You are on page 1of 11

‫منهج البخاري في صحيحه‬

‫أبو عبد هللا محمد بن إسماعيل البخاري أحد‬


‫كبار الح ّفاظ الفقهاء من أهم علماء الحديث‬
‫وعلوم الرجال والجرح والتعديل والعلل عند‬
‫أهل السنة والجماعة‪ ،‬له مص ّنفات كثيرة‬
‫سيرة االمام‬
‫أبرزها كتاب الجامع الصحيح‪ ،‬المشهور باسم‬ ‫البخاري‬
‫صحيح البخاري‪ ،‬الذي يعد أوثق الكتب الستة‬
‫الصحاح والذي أجمع علماء أهل السنة‬
‫والجماعة أنه أصح الكتب بعد القرآن الكريم‬
‫أوال‪ :‬شروطه في أسانيد صحيحه‪:‬‬
‫‪ -1‬الصحة‪ :‬أن تتوفر في كل حديث يخرجه في صحيحه شروط الحديث‬
‫الصحيح المعروفة‪ ،‬وهي ثقة الرواة‪ ،‬واالتصال فيما بينهم‪ ،‬وخلوّ الحديث‬
‫من الشذوذ والعلل‪.‬‬
‫‪ - 2‬الرجال (الرواة)‪ :‬أن يجمع الراوي بين الحفظ واإلتقان‪ ،‬وبين طول‬
‫المالزمة للراوي الـمُكثر‪ ،‬حتى يُخرج له في األصول‪ ،‬وأما إذا لم يُالزم‬
‫الراوي المكثر إال مدة يسيرة فإنه يُخرج له في المتابعات والشواهد‪.‬‬
‫‪ - 3‬اتصال السند المعنعن‪ :‬أن يثبت اتصال الراوي بمن روى عنه بالعنعنة‬
‫بالنصّ ‪ ،‬دون االكتفاء بالمعاصرة وإمكانية اللقاء فقط‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬منهجه في ترتيب أحاديث صحيحه‬
‫‪ -1‬الترتيب على أبواب الفقه‪ :‬بنى اإلمام البخاري كتابه على تراجم‬
‫الفقه‪ ،‬حيث يخرج الحديث من الباب لينتزع منه الداللة على ما ترجمه به‬
‫‪ - 2‬ترتيب األحاديث في الباب‪ :‬لم يكن لإلمام البخاري منهج مطرد في‬
‫ترتيب أحاديث الباب الواحد‪ ،‬بل كان ترتيب أحاديث الباب يخضع في كل‬
‫مرة للغرض الذي من أجله ساق تلك األحاديث‪ ،‬فقد يورد الحديث لتسمية‬
‫راو بالسماع من‬
‫راو‪ ،‬أو للتنبيه على زيادة في الرواية‪ ،‬أو ألجل تصريح ٍ‬
‫ٍ‬
‫راو آخر‪ ،‬أو لبيان نسخ حكم‪ ،‬أو غير ذلك من الفوائد‬
‫ٍ‬
‫ثالثا‪ :‬منهجه في المعلقات والمراسيل‪:‬‬
‫األصل أنه لم يُخرج في صحيحه إال ما اتصل سنده‪ ،‬ولكنه‬
‫في التراجم (عناوين األبواب) والمتابعات أورد بعض‬
‫األسانيد غير المتصلة (المعلقة والمرسلة) ألغراض علمية‬
‫ثانوية‪.‬‬
‫‪-1‬المعلقات‪ :‬الحديث المعلق هو الذي سقط من مبتدأ سنده‬
‫راو أو أكثر على التوالي‬
‫(من جهة المصنف) ٍ‬
‫أولها‪ :‬بعض المعلقات أوردها موصولة في‬
‫موضع آخر من صحيحه‬
‫األحاديث‬
‫المرفوعة التي‬
‫ثانيها‪ :‬ما ال يوجد إال معلقا‪ ،‬وهو إما أن‬ ‫ذكرها اإلمام‬
‫يكون بصيغة الجزم أو التمريض‪ ،‬فأما ما‬ ‫البخاري معلقة‬
‫كان بصيغة الجزم فمنها ما هو صحيح لكنها‬ ‫لها حالتان‪:‬‬
‫ليست على شرطه‪ ،‬ومنها ما هو ضعيف‬
‫بسبب االنقطاع‬
‫‪ -2‬المراسيل ‪ :‬الحديث المرسل هو ما رفعه التابعي إلى النبي صلى هللا‬
‫عليه وسلم‪ ،‬وقد يكون سقط منه صحابي أو صحابي وتابعي‪ ،‬أو ربما‬
‫أكثر من ذلك‪ ،‬وبالتالي فهو من أنواع المنقطع‪ ،‬ولما كان اتصال السند‬
‫شرط من شروط صحيحه‪ ،‬فإن األحاديث المرسلة ليست على شرطه ولم‬
‫يخرجها لالحتجاج بها‪ ،‬ولذا فهي مروية في المتابعات والشواهد‪.‬‬
‫والفائدة من إيراده للمراسيل‪ :‬أنه يريد اإلشارة إلى الخالف في الحديث‪،‬‬
‫وأنه صحيح ال يضره الخالف‪ ،‬حيث يُخرج الحديث على الوجهين‪:‬‬
‫اإلرسال والوصل‪ ،‬أو الوقف والرفع‪ ،‬فيُخرجه أوالً من طريق صحيح‬
‫متصل‪ ،‬ثم يذكر المرسل في المتابعات والشواهد والمعلقات‪ ،‬وبذلك يكون‬
‫المرسل مقو ًّيا للمتصل بعد أن ثبتت صحة الوصل والرفع‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬منهجه في اآلثار الموقوفة‪:‬‬
‫يورد اإلمام البخاري الموقوفات من فتاوى الصحابة‬
‫والتابعين ومن تفاسيرهم لكثير من اآليات‪ ،‬على طريق‬
‫االستئناس والتقوية لما يختاره من المذاهب‪ ،‬في المسائل‬
‫التي فيها الخالف بين األئمة‪ ،‬ويجزم بما صح عنده من‬
‫اآلثار الموقوفة‪ ،‬ولو لم يكن على شرطه‪ ،‬وال يجزم بما كان‬
‫في إسناده ضعف أو انقطاع‪ ،‬إال حيث يكون منجبرا‪ ،‬إما‬
‫بمجيئه من وجه آخر أو بشهرته عمن قاله‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬منهجه في تكرار الحديث‪:‬‬
‫كرر اإلمام البخاري كثيرا من األحاديث في عدة مواضع‪،‬‬
‫ويستدل في كل باب بإسناد آخر‪ ،‬ويستخرج بحسن استنباطه‬
‫وغزارة فقهه معنى يقتضيه الباب الذي أخرجه فيه‪ ،‬وقلَّما يورد‬
‫حديثا في موضعين بإسناد واحد ولفظ واحد‪ ،‬وإن كان قد وقع له‬
‫شيء من ذلك فعن غير قصد‪ ،‬وهو قليل جدا‪ ،‬وإنما يورده من‬
‫لمعان وفوائد‬
‫ٍ‬ ‫طريق أخرى‬
‫منهجه في تراجم األبواب ‪:‬‬
‫قسم اإلمام البخاري صحيحه إلى سبعة وتسعين كتابا‪ ،‬وقسّم كل كتاب‬
‫منها إلى عدد من األبواب‪ ،‬وجعل لهذه األبواب عناوين تدل على ما فيها‬
‫من أحاديث‪ ،‬عرفت هذه العناوين بالتراجم‪ ،‬وتنوعت هذه التراجم –‬
‫بحسب ظهور داللتها على أحاديث الباب وخفائها – إلى ما يلي‬
‫‪ .1‬تراجم ظاهرة‬
‫‪ .2‬تراجم خفية (استنباطية)‬
‫‪ .3‬تراجم مرسلة‬
‫اعداد الطالبة ‪:‬‬
‫صالحة الشهري‬
‫اشراف الدكتورة ايمان عبد العزيز‬

You might also like