوفر فيه شرط‬
‫من شروط صحة الحديث وهو اتصال السند فيكون حديثا ضعيفا ‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬معرفة درجة الحديث و اإلطالع على أحكام النقاد عليه‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫خامسا‪ :‬عدم اإلستعجال في الحكم على الحديث فمجموع طرقه و ألفاظه مع ما تستوجبه من النظر في أحوال رواته وفقه حديثه ‪ ،‬كل‬ ‫‪.5‬‬
‫هذه األمور تهيئ أسباب الحكم على الحديث ‪ ،‬فقد يحكم أحينا على حديث من األحاديث أنه ضعيف بسبب وجود راو م ضعف في ذلك‬
‫ال متسرعا ‪ ،‬ويكون الحديث في حقيقته صحيحا ‪ ،‬حيث إنه لم يرد من تلك الطريق فقط بل ورد‬ ‫السند ‪ ،‬فهذا الحكم يعتبر حكم متعج ً‬
‫من طرق أخرى ‪ ،‬وإما أن تكون تلك الطرق بعضها صحيحة لذاتها فيصح الحديث التحاقا ً بها ‪ ،‬و إما أن تكون تلك الطرق فيها شيء‬
‫ضمت هذه الطرق بعضها إلى بعض تقوى الحديث بها وانجبر ضعفه ‪ ،‬فأصبح إما حسنا لغيره أو صح يحا‬ ‫من الضعف ولكن إذا ما ُ‬
‫لغيره‪.‬‬
‫سادسا ‪ :‬التأكد من صحة و قوع التدليس ‪ ،‬ففي أسانيد بعض االحاديث يكون الراوي معروفا بالتدليس أي يتعمد إخفاء بعض العيوب‬ ‫‪.6‬‬
‫في إسناده أو يسقط بعض رجاالته ممن فيه جرح حتى ال يؤثر ذلك في روايته ‪ ،‬فال يؤخذ بروايته مالم يصرح بالساع المباشر عن‬
‫الراوي بقوله‪ :‬حدثني أو أخبرني أو سمعت ‪ ،‬لكن التخريج و التوسع فيه قد يوقفنا على طرق أخرى صرح فيها هذا الراوي بالسماع ‪،‬‬
‫فتُقبل روايته التي لم تُقبل من قبل ‪ ،‬وهو يستعمل صيغا توهم بالسماع ‪ ،‬كأن يقول‪ :‬عن فالن عن فالن ‪ ،‬فالعنعنة من غير تصريح‬
‫بالسماع يُحكم عليها بالتوقف إلى أن يتأكد من سماع ه ‪ .‬و التخريج يوقفنا على حقيقة السماع و هذه صورة من صور عدم التسرع في‬
‫الحكم على الحديث ‪ ،‬وقريب من هذا وهو صورة أخرى من صوره‪ :‬الوقوف على رواية راو عن شيخه الذي ُعرف باالختالط ‪،‬‬
‫فالمتسرع قد يحكم على الحديث بالرد إذ رواه عنه بعد اختالطه ‪ ،‬لكن التخريج قد يوقفنا على رواية هذا الشيخ لتلك الرواية قب ل‬
‫اختالطه براو آخر فتقبل تلك الرواية ‪ ،‬ومثاله ‪ :‬أبو إسحاق السبيعي فهو شيخ اختلط في آخر عمره ‪ ،‬سمع منه أبو األحوص بعد‬
‫اختالطه وسمع منه شعبة و سفيان الثوري قبل ذلك ‪ ،‬فإذا روى عنه أبو األحوص حديثا تابعه عليه شعبة أو سفيان ‪ ،‬أو كالهما ‪ ،‬وهذا‬
‫يعني أن أبا إسحاق السبيعي لم َي ِهن في روايته هذا الحديث ألبي األحوص‪.‬‬

‫ومن الفوائد أيضا التفريق بين المتقدم و المتأخر من الروايات ‪ ،‬والوقوف على ناسخ الحديث ومنسوخه و معرفة سبب ورود الحديث أو‬
‫الظروف التي قيل فيها ‪.‬‬

‫‪ ‬خطوات التخريج العملي‪:‬‬


‫‪ .1‬الخطوة األولى‪ :‬البحث عن الحديث المراد تخرجه ‪ ،‬باستعمال طريق التخريج المعروفة وهذه المرحلة تقوم على الجمع ‪ ،‬بجمع‬
‫طرق الحديث ثم تصنيف المعلومات المتعلقة بذلك بشكل موجز‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫مادة علوم الحديث‬
‫‪ .2‬الخطوة الثانية‪ :‬دراسة األحدايث المجتمعة من مرحلة البحث ثم المقارنة بينها لمعرفة مدى حصول االتفاق أو االختالف بينها سندا‬
‫أو متنا ‪ ،‬وت ُ َدعَّم الدراسة بنصوص النقاد في ذلك االتفاق أو االختالف ثم نقوم بتصنيف ذلك تصنيفا علميا ً من شأنه أن يعطي القارئ‬
‫فكرة مؤسسة حول مالبسات الرواية وحكم النقاد عليها ‪ ،‬وعلى الباحث في هذه المرحلة أن يضع خالصة لكل الروايات المخرجة‬
‫ثم يصنفها ‪ ،‬ويضيف إليها بعد ذلك نتائج المقارنة ‪ ،‬وحتى نصل إلى هذه النتيجة البد من أن ندعم نتائج الجمع و المقارنة بآراء‬
‫أئمة الحديث المستوعبة لعشرات الطرق التي قد ال نعثر عليها وإن بدلنا جهدنا في الجمع ‪ ،‬فكتب أولئك العلماء مخصصة لبيان م ا‬
‫يتعلق بالتفرد و المخالفة ‪.‬‬
‫‪ .3‬الخطوة الثالثة‪ :‬الترجمة لرواة الحديث بغرض الوصول إلى الحكم على الحديث من حيث الصحة و الضعف ‪ ،‬وتقترن الترجمة‬
‫بدراسة وجمع آراء العلماء في الرواة ‪ ،‬فترجمة الرواة وسيلة من وسائل الوقوف على مدى خطأهم و وهمهم أو صوابهم و ضبطهم‬
‫فيما رووه حينما ال نجد تنصيص النقاد على ذلك ‪ ،‬كما أنها تسعفنا في التأكد من دقة األحكام التي يصدرها النقاد على أحاديث‬
‫هؤالء الرواة ‪ ،‬فالترجمة تكون متوجهة باألساس للرواة المؤثرين في الرواية بالمخالفة أو التفرد بزيادة في السند أو المتن ‪ ،‬كما‬
‫تكون متجهة للر واة الذين عليهم مدار الرواية ‪ ،‬و ينبغي أن تكون الترجمة دالة على المراد منها ‪ ،‬بحيث ال تتجاوز الحد الذي ال‬
‫يفيد في الحكم على الرواية‪.‬‬
‫‪ ‬طرق التخريج‪:‬‬
‫طرق التخريج والتعبير بطرق التخريج على سبيل التوسع الشائع عند المعاصرين ‪ ،‬وإال فإن بعض الباحثين يرى أن األنسب في القول‪:‬‬
‫طرق استخراج الحديث ‪ ،‬ألن غاية هذه الطرق تيسير الوصول إلى الحديث واستخراجه ‪ ،‬و المقصود بطرق تخريج الحديث عند‬
‫المعاصرين‪ :‬الطرق التي تُست عمل للداللة على مكان الحديث غالبا ‪ ،‬فهذه الطرق عبارة عن وسيلة نقل إلى موضع الحديث في المصادر ‪.‬‬
‫وهذه الطرق احتاج إليها المعاصرون لصعوبة الوصول إلى الحديث والحاجة في كل حديث إلى تصفح المصادر صفحة صفحة ‪ ،‬للوقوف‬
‫ال ‪ ،‬وأحيانا يكون شبه متعذر ‪ ،‬وقد استغن السابقون عن هذه الطرق لح صول الفهم‬ ‫على الحديث ‪ ،‬وهذا يأخذ جهدا ً كبيرا ً و وقتا ً طوي ً‬
‫والمعرفة لديهم ‪ ،‬و قوة الحفظ عندهم‪ .‬يقول إسحاق بن راهويه‪ « :‬أعرف مئة ألف حديث كأني انظر إليها ‪ ،‬و أحفظ سبعين ألف حديث عن‬
‫ضهر قلب و أحفظ أربعة آالف حديث مزورة»‪.‬‬

‫وقال البخاري‪« :‬أحفظ مائة ألف حديث صحيح ومائتي ألف حديث غير صحيح»‪.‬‬

‫ولمعرفة قيمة هذا التخريج ‪ ،‬يقول الشيخ أحمد شاكر في مقدمة كتابه‪" :‬مفتاح كنوز السنة" « فإني أعياني تطلب بعض األحاديث في‬
‫مظانها ‪ ،‬وأغرب من هذا أني لبثت نحو خمس سنين أطلب حديث ًا معينً ا في سنن الترمذي ‪ ،‬وهو كتاب تلقيته كله سماع ا ولي به ِشبه‬
‫اختصاص »‪.‬‬

‫ي ثالثة أرباع عمري الذي صرفته‬ ‫ويقول الشيخ رشيد رضا‪ « :‬فلو كان بيدي هو أو مثله من أول عهدي باالشتغال بكتب السنة لو ّفرعل ّ‬
‫ي ان أضع كتابا جامعا للمعتمد منها‪ ،‬وكتابا آخر للمشكل منها‪ ،‬في نظر علوم هذا العصر‬ ‫فيها‪ ،‬ولمكنني من االستجابة لمن اقترحوا عل ّ‬
‫وفلسفته‪ ،‬والجواب المقنع عنه» ‪ .،‬وقد ظهر في القديم عند الحفاظ نوع من الفهارس ُي َيسر الوصول إلى الحديث ‪ ،‬و هو التأليف على‬
‫األطراف ‪ ،‬و من أشهرها كتاب‪ " :‬تحفة اإلشراف بمعرفة األطراف " للحافظ المزي ‪ ،‬وهذا النوع يستعان به في التخريج بواسطة الراوي‬
‫األعلى ‪ ،‬ثم ظهر في هذا العصر قبل أكثر من مئة سنة ‪ ،‬التأليف في فهارس أوائل األحاديث وكانت تسمى بكتب المفاتيح ‪ ،‬ومن أوائل هذه‬
‫الكتب‪" :‬مفتاح صحيح البخاري" و "مفتاح صحيح مسلم" لمحمد الشريف بن مصطفى التوقاتي ‪ ،‬وهذه المؤلفات يستعان بها في التخريج‬
‫بواسطة مطلع الحديث ‪.‬‬

‫‪ ‬الطريقة األولى‬
‫‪ ‬التخريج عن طريق معرفة الراوي األعلى‪:‬‬

‫والراوي األعلى هو الراوى الذى اسمه في السند قبل رسول هللا صلى هللا عليه وسلم مباشرة‪ ،‬وذلك الراوي قد يكون صحابيا ً إذا كان‬
‫الحديث موصوالً‪ ،‬وهو األكثر‪ .‬وقد يكون تابعيا ً إذا كان الحديث مرسالً‪ ،‬وهو األقل‪.‬‬

‫وهذه الطريقة يُلجأ إليها عندما يكون اسم الصحابي مذكورا في إسناد الحديث المراد تخريجه ‪ ،‬فإن لم يُعرف الصحابي ‪ ،‬فال يمكن اللجوء‬
‫لهذه الطريقة‪.‬‬

‫والمصنفات التي يُستعان بها وفق هذه الطريقة هي‪:‬‬

‫‪ ‬أوال كتب المسانيد ‪:‬‬

‫وهي هي مصنفاتٌ حديثيةٌ مسندة ٌ ُرتبت األحاديث فيها على أسماء رواتها من صحاب ٍة أو تابعين‪ .‬و هذا الترتيب‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫مادة علوم الحديث‬
‫‪ -‬قد يكون وفق حروف المعجم ‪.‬‬

‫‪ -‬وقد يكون على السابقة في اإلسالم ‪.‬‬

‫‪ -‬وقد يكون على القبائل ‪.‬‬

‫‪ -‬وقد يكون على البلدان ‪ ،‬أو غير ذلك ‪.‬‬

‫وهذه المسانيد تقرب من مائة مسند وأشهرها ‪ :‬مسند اإلمام أحمد ‪ -‬مسند ابي داود سليمان الطيالسي ‪ -‬مسند ابي بكر الحميدي‪.‬‬

‫أ‪ .‬مسند اإلمام أحمد (ت‪241‬هـ) ‪:‬‬

‫* إنتقى اإلمام أحمد مرويات مسنده‬


‫* ورتب مروياته‬ ‫من ألف ألف حديث يحفضه‬ ‫* ثم ضمنه ‪ 30‬ألف‬
‫على مسانيد الصحابة‬ ‫حديث وقيل ‪ 40‬ألفا ً‬

‫* ثم رتب بقية الصحابة على حساب األفضلية و األسبقية في‬


‫اإلسالم كما راعى مواقع بلداتهم وقبائلهم ونحو ذلك‬

‫* ثم جعل النساء في آخر المسند فبدأ بعائشة‬


‫و سائر أمهات المؤمنين ثم بقية النساء‬

‫* وابتدأ مروياته‬
‫بالعشرة المبشرين بالجنة‬

‫* كما أنه يتكرر إسم الصحابي في أكثر‬


‫من موضع لذلك نحتاج الفهارس‬

‫كما أنه يتكرر ا سم الصحابي في أكثر من موضع لذلك نحتاج الفهارس ‪.‬‬

‫‪ -‬ومن الفهارس التي وضعت للمسند‪:‬‬

‫* الفهرس الذي وضعه ابن عساكر بعنوان « ترتيب أسماء الصحابة في مسند اإلمام أحمد» وهو مطبوع بتحقيق الدكتور عامر صبري‪.‬‬

‫* وفهرس آخر ُملحق بالطبعة الميمنية من وضع الشيخ محمد ناصر الدين األلباني‪.‬‬

‫* كما قام المكتب اإلسالمي بطباعة المسند طباعة جديد مرتبة و مرقمة بإشراف الدكتور سمير المجدوب مع فرقة من الباحثين ‪ ،‬ذ كرو فيه‬
‫ا سم كل صحابي مرتبا على حروف المعجم و مقابل كل صحابي رقم الجزء و الصفحة‪.‬‬

‫وقد قام شعيب األرناؤوط بتحقيق المسند و تخريج أحاديثه و الحكم عليها ‪.‬‬

‫وطريقة البحث و التخريج من المسند ‪ ،‬أن يعرف المخرج اسم راوي الحديث فيبحث في مروياته مستعينا في ذلك بالفهر س الموضوع للمسند‬
‫إلى أن يقف على الرواية التي يريد إخراجها ‪ ،‬فيقول‪ :‬أخرجه اإلمام أحمد في مسنده في جزء كذا وصفحة كذا ويستحسن نقل كالم اإلمام‬
‫على الحديث أو رواته ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫مادة علوم الحديث‬
‫مسند ابي داود سليمان الطيالسي (ت‪204‬هـ) ‪:‬‬ ‫أ‪.‬‬
‫وعدد أحاديثه‬

‫* و في طبعة التركي ‪ 2890‬حديثا‬ ‫* في الطبعة القديمة ‪ 2767‬حديثا‬

‫* ابتدأ بأحاديث العشرة المبشرين بالجنة ثم ذكر بقية الصحابة من غير ترتيب معين‬
‫* قال عامر بن إبراهيم األصبهاني ‪ :‬سمعت أبا داود يقول ‪ :‬كتبت عن ألف شيخ‬

‫* وورد عن أبي داود أنه كان يسرد من حفظه ثالثين ألف حديث‬

‫ج‪ .‬مسند ابي بكر الحميدي (ت‪219‬هـ)‪:‬‬


‫* و خرج ل ‪ 180‬صحابيا‬ ‫* عدد أحاديثه ‪ 1300‬حديث‬

‫* ابتدأه بأحاديث العشرة المبشرين بالجنة ماعدا طلحة لم يُخرج له‬

‫* كما أ نه جمع أحاديث أمهات المؤمنين ثم باقي الصحابيات في موضع واحد‬

‫* وبقية الصحابة ال يظهر لهم ترتيب معين ويمكن االستعانة بفهارس الكتاب‬

‫* ومن تحقيقات الكتاب تحقيق الشيخ حبيب الرحمن األعظمي‬

‫~ وممن سهل الوصول إلى مرويات األسانيد أبو الفداء السامي التوني ‪ ،‬فقد فهرس لتسعة كتب ‪:‬‬

‫‪ - 1‬مسند اإلمام أحمد ‪.‬‬

‫‪ - 2‬الطيالسي ‪.‬‬

‫‪ - 3‬الحميدي ‪.‬‬

‫‪ - 4‬أبي يعلى ‪.‬‬

‫‪ - 5‬عبد بن حميد ‪.‬‬

‫‪ - 6‬المعجم الكبير الطبراني ‪.‬‬

‫‪ - 7‬مسند الشاشي ‪.‬‬

‫‪ - 8‬تحفة اإلشراف ‪.‬‬

‫‪ - 9‬جمع الجوامع للسيوطي ‪.‬‬

‫‪ ‬ثانيا‪ :‬كتب المعاجم ‪:‬‬

‫و المعجم عند المتحدثين هي‪ :‬الكتاب الذي تُذكر فيه األحاديث على ترتيب أسماء الصحابة أو الشيوخ أو البلدان أو غير ذلك والغالب أن‬
‫يكونوا مرتبين على أحرف المعجم ‪ ،‬والمعاجم المرتبة على أسماء الصحابة تعد من بين المسانيد ‪ ،‬ال فرق بينهما إال أن المعاجم مرتبة على‬
‫حروف المعجم ‪ ،‬و المسانيد ليست مرتبة على ترتيب معين وأشهر المعاجم‪ :‬المعجم الكبير للطبراني‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫مادة علوم الحديث‬
‫ابتدأ الطبراني ُم عجمه بالعشرة المبشرين بالجنة فذكر لكل واحد منهم مشاهير حديثه وأسانيده ‪ ،‬ثم بدأ بالصحابة على حروف المعجم ‪ ،‬و‬
‫ترك التخريج ألحاديث بعض المكثرين من ا لصحابة ‪ ،‬كأبي هريرة ‪ ،‬حيث أفرد أحاديثه في كتب مستقلة ‪ ،‬ولم يراعي الطبراني في معجمه‬
‫الحرف الثاني في ترتيب األسماء‪ .‬ويمتاز كتابه بأنه يستقصي ما رواه التابعي عن ذلك الصحابي ‪ ،‬تم ينتقل إلى تابعي آخ ر ‪ ،‬وهكذا‪ .‬و هو‬
‫يبدأ بالتابعين من أهل الحجاز ‪ ،‬ثم ينتقل إلى غير هم حسب القبائل والبلدان ‪ ،‬ولمن أراد أن يخرج حديثا من المعجم الكبير ‪ ،‬فعليه أن يعرف‬
‫اسم الصحابي ثم اسم التابعي الراوي عنه ‪ ،‬ألن الطبراني قصد في معجمه جمع طرق الرواية عن كل صحابي ولذلك نجد مروايات مكررة‪.‬‬
‫وامتاز الطبراني بترجمته للصحابة ‪ ،‬فيذكر بعض األحاديث و اآلثار في سيرة الصحابي ومناقبه ووفاته ‪ ،‬ثم بعد ذلك يورد ما أسنده ذلك‬
‫الصحابي من أحاديث‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬كتب تراجم الرجال و التواريخ المسندة فيها األحاديث‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫وهذه الكتب ليست كتب حديث مخصوصة ‪ ،‬بل هي بعض كتب التراجم التي اعتنى أصحابها من أئمة الحديث في جمع مادتها العلمية‬
‫بالرواية و األسانيد ‪ ،‬مما أدى إلى وجود الكثير من األحاديث و اآلثار فيها ‪.‬‬

‫~ ومن كتب التراجم والتواريخ ‪:‬‬

‫* «الطبقات الكبرى» البن سعد ‪ ،‬فقد رتب كتابه ترتيبا محكما ‪ ،‬فجعله على الطبقات ‪ ،‬وقسمه على المدن ‪ ،‬ففي كل بلد طبقات ‪ ،‬وهو في‬
‫ثنايا التراجم يُورد أحيانا أحاديث أو آثار تُروى من طريق صاحب الترجمة أو لصاحب الترجمة نفسه ‪.‬‬

‫* وأيضا « كتاب حلية األولياء» ألبي نعيم األصفهاني ‪ ،‬ترجم فيه لكثير من العلماء و الصالحين ‪ ،‬معتمدا على الرواية باألسانيد‪.‬‬

‫* ومن الكتب أيضا «االستيعاب في معرفة األصحاب» البن عبد البر ‪ ،‬وميزة هذه الكتب ‪ ،‬حفظها لمرويات الصحابة خاصة المقللين منهم ‪،‬‬
‫وذلك بسبب قصد مؤلفيها إلى إثبات صحبة الراوي لرسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪ ،‬وهي مرتبة إما على حروف المعجم أو على القبائل ‪،‬‬
‫فمن أراد تخريج حديث معين فله أن ينظر فيها علَّه يظفر بتراجم الرواة على أحاديث مسندة تتضمن حديثه الذي يريد تخريجه‪.‬‬

‫‪ ‬رابعا ‪ :‬كتب األطراف‪:‬‬

‫والمقصود بكتب األطراف‪ :‬هو ذِكر طرف الحديث الدال على بقيته مع الجمع ألسانيده إما على سبيل االستيعاب أو على جهة التقييد بكتب‬
‫مخصوصة ‪ ،‬وقد دأب المصنفون في كتب األطراف على ترتيبها على مسانيد الصحابة ‪ ،‬بحيث ترتب أسمائهم على حروف الم عجم ‪ ،‬ثم‬
‫يذكر عند كل سند طرف الحديث ‪ ،‬ثم من رواه بهذا السند من األئمة و المصنفين ‪ ،‬مع مالحظة عدم التفريق بين الصحابي و التابعي في‬
‫الترتيب في الرواية عن الصحابي صاحب الترجمة ‪ ،‬بل يكون الترتيب بحسب حروف المعجم ‪ ،‬فإذا كان كتاب ألطراف الكتب الستة مثال ‪،‬‬
‫فمعناه جمع أحاديث كل صحابي على حدى من الكتب الستة ‪ ،‬مقتصرين على جزء من المتن أو ما يشير إليه ‪ ،‬وإن لم يكن منه ‪ ،‬على أن‬
‫يورد الحديث بكل طرقه من هذه الكتب الستة عن هذا الصحابي ‪ .‬فإذا طالعت هذا الكتاب ‪ ،‬تكون قد اطلعت على جميع ط رق الحديث‬
‫المكررة في الكتب الستة‪.‬‬

‫~ ومن أبرز كتب األطراف‪:‬‬

‫* «أطراف الصحيحين» ألبي مسعود إبراهيم بن محمد بن عبيد الدمشقي (ت‪401‬هـ) ‪.‬‬

‫* «أطراف الكتب الستة» ألبي الفضل محمد بن ظاهر المقدسي (ت‪ 507‬هـ) ‪(( ،‬جمع فيه أطراف البخاري ومسلم و ابي داود و الترمذي و‬
‫النسائي و ابن ماجه)) ‪.‬‬

‫* «األشراف على معرفة األطراف» البن عساكر المتوفي (ت‪ 571‬هـ) ‪(( ،‬جمع فيه أطراف السنن األربعة أي سنن أبي داود وسنن ابن‬
‫ماجه وسنن النسائي وسنن الترمذي)) ‪.‬‬

‫* و «تحفة األشراف بمعرفة األطراف» للحافظ المزي (ت‪742‬هـ)‪.‬‬

‫~ التعريف بتحفة اإلشراف‪:‬‬

‫هو فهرس على األطراف لكل ما في الكتب الستة وملحقاتها من األحاديث وأسانيدها‪ ( .‬وهي صحيحي البخاري ومسلم ‪ +‬كتب السنن‬
‫األربعة) ‪.‬‬

‫وأما ملحقاتها فيقصد بها‪:‬‬


‫‪5‬‬
‫مادة علوم الحديث‬
‫تعليقات صحيح البخاري‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫مقدمة صحيح مسلم‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫مراسيل ابي داودز‬ ‫‪.3‬‬
‫رابعا الشمائل للترمذي‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫العلل الصغير للترمذي‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫السنن الكبرى لنسائي‪.‬‬ ‫‪.6‬‬
‫عمل اليوم و الليلة لنسائي‪.‬‬ ‫‪.7‬‬
‫خصائص علي لنسائي‪.‬‬ ‫‪.8‬‬

‫•كتاب "تحفة األشراف في معرفة األطراف"‪:‬‬


‫* اشتمل على أطراف ‪ 14‬كتابا و ملحقا‬

‫* بلغ عدد الصحابة الذين لهم رواية في هذه الكتب وملحقاتها ‪986‬‬

‫* بلغ عدد التابعين الذي لهم الرواية في هذه الكتب ‪405‬‬

‫* بلغ عدد أحاديث التحفة مع المكررات ‪ 19626‬مسندا ومرسال‬

‫~ وأقام الحافظ المزي تحفته على ثالث كتب سبقته‪:‬‬

‫‪ 1 " -‬أطراف الصحيحين" ألبو مسعود إبراهيم بن محمد بن عبيد الدمشقي (ت‪401‬هـ‪).‬‬

‫‪2 " -‬أطراف الصحيحين" ألبو محمد الواسطي خلف بن محمد بن علي (ت‪401‬هـ‪) .‬‬

‫‪ 3 " -‬اإلشراف على معرفة األطراف" ألبو القاسم علي بن الحسن بن هبة هللا بن عساكر الدمشقي (ت‪571‬هـ‪).‬‬

‫رتب الحافظ المزي أسماء الصحابة على حروف المعجم في الصحابة المكثرين من الرواية ‪ ،‬و ليُسهل الوقوف على الصحابة المكثرين في‬
‫الرواية يُرتب الرواة عنهم على حروف المعجم‪.‬‬

‫وقد وضع المحققان فهرسا ً كاشفا ً ألسماء الرواة ‪ ،‬والتزما في الرواة المكثرين أن يضعا قبل الصحابي رقما يدل على ترتيبه بين الصحابة‬
‫‪ ،‬ويضع قبل التابعي نجمة ‪ ،‬وقبل تابع التابعي نجمتين‪.‬‬

‫مثال على ذلك‪:‬‬

‫‪ 663‬أبو هريرة الدوسي ‪ >-- 2343‬عدد األحاديث‬

‫* ذكوان أبوا صالح السمان ‪588‬‬

‫** سليمان األعمش ‪224‬‬

‫*** أبو معاوية الضرير ‪52‬‬

‫• وللكتاب طبعتان‪:‬‬

‫الطبعة األولى‪ :‬طبعة عبد الصمد شرف الدين ‪ ،‬وطبع مع هذه الطبعة كتاب آخر البن حجر " النكت الظراف على األطراف‪".‬‬

‫والطبعة الثانية‪ :‬بشار عواد‪.‬‬

‫وكتاب تحفة اإلشراف للحافظ المزي يقع في ‪ 14‬مجلدا ً ‪ ،‬والمجلد الرابع عشر عبارة عن كشاف وفهارس للكتب واألبواب للكتب الستة ‪،‬‬
‫وميزة تحفة اإلشراف أنه كتاب يُيسر الوصول إلى للحديث في المصادر األصلية ‪ ،‬فهو من المراجع التي يخرج بها وال يخرج منها ‪ ،‬أي أنه‬

‫‪6‬‬
‫مادة علوم الحديث‬
‫واسطة بين الباحث و المصادر األصلية ‪ ،‬وال يصاغ إلى التخريج منه إال في حالة عدم وجود الحديث في الكتب األصلية ‪ ،‬لسقط في‬
‫األصل أو لغير ذلك من األسباب‪.‬‬

‫• الرموز‪:‬‬
‫ع = للجماعة في كتبهم الستة‪.‬‬

‫خ = للبخاري في صحيحه مسندا ‪.‬‬

‫خـت = للبخاري في صحيحه معلقا‪.‬‬

‫م = لمسلم في صحيحه‪.‬‬

‫د = ألبي داود في سننه‪.‬‬

‫مـد = ألبي دود في مراسيله ‪.‬‬

‫ت = للترمذي في سننه‪.‬‬

‫= للترمذي في شمائله‪.‬‬ ‫تـم‬

‫س = للنسائي في سننه‪.‬‬

‫سـى = للنسائي في عمل اليوم و الليلة‪.‬‬

‫ق = ألبي ماجة القزويني في سننه ‪.‬‬

‫ز = زيادات المزي على سابقيه‪.‬‬

‫ك = استدراكات المزي على ابن عساكر‪.‬‬

‫~ أما الكتب التي قل استعمالها فذكرها بأسمائها كالتالي‪:‬‬

‫م = في المقدمة‪.‬‬

‫س = في الكبرى‪.‬‬

‫= في المراسيل‪.‬‬ ‫د‬

‫ت = في العلل الصغيرة‪.‬‬

‫س = في خصائص علي‪.‬‬

‫• كيفية التخريج من تحفة االشراف ‪:‬‬

‫عند تخريج الحديث من هذا الكتاب ‪ ،‬ننظر في سند الحديث لنعرف من خالله اسم الصحابي وبأي حرف يبدأ ‪ ،‬لنبحث ع نه في موضعه من‬
‫الكتاب ‪ ،‬فإن كان الصحابي مكثرا ً نظرنا في اسم الراوي عنه على أي حرف هو ‪ ،‬ثم بحثنا في الرواة عن الصحابي نفسه ‪ ،‬فإن كان اسم‬
‫الصحابي مبهما نظرنا في المبهمين على ترتيب من روى عنه من التابعين وهكذا‪.‬‬

‫أما إذا كان أثرا مرسال ‪ ،‬فنبحث عنه في آخر الكتاب في جزء المراسيل ‪ ،‬ضمن صاحب األثر وعندما نقف على الحديث المراد تخريجه ‪،‬‬
‫نجد أن المزي رحمه هللا ‪ ،‬يُعلم على كلمة حديث برموز من أخرجه من أصحاب الكتب الستة ‪ ،‬ثم يَسوق طرفه الدَّال على بقيته ‪ ،‬ثم بع د ذلك‬
‫يذكر أسانيد الذين أخرجوه ‪ ،‬والموضع الذي أُخرج فيه من تلك الكتب ‪ ،‬ل َيرجع إليه من أراد‪.‬‬

‫ومثاال على ذلك‪:‬‬

‫‪7‬‬
‫مادة علوم الحديث‬
‫أخرج البخاري في صحيحه عن أبي نعيم عن س فيان الثوري عن محمد بن المنكدر و إبراهيم بن ميسرة كالهما عن أنس رضي هللا عنه قال‪:‬‬
‫" صليت الظهر مع النبي صلى هللا عليه وسلم بالمدينة أربعا وصليت معه العصر بدي الحليفة ركعتين‪".‬‬

‫عند البحث عن هذا الحديث في التحفة ‪ ،‬ننظر في مسند أنس ‪ ،‬وبما أنه من المكثرين ‪ ،‬فأيسر السبل أن ننظر في من روى عنه ‪ ،‬فنجد محمد‬
‫و إبراهيم ‪ ،‬فنبحث في إبراهيم ألن حرفه األول هو األلف‪.‬‬

‫حين نجد الحديث نجد المزي يرمز له ب ‪ :‬خ م د ت ‪ ،‬ثم يذكر طرف الحديث ثم يبدأ بتفصيل الرموز‪:‬‬

‫خ = في الصالة عن أبي نعيم عن سفيان عن محمد بن المنكدر و إبراهيم كالهما عن أنس‪.‬‬

‫م = فيه عن سعيد بن المنصور‪.‬‬

‫د = فيه عن زهير بن حرب‪.‬‬

‫ت و س = عن قتيبة‪.‬‬

‫ثالثتهم عن سفيان بن عيينة وقال ت صحيح‪.‬‬

‫كما نالحظ أن محقق الكتاب يضع إيضاحات بين قوسين () ‪ .‬ب عض هذه اإليضاحات تذل على رقم الباب في كتاب الصالة ‪ ،‬ورقم الحديث‬
‫في ذلك الباب ‪ ،‬وقد وضع كشافا طبع مع الكتاب ‪ ،‬بيَّن فيه الطبعات التي اعتمدها في اإلحاالت ‪ ،‬وطريقة ترقيمه لألبواب ال غنى للباح ث‬
‫عنها في تحفة األشراف ‪ ،‬حيث يسمي له الباب الذي رقم له في أثناء التح فة ‪ ،‬وبذلك يعرف الحديث في أي باب هو ‪ ،‬فيُرجع إليه في أي‬
‫طبعة كانت ‪ ،‬حتى ولو إلى غير الطبعة التي اعتمدها المحقق‪.‬‬

‫سن بنا أن نتعرف على مميزات هذه الطريقة ‪ ،‬أي التخريج عن طريق معرفة الراوي األعلى‬ ‫و قبل أن ننتقل إلى الطريقة الثانية يح ُ‬
‫للحديث ‪ ،‬ونتعرف على بعض المآخذ التي قيدها بعض الباحثين عليها‪.‬‬

‫~ فمن مميزات هذه الطريقة ‪:‬‬

‫‪ -‬سهولة العثور على الحديث وإن كان مرويا بالمعنى أو مختصرا أو مقطعا ‪.‬‬

‫‪ -‬جمع المسانيد و المعاجم ألحاديث كل صحابي في مكان واحد‪.‬‬

‫‪ -‬جمع كتب األطراف ألسانيد الحديث المتعددة من كتبها التي كانت أصال في روايتها ‪ .‬مما يُمكن من دراسة الحدي ث ومعرفة نوعه أمشهو ر‬
‫هو أم عزيز أم غريب‪.‬‬

‫‪ -‬داللة كتب األطراف على مصنفات الحديث التي أخرجت الحديث وروته مع بيان مواضعها فيه‪.‬‬

‫‪ -‬بيان كتب األطراف لعدد مروي ات كل صحابي في الكتب المصنفة في الحديث ‪ ،‬والتي عنيت كتب األطراف بفهرستها‪.‬‬

‫~ أما المآخذ على هذه الطريقة فأهمها ‪:‬‬

‫‪ -‬استحالة اعتماد هذه الطريقة في التخريج إن لم يعرف الراوي األعلى للحديث‪.‬‬

‫‪ -‬حصول المشقة للباحث عن أحاديث الرواة المكثرين من الرواية‪.‬‬

‫‪ -‬حصول المشقة للباحث عن أحاديث راو مبهم ‪ ،‬كأن يأتي في سند الحديث‪ :‬حدثني رجل من أصحاب النبي صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬

‫‪ -‬عدم التمكن من التعرف على شواهد الحديث إن كانت لتفرق األحاديث حسب أسماء الرواة‪.‬‬

‫‪ -‬تكرار الحديث في مواضع عديدة في المسانيد و المعاجم و األطراف ‪ ،‬والسبب في ذلك إلتزام هذه الكتب إيراد الطرق المختلفة للحديث‪.‬‬

‫‪ -‬اختالف مناهج أصحاب المسانيد في ترتيب أسماء الصحابة ‪ ،‬فيحتاج المخرج منها إلى التعرف على كيفية ترتيب كل مسند‪.‬‬

‫‪ -‬جمع المسانيد و المعاجم ألحاديث كل صحابي في مكان واحد ال يستوعب جميع رواياته‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫مادة علوم الحديث‬
‫‪ -‬غالبا ال يذكر الحديث في كتب األطراف بلفظه الذي هو في المصادر األصلية ‪.‬‬

‫»الطريقة الثانية في التخريج«‬


‫• التخريج عن طريق معرفة موضوع الحديث‪:‬‬
‫المقصود من موضوع الحديث هو ما يحتوي عليه الحديث من معنى وحكم ‪ ،‬كأن يكون الحديث في عقيدة من العقائد ‪ ،‬أو في حكم فقهي‬
‫يتعلق بالعبادات ‪ ،‬كالصالة و الزكاة أو بالمعامالت أو باآلداب أو غيرها من الموضوعات العلمية‪.‬‬

‫وشرط استعمال هذه الطريقة القدرة على الفهم و المعرفة بموضوعات األحاديث ‪ ،‬و التمكن من استنباط قضايا الحديث ‪ ،‬وهي طريقة قد‬
‫تكون صعبة بالنسبة للمبتدئ الذي ليست لديه خبرة باألحاديث وموضوعاتها ‪ ،‬وبكتب الحديث وبمناهج مصنفيها ‪ ،‬ويُلجؤ إلى هذه الطريقة‬
‫بالخصوص عند تعذر استحضار لفض الحديث ‪ ،‬أو عند االختصاص بموضوع معين في بحث من األبحاث العلمية‪.‬‬

‫ولنأخذ بعض األمثلة لنتع رف على مواضع الحديث الواحد في مصادر الحديث المتعددة‪:‬‬

‫قال رسول هللا صلى هللا عليه‪ « :‬كان زكريا عليه السالم نجارا » ‪ ،‬هذا الحديث أخرجه مسلم وابن ماجة والحاكم ‪ ،‬وأما مسلم فأخرجه‬
‫في صحيحه في كتاب الفضائل ‪ ،‬باب فضائل زكريا عليه السالم ‪ ،‬وأخرجه ابن ماجه في سننه كتاب التجارات باب الصناعات ‪ ،‬و أخرجه‬
‫الحاكم في المستدرك في كتاب التاريخ باب ذكر زكريا بن آدن عليه السالم‪.‬‬

‫~والكتب التي تعتمد في هذه الطريقة ‪:‬‬

‫‪ 1.‬مصنفات أصلية‪ :‬جمعت موضوعات الدين أو بعضها وهي ثالث أقسام‪:‬‬

‫أ‪ .‬مصنفات جمعت موضوعات الدين أو أكثرها كالصحاح و الجوامع ‪.‬‬

‫ب‪ .‬مصنفات جمعت بعض موضوعات الدين كالسنن و المصنفات و الموطآت‪.‬‬

‫ج‪ .‬مصنفات اختصت بموضوع معين في الدين ‪ ،‬كاإليمان و الزهد واألدب‪ .‬وهذه مصادر أصلية ُيخرج منها ‪.‬‬

‫‪ 2.‬مصنفات فرعية ‪:‬‬


‫جمعت موضوعات الدين أو بعضها ‪ ،‬وهي مؤلفات مرتبة على األبواب ‪ ،‬مثل جامع األصول البن األثير و كنز العمال للمتقي الهندي‪.‬‬

‫وهذه التي يُخرج بها أي يستعان بها على التخريج من المصنفات األصلية ‪ ،‬وال يخرج منها إال عند تعذر التخريج عند المصدر األصلي‪.‬‬

‫‪ 3.‬الفهارس الموضوعية‪:‬‬
‫مثل "مفتاح كنوز السنة " ل ِفن ِسنك‪ ،‬وهذه يُخرج بها وال يُخرج منها‪ ،‬إال عند تعذر التخريج من المصدر األصلي‬

‫‪ 4.‬الموسوعات و البحوث الموضوعية‪:‬‬


‫مثل موسوعة الحج و العمرة للدكتور عبد الملك قاضي ‪ ،‬والبحوث الموضعية األكاديمية ‪ ،‬وهذه يُخرج بها وال يخرج منها ‪ ،‬إال عند تعذر‬
‫المصدر األصلي‪.‬‬

‫ويمكن أن نضيف إلى هذه الكتب أيضا كتب المستخرجات والمستدركات والزوائد وشروح الحديث وكتب التخاريج ‪.‬‬

‫~التعريف ببعض كتب هذه الطريقة ‪:‬‬

‫‪ 1.‬التعريف بصحيح اإلمام البخاري (ت‪256‬هـ)‪:‬‬

‫واإلسم الذي اختصه به‪ " :‬الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وسننه وأيامه" ‪ ،‬وقد جعله مرتبا‬
‫على األبواب مبتدأ بكتاب "بدء الوحي" ‪ ،‬منتهيا بكتاب " التوحيد" وعدد كتبه ‪ 97‬كتابا وجعل شرطه فيه‪ :‬الصحة ‪ ،‬م ع بيان الفقه العام‬
‫للحديث ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫مادة علوم الحديث‬
‫‪ 2.‬التعريف بسنن أبي داوود السجستاني (ت‪275‬هـ)‪:‬‬

‫واسم كتابه " السنن" وهو معروف عند أصحاب الفهارس بمصنف أبي داوود ‪ ،‬وقد جعله مرتبا على األبواب الفقهية ‪ ،‬إذ جعله مختص ا‬
‫باألحكام الفقهية على جهة االستقصاء و التتبع ‪ ،‬مبتدأ بكتاب " الطهارة " ومنتهيا بكتاب " اآلدب " وعدد أبواب سننه ‪ 40‬بابا ‪ ،‬وعدد أحاديثه‬
‫‪ 4800‬حديث ‪ ،‬انتقاها من ‪ 100‬ألف حديث ‪.‬‬

‫‪ 3.‬جامع األصول في أحاديث الرسول البن أثير (ت‪606‬هـ )‪:‬‬

‫جمع أحاديث الكتب الستة وهي البخاري ومسلم وأبي داوود و الترمذي و النسائي وجعل مكان ابن ماجة موطأ اإلمام مالك ‪ ،‬وقد جعله‬
‫مرتبا على المواضيع(الطهارة والصالة والزكاة ‪ ، )......‬ورتب المواضيع على حروف الهجاء ‪ ،‬وقد حدف أسانيد األحاديث إال اسم‬
‫الصحابي ‪ ،‬وشرح غريب الحديث ‪ ،‬وعدد أحاديثه ‪ 9523‬حديثا‪.‬‬

‫‪ 4.‬كنز العمال في سنن األقوال واألفعال للمتقي الهندي البرهان فوري (ت‪975‬هـ)‪:‬‬

‫رتب أحاديث الجامع الكبير و الجامع الصغير وزياداته للسيوطي على األبواب والموضوعات العلمية ‪ ،‬فاصل هذا الكتاب جمع المتقي‬
‫الهندي كتب السيوطي الثالثة ‪ :‬جمع الجوامع المعروف بالجامع الكبير والجامع الصغير الذي اختاره من جمع الجوامع من ج هة االختصار ‪،‬‬
‫وأضاف إليها ثالثا ً وهو ز يادة الجامع الصغير للسيوطي ‪ ،‬أضاف فيه زيادات على ما جاء به من األحاديث الوجيزة في الجماع الصغير ‪،‬‬
‫بعد أن بوب كتب السيوطي ‪ ،‬قام بترتيب عناوين الكتب على حروف المعجم ‪ ،‬على نسق ترتيب ابن أثير‪ ،‬ويعتبر هذا الكتاب أضخم‬
‫موسوعة حديثة مرتبة على المواضيع ‪ ،‬وال غرابة في هذا الوصف فالحافظ السيوطي قصد جمع السنة النبوية كلها ‪،‬بلغ عدد ا ألحاديث‬
‫واآلثار فيه ‪.46624‬‬

‫س ْن ك (ت‪1358‬هـ )‪:‬‬
‫‪ 5.‬مفتاح كنوز السنة للمستشرق الهولندي أرند جان فِ ْن ِ‬

‫بدأ ِف ْن ِس ْنك في عمل معجم مفهرس أللفاظ الحديث الشريف مستعينا ً بعدد كبير من الباحثين وتمويل من أكاديمية العلوم في أمستردام‬
‫ومؤسسات هولندية وأوروبية أخرى‪ .‬وأصدر هذا الكتاب في فهرسة الحديث ‪ ،‬ترجمه محمد فؤاد عبد الباقي بعنوان ( مفتاح كنو ز السنة) مع‬
‫تصحيحه وتنقيح نصوصه‪ ،‬وفهرس هذا الكتاب لموضوعات أربعة عشر كتابا ً من كتب السنة ‪ ،‬وهي الكتب الستة والموطأ وسن الدارمي‬
‫ومسند أحمد ومسند الطيالسي ومسند زيد ابن علي وطبقات ابن سعد وسيرة ابن هشام ومغازي الواقدي ‪ ،‬ويعتبر كتابه أول فهرس موضوعي‬
‫لألحاديث النبوية‪.‬‬

‫قال أحمد شاكر مبينا منهج مفتاح كنوز السنة ‪ " :‬وقد رتب األستاذ ونسنك كتابه على المعاني والمسائل العلمية واألعالم التاريخية وقسم‬
‫كل معنى أو ترجمة إلى الموضوعات التفصيلية المتعلقة بذلك‪ ،‬ثم رتب عناوين الكتاب على حروف المعجم‪ ،‬واجتهد في جمع ما يتعلق بكل‬
‫مسالة من األحاديث واآلثار الواردة في هذه الكتب‪" .‬‬

‫فمن قصد البحث عن أحاديث في موضوع معين ‪ ،‬قد يصعب عليه أن يحدد مواضعها في كتب السنة الختالف مناهج أصحابها في عرض‬
‫األحاديث‪ .‬لكن فِ ْن ِس ْن ك سهل هذا األمر بفهرسته لموضوعات تلك المصادر ‪ ،‬وتقسيمه لتلك الموضوعات إلى موضوعات وقضايا جزئية يورد‬
‫تحتها األحاديث واآلثار الموجودة في تلك المصادر ‪.‬‬

‫ولإلستفادة من هذا الكتاب البد من اعتماد طبعات المصادر التي اعت ُمدت فيه ‪ ،‬فإذا لم يمكنك ذلك عليك عندئذ اإلستعانة بكتاب " تيسير‬
‫المنفعة " لألستاذ محمد فؤاد عبد الباقي ‪ ،‬الذي رقم فيه األبواب واألحاديث بنفس الترقيم الذي في الكتب الثمانية ال تي هي من أص ل الكتب‬
‫األربع عشرة السالف ذكرها‪.‬‬

‫• الرمــوز التي اعتمدها فـــنـــســــنـــــك‪:‬‬


‫‪-‬صحيح البخاري (بخ) والرقم بعده هو رقم الكتاب‪ ،‬ورقم الباب‪.‬‬

‫‪-‬صحيح مسلم (مس) والرقم بعده هو رقم الكتاب‪ ،‬ورقم الحديث في ذلك الباب‪.‬‬

‫‪-‬سنن أبي داود (بد) والرقم بعده هو رقم الكتاب‪ ،‬ورقم الباب‬

‫‪-‬سنن الترمذي (تر) والرقم بعده هو رقم الكتاب‪ ،‬ورقم الباب‪.‬‬

‫‪-‬سنن النسائي (المجتبى) (نس) والرقم بعده هو رقم الكتاب‪ ،‬ورقم الباب‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫مادة علوم الحديث‬
‫‪-‬سنن ابن ماجه (مج) والرقم بعده هو رقم الكتاب‪ ،‬ورقم الباب‪.‬‬

‫‪-‬سنن الدارمي (مي) والرقم بعده هو رقم الكتاب‪ ،‬ورقم الباب‪.‬‬

‫‪-‬موطأ مالك (ما) والرقم بعده هو رقم الكتاب‪ ،‬ورقم الحديث في ذلك الباب‪.‬‬

‫‪-‬مسند أحمد (حم) والرقم بعده هو رقم الجزء‪ ،‬ورقم الصفحة‪.‬‬

‫‪-‬مسند الطيالسي (ط) والرقم بعده هو رقم الحديث‪.‬‬

‫‪-‬مسند زيد بن علي (ز) والرقم بعده هو رقم الحديث‪.‬‬

‫‪-‬الطبقات الكبرى البن سعد (عد) والرقم بعده هو رقم القسم إن ُو ِج َد‪ ،‬ورقم الجزء‪ ،‬ورقم الصفحة‪.‬‬

‫‪ -‬سيرة ابن هشام (هش) والرقم بعده هو رقم الصفحة‪.‬‬

‫‪-‬المغازي للواقدي (قد) والرقم بعده هو رقم الصفحة‪.‬‬

‫رموز أخرى فيه‪:‬‬

‫ك = كتاب‬

‫ب = باب‬

‫ح = حديث‬

‫ص = صفحة‬

‫جـ = جزء‬

‫ق = قسم‬

‫قا = قابل ما قبله بما بعده‬

‫م م م = فوق العدد من جهة اليسار تدل على أن الحديث مكرر عدة مرات مثال‪ 786 :‬م م م‪.‬‬

‫رقم صغير = فوق الباب أو الصفحة يعني تكرر الحديث بقدره فيهما‪.‬‬

‫= )‪ (324‬الرقم الصغير فوق العدد من جهة اليسار يدل على أن الحديث مكرر بقدره في الصفحة وفي الباب‪.‬‬

‫مثال من موضوع (األئمة) نجد تحته عنوان السمع والطاعة في غير المعصية تحت العنوان ‪ ،‬الرموز التالية‪:‬‬

‫‪1‬ب ‪ 95‬ك‪ 4 ،‬ب ‪ 59 ،935‬ب ‪64‬ك ‪ 111 ،‬قا ‪109‬و ‪ 108‬ب ‪ 565‬بخ‬

‫أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الجهاد والسير باب ‪ 108‬السمع وطاعة االمام وباب ‪ 109‬بأن يقاتل من وراء االمام ويتقى به وقابل مع‬
‫باب ‪ 111‬باب عزم االمام على الناس فيما يطيقون وكتاب المغازي باب ‪ 59‬وكتاب االحكام باب ‪ 4‬السمع والطاعة لالمام ما لم تكن معصية‬
‫وكتاب أخبار االحاديث ‪ 1‬ما جاء في إجازة خبر الواحد الصدوق في االذان والصالة‪.‬‬

‫‪ ‬مميزات هذه الطريقة‪:‬‬


‫‪ ) 1‬القدرة على الوصول إلى الحديث وإن لم يعرف لفظه بتمامه ‪ ،‬فمعرفة موضوعه ومعناه يكفي في ذلك‪.‬‬
‫‪ ) 2‬إمكانيه اإلطالع على عدد مهم من أحاديث الباب الواحد المتعلقة بموضوع الحديث‪.‬‬
‫‪ ) 3‬تكوين ملكة فقهيه لدى المخرج بسبب كثرة استعماله لهذه الطريقة‪.‬‬
‫‪ ) 4‬إمكانية االطالع على أقوال الصحابة والتابعين المتعلقة بموضوع الحديث في المصنفات الحديثية‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫مادة علوم الحديث‬
‫‪ ‬أما المآخذ على هذه الطريقة‪:‬‬
‫‪ ) 1‬اإلعتماد على هذه الطريقة ال ينتهي إلى استقرار تام لتخريج الحديث ‪ ،‬ألجل أن األبواب الفقهية ال تشترط رواية جميع األحاديث‬
‫المتعلقة بها‪.‬‬
‫‪ ) 2‬الحاجة إلى اإللمام بجميع الموضوعات التي يثيرها الحديث المراد تخريجه للوقوف على مواضعه في كتب الحديث‪.‬‬
‫‪ ) 3‬إقصاء هذه الطريقة لكثير من كتب المسانيد والمعاجم التي ضمت عددا ً مهما من األحاديث المفيدة في موضوعات الحد يث‬
‫وتخريجه‪.‬‬

‫«الطريقة الثالثة»‬
‫« التخريج عن طريق معرفة أول لفظ من متن الحديث»‬
‫إن تخريج الحديث حسب هذه الطريقة يتطلب من المخرج أن يكون حافظا لبداية الحديث ‪ ،‬ثم يراجع له الكتب التي ُرتبت فيها األحاديث‬
‫على أوائلها ترتيبا – ألفبائيا – أي على حروف المعجم ‪ ،‬ومعظمها كتب غير أصلية‪.‬‬

‫ولهذه الطريقة مصنفات وكتب تعين الباحث على الوصول إلى الحديث أو األثر وهي على ثالثة أنواع ‪:‬‬

‫النوع األول ‪ :‬الكتب المصنفة على أوائل األحاديث المرتبة على حروف المعجم ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫~ " الجامع الكبير " ‪ ،‬المسمى بجمع الجوامع (قسم األقوال) لجالل الدين السيوطي (ت‪911‬هـ)‬

‫~ " الجامع الصغير في أحاديث البشير النذير " ‪ ،‬لإلمام السيوطي جمع فيه ما يزيد على ‪ 10‬آالف حديث رتبها على حروف المعجم‪.‬‬

‫~ " زيادات الجامع الصغير " ‪ ،‬للسيوطي أيضا ‪ ،‬وفيه األحاديث التي فاتته من الجامع الصغير ‪ ،‬مرتبة على حروف المعجم‪.‬‬

‫~ " صحيح الجامع الصغير وزيادته " ‪ ،‬للشيخ محمد ناصر الدين األلباني ‪ ،‬رتبه على الحروف ورقمه وحكم على االحاديث بالصحة أو‬
‫ووضع عليها رموز الجامع و بعض التعليقات المفيدة‪.‬‬
‫ال ُحسن ‪َ ،‬‬

‫~ " ضعيف الجامع ال صغير وزيادته " ‪ ،‬للشيخ محمد ناصر الدين األلباني ‪ ،‬رتبه على الحروف ورقمه وحكم على أحاديث‪.‬‬

‫النوع الثاني ‪ :‬الكتب المصنفة في األحاديث المشتهرة على األلسنة ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫ُوجدت كتب جمعت األحاديث المشتهرة على ألسنة الناس مرتبة على حروف المعجم بحسب أوائل األحاديث مع بيان درجتها بقصد تيسير‬
‫الوصول إليها والوقوف على مدى ثبوتها ‪.‬‬

‫ومن هذه الكتب‪:‬‬

‫~ " الآللئ المنثورة في األحاديث المشهورة مما ألفه الطبع وليس له أصل في الشرع " ‪ ،‬للحافظ ابن حجر (ت‪852‬هـ) ‪ ،‬والكتاب لم يُطبع‬
‫َبع ُد ‪ ،‬إال أن كثيرا ً من مادته أوردها العجلوني في كشف الخفاء‪.‬‬

‫~ " المقاصد الحسنة في بيان كثير من األحاديث المشتهرة على األلسنة " ‪ ،‬للسخاوي (ت‪902‬هـ) ‪ ،‬وهو مرتب على ح روف المعجم‪.‬‬

‫~ " الدرر المنتثرة في األحاديث المشتهرة " ‪ ،‬لجالل الدين السيوطي (ت‪911‬هـ) ‪ ،‬والكتاب مطبوع ومرتب على حروف المعجم‪ .‬يذكر من‬
‫أخرج الحديث ويبين رتبته غالبا‪.‬‬

‫إذا أراد الباحث أن يخرج حديثا ً من كتب هذين النوعين لهذه الطريقة فيجب عليه اتباع المراحل اآلتية‪:‬‬

‫أ) حفظ الباحث بداية الحديث الذي يريد تخريجه‪.‬‬

‫ب) ثم البحث عنه في حرفه في هذه الكتب فإن ُوجد فيه‪:‬‬

‫ج) فلينقل ِمن هناك َمن ذُكر من مخرجي ذلك الحديث إلى ورقه مسودة‪.‬‬

‫د) ثم ينظر فهارس الكتب المذكورة لمعرفة موضع الحديث فيها إن ُوجدت لها فهارس‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫مادة علوم الحديث‬
‫وإال فينظر كيف رتب أولئك المخرجون كتبها ‪ ،‬فإن رتبوها على أسماء الصحابة مثال ‪ ،‬فليبحث في كتبهم عن ذلك الحديث في مسند‬
‫ذلك الصحابي الذي رواه ‪ ،‬وإن رتبوها على األبواب الفقهية والموضوعات العلمية ‪ ،‬فليستنبط من الحديث موضوعه ‪ ،‬ثم ليبحث عنه‬
‫في تلك الكتب في باب ذلك الموضوع‪.‬‬

‫هـ) ثم ينقل الحديث من تلك الكتب بأسانيد متنوعة على مسودة‪.‬‬

‫و) ثم يعمل شجر لسان‪.‬‬

‫ز) ثم يدون أسانيده و طرقه‪.‬‬

‫مـثـال‪ :‬من جمع الجوامع للسيوطي ‪857/1‬‬

‫" نفقه الرجل على أهله صدقه " حم ت عن أبي مسعود البدري ‪ ،‬طب عبد هللا بن أبي أوفى والخرائطي في مكارم ا ألخالق عن عبد هللا‬
‫ابن مغفل‪.‬‬

‫بين لنا السيوطي في هذا الحديث أنه ُمخرج عند أحمد والترمذي كالهما عن أبي مسعود البدري ‪ ،‬و أخرجه الطبراني في المعجم الكبي ر‬
‫عن عبد هللا بن أبي أوفى ‪ ،‬وأخرجه والخرائطي في مكارم االخالق‪.‬‬

‫في مسند اإلمام أحمد نبحث عن إسم أبي مسعود البدري في الفهرس ‪ ،‬حينها سنجد أحاديثه في الجزء الخامس صفحة ‪ 118‬و ‪، 272‬‬
‫وبعد البحث في أحاديثه سنجد الحديث المراد تخريجه في ‪ 273/5‬بلفظ‪ " :‬نفقة الرجل على األهل يحتسبها صدقة "‪.‬‬

‫وفي جامع الترمذي الموضوع على حسب األبواب الفقهية سنجتهد في استنباط الموضوع المناسب لقضية الحديث والموجود ضمن‬
‫موضوعات الترمذي فيكون الظن مترددا ً على الغالب بين النكاح أو كتاب البر والصلة ألن الموضوع في فضل الصدقة ع لى األهل و بعد‬
‫البحث سنجده في ‪ 344/4‬رقم ‪ 1965‬ان الترمذي يقول حسن صحيح‪.‬‬

‫أما في المعجم الكبير للطبراني الموضوع على مسانيد الصحابة مرتب على حروف المعجم فإننا سنبحث عن الحديث في مسند ع بد هللا بن‬
‫أبي أوفى ‪ ،‬فإن لم نجده عرفنا أنه قد يكون في األجزاء المفقودة من الكتاب‪.‬‬

‫أما كتاب مكارم األخالق للخرائطي (ت‪ 327‬هـ) ‪ ،‬فإنه لما كان مختصا بمكارم األخالق فإننا سنتتبع أبوابه التي وضعت فيه لنبحث ع ن‬
‫الحديث حينها سنجد أنه في الصفحة ‪.14‬‬

‫النوع الثالث ‪ :‬المفاتيح والفهارس التي صنفها العلماء والباحثون ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫وفكرة هذه الفهارس قصد عدد من العلماء المتأخرين لوضع مفاتيح وفهارس لكتب معينة ‪ ،‬رتبت فيها األحاديث على حروف المعجم ‪،‬‬
‫تقريبا لألحاديث وتيسيرا للوصول إليها ومن هذه المفاتيح والفهارس ‪:‬‬

‫‪ " .1‬مفتاح الصحيحين " ‪ ،‬للتوقادي رتب فيه أحاديث الصحيحين على حروف المعجم وأضاف إليهما شرح القسطالني و العسقالني‬
‫وشرح العيني و شرح النووي على صحيح مسلم ‪ ،‬كلها على حروف المعجم ‪ ،‬وقد ذكر في فهرسته ‪ ،‬الكتاب و رقم الباب فإذا لم‬
‫يوافق المخرج التوقا دي في الطبعات التي اعتمدها فله أن يستفيد منه من خالل الرجوع إلى الكتاب والباب ‪.‬‬
‫‪ " .2‬مفتاح الترتيب ألحاديث تاريخ الخطيب " ‪ ،‬ألحمد بن الصديق الغماري ‪ ،‬فهرس فيه لجميع األحاديث الموجودة في تاريخ بغداد‬
‫للخطيب في نحو ‪ 90‬صفحه واألحاديث في األصل وصلت في صفحاتها حوالي ‪ 7000‬صفحة وقد قسم األحاديث إلى قسمين‬
‫قولية ‪ ،‬وفعلية ‪.‬‬

‫~ أما القولية ‪ :‬فمرتبة على حروف المعجم يُورد طرف الحديث ويذكر رقم الجزء والصفحة التي توافيها ‪.‬‬

‫~ أما الفعلية ‪ :‬فمرتبة على أسماء الصحابة المرتبين على حروف المعجم ‪ ،‬فيورد اسم الصحابي مرتبا على حروف المعجم ‪ ،‬ويذكر‬
‫بجانبه اسم الموضوع الذي يختص به الحديث ‪ ،‬ثم يذكر رقم الجزء والصفحة التي هو فيها ‪.‬‬

‫واألحاديث المكررة عند الخطيب والمذكورة في بعض المواضع بغير اللفظ المعروف ‪ ،‬يكررها الغماري و يوردها في الحرف الذي تعلق‬
‫بها ‪ ،‬ثم يُعيد الحديث بلفظه المشهور ‪ ،‬ليعين ذلك على جمع طرق الحديث والحكم عليه من حيث الصحة والضعف ويمكن من معرفه عدد‬
‫من رواه ‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫مادة علوم الحديث‬
‫‪ .3‬فهرس أحاديث صحيح مسلم القولية لألستاذ محمد فؤاد عبد الباقي ‪،‬رتب فيها أحاديث مسلم على حروف المعجم ‪ ،‬فيذكر عند‬
‫الحرف طرف الحديث الذي تعلق أوله به وبجانبه رقم الصفحة من الطبعة التي حققها األستاذ نفسه ‪ ،‬إن أراد الباحث أن يخرج‬
‫حديثا من المفاتيح والفهارس فعليه أن يكون عارفا ً باللفظ األول للحديث ‪ ،‬حينها سيدله ال ُمفهرس على طرفه ورقم الصفحة التي هو‬
‫فيها في مصادره التي تعلقت الفهرسة بها ‪.‬‬
‫‪ ‬مميزات هذه الطريقة‪:‬‬
‫‪ .1‬إمكانية استعمالها للمتخصص وغيره فهي يسيرة وسهلة‪.‬‬
‫‪ .2‬كثرة فهارس الكتب الحديثية ‪ ،‬فاغلب الكتب الحديثية المطبوعة لها فهارس ترتب أطراف حديثها ‪.‬‬
‫‪ ‬وأهم المآخذ ‪:‬‬

‫تغير مطلع الحديث في عدد من الروايات المتعددة في الحديث الواحد ‪ ،‬مما قد يصعب الوقوف على الحديث ‪.‬‬

‫«الطريقة الرابعة»‬
‫« التخريج عن طريق لفظة غريبة من الحديث»‬
‫إن تخريج حديث ما حسب هذه الطريقة يفرض على الباحث أن يكون عارفا بكلمات الحديث الغريبة ‪ ،‬و قليلة االستعمال أو المهمة ‪،‬‬
‫أي المعبر بها عن مضمون الحديث ‪ ،‬مثل كلمتي‪ :‬كذب و متعمدا ‪ ،‬في حديث "من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار" ‪،‬ثم يراجع‬
‫له الكتب التي فهرست فيها األحاديث على ألفاظ الحديث الغريبة ‪ ،‬أو التي لها أهمية في ذلك الحديث ورتبت فيها تلك األلفاظ على النظام‬
‫األلفبائي ‪ ،‬وهذه الكتب على نوعين ‪ ،‬هما‪:‬‬

‫‪ .1‬كتب غريب الحديث ‪.‬‬


‫‪ .2‬كتب المعاجم والفهارس ‪.‬‬

‫يروونها بأسانيدها ‪ ،‬والغالب‬


‫وكتب غريب الحديث المقصودة في هذه الطريقة ‪ ،‬هي الكتب التي قصد مؤلفوها إلى شرح غريب أحاديث ُ‬
‫أن األلفاظ الغريبة ترد على غير ترتيب معين ‪ ،‬مما يُصعب التعامل معها ‪ ،‬إال أن ُمحققي هذه الكتب ‪ ،‬جعلوا لها فهارس على حروف الم عجم‬
‫س َّهل استعمالها ويسَّر الوصول إلى الحديث فيها ‪.‬‬

‫و من هذه الكتب‪:‬‬

‫~ " غريب الحديث و األثر " ‪ ،‬ألبي عبيد القاسم بن سالم الهروي البغدادي (ت‪224‬هـ) ‪.‬‬

‫~ " غريب الحديث " ‪ ،‬ألبي محمد عبد هللا بن مسلم بن قتيبة الدينوري (ت‪276‬هـ) ‪.‬‬
‫~ " غريب الحديث " ‪ ،‬إلبراهيم بن اسحاق الحربي البغدادي (‪285‬هـ) ‪ُ ،‬‬
‫طبع ما ُوجد منه ‪.‬‬

‫وإذا أراد الباحث أن يُخرج حديثا من كتب غريب الحديث ‪ ،‬فله أن يختار كلمة غريبة منه ويبحث عنها في فهرس الكلمات الغريبة ‪ ،‬فتدله‬
‫على الصفحة ‪ ،‬وحين الرجوع إليها سيجد الحديث بسنده مع إضافات من المحقق تُعينه على مزيد من التخريج ‪.‬‬

‫تمت محاضرات هذه المادة بحمد هللا وقوته‬

‫‪14‬‬
‫مادة علوم الحديث‬

You might also like