Professional Documents
Culture Documents
احلمد هلل الذي علم ابلقلم ،علم اإلنسان ما مل يعلم ،والصالة والسالم على النيب اهلادي
رمحة رب الناس للعاملني ،وعلى آله وصحبه أمجعني الغر امليامني.
أما بعد...
فهذا كتاب يف الفقه على مذهب اإلمام أمحد بن حنبل فقيه األمة وحميي السنة وقامع
مسددا
ً البدعة ،حفظ هللا به اإلسالم يف الفتنة كما حفظه أبيب بكر يف الردة ،فكان
موف ًقا مصيبًا للحق يف االعتقاد والفقه ،إذ التزم غرز النيب ﷺ والصحابة ومن تبعهم
إبحسان ،فال يسمع مبذهبه يف األصول والفروع عارف بصري إال ووقر يف قلبه أن هذا ما
كان عليه السلف على التحقيق ،وكما يقول أجل أتباعه شيخ اإلسالم ابن تيمية
"وأمحد كان أعلم من غريه ابلكتاب والسنة وأقوال الصحابة والتابعني هلم إبحسان ،وهلذا
نصا كما يوجد لغريه ،وال يوجد له قول ضعيف يف الغالب
ال يكاد يوجد له قول خيالف ً
إال ويف مذهبه قول يوافق القول األقوى ،وأكثر مفاريده اليت مل خيتلف فيها مذهبه يكون
اجحا.)1(" ...
قوله فيها ر ً
وملا كان لإلمام يف الفروع الفقهية أكثر من رواية وقول ،شأنه شأن سائر األئمة؛ كأيب
مجيعا ،لكن امتاز أمحد بكثرة املسائل اليت تعددت فيها
حنيفة ومالك والشافعي ً
رواايته؛ وذلك لكثرة ما ثبت عنده من نصوص وأقوال ،وملا كان ال بد للسائل املستفيت
من قول واحد يصحح به عباداته ومعامالته دون أن يقع يف التلفيق الذي يبري الدين والدنيا
()1
مجموع فتاوى ابن تيمية جـ 20ص .229 :228
1
والذي نقل اإلمجاع على بطالنه كثريون ،فكان القانون احملتم الذي ال يصح غريه؛ أنه جيب
على املقلد تقليد أعلم أتباع اإلمام يف الرتجيح بني رواايته ،كما فعل يف أصل تقليد اإلمام،
ويف هذا يقول أبو عمرو بن الصالح الشافعي "فإن اختلف أئمة املذهب يف التصحيح
على من ليس أهال للرتجيح ،فينبغي أن يفزع يف الرتجيح إىل صفاهتم املوجبة لزايدة الثقة
آبرائهم فيعمل بقول األكثر واألعلم واألورع ،وإن اختلفت الصفات قدم الذي هو أحرى
ابإلصابة؛ فيقدم األعلم الورع على األورع العامل "...وقد أقر ابن تيمية كالم ابن الصالح
هذا انقالً له يف املسودة ومل يتعقبه بشيء(.)2
هذا وإن أعلم أصحاب اإلمام أمحد مطل ًقا ،وأبقواله خاصة ،هو شيخ اإلسالم أبو العباس
أمحد بن تيمية احلراين ،وذلك بشهادة علماء املذهب احلنبلي نفسه ،وبشهادة علماء ابقي
املذاهب ،يقول املرداوي احلنبلي يف كتابه شرح التحرير "وقال الرافعي( :ألن الناس اليوم
كاجملمعني أن ال جمتهد اليوم .)...قال ابن مفلح ملا نقل كالمهما( :وفيه نظر) ،وهو كما
قال ،فإنه وجد من اجملتهدين بعد ذلك مجاعة ،منهم :الشيخ تقي الدين ابن تيمية"( ،)3ومل
يقل هذا عن غريه من علماء املذهب ،ويقول عنه الذهيب "الشيخ اإلمام ،العامل ،املفسر،
الفقيه ،اجملتهد ،احلافظ ،احملدث ،شيخ اإلسالم ،اندرة العصر ،ذو التصانيف الباهرة،
والذكاء املفرط ...فإن شروط االجتهاد كانت قد اجتمعت فيه"( ،)4وقال احلافظ املزي
الشافعي " ابن تيمية مل ير مثله منذ أربعمائة سنة [أي منذ عهد األئمة األربعة]".
3
اإلسالم اختيارات يف الفقه يف إطار مذهب أمحد ،فإن له يف األصول اختيارات من رواايت
مسرتشدا –يف ختريج املسائل املعاصرة-أبقوال األصحاب املعاصرين.
ً اإلمام كذلك،
فإن كان لشيخ اإلسالم اختياران أو أكثر يف املسألة؛ فإن علمت املتأخر منهما أثبته ،وما
يف شرح عمدة الفقه -يف األغلب -أول قوليه؛ ألنه ألفه يف شبابه ،فإن عارض ما يف
جمموع الفتاوى أو غريها من كتبه ،أقدم ما يف جمموع الفتاوى وغريها ،وإن عارض ما يف
شرح العمدة ما أثبته له األصحاب كابن مفلح ،وابن القيم ،مث املرداوي ،والبعلي ،من
اختياراته ،قدمت ما قالوه على ما يف شرحه للعمدة؛ ألنه يف األغلب آخر أقواله ،فقد رجع
عن كثري من اختياراته يف شرح العمدة ،لكن إن عارض ما نقلوه عنه املثبت يف جمموع
فتاويه أو يف غريها من كتبه –وهو اندر -فإين أقدم ما يف جمموع الفتاوى وغريها؛ ألن
منصوص شيخ اإلسالم يقدم على ما ينقل عنه ،فقد يعرتي النقل أتويل أو لبس أو خلط
أو عدم وصول املت أخر من قوليه للناقل ،وخالفت هذا يف شرح العمدة لكثرة ما ثبت من
رجوع شيخ اإلسالم عن اختياراته فيه ،بعكس غريه من كتبه وفتاويه.
كثريا ما
وقد رأيت أال ألتزم نص قول ابن تيمية ليناسب املؤلف طريقة املنت ،وإن كنت ً
أتعمد أن تكون العبارة من نص كالمه ،سواء يف املنت أو احلاشية ،مع تصرف يسري أو
يسريا -يف كالمه يف احلاشية ،ال أنص أنه له ،فإن كان نص كثري ،فإن تصرفت -ولو ً
كثريا
كالمه ،نسبته إليه ،كما أين غالبًا ال أعزو ما أنقله عنه إىل مراجعه لئال يطول الكتاب ً
مبا خيرجه عن مقصوده ،كما أن قوله قد يكون مفرقًا يف أكثر من مرجع مما يتطلب استقصاء
أيضا ،كما أن بعض ذكر املراجع وطريقة مجع تفريقات قوله ،وهو يطول الكتاب للغاية ً
آرائه ال ينص عليها لكنها يف حكم املنصوص؛ سواء بداللة االقتضاء أو االلتزام أو التنبيه
4
أو املفهوم ...إخل ،وبسط وشرح ذلك ،وعزوه ملصادره ،يطيل الكتاب مبا ال حيتمل ،ويكفي
قارئ الكتاب ودارسه أن يعلم أين مل أثبت لشيخ اإلسالم إال ما تيقنت أنه اختياره ،أو
غلب على ظين غلبة قريبة من اليقني ،كما أنه يسهل ألي خبري أبقواله أن يتأكد مما سبق
من مصارده املعروفة املنشورة ،إال إنين أحيا ًان أذكر املرجع املستقى منه القول حني ال يكون
مشهورا عنه خالفه.
ً مشهورا نسبة هذا القول لشيخ اإلسالم ،أو يكون
ً
أما املصادر اليت استقيت منها اختيارات شيخ اإلسالم فهي كتبه وفتاويه املنشورة املعروفة
صحيحه السند إليه؛ كمجموع الفتاوى ،وشرح عمدة الفقه ،وجامع املسائل ،والصارم
املسلول ،واقتضاء الصراط املستقيم ،ودرء التعارض (على ندرة ما فيه من اختيارات فقهية)
...إخل ،ومن كتب أصحابه ومن اهتموا جبمع اختياراته كالفروع البن مفلح ،وكتب ابن
القيم ،واإلنصاف للمرداوي ،وخمتصر الفتاوى املصرية لبدر الدين البعلي ،واالختيارات
الفقهية لعالء الدين البعلي.
أما األدلة اليت تذكر يف احلاشية فتعتمد أصول فقه اإلمام أمحد ابختيارات شيخ اإلسالم
األصولية ،واليت أوهلا كتاب هللا ،مث سنة رسوله ﷺ الثابتة ،ومنها األحاديث املرسلة؛
وهي اليت سقط من سندها را ٍو أو أكثر بشرط أن يكون املرسل ً
عدال[ ،ويراجع صحة
ُ
االحتجاج ابملرسل يف "روضة الناظر وجنة املناظر" البن قدامة ،ويف "مسودة األصول" آلل
تيمية ،حيث لشيخ اإلسالم تفصيل يف املسألة نسبه لإلمام أمحد] ،ولو كان يف السند راو
معلوم اإلسالم جمهول العدالة فألمحد روايتان يف االحتجاج به ،والظاهر من تصرفات شيخ
اإلسالم أنه اختار حجيته لكن بشروط وتفصيل ،تراجع يف املسودة( ،)5ويف اصطالحنا هنا
( )6من مطبوع ات دار الكتاب العالمي ،ومنشور على اإلنترنت للتحميل اإللكتروني.
6
اخلالصة:
-1كل ما يف املنت رواية منصوصة لإلمام أمحد أو خمرجة على منصوصة له ،فمن
التزمه مل خيرج عن املذهب احلنبلي هبذا االعتبار.
أيضا -اختيار لشيخ اإلسالم ابن تيمية منصوص أو يف حكم
-2كل ما يف املنت ً -
خمرجا على رأيه ،فيوضع بني [] ،ونبني يف
املنصوص ،إال يف القليل الذي يكون ً
احلاشية وجه التخريج ،أما النادر الذي خالف فيه اإلمام فنثبت رأي اإلمام
ونضعه بني () ،ونبني يف احلاشية اختيار شيخ اإلسالم.
-3نذكر يف احلاشية أقوى دليل (أو أدلة) للرأي املذكور يف املنت ،فنكون قد مجعنا
بني االلتزام مبذهب ،وبني االستدالل الصحيح الذي يريح القلب ،ويطمئن نفس
املستفيت أهنا تعمل يف دينها على بصرية ،ويستحضر املفيت الدليل حني الفتوى
فتقوى حجته وتدعم فتواه.
تنبيه :الكتاب ما زال قيد التأليف ،لكن مبناسبة شهر رمضان فقد استللت منه كتاب
معجال بنشره قبل ابقي الكتاب؛ هدية للمسلمني يف هذا الشهر الفضيل أسأل
الصيام ا
هللا القبول.
وال حول وال قوة إال ابهلل العلي العظيم.
7
كتاب الصيام
وهو اإلمسااك عن األكل والشارب وااماع وغريها ،مما ورد به الشارع يف النهار على الوجه
املشا ا ا ا ااروع ،ويتبع ذلك اإلمسا ا ا ا اااك عن الرفث وااهل وغريمها من الكالم احملرم واملكروه(،)7
والصا ااوم أسا ااة أنواع :الصا ااوم املفروض ابلشا اارع ،وهو صا ااوم شا ااهر رمضا ااان أداء وقضا اااء،
والصوم الواجب يف الكفارات ،والواجب ابلنذر ،وصوم التطوع(.)8
واألفض اال أن يقال :جاء "ش ااهر رمض ااان" ،وص اامنا "ش ااهر رمض ااان"( ،)9وال يكره تس ااميته
"رمضاان"( ،)10ويساتحب ملن رأى هالل رمضاان أو غريه أن يكث ثال ً ،،مث يهلل ثال ً ،،مث
يقول "هالل خري ورشا ا ا ا ا ا ااد" ثال ً ،)11(،مث يقول "آمنات ابلاذي خلقاك فسا ا ا ا ا ا اواك فعادلاك"
( )7يقول شيخ اإلسالم "فإن اإلمساك عن هذه األشياء في زمن الصوم أوكد منه في غير
زمن الصـــــوم ،واذا كـان هـذا الوظـت ظـد حظر فيـه المبـاح في غيره ،فـالمحظور في غيره
أولى ،كالحرم واإلحرام والشهر الحرام".
( )8ويأتي تفصيل ذلك وأدلته بإذن هللا.
ضــانْ الَّذِي أ ُن ِز ْل فِي ِه شــ ُهر ْر ْم ْ ( )9موافقة للفظ القرآن وأكثر األحاديث ،ظال هللا تعالى { ْ
ان}. ت ِمنْ ُاله ْدى ْو ُالف ُرظْ ِ ُالق ُرآن هدًى ِللنَّ ِ
اس ْوبْ ِينْا ٍ
ت أْب ُْواب ْج ْهنَّ ْم ت أْب ُْواب ُال ْجنَّ ِة ْوغ ِلقْ ُ ضــــان فتِ ْح ُ ( )10ظْا ْل ْرســــول هللاِ ِ « اذْا ْد ْخ ْل ْر ْم ْ
اطين» متفق عليه. شيْ ِ ت ال َّْوس ُل ِسلْ ِ
ع ُن ظْتـْا ْدة ْ ظْـا ْلْ :كـانْ النَّبِي ِ اذْا ْرأْى ُال ِه ْال ْل ْكب َّْر ث ْ ْالث ًـاْ ،و ْهلَّـ ْل ث َّم ظْـا ْل « ِه ْالل ْخي ٍُر (ْ )11
شــ ُه ِر ْب بِ ْ ْور ُشــدٍ» ث ْ ْالثًا ،ث َّم ظْا ْل «آ ْم ُنت بِالَّذِي ْخلْقْ ْك» ث ْ ْالثًا ،ث َّم يْقول « ُال ْح ُمد ِ َّ ِ
ّلِل الَّذِي ذْه ْ
ش ُه ِر ْكذْا» رواه أبو داود وضـعا األلباني اسـناده لارسـال مث توثيق رجاله، ْكذْا ْو ْجا ْء بِ ـْ
وال يمنث االحتجاج عندنا ،واستدل به شيخ اإلسالم.
8
ثال ً ،)12(،مث يقول "احلمد هلل الذي جاء بشا ااهر كذا وذهب بشا ااهر كذا"(" ،)13اللهم أهله
علينا ابليمن واإلميان والسالمة واإلسالم ريب وربك هللا"(.)14
وجيب صا ا ا ا ا اايام رمضا ا ا ا ا ااان( )15على كل مسا ا ا ا ا االم عاقل ابل قادر( ،)16فيدخل يف هذا املقيم
واملسااافر ،والصااحيح واملريض ،والطاهر واحلائض ،واملغمى عليه( ،)17فإن هؤالء كلهم جيب
عليهم الص ا ا ااوم يف ذممهم ،بيث خياطبون ابلص ا ا ااوم ليعتقدوا الوجوب يف الذمة ،والعزم على
الفعال ،إماا أداء وإماا قض ا ا ا ا ا ا اااء ،مث منهم من خيااطاب ابلفعال يف نفس الش ا ا ا ا ا ااهر أداء ،وهو
الصااحيح املقيم إال احلائض والنفساااء( ،)18ومنهم من خياطب ابلقضاااء فقط ،وهو احلائض
والنفسا ا اااء واملريض الذي ال يقدر على الصا ا ااوم أداء وقد يقدر عليه قضا ا اااء( ،)19ومنهم من
آخذٌ بِيْدِي فْ ْرفْ ُعت ْرأُ ِس ـي ب ْوه ْو ِ س ـ ِعي ِد ب ُِن ُالم ْ
س ـيِ ِ ع ِن اب ُِن ْح ُر ْملْةْ ،ظْا ْل :خ ْْرجُت ْم ْث ْ (ْ )12
اك
ســ َّو ْ ســه فْقْا ْل «آ ْم ُنت بِالَّذِي ْخلْقْ ْك فْ ْ فْإِذْا أنا بِ ُال ِه ْال ِل فْق ُلتُ :ال ِه ْالل يْا أْبْا م ْح َّمدٍ ،فْ ْرفْ ْث ْرأُ ْ
فْ ْعـ َّدلْـ ْك» ث َّم ْظـا ْلْ :كـانْ ْرســــول َّ ِ يْقول ْه ْكـذْا ،رواه أبو داود في المراســــيـل ،وهو
بتشديد الدال ،وظد استدل به شيخ اإلسالم.
( )13للحديث الذي في .11
ي ْ كانْ ِاذْا ْرأْى ُال ِهال ْل ،ظْا ْل "الله َّم أ ْ ِهلَّـه ْ
علْ ُينـْا ط ُل ْحـةْ ب ُِن عبْ ُيـ ِد هللاِ أ ْ َّن النَّبِ َّ
( )14عن ْ
المْ ،ربِي ْو ْرب ْك هللا" رواه أحمد وظال الترمذي حســن اإل ُســ ِ الس ـال ْم ِة ْو ُ ِ
انْ ،و َّاإلي ْم ِبِ ُالي ُم ِن ْو ُ ِ
غريب وصححه األلباني.
ت ِمنْ ُاله ْدى ضـانْ الَّذِي أ ُن ِز ْل فِي ِه ُالق ُرآن هدًى ِللنَّ ِ
اس ْوبْيِنْا ٍ ( )15ظال هللا تعالى {شـْ ُهر ْر ْم ْ
الشــ ُه ْر فْ ُليْصــ ُمه} ،ووجوبه من العلم العام الذي توارثته األمة شــ ِه ْد ِم ُنكم َّ
ان فْ ْم ُن ْ ْو ُالف ُرظْ ِ
خلفًا عن سـلا ،وظد دل عليه الكتاب والسـنة واإلجماع ،يقول شـيخ اإلسـالم "وظد أجمعت
ظاهرا على وجوب صـيام شـهر رمضـان ،وأنه الشـهر التاسـث من شـهور ً عااألمة اجما ً
العام بين شعبان وشوال".
( )16ألن هذا مناط التكليا العام بال خالا.
( )17لعموم أدلة الوجوب.
( )18باإلجماع.
( )19باإلجماع.
9
خيري بني األمرين ،وهو املس ااافر واملريض الذي ميكنه الص ااوم مبش ااقة ش ااديدة من غري خوف
التلف(.)20
وال خياطب الكافر بفعله( ،)21وال جيب عليه قضااؤه إذا أسالم([ ،)22لكن يعاقب على تركه
يف اآلخرة ،ويف ال اادني ااا -إذا ش ا ا ا ا ا ا ا اااء هللا تعجي اال عقوبت ااه ،-وي ااذم على ذل ااك يف ال اادني ااا
واآلخرة ،)24(](23وقد تقدمت فروع ذلك يف الصاالة( ،)25وال يصاح من الكافر ابتداء وال
دو ًاما ،فلو ارتد يف أثناء الصوم بطل صومه(.)26
ومن كان أول النهار ممن ال يص ااح ص ااومه كالكافر واحلائض ،مل يص ااح ص ااومه إذا أس االم أو
انقطع الدم( ،)27وال جيب على املرتد قض اااء ما فاته من ص اايام يف ردته( ،)28ومن زال عقله
فرارا
ً أعوام الردة كانت الصـــلوات كثيرة ،فقد يعجز عن القضـــاء ،فيصـــر على الكفر
منه".
( ) 29يقول شــــيخ اإلســــالم "وذلك ألن اإلغماء مرض من األمراض ،فلم يمنث صــــحة
الصوم كسائر األمراض".
ُعمائْة
سـب ِ ع ُشـر أ ْ ُمثْا ِل ْها ِالْى ْ عاُ ،ال ْح ْ
سـنْة ْ ضـا ْع ْم ِل اب ُِن آ ْد ْم ي ْ( )30ظْا ْل ْرسـول هللاِ " كل ْ
ط ْعا ْمه ِم ُن أ ْ ُج ِلي" الصـ ُو ْم ،فْإِنَّه ِلي ْوأْنْا أ ْ ِ
جُزي بِ ِه ،يْ ْدع شـْ ُه ْوت ْه ْو ْ ضـ ُعاٍ ،ظْا ْل هللا ِ :ا َّال َّ
ِ
رواه مســلم وأحمد ،فلن يكون صــائ ًما حتى يدع الطعام أي يمســك عنه مث النية ،يقول
شـيخ اإلسـالم "واإلمسـاك ال يكون اال مث حضـور العقل ،ولم نشـترط وجود اإلمسـاك في
جميث النهـار ،بـل اكتفينـا بوجوده في بعضـــــه ألنـه دخـل في عموم ظولـه «يـدع طعـامـه
وشهوته من أجلي»".
( )31يقول ابن مفلح "(و) [أي باإلجماع] خالفًا لاصطخري الشافعي ،ألنه اجماع ظبله،
وألنه معتاد اذا نبه انتبه ،فهو كذاهل وساه" الفروع وتصحيح الفروع .435/4
( )32يوجد بياض في نسـختي شـرح العمدة ،والمثبت أظرب الى رأي شـيخ اإلسـالم ظيا ً
سـا
على اإلغماء من باب أولى فاإلغماء ليس بفعله وهذا بفعله ،وهللا أعلم.
( )33لفوات اإلفاظة فيهم والنية كما فصلنا في .30
الصــ ـبِي ِ ْحتَّى
ع ِن َّ ع ِن النَّائِ ِم ْحتَّى يْ ُســــت ْ ُي ِق ْ
ظْ ،و ْ ( )34ظْا ْل النَّبِي " رفِ ْث ُالقْلْم ْ
ع ُن ث ْ ْالثْةٍْ :
ون ْحتَّى يْ ُع ِق ْل" رواه أحمد وأبو داود وصـححه األلباني ،وظد ذكر شـيخ ع ِن ُال ْمجُ ن ِ
يْحُ ت ْ ِل ْمْ ،و ْ
اإلسـالم في المسـألة روايتين وظال عن المثبتة :انها األشـهر ،وظهر ميله اليها واسـتدل لها
أكثر ،وممـا ظاله "والفر بينـه وبين الحائض والمىمى عليه ظاهر فإن الحائض من أهل
التكليا حين انعقاد ســبب الوجوب ،وهو اســتهالل الشــهر ،فثبت الوجوب في ذمتها كما
11
يعرض أحيا ًان ،فال جيب عليه الصا ا ااوم إال يف حال اإلفاقة( ،])35فإن نوى الصا ا ااوم وجن يف
بعض اليوم ،مل يبطال ص ا ا ا ا ا ااوماه إذا أفاا يف جزء مناه( ،)36فاأماا الص ا ا ا ا ا اارع؛ وهو اخلنق الاذي
يعرض وقتًا مث يزول ،فينبغي أن يلحق ابإلغماء والغشي(.)37
[وال جيا ااب على الص ا ا ا ا ا اايب ح يبل ]([ ،)38ويؤمر با ااه إذا أطا اااقا ااه( ،)39ويضا ا ا ا ا ا اارب عليا ااه
ليعتاده]( ،)40ويصح صومه إذا بل حد التمييز(.)41
يجـب غيره من الفرائض ،والمجنون ليس من أهل التكليا ،فال يصـــــح اإليجاب عليه"،
وهي توافق أصوله.
( )35لعموم ما في النقطة السابقة.
( )36كاإلغماء الذي فصلناه في .30
( )37يقول شـيخ اإلسـالم "ألنه يزيل اإلحسـاس من السـمث والبصـر والشـم والذو فيىطي،
فيزول العقل تب ًعا لذلك ،بخالا الجنون فإنه يزيل العقل خاصة ،فيلحقه بالبهائم".
ع ُن ث ْ ْالثْةٍ" الذي في ،34وفي المسألة روايتان ،ورواية الوجوب ( )38لحديث "رفِ ْث ُالقْلْم ْ
فيها تفصـيل كثير ،وظهر ميل شـيخ اإلسـالم الى المثبتة ،كما أنه لم يختر وجوب الصـالة
عليه ففي الصيام أولى.
ورا ْء ِالْى ظ ْرى عاش ْ غ ْداة ْ ْس ْل النَّ ِبي ْ ت «أ ْ ُر ْ ت م ْع ِو ٍذ ظْالْ ُ ع ِن الربْ ِي ِث ِب ُن ِ (ْ )39
صائِ ًما فْ ُليْص ُم .ظْالْ ُ
ت :فْكنَّا صبْ ْح ْ صبْ ْح م ُف ِط ًرا فْ ُليتِ َّم بْ ِقيَّةْ يْ ُو ِم ِهْ ،و ْم ُن أ ْ ُ ارْ :م ُن أ ْ ُ ص ُِاأل ْ ُن ْ
علْىص ُب ْيانْنْاْ ،ونْجُ ْعل لْهم الل ُع ْبةْ ِمنْ ُال ِع ُه ِن ،فْإِذْا ْب ْكى أ ْ ْحده ُم ْ ص ِوم ِ نْصومه ْب ُعدْ ،ون ْ
ار» رواه البخاري ومسلم ،وظيد بالتمييز ألن ط ِ اك ْحتَّى ْيكونْ ِع ُن ْد ُ ِ
اإل ُف ْ ط ُينْاه ذْ ْ ط ْع ِام أ ْ ُع ْ
ال َّ
الصوم يحتاج الى نية الصوم.
ظياســا على الصــالة كما 749من كتاب الصــالة ،وظهر ميل شــيخ اإلســالم اليه، ً ()40
ويقول ابن ظـدامـة "واعتبـار الصـــــوم بـالصـــــالة أحســـــن لقرب احـداهمـا من األخرى،
واجتماعهما في أنهما عبادتان بدنيتان من أركان اإلسـالم ،اال أن الصـوم أشـق فاعتبرت
له الطاظة ،ألنه ظد يطيق الصالة من ال يطيقه" المىني .413/4
صـــ ِبيَا لْ ْها ِالْى النَّ ِبي ِ ،
ت ْ َّاس :أ ْ َّن ُام ْرأْة ً ْرفْ ْع ُ عب ٍ ع ِن اب ُِن ْ ظياســـا على الحَْ ، ً ()41
جُر" رواه أحمد ومسلم. ت :يْا ْرسو ْل هللاِ ،أ ْ ِل ْهذْا ْح ٌَّ؟ ظْا ْل "نْ ْع ُم ْولْ ِك أ ْ ٌ فْقْالْ ُ
12
قادرا عليه بعد خروج
ً وقته يف عنه ا
عاجز
ً كان فإن ، وال جيب الص ا ا ا ا ا ااوم إال على القادر()42
سا ِا َّال و ُس ْع ْها}. {ال ي ْك ِلا َّ نْ ُف ً ط ُعت ُم} ،وظوله سبحانه ْ ( )42لقوله تعالى { ْفاتَّقوا َّ ْ ْما ا ُست ْ ْ
سفْ ٍر فْ ِع َّدة ٌ علْى ْ ضا أ ْ ُو ْش ُه ْر فْ ُليْص ُمه ْو ْم ُن ْكانْ ْم ِري ً ش ِه ْد ِم ُنكم ال َّ
( )43ظال هللا تعالى {فْ ْم ُن ْ
ِم ُن أْي ٍَّام أخ ْْر}.
ين)، ط ْعام ِم ُس ِك ٍ ط َّوظونْه فِ ُديْةٌ ْ علْى الَّذِينْ ي ْ (و ْ عبَّا ٍس يْ ُق ْرأ ْ س ِم ْث ابُنْ ْ طاءٍ أنه « ْ ع ْ ع ُن ْ (ْ )44
ان أ ْ ُن
يرةْ ،ال ْي ُست ِْطي ْع ِ شيُخ ُال ْك ِبيرْ ،و ُال ْم ُرأْة ُال ْك ِب ْ ت ِب ْم ُنسو ْخةٍ ،ه ْو ال َّ س َُّاس :لْ ُي ْ عب ٍ ظْا ْل ابُن ْ
ان ْم ْكانْ ك ِل ْي ُو ٍم ِم ُس ِكينًا» رواه البخاري ،يقول شيخ اإلسالم "هي ط ِع ْم ِ ْيصو ْما ،فْ ُلي ُ
منسوخة في حق الذي كان ظد خير بين األمرين ،وهو القادر على الصيام كما دل عليه
نطق اآلية ،وكما بينوه ،فأما من كان فرضه الطعام فقط ،كما دل عليه معنى اآلية ،فلم
ينسخ في حقه شيء ،وعلى هذا يحمل كالم من أطلق القول بأنها منسوخة ،ألنه ظد روي
علْى الَّذِينْ َّاس ،فِي ظْ ُو ِل ِه ْ { و ْ عب ٍ ع ُن اب ُِن ْ عن ابن عباس التصريح بذلك" ،و ْ
ع
ط َّو ْ احدٍ ،فْ ْم ُن ت ْ ْ ين ْو ِ
ط ْعام ِم ُس ِك ٍ ين} "ي ِطيقونْه :ي ْكلَّفونْه ،فِ ُديْةٌْ : ط ْعام ِم ُس ِك ٍ ي ِطيقونْه فِ ُديْةٌ ْ
ت بِ ْم ُنسو ْخ ٍة فْه ْو ْخي ٌُر لْهْ ،وأ ْ ُن ت ْصوموا ْخي ٌُر لْك ُمْ ،ال ي ْر َّخص ين آخ ْْر لْ ُي ْ
س ُ ط ْعام ِم ُس ِك ٍ ْخي ًُرا ْ
يض ْال ي ُشفْى" رواه النسائي وصححه األلباني. ام أ ْ ُو ْم ِر ٍ فِي ْهذْا ِا َّال ِللَّذِي ْال ي ِطيق ِ
الصيْ ْ
ص ْب ْح م ُف ِط ًرا فْ ُليتِ َّم ْب ِقيَّةْ ْي ُو ِم ِه" الذي في .39 ( )45لحديث " ْم ُن أ ْ ُ
( )46في الحديث في النقطة السـابقة لم يأمر من أفطر بالقضـاء ،ووجوب القضـاء اذا
ع ِم ِه ،أ ْ َّن ع ُن ْ الرحُ ْم ِن ب ُِن ْم ُسـلْ ْمةْْ ، ع ُب ِد َّ كان الترك بىير تفريط يفتقر الى دليل ،أما حديث ْ
ي ،فْ ْقـا ْل «صــــ ُمت ُم يْ ُو ْمك ُم ْهـذْا؟» ْظـالواْ :الْ ،ظـا ْل « ْفـأْتِموا بْ ِق َّيـةْ يْ ُو ِمك ُم ت النَّبِ َّ أ ْ ُســــلْ ْم أْت ْـ ِ
ورا ْء» فرواه أبو داود وضــعفه األلباني للفظة عاش ـ ْ ْوا ُظض ـوه» ،ظْا ْل أْبو ْداو ْد «يْ ُعنِي يْ ُو ْم ْ
"فاظضوه" ألن هذه الزيادة في الحديث تفرد بها مجهول.
13
اائما ،مث بل يف أثناء اليوم ابلسان أو االحتالم أص صاومه وال قضااء عليه( ،)47ومن جيب
ص ً
عليه القض ا ا ا ا ا اااء إذا زال عذره يف أثناء اليوم ،مثل احلائض تطهر ،واملس ا ا ا ا ا ااافر املفطر يقدم،
اااب]( )48إن كاان قاد أكلوا ،وجياب عليهم
واملريض يص ا ا ا ا ا ااح ،فعليهم اإلمس ا ا ا ا ا ا اااك [اس ا ا ا ا ا ااتحب ً
القضا ا ا ا ا اااء( ،)49فأما إن كانوا ممسا ا ا ا ا ااكني ومل ينووا يف أثناء النهار الصا ا ا ا ا ااوم ،فيجب عليهم
اإلمتام([ ،)50وعليهم القضا اااء]( ،)51وإن قدم املسا ااافر أو صا ااح املريض وقد بيت الصا ااوم مل
جيز الفطر( ،)52ولو جامع بعد اإلقامة أو زوال املرض لزمه الكفارة( ،)53وإذا علم املسا ا ا ا ا ااافر
فرضـ ـا وبعضـــه ً
نفال غير ممتنث ،كما لو نذر في أثناء النفل أن ً ( )47وكون بعض اليوم
يتمه.
( ) 48يوجد رواية بالوجوب وظهر ميل شـــيخ اإلســـالم الى المثتبة واســـتدل برواية عن
جابر بن زيد أنه ظدم من ســـفر في شـــهر رمضـــان فوجد المرأة ظد اغتســـلت من
حيضـتها فجامعها ،رواها ابن عبد البر في التمهيد ،وذكرها شـيخ اإلسـالم في أدلة القول
الذي في المتن ولكن ظال "زعموا" ،ولم يستدل بأثر للروايات األخرى.
( )49لوجود الفطر في بعض اليوم.
( )50كما لو نووا الصوم.
( )51ألنهم لم ينووا الصوم ،ولم ينص عليها شيخ اإلسالم لكنها الزم اختياره.
( )52لزوال العذر.
( )53ألن عذر الفطر ظد زال والصيام صحيح ،ولما سيأتي في 222أن كل من لزمه
اإلمساك في نهار رمضان فجامث فعليه كفارة.
14
وجواب](،)55
ً [ أو غلب على ظنه أنه يقيم يف أثناء النهار فإنه يبيت الصا ا ااوم تلك الليلة()54
أما احلائض إذا علمت أهنا تطهر يف أثناء اليوم؛ فال جيوز هلا تبييت النية(.)56
وإذا وجد ساابب الفطر يف أثناء النهار ،مثل أن حتيض املرأة ،فإهنا تصااري مفطرة([ ،)57فلها
األكل وال يشارع هلا اإلمسااك]( ،)58واملساافر إذا ساافر يف أثناء النهار فله أن يفطر( )59إذا
وألنه شــهد التنزيل وحضــر التأويل وشــاهد الرســول ،فيكون أعلم بما لم ينقله ويرويه،
فكيا بما ظد نقله ورواه؟!"
الشـ ُهر تِسـُ ٌث ْو ِع ُشـرونْ ،فْ ْال ت ْصـوموا ْحتَّى ت ْْر ُوهْ ،و ْال ت ُف ِطروا وظْا ْل ْرسـول هللاِ ِ " انَّ ْما َّ
علْيُك ُم ،فْا ُظدروا لْه " رواه أحمد ومسلم ،يقول شيخ اإلسالم "فلوال أنه ْحتَّى ت ْْر ُوه ،فْإِ ُن غ َّم ْ
أراد التقدير له بالتسـث والعشـرين لم يكن لذكرها هنا معنى ،بل أعلمهم أن الشـهر الذي ال
بد منه تسث وعشرون ،واليوم الموفي ثالثين ظد يكون وظد ال يكون ،فإذا غم الهالل فعدوا
له الشــهر المذكور ،وهو التســث والعشــرون ،يوضــح ذلك أنه أتى بقوله «فال تصــوموا
حتى تروه ،وال تفطروا حتى تروه» عقب ظوله «انما الشــهر تســث وعشــرون» بحرا
الفاء المشـعرة بالسـبب ،فكأنه ظال :الشـهر الذي ال بد منه تسـث وعشـرون ،فاظدروا له هذا
العدد اذا غم عليكم" ،وظد صــــح نقل صــــوم هذا اليوم عن عمر بن الخطاب وابنه وأبي
هريرة ومعاوية بن أبي ســـفيان وعائشـــة وأســـماء أجمعين ،راجث كتاب درء اللوم
ضا.
والضيم البن الجوزي ،كما أثبته عنهم شيخ اإلسالم أي ً
ضـانْ يْ ُو ْم ْكذْا ْو ْكذْا ْونْحُن متْقْدِمونْ فْ ْم ُن أ ْ ْحب "ان ْر ْم ْع ُن م ْعا ِويْةْ أْنَّه ْكانْ يْقول َّ (ْ )70
ي ِم ُن أ ْ ُن أ ُف ِط ْر يْ ُو ًما ِم ُن ْر ْم ْ
ضـانْ " أ ْ ُن يْتْقْد َّْم فْ ُليْتْقْ َّد ُمْ ،و ْأل ْ ُن أْصـ ْ
وم يْ ُو ًما ِم ُن شـْ ُعبْانْ أ ْ ْحب الْ َّ
رواه أحمد وصـــحح اســـناده الطريفي في التحجيل في تخريَ ما لم يخرج من األحاديث
واآلثار في ارواء الىليل ص ،144يقول شـيخ اإلسـالم "تحمل األحاديث في الصـوم على
الجواز واالســـــتحبـاب ،وتحمـل أحـاديـث الفطر على عـدم الوجوب ،ويكون التىليظ فيهمـا
على من يجزم بأنه من رمضـان ويعتقد وجوب صـومه ...فإن أحاديث الصـوم تدل على
أن النـاس كلهم لم يكونوا يصـــــوموا [كذا في األصـــــل] يوم الىيم ،وانما كان يصـــــومه
جماعات من الصـحابة والتابعين ،ولم يج نص عن أحد منهم بأنه أنكر صـوم يوم الىيم
...والقياس يقتضــــي صــــحة هذا القول ،فإن ايجاب ما لم يتيقن وجوبه خالا القياس،
أيضـــا" وظد أفاد شـــيخ اإلســـالم ً وكراهة التحري واالحتياط في العبادات خالا القياس
طويال ظي ًما للىاية في هذه المسـألة التي هي من مفردات الحنابلة في شـرحه للعمدة، ً مبحثًا
فليراجعها هناك من أراد الري والشبث.
( ) 71يقول شــيخ اإلســالم "وتحقيق هذه المســألة :أن النية تتبث العلم فإن علم أن غدًا من
نفال أو صــو ًما مطلقًا لم يجزئه رمضــان فال بد من التعيين في هذه الصــورة ،فإن نوى ً
ألن هللا أمره أن يقصــد أداء الواجب عليه وهو شــهر رمضــان الذي علم وجوبه ،فإذا لم
يفعل الواجب لم تبرأ ذمته ،وأما اذا كان ال يعلم أن غدًا من شــهر رمضــان فهنا ال يجب
18
ضاا( ،)72وليس هذا يوم الشاك( ،)73وتصالى الرتاويح ليلتئذ( ،)74وإن قال:
رمضاان أجزأه أي ً
إن كان من رمضا ا ا ا ااان فأان صا ا ا ا ااائم ،وإال فأان مفطر ،مل جيزئه ،وكذلك إن مل جيمع الصا ا ا ا اايام
ولكنه أصاابح يقول :أصااوم إن صااام الناس ،وأفطر إن أفطر الناس ،وصااام ذلك اليوم ،فإذا
يوما مكانه( ،)75وال جيزئ الواجب من الكفارة والقضا ا ا ا ا اااء والنذر
هو من رمضا ا ا ا ا ااان ،يعيد ً
غدا قض اااء أو
املطلق إال بتعيني النية والنذر املعني ،وإن قال يف س ااائر األايم :أان ص ااائم ً
()76
تطوعا(.)77
تطوعا ،وقع ً
ً
عليه التعيين ،ومن أوجب التعيين مث عدم العلم فقد أوجب الجمث بين الضـــدين ،فإذا ظيل
انه يجوز صومه وصام في هذه الصورة بنية مطلقة أو معلقة أجزأه".
( ) 72يقول شــــيخ اإلســــالم "كمن كان لرجل عنده وديعة ولم يعلم ذلك فأعطاه ذلك على
طريق التبرع ثم تبين أنه حقه فإنه ال يحتاج الى اعطائه ثانيًا ،بل يقول ذلك الذي وصــل
أيضـــ ـا "وذلـك ألن التعيين ً اليـك هو حق كـان لـك عنـدي وهللا يعلم حقـائق األمور" ،وظـال
انمـا يفتقر اليـه للتمييز بين العبـادتين ،لجواز أن ينوي كـل واحـدة منهمـا ،والوظـت هنـا ال
نذرا أو
يصـح لىير رمضـان ،وال يصـلح فيه غيره فإنه لو صـام في رمضـان ظضـاء أو ً
متميزا بنفســه لم يفتقر الى التعيين ،كما ال يفتقر المقيم أن ً نفال ،لم يصــح وفاظًا ،واذا كان
ً
ينوي الظهر أرب ًعـا" ،ويظهر من هـذا التعليـل نوع تنـاظض مث الـذي في النقطـة الســـــابقـة،
لكن يحمل على عدم العلم أنه من رمضـان ،أما ان علم أنه من رمضـان ونوى غيره ففيه
مشاظة وعناد وترك لواجب النية المعينة ظصدًا ،وهللا أعلم.
صحوا كما بينا في .69 ً ( )73ألن يوم الشك هو اليوم الذي يكون
سـابًا ،غ ِف ْر لْه ْما تْقْد َّْم ِم ُن
ضـانْ ْوظْا ْمه اِي ْمانًا ْواحُ تِ ْام ْر ْم ْ ( )74ظْا ْل ْرسـول َّ ِ ْ « م ُن ْ
صـ ْ
ذْ ُن ِب ِه» رواه أحمد وصـححه الترمذي واأللباني ،فقرن بين الصـيام والقيام ،وال يتيقن
أنه صام الشهر وظامه حتى يقوم ليلة اإلغمام.
( )75ألنه لم يجزم بنية الصوم ،وال يصح صوم بال نية.
( )76ألن النية شرط في صحتهم يتميزون به عن غيرهم ،ووظتهم موسث غير مضيق
بخالا شهر رمضان.
( ) 77ألن وصــا الفرض اذا ألىي بقي مطلق الصــيام ،ومطلق الصــيام في غير شــهر
رمضان ينصرا الى النفل.
19
وإذا علق طال نسا ااائه وعتق عبيده بدخول شا ااهر رمضا ااان ،أو كان عليه دين حمله شا ااهر
رمضا ااان ،أو اسا ااتأجر الدار شا ااهر شا ااعبان و،و ذلك من األحكام ،فإنه ال حيل الدين وال
يقع الطال وال تنقض ا ا ا ا ا ااي مادة اإلجاارة يف يوم اإلغماام([ ،)78ولو حلف أن اهلالل حتات
الغيم أو أنه مل يطلع ،مل حينث]( ،)79ولو حلف ليفعلن كذا أول يوم من رمض ا ا ا ا ا ااان ،ال يثأ
ح يفعل يف يوم اإلغمام والذي يليه(.)80
عدال ص ا ا ا ااام الناس بقوله ،س ا ا ا اواء كانت الس ا ا ا ااماء
وإن ش ا ا ا ااهد واحد برؤية اهلالل فإن كان ً
مص ا ااحية أو متغيمة( ،)81وس ا اواء رآه بني الناس( )82أو قدم عليهم من خارج( ،)83وتص ا االى
طا لحق ثابت بمجرد الشـك ،وذلك ال يجوز، ( )78يقول شـيخ اإلسـالم "ألن في ذلك اسـقا ً
ً
احتيـاطـا ،وليس في حقو اآلدميين احتيـاط ،وألن الوظوع وألن الصـــــوم انمـا وجـب
والحلول مما ال يتكرر ،وما ال يتكرر ال يشرع فيه االحتياط كالصالة والوظوا".
( )79ظهر ميله اليه واسـتدل له بقوله "كما لو حلا أن هذا الطائر غراب وطار ولم يعلم
ما هو".
( )80ألن ك َّل واحد من اليومين يحتمـل أن يكون أول الشـــــهر ،فال يبرأ اال بالفعـل فيهمـا،
وال يمكن هنا التحري.
( ) 81يقول شــيخ اإلســالم "وحديث ابن عمر [اآلتي في النقطة القادمة] دليل على من رآه
بين الناس ،وهو وحديث ابن عباس [اآلتي بعد نقطة] دليل على حال الصـحو ألن عامة
الرمضانات على عهد رسول هللا كانت في الصيا".
ع ِن اب ُِن ع ْم ْر ظْا ْل «ت ْْراءى النَّاس ُال ِه ْال ْل» فْأ ْ ُخبْ ُرت ْرســو ْل َّ ِ أْنِي ْرأْيُته، (ْ )82
ام ِه" رواه أبو داود وصححه األلباني. صيْ ِ صا ْمه ْوأ ْ ْم ْر النَّا ْ
س بِ ِ فْ ْ
ي ِالْى النَّ ِبي ِ فْ ْقـا ْلِ :ا ِني ْرأْيـُت ُال ِه ْال ْل ،فْ ْقـا ْل
َّاس ْ ظـا ْلْ :جـا ْء أْع ُْرا ِب ٌّ عبـ ٍ
ع ِن اب ُِن ْ (ْ )83
«أْت ُْشــ ْهد أ ْ ُن ْال ِالْ ْه ِا َّال َّ » ،ظْا ْل :نْ ْع ُم ،ظْا ْل «أْت ُْشــ ْهد أ ْ َّن م ْح َّمدًا ْرســول َّ ِ؟» ،ظْا ْل :نْ ْع ُم،
غدًا» رواه أبو داود والترمذي وأعل باضطراب اس فْ ُليْصوموا ْ ظْا ْل «يْا بِ ْالل ،أْذ ُِن فِي النَّ ِ
مرسـال االحتجاج ً سـماك -أحد رواته -فيه ألنه أرسـله مرة ووصـله مرة ،وال يمنث كونه
عندنا كما فصــلنا في المقدمة ،وظد صــححه ابن خزيمة واســتدل به شــيخ اإلســالم ،وظال
الترمذي "والعمل على هذا الحديث عند أكثر أهل العلم".
20
رجال أو
عبدا( ،)85وسا ا ا ا ا اواء كان ً
حرا أو ً
ً كان اء
و ا ا ا ا ا ا س اهادته
ا ا ا ا ا ا ش وتقبل ، الرتاويح ليلتئذ()84
( )90يقول الترمـذي «ولم يختلا أهـل العلم في اإلفطـار أنـه ال يقبـل فيـه اال شـــــهـادة
رجلين» سنن الترمذي .65/3
يرث ُال ْج ْد ِليِ ،م ُن ْجدِيلْةْ ظْي ٍُس ،أ ْ َّن أ ْ ِم ْ ار ِسيُن بُن ُال ْح ِ ع ُن أْبِي ْما ِلكٍ ُاأل ْ ُش ْج ِعيِْ ،ح َّدثْنْا ح ْ (ْ )91
ش ِه ْد شْا ِه ْدا ع ِه ْد اِلْ ُينْا ْرسول َّ ِ أ ْ ُن نْ ُنس ْك ِللر ُ يْ ِة ،فْإِ ُن لْ ُم ن ْْرهْ ،و ْ ب ،ث َّم ظْا ْل « ْ ط ْ ْم َّكةْ ْخ ْ
ث ْم ُن أ ْ ِمير ْم َّكةْ ،ظْا ْلْ :ال أ ْ ُد ِري ،ث َّم ار ِ س ـيُنْ بُنْ ُال ْح ِ س ـأ ْ ُلت ُالح ْ ش ـ ْها ْدتِ ِه ْما» ،فْ ْ ْس ـ ُكنْا بِ ْ
ع ُد ٍل ن ْْ
ب ،ث َّم ْظـا ْل ُاأل ْ ِميرِ :ا َّن فِيك ُم ب أْخو م ْح َّمـ ِد ب ُِن ْحـا ِطـ ٍ ارث بُن ْحـا ِطـ ٍ لْ ِقيْنِي بْ ُعـد ،فْ ْقـا ْل :ه ْو ُال ْحـ ِ
شـ ِه ْد ْهذْا ِم ُن ْرسـو ِل َّ ِ ْ ،وأ ْ ُو ْمأ ْ بِيْ ِد ِه اِلْى ْرج ٍل ،ظْا ْل اّلِل ْو ْرسـو ِل ِه ِمنِيْ ،و ْ ْم ُن ه ْو أ ْ ُعلْم بِ َّ ِ
عبُد َّ ِ بُن ع ْم ْر، ُخ اِلْى ْج ُنبِي ْم ُن ْهذْا الَّذِي أ ْ ُو ْمأ ْ اِلْ ُي ِه ُاأل ْ ِمير؟ ظْا ْلْ :هذْا ْ شـي ٍسـيُن :فْق ُلت ِل ْ ُالح ْ
اّلِلِ ِم ُنه ،فْقْا ْل «بِذْ ِل ْك أ ْ ْم ْرنْا ْرسـول َّ ِ »رواه أبو داود وصــححه صـ ْد ْ ْكانْ أ ْ ُعلْ ْم بِ َّ ْو ْ
األلباني ،وظد ذكر شيخ اإلسالم أنه يقاس عليه هالل شوال من باب أولى.
ب النَّ ِبي ِ صــ ْحا ِ ع ُن ْرج ٍل ِم ُن أ ْ ُ ع ُن ِر ُب ِعي ِ ب ُِن ِح ْرا ٍ ْ ، ( )92لعموم الحديث الســـابق ،و ْ
شــ ِه ْدا ِع ُن ْد النَّبِي ِ بِ َّ ِ
اّلِل ضــانْ ،فْقْد ِْم أ ْع ُْرابِي ِ
َّان ،فْ ْ آخ ِر يْ ُو ٍم ِم ُن ْر ْم ْ ا النَّاس فِي ِ اختْلْ ْظْا ْلُ :
اس أ ْ ُن ي ُف ِطروا ْوأ ْ ُن يْ ُىـدوا اِلْى «فـأ ْ ْم ْر ْرســــول َّ ِ َّ
النـ ْ ع ِشــــيـَّ ةً ْ ْألْه َّْال ُال ِه ْال ْل أ ْ ُم ِس ْ
ص َّاله ُم» رواه أبو داود وصححه األلباني. م ْ
(" )93ألنه مما يطلث عليه الرجال ،وليس بمال ،وال يقصــد به المال ،فأشــبه القصــاص،
ـاطـا للعبـادة" المىني وكـان القيـاس يقتضـــــي مثـل ذلـك في رمضـــــان ،لكن تركنـاه احتي ً
.422/4
( )94يقول شيخ اإلسالم "باتفا العلماء".
ع ْر ْفـةْضــــحونْ ْ ،وكـل ْ ضــــ ْحـاك ُم ْي ُو ْم ت ْ طرك ُم ْي ُو ْم ت ُف ِطرونْ ْ ،وأ ْ ُ (ْ )95ظـا ْل النَّ ِبي ْ « وفِ ُ
ا» رواه أبو داود اج ْم َّكـةْ ْم ُن ْح ٌرْ ،وكـل ْج ُم ٍث ْم ُوظِ ٌ اْ ،وكـل ِمنًى ْم ُن ْح ٌرْ ،وكـل فِ ْجـ ِ ْم ُوظِ ٌ
22
يوما ،أفطروا( ،)96وإن كان بغيم أو قول واحد ،مل يفطروا
وإذا ص اااموا بش ااهادة اثنني ثالثني ً
ح يروا اهلالل أبن يشا ا ا ا ا ااهد به شا ا ا ا ا اااهدان ،أو يكملوا عدة شا ا ا ا ا ااعبان ورمضا ا ا ا ا ااان ثالثني
ثالثني( ،)97سا ا اواء أصا ا ااحت السا ا ااماء يف أجزاء الشا ا ااهر أو أغامت( ،)98وإن صا ا اااموا انية
يوما ،ورأوا هالل شوال ،وكانوا قد أكملوا عدة شعبان إلصحاء السماء وكوهنم مل
وعشرين ً
يوما مل يفطر إال مع اإلمام
يوما ،ولو ص ا ا ا ااام برؤية نفس ا ا ا ااه ثالثني ً
()99
يروه ،فإهنم يقض ا ا ا ااون ً
احدا وثالثني( ،)100ومن عمي عليه الشا ا ااهر ،مثل األسا ا ااري ،ومن هو يف
والناس ،فيصا ا ااوم و ً
ابدية وطرف اإلس ا ا ااالم ،والنائي عن األمص ا ا ااار ،فإنه جيتهد ويتحرى يف معرفة عني الش ا ا ااهر
ودخوله( ،)101فإن مل يغلب على ظنه ش ا اايء ،فإنه يؤخر الص ا ااوم ح يتيقن أن الش ا ااهر قد
وصــححه األلباني ،يقول شــيخ اإلســالم "الفطر يوم يفطر الناس وهو يوم العيد ،والذي
صامه المنفرد بر ية الهالل ليس هو يوم العيد الذي نهى النبي عن صومه".
( )96يقول شيخ اإلسالم "ألن أكثر ما فيه الفطر بمضمون شهادة اثنين ،وذلك جائز".
( )97يقول شيخ اإلسالم "ألنه لم يثبت بذلك شهر انما صيم احتيا ً
طا".
طا للصـوم ،كما علل به ( )98يقول شـيخ اإلسـالم "ألن الصـوم انما ثبت بقول الواحد احتيا ً
علي لما ظبل شـهادة الواحد في الهالل ،وظال «ألن أصـوم يوما من شـعبان أحب الي
يومـا من رمضـــــان» [أخرجـه الشـــــافعي في األم وفيـه انقطـاع ال يمنث
من أن افطر ً
االحتجاج] ،فمن االحتياط :أن ال نفطر بناء على شـهادته ،وألنه ان أصـحت السـماء لتمام
الثالثين ،ولم ير الهالل كان ذلك أمارة على خطئه أو كذبه".
( )99عن الوليد بن عتبة ظال" :صـمنا على عهد علي ثمان وعشـرين فأمرنا علي أن
نتمها يو ًما" ،رواه اإلمام أحمد في مســائل حنبل ،والبخاري في التاريخ الكبير ،واســتدل
به شيخ اإلسالم.
( )100لما ذكرنا فيمن رأى هالل شوال وحده في .95
( )101يقول شـيخ اإلسـالم "كما يتحرى في معرفة وظت الصـالة ،وجهة القبلة ،وغير ذلك
عند االشـــتباه ألنه ال يمكنه أداء العبادة اال بالتحري واالجتهاد ،فجاز له ذلك كما يجوز
في الصالة".
23
دخل[ ،فإن صا ااام مع الشا ااك أجزأه إن أصا اااب]( ،)102وإن غلب على ظنه بداللة صا ااام،
كذلك إن غلب على ظنه بغري داللة فإنه يصوم ،وال قضاء عليه ،مث إن مل يتبني له شيء،
فص ااومه ص ااحيح( ،)103وإن تبني له أن ص ااومه ص ااادف الش ااهر أو ص ااادف ما بعد الش ااهر
أجزأه( ،)104وإن تبني له أنه ص ا ا ااام قبل الوقت مل جيزه( ،)105وإن تبني أنه ص ا ا ااام بعض ا ا ااه يف
الشا ااهر وبعضا ااه قبله ،أجزأ ما صا ااام فيه دون ما صا ااام قبله( ،)106وال فر بني أن خيطئ يف
رمضان واحد أو يف رمضاانت؛ إذا تبني له اخلطأ فإنه يعيد وال حيسب الرمضان الثاين عن
ظوال انه ال يجزئه ولم يذكر غيره وأردفه بقوله "ظاله بعض ( )102ذكر في شـــرح العمدة ً
أصـحابنا وظد تقدم فيما اذا صـام ليلة الشـك بنية رمضـان هل يجزئه ،على وجهين" ،لكن
في مجموع الفتاوى وفي نقوالت األصــــحاب عنه ما يخرج عليه أنه يرى اإلجزاء ،وظد
نقلنا هنا مختصـــر أظواله عن صـــوم يوم الىيم "اذا صـــامه بنية مطلقة أو بنية معلقة بأن
ينوي ان كان من شــهر رمضــان كان عن رمضــان واال فال فإن ذلك يجزيه ،واذا ظصــد
أيضـــا" كما في 71و 72ً عا ثم تبين أنه كان من شــــهر رمضــــان أجزأه صــــومه تطو ً
وواضح وجه التخريَ.
( )103يقول شـيخ اإلسـالم "ألنه صـام باجتهاد لم يتبين له خط ه ،فأجزأه كما يجزن من
اجتهد في الوظت والقبلة".
( )104يقول شيخ اإلسالم "ألن أكثر ما فيه أنه ظضاء ،وظد نواه أداء ،وهذا يجوز في حال
االشتباه كالصالة".
( )105يقول شـيخ اإلسـالم "ألنها عبادة يصـح ظضـا ها في غير وظتها ،فلم يجز فعلها ظبل
وظتها كالصـــالة ،وعكســـه الحَ اذا وظا الناس يوم الثامن فإنه يجزئهم ألنه يخاا مث
التأخير من التفويت ما يخاا مث التقديم ،وألن تفويت الحَ فيه ضــرر عام على الناس،
ولهذا لو أخطأه نفر منهم لم يجزئهم".
( )106لما ظلنا في النقاط السابقة.
24
قضا ا اااء األول( ،)107فإن أطلق النية ،ومل ينوه عن رمضا ا ااان سا ا اانته [أجزأه]( ،)108فإن صا ا ااام
ص ا اا
ص ا اا ،أو ص ا ااام تس ا ااعة وعش ا ارين ،وكان ش ا ااهره انق ً
يوما ،وكان ش ا ااهره ًما أو انق ً
ثالثني ً
صا ا ا اا [مل جيزئه عن الكامل]( ،)109ولو عني اليوم الذي
اهرا هالليًا انق ً
أجزأه ،فإن صا ا ا ااام شا ا ا ا ً
يصااومه أو الشااهر أو العام ،وغلط يف وقته ،مثل أن يكون عليه رمضااان ساانة ساات ،فينويه
يقص ااد به س اانة أس ،أو يكون عليه يوم االثنني ،فيقص ااد ما عليه يعتقده يوم األحد و،و
ذلك ،أجزأه(.)110
وال اعتباار ابلفلاك( )111وإن صا ا ا ا ا ا احات تقاديراتاه( ،)112فاالطريق إىل معرفاة طلوع اهلالل هو
الرؤية ال غري ،وال جيوز العمل يف رؤية هالل الص ا ا ا ا ا ااوم أو احلج أو العدة أو اإليالء أو غري
( )107يقول شيخ اإلسالم "ألنه انما نوى به الرمضان الثاني ،وانما المرن ما نوى".
( ) 108يوجد فرا في النســــختين ،والمثبت ظياس ما خرجناه عنه في الصــــالة في ظوله
" [ولو كـان عليـه فـائتتـان من جنس ،فنوى احـداهمـا :ال بعينهـا أجزاه]" والـذي ظهر ميلـه
اليه بتقديمه وظد علل "التحاد الجنس كالزكوات والكفارات" وهو األشبه بأصوله.
( ) 109ظهر ميله اليه فاســـتدل له أكثر ،ومما اســـتدل به "ألنه ظد وجب في ذمته ثالثون
يوما ،فوجب أن يقضيها بعدتها كالمريض والمسافر اذا أفطرا".
( )110يقول شيخ اإلسالم "ألنه ظصد الواجب وانما أخطأ في وظته".
( ) 111باإلجماع يقول شــيخ اإلســالم "فإنا نعلم باالضــطرار من دين اإلســالم أن العمل
في ر يـة هالل الصـــــوم أو الحَ أو العـدة أو اإليالء أو غير ذلـك من األحكـام المعلقـة
بالهالل بخبر الحاسـب أنه يرى أو ال يرى ال يجوز ،والنصـوص المسـتفيضـة عن النبي
بذلك كثيرة ،وظد أجمث المسلمون عليه ،وال يعرا فيه خالا ظديم".
( )112يقول شــيخ اإلســالم "فإن الهالل مأخوذ من الظهور ورفث الصــوت فطلوعه في
ظاهرا ،واســمه مشــتق من فعل
ً الســماء ان لم يظهر في األرض فال حكم له ال باطنًا وال
اآلدميين يقال :أهللنا الهالل واستهللناه فال هالل اال ما استهل".
25
ذلك من األحكام املعلقة ابهلالل خبث احلاس ا ااب أنه يرى أو ال يرى( ،)113واهلالل اس ا اام ملا
يُسااتهل به ،وال هالل إال ما اسااتهل ،فإذا اسااتهله الواحد واالثنان فلم خيثا به مل يكن ذاك
هالال؛ فال يثبت به حكم ح خيثا به فيكون خثمها هو اإلهالل؛ الذي هو رفع الصوت
ً
ابإلخبار به ،فإن عرف الناس أن اهلالل ظهر يف أي قطر ص اااموا( ،)114فإذا ش ااهد ش اااهد
ليلة الثالثني من شا ا ااعبان أنه رآه مبكان من األمكنة قريب أو بعيد وجب الصا ا ااوم ،وكذلك
إذا شااهد ابلرؤية هنار تلك الليلة إىل الغروب ،فعليهم إمساااك ما بقي ،ساواء كان من إقليم
أو إقليمني ،واالعتباار ببلو العلم ابلرؤياة يف وقات يفياد ،فاأماا إذا بلغتهم الرؤياة بعاد غروب
ع ِن النَّ ِبي ِ ظْا ْل « ِانَّا أ َّمةٌ أ ِميَّةٌْ ،ال نْ ُكتب ْو ْال نْحُ س ـبَّ ،
الش ـ ُهر ْه ْكذْا ْو ْه ْكذْاْ ،ي ُعنِي (ْ )113
ْم َّرة ً تِسـُ ْعةً ْو ِع ُشـ ِرينْ ْ ،و ْم َّرة ً ث ْ ْالثِينْ » متفق عليه ،وظْا ْل ِ « انَّ ْما َّ
الشـ ُهر تِسـُ ٌث ْو ِع ُشـرونْ
علْيُك ُم فْا ُظدِروا لْه» رواه مســلم فْ ْال ت ْص ـوموا ْحتَّى ت ْْر ُوهْ ،و ْال ت ُف ِطروا ْحتَّى ت ْْر ُوه ،فْإِ ُن غ َّم ْ
وأحمد ،يقول شــيخ اإلســالم "ظوله {انا أمة أمية ال نكتب وال نحســب} هو خبر تضــمن
نهيًا ،فإنه أخبر أن األمة التي اتبعته هي األمة الوســــط أمية ال تكتب وال تحســــب ،فمن
كتب أو حسب لم يكن من هذه األمة في هذا الحكم ،بل يكون ظد اتبث غير سبيل الم منين
الـذين هم هـذه األمـة ،فيكون ظـد فعـل مـا ليس من دينهـا ،والخروج عنهـا محرم منهي عنـه،
فيكون الكتـاب والحســـــاب المـذكوران محرمين منهيـً ا عنهمـا ...فعـاد كالمـه الى نفي
الحسـاب والكتاب فيما يتعلق بأيام الشـهر الذي يسـتدل به على اسـتسـرار الهالل وطلوعه
...فإن أرباب الكتاب والحساب ال يقدرون على أن يضبطوا الر ية بضبط مستمر وانما
يقربوا ذلك فيصــيبون تارة ويخطئون أخرى ،وظهر بذلك أن األمية المذكورة هنا صــفة
مدح وكمال ...ليس المراد به أنه ال يصــومه أحد حتى يراه بنفســه بل ال يصــومه أحد
حتى يراه أو يراه غيره ...أي ال يصـــــومـه أحـد حتى يرى أو حتى يعلم أنـه ظـد رئي أو
ً
طويال رائ ًعا ثبت أنه ظد رئي" ،وظد عقد شـيخ اإلسـالم للمسـألة في مجموع الفتاوى مبحثًا
وعقال ،وظهر فيه تبحره وتمكنه في علم الفلك ،وتطور هذا ً عا
بين ظطعية المســـألة شـــر ً
ضا ،ومث تطوره لم ير وج ًها لالعتماد عليه بحال. العلم في عصره أي ً
ض ْحى يْ ُو ْمطر يْ ُو ْم ت ُف ِطرونْ ْ ،واأل ْ ـُ صـ ُوم يْ ُو ْم تْصـومونْ ْ ،وال ِف ُ
( )114ظْا ْل ْرسـول َّ ِ « ال َّ
ضـحونْ » رواه الترمذي وظال حسـن غريب وصـححه األلباني ،يقول شـيخ اإلسـالم "ما ت ْ
زال المسلمون يتمس كون فيه بر ية الحجاج القادمين وان كان فو مسافة القصر".
26
الشامس فاملساتقبل جيب صاومه بكل حال ،لكن اليوم املاضاي؛ إن رئي مبكان قريب؛ وهو
مااا ميكن أن يبلغهم خثه يف اليوم األول ،فهو كمااا لو رئي يف بلاادهم ومل يبلغهم ،وأمااا إذا
رئي مبكان ال ميكن وصول خثه إليهم إال بعد مضي األول فال قضاء عليهم( )115ومل يكن
اهلالل هالالً يف حقهم( ،)116وكذلك الفطر والنسك.
وإذا ثبت هالل رمض ااان يف أثناء يوم قبل األكل أو بعده أمتوا وأمس ااكوا وال قض اااء عليهم؛
فيص ا ا ااح ص ا ا ااوم الفرض بنية من النهار إذا مل يعلم وجوبه ابلليل( ،)117فمن بلغه رؤية اهلالل
يف الوقت الذي يؤدي بتلك الرؤية الصا ا ا ا ا ااوم أو الفطر أو النسا ا ا ا ا ااك وجب اعتبار ذلك بال
( )115للحديث السـابق ،يقول شـيخ اإلسـالم "ألن صـوم الناس هو اليوم الذي يصـومونه،
وال يمكن أن يصــــوموا اال اليوم الذي يمكنهم فيه ر ية الهالل ،وهذا لم يكن يمكنهم فيه
بلوغه فلم يكن يوم صومهم".
( )116يقول شيخ اإلسالم "ألنهم لم يستهلوا به".
( )117لحديث عاشــوراء الذي في ،39يقول شــيخ اإلســالم "ولم ي مروا بالقضــاء على
أيضـا" -التكليا يتبث العلم فإذا لم يمكن علمه الصـحيح وحديث القضـاء ضـعيا" ،وظالً -
لم يجب صـــومه ،ووجوب القضـــاء اذا كان الترك بىير تفريط يفتقر الى دليل ،وألنه لو
وجب ا لقضاء أو استحب اذا بلغ ر يته المكان البعيد أو ر ية النفر القليل في أثناء الشهر
السـتحب الصـوم يوم الشـك مث الصحو ،بل يوم الثالثين مطلقًا ألنه يمكن أن يخبر القليل
طا ،وما من شــيء في الشــريعة أو البعيد بر يته في أثناء الشــهر فيســتحب الصــوم احتيا ً
يمكن وجوبه اال واالحتياط مشـــروع في أدائه ،فلما لم يشـــرع االحتياط في أدائه ظطعنا
ظـاهرا فتكون ر يتـه
ً بـأنـه ال وجوب مث بعـد الرائي أو خفـائـه حتى يكون الرائي ظريبـً ا
اهالال يظهر بـه الطلوع ،وظـد يحتَ بهـذا من لم يحتط في الىيم ،ولكن يجـاب عنـه بـأن ً
طلوعـه هـذا مثـال ظـاهر أو مســـــاو ،وانمـا الحـاجـب مـانث ،كمـا لو كـانوا ليلـة الثالثين في
مىارة أو مطمورة وظد تعذر الترائي".
27
شاك( ،)118ومن حدد ذلك مبساافة قصار أو إقليم فقوله :خمالف للعقل والشارع( ،)119ومن
مل يبلغه إال بعد األداء وهو مما ال يقض ا ااى؛ كالعيد املفعول والنس ا ااك فهذا ال أتثري له(،)120
( )118لما سبق ذكره من أدلة وغيرها ،يقول شيخ اإلسالم "والنصوص وآثار السلا تدل
على ذلك".
ب ْرسـو ِل صـ ْحا ِ ار ِم ُن أ ْ ُصـ ِ ع ُن أْبِي ع ْمي ُِر ب ُِن أْن ٍْس ،ظْا ْلْ :ح َّدثْنِي عمو ْمةٌ ِلي ِمنْ ُاأل ْ ُن ْ (ْ )119
ار، آخ ِر النَّ ْه ِ ب ِم ُن ِ صــــيْا ًما ،فْ ْجا ْء ْر ُك ٌ صــــبْحُ نْا ِشــــ َّوا ٍل ،فْأ ْ ُ علْ ُينْا ِه ْالل ْهللاِ ظْا ْل "غ َّم ْ
الناس أ ْ ُن
ْ فْ ْشـ ـ ِهدوا ِع ُن ْد ْرسـ ـو ِل هللاِ أْنَّه ُم ْرأْ ُوا ُال ِه ْال ْل ِب ُاأل ْ ُم ِس ،فْأ ْ ْم ْر ْرسـ ـول هللاِ
ي ُف ِطروا ِم ُن يْ ُو ِم ِه ُمْ ،وأ ْ ُن يْ ُخرجوا ِل ِعيـ ِد ِه ُم ِمنْ ُالىـْ دِ" رواه أحمـد وابن مـاجـه وصـــــححـه
األلباني ،يقول شــيخ اإلســالم "فه الء ظوم ظد رأوا الهالل في غير المدينة ،وبينهم وبينها
نحو من يومين ألن شـــــهـادتهم كـانـت آخر النهـار ،والمطـالث ظـد تختلا في األمكنـة
المتقـاربـة ،وألن حكم البلـدين في هـذه الر يـة حكم البلـد الواحـد بـدليـل انقضـــــاء األجـل
وحلول الـدين وغير ذلـك فلـذلـك يجـب أن يكون في بـاب الصـــــوم ،وألنـه لو لم يكن حكم
البالد في ذلك واحدًا لكـان يجـب أن نحـد ما تختلا به المطـالث بحـد مضـــــبوط ،وليس في
ذلك حد مضـبوط ألن ر ية الهالل ظد تكون تارة الرتفاع المكان ،وتارة لصـفاء الهواء،
وتارة لزوال المانث ،وتارة لحدة البصـر ،ثم ذلك أمر يحتاج الى حسـاب ،ونحن أمة أمية
ضــ ِل ب :أ ْ َّن أ َّم ُالفْ ُ ال نكتب وال نحســـب ،فوجب أن نجعل الر ية واحدة" ،أما حديث ك ْر ُي ٍ
يعلْ َّضيُت ْحا ْجت ْ ْهاْ ،وا ُست ْ ْه َّل ْ ام ،فْقْ ْ ش ْش ِام ،ظْا ْل :فْقْد ُِمت ال َّ ث بْ ْعثْتُه اِلْى م ْعا ِويْةْ بِال َّ
ار ِ ت ُال ْح ِ بِ ُن ْ
سـأْلْنِي شـ ُه ِر ،فْ ْآخ ِر ال َّ شـ ِام ،فْ ْرأ ْ ُينْا ُال ِهال ْل لْ ُيلْةْ ُالجم ْع ِة ،ث َّم ظْد ُِمت ُال ْمدِينْةْ فِي ِضـان ْوأْنْا بِال َّ ْر ْم ْ
َّاس ،ث َّم ذْ ْك ْر ُال ِه ْال ْل ،فْ ْقـا ْلْ :مت ْى ْرأْيُتم ُال ِه ْال ْل؟ فْق ُلـتْ :رأ ْ ُينـْاه لْ ُيلْـةْ ُالجم ْعـ ِة، عبـ ٍ عبـُد هللاِ بُن ْ ْ
ام م ْعا ِو ْية ،فْقْا ْل :لْ ِكنَّا ْرأ ْ ُينْاه لْ ُيلْةْ صـ ْص ـامواْ ،و ْ ت ْرأ ْ ُيت ْه؟ ظ ُلت :نْ ْع ُمْ ،و ْرآه النَّاس ْو ْ فْقْا ْل :أ ْ ُن ْ
الســــ ُبتِ ،فْ ْال نْزْ ال نْصــــوم ْحتَّى ن ْك ِم ْل ث ْ ْال ِثينْ أ ْ ُو ن ْْراه ،فْق ُلت :أ ْ ْو ْال ت ْ ُكت ْ ِفي ِبر ُ ْي ِة م ْعا ِو ْيةْ َّ
"الْ ،ه ْكذْا أ ْ ْم ْرنْا النَّ ِبي "رواه أحمد ومسـلم ،فيقول شـيخ اإلسـالم "ظيل: ام ِه؟ فْقْا ْل ْ صـ ْي ِ ْو ِ
ابن عباس أخبر أن رســـول هللا أمرهم أن ال يفطروا في مثل هذه الواظعة ،ولم يذكر
لفظ رســـــول هللا ،ظـدر أن يكون ذلـك ألن كريبـًا هو الـذي أخبرهم بـالر يـة المتقـدمـة
وحـده ،وظـد أمرهم رســـــول هللا أن يفطروا بشـــــهـادة اثنين ألنهم لو عملوا بخبره
ألفطروا ،وليس فيه تعرض لقضـــاء ذلك اليوم ،وشـــهادة الواحد انما تقبل في الهالل اذا
اظتضــت الصــوم أداء أو ظضــاء ،فأما اذا اظتضــت الفطر ،فال ،ويجوز أن يكون ذلك ألن
النبي أمرهم أن يصــوموا لر يته ويفطروا لر يته ،وال يفطروا حتى يروه أو يكملوا
ـرا ،فاعتقد ابن عباس أن أهل كل بلد يصـومون العدة كما ظد رواه ابن عباس وغيره مفس ً
28
وأماا إذا بلغاه يف أثنااء املادة ففي بنااء الفطر علياه نظر ،لكن إن بلغتهم الرؤياة خبث واحاد يف
أثناء الش ااهر مل يفطروا عليها( ،)121وال يقض ااون اليوم األول؛ فيكمل ش ااهرهم بص اايام تس ااعة
يوما.
وعشرين ً
وهالل الفطر إذا ثبتاات رؤيتااه يف اليوم عملوا بااذلااك( ،)122وإن كااان بعااد ذلااك مل يكن فيااه
فاائادة ،بال العياد هو اليوم الاذي عياده النااس ،فمادار األمر على البلو ( ،)123فمن بلغاه أناه
حتى يروه هم أو يكملوا العدة ،وظد تقدم عنه ما يبين أنه ظصــد ر ية بعض األمة في
الجملـة ألن الخطاب لهم ،وهذا عمل بر ية ظوم في غير مصـــــره" ،وما في المتن نص
كالمه في مجموع الفتاوى ،والمنقول في الحاشــــية نص كالمه في شــــرح العمدة ،وظال
أيضـ ـا "واذا رأى الهالل أهل بلد لزم ســـائر البلدان الصـــوم وان لم يروه ،ســـواء كانت ً
البلـدان متقـاربين ال يختلا مطـالث الهالل فيهمـا أو متبـاعـدين يختلا" ،وظـد أطلـت النقـل
هنـا ألن ابن مفلح نقـل عنـه في الفروع "تختلا المطـالث بـاتفـا أهـل المعرفـة بهـذا ،ظـال:
فإن اتفقـت لزم الصـــــوم واال فال ،وفاظًا لشصـــــح للشـــــافعيـة" وتبعـه المرداوي والبعلي
بحروفه ،ولعل ابن مفلح أخذ هذا من الزم كالمه السـابق في مجموع الفتاوى الذي أثبتناه
في المتن ،وهو كمــا ترى مختلا عن رأي اختالا المطــالث وأظرب الى رأي وحــدة
المطالث مث تفصـيل فيه ،أو لعله رآه يفطر ويصـوم مث الناس وال يقضـي فاسـتنبط هذا من
فعلـه ولم يكن ظـد اطلث على تقريره المفصـــــل الـذي أورده في بحـث رائث في مجموع
الفتوى نقلنا خالصــــته هنا ،ويجدر التنبيه أن رأيه آل في زمننا الى ظول وحدة المطالث،
حيث تقدمت وســـائل االتصـــاالت فصـــارت ر ية الهالل في بلد ال يلبث أن تتناظله بالد
المســلمين من أظصــاها الى أظصــاها في دظائق معدودة فيســتهل به المســلمون جمي ًعا ان
ثبت عندهم عدالة رائيه.
(" ) 120ظـال أبو عمر [ابن عبـد البر] ظـد أجمعوا أنـه ال تراعى الر يـة فيمـا أخر من البلـدان
كاألندلس من خراسان" االستذكار البن عبد البر ،283/3يقول شيخ اإلسالم عن المثبت
في المتن "وعليه اإلجماع الذي حكاه ابن عبد البر".
( )121ألن الفطر ال بد فيه من شـهادة عدلين كما بينا في ،90ويقول شـيخ اإلسـالم "ألنه
ظد ثبت عندهم في أثنائه ما يفطرون به".
اس أ ْ ُن ي ُف ِطروا» الذي في .92
( )122لحديث «فْأ ْ ْم ْر ْرسول َّ ِ النَّ ْ
"وأ ْ ُف ِطروا ِلر ُ ْيتِ ِه" الذي في .66
( ) لقوله ْ
123
29
رئي ثبت يف حقه من غري حتديد مبسا ا ا ا ا ااافة( ،)124وإذا رأى هالل الصا ا ا ا ا ااوم وحده أو هالل
الفطر وحده يصا ااوم مع الناس ،ويفطر مع الناس ،ح لو رآه عشا اارة ومل يشا ااتهر ذلك عند
عامة أهل البلد لكون شهادهتم مردودة أو لكوهنم مل يشهدوا به ،كان حكمهم حكم سائر
املسالمني( ،)125لكن من كان يف مكان ليس فيه غريه إذا رآه صاامه( ،)126وإذا كان اإلمام
الذي فوض إليه إثبات اهلالل مقص ا ا اًارا لرده ش ا ا ااهادة العدول ،إما لتقص ا ا ااريه يف البحث عن
عدالتهم ،وإما رد شا ا ا ااهادهتم لعداوة بينه وبينهم ،أو غري ذلك من األسا ا ا ااباب اليت ليسا ا ا اات
بش ا ا ا ا ا اارعياة ،أو العتمااده على قول املنجم الاذي زعم أناه ال يرى ،فماا يثبات من احلكم ال
( )124يقول شـيخ اإلسـالم "نعلم بيقين أنه ما زال في عهد الصـحابة والتابعين يرى الهالل
في بعض أمصـــار المســـلمين بعد بعض ،فإن هذا من األمور المعتادة التي ال تبديل لها،
وال بد أن يبلىهم الخبر في أثناء الشــــهر ،فلو كانوا يجب عليهم القضــــاء لكانت هممهم
تتوفر على البحث عن ر يته في سائر بلدان اإلسالم كتوفرها على البحث عن ر يته في
بلده ،ولكان القضـاء يكثر في أكثر الرمضـانات ،ومثل هذا لو كان لنقل ،ولما لم ينقل دل
على أنـه ال أصـــــل لـه ،وحـديـث ابن عبـاس [الـذي ذكرنـاه في ]119يـدل على هـذا ،وظـد
أجاب أصحابنا بأنه انما لم يفطر ألنه لم يثبت عنده اال بقول واحد فال يفطر به ،وال يقال
أيضـــا لم ينقل أنهم كانوا اذا بلىهم الهالل في أثناء الشـــهر بنوا فطرهم ً أصـــحابنا كذلك
عليـه ،ظلنـا ألن ذاك أمر ال تتعلق الهمم بـالبحـث عنـه ألن فيـه ترك صـــــوم يوم فـإن ثبـت
عندهم واال فاالحتياط الصـوم ألن ذاك الخبر ظد يكون ضـعيفًا ،مث أن هذه المسـألة فيها
نظر ...ألن ظوله {صـومكم يوم تصـومون} دليل على أن ذلك لم يكن يوم صـومنا وألن
التكليا يتبث العلم وال علم وال دليل ظاهر فال وجوب".
طر يْ ُو ْم ت ُف ِطرونْ " الذي في ،114وحديث"الصـــ ُوم يْ ُو ْم ت ْصـــومونْ ْ ،وال ِف ُ
َّ ( )125لحديث
ضـحونْ " الذي في ،95يقول شـيخ اإلسـالم "والهالل اسـم لما اسـتهل به "وأ ْ ـُ
ض ْحاك ُم يْ ُو ْم ت ْ ْ
فإن هللا جعل الهالل مواظيت للناس والحَ وهذا انما يكون اذا اسـتهل به الناس ...فشـرط
وشـهرا شـهرته بين الناس واسـتهالل الناس به ...فكما ال يقفون وال ينحرون ً ً
هالال كونه
وال يصـلون العيد اال مث المسـلمين فكذلك ال يصـومون اال مث المسـلمين ،وهذا معنى ظوله
{صـومكم يوم تصـومون وفطركم يوم تفطرون وأضـحاكم يوم تضـحون} ...ظوله تعالى
{فمن شـهد منكم الشـهر فليصـمه} فإنما أمر بالصوم من شهد الشهر ،والشهود ال يكون اال
لشهر اشتهر بين الناس حتى يتصور شهوده والىيبة عنه".
( )126يقول شيخ اإلسالم "فإنه ليس هناك غيره".
30
جمتهدا مص ا ا اايبًا كان أو خمطئًا أو مفرطًا،
خيتلف احلال فيه بني الذي يؤص به يف رؤية اهلالل ً
فإنه إ ًذا مل يظهر اهلالل ويشتهر بيث يتحرى الناس فيه(.)127
وإذا رئي اهلالل بعااد زوال الش ا ا ا ا ا اامس فهو لليلااة املقبلااة( ،)128وإن رئي قباال الزوال يف أول
الشاهر فهو لليلة املاضاية فيمساك [وال يقضاي]( ،)129وإن رئي كذلك يف آخر الشاهر فهو
للمقبلة ،فيتم صومه (.)130
وال يص ا ا ااح الص ا ا ااوم إال بنية( ،)131وال جيزئ ص ا ا ااوم الفرض إال بتبييت النية من الليل(،)132
سا اواء يف ذلك ما تعني زمانه كأداء رمضا ااان والنذر املعني ،وما مل يتعني كالقضا اااء والكفارة
والنذر املطلق ،وس اواء ترك التبييت لغري عذر كاملسااتحمق ،أو لعذر مثل أن يغمى عليه أو
( )138يقول شـيخ اإلسـالم "ألن ليلة الصـوم تابعة له ،فجاز تقديم النية عليها كما يجوز
تقـديمهـا على النوم ،وألن النيـة اذا لم تفســـــخ فـإن حكمهـا بـا وان تقـدمـت على العبـادة
بزمن طويل ،ما لم تفصـل بينهما عبادة من جنسـها ...فإن ظوله «ال صـيام لمن لم يجمث
الصـيام من الليل» ليس بنص [أي يحتمل التأويل] ،فإن من نوى من النهار واسـتصـحب
النيـة الى الفجر فقـد أجمث الصــــيـام من الليـل ألن اإلجمـاع أعم من أن يكون مبتـدأ أو
ذكرا أو حك ًما".
مستصحبًا ً
( )139يقول شـيخ اإلسـالم "تخلل بين وظت النية ووظت العبادة وظت يصـلح ألداء مثل تلك
العبادة"
( )140يقول شـيخ اإلسـالم "ألن هللا أمره أن يقصـد أداء الواجب عليه وهو شـهر رمضـان
الذي علم وجوبه ،فإذا لم يفعل الواجب لم تبرأ ذمته".
( )141يقول شيخ اإلسالم "ولهذا يفر بين عشاء ليلة العيد وعشاء ليالي رمضان".
( )142يقول شـــيخ اإلســـالم "بإجماع المســـلمين فعامة المســـلمين انما يصـــومون بالنية
وصومهم صحيح بال نزاع بين العلماء".
33
ابب أحكام املفطرين يف رمضان
ويباح الفطر يف رمضان ألربعة أقسام:
أحدها :املريض( )143الذي يتضا ا اارر به؛ مثل احلمى ،أو ختاف املرأة اللوزتني ،أو إذا احتاج
جهدا
ض ا ا ا اا أو ً
إىل مداواة عينه ،ويف معىن املريض :الص ا ا ا ااحيح الذي خياف من الص ا ا ا ااوم مر ً
اديدا ،مثل من به عطاش ال يقدر يف احلر على الصا ااوم ،وهو يقدر عليه يف الشا ااتاء ،أو
شا ا ً
امرأة قد حاضت -وهي صغرية -والصوم جيهدها ،وإن خاف من الصوم ضع ًفا عن عدوه
أجزأه( ،)158لكن إن ش ااق عليه الص ااوم ،أبن يكون ماش اايًا ،أو ال جيد عش اااء يقويه ،أو بني
يدي ه عدو خياف الض ا ااعف عنه ابلص ا ااوم ،أو يص ا ااري كال على رفقائه ،أو يس ا ااوء خلقه و،و
وغلوا بيث يعتقد أن الفطر نقص يف
ً ا ق
ً تعم اام
ا ص إن كذلك
و ، ذلك ،كره له الص ااوم()159
( )153لما ذكرنا في كتاب الصالة في ،2010ويخالا في هذه المسألة شيخ اإلسالم
المذهب كما فصلنا في نفس النقطة من كتاب الصالة ،وأثبتنا ظول المذهب في المتن
على شرطنا.
( )154ألنه خالا اإلجماع.
( )155يقول شـيخ اإلسـالم "فإن هذه األحوال خالا كتاب هللا وخالا سـنة رسـول هللا
وخالا اجماع األمة".
جُر ِمثُل ْما ْكانْ ْي ُع ْملب لْه ِمنْ ُاأل ْ ِ سـافْ ْر كتِ ْ ض ُال ْعبُد أ ْ ُو ْ( )156ظْا ْل ْرسـول هللاِ ِ " اذْا ْم ِر ْ
صـ ـ ِحي ًحا" رواه أحمد والبخاري ،يقول شـــيخ اإلســـالم "فإذا ســـافر في رمضـــان م ِقي ًما ْ
وأفطر كتب له صوم رمضان ،ثم اذا ظضاه كتب له صوم القضاء ،فال يكون في الصوم
زيادة فضل".
( )157ألنه فعل ما شرع له ولم يفرط.
علْ ُي ِه" الذي في .152 وم فْ ْال جنْا ْح ْ ( ) لحديث " ْو ْم ُن أ ْ ْحبَّ أ ْ ُن يْص ْ
158
من خبز أبدمه( ،)176كذلك إن خافت على نفسا ااها تفطر وتقضا ااي وتطعم( ،)177واملرضا ااع
( ) 178يقول شـيخ اإلسـالم "ألنها انما ترضـث الطفل باختيارها في الجملة ،بخالا الحامل
فإنها ال تسـتطيث مفارظة الجنين ...ووجوب الفدية هنا اذا خافت على نفسـها ظاهر فإنها
ظادرة على الصوم ،وانما ارضاعها الذي يضعفها ،وهو فعل لها".
( )179فإنها تخاا على ولدها اذا صــامت بتىير اللبن أو نقصــه ،وظد تخاا على نفســها
اذا صامت وأرضعته بأن يضعفها ارضاعه.
( )180نقلها شــيخ اإلســالم عن جده -على األغلب ،-ولم يذكر غيرها فدل على ترجيحه
لها ،وهي وجه واحد في المذهب.
( )181ألنه أكثر ما فيه أنه نوع ضرر ألجل المشا ،فهو كالمسافر في المضاربة يستبيح
بسفره ما يستبيح بالسفر لنفسه ،وظد نقلها شيخ اإلسالم عن ابن عقيل ولم ينقل غيرها.
( )182لما ذكرناه في .44
( )183ألن الصيام غير متعين عليه ،فهو كالمسافر اذا وط .
( )184ذكر عن ابن عقيل أنه ال يجامث ويســـتخرج ماءه باالســـتمناء أو المباشـــرة ،ونقل
المثبتة عن القاضــي واســتدل لها بقوة مما يدل على ميله اليها ،ومما اســتدل به "ألن من
41
و[يب ا اااح ل ا ااه األك ا اال إذا أبيح ل ا ااه اام ا اااع]( ،)185وأم ا ااا تفطريه غريه ،فال جيوز إال عن ا ااد
الض اارورة( ،)186فإن أراد وطء زوجته أو أمته الص ااائمة ،مل حيل له ،وال هلا متكينه ،وإمنا يباح
إخراج املاء ،وال ضا اارورة إىل ما وراءه([ ،)187فإذا مل تندفع الضا اارورة إال إبفسا اااد صا ااوم الغري
أبيح ذلك](.)188
حدا إن ترك األكل هلاك ،وإمنا من
وليس املراد ابلش ا ا ا ا ا اايخ الكبري والعجوز الكبرية من بل ً
يلحقه مشاقة شاديدة يف الصايام[ ،وإن قوي الشايخ أو العجوز بعد ذلك على القضااء ،أو
عويف املريض امليؤوس من برئه؛ أبن زال عطاش ااه وزال ش اابقه و،و ذلك بعد إخراج الفدية،
فال قضاء عليه](.)189
أبيح له اسـتخراج الماء بالمباشـرة دون الفرج أبيح له الجماع في الفرج كالمسـافر ،وذلك
جميعـا ...وألنـه من أبيح لـه الفطر لعـذر صـــــار في حكم
ً ألن الفطر يحصـــــل بهمـا
المفطرين ،وجاز له ما يجوز لهم مطلقًا كالمريض".
( ) 185ظدمها ومال اليها واستدل لها بأن "كما أنه يباح الجماع لمن يباح له األكل".
( )186يقول شيخ اإلسالم "ألنه افساد صوم صحيح لىير حاجة".
( ) 187ألن الضــــرورة تندفث بما دون الفرج واالســــتمناء باليد ،فال يجوز التعدي الى ما
يضر بالىير.
( ) 188نقلها شــيخ اإلســالم عن ابن ظدامة ولم ينقل غيرها فدل على اختياره لها ،ودليل
ابن ظدامة "ألنه مما تدعو الضـــرورة اليه ،فأبيح كفطره ،وكالحامل والمرضـــث يفطران
خوفًا على ولديهما" المىني .405/4
( ) 189ظدمها شـيخ اإلسـالم واسـتدل لها أكثر ومما اسـتدل به "كما ظالوا في المعضـوب اذا
حجَ عن نفســـــه ثم ظوي ألن االعتبـار بمـا في اعتقـاده ،وألنـه لو اعتقـد أنـه يقـدر على
القضــاء ثم مات ظبل القدرة عليه لم يكن عليه شــيء ،فكذلك اذا اعتقد أنه ال يقدر عليه ثم
ظدر" ،كما أنها الموافقة ألصوله ،وهللا أعلم.
42
يوما)( ،)190وفطره من
ومن أفطر بغري هذه األعذار( ،فيجب عليه القضا ا ا ا اااء عن كل يوم ً
الكبااائر ،وفوات العني اب يف ذمتااه ،عليااه أن يتوب منااه ،وهو أعظم من أن متحوه كفااارة
مستحال لذلك
ً مقدرة أو تكرار الصيام أو غري ذلك( ،)191وإذا أفطر يغري عذر يف رمضان
وهو عامل بتحرميه وجب قتله( ،)192وإن مل يس ا ا ا ا ااتحل كان فاس ا ا ا ا ا ًقا عوقب بس ا ا ا ا ااب ما يراه
ضــانْ فْأ ْ ْم ْره ْرســول َّ ِ أ ْ ُن ي ُع ِتقْ ط ْر فِي ْر ْم ْ ع ُن أْبِي ه ْري ُْرة ْ ،أ ْ َّن ْرج ًال أ ْ ُف ْ (ْ )190
ط ِع ْم ِسـتِينْ ِم ُسـ ِكينًا ،ظْا ْلْ :ال أ ْ ِجد ،فْقْا ْل لْه ْرسـول شـ ُه ْري ُِن متْت ْابِ ْعي ُِن ،أ ْ ُو ي ُ ْرظْبْةً ،أ ْ ُو يْصـ ْ
وم ْ
ْصــ ـ َّد ُ بِ ِه»، ي ْرســــول َّ ِ بِ ْع ْر ٍ فِي ِه ت ُْم ٌر ،فْقْا ْل «خ ُذ ْهذْا فْت ْ س» ،فْأتِ ْ َّ ِ « اجُ ِل ُ
ت أ ْ ُن ْيابهْ ،وظْا ْل لْه
ض ِح ْك ْرسول َّ ِ ْ حتَّى ْب ْد ُ فْقْا ْلْ :يا ْرسو ْل َّ ِْ ،ما أ ْ ْح ٌد أْحُ ْوج ِمنِي ،فْ ْ
اسـ ـت ْ ُى ِف ِر َّ ْ» رواه أبو داود وصـــححه األلباني، تْ ،وأ ْ ُهل بْ ُيتِ ْكْ ،وصـ ـ ُم يْ ُو ًماْ ،و ُ «ك ُله أ ْ ُن ْ
أيضـا "ألنه ً وفي اسـناده كالم طويل ،وظد اسـتدل به شـيخ اإلسـالم في شـرح العمدة ،وظال
اذا وجب القضـاء على المعذور ،فعلى غير المعذور أولى ،"...لكنه ضـعا الحديث في
منهاج السـنة وظال "وظد جاء ذكر أمره بالقضـاء في حديث ضـعيا ضـعفه العلماء :أحمد
أيضــــا "وكذلك جاء في الذي يســــتقيء عمدًا أنه يعيد ،وهذا لم ً بن حنبل وغيره" ،وظال
يثبـت رفعـه ،وانمـا ثبـت أنـه موظوا على أبي هريرة ،وبتقـدير صـــــحتـه فيكون المراد بـه
المعـذور الذي اعتقـد أنه يجوز له االســـــتقـاء ،أو المريض الذي احتـاج الى أن يســـــتقيء
أيضــــا ،هذا وان كانت له ً نحوا من هذا الكالم في مجموع الفتاوى فاســــتقاء ،"...وظال ً
فتوى في مجموع الفتـاوى أنـه يقضـــــي ،لكن عـدم القضـــــاء موافق الختيـاره األخير في
ا لصـالة ،ولما نقله أصـحابه عنه ،وان كان عدم القضـاء في الصـالة خرجناه على مذهب
اإلمام وهو رواية لبعض األصــحاب على تفصــيل بيناه في كتاب الصــالة النقطة ،759
ظائال به من األصـحاب اال شـيخ اإلسـالم ،وان كان لكن عدم القضـاء في الصـوم ال أعلم ً
هناك وجهة لتخريجه معتمدة على رواية تكفير تارك الصـيام كما فعلنا في الصـالة ،لكن
ظائال بها من األصــــحاب بخالا الصــــالة ،فأثبتنا في المتن ما يعكر عليها أني ال أعلم ً
أجمث عليه األصحاب خال شيخ اإلسالم.
ص ـةٍ ،لْ ُم ضْ ،و ْال ر ُخ ْ ض ـانْ ِم ُن ْ
غي ُِر ْم ْر ٍ ط ْر ْي ُو ًما ِفي ْر ْم ْ ع ِن النَّ ِبي ِ ظْا ْل " ْم ُن أ ْ ُف ْ (ْ )191
صــــا ْمه" رواه أحمد ،والبخاري لكن علقه بصــــيىة صــــ ْيام ال َّد ُه ِر ك ِل ِهْ ،و ِا ُن ْ ع ُنه ِ ض ْ ْي ُق ِ
التمريض ،وضعفه األلباني وغيره بجهالة راويين ،وال يمنث االحتجاج عندنا ،وظد استدل
به وبىيره مما في معناه شــيخ اإلســالم في شــرحه للعمدة على ما في المتن فيسـتفاد منه
ضا بين هذا الحديث وبين وجوب القضاء ،كما يقول بعضهم. أنه ال يرى تعار ً
( )192ألنه كفر باإلجماع.
43
اإلمام( ،)193أما الكفارة فال جتب إال اباماع يف رمضااان( ،)194وهي على الرتتيب :العتق،
فإن مل جيد فصاايام شااهرين متتابعني ،فإن مل يسااتطع فإطعام سااتني مسااكينًا( ،)195فإن عجز
عن الكفارات الثالث تسا ااقط عن ذمته( ،)196بينما تبقى سا ااائر الكفارات ككفارة الظهار
آالء هللا وال تفكروا في هللا»" ،والحديث المذكور ظال عنه السـخاوي في المقاصـد الحسـنة
مرفوعـا :تفكروا في آالء َّ وال تتفكروا في َّ ،وأســـــانيـدهـا
ً "من حـديـث ابن عمر
ضعيفة ،لكن اجتماعها يكتسب ظوة ،والمعنى صحيح" ص .261
( )215ألنه لم يرد به نص ،وغيره ال يساويه ،ورد ابن ظدامة على من استثنى الجماع في
ظائال "جامث في غير رمضـان ،فلم تلزمه كفارة ،كما لو جامث في صـيام الكفارة، القضـاء ً
ويفار القضاء األداء ألنه متعين بزمان محترم ،فالجماع فيه هتك له ،بخالا القضاء"
المىني البن ظدامة .378/4
( )216يقول شيخ اإلسالم "ألن الكفارات ال تسقط بالشبهات كالحدود فإنها ليست عقوبة،
وزجرا عن اإلثم".
ً وجبرا للفائت،
ً محوا للخطيئة،
بل ظد تجب ً
( )217ألن وجبت في ذمته ظبل وجود العذر.
( )218يقول شيخ اإلسالم "ألنه تبين أن الصوم لم يكن واجبا عليه".
( )219يقول شيخ اإلسالم "ألنه ليس بإمساك مأمور به".
( )220ألنه وطء محرم لحرمة رمضان ،فأوجب الكفارة كوطء الصيام.
48
ض ا اا إذا جامع؛ مثل أن أيكل مث جيامع( ،)221أو يرتك
وجتب الكفارة يف الص ا ااوم الفاس ا ااد أي ً
النية مث جيامع ،أو جيامع ويكفر مث جيامع()222؛ فالصا اايام الفاسا ااد كاإلحرام الفاسا ااد كالمها
جيب إمتامه واملض ااي فيه[ ،وإذا أس االم الكافر أو بل الص اايب أو عقل اجملنون ووطئ ،وجبت
عليه الكفارة](.)223
( )221يقول شــيخ اإلســالم "هي في هذا الموضــث أشــد ألنه عاص بفطره أوال فصــار
عاصــيًا مرتين فكانت الكفارة عليه أوكد ،وألنه لو لم تجب الكفارة على مثل هذا لصــار
ذريعة الى أال يكفر أحد ،فإنه ال يشـــاء أحد أن يجامث في رمضـــان اال أمكنه أن يأكل ثم
يجـامث ،بـل ذلـك أعون لـه على مقصـــــوده ،فيكون ظبـل الىـدا عليـه كفـارة واذا تىـدى هو
وامرأته ثم جامعها فال كفارة عليه ،وهذا شــــنيث في الشــــريعة ال ترد بمثله ...والكفارة
فيها شـوب العبادة وشـوب العقوبة وشـرعت زاجرة وماحية فبكل حال ظوة السـبب يقتضـي
ظوة المسبب ."...
( )222يقول شيخ اإلسالم "الكفارة انما وجبت لما انتهك من حرمة الزمان بالجماع فيه،
...وألنها عبادة يجب اتمام فاسدها ،فوجبت الكفارة فيه كالحَ الفاسد".
( )223ألن شـيخ اإلسـالم يختار أن اإلمساك واجب عليهم ،وهذه الرواية مخرجة على هذا
األصـــــل ،لكن يوجـد روايـة أنـه ال كفـارة عليهم ،وحملهـا القـاضـــــي على الروايـة التي ال
توجب عليهم اإلمسـاك ،ونقلها شـيخ اإلسـالم عنه ولم يتعقبها بشـيء فدل على ميله اليها،
كما أن هذا موافق لعموم كالمه في وجوب الكفارة على كل من وجب عليه اإلمساك.
49
وإذا وطئ مرات يف يوم واحااد ومل يكفر ،فكفااارة واحاادة( ،)224كااذلااك إن وطئ يف يومني
ومل يكفر( ،)225أما إذا جامع يف رمضانني [لزمته كفار ن](.)226
( ) 224كمـا لو أكـل مرات في يوم لم يجـب عليـه اال ظضـــــاء يوم واحـد ،يقول ابن ظـدامـة
"فكفارة واحدة تجزئه ،بىير خالا بين أهل العلم" المىني .386/4
( )225ألن الكفـارات بمنزلـة الحـدود في أنهـا عقوبـات ،والحـدود بمنزلـة الكفـارات في أنهـا
كفارات ألهلها ،ثم لو زنى مرات أو شـرب مرات أو سـر مرات لم يجب عليه اال حد
واحد ،فكذلك اذا أفسـد عبادات ،ويقول شـيخ اإلسـالم بعد كالم عن تداخل الحدود "وكذلك
كفارة الجماع في رمضــــان اذا وط ثم وط ظبل أن يكفر" وذلك في مجموع الفتاوى،
وان كان ظد نقل في شرحه للعمدة خالا األصحاب ولم يرجح.
( ) 226كـالحجتين والعمرتين ،وال خالا في هـذه المســـــألـة في المـذهـب ،لكن ظـال شـــــيخ
اإلســـالم عنها في شـــرح العمدة "فقياس ظول أبي بكر" ويوجد بياض في النســـختين ولم
يك ْمـل الكالم ،والظـاهر أن ظيـاس ظول أبي بكر هو كفـارة واحـدة لنفس التعليـل الـذي في
النقطة السابقة ،وهو الذي استدل به أبو بكر ،والراجح عندي أن شيخ اإلسالم توظا فيها
ولذا لم يكملهـا (أي أنه ال يوجد ســـــقط) وتركها لحين البحث ،وعلى كل حال فالمثبت ال
خالا في المذهب فيه ،وهو رأي الجماهير من مالكية وشـــافعية وأكثر الحنفية ،وهو ما
تدل عليه األدلة وتسد به ذريعة التهاون ،وهو األورع بال ريب ،وهللا أعلم.
50
واملرأة إن جومعاات مطاااوعااة فعليهااا الكفااارة([ ،)227واملوطوءة يف الاادبر كاااملوطوءة يف القباال
يف لزوم الكفارة ،وكذلك املفعول به لواطًا]( ،)228وإن كانت مس ا ا ا ااتكرهة أبن يض ا ا ا ااطجعها
ويطاأهاا وال تقادر أن متتنع مناه ،أو يقيادهاا و،و ذلاك ،فال قض ا ا ا ا ا اااء عليهاا وال كفاارة(،)229
( ) 227هتكت حرمة شــــهر رمضــــان بالجماع ،فوجبت الكفارة عليها كالرجل ،فإنها اذا
طـاوعتـه على الجمـاع ،كـان كـل منهمـا ف ً
ـاعال لـه ومشـــــار ًكـا فيـه ،ولهـذا يجـب الحـد عليهـا
كوجوبـه عليـه ،وتفطر بهـذا الجمـاع كمـا يفطر هو ،وتســـــتحق العقوبـة في اآلخرة كمـا
يســـتحقها ،والكفارة ماحية من وجه وزاجرة من وجه وجابرة من وجه ،والمرأة محتاجة
الى هـذه المعـاني كـالرجـل ،وأمـا حـديـث األعرابي واالحتجـاج بـأن النبي لم يخبره أن
على امرأته كفارة ،فقد أجاب أصحابنا عنه بوجوه ،منها:
أن بيـانـه لحكم األعرابي بيـان لحكم من في مثـل حـالـه اذ من المعلوم أنهـا تشـــــاركـه في
الجماع فتشـــاركه في حكمه ،وهي ظضـــية في عين ،فلعل المرأة كانت مكرهة أو نائمة،
وظد ذكر شـــيخ اإلســـالم روايتين في شـــرح العمدة ولم يرجح ،لكن نقل عنه البعلي في
االختيـارات "واذا أكره الرجـل زوجتـه على الجمـاع في رمضـــــان يحمـل عنهـا مـا يجـب
عليها" مما يدل على اختياره المثبتة.
( ) 228ألنهما يشـــتركان في اإلفطار بذلك ،ووجوب الحد به ،فكذلك في لزوم الكفارة به،
وظد ذكر وج ًها أنه ال كفارة ،والمثبت أظرب الى أصوله.
اسـت ُك ِرهوا
الن ُسـ ْيانْ ْ ،و ْما ُ ع ُن أ َّم ِتي ُال ْخ ْ
طأْْ ،و ِ ( ) ظْا ْل ْرسـول َّ ِ ِ « ا َّن َّ ْ ظْ ُد ت ْ ْج ْ
اوزْ ْ 229
علْ ُي ِه» رواه ابن ماجه وصححه األلباني ،وألن هذه المرأة لم يصدر منها فعل ألبته، ْ
ولهذا ال يجب عليها حد وال اثم وال تعزير وال ضــمان ،فإنه لو ألقى انســان انســانًا على
آخر فقتله ،لم يضــمنه ،فإذا لم يجب الضــمان مث وجوبه مث الســهو وغيره ،فأن ال يفســد
العبادة أولى ،لكن يشـكل على هذا نقل البعلي عنه "واذا أكره الرجل زوجته على الجماع
في رمضـــــان يحمـل عنهـا مـا يجـب عليهـا" ،اذ كيا يجـب عليهـا كفـارة وهي لم تفطر،
ويحل اإلشـكال ظول ابن أبي موسـى "ولو وطئها في الفرج وهي نائمة فلم تسـتيقظ اال بعد
مفارظته الفعل لم يكن عليها ظضـاء وال كفارة وكان عليه القضـاء والكفارة ً
ظوال واحدًا ولو
ألزمناه كفارتين عنه وعنها كان وج ًها" اإلرشـاد الى سـبيل الرشـاد ،146وظد نقله شـيخ
اإلســـالم في شـــرح العمدة ،فتكون الكفارة عليه في هتك صـــومها دون أن يكون عليها
شــــيء ،مثل لو دفعها على انســــان فقتلته ،ويظهر اختياره أكثر عند الحديث عن اكراه
الرجل كما في 234القادمة من باب أولى.
51
كذلك إن كان إكراه متكني مثل أن ضا ا ا ا ارهبا ح مكنت من نفسا ا ا ا ااها( ،)230وحيمل عنها
الرجل ما جيب عليها( ،)231وم قدرت على الدفع عن نفسها فلم تفعل ،فهي كاملطاوعة،
وإن ماانعتاه يف أول الفعال مث اس ا ا ا ا ا ااتالنات يف أثناائاه ،فهي كااملطااوعاة( ،)232وإن وطئهاا وهي
انئمة ومل تسااتيقظ إال بعد مفارقته للفعل فال قضاااء عليها وال كفارة( ،)233والرجل إن أكره
على ااماع فال قضاء عليه وال كفارة(.)234
( ) 230لعموم الحديث في النقطة الســـابقة ،وظد ذكر في شـــرح العمدة أن المكرهة بالىلبة
واختيارا ،وان كانت
ً عليها الكفارة "فعليها الكفارة هنا ألن لها فعال صــــحي ًحا وظصــ ـدًا
معـذورة فيـه ،فإن العـذر ال يمنث وجوب الكفـارة ،كالنســــيـان والجهـل" ،وظد رأى في آخر
ظوليه في مجموع الفتاوى أن النسيان والجهل ال يبطل الصيام ولو في الجماع كما سيأتي
في ،235اال أن عبـارة شـــــرح العمـدة موهمـة والظـاهر أن هنـاك ســـــق ً
طـا لم ينتبـه اليـه
اإلسـالم المضـطردة ،كما المحقق ،وعلى كل حال فالمثبت صـحيح موافق ألصـول شـيخ ٍ
أن األمر ســيظهر أكثر عند تحقيق ظوله في اكراه الرجل كما ســيأتي في 234ان شــاء
هللا.
( )231لما ذكرناه في .229
( )232ألن استدامة الوطء كابتدائه في ايجاب الكفارة.
( )233ال شــك في اختيار شــيخ اإلســالم هذا القول وان كان نقل أظوا ًال في شــرح العمدة
أخيرا في عذر الناسـي والمخط والجاهل في الجماع كما في ً وذلك لما اسـتقر عليه رأيه
235اآلتي ،ولرأيه في اإلكراه في 229و 230من باب أولى.
(" )234ألنه معنى حرمه الصــــوم ،فإذا وجد منه مكر ًها أو ناســ ـيًا ،لم يفســــده كاألكل"
المىني ، 374/4وهي روايـة عن أحمـد بال ريـب "نقـل ابن القـاســـــم :كـل أمر غلـب عليـه
الصـائم فليس عليه ظضـاء وال كفارة ،ظال األصـحاب :وهذا يدل على اسـقاط القضـاء مث
اإلكراه والنســيان" الفروع وتصــحيح الفروع ،44/5وتحقيق رأي شــيخ اإلســالم فيها
يحتاج بعض التأمل ألنه في شــرح العمدة اختار أن صــومه يفســد ،وذكر في مواضــث
كثيرة من كتبــه تفريق العلمــاء بين اإلكراه على الوطء للرجــل وبين غيره من أنواع
اإلكراه بســبب مســألة االنتشــار ،وهل ينافيها اإلكراه أم ال؟ ،يقول في مجموع الفتاوى
"لكن تنـازع العلمـاء هـل يمكن اإلكراه على الفـاحشـــــة على ظولين :ظيـل ال يمكن ...ألن
اإلكراه يمنث االنتشـــار ،والثاني :يمكن ...ألن اإلكراه ال ينافي االنتشـــار فإن اإلكراه ال
اختيارا بل المكره يختار دفث أعظم الشــــرين بالتزام أدناهما ،وأيضــــا ً ينافي كون الفعل
فاال نتشــار بال فعل منه بل ظد يقيد ويضــجث فتباشــره المرأة فتنتشــر شــهوته فتســتدخل
52
واجملامع الناسااي ال قضاااء عليه وال كفارة( ،)235وإن جامع ونزع قبل الفجر ،مث أمىن بذلك
بعااد طلوع الفجر ،فص ا ا ا ا ا ااومااه ص ا ا ا ا ا ااحيح( ،)236وإن طلع عليااه الفجر وهو موجل ،وعلم بااه
واسا ااتدام ااماع ،فهو مفطر وعليه الكفارة( ،)237وإن طلع عليه الفجر ،وهو خمالط أصا اال
ذكره ،فنزع حني طلع ،وأمكن ذلااك برعااايتااه للفجر ،أو إبخبااار خمث بااه حني طلوعااه ،أو
أبناه حني تبني لاه طلوعاه نزع ،فلم يتحرك بغري انتزاعاه ،ومل يتيقن أناه اسا ا ا ا ا ا اتادام اامااع بعاد
طلوعه[ ،ال يفطر](.)238
ذكره" ولم يختر ،لكن ظال المرداوي في اإلنصــــاا "واختار الشــــيخ تقي الدين ،أنه ال
ظضـاء مث اإلكراه" ،444/7ظال هذا في معرض كالمه على مسـألة اإلكراه على الوطء،
كما ي كد األمر ظوله في المسـودة "ظولنا في الصـائم اذا أكره على األكل والشـرب ان ماال
يفســد الصــوم بســهوه ال يفســده اذا كان مىلوبًا عليه كالقيء" 429وهو يرى في آخر
ظوليه أن من جامث ساهيًا ال يفسد صومه ،وهللا أعلم.
( )235ذكرنا أدلة المسـألة العامة في 222من كتاب الطهارة ،وظلنا انها ظاعدة مضـطردة
محظورا
ً عند شـيخ اإلسـالم ،يقول شـيخ اإلسـالم "ثبت بداللة الكتاب والسـنة أن من فعل
مخطئًا أو ناسيًا لم ي اخذه هللا بذلك وحينئذ يكون بمنزلة من لم يفعله فال يكون عليه اثم،
ومن ال اثم عليه لم يكن عاصــ ـيًا وال مرتكبًا لما نهي عنه ،وحينئذ فيكون ظد فعل ما أمر
بـه ولم يف عـل مـا نهي عنـه ،ومثـل هـذا ال يبطـل عبـادتـه انمـا يبطـل العبـادات اذا لم يفعـل مـا
أمر به أو فعل ما حظر عليه".
( ) 236يقول شـــيخ اإلســـالم "ألن أكثر ما فيه خروج المني بىير اختياره ،وخروج المني
بىير اختياره ال يفطره ،كاالحتالم".
( )237ألن استدامة الجماع بمنزلة ابتدائه.
( )238ذكر شــيخ اإلســالم روايتين ،والمثبت اســتدل لها أكثر ومما اســتدل به "أحدهما:
النزع ليس بجمـاع ،بـل هو ترك كخلث القميص والخروج من الـدار ،والثـاني :أنـه وان
عـا ،لكنـه مىلوب عليـه ،فال تجـب عليـه الكفـارة على احـدى الروايتين ،وكمـا لو كـان جمـا ً
أوجب هللا عليـه في هذه الحـال أن يترك الجمـاع ،فإن تركه انمـا يجـب بطلوع الفجر" ،وال
ريب أنها أظرب الى أصوله وهللا أعلم.
53
ولو طلع علي ااه الفجر وهو أيك اال ،أو أك اال انسا ا ا ا ا ا ايً اا ،ف ااذكر ،فقطع األك اال ،فصا ا ا ا ا ا ااوم ااه
ص ا ا ا ااحيح( ،)239ولو احتلم الص ا ا ا ااائم يف النهار يف املنام مل يفطر( ،)240وإن أص ا ا ا اابح جنبًا من
احتالم( )241أو مجاع( )242فصا ااومه صا ااحيح ،لكن عليه أن يغتسا اال ويصا االي ،فإن مل يفعل
فعليه إمث ترك الص ااالة وص ااومه ص ااحيح ،كذلك املرأة إذا طهرت قبل الفجر( ،)243وإذا رأى
يف منااماه أناه جياامع ومل ينزل ح اس ا ا ا ا ا ااتيقظ ،فخرج مناه املااء بغري اختيااره ،ال يفطر(،)244
وإذا خرج منه املين بغري سعي منه وال عمل مل يفطر(.)245
( )261ألنه يفضي الى تفويت واجب ،كما ظلنا في كتاب الصالة في .792
( ) 262يوجد بياض في نسـختي شـرح العمدة مكان كلمة "أجزأ" ،والىالب أنه يرى صـحة
اإلجزاء كما ذكر في كفارة اليمين بإذن الحانث ،وان كان هنا اإلذن متعذر ،كما أنه يرى
ذلك في النذر على الميت كما سنوضح في 271ان شاء هللا.
( )263ظدمه شـيخ اإلسـالم ونسـبه للقاضـي ،وظال "ويحتمل كالم أحمد أنه يجزن ألنه سـماه
دينًا" ولم يرجح فظهر أن األظرب ما ظدم خاصة مث ذكره الثاني بلفظ االحتمال.
( ) 264يقول شـيخ اإلسـالم "والصـوم انما أوجبه هللا سـبحانه على بدن المكلا ،فإذا عجز
ففي ماله ،فإذا عجز عن األصل انتقل الى البدل الذي شرعه هللا سبحانه ،ولهذا لم يوجب
هللا عليه من الصـوم اال ما يطيقه ،وكذلك كل صـوم وجب بإيجاب هللا ،فإنه بدله اإلطعام،
وان كان سبب وجوبه من المكلا كصوم الكفارة ،بخالا النذر".
( ) 265يقول شــيخ اإلســالم "ألنه ال يجب في اليوم الواحد بدالن من جنس واحد ،كما لم
يجب في شيء من األيام صوم يومين ،وألنه اذا أدرك رمضان الثاني ،فإنما وجبت عليه
الكفارة لترك القضــاء في وظته ،وهذا بعينه هو المقتضــي لوجوب الكفارة بالموت ،واذا
ظوال للقاضــــي وأبي الخطابكان الســــببان من جنس واحد تداخل موجبهما" ،وظد ذكر ً
وابن عقيل أن عليه لكل يوم مســـكينان لكنه ظال عن المثبتة انها منصـ ـوص اإلمام أحمد
واستدل لها أكثر بما أوردناه.
َّاس ْ ،ظـا ْلْ :جـا ْء ْرجـ ٌل ِالْى النَّبِي ِ ْ ف ْقـا ْلْ :يـا ْرســــو ْل ِ
هللا ِا َّن أ ِمي عبـ ٍ ع ِن اب ُِن ْ (ْ )266
ت ظْ ِ
اضــيْه علْى أ ِم ْك ْدي ٌُن ،أْك ُن ْ
ع ُن ْها؟ فْقْا ْل «لْ ُو ْكانْ ْ
ضــي ِه ْشــ ُه ٍر ،أْفْأ ْ ُظ ِ
صــ ُوم ْعلْ ُي ْها ْ ْمات ُ
ْت ْو ْ
ضـى» متفق عليه ،وفي رواية عند البخاري ع ُن ْها؟» ظْا ْل :نْ ْع ُم ،ظْا ْل «فْ ْديُن هللاِ أ ْ ْحق أ ْ ُن ي ُق ْ
ْ
58
ض ا ا ا اا ،أو ينذر ص ا ا ا ااوم ش ا ا ا ااهر مث
عذر [ ،فال فر بني أن ينذر وهو مريض فيموت مري ً
()267
ميوت قبل مضي شهر]( ،)268وهذا الصوم ال جيب على الويل ،بل خيري بني أن يصوم وبني
أن يطعم عن املياات عن كاال يوم مس ا ا ا ا ا ااكينًاا إن كااان لااه تركااة ،فااإن مل يكن لااه تركااة مل يلزم
الوارث( ،)269ولو تثع الويل أو غريه ابإلطعام عنه دون الص ا اايام أجزأ ،ويص ا ااوم عنه األقرب
اتحبااب ،فإن صا ا ا ااام غري الويل عنه إبذنه جاز( ،)270وإن صا ا ا ااام بغري إذنه جاز
فاألقرب اسا ا ا ا ً
ض اا( ،)271وال كفارة مع الص ااوم عنه أو اإلطعام[ ،فأما إن نذر ص ااوم ش ااهر بعينه ،فمات
أي ً
صــ ُوم نْ ُذ ٍر" ،وفي رواية عند أحمد صــححها شــيخ اإلســالم "أ ْ َّن علْ ُي ْها ْ ْت ْو ْ " ِا َّن أ ِمي ْمات ُ
شـ ُه ًرا ،فْأ ْ ُن ْجاهْا هللا فْلْ ُم تْصـ ُم تِ :ا ِن هللا أ ْ ُن ْجاهْا أ ْ ُن تْصـ ْ
وم ْ حُر ،فْنْذْ ْر ُ ت ُالبْ ْ ُام ْرأْة ً ْر ِكبْ ِ
ومي" وصـححها ت ذْ ِل ْك لْه ،فْقْا ْل "صـ ِ ت ظْ ْرابْةٌ لْ ْها اِلْى النَّبِي ِ ،فْذْ ْك ْر ُْت ،فْ ْجا ْء ُ ْحتَّى ْمات ُ
محققو المسـند ،وظد ذكر شـيخ اإلسـالم أن هذا يفسـر حديث ْعا ِئ ْشـةْ :أْ َّن ْرسـو ْل هللاِ
ع ُنه ْو ِليه» متفق عليه ،وظال "والذي يدل على ذلك أنه ام ْصـ ْ
صـ ْيا ٌم ْ علْ ُي ِه ِات ْو ْ ظْا ْل « ْم ُن ْم ْ
عا أنهم ظالوا في صــــوم ظد تقدم عن عائشــــة وابن عباس وعن ابن عمر موظوفًا ومرفو ً
رمضـان :ال يقضـى عنه ،بل يطعم عنه لكل يوم مسـكينًا ،وابن عباس وعائشة رويا هذين
الحـديثين وهمـا أعلم بمعنى مـا رويـا من غيرهمـا ،فلو لم يكن معنـاه عنـدهمـا في غير
رمضان لما جاز لهما خالفه".
( ) 267يقول شــيخ اإلســالم "ألن النذر محله الذمة ،وهو أوجبه على نفســه ولم يشــترط
القدرة ،وهللا سـبحانه ظد شـرط فيما أوجبه على خلقه القدرة ،ولهذا ظد يجب على اإلنسـان
من الديون بفعل نفســــه ما يعجز عنه ،وال يجب عليه بإيجاب هللا عليه اال ما يقدر عليه،
ولهذا لو تكفل من الدين بما ال يقدر عليه ،لزمه في ذمته".
ظياسـا على صـيام رمضـان، ً ( )268ذكر عن القاضـي وابن عقيل تفريقهما بين المسـألتين
لكن يظهر ميل شيخ اإلسالم ا لى المثبتة ،كما أنها المستقيمة مث تعليله لمسائل النذر الذي
ذكرنا بعضه في النقطة السابقة.
( )269كما ال يلزمهم أن يقضوا دينه باإلجماع.
( )270يقول شــيخ اإلســالم "وأيضــا فقوله في الحديث الصــحيح (صــام عنه وليه) يتناول
الولـد وغيره ممن يكون وليـً ا للميـت ،فال يجوز أن يقـال :الحكم مختص بـالولـد" جـامث
المسائل .259/4
( )271كما لو كان عليه دين يصح أن يقضيه الولي وغيره.
59
قبل دخوله ،مل يُص ا ا ا ا اام ومل يُقض عنه ،وإن مات يف أثنائه ،س ا ا ا ا ااقط ابقيه]( ،)272وهل جيوز
صوم مجاعة عنه يف يوم واحد وجيزئ عن عدهتم من األايم؟ فيها وجهان(.)273
(" )272ظـال المجـد في «شـــــرحـه» :وهـذا مـذهـب ســـــائر األئمـة ،وال أعلم فيـه خال ًفـا"
اإلنصاا .508/7
( )273ذكرهما شـيخ اإلسـالم ولم يظهر لي ترجيحه ،لكني أميل الى أن أصـوله تدل على
الجواز مفصــــ ًـال بطريقـة ابن مفلح في الفروع حيـث ظـال "نقـل أبو طـالـب [عن أحمـد]:
يصـوم واحد ،ظال [القاضـي] في الخالا :فمنث االشـتراك كالحجة المنذورة تصـح النيابة
فيهـا من واحـد ال من جمـاعـة ،وحكى أحمـد عن طـاووس الجواز ،وحكـاه البخـاري عن
الحســـن وهو أظهر ...وحمل ما ســـبق [من رواية المنث] على صـــوم شـــرطه التتابث،
وتعليـل القـاضـــــي يـدل عليـه ،فـإن مـا جـاز تفريقـه كـل يوم كحجـة مفردة ،فـدل ذلـك أن من
أوصـــــى بثالث حجَ جـاز صـــــرفهـا الى ثالثـة يحجون عنـه في ســــنـة واحـدة" الفروع
وتصحيح الفروع .75-74/5
60
وإذا نذر غري الصا ا ااوم من عتق أو صا ا اادقة أو هدي( )274أو حج( ،)275فإنه جيوز أن يفعله
عن ا ااه ولي ا ااه ،أوص ا ا ا ا ا ااى أو مل يوص([ ،)276وك ا ااذل ا ااك الص ا ا ا ا ا ااالة املن ا ااذورة والقرآن وال ا ااذكر
والدعاء( ،)278(])277وكذلك االعتكاف(.)279
اص بُنْ ْوائِ ٍل نْذْ ْر فِي ُال ْجا ِه ِل َّي ِة ع ُن ْج ِد ِه ،أ ْ َّن ُال ْع ْ ع ُن أْبِي ِه ْ ب ْ ع ُم ِرو ب ُِن ش ـ ْع ُي ٍ ( )274عن ْ
ي سـأ ْ ْل النَّ ِب َّع ُم ًرا ْ صـت ْه خ ُْم ِسـينْ ْب ْدنْةً ْوأ ْ َّن ْ صـي نْ ْح ْر ِح َّ ْام بُنْ ُال ْعا ِ أ ْ ُن ْي ُن ْح ْر ِمائْةْ ْب ْدنْ ٍة ْوأ ْ َّن ِهشـ ْ
ع ُنه ،نْفْ ْعه ذْ ِل ْك" ت ْ صـ َّد ُظ ْ
ت ْوت ْ ْ وك ،فْلْ ُو ْكانْ أْظْ َّر ِبالت َّ ُو ِحيدِ ،فْصـ ُم ْ ع ُن ذْ ِل ْك؟ فْقْا ْل "أ ْ َّما أْب ْ ْ
رواه أحمد وأبو داود وحسنه األلباني.
تِ :ا َّن أ ِمي ت ِالْى النَّ ِبي ِ فْ ْقـ ْالـ ُ اس « أ ْ َّن ُام ْرأْة ً ِم ُن ج ْهيُنـْ ةْْ ،جـا ْء ُ عبـَّ ٍ
ع ِن اب ُِن ْ (ْ )275
ت لْ ُو ْكـانْ ع ُن ْهـا ،أ ْ ْرأ ْ ُيـ ِ
ع ُن ْهـا؟ ْظـا ْل :نْ ْع ُم ،ح ِجي ْ ْت ،أ ْ ْفـأْحَ ْ ت أ ْ ُن ت ْح ََّ ،فْلْ ُم ت ْح ََّ ْحتَّى ْمـاتـ ُ ْنـذْ ْر ُ
اء» رواه البخاري وأحمد. هللا ،فْاى أ ْ ْحق ِب ُال ْوفْ ِ اض ْيةً؟ ا ُظضوا ْ ت ظْ ِ علْى أ ِم ِك ْدي ٌُن أْك ُن ِ ْ
276
( ) يقول شـــيخ اإلســـالم "وألن هذه األمور يجوز أن تف ْعل عنه من هذه العبادات ما
وجب بالشرع بعد موته بدون اذنه ،فشن يف ْعل عنه ما وجب بالنذر أولى وأحرى".
اء" الذي في ،275فالنبي عمم اإلجابة، هللا ،فْاى أ ْ ْحق بِ ُال ْوفْ ِ ( ) لحديث "ا ُظضــــوا ْ
277
اري ْرســو ْل هللاِ فِي نْ ُذ ٍر صــ ِ ســ ُعد بُن ع ْبا ْدة ْ ُاأل ْ ُن ْ «اســت ْ ُفت ْى ْ
ُ َّاس ظْا ْل عب ٍ ع ِن اب ُِن ْ و ْ
ع ُن ْها» متفق عليه، ضــ ِه ْ ضــيْه ،فْقْا ْل ْرســول هللاِ :ا ُظ ِ ت ظْ ُب ْل أ ْ ُن ت ْ ُق ِعلْى أ ِم ِه ،توفِيْ ُ ْكانْ ْ
يقول شــيخ اإلســالم "وال يخلو اما أن يكون ســعد ســأل النبي عن نذر كان على أمه
وأجابه النبي على مقتضى هذا الس ال ولم يستفصله ،فيكون كأنه ظال :اذا كان عليها
نذر فاظضه عنها ألن الس ال كالمعاد في الجواب ،وهذا عام مطلق في جميث النذور ،أو
يكون ظد ســــأله عن نذر معين من صــــوم ونحوه ،فيكون اخبار ابن عباس أنه أمره أن
يقضـــي عنها النذر -ولم يعين ابن عباس أي نذر هو -دليل على أنه فهم أن مناط الحكم
نذرا ،ال خصــــوص ذلك المنذور ،وأن كل النذور مســــتوية في هذا الحكم، عموم كونه ً
وابن عباس أعلم بمراد النبي ومقصوده".
( ) 278ال ريب أن هذا اختيار شــيخ اإلســالم وان كان ذكر روايتين عن اإلمام أحمد ،ولم
ينص على الترجيح ألنه اســـتدل للمثبتة أكثر بكثير ،واســـتدل لها بأحاديث ولم يســـتدل
للثانية بشـيء من السـنة ،كما أنه يرى وصـول ثواب هذه العبادات للميت ان أهديت اليه،
ظال في مجموع الفتاوى "وتنازعوا في وصــــول األعمال البدنية :كالصــــوم والصــــالة
والقراءة ،والصواب أن الجميث يصل اليه" ،والعالظة بين المسألتين بينة.
61
ابب ما يفسد الصوم.
يفس ا ا ا ااد الص ا ا ا ااوم ابألكل والش ا ا ا اارب( )280وااماع( ،)281وسا ا ا ا اواء يف ذلك مجيع املأكوالت
واملش ا ا ا ا ا ااروابت من األغاذياة واألدوياة وغريهاا ،مثال الثلج والثد( ،وسا ا ا ا ا ا اواء يف ذلاك الطعاام
والش ا ا ا ا ا اراب املعتادان ،اللذان حيصا ا ا ا ا اال هبما االقتيات ،وغريمها ،فلو اسا ا ا ا ا ااتف تر ًااب أو ابتلع
حص ا اااة ،أفطر)( ،)282و(الواص ا اال إىل ااوف يفطر من أي موض ا ااع دخل ،ال خيتص ذلك
مبدخل دون مدخل ،كما مل خيتص بداخل دون داخل)( ،)283وال بد أن يصا ا ا اال إىل البطن
أو ما بينه وبني البطن جمرى انفذ( ،)284فإذا اساتعط بدهن أو ماء أو غريمها ،أبن أدخله يف
( ) 279لما ذكرنا في النقاط السـابقة ،يقول شـيخ اإلسـالم "وكذلك ظال أصـحابنا ولم يذكروا
خالفًا الحاظا له بالصوم ،فإنه به أشبه منه بالصالة".
اشـ ْربوا ْحتَّى يْتْبْيَّنْْب َّ لْك ُم ْوكلوا ْو ُ اشـروه َّن ْوا ُبت ْىوا ْما ْكت ْ ( )280ظال هللا تعالى {فْ ُاآلنْ بْ ِ
ام ِالْى اللَّ ُي ِل} ،وباإلجماع، جُر ث َّم أْتِموا ِ
الصـ ْي ْ لْكم ُال ْخيُط ُاأل ْ ُب ْيض ِمنْ ُال ْخي ُِط ُاأل ْ ُسـ ْو ِد ِمنْ ُالفْ ِ
والعلم بها عام مستفيض.
شـــ ُه ْوت ْه ْوأ ْ ُكلْه
جُزي ِب ِهْ ،ي ْدع ْ الصـــ ُوم ِلي ْوأْنْا أ ْ ِ
ع ِن النَّ ِبي ِ ظْا ْلْ :يقول هللا َّ « (ْ )281
ْان :فْ ُر ْحةٌ ِحينْ ي ُف ِطرْ ،وفْ ُر ْحةٌ ِحينْ ْي ُلقْى الصـ ُوم جنَّةٌ ْو ِل َّ
لصـائِ ِم فْ ُر ْحت ِ ْوشـ ُر ْبه ِم ُن أْجُ ِليْ ،و َّ
ُك» متفق عليه ،وباإلجماع. يح ُال ِمس ِ
ط ْيب ِع ُن ْد هللاِ ِم ُن ِر ِ صائِ ِم أ ْ ُ
ْربَّهْ ،ولْخلوا فْ ِم ال َّ
( ) 282يقول ابن ظـدامـة "ولنـا ،داللـة الكتـاب والســــنـة على تحريم األكـل والشـــــرب على
العموم ،فيدخل فيه محل النزاع [أي ما ال يعذي]" المىني ،355/4لكن ظال شيخ اإلسالم
في مجموع الفتـاوى "واألظهر أنـه ال يفطر بـالكحـل وال بـالتقطير في اإلحليـل وال بـابتالع
ما ال يىذي كالحصاة" ،وظد خالا في هذه المسائل اإلمام ،فأثبتنا ظول اإلمام.
(" )283أوصـل الى حلقه ما هو ممنوع من تناوله بفيه فأفطر به ،كما لو أوصـله من أنفه"
المىني ، 355/4ويخالا شـيخ اإلسـالم ما بين القوسـين وهو المذهب ،وال رواية لامام
تخالا المثبت.
( )284يقول شيخ اإلسالم "وال بد عند أصحابنا أن يصل الى البطن أو ما بينه وبين
البطن مجرى نافذ ،هذا كالم أحمد وعامة أصحابه ،وهو الذي حرره القاضي في كتبه
المعتمدة :أن المفطر وصول الواصل الى الجوا من أي موضث كان".
62
أنفه ،فوصل إىل دماغه أفطر( ،)285سواء تيقن وصوله إىل حلقه وجوفه أو مل يتحققه(،)286
وإذا قطر يف أذناه دهنًاا أو غريه ،فوص ا ا ا ا ا ا اال إىل دمااغاه أفطر( ،)287ولو مل يكن بني الادماا
وااوف منفاذ مل يفطر ابلواص ا ا ا ا ا ا اال إلياه وإن نبات اللحم واغتاذى ،كماا يقطر يف اإلحليال،
وكااالكحاال الااذي تتغااذى بااه العني ،وليس لااه نفوذ إىل احللق ،وكاااملراهم اليت توضا ا ا ا ا ا ااع يف
أعم ااا ااراح و،وه ااا( ،)288ف ااأم ااا ش ا ا ا ا ا اام األرواح الطيب ااة من البخور وغريه ،فال أبس ب ااه
للصائم( ،)289وال أبس أن ينغمس يف املاء إن مل خيف أن يدخل مسامعه وحلقه ،وإن قطر
ع ِن ُالوض ِ
وء ،ظْا ْل «أ ْ ُس ِب ِغ صبِ ْرة ْ ظْا ْل :ظ ُلت يْا ْرسو ْل َّ ِ ،أ ْ ُخبِ ُرنِي ْ يط ب ُِن ْ ( )285عن لْ ِق ِ
صـائِ ًما» رواه ابن ماجه وصـححه األلباني، ُالوضـو ْءْ ،وبْا ِل ُغ فِي ِاال ـُس تِ ُنشـْا ِ ،اِ َّال أ ْ ُن ت ْكونْ ْ
مفطرا كما يفطر ما يدخل في الفم ،لم ً يقول شـيخ اإلسـالم "فلو لم يكن ما يدخل في األنا
ينهه عن المبالىة في االسـتنشـا اذا كان صـائ ًما ...وألن ما يدخل من األنا يحصـل به
للبدن اغتذاء ونمو وان ظل ،كما يحصل بالقليل من الطعام والشراب".
( ) 286يقول شــــيخ اإلســــالم "بناء على أن بين الدما والجوا مجرى ،فما يصــــل الى
الدما ال بد أن ينزل الى الحلق ويصــــل الى الجوا ،والحكمة اذا خفيت أظيمت المظنة
أيضـا نفس العلة التي علل بها فطر الحاجم في ً مقامها" ،ذكر هذا في شـرح العمدة ،وهي
مجموع الفتاوى ،فهو لم يرجث عن هذ ا التعليل تعليل الفطر بإظامة مظنة الشيء مقامه.
( )287يقول شـيخ اإلسـالم "ألنه واصـل الى الدما فيفطر ،كما لو وصـل من األنا" ،وما
أيض ـا ،لكنه رجث ً في المتن نص كالمه في شــرح العمدة ،وظد ذكر فيها أن الكحل مفطر
عن اإلفطـار بـالكحـل في مجموع الفتـاوى وخـالا المـذهـب ،ولم يشــــر من ظريـب أو بعيـد
الى مســـــألـة التقطير في األذن ،وبين الكحـل ومـا يقطر في األذن فر بين ،وظـد ظـال في
شــــرح العمدة "وهو ظياس ظول أحمد :فإنه يفطر بما يدخل من العين ،فمن األذن أولى"،
كما أن تعليالته في منث اإلفطار من الكحل ال يظهر منها ظياس ما ينزل من األذن عليه.
( )288يقول شـــيخ اإلســـالم "فإن اللحم [ال] ينبت بها فال تفطر ،وألن الىذاء الذي به ظيام
البنية ال بد أن يحصـــل في المعدة" ،والمذكور في المتن موافق لكالم اإلمام وعليه عامة
األصــحاب كما أشــار شــيخ اإلســالم ،ويجدر التنبيه أن في النســخة المطبوعة من شــرح
العمدة مكتوب "فإن اللحم ينبت "...وهو خطأ والصواب اضافة [ال].
( )289المثبت في المتن نص كالم شــيخ اإلســالم في شــرح العمدة والذي يرى فيه افطار
الصـائم بالكحل والحقنة والحصـاة ...الخ ،لكن ظال ابن مفلح في الفروع "ويكره ...شـم
ما ال يأمن أن يجذبه نفســه الى حلقه كســحيق مســك وكافور ودهن ونحوه" ،25/5وبين
63
يف عين ااه فوص ا ا ا ا ا ا ا اال إىل حلق ااه أفطر(( ،)290وإن اكتح اال مب ااا يتحقق وصا ا ا ا ا ا اول ااه إىل حلق ااه
اريا( ،)292وإن شا ا ا ا ا ااك يف وصا ا ا ا ا اوله،
ً ا ا ا ا ا ا س ي كان إذا املطيب غري د اإل يفطر وال ، أفطر)()291
فاألص ا ا ا اال ص ا ا ا ااحة الص ا ا ا ااوم ،ويكره أن يكتحل مبا خيش ا ا ا ااى دخوله ،وإن قطر يف إحليله ال
يفطر([ ،)293وإن أدخلاات املرأة أص ا ا ا ا ا اابعهااا أو غريه يف فرجهااا ،أو وضا ا ا ا ا ا اعاات فيااه دواء ال
أن سبب الكراهة خوا جذب النفس ولم يعتبر هذا شيخ اإلسالم سببًا في كراهة البخور،
وال أعلم لامام ً
ظوال في المسألة.
( ) 290هـذا الزم كالمـه في شـــــرح العمـدة ،حيـث أثبتـه في الكحـل فـالتقطير من بـاب أولى
ظط ًعـا ،وحين رجث عن الكحـل في مجموع الفتـاوى اســــتـدل لـذلـك بـأدلـة منهـا "أن الكحـل
ونحوه ممـا تعم بـه البلوى ...فلو كـان هـذا ممـا يفطر لبينـه النبي كمـا بين اإلفطـار"،
وليس التقطير في العين كذلك في زمن النبي ،ومنها "أن الكحل ال يىذي ألبتة" ،لكن
التقطير في العين ان وصـل الى المعدة فهو ماء وصـل الى المعدة وان كان ظطرة واحدة،
وظد ذكر في اإلفطار باالسـتنشـا في مجموع الفتاوى "وألن ما يدخل من األنا يحصـل
بـه للبـدن اغتـذاء ونمو وان ظـل" ،واســــتـدل للكحـل بـأدلـة أخرى ليس منهـا أن هـذا خالا
المنفذ المعتاد كما يســـتدل الشـــافعية ،وبالتالي ال وجه لقياس ما يقطر في العين أو األذن
على ظوله في االكتحال ،وهللا أعلم.
(" )291أوصـل الى حلقه ما هو ممنوع من تناوله بفيه فأفطر به ،كما لو أوصـله من أنفه"
المىني ، 353/4وظـد رجث شـــــيخ اإلســـــالم عن هـذا القول في مجموع الفتـاوى فخـالا
منصوص اإلمام والمذهب.
( )292ألنه ال يصل الى الحلق.
( )293يقول شـيخ اإلسـالم في شـرح العمدة "ظال أصـحابنا :الفطر انما هو بما يصـل الى
البطن أو الى ما بينه وبين البطن طريق ألن الصــوم هو اإلمســاك عن األكل والشــرب
ونحوهما مما يصـل الى المعدة ،والواصـل من األنا و العين واألذن يصـل الى الدما ،
وبين الدما والبطن مجرى يصل منه الى البطن ،وليس بين المثانة مجرى الى الجوا،
وما يحصـل منها من البول ،فإنما يحصـل بالرشـح كالعر يخرج من البدن ،فإذا لم يصـل
منهـا الى الجوا لم يفطر ،كمن أخـذ في فمـه مـاء لم يفطره" ،وظـد ثبـت في العلم الحـديـث
أن البول يخرج من الكليــة ،لكن ال عالظــة بين مجــاري البول والمثــانــة وبين المعــدة
فيستقيم التعليل القد يم ،خاصة أن تعليل الجوا أنه يىذي ،أو في مظنة التىذية.
64
تفطر](( ،)294ولو احتقن يف دبره أو أدخاال دهنًاا أو غريه إىل مقعاادتااه ،أفطر)([ ،)295وإن
احتقن يف الورياد( )296أفطر ،سا ا ا ا ا ا اواء كاانات احلقناة مغاذياة( ،)297أو غري مغاذياة ،أو كاانات
لنقل الدم](،)298
( ) 294يقول الرحيباني "وال يفســــد صــــوم ان (دخل في ظبل) كإحليل( ،ولو) كان القبل
(ألنثى -غير ذكر أصــلي كإصــبث وعود) ،وذكر خنثى مشــكل بال انزال ألن مســلك
الذكر من الفرج في حكم الظاهر كالفم لوجوب غســل نجاســة ،واذا ظهر حيضــها اليه
فسـد صـومها ،ولو لم يخرج ،ولو كان في حكم الباطن لم يفسـد صـومها حتى يخرج منه،
عا ال لكونه ولم يجب غسـله كالدبر ،وانما فسـد صـومها بإيالج ذكر الرجل فيه لكونه جما ً
وصــوال الى باطن ،بدليل أنه لو أولَ أصــبعه في ظبلها فإنه ال يبطل صــومها ،والجماع
يف سـد لكونه مظنة اإلنزال ،فأظيم مقام اإلنزال ولهذا يفسـد" مطالب أولي النهى في شـرح
غاية المنتهى ،193/2وفي هذه المســــألة خالا في المذهب ألن بعضــــهم يعد باطن
الفرج جوفًا ،لكن ثبت ظط ًعا بالعلم الحديث أنه ال اتصـــال بين "الجهاز التناســـلي للمرأة"
وبين "الجهـاز الهضـــــمي" الـذي فيـه المعـدة ،وأنـه ال يمكن أن تتىـذى المرأة منـه اال بمـا
يشــــبـه االدهـان ووضـــــث الـدواء في الجرج الىـائر اآلتي حكمـه في ،313وال ريـب في
اختيارا لشـيخ اإلسـالم الذي يقول في شـرح العمدة "ظال أصـحابنا :الفطر انما ً تخريَ هذا
هو بما يصـل الى البطن أو الى ما بينه وبين البطن طريق ألن الصـوم هو اإلمسـاك عن
وأيضــا لتعليالته في عدم اإلفطار
ً األكل والشــرب ونحوهما مما يصــل الى المعدة ،"...
بالكحل المذكورة في .291
(" )295ألنه واصـل الى جوفه باختياره ،فأشـبه األكل" ،353/4والمثبت رأيه في شـرح
العمـدة وظـد رجث عنـه في مجموع الفتـاوى وعلـل الرجوع بـأســــبـاب عـدة من أوجههـا أن
الحقنة تســــتفر ما في البدن مثل اخراج الىائط والبول وال تىذي ،وال ريب في وجاهة
ما ظال ،لكن أثبتنا ما في المتن تب ًعا لشــرطنا ،والعلم الحديث أثبت أن الحقنة الشــرجية ال
يصل الى المعدة منها شيء وان كان يمكن أن يمتص القليل من أجزائها في األمعاء.
(" ) 296الوريـد :وعـاء أنبوبي يحمـل الـدم في اتجـاه القلـب ،حيـث يجري الـدم في الجســــم
بواسـطة شـبكة من األنابيب تسـمى األوعية الدموية ...وتقوم معظم األوردة بإرجاع الدم
الى القلـب بعـد أن يقوم بتىـذيـة الخاليـا وتنقيتهـا من الفضـــــالت والســـــموم... ،والحقن
الوريـديـة هي ادخـال مواد الى داخـل دم اإلنســـــان عن طريق الوريـد ،وهي امـا ســـــوائل
مىذية تعوض الجســــم عن حاجاته الىذائية ،أو عقاظير عالجية ،أو مواد مســــاعدة على
التشخيص" المفطرات الطبية المعاصرة (دراسة فقهية طبية مقارنة) .277
65
( )297المقطوع به طبيًا أن الجســـم يســـتفيد من الحقن المحتوية على مىذيات كأي غذاء
يهضم ،بل أسهل ألنه يتجاوز مشقة الهضم وغيرها.
( ) 298لم يكن في عصــر شــيخ اإلســالم اال الحقنة الشــرجية وعليها يحمل كل كالمه في
اختيارا لشيخ اإلسالم
ً عدم اإلفطار بالحقن ،أما حقن الوريد فالصواب تخريَ المنث منها
وذلـك من عين تعليلـه بعـدم اإلفطـار بـالكحـل والحقنـة الشـــــرجيـة ،يقول شـــــيخ اإلســـــالم
"وظياســهم على االســتنشــا أظوى حججهم كما تقدم ،وهو ظياس ضــعيا وذلك ألن من
نشـق الماء بمنخريه ينزل الماء الى حلقه والى جوفه فحصـل له بذلك ما يحصـل للشـارب
بفمـه ويىـذي بـدنـه من ذلـك المـاء ويزول العط ويطبخ الطعـام في معـدتـه كمـا يحصـــــل
بشـــــرب المـاء ،فلو لم يرد النص بـذلـك لعلم بـالعقـل أن هـذا من جنس الشـــــرب فـإنهمـا ال
يفترظـان اال في دخول المـاء من الفم وذلـك غير معتبر ،بـل دخول المـاء الى الفم وحـده ال
مفطرا وال جز ًءا من المفطر لعـدم تـأثيره بـل هو طريق الى الفطر ...ان ً يفطر فليس هو
الشـيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم فضـيقوا مجاريه بالجوع بالصـوم ،فالصـائم نهي
عن األكل والشـرب ألن ذلك سـبب التقوي ،فترك األكل والشـرب الذي يولد الدم الكثير
الـذي يجري فيـه الشـــــيطـان انمـا يتولـد من الىـذاء ال عن حقنـة وال كحـل وال مـا يقطر في
الذكر وال ما يداوي به المأمومة والجائفة ،وهو متولد عما اســتنشــق من الماء ألن الماء
ممـا يتولد منـه الدم فكـان المنث منـه من تمـام الصـــــوم ...ظيـل :هذا كمـا ظد يقـال في البخـار
الذي يصـــعد من األنا الى الدما فيســـتحيل د ًما وكالدهن الذي يشـــربه الجســـم [أي ال
يفطر] ،والممنوع منه انما هو ما يصــــل الى المعدة فيســــتحيل د ًما ويتوزع على البدن،
ـادس ـا) فنقيس الكحل والحقنة ونحو ذلك على البخور والدهن ونحو ونجعل هذا (وجها سـ ً
ذلك لجامث ما يشـتركان فيه من أن ذلك ليس مما يتىذى به البدن ويسـتحيل في المعدة د ًما
وهـذا الوصـــــا هو الـذي أوجـب أال تكون هـذه األمور مفطرة ،وهـذا موجود في محـل
النزاع ،والفرع ظد يتجاذبه أصــالن فيلحق كال منهما بما يشــبهه من الصــفات" ،كما أنه
ظليال كمـا نقلنـا عنـه في ،285وال ريـب أن أكـد أن دخول المـاء من األنا مفطر ولو كـان ً
أيضـا-
النازل من األنا باالسـتنشـا ظليل جدًا أظل مما تحتويه الحق من ماء ،وال ريب ً -
في جريان المسـألة على اعتبار شـيخ اإلسـالم المعاني والتعليل في الصـوم وغيره ،فنجده
مثال -يفطر الحاجم وال يفطر الشـارط العتبار المعنى كما سـنبين في 327ان شـاء هللا، ً -
وال ريب أن كل ما ذكره علة لمنث ظياس الكحل والحقنة على االســتنشــا موجود مناطه
في الحقنة الوريدية ولو كانت دواء ألن الدواء يفطر لو شــرب من الفم ،وال توجد حقنة
اال وفيها نسـبة ماء ظلت أو كثرت ،والتفريق بين الماء المذاب فيه دواء وغير المذاب فيه
تنزال -ان الـدواء بمفرده ال يفطر ،وال ريـب في دواء تفريق ال اعتبـار بـه ،هـذا لو ظلنـا ً -
تخريَ هذه المســـألة على المذهب الحنبلي الذي يرى الفطر بالكحل والحقنة الشـــرجية،
يقول الفوزان "أما ظضـية الحقن التي تحقن جسـم الصـائم ،وهي اإلبر ،فهذه ان كانت من
اإلبر المىذية فال شـــك أنها تفطر الصـــائم ،ألنها تقوم مقام األكل والشـــرب في تنشـــيط
66
الجسـم وتىذيته ،فهي تأخذ حكم الطعام والشـراب ،وكذلك اذا كانت من اإلبر غير المىذية
أيضـــ ـا
ً والتي ت خـذ للـدواء والمعـالجـة وأخـذت عن طريق العر ،طريق الوريـد ،فهـذه
تفطر الصـــائم ،ألنها تســـير مث الدم ،وتصـــل الى الجوا ويكون لها تأثير على الجســم
كتأثير الطعام والشــراب ،كما لو أنه ابتلث الحبوب عن طريق الفم ،فإنها تبطل صــيامه،
ضا ي ثر على صيامه" مجموع فتاوى فكذلك اذا أخذ الدواء عن طريق الحقن ،فإن هذا أي ً
فضيلة الشيخ صالح بن فوزان .400/2
67
[وال يفطر ابحلقناة يف العض ا ا ا ا ا ا اال( )299إال إن كاانات مغاذياة مثال حقن التقوياة والفيتااميناات
(،])300
(" ) 299حقيقتهـا ادخـال مواد دوائيـة عن طريق الىرز في الجلـد والنفـاذ الى العضـــــل ليتم
تشـرب الدواء فيها ثم توزيعه على الجسـم عن طريق األوردة الدموية" المفطرات الطبية
المعاصـــرة ص ،269وعدم الفطر بها تخريَ على ظول شـــيخ اإلســـالم وعلى المذهب
ضـا ،يقول شـيخ اإلسـالم في شـرح العمدة "فإن تجوا جوا في فخذه أو يده أو الحنبلي أي ً
ظهره أو غير ذلك ،وليس بينه وبين البطن منفذ ،فوضـــث فيه شـــيء ،لم يفطره ،كما لو
وضــــعه في فمه وأنفه" ،ونســــب الكالم الى المذهب ولم يذكر فيه خالفًا ،ظال ابن مفلح
دهن ـا لم يفطر ،نص عليــه ...كمــداواة جرح عميق لم ينفــذ الى "وان ظطر في ذكره ً
الجوا" الفروع ،17/5وألنه ظال "هذا كمـا ظد يقـال في البخـار الذي يصـــــعد من األنا
الى الدما فيستحيل د ًما ،وكالدهن الذي يشربه الجسم [فال يفطر]" ،فالدهن يشربه الجسم
مفطرا وال رآه المذهب كذلك ،ذلك ألنه ظد ً ويتقوى به وبالطيب نوع تقو ومث ذلك لم يره
يعترض بأن هناك نســبة ماء تتوزع على الجســم من أي حقنة عضــلية -كما ســنرى من
ظول الفوزان ، -كمـا أن "الـدواء يـدخـل من منفـذ الجلـد الـذي هو منفـذ غير معتـاد لشكـل
والشـرب ،وال يصـل الى المعدة محل الطعام والشـراب ،وال الى ما اعتبره الفقهاء جوفًا"
المفطرات الطبية ،271وعلى هذا القول جمهور المعاصــــرين خالفًا للفوزان الذي ظال
"أما الحقن التي ت خذ في العضـل وال ت خذ في الوريد ،وليسـت مىذية ،فهذه رخص فيها
تأثيرا على الجســـــم ولها
ً بعض العلمـاء لكن الذي أراه أنهـا تأخذ حكم بقيـة اإلبر ،ألن لها
مفعول في الجســــم ،فهي كما لو أخذ الدواء عن طريق الدم ،ال فر بين أخذ الدواء عن
طريق العضـــل وأخذه عن طريق الفم ،ألن كال ينفذ الى الجســـم ،ويصـــل الى أعضـــاء
طا في جســمه ،هذا من المفطرات ،فاألولى بالصــائم أال تأثيرا وتنشــي ً
ً الجســم ،ويجد لها
مريضـا ويحتاج الى أخذ األدوية والحقن ،فإنه يأخذها ً يتسـاهل في هذه األمور ،واذا كان
نظرا ألنـه
ألنـه مريض ،ورخص هللا للمريض بـأن يفطر ،فيـأخـذهـا ويقضـــــي هـذا اليومً ،
مريض ،أما اذا كان في غنى عنها ،ويســتطيث أن ي خرها الى الليل ،فإنه ال يجوز له أن
يأخذها في نهار الصيام" مجموع فتاوى فضيلة الشيخ صالح بن فوزان .401/2
( )300يقـال فيهـا كـل مـا ظيـل في الحقن الوريـديـة كمـا في ،298وال تقـاس على الـدهن
واالكتحـال الـذي في النقطـة الســـــابقـة للفـار الم ثر الكبير فـإن هـذه تقوم مقـام الطعـام
بـدرجـة كبيرة بخالا غير المىـذيـة األشــــبـه بـالـدهن ،وال يقـال ان كميتهـا ظليلـة ،فـإن هـذه
الكمية لو أخذت بالفم مباشــرة ألفطرت بال خالا ،وأخذها عضــليًا أســهل على الجســد
وأغذى له من أخذها بالفم ،وهللا أعلم.
68
[وال تفطر احلقن االااديااة]([ ،)301وخباااا الربو( )302ال يفطر إن كااان غااازًاي ،أمااا إن كااان
سائال فطر(،])303
غبارا له جرم أو ً
ً
(" ) 301الحقن الجلـدية :هي الحقن التي يتم فيهـا اعطـاء الدواء بين طبقات الجلد ،ومن هذه
الحقن حقن األنســـــولين وحقن التجميـل ،وحقن التطعيمـات ،وفي التخـدير الموضـــــعي،
وغيرهـا ،وهـذه الحقن تحتوي على مواد عالجيـة أو تجميليـة ،فـأمـا الحقن العالجيـة فيتم
امتصـــاص المواد التي فيها عبر المســـامات الى داخل الجســـم ثم تمتصـــها الشـــعيرات
الدموية ،ومن ذلك حقن األنســـــولين ،وحقن التطعيمـات ،وأما الحقن التجميليـة فهـذه تظل
المواد المحقونـة تحـت الجلـد كمواد تعويضــــيـة عن األنســــجـة التـالفـة" المفطرات الطبيـة
المعاصـــرة ، 273-272ويقال فيها نفس ما ظيل في الحقن العضـــلية من باب أولى فإن
نفوذها الى الجسد أظل ،كما أنه ال يوجد منها حقن مىذية.
( )302الربو :مرض يصـيب الجهاز التنفسـي ي دي الى الشـعور باالختنا وصـعوبة في
التنفس.
( )303يرى شــيخ اإلســالم أن البخور ال يفطر الصــائم ولو شــمه عمدًا ،يقول في شــرح
العمدة "فأما شــم األرواح الطيبة من البخور وغيره ،فال بأس به للصــائم" ،وال يفطر في
أيضـا "وكره له (شـم ما ال ي من) من شـمه (أن يجذبه نفس لحلق) شـام كسـحيق ً المذهب
مسـك( ،و) سـحيق (كافور ودهن ونحوه) كبخور بنحو عود خشـية وصـوله مث نفسـه الى
جوفه وعلم منه :أنه ال يكره شـــم نحو ورد وظطث عنبر ومســـك غير مســـحو " شـــرح
منتهى اإلرادات للبهوتي ،487/1ويقول شـيخ اإلسـالم "والبخور ظد يتصـاعد الى األنا
ويدخل في الدما وينعقد أجســــا ًما ،والدهن يشــــربه البدن ويدخل الى داخله ويتقوى به
اإلنســــان وكذلك يتقوى بالطيب ظوة جيدة ،فلما لم ينه الصــــائم عن ذلك دل على جواز
تطييبـه وتبخيره وادهـانـه وكـذلـك اكتحـالـه ...البخور والـدهن ونحو ذلـك ،لجـامث مـا
يشـــــتركـان فيـه من أن ذلـك ليس ممـا يتىـذى بـه البـدن ويســـــتحيـل في المعـدة د ًمـا ،وهـذا
الوصـا هو الذي أوجب أن ال تكون هذه األمور مفطرة وهذا موجود في محل النزاع"،
وبخـا الربو الىـازي غـاز ال يثبـت وال يبقى ،وفي فتـاوى اللجنـة الـدائمـة "يوجـد في
األســوا بخا معطر للفم اذا بخ داخل الفم ظد يترشــح أو يتكثا الى ســائل ،فهل يجوز
اســـتخدامه للصـــائم من أجل ازالة رائحة الفم؟ ج :13يجوز للصـــائم اســـتعمال البخا
المطيب لرائحة الفم اذا كان مجرد هواء ،أما ان كان فيه شـــيء من الســـوائل أو المواد
المـذابـة فـإنـه يجـب عليـه لفظ مـا يجـده في فمـه من ذلـك[ .األعضـــــاء :بكر أبو زيـد ،عبـد
العزيز آل الشـيخ ،صـالح الفوزان ،الرئيس :عبد العزيز بن عبد هللا بن باز] ،ويجيب ابن
عثيمين عن ســــائل "أضــــطر الســــتعمال بخا الصــــدر وله رائحة النعناع فهل يفطر
اســتعماله ،وماذا أفعل وأنا محتاج اليه؟ الجواب :هذا ال يفطر حســب ما اســتمعته اآلن،
69
عودا ولو بقي طرف ا ا ااه
[ويفطر ش ا ا ا ا ا اارب ال ا ا اادخ ا ا ااان] ( ،ويفطر إن أدخ ا ا اال يف دبره ً
()304
خ ااار ًج اا)(( ،)305أو ابتلع خيطًاا ولو ظ اال طرف ااه بي ااده)(( ،)306وإن داوى م اأموم ااة( )307أو
جائفة( )308بدواء يص ا اال إىل ااوف لرطوبته أفطر)( ،)309فأما الدواء اليابس فال يفطر به،
ألن فيه شيئًا مثل الىاز ما يلبث حتى ينتهي ،على كل حال اذا علم أن فيه جر ًما فال يبتلث
الجرم ،تكفيه الرائحة ،وهذا الهواء البارد ربما يفتح مناسـم الهواء يعني النفس ،ووصـول
الشــيء الى الحلق ال يفطر الصــائم ،والذي يفطر الصــائم ما يصــل الى المعدة ،كما ظال
هذا شـيخ اإلسـالم ابن تيمية ،ولكن ال يورد انسـان على كالم شـيخ اإلسـالم ابن تيمية
الدخان ،فهم يقولون :انه يصــل الى الرئة وال يصــل الى المعدة ،ألن هذا ليس بصــحيح،
فإنه يصـل الى المعدة ويصـل جزء كبير منه الى الرئة ،ولهذا يوجد أثر الدخان في أمعاء
الشـارب ،فهو يصـل بال شـك الى المعدة ،ثم هو يسـمى شـربًا ،يقال شـرب :فيدخل في ظوله
اشــ ـ ْربوا ْحتَّى يْتْبْيَّنْ لْكم ُال ْخيُط ُاأل ْ ُبيْض ِمنْ ُال ْخي ُِط ُاأل ْ ُســ ـ ْودِ} يدخل في ذلك من
{وكلوا ْو ُ
ْ
حيث انه يفطر الصـــائم ،ال من حيث انه مأمور به ،بل هو منهي عنه ،وشـــرب الدخان
ضـا
أيضـا "وأما اسـتعمال البخا في الفم فهذا أي ً ً حرام" جلسـات رمضـانية ،16/19وظال
ال بأس به اذا كان ليس ذا أجزاء تصل الى المعدة فأما اذا كان ذا أجزاء تصل الى المعدة
بخارا ال يعدو الفم فإنه
ً فإنه ال يجوز اسـتعماله ألن ذلك يفضـي لفسـاد صـومه أما اذا كان
ال يضــر ســواء اســتعمله لتطييب فمه أو اســتعمله لتســهيل النفس عليه كما يفعله بعض
المصابين بالضىط ونحو هذا" فتاوى نور على الدرب .2/11
( ) 304لما ذكرنا من كالم الشـيخ ابن عثيمين في النقطة السـابقة فالدخان له جرم يتجمث
ويصـل الى المعدة ،ونقل فيه اجماع معاصـر "ما علمت أن أحدًا من فقهاء المسـلمين ظال:
ان شرب هذا الدخان غير مفطر للصائم" المنار .189/31
( )305نص شـيخ اإلسـالم أن األصـحاب يرون أنه يفطر في شـرحه العمدة ،لكن رأيه بعدم
الفطر بالحقنة الشرجية يجعله يرى أن هذه ال تفطر من باب أولى.
( )306ذكر شــيخ اإلســالم في شــرح العمدة "أو ابتلث خيطا طرفه بيده ،ثم أخرجه ،فقال
أصــــحابنا :يفطر" ،لكن ظوله في ابتالع الحصــــاة الذي في 282ي يد رجوعه عن هذا
ضا.
القول أي ً
( )307جرح في الرأس يكشا المخ.
( )308جرح يصل الى باطن الجوا.
( ) 309اختار شــــيخ اإلســــالم الفطر في شــــرح العمدة ،واختار أنه ال يفطر في مجموع
الفتـاوى ،وعلـل ذلـك بنفس مـا علـل في الكحـل بـأن هـذا غير مىـذ التىـذيـة التي من األكـل
70
(فإن وص ا ا ا ا اال إليه فهو والرطب س ا ا ا ا اواء) ،وال فر بني الواص ا ا ا ا اال من املخار املعتادة وغري
املعتادة(( ،)310فإن جرح نفسا ا ا ا ااه أو جرحه غريه ابختياره فوصا ا ا ا اال إىل جوفه أفطر ،سا ا ا ا اواء
اس ا ااتقر النص ا اال يف جوفه أو مل يس ا ااتقر)( ،)311وإن جرح بغري اختياره فوص ا اال إىل جوفه ،مل
يفطر( ،)312فااإن جتوف جوف يف فخااذه أو يااده أو ظهره أو غري ذلااك ،وليس بينااه وبني
البطن منفذ ،فوضع فيه شيء ،مل يفطره(.)313
وذو الطعام يكره لغري حاجة ،لكن ال يفطره ،أما للحاجة فهو كاملض ا ا اامض ا ا ااة ،وإن غلبه
القيء مل يفطر( ،)314وإذا اسا ا ا ااتقاء :أفطر( ،)315واالسا ا ا ااتقاء :أن يسا ا ا ااتدعي القيء بيده أو
جبذب نفسا ااه ،وإن نظر إىل شا اايء يغثيه أو تفكر يف شا اايء يغثيه وهو قادر على دفعه فلم
يفعال ح قااء أفطر( ،)316والقيء املفطر :هو الطعاام و،وه الاذي خيرج من ااوف ،فاأماا
والشـــرب فال يصـــح القياس عليه ،والمذهب يرى أنها تفطر لوصـــول جرم الى الجوا
فيفطر كما لو وصلت حصاة.
( ) 310هذه نص عبارة شــــيخ اإلســــالم في شــــرح العمدة ،ولم يرجث عنها في مجموع
الفتاوى ،وهي مهمة جدًا في تخريَ رأيه في التقطير والحقن وما شـــابه ،وأن ظوله ليس
كقول الشافعية والحنفية الذين فرظوا بين في المداخل المعتادة وغير المعتادة.
(" ) 311ألنه ذاكر لصــــومه ،وصــــل الى جوفه باختياره ما أمكنه االحتراز منه" ،وهذا
تعليل شيخ اإلسالم في شرح العمدة وظد رجث عنه.
( )312ألنه في حكم المكره الذي ذكرنا حكمه في 234وسيأتي تفصيل حكمه أكثر.
( )313يقول شيخ اإلسالم "كما لو وضعه في فمه وأنفه".
ض" رواه ضا ٌءْ ،و ْم ُن ا ُستْقْا ْء فْ ُل ْي ُق ِ
علْ ُي ِه ظْ ْ عه ُالقْ ُيء فْلْي ْ
ُس ْ ( )314ظْا ْل ْرسول هللاِ ْ " م ُن ذْ ْر ْ
أحمد وابن ماجه وظال الدارظطني رواته كلهم ثقات ،وصححه األلباني.
( ) 315ظـال ابن المنـذر "وأجمعوا على ابطـال صـــــوم من اســـــتقـاء عـامـدًا" اإلجمـاع البن
المنذر ص .49
( )316بين شــيخ اإل ســالم أنها مخرجة على مســألة من تفكر حتى أنزل ،وظد خرجنا رأيه
هناك أنه يفطر ،فيخرج أنه يفطر هنا ،وظد ظدم الفطر هنا مما يدعم صـحة تخريجنا لرأيه
هنـاك في النقطـة ، 214لكنـه ظـال في مجموع الفتـاوى "واذا كـان كـذلـك فبـأي وجـه أراد
71
م ااا ينزل من الرأس ،فال أبس ب ااه ،وق اادر القيء ال ااذي حيص ا ا ا ا ا ا ا اال ب ااه الفطر هو [م ااا ك ااان
فاحشا](.)317
ً
جرحا
فأما ما غلب عنه املرء من هذه األشااياء ،مثل أن يذرعه القيء ،أو يرعف ،أو جيرح ً
بغري اختياره ،أو حيتلم ،و،و ذلك مل يفطر به(.)318
اخراج الدم أفطر كما أنه بأي وجه أخرج القيء أفطر ســواء جذب القيء بإدخال يده أو
بشــــم ما يقيئه أو وضــــث يده تحت بطنه واســــتخرج القيء فتلك طر إلخراج القيء"
ويدخل -بال ريب -في عموم ما ذكره المذكور في المتن فاعتبر في حكم المنصوص.
( )317أثبت شيخ اإلسالم كالم القاضي أنه "مبني على ظدر ما يحصل به نقض الطهر".
( )318يقول شــــيخ اإلســــالم "ألنه بمنزلة ما يدخل جوفه من الىبار والدظيق ونحو ذلك،
وألن امتناعه من هذه األشياء ال يدخل تحت ظدرته".
72
ويفطر ابحلجامة يف مجيع البدن ،مثل أن حيتجم يف يده أو سا ا اااقه أو عضا ا ااده أو رأسا ا ااه أو
قفاه( ،)319وإن شرط ابملشرط ومل خيرج دم ال يفطر ( ،)320وإن ركب احملاجم ال يفطر(،)321
فإن ش ا ا ا اارط وأخرج الدم من غري حمجمة ميتص هبا ،مثل الش ا ا ا اارط يف األذن أفطر هبا(،)322
وجيوز أن توض ا ا ا ااع احملاجم على العض ا ا ا ااو ويلني قبل غروب الش ا ا ا اامس ،مث يقع الش ا ا ا اارط بعد
( ) 323ألن التليين وتركيب المحاجم مقدمات فقط مثل وضث الماء في الفم.
( ) 324يقول شـيخ اإلسـالم "وظد بينا أن الفطر بالحجامة على وفق األصـول والقياس وأنه
من جنس الفطر بدم الحيض واالســــتقاءة وباالســــتمناء ،واذا كان كذلك فبأي وجه أراد
اخراج الدم أفطر كما أنه بأي وجه أخرج القيء أفطر ســـواء جذب القيء بإدخال يده أو
بشــم ما يقيئه أو وضــث يده تحت بطنه واســتخرج القيء فتلك طر إلخراج القيء وهذه
طر إلخراج الدم ولهذا كان خروج الدم بهذا وهذا سواء في باب الطهارة".
( ) 325لم أعلم أحدًا من األصــحاب ظبل شــيخ اإلســالم ظال بها ،لكن ال يوجد منصــوص
لامام ينافيها ،كما أنها مقتضــى ما ذهب اليه شــيخ اإلســالم من أن الحكم معلل كما بينا
في النقطة الســابقة ،فقاس على الحجامة الشــرط والفصــد ،والقياس على الحجامة رواية
في المذهب لم يخترها أكثر األصــحاب ،ولعل هذا ســبب عدم تخريجهم وج ًها في الفطر
باإلرعاا والجرح.
اجم ْو ُال ْمحُ جوم" الذي في .319
ط ْر ُال ْح ِ
( )326لحديث "أ ْ ُف ْ
( )327يقول شـيخ اإل سـالم "وأما الحاجم فإنه يجتذب الهواء الذي في القارورة بامتصـاصـه
والهواء يجتذب ما فيها من الدم فربما صــــعد مث الهواء شــــيء من الدم ودخل في حلقه
وهو ال يشــعر والحكمة اذا كانت خفية أو منتشــرة علق الحكم بالمظنة ... ،كما ينتقض
وضـــوء النائم وان لم يســـتيقن خروج الريح منه ألنه يخرج وال يدري وكذلك الحاجم ظد
يدخل الدم في حلقه وهو ال يدري ،وأما الشارط فليس بحاجم وهذا المعنى منتا فيه فال
يفطر الشـــــارط ،وكـذلـك لو ظـدر حـاجم ال يمص القـارورة بـل يمتص غيرهـا أو يـأخـذ الـدم
بطريق أخرى لم يفطر ،والنبي كالمـه خرج على الحـاجم المعروا المعتـاد ،واذا
شــخصــا بعينه فيشــترك في الحكم ســائر النوع للعادة
ً كان اللفظ عا ًما وان كان ظصــده
الشـــــرعيـة من أن مـا ثبـت في حق الواحـد من األمـة ثبـت في حق الجميث ،فهـذا أبلغ ،فال
ظا ومعنى أنه لم يدخل فيه مث بعده عن الشرع والعقل "... يثبت بلفظه ما يظهر لف ً
( )328لما ذكرنا في النقطة السابقة.
74
وخروج الدم الذي ال ميكن االحرتاز منه كدم املسااتحاضااة( )329وااروح ،والرعف ،وخروج
الادم اباراح والادماامال ،و،و ذلاك ،مماا ليس لاه وقات حمادد ميكن االحرتاز مناه ،ال يفطر،
وكذلك بط الدماميل والقروح( ،)330أما خروج دم احليض والنفاس فيفطر(.)331
( )329يقول شـيخ اإلسـالم "فإن االسـتحاضـة تعم أوظات الزمان ،وليس لها وظت ت مر فيه
بالصوم".
( )330هذه الدماء فضالت ال يضعا خروجها ،يقول شيخ اإلسالم "بخالا المستحاضة
فإن االسـتحاضـة تعم أوظات الزمان وليس لها وظت ت مر فيه بالصـوم وكان ذلك ال يمكن
االحتراز منـه :كـذرع القيء وخروج الـدم بـالجراح والـدمـامـل واالحتالم ونحو ذلـك ممـا
ليس له وظت محدد يمكن االحتراز منه ،فلم يجعل هذا منافيًا للصوم كدم الحيض".
( )331يقول شيخ اإلسالم "باتفا العلماء".
75
واحلجامة إذا فعلها انس ا اايا مل يفطر( ،)332والص ا اايام ال يبطل بفعل بش ا ا ٍ
ايء من املفطرات إذا
فعلاه انسا ا ا ا ا ا ايًاا أو خمطئًاا( )333وال قضا ا ا ا ا ا اااء علياه ،وال كفاارة(،)334وال فر بني األكال الكثري
مكرها مل يفسد صومه أيضا .وهو نوعان:
مفطرا ً
ً فعل منو ، والقليل()335
أحدمها :أال يكون له فعل يف األكل والش ا ا اارب و،ومها ،مثل أن يفتح فوه ويوض ا ا ااع الطعام
والش اراب فيه ،أو يلقى يف ماء فيدخل إىل أنفه وفمه ،أو يرش عليه ماء فيدخل مس ااامعه،
أو حيجم كرًهاا ،أو تاُداوى ماأمومتاه أو جاائفتاه بغري اختيااره ،أو جيرح جر ًحاا انفا ًذا إىل جوفاه
بغري اختياره و،و ذلك ،فال يفطر ،والرجل يرمي ابلش ا ا ا ا اايء فيدخل حلق اآلخر :وكل أمر
ذاكرا لصومه أو انسيًا(،)336
غلب عليه فليس عليه قضاء وال غريه ،وهذا كله سواء كان ً
( )332ذكر شيخ اإلسالم أنها منصوص أحمد ونقل وج ًها عن ابن عقيل أنه يفطر ،لكن ال
ريب أنها اختيار شـــيخ اإلســـالم فهو يختار أن المجامث ناســـيًا ال يفطر وهذه من باب
أولى ،كما أنها الموافقة ألصــله المطرد في مســائل الخطأ والنســيان المذكورة في 222
من كتاب الطهارة.
سـقْاه»
ط ْع ْمه هللا ْو ْصـ ُو ْمه ،فْإِنَّ ْما أ ْ ُ
ب فْ ُليتِ َّم ْي فْأ ْ ْك ْل ْوشـْ ِر ْ
ع ِن النَّ ِبي ِ ظْا ْل « ِاذْا ن ِْسـ ْ(ْ )333
متفق عليه ،ولما ذكرنا من ظاعدة مضطردة في 222من كتاب الطهارة.
ارة ْ" رواهعلْيه وال ْكف ْ ط ْر في ْر ْمضـــانْ ناسـ ـيًا فال ظْضـــا ْء ْ ي ْ " من أف ْ ( ) وظال النَّ ِب َّ
334
البيهقي وصـححه ابن خزيمة والدارظطني وحسـنه األلباني ،يقول شـيخ اإلسـالم "واألصـل
محظورا ناســيًا لم يكن ظد فعل منهيًا عنه فال ً الذي دل عليه الكتاب والســنة أن من فعل
يبطل بذلك شـيء من العبادات وال فر بين الوطء وغيره سـواء كان في احرام أو صـيام
...ما يفعله الناســي ال يضــاا اليه بل فعله هللا به من غير ظصــده ولهذا ظال النبي
{من أكل أو شـرب ناسـيا فليتم صـومه فإنما أطعمه هللا وسـقاه} ،فأضـاا اطعامه واسـقاءه
الى هللا ألنه لم يتعمد ذلك ولم يقصــــده ،وما يكون مضــــافًا الى هللا ال ينهى عنه العبد،
فإنما ينهى عن فعله ،واألفعال التي ليسـت اختيارية ال تدخل تحت التكليا ،ففعل الناسـي
كفعل النائم والمجنون والصىير".
( )335لعموم األدلة التي في النقطة السابقة والتي ظبلها.
علْ ُي ِه" الذي في 229ولما سيأتي في النقطة القادمة. "و ْما اسُت ُك ِرهوا ْ( ) لحديث ْ
336
76
والثاين :أن يكره على األكل ابلضا ا ا ا ا اارب ،أو احلبس ،أو الوعيد حيث يكون إكر ًاها ،ح
أيضا(.)338
أكل بنفسه ،فيجوز له ،فال يفطر ً
()337
أما ااهل :فإما أن جيهل أن ذلك الوقت من هنار رمض ا ا ا ااان ،مثل أن يعتقد أن ذلك اليوم
ليس من رمضا ا ا ا ا ا ا ااان ف ااإن ه ااذا يفطر( ،)339وإم ااا أن جيه اال أن ذل ااك الش ا ا ا ا ا اايء مفطر فال
يفطر(.)340
وماا دخال إىل فم الصا ا ا ا ا ا ااائم بغري اختيااره ال يفطره ،مثال أن يطري إىل حلقاه غباار الادقيق أو
الذابب و،و ذلك( ،)341فإن قص ا ا ا ااد مجع الغبار ،و،وه وابتالعه أفطر ،وإن اجتمع يف فيه
اإلســــالم أن علْ ُي ِه" الذي في ،229ويرى شــــيخ ٍ اســــت ُك ِرهوا ْ "و ْما ُ ( ) لعموم حديث ْ
337
اإلكراه على الفعـل معفو عنـه ،يقول " احـداهمـا :أنـه ال يبـاح بـاإلكراه اال األظوال دون
األفعال ،والثاني :وهو ظول األكثرين :ان المكرهة على الزنا ،وشرب الخمر معفو عنها
ور ْر ِحي ٌم}". لقوله تعالى { ْو ْم ُن ي ُك ِره َّن فْإِ َّن َّ ْ ِم ُن بْ ُع ِد ا ُك ْرا ِه ِه َّن غْف ٌ
( )338لمـا ذكرنـا من مســـــائـل اإلكراه على الجمـاع في 230و 234وهي هنـا من بـاب
أولى.
( )339ألنه لم ينو الصوم وال صوم اال بنية.
اشــــ ْربوا ْحتَّى ْيت ْ ْبيَّنْ لْكم ُال ْخيُط{وكلوا ْو ُ ت ْ «وأ ُن ِزلْ ُســــ ُع ٍد ظْا ْل ْ ســ ـ ُه ِل ب ُِن ْ ع ُن ْ
(ْ )340
جُر} ْو ْكانْ ِر ْجا ٌل ِاذْا أ ْ ْرادوا َّ
الصـ ـ ُو ْم ْر ْب ْ
ط {منْ ُالفْ ِ األ ْ ُب ْيض ِمنْ ُال ْخي ُِط األ ْ ُسـ ـ ْودِ} ْولْ ُم ْي ُن ِز ُل ِ
ط ُاأل ْ ُس ـ ْو ْدْ ،و ْال ْيزْ ال ْيأُكل ْحتَّى ْيت ْ ْبيَّنْ لْه ر ُ ْيته ْما، ض ْو ُال ْخ ُي ْ
ط ُاأل ْ ُب ْي ْأ ْ ْحده ُم ِفي ِرجُ لْ ُي ِه ُال ْخ ُي ْ
ار» رواه البخاري ومســـــلم جُر} فْ ْع ِلموا أْنَّ ْما يْ ُعنِي اللَّ ُي ْل ِمنْ النَّ ْه ِ {منْ ُالفْ ِ فْأ ْ ُنزْ ْل هللا بْ ُع ْده ِ
يقول شـيخ اإلسـالم "الذين أكلوا في رمضـان حتى تبين ألحدهم الحبال البيض من الحبال
ـاال بـالوجوب فلم الســـــود أكلوا بعـد طلوع الفجر ولم يـأمرهم بـاإلعـادة فه الء كـانوا جه ً
يأمرهم بقضـــاء ما تركوه في حال الجهل ،كما ال ي مر الكافر بقضـــاء ما تركه في حال
عذرا من النسـيان فإن الناسـي ظد كان علم ثم ذكر، كفره وجاهليته" ،ويقول "الجهل أشـد ً
عذرا في منث اإلفطار فالجهل أولى". أصال ،فإذا كان النسيان ً ً والجاهل لم يعلم
( )341ألنه مىلوب على ذلك ،فأشبه االحتالم وذرع القيء.
77
ض اا( ،)342فإن اعتمد القعود يف موض ااع يص اايبه ذلك
بغري قص ااده ،فابتلعه بقص ااده ،أفطر أي ً
حل اااج ااة ،مث اال أن يغرب اال ال اادقيق أو يقع ااد عن ااد من يغربل ااه حل اااج ااة ،ف اادخ اال إىل فم ااه ،مل
ض اا(،)344
يفطر ،وإن قعد لغري حاجة أو قدر على إمساااك فمه فلم يفعل ،مل يفطر أي ً
()343
وإذا ابتلع بقااي ما بني األس اانان بغري اختياره مل يفطر( ،)345وإذا متض اامض أو اس ااتنش ااق ومل
يزد على الثالث ومل يبال ،فساابقه املاء فدخل يف جوفه ،ال يفطر ،س اواء توضااأ لفريضااة أو
انفلة( ،)346فإن ابل يف االساتنشاا أو زاد على املرة الثالثة ،فدخل املاء إىل حلقه حرم إن
غلاب على الظن دخولاه إىل ااوف([ ،)347ولزماه القض ا ا ا ا ا ا اااء]( ،)348وإن اغتمس يف مااء،
فدخل املاء حلقه أو أنفه أو أذنه ،أو اغتس ا ا ا اال فدخل فمه أو أذنه أو أنفه ،أو متض ا ا ا اامض
لغري الوض ا ااوء ،فدخل املاء حلقه بغري اختياره ،فإن كان لطهارة مش ا ااروعة ،مثل أن يغس ا اال
اروعا كاانابة واامعة ،فهو كما لو ساابقه املاء يف
فمه من جناسااة به ،أو يغتساال غسا ًاال مشا ً
ال تفطر ،وأماا االغتس ا ا ا ا ا ا ااال( )351ودخول احلماام ،فال أبس باه إذا مل خيف الضا ا ا ا ا ا ااعف من
احلمام ،وال أبس ابالغتسال من احلر(.)352
ومااا جيتمع يف فمااه من الريق و،وه إذا ابتلعااه ،مل يفطر ومل يكره لااه ذلااك ،سا ا ا ا ا ا اواء ابتلعااه
ابختياره أو جرى إىل حلقه بغري اختياره ،إذا كان الريق قد اجتمع بنفسا ا ا ا ا ااه( ،)353فأما إن
مجعه وابتلعه فإنه يكره له ذلك و[ال يفطر]( ،)354وإن أخرج لسا ا ا ااانه وعليه ريق فأبرزه عن
( )349يقول شـيخ اإلسـالم "فأما ان غلب على ظنه ،حرم عليه فعله ،وأفطر بما يتولد منه
بال تردد" ،ودليلها في النقطة القادمة ان شاء هللا.
( ) 350ذكر روايتين وظدم المثبتة واسـتدل لها أكثر بكثير فدل على ميله اليها ،ومما اسـتدل
به "ألنه غير مأمور من الشـرع بهذه األشـياء ،فإذا فعلها ،كان ضـامنًا لما يتولد منها من
الفطر كما يضـمن ما يتولد من ضـرب الىير ،وألن مباشـرته للسـبب المقتضي لدخول هذه
األشياء الى جوفه بىير أمر الشرع اختيار منه وظصد".
ضــانْ ِم ُن أ ْ ُه ِل ِه ،ث َّم صــ ِبح جنبًا فِي ْر ْم ْ شــةْ " أ ْ َّن ْرســو ْل هللاِ ْ كانْ ي ُ ع ُن ْ
عائِ ْ (ْ )351
يْ ُىت ْ ِسلْ ،ويْصوم" متفق عليه.
ي ي رئِ ْ ب النَّبِي ِ " أ ْ َّن النَّبِ َّ ص ـ ْحا ِ ض ،أ ْ ُ ع ُن بْ ُع ِ
الرحُ ْم ِنْ ، ع ُن أْبِي بْ ُك ِر ب ُِن ْ
ع ُب ِد َّ (ْ )352
صـائِ ٌم" رواه أحمد ط ِ ْ ،وه ْو ْ علْى ْرأُ ِسـ ِه ُال ْما ْء ِمنْ ُال ْح ِر أ ْ ُو ِمنْ ُال ْع ْ جْ ،وه ْو يْصـب ْ بِ ُال ْع ُر ِ
وأبو داود وصححه األلباني.
( ) 353يقول شــيخ اإلســالم "ألن اجتماع الريق بنفســه أمر معتاد ،وفي ايجاب التبصــق
مشـــقة عظيمة" ،ويقول ابن ظدامة "ألن اتقاء ذلك يشـــق ،فأشـــبه غبار الطريق ،وغربلة
الدظيق" المىني .355/4
(" )354ألنه يصـل الى جوفه من معدته ،أشـبه ما اذا لم يجمعه ...فإن الريق ال يفطر اذا
لم يجمعه ،وان ظصـد ابتالعه ،فكذلك اذا جمعه ،بخالا غبار الطريق" المىني ،355/4
وظد ذكر شيخ اإلسالم وجهين وظال عن المثبتة انها ظاهر كالم اإلمام وظهر ميله اليها.
79
ش اافتيه ،مث أعاده وابتلعه ،مل يفس ااد ص ااومه( ،)355وإن انفص اال الريق عن فيه إىل ثوبه أو يده
و،و ذلاك ،مث أعااده إىل فياه وازدرده[ ،أفطر]( ،)356وإن خرج ريقاه إىل ش ا ا ا ا ا اافتياه مث ازدرده
[أفطر]( ،)357وإن كان يف فمه حص ا اااة أو درهم ،فأخرجه وعليه بلل ريقه ،مث أعاده وابتلع
اريا مل يفطر](،)358
كثريا أفطر ،وإن كان يسا ا ا ً
بعد ذلك ريقه [فإن كان الذي عليه من الريق ً
ض ا ا اا لو أدخل إىل فيه حص ا ا اااة مبلولة مباء أو ،وه ،أو مص لس ا ا ااان غريه و،و
ومثل هذا أي ً
ذلك مما يكون عليه رطوبة يس ا ا ا اارية ،كذلك لو تعلق بص ا ا ا اااقه خبيط و،وه مث أعاده إىل فمه
وإن كان للخيط طعم(.)359
( )355يقول شيخ اإلسالم "ألنه بلل متصل به ،فلم يفطره كما لو بقي في الفم".
( )356ألنـه يمكنـه االحتراز منـه ،وألنـه ابتلعـه من غير فمـه ،فـأشــــبـه مـا لو ابتلث غيره،
ونسبها شيخ اإلسالم الى بعض األصحاب واستدل لها ولم يذكر غيرها.
( )357ألنه صـار بخروجه عن فمه في حكم الظاهر ،ونسـبها شـيخ اإلسـالم الى ابن عقيل
واستدل لها ولم يذكر غيرها.
( )358ألنه ال يتحقق انفصـال ذلك البلل ودخوله الى حلقه ،فال تفطره ،كآثار المضـمضـة
والســواك الرطب ،وظد ذكر عن ابن عقيل وج ًها باإلفطار واســتدل لهذه أكثر ،وال ريب
أنها األظرب الى أصوله.
( )359لنفس ما ظلنا في النقطة السابقة.
80
وال ينبغي أن يتنخم ويقلع من جوفاه بلغ ًماا أو غريه ،إال أن يغلباه أمر فيقاذفاه وال يزدرده،
فإن ابتلع خنامة من صا ا ا ا اادره أو رأسا ا ا ا ااه ،فإنه يكره[ ،وال يفطر]( ،)360فأما القلس( )361إذا
عمدا أفطر( ،)363أما يف الصا ا ااالة ،فإن
خرج مث عاد بغري اختياره ،مل يفطر ،وإذا ابتلعه ً
()362
( ) 360ألنه معتاد في الفم ،غير واصـل من خارج ،أشـبه الريق ،وظد نقل شـيخ اإلسـالم في
المســألة روايتين ،لكنه نقل عن ابن عقيل تصــحيحه لعدم الفطر ولم يتعقبه ،وال ريب أن
عـدم الفطر بهـا يوافق مـا اســـــتقرت عليـه أصـــــولـه في األخير من ظوليـه حين علـل عـدم
الفطر بالكحل بقوله "واذا كانت األحكام التي تعم بها البلوى ال بد أن يبينها الرســول
بيـا ًنـا عـا ًمـا وال بـد أن تنقـل األمـة ذلـك :فمعلوم أن الكحـل ونحوه ممـا تعم بـه البلوى كمـا تعم
بـالـدهن واالغتســـــال والبخور والطيـب ،فلو كـان هـذا ممـا يفطر لبينـه النبي كمـا بين
اإلفطار بىيره" وعموم البلوى بالنخامة أكثر من الكحل بكثير ،فتكون أولى بالبيان منه،
كذلك رأيه في الحصاة وما شابه الذي في 282ي كد صحة التخريَ ،وهللا أعلم.
( " )361القلس :ما خرج من الحلق ملء الفم أو دونه ،وليس بقيء ،فإذا غلب فهو القيء"
الصحاح للجوهري " ،965/3القلس ما يخرج من المعدة عند التجشي مثالً انسان
تجشى فخرج منه ظلس ،وهو ما دون ملء الفم" تعليقات ابن عثيمين على الكافي
.177/3
( )362ألنه دخل بىير ارادته كىبار الطريق وما شابه.
(" ) 363ألن الفم في حكم الظاهر ،واألصل حصول الفطر بكل واصل منه ،لكن عفي
عن الريق لعدم امكان التحرز منه ،فما عداه يبقى على األصل" المىني .355/4
( )364لنفس ما ظلنا في القلس في النقطة السابقة.
( )365يقول شيخ اإلسالم "ألنه ال يمكن االحتراز عنه اال بمشقة ،وهو التبز ".
81
فمه ابلقيء أو الدم و،ومها ،أو بشا اايء من خارج ،وابتلع ريقه ،مل يفطر اببتالع الريق وإن
عمدا ،أو يكون معه جزء من
كان جن ًسا ا اا ،إال أن يكون قد وضا ا ااع النجاسا ا ااة يف فمه ً
()366
النجاسا ا ا ااة ميكن لفظه ،وما يوضا ا ا ااع يف الفم من طعام أو غريه ال يفطر( ،)367وكذلك ابقي
األشااياء إذا دخلت فم الصااائم ال تضااره ،لكن يكره ذلك إذا مل تدع إليه حاجة( ،)368فأما
خال و،وه ممااا
إن كااان حلاااجااة ،كمااا إذا ذا طعااا ًماا ولفظااه مثاال أن يااذو طعم القاادر أو ً
عسال وجمه ،أو ميض اخلبز للصيب و،و ذلك ،فال يكره(،)369
يريد شراءه ،أو وضع يف فيه ً
فاإن فعال فوجاد طعماه يف حلقاه أو نزل إىل جوفاه بغري اختيااره[ ،ال يض ا ا ا ا ا ااره وال قض ا ا ا ا ا ا اااء
عليا ااه]( ،)370ما ااا مل يبلعا ااه أو يزدرده متعما ا ًادا ،فا ااأما ااا ما ااا يبقى يف الفم من أجزاء املا اااء يف
( )366يقول شيخ اإلسالم "ألن ما يجري به الريق ال يفطر به ،كأثر المضمضة وأثر
الطعام".
ي، ش ُشـت ْي ُو ًما فْقْب َُّلت ْوأْنْا ْ
صـائِ ٌم ،فْأْتْيُت النَّ ِب َّ ب ظْا ْلْ :ه ـْ ع ُن ع ْم ْر ب ُِن ُالخ َّ
ْطا ِ (ْ )367
صــ ـا ِئ ٌم ،فْقْا ْل ْرســ ـول هللاِ " أ ْ ْرأْي ْ
ُت لْ ُو ع ِظي ًما ،ظْب َُّلت ْوأْنْا ْ صــ ـنْ ُعت ُال ْي ُو ْم أ ْ ُم ًرا ْفْق ُلتْ :
يم؟" رواه س بِذْ ِل ْك ،فْقْا ْل ْرس ـول هللاِ " فْ ِف ْ ص ـائِ ٌم؟" ظ ُلتْ :ال بْأ ُ ْ
ت ْ ت بِ ْماءٍ ْوأ ْ ُن ْضـ ْ ت ْ ْم ُ
ض ـ ْم ُ
أحمد وصــحح اســناده محققو المســند ،وصــححه ابن خزيمة واســتدل به شــيخ اإلســالم،
وا ســتدل لها شــيخ اإلســالم بأن "المضــمضــة جائزة بالســنة المســتفيضــة ،فإن النبي
وأصحابه كانوا يتمضمضون في وضوئهم وهم صيام".
( )368يقول شيخ اإلسالم "ألن فيه حو ًما حول الحمى".
س أ ْ ُن يْذو ْ ُال ْخ َّل أ ْ ِو «ال بْأ ُ َّْاس ،ظْا ْل ْ عب ٍ ( )369كالمضـمضـة واالسـتنشـا ،و ْ
ع ِن اب ُِن ْ
صـــائِ ٌم» رواه ابن أبي شـــيبة واســـتدل به اإلمام أحمد، الشـــ ُي ْءْ ،ما لْ ُم يْ ُدخ ُل ْح ُلقْه ْوه ْو ْ
َّ
ط َّع ْم ُال ِقـ ُد ْر أ ْ ِو
س أ ْ ُن يْت ْ ْ اس ْال ْبـأ ُ ْ "و ْظـا ْل ابُن ْ
عبـَّ ٍ جـازمـا في صـــــحيحـه ْ ً وروى البخـاري
ش ُي ْء". ال َّ
( )370وهي مبنية على عدم كراهة وضعه في فمه التي في النقطة السابقة.
82
املض ا ا اامض ا ا ااة ،فإنه ال يفطر بوص ا ا اوله إىل جوفه وإن أمكن االحرتاز عنه ابلبص ا ا ااق( ،)371وال
يس ا ااتحب إخراجه( ،)372ويكره للص ا ااائم مض ا ا العلك ،الذي كلما علكه قوي وص ا االب ومل
يتحلل منه شا ا ا اايء( ،)373ومجع الريق بعد مضا ا ا ا العلك وبلعه مكروه[ ،وال يفطر ابجتماع
هاذا الريق وابتالعاه]([ )374ولو وجاد طعم العلاك يف حلقاه]([ ،)375وحيرم مضا ا ا ا ا ا ا العلاك
الذي تتحلل منه أجزاء ،إال أال يبلع ريقه]( ،)376والساواك جائز للصااائم( )377ويسااتحب له
ولو بعد الزوال([ ،)378وال يكره السواك الرطب]( ،)379وابتالع ريق الغري يفطر(.)380
(" )371ألنه واصل بىير ظْصد ،أشبه الذباب" كشاا القناع للبهوتي .263/5
( )372ألنه لم يرد عن النبي وال عن السلا.
( ) 373يقول شــيخ اإلســالم "لما تقدم من أنه ال حاجة اليه ،وهو يحلب الفم ويجمث الريق
فيه ويورث العط ".
( )374وهي مخرجة على رواية بلث الريق التي في .354
(" ) 375ألن الطعم عرض ،وهو لم ينزل في حلقه شــــيء من األجســــام ،وهو ال يفطر
بهـذا كمـا لو وضـــــث رجلـه في المـاء فوجـد بردهـا ،وكمـا لو لطخ رجلـه بـالحنظـل فوجـد
طعمـه في فيـه ،فـإنـه ال يفطر" ،وظـد ذكر شـــــيخ اإلســـــالم وجهين ،واســــتـدل لهمـا بـأدلـة
متقاربة ،والمثبتة أظرب الى أصــوله -بال ريب ،-خاصــة بعد رجوعه عن مســألة الفطر
بالكحل ولو وجد طعمه.
( )376نقل ابن ظدامة وغيره فيها اإلجماع.
( )377بال خالا.
( )378لم يقم على كراهيته دليل شــرعي يصــلح أن يخص عمومات نصــوص الســواك،
وظياسه على دم الشهيد ونحوه ضعيا ،وظد ذكرنا المسألة في 260من كتاب الطهارة.
ب ْو ُاليْابِ ِس» رواه الر ُ
ط ِ اك َّالس ْو ِ
صائِم بِ ِ
ْاك ال َّ «ال بْأ ُ ْ
س أ ْ ُن يْ ُست ْ ع ِن اب ُِن ع ْم ْر ظْا ْل ْ
(ْ )379
ابن أبي شـيبة وح ِسـن اسـناده ،وظد ذكر شـيخ اإلسـالم روايتين في شـرح العمدة ،وذكر أن
المثبتة اختيار أبي بكر ،وهي أظرب الى أصوله في مسائل الصيام.
( )380يقول شـيخ اإلسـالم "واعتذروا عما روي عن عائشة :أن النبي كان يقبلها وهو
صــــائم ويمص لســــانها .رواه أحمد وأبو داود فإنه ظد روي عن أبي داود أنه ظال :هذا
اســــناد ليس بصــــحيح ،وأنه يجوز أن يكون المص في غير وظت التقبيل ،وأن يكون ظد
83
واالدهان والتطيب والتبخر ال يفطر( ،)381وال يفس ا ااد ص ا ااومه لو أنزل بغري ش ا ااهوة ،كالذي
خيرج منه املين لغري شا ا ا ااهوة( ،)382والقبلة إذا خاف الصا ا ا ااائم أن ينتشا ا ا اار ،اجتنبها ،وإذا أمن
ذلك فال أبس هبا( [ ،)383أما املباشا اارة لشا ااهوة فتحرم على الشا اااب( ،)384وتكره إذا كانت
من الش ا ا اايخ اهلرم( ،)386(])385واملباش ا ا اارة لغري ش ا ا ااهوة ،مثل أن ميس يدها ملرض و،وه ،فال
مصـه ولم يبت لعه ،وحمله بعضـهم على أن البلل الذي على لسـانها لم يتحقق انفصـاله الى
فيه ودخوله الى جوفه لقلته ،فلم يفطر على أحد الوجهين المتقدمين".
صــــبْحُ ت ُم ع ُبـ ِد َّ ِ بن مســـــعود ظْا ْل « ِاذْا أ ْ ُ ع ُن ْ ( )381ليس لهم أجزاء تدخل الجواْ ،
صائِ ِم أ ْ ُن ع ُن ظْت ْا ْدة ْ «ي ُست ْ ْحب ِلل َّصـبِحوا م َّد ْهنِينْ » رواه ابن أبي شـيبة وصـحح ،و ْ صـيْا ًما ،فْأ ْ ُ
ِ
صائِ ِم» رواه عبد الرزا في مصنفه. ع ُنه غب ُْرة ال َّ ْب ْ يْ َّدهِنْ ْحتَّى ت ْ ُذه ْ
سا على االحتالم كما بينا في .240 ( )382ظيا ً
سأ ْ ْل ْرسو ْل هللاِ :أْيقْ ِبل ال َّ
صائِم؟ فْقْا ْل لْه سلْ ْمةْ ،أْنَّه ْ ع ُن ع ْم ْر ب ُِن أ ْ ِبي ْ (ْ )383
صنْث ذْ ِل ْك ،فْقْا ْل :يْا سلْ ْمةْ فْأ ْ ُخبْ ْرتُه ،أ ْ َّن ْرسو ْل هللاِ يْ ُ ْرسول هللاِ ْ «
س ُل ْه ِذ ِه» ِأل ِم ْ
غفْ ْر هللا لْ ْك ْما تْقْد َّْم ِم ُن ذْ ُن ِب ْك ْو ْما تْأ ْ َّخ ْر ،فْقْا ْل لْه ْرسول هللاِ « أ ْ ْما ْرسو ْل هللاِ ،ظْ ُد ْ
ْوهللاِِ ،انِي ْألْتُقْاك ُم ِ َّّلِلِْ ،وأ ْ ُخشْاك ُم لْه» رواه مسلم.
ص لْه» صـائِ ِم« ،فْ ْر َّخ ْ ع ُن ُالم ْباشـ ْْرةِ ِلل َّ يْ سـأ ْ ْل النَّ ِب َّ
ع ُن أ ْ ِبي ه ْري ُْرة ْ أ ْ َّن ْرج ًال ْ (ْ )384
شــابٌّ " رواه أبو داود شــ ُي ٌخْ ،والَّذِي نْ ْهاه ْ ص لْه ْ ســأْلْه «فْنْ ْهاه» ،فْإِذْا الَّذِي ْر َّخ ْ ْوأْت ْاه آخْر فْ ْ
وظال األلباني حسن صحيح.
صـــائِ ٌمْ ،و ْكانْ أ ْ ُملْ ْكك ُم اشـــر ْوه ْو ْ ت « ْكانْ النَّ ِبي يقْ ِبل ْوي ْب ِ شـــةْ ظْالْ ُ عائِ ْ ( )385عن ْ
ِ ِإل ُر ِبـ ِه» متفق عليـه ،ووجـه الكراهـة الخوا من اإلفضـــــاء الى محـذور مثـل اإلنزال أو
الجماع ،ولهذا ظالت عائشة ْ " و ْكانْ أ ْ ُملْ ْكك ُم ِ ِإل ُربِ ِه".
( )386ذكر شـــــيخ اإلســـــالم روايـات ولم ينص على اختيـار ،والتفريق بين القبلـة ،وبين
المباشرة لشهوة ،وبين الشاب والشيخ الهرم ،أظرب الى أصوله.
84
يكره( ،)387وتكرار النظر مكروه ملن حترك ش ا ا ااهوته خبالف من ال حترك ش ا ا ااهوته( ،)388وإذا
قبل أو ابشر فأمذى مل يفسد صومه(.)389
يذكر شــــيئ ًا من ذلك" يتناول المذي أيضــــا ،وظد ذكر في نفس المبحث في تعليل الفطر
باالسـتمناء "وكذلك االسـتمناء مث ما فيه من الشـهوة فهو يخرج المني الذي هو مسـتحيل
في ال معـدة عن الدم فهو يخرج الدم الذي يتىـذى به ،ولهـذا كان خروج المني اذا أفرط فيـه
يضر اإلنسان ويخرج أحمر" وترى هذه العلة غير موجودة في المذي.
نهـارا
ً ( )390وهي روايـة عن أحمـد ،يقول ابن مفلح "وكـذا من جـامث يعتقـده ً
ليال فبـان
يقضـــي ،جزم به األكثر ...وفي الرعاية رواية [عن اإلمام أحمد] :ال يقضـــي ،واختاره
شـيخنا" ،يقول شـيخ اإلسـالم "وأما أصـحاب الشـافعي وأحمد فقالوا النسـيان ال يفطر ألنه
ال يمكن االحتراز منه بخالا الخطأ فإنه يمكنه أال يفطر حتى يتيقن غروب الشمس وأن
يمسك اذا شك في طلوع الفجر ،وهذا التفريق ضعيا واألمر بالعكس ،فإن السنة للصائم
أن يعجل الفطر وي خر الســحور ،ومث الىيم المطبق ال يمكن اليقين الذي ال يقبل الشــك
ضا فقد ثبت في صحيح البخاري اال بعد أن يذهب وظت طويل جدًا يفوت المىرب ...وأي ً
عن {أســماء بنت أبي بكر ظالت :أفطرنا يوما من رمضــان في غيم على عهد رســول هللا
ثم طلعت الشـمس} ،وهذا يدل على شـيئين :على أنه ال يسـتحب مث الىيم التأخير الى
أن يتيقن الىروب فـإنهم لم يفعلوا ذلـك ولم يـأمرهم بـه النبي ،والصــــحـابـة مث نبيهم
أعلم وأطوع ى ولرســــوله ممن جاء بعدهم ،والثاني ال يجب القضــــاء فإن النبي لو
أمرهم بالقضــاء لشــاع ذلك كما نقل فطرهم ،فلما لم ينقل ذلك دل على انه لم يأمرهم به،
فإن ظيل :فقد ظيل لهشــام بن عروة :أمروا بالقضــاء؟ ظال :أو بد من القضــاء؟ ظيل :هشــام
معمرا
ً ظـال ذلـك برأيـه لم يرو ذلـك في الحـديـث ،ويـدل على أنـه لم يكن عنـده بـذلـك علم :أن
روى عنه ظال :سـمعت هشـا ًما ظال :ال أدري أظضـوا أم ال؟ ذكر هذا وهذا عنه البخاري،
والحديث رواه عن أمه فاطمة بنت المنذر عن أسـماء ،وظد نقل هشـام عن أبيه عروة أنهم
لم ي مروا بالقضـــاء ،وعروة أعلم من ابنه ،وهذا ظول اســـحا بن راهويه -وهو ظرين
ضا فإن هللا ظال في كتابه {وكلوا واشربوا حتى أحمد بن حنبل ويوافقه في المذهب ...وأي ً
يتبين لكم الخيط األبيض من الخيط األســــود من الفجر} ،وهذه اآلية مث األحاديث الثابتة
86
الفجر قد طلع مل يفطر( ،)391من ابشاار زوجته وهو يساامع املتسااحر يتكلم فال يدري :أهو
يتس ا ااحر؟ أم يؤذن؟ مث غلب على ظنه أنه يتس ا ااحر فوطئها وبعد يس ا ااري أض ا اااء الص ا اابح فال
قضا اااء عليه وال كفارة ( ،)392وإن أكل شا ااا ًكا يف طلوع الفجر مل يفسا ااد صا ااومه( ،)393وإن
أكل ش ااا ًكا يف غروب الش اامس ودام ش ااكه ،أو أكل يظن بقاء النهار ،فس ااد ص ااومه(،)394
ليال صح صومه](.)395
[فلو ابن ً
عن النبي تبين أنـه مـأمور بـاألكـل الى أن يظهر الفجر فهو مث الشـــــك في طلوعـه
مأمور باألكل كما ظد بسط في موضعه".
( )391لما ذكرنا في النقطة الســابقة ،ويقول شــيخ اإلســالم "وهذا القول أصــح األظوال،
وأشبهها بأصول الشريعة وداللة الكتاب والسنة ،وهو ظياس أصول أحمد وغيره ،فإن هللا
رفث الم اخذة عن الناسي والمخط ،وهذا مخط وظد أباح هللا األكل والوطء حتى يتبين
الخيط األبيض من الخيط األسـود من الفجر ،واسـتحب تأخير السـحور ،ومن فعل ما ندب
اليه وأبيح له لم يفرط ،فهذا أولى بالعذر من الناسي".
( )392يقول شــيخ اإلســالم "وهذا ظول النبي وهو أظهر األظوال وألن هللا تعالى عفا
عن الخطأ والنســـيان وأباح األكل والشـــرب والجماع حتى يتبين الخيط األبيض من
الخيط األسـود ،والشـاك في طلوع الفجر يجوز له األكل والشـرب والجماع باالتفا ،وال
ظضاء عليه اذا استمر الشك".
( )393ألن األصـل بقاء الليل وهو لم يتقين سـبب القضـاء ،وسـيظهر األمر أكثر في النقطة
القادمة ان شاء هللا.
( )394نقل ابن مفلح فيهما اإلجماع ،الفروع ،37/5يقول شــيخ اإلســالم موضــ ًحا الفر
بين المســـــألتين "ألن األصـــــل بقـاء النهـار فـإذا أكـل ظبـل أن يعلم الىروب فقـد أكـل في
الوظت الذي يحكم بأنه نهـار ،واذا أكل ظبـل أن يتبين الفجر فقـد أكل في الوظت الذي يحكم
بأنه ليل ،وألن هللا ســــبحانه ظال { ْحتَّى يْتْبْيَّنْ لْكم ُال ْخيُط ُاأل ْ ُبيْض ِمنْ ُال ْخي ُِط ُاأل ْ ُســــ ْو ِد ِمنْ
ُالفْج ُِر} فمن أكل وهو شاك فقد أكل ظبل أن يتبين له الخيط األبيض".
( )395هكذا ذكرها ابن مفلح في الفروع وتبعه المرداوي في اإلنصاا ،ولم يذكرا خالفًا
ال داخل المذهب وال خارجه.
87
والوقت الذي جيب صيامه هو من طلوع الفجر الثاين( )396إىل مغيب قرص الشمس(،)397
فإذا غاب مجيع القرص أفطر الصا ا ا ا ا ااائم وال عثة ابحلمرة الشا ا ا ا ا ااديدة الباقية يف األفق(،)398
ويسااتدل على مغيبها ابسااوداد انحية املشاار ؛ فإنه إذا غاب مجيع القرص ظهر الساواد من
املش اار ( ،)399والس اانة تعجيل الفطور( ،)400ويس ااتحب التعجيل إذا غاب القرص مع بقاء
ق ورك ُم أْذْان بِ ْال ٍلْ ،و ْال بْ ْيـاض ُاألف ِ ســــح ِ «ال يْى َّرنَّك ُم ِم ُن ْ هللا ْ (ْ )396ظـا ْل ْرســــول ِ
ير ْه ْكذْا» ْو ْح ْكاه ْح َّما ٌد [أحد رواة الحديث] بِيْ ْد ُي ِه ،ظْا ْل :يْ ُعنِي ُالم ُسـت ِْطيل ْه ْكذْاْ ،حتَّى يْ ُسـت ِْط ْ
صــابِ ْعه ،ث َّم ُس الَّذِي يْقول ْه ْكذْا ْ -و ْج ْم ْث أ ْ ْ ضــا ،وظْا ْل ْرســول هللاِ « اِ َّن ُالفْج ُْر لْي ْ م ُعت ِْر ً
علْى ُالم ْ
س ِب ْح ِة ْو ْم َّد ْي ْد ُي ِه» س ِب ْحةْ ْ ض ْث ُالم ْ ض ْ ،-ولْ ِك ِن الَّذِي ْيقول ْه ْكذْا ْ -و ْو ْ س ْها ِالْى ُاأل ْ ُر ِ نْ ْك ْ
رواه مســلم ،يقول شــيخ اإلســالم "وفر بين الســبابتين" ،وظد أتيت بهذه الرواية للحديث
بســبب كثرة خالا المعاصــرين في وظت طلوع الفجر الصــاد ليعرا المقصــود من
"ال يْى َّرنَّك ُم نِ ْداء بِ ْال ٍلْ ،و ْهذْا ُالبْيْاض ْحتَّى انفجار الفجر الذي في حديث ْرســــول هللاِ ْ
طل ْث ُالفْجُر" رواه أحمد وظال محققو المســــند حســــن صــــحيح ،وظد يْ ُنفْ ِج ْر ُالفْجُر" ،أ ْ ُو "يْ ُ
راظبت الفجر بنفســي في شــمال بالد الشــام ما ال أحصــي من المرات وفي أماكن عدة،
فكان أظرب توظيت الى الصـــحة توظيت رابطة العالم اإلســـالمي يطلث الفجر فيه أو ظبله
بدظيقة أو دظيقتين أو بعده بدظيقة أو دظيقتين.
( )397ظـال تعـالى { ْحتَّى ْيت ْ ْبيَّنْ لْكم ُال ْخيُط ُاأل ْ ُب ْيض ِمنْ ُال ْخي ُِط ُاأل ْ ُســــ ْو ِد ِمنْ ُالفْج ُِر ث َّم أ ْ ِتموا
ار" الذي في .340 ام اِلْى اللَّ ُي ِل} ،ولحديث "فْ ْع ِلموا أْنَّ ْما يْ ُعنِي اللَّ ُي ْل ِمنْ النَّ ْه ِ الصيْ ْ
ِ
ت (ْ )398ظـا ْل ْرســــول هللاِ ِ « اذْا أ ْ ُظ ْبـ ْل اللَّيـُل ِم ُن هـْاهنـْاْ ،وأ ْ ُد ْب ْر النَّ ْهـار ِم ُن هـْاهنـْاْ ،وغ ْْر ْبـ ِ
صائِم» متفق عليه. ط ْر ال َّ ش ُمس ،فْقْ ُد أ ْ ُف ْ ال َّ
شـــ ُه ِرســـفْ ٍر فِي ْ ع ُب ِد هللاِ ب ُِن أ ْ ِبي أ ْ ُوفْى ،ظْا ْل :كنَّا ْم ْث ْرســـو ِل هللاِ فِي ْ ع ُن ْ (ْ )399
الشـ ـ ُمس ظْا ْل «يْا ف ْالن ،ا ُن ِز ُل فْا ُج ْد ُح لْنْا» ظْا ْل :يْا ْرسـ ـو ْل هللاِِ ،ا َّن ت َّ ضـ ـانْ ،فْلْ َّما غْابْ ِ ْر ْم ْ
ب النَّبِي ،ث َّم شــــ ِر ْ اراْ ،ظـا ْل «ا ُن ِز ُل ْفـا ـُجدْحُ لْنـْا» ْظـا ْل :فْنْزْ ْل فْ ْجـ ْد ْحْ ،فـأْتـْاه ِبـ ِه ،فْ ْ علْيـ ُْك نْ ْهـ ً
ْ
صائِم» متفق ط ْر ال َّ ش ُمس ِم ُن هْا هنْاْ ،و ْجا ْء اللَّيُل ِم ُن هْا هنْا ،فْقْ ُد أ ْ ُف ْ ت ال َّ ظْا ْل :بِيْ ِد ِه « ِاذْا غْابْ ِ
ســــ ِعيـ ٍد فْ ْرآه ي ُف ِطر ظْ ُبـ ْل ْم ِىيـ ِ
ب علْى أ ْ ِبي ْ ع ُبـ ِد ُال ْوا ِحـ ِد ب ُِن أ ْ ُي ْمنْ ْ
ع ُن أ ْ ِبيـ ِه أ ْ َّنـه نْزْ ْل ْ ع ُن ْ عليـهْ ،
ص ،رواه ســـعيد في ســـننه ،وظال عنه شـــيخ اإلســـالم "وهذا محمول على القرص ُالق ُر ِ
األحمر ال على نفس ظرص الشمس".
ط ْر» متفق عليه. ع َّجلوا ُال ِف ُ( )400ظْا ْل ْرسول هللاِ ْ « ال ْيزْ ال النَّاس ِب ْخي ٍُر ْما ْ
88
تلك احلمرة الش ا ااديدة ،فإذا تيقن أو غلب على ظنه مغيب الش ا اامس ،جاز له الفطر(،)401
وليس عليه أن يبحث بعد ذلك ،فأما مع الشا ا ا ااك ،فال جيوز له الفطر( ،)402واالختيار أن
ال يفطر ح يتيقن الغروب( ،)403ويساتحب أن يفطر قبل الصاالة( ،)404وينبغي أن يفطر
على خلوفه( ،)405ويس ا ا ااتحب الفطر على رطب ،فإن مل يكن فعلى متر ،فإن مل يكن فعلى
مااء( ،)406ويس ا ا ا ا ا ااتحاب أن يادعو عناد فطره فيقول «ذهاب الظماأ ،وابتلات العرو ،وثبات
األجر إن شاء هللا تعاىل»( ،)407ويقول «اللهم ،لك صمت ،وعلى رزقك أفطرت»(.)408
ع ُه ِد النَّبِي ِ يْ ُو ْم ْ
غي ٍُم ،ث َّم علْى ْ ت «أ ْ ُف ْ
ط ُرنْا ْ ت أْبِي بْ ُك ٍر ظْالْ ُ ع ُن أ ْ ُس ْما ْء بِ ُن ِ (ْ )401
ضاءٍ اء؟ ظْا ْل :ب ٌّد ِم ُن ظْ ْ
ض ِ ش ُمس»ِ ،ظي ْل ِل ِهش ٍْام [أحد رواه الحديث] :فْأ ِمروا ِب ُالقْ ْ ت ال َّطلْ ْع ِ
ْ
ض ُوا أ ْ ُم ْال .رواه البخاري ،وألن غلبة الظن في س ِم ُعت ِهشْا ًماْ :ال أ ْ ُد ِري أْظْ ْ ْوظْا ْل ْم ُع ْم ٌرْ :
مواظيت العبادات تجري مجرى اليقين.
( )402لما ذكرنا من بطالن صومه في .394
طا للعبادة وخرو ًجا من الخالا. ( )403احتيا ً
ط ْبـاتٍ،علْى ر ْ ي ْ ع ُن أْن ِْس ب ُِن ْمـا ِلـكٍ ْ ظـا ْل « ْكـانْ النَّ ِبي ي ُف ِطر ظْ ُبـ ْل أ ْ ُن ي ْ
صــــ ِل ْ (ْ )404
ت ِم ُن ْماءٍ » رواه الترمذي سـ ْوا ٍ سـا ْح ْ ات ْح ْات ،فْإِ ُن لْ ُم ت ْك ُن ت ْمي ُْر ٌ
ات فْت ْمي ُْر ٌ
طبْ ٌ فْإِ ُن لْ ُم ت ْك ُن ر ْ
وظال حسـن غريب وصـححه األلباني ،وكما يدل عليه حديث «ا ُن ِز ُل فْاجُ دْحُ لْنْا» الذي في
.399
ض فْ ْال يْم َّجه لْ ِك ُن يْسـ ُْرط» رواه ابن ض ْم ْ صـائِم فْت ْ ْم ـُط ْر ال َّ ( )405ظْا ْل أْبو ه ْري ُْرة ْ ِ « اذْا أ ْ ُف ْ
أبي شــيبة ،وأعل باإلرســال وليس بعلة عندنا على ما فصــلنا في المقدمة ،ويقول شــيخ
اإلسالم "ألنه أثر العبادة فلم يضيعه".
( )406لما في الحديث الذي في .404
ت ُالعرو ، الظ ْمأ ْوا ُبت ْلَّ ِ
ْب َّ
ط ْر ظْا ْل «ذْه ْ ع ِن اب ُِن ع ْم ْر ْ كانْ ْرسـول َّ ِ ِ اذْا أ ْ ُف ْ (ْ )407
ت ُاألْجُر ِا ُن شْا ْء َّ » رواه أبو داود وحسن اسناده الدارظطني وحسنه األلباني. ْوثْبْ ْ
ط ْر ْظـا ْل «اللَّه َّم لْـ ْك صــــ ُمـت،
ي ْ كـانْ ِاذْا أ ْ ُف ْ ع ُن م ْعـا ِذ ب ُِن ز ُه ْرة ْ ،أ ْ َّنـه بْلْىـْه أ ْ َّن النَّبِ َّ (ْ )408
ط ُرت» رواه أبو داود وضعفه األلباني لارسال والجهالة وال يمنث العمل علْى ِر ُزظِ ْك أ ْ ُف ْ
ْو ْ
به عندنا كما فصلنا في المقدمة.
89
والس ااحور س اانة( ،)409ويكون على أكل إن قدر عليه( ،)410والس اانة أتخريه( ،)411وجيوز أن
أيكال ماا مل يتبني طلوع الفجر وإن كاان ش ا ا ا ا ا ااا ًكاا فياه من غري كراهاة( ،)412فاإذا كاان املؤذن
يؤذن قباال طلوع الفجر كمااا كااان بالل يؤذن قباال طلوع الفجر على عهااد النيب وكمااا
يؤذن املؤذنون يف دمشا ا ا ا ااق وغريها قبل طلوع الفجر فال أبس ابألكل والشا ا ا ا اارب بعد ذلك
بزمن يسري.
لكن يسااتحب تركه إذا شااك يف طلوع الفجر( ،)413والشااك رة يكون مع رعايته للفجر،
فال يدري أطلع الضوء أم ال؟ و رة الختالف املخثين به ،و رة لكونه يف موضع حمجوب
عن الفجر ،وليس عليااه أن يبحااث( ،)414لكن إن غلااب على ظنااه طلوعااه مل جيز األكاال،
ور بْ ْر ْكةً» متفق عليه. سح ِ س َّحروا ،فْإِ َّن فِي ال َّ ( )409ظْا ْل النَّبِي « ت ْ ْ
ب ،أ ْ ُكلْة َّ
السـ ْح ِر" صـيْ ِام أ ْ ُه ِل ُال ِكت ْا ِ امنْا ْو ِ
صـيْ ِصـ ْل ْما بْيُنْ ِ ( )410ظْا ْل ْرسـول هللاِ " اِ َّن فْ ُ
ســــحور ُالم ُ ِم ِن الت َّ ُمر» رواه أبو داود ع ِن النَّ ِبي ِ ْ ظـا ْل «نِ ُع ْم ْ رواه أحمـد ومســـــلم ،و ْ
وصححه األلباني.
الصـــ ْالةِ ،ظ ُلت ْك ُم
ام ِالْى َّ ت ظْا ْل «ت ْْســـ َّح ُرنْا ْم ْث النَّ ِبي ِ ،ث َّم ظْ ْ ع ُن زْ ُي ِد ب ُِن ثْا ِب ٍ(ْ )411
ور؟ ظْا ْل :ظْ ُدر خ ُْم ِسينْ آيْةً» متفق عليه. سح ِ ان ْوال َّْكانْ بْيُنْ ُاألْذْ ِ
ور؟ َّاس ،فْقْا ْل لْه ْمت ْى أ ْ ْدع الس ـح ْ عب ٍ ُح ،ظْا ْلْ :جا ْء ْرج ٌل ِالْى اب ُِن ْ ع ُن م ُس ـ ِل ِم ب ُِن ص ـ ْبي ٍ (ْ )412
ت ْحتَّى َّاس «ك ُل ْما شـْ ْك ُك ْ عب ٍ ت فْ ْدعُه ،فْقْا ْل ابُن ْ س ِع ُن ْده :ك ُل ْحتَّى ِاذْا شـْ ْك ُك ْ فْقْا ْل ْرج ٌل ْجا ِل ٌ
ْال ت ْش َّك» رواه عبد الرزا في مصنفه وابن أبي شيبة واستدل به شيخ اإلسالم.
طا للعبادة. ( )413احتيا ً
اب ْال يْ ُف ْج نْا الص ـبُح" ع ُن أْبِي ظِ ْالبْةْ ،أ ْ َّن أْبْا بْ ُك ٍر [الصــديق] ْكانْ يْقول "أ ْ ِجيفوا ُالبْ ْ (ْ )414
رواه عبد الرزا في مصنفه ،وأجيفوا الباب :أي ردوه.
90
فإن أكل قض ا ا ا ا ا ااى( ،)415وأما ااماع فيكره مع الش ا ا ا ا ا ااك( ،)416وإذا حلت الصا ا ا ا ا ا ااالة حرم
الطعام(.)417
اصــــل ،ظْا ْل :اِنِي أْبِيت صــــا ْلْ ،م َّرتْي ُِن ظِي ْل :اِنَّ ْك ت ْو ِ ع ِن النَّبِي ِ ظْا ْل «اِيَّاك ُم ْو ُال ِو ْ (ْ )418
ين ،فْا ُكلْفوا ِمنْ ُال ْع ْم ِل ْما ت ِطيقونْ » متفق عليه ،ظال شـــيخ اإلســـالم ط ِعمنِي ْربِي ْويْ ُســـ ِق ِ ي ُ
"وتفسيره في أظهر الوجهين :أن هللا يىذيه بما يىنيه عن األكل والشرب المعتاد من العلم
واإليمـان ،لقولـه «أظـل عنـد ربي» وذاك انمـا يكون بـالنهـار ،ولو أكـل األكـل المعتـاد
ً
مواصال". بالنهار ألفطر ،وألنه بين أنه يواصل ،ولو كان يأكل لم يكن
اس ،فْبْلْ ْغ ْاس ِمنْ النَّ ِ
اصـ ْل أن ٌ الشـ ُه ِرْ ،و ْو ْ آخ ْر َّ اصـ ْل النَّ ِبي ِ «و ْ ع ُن أْن ٍْس ظْا ْل ْ (ْ )419
اال يْ ْدع ُالمت ْ ْع ِمقونْ ت ْ ْعمقْه ُم ،اِنِي لْ ُســت اصــ ُلت ِو ْ
صــ ً الشــ ُهر ،لْ ْو ْ ي َّ ي فْقْا ْل :لْ ُو م َّد بِ ْ النَّبِ َّ
معلال الكراهة ً ين» متفق عليه ،يقول شــيخ اإلســالم ط ِعمنِي ْربِي ْويْ ُســ ِق ِ ظل ي ُ ِمثُلْك ُم ،اِنِي أ ْ ْ
دون التحريم "ألن أصــحاب رســول هللا واصــلوا بعد نهيهم ،ولو فهموا منه التحريم لما
استجازوا أن يعصوا هللا ورسوله ،بل فهموا أنه نهى رحمة ورفقًا بهم ،فظنوا أن بهم ظوة
على الوصـال ،وأنهم ال حاجة بهم الى الفطر ،فىضـب من هذا الظن المخط ،وألنه
مجرد ترك األكل بىير نية الصـوم على وجه ال يخاا معه التلا وال ترك واجب ،ومثل
هذا ال يكون محر ًما".
صـلوا فْأْيك ُم أ ْ ْرا ْد "ال ت ْوا ِ سـ ِم ْث ْرسـو ْل هللاِ يْقول ْ سـ ِعي ٍد ُالخ ُد ِري ِ ،أْنَّه ْ ع ُن أْبِي ْ (ْ )420
اص ـل ،ظْا ْل "اِنِي لْ ُس ـت ْك ْه ُيئْتِك ُم ،اِنِي الس ـ ْح ِر" فْقْالوا :اِنَّ ْك ت ْو ِ اص ـ ُل ْحتَّى َّ اص ـ ْل فْ ُلي ْو ِ أ ْ ُن ي ْو ِ
سا ٍ يْ ُس ِقينِي" رواه أحمد والبخاري. ط ِعمنِيْ ،و ْ ط ِع ٌم ي ُأْبِيت ِلي م ُ
( )421لما ذكرنا في .400
( )422لحرمة الشهر.
ّلِل ْحـا ْجـةٌ فِي أ ْ ُن
ُس ِ ِور ْو ُال ْع ْمـ ْل ِبـ ِه ،فْلْي ْ
ع ظْ ُو ْل الز ِ (ْ )423ظـا ْل ْرســــول هللاِ ْ « م ُن لْ ُم ْيـ ْد ُ
ط ْعا ْمه ْوش ْْرابْه» رواه البخاري. ع ْ يْ ْد ْ
92
اللسا ا ا ا ا ااان( ،)424وال تفطر الغيبة والكذب والنميمة الصا ا ا ا ا ااائم( ،)425وينبغي له أن يرتك من
املباح ما ال يعنيه من األلفاظ(.)426
وتص اافد الش ااياطني يف رمض ااان( ،)427فض ااعفت قوهتم وعملهم بتص اافيدهم فلم يس ااتطيعوا أن
يفعلوا فيه ما كانوا يفعلونه يف غريه( ،)428واملصا ا اافد من الشا ا ااياطني قد يؤذي لكن هذا أقل
وأض ااعف مما يكون يف غري رمض ااان ،وهو بس ااب كمال الص ااوم ونقص ااه؛ فمن كان ص ااومه
دفعا ال يدفعه دفع الصوم الناقص.
كامال دفع الشيطان ً
ً
ام ،فْإِنَّه ِلي ْوأْنْا أْج ُِزي الصـيْ ْ ع ْم ِل اب ُِن آ ْد ْم لْه ِا َّال ِ ( )424ظْا ْل ْرسـول هللاِ :ظْا ْل هللا «كل ْ
سـابَّه أ ْ ْح ٌد أ ْ ُوصـخْبُ ،فْإِ ُن ْ ث ْو ْال يْ ُ صـ ُو ِم أ ْ ْحدِك ُم فْ ْال يْ ُرف ُالصـيْام جنَّةٌْ ،واِذْا ْكانْ يْ ُوم ْ بِ ِهْ ،و ِ
طيْب ِع ُن ْد هللاِ الصــائِ ِم أ ْ ُ
َّ صــائِ ٌمْ ،والَّذِي نْ ُفس م ْح َّم ٍد بِيْ ِد ِه ،لْخلوا فْ ِم ظْاتْلْه فْ ُليْق ُلِ :انِي ُامر ٌ ْ
صـ ُو ِم ِه» ي ْربَّه فْ ِر ْح ِب ْ ط ْر فْ ِر ْحْ ،و ِاذْا لْ ِق ْ ْان يْ ُف ْرحه ْماِ :اذْا أ ْ ُف ْ
لصـائِ ِم فْ ُر ْحت ِيح ُال ِمسـُ ِكِ ،ل َّ ِم ُن ِر ِ
متفق عليه.
( ) 425يقول شـيخ اإلسـالم "والكذب والىيبة والنميمة اذا وجدت من الصـائم فمذهب األئمة
أنه ال يفطر ،ومعناه أنه ال يعاظب على الفطر كما يعاظب من أكل أو شـــرب ،والنبي
حيث ذكر «رب صــائم حظه من الصــوم الجوع والعط » لما حصــل من اإلثم المقاوم
أيضــا ال تنازع فيه بين األئمة ومن ظال :انها تفطر بمعنى أنه لم يحصــل ً للصــوم ،وهذا
مقصــود الصــوم ،أو أنها ظد تذهب بأجر الصــوم ،فقوله يوافق ظول األئمة ،ومن ظال انها
تفطر بمعنى أنه يعاظب على ترك الصيام فهذا مخالا لقول األئمة" االختيارات للبعلي.
ط ِلي ٌق ت» ْو ْكانْ ْ ظ ْما ا ُست ْ ْ
ط ُع ْ ت فْت ْ ْحفَّ ُ
ق ب ُِن ظْي ٍُس ظْا ْل :ظْا ْل أْبو ذْ ٍر « ِاذْا ص ُم ْ ( )426عن ْ
ط ِلي ِ
ص ْالةٍ" رواه ابن أبي شيبة ،وصحح سنده. ص ُو ِم ِه ْد ْخ ْل فْلْ ُم يْ ُخرجُ ِا َّال ِل ِْاذْا ْكانْ يْ ُوم ْ
ار، ت أْب ُْواب النَّ ِ ت أْب ُْواب ُال ْجنَّ ِةْ ،وغ ِلقْ ُ ضان فتِ ْح ُ ( )427ظْا ْل ْرسول هللاِ ِ « اذْا ْجا ْء ْر ْم ْ
اطين". شيْ ِ ت ال َّ "وس ُل ِسلْ ِ اطين» رواه أحمد ومسلم ،وفي البخاري ْ شيْ ِ ت ال َّْوص ِف ْد ِ
( )428يقول شيخ اإلسالم "ولم يقل انهم ظتلوا وال ماتوا بل ظال (صفدت)"
93
ابب صيام التطوع
يوما( ،)429وأفضا اال الصا اايام بعد
يوما ويفطر ً
أفضا اال الصا اايام صا اايام داود ،كان يصا ااوم ً
احدا ،واألوىل
اهرا و ً
ً ا ش اوم
ا ص ي ملن ايام
ا ص ال ال
ا ض أف وهذا ، ش ااهر رمض ااان :ش ااهر هللا احملرم()430
صـيْام ْداو ْد ْكانْ يْصـوم يْ ُو ًما ْوي ُف ِطر الصـيْ ِام ِالْى ِ
هللا ِ ( )429ظْا ْل ْرسـول هللاِ « أ ْ ْحب ِ
سـه» ا اللَّ ُي ِل ْويْقوم ثلثْه ْويْنْام سـد ْ صـ ْصـ ْالة ْداو ْد ْكانْ يْنْام نِ ُ صـ ْالةِ ِالْى هللاِ ْ يْ ُو ًماْ ،وأ ْ ْحب ال َّ
متفق عليه.
ض ـل ش ـ ُهر هللاِ ُالم ْح َّرمْ ،وأ ْ ُف ْ ض ـانْ ْ ، الص ـيْ ِام ،بْ ُع ْد ْر ْم ْض ـل ِ ( )430ظْا ْل ْرس ـول هللاِ « أ ْ ُف ْ
ص ْالة اللَّ ُي ِل» رواه أحمد ومسلم. ض ِةْ ، ص ْالةِ ،بْ ُع ْد ُالفْ ِري ْ ال َّ
طا في شـــرح العمدة عند هذا الكالم، ( )431جم ًعا بين األدلة ،جدير بالذكر أن هناك ســـق ً
ويحتمل أنه ذكر آراء أخرى ،لكن المذكور أشبه بطريقته في جمث األدلة.
طلْقْ فْأْت ْاه ع ِم ْها ،أْنَّه أْت ْى ْرسو ْل َّ ِ ،ث َّم ا ُن ْ ع ُن م ِجيبْةْ ُالبْا ِه ِليَّ ِةْ ،
ع ُن أ ْ ِبي ْها أ ْ ُو ْ (ْ )432
ت؟» «و ْم ُن أ ْ ُن ْ
ت ْحاله ْو ْه ُيئْته ،فْقْا ْل :يْا ْرس ـو ْل َّ ِ ،أ ْ ْما ت ْ ُع ِرفنِي ،ظْا ْل ْ س ـنْةٍْ ،وظْ ُد ت ْ ْىي َّْر ُ
بْ ُع ْد ْ
ســــنْ ُال ْه ُيئ ْـ ِة؟»، ت ْح ْ غي َّْر ْكْ ،و ْظـ ُد ك ُنـ ْ ام ُاأل ْ َّو ِلْ ،ظـا ْل «فْ ْمـا ْعـ ْ ْظـا ْل :أْنـْا ُال ْبـا ِه ِلي ،الَّـذِي ِجئُتـ ْك ْ
سـ ـ ْك ،ث َّم ظْا ْل ُت نْ ُف ْ عذَّب ْ ار ُظت ْك ،فْقْا ْل ْرسـ ـول َّ ِ ِ ل ْم ْ ط ْعا ًما ِا َّال ِبلْ ُي ٍل م ُنذ فْ ْ ظْا ْلْ :ما أ ْ ْك ُلت ْ
شـ ُه ٍر» ،ظْا ْلِ :ز ُدنِي فْإِ َّن بِي ظ َّوةً ،ظْا ْل «صـ ُم يْ ُو ْمي ُِن»، صـب ُِرْ ،ويْ ُو ًما ِم ُن ك ِل ْ ش ُه ْر ال َّ «صـ ُم ـْ
ظْا ْلِ :ز ُدنِي ،ظْا ْل «صــ ُم ث ْ ْالثْةْ أْي ٍَّام» ،ظْا ْلِ :ز ُدنِي ،ظْا ْل :صــ ُم ِمنْ الحر ِم ْواتُر ُك ،صــ ُم ِمنْ
سـلْ ْها" رواه ضـ َّم ْها ث َّم أ ْ ُر ْ الحر ِم ْواتُر ُك ،صـ ُم ِمنْ الحر ِم ْواتُر ُك"ْ ،وظْا ْلِ :بأ ْ ْ
صـا ِب ِع ِه الث َّ ْالث ْ ِة فْ ْ
مجيُبة الباهلية ،وال يمنث االحتجاج عندنا على تفصــيل أبو داود وضــعفه األلباني لجهالة ِ
بيناه في المقدمة.
ب ك ِل ِه ِلئ ْ َّال يت َّ ْخذْ ِعيدًا» رواه صـيْ ِام ْر ْج ٍ ع ُن ِ َّاس يْ ُن ْهى ْعب ٍ طاءٍ ظْا ْل « ْكانْ ابُن ْ ع ْ ع ُن ْ (ْ )433
عبد الرزا في مصنفه وصححه ابن حجر وغيره.
94
احلجة( ،)434وآكدها يوم الرتوية وعرفة ،وإتباع رمض ااان بس اات من ش اوال مس ااتحب()435؛
اهرا بعشارة أشاهر ،وساواء صاامها عقيب الفطر أو فصال بينهما،
ألن ساتة أايم بشاهرين ،وش ً
مث نس ا ااخ( )439وأص ا اابح مس ا ااتحبًا( ،)440وعاش ا ااوراء هو اليوم العاش ا اار من احملرم ،والس ا اانة ملن
( )436يقول شـيخ اإلسـالم "ألن النبي ظال «وأتبعه بسـت من شـوال» ،وفي رواية:
محال لصـومها ،ولم يخصـص بعضـه من بعض ،ولو «سـتًا من شـوال» ،فجعل شـوال كله ً
اختص ذلك ببعضـه لقال «وسـتًا من أول شـوال أو من آخر شـوال» ،واتباعه بسـت من
شــوال يحصــل بفعلها من أوله وآخره ألنه ال بد من الفصــل بينها وبين رمضــان بيوم
الفطر ،وهو من شوال ،فعلم أنه لم يرد باإلتباع أن تكون متصلة برمضان ،وألن تقديمها
أرجح من جهة كونه أظرب وأشــد اتصـ ً
ـاال ،وتأخيرها أرجح لكونه ال يلحق برمضــان ما
ليس منه ،أو يجعل عيد ثان كما يفعله بعض الناس ،فاعتدال".
ب ْرسول هللاِ ْض ْ ُا ت ْصوم؟ فْى ِ ي فْقْا ْلْ :كي ْ ع ُن أ ْ ِبي ظْت ْا ْدة ْ ْ :رج ٌل أْت ْى النَّ ِب َّ
(ْ )437
ض ـينْا بِاىِ ْربَاْ ،وبِ ُ ِ
اإل ُس ـ ْال ِم دِينًاْ ،وبِم ْح َّم ٍد نْبِيَا ،نْعوذ ْض ـبْه ،ظْا ْلْ :ر ِ فْلْ َّما ْرأْى ع ْمر ،غ ْ
ضب ه ، س ْكنْ ْ
غ ْ ب ْرسو ِل ِه ،فْ ْج ْع ْل ع ْمر ي ْردِد ْهذْا ُال ْك ْال ْم ْحتَّى ْ ض ِغ ْب هللاِ ْو ْض ِ
غ ْ ِباىِ ِم ُن ْ
ط ْر» -أ ْ ُو ام ْو ْال أ ْ ُف ْ
صــ ْ«ال ْ ُا ِب ْم ُن ْيصــوم ال َّد ُه ْر كلَّه؟ ظْا ْل ْ فْقْا ْل ع ْمرْ :يا ْرســو ْل هللاِْ ،كي ْ
«وي ِطيق ذْ ِل ْك ُا ْم ُن ْيصـوم ْي ُو ْمي ُِن ْوي ُف ِطر ْي ُو ًما؟ ظْا ْل ْ ظْا ْل « -لْ ُم ْيصـ ُم ْولْ ُم ي ُف ِط ُر» ظْا ْلْ :كي ْ
ُاصــ ُوم ْداو ْد »ظْا ْلْ :كي ْ اك ْ ُا ْم ُن ْيصــوم ْي ُو ًما ْوي ُف ِطر ْي ُو ًما؟ ظْا ْل «ذْ ْ أ ْ ْحدٌ؟» ظْا ْلْ :كي ْ
«و ِد ُدت أْنِي ط ِو ُظت ذْ ِل ْك» ث َّم ظْا ْل ْرســ ـول هللاِ ْم ُن يْصــ ـوم يْ ُو ًما ْوي ُف ِطر يْ ُو ْمي ُِن؟ ظْا ْل ْ
ع ْرفْةْ، صـيْام يْ ُو ِم ْ صـيْام ال َّد ُه ِر ك ِل ِهِ ، ضـانْ ،فْ ْهذْا ِضـان ِالْى ْر ْم ْ ث ِم ُن ك ِل شـْ ُه ٍرْ ،و ْر ْم ْ «ث ْ ْال ٌ
ورا ْء، عاشــ ْ صــيْام يْ ُو ِم ْ الســنْةْ الَّتِي بْ ُع ْدهْ ،و ِ الســنْةْ الَّتِي ظْ ُبلْهْ ،و َّ علْى هللاِ أ ْ ُن ي ْك ِف ْر َّ أْحُ ت ِْســب ْ
سنْةْ الَّتِي ظْ ُبلْه» رواه مسلم. علْى هللاِ أ ْ ُن ي ْك ِف ْر ال َّ أْحُ ت ْ ِسب ْ
اس: ع ظْا ْل «أ ْ ْم ْر النَّ ِبي ْ رج ًال ِم ُن أ ْ ُسـلْ ْم :أ ْ ُن أْذ ُِن فِي النَّ ِ سـلْ ْمةْ ب ُِن ا ُأل ْ ُك ْو ِ
ع ُن ْ(ْ )438
ورا ْء» عاشــ ْ أ ْ َّن ْم ُن ْكانْ أ ْ ْك ْل فْ ُليْصــ ُم بْ ِقيَّةْ يْ ُو ِم ِهْ ،و ْم ُن لْ ُم يْك ُن أ ْ ْك ْل فْ ُليْصــ ُم ،فْإِ َّن ُاليْ ُو ْم يْ ُوم ْ
خصـوصـا في الصـوم فإنه لم ً متفق عليه ،يقول شـيخ اإلسـالم "واألمر يقتضـي اإليجاب
يكن يأمر بصــــيام التطوع ،وانما يرغب فيه ويحض عليه ،ثم أذانه بذلك في الناس أذانًا
عا ًما وأمره لآلكل بصوم بقية يومه توكيد ومبالىة ال يكون مثله لصوم مستحب".
ورا ْء فْقْا ْل :يْا أْبْا ْ
ع ُب ِد عاشـ ْ علْى اب ُِن ْم ُسـعو ٍد ْوه ْو يْأُكل يْ ُو ْم ْ (ْ )439د ْخ ْل ُاأل ْ ُشـ ْعث بُن ظْي ٍُس ْ
ض ـان ،فْلْ َّما نْزْ ْل صــام ظْ ُب ْل أ ْ ُن يْ ُن ِز ْل ْر ْم ْ
ورا ْء فْقْا ْل «ظْ ُد ْكانْ ي ْ عاش ـ ْ الرحُ ْم ِنِ ،ا َّن ُاليْ ُو ْم يْ ُوم َّْ
اط ْع ُم» متفق عليه. ت م ُف ِط ًرا فْ ُ ضان ،ت ِر ْك ،فْإِ ُن ك ُن ْ ْر ْم ْ
96
ام
ع ْ ورا ْء ْ
عاش ْ س ِم ْث م ْعا ِويْةْ بُنْ أ ْ ِبي س ُفيْانْ يْ ُو ْم ْ الرحُ ْم ِن أْنَّه « ْ ع ُن ح ْم ُي ِد ب ُِن ْ
ع ُب ِد َّ (ْ )440
س ـ ِم ُعت ْرســو ْل هللاِ يْقولْ :هذْا علْى ُال ِم ُنبْ ِر يْقول :يْا أ ْ ُه ْل ُال ْمدِينْ ِة ،أْيُنْ علْ ْما ك ُمْ ،ْح ََّْ ،
صـائِ ٌم ،فْ ْم ُن شـْا ْء فْ ُليْصـ ُم ْو ْم ُن شـْا ْء فْ ُلي ُف ِط ُر»
صـيْامهْ ،وأْنْا ْعلْيُك ُم ِ عاشـو ْرا ْءْ ،ولْ ُم ي ُكتْبُ ْ يْ ُوم ْ
متفق عليه ،يقول شــيخ اإلســالم "ومعاوية لم ير النبي بعد الهجرة يوم عاشــوراء اال
وهو مســـــلم ألنه ظبـل ذلك كان بمكـة ،والنبي بالمـدينـة ،وانمـا أســـــلم بعـد الفتح ،وظد
فرض رمضان ظبل ذلك بست سنين".
97
منفردا( ،)442وصا اايام يوم
صا ااامه أن يصا ااوم سا ااوعاء معه ،ويكره أن يصا ااام عاشا ااوراء ً
()441
عرفة كفارة سانتني( ،)443وال يساتحب صاومه ملن بعرفة( ،)444ومن صاامه كره له()445؛ ألنه
خزيمة ،وظال شـيخ اإلسـالم "فقد احتَ به أحمد ،ألن الصـوم يضـعفه عن الدعاء والذكر
الذي هو مقصود التعريا ،وألن الحاج مسافر ظد رخص له في القصر والجمث".
قِ ،عيدنْا أ ْ ُه ْل ُ ِ
اإل ُســ ْال ِم، ع ْرفْةْ ْويْ ُوم النَّح ُِر ْوأْيَّام الت َّ ُشــ ِري ِ ( )446ظْا ْل ْرســول هللاِ " يْ ُوم ْ
ب" رواه أحمد والترمذي وظال حسن صحيح وصححه األلباني. ْوه َّن أْيَّام أ ْ ُك ٍل ْوش ُر ٍ
ع ُم ٍرو ظْا ْل «أ ُخبِ ْر ْرسـ ـول هللاِ أْنِي أْظولْ :وهللاِ ْألْصـ ـو ْم َّن ع ُب ْد هللاِ بُنْ ْ ( )447عن ْ
ت الَّذِي ت ْقولْ :وهللاِ ْألْص ـو ْم َّن ار ْو ْألْظو ْم َّن اللَّ ُي ْل ْما ِع ُش ـت ،فْقْا ْل لْه ْرس ـول هللاِ أ ْ ُن ْ النَّ ْه ْ
ار ْو ْألْظو ْم َّن اللَّ ُي ْل ْما ِع ُشـت ،ظ ُلت :ظْ ُد ظ ُلته ،ظْا ْل ِانَّ ْك ْال ت ُْسـت ِْطيث ذْ ِل ْك فْصـ ُم ْوأ ْ ُف ِط ُر ْوظ ُم النَّ ْه ْ
صـيْ ِام ال َّد ُه ِر ،فْق ُلت: الشـ ُه ِر ث ْ ْالثْةْ أْي ٍَّام فْإِ َّن ُال ْح ْ
سـنْةْ بِ ْع ُشـ ِر أ ْ ُمثْا ِل ْها ْوذْ ِل ْك ِمثُل ِ ْونْ ُم ْوصـ ُم ِمنْ َّ
ض ـ ْل ِم ُن ذْ ِل ْك يْا ْرس ـو ْل هللاِ ،ظْا ْل :فْص ـ ُم يْ ُو ًما ْوأ ْ ُف ِط ُر يْ ُو ْمي ُِن ،ظْا ْل :ظ ُلت :اِنِي اِنِي أ ِطيق أ ْ ُف ْ
ع ُدل ِ
الصـيْ ِام، صـيْام ْداو ْد ْوه ْو ْ ضـ ْل ِم ُن ذْ ِل ْك ،ظْا ْل فْصـ ُم يْ ُو ًما ْوأ ْ ُف ِط ُر يْ ُو ًما ْوذْ ِل ْك ِ أ ِطيق أ ْ ُف ْ
ض ْل ِم ُن ذْ ِل ْك» متفق عليه. ض ْل ِم ُنه يْا ْرسو ْل هللاِ ظْا ْلْ :ال أ ْ ُف ْ ظ ُلتِ :انِي أ ِطيق أ ْ ُف ْ
شــ ُه ٍر ث ْ ْالثًا ،فْصــ ُم ت ِم ُن ْع ُن أْبِي ذْ ٍر ظْا ْل :ظْا ْل ِلي ْرســول هللاِ ِ " اذْا صــ ُم ْ (ْ )448
ع ُشـ ْرة ْ" رواه أحمد والترمذي وحسـنه وظال األلباني س ْ ع ُشـ ْرة ْْ ،وخ ُْم ْ ع ُشـ ْرة ْْ ،وأ ْ ُربْ ْث ْث ْ ث ْ ْال ْ
حسن صحيح.
99
أايم البيض ،واايد أن يقال :أايم البيض(،)449وليس األايم البيض( ،)450ويس ااتحب ص اايام
االثنني( )451واخلميس(.)452
ومن نذر أن يصا ا ااوم االثنني واخلميس مث انتقل إىل صا ا ااوم يوم وفطر يوم ،فقد انتقل إىل ما
هو أفضل ،وذلك جائز(.)453
شـ ُه ِر ث ْ ْالثْةْ أْيَّام ُالبِيض: ع ُن أْبِي ذْ ٍر ْ ظا ْل "أ ْ ْم ْرنْا ْرسـول َّ ِ أ ْ ُن نْصـ ْ
وم ِمنْ ال َّ (ْ )449
ع ُشـ ْرة ْ" رواه النسـائي وحسـنه األلباني ،يقول شـيخ س ْع ُشـ ْرة ْْ ،وخ ُْم ْ ع ُشـ ْرة ْْ ،وأ ْ ُربْ ْث ْ ث ْ ْال ْ
ث ْ
اإلســالم "ألن البيض صــفة لليالي البيض ،أي أيام الليالي البيض ،وهذا جاء في الحديث
وكالم أكثر الفقهاء".
( )450عده بعض العلماء لحنًا ألن كل األيام بيض.
ص ـ ُو ِم ِه فْذْ ْك ْر
ع ُن ْس ـأ ْ ْل ْرس ـو ْل هللاِ ْ اري ِ أ ْ َّن أْع ُْرابِيَا ْ صـ ِ ع ُن أْبِي ظْت ْا ْدة ْ ُاأل ْ ُن ْ
(ْ )451
ي ِفي ِه" رواه أحمد علْ َّ
اك ْي ُو ٌم و ِل ُدت ِفي ِه ْوأ ُن ِز ْل ْ صــ ُوم ِاالثُنْي ُِن؟ ظْا ْل "ذْ ْ ِيث ِا َّال أْنَّه ظْا ْلْ :ُال ْحد ْ
ومسلم.
يس، ع ُن أْبِي ه ْري ُْرة ْ أ ْ َّن ْرســ ـو ْل هللاِ ْ كانْ أ ْ ُكث ْ ْر ْما يْصــ ـوم ِاالثُنْي ُِن ْو ُالخ ِْم ْ (ْ )452
يس - يس -أ ْ ُو :كـ َّل ْي ُو ِم اثُنْي ُِن ْوخ ِْم ٍ
فْ ِقيـ ْل ْلـه ،فْ ْقـا ْل " ِا َّن ُاألْع ُْمـا ْل ت ُع ْرض كـ َّل اثُنْي ُِن ْوخ ِْم ٍ
اج ْري ُِن ،فْ ْيقول :أ ْ ِخ ُره ْما" رواه أحمد فْ ْي ُى ِفر هللا ِ لك ِل م ُســ ِل ٍم -أ ْ ُوِ :لك ِل م ُ ِم ٍن ِ -ا َّال ُالمت ْ ْه ِ
وصححه محققو المسند واأللباني.
( ) 453كما لو نذر الصـــالة في المســـجد المفضـــول وصـــلى في األفضـــل مثل أن ينذر
الصـالة في المسـجد األظصـى فيصـلي في مسـجد أحد الحرمين ،وسـتأتي المسـألة بأدلتها في
610ان شاء هللا.
100
والصا ا ااائم املتطوع أمري نفسا ا ااه ،إن شا ا اااء صا ا ااام وإن شا ا اااء أفطر ،وال قضا ا اااء عليه(،)454
يوما مكانه( ،)455ومن س ا ااأله أبواه أو أحدمها أن يفطر
ويس ا ااتحب إن أفطر أن يقض ا ااي ً
من تطوع أفطر( ،)456وله أجر الث وأجر الص ا ااوم ،فإن دعاه والداه وهو يف ص ا ااالة انفلة
ْاولْ ْها
ب ،ث َّم ن ْ ب ،فْشـْ ِر ْ عا بِشـْ ْرا ٍ علْ ُي ْها ،فْ ْد ْع ُن أ ِم هْانِ ٍ ،أ ْ َّن ْرسـو ْل هللاِ ْ د ْخ ْل ْ (ْ )454
"الصـ ـائِم
َّ صـ ـائِ ْمةً ،فْقْا ْل ْرسـ ـول هللاِ تْ :يا ْرسـ ـو ْل هللاِ ،أ ْ ْما ِانِي ك ُنت ْ ت ،فْقْالْ ُ فْ ْ
شـ ـ ِر ْب ُ
ط ْر" رواه أحمد والترمذي وصــححه شــا ْء أ ْ ُف ْ
امْ ،و ِا ُن ْ صــ ْ ط ِوع أ ْ ِمير نْ ُف ِســ ِهِ ،ا ُن ْ
شــا ْء ْ ُالمت ْ ْ
ت: شـةْ أ ِم ُالم ُ ِمنِينْ ظْالْ ُ ع ُن ْ
عائِ ْ األلباني ،ورجح تصـحيحه شـيخ اإلسـالم واحتَ به ،و ْ
ت :فْق ُلت :يْا ْرسـو ْل شـة ،ه ُْل ِع ُن ْدك ُم شـْ ُي ٌء؟» ظْالْ ُ عائِ ْ ظْا ْل ِلي ْرسـول هللاِ ذْ ْ
ات يْ ُو ٍم «يْا ْ
ت لْنْا ْه ِديَّةٌ - ت :فْخ ْْر ْج ْرســول هللاِ فْأ ُه ِد ْي ُ صــا ِئ ٌم» ظْالْ ُشــ ُي ٌء ظْا ْل «فْإِ ِني ْ هللاِْ ،ما ِع ُن ْدنْا ْ
ت لْنْا ْه ِديَّةٌ -أ ْ ُو ت :فْلْ َّما ْر ْج ْث ْرسول هللاِ ظ ُلت :يْا ْرسو ْل هللاِ ،أ ُه ِديْ ُ أ ْ ُو ْجا ْءنْا زْ ُو ٌر -ظْالْ ُ
ُسْ ،ظـا ْل «هـْاتِيـ ِه» فْ ِجئُـت ِبـ ِه شــــ ُيئـًاْ ،ظـا ْل « ْمـا ه ْو؟» ظ ُلـتْ :حي ٌ ْجـا ْءنـْا زْ ُو ٌر ْ -و ْظـ ُد ْخ ْبـأُت لْـ ْك ْ
صـائِ ًما» رواه مسـلم وأحمد ،يقول شـيخ اإلسـالم "فهذا صـبْحُت ْ فْأ ْ ْك ْل ،ث َّم ظْا ْل «ظْ ُد ك ُنت أ ْ ُ
نص في جواز اإلفطار بعد اجماع الصــــيام" ،والمســــألة طويلة الباع ،فيها روايتان في
المذهب ،وظد أفاض فيها شـيخ اإلسـالم وأجاد واسـتقصـى في شـرح عمدة الفقه ،ورد
على أدلة المخالفين.
ط ُرنْا ،ث َّم ْد ْخ ْل صـائِ ْمتْي ُِن فْأ ْ ُف ْ
ط ْعا ٌمْ ،وكنَّا ْ صـةْ ْ ِي ِلي ْو ِل ْح ُف ْت :أ ُهد ْ شـةْ ظْالْ ُ ع ُن ْ
عائِ ْ (ْ )455
ط ُرنْا ،فْقْا ْل اشـ ـت ْ ْه ُينْاهْا فْأ ْ ُف ْت لْنْا ْه ِديَّةٌ ،فْ ُ ْرسـ ـول َّ ِ ،فْق ُلنْا لْه :يْا ْرسـ ـو ْل َّ ِ ،اِنَّا أ ُه ِديْ ُ
علْيُك ْما صـــو ْما ْم ْكانْه ْي ُو ًما آخ ْْر» رواه أبو داود وضـــعفه األلباني ْرســـول َّ ِ ْ « ال ْ
لجهـالـة راو وال يمنث االحتجـاج عنـدنـا على تفصــــيـل بينـاه في المقـدمـة ،هـذا ان صـــــح
التجهيـل ،وفيـه كالم طويـل ،ويقول شـــــيخ اإلســـــالم "وظولـه «ال عليكمـا» أي :ال بـأس
عليكما ،ولو كان الفطر حرا ًما والقضــاء واجبًا ،لكان عليهما بأس" ،والســتحباب اإلعادة
أدلة أخرى كثيرة ذكرها شــيخ اإلســالم تقوي ما اســتدل به هنا ،وبها جمث بين أدلة من
يحرم الفطر ومن يبيحه.
( )456ألن طاعة الوالدين واجبة والصوم صوم نفل.
101
أجاب أمه( .)457ومن تلبس بصا ا ا اايام رمضا ا ا ااان ،أو بصا ا ا ااالة يف أول وقتها ،أو بقضا ا ا اااء
رمضااان( ،)458أو بقضاااء الصااالة ،أو بصااوم نذر أو كفارة ،لزمه املضااي فيه ،ومل يكن له
اخلروج منه إال من عذر( ،)459خبالف املتلبس ابلص ا ا ااوم يف الس ا ا اافر( ،)460وإذا ش ا ا اارعت
املرأة يف قضاااء رمضااان وجب عليها إمتامه ومل يكن لزوجها تفطريها( ،)461وإن أمرها أن
تؤخر القض ا اااء قبل الش ا ااروع فيه جاز( ،)462وس ا ااائر التطوعات من الطواف واالعتكاف
واهلدي واألض ا ااحية والص ا اادقة والعتق إذا ش ا اارع فيه فاألوىل أن يتمه ،وإن قطعه جاز وال
قضا اااء عليه ،وإن قضا اااه بعد قطعه فهو أحسا اان([ ،)463إال الصا ااالة فإهنا تلزم ابلشا ااروع
ص ْالةِ فْأ ْ ِج ُب ْها،عتُ ْك أم ْك فِي ال َّ ع ُن م ْح َّم ِد ب ُِن ُالم ُن ْكد ِِر ظْا ْل :ظْا ْل ْرسول َّ ِ « اِذْا ْد ْ (ْ )457
وك فْ ْال ت ِجبُه» رواه ابن أبي شــيبة ،وهو مرســل يحتَ به عندنا ،وظد احتَ اك أْب ْ ع ْ ْواِذْا ْد ْ
به اإلمام أحمد.
ع ُن ت ْ س ُ اط ْمة ،فْ ْجلْ ْ ت فْ ِ ح ْم َّكةْْ ،جا ْء ُ ت :لْ َّما ْكانْ يْ ُوم ُالفْتُ ِ
ح فْتُ ِ ع ُن أ ِم هْانِ ٍ ظْالْ ُ (ْ )458
ْاولْتُهاب ،فْن ْ ت ُال ْو ِلي ْدة ِبإِنْاءٍ فِي ِه ش ْْر ٌ ت :فْ ْجا ْء ِ ار ْرسو ِل َّ ِ ْ وأم هْانِ ٍ ْ
ع ُن ْي ِمينِ ِه ،ظْالْ ُ س ِ ْي ْ
ط ُرتْ ،وك ُنت تْ :يا ْرسو ْل َّ ِ ،لْقْ ُد أ ْ ُف ْ ت ِم ُنه ،فْقْالْ ُ ْاولْه أ َّم هْانِ ٍ ،فْش ِْر ْب ُ
ب ِم ُنه ،ث َّم ن ْ فْش ِْر ْ
عا» طو ً تْ :ال ،ظْا ْل «فْ ْال ْيضر ِك ِا ُن ْكانْ ت ْ ْ ش ُيئًا؟» ،ظْالْ ُ ضينْ ْ صا ِئ ْمةً ،فْقْا ْل لْ ْها «أْك ُن ِ
ت ت ْ ُق ِ ْ
رواه أبو داود وصححه األلباني.
( )459يقول ابن ظدا مة "ومن دخل في واجب ،كقضاء رمضان ،أو نذر معين أو مطلق،
أو صيام كفارة ،لم يجز له الخروج منه ألن المتعين وجب عليه الدخول فيه ،وغير
المتعين تعين بدخوله فيه ،فصار بمنزلة الفرض المتعين ،وليس في هذا خالا بحمد
هللا" المىني .412/4
( )460ألن العذر المبيح للفطر ظائم.
( )461لما ذكرنا في 458وفي .459
ضـيْه ِا َّال فِي شـْ ُعبْانْ ،الشـ ُىل ِم ُن ْرسـو ِل هللاِ ( )462لحديث عائشـة " فْ ْما أ ْ ُسـت ِْطيث أ ْ ُن أ ْ ُظ ِ
"الذي في .246
ســان اإل ُن ْ َّاس ْ ،كانْ ْال ْي ْرى ْبأ ُ ً
ســا أ ْ ُن ي ُف ِط ْر ُ ِ عب ٍ اح ،أ ْ َّن ابُنْ ْ اء ب ُِن أ ْ ِبي ْر ْب ٍ
ط ِع ْ ع ُن ْ (ْ )463
ب أ ْ ُو
س ـ ُب ًعا ْولْ ُم ي ْوفِ ِه فْلْه ْما احُ ت ْْس ـ ْ
اا ْ
ط ْاالْ :رج ٌل ْ ض ـ ْرب ِلذْ ِل ْك أ ْ ُمث ْ ً عْ ،وي ُ طو ِص ـيْ ِام الت َّ ْ
فِي ِ
102
وجيب أن يتمها]( ،)464كذلك إذا أحرم بجة أو عمرة ،لزمه املضا ا ااي فيها ،وال جيوز له
أن يقصا ا ااد اخلروج منها ،ولو نوى اخلروج منها ورفضا ا ااها ،مل خيرج بذلك ،ولو أفسا ا اادها
لزمه املض ااي فيها ،وإمتام فاس ااده ،وعليه قض اااؤها من العام املقبل إن كانت حجة(،)465
وعلى الفور إن كاانات [عمرة]( ،)466ح لو دخال فيهاا يعتقادهاا واجباة علياه بناذر أو
ب ،رواه الشافعي في مسنده وعبد الرزا ص ِل أ ُخ ْرى فْلْه أْجُر ْما احُ ت ْ ْ
س ْ صـلَّى ْر ُك ْعةً ْولْ ُم ي ْ
ْ
سا على الصوم. في مصنفه ،وظد استدل برواية أخرى مشابهة شيخ اإلسالم ،وظيا ً
( ) 464نقل شـيخ اإلسـالم روايتين وظهر ميله الى المثبتة فاسـتدل لها أكثر ،ومما اسـتدل به
"ألن الصالة ذات احرام واحالل ،فلزمت بالشروع كالحَ ،وألن النبي ظال «مفتاح
الصــــالة الطهور ،وتحريمها التكبير ،وتحليلها التســــليم» وهذا يعم جميث الصــــلوات،
ويقتضـــي أنه ليس له أن يتحلل منها اال بالتســـليم ،كما ليس له أن يفتتحها اال بالطهور،
وال أن يحرم بهـا اال بـالتكبير ،وي يـد الفر :أنـه لو أمره أحـد أبويـه بـالفطر في صـــــوم
التطوع أجابه ،ولو دعاه أحدهما في صــالة التطوع ،أجاب األم ولم يجب األب [الحديث
في ،"]457وهو ظـد اختـار أن األم تجـاب واألب ال يجـاب كمـا بينـا في ،457وهـذا ممـا
يرجح اختياره هنا ،وكذلك ظوله "والجهاد يلزم بالشـروع ،كما أن الكتاب يلزم بالشـروع،
كما ظال النبي ( من ظرأ القرآن ثم نســيه لقي هللا وهو أجذم) ،فقد ظال (من تعلم الرمي
ثم نسـيه فليس منا) ،وفي رواية (فقد عصـى) ،وهو في الصـحيح ،واذا كانت الصـالة التي
يتلى فيها الكتاب يتعين وظتها بالفعل ،فتلزم بالشــروع ،فكذلك الجهاد ...فهما مشــتركان
في أن ما كان كذلك يلزم بالشـروع فيه اتمامه ،فما كان وظته موسـ ًعا يتعين بالدخول فيه،
وما كان واجبًا على الكفاية يتعين على من باشـــره" جامث المســـائل ،316-314/6وان
ظهر هنا أن الكالم يحمل على الصـــالة المفروضـــة ،لكن ذكرها بين الكتاب المســـنون،
ضا ،بال تفصيل ،ي كد ما ذهبنا اليه. والجهاد المسنون أي ً
( ) 465يوجـد بيـاض بعـد هـذه الكلمـة في احـدى نســـــختي شـــــرح العمـدة ،والتي يرمز لهـا
المحقق محمد عزيز شــمس ب "س" ،وظد اظترح أن تكمل بكلمة "تطوع" ،وهذا
غير مرض ألن حجة اإلســـالم وحجة التطوع ،في حكم وجوب المضـــي في فاســـدهما
والحَ من العام القابل سـواء ،ويوضـح األمر أكثر النقطة القادمة ان شـاء هللا ،فالصـواب
أال يضاا شيء بعد كلمة حجة.
( )466يوجد بياض مكان كلمة عمرة في نســختي شــرح العمدة ،وظد اظترح محمد شــمس
اكمـالهـا بعبـارة "حجـة اإلســـــالم" بنـاء على ما ظاله في النقطـة الســـــابقـة ،وهذا خطـأ،
والصـواب المثبت في المتن ألن العمرة هي التي يمكن ظضـا ها على الفور بعد المضـي
103
قضاااء و،و ذلك ،مث تبني أهنا ليساات عليه ،لزمه املضااي فيها ،وم أفساادها كان عليه
القضاء(.)467
ويسن ملن ُشتم وهو صائم أن يقول "إين صائم" جيهر هبا يف فرض ونفل(.)468
في فاســـدها ،أما لو مضـــى في فاســـد الحَ فال يمكنه ظضـــا ه اال في العام المقبل ألن
شرائث الحَ مرتبة بأيام محددة كالتروية وعرفة ،وهي ال تكرر في العام اال مرة ،بعكس
عا .وهللا أعلم. ضا أو تطو ً العمرة ،وعليه أن يمضي في فاسد الحَ سواء كان مفرو ً
( )467يقول شـيخ اإلسـالم "واألصـل في ذلك ظوله تعالى { ْوأْتِموا ُال ْح ََّ ْو ُالع ُم ْرة ْ ِ َّّلِلِ} وفي
حرا عبد هللا «الى البيت» ،وظد أجمث أهل التفســــير على أنها نزلت عام الحديبية ،لما
كان رسـول هللا ظد أحرم هو وأصـحابه بالعمرة ،وسـاظوا الهدي ،فصـده المشـركون،
فأنزل هللا تعالى هذه اآلية يأمر فيها بإتمام الحَ والعمرة ،ويذكر شــأن اإلحصــار ،وهذا
عـا ألن الحَ لم يكن ظـد فرض بعـد ،فـإن اآليـة نزلـت ســــنـة أمر بـاإلتمـام لمن دخـل متطو ً
ســت ،والحَ انما فرض بعد فتح مكة ،ثم ان هللا تعالى أمر باإلتمام مطلقًا ،فدخل فيه كل
منشــ للحَ والعمرة ،بخالا اآلية التي فيها اتمام الصــيام [ثم ذكر الفار بين الصــيام
وغيره من التطوعات والحَ والعمرة في بحث لطيا]".
صائِ ٌم" الذي في ،424يقول شيخ سابَّه أ ْ ْح ٌد أ ْ ُو ظْاتْلْه فْ ُليْق ُلِ :انِي ُامر ٌ ْ
( )468لحديث "فْإِ ُن ْ
اإلسالم "ألن القول (المطلق) باللسان" الفروع البن مفلح .29/5
104
فصل :األايم اليت هني عن صيامها
وهنى رس ااول هللا عن ص ااوم يومني :يوم الفطر ويوم األض ااحى()469؛ فال جيوز ص ااومهما
قصدا ،انعقد
عن كفارة وال قضاء وال نذر يف الذمة ؛ فإن نذر صوم يوم أحد العيدين ً
()470
يوما روايتان(.)472
ً الكفارة مع قضائه ويف ، نذره موجبا لكفارة ميني()471
ً
وهنى رسااول هللا عن صااوم أايم التشاريق([ ،)473إال أنه جيب صااومها على املتمتع إذا مل
جيااد اهلاادي ومل يص ا ا ا ا ا اام األايم الثالثااة قباال يوم النحر]( ،)474و[جيوز ص ا ا ا ا ا ااومهااا عن مجيع
صــ ـيْ ِام يْ ُو ْمي ُِن ،يْ ُو ِمع ُن ِ ســ ـ ِعي ٍد ُالخ ُد ِري ِ « أ ْ َّن ْرســ ـو ْل هللاِ نْ ْهى ْ ع ُن أْبِي ْ (ْ )469
حُر» متفق عليه. ط ِرْ ،ويْ ُو ِم النَّ ِ ُال ِف ُ
ب ، ْطا ِ شـ ِه ُدت ُال ِعي ْد ْم ْث ع ْم ْر ب ُِن ُالخ َّ ع ُن أ ْ ِبي ع ْب ُيدٍْ ،م ُولْى اب ُِن أ ْ ُزه ْْر ،أْنَّه ظْا ْلْ : (ْ )470
ع ُن ان ،نْ ْهى ْرسـول هللاِ ْ اس فْقْا ْل « ِا َّن ْهذْي ُِن ْي ُو ْم ِب النَّ ْ ط ْا فْ ْخ ْ صـلَّى ،ث َّم ا ُن ْ
صـ ْر ْ فْ ْجا ْء فْ ْ
امك ُمْ ،و ُاآلخْر يْ ُو ٌم ت ْأُكلونْ فِي ِه ِم ُن نســ ِكك ُم» متفق عليه، صــيْ ِ ط ِرك ُم ِم ُن ِ ام ِه ْما ،يْ ُوم فِ ُ صــيْ ِ ِ
والنهي عام ويقتضي فساد المنهى عنه وتحريمه.
ين» رواه أحمد وابن ارة ْي ِم ٍ ارته ْكفَّ ْ صــ ْيةٍْ ،و ْكفَّ ْ «ال نْ ُذ ْر فِي ْم ُع ِ ( )471ظْا ْل ْرســول َّ ِ ْ
ماجه وصححه األلباني.
نذرا صــــحي ًحا ،ولم يا به ،فلزمه ( )472من ظال عليه القضــــاء ظال "ألنه نذر صــــو ًما ً
القضـاء والكفارة ،كسـائر المنذورات" ،من ظال ال ظضـاء عليه ظال "ألن هذا نذر معصـية،
فلم يوجب ظضاء ،كسائر المعاصي وهو لم ينذر صو ًما صحي ًحا".
ع ُم ِرو ب ُِن علْى أْبِيـ ِه ْ ع ُم ٍرو ْ عبـُ ِد هللاِ ب ُِن ْ ع ُن أْبِي م َّرة ْْ ،م ُولْى أ ِم هـْانِ ٍ أْنَّـه ْد ـْخ ْل ْم ْث ْ (ْ )473
ع ُم ٌرو "ك ُل ،فْ ْه ِذ ِه ُاألْيَّام الَّتِي ص ـائِ ٌم ،ظْا ْل ْ ط ْعا ًما فْقْا ْل :ك ُل ،ظْا ْلِ :انِي ْ ب ِالْ ُي ِه ْما ْ اص فْقْ َّر ْ ُال ْع ِ
ي أْيـَّام"و ِه ْام ْهـا" ،ظْـا ْل ْمـا ِلـ ٌك ْ صــــ ْيـ ِع ُن ِ ْكـانْ ْرســــول هللاِ ْ ،يـأُمرنـْا بِ ِف ُ
ط ِرهـْاْ ،ويْ ُن ْهى ْ
ق" رواه أحمد وأبو داود وصححه األلباني. الت َّ ُش ِري ِ
صــ ُمنْ ، ق أ ْ ُن ي ْ ص فِي أْي َِّام الت َّ ُشــ ِري ِ اال «لْ ُم ي ْر َّخ ُ ع ِن اب ُِن ع ْم ْر ،ظْ ْ شــةْْ ، عائِ ْع ُن ْ (ْ )474
ي» رواه البخاري ،وظد اســتدل شــيخ اإلســالم بهذا الحديث وأحاديث اِ َّال ِل ْم ُن لْ ُم يْ ِج ِد ُال ْه ُد ْ
غيره على رواية الوجوب ،ولم يســــتـدل على الرواية التي ال ترى صـــــومها اال بعموم
النهي والقياس ،ولم يجب على األحاديث مما يدل على ميله الى المثبتة وهي األظرب الى
أصوله ،بال ريب.
105
الواجب ا ااات ،من الن ا ااذر والقضا ا ا ا ا ا ا ا اااء والكف ا ااارات؛ ككف ا ااارات األمي ا ااان و،وه ا ااا ،وكف ا ااارات
ض اا إذا
احلج] ،ويوم الصااحو يوم شااك أو يقني من شااعبان ينهى عن صااومه ،أي ً
()476 ()475
رأى اهلالل من ال يثبات بقولاه ،وكون الكراهاة على التحر أو التنزياه على وجهني ،ويكره
تطوعا أو أطلق النية[ ،وال تزول
اإلمسا اااك يف هناره ،وسا اواء صا ااامه عن رمضا ااان أو صا ااامه ً
الكراهاة إن مجعااه إىل غريه]([ ،)477أماا إن وافق عاادة؛ مثاال إن كاانات عاادتاه صا ا ا ا ا ا ااوم يوم
نذرا( ،)478كذلك إن صا ا ا ا ااامه عن قضا ا ا ا اااء أو نذر أو كفارة ،فال يكره([ ،])479وإن
االثنني ً
نذر صا ااوم السا اانة كلها مل يدخل فيها يوم الشا ااك]( ،)480أما صا ااوم اليوم الذي يشا ااك فيه:
هل هو سع ذي احلجة ،أو عاشر ذي احلجة؟ فجائز( ،)481وإن شهد هبالل ذي احلجة
من يثبت الشهر به لكن مل يقبله احلاكم ،إما لعذر ظاهر أو لتقصري يف أمره ،فال يستحب
له صومه ،لكن ال حيرم عليه(.)482
الناس ،فإنه يقول ال يســتحب صــوم يوم عرفة للشــاهد الذي لم تقبل شــهادته بهالل ذي
ـرا ظال هنا انه يفطر وال يصــوم ألنه الحجة ،ومن ظال في الشــاهد بهالل شــوال يفطر سـ ً
يوم عيـد في حقـه ،ولكن ال يضـــــحي وال يقا بعرفة بذلك" نقلهـا البعلي في االختيارات،
وهو ظد اختار أنه ال يفطر ،وفي النفس منها شــيء ألن على أص ـول شــيخ اإلســالم يوم
عرفه في حقه هو اليوم الذي عرفه الناس فيكون على أصوله أنه يستحب له صومه.
( )483للحديث الذي في 477
( )484ألن مفهوم الحديث الذي في 477أنه يجوز التقدم بالثالثة ،يقول شـــيخ اإلســـالم
"وألنه انما كره التقدم خشـية أن يزاد في الشهر ويلحق به ما ليس منه ،وهذا أكثر ما يقث
في اليوم واليومين ،فأما الثالثة ،فال يقث فيها لبس".
ت " ْكانْ ُا ْكانْ ْرسـول هللاِ يْصـوم؟ ظْالْ ُ شـةْْ :كي ْ سـأ ْ ُلت ْ
عائِ ْ ع ُن أْبِي ْ
سـلْ ْمةْ ،ظْا ْلْ : (ْ )485
صـيْا ًما يْصـوم ْحتَّى نْقو ْلْ :ال ي ُف ِطرْ ،وي ُف ِطر ْحتَّى نْقو ْلْ :ال يْصـوم ،لْ ُم أ ْ ْره فِي شـْ ُه ٍر أ ْ ُكث ْ ْر ِ
يال ،بْ ُل ْكانْ يْصـوم شـْ ُعبْانْ كلَّه" رواه أحمد ِم ُنه فِي شـْ ُعبْانْ ْ ،كانْ يْصـوم شـْ ُعبْانْ كلَّه ِا َّال ظْ ِل ً
صـ ُو ْم ْحتَّى ش ُعبْانْ فْ ْال ْ صـا ِم ُن ـْ ومسـلم ،أما ما روي أن ْرسـول َّ ِ ظال «اِذْا ْكانْ النِ ُ
ضـان» رواه أحمد وابن ماجه وصـححه األلباني ،فقد ضـعفه اإلمام أحمد وظال يْ ِجي ْء ْر ْم ْ
"حـديـث منكر" كمـا ضـــــعفـه أبو زرعـة والنســـــائي وابن معين وعلـة النكـارة أنـه خـالا
ي يْصوم ْ
ش ُه ْري ُِن متْت ْابِ ْعي ُِن اِ َّال ت « ْما ْرأْيُت النَّبِ َّ سـلْ ْمةْ ظْالْ ُع ُن أ ِم ْالحديث المحفوظ ْ
ضــانْ » رواه الترمذي وظال حديث حســن وصــححه األلباني ورواه اإلمام شــ ُعبْانْ ْو ْر ْم ْ
ْ
ضا.أحمد ،وحديث عائشة أي ً
صـ ُو ِم ْي ُو ِم ُالجم ْع ِة؟ ع ُن ْ سـأ ْ ُلت ْجا ِب ًرا :نْ ْهى النَّ ِبي ْ عبَّا ٍد ظْا ْل « ْ
ع ُن م ْح َّم ِد ب ُِن ْ (ْ )486
ظْا ْل :نْ ْع ُم» متفق عليه.
( ) 487ظال اإلمام أحمد "ألن هذا أســـهل من العيدين ،وال يخصـــه رجل بصـــيام" الجامث
لعلوم اإلمام أحمد .475/7
«ال ْيصــو ْم َّن أ ْ ْحدك ُم ْي ُو ْم ُالجم ْع ِة ِا َّال ْي ُو ًما ظْ ُبلْه أ ْ ُو ْب ُع ْده» متفق
( )488ظْا ْل ْرســول هللاِ ْ
عليه.
107
يوما( ،)489أو أراد أن يص ا ا ا ااوم يوم عرفة أو يوم عاش ا ا ا ااوراء،
يوما ويفطر ً
كأن كان يص ا ا ا ااوم ً
فكاان يوم مجعاة ،و،و ذلاك مل يكره إفراده ( ،)490وال يكره ص ا ا ا ا ا ااوماه وحاده عن فرض من
قضا اااء أو نذر و،و ذلك ،ويكره إفراده ابلقيام على ما ذكر من تفصا اايل يف الصا اايام(،)491
وال يكره إفراد يوم السبت ابلصوم( ،)492ويكره إفراد يوم النريوز ويوم املهرجان(.)493
( )489ألن أفضــل الصــيام صــيام داود كان يصــوم يو ًما ويفطر يو ًما كما في 429
وهذا ال بد أن يوافق افراد الجمعة ،وكذلك من صام يومين وأفطر يو ًما أو من صام يو ًما
وأفطر يومين كما في .447
«ال ت ُْختْصـوا لْ ُيلْةْ ُالجم ْع ِة ِب ِق ْي ٍام ِم ُن ْبي ُِن اللَّ ْيا ِليْ ،و ْال ت ْخصـوا ْي ُو ْم
ع ِن النَّ ِبي ِ ظْا ْل ْ (ْ )490
ص ُو ٍم ْيصومه أ ْ ْحدك ُم» رواه مسلم. ُالجم ْع ِة ِب ِ
ص ْي ٍام ِم ُن ْبي ُِن ُاألْي َِّامِ ،ا َّال أ ْ ُن ْيكونْ فِي ْ
( )491للحديث في النقطة السابقة.
ت ْو ْي ُو ْم ُاأل ْ ْح ِد أ ْ ُكث ْ ْر ســلْ ْمةْ ظالتْ :كانْ ْرســول هللاِ ْ يصــوم ْي ُو ْم َّ
الس ـ ُب ِ ع ُن أ ِم ْ (ْ )492
ِم َّما ْيصـــوم ِمنْ ُاألْي َِّامْ ،و ْيقول " ِانَّه ْما ْي ُو ْما ِعي ِد ُالم ُشـــ ِر ِكينْ ،فْأْنْا أ ِحب أ ْ ُن أخْا ِلفْه ُم" رواه
أحمد والنسائي في الكبرى وصححه ابن خزيمة وحسن األلباني اسناده،
علْيُك ُم ،فْإِ ُن لْ ُم يْ ِج ُد أ ْ ْحدك ُم اِ َّال عو ْدض ْت اِ َّال فِي ْما ا ُفت ِر ْالســ ُب ِ
"ال ت ْصــوموا يْ ُو ْم َّ أما حديث ْ
ش ـ ْج ْرةٍ فْ ُليْ ُمض ـ ُى ْها" الذي رواه أحمد وحس ـنه الترمذي وصــححه األلباني، اء ْ ب أ ْ ُو ِل ْح ِ
ِعنْ ٍ
فيقول شــيخ اإلســالم في شــرح العمدة "وعنه [اإلمام أحمد] ما يدل على أنه ال يكره ...
ألن ظـاهر الحـديـث خالا اإلجمـاع" ،وظـال عنـه ابن حجر في بلو المرام "ورجـالـه
ثقات ،اال أنه مضـطرب" ص ،199ويقول شـيخ اإلسـالم في اظتضـاء الصـراط المسـتقيم
"وعلى هذا فيكون الحديث :اما شـــاذًا غير محفوظ ،واما منســـو ًخا ،وهذه طريقة ظدماء
أصــحاب أحمد الذين صــحبوه كاألثرم ،وأبي داود" ،وكالم شــيخ اإلســالم في اظتضــاء
الصـراط المسـتقيم ال يجزم باختياره فقد عرض الرأيين ،وهذا الكتاب كتبه شـيخ اإلسـالم
سـنة 694هــــــ تقريبًا ،وظد نقل عنه ابن مفلح الجزم بعدم الكراهة ،ونقل كالمه الذي في
اظتضـــاء الصـــراط المســـتقيم ،فإما أنه فهم ذلك منه ،واما أنه ســـمعه منه أو ظرأه له في
موضث آخر ،وفي الحالتين يثبت ما ظررناه في المتن ،وهللا أعلم.
(" )493وأخرج ابن وضـــ ـاح القرطبي في «البـدع والنهي عنهـا» من طريق الربيث بن
سـا عن ظوم يجتمعون يوم النيروز والمهرجان صـبيح ،عن أبان بن أبي عيا أنه سـأل أن ً ْ
ويصــــومونهما ،فأنكره أنس ووصــــفه بالبدعة ،وأبان صــــالح في نفســــه ،لكنه متروك
الحديث ،كان يســـمث من أنس ومن الحســـن البصـــري ،فال يميز بينهما ،فربما اذا حدث
108
وص ا اايام الدهر منهي عنه( )494وإن ترك األايم اخلمس ا ااة املنهي عن ص ا اايامها([ ،)495وهو يف
حق بعض الناس حرام؛ وهو من ترك به واجبًا ،أو وقع به يف حمرم من ضرر النفس(،)496
ويف حق بعض ا ا ا ا ا ااهم مكروه؛ وهو من أوقعاه يف أفعاال مكروهاة ،أو أوجاب أن يفعال املاأمور
على وجه مكروه ،مثل أن يسا اايء خلقه ح خياف عليه سا ااوء العشا اارة ألهله ،وأن يصا االي
عا وهو ال يعلم ،اال أن هذا األثر جاء في ظصــــة هو جعل كالم الحســــن عن أنس مرفو ً
الســائل فيها ،فمثله -ان شــاء هللا -مظنة الضــبط ،وظد صــح عن الحســن كراهة صــوم
النيروز من وج ٍه آخر عند ابن أبي شــيبة" حاشــية تهذيب ســنن أبي داود لنبيل الســندي
،121/2يقول شــيخ اإلســالم "وظد يقال :يكره صــوم يوم النيروز والمهرجان ونحوهما
من األيام التي ال تعرا بحســــاب العرب ،بخالا ما جاء في الحديث من يوم الســــبت
واألحد ألنه اذا ظصــد صــوم مثل هذه األيام العجمية أو الجاهلية كانت ذريعة الى اظامة
شــــعـار هـذه األيـام ،واحيـاء أمرهـا ،واظهـار حـالهـا ،بخالا الســــبـت واألحـد ،فـإنهمـا من
حسـاب المسـلمين فليس في صـومهما مفسـدة ،فيكون اسـتحباب صـوم أعيادهم المعروفة
بالحســاب العربي اإلســالمي ،مث كراهة األعياد المعروفة بالحســاب الجاهلي العجمي،
ـذكورا هنـا بصـــــيىـة التمريض ،لكن يظهر اختيـاره ً توفيقـا بين اآلثـار" ،وان كـان رأيـه م
لكراهية افرادهما بالصيام في شرح العمدة.
ام ْو ْال صـ ْ "ال ْ ام ُاألْبْ ْد" متفق عليه ،ولحديث ْ صـ ْ ام ْم ُن ْ صـ ْ ( )494ظْا ْل ْرس ـول هللاِ ْ " ال ْ
ط ْر" الذي في .437 أ ْ ُف ْ
( )495يقول شيخ اإلسالم "ألن النبي لو كان ظصده مجرد صوم الخمسة لم يذكر
الصوم المشتمل على أكثر من ثالثمئة وخمسين يو ًما ويريد به كراهة صوم خمسة فقط
مجازا ،وألن تلك الخمسة نهي عن صومها لمعنى ً فإن اللفظ ال يحتمل هذا ال حقيقة وال
يخصها ،سواء صام غيرها أو أفطره فلو صامها شخص وأفطر ما سواها نهي عن
ذلك وان لم يصم الدهر ،ولو أفطرها لم ينه على هذا التقدير وان صام سائر الدهر فعلم
أن صوم سائر الدهر ال تأثير له في المنث".
ع ُم ٍرو ،ظْا ْل :ظْا ْل ِلي ْرسول هللاِ « أْلْ ُم أ ُخبْ ُر أْنَّ ْك ت ْقوم اللَّ ُي ْل ع ُن ْ
ع ُب ِد هللاِ ب ُِن ْ (ْ )496
تعيُن ْكْ ،ونْ ِف ْه ُ
ت ْ ار؟ ،ظ ُلتِ :انِي أ ْ ُف ْعل ذْ ِل ْك ،ظْا ْل :فْإِنَّ ْك ِاذْا فْ ْع ُل ْ
ت ذْ ِل ْك ْه ْج ْم ُ ْوت ْصوم النَّ ْه ْ
نْ ُفس ْكْ ،و ِا َّن ِلنْ ُف ِس ْك ْح ٌّقْ ،و ِأل ْ ُه ِل ْك ْح ٌّق ،فْص ُم ْوأ ْ ُف ِط ُرْ ،وظ ُم ْونْ ُم» رواه البخاري ومسلم.
109
صا ا ا ا ا ااالة مكروهة ،و،و ذلك ،ويف حق بعض الناس ال له وال عليه ،فلم يرتك به واجبًا وال
]
()498( )497
مكروها
ً حمرما وال
مستحبًا ،وال فعل ألجله ً
وم كانت العبادة توجب له ض ا ا ا ًاررا مينعه عن فعل واجب أنفع له منها كانت حمرمة؛ مثل
اوما يض ااعفه عن الكس ااب الواجب ،أو مينعه عن العقل أو الفهم الواجب ،أو
أن يص ااوم ص ا ً
مينعااه عن ااهاااد الواجااب ،وكااذلااك إذا كاااناات توقعااه يف حماال حمرم ال يقاااوم مفسا ا ا ا ا ا ا اادتااه
مصاالحتها مثل أن خيرج ماله كله مث يسااتشاارف إىل أموال الناس ويسااأهلم ،وأما إن أضااعفته
( )497يقول شيخ اإلسالم وهو الذي ورد فيه "ال صام وال أفطر" التي في ،437ويقول
"والذين فعلوه من السلا ظد يثابون على حسن ظصدهم واجتهادهم ،وان كانوا أخطأوا
المشروع ،أو لم يكونوا يسردونه دائ ًما ،ولكن فعلوا ذلك أحيانًا ،أو يقال :انتفعوا به في
ترك اآلثام ،وان كانوا لم ينتفعوا به في حصول الحسنات ،بحيث لو أفطروا ألذنبوا فإذا
صاموا الدهر كانوا بحيث لم يذنبوا ولم يحسنوا والسالمة أحد المطلوبين ...وصائم
ليال ،واعتادت النفس ذلك ،فلم تحصل له بالصوم التقوى التي هي الدهر جعل نهاره ً
علْى الَّذِينْ ِم ُن ظْ ُب ِلك ُم لْ ْعلَّك ُم
ب ْ علْيُكم ِ
الص ْيام ْك ْما ك ِت ْ ب ْمقصود الصوم ،كما ظال {ك ِت ْ
تْتَّقونْ }".
( )498وان كان شيخ اإلسالم أتى بما سبق من تفصيل بصيىة أنه أحد الوجهين في
تفسير النهي عن صيام الدهر ظسيم ترك األولى ،ولكن يظهر من تفصيله أنه يختاره،
وال ريب أنه األظرب الى أصوله.
110
عما هو أصا ا ا االح منها وأوقعته يف مكروهات فإهنا مكروهة()499؛ فمن الناس من إذا صا ا ا ااام
يوم ا شغله عما هو أفضل من ذلك فال يكون الصوم أفضل يف حقه(.)500
يوما وأفطر ً
ومن نذر عبادة مكروهة مثل قيام الليل كله وصا ا ا ا ا اايام النهار كله مل جيب الوفاء هبذا النذر،
وعليه كفارة ميني(.)501
مجيعا ابلصا ااوم أو االعتكاف مل يرد فيه عن النيب شا اايء وال
وختصا اايص رجب وشا ااعبان ً
عن أصا ا ااحابه وال أئمة املسا ا االمني( ،)502ويكره صا ا ااوم رجب كله ،ويف حتر إفراده وجهان،
( )499يقول شـــــيخ اإلســـــالم "وظـد أنزل هللا تعـالى في ذلـك ظولـه { ْيـا أْي ْهـا الَّـذِينْ آ ْمنوا ال
ت ْمـا أ ْ ْحـ َّل َّ لْك ُم ْوال ت ْ ُعتـْدوا ِا َّن َّ ْ ال ي ِحـب ُالم ُعت ْـدِينْ } فـإنهـا نزلـت في ت ْح ِرموا ْ
طيِ ْبـا ِ
أظوام من الصـحابة كانوا ظد اجتمعوا وعزموا على التبتل للعبادة هذا يسـرد الصـوم وهذا
يقوم الليـل كلـه وهـذا يجتنـب أكـل اللحم وهـذا يجتنـب النســـــاء ،فنهـاهم هللا عن تحريم
الطيبـات من أكـل اللحم والنســـــاء وعن االعتـداء وهو الزيـادة على الـدين المشـــــروع في
الصيام والقيام والقراءة والذكر ونحو ذلك".
( )500يقول شـيخ اإلسـالم "وكان النبي هكذا ،فإنه كان أفضـل من صـوم داود ،ومث
هذا فقد ثبت عنه في الصــحيح { ...وســئل عمن يصــوم يوما ويفطر يومين فقال :وددت
أني طوظت ذلك} {وسـئل عمن يصـوم يو ًما ويفطر يوما فقال :ذلك أفضـل الصـيام} فأخبر
أنه ود أن يطيق صــوم ثلث الدهر ألنه كان له من األعمال التي هي أوجب عليه وأحب
الى هللا ما ال يطيق معه صـوم ثلث الدهر ...وظال ابن مسـعود :اني اذا صـمت ضـعفت
عن ظراءة القرآن وظراءة القرآن أحب الي".
(" )501وأمـا نـذر المبـاح فال يلزم بـإجمـاع من األمـة" أحكـام القرآن للقرطبي ،32/6وفيـه
ين» ارته ْكفَّ ْ
ارة ْي ِم ٍ «ال نْ ُذ ْر ِفي ْم ُع ِ
صـ ْيةٍْ ،و ْكفَّ ْ ظياسـا له على اليمين ،ولحديث ْ ً كفارة يمين
الذي في " 471واذا وجبت الكفارة في المعصــية ،ففي المباح أولى" الكافي البن ظدامة
،212/4وما يقال في نذر المباح يقال في المكروه من باب أولى.
( )502يقول شـــيخ اإلســـالم "بل ظد ثبت في الصـــحيح ،أن رســـول هللا كان يصـــوم
شـعبان ،ولم يكن يصـوم من السـنة أكثر مما يصـوم من شـعبان من أجل شـهر رمضـان،
وأما صـوم رجب بخصـوصـه فأحاديثه كلها ضعيفة بل موضوعة ال يعتمد أهل العلم على
شـيء منها ،وليسـت من الضـعيا الذي يروى في الفضـائل بل عامتها من الموضـوعات
111
ضا اا مل يكره صا ااوم البعض ،ومن نذر صا ااوم رجب كل سا اانة أفطر بعضا ااه
لكن م أفطر بع ً
معتقدا أنه أفضا ا ا اال من غريه من األشا ا ا ااهر أمث
وقضا ا ا اااه ،ويف الكفارة اخلالف ،ومن صا ا ا ااامه ً
وعزر( ،)503وإذا أفطر الصائم بعض رجب وشعبان كان حسنًا(.)504
المكـذوبـات ،وأكثر مـا روي في ذلـك {أن النبي كـان اذا دخـل رجـب يقول :اللهم بـارك
لنا في رجب وشـــعبان وبلىنا رمضـــان} ،وظد روى ابن ماجه في ســـننه عن ابن عباس
{عن النبي أنه نهى عن صـــوم رجب} ،وفي اســـناده نظر ،لكن صـــح أن عمر بن
الخطـاب كـان يضـــــرب أيـدي النـاس ليضـــــعوا أيـديهم في الطعـام في رجـب ،ويقول :ال
تشــبهوه برمضــان ،ودخل أبو بكر فرأى أهله ظد اشــتروا كيزانًا للماء واســتعدوا للصــوم
فقال (ما هذا فقالوا :رجب فقال :أتريدون أن تشبهوه برمضان؟ وكسر تلك الكيزان)".
( )503لفعل أبي بكر وعمر الذي في النقطة السابقة.
( )504ألنه هكذا لم يشبههما برمضان.
112
فصل :يف ليلة القدر
وليلاة القادر( )505ابقياة يف رمض ا ا ا ا ا ا ااان إىل يوم القيااماة( ،)506يف العش ا ا ا ا ا اار األواخر مناه(،)507
والس ا ا اابع األواخر أرجى العش ا ا اار( ،)508وأرجاها ليايل الوتر( ،)509مث الوتر ابعتبار ما بقي ال
ابعتبار ما مضى()510؛ فإذا كان الشهر ثالثني ،فتاسعة تبقى ليلة اثنتني وعشرين ،وسابعة
ســــابًا ،غ ِف ْر لْه ْما تْقْد َّْم ِم ُن ذْ ُن ِب ِه، ام لْ ُي ْلـةْ ُال ْقـ ُد ِر ِاي ْمـانًا ْواحُ ِت ْ ع ِن النَّ ِبي ِ ظْا ْل « ْم ُن ظْ ْ (ْ )505
سابًا غ ِف ْر لْه ْما تْقْد َّْم ِم ُن ذْ ُن ِب ِه» متفق عليه. ضانْ ِاي ْمانًا ْواحُ ِت ْ ام ْر ْم ْ ص ْ ْو ْم ُن ْ
( )506يقول شـيخ اإلسـالم "واجماع الصـحابة على طلبها والتماسـها بعد موت النبي
دليل ظاطث على ذلك".
اخ ِر ت « ْكانْ ْرسـول هللاِ ي ْجا ِور فِي ُال ْع ُشـ ِر ُاأل ْ ْو ِ شةْ ر ضـي هللا عنها ظْالْ ُ عائِ ْع ُن ْ (ْ )507
ضانْ » متفق عليه. اخ ِر ِم ُن ْر ْم ْ ضانْ ْ ،ويْقول :ت ْ ْح َّر ُوا لْ ُيلْةْ ُالقْ ُد ِر فِي ُال ْع ُش ِر ُاأل ْ ْو ِ ِم ُن ْر ْم ْ
ب النَّبِي ِ أروا لْ ُيلْـةْ ُال ْقـ ُد ِر فِي ُال ْمنـ ِْام صــــ ْحـا ِ اال ِم ُن أ ْ ُ ع ِن اب ُِن ع ْم ْر « أ ْ َّن ِر ْجـ ً (ْ )508
اخ ِر، الســب ُِث ُاأل ْ ْو ِ ت ِفي َّ طأ ْ ُ
اخ ِر ،فْقْا ْل ْرســول هللاِ :أ ْ ْرى ر ُ ْياك ُم ظْ ُد ت ْْوا ْ الســب ُِث ُاأل ْ ْو ِ ِفي َّ
اخ ِر» متفق عليه. سب ُِث ُاأل ْ ْو ِ فْ ْم ُن ْكانْ مت ْ ْح ِري ْها فْ ُل ْيت ْ ْح َّرهْا ِفي ال َّ
ضانْ » اخ ِر ِم ُن ْر ْم ْ ( )509ظْا ْل ْرسول هللاِ « ت ْ ْح َّر ُوا لْ ُيلْةْ ُالقْ ُد ِر فِي ُال ِوتُ ِرِ ،منْ ُال ْع ُش ِر ُاأل ْ ْو ِ
رواه البخاري وأحمد.
ضـ ـانْ ،لْ ُيلْةْ ُالقْ ُد ِر فِي اخ ِر ِم ُن ْر ْم ْ «الت ِْمسـ ـوهْا فِي ُال ْع ُشـ ـ ِر ُاأل ْ ْو ِ ع ِن النَّ ِبي ِ ظْا ْل ُ (ْ )510
سـ ِعي ٍد ُالخ ُد ِري ِ ع ُن أْبِي ْ سـ ٍة ت ْ ُبقْى» رواه البخاري ،و ْ سـابِ ْع ٍة ت ْ ُبقْى ،فِي خ ِ
ْام ْ ت ْا ِسـ ْع ٍة ت ْ ُبقْى ،فِي ْ
ضـانْ ،يْ ُلت ِْمس لْ ُيلْةْ ُالقْ ُد ِر ظْ ُب ْل أ ْ ُن ط ِم ُن ْر ْم ْ سـ ْ ا ْرسـول هللاِ ُ ال ْع ُشـ ْر ُاأل ْ ُو ْ ،ظْا ْل :ا ُعت ْ ْك ْ
اخ ِر ،فْأ ْ ْم ْر ْت لْه أْنَّ ْها فِي ُال ْع ُشــــ ِر ُاأل ْ ْو ِ ض ،ث َّم أبِين ُ ْاء فْق ِو ْ ضــــيُنْ أ ْ ْم ْر بِ ُالبِن ِتبْانْ لْه ،فْلْ َّما ا ُنقْ ْ
ْت ِلي لْ ُيلْـة ُال ْقـ ُد ِر، ْت أبِينـ ُ اس ،فْ ْقـا ْل « ْيـا أْي ْهـا ال َّنـاسِ ،انَّ ْهـا ْكـانـ ُ علْى ال َّنـ ِ ْاء ْفـأ ِعيـ ْد ،ث َّم خ ْْر ْج ْ ِبـ ُالبِنـ ِ
طان ،فْن ِسيت ْها ،فْ ُالت ِْمسوهْا فِي ش ُي ْ ان ْم ْعه ْما ال َّ ْو ِانِي خ ْْرجُت ِأل ُخ ِب ْرك ُم ِب ْها ،فْ ْجا ْء ْرج ْال ِن ْي ُحتْقَّ ِ
سـ ِة» ظْا ْل ظ ُلتْ :يا أ ْ ْبا ْام ْسـا ِب ْع ِة ْو ُالخ ِ ضـانْ ُ ،الت ِْمسـوهْا ِفي التَّا ِسـ ْع ِة ْوال َّ اخ ِر ِم ُن ْر ْم ْ ُال ْع ُشـ ِر ُاأل ْ ْو ِ
اســ ـ ْعة ســ ـ ِعيدٍ ،اِنَّك ُم أ ْ ُعلْم بِ ُال ْع ْد ِد ِمنَّا ،ظْا ْل «أ ْ ْج ُل ،نْحُن أ ْ ْحق بِذْ ِل ْك ِم ُنك ُم» ،ظْا ْل ظ ُلتْ :ما الت َّ ِ ْ
ياح ْدة ٌ ْو ِع ُشـرونْ ،فْالَّتِي ت ْ ِلي ْها ثِ ُنتْي ُِن ْو ِع ُشـ ِرينْ ْو ِه ْ ت ْو ِ ضـ ُ سـة؟ ظْا ْل «اِذْا ْم ْ ْام ْ سـابِ ْعة ْو ُالخ ِ ْوال َّ
س ْو ِع ُشـرونْ ضـى خ ُْم ٌ السـابِ ْعة ،فْإِذْا ْم ْ ث ْو ِع ُشـرونْ ،فْالَّتِي ت ْ ِلي ْها َّ ت ث ْ ْال ٌضـ ُ اسـ ْعة ،فْإِذْا ْم ْ الت َّ ِ
سة» رواه مسلم وأحمد. ْام ْ فْالَّتِي ت ْ ِلي ْها ُالخ ِ
113
تبقى ليلة أربع وعشا ا ا ا ا ارين ،وخامسا ا ا ا ا ااة تبقى ليلة سا ا ا ا ا اات وعشا ا ا ا ا ارين ،و،لثة تبقى ليلة ان
تسعا وعشرين ،ف ااتاسعة تبقى ليلة
ً الشهر كان وإن ، وعشرين ،وواحدة تبقى آخر ليلة()511
إحدى وعشرين ،ويستوي على هذا التقدير الوتر ابعتبار ما مضى وما بقي( ،)512وأرجاها
ليلة الساابع والعشارين( ،)513ويليها ساابعة تبقى( ،)514إما ليلة ثالث وعشارين( )515أو أربع
وعش ا ا ا ا ارين( ،)516فليلة القدر متنقلة يف ليايل العش ا ا ا ا اار ،فال جنزم لليلة بعينها أهنا ليلة القدر
( )511يقول شـيخ اإلسـالم "لتاسـعة تبقى لسـابعة تبقى لخامسـة تبقى لثالثة تبقى ،فعلى هذا
اذا كان الشــهر ثالثين يكون ذلك ليالي األشــفاع ،وتكون االثنين والعشــرين تاســعة تبقى
وليلة أربث وعشـرين سـابعة تبقى ،وهكذا فسـره أبو سـعيد الخدري في الحديث الصـحيح،
وهكذا أظام النبي في الشــهر ،وان كان الشــهر تس ـ ًعا وعشــرين كان التاريخ بالباظي،
كالتاريخ الماضي".
( )512لما ذكرنا في النقطة السـابقة ،وعن عبد الرحمن بن ْجوشـْن ،ظْا ْل :ذْ ْك ُرت لْ ُيلْةْ ُالقْ ُد ِر
اخ ِر، ع ُشـ ِر ُاأل ْ ْو ِ سـ ِم ُعت ْرسـو ْل هللاِ اِ َّال فِي ْ ِع ُن ْد أْبِي بْ ْك ْرة ْ ،فْقْا ْلْ :ما أْنْا بِم ُلت ِْم ِسـ ْها بْ ُع ْد ْما ْ
اخ ِر ،فِي ُال ِو ُت ِر ِم ُنه" ْظا ْلْ :ف ْكانْ أْبو "الت ِْمسـوهْا فِي ُال ْع ُش ِر ُاأل ْ ْو ِ سـ ِم ُعت ْرسـو ْل هللاِ ْ يقول ُ ْ
سـنْ ِة فْإِذْا ْد ْخ ْل ُال ْع ُشـر اجُ ت ْ ْه ْد" صـ ْالتِ ِه فِي ْ
سـائِ ِر ال َّ ضـانْ ْك ْ صـ ِلي فِي ُال ِع ُشـ ِرينْ ِم ُن ْر ْم ْ بْ ْك ْرة ْ "ي ْ
رواه أحمد والترمذي وظال حسن صحيح ،وصححه األلباني.
ي اللَّ ُي ْلـة الَّتِي أ ْ ْم ْرنـْا«وهللاِ ِانِي ْأل ْ ُعلْم ْهـاْ ،وأ ْ ُكثْر ِع ُل ِمي ِه ْ ب ْ ظـا ْل ْ ع ُن أ ْبي ِ ب ُِن ْك ُعـ ٍ (ْ )513
سب ٍُث ْو ِع ُش ِرينْ » رواه مسلم وأحمد. ي لْ ُيلْة ْ ام ْها ِه ْ ْرسول هللاِ بِ ِقيْ ِ
سـب ٍُث ْي ُبقْيُنْ " رواه أحمد ضـينْ ،أ ْ ُو ْ سـب ٍُث ْي ُم ِي ِفي ُال ْع ُشـ ِرِ ،في ْ ( ) ظْا ْل ْرسـول هللاِ ِ " ه ْ
514
وصححه.
صـ ِبي ْحت ْ ْها أْسـُ جد فِي ْماءٍ ، "رأْيُت لْ ُيلْةْ ُالقْ ُد ِر ث َّم أ ُن ِسـيت ْهاْ ،وأ ْرانِي ْ ( )515ظْا ْل ْرسـو ْل هللاِ ْ
اء، ا ْو ِا َّن أْث ْ ْر ُال ْم ِ صـلَّى بِنْا ْرسـول هللاِ فْا ُن ْ
صـ ْر ْ ث ْو ِع ُشـ ِرينْ ،فْ ْ ين ،فْم ِط ُرنْا لْ ُيلْةْ ث ْ ْال ٍ
ْو ِط ٍ
علْى ْج ُب ْهتِ ِه ْوأ ْ ُن ِف ِه" رواه أحمد ومسلم ،وللحديث الذي في النقطة السابقة. ين ْ
الط ِ
ْو ِ
( )516ظْا ْل ْرسـ ـول َّ ِ « لْ ُيلْة ُالقْ ُد ِر لْ ُيلْة أ ْ ُربْ ٍث ْو ِع ُشـ ـ ِرينْ » رواه أبو داود الطيالســـي
ي فِي ُال ْع ُشـ ِر، َّاس :ظْا ْل ْرسـول هللاِ ِ « ه ْ عب ٍوظال شـيخ اإلسـالم اسـناده جيد ،ظْا ْل ابُن ْ
114
على اإلطال ،بال هي مبهماة يف العش ا ا ا ا ا اار( ،)517وينبين على ذلاك :أناه لو ناذر قياام ليلاة
القادر لزماه ،ومل جيزئاه يف غريهاا ،فيلزماه قياام لياايل العش ا ا ا ا ا اار كلهاا( ،)518ولو علق عتااقًاا أو
طالقًا بليلة القدر قبل دخول العش ا ا ا ا اار ،حكم به إذا انقض ا ا ا ا ااى العش ا ا ا ا اار ،وإن كان يف أثناء
العشر ،مل حيكم به ح ينصرم العشر من العام القابل(.)519
وعالمتها أن الشاامس تطلع يومئذ ال شااعاع هلا ،كأهنا الطساات ح ترتفع( ،)520وروي -
ضا ا ا ا ا ا اا -يف عالمااهتاا أهناا ليلاة بلجاة منرية سا ا ا ا ا ا اااكناة ال قوياة احلر وال قوياة الثد( ،)521وقاد
أي ً
يكش اافها هللا لبعض الناس يف املنام أو اليقظة ،فريى أنوارها ،أو يرى من يقول له هذه ليلة
َّاسُ :الت ِْمسـوا فِي عب ٍ سـب ٍُث يْ ُبقْيُنْ » ،يْ ُعنِي لْ ُيلْةْ ُالقْ ُد ِر ،ظال اب ُِن ْ ضـينْ ،أ ْ ُو فِي ْ ي فِي تِ ُسـ ٍث يْ ُم ِ ِه ْ
أ ْ ُربْ ٍث ْو ِع ُش ِرينْ ،رواه البخاري في صحيحه.
( )517جم ًعا بين األحاديث الماضية ،وأن كل حديث كان في سنة.
( )518يقول شيخ اإلسالم "كمن نذر ونسي صالة من يوم ال يعلم عينها".
( )519ألن ليلة القدر تنتقل.
احبْنْا، ص ِع ُن لْ ُيلْ ِة ُالقْ ُد ِر ،فْإِ َّن ْب :أْبْا ُالم ُنذ ِِر ،أ ْ ُخبِ ُرنِي ْ ع ُن ِز ٍر ظْا ْل :ظ ُلت ِألبْي ِ ب ُِن ْك ُع ٍ (ْ )520
ص ُب ْها ،فْقْا ْل :يْ ُر ْحم هللا أْبْا ْ
ع ُب ِد ع ُن ْها ،ظْا ْلْ :م ُن يْق ِم ُال ْح ُو ْل ي ِ يْ ُعنِي ابُنْ ْمسُعودٍْ ،كانْ اِذْا سئِ ْل ْ
ســــب ٍُث ضــــانْ ْ ،ولْ ِك ُن أ ْ ْحبَّ أ ْ ُن ْال يْت َّ ِكلواْ ،و ِانَّ ْها لْ ُيلْة ْ ع ِل ْم أْنَّ ْها فِي ْر ْم ْ الرحُ ْم ِن ،أ ْ ْما ْوهللاِ لْقْ ُد ْ َّ
ت ذْ ِل ْك؟ ظْا ْلِ :ب ُاآليْ ِة الَّتِي ظْا ْل لْنْا ْرسـول هللاِ ْو ِع ُشـ ِرينْ لْ ُم يْ ـُس تْثُ ِن ،ظ ُلت :أْبْا ُالم ُنذ ِِر ،أْنَّى ْ
ع ِل ُم ْ
ت ْحتَّى ت ُْرت ْ ِف ْث" رواه أحمد ط ـُس ٌ ع لْ ْهاْ ،كأْنَّ ْها ْ شـ ُمس ْال شـ ْعا ْ صـبِي ْحةْ لْ ُيلْ ِة ُالقْ ُد ِر ت ُْطلث ال َّ ْ "
ومسلم.
اط ًعا، سـ ِ ص ـافِيْةٌ بْ ُل ْجةٌ ْكأ ْ َّن فِي ْها ظْ ْم ًرا ْ ارة ْ لْ ُيلْ ِة ُالقْ ُد ِر أْنَّ ْها ْ
( )521ظْا ْل ْرس ـول هللاِ ِ " ا َّن أ ْ ْم ْ
ب أ ْ ُن ي ُر ْمى بِ ِه فِي ْها ْحتَّى ت ُ
صـبِ ْحْ ،واِ َّن وال ْح َّرْ ،و ْال يْ ِحل ِل ْك ُو ْك ٍ اجيْةٌ ْال بْ ُر ْد فِي ْهاْ ، سـ ِ سـا ِكنْةٌ ْ ْ
ُس لْ ْها شـ ْعاعٌ ِمثُ ْل ُالقْ ْم ِر لْ ُيلْةْ ُالبْ ُد ِرْ ،ال يْ ِحل صـبِي ْحت ْ ْها ت ُْخرج م ـُس ت ْ ِويْةً لْي ْ س ْ ارت ْ ْها أ ْ َّن ال َّ
شـ ُم ْ أ ْ ْم ْ
ان أ ْ ُن يْ ُخر ْج ْم ْع ْهـا يْ ُو ْم ِئـذٍ" رواه أحمـد وأعـل بـاالنقطـاع وال يمنث االحتجـاج عنـدنـا طـ ِ لشــــ ُي ْ
ِل َّ
ع ُن ْرســـو ِل هللاِ ظْا ْل «لْ ُيلْة كما بينا في المقدمة ،وصـــححه الضـــياء في المختارة ،و ْ
ط ْرْ ،و ْال ِري ْحْ ،و ْال ي ُر ْمى فِي ْهـا اب فِي ْهـاْ ،و ْال ْم ْ ســــ ْحـ ْ ار ْدةٌْ ،و ْال ْ ُال ْقـ ُد ِر بْ ُل ْجـةٌْ ،ال ْحـ َّ
ارة ٌ ْو ْال ْبـ ِ
ع لْ ْها» رواه الطبراني وحسنه األلباني. ش ُمس ْال ش ْعا ْ ع ْال ْم ِة يْ ُوم ْها ت ُْطلث ال َّ ِبنْج ٍُمْ ،و ِم ُن ْ
115
القدر ،وقد يفتح على قلبه من املشااهدة ما يتبني به األمر ،ومن وافق ليلة القدر اساتحب
أن يقول "اللهم إنك عفو حتب العفو فاعف عين"(.)522
وحيص اال النص اايب من ليلة القدر إذا قام مع اإلمام ح ينص اارف( ،)523ومن ش ااهد العش اااء
ليلة القدر يف مجاعة فقد أخذ بظه منها( ،)524ويستحب االجتهاد يف العشر مطل ًقا(.)525
شـ ـة :يْا ْرسـ ـو ْل هللاِ ِا ُن ْوافْ ُقت لْ ُيلْةْ ُالقْ ُد ِر بِ ْم أ ْ ُدعو؟ ظْا ْل "ظو ِلي :الله َّم عائِ ْ ت ْ ( )522ظْالْ ُ
عنِي" رواه أحمد والترمذي وظال حســن صــحيح وصــححه عف ٌّو ت ِحب ُال ْع ُف ْو ،فْاعُا ْ ِانَّ ْك ْ
األلباني.
شـــ ُيئًا ِمنْ ضـــانْ فْلْ ُم يْق ُم بِنْا ْ ع ُن أْبِي ذْ ٍر ظْا ْل :صـــ ُمنْا ْم ْث ْرســـو ِل هللاِ ْ ر ْم ْ (ْ )523
ْب ثلث ام بِنْا ْرسـول هللاِ ْ حتَّى ْكا ْد أ ْ ُن يْ ُذه ْ الشـ ُه ِرْ ،حتَّى اِذْا ْكانْ لْ ُيلْة أ ْ ُربْ ٍث ْو ِع ُشـ ِرينْ ،ظْ ْ َّ
ام ِبنْا ْرسول ت ْو ِع ُش ِرينْ ،ظْ ْ ت اللَّ ُيلْة الَّ ِتي ت ْ ِلي ْها ،لْ ُم ْيق ُم ِبنْا ،فْلْ َّما ْكان ُ
ْت لْ ُيلْة ِس ٍ اللَّ ُي ِل ،فْلْ َّما ْكانْ ِ
طر اللَّ ُي ِل ،ظْا ْل :ظ ُلتْ :يا ْرسـو ْل هللاِ ،لْ ُو نْفَّ ُلتْنْا ْب ِقيَّةْ لْ ُيلْ ِتنْا ْه ِذ ِه شـ ُْب ْ هللاِ ْ حتَّى ْكا ْد أ ْ ُن ْي ُذه ْ
ت اللَّ ُيلْة ب لْه ظِ ْيام لْ ُيلْةٍ" ،فْلْ َّما ْكانْ ِ ا ،ح ِسـ ْ صـ ِر ْ اإل ْم ِام ْحتَّى ْي ُن ْ ام ْم ْث ُ ِ الرج ْل ِاذْا ظْ ْ "الِ ،ا َّن َّ ظْا ْل ْ
ان ْو ِع ُشـ ِرينْ ْ ،ج ْم ْث ْرسـول هللاِ أ ْ ُهلْه ْوا ُجت ْ ْم ْث ْت لْ ُيلْة ث ْ ْم ٍ الَّتِي ت ْ ِلي ْها لْ ُم ْيق ُم ِبنْا ،فْلْ َّما أ ْ ُن ْكان ُ
صــــلَّى بِنـْا ْرســــول هللاِ ْ حتَّى ْكـا ْد يْفوتنـْا ُالفْ ْالح ،ظ ُلـتْ :و ْمـا ُالفْ ْالح؟ ْظـا ْل: لْـه النَّـاس فْ ْ
الشـــ ُه ِر" رواه أحمد وأبو داود وصـــححه شـــ ُيئًا ِمنْ َّ الســـحور ،ث َّم لْ ُم يْق ُم بِنْا يْا ابُنْ أ ْ ِخي ْ
األلباني.
ضـانْ فْقْ ُد أ ْ ُد ْر ْك ع ٍة فِي ْر ْم ْ شـا ْء ُاآل ِخ ْرة ْ فِي ْج ْما ْ صـلَّى ُال ِع ْ ( )524ظْا ْل ْرسـول َّ ِ ْ « م ُن ْ
لْ ُيلْةْ ُالقْ ُد ِر» صـــححه ابن خزيمة وضـــعفه األلباني بجهالة راو ،وعن ْما ِلك أْنَّه بْلْىْه أ ْ َّن
ش ا ْء لْ ُيلْ ِة ُالقْ ُد ِر ،فْقْ ُد أ ْ ْخذْ بِ ْح ِظ ِه ِم ُن ْها" رواه مالك ش ِه ْد ُال ِع ـْ
ب ْكانْ يْقولْ :م ُن ـْ سـيَّ ِ سـ ِعي ْد بُنْ ُالم ْ ْ
ب ظْا ْل « ْم ُن سـ ِي ِ ع ِن اب ُِن ُالم ْ في الموطأ والبيهقي في السـنن واسـتشـهد به شـيخ اإلسـالم ،و ْ
ْصي ْبه ِم ُن ْها» رواه ابن أبي شيبة. ع ٍة لْ ُيلْةْ ُالقْ ُد ِر ،فْقْ ُد أ ْ ْخذْ ن ِب ْو ُال ِعشْا ْء فِي ْج ْما ْ صلَّى ُال ْم ُى ِر ْ ْ
شـــ َّد ِمئُزْ ْرهْ ،وأْحُ ْيا لْ ُيلْه، ت « ْكانْ النَّ ِبي ِ اذْا ْد ْخ ْل ُال ْع ُشـــر ْ شـــةْ ظْالْ ُ عائِ ْ ع ُن ْ (ْ )525
ظ أ ْ ُهلْه» متفق عليه. ْوأ ْ ُيقْ ْ
116
وليلة اإلسا ا اراء أفضا ا اال يف حق النيب وليلة القدر أفضا ا اال ابلنسا ا اابة إىل األمة( ،)526وأايم
عش ا ا اار ذي احلجة أفض ا ا اال من أايم العش ا ا اار من رمض ا ا ااان( ،)527والليايل العش ا ا اار األواخر من
رمضا ااان أفضا اال من ليايل عشا اار ذي احلجة( ،)528وأفضا اال أايم األسا اابوع يوم اامعة(،)529
وأفض اال أايم العام :يوم النحر( ،)530ورمض ااان أفض اال الش ااهور( ،)531ويكفر من فض اال رجبًا
( )526يقول شــيخ اإلســالم "فحظ النبي الذي اختص به ليلة المعراج منها أكمل من
حظـه من ليـالي القـدر ،وحظ األمـة من ليلـة القـدر أكمـل من حظهم من ليلـة المعراج ،وان
كان لهم فيها أعظم حظ ،لكن الفضــــل والشــــرا والرتبة العليا انما حصــــلت فيها لمن
أسري به ."
صا ِلح فِي ْها أ ْ ْحب ِالْى َّ ِ ِم ُن ْه ِذ ِه ُاألْي َِّام»( )527ظْا ْل ْرسول َّ ِ ْ « ما ِم ُن أْي ٍَّام ُال ْع ْمل ال َّ
س ِبي ِل َّ ِ؟ ظْا ْل « ْو ْال ُال ِج ْهاد فِي َّام ُال ْع ُش ِر ،ظْالوا :يْا ْرسو ْل َّ ِْ ،و ْال ُال ِج ْهاد فِي ْ يْ ُعنِي أْي ْ
ش ُيءٍ » رواه أحمد وأبو داود س ِبي ِل َّ ِِ ،ا َّال ْرج ٌل خ ْْر ْج ِبنْ ُف ِس ِه ْو ْما ِل ِه ،فْلْ ُم ْي ُر ِج ُث ِم ُن ذْ ِل ْك ِب ْ
ْ
وصححه األلباني.
( )528ظال ابن القيم "واذا تأمل الفاضــل اللبيب هذا الجواب ،وجده شــافيًا كافيًا فإنه ليس
من أيام العمل فيها أحب الى هللا من أيام عشــــر ذي الحجة وفيها :يوم عرفة ويوم النحر
ويوم التروية ،وأما ليالي عشـــر رمضـــان فهي ليالي اإلحياء التي كان رســـول هللا
يحييها كلها ،وفيها ليلة خير من ألا شـــهر ،فمن أجاب بىير هذا التفصـــيل لم يمكنه أن
يدلي بحجة صحيحة".
الشــ ُمس يْ ُوم ُالجم ْع ِة ،فِي ِه خ ِلقْ آ ْدمْ ،وفِي ِه
ت فِي ِه َّ طلْ ْع ُ ( )529ظْا ْل ْرســول هللاِ ْ " خيُر يْ ُو ٍم ْ
أ ُد ِخ ْل ُال ْجنَّةْْ ،وفِي ِه أ ُخ ِر ْج ِم ُن ْها" رواه أحمد ومسلم.
ظ ْم ُاألْيـَّ ِام ِع ُنـ ْد َّ ِ يْ ُوم النَّح ُِر ،ث َّم يْ ُوم ُالقْ ِر» ْظـا ْل
ع ِن النَّبِي ِ ْ ظـا ْل «اِ َّن أ ْ ُع ْ
(ْ )530
سى ،ظْا ْل ث ْ ُو ٌرْ :وه ْو ُاليْ ُوم الثَّانِي ،رواه أحمد وأبو داود وصححه األلباني. ِعي ْ
علْيُك ُم ِ
ص ْيا ْمه، ض هللا ْ ار ٌك ،ا ُفت ْْر ْ ش ُه ٌر م ْب ْ
ضانْ ، ( )531ظْا ْل ْرسول هللاِ " ظْ ُد ْجا ْءك ُم ْر ْم ْ
اطين ،فِي ِه لْ ُيلْةٌ ْخي ٌُر ِم ُن
ش ْي ِ ت ُفت ْح فِي ِه أْب ُْواب ُال ْجنَّ ِةْ ،وت ُىلْق فِي ِه أْب ُْواب ُال ْج ِح ِيمْ ،وتىْل فِي ِه ال َّ
ش ُه ٍرْ ،م ُن ح ِر ْم ْخي ُْرهْا ،فْقْ ُد ح ِر ْم" رواه أحمد والنسائي وصححه األلباني ،ولم يقل ا ْ أ ْ ُل ِ
هذا في غيره من األشهر.
117
عليه( ،)532ومكة أفض ا اال بقاع هللا( ،)533والص ا ااالة وغريها من القرب مبكة أفض ا اال ،واجملاورة
مبكان يكثر فيه إميانه وتقواه أفضاال حيث كان ،وتضاااعف الساايئة واحلساانة مبكان أو زمان
فاضل(.)534
اإلسـالم "سـنها رسـول هللا للمسـلمين" ،ولعل دليله الحديث الذي في ( )535يقول شـيخ ٍ
النقطة القادمة.
غي ُْر أْنَّه ْال يْ ُنقص ِم ُن صـــائِ ًما ْكانْ لْه ِمثُل أ ْ ِ
جُر ِهْ ، ( )536ظْا ْل ْرســـول َّ ِ ْ « م ُن فْ َّ
ط ْر ْ
ش ُيئًا» رواه أحمد والترمذي وظال حسن صحيح وصححه األلباني. أْج ُِر ال َّ
صائِ ِم ْ
(" )537وظال بعض العلماء :المراد بتفطيره أن يشبعه ألن هذا هو الذي ينفث الصائم
طول ليله وربما يستىني به عن السحور" شرح رياض الصالحين البن عثيمين
.315/5
( )538ال دليل عليها من كتاب وال ســنة ،ويقول شــيخ اإلســالم "لم يســتحبها الســلا ولم
يفعلوها".
عا ،وال شـعائره شـعائر ( )539يقول شـيخ اإلسـالم عن ثامن شـوال "فإنه ليس بعيد اجما ً
العيد".
119
أو ادخار حلوم األضااحي ليطبخ هبا احلبوب أو االكتحال أو االختضااب أو االغتساال أو
التصافح أو التزاور أو زايرة املساجد واملشاهد و،و ذلك ،فهذا من البدع املنكرة (.)540
( )540يقول شيخ اإلسالم "لم يرد في شيء من ذلك حديث صحيح عن النبي وال عن
أصــحابه ،وال اســتحب ذلك أحد من أئمة المســلمين ال األئمة األربعة وال غيرهم ،وال
روى أهل الكتب المعتمدة في ذلك شــيئًا ال عن النبي وال الصــحابة وال التابعين ،ال
صـحي ًحا وال ضـعيفًا ،ال في كتب الصـحيح وال في السـنن وال المسـانيد ،وال يعرا شـيء
من هـذه األحـاديـث على عهـد القرون الفـاضــــلـة ،ولكن روى بعض المتـأخرين في ذلـك
أحاديث مثل ما رووا أن من اكتحل يوم عاشــوراء لم يرمد من ذلك العام ،ومن اغتســل
يوم عـاشـــــوراء لم يمرض ذلـك العـام ،وأمثـال ذلـك ،ورووا فضـــــائـل في صـــــالة يوم
عاشــوراء ،ورووا أن في يوم عاشــوراء توبة آدم واســتواء الســفينة على الجودي ورد
يوســـــا على يعقوب وانجـاء ابراهيم من النـار وفداء الذبيح بالكب ،ونحو ذلك ،ورووا
في حديث موضـوع مكذوب على النبي { أنه من وسـث على أهله يوم عاشـوراء وسـث
هللا عليه ســـائر الســـنة} ،ورواية هذا كله عن النبي كذب ،ولكنه معروا من رواية
سـفيان بن عيينة عن ابراهيم بن محمد بن المنتشـر عن أبيه ظال {بلىنا أنه من وسـث على
أهله يوم عاشـوراء وسـث هللا عليه سـائر سـنته} ،وابراهيم بن محمد بن المنتشـر من أهل
الكوفة ،وأهل الكوفة كان فيهم طائفتان طائفة رافضــــة يظهرون مواالة أهل البيت وهم
في الباطن اما مالحدة زنادظة واما جهال وأصـــحاب هوى ،وطائفة ناصـــبة تبىض عليًا
وأصــحابه لما جرى من القتال في الفتنة ما جرى ...فصــارت طائفة جاهلة ظالمة :اما
ملحدة منافقة ،واما ضـــالة غاوية ،تظهر مواالته ومواالة أهل بيته ،تتخذ يوم عاشـــوراء
يوم مـأتم وحزن ونيـاحـة وتظهر فيـه شــــعـار الجـاهليـة من لطم الخـدود وشـــــق الجيوب
والتعزي بعزاء الجـاهليـة ...فعـارض ه الء ظوم امـا من النواصـــــب المتعصـــــبين على
الحســين وأهل بيته ،واما من الجهال الذين ظابلوا الفاســد بالفاســد والكذب بالكذب والشــر
بالشـــر والبدعة بالبدعة فوضـــعوا اآلثار في شـــعائر الفرح والســـرور يوم عاشـــوراء
كاالكتحال واالختضـاب وتوسـيث النفقات على العيال وطبخ األطعمة الخارجة عن العادة
ونحو ذلك مما يفعل في األعياد والمواسـم ،فصـار ه الء يتخذون يوم عاشـوراء موسـ ًما
كمواســـــم األعيـاد واألفراح ،وأولئـك يتخـذونـه مـأت ًمـا يقيمون فيـه األحزان واألتراح ،وكال
جهال وأظهرالطائفتين مخطئة خارجة عن الســنة ،وان كان أولئك أســوأ ظصــدًا وأعظم ً
ظل ًما ...ولم يسـن رسـول هللا وال خلفا ه الراشـدون في يوم عاشـوراء شـيئًا من هذه
األمور ال شــعائر الحزن والترح وال شــعائر الســرور والفرح ...وال اســتحبها أحد من
120
وال جيوز ش ا ا ااهود أعياد اليهود والنص ا ا ااارى وغريهم من الكفار( ،)541كاخلميس احلقري الذي
كبريا ،وال حيل معاونتهم على أعيادهم إبهداء أو مبايعة أو شا ا ا اايء من مصا ا ا االحة
يسا ا ا اامونه ً
ثواب وال يعارون دابة وال يعاونون على شا ا ا ا اايء من دينهم(،)542
دما وال ً
حلما وال ً
عيدهم ال ً
وحيرم أكاال مااا ذبوه ألعيااادهم وقرابينهم ومااا يتقربون بااذبااه إىل غري هللا؛ مثاال مااا يااذبون
أئمة المســلمين ال مالك وال الثوري وال الليث بن ســعد وال أبو حنيفة وال األوزاعي وال
الشــافعي وال أحمد بن حنبل وال اســحا بن راهويه وال أمثال ه الء من أئمة المســلمين
وعلماء المســــلمين ،وان كان بعض المتأخرين من أتباع األئمة ظد كانوا يأمرون ببعض
ذلـك ويروون في ذلـك أحـاديـث وآثـارا ويقولون :ان بعض ذلـك صـــــحيح ،فهم مخطئون
غالطون بال ريب عند أهل المعرفة بحقائق األمور ،وظد ظال حرب الكرماني في مسائله:
سـئل أحمد بن حنبل عن هذا الحديث {من وسـث على أهله يوم عاشـوراء} فلم يره شـيئًا،
وأعلى ما عندهم أثر يروى عن ابراهيم بن محمد بن المنتشر عن أبيه أنه ظال :بلىنا {أنه
من وسـث على أهله يوم عاشـوراء وسـث هللا عليه سـائر سـنته} ظال سـفيان بن عيينة جربناه
منذ سـتين عاما فوجدناه صـحي ًحا ،وابراهيم بن محمد كان من أهل الكوفة ولم يذكر ممن
سمث هذا وال عمن بلىه ،فلعل الذي ظال هذا من أهل البدع الذين يبىضون عليًا وأصحابه
ويريدون أن يقابلوا الرافضــة بالكذب :مقابلة الفاســد بالفاســد والبدعة بالبدعة ،وأما ظول
ابن عيينة ،فإنه ال حجة فيه ،فإن هللا سبحانه أنعم عليه برزظه وليس في انعام هللا بذلك ما
يدل على أن ســبب ذلك كان التوســيث يوم عاشــوراء ،وظد وســث هللا على من هم أفضــل
الخلق من المهاجرين واألنصــــار ،ولم يكونوا يقصــــدون أن يوســــعوا على أهليهم يوم
عاشوراء بخصوصه".
ب " ا ُجتْنِبوا أ ْ ُع ْدا ْء هللاِ فِي ِعي ِد ِه ُم" رواه البيهقي واســتدل به طا ِ ( )541ظْا ْل ع ْمر بُن ُال ْخ َّ
شـيخ اإلسـالم جاز ًما ،ونقل شـيخ اإلسـالم عن اإلمام أحمد ظوله "ظال هللا تعالى { ْوالَّذِينْ ْال
ور} ظال الشعانين وأعيادهم". ْي ُش ْهدونْ الز ْ
( )542يقول شـــيخ اإلســـالم "ألن ذلك من تعظيم شـــركهم وعونهم على كفرهم ،وينبىي
علْى ُالبِ ِر ْوالت َّ ُقوى
ْعاونوا ْ
للسـالطين أن ينهوا المسـلمين عن ذلك ،ألن هللا تعالى يقول { ْوت ْ
وان} ،ثم ان المسـلم ال يحل له أن يعينهم على شـرب الخمور اإلثُ ِم ْو ُالع ُد ِ
علْى ُ ِ
ْعاونوا ْ
ْوال ت ْ
بعصرها أو نحو ذلك ،فكيا على ما هو من شعائر الكفر ،واذا كان ال يحل له أن يعينهم
هو فكيا اذا كان هو الفاعل لذلك".
121
للمس ا ا ا ا ا اايح والزهرة وإن مل يس ا ا ا ا ا ااموا عليهااا غري هللا( ،)543والااذبح مبكااان كااان فيااه عياادهم
معصية(.)544
وال حيل للمس ا االمني أن يتش ا اابهوا هبم يف ش ا اايء مما خيتص أبعيادهم؛ ال من طعام وال لباس
وال اغتس ا ا ا ااال وال إيقاد نريان وال تبطيل عادة من معيش ا ا ا ااة أو عبادة أو غري ذلك ،وال حيل
ب} علْى النصـ ِ {و ْما ذ ِب ْح ْ( ) يقول شـيخ اإلسـالم "ظال المروزي :ظرن على أبي عبد هللا ْ
543
{و ْما أ ِه َّل ِب ِه ظال (على األصـــنام) وظال (كل شـــيء ذبح على األصـــنام ال ي كل) ،وظال ْ
ِل ْىي ُِر َّ ِ} فكـل مـا ذبح لىير هللا فال ي كـل لحمـه ...فـاحتجـاج أبي عبـد هللا بـاآليـة دليـل على
أن الكراهة عنده كراهة تحريم وهذا ظول عامة ظدماء األصـــحاب" اظتضـــاء الصـــراط
،54/2يقول شـيخ اإلسـالم "فعن أحمد روايتان :أشـهرهما في نصـوصـه أنه ال يباح أكله،
وان لم يســـم عليه غير هللا تعالى ،ونقل النهي عن ذلك ،عن عائشـــة وعبد هللا بن عمر"
اظتضـاء الصـراط المسـتقيم ،.53/2ويقول "فلما تعارض العموم الحاظر ،وهو ظول هللا
ْاب ِحـ ٌّل ط ْعـام الَّـذِينْ أوتوا ُال ِكتـ ْ {و ْ {و ْمـا أ ِهـ َّل ِبـ ِه ِل ْىي ُِر َّ ِ} والعموم المبيح ،وهو ظولـه ْ تعـالى ْ
لْك ُم} اختلا العلماء في ذلك ،واألشــبه بالكتاب والســنة :ما دل عليه أكثر كالم أحمد من
الحظر ،وان كان من متأخري أصــحابنا من لم يذكر هذه الرواية بحال وذلك ألن عموم
ب} عموم محفوظ لم تخص منـه علْى النصـــ ـ ِ {و ْمـا أ ِهـ َّل ِل ْىي ُِر َّ ِ ِبـ ِه ْو ْمـا ذبِ ْح ْ ظولـه تعـالى ْ
صـــــورة ،بخالا طعـام الـذين أوتوا الكتـاب ،فـإنـه يشـــــترط لـه الـذكـاة المبيحـة ،فلو ذكى
الكتـابي في غير المحـل المشـــــروع لم تبح ذكـاتـه ،وألن غـايـة الكتـابي :أن تكون ذكـاتـه
كالمســلم ،والمســلم لو ذبح لىير هللا ،أو ذبح باســم غير هللا لم يبح ،وان كان يكفر بذلك،
ط ْعـامك ُم ِحـ ٌّل لْه ُم} ْاب ِحـ ٌّل لْك ُم ْو ْط ْعـام الَّـذِينْ أوتوا ُال ِكتـ ْ {و ْ
فكـذلـك الـذمي ألن ظولـه تعـالى ْ
سـواء ،وهم وان كانوا يسـتحلون هذا ،ونحن ال نسـتحله فليس كل ما اسـتحلوه حل ،وألنه
ظد تعارض دليالن ،حاظر ومبيح ،فالحاظر :أولى ،وألن الذبح لىير هللا ،وباســــم غيره،
ظد علمنا يقينا أنه ليس من دين األنبياء ،فهو من الشــرك الذي أحدثوه ،فالمعنى الذي
ألجله حلت ذبائحهم ،منتا في هذا" اظتضاء الصراط .60/2
ع ُه ِد ْرسـو ِل َّ ِ أ ْ ُن يْ ُن ْح ْر اِبِ ًال علْى ْ اك ظْا ْل :نْذْ ْر ْرج ٌل ْ ضـ َّح ِت ب ُِن ال َّ ع ُن ثْابِ ِ (ْ )544
ي ، فْ ْقـا ْلِ :ا ِني ْنـذْ ُرت أ ْ ُن أ ْ ُن ْح ْر ِا ِب ًال ِبب ْوا ْنـةْ ،فْ ْقـا ْل النَّ ِبي « هـ ُْل ْكـانْ ِبب ْوا ْنـةْ ْفـأْت ْى النَّ ِب َّ
ان ُال ْجـا ِه ِل َّيـ ِة ي ُع ْبـد؟» ْظـالواْ :الْ ،ظـا ْل «هـ ُْل ْكـانْ فِي ْهـا ِعيـ ٌد ِم ُن أ ْ ُع ْيـا ِد ِه ُم؟»، فِي ْهـا ْوث ْ ٌن ِم ُن أ ْ ُوث ْـ ِ
ص ـ ْي ِة َّ ِْ ،و ْال فِي ْما ا ِبنْ ُذ ِر ْك ،فْإِنَّه ْال ْوفْا ْء ِلنْ ُذ ٍر فِي ْم ُع ِظْالواْ :ال ،ظْا ْل ْرس ـول َّ ِ « أ ْ ُو ِ
ْال يْ ُم ِلك ابُن آ ْد ْم» رواه أبو داود وصححه األلباني.
122
فعل وليمة وال اإلهداء وال البيع مبا يسااتعان به على ذلك ألجل ذلك ،وال متكني الصاابيان
و،وهم من اللعب الذي يف األعياد وال إظهار زينة ،واباملة ليس هلم أن خيص ا اوا أعيادهم
بشيء من شعائرهم ،بل يكون يوم عيدهم عند املسلمني كسائر األايم؛ ال خيصه املسلمون
بشاايء من خصااائصااهم ،وكذلك ختصاايصااه بطبخ األطعمة وغري ذلك من صااب البيض وما
شااابه ،ومن ذلك ما يفعله النساااء من أخذ ور الزيتون أو االغتسااال مبائه فإن أصاال ذلك
ماء املعمودية( ،)545ومن ذلك أيضا ااا ترك الوظائف الراتبة من الصا اانائع والتجارات أو حلق
العلم يف أايم عيادهم واختااذه يوم راحاة وفرحاة وغري ذلاك( ،)546وإيقااد الناار والفرح هباا من
شعار اجملوس عباد النريان ،وكل ما خصت به هذه األايم من أفعاهلم وغريها فليس للمسلم
أن يش اااهبهم يف أص االه وال يف وص اافه( ،)547وكما ال يتش اابه هبم فال يعان املس االم املتش اابه هبم
ور} ظال شــهود أعياد اليهود والنصــارى واحتَ بقول هللا تعالى { ْوالَّذِينْ ال يْ ُشــ ْهدونْ الز ْ
الشـــعانين وأعيادهم ،وظال عبد الملك بن حبيب من أصـــحاب مالك في كالم له ظال :فال
يعـاونون على شـــــيء من عيـدهم ألن ذلـك من تعظيم شـــــركهم وعونهم على كفرهم،
وينبىي للسـالطين أن ينهوا المسـلمين عن ذلك وهو ظول مالك وغيره ،لم أعلم أنه اختلا
ارى أ ْ ُو ِليْا ْء بْ ُعضـه ُم فيه ...وظد ظال هللا تعالى {يْا أْي ْها الَّذِينْ آ ْمنوا ال تْت َّ ِخذوا ُاليْهو ْد ْوالنَّ ْ
صـ ْ
ض ْو ْم ُن يْت ْْولَّه ُم ِم ُنك ُم ْفـإِ َّنـه ِم ُنه ُم} فيوافقهم ويعينهم { ْفـإِ َّنـه ِم ُنه ُم} ...وظـد دل أ ْ ُو ِل ْيـاء بْ ُع ٍ
الكتاب وجاءت ســنة رســول هللا وســنة خلفائه الراشــدين التي أجمث أهل العلم عليها
بمخالفتهم وترك التشبه بهم".
( ) 548ألن في ذلك اعانة على المنكر ،يقول شـيخ اإلسـالم "وهذا كله تصـديق ظول النبي
{ لتتبعن سـنن من كان ظبلكم} ،واذا كانت المتابعة في القليل ذريعة ووسـيلة الى بعض
هذه القبائح ،كانت محرمة ،فكيا اذا أفضـــت الى ما هو كفر باى من التبرك بالصـــليب
والتعمد في المعمودية".
( )549يقول شيخ اإلسالم "فإن رظي البخور واتخاذه ظربانًا هو دين النصارى والصابئين،
وانما البخور طيب يتطيب بدخانه كما يتطيب بسائر الطيب".
124
من األقوال واألفعاال اليت تتض ا ا ا ا ا اامن :إماا كون الشا ا ا ا ا ا اريعاة النصا ا ا ا ا ا ارانياة أو اليهودياة املبادلني
املنس ا ااوخني موصا ا الة إىل هللا ،وإما اس ا ااتحس ا ااان بعض ما فيها مما خيالف دين هللا أو التدين
بذلك أو غري ذلك ،كفر ابهلل ورس ا ا اوله وابلقرآن وابإلس ا ا ااالم( ،)550وأص ا ا اال ذلك املش ا ا اااهبة
واملشا ا اااركة ،وينبغي للمسا ا االم إذا طلب منه أهله وأوالده شا ا اايئًا من ذلك أن حييلهم على ما
عند هللا ورسوله ويقضي هلم يف عيد هللا من احلقو ما يقطع استشرافهم إىل غريه.
وعلى املسلم أن جيتهد يف إحياء السنن ،وإماتة البدع(.)551
بدال من "لطاعة هللا" التي ( )552اختار شــــيخ اإلســــالم أن يكون التعريا "لعبادة هللا" ً
ذكرها ابن ظدامة ،وعلل ذلك بأن "الطاعة موافقة األمر ،وهذا يكون بما هو في األصـــل
عبادة كالصــالة ،وبما هو في األصــل غير عبادة ،وانما يصــير عبادة بالنية ،كالمباحات
وأيضــا فإن ما لم ي مر به من العبادات ،بل ً كلها ،بخالا العبادة فإنها التذلل لاله ،
رغب فيه هو عبادة ،وان لم يكن طاعة لعدم األمر".
ي ْرأُ ْ
سـه ْوه ْو م ْجا ِو ٌر ِفي ُال ْم ـُس ِجدِ، ت « ْكانْ النَّ ِبي ي ُ
صـ ِىي ِالْ َّ ش ةْ ظْالْ ُ ع ُن ْ
عا ِئ ـْ (ْ )553
ض» رواه البخاري ،يقول شــــيخ اإلســــالم "ألنه ظد جاور هللا ســــبحانه فْأ ْر ِجله ْوأْنْا ْحائِ ٌ
ومكـانـا واحـدًا لعبـادتـه ،كمـا في الحـديـث «يقول هللا تعـالى :أنـا جليس من ً بلزومـه بيتـه
ذكرني»".
( )554يقول شيخ اإلسالم "ألنه مجاور بيت هللا ،كما يجاور الرجل بيت الرجل".
ضــانْ ْ ،حتَّى اخ ْر ِم ُن ْر ْم ْ ي ْ « كانْ يْ ُعت ْ ِكا ُال ْع ُشــ ْر ُاأل ْ ْو ِ شــةْ ،أ ْ َّن النَّ ِب َّ ع ُن ْ
عائِ ْ (ْ )555
ا أ ْ ُز ْواجه ِم ُن بْ ُع ِد ِه» متفق عليه ،وباإلجماع. ت ْْوفَّاه هللا ،ث َّم ا ُعت ْ ْك ْ
فرضــــا اال أن ً ( )556ظـال ابن المنـذر "وأجمعوا على أن االعتكـاا ال يجـب على النـاس
يوجبـه المرء على نفســـــه ،فيجـب عليـه" اإلجمـاع ص ،50ظْـا ْل النَّبِي ْ « م ُن ْنـذْ ْر أ ْ ُن
ص ِه» رواه البخاري. ص ْيه فْ ْال ْي ُع ِ هللا فْ ُلي ِط ُعهْ ،و ْم ُن نْذْ ْر أ ْ ُن ْي ُع ِ ي ِطي ْث ْ
ضــانْ ، اخ ْر ِم ُن ْر ْم ْ ي ْ كانْ ْي ُعت ْ ِكا ُال ْع ُشــ ْر ُاأل ْ ْو ِ ب « أ ْ َّن النَّ ِب َّ ع ُن أ ْبي ِ ب ُِن ْك ُع ٍ (ْ )557
ا ِع ُشــــ ِرينْ لْي ُْلـةً» رواه أبو داود امـا ،فْلْ َّمـا ْكـانْ فِي ُال ْعـ ِام ُالم ُق ِبـ ِل ا ُعت ْ ْك ْ عـ ً ا ْفْلْ ُم ْي ُعت ْ ِك ُ
والترمذي وظال حسـن صـحيح غريب وصـححه األلباني ،وكل ما واظب عليه رسـول هللا
كان من السنن الم كدة ،كقيام الليل ونحوه.
126
الزمان ،مل يلزم ابلشا ا ا ااروع ،ولو قطعه مدة مل يلزمه قضا ا ا اااؤه ،لكن يسا ا ا ااتحب له إمتامه ،وأن
يقضيه إذا قطعه(.)558
وكذلك لو كان له ورد من االعتكاف ففاته ،استحب له قضاؤه(.)559
وال يصا ااح االعتكاف إال من مسا االم عاقل([ ،)560وال يصا ااح من الصا اايب غري املميز](،)561
مدبرا أو أم ولد ا ا ا ا ا االعتكاف بغري
ً أو كان اًقن ا ا ا ا ا قيق
ر لل ليسو ، [ويصح من املميز]()562
إذن السا ا ا ا ا ا اياد ،وال للزوجاة االعتكااف بادون إذن الزوج( ،)563فاإن أذن لاه يف االعتكااف،
س ا ا اواء كان معينًا أو مطل ًقا( ،)566وإن دخل ليعتكف النذر بغري إذنه ،وقد كان نذره إبذنه
وهو معني ،مل ميلاك منعاه( ،)567وإن كاان ناذره إبذناه وهو غري معني ،ففياه وجهاان ،وإن مل
أيذن يف الناذر [فلاه منعاه مناه وقطعاه علياه]( ،)568وأماا املكااتاب فلاه أن يعتكف بادون إذن
سا ا ا اايده( ،)569واملعتق بعضا ا ا ااه ليس له أن يعتكف بغري إذن سا ا ا اايده إال أن يكون بينه وبني
السيد مهاأية ،فيعتكف يف أايمه خاصة(.)570
( )564يقول شـيخ اإلسـالم "ألنها غير واجبة على أحد منهم" وهذا في شـرحه للعمدة ،وظد
ذكرنـا في صـــــالة الجمعـة اختيـاره "وتجـب على العبـد كـذلـك امـا مطل ًقـا ،وامـا اذا أذن لـه
ســــيده" في النقطة 2507من كتاب الصــــالة ،وعلقنا أن األظرب أن يكون اختياره بإذن
السيد جم ًعا بين األدلة ،واختياره هنا ي يد ما أشرنا اليه هناك ،وى الفضل.
( )565ألنه تطوع والخروج منه جائز.
( )566كما لو أذن له في اإلحرام والصيام الواجب.
( )567ألن كونه معينًا يتضمن اإلذن بعقده اإلذن بأدائه.
( )568أشـــار الى رواية أخرى بصـــيىة التمريض ولم يفصـــل فيها ،فدلنا على ميله الى
المثبتة وظد استدل لها ً
ظائال "ألنه ال يملك تفويت حقه".
( )569يقول شـيخ اإلسـالم "ألنه ال يسـتحق منافعه ،كما له أن يحَ في المنصـوص عنه اذا
لم يحل نجم في غيبته ألنه بمنزلة المدين".
( )570ألنه في حكم الرظيق القن.
128
واالعتكاف ال يصح إال يف مسجد( ،)571ويصح يف كل مسجد يف ااملة ،سواء يف ذلك
مسا ا ا ا ا ا ا اااج ااد األنبي اااء؛ وهي املسا ا ا ا ا ا ا اااج ااد الثالث ااة أو غريه ااا( ،)572ول ااه أن يلزم بقع ااة بعينه ااا
العتكاافاه( ،)573وإن كره ذلاك لغري االعتكااف( ،)574وقيااماه مناه حلااجاة ال يسا ا ا ا ا ا ااقط حقاه
منه(.)575
واملسجد هو املكان املبين للصلوات اخلمس ،وبيت قناديله وسطحه منه ،وحوائطه ،واملنارة
املبنياة يف حيطااناه أو داخلاه؛ فلو اعتكف فيهاا أو صا ا ا ا ا ا اعاد عليهاا جااز ،وإن كاانات املئاذناة
متصالة بائط املساجد ،وهي خارجة عن تت حائط املساجد ،فهي منه( ،)576وإن كانت
املنارة خارج املس ا ا ا ا ا ااجد وخارج رحبته ،فخرج املعتكف للتأذين فيها [بطل اعتكافه](،)577
"وتخصـيصـه بالذكر يقتضـي أن ما عداه بخالفه ،وتبقى مباشـرة العاكا في غير المسـجد
على اإلباحة ،واذا لم يكن العاكا في غير المســــجد منهيًا عن المباشــــرة ،علم أنه ليس
باعتكاا شرعي ألنا ال نعني باالعتكاا الشرعي اال ما تحرم معه المباشرة".
اجدِ}.س ِعا ِكفونْ فِي ُال ْم ْ ( )572لعموم ظوله سبحانه { ْ
ع ُب ِد هللاِ ب ُِن ع ْم ْر « أ ْ َّن ْرسو ْل هللاِ ْ كانْ يْ ُعت ْ ِكا ُال ْع ُش ْر ُاأل ْ ْو ِ
اخ ْر ع ُن ْ ( )573عن نْافِ ٍث ْ
«ال ْم ْكانْ الَّذِي ْكانْ ْي ُعت ْ ِكا فِي ِه ْرسـ ـول عبُد هللاِ ُ ضـ ـانْ » ظْا ْل نْافِ ٌثْ :وظْ ُد أ ْ ْرانِي ْ ِم ُن ْر ْم ْ
هللاِ ِ منْ ُال ْمس ُِجدِ» رواه مسلم ،يقول شيخ اإلسالم "ألن االعتكاا عبادة واحدة ،فلزوم
المكان ألجلها كلزومه لصالة واحدة ،واظراء ظرآن في وظت ،ونحو ذلك".
ب، ع ُن نْ ُق ْرةِ ُالى ْرا ِ الرحُ ْم ِن ب ُِن ِشــــبـُ ٍل ْ ظـا ْل «نْ ْهى ْرســــول َّ ِ ْ عبـُ ِد َّ ع ُن ْ(ْ )574
الرجل ُال ْم ْكانْ فِي ُال ْم ُســـ ِج ِد ْك ْما ي ْو ِطن ُالبْ ِعير» رواه أحمد بثْ ،وأ ْ ُن ي ْو ِطنْ َّ الســـ ِ
َّ ْوا ُفتِ ْرا ِ
وأبو داود وحسنه األلباني.
ام أ ْ ْحدك ُم ِم ُن ْمجُ ِل ِسـ ـ ِه ،ث َّم ْر ْج ْث اِلْ ُي ِه ،فْه ْو أ ْ ْحق بِ ِه" رواه ( ) ظْا ْل ْرسـ ـول هللاِ " اِذْا ظْ ْ
575
أحمد ومسلم.
سا على المحراب. ( )576ظيا ً
( )577ألنها ليسـت من المسـجد ،وظد ذكر شـيخ اإلسـالم وجهين ولم يرجح ،لكن ظهر ميله
الى المثبتة ألنه نقل اختيار ابن عقيل لها ،ولم يذكر اختيار أحد لشخرى.
129
أما الرحبة [إن كانت حموطة عن الطريق ،وعليها أبواب ،فهي بعة للمسا ااجد ،وإن كانت
مش ا ا ا اارعة على الطريق وغري حموطة ،مثل رحاب جامع املنص ا ا ا ااور ،ورحاب جامع دمش ا ا ا ااق،
فحكمها حكم الطريق ،ال جيوز اخلروج إليها لغري حاجة]( ،)578وال يصح اعتكاف الرجل
إال يف مس ا ا ا ااجد تقام فيه الص ا ا ا االوات اخلمس مجاعة( ،)579س ا ا ا اواء كانت ااماعة تتم بدون
املعتكف أو ال تتم إال باه ،ح لو اعتكف رجالن يف مسا ا ا ا ا ا اجاد فاأقااماا باه اامااعاة جااز،
ف ااإن رج ااا أن جيمع في ااه وغل ااب على ظن ااه ذل ااك؛ مث اال أن ينوي أن يؤذن في ااه فيجيء من
يص ا ا ا االي معه ص ا ا ا ااار مس ا ا ا ااجد مجاعة ،فإن غلب على ظنه أال يص ا ا ا االي معه أحد مل يص ا ا ا ااح
( )580يقول شــيخ اإلســالم "ألن االعتكاا ال يكون اال بالعزم على المقام في المســجد،
والعزم يتبث االعتقاد ،فإذا اعتقد حصول الصالة فيه ،عزم على العكوا فيه ،واال فال".
( )581ألنه من أهل الوجوب ،فإذا تكلا االعتكاا في مسـجد ،وجب أن يكون في مسـجد
الجمـاعـة ،واذا تكلا حضـــــور محلهـا وجبـت عليـه كمـا تجـب عليـه الجمعـة اذا حضـــــر
المســجد ،ألن المسـقط للحضــور ظد التزمه ،كما يجب عليه اذا حضــرها ،وظد ذكر شــيخ
اإلسالم وج ًها بالصحة ،واستدل للمثبت أكثر ،وهو األشبه بأصوله ،بال ريب.
( ) 582ألن هذا ليس مســجدًا ،وال يســمى في الشــرع مســجدًا ،بدليل جواز مكث الحائض
فيه ،واالعتكاا انما يكون في المسـاجد ،وألن أزواج النبي اعتكفن في المسـجد بعده
كما تقدم في ،549ولو كان اعتكافهن في غير المســجد العام ممكنًا الســتىنين بذلك عن
ضـرب األخبية في المسـجد كما اسـتىنين بالصـالة في بيوتهن عن الجماعة في المسـاجد،
وألمرهن النبي بذلك ،كما ظال في الصالة «وبيوتهن خير لهن».
131
فيه ااماعة كالرجل( ،)583وال يكره االعتكاف للعجوز ،وال للشا ا ا ااابة( ،)584بل يسا ا ا ااتحب
االعتكاف للنسا ا ا اااء إذا مل يكن فيه مفسا ا ا اادة ،ويسا ا ا ااتحب هلا أن تسا ا ا ااترت من الرجال خبباء
و،وه( ،)585واألفض ا ا ا اال للنس ا ا ا اااء أن ال يرين الرجال وال يراهم الرجال ،ويض ا ا ا اارب اخلباء يف
أيضا(.)587
موضع ال يصلي فيه الرجال ،ويستحب أن يسترت الرجل ً
()586
( )583عن ابن عباس ، أنه ســـئل عن اعتكاا المرأة في مســـجد بيتها؟ فقال "بدعة،
وأبىض األعمال الى هللا البدع ،ال اعتكاا اال في مسجد تقام فيه الصالة"
خرجه حرب الكرماني ،وظال ابن مفلح اســناده جيد ،وأعله بعضــهم باالنقطاع وال يمنث
االحتجاج ،وظد احتَ به شـــيخ اإلســـالم وظال "والصـــحابي اذا ظال :بدعة ،علم أنه غير
وأيضـا فإن المقصـود من المسـجد
ً مشـروع ،كما أنه اذا ظال :سـنة ،علم أنه مشـروع ...
اظامة الصـالة فيه ،فاعتكافها في مسـجد ال جماعة فيه كاعتكافها في بيتها ،والجماعة وان
لم تكن واجبـة عليهـا في األصـــــل ،لكن اذا أرادت االعتكـاا ،جـاز أن يجـب عليهـا مـا لم
يكن واجبـً ا ظبـل ذلـك كمـا لو أرادت الجمعـة والجمـاعـة ،وجـب عليهـا مـا يجـب على
المأموم ،وان لم يجب بدون ذلك ،واذا كان االعتكاا يوجب االحتباس في المســـجد ،مث
أنه غير مقصود لنفسه بل لىيره ،فشن يوجب الجماعة التي هي أفضل العبادات أولى".
( )584يقول شــيخ اإلســالم "ألن النبي أذن لعائشــة وحفصــة أن يعتكفا معه ،وكانتا
شابتين [الحديث في "]559
( )585اظتداء بأزواج النبي كما في 559وألن المسجد يحضره الرجال.
( )586لئال تقطث صفوفهم وتضيق عليهم.
ضــانْ ،فْأ ْ ْم ْر فْضــ ِر ْ
ب لْه ِخبْا ٌء" ا ُال ْع ُشــ ْر ُاأل ْ ْو ِ
اخ ْر ِم ُن ْر ْم ْ ( )587لحديث " فْأ ْ ْرا ْد أ ْ ُن يْ ُعت ْ ِك ْ
الذي في ،559يقول شـيخ اإلسـالم "وليجتمث له فضـل الصـالة في المسـجد ،وفضـل اخفاء
العمل ،وليجتمث عليه ظلبه بذلك ،فال يشـتىل بر ية الناس وسـماع كالمهم ،ولينقطث الناس
عنه فال يجالسونه ويخاطبونه".
132
واالعتكاف يف املس ااجد ااامع الذي تقام فيه اامعة وااماعة أفض اال( ،)588فإن اعتكف
تطوعا،
يف غري مس ا ا ا ا ااجد اامعة ،وخرج للجمعة ،جاز ،س ا ا ا ا اواء كان االعتكاف واجبًا أو ً
قليال ميكن فعله يف غري يوم
نذرا مطل ًقا ،وسواء كان االعتكاف ً
متتابعا أو ً
نذرا ً وسواء كان ً
اامعة أو ال بد من ختلل اامعة له (.)589
وركن االعتكاف شيئان:
أحدمها :لزوم املس ا ا ا ا ا ااجد ،فلو خرج منه لغري حاجة ،بطل اعتكافه( ،)590الثاين :النية ،فال
يصا ا ا ااح االعتكاف ح يقصا ا ا ااد لزوم املسا ا ا ااجد لعبادة هللا( ،)591فلو لزم املسا ا ا ااجد من غري
قصد ،مل يكن معتك ًفا ولو قصد القعود فيه لعبادة يعملها؛ كصالة مكتوبة أو تعلم علم أو
تعليمه ،وإذا قطع النية؛ أبن نوى ترك االعتكاف ،بطل(.)592
( )588يقول شـيخ اإلسـالم "ألنه اذا اعتكا في غيره لم يجز له ترك الجمعة ،فيجب عليه
الخروج من معتكفه ،وظد كان يمكنه االحتراز عن هذا الخروج باالعتكاا في المســــجد
األعظم".
يضْ ،و ُل ْي ُشــ ْه ِد
الرجل ،فْ ُل ْي ُشــ ْه ِد ُالجم ْعةْْ ،و ُل ْيع ِد ُال ْم ِر ْ
ا َّع ِلي ٍ ظْا ْل « ِاذْا ا ُعت ْ ْك ْ ع ُن ْ (ْ )589
ت أ ْ ُهلْه ْو ُل ْيأُم ُره ُم ِب ُال ْحا ْج ِة ْوه ْو ظْا ِئ ٌم» رواه ابن أبي شـــيبة ،وحســـن العلماء ُال ِجنْازْ ة ْْ ،و ُل ْيأ ُ ِ
"وأيضـا فإن الخروج للجمعة خروج لحاجة ال ً اســناده ،وظد احتَ به شــيخ اإلســالم وظال
وأيضـــا فإن من أصـــلنا :أنه يجوز له ً تتكرر ،فلم يقطث االعتكاا كالخروج للحيض ...
اشتراط الخروج لما له منه بد ،فالخروج الذي يقث مستثنى بالشرع أولى وأحرى".
س ـه فْأ ْر ِجلهْ ،و ْكانْ ي ْرأُ ْ ا ،ي ُدنِي ِالْ َّ ت « ْكانْ النَّبِي ِ اذْا ا ُعت ْ ْك ْ ش ـةْ ظْالْ ُ عائِ ْ ع ُن ْ (ْ )590
ان» متفق عليه. س ِاإل ُن ْ ْال يْ ُدخل ُالبْي ْ
ُت اِ َّال ِل ْحا ْج ِة ُ ِ
( )591ألن النية شرط في صحة أي عبادة.
( )592كما في الصوم والصالة والطواا ونحوها ،راجث في 1520في كتاب الصالة.
133
والص ااوم ش اارط يف االعتكاف()593؛ فال يص ااح إفراده ابلزمان الذي ال يص ااح ص ااومه ،كليلة
مفردة ،ويوم العيد ،وأايم التش ا ا ا ا اريق ،ولو نذر اعتكافًا لزمه الص ا ا ا ا ااوم ،فأما إن اعتكف يوم
ويوما آخر معه صااح ،وهل يصااح اعتكاف بعض يوم ،أو ليلة وبعض يوم ،إذا صااام
العيد ً
اليوم كله؟ فيه وجهان ،وال يشاارع ملن قصااد املسااجد للصااالة أو غريها أن ينوي االعتكاف
اائما( ،)594وإذا نذر اعتكافا مطل ًقا ،فأقله يوم واحد ،وإذا أفطر
مدة لبثه فيه وإن كان صا ا ا ا ا ا ً
متتابعا كان عليه االس ا ا ا ا ا ااتئناف ،وإن كان معينًا
يف اعتكافه ،بطل اعتكافه ،فإذا كان ً
()595
ففيه وجهان.
يض ـاْ ،و ْال ْي ُش ـ ْه ْدا :أ ْ ُن ْال ْيعو ْد ْم ِر ً علْى ُالم ُعت ْ ِك ِ ت "الس ـنَّة ْ ش ـةْ أْنَّ ْها ظْالْ ُ عائِ ْع ُن ْ (ْ )593
اا اشــ ْرهْاْ ،و ْال ْي ُخر ْج ِل ْحا ْجةٍِ ،ا َّال ِل ْما ْال ب َّد ِم ُنهْ ،و ْال ا ُعتِ ْك ْ س ُام ْرأْةًْ ،و ْال ي ْب ِ ْجنْازْ ةًْ ،و ْال ْي ْم َّ
الر ُح ْم ِن ْال ْيقول ع ُب ِد َّغيُر ْام ٍث" ،ظْا ْل أْبو ْداو ْدْ : اا ِا َّال فِي ْم ُســ ِج ٍد ْج ِ صــ ُو ٍمْ ،و ْال ا ُعتِ ْك ِْا َّال ِب ْ
عا ِئشـْ ةْ» رواه أبو داود وظال األلباني حسـن ت :السـنَّة" ،ظْا ْل أْبو ْداو ْد « ْج ْعلْه ظْ ُو ْل ْ ِفي ِه :ظْالْ ُ
صـــحيح ،وألن المعتكا ممنوع مما لم يمنث منه الصـــائم من القبلة ونحوها ،فشن يمنث
مما منعه الصـائم كاألكل والشـرب أولى ،وظد ذكر شـيخ اإلسـالم روايتين في المسـألة أكثر
من مرة في مجموع الفتاوى وغيرها من كتبه ،واسـتدل للروايتين بقوة في شـرحه للعمدة
ولم يرجح بينهمـا ،لكن ظـال ابن القيم "فـالقول الراجح في الـدليـل الـذي عليـه جمهور
السـلا :أن الصـوم شـرط االعتكاا ،وهو الذي كان يرجحه شـيخ اإلسـالم أبو العباس ابن
تيمية" زاد المعاد ،88 /2وان ظهر ميل شـيخ اإلسـالم في شـرح العمدة الى عدم وجوب
الصوم.
( )594ألن النبي والصحابة رضوان هللا عليهم كانوا يأتون المسجد ،ولم يرد أنهم
كانوا ينوون االعتكاا عند دخولهم.
اشـ ـ ْرهْاْ ،و ْال يْ ُخر ْج ِل ْحا ْجةٍ ،اِ َّال ِل ْما ْال س ُام ْرأْةًْ ،و ْال يبْ ِ "و ْال يْ ْم َّ
( ) لما ذكرنا من حديث ْ
595
صــــ ُو ٍم" في 593فكمـا يبطـل بـالوطء والخروج يبطـل بترك اا ِا َّال بِ ْ بـ َّد ِم ُنـهْ ،و ْال ا ُعتِ ْكـ ْ
الصوم.
134
وإذا نذر الصاالة أو االعتكاف يف مساجد بعينه غري املسااجد الثالثة ،فإن امتاز على غريه
مبزيااة ش ا ا ا ا ا اارعيااة :كقاادم( ،)596وكثرة مجع( )597لزمااه ،وإال فلااه فعاال ذلااك فيااه ،ويف غريه من
املساااجد( ،)598إال لو كان ما عينه حيتاج إىل شااد رحل فال جيوز الوفاء([ ،)599وعليه كفارة
ميني]( ،)600ولو نذر االعتكاف بزاوية من املسا ا ا ا ا ااجد ،فله فعله يف زاوية أخرى( ،)601لكن
إذا صا ا ا ا ا االى أو اعتكف يف غري املسا ا ا ا ا ااجد الذي عينه مما جيوز له[ ،أو الزاوية اليت عينها]،
( )602هذه المسألة مبنية على من نذر مبا ًحا فلم يفعله ،هل يلزمه كفارة يمين أم ال؟ وفيها
وجهان في المذهب ،وأطلقهما شيخ اإلسالم في عين المسألة ولم يرجح في شرح العمدة،
لكنـه ظـال في مجموع الفتـاوى "فلو نـذر الرجـل فعـل مبـاح أو مكروه أو محرم لم يجـب
عليـه فعلـه كمـا يجـب عليـه اذا نـذر طـاعـة هللا أن يطيعـه بـل عليـه كفـارة يمين اذا لم يفعـل
عند أحمد وغيره ،وعند آخرين ال شـــيء عليه" مما يدل أن اختياره في مذهب اإلمام أن
عليـه كفـارة يمين ،وظـال في نقـد مراتـب اإلجمـاع "بـل النزاع في نـذر المبـاح هـل يلزم فيـه
كفارة اذا تركه كالنزاع في نذر المعصـــية وأوكد ،وظاهر مذهب أحمد لزوم الكفارة في
الجميث ،وكذلك مذهب أكثر السلا" .301
( )603ألنه خروج لما له منه بد.
( )604ألن االعتكاا ال يصح اال في مسجد.
( )605ألن المساجد لها مزية شرعية على سائر البقاع.
صــ ْالةِ ُال ْم ُر ِء فِي بْ ُيتِ ِه اِ َّال ُال ْم ُكتوبْةْ" متفق عليه ،وظد ( )606ظْا ْل ْرســول هللاِ " أ ْ ُف ْ
ضــل ْ
ذكر شــيخ اإلســالم وج ًها آخر "ال يجزئه" ألن المســجد أفضــل من غيره ،وانما فضــلت
الصـالة في البيت ألجل اإلخفاء ،لكن بتتبث كالمه ال نجده يعتمد هذا التعليل ،بل يرى أن
األفضل ألهل مكة والمدينة أن يصلوا النافلة في بيوتهم مطلقًا بال تفصيل.
( )607كما لو نذر الصـالة في المسـجد األظصـى وهو بالمدينة ،أجزأته الصـالة في مسـجد
المدينة.
136
وإذا ناذر الص ا ا ا ا ا ااالة أو االعتكااف يف املسا ا ا ا ا ا اجاد احلرام ،مل جيزئاه إال فياه( ،)608وإن ناذره يف
مساجد النيب مل جيزئه إال فيه أو يف املساجد احلرام( ،)609وإن نذره يف املساجد األقصاى
مل جيزئه إال يف أحد الثالثة( ،)610واملسااجد احلرام ومسااجد النيب قد زيد فيهما يف عهد
اخللفااء الراش ا ا ا ا ا اادين وخلفااء بين أمياة وبين العبااس [وغريهم] ،وحكم الزايدة حكم املزياد يف
مجيع األحكام( ،)611ولو نذر املش ا ا ا ااي إىل مكة لزمه( ،)612وال جيزئه املش ا ا ا ااي إال يف حج أو
اج ْد" الذي في 599وما كان مرغبًا في س ِ الر ْحال ِا َّال ِا ْلى ث ْ ْالث ْ ِة ْم ْ( )608لحديث " ْال تشْد ِ
غي ُِر ِه علْى ْ ص ْالةِ فِي ُال ْمس ُِج ِد ُال ْح ْر ِام ْ فعله وجب بالنذر ،وظْا ْل ْرسول َّ ِ " فْضُل ال َّ
ص ْالةٍ" ت ُال ْم ُقد ِِس خ ُْمس ِمائ ْ ِة ْ ص ْالةٍ ْوفِي ْمس ُِج ِد بْ ُي ِ ص ْالةٍْ ،وفِي ْمس ُِجدِي أ ْ ُلا ْ ا ْ ِمائْة أ ْ ُل ِ
رواه البزار وظال حديث حسن.
شــــفْانِي هللا تِ :ا ُن ْ شــــ ُك ْوى ،فْقْالْ ُ ت ْ اشــــت ْ ْك َُّاس أْنَّه ظْا ْلِ :ا َّن ُام ْرأْة ً ُ عب ٍ ع ِن اب ُِن ْ (ْ )609
ت ْميُمونْةْ ت ت ِريد ُالخرو ْج ،فْ ْجا ْء ُ ت ،ث َّم ت ْ ْج َّهزْ ُ ت ُال ْم ُقد ِِس ،فْبْ ْرأ ْ ُ صـــ ِليْ َّن فِي بْ ُي ِْأل ْ ُخر ْج َّن فْ ْش ْ
صـ ِلي فِي صـنْ ُعتِْ ،و ْ ت :اجُ ِل ِسـي فْك ِلي ْما ْ علْ ُي ْها ،فْأ ْ ُخبْ ْرتُ ْها ذْ ِل ْك ،فْقْالْ ُ
سـ ِلم ْ زْ ُو ْج النَّبِي ِ ت ْ
صـ ْال ٍة
ا ْ ضـل ِم ُن أ ْ ُل ِ صـ ْالة ٌ ِفي ِه أ ْ ُف ْ
سـ ِم ُعت ْرسـو ْل هللاِ ْ يقول « ْ الرسـو ِل ،فْإِ ِني ْ ْمسـ ُِج ِد َّ
اجدِِ ،ا َّال ْمس ُِج ْد ُال ْك ُع ْب ِة» رواه مسلم وأحمد. س ِ ِفي ْما ِس ْواه ِمنْ ُال ْم ْ
حْ :يـا ْرســــو ْل هللاِِ ،انِي ْنـذْ ُرت ِا ُن فْت ْ ْح هللا ع ُن ْجـا ِب ٍر ،أ ْ َّن ْرج ًال ْظـا ْل ْي ُو ْم ُالفْتُ ِ ( )610و ْ
"صــ ِل هْاهنْا"، ســأْلْه فْقْا ْل ْ "صــ ِل هْاهنْا" ،فْ ْ ت ُال ْم ُقد ِِس ،فْقْا ْل ْ ي فِي ْب ُي ِ
صــ ِل ْ علْي ُْك ْم َّكةْ أ ْ ُن أ ْ ْ
سألْه ،فْقْا ْل "شْأن ْْك ِاذًا" رواه أحمد واحتَ به ،ورواه أبو داود وصححه األلباني. ُ ْ فْ ْ
( )611يقول ابن عبد الهادي "المسجد الحرام حكم الزيادة فيه حكم المزيد ،فيجوز
الطواا فيه والطواا ال يكون اال في المسجد ال خار ًجا منه ،ولهذا اتفق الصحابة على
أنهم يصلون في الصا األول [في مسجد النبي ]من الزيادة التي زادها عمر ،ثم
عثمان ،وعلى ذلك عمل المسلمين كلهم ،فلوال أن حكمة حكم مسجده لكانت تلك صالة
في غير مسجده ،والصحابة وسائر المسلمين بعدهم ال يحافظون عن العدول عن مسجده
الى غير مسجده ويأمرون بذلك" الصارم المنكي في الرد على السبكي .153
( )612يقول شيخ اإلسالم "باتفا المسلمين".
137
عمرة( ،)613وإذا نذر املش ا ا ا ااي إىل بيت املقدس أو إىل مس ا ا ا ااجد النيب انعقد نذره ولزمه
ذلك ،وكان موجبه الصااالة فيه( ،)614فأما إن نذر الصااوم مبكان بعينه ،أجزأه الصااوم بكل
اوما يف وقت بعينه ،فله االنتقال
ً ا ص نذر إذاو ، مكان[ ،ولزمته الكفارة لفوات التعيني]()615
( )613يقول ابن ظدامة "وال أعلم فيه خالفًا وذلك ألن المشي المعهود في الشرع ،هو
المشي في حَ أو عمرة ،فإذا أطلق الناذر ،حمل على المعهود الشرعي ،ويلزمه المشي
فيه لنذره" المىني .635/13
(" )614ألن المساجد غير المسجد الحرام انما تقصد للصالة" كشاا القناع .501/14
( )615مبنية على مسألة نذر المباح التي ذكرناها في .602
( )616لما ذكرنا في .453
سـ ِط سـ ِعي ٍد ُالخ ُد ِري ِ :أ ْ َّن ْرسـو ْل هللاِ ْ « كانْ ْي ُعت ْ ِكا ِفي ُال ْع ُشـ ِر ُاأل ْ ُو ْ ع ُن أ ْ ِبي ْ (ْ )617
ي اللَّ ُيلْة الَّتِي يْ ُخرج عا ًماْ ،حتَّى ِاذْا ْكانْ لْ ُيلْةْ ِاحُ ْدى ْو ِع ُش ـ ِرينْ ْ ،و ِه ْ ا ْ ض ـانْ ،فْا ُعت ْ ْك ْ ِم ُن ْر ْم ْ
اخ ْرْ ،وظْ ُد ا ُال ْع ُشــــ ْر ُاأل ْ ْو ِ
ا ْم ِعي فْ ُل ْي ُعت ْ ِك ِصــــ ِبي ْح ِت ْها ِمنْ ا ُع ِت ْكا ِف ِه ،ظْا ْلْ :م ُن ْكانْ ا ُعت ْ ْك ْ ِم ُن ْ
ص ـ ِبي ْحتِ ْها ،فْ ُالت ِْمس ـو ْها ين ِم ُن ْ أ ِريت ْه ِذ ِه اللَّ ُيلْةْ ث َّم أ ُن ِس ـيت ْهاْ ،وظْ ُد ْرأْيُتنِي أ ْ ُس ـجد فِي ْماءٍ ْو ِط ٍ
الس ـ ْماء تِ ُل ْك اللَّ ُيلْةْْ ،و ْكانْ ُال ْم ُس ـ ِجد ت َّ ط ْر ِاخ ِرْ ،و ُالت ِْمس ـوهْا فِي ك ِل ِوتُ ٍر ،فْ ْم ْ فِي ُال ْع ُش ـ ِر ُاأل ْ ْو ِ
اءعلْى ْج ُب ْهتِ ِه أْثْر ُال ْم ِ ْاي ْرســـو ْل هللاِ ْ ع ُين ْ ت ْ ا ُال ْم ُســـ ِجد ،فْبْصـــ ْر ُ ع ِري ٍ ،فْ ْو ْك ْ علْى ْ ْ
ُح ِا ُح ْدى ْو ِع ُشـ ِرينْ » رواه البخاري ،يقول شـيخ اإلسـالم "فقد بين أن ينِ ،م ُن صـب ِ الط ِْو ِ
ضـا "ألنه ال يكون من اعتكا العشـر األواخر فإنه يعتكا ليلة احدى وعشـرين" ،وظال أي ً
معتكفًا جميث العشــــر أو جميث الشــــهر اال باعتكاا أول ليلة منه ،الســــيما وهي احدى
الليالي التي يلتمس فيها ليلة القدر".
138
اعتكاف عش ا ٍر
ُ ص اا( ،)619ولو نُذر
ً انق أو ا م
ً اهر
ا ش ال كان اء
و ا س ئه
ز وجي ، هالل ش اوال()618
مطلق أو عشارة أايم ،مل جيزئه إال عشارة مة ،فإذا اعتكف العشار اآلخر من رمضاان وكان
ٌ
ص اا ،لزمه أن يعتكف يوم العيد ،وإذا نذر اعتكاف ش ااهر مطلق ،أجزأه ما بني اهلاللني
انق ً
يوما ،وإن قال :ثالثني
صاا ،وإن كان شارع يف أثناء شاهر ،لزمه اساتيفاء ثالثني ً
وإن كان انق ً
صا ا اا فعليه يوم آخر ،وإذا نذر اعتكاف شا ا ااهر ،لزمه
يوما ،مل جيزئه إال ثالثني ،فإذا كان انق ً
ً
متتابعا( ،)620فإن نوى شيئًا أو شرطه بلفظه ،عمل مبقتضاه.
شهرا ً أن يعتكف ً
وينبغي للمعتكف أن يشا ا ا ا ا ااتغل ابلعبادات احملضا ا ا ا ا ااة اليت بينه وبني هللا تعاىل ،مثل :القرآن،
وذكر هللا تعاىل ،والدعاء ،واالسا ا ا ا ا ااتغفار ،والصا ا ا ا ا ااالة ،والتفكر ،و،و ذلك ،فأما العبادات
املتعلقاة ابلنااس ،مثال :إقراء القرآن ،والتحادياث ،وتعليم العلم ،وتادريس ا ا ا ا ا ا ااه ،واملنااظرة فياه،
وجمالسا ا ااة أهله [فال تسا ا ااتحب له]( )621وإن قصا ا ااد هبا وجه هللا تعاىل ال املباهاة ،لكن من
( )618وان كان العشر عبارة عن الليالي ألن بياض نهار كل يوم يدخل في ليلته.
( )619يقول شــيخ اإلســالم "ألنه اذا أطلق العشــر ،انما يفهم منه ما بين العشــر األوســط
وهالل شوال".
( ) 620يقول شــيخ اإلســالم "ألن االعتكاا يصــح بالليل والنهار ،فاظتضــى التتابث ،كمدة
اإليالء والعنة".
( )621ذكر شــيخ اإلســالم روايتين واســتدل للمثبتة أكثر ومما اســتدل به "ألن النبي
كان اذا اعتكا دخل معتكفه ،واشـتىل بنفسـه ،ولم يجالس أصـحابه ،ولم يحادثهم كما كان
يفعل ظبل االعتكاا ،ولو كان ذلك أفضـــل لفعله ،وألن االعتكاا هو من جنس الصـــالة
طـا ِئ ِفينْ ْو ُال ْعـا ِك ِفينْ ْوالر َّك ِث
ي ِلل َّ والطواا ،ولهـذا ظرن هللا تعـالى بينهمـا في ظولـه { ْ
ط ِه ْرا ْب ُي ِت ْ
السـجودِ} ،ولما كان في الصـالة والطواا شـىل عن كالم الناس ،فكذلك االعتكاا ،وذلك
أنها عبادة شـرع لها المسـجد ،فال يسـتحب اإلظراء حين التلبس بها كالصـلوات والطواا
عا في كل عبادة ،بل وضـث الفاضـل ...ال يلزم من كون الشـيء أفضـل أن يكون مشـرو ً
ً
مفضوال ،وبالعكس". في غير موضعه يجعله
139
أراد أن يبتدئ االعتكاف ،فتشا ا اااغله إبقراء القرآن أفضا ا اال من تشا ا اااغله ابالعتكاف(،)622
هنارا وأراد أن ينام ،فال أبس أن يساتند
ً كان فإذا ، ()623
واملعتكف إذا أراد أن ينام انم مرت ًبعا
إىل سا ا ا ا ا ا ا ا اااريا ااة ،ويكون ما اااء طها ااارتا ااه قريبًا اا منا ااه( ،)624وال ينا ااام إال عن غلبا ااة ،وال ينا ااام
قاعدا
اطجعا ،لكن يفعل منه ما تدعو إليه الض ا ا اارورة ،فإن ش ا ا ااق عليه النوم ً
()626 ()625
مض ا ا ا ً
اض ا ا ا ااطجع( ،)627وينبغي له اجتناب ما ال يعنيه من القول والعمل( ،)628وجيوز احلديث ما
( )622ظ ال أحمد في رواية المروذي وظد ســــئل عن رجل يقرن في المســــجد ،ويريد أن
يعتكا؟ فقال "اذا فعل هذا كان لنفســه ،واذا ظعد كان له ولىيره ،يقرن أعجب الي" نقلها
شيخ اإلسالم في شرح العمدة.
( )623يقول شيخ اإلسالم "لئال تبطل عليه الطهارة".
( )624لئال يقوم من نومه وليس معه ماء.
ت « ْكانْ ْرســـول هللاِ ِ اذْا ْد ْخ ْل ُال ْع ُشـــر ،أ ْ ُح ْيا اللَّ ُي ْلْ ،وأ ْ ُي ْق ْ
ظ شـــ ْة ْ ظا ْل ُ ع ُن ْ
عائِ ْ (ْ )625
ش ـ َّد ُال ِمئُزْ ْر» متفق عليه ،يقول شــيخ اإلســالم "ألن هللا ســمى العاكا ظائ ًما، أ ْ ُهلْهْ ،و ْج َّد ْو ْ
والقائم هو المراظب للشــــيء المراعي له ،والنوم يضــــيث ذلك عليه ،وألن العكوا على
الشيء هو القيام عليه على سبيل الدوام ،وذلك ال يكون من النائم".
( )626كما يخرج من المسجد للضرورة.
ضثا ط ِر ْح لْه فِ ْراشه ،أ ْ ُو يو ْ
ع ِن ال َّنبِي ِ « أ ْ َّنه ْكانْ ِاذْا ا ُعت ْ ْك ْع ِن اب ُِن ع ْم ْر ْ ،
(ْ )627
سـ ِريره ْو ْرا ْء أسـُط ْوانْ ِة الت َّ ُوبْ ِة» رواه ابن ماجه وصـححه ابن خزيمة ،وضـعفه األلباني لْه ْ
لكن حسنه األرنا وط وظال انه له متابث.
الم ُال ْم ُر ِء ت ُْركه ْما ْال يْ ُعنِي ِه" رواه أحمد وابن( )628ظْا ْل ْرسـ ـول هللاِ ِ " م ُن ح ُسـ ـ ِن ِا ُسـ ـ ِ
ماجه وصححه األلباني ،وأعل باإلرسال وال يمنث االحتجاج ،وظد استدل به شيخ اإلسالم
جاز ًما.
140
مل يكن إ ًا( ،)629فإن خالف وخاصا ا ا ا ا اام أو قاتل مل يبطل اعتكافه( ،)630وفضا ا ا ا ا ااول الكالم
ينبغي الصا ا اامت عنه ،فأما الصا ا اامت عن كل كالم ،فليس مبشا ا ااروع يف دين اإلسا ا ااالم ،بل
بدعة مكروهة( ،)631فإن أراد املعتكف أن يفعل ذلك ،مل يس ا ا ا ااتحب له ذلك ،وهو مكروه
أو حمرم علي ااه( ،)632ك ااذل ااك ال يؤمر الن اااذر أن يفعله ااا ،فمن فعله ااا على وج ااه التعب ااد هب ااا
والتقرب واختااذ ذلاك دينًاا وطري ًقاا إىل هللا تعااىل فهو ض ا ا ا ا ا ااال جااهال( ،)633وفعلاه على وجاه
ا ِفي ت ْرســو ْل هللاِ ت ْزورهْ ،وه ْو م ُعت ْ ِك ٌ صــ ِفيَّةْ زْ ُو ْج النَّ ِبي ِ « أْنَّ ْها ْجا ْء ُ ع ُن ْ(ْ )629
ام ْم ْع ْها ْرســول هللاِ ، ت ت ْ ُنقْ ِلب ،فْقْ ْ
ضــانْ ،ث َّم ظْا ْم ُ اخ ِر ِم ُن ْر ْم ْ ُال ْم ُســ ِجدِ ،فِي ُال ْع ُشــ ِر ُاأل ْ ْو ِ
ج النَّبِي ِ ْ ،م َّر بِ ِه ْما ْرج ْال ِن س ـلْ ْمةْ زْ ُو ِ
ب أ ِم ْ ب ُال ْم ُس ـ ِجدِِ ،ع ُن ْد بْا ِْحتَّى اِذْا بْلْ ْغ ظْ ِريبًا ِم ُن بْا ِ
علْى ِر ُسـ ِلك ْما علْى ْرسـو ِل هللاِ ث َّم نْفْذْا ،فْقْا ْل لْه ْما ْرسـول هللاِ ْ : سـلَّ ْما ْ
ار ،فْ ْ ِمنْ ُاأل ْ ُن ْ
صـ ِ
انســ ِ طانْ ْيبُلغ ِمنْ ُ ِ
اإل ُن ْ الشــ ُي ْ
علْ ُي ِه ْما ذْ ِل ْك ،فْقْا ْلِ :ا َّن َّاال :ســ ُب ْحانْ هللاِ ْيا ْرســو ْل هللاِْ ،و ْكب ْر ْ ظْ ْ
ش ُيئًا» رواه البخاري ومسلم. ِا ِفي ظلو ِبك ْما ْ ْم ُبلْ ْغ الد َِّمْ ،و ِا ِني ْخ ِشيت أ ْ ُن ْي ُقذ ْ
( ) 630يقول شـــيخ اإلســـالم "ألن ما ال يبطل العبادة مباحه ال يبطلها محظوره ،كالنظر،
وعكسه الجماع".
( )631يقول شيخ اإلسالم "باتفا أهل العلم".
ع ُنـهســـ ـأ ْ ْل ْ
َّاس ظْـا ْل «بْ ُينـْا النَّبِي يْ ُخطـب ،اِذْا ه ْو بِ ْرجـ ٍل ظْـائِ ٍم ،فْ ْ عبـ ٍ ع ِن اب ُِن ْ (ْ )632
وم .فْقْا ْل النَّبِي وم ْو ْال يْ ُقع ْدْ ،و ْال يْ ُسـت ِْظ َّلْ ،و ْال يْت ْ ْكلَّ ْمْ ،ويْصـ ْ فْقْالوا :أْبو اِ ُسـ ْرائِي ْل ،نْذْ ْر أ ْ ُن يْق ْ
ع ُن ظْي ُِس ب ُِن أ ْ ِبي صــ ـ ُو ْمه» رواه البخاري ،و ْ :م ُره فْ ُل ْيت ْ ْكلَّ ُم ْو ُل ْي ُســ ـت ِْظ َّل ْو ُل ْي ُقع ُدْ ،و ُلي ِت َّم ْ
س ي ْقـال لْ ْهـا زْ ُينـْب ،فْ ْرآهـْا ْال ت ْ ْكلَّم فْ ْقـا ْلْ :مـا علْى ُام ْرأْةٍ ِم ُن أْحُ ْم ْ از ٍم ْظـا ْل « ْد ـْخ ْل أْبو ْب ُك ٍر ْ ْحـ ِ
صــــ ِمت ْـةًْ ،ظـا ْل لْ ْهـا ،ت ْ ْكلَّ ِميْ ،فـإِ َّن هـْ ذْا ْال يْ ِحـل ،ـْه ذْا ِم ُن ْ
ع ْمـ ِل تم ُ لْ ْهـا ْال ت ْ ْكلَّم؟ ظْـالواْ :ح َّجـ ُ
اج ِرينْ ؟ ت :أْي ُالم ْهـ ِ ت؟ ظْـا ْلُ :امر ٌ ِمنْ ُالم ْهـ ِ
اج ِرينْ ،ظْـالْـ ُ تْ :م ُن أ ْ ُنـ ْ ت ،فْقْـالْـ ُ ُال ْجـا ِه ِل َّيـ ِة ،فْت ْ ْكلَّ ْمـ ُ
تْ :ما بْقْا نْا سـئو ٌل ،أْنْا أْبو بْ ُك ٍر ،ظْالْ ُ ت؟ ظْا ْلِ :انَّ ِك لْ ْ ت ِم ُن أْي ِ ظ ْر ُي ٍ أ ْ ُن ْ ظْا ْلِ :م ُن ظ ْر ُي ٍ ،ظْالْ ُ
ت ِبك ُمعلْ ُي ِه ْما اسـُ تْقْا ْم ُح الَّذِي ْجا ْء هللا ِب ِه بْ ُع ْد ُال ْجا ِه ِليَّ ِة؟ ظْا ْل :بْقْا ك ُم ْ الصـا ِل ِ
َّ علْى ْهذْا ُاأل ْ ُم ِر ْ
ااْ ،يأُمرونْه ُم فْي ِطيعونْه ُم: وس ْوأ ْ ُشـــ ْر ٌتْ :و ْما ُاألْئِ َّمة؟ ظْا ْل :أ ْ ْما ْكانْ ِلقْ ُو ِم ِك رء ٌ أْئِ َّمتك ُم ،ظْالْ ُ
اس» رواه البخاري. علْى النَّ ِ تْ :بلْى ،ظْا ْل :فْه ُم أولْ ِئ ِك ْ ظْالْ ُ
( )633ألنه مخالا ألمر هللا ورسوله .
141
اذورا جبهلاه إذا مل
ً ع م يكون ادق ف اهيإل العلم بلو البق اكلذ الع ف من لكن ، التادين حرام()634
تقم عليه احلجة ،فإذا بلغه العلم فعليه التوبة ،ومن ص ا اامت عن كالم واجب كأمر مبعروف
وهني عن منكر تعني عليه و،و ذلك حرم ،وإن سا ا ا ا ااكت عن مسا ا ا ا ااتحب أو فرض قام به
غريه كتعليم العلم واإلصالح بني الناس و،و ذلك فهو مكروه(.)635
ادال عن الكالم( ،)636أمااا إن قرأ عنااد احلكم الااذي أنزل لااه أو
وال جيوز أن جيعاال القرآن با ً
ما يناس اابه و،وه فحس اان؛ كقوله ملن دعاه لذنب ب منه {ما يكون لنا أن نتكلم هبذا}،
وقوله عند ما أمهه {إمنا أشكو بثي وحزين إىل هللا}.
وال جيوز له التجارة ،إال أن يشا ا ا اارتي ما ال بد له منه؛ طعام أو ،و ذلك ،وال ينبغي له إذا
حمتاجا
ً كان اء
و ا ا س ، اعتكف أن خييط تكسا اابا أو يعمل أو يبيع ويشا اارتي يف املسا ااجد ()637
ً
أو غريه ،وسواء قل أو كثر( ،)638وإذا كان به حاجة إىل االكتساب واالجتار ،فال يعتكف،
( )634يقول شـــيخ اإلســـالم "فإنه يعتقد ما ليس بقربة ظربة ،ويتقرب الى هللا تعالى بما ال
يحبه هللا ،وهذا حرام".
ت، صــ ـم ُ ( )635ظْا ْل ْرســ ـول هللاِ ْ « م ُن ْكانْ ي ُ ِمن ِباىِ ْو ُال ْي ُو ِم ُاآل ِخ ِر فْ ُل ْيق ُل ْخي ًُرا أ ْ ُو ِل ْي ُ
ارهْ ،و ْم ُن ْكـانْ ي ُ ِمن ِبـاىِ ْو ُال ْي ُو ِم ُاآل ِخ ِر ْو ْم ُن ْكـانْ ي ُ ِمن ِبـاىِ ْو ُال ْي ُو ِم ُاآل ِخ ِر فْ ْال ي ُ ِذ ْجـ ْ
ض ُيفْه» متفق عليه. فْ ُلي ُك ِر ُم ْ
( ) 636ألنه اســتعمال له في غير ما وضــث له ،فأشــبه اســتعمال المصــحا في التوســد
والوزن ونحو ذلك.
ق يْ ُو ْم ع ُن ْج ِد ِه « أ ْ َّن النَّبِ َّ
ي نْ ْهى ْ
ع ِن الت َّ ْحل ِ ع ُن أْبِي ِهْ ،
بْ ، ع ُن ْ
ع ُم ِرو ب ُِن شـ ْع ُي ٍ (ْ )637
اء ْو ُالبْي ُِث فِي ُال ْم ُسـ ِجدِ» رواه النســائي وحســنه األلباني، الشـ ْر ِ
ع ِن ِ ُالجم ْع ِة ظْ ُب ْل َّ
الصـ ْالةِْ ،و ْ
كما أن التجارة والصـناعة تشـىل عن مقصـود االعتكاا ،فال يفعله في المسـجد ،وال اذا
خرج منه لحاجة.
( )638لعموم األدلة ،وألن االعتكاا ليس واجبًا.
142
وله أن يتزوج يف املسا ا ااجد ،وأن يزوج غريه ،وأن يشا ا ااهد النكاح( ،)639وجيوز للمعتكف أن
يغسل رأسه ويرجله حال االعتكاف( ،)640وجيوز غسل جسده والتنظيف أبنواع التنظيف،
وأخذ الش ااارب وتقليم األظفار واالغتس ااال( ،)641و[ال حيرم عليه الطيب]( ،)642وال ش اايء
من اللباس املباح( ،)643لكن املسا ا ااتحب له أال يلبس الرفيع من الثياب ،وأال يتطيب(،)644
وأن يبيت ليلة العيد يف معتكفه -إن كان اعتكافه يف العشاار األواخر من شااهر رمضااان،-
اااب غريه ا ااا ح يرجع من
وخيرج إىل املص ا ا ا ا ا االى يف ثي ا اااب اعتك ا اااف ا ااه ،وال جي ا اادد ثي ا ا ً
()645
املصلى(.)646
( )639يقول شيخ اإلسالم "ألنها عبادة ال تحرم الطيب ،فلم تمنث النكاح كالصيام ،وعكسه
اإلحرام والعدة".
سه فْأ ْر ِجله" الذي في .590ي ْرأُ ْ ( )640لحديث « ْكانْ النَّ ِبي ِ اذْا ا ُعت ْ ْك ْ
ا ي ُد ِني ِالْ َّ
( )641ألن هذا من باب النظافة والطهارة ،وهو مما يســتحب للمعتكا ،كما أنها عبادة ال
تحرم الطيب ،فال تحرم الىسل والتنظيا من باب أولى.
( )642ألن االعتكاا ال يحرم عقد النكاح فال يحرم الطيب ،وظد ذكر شـيخ اإلسـالم رواية
بالمنث واستدل للمثبتة أكثر وبنى عليها.
( )643يقول شــــيخ اإلســــالم "ألن النبي كان يعتكا الى أن مات ،ولم ينقل عنه أنه
تجرد العتكافه".
( )644يقول شيخ اإلسالم "ألنها عبادة تختص بلبث في مكان مخصوص ،فلم يكن الطيب
ـروعـا كـالحَ ،وألن االعتكـاا يحرم الوطء ومـا دونـه، والرفيث من الثيـاب فيهـا مشــــ ً
والطيب من دواعيه ،فإذا لم يحرمه ،فال أظل من أال يستحب".
يت لْ ُيلْةْ يم النخعي -التابعي الجليل -ظْا ْل « ْكانوا ْي ُســت ِْحبونْ ِل ُلم ُعت ْ ِك ِ
ا أ ْ ُن ْي ِب ْ ع ُن ِا ُب ْرا ِه ْ
(ْ )645
ط ِر فِي ْمس ُِج ِد ِهْ ،حتَّى يْكونْ غدوه ِم ُنه» رواه ابن أبي شيبة. ُال ِف ُ
( )646يقول شيخ اإلسالم "وذلك ألن يوم العيد يوفى الناس أجر أعمالهم ،وفي ليلة الفطر
ينزل جوائز للصــوام ...فاســتحب له أن يصــل اعتكافه بعيده ،كما اســتحب للمحرم أن
يصل احرامه بعيده".
143
وم خرج من معتكفاه لغري فاائادة بطال اعتكاافاه ،سا ا ا ا ا ا اواء طاال لبثاه أو مل يطال( ،)647فاأماا
خروجه ملا ال بد له منه مما يعتاد االحتياج إليه وال يطول زمانه؛ وهو حاجة اإلنسا ا ا ا ااان من
غائط وبول ،وصالة اامعة ،فيجوز ،ويكون يف خروجه يف حكم املعتكف بيث ال يقطع
استحبااب( ،)648ويف معىن ذلك :كل ما حيتاج إىل اخلروج له،
ً وجواب أو
عليه التتابع املشروع ً
وهو ما خياف من تركه ضا ا ا ا ا ا ًاررا يف دينه أو دنياه()649؛ مثل اخلروج لفعل واجب وترك حمرم
وإزالة ضرر ،ك احليض ،والنفاس ،وغسل اانابة ،وأداء شهادة تعينت عليه ،وإطفاء حريق،
ومرض شااديد ،وخوف على نفسااه من فتنة وقعت ،وجهاد تعني ،وشااهود مجعة ،وسالطان
ان" الذي في ،590وحاجة اإلنسـان سـ ِ "و ْكانْ ْال يْ ُدخل ُالبْي ْ
ُت اِ َّال ِل ْحا ْج ِة ُ ِ
اإل ُن ْ 647
( ) لحديث ْ
اجـةٍِ ،ا َّال ِل ْمـا ْال بـ َّد ِم ُنـه" الـذي في ،593"و ْال ْي ُخر ْج ِل ْحـ ْ هي الىـائط والبول ،ولحـديـث ْ
ويقول شيخ اإلسالم " ألنه لم يبق عاكفًا في المسجد".
( )648لما أشرنا اليه من أحاديث في النقطة السابقة.
ام ْم ْع ْها ْرسـول هللاِ ْ ،حتَّى ِاذْا ْبلْ ْغ ظْ ِريبًا ت ت ْ ُنقْ ِلب ،فْقْ ْ
( )649يدل على هذا حديث "ث َّم ظْا ْم ُ
ج النَّبِي ِ " الذي في ،629ففي رواية عند ســـلْ ْمةْ زْ ُو ِ
ب أ ِم ْ ب ُال ْم ُســـ ِجدِِ ،ع ُن ْد بْا ِ
ِم ُن بْا ِ
ا ْم ْع ِكْ ،و ْكانْ بْيُت ْها فِي ْد ِارصــــ ِر ْت حيْي ٍْ :ال ت ْ ُع ْج ِلي ْحتَّى أ ْ ُن ْ صــــ ِفيَّةْ بِ ُن ِ
البخاري "فْقْا ْل ِل ْ
ار ،"...يقول شـــيخ اإلســـالم صـــ ِســـا ْمةْ ،فْخ ْْر ْج النَّبِي ْ م ْع ْها ،فْلْ ِقيْه ْرج ْال ِن ِمنْ ُاأل ْ ُن ْ أ ْ
"وظوله «ال تعجلي حتى أنصــرا معك» ،وظيامه معها ليقلبها ،دليل على أن مكانها كان
ليال ،وذلك وهللا أعلم ظبل أن بينه وبين المسـجد مسـافة يخاا فيها من سـير المرأة وحدها ً
يتخذ حجرتها ظريبًا من المســـجد ،ولهذا ظال «كان مســـكنها في دار أســـامة» ،وهذا كله
مبين لخروجـه من المســــجـد فـإن خروجـه الى مجرد بـاب المســــجـد ال فـائـدة فيـه ،وال
خصـوص لصـفية فيه لو كان منزلها ظريبًا دون سـائر أزواجه ،فهذا خروج للخوا على
عا ،وللمتطوع أن يدع أهله ،فيلحق به كل حاجة ...وال يجوز أن يقال :اعتكافه كان تطو ً
االعتكاا ألن النبي كان يحفظ اعتكافه مما ينقصـه ،ولهذا كان ال يدخله اال لحاجة،
ويصـىي رأسـه الى عائشـة لترجله ،وال يدخل ،وألنه لو ترك االعتكاا سـاعة لم يكن ظد
اعتكا العشــر األواخر ،وهو كان يعتكا العشــر األواخر ،ثم انه كان يقضــي هذا
االعتكاا اذا فاته ،فكيا يفسده أو يترك منه شيئا؟!".
144
أحضا ا ا ا ااره ،وحضا ا ا ا ااور جملس حكم ،وقضا ا ا ا اااء عدم الوفاء ،وغري ذلك ،فإنه جيوز له اخلروج
ألجله ،وال يبطل اعتكافه ،لكن منه ما يكون يف حكم املعتكف إذا خرج بيث حيس ا ا ا ااب
له من مدة االعتكاف وال يقض ا ا اايه؛ وهو ما ال يطول زمانه ،ومنه ما ليس كذلك؛ وهو ما
يطول زمانه ،وأما عيادة املريض وش ااهود اانازة [فال جيوز إال أن يش ارتط]( ،)650فإذا خرج
ضا اا ،بل يسا ااأل
حلاجة ،فله أن يسا ااأل عن املريض يف طريقه ،وال جيلس عنده ،وال يقف أي ً
مارا(.)651
عنه ً
وإن تعني عليه الصااالة على اانازة ،وأمكنه فعلها يف املسااجد ،مل جيز اخلروج إليها ،وإن مل
ميكنااه فلااه اخلروج إليهااا( ،)652وكااذلااك خيرج لتغسا ا ا ا ا ا اياال املياات ومحلااه ودفنااه إذا تعني ذلااك
عليه( ،)653أما إذا اشرتط ذلك ،فيجوز وإن مل يتعني.
مريضـا" الذي في ً ان" الذي في ،590ولحديث "ال يعود سـ ِ ( )650لحديث "اِ َّال ِل ْحا ْج ِة ُ ِ
اإل ُن ْ
أيضـا بآثار عن علي ،منها األثر الذي في ً ،593وظد ذكر رواية أخرى واسـتدل لها
،589واســـتدل لها بحديث عن النبي وظال :ان فيه راويًا مترو ًكا ،أما المثبتة فظهر
ميله اليها وظال فيها "ويشبه أن تكون هي اآلخرة [من ظولي أحمد] ألن ابن الحكم ظديم"،
ا،يضْ ،وه ْو م ُعت ْ ِك ٌ ت « ْكانْ النَّبِي يْمر بِ ُال ْم ِر ِ شـةْ ظْالْ ُ عائِ ْ ع ُن ْ واسـتدل لها بحديث ْ
ع ُنه» رواه أبو داود وضـــعفه األلباني وغيره لضـــعا فْيْمر ْك ْما ه ْوْ ،و ْال ي ْع ِرج يْ ُســـأْل ْ
راو ،لكن شيخ اإلسالم لم يذكر تضعيفه عكس ما فعل في حديث الرواية األخرى.
ُت ِل ُل ْحا ْج ِةْ ،و ُال ْم ِريض فِي ِه ،فْ ْما أ ْ ُســـأْل
ت « ِا ُن ك ُنت ْأل ْ ُدخل ُالبْي ْ شـــةْ ظْالْ ُ ع ُن ْ
عائِ ْ (ْ )651
سـه ْوه ْو فِي ُال ْم ُسـ ِج ِد فْأ ْر ِجله، ي ْرأُ ْ
علْ َّارةٌْ ،واِ ُن ْكانْ ْرسـول هللاِ لْي ُد ِخل ْ ع ُنه اِ َّال ْوأْنْا ْم َّ
ْ
ُت اِ َّال ِل ْحا ْجةٍ ،اِذْا ْكانْ م ُعت ْ ِكفًا» رواه مسلم وأحمد. ْو ْكانْ ْال يْ ُدخل ُالبْي ْ
( )652ألنه يجوز له اشتراط الخروج لما له منه بد ،فالخروج الذي يقث مستثنى بالشرع
أولى وأحرى.
( )653لما في النقطة السابقة.
145
وجيوز الش ا ا ا ا ا اارط يف االعتكااف()654؛ فللمعتكف أن يش ا ا ا ا ا اارتط كال ماا يف فعلاه قرباة؛ مثال:
العيادة ،وزايرة بعض أهله ،وقص ا ا ااد بعض العلماء ،أما ش ا ا اارط املباح كالفرجة والنزهة والبيع
يف األسا ا اوا ([ ،)655كذا املبيت يف املنزل]( ،)656وكذا لو شا ا اارط أن جيامع م شا ا اااء(،)657
[فال يصح ،وم خرج إليه بطل اعتكافه]( ،)658وإن شرط األكل يف بيته [صح](.)659
خروجا ال يقطع االعتكاف ،أن
خارجا منه إذا خرج ً
وال حيل للمعتكف يف املس ا ا ااجد ،وال ً
يباشر زوجته بوطء وال ملس وال قبلة لشهوة ،بل ذلك حرام عليه( ،)660فأما إن مسها لغري
( )658في األمثلة المذكورة لم يذكر اال ظول القاضي وظهر ميله اليه.
( )659ألن االعتكاا يجب بعقده ،فكان الشـــرط اليه فيه كالوظا ،وألنه ال يختص بقدر،
فإذا شـــرط الخروج فكأنه نذر القدر الذي أظامه ،وظد ظهر ميل شـــيخ اإلســـالم اليها بما
نقلناه عنه في النقطة السابقة ،كما أنه استدل لها أكثر.
اجدِ} يقول شـيخ اإلسـالم "فنهى سـ ِ عا ِكفونْ فِي ُال ْم ْ اشـروه َّن ْوأ ْ ُنت ُم ْ{و ْال تبْ ِ ( ) لقوله ْ
660
عن المباشـرة لمن اعتكا في المسـجد وان كان في غيره ألن المباشـرة في نفس المسـجد
ال تحل للعاكا وال غيره ،فع ِلم من هذا أن العاكا في المسـجد ظد يكون في حكم العاكا
مث خروجه منه ،حتى تحرم عليه المباشرة".
146
ش ا ا ا ا ا ااهوة ،مثال أن ينااوهلاا حااجاة أو تنااولاه ،فال أبس( ،)661والوطء يبطال االعتكااف(،)662
جاهال]( ،)663فأما املباشا ا ا اارة دون الفرج ،كالقبلة واللمس ،فإهنا ال
[إال إن كان انسا ا ا اايًا أو ً
تبطله( ،)664إال أن يقرتن هبا اإلنزال ،فإن أنزل فس ا ا ااد االعتكاف( ،)665وإذا أبطل اعتكافًا
اذورا ابامااع لزماه قضا ا ا ا ا ا اااؤه ،وال كفاارة مجااع علياه( ،)666ويبطال االعتكااف ابلردة(،)667
من ً
وابلسكر(.)668
وإن خرج من املسجد انسيًا [مل يبطل اعتكافه]()669؛ وسواء يف ذلك إن نسي املسجد أو
نساي أنه معتكف ،فإن أكره على اخلروج مل يبطل اعتكافه ،ساواء أكره بق؛ مثل إحضااره
( ) 676يقول شـيخ اإلسـالم "ألن هواء المسـجد تابث للمسـجد في الحرمة ،بدليل أنه ال يجوز
له أن يترك في أرضـه نجاسـة ،وال يجوز أن يعلق في هوائه نجاسـة ،مثل ميتة يعلقها ،أو
ً
ظنديال فيه خمر أو دم".
( )677كما يخرج لحاجة اإلنسان.
( )678كما ورد في المستحاضة ،وظد نسب الرواية البن عقيل وهي أظرب الى أصوله.
( )679يقول شيخ اإلسالم "ألنه ال يتعين لالعتكاا بقعة واحدة".
( )680يقول شيخ اإلسالم "ألنه مشى اليه لىير عذر ،فأشبه ما لو خرج اليه ابتداء".
( )681ظال شيخ اإلسالم "ألن له منه بدا".
( )682يقول شــــيخ اإلســــالم "ألن به اليه حاجة ،وهو من تمام ســــنن االعتكاا ،وألن
الوضوء ال بد منه ،وانما يتقدم وظته".
149
ويكره له املقام بعد الساانة الراتبة( ،)683ولو نوى االعتكاف فيه مل جيز له العود إىل معتكفه
األول لغري حاااجااة ،فااإذا كااان من نيتااه العود إىل معتكفااه ،مل يكن مبقااامااه فيااه معتك ًفاا ،باال
يكون مصليًا للجمعة ،فال يزيد على القدر املشروع.
وال يؤويه س ا ا ا ااقف مس ا ا ا ااكن ،أما يف حال مروره يف طريقه ،أو يف حال دخوله إىل منزله إذا
آواه الباب ،أو دخل الكنيف و،و ذلك مما حيتاج إليه ،فال أبس به(.)684
وال جيوز له األكل يف بيته إن مل يشارتط( ،)685كذلك إن خرج من املعتكف لقضااء احلاجة
و،وها مما جييز اخلروج فأراد األكل عند أهله [فليس له ذلك ولو كن لقيمات]( ،)686فأما
إن أكل وهو مار فال أبس بذلك(،)687وإذا أراد أن أيكل يف املس ا ا ا ا ااجد ،وض ا ا ا ا ااع مائدة أو
غريها( ،)688واألوىل أن يغسل يده يف طست(.)689
( )683يقول شــيخ اإلســالم "ألن المكان وان صــلح لالعتكاا ،فليس هو معتكفًا فيه حتى
ينوي االعتكاا فيه".
( )684يقول شـيخ اإلسـالم "وهذا ألن مقامه تحت السـقا دخول الى المسـاكن واظامة فيها،
وذلـك يخـالا حـال المقيم في المســــجـد ،وألن النبي أمر الحيض أن يقمن في رحبـة
المسجد ،لئال يقمن في مساكنهن [الحديث في .]578
( )685يقول شــيخ اإلســالم "ألن النبي لم يكن يدخل البيت اال لحاجة اإلنســان ،وهذا
يقتضـي أنه كان يأكل في المسـجد ،وألن الخروج من المسـجد مناا لالعتكاا ،فال يباح
منه اال القدر الذي تدعو اليه الحاجة ،وال حاجة الى الخروج لشكل والشرب".
( )686ألنه لبث في غير معتكفه لما له منه بد ،فأشـبه اللبث لمحادثة أهله ،وظد ذكر وج ًها
بجواز اللقيمـات لكن المثبـت أظرب الى رأيـه ،خـاصـــــة بـالطريقـة التي علـل بهـا المنث من
األكل في النقطة القادمة.
( )687ألنه ال احتباس فيه.
( )688لئال يقث من طعامه فتات يلوث المسجد ويسقط فيه شيء من ادامه.
( )689ليصب الماء خارج المسجد لئال يلوث المسجد.
150
وإذا حاضت املرأة أو نفست ،جيب أن خترج من املسجد( ،)690وتقيم يف رحبته( ،)691فإن
مل يكن للمس ا ا ا ااجد رحبة أو كانت رحبة ال ميكنها املقام فيها ،جاز هلا الذهاب إىل منزهلا،
واحليض ال يبطل ما مضااى من االعتكاف ،س اواء كان اعتكافها زما ًان أمكن أن ينفك من
يوما ،أو مل ميكن؛ مثل أن تنذر اعتكاف
احليض؛ مثل أن تنذر اعتكاف أسا ا ا ا ا ااة عشا ا ا ا ا اار ً
ش ا ااهر و،و ذلك ،فإذا طهرت بنت على ما قبل احليض ،ومل تس ا ااتأنف االعتكاف ،س ا اواء
كان االعتكاف معينًا ،أو مطل ًقا[ ،وال كفارة عليها وإن كان منذورا]([ ،)692وال حتتس ا ااب
نذرا معينًا أو مطل ًقا ،فعليها قضا ا ا ا ا اااء مدة
ً كان إن بل[ ، مبدة احليض من االعتكاف]()693
نذرا مل يكن عليها قضاء ،لكن ال يتم هلا اعتكاف املدة اليت نوهتا إال
احليض ،وإن مل يكن ً
( )690ألن المسجد ال يحل لجنب وال حائض كما ذكرنا في 513من كتاب الطهارة ،كما
أن االعتكاا ال يصح اال بصوم ،والحيض ال يصح معه الصوم.
اج ِه َّن ِمنْ ال ْم ُســ ِجدِْ ،وأ ْ ُن يْ ُ
ضــ ِربُنْ األ ْ ُخبِبْةْ فِي ْر ُحبْ ِة ( )691لحديث "أ ْ ْم ْر ْرســول هللاِ بِإِ ُخ ْر ِ
طه ُرنْ " الذي في ،578يقول شـيخ اإلسـالم "وألن الخروج من المسـجد ال ْم ُسـ ِجدِْ ،حت َّى ْي ُ
انمـا يبـاح للحـاجـة ،والحكم المقيـد بـالحـاجـة مقـدر بقـدرهـا ،وانمـا يحتـاج في الخروج الى
الرحبة خاصة ،فذهابها الى منزلها ال حاجة اليه".
( ) 692ألنه خروج ألمر معتاد ،فأشبه الخروج للجمعة والجنابة وحاجة اإلنسان ،وظد ذكر
عن األصحاب طريقة أخرى فيها تفصيل ،والمذكور أظرب الى أصوله ،وهللا أعلم.
( ) 693ذكر وجهين آخرين ،لكنه ظال عن المثبتة انها منصوص اإلمام في رواية حنبل.
151
ابلقض اااء]( ،)694أما املس ااتحاض ااة ،فتقيم يف املس ااجد( ،)695والواجب عليها أن تتحفظ من
تلويث املسااجد ،إما ابلتحفظ وإما بوضااع شاايء حتتها ،فإن مل متكن صاايانة املسااجد منها،
خرجت منه(.)696
ومن وجباات عليهااا عاادة وفاااة وهي معتكفااة ،خترج لتعتااد يف منزهلااا وإن كااان االعتكاااف
منذورا( ،)697وعليها قض ا اااء ما تركته من االعتكاف إن كان واجبًا ،ويس ا ااتحب هلا قض ا اااؤه
إن كان مسااتحبًا( ،)698مث إن كان معينًا ،فإهنا تبين على ما مضااى [وعليها الكفارة](،)699
وإن كان مطل ًقا ،فلها اخليار بني أن تبين وتكفر ،وبني أن تستأنف االعتكاف.
وإذا وقعت فتنة خاف منها على نفسا ااه أو ماله أو أهله احلاضا اار عنده أو الغائب ،فله أن
تطوعا ،فإن أحب أن يتمه ،وإن أحب أال
تطوعا ،مث إن كان ً
خيرج ،س ا ا ا اواء كان واجبًا أو ً
( )694وهي مبنية على التي ظبلها ،لكن ظال شيخ اإلسالم "ويتوجه أن ال ظضاء عليها وان
لم يحســب من االعتكاا ،ال ســيما ان كانت المدة التي نذرتها مما ال تنفك عن الحيض،
فإن مدة الحيض تقث مسـتثناة بالشـرع والنية والنذر ،ووجه األول :أنه زمن يطول" وهذا
ميال اليه ،والمثبت أورع فلم المتوجه يظهر ظربه الى أصـــوله ،لكنه لم يختره ولم يظهر ً
اختيارا.
ً أجر على تخريجه
اضـةٌ، ت ْم ْث ْرسـو ِل هللاِ ُ ام ْرأْة ٌ ِم ُن أ ْ ُز ْو ِ
اج ِه م ُسـت ْ ْح ْ ت "ا ُعت ْ ْكفْ ُ شـةْ ظْالْ ُ ع ُن ْ
عائِ ْ (ْ )695
صــ ِلي" رواه أحمد يت ْ ت تْحُ ت ْ ْها ْو ِه ْ
الط ُســ ْ ْت ت ْْرى الصــ ُف ْرة ْ ْو ُالح ُم ْرة ْ ،فْربَّ ْما ْو ْ
ضــ ُعنْا َّ فْ ْكان ُ
والبخاري.
( )696ألنه عذر.
( )697يقول شـيخ اإلسـالم "ألن ظضـاء العدة في منزلها أمر واجب ،فخرجت من اعتكافها
اليـه ،كخروج الرجـل للجمعـة ،وخروجهـا لمجلس الحـاكم ،وأداء الشـــــهـادة ،وذلـك ألن
االعتكاا وان كان واجبًا لكن يقدم عليه ظضاء العدة في منزل الزوج ونحوه".
( )698يقول شـــــيخ اإلســـــالم "ألنهـا تركـت االعتكـاا ألمر غير معتـاد ،وهو ممـا يطول
زمانه".
( )699ذكر أن هناك روايتين ولم يذكر اال المثبتة مما يدل على ميله اليها.
152
يتمه ،وإن كان واجبًا ابلنذر معينًا ،مثل :هذا الشااهر ،فإنه يبين على ما مضااى ويقضااي ما
متتابعا؟ أم جيوز أن يفرقه ويقطعه؟ على
تركه ،وهل جيب يف القضا ا ا ا ا اااء أن يكون متصا ا ا ا ا ا ًاال ً
وجهني ،وعليااه كفااارة ميني لفوات التعيني( ،)700وإن كااان مطل ًق اا غري متتااابع بىن على مااا
متتابعا ،فله اخليار
فعل ،لكن يبتدئ اليوم الذي خرج فيه من أوله [ ،وإن كان مطل ًقا ً
()701
بني أن يسا ا ا ا ا ا اتاأنف وال كفاارة علياه ،أو يبين على ماا فعال وعلياه الكفاارة]( ،)702ولو خااف
اهنادام املسا ا ا ا ا ا اجاد علياه ،أو اهنادم بياث مل ميكناه إمتاام االعتكااف ،خرج فاأمتاه يف غريه ،وال
مرضا ال ميكنه املقام معه يف املسجد،
يبطل اعتكافه ،وال كفارة عليه ،ومثل هذا إذا مرض ً
كالقيام املتدارك( )703وس ا االس البول واإلغماء ،أو ميكنه القيام مبش ا ااقة ش ا ااديدة ،أبن حيتاج
إىل خدمة وفراش؛ فله ترك االعتكاف ،ويكون كما لو تركه للخوف.
ض ا ا ا ا اا خفي ًفا ،كاحلمى اخلفيفة ،ووجع الض ا ا ا ا اارس والرأس ،فال خيرج ألجله ،فإن
وإن كان مر ً
خرج استأنف.
جائزا حلق وجب عليه فال كفارة عليه ،وإن كان لغري واجب ،كاخلروج
خروجا ً
[وم خرج ً
من فتنة أو ملرض ميكن معه املقام بغري مشقة ،فعليه الكفارة(.)705(])704
( )706ألن ما وجب بأصل الشرع من الجمعة والجماعة يجوز تركه بمثل هذا ،فما وجب
بالنذر أولى.
( ) 707يقول شـــــيخ اإلســـــالم "ألن الجهـاد من أعظم الواجبـات ،والتخلا عنـه من أعظم
المفاسد".
( ) 708يقول شــيخ اإلســالم " فهل يجوز الخروج اليه ،كصــالة الجنازة وعيادة المريض
وأولى؟ لم يجز له الخروج عند أصــحابنا ،مث أن الجهاد والرباط أفضــل من االعتكاا،
وظـال في روايـة األثرم :الخروج الى عبـادان أحـب الي من االعتكـاا ،وليس يعـدل الجهـاد
والرباط شيء" وهذا يدل على ميله الى المثبت.
س، الســـ ـا ِحـ ِل ،ث َّم ِظيـ ْلْ :ال ْبـأ ُ ْ اط ،فْفْ ِزعوا ِالْى َّ ع ُن أ ْ ِبي ه ْري ُْرة ْ أ ْ َّنـه ْكـانْ ِفي ِ
الر ْبـ ِ (ْ )709
ان فْقْا ْلْ :ما يو ِظف ْك ْيا أ ْ ْبا ه ْري ُْرة ْ ،فْقْا ْل: ســ ٌ ا النَّاس ْوأْبو ه ْري ُْرة ْ ْوا ِظ ٌ
ا ،فْ ْم َّر ِب ِه ِا ُن ْ فْا ُن ْ
صــ ْر ْ
ســ ِبي ِل َّ ِ ْخي ٌُر ِم ُن ظِ ْي ِام لْ ُيلْ ِة ُالقْ ُد ِر ِع ُن ْدع ٍة فِي ْ ســا ْ ســ ِم ُعت ْرســو ْل َّ ِ ْ يقول " ْم ُوظِا ْ ْ
ُال ْح ْج ِر ُاألْسـُ ْودِ" رواه البيهقي وابن حبان وصـححه ،وصـححه األلباني ،وذكرنا في كتاب
الصـالة في 2110أن شـيخ اإلسـالم نقل اإلجماع على أنه ليس في التطوعات أفضـل من
الجهاد.
( )710بناها على المســألة الســابقة التي في ،704وظد ذكر في الســابقة أن القاضــي تأول
كالم الخرظي وظهر اظراره لـه ،وهنـا ذكر الروايـة األخرى عن الخرظي أن عليـه الكفـارة،
وعدم الكفارة ال ريب أنه الموافق ألصوله.
154
وإذا كاان االعتكااف تطو ًعاا ،فعرض لاه جناازة أو مريض يعااد و،و ذلاك[ ،فاإمتاام اعتكاافاه
أفضل](.)711
تطوعا:
نذرا أو ً
وإذا أبطل االعتكاف فإما أن يكون ً
أما النذر؛ فأربعة أقسام:
أحدها :أن يكون معينًا ،مثل أن يقول :هلل علي أن أعتكف هذا الشااهر ،أو هذه العشاار،
أو العشا ا ا ا اار األواخر من رمضا ا ا ا ااان ،و،و ذلك[ ،فيبطل ما مضا ا ا ا ااى من اعتكافه ،وعليه أن
يبتادئ االعتكااف ،فيعتكف ماا بقي من املادة ،ويصا ا ا ا ا ا الاه ابعتكااف ماا فوتاه منهاا](،)712
وعليه كفارة ميني ملا فوته من التعيني يف نذره.
( )713يقول شيخ اإلسالم "لفوات التتابث المشروط فيه ،ال لفساد ما مضى منه".
( )714لم يذكرها شــيخ اإلســالم ،لكنها الزمة الختياراته ،ولعلها ســقطت ،كما يدل عليها
نفي الكفارة في الثالث.
( ) 715ألن االعتكـاا المتتـابث عبـادة واحـدة ،فـإذا طرأ عليهـا مـا يبطلهـا أبطـل مـا مضـــــى
منها ،كاإلحرام والصيام.
( )716يقول شـيخ اإلسـالم "ألن االعتكاا هذه األيام أفضـل من غيرها ،ولهذا كان رسـول
هللا يختصـــها باالعتكاا ،ويوظظ فيها أهله ،ويحيي الليل ،ويشـــد المئزر ،وفيها ليلة
القدر ،فال يقوم مقامها اال ما أشــبهها ،وهو العشــر من العام القابل ،كما ظلنا فيما اذا عين
صا بالسفر اليه ،مثل المسجد الحرام ،لم يجزئه االعتكاا اال فيه ،ولو أفسد مكانًا مخصو ً
االعتكاا الواجب فيه ،لم يجزئه ظضا ه اال فيه".
156
اافرا ،أو أصااوم شااعبان
ض اا أو مسا ً
ومن قال :علي أن أعتكف شااهر رمضااان إن مل أكن مري ً
اافرا ،أو أتصاد بكذا إن مل حيتج إليه ،جاز( ،)717وإن قال :علي
ضاا أو مس ً
إن مل أكن مري ً
أن أعتكف هذا الشاهر ،على أين م عرض يل ما مينعين املقام خرجت ،جاز ذلك(،)718
ويكون فائدة ذلك أنه ال يلزمه قضاء وال كفارة.
والسياحة يف البالد لغري قصد شرعي كما يفعله بعض النساك منهي عنه(.)719
( ) 717يقول شــيخ اإلســالم "ألن النذر عقد من العقود ،يصــح تعليقه بشــرط ،فشن يصــح
االستثناء فيه واالشتراط أولى وأحرى".
( )718يقول شـيخ اإلسـالم "كما لو ظال في الحَ :ان حبسـني حابس فمحلي حيث حبسـت"،
كما في حديث ضباعة الذي في .654
( )719ظال شـيخ اإلسـالم " ظال اإلمام أحمد :ليسـت السـياحة من اإلسـالم في شـيء وال من
فعل النبيين والصالحين".
157
فُر منه بفضل هللا ومنته وكرمه يف شهر رمضان سنة 1444ه ،مبدينة إدلب العز.
أس ااأل هللا أن ينفع به اإلس ااالم واملس االمني ،وأن يغفر يل ،ولوالدي ،وملش اااخيي ،وألص ااحاب احلقو
علي ،وللمسا ا االمني واملسا ا االمات األحياء منهم واألموات ،وأن ينصا ا اار اإلسا ا ااالم وأهله ويذل الشا ا اارك
وجنده ،وأن ميكن لدينه يف أرض ااه ،ويعلي كلمته ،ويقيد لألمة أمر رش ااد يعز فيه أهل طاعته ،ويذل
فيه أهل معصيته ،ويؤمر فيه ابملعروف وينهى فيه عن املنكر.
وما كان فيما كتبت من حق وص ا ا ا ا اواب فمن هللا وحده ،حمض توفيق وفض ا ا ا ا اال وكرم منه ،فله احلمد
كله ،والش ا ااكر كله ،والثناء كله ،وما كان من تقص ا ااري وزلل فمين وحدي ،وهللا ورس ا ااوله منه بريئان.
واحلمد هلل رب العاملني ،والصالة والسالم على رسول هللا ﷺ وعلى آله وصحبه أمجعني.
كتبه /أبو عبد هللا حيىي بن طاهر العطيفي الفرغلي.
158
الفهرست
املقدمة 1.....................................................................
كتاب الصيام 8.............................................................
ابب أحكام املفطرين يف رمضان 34.............................................
ابب ما يفسد الصوم 62.......................................................
ابب صيام التطوع 94..........................................................
فصل :األايم اليت هني عن صيامها 105...........................................
فصل :يف ليلة القدر 113 .......................................................
فصل :يف األعياد واملواسم وعاداهتم 119 .........................................
ابب االعتكاف 126 ..........................................................
159