You are on page 1of 160

‫بسم هللا الرمحن الرحيم‪.

‬‬
‫احلمد هلل الذي علم ابلقلم‪ ،‬علم اإلنسان ما مل يعلم‪ ،‬والصالة والسالم على النيب اهلادي‬
‫رمحة رب الناس للعاملني‪ ،‬وعلى آله وصحبه أمجعني الغر امليامني‪.‬‬
‫أما بعد‪...‬‬
‫فهذا كتاب يف الفقه على مذهب اإلمام أمحد بن حنبل ‪ ‬فقيه األمة وحميي السنة وقامع‬
‫مسددا‬
‫ً‬ ‫البدعة‪ ،‬حفظ هللا به اإلسالم يف الفتنة كما حفظه أبيب بكر ‪ ‬يف الردة‪ ،‬فكان‬
‫موف ًقا مصيبًا للحق يف االعتقاد والفقه‪ ،‬إذ التزم غرز النيب ﷺ والصحابة ومن تبعهم‬
‫إبحسان‪ ،‬فال يسمع مبذهبه يف األصول والفروع عارف بصري إال ووقر يف قلبه أن هذا ما‬
‫كان عليه السلف على التحقيق‪ ،‬وكما يقول أجل أتباعه شيخ اإلسالم ابن تيمية ‪‬‬
‫"وأمحد كان أعلم من غريه ابلكتاب والسنة وأقوال الصحابة والتابعني هلم إبحسان‪ ،‬وهلذا‬
‫نصا كما يوجد لغريه‪ ،‬وال يوجد له قول ضعيف يف الغالب‬
‫ال يكاد يوجد له قول خيالف ً‬
‫إال ويف مذهبه قول يوافق القول األقوى‪ ،‬وأكثر مفاريده اليت مل خيتلف فيها مذهبه يكون‬
‫اجحا‪.)1(" ...‬‬
‫قوله فيها ر ً‬
‫وملا كان لإلمام يف الفروع الفقهية أكثر من رواية وقول‪ ،‬شأنه شأن سائر األئمة؛ كأيب‬
‫مجيعا‪ ،‬لكن امتاز أمحد بكثرة املسائل اليت تعددت فيها‬
‫حنيفة ومالك والشافعي ‪ً ‬‬
‫رواايته؛ وذلك لكثرة ما ثبت عنده من نصوص وأقوال ‪ ،‬وملا كان ال بد للسائل املستفيت‬
‫من قول واحد يصحح به عباداته ومعامالته دون أن يقع يف التلفيق الذي يبري الدين والدنيا‬

‫(‪)1‬‬
‫مجموع فتاوى ابن تيمية جـ ‪ 20‬ص ‪.229 :228‬‬
‫‪1‬‬
‫والذي نقل اإلمجاع على بطالنه كثريون‪ ،‬فكان القانون احملتم الذي ال يصح غريه؛ أنه جيب‬
‫على املقلد تقليد أعلم أتباع اإلمام يف الرتجيح بني رواايته‪ ،‬كما فعل يف أصل تقليد اإلمام‪،‬‬
‫ويف هذا يقول أبو عمرو بن الصالح الشافعي "فإن اختلف أئمة املذهب يف التصحيح‬
‫على من ليس أهال للرتجيح‪ ،‬فينبغي أن يفزع يف الرتجيح إىل صفاهتم املوجبة لزايدة الثقة‬
‫آبرائهم فيعمل بقول األكثر واألعلم واألورع‪ ،‬وإن اختلفت الصفات قدم الذي هو أحرى‬
‫ابإلصابة؛ فيقدم األعلم الورع على األورع العامل ‪ "...‬وقد أقر ابن تيمية كالم ابن الصالح‬
‫هذا انقالً له يف املسودة ومل يتعقبه بشيء(‪.)2‬‬
‫هذا وإن أعلم أصحاب اإلمام أمحد مطل ًقا‪ ،‬وأبقواله خاصة‪ ،‬هو شيخ اإلسالم أبو العباس‬
‫أمحد بن تيمية احلراين‪ ،‬وذلك بشهادة علماء املذهب احلنبلي نفسه‪ ،‬وبشهادة علماء ابقي‬
‫املذاهب‪ ،‬يقول املرداوي احلنبلي يف كتابه شرح التحرير "وقال الرافعي‪( :‬ألن الناس اليوم‬
‫كاجملمعني أن ال جمتهد اليوم‪ .)...‬قال ابن مفلح ملا نقل كالمهما‪( :‬وفيه نظر)‪ ،‬وهو كما‬
‫قال‪ ،‬فإنه وجد من اجملتهدين بعد ذلك مجاعة‪ ،‬منهم‪ :‬الشيخ تقي الدين ابن تيمية"(‪ ،)3‬ومل‬
‫يقل هذا عن غريه من علماء املذهب‪ ،‬ويقول عنه الذهيب "الشيخ اإلمام‪ ،‬العامل‪ ،‬املفسر‪،‬‬
‫الفقيه‪ ،‬اجملتهد‪ ،‬احلافظ‪ ،‬احملدث‪ ،‬شيخ اإلسالم‪ ،‬اندرة العصر‪ ،‬ذو التصانيف الباهرة‪،‬‬
‫والذكاء املفرط‪ ...‬فإن شروط االجتهاد كانت قد اجتمعت فيه"(‪ ،)4‬وقال احلافظ املزي‬
‫الشافعي ‪" ‬ابن تيمية مل ير مثله منذ أربعمائة سنة [أي منذ عهد األئمة األربعة]"‪.‬‬

‫(‪ )2‬انظر المسودة آلل تيمية جـ ‪ 2‬ص ‪ ،954‬ص ‪.955‬‬


‫(‪ )3‬التحبير شرح التحرير للمرداوي ج‪ 8‬ص ‪.4069‬‬
‫(‪ )4‬سير أعالم النبالء ج ‪ 16‬ص ‪ 236 -218‬دار الحديث‪ -‬القاهرة الطبعة‪1427 :‬هـــ‪-‬‬
‫‪2006‬م‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫واألقوال يف الثناء عليه‪ ،‬وعلى علمه وبلوغه رتبة االجتهاد‪ ،‬ال حتصى‪ ،‬ومل ميدح ويزك ويثن‬
‫على علم أحد غريه من احلنابلة مثل ما فعل معه‪ ،‬وإن أي مقارنة منصفة بني حترير شيخ‬
‫اإلسالم ملسألة‪ ،‬وفقهه فيها‪ ،‬وحترير وفقه غريه من فقهاء املذهب–حاشا اإلمام‪ ،-‬يظهر‬
‫اضحا ال ريب فيه قيد أمنلة‪ ،‬بل علو كعبه بدرجات‪.‬‬
‫علوا و ً‬
‫جليًا علو كعب شيخ اإلسالم‪ً ،‬‬
‫وملا كان كل ما سبق فقد ألفت هذا الكتاب يف فقه اإلمام‪ ،‬مثبتًا رواية واحدة له‪ ،‬هي‬
‫اختيار شيخ اإلسالم‪ ،‬فيكون من أراد أن يتبع اإلمام ألنه أعلم األئمة عنده قد اتبعه‬
‫أيضا‪ ،‬مث وضعت يف احلاشية أقوى دليل على كل مسألة‪ ،‬وأحيا ًان‬
‫ابختيارات أعلم أصحابه ً‬
‫أضع أكثر من دليل إن كانت املسألة من مسائل اخلالف الكبرية‪ ،‬أو كان الدليل حيتاج إىل‬
‫دعم وتقوية‪ ،‬وهبذا تزداد ثقة املستفيت بصحة املسألة‪ ،‬بل تكاد تقارب اليقني؛ فقد اجتمع‬
‫فيها قول أعلم األئمة‪ ،‬وأعلم أصحابه‪ ،‬مع صحة الدليل ورجحانه‪ ،‬ومن أراد مزيد أدلة‬
‫ومناقشة آلراء املخالفني‪ ،‬فدونه البحر اخلضم‪ ،‬والسيل اهلادر‪ ،‬واملنهل العذب؛ كتب شيخ‬
‫اإلسالم وفتاويه‪ ،‬وابألخص شرحه لعمدة الفقه يف ابب العبادات‪.‬‬
‫اندرا أن خيالف ابن تيمية اإلمام‪ ،‬فال أثبت يف املنت إال قول اإلمام؛ فهو األعلم‪،‬‬
‫وقد حيدث ً‬
‫وهو األصل‪ ،‬لكن أضعه بني ()‪ ،‬وأبني يف احلاشية رأي ابن تيمية‪ ،‬فإن مل يكن البن تيمية‬
‫اختيار يف املسألة ‪-‬وهي مسائل قليلة نسبيًا‪ ،-‬وكان لإلمام أو يف املذهب أقوال فيها‪،‬‬
‫أثبت القول األقرب إىل رأي ابن تيمية خترجيًا‪ ،‬وأضعه بني []‪ ،‬وأبني يف احلاشية وجه‬
‫التخريج‪ ،‬كذلك إن مل يكن ال لإلمام‪ ،‬وال يف املذهب‪ ،‬قول يف املسألة؛ وهي املسائل‬
‫املعاصرة –وهي اندرة للغاية‪ ،-‬أخرج رأي اإلمام وابن تيمية فيها؛ فإنه كما أن لشيخ‬

‫‪3‬‬
‫اإلسالم اختيارات يف الفقه يف إطار مذهب أمحد‪ ،‬فإن له يف األصول اختيارات من رواايت‬
‫مسرتشدا –يف ختريج املسائل املعاصرة‪-‬أبقوال األصحاب املعاصرين‪.‬‬
‫ً‬ ‫اإلمام كذلك‪،‬‬
‫فإن كان لشيخ اإلسالم اختياران أو أكثر يف املسألة؛ فإن علمت املتأخر منهما أثبته‪ ،‬وما‬
‫يف شرح عمدة الفقه ‪-‬يف األغلب‪ -‬أول قوليه؛ ألنه ألفه يف شبابه‪ ،‬فإن عارض ما يف‬
‫جمموع الفتاوى أو غريها من كتبه‪ ،‬أقدم ما يف جمموع الفتاوى وغريها‪ ،‬وإن عارض ما يف‬
‫شرح العمدة ما أثبته له األصحاب كابن مفلح‪ ،‬وابن القيم‪ ،‬مث املرداوي‪ ،‬والبعلي‪ ،‬من‬
‫اختياراته‪ ،‬قدمت ما قالوه على ما يف شرحه للعمدة؛ ألنه يف األغلب آخر أقواله‪ ،‬فقد رجع‬
‫عن كثري من اختياراته يف شرح العمدة‪ ،‬لكن إن عارض ما نقلوه عنه املثبت يف جمموع‬
‫فتاويه أو يف غريها من كتبه –وهو اندر‪ -‬فإين أقدم ما يف جمموع الفتاوى وغريها؛ ألن‬
‫منصوص شيخ اإلسالم يقدم على ما ينقل عنه‪ ،‬فقد يعرتي النقل أتويل أو لبس أو خلط‬
‫أو عدم وصول املت أخر من قوليه للناقل‪ ،‬وخالفت هذا يف شرح العمدة لكثرة ما ثبت من‬
‫رجوع شيخ اإلسالم عن اختياراته فيه‪ ،‬بعكس غريه من كتبه وفتاويه‪.‬‬
‫كثريا ما‬
‫وقد رأيت أال ألتزم نص قول ابن تيمية ليناسب املؤلف طريقة املنت‪ ،‬وإن كنت ً‬
‫أتعمد أن تكون العبارة من نص كالمه‪ ،‬سواء يف املنت أو احلاشية‪ ،‬مع تصرف يسري أو‬
‫يسريا‪ -‬يف كالمه يف احلاشية‪ ،‬ال أنص أنه له‪ ،‬فإن كان نص‬ ‫كثري‪ ،‬فإن تصرفت‪ -‬ولو ً‬
‫كثريا‬
‫كالمه‪ ،‬نسبته إليه‪ ،‬كما أين غالبًا ال أعزو ما أنقله عنه إىل مراجعه لئال يطول الكتاب ً‬
‫مبا خيرجه عن مقصوده‪ ،‬كما أن قوله قد يكون مفرقًا يف أكثر من مرجع مما يتطلب استقصاء‬
‫أيضا‪ ،‬كما أن بعض‬ ‫ذكر املراجع وطريقة مجع تفريقات قوله‪ ،‬وهو يطول الكتاب للغاية ً‬
‫آرائه ال ينص عليها لكنها يف حكم املنصوص؛ سواء بداللة االقتضاء أو االلتزام أو التنبيه‬

‫‪4‬‬
‫أو املفهوم ‪ ...‬إخل‪ ،‬وبسط وشرح ذلك‪ ،‬وعزوه ملصادره‪ ،‬يطيل الكتاب مبا ال حيتمل‪ ،‬ويكفي‬
‫قارئ الكتاب ودارسه أن يعلم أين مل أثبت لشيخ اإلسالم إال ما تيقنت أنه اختياره‪ ،‬أو‬
‫غلب على ظين غلبة قريبة من اليقني‪ ،‬كما أنه يسهل ألي خبري أبقواله أن يتأكد مما سبق‬
‫من مصارده املعروفة املنشورة‪ ،‬إال إنين أحيا ًان أذكر املرجع املستقى منه القول حني ال يكون‬
‫مشهورا عنه خالفه‪.‬‬
‫ً‬ ‫مشهورا نسبة هذا القول لشيخ اإلسالم‪ ،‬أو يكون‬
‫ً‬
‫أما املصادر اليت استقيت منها اختيارات شيخ اإلسالم فهي كتبه وفتاويه املنشورة املعروفة‬
‫صحيحه السند إليه؛ كمجموع الفتاوى‪ ،‬وشرح عمدة الفقه‪ ،‬وجامع املسائل‪ ،‬والصارم‬
‫املسلول‪ ،‬واقتضاء الصراط املستقيم‪ ،‬ودرء التعارض (على ندرة ما فيه من اختيارات فقهية)‬
‫‪ ...‬إخل‪ ،‬ومن كتب أصحابه ومن اهتموا جبمع اختياراته كالفروع البن مفلح‪ ،‬وكتب ابن‬
‫القيم‪ ،‬واإلنصاف للمرداوي‪ ،‬وخمتصر الفتاوى املصرية لبدر الدين البعلي‪ ،‬واالختيارات‬
‫الفقهية لعالء الدين البعلي‪.‬‬
‫أما األدلة اليت تذكر يف احلاشية فتعتمد أصول فقه اإلمام أمحد ابختيارات شيخ اإلسالم‬
‫األصولية‪ ،‬واليت أوهلا كتاب هللا ‪ ،‬مث سنة رسوله ﷺ الثابتة‪ ،‬ومنها األحاديث املرسلة؛‬
‫وهي اليت سقط من سندها را ٍو أو أكثر بشرط أن يكون املرسل ً‬
‫عدال‪[ ،‬ويراجع صحة‬
‫ُ‬
‫االحتجاج ابملرسل يف "روضة الناظر وجنة املناظر" البن قدامة‪ ،‬ويف "مسودة األصول" آلل‬
‫تيمية‪ ،‬حيث لشيخ اإلسالم تفصيل يف املسألة نسبه لإلمام أمحد]‪ ،‬ولو كان يف السند راو‬
‫معلوم اإلسالم جمهول العدالة فألمحد روايتان يف االحتجاج به‪ ،‬والظاهر من تصرفات شيخ‬
‫اإلسالم أنه اختار حجيته لكن بشروط وتفصيل‪ ،‬تراجع يف املسودة(‪ ،)5‬ويف اصطالحنا هنا‬

‫(‪ )5‬المسودة آلل تيمية ج‪ 1‬ص ‪.252‬‬


‫‪5‬‬
‫ذكرت أن احلديث "متفق عليه" فقد رواه أمحد والبخاري ومسلم‪ ،‬والراوي الذي أقدمه‬
‫إن ُ‬
‫يكون اللفظ له ‪-‬يف األغلب‪ ،-‬فإن قلت "رواه الرتمذي وأبو داود" فاللفظ للرتمذي‪،‬‬
‫وهكذا‪ ،‬فإن كانت األلفاظ واحدة‪ ،‬قدمت األقدم من الرواة‪.‬‬
‫مث اإلمجاع لفظيًا كان أو سكوتيًا‪ ،‬مث قول الصحايب ‪-‬وإن مل ينتشر‪ ،-‬طاملا مل يعلم له‬
‫خمالف‪ ،‬وقول اخللفاء األربعة أيب بكر وعمر وعثمان وعلي ‪ ،‬أو أحدهم‪ ،‬حجة‪ ،‬ولو‬
‫خالفهم غريهم من الصحابة‪ ،‬مث القياس؛ سواء كان قياس علة أو داللة أو شبه‪ ،‬وقد استدل‬
‫كثريا بقياس الشبه‪ ،‬وشرع من قبلنا شرع لنا ما مل يرد شرعنا بنسخه‪ ،‬ابإلضافة إىل‬
‫ابن تيمية ً‬
‫سد الذرائع؛ وهي عند التحقيق‪ ،‬املصاحل املرسلة عند املالكية‪ ،‬ونوع من القياس؛ القياس‬
‫ابلعلة املالئمة‪ ،‬كما بينت ذلك وفصلته يف كتايب "أصول وضوابط السياسة الشرعية"(‪.)6‬‬
‫استدالال‪ -‬أين قد مهمت ابلنكول عن هذا العمل بعد شروعي فيه؛‬
‫ً‬ ‫استئناسا ال‬
‫ً‬ ‫وأذكر –‬
‫ملا وجدت من طوله‪ ،‬وحاجته إىل كثري حتقيق‪ ،‬وعظيم تدقيق‪ ،‬مع كثرة املشاغل‪ ،‬فرأيت‬
‫متأخرا‬
‫تداي بردة سوداء‪ ،‬وأين جبانبه ً‬
‫ليلتها النيب ﷺ متكئًا على جبل أحد‪ ،‬عظيم اخللقة مر ً‬
‫عنه يف مكان أخفض منه‪ ،‬أحادثه وأرى تبسمه وأشعر برضاه عين‪ ،‬فاستبشرت هبذه الرؤاي‬
‫املباركة‪ ،‬وعلمتها حثًا يل على إمتام العمل‪ ،‬وأنه عمل يُعظم فيه سنة نبينا ﷺ وتسود شريعته‪،‬‬
‫فكان كلما شق علي استحضرهتا‪ ،‬فانبعثت مهيت‪ ،‬واتقدت عزمييت‪.‬‬

‫(‪ )6‬من مطبوع ات دار الكتاب العالمي‪ ،‬ومنشور على اإلنترنت للتحميل اإللكتروني‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫اخلالصة‪:‬‬
‫‪ -1‬كل ما يف املنت رواية منصوصة لإلمام أمحد أو خمرجة على منصوصة له‪ ،‬فمن‬
‫التزمه مل خيرج عن املذهب احلنبلي هبذا االعتبار‪.‬‬
‫أيضا‪ -‬اختيار لشيخ اإلسالم ابن تيمية منصوص أو يف حكم‬
‫‪ -2‬كل ما يف املنت ‪ً -‬‬
‫خمرجا على رأيه‪ ،‬فيوضع بني []‪ ،‬ونبني يف‬
‫املنصوص‪ ،‬إال يف القليل الذي يكون ً‬
‫احلاشية وجه التخريج‪ ،‬أما النادر الذي خالف فيه اإلمام فنثبت رأي اإلمام‬
‫ونضعه بني ()‪ ،‬ونبني يف احلاشية اختيار شيخ اإلسالم‪.‬‬
‫‪ -3‬نذكر يف احلاشية أقوى دليل (أو أدلة) للرأي املذكور يف املنت‪ ،‬فنكون قد مجعنا‬
‫بني االلتزام مبذهب‪ ،‬وبني االستدالل الصحيح الذي يريح القلب‪ ،‬ويطمئن نفس‬
‫املستفيت أهنا تعمل يف دينها على بصرية‪ ،‬ويستحضر املفيت الدليل حني الفتوى‬
‫فتقوى حجته وتدعم فتواه‪.‬‬

‫تنبيه‪ :‬الكتاب ما زال قيد التأليف‪ ،‬لكن مبناسبة شهر رمضان فقد استللت منه كتاب‬
‫معجال بنشره قبل ابقي الكتاب؛ هدية للمسلمني يف هذا الشهر الفضيل أسأل‬
‫الصيام ا‬
‫هللا القبول‪.‬‬
‫وال حول وال قوة إال ابهلل العلي العظيم‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫كتاب الصيام‬
‫وهو اإلمسااك عن األكل والشارب وااماع وغريها‪ ،‬مما ورد به الشارع يف النهار على الوجه‬
‫املشا ا ا ا ااروع‪ ،‬ويتبع ذلك اإلمسا ا ا ا اااك عن الرفث وااهل وغريمها من الكالم احملرم واملكروه(‪،)7‬‬
‫والصا ااوم أسا ااة أنواع‪ :‬الصا ااوم املفروض ابلشا اارع‪ ،‬وهو صا ااوم شا ااهر رمضا ااان أداء وقضا اااء‪،‬‬
‫والصوم الواجب يف الكفارات‪ ،‬والواجب ابلنذر‪ ،‬وصوم التطوع(‪.)8‬‬
‫واألفض اال أن يقال‪ :‬جاء "ش ااهر رمض ااان"‪ ،‬وص اامنا "ش ااهر رمض ااان"(‪ ،)9‬وال يكره تس ااميته‬
‫"رمضاان"(‪ ،)10‬ويساتحب ملن رأى هالل رمضاان أو غريه أن يكث ثال ً‪ ،،‬مث يهلل ثال ً‪ ،،‬مث‬
‫يقول "هالل خري ورشا ا ا ا ا ا ااد" ثال ً‪ ،)11(،‬مث يقول "آمنات ابلاذي خلقاك فسا ا ا ا ا ا اواك فعادلاك"‬

‫(‪ )7‬يقول شيخ اإلسالم "فإن اإلمساك عن هذه األشياء في زمن الصوم أوكد منه في غير‬
‫زمن الصـــــوم‪ ،‬واذا كـان هـذا الوظـت ظـد حظر فيـه المبـاح في غيره‪ ،‬فـالمحظور في غيره‬
‫أولى‪ ،‬كالحرم واإلحرام والشهر الحرام"‪.‬‬
‫(‪ )8‬ويأتي تفصيل ذلك وأدلته بإذن هللا‪.‬‬
‫ضــانْ الَّذِي أ ُن ِز ْل فِي ِه‬ ‫شــ ُهر ْر ْم ْ‬ ‫(‪ )9‬موافقة للفظ القرآن وأكثر األحاديث‪ ،‬ظال هللا تعالى { ْ‬
‫ان}‪.‬‬ ‫ت ِمنْ ُاله ْدى ْو ُالف ُرظْ ِ‬ ‫ُالق ُرآن هدًى ِللنَّ ِ‬
‫اس ْوبْ ِينْا ٍ‬
‫ت أْب ُْواب ْج ْهنَّ ْم‬ ‫ت أْب ُْواب ُال ْجنَّ ِة ْوغ ِلقْ ُ‬ ‫ضــــان فتِ ْح ُ‬ ‫(‪ )10‬ظْا ْل ْرســــول هللاِ ‪ِ « ‬اذْا ْد ْخ ْل ْر ْم ْ‬
‫اطين» متفق عليه‪.‬‬ ‫شيْ ِ‬ ‫ت ال َّ‬‫ْوس ُل ِسلْ ِ‬
‫ع ُن ظْتـْا ْدة ْ ظْـا ْل‪ْ :‬كـانْ النَّبِي ‪ِ ‬اذْا ْرأْى ُال ِه ْال ْل ْكب َّْر ث ْ ْالث ًـا‪ْ ،‬و ْهلَّـ ْل ث َّم ظْـا ْل « ِه ْالل ْخي ٍُر‬ ‫(‪ْ )11‬‬
‫شــ ُه ِر‬ ‫ْب بِ ْ‬ ‫ْور ُشــدٍ» ث ْ ْالثًا‪ ،‬ث َّم ظْا ْل «آ ْم ُنت بِالَّذِي ْخلْقْ ْك» ث ْ ْالثًا‪ ،‬ث َّم يْقول « ُال ْح ُمد ِ َّ ِ‬
‫ّلِل الَّذِي ذْه ْ‬
‫ش ُه ِر ْكذْا» رواه أبو داود وضـعا األلباني اسـناده لارسـال مث توثيق رجاله‪،‬‬ ‫ْكذْا ْو ْجا ْء بِ ـْ‬
‫وال يمنث االحتجاج عندنا‪ ،‬واستدل به شيخ اإلسالم‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫ثال ً‪ ،)12(،‬مث يقول "احلمد هلل الذي جاء بشا ااهر كذا وذهب بشا ااهر كذا"(‪" ،)13‬اللهم أهله‬
‫علينا ابليمن واإلميان والسالمة واإلسالم ريب وربك هللا"(‪.)14‬‬
‫وجيب صا ا ا ا ا اايام رمضا ا ا ا ا ااان(‪ )15‬على كل مسا ا ا ا ا االم عاقل ابل قادر(‪ ،)16‬فيدخل يف هذا املقيم‬
‫واملسااافر‪ ،‬والصااحيح واملريض‪ ،‬والطاهر واحلائض‪ ،‬واملغمى عليه(‪ ،)17‬فإن هؤالء كلهم جيب‬
‫عليهم الص ا ا ااوم يف ذممهم‪ ،‬بيث خياطبون ابلص ا ا ااوم ليعتقدوا الوجوب يف الذمة‪ ،‬والعزم على‬
‫الفعال‪ ،‬إماا أداء وإماا قض ا ا ا ا ا ا اااء‪ ،‬مث منهم من خيااطاب ابلفعال يف نفس الش ا ا ا ا ا ااهر أداء‪ ،‬وهو‬
‫الصااحيح املقيم إال احلائض والنفساااء(‪ ،)18‬ومنهم من خياطب ابلقضاااء فقط‪ ،‬وهو احلائض‬
‫والنفسا ا اااء واملريض الذي ال يقدر على الصا ا ااوم أداء وقد يقدر عليه قضا ا اااء(‪ ،)19‬ومنهم من‬

‫آخذٌ بِيْدِي فْ ْرفْ ُعت ْرأُ ِس ـي‬ ‫ب ْوه ْو ِ‬ ‫س ـ ِعي ِد ب ُِن ُالم ْ‬
‫س ـيِ ِ‬ ‫ع ِن اب ُِن ْح ُر ْملْةْ‪ ،‬ظْا ْل‪ :‬خ ْْرجُت ْم ْث ْ‬ ‫(‪ْ )12‬‬
‫اك‬
‫ســ َّو ْ‬ ‫ســه فْقْا ْل «آ ْم ُنت بِالَّذِي ْخلْقْ ْك فْ ْ‬ ‫فْإِذْا أنا بِ ُال ِه ْال ِل فْق ُلت‪ُ :‬ال ِه ْالل يْا أْبْا م ْح َّمدٍ‪ ،‬فْ ْرفْ ْث ْرأُ ْ‬
‫فْ ْعـ َّدلْـ ْك» ث َّم ْظـا ْل‪ْ :‬كـانْ ْرســــول َّ ِ ‪ ‬يْقول ْه ْكـذْا‪ ،‬رواه أبو داود في المراســــيـل‪ ،‬وهو‬
‫بتشديد الدال‪ ،‬وظد استدل به شيخ اإلسالم‪.‬‬
‫(‪ )13‬للحديث الذي في ‪.11‬‬
‫ي ‪ْ ‬كانْ ِاذْا ْرأْى ُال ِهال ْل‪ ،‬ظْا ْل "الله َّم أ ْ ِهلَّـه ْ‬
‫علْ ُينـْا‬ ‫ط ُل ْحـةْ ب ُِن عبْ ُيـ ِد هللاِ ‪ ‬أ ْ َّن النَّبِ َّ‬
‫(‪ )14‬عن ْ‬
‫الم‪ْ ،‬ربِي ْو ْرب ْك هللا" رواه أحمد وظال الترمذي حســن‬ ‫اإل ُســ ِ‬ ‫الس ـال ْم ِة ْو ُ ِ‬
‫ان‪ْ ،‬و َّ‬‫اإلي ْم ِ‬‫بِ ُالي ُم ِن ْو ُ ِ‬
‫غريب وصححه األلباني‪.‬‬
‫ت ِمنْ ُاله ْدى‬ ‫ضـانْ الَّذِي أ ُن ِز ْل فِي ِه ُالق ُرآن هدًى ِللنَّ ِ‬
‫اس ْوبْيِنْا ٍ‬ ‫(‪ )15‬ظال هللا تعالى {شـْ ُهر ْر ْم ْ‬
‫الشــ ُه ْر فْ ُليْصــ ُمه}‪ ،‬ووجوبه من العلم العام الذي توارثته األمة‬ ‫شــ ِه ْد ِم ُنكم َّ‬
‫ان فْ ْم ُن ْ‬ ‫ْو ُالف ُرظْ ِ‬
‫خلفًا عن سـلا‪ ،‬وظد دل عليه الكتاب والسـنة واإلجماع‪ ،‬يقول شـيخ اإلسـالم "وظد أجمعت‬
‫ظاهرا على وجوب صـيام شـهر رمضـان‪ ،‬وأنه الشـهر التاسـث من شـهور‬ ‫ً‬ ‫عا‬‫األمة اجما ً‬
‫العام بين شعبان وشوال"‪.‬‬
‫(‪ )16‬ألن هذا مناط التكليا العام بال خالا‪.‬‬
‫(‪ )17‬لعموم أدلة الوجوب‪.‬‬
‫(‪ )18‬باإلجماع‪.‬‬
‫(‪ )19‬باإلجماع‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫خيري بني األمرين‪ ،‬وهو املس ااافر واملريض الذي ميكنه الص ااوم مبش ااقة ش ااديدة من غري خوف‬
‫التلف(‪.)20‬‬
‫وال خياطب الكافر بفعله(‪ ،)21‬وال جيب عليه قضااؤه إذا أسالم(‪[ ،)22‬لكن يعاقب على تركه‬
‫يف اآلخرة‪ ،‬ويف ال اادني ااا ‪-‬إذا ش ا ا ا ا ا ا ا اااء هللا تعجي اال عقوبت ااه‪ ،-‬وي ااذم على ذل ااك يف ال اادني ااا‬
‫واآلخرة ‪ ،)24(](23‬وقد تقدمت فروع ذلك يف الصاالة(‪ ،)25‬وال يصاح من الكافر ابتداء وال‬
‫دو ًاما‪ ،‬فلو ارتد يف أثناء الصوم بطل صومه(‪.)26‬‬
‫ومن كان أول النهار ممن ال يص ااح ص ااومه كالكافر واحلائض‪ ،‬مل يص ااح ص ااومه إذا أس االم أو‬
‫انقطع الدم(‪ ،)27‬وال جيب على املرتد قض اااء ما فاته من ص اايام يف ردته(‪ ،)28‬ومن زال عقله‬

‫(‪ )20‬تأتي التفاصيل واألدلة في النقاط القادمة ان شاء هللا‪.‬‬


‫أوال باإلسالم كما بينا في الصالة في ‪ 738‬وفي ‪.932‬‬ ‫(‪ )21‬ألنه يخاطب ً‬
‫(‪ )22‬باإلجماع وانظر تفاصيل أكثر في ‪ 739‬من كتاب الصالة‪.‬‬
‫ط ِعم ُال ِم ُسـ ِكينْ ق‬
‫صـ ِلينْ ق ْولْ ُم نْك ن ُ‬
‫سـقْ ْر ق ظْالوا لْ ُم نْك ِمنْ ُالم ْ‬
‫سـلْ ْكك ُم فِي ْ‬
‫(‪ )23‬ظال هللا { ْما ْ‬
‫ِين}‪ ،‬فه الء كفار يكذبون بيوم الدين‪،‬‬ ‫ْوكنَّا نْخوض ْم ْث ُالخْائِ ِ‬
‫ضـ ـينْ ق ْوكنَّا ن ْكذِب ِبيْ ُو ِم الد ِ‬
‫ومث ذلك فمن أسباب عقوبتهم في النار تركهم الصالة وعدم اطعامهم المسكين‪.‬‬
‫(‪ ) 24‬وهذا مقتضــى ما ذكره في الصــالة وظد أحال عليها‪ ،‬وظد كررته هنا ألن له عبارة‬
‫توهم خالا ذلك‪ ،‬والصــواب ما أثبتناه ألنه يرى أن الكفار مخاطبون بفروع الشــريعة‪،‬‬
‫ضا‪ ،‬وهذا نص ما ظاله هناك‪.‬‬ ‫وألنه أحال على ما ظاله في باب الصالة أي ً‬
‫(‪ )25‬راجث ‪ 737‬وما بعدها في كتاب الصالة‪.‬‬
‫(‪ )26‬انظر ‪ 738‬في كتاب الصــالة‪ ،‬ويقول شــيخ اإلســالم "ألن الصــوم عبادة‪ ،‬والكفر‬
‫ينافي العبادة‪ ،‬وألنها عبادة فبطلت بالردة كالصالة‪ ،‬وطرده اإلحرام والطهارة"‪.‬‬
‫سا على ما لو كان ظد أكل في أول النهار‪.‬‬ ‫(‪ )27‬ظيا ً‬
‫ظياسـا على الصــالة‪ ،‬ظال شــيخ اإلســالم "ارتد جماعة في زمن النبي ‪ ‬وأبي بكر‬ ‫ً‬ ‫(‪)28‬‬
‫‪ ،‬ومكــث منهم طــائفــة على الردة برهــة من الــدهر‪ ،‬ولم ينقــل أن أح ـدًا منهم أمر‬
‫بالقضـــاء‪ ،‬وألن الترك هنا كان في ضـــمن االعتقاد فلما غفر له االعتقاد غفر له ما في‬
‫ضــمنه‪ ،‬وألن ايجاب القضــاء عليه ظد يكون فيه تنفير عن اإلســالم‪ ،‬ال ســيما اذا كثرت‬
‫‪10‬‬
‫بغري جنون من إغماء أو غريه‪ ،‬فإنه جيب عليه الصااوم(‪ ،)29‬ويصااح صااومه إذا نواه يف وقت‬
‫تص ا ااح فيه النية‪ ،‬وأفا بعض النهار‪ ،‬س ا اواء أفا يف أحد الطرفني أو يف الوس ا ااط‪ ،‬فأما إن‬
‫أغمي عليه مجيع النهار مل يصا ا ااح صا ا ااومه(‪ ،)30‬ولو انم مجيع النهار صا ا ااح صا ا ااومه(‪ ،)31‬فإن‬
‫مبنجا أو زال عقله بش اارب دواء [مل يص ااح ص ااومه](‪ ،)32‬وإن نوى الص ااوم‬
‫كان س ااكران أو ً‬
‫من الليال مث أغمي علياه يف أثنااء النهاار واتص ا ا ا ا ا اال أاي ًماا‪ ،‬ص ا ا ا ا ا ااح لاه صا ا ا ا ا ا ااوم األول دون ما‬
‫بعاده(‪[ ،)33‬وال جيب الص ا ا ا ا ا ااوم على اجملنون(‪ )34‬وال فر يف ذلك بني اانون املطبق والذي‬

‫فرارا‬
‫ً‬ ‫أعوام الردة كانت الصـــلوات كثيرة‪ ،‬فقد يعجز عن القضـــاء‪ ،‬فيصـــر على الكفر‬
‫منه"‪.‬‬
‫(‪ ) 29‬يقول شــــيخ اإلســــالم "وذلك ألن اإلغماء مرض من األمراض‪ ،‬فلم يمنث صــــحة‬
‫الصوم كسائر األمراض"‪.‬‬
‫ُعمائْة‬
‫سـب ِ‬ ‫ع ُشـر أ ْ ُمثْا ِل ْها ِالْى ْ‬ ‫عا‪ُ ،‬ال ْح ْ‬
‫سـنْة ْ‬ ‫ضـا ْ‬‫ع ْم ِل اب ُِن آ ْد ْم ي ْ‬‫(‪ )30‬ظْا ْل ْرسـول هللاِ ‪" ‬كل ْ‬
‫ط ْعا ْمه ِم ُن أ ْ ُج ِلي"‬ ‫الصـ ُو ْم‪ ،‬فْإِنَّه ِلي ْوأْنْا أ ْ ِ‬
‫جُزي بِ ِه‪ ،‬يْ ْدع شـْ ُه ْوت ْه ْو ْ‬ ‫ضـ ُعاٍ ‪ ،‬ظْا ْل هللا ‪ِ :‬ا َّال َّ‬
‫ِ‬
‫رواه مســلم وأحمد‪ ،‬فلن يكون صــائ ًما حتى يدع الطعام أي يمســك عنه مث النية‪ ،‬يقول‬
‫شـيخ اإلسـالم "واإلمسـاك ال يكون اال مث حضـور العقل‪ ،‬ولم نشـترط وجود اإلمسـاك في‬
‫جميث النهـار‪ ،‬بـل اكتفينـا بوجوده في بعضـــــه ألنـه دخـل في عموم ظولـه «يـدع طعـامـه‬
‫وشهوته من أجلي»"‪.‬‬
‫(‪ )31‬يقول ابن مفلح "(و) [أي باإلجماع] خالفًا لاصطخري الشافعي‪ ،‬ألنه اجماع ظبله‪،‬‬
‫وألنه معتاد اذا نبه انتبه‪ ،‬فهو كذاهل وساه" الفروع وتصحيح الفروع ‪.435/4‬‬
‫(‪ )32‬يوجد بياض في نسـختي شـرح العمدة‪ ،‬والمثبت أظرب الى رأي شـيخ اإلسـالم ظيا ً‬
‫سـا‬
‫على اإلغماء من باب أولى فاإلغماء ليس بفعله وهذا بفعله‪ ،‬وهللا أعلم‪.‬‬
‫(‪ )33‬لفوات اإلفاظة فيهم والنية كما فصلنا في ‪.30‬‬
‫الصــ ـبِي ِ ْحتَّى‬
‫ع ِن َّ‬ ‫ع ِن النَّائِ ِم ْحتَّى يْ ُســــت ْ ُي ِق ْ‬
‫ظ‪ْ ،‬و ْ‬ ‫(‪ )34‬ظْا ْل النَّبِي ‪" ‬رفِ ْث ُالقْلْم ْ‬
‫ع ُن ث ْ ْالثْةٍ‪ْ :‬‬
‫ون ْحتَّى يْ ُع ِق ْل" رواه أحمد وأبو داود وصـححه األلباني‪ ،‬وظد ذكر شـيخ‬ ‫ع ِن ُال ْمجُ ن ِ‬
‫يْحُ ت ْ ِل ْم‪ْ ،‬و ْ‬
‫اإلسـالم في المسـألة روايتين وظال عن المثبتة‪ :‬انها األشـهر‪ ،‬وظهر ميله اليها واسـتدل لها‬
‫أكثر‪ ،‬وممـا ظاله "والفر بينـه وبين الحائض والمىمى عليه ظاهر فإن الحائض من أهل‬
‫التكليا حين انعقاد ســبب الوجوب‪ ،‬وهو اســتهالل الشــهر‪ ،‬فثبت الوجوب في ذمتها كما‬
‫‪11‬‬
‫يعرض أحيا ًان‪ ،‬فال جيب عليه الصا ا ااوم إال يف حال اإلفاقة(‪ ،])35‬فإن نوى الصا ا ااوم وجن يف‬
‫بعض اليوم‪ ،‬مل يبطال ص ا ا ا ا ا ااوماه إذا أفاا يف جزء مناه(‪ ،)36‬فاأماا الص ا ا ا ا ا اارع؛ وهو اخلنق الاذي‬
‫يعرض وقتًا مث يزول‪ ،‬فينبغي أن يلحق ابإلغماء والغشي(‪.)37‬‬
‫[وال جيا ااب على الص ا ا ا ا ا اايب ح يبل ](‪[ ،)38‬ويؤمر با ااه إذا أطا اااقا ااه(‪ ،)39‬ويضا ا ا ا ا ا اارب عليا ااه‬
‫ليعتاده](‪ ،)40‬ويصح صومه إذا بل حد التمييز(‪.)41‬‬

‫يجـب غيره من الفرائض‪ ،‬والمجنون ليس من أهل التكليا‪ ،‬فال يصـــــح اإليجاب عليه"‪،‬‬
‫وهي توافق أصوله‪.‬‬
‫(‪ )35‬لعموم ما في النقطة السابقة‪.‬‬
‫(‪ )36‬كاإلغماء الذي فصلناه في ‪.30‬‬
‫(‪ )37‬يقول شـيخ اإلسـالم "ألنه يزيل اإلحسـاس من السـمث والبصـر والشـم والذو فيىطي‪،‬‬
‫فيزول العقل تب ًعا لذلك‪ ،‬بخالا الجنون فإنه يزيل العقل خاصة‪ ،‬فيلحقه بالبهائم"‪.‬‬
‫ع ُن ث ْ ْالثْةٍ" الذي في ‪ ،34‬وفي المسألة روايتان‪ ،‬ورواية الوجوب‬ ‫(‪ )38‬لحديث "رفِ ْث ُالقْلْم ْ‬
‫فيها تفصـيل كثير‪ ،‬وظهر ميل شـيخ اإلسـالم الى المثبتة‪ ،‬كما أنه لم يختر وجوب الصـالة‬
‫عليه ففي الصيام أولى‪.‬‬
‫ورا ْء ِالْى ظ ْرى‬ ‫عاش ْ‬ ‫غ ْداة ْ ْ‬‫س ْل النَّ ِبي ‪ْ ‬‬ ‫ت «أ ْ ُر ْ‬ ‫ت م ْع ِو ٍذ ‪ ‬ظْالْ ُ‬ ‫ع ِن الربْ ِي ِث ِب ُن ِ‬ ‫(‪ْ )39‬‬
‫صائِ ًما فْ ُليْص ُم‪ .‬ظْالْ ُ‬
‫ت‪ :‬فْكنَّا‬ ‫صبْ ْح ْ‬ ‫صبْ ْح م ُف ِط ًرا فْ ُليتِ َّم بْ ِقيَّةْ يْ ُو ِم ِه‪ْ ،‬و ْم ُن أ ْ ُ‬ ‫ار‪ْ :‬م ُن أ ْ ُ‬ ‫ص ِ‬‫ُاأل ْ ُن ْ‬
‫علْى‬‫ص ُب ْيانْنْا‪ْ ،‬ونْجُ ْعل لْهم الل ُع ْبةْ ِمنْ ُال ِع ُه ِن‪ ،‬فْإِذْا ْب ْكى أ ْ ْحده ُم ْ‬ ‫ص ِوم ِ‬ ‫نْصومه ْب ُعد‪ْ ،‬ون ْ‬
‫ار» رواه البخاري ومسلم‪ ،‬وظيد بالتمييز ألن‬ ‫ط ِ‬ ‫اك ْحتَّى ْيكونْ ِع ُن ْد ُ ِ‬
‫اإل ُف ْ‬ ‫ط ُينْاه ذْ ْ‬ ‫ط ْع ِام أ ْ ُع ْ‬
‫ال َّ‬
‫الصوم يحتاج الى نية الصوم‪.‬‬
‫ظياســا على الصــالة كما ‪ 749‬من كتاب الصــالة‪ ،‬وظهر ميل شــيخ اإلســالم اليه‪،‬‬ ‫ً‬ ‫(‪)40‬‬
‫ويقول ابن ظـدامـة "واعتبـار الصـــــوم بـالصـــــالة أحســـــن لقرب احـداهمـا من األخرى‪،‬‬
‫واجتماعهما في أنهما عبادتان بدنيتان من أركان اإلسـالم‪ ،‬اال أن الصـوم أشـق فاعتبرت‬
‫له الطاظة‪ ،‬ألنه ظد يطيق الصالة من ال يطيقه" المىني ‪.413/4‬‬
‫صـــ ِبيَا لْ ْها ِالْى النَّ ِبي ِ ‪،‬‬
‫ت ْ‬ ‫َّاس ‪ :‬أ ْ َّن ُام ْرأْة ً ْرفْ ْع ُ‬ ‫عب ٍ‬ ‫ع ِن اب ُِن ْ‬ ‫ظياســـا على الحَ‪ْ ،‬‬ ‫ً‬ ‫(‪)41‬‬
‫جُر" رواه أحمد ومسلم‪.‬‬ ‫ت‪ :‬يْا ْرسو ْل هللاِ‪ ،‬أ ْ ِل ْهذْا ْح ٌَّ؟ ظْا ْل "نْ ْع ُم ْولْ ِك أ ْ ٌ‬ ‫فْقْالْ ُ‬
‫‪12‬‬
‫قادرا عليه بعد خروج‬
‫ً‬ ‫وقته‬ ‫يف‬ ‫عنه‬ ‫ا‬
‫عاجز‬
‫ً‬ ‫كان‬ ‫فإن‬ ‫‪،‬‬ ‫وال جيب الص ا ا ا ا ا ااوم إال على القادر(‪)42‬‬

‫ااجزا يف الوقات وبعاد‬


‫ً‬ ‫ع‬ ‫اان‬‫ك‬ ‫وإن‬ ‫‪،‬‬ ‫(‪)43‬‬
‫الوقات كااملريض واحلاامال‪ ،‬فاإناه جياب علياه القض ا ا ا ا ا ا اااء‬
‫ضا ا ا ا اا ال شا ا ا ا اافاء له‪ ،‬فإهنم يفطرون‬
‫الوقت وهو الشا ا ا ا اايخ الكبري والعجوز الكبرية واملريض مر ً‬
‫ويطعمون عن كل يوم مسكينًا(‪.)44‬‬
‫ومن ص ا ا ا ااار من أهل الوجوب يف أثناء النهار‪ ،‬مثل أن يس ا ا ا االم كافر أو يفيق جمنون أو يبل‬
‫صايب‪ ،‬ومل يكن نوى الصاوم‪ ،‬جيب عليه اإلمسااك(‪ ،)45‬دون القضااء(‪ ،)46‬وإن أصابح الصايب‬

‫سا ِا َّال و ُس ْع ْها}‪.‬‬ ‫{ال ي ْك ِلا َّ نْ ُف ً‬ ‫ط ُعت ُم}‪ ،‬وظوله سبحانه ْ‬ ‫(‪ )42‬لقوله تعالى { ْفاتَّقوا َّ ْ ْما ا ُست ْ ْ‬
‫سفْ ٍر فْ ِع َّدة ٌ‬ ‫علْى ْ‬ ‫ضا أ ْ ُو ْ‬‫ش ُه ْر فْ ُليْص ُمه ْو ْم ُن ْكانْ ْم ِري ً‬ ‫ش ِه ْد ِم ُنكم ال َّ‬
‫(‪ )43‬ظال هللا تعالى {فْ ْم ُن ْ‬
‫ِم ُن أْي ٍَّام أخ ْْر}‪.‬‬
‫ين)‪،‬‬ ‫ط ْعام ِم ُس ِك ٍ‬ ‫ط َّوظونْه فِ ُديْةٌ ْ‬ ‫علْى الَّذِينْ ي ْ‬ ‫(و ْ‬ ‫عبَّا ٍس يْ ُق ْرأ ْ‬ ‫س ِم ْث ابُنْ ْ‬ ‫طاءٍ أنه « ْ‬ ‫ع ْ‬ ‫ع ُن ْ‬ ‫(‪ْ )44‬‬
‫ان أ ْ ُن‬
‫يرة‪ْ ،‬ال ْي ُست ِْطي ْع ِ‬ ‫شيُخ ُال ْك ِبير‪ْ ،‬و ُال ْم ُرأْة ُال ْك ِب ْ‬ ‫ت ِب ْم ُنسو ْخةٍ‪ ،‬ه ْو ال َّ‬ ‫س ُ‬‫َّاس‪ :‬لْ ُي ْ‬ ‫عب ٍ‬ ‫ظْا ْل ابُن ْ‬
‫ان ْم ْكانْ ك ِل ْي ُو ٍم ِم ُس ِكينًا» رواه البخاري‪ ،‬يقول شيخ اإلسالم "هي‬ ‫ط ِع ْم ِ‬ ‫ْيصو ْما‪ ،‬فْ ُلي ُ‬
‫منسوخة في حق الذي كان ظد خير بين األمرين‪ ،‬وهو القادر على الصيام كما دل عليه‬
‫نطق اآلية‪ ،‬وكما بينوه‪ ،‬فأما من كان فرضه الطعام فقط‪ ،‬كما دل عليه معنى اآلية‪ ،‬فلم‬
‫ينسخ في حقه شيء‪ ،‬وعلى هذا يحمل كالم من أطلق القول بأنها منسوخة‪ ،‬ألنه ظد روي‬
‫علْى الَّذِينْ‬ ‫َّاس ‪ ،‬فِي ظْ ُو ِل ِه ‪ْ { ‬و ْ‬ ‫عب ٍ‬ ‫ع ُن اب ُِن ْ‬ ‫عن ابن عباس التصريح بذلك"‪ ،‬و ْ‬
‫ع‬
‫ط َّو ْ‬ ‫احدٍ‪ ،‬فْ ْم ُن ت ْ ْ‬ ‫ين ْو ِ‬
‫ط ْعام ِم ُس ِك ٍ‬ ‫ين} "ي ِطيقونْه‪ :‬ي ْكلَّفونْه‪ ،‬فِ ُديْةٌ‪ْ :‬‬ ‫ط ْعام ِم ُس ِك ٍ‬ ‫ي ِطيقونْه فِ ُديْةٌ ْ‬
‫ت بِ ْم ُنسو ْخ ٍة فْه ْو ْخي ٌُر لْه‪ْ ،‬وأ ْ ُن ت ْصوموا ْخي ٌُر لْك ُم‪ْ ،‬ال ي ْر َّخص‬ ‫ين آخ ْْر لْ ُي ْ‬
‫س ُ‬ ‫ط ْعام ِم ُس ِك ٍ‬ ‫ْخي ًُرا ْ‬
‫يض ْال ي ُشفْى" رواه النسائي وصححه األلباني‪.‬‬ ‫ام أ ْ ُو ْم ِر ٍ‬ ‫فِي ْهذْا ِا َّال ِللَّذِي ْال ي ِطيق ِ‬
‫الصيْ ْ‬
‫ص ْب ْح م ُف ِط ًرا فْ ُليتِ َّم ْب ِقيَّةْ ْي ُو ِم ِه" الذي في ‪.39‬‬ ‫(‪ )45‬لحديث " ْم ُن أ ْ ُ‬
‫(‪ )46‬في الحديث في النقطة السـابقة لم يأمر ‪ ‬من أفطر بالقضـاء‪ ،‬ووجوب القضـاء اذا‬
‫ع ِم ِه‪ ،‬أ ْ َّن‬ ‫ع ُن ْ‬ ‫الرحُ ْم ِن ب ُِن ْم ُسـلْ ْمةْ‪ْ ،‬‬ ‫ع ُب ِد َّ‬ ‫كان الترك بىير تفريط يفتقر الى دليل‪ ،‬أما حديث ْ‬
‫ي ‪ ،‬فْ ْقـا ْل «صــــ ُمت ُم يْ ُو ْمك ُم ْهـذْا؟» ْظـالوا‪ْ :‬ال‪ْ ،‬ظـا ْل « ْفـأْتِموا بْ ِق َّيـةْ يْ ُو ِمك ُم‬ ‫ت النَّبِ َّ‬ ‫أ ْ ُســــلْ ْم أْت ْـ ِ‬
‫ورا ْء» فرواه أبو داود وضــعفه األلباني للفظة‬ ‫عاش ـ ْ‬ ‫ْوا ُظض ـوه»‪ ،‬ظْا ْل أْبو ْداو ْد «يْ ُعنِي يْ ُو ْم ْ‬
‫"فاظضوه" ألن هذه الزيادة في الحديث تفرد بها مجهول‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫اائما‪ ،‬مث بل يف أثناء اليوم ابلسان أو االحتالم أص صاومه وال قضااء عليه(‪ ،)47‬ومن جيب‬
‫ص ً‬
‫عليه القض ا ا ا ا ا اااء إذا زال عذره يف أثناء اليوم‪ ،‬مثل احلائض تطهر‪ ،‬واملس ا ا ا ا ا ااافر املفطر يقدم‪،‬‬
‫اااب](‪ )48‬إن كاان قاد أكلوا‪ ،‬وجياب عليهم‬
‫واملريض يص ا ا ا ا ا ااح‪ ،‬فعليهم اإلمس ا ا ا ا ا ا اااك [اس ا ا ا ا ا ااتحب ً‬
‫القضا ا ا ا ا اااء(‪ ،)49‬فأما إن كانوا ممسا ا ا ا ا ااكني ومل ينووا يف أثناء النهار الصا ا ا ا ا ااوم‪ ،‬فيجب عليهم‬
‫اإلمتام(‪[ ،)50‬وعليهم القضا اااء](‪ ،)51‬وإن قدم املسا ااافر أو صا ااح املريض وقد بيت الصا ااوم مل‬
‫جيز الفطر(‪ ،)52‬ولو جامع بعد اإلقامة أو زوال املرض لزمه الكفارة(‪ ،)53‬وإذا علم املسا ا ا ا ا ااافر‬

‫فرضـ ـا وبعضـــه ً‬
‫نفال غير ممتنث‪ ،‬كما لو نذر في أثناء النفل أن‬ ‫ً‬ ‫(‪ )47‬وكون بعض اليوم‬
‫يتمه‪.‬‬
‫(‪ ) 48‬يوجد رواية بالوجوب وظهر ميل شـــيخ اإلســـالم الى المثتبة واســـتدل برواية عن‬
‫جابر بن زيد ‪ ‬أنه ظدم من ســـفر في شـــهر رمضـــان فوجد المرأة ظد اغتســـلت من‬
‫حيضـتها فجامعها‪ ،‬رواها ابن عبد البر في التمهيد‪ ،‬وذكرها شـيخ اإلسـالم في أدلة القول‬
‫الذي في المتن ولكن ظال "زعموا"‪ ،‬ولم يستدل بأثر للروايات األخرى‪.‬‬
‫(‪ )49‬لوجود الفطر في بعض اليوم‪.‬‬
‫(‪ )50‬كما لو نووا الصوم‪.‬‬
‫(‪ )51‬ألنهم لم ينووا الصوم‪ ،‬ولم ينص عليها شيخ اإلسالم لكنها الزم اختياره‪.‬‬
‫(‪ )52‬لزوال العذر‪.‬‬
‫(‪ )53‬ألن عذر الفطر ظد زال والصيام صحيح‪ ،‬ولما سيأتي في ‪ 222‬أن كل من لزمه‬
‫اإلمساك في نهار رمضان فجامث فعليه كفارة‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫وجواب](‪،)55‬‬
‫ً‬ ‫[‬ ‫أو غلب على ظنه أنه يقيم يف أثناء النهار فإنه يبيت الصا ا ااوم تلك الليلة(‪)54‬‬

‫أما احلائض إذا علمت أهنا تطهر يف أثناء اليوم؛ فال جيوز هلا تبييت النية(‪.)56‬‬
‫وإذا وجد ساابب الفطر يف أثناء النهار‪ ،‬مثل أن حتيض املرأة‪ ،‬فإهنا تصااري مفطرة(‪[ ،)57‬فلها‬
‫األكل وال يشارع هلا اإلمسااك](‪ ،)58‬واملساافر إذا ساافر يف أثناء النهار فله أن يفطر(‪ )59‬إذا‬

‫ب ْكانْ اِذْا ْكانْ فِي ْ‬


‫سـفْ ٍر فِي ْر ْم ْ‬
‫ضـانْ ‪،‬‬ ‫(‪ )54‬عن اإلمام ْما ِلكٍ أْنَّه بْلْىْه "أ ْ َّن ع ْم ْر ُبنْ ُالخ َّ‬
‫ْطا ِ‬
‫صـــائِ ٌم" الموطأ‪ ،‬ورواه اإلمام أحمد عن‬ ‫اخ ٌل ُال ْمدِينْةْ ِم ُن أ ْ َّو ِل يْ ُو ِم ِه‪ْ ،‬د ْخ ْل ْوه ْو ْ‬
‫فْ ْع ِل ْم أْنَّه ْد ِ‬
‫ابن عمر ‪ ،‬ظال أبو عمر [ابن عبد البر] "أما ما ذكره مالك عن عمر فهو المســـتحب‬
‫عند جماعة العلماء اال أن بعضهم أشد تشديدًا فيه من بعض" االستذكار ‪.306/3‬‬
‫(‪ ) 55‬ذكر شـــــيخ اإلســـــالم رأيين‪ ،‬وظهر ميله الى المثبت‪ ،‬ورد على أدلة اآلخر‪ ،‬ومما‬
‫أصـــال‪ ،‬بل يجب الصـــوم فيه‪ ،‬وال يمكن‬ ‫ً‬ ‫اســـتدل به "أن الفطر في الحضـــر غير جائز‬
‫الصـــــوم فيـه اال بـأن يبيـت النيـة من الليـل‪ ،‬ومـا ال يتم الواجـب اال بـه فهو واجـب‪ ،‬وألن‬
‫ـافرا‪ ،‬فإذا علم أنه‬‫الصـوم واجب في ذمة المسـافر‪ ،‬وانما أجيز له تأخير الفعل اذا كان مس ً‬
‫يقيم في أثناء اليوم‪ ،‬فقد أخر الصـوم بدون سـبب الرخصـة‪ ،‬وبهذا يظهر الفر بينه وبين‬
‫الصـبي‪ ،‬فإنه لم يجب عليه شـيء ظبل البلو ‪ ،‬فأما الحائض اذا علمت أنها تطهر في أثناء‬
‫اليوم‪ ،‬فهنا ال يجوز تبييت النية ألن الحيض يمنث صـــحة الصـــوم"‪ ،‬وظد ظال المرداوي‬
‫"ولو علم المسـافر أنه يقدم غدا لزمه الصـوم‪ ،‬على الصـحيح ‪ ...‬كمن نذر صـوم يوم يقدم‬
‫فالن وعلم ظدومه في غد‪ ،‬وهو من المفردات"‪.‬‬
‫(‪ )56‬ألن الحيض يمنث صحة الصوم‪.‬‬
‫(‪ )57‬لما في النقطة السابقة‪.‬‬
‫(‪ ) 58‬ذكر روايتين واســتدل للمثبتة أكثر‪ ،‬ومما اســتدل به "المســافر كان يمكنه الصــوم‬
‫ويصـــح منه في أول النهار‪ ،‬وانما أفطر باختياره‪ ،‬فيصـــح امســـاكه في الجملة بخالا‬
‫الحائض‪ ،‬فإن المنافي لصــــحة الصــــوم ظد وجد أول النهار‪ ،‬فامتنث أن تمســــك في يوم‬
‫حاضت فيه" وهي األظرب الى أصوله‪ ،‬وهللا أعلم‪.‬‬
‫سـفْ ًرا‪ْ ،‬وظْ ُد‬
‫ضـانْ ْوه ْو ي ِريد ْ‬
‫ْس ب ُِن ْما ِلكٍ فِي ْر ْم ْ‬ ‫ب‪ ،‬أْنَّه ظْا ْل‪ :‬أْتْيُت أْن ْ‬
‫ع ُن م ْح َّم ِد ب ُِن ْك ُع ٍ‬ ‫(‪ْ )59‬‬
‫ط ْع ٍام فْأ ْ ْك ْل‪ ،‬فْق ُلت لْه‪ :‬سـنَّةٌ؟ ظْا ْل «سـنَّةٌ» ث َّم‬
‫عا ِب ْ‬‫السـفْ ِر‪ ،‬فْ ْد ْ‬
‫اب َّ‬
‫س ثِيْ ْ‬‫احلْته‪ْ ،‬ولْ ِب ْ‬ ‫ت لْه ْر ِ‬ ‫رحلْ ُ‬
‫س‬ ‫"ولْ ِب ْ‬
‫ب‪ ،‬رواه الترمذي وحسنه‪ ،‬وصححه األلباني‪ ،‬وفي رواية الدارظطني والبيهقي ْ‬ ‫ْر ِك ْ‬
‫شـ ُم ِس"‪ ،‬يقول شـيخ اإلسـالم "والصـحابي اذا أطلق السـنة‬ ‫ب غروب ال َّ‬ ‫ار ْ‬ ‫سـفْ ِر ْوظْ ُد تْقْ ْ‬
‫اب ال َّ‬‫ِث ْي ْ‬
‫فإنما تنصرا الى سنة رسول هللا ‪."‬‬
‫‪15‬‬
‫جاوز البيوت وخرج من بنيان القرية(‪ ،)60‬لكن إمتام الص ااوم له أفض اال(‪ ،)61‬وإذا نوى الص ااوم‬
‫يف السا ا ا اافر‪ ،‬مث بدا له أن يفطر فله ذلك(‪ ،)62‬وله وللمريض أن يفطرا اباماع(‪[ ،)63‬وجيوز‬
‫له الفطر‪ ،‬سا ا ا ا ا اواء كان قد نوى السا ا ا ا ا اافر من الليل أو نواه يف بعض النهار](‪ ،)64‬وإذا نوى‬
‫املقيم الصوم‪ ،‬فأراد السفر ليفطر‪ ،‬حيلة للفطر‪ ،‬مل يبح الفطر(‪.)65‬‬
‫واملوجب لصوم رمضان أحد ثالثة أشياء‪:‬‬

‫ش ُه ْر فْ ُل ْيص ُمه}‪ ،‬وهذا شاهد ال يوصا بالسفر الى‬ ‫ش ِه ْد ِم ُنكم ال َّ‬


‫(‪ )60‬ظال هللا تعالى {فْ ْم ُن ْ‬
‫أن يخرج من البلد‪ ،‬والحديث الذي في النقطة السابقة ظال أهل العلم انه يحتمل أن يكون‬
‫خرج من البلد فقابله محمد بن كعب في هذا المنزل‪ ،‬وشذذ العلماء القول اآلخر "ظال‬
‫الحسن (يفطر في بيته ان شاء يوم يريد أن يخرج)‪ ،‬وروى نحوه عن عطاء‪ ،‬ظال ابن‬
‫عبد البر (ظول الحسن ظول شاذ‪ ،‬وليس الفطر ألحد في الحضر في نظر وال أثر‪ ،‬وظد‬
‫روي عن الحسن خالفه)" المىني ‪.347/4‬‬
‫(‪ )61‬خرو ًجا من الخالا ففي المسألة رواية أخرى عن اإلمام أحمد وهي ظول‬
‫ضا‪ ،‬فقد ظاسوا وجوب الصوم على اتمام الصالة اذا دخل الوظت في الحضر‬ ‫الجمهور أي ً‬
‫وعلى المسح على الجوارب فقالوا‪ :‬الصوم عبادة تختلا بالسفر والحضر‪ ،‬فإذا اجتمعا‬
‫فيها غلب حكم الحضر‪ ،‬كالصالة‪.‬‬
‫ام ْحتَّى بْلْ ْغ‬ ‫َّاس ‪ ‬ظْا ْل «خ ْْر ْج ْرسول هللاِ ‪ِ ‬منْ ُال ْمدِينْ ِة ِالْى ْم َّكةْ‪ ،‬فْ ْ‬
‫ص ْ‬ ‫عب ٍ‬ ‫ع ِن اب ُِن ْ‬ ‫(‪ْ )62‬‬
‫ط ْر ْحتَّى ْظـد ِْم ْم َّكـةْ‪ْ ،‬وذْ ِلـ ْك فِي‬‫اس‪ْ ،‬فـأ ْ ُف ْ‬
‫عـا بِ ْمـاءٍ ‪ ،‬فْ ْرفْ ْعـه ِالْى ْيـ ْد ُيـ ِه ِلي ِر ْيـه النَّـ ْ‬
‫ع ُســــ ْفـانْ ‪ ،‬ث َّم ْد ْ‬
‫صـا ْم‪ْ ،‬و ْم ُن‬‫شـا ْء ْ‬ ‫ط ْر‪ ،‬فْ ْم ُن ْ‬‫ام ْرسـول هللاِ ‪ْ ‬وأ ْ ُف ْ‬ ‫صـ ْ‬ ‫َّاس يْقول‪ :‬ظْ ُد ْ‬ ‫عب ٍ‬ ‫ضـانْ ‪ .‬فْ ْكانْ ابُن ْ‬ ‫ْر ْم ْ‬
‫ط ْر» متفق عليه‪.‬‬ ‫شْا ْء أ ْ ُف ْ‬
‫(‪ ) 63‬يقول شــــيخ اإلســــالم "وكل من جاز له اإلفطار باألكل جاز له اإلفطار بالجماع‪،‬‬
‫كالمســـافر الذي لم ينو‪ ،‬وذلك أنه اذا نوى المريض أو المســـافر الفطر وأكال‪ ،‬فلهما فعل‬
‫كل ما ينافي الصـــوم من جماع وغيره على احدى الروايتين‪ ،‬ظاله أصـــحابنا وذلك ألنه‬
‫مفطرا‪ ،‬فيقث الجماع من مفطر"‪.‬‬ ‫ً‬ ‫اذا عزم على اإلفطار صار‬
‫(‪" ) 64‬ألنه لو نوى الصـيام ابتداء في السـفر لم يتعين عليه وكان له الفطر‪ ،‬كذلك اذا طرأ‬
‫بعد التلبس به" كتاب الروايتين والوجهين ألبي يعلى ‪ ،264/1‬وفي المسألة رواية أخرى‬
‫لكن ظدم شيخ اإلسالم المثبتة وظال انها رواية الجماعة وظهر ميله اليها‪.‬‬
‫(‪ )65‬اعتمادًا على أصل بطالن الحيل الذي فصلنا في ‪ 33‬و‪ 34‬من كتاب الزكاة‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫يوما لزمهم الصا ااوم‪ ،‬سا اواء‬
‫أحدها‪ :‬إكمال عدة شا ااعبان‪ ،‬فم أكملوا عدة شا ااعبان ثالثني ً‬
‫رأوا اهلالل أو مل يروه‪ ،‬وسواء حال دون منظره سحاب أو قرت أو مل حيل(‪.)66‬‬
‫الثاين‪ :‬رؤية اهلالل‪ ،‬فإذا رئي رؤية عامة فقد وجب الص ا ا ا ااوم‪ ،‬س ا ا ا اواء رأوه بعد إكمال عدة‬
‫شااعبان أو لتسااع وعش ارين خلت منه(‪ ،)67‬فإذا مل ير ومل تكمل العدة؛ فإما أن يكون هناك‬
‫مانع مينع من رؤيته ملن أرادها وقص اادها‪ ،‬أو ال يكون هناك مانع؛ فإن مل يكن هناك مانع‪،‬‬
‫مل جيز صا ا ا ااومه من رمضا ا ا ااان(‪ ،)68‬وإن كان هناك حائل مينع من رؤيته؛ وهو أن يكون دون‬
‫مطلعه ومنظره ساحاب أو قرت‪ ،‬جيوز أن يكون اهلالل حتته اساتحب صاومه احتياطًا(‪ )69‬وال‬

‫علْيُك ُم فْأ ْ ُك ِملوا‬


‫ي ْ‬‫اســـ ِم ‪« ‬صـــوموا ِلر ُ يْتِ ِه‪ْ ،‬وأ ْ ُف ِطروا ِلر ُ يْتِ ِه‪ ،‬فْإِ ُن غبِ ْ‬ ‫(‪ )66‬ظْا ْل أْبو ُالقْ ِ‬
‫ش ُع ْبانْ ث ْ ْال ِثينْ » رواه البخاري‪ ،‬والشهر ال يكون أكثر من ثالثين يو ًما‪.‬‬ ‫ِع َّدة ْ ْ‬
‫ع ِن‬‫(‪ )67‬يقول شـيخ اإلسـالم "وهذا أيضـا من العلم العام‪ ،‬وظد ظال هللا سـبحانه {يْ ـُس أْلون ْْك ْ‬
‫َ} وتواترت األحاديث عن النبي ‪ ‬بوجوب الصــوم‬ ‫اس ْو ُال ْح ِ‬ ‫ي ْم ْواظِيت ِللنَّ ِ‬ ‫األ ِهلَّ ِة ظ ُل ِه ْ‬
‫لر يته [كما في الحديث الذي في النقطة السابقة وغيره]"‪.‬‬
‫صـ ُو ِم ْي ُو ٍم ْو ْال ْي ُو ْمي ُِن ِا َّال ْرج ٌل ْكانْ ْيصـوم‬ ‫ضـانْ ِب ْ‬ ‫«ال تْقْدَّموا ْر ْم ْ‬ ‫(‪ )68‬ظال ْرسـو ْل هللاِ ‪ْ ‬‬
‫ص ـ ُو ًما‪ ،‬فْ ُل ْيص ـ ُمه» متفق عليه‪ ،‬فاألصــل والظاهر عدم الهالل‪ ،‬فصــومه تقديم لرمضــان‬ ‫ْ‬
‫شــا ٍة فْتْنْ َّحى ْب ُعض‬ ‫شــك ِفي ِه‪ ،‬فْأْت ْى ِب ْ‬ ‫ُ‬
‫ار ِفي ال ْي ُو ِم الَّذِي ي ْ‬ ‫صــلْةْ ظْا ْل‪ :‬كنَّا ِع ُن ْد ْ‬
‫ع َّم ٍ‬ ‫ع ُن ِ‬ ‫بيوم‪ ،‬و ْ‬
‫اســــ ِم ‪ »‬رواه أبو داود‬ ‫صــــى أ ْ ْبا ُالقْ ِ‬‫ع ْ‬ ‫ام ْهذْا ُال ْي ُو ْم‪ ،‬فْقْ ُد ْ‬ ‫صــــ ْ‬‫ار « ْم ُن ْ‬ ‫ع َّم ٌ‬ ‫ُالقْ ُو ِم‪ ،‬فْقْا ْل ْ‬
‫وصححه األلباني‪.‬‬
‫ضانْ ‪ ،‬فْقْا ْل‪ْ :‬ال ت ْصوموا ْحتَّى‬ ‫ع ُب ِد هللاِ ب ُِن ع ْم ْر ‪« ‬أ ْ َّن ْرسو ْل هللاِ ‪ ‬ذْ ْك ْر ْر ْم ْ‬ ‫ع ُن ْ‬ ‫(‪ْ )69‬‬
‫علْيُك ُم فْا ُظدروا لْه» متفق عليه‪ ،‬وفي مســند‬ ‫ت ْْروا ُال ِه ْال ْل‪ْ ،‬و ْال ت ُف ِطروا ْحتَّى ت ْْر ُوه‪ ،‬فْإِ ُن غ َّم ْ‬
‫ش ُع ْبانْ تِ ـُس ٌث ْو ِع ُشـرونْ ‪ْ ،‬ي ُب ْعث ْم ُن ْي ُنظر فْإِ ُن‬ ‫ضـى ِم ُن ـْ‬ ‫ع ُبد هللاِ " ِاذْا ْم ْ‬ ‫أحمد ظْا ْل نْافِ ٌث‪ :‬فْ ْكانْ ْ‬
‫صــ ْب ْح م ُف ِط ًرا‪ْ ،‬و ِا ُن ْحا ْل‬‫اب‪ْ ،‬و ْال ظْت ٌْر أ ْ ُ‬‫ســ ْح ٌ‬ ‫ظ ِر ِه ْ‬ ‫اك‪ْ ،‬و ِا ُن لْ ُم ي ْر‪ْ ،‬ولْ ُم ْيح ُل دونْ ْم ُن ْ‬ ‫ي فْذْ ْ‬ ‫ر ِئ ْ‬
‫صـائِ ًما" وصـحح سـنده محققو المسـند‪ ،‬ورواها أبو داود‬ ‫صـبْ ْح ْ‬ ‫اب أ ْ ُو ظْت ٌْر أ ْ ُ‬
‫سـ ْح ٌ‬ ‫ظ ِر ِه ْ‬ ‫دونْ ْم ُن ْ‬
‫ظا‬‫أيضـا وصـححها األلباني‪ ،‬يقول شـيخ اإلسـالم "والصـحابي اذا روى عن النبي ‪ ‬لف ً‬ ‫ً‬
‫مجمال وفســره بمعنى وجب الرجوع الى تفســيره ألنه أعلم باللىة‪ ،‬وألنه يدري بقرائن‬ ‫ً‬
‫األحوال من النبي ‪ ‬مـا يعلم بـه ظصـــــده‪ ،‬وظرائن األحوال في الىـالـب ال يمكن نقلهـا‪،‬‬
‫‪17‬‬
‫جيب(‪ ،)70‬مث إذا صااامه بنية مطلقة أو بنية معلقة أبن ينوي إن كان من شااهر رمضااان كان‬
‫تطوعا مث تبني أنه كان من ش ا ا ا ااهر‬
‫عن رمض ا ا ا ااان وإال فال‪ ،‬أجزأه ‪ ،‬وإذا قص ا ا ا ااد ص ا ا ا ااومه ً‬
‫(‪)71‬‬

‫وألنه شــهد التنزيل وحضــر التأويل وشــاهد الرســول‪ ،‬فيكون أعلم بما لم ينقله ويرويه‪،‬‬
‫فكيا بما ظد نقله ورواه؟!"‬
‫الشـ ُهر تِسـُ ٌث ْو ِع ُشـرونْ ‪ ،‬فْ ْال ت ْصـوموا ْحتَّى ت ْْر ُوه‪ْ ،‬و ْال ت ُف ِطروا‬ ‫وظْا ْل ْرسـول هللاِ ‪ِ " ‬انَّ ْما َّ‬
‫علْيُك ُم‪ ،‬فْا ُظدروا لْه " رواه أحمد ومسلم‪ ،‬يقول شيخ اإلسالم "فلوال أنه‬ ‫ْحتَّى ت ْْر ُوه‪ ،‬فْإِ ُن غ َّم ْ‬
‫أراد التقدير له بالتسـث والعشـرين لم يكن لذكرها هنا معنى‪ ،‬بل أعلمهم أن الشـهر الذي ال‬
‫بد منه تسث وعشرون‪ ،‬واليوم الموفي ثالثين ظد يكون وظد ال يكون‪ ،‬فإذا غم الهالل فعدوا‬
‫له الشــهر المذكور‪ ،‬وهو التســث والعشــرون‪ ،‬يوضــح ذلك أنه أتى بقوله «فال تصــوموا‬
‫حتى تروه‪ ،‬وال تفطروا حتى تروه» عقب ظوله «انما الشــهر تســث وعشــرون» بحرا‬
‫الفاء المشـعرة بالسـبب‪ ،‬فكأنه ظال‪ :‬الشـهر الذي ال بد منه تسـث وعشـرون‪ ،‬فاظدروا له هذا‬
‫العدد اذا غم عليكم"‪ ،‬وظد صــــح نقل صــــوم هذا اليوم عن عمر بن الخطاب وابنه وأبي‬
‫هريرة ومعاوية بن أبي ســـفيان وعائشـــة وأســـماء ‪ ‬أجمعين‪ ،‬راجث كتاب درء اللوم‬
‫ضا‪.‬‬
‫والضيم البن الجوزي‪ ،‬كما أثبته عنهم شيخ اإلسالم أي ً‬
‫ضـانْ يْ ُو ْم ْكذْا ْو ْكذْا ْونْحُن متْقْدِمونْ فْ ْم ُن أ ْ ْحب‬ ‫"ان ْر ْم ْ‬‫ع ُن م ْعا ِويْةْ ‪ ‬أْنَّه ْكانْ يْقول َّ‬ ‫(‪ْ )70‬‬
‫ي ِم ُن أ ْ ُن أ ُف ِط ْر يْ ُو ًما ِم ُن ْر ْم ْ‬
‫ضـانْ "‬ ‫أ ْ ُن يْتْقْد َّْم فْ ُليْتْقْ َّد ُم‪ْ ،‬و ْأل ْ ُن أْصـ ْ‬
‫وم يْ ُو ًما ِم ُن شـْ ُعبْانْ أ ْ ْحب الْ َّ‬
‫رواه أحمد وصـــحح اســـناده الطريفي في التحجيل في تخريَ ما لم يخرج من األحاديث‬
‫واآلثار في ارواء الىليل ص‪ ،144‬يقول شـيخ اإلسـالم "تحمل األحاديث في الصـوم على‬
‫الجواز واالســـــتحبـاب‪ ،‬وتحمـل أحـاديـث الفطر على عـدم الوجوب‪ ،‬ويكون التىليظ فيهمـا‬
‫على من يجزم بأنه من رمضـان ويعتقد وجوب صـومه ‪ ...‬فإن أحاديث الصـوم تدل على‬
‫أن النـاس كلهم لم يكونوا يصـــــوموا [كذا في األصـــــل] يوم الىيم‪ ،‬وانما كان يصـــــومه‬
‫جماعات من الصـحابة والتابعين‪ ،‬ولم يج نص عن أحد منهم بأنه أنكر صـوم يوم الىيم‬
‫‪ ...‬والقياس يقتضــــي صــــحة هذا القول‪ ،‬فإن ايجاب ما لم يتيقن وجوبه خالا القياس‪،‬‬
‫أيضـــا" وظد أفاد شـــيخ اإلســـالم‬ ‫ً‬ ‫وكراهة التحري واالحتياط في العبادات خالا القياس‬
‫طويال ظي ًما للىاية في هذه المسـألة التي هي من مفردات الحنابلة في شـرحه للعمدة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫مبحثًا‬
‫فليراجعها هناك من أراد الري والشبث‪.‬‬
‫(‪ ) 71‬يقول شــيخ اإلســالم "وتحقيق هذه المســألة‪ :‬أن النية تتبث العلم فإن علم أن غدًا من‬
‫نفال أو صــو ًما مطلقًا لم يجزئه‬ ‫رمضــان فال بد من التعيين في هذه الصــورة‪ ،‬فإن نوى ً‬
‫ألن هللا أمره أن يقصــد أداء الواجب عليه وهو شــهر رمضــان الذي علم وجوبه‪ ،‬فإذا لم‬
‫يفعل الواجب لم تبرأ ذمته‪ ،‬وأما اذا كان ال يعلم أن غدًا من شــهر رمضــان فهنا ال يجب‬
‫‪18‬‬
‫ضاا(‪ ،)72‬وليس هذا يوم الشاك(‪ ،)73‬وتصالى الرتاويح ليلتئذ(‪ ،)74‬وإن قال‪:‬‬
‫رمضاان أجزأه أي ً‬
‫إن كان من رمضا ا ا ا ااان فأان صا ا ا ا ااائم‪ ،‬وإال فأان مفطر‪ ،‬مل جيزئه‪ ،‬وكذلك إن مل جيمع الصا ا ا ا اايام‬
‫ولكنه أصاابح يقول‪ :‬أصااوم إن صااام الناس‪ ،‬وأفطر إن أفطر الناس‪ ،‬وصااام ذلك اليوم‪ ،‬فإذا‬
‫يوما مكانه(‪ ،)75‬وال جيزئ الواجب من الكفارة والقضا ا ا ا ا اااء والنذر‬
‫هو من رمضا ا ا ا ا ااان‪ ،‬يعيد ً‬
‫غدا قض اااء أو‬
‫املطلق إال بتعيني النية والنذر املعني ‪ ،‬وإن قال يف س ااائر األايم‪ :‬أان ص ااائم ً‬
‫(‪)76‬‬

‫تطوعا(‪.)77‬‬
‫تطوعا‪ ،‬وقع ً‬
‫ً‬

‫عليه التعيين‪ ،‬ومن أوجب التعيين مث عدم العلم فقد أوجب الجمث بين الضـــدين‪ ،‬فإذا ظيل‬
‫انه يجوز صومه وصام في هذه الصورة بنية مطلقة أو معلقة أجزأه"‪.‬‬
‫(‪ ) 72‬يقول شــــيخ اإلســــالم "كمن كان لرجل عنده وديعة ولم يعلم ذلك فأعطاه ذلك على‬
‫طريق التبرع ثم تبين أنه حقه فإنه ال يحتاج الى اعطائه ثانيًا‪ ،‬بل يقول ذلك الذي وصــل‬
‫أيضـــ ـا "وذلـك ألن التعيين‬ ‫ً‬ ‫اليـك هو حق كـان لـك عنـدي وهللا يعلم حقـائق األمور"‪ ،‬وظـال‬
‫انمـا يفتقر اليـه للتمييز بين العبـادتين‪ ،‬لجواز أن ينوي كـل واحـدة منهمـا‪ ،‬والوظـت هنـا ال‬
‫نذرا أو‬
‫يصـح لىير رمضـان‪ ،‬وال يصـلح فيه غيره فإنه لو صـام في رمضـان ظضـاء أو ً‬
‫متميزا بنفســه لم يفتقر الى التعيين‪ ،‬كما ال يفتقر المقيم أن‬ ‫ً‬ ‫نفال‪ ،‬لم يصــح وفاظًا‪ ،‬واذا كان‬
‫ً‬
‫ينوي الظهر أرب ًعـا"‪ ،‬ويظهر من هـذا التعليـل نوع تنـاظض مث الـذي في النقطـة الســـــابقـة‪،‬‬
‫لكن يحمل على عدم العلم أنه من رمضـان‪ ،‬أما ان علم أنه من رمضـان ونوى غيره ففيه‬
‫مشاظة وعناد وترك لواجب النية المعينة ظصدًا‪ ،‬وهللا أعلم‪.‬‬
‫صحوا كما بينا في ‪.69‬‬ ‫ً‬ ‫(‪ )73‬ألن يوم الشك هو اليوم الذي يكون‬
‫سـابًا‪ ،‬غ ِف ْر لْه ْما تْقْد َّْم ِم ُن‬
‫ضـانْ ْوظْا ْمه اِي ْمانًا ْواحُ تِ ْ‬‫ام ْر ْم ْ‬ ‫(‪ )74‬ظْا ْل ْرسـول َّ ِ ‪ْ « ‬م ُن ْ‬
‫صـ ْ‬
‫ذْ ُن ِب ِه» رواه أحمد وصـححه الترمذي واأللباني‪ ،‬فقرن ‪ ‬بين الصـيام والقيام‪ ،‬وال يتيقن‬
‫أنه صام الشهر وظامه حتى يقوم ليلة اإلغمام‪.‬‬
‫(‪ )75‬ألنه لم يجزم بنية الصوم‪ ،‬وال يصح صوم بال نية‪.‬‬
‫(‪ )76‬ألن النية شرط في صحتهم يتميزون به عن غيرهم‪ ،‬ووظتهم موسث غير مضيق‬
‫بخالا شهر رمضان‪.‬‬
‫(‪ ) 77‬ألن وصــا الفرض اذا ألىي بقي مطلق الصــيام‪ ،‬ومطلق الصــيام في غير شــهر‬
‫رمضان ينصرا الى النفل‪.‬‬
‫‪19‬‬
‫وإذا علق طال نسا ااائه وعتق عبيده بدخول شا ااهر رمضا ااان‪ ،‬أو كان عليه دين حمله شا ااهر‬
‫رمضا ااان‪ ،‬أو اسا ااتأجر الدار شا ااهر شا ااعبان و‪،‬و ذلك من األحكام‪ ،‬فإنه ال حيل الدين وال‬
‫يقع الطال وال تنقض ا ا ا ا ا ااي مادة اإلجاارة يف يوم اإلغماام(‪[ ،)78‬ولو حلف أن اهلالل حتات‬
‫الغيم أو أنه مل يطلع‪ ،‬مل حينث](‪ ،)79‬ولو حلف ليفعلن كذا أول يوم من رمض ا ا ا ا ا ااان‪ ،‬ال يثأ‬
‫ح يفعل يف يوم اإلغمام والذي يليه(‪.)80‬‬
‫عدال ص ا ا ا ااام الناس بقوله‪ ،‬س ا ا ا اواء كانت الس ا ا ا ااماء‬
‫وإن ش ا ا ا ااهد واحد برؤية اهلالل فإن كان ً‬
‫مص ا ااحية أو متغيمة(‪ ،)81‬وس ا اواء رآه بني الناس(‪ )82‬أو قدم عليهم من خارج(‪ ،)83‬وتص ا االى‬

‫طا لحق ثابت بمجرد الشـك‪ ،‬وذلك ال يجوز‪،‬‬ ‫(‪ )78‬يقول شـيخ اإلسـالم "ألن في ذلك اسـقا ً‬
‫ً‬
‫احتيـاطـا‪ ،‬وليس في حقو اآلدميين احتيـاط‪ ،‬وألن الوظوع‬ ‫وألن الصـــــوم انمـا وجـب‬
‫والحلول مما ال يتكرر‪ ،‬وما ال يتكرر ال يشرع فيه االحتياط كالصالة والوظوا"‪.‬‬
‫(‪ )79‬ظهر ميله اليه واسـتدل له بقوله "كما لو حلا أن هذا الطائر غراب وطار ولم يعلم‬
‫ما هو"‪.‬‬
‫(‪ )80‬ألن ك َّل واحد من اليومين يحتمـل أن يكون أول الشـــــهر‪ ،‬فال يبرأ اال بالفعـل فيهمـا‪،‬‬
‫وال يمكن هنا التحري‪.‬‬
‫(‪ ) 81‬يقول شــيخ اإلســالم "وحديث ابن عمر [اآلتي في النقطة القادمة] دليل على من رآه‬
‫بين الناس‪ ،‬وهو وحديث ابن عباس [اآلتي بعد نقطة] دليل على حال الصـحو ألن عامة‬
‫الرمضانات على عهد رسول هللا ‪ ‬كانت في الصيا"‪.‬‬
‫ع ِن اب ُِن ع ْم ْر ‪ ‬ظْا ْل «ت ْْراءى النَّاس ُال ِه ْال ْل» فْأ ْ ُخبْ ُرت ْرســو ْل َّ ِ ‪ ‬أْنِي ْرأْيُته‪،‬‬ ‫(‪ْ )82‬‬
‫ام ِه" رواه أبو داود وصححه األلباني‪.‬‬ ‫صيْ ِ‬ ‫صا ْمه ْوأ ْ ْم ْر النَّا ْ‬
‫س بِ ِ‬ ‫فْ ْ‬
‫ي ِالْى النَّ ِبي ِ ‪ ‬فْ ْقـا ْل‪ِ :‬ا ِني ْرأْيـُت ُال ِه ْال ْل‪ ،‬فْ ْقـا ْل‬
‫َّاس ‪ْ ‬ظـا ْل‪ْ :‬جـا ْء أْع ُْرا ِب ٌّ‬ ‫عبـ ٍ‬
‫ع ِن اب ُِن ْ‬ ‫(‪ْ )83‬‬
‫«أْت ُْشــ ْهد أ ْ ُن ْال ِالْ ْه ِا َّال َّ »‪ ،‬ظْا ْل‪ :‬نْ ْع ُم‪ ،‬ظْا ْل «أْت ُْشــ ْهد أ ْ َّن م ْح َّمدًا ْرســول َّ ِ؟»‪ ،‬ظْا ْل‪ :‬نْ ْع ُم‪،‬‬
‫غدًا» رواه أبو داود والترمذي وأعل باضطراب‬ ‫اس فْ ُليْصوموا ْ‬ ‫ظْا ْل «يْا بِ ْالل‪ ،‬أْذ ُِن فِي النَّ ِ‬
‫مرسـال االحتجاج‬ ‫ً‬ ‫سـماك ‪-‬أحد رواته‪ -‬فيه ألنه أرسـله مرة ووصـله مرة‪ ،‬وال يمنث كونه‬
‫عندنا كما فصــلنا في المقدمة‪ ،‬وظد صــححه ابن خزيمة واســتدل به شــيخ اإلســالم‪ ،‬وظال‬
‫الترمذي "والعمل على هذا الحديث عند أكثر أهل العلم"‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫رجال أو‬
‫عبدا(‪ ،)85‬وسا ا ا ا ا اواء كان ً‬
‫حرا أو ً‬
‫ً‬ ‫كان‬ ‫اء‬
‫و‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫س‬ ‫اهادته‬
‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ش‬ ‫وتقبل‬ ‫‪،‬‬ ‫الرتاويح ليلتئذ(‪)84‬‬

‫[امرأة](‪ ،)86‬وال تقبل شهادة الفاسق(‪ ،)87‬وال الكافر(‪ ،)88‬وال الصيب(‪.)89‬‬

‫(‪ )84‬لنفس ما ظلناه في ظيام يوم الىيم في ‪ ،74‬وهنا من باب أولى‪.‬‬


‫ت أ ْ ْمةٌ‬
‫ب‪ ،‬ظْا ْل‪ :‬فْ ْجا ْء ُ‬‫ت أْبِي اِهْا ٍ‬ ‫ث ‪« ‬أْنَّه ت ْزْ َّو ْج أ َّم يْحُ يْى بِ ُن ْ‬ ‫ار ِ‬‫ع ُن ع ُقبْةْ ب ُِن ُال ْح ِ‬
‫(‪ْ )85‬‬
‫ع ِني‪ ،‬ظْا ْل‪ :‬فْتْنْ َّحيُت‬
‫ض ْ‬‫ض ُعتك ْما‪ ،‬فْذْ ْك ُرت ذْ ِل ْك ِللنَّ ِبي ِ ‪ ‬فْأْع ُْر ْ‬ ‫ت‪ :‬ظْ ُد أ ْ ُر ْ‬
‫س ُو ْداء‪ ،‬فْقْالْ ُ‬
‫ْ‬
‫ع ُن ْها» رواه البخاري‬ ‫ض ْعتُك ْما فْنْ ْهاه ْ‬‫ت أ ْ ُن ظْ ُد أ ْ ُر ْ‬ ‫ُا ْوظْ ُد زْ ْ‬
‫ع ْم ُ‬ ‫فْذْ ْك ُرت ذْ ِل ْك لْه‪ ،‬ظْا ْل‪ْ :‬و ْكي ْ‬
‫وأحمد‪ ،‬وألنه عدل غير متهم‪ ،‬فتقبل شهادته‪ ،‬كالحر‪.‬‬
‫(‪" )86‬ألنه خبر ديني فأشـــبه الرواية‪ ،‬والخبر عن القبلة‪ ،‬ودخول وظت الصـــالة" المىني‬
‫‪ ، 419/4‬وفي المســألة رواية أخرى بعدم ظبول ظولها‪ ،‬لكن ظهر ميل شــيخ اإلســالم الى‬
‫المثبتة وظال انها المشهورة‪ ،‬وظدمها‪.‬‬
‫اسـ ٌق ِبنْ ْبإٍ فْت ْ ْبيَّنوا}‪ ،‬يقول شــيخ اإلســالم "وشــهادة الفاسـق‬ ‫{ان ْجا ْءك ُم فْ ِ‬‫(‪ )87‬ظال هللا تعالى ُ‬
‫مردودة بنص القرآن واتفا المسلمين" مختصر الفتاوى المصرية للبعلي‪.‬‬
‫سا على شهادة الفاسق من باب أولى‪.‬‬ ‫(‪ )88‬ظيا ً‬
‫(‪ ) 89‬ردت شـــهادة الفاســـق على الر ية لقلة مباالته واجترائه على الكبائر‪ ،‬وهذا المعنى‬
‫يتحقق في الصـــبي اذا علم بأنه ال يكلا وال ي اخذ بما يبدر منه‪ ،‬والفاســـق ربما يخاا‬
‫أحيانًا الم اخذة في العاظبة‪ ،‬والصبي ليس كذلك فردها من باب أولى‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫وال يفطر إال بش ا ا ااهادة عدلني(‪ ،)90‬وكذلك هالل ذي احلجة(‪ ،)91‬وس ا ا اواء كانت الس ا ا ااماء‬
‫مص ا ا ااحية أو مغيمة(‪ ،)92‬وال تقبل ش ا ا ااهادة رجل وامرأتني‪ ،‬وال ش ا ا ااهادة النس ا ا اااء املنفردات‪،‬‬
‫وتقبل شهادة العبيد (‪.)93‬‬
‫واملنفرد برؤية هالل شا ا ا ا اوال ال يفطر عالنية(‪ ،)94‬إال أن يكون له عذر يبيح الفطر كمرض‬
‫أيضا(‪.)95‬‬
‫سرا ً‬
‫وسفر‪ ،‬وال يفطر ً‬

‫(‪ )90‬يقول الترمـذي «ولم يختلا أهـل العلم في اإلفطـار أنـه ال يقبـل فيـه اال شـــــهـادة‬
‫رجلين» سنن الترمذي ‪.65/3‬‬
‫ير‬‫ث ُال ْج ْد ِلي‪ِ ،‬م ُن ْجدِيلْةْ ظْي ٍُس‪ ،‬أ ْ َّن أ ْ ِم ْ‬ ‫ار ِ‬‫سيُن بُن ُال ْح ِ‬ ‫ع ُن أْبِي ْما ِلكٍ ُاأل ْ ُش ْج ِعيِ‪ْ ،‬ح َّدثْنْا ح ْ‬ ‫(‪ْ )91‬‬
‫ش ِه ْد شْا ِه ْدا‬ ‫ع ِه ْد اِلْ ُينْا ْرسول َّ ِ ‪ ‬أ ْ ُن نْ ُنس ْك ِللر ُ يْ ِة‪ ،‬فْإِ ُن لْ ُم ن ْْره‪ْ ،‬و ْ‬ ‫ب‪ ،‬ث َّم ظْا ْل « ْ‬ ‫ط ْ‬ ‫ْم َّكةْ ْخ ْ‬
‫ث ْم ُن أ ْ ِمير ْم َّكةْ‪ ،‬ظْا ْل‪ْ :‬ال أ ْ ُد ِري‪ ،‬ث َّم‬ ‫ار ِ‬ ‫س ـيُنْ بُنْ ُال ْح ِ‬ ‫س ـأ ْ ُلت ُالح ْ‬ ‫ش ـ ْها ْدتِ ِه ْما»‪ ،‬فْ ْ‬ ‫ْس ـ ُكنْا بِ ْ‬
‫ع ُد ٍل ن ْ‬‫ْ‬
‫ب‪ ،‬ث َّم ْظـا ْل ُاأل ْ ِمير‪ِ :‬ا َّن فِيك ُم‬ ‫ب أْخو م ْح َّمـ ِد ب ُِن ْحـا ِطـ ٍ‬ ‫ارث بُن ْحـا ِطـ ٍ‬ ‫لْ ِقيْنِي بْ ُعـد‪ ،‬فْ ْقـا ْل‪ :‬ه ْو ُال ْحـ ِ‬
‫شـ ِه ْد ْهذْا ِم ُن ْرسـو ِل َّ ِ ‪ْ ،‬وأ ْ ُو ْمأ ْ بِيْ ِد ِه اِلْى ْرج ٍل‪ ،‬ظْا ْل‬ ‫اّلِل ْو ْرسـو ِل ِه ِمنِي‪ْ ،‬و ْ‬ ‫ْم ُن ه ْو أ ْ ُعلْم بِ َّ ِ‬
‫عبُد َّ ِ بُن ع ْم ْر‪،‬‬ ‫ُخ اِلْى ْج ُنبِي ْم ُن ْهذْا الَّذِي أ ْ ُو ْمأ ْ اِلْ ُي ِه ُاأل ْ ِمير؟ ظْا ْل‪ْ :‬هذْا ْ‬ ‫شـي ٍ‬‫سـيُن‪ :‬فْق ُلت ِل ْ‬ ‫ُالح ْ‬
‫اّلِلِ ِم ُنه‪ ،‬فْقْا ْل «بِذْ ِل ْك أ ْ ْم ْرنْا ْرسـول َّ ِ ‪ »‬رواه أبو داود وصــححه‬ ‫صـ ْد ْ ْكانْ أ ْ ُعلْ ْم بِ َّ‬ ‫ْو ْ‬
‫األلباني‪ ،‬وظد ذكر شيخ اإلسالم أنه يقاس عليه هالل شوال من باب أولى‪.‬‬
‫ب النَّ ِبي ِ ‪‬‬ ‫صــ ْحا ِ‬ ‫ع ُن ْرج ٍل ِم ُن أ ْ ُ‬ ‫ع ُن ِر ُب ِعي ِ ب ُِن ِح ْرا ٍ ‪ْ ،‬‬ ‫(‪ )92‬لعموم الحديث الســـابق‪ ،‬و ْ‬
‫شــ ِه ْدا ِع ُن ْد النَّبِي ِ ‪ ‬بِ َّ ِ‬
‫اّلِل‬ ‫ضــانْ ‪ ،‬فْقْد ِْم أ ْع ُْرابِي ِ‬
‫َّان‪ ،‬فْ ْ‬ ‫آخ ِر يْ ُو ٍم ِم ُن ْر ْم ْ‬ ‫ا النَّاس فِي ِ‬ ‫اختْلْ ْ‬‫ظْا ْل‪ُ :‬‬
‫اس أ ْ ُن ي ُف ِطروا ْوأ ْ ُن يْ ُىـدوا اِلْى‬ ‫«فـأ ْ ْم ْر ْرســــول َّ ِ ‪َّ ‬‬
‫النـ ْ‬ ‫ع ِشــــيـَّ ةً ْ‬ ‫ْألْه َّْال ُال ِه ْال ْل أ ْ ُم ِس ْ‬
‫ص َّاله ُم» رواه أبو داود وصححه األلباني‪.‬‬ ‫م ْ‬
‫(‪" )93‬ألنه مما يطلث عليه الرجال‪ ،‬وليس بمال‪ ،‬وال يقصــد به المال‪ ،‬فأشــبه القصــاص‪،‬‬
‫ـاطـا للعبـادة" المىني‬ ‫وكـان القيـاس يقتضـــــي مثـل ذلـك في رمضـــــان‪ ،‬لكن تركنـاه احتي ً‬
‫‪.422/4‬‬
‫(‪ )94‬يقول شيخ اإلسالم "باتفا العلماء"‪.‬‬
‫ع ْر ْفـةْ‬‫ضــــحونْ ‪ْ ،‬وكـل ْ‬ ‫ضــــ ْحـاك ُم ْي ُو ْم ت ْ‬ ‫طرك ُم ْي ُو ْم ت ُف ِطرونْ ‪ْ ،‬وأ ْ ُ‬ ‫(‪ْ )95‬ظـا ْل النَّ ِبي ‪ْ « ‬وفِ ُ‬
‫ا» رواه أبو داود‬ ‫اج ْم َّكـةْ ْم ُن ْح ٌر‪ْ ،‬وكـل ْج ُم ٍث ْم ُوظِ ٌ‬ ‫ا‪ْ ،‬وكـل ِمنًى ْم ُن ْح ٌر‪ْ ،‬وكـل فِ ْجـ ِ‬ ‫ْم ُوظِ ٌ‬
‫‪22‬‬
‫يوما‪ ،‬أفطروا(‪ ،)96‬وإن كان بغيم أو قول واحد‪ ،‬مل يفطروا‬
‫وإذا ص اااموا بش ااهادة اثنني ثالثني ً‬
‫ح يروا اهلالل أبن يشا ا ا ا ا ااهد به شا ا ا ا ا اااهدان‪ ،‬أو يكملوا عدة شا ا ا ا ا ااعبان ورمضا ا ا ا ا ااان ثالثني‬
‫ثالثني(‪ ،)97‬سا ا اواء أصا ا ااحت السا ا ااماء يف أجزاء الشا ا ااهر أو أغامت(‪ ،)98‬وإن صا ا اااموا انية‬
‫يوما‪ ،‬ورأوا هالل شوال‪ ،‬وكانوا قد أكملوا عدة شعبان إلصحاء السماء وكوهنم مل‬
‫وعشرين ً‬
‫يوما مل يفطر إال مع اإلمام‬
‫يوما ‪ ،‬ولو ص ا ا ا ااام برؤية نفس ا ا ا ااه ثالثني ً‬
‫(‪)99‬‬
‫يروه‪ ،‬فإهنم يقض ا ا ا ااون ً‬
‫احدا وثالثني(‪ ،)100‬ومن عمي عليه الشا ا ااهر‪ ،‬مثل األسا ا ااري‪ ،‬ومن هو يف‬
‫والناس‪ ،‬فيصا ا ااوم و ً‬
‫ابدية وطرف اإلس ا ا ااالم‪ ،‬والنائي عن األمص ا ا ااار‪ ،‬فإنه جيتهد ويتحرى يف معرفة عني الش ا ا ااهر‬
‫ودخوله(‪ ،)101‬فإن مل يغلب على ظنه ش ا اايء‪ ،‬فإنه يؤخر الص ا ااوم ح يتيقن أن الش ا ااهر قد‬

‫وصــححه األلباني‪ ،‬يقول شــيخ اإلســالم "الفطر يوم يفطر الناس وهو يوم العيد‪ ،‬والذي‬
‫صامه المنفرد بر ية الهالل ليس هو يوم العيد الذي نهى النبي ‪ ‬عن صومه"‪.‬‬
‫(‪ )96‬يقول شيخ اإلسالم "ألن أكثر ما فيه الفطر بمضمون شهادة اثنين‪ ،‬وذلك جائز"‪.‬‬
‫(‪ )97‬يقول شيخ اإلسالم "ألنه لم يثبت بذلك شهر انما صيم احتيا ً‬
‫طا"‪.‬‬
‫طا للصـوم‪ ،‬كما علل به‬ ‫(‪ )98‬يقول شـيخ اإلسـالم "ألن الصـوم انما ثبت بقول الواحد احتيا ً‬
‫علي ‪ ‬لما ظبل شـهادة الواحد في الهالل‪ ،‬وظال «ألن أصـوم يوما من شـعبان أحب الي‬
‫يومـا من رمضـــــان» [أخرجـه الشـــــافعي في األم وفيـه انقطـاع ال يمنث‬
‫من أن افطر ً‬
‫االحتجاج]‪ ،‬فمن االحتياط‪ :‬أن ال نفطر بناء على شـهادته‪ ،‬وألنه ان أصـحت السـماء لتمام‬
‫الثالثين‪ ،‬ولم ير الهالل كان ذلك أمارة على خطئه أو كذبه"‪.‬‬
‫(‪ )99‬عن الوليد بن عتبة ظال‪" :‬صـمنا على عهد علي ‪ ‬ثمان وعشـرين فأمرنا علي أن‬
‫نتمها يو ًما" ‪ ،‬رواه اإلمام أحمد في مســائل حنبل‪ ،‬والبخاري في التاريخ الكبير‪ ،‬واســتدل‬
‫به شيخ اإلسالم‪.‬‬
‫(‪ )100‬لما ذكرنا فيمن رأى هالل شوال وحده في ‪.95‬‬
‫(‪ )101‬يقول شـيخ اإلسـالم "كما يتحرى في معرفة وظت الصـالة‪ ،‬وجهة القبلة‪ ،‬وغير ذلك‬
‫عند االشـــتباه ألنه ال يمكنه أداء العبادة اال بالتحري واالجتهاد‪ ،‬فجاز له ذلك كما يجوز‬
‫في الصالة"‪.‬‬
‫‪23‬‬
‫دخل‪[ ،‬فإن صا ااام مع الشا ااك أجزأه إن أصا اااب](‪ ،)102‬وإن غلب على ظنه بداللة صا ااام‪،‬‬
‫كذلك إن غلب على ظنه بغري داللة فإنه يصوم‪ ،‬وال قضاء عليه‪ ،‬مث إن مل يتبني له شيء‪،‬‬
‫فص ااومه ص ااحيح(‪ ،)103‬وإن تبني له أن ص ااومه ص ااادف الش ااهر أو ص ااادف ما بعد الش ااهر‬
‫أجزأه(‪ ،)104‬وإن تبني له أنه ص ا ا ااام قبل الوقت مل جيزه(‪ ،)105‬وإن تبني أنه ص ا ا ااام بعض ا ا ااه يف‬
‫الشا ااهر وبعضا ااه قبله‪ ،‬أجزأ ما صا ااام فيه دون ما صا ااام قبله(‪ ،)106‬وال فر بني أن خيطئ يف‬
‫رمضان واحد أو يف رمضاانت؛ إذا تبني له اخلطأ فإنه يعيد وال حيسب الرمضان الثاين عن‬

‫ظوال انه ال يجزئه ولم يذكر غيره وأردفه بقوله "ظاله بعض‬ ‫(‪ )102‬ذكر في شـــرح العمدة ً‬
‫أصـحابنا وظد تقدم فيما اذا صـام ليلة الشـك بنية رمضـان هل يجزئه‪ ،‬على وجهين"‪ ،‬لكن‬
‫في مجموع الفتاوى وفي نقوالت األصــــحاب عنه ما يخرج عليه أنه يرى اإلجزاء‪ ،‬وظد‬
‫نقلنا هنا مختصـــر أظواله عن صـــوم يوم الىيم "اذا صـــامه بنية مطلقة أو بنية معلقة بأن‬
‫ينوي ان كان من شــهر رمضــان كان عن رمضــان واال فال فإن ذلك يجزيه‪ ،‬واذا ظصــد‬
‫أيضـــا" كما في ‪71‬و ‪72‬‬‫ً‬ ‫عا ثم تبين أنه كان من شــــهر رمضــــان أجزأه‬ ‫صــــومه تطو ً‬
‫وواضح وجه التخريَ‪.‬‬
‫(‪ )103‬يقول شـيخ اإلسـالم "ألنه صـام باجتهاد لم يتبين له خط ه‪ ،‬فأجزأه كما يجزن من‬
‫اجتهد في الوظت والقبلة"‪.‬‬
‫(‪ )104‬يقول شيخ اإلسالم "ألن أكثر ما فيه أنه ظضاء‪ ،‬وظد نواه أداء‪ ،‬وهذا يجوز في حال‬
‫االشتباه كالصالة"‪.‬‬
‫(‪ )105‬يقول شـيخ اإلسـالم "ألنها عبادة يصـح ظضـا ها في غير وظتها‪ ،‬فلم يجز فعلها ظبل‬
‫وظتها كالصـــالة‪ ،‬وعكســـه الحَ اذا وظا الناس يوم الثامن فإنه يجزئهم ألنه يخاا مث‬
‫التأخير من التفويت ما يخاا مث التقديم‪ ،‬وألن تفويت الحَ فيه ضــرر عام على الناس‪،‬‬
‫ولهذا لو أخطأه نفر منهم لم يجزئهم"‪.‬‬
‫(‪ )106‬لما ظلنا في النقاط السابقة‪.‬‬
‫‪24‬‬
‫قضا ا اااء األول(‪ ،)107‬فإن أطلق النية‪ ،‬ومل ينوه عن رمضا ا ااان سا ا اانته [أجزأه](‪ ،)108‬فإن صا ا ااام‬
‫ص ا اا‬
‫ص ا اا‪ ،‬أو ص ا ااام تس ا ااعة وعش ا ارين‪ ،‬وكان ش ا ااهره انق ً‬
‫يوما‪ ،‬وكان ش ا ااهره ًما أو انق ً‬
‫ثالثني ً‬
‫صا ا ا اا [مل جيزئه عن الكامل](‪ ،)109‬ولو عني اليوم الذي‬
‫اهرا هالليًا انق ً‬
‫أجزأه‪ ،‬فإن صا ا ا ااام شا ا ا ا ً‬
‫يصااومه أو الشااهر أو العام‪ ،‬وغلط يف وقته‪ ،‬مثل أن يكون عليه رمضااان ساانة ساات‪ ،‬فينويه‬
‫يقص ااد به س اانة أس‪ ،‬أو يكون عليه يوم االثنني‪ ،‬فيقص ااد ما عليه يعتقده يوم األحد و‪،‬و‬
‫ذلك‪ ،‬أجزأه(‪.)110‬‬
‫وال اعتباار ابلفلاك(‪ )111‬وإن صا ا ا ا ا ا احات تقاديراتاه(‪ ،)112‬فاالطريق إىل معرفاة طلوع اهلالل هو‬
‫الرؤية ال غري‪ ،‬وال جيوز العمل يف رؤية هالل الص ا ا ا ا ا ااوم أو احلج أو العدة أو اإليالء أو غري‬

‫(‪ )107‬يقول شيخ اإلسالم "ألنه انما نوى به الرمضان الثاني‪ ،‬وانما المرن ما نوى"‪.‬‬
‫(‪ ) 108‬يوجد فرا في النســــختين‪ ،‬والمثبت ظياس ما خرجناه عنه في الصــــالة في ظوله‬
‫" [ولو كـان عليـه فـائتتـان من جنس‪ ،‬فنوى احـداهمـا‪ :‬ال بعينهـا أجزاه]" والـذي ظهر ميلـه‬
‫اليه بتقديمه وظد علل "التحاد الجنس كالزكوات والكفارات" وهو األشبه بأصوله‪.‬‬
‫(‪ ) 109‬ظهر ميله اليه فاســـتدل له أكثر‪ ،‬ومما اســـتدل به "ألنه ظد وجب في ذمته ثالثون‬
‫يوما‪ ،‬فوجب أن يقضيها بعدتها كالمريض والمسافر اذا أفطرا"‪.‬‬
‫(‪ )110‬يقول شيخ اإلسالم "ألنه ظصد الواجب وانما أخطأ في وظته"‪.‬‬
‫(‪ ) 111‬باإلجماع يقول شــيخ اإلســالم "فإنا نعلم باالضــطرار من دين اإلســالم أن العمل‬
‫في ر يـة هالل الصـــــوم أو الحَ أو العـدة أو اإليالء أو غير ذلـك من األحكـام المعلقـة‬
‫بالهالل بخبر الحاسـب أنه يرى أو ال يرى ال يجوز‪ ،‬والنصـوص المسـتفيضـة عن النبي‬
‫‪ ‬بذلك كثيرة‪ ،‬وظد أجمث المسلمون عليه‪ ،‬وال يعرا فيه خالا ظديم"‪.‬‬
‫(‪ )112‬يقول شــيخ اإلســالم "فإن الهالل مأخوذ من الظهور ورفث الصــوت فطلوعه في‬
‫ظاهرا‪ ،‬واســمه مشــتق من فعل‬
‫ً‬ ‫الســماء ان لم يظهر في األرض فال حكم له ال باطنًا وال‬
‫اآلدميين يقال‪ :‬أهللنا الهالل واستهللناه فال هالل اال ما استهل"‪.‬‬
‫‪25‬‬
‫ذلك من األحكام املعلقة ابهلالل خبث احلاس ا ااب أنه يرى أو ال يرى(‪ ،)113‬واهلالل اس ا اام ملا‬
‫يُسااتهل به‪ ،‬وال هالل إال ما اسااتهل‪ ،‬فإذا اسااتهله الواحد واالثنان فلم خيثا به مل يكن ذاك‬
‫هالال؛ فال يثبت به حكم ح خيثا به فيكون خثمها هو اإلهالل؛ الذي هو رفع الصوت‬
‫ً‬
‫ابإلخبار به‪ ،‬فإن عرف الناس أن اهلالل ظهر يف أي قطر ص اااموا(‪ ،)114‬فإذا ش ااهد ش اااهد‬
‫ليلة الثالثني من شا ا ااعبان أنه رآه مبكان من األمكنة قريب أو بعيد وجب الصا ا ااوم‪ ،‬وكذلك‬
‫إذا شااهد ابلرؤية هنار تلك الليلة إىل الغروب‪ ،‬فعليهم إمساااك ما بقي‪ ،‬ساواء كان من إقليم‬
‫أو إقليمني‪ ،‬واالعتباار ببلو العلم ابلرؤياة يف وقات يفياد‪ ،‬فاأماا إذا بلغتهم الرؤياة بعاد غروب‬

‫ع ِن النَّ ِبي ِ ‪ ‬ظْا ْل « ِانَّا أ َّمةٌ أ ِميَّةٌ‪ْ ،‬ال نْ ُكتب ْو ْال نْحُ س ـب‪َّ ،‬‬
‫الش ـ ُهر ْه ْكذْا ْو ْه ْكذْا‪ْ ،‬ي ُعنِي‬ ‫(‪ْ )113‬‬
‫ْم َّرة ً تِسـُ ْعةً ْو ِع ُشـ ِرينْ ‪ْ ،‬و ْم َّرة ً ث ْ ْالثِينْ » متفق عليه‪ ،‬وظْا ْل ‪ِ « ‬انَّ ْما َّ‬
‫الشـ ُهر تِسـُ ٌث ْو ِع ُشـرونْ‬
‫علْيُك ُم فْا ُظدِروا لْه» رواه مســلم‬ ‫فْ ْال ت ْص ـوموا ْحتَّى ت ْْر ُوه‪ْ ،‬و ْال ت ُف ِطروا ْحتَّى ت ْْر ُوه‪ ،‬فْإِ ُن غ َّم ْ‬
‫وأحمد‪ ،‬يقول شــيخ اإلســالم "ظوله {انا أمة أمية ال نكتب وال نحســب} هو خبر تضــمن‬
‫نهيًا‪ ،‬فإنه أخبر أن األمة التي اتبعته هي األمة الوســــط أمية ال تكتب وال تحســــب‪ ،‬فمن‬
‫كتب أو حسب لم يكن من هذه األمة في هذا الحكم‪ ،‬بل يكون ظد اتبث غير سبيل الم منين‬
‫الـذين هم هـذه األمـة‪ ،‬فيكون ظـد فعـل مـا ليس من دينهـا‪ ،‬والخروج عنهـا محرم منهي عنـه‪،‬‬
‫فيكون الكتـاب والحســـــاب المـذكوران محرمين منهيـً ا عنهمـا ‪ ...‬فعـاد كالمـه الى نفي‬
‫الحسـاب والكتاب فيما يتعلق بأيام الشـهر الذي يسـتدل به على اسـتسـرار الهالل وطلوعه‬
‫‪ ...‬فإن أرباب الكتاب والحساب ال يقدرون على أن يضبطوا الر ية بضبط مستمر وانما‬
‫يقربوا ذلك فيصــيبون تارة ويخطئون أخرى‪ ،‬وظهر بذلك أن األمية المذكورة هنا صــفة‬
‫مدح وكمال ‪ ...‬ليس المراد به أنه ال يصــومه أحد حتى يراه بنفســه بل ال يصــومه أحد‬
‫حتى يراه أو يراه غيره ‪ ...‬أي ال يصـــــومـه أحـد حتى يرى أو حتى يعلم أنـه ظـد رئي أو‬
‫ً‬
‫طويال رائ ًعا‬ ‫ثبت أنه ظد رئي"‪ ،‬وظد عقد شـيخ اإلسـالم للمسـألة في مجموع الفتاوى مبحثًا‬
‫وعقال‪ ،‬وظهر فيه تبحره وتمكنه في علم الفلك‪ ،‬وتطور هذا‬ ‫ً‬ ‫عا‬
‫بين ظطعية المســـألة شـــر ً‬
‫ضا‪ ،‬ومث تطوره لم ير وج ًها لالعتماد عليه بحال‪.‬‬ ‫العلم في عصره أي ً‬
‫ض ْحى يْ ُو ْم‬‫طر يْ ُو ْم ت ُف ِطرونْ ‪ْ ،‬واأل ْ ـُ‬ ‫صـ ُوم يْ ُو ْم تْصـومونْ ‪ْ ،‬وال ِف ُ‬
‫(‪ )114‬ظْا ْل ْرسـول َّ ِ ‪« ‬ال َّ‬
‫ضـحونْ » رواه الترمذي وظال حسـن غريب وصـححه األلباني‪ ،‬يقول شـيخ اإلسـالم "ما‬ ‫ت ْ‬
‫زال المسلمون يتمس كون فيه بر ية الحجاج القادمين وان كان فو مسافة القصر"‪.‬‬
‫‪26‬‬
‫الشامس فاملساتقبل جيب صاومه بكل حال‪ ،‬لكن اليوم املاضاي؛ إن رئي مبكان قريب؛ وهو‬
‫مااا ميكن أن يبلغهم خثه يف اليوم األول‪ ،‬فهو كمااا لو رئي يف بلاادهم ومل يبلغهم‪ ،‬وأمااا إذا‬
‫رئي مبكان ال ميكن وصول خثه إليهم إال بعد مضي األول فال قضاء عليهم(‪ )115‬ومل يكن‬
‫اهلالل هالالً يف حقهم(‪ ،)116‬وكذلك الفطر والنسك‪.‬‬
‫وإذا ثبت هالل رمض ااان يف أثناء يوم قبل األكل أو بعده أمتوا وأمس ااكوا وال قض اااء عليهم؛‬
‫فيص ا ا ااح ص ا ا ااوم الفرض بنية من النهار إذا مل يعلم وجوبه ابلليل(‪ ،)117‬فمن بلغه رؤية اهلالل‬
‫يف الوقت الذي يؤدي بتلك الرؤية الصا ا ا ا ا ااوم أو الفطر أو النسا ا ا ا ا ااك وجب اعتبار ذلك بال‬

‫(‪ )115‬للحديث السـابق‪ ،‬يقول شـيخ اإلسـالم "ألن صـوم الناس هو اليوم الذي يصـومونه‪،‬‬
‫وال يمكن أن يصــــوموا اال اليوم الذي يمكنهم فيه ر ية الهالل‪ ،‬وهذا لم يكن يمكنهم فيه‬
‫بلوغه فلم يكن يوم صومهم"‪.‬‬
‫(‪ )116‬يقول شيخ اإلسالم "ألنهم لم يستهلوا به"‪.‬‬
‫(‪ )117‬لحديث عاشــوراء الذي في ‪ ،39‬يقول شــيخ اإلســالم "ولم ي مروا بالقضــاء على‬
‫أيضـا‪" -‬التكليا يتبث العلم فإذا لم يمكن علمه‬ ‫الصـحيح وحديث القضـاء ضـعيا"‪ ،‬وظال‪ً -‬‬
‫لم يجب صـــومه‪ ،‬ووجوب القضـــاء اذا كان الترك بىير تفريط يفتقر الى دليل‪ ،‬وألنه لو‬
‫وجب ا لقضاء أو استحب اذا بلغ ر يته المكان البعيد أو ر ية النفر القليل في أثناء الشهر‬
‫السـتحب الصـوم يوم الشـك مث الصحو‪ ،‬بل يوم الثالثين مطلقًا ألنه يمكن أن يخبر القليل‬
‫طا‪ ،‬وما من شــيء في الشــريعة‬ ‫أو البعيد بر يته في أثناء الشــهر فيســتحب الصــوم احتيا ً‬
‫يمكن وجوبه اال واالحتياط مشـــروع في أدائه‪ ،‬فلما لم يشـــرع االحتياط في أدائه ظطعنا‬
‫ظـاهرا فتكون ر يتـه‬
‫ً‬ ‫بـأنـه ال وجوب مث بعـد الرائي أو خفـائـه حتى يكون الرائي ظريبـً ا‬
‫اهالال يظهر بـه الطلوع‪ ،‬وظـد يحتَ بهـذا من لم يحتط في الىيم‪ ،‬ولكن يجـاب عنـه بـأن‬ ‫ً‬
‫طلوعـه هـذا مثـال ظـاهر أو مســـــاو‪ ،‬وانمـا الحـاجـب مـانث‪ ،‬كمـا لو كـانوا ليلـة الثالثين في‬
‫مىارة أو مطمورة وظد تعذر الترائي"‪.‬‬
‫‪27‬‬
‫شاك(‪ ،)118‬ومن حدد ذلك مبساافة قصار أو إقليم فقوله‪ :‬خمالف للعقل والشارع(‪ ،)119‬ومن‬
‫مل يبلغه إال بعد األداء وهو مما ال يقض ا ااى؛ كالعيد املفعول والنس ا ااك فهذا ال أتثري له(‪،)120‬‬

‫(‪ )118‬لما سبق ذكره من أدلة وغيرها‪ ،‬يقول شيخ اإلسالم "والنصوص وآثار السلا تدل‬
‫على ذلك"‪.‬‬
‫ب ْرسـو ِل‬ ‫صـ ْحا ِ‬ ‫ار ِم ُن أ ْ ُ‬‫صـ ِ‬ ‫ع ُن أْبِي ع ْمي ُِر ب ُِن أْن ٍْس‪ ،‬ظْا ْل‪ْ :‬ح َّدثْنِي عمو ْمةٌ ِلي ِمنْ ُاأل ْ ُن ْ‬ ‫(‪ْ )119‬‬
‫ار‪،‬‬ ‫آخ ِر النَّ ْه ِ‬ ‫ب ِم ُن ِ‬ ‫صــــيْا ًما‪ ،‬فْ ْجا ْء ْر ُك ٌ‬ ‫صــــبْحُ نْا ِ‬‫شــــ َّوا ٍل‪ ،‬فْأ ْ ُ‬ ‫علْ ُينْا ِه ْالل ْ‬‫هللاِ ‪ ‬ظْا ْل "غ َّم ْ‬
‫الناس أ ْ ُن‬
‫ْ‬ ‫فْ ْشـ ـ ِهدوا ِع ُن ْد ْرسـ ـو ِل هللاِ ‪ ‬أْنَّه ُم ْرأْ ُوا ُال ِه ْال ْل ِب ُاأل ْ ُم ِس‪ ،‬فْأ ْ ْم ْر ْرسـ ـول هللاِ ‪‬‬
‫ي ُف ِطروا ِم ُن يْ ُو ِم ِه ُم‪ْ ،‬وأ ْ ُن يْ ُخرجوا ِل ِعيـ ِد ِه ُم ِمنْ ُالىـْ دِ" رواه أحمـد وابن مـاجـه وصـــــححـه‬
‫األلباني‪ ،‬يقول شــيخ اإلســالم "فه الء ظوم ظد رأوا الهالل في غير المدينة‪ ،‬وبينهم وبينها‬
‫نحو من يومين ألن شـــــهـادتهم كـانـت آخر النهـار‪ ،‬والمطـالث ظـد تختلا في األمكنـة‬
‫المتقـاربـة‪ ،‬وألن حكم البلـدين في هـذه الر يـة حكم البلـد الواحـد بـدليـل انقضـــــاء األجـل‬
‫وحلول الـدين وغير ذلـك فلـذلـك يجـب أن يكون في بـاب الصـــــوم‪ ،‬وألنـه لو لم يكن حكم‬
‫البالد في ذلك واحدًا لكـان يجـب أن نحـد ما تختلا به المطـالث بحـد مضـــــبوط‪ ،‬وليس في‬
‫ذلك حد مضـبوط ألن ر ية الهالل ظد تكون تارة الرتفاع المكان‪ ،‬وتارة لصـفاء الهواء‪،‬‬
‫وتارة لزوال المانث‪ ،‬وتارة لحدة البصـر‪ ،‬ثم ذلك أمر يحتاج الى حسـاب‪ ،‬ونحن أمة أمية‬
‫ضــ ِل‬ ‫ب‪ :‬أ ْ َّن أ َّم ُالفْ ُ‬ ‫ال نكتب وال نحســـب‪ ،‬فوجب أن نجعل الر ية واحدة"‪ ،‬أما حديث ك ْر ُي ٍ‬
‫ي‬‫علْ َّ‬‫ضيُت ْحا ْجت ْ ْها‪ْ ،‬وا ُست ْ ْه َّل ْ‬ ‫ام‪ ،‬فْقْ ْ‬ ‫ش ْ‬‫ش ِام‪ ،‬ظْا ْل‪ :‬فْقْد ُِمت ال َّ‬ ‫ث بْ ْعثْتُه اِلْى م ْعا ِويْةْ بِال َّ‬
‫ار ِ‬ ‫ت ُال ْح ِ‬ ‫بِ ُن ْ‬
‫سـأْلْنِي‬ ‫شـ ُه ِر‪ ،‬فْ ْ‬‫آخ ِر ال َّ‬ ‫شـ ِام‪ ،‬فْ ْرأ ْ ُينْا ُال ِهال ْل لْ ُيلْةْ ُالجم ْع ِة‪ ،‬ث َّم ظْد ُِمت ُال ْمدِينْةْ فِي ِ‬‫ضـان ْوأْنْا بِال َّ‬ ‫ْر ْم ْ‬
‫َّاس‪ ،‬ث َّم ذْ ْك ْر ُال ِه ْال ْل‪ ،‬فْ ْقـا ْل‪ْ :‬مت ْى ْرأْيُتم ُال ِه ْال ْل؟ فْق ُلـت‪ْ :‬رأ ْ ُينـْاه لْ ُيلْـةْ ُالجم ْعـ ِة‪،‬‬ ‫عبـ ٍ‬ ‫عبـُد هللاِ بُن ْ‬ ‫ْ‬
‫ام م ْعا ِو ْية‪ ،‬فْقْا ْل‪ :‬لْ ِكنَّا ْرأ ْ ُينْاه لْ ُيلْةْ‬ ‫صـ ْ‬‫ص ـاموا‪ْ ،‬و ْ‬ ‫ت ْرأ ْ ُيت ْه؟ ظ ُلت‪ :‬نْ ْع ُم‪ْ ،‬و ْرآه النَّاس ْو ْ‬ ‫فْقْا ْل‪ :‬أ ْ ُن ْ‬
‫الســــ ُبتِ‪ ،‬فْ ْال نْزْ ال نْصــــوم ْحتَّى ن ْك ِم ْل ث ْ ْال ِثينْ أ ْ ُو ن ْْراه‪ ،‬فْق ُلت‪ :‬أ ْ ْو ْال ت ْ ُكت ْ ِفي ِبر ُ ْي ِة م ْعا ِو ْيةْ‬ ‫َّ‬
‫"ال‪ْ ،‬ه ْكذْا أ ْ ْم ْرنْا النَّ ِبي ‪"‬رواه أحمد ومسـلم‪ ،‬فيقول شـيخ اإلسـالم "ظيل‪:‬‬ ‫ام ِه؟ فْقْا ْل ْ‬ ‫صـ ْي ِ‬ ‫ْو ِ‬
‫ابن عباس أخبر أن رســـول هللا ‪ ‬أمرهم أن ال يفطروا في مثل هذه الواظعة‪ ،‬ولم يذكر‬
‫لفظ رســـــول هللا ‪ ،‬ظـدر أن يكون ذلـك ألن كريبـًا هو الـذي أخبرهم بـالر يـة المتقـدمـة‬
‫وحـده‪ ،‬وظـد أمرهم رســـــول هللا ‪ ‬أن يفطروا بشـــــهـادة اثنين ألنهم لو عملوا بخبره‬
‫ألفطروا‪ ،‬وليس فيه تعرض لقضـــاء ذلك اليوم‪ ،‬وشـــهادة الواحد انما تقبل في الهالل اذا‬
‫اظتضــت الصــوم أداء أو ظضــاء‪ ،‬فأما اذا اظتضــت الفطر‪ ،‬فال‪ ،‬ويجوز أن يكون ذلك ألن‬
‫النبي ‪ ‬أمرهم أن يصــوموا لر يته ويفطروا لر يته‪ ،‬وال يفطروا حتى يروه أو يكملوا‬
‫ـرا‪ ،‬فاعتقد ابن عباس أن أهل كل بلد يصـومون‬ ‫العدة كما ظد رواه ابن عباس وغيره مفس ً‬
‫‪28‬‬
‫وأماا إذا بلغاه يف أثنااء املادة ففي بنااء الفطر علياه نظر‪ ،‬لكن إن بلغتهم الرؤياة خبث واحاد يف‬
‫أثناء الش ااهر مل يفطروا عليها(‪ ،)121‬وال يقض ااون اليوم األول؛ فيكمل ش ااهرهم بص اايام تس ااعة‬
‫يوما‪.‬‬
‫وعشرين ً‬
‫وهالل الفطر إذا ثبتاات رؤيتااه يف اليوم عملوا بااذلااك(‪ ،)122‬وإن كااان بعااد ذلااك مل يكن فيااه‬
‫فاائادة‪ ،‬بال العياد هو اليوم الاذي عياده النااس‪ ،‬فمادار األمر على البلو (‪ ،)123‬فمن بلغاه أناه‬

‫حتى يروه هم أو يكملوا العدة‪ ،‬وظد تقدم عنه ‪ ‬ما يبين أنه ظصــد ر ية بعض األمة في‬
‫الجملـة ألن الخطاب لهم‪ ،‬وهذا عمل بر ية ظوم في غير مصـــــره"‪ ،‬وما في المتن نص‬
‫كالمه في مجموع الفتاوى‪ ،‬والمنقول في الحاشــــية نص كالمه في شــــرح العمدة‪ ،‬وظال‬
‫أيضـ ـا "واذا رأى الهالل أهل بلد لزم ســـائر البلدان الصـــوم وان لم يروه‪ ،‬ســـواء كانت‬ ‫ً‬
‫البلـدان متقـاربين ال يختلا مطـالث الهالل فيهمـا أو متبـاعـدين يختلا"‪ ،‬وظـد أطلـت النقـل‬
‫هنـا ألن ابن مفلح نقـل عنـه في الفروع "تختلا المطـالث بـاتفـا أهـل المعرفـة بهـذا‪ ،‬ظـال‪:‬‬
‫فإن اتفقـت لزم الصـــــوم واال فال‪ ،‬وفاظًا لشصـــــح للشـــــافعيـة" وتبعـه المرداوي والبعلي‬
‫بحروفه‪ ،‬ولعل ابن مفلح أخذ هذا من الزم كالمه السـابق في مجموع الفتاوى الذي أثبتناه‬
‫في المتن‪ ،‬وهو كمــا ترى مختلا عن رأي اختالا المطــالث وأظرب الى رأي وحــدة‬
‫المطالث مث تفصـيل فيه‪ ،‬أو لعله رآه يفطر ويصـوم مث الناس وال يقضـي فاسـتنبط هذا من‬
‫فعلـه ولم يكن ظـد اطلث على تقريره المفصـــــل الـذي أورده في بحـث رائث في مجموع‬
‫الفتوى نقلنا خالصــــته هنا‪ ،‬ويجدر التنبيه أن رأيه آل في زمننا الى ظول وحدة المطالث‪،‬‬
‫حيث تقدمت وســـائل االتصـــاالت فصـــارت ر ية الهالل في بلد ال يلبث أن تتناظله بالد‬
‫المســلمين من أظصــاها الى أظصــاها في دظائق معدودة فيســتهل به المســلمون جمي ًعا ان‬
‫ثبت عندهم عدالة رائيه‪.‬‬
‫(‪" ) 120‬ظـال أبو عمر [ابن عبـد البر] ظـد أجمعوا أنـه ال تراعى الر يـة فيمـا أخر من البلـدان‬
‫كاألندلس من خراسان" االستذكار البن عبد البر ‪ ،283/3‬يقول شيخ اإلسالم عن المثبت‬
‫في المتن "وعليه اإلجماع الذي حكاه ابن عبد البر"‪.‬‬
‫(‪ )121‬ألن الفطر ال بد فيه من شـهادة عدلين كما بينا في ‪ ،90‬ويقول شـيخ اإلسـالم "ألنه‬
‫ظد ثبت عندهم في أثنائه ما يفطرون به"‪.‬‬
‫اس أ ْ ُن ي ُف ِطروا» الذي في ‪.92‬‬
‫(‪ )122‬لحديث «فْأ ْ ْم ْر ْرسول َّ ِ ‪ ‬النَّ ْ‬
‫"وأ ْ ُف ِطروا ِلر ُ ْيتِ ِه" الذي في ‪.66‬‬
‫( ) لقوله ‪ْ ‬‬
‫‪123‬‬

‫‪29‬‬
‫رئي ثبت يف حقه من غري حتديد مبسا ا ا ا ا ااافة(‪ ،)124‬وإذا رأى هالل الصا ا ا ا ا ااوم وحده أو هالل‬
‫الفطر وحده يصا ااوم مع الناس‪ ،‬ويفطر مع الناس‪ ،‬ح لو رآه عشا اارة ومل يشا ااتهر ذلك عند‬
‫عامة أهل البلد لكون شهادهتم مردودة أو لكوهنم مل يشهدوا به‪ ،‬كان حكمهم حكم سائر‬
‫املسالمني(‪ ،)125‬لكن من كان يف مكان ليس فيه غريه إذا رآه صاامه(‪ ،)126‬وإذا كان اإلمام‬
‫الذي فوض إليه إثبات اهلالل مقص ا ا اًارا لرده ش ا ا ااهادة العدول‪ ،‬إما لتقص ا ا ااريه يف البحث عن‬
‫عدالتهم‪ ،‬وإما رد شا ا ا ااهادهتم لعداوة بينه وبينهم‪ ،‬أو غري ذلك من األسا ا ا ااباب اليت ليسا ا ا اات‬
‫بش ا ا ا ا ا اارعياة‪ ،‬أو العتمااده على قول املنجم الاذي زعم أناه ال يرى‪ ،‬فماا يثبات من احلكم ال‬

‫(‪ )124‬يقول شـيخ اإلسـالم "نعلم بيقين أنه ما زال في عهد الصـحابة والتابعين يرى الهالل‬
‫في بعض أمصـــار المســـلمين بعد بعض‪ ،‬فإن هذا من األمور المعتادة التي ال تبديل لها‪،‬‬
‫وال بد أن يبلىهم الخبر في أثناء الشــــهر‪ ،‬فلو كانوا يجب عليهم القضــــاء لكانت هممهم‬
‫تتوفر على البحث عن ر يته في سائر بلدان اإلسالم كتوفرها على البحث عن ر يته في‬
‫بلده‪ ،‬ولكان القضـاء يكثر في أكثر الرمضـانات‪ ،‬ومثل هذا لو كان لنقل‪ ،‬ولما لم ينقل دل‬
‫على أنـه ال أصـــــل لـه‪ ،‬وحـديـث ابن عبـاس [الـذي ذكرنـاه في ‪ ]119‬يـدل على هـذا‪ ،‬وظـد‬
‫أجاب أصحابنا بأنه انما لم يفطر ألنه لم يثبت عنده اال بقول واحد فال يفطر به‪ ،‬وال يقال‬
‫أيضـــا لم ينقل أنهم كانوا اذا بلىهم الهالل في أثناء الشـــهر بنوا فطرهم‬ ‫ً‬ ‫أصـــحابنا كذلك‬
‫عليـه‪ ،‬ظلنـا ألن ذاك أمر ال تتعلق الهمم بـالبحـث عنـه ألن فيـه ترك صـــــوم يوم فـإن ثبـت‬
‫عندهم واال فاالحتياط الصـوم ألن ذاك الخبر ظد يكون ضـعيفًا‪ ،‬مث أن هذه المسـألة فيها‬
‫نظر ‪ ...‬ألن ظوله {صـومكم يوم تصـومون} دليل على أن ذلك لم يكن يوم صـومنا وألن‬
‫التكليا يتبث العلم وال علم وال دليل ظاهر فال وجوب"‪.‬‬
‫طر يْ ُو ْم ت ُف ِطرونْ " الذي في ‪ ،114‬وحديث‬‫"الصـــ ُوم يْ ُو ْم ت ْصـــومونْ ‪ْ ،‬وال ِف ُ‬
‫َّ‬ ‫(‪ )125‬لحديث‬
‫ضـحونْ " الذي في ‪ ،95‬يقول شـيخ اإلسـالم "والهالل اسـم لما اسـتهل به‬ ‫"وأ ْ ـُ‬
‫ض ْحاك ُم يْ ُو ْم ت ْ‬ ‫ْ‬
‫فإن هللا جعل الهالل مواظيت للناس والحَ وهذا انما يكون اذا اسـتهل به الناس ‪ ...‬فشـرط‬
‫وشـهرا شـهرته بين الناس واسـتهالل الناس به ‪ ...‬فكما ال يقفون وال ينحرون‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫هالال‬ ‫كونه‬
‫وال يصـلون العيد اال مث المسـلمين فكذلك ال يصـومون اال مث المسـلمين‪ ،‬وهذا معنى ظوله‬
‫{صـومكم يوم تصـومون وفطركم يوم تفطرون وأضـحاكم يوم تضـحون} ‪ ...‬ظوله تعالى‬
‫{فمن شـهد منكم الشـهر فليصـمه} فإنما أمر بالصوم من شهد الشهر‪ ،‬والشهود ال يكون اال‬
‫لشهر اشتهر بين الناس حتى يتصور شهوده والىيبة عنه"‪.‬‬
‫(‪ )126‬يقول شيخ اإلسالم "فإنه ليس هناك غيره"‪.‬‬
‫‪30‬‬
‫جمتهدا مص ا ا اايبًا كان أو خمطئًا أو مفرطًا‪،‬‬
‫خيتلف احلال فيه بني الذي يؤص به يف رؤية اهلالل ً‬
‫فإنه إ ًذا مل يظهر اهلالل ويشتهر بيث يتحرى الناس فيه(‪.)127‬‬
‫وإذا رئي اهلالل بعااد زوال الش ا ا ا ا ا اامس فهو لليلااة املقبلااة(‪ ،)128‬وإن رئي قباال الزوال يف أول‬
‫الشاهر فهو لليلة املاضاية فيمساك [وال يقضاي](‪ ،)129‬وإن رئي كذلك يف آخر الشاهر فهو‬
‫للمقبلة‪ ،‬فيتم صومه (‪.)130‬‬
‫وال يص ا ا ااح الص ا ا ااوم إال بنية(‪ ،)131‬وال جيزئ ص ا ا ااوم الفرض إال بتبييت النية من الليل(‪،)132‬‬
‫سا اواء يف ذلك ما تعني زمانه كأداء رمضا ااان والنذر املعني‪ ،‬وما مل يتعني كالقضا اااء والكفارة‬
‫والنذر املطلق‪ ،‬وس اواء ترك التبييت لغري عذر كاملسااتحمق‪ ،‬أو لعذر مثل أن يغمى عليه أو‬

‫صــــابوا فْلْك ُم ْو ْله ُم‪ْ ،‬و ِا ُن أ ْ ُخ ْ‬


‫ط وا فْلْك ُم‬ ‫صــــلونْ ِبك ُم‪ ،‬فْإِ ُن أ ْ ْ‬
‫(‪ )127‬ظْا ْل ْرســــول هللاِ ‪" ‬ي ْ‬
‫علْ ُي ِه ُم" رواه أحمـد والبخـاري‪ ،‬يقول شـــــيخ اإلســـــالم "فخط ه وتفريطـه عليـه ال على‬ ‫ْو ْ‬
‫المسلمين الذين لم يفرطوا ولم يخطئوا"‪.‬‬
‫(‪ ) 128‬ظال الزركشـــي "بال نزاع نعلمه لقربه منها" شـــرح الزركشـــي على مختصـــر‬
‫الخرظي ‪.635/2‬‬
‫(‪ ) 129‬ظال في شـــرح عمدة الفقه يقضـــي‪ ،‬لكن التخريَ على كالمه في مجموع الفتاوى‬
‫المذكور في النقطة ‪ 117‬أنه ال يقضي‪.‬‬
‫ْاس بِ ُال ْجبْ ِل‪ ،‬فْ ْرأ ْ ُينْا ِه ْال ْل‬ ‫ق‪ ،‬ظْا ْل "كنَّا ْم ْث عتُبْةْ ب ُِن فْ ُرظْ ٍد الســــلْ ِمي ِ فِي أن ٍ‬ ‫شــــ ِقي ٍ‬‫ع ُن ْ‬ ‫(‪ْ )130‬‬
‫ْب ع ْمر « ِا َّن‬ ‫علْ ُيـ ِه فِي ذْ ِلـ ْك‪ ،‬فْ ْكتـ ْ‬
‫ضــــ ْوان َّ ِ ْ‬ ‫ب ِالْى ع ْم ْر ِر ُ‬ ‫ط ُرنـْا‪ْ ،‬وك ِتـ ْ‬‫ارا‪ْ ،‬فـأ ْ ُف ْ‬‫شــــ َّوا ٍل نْ ْهـ ً‬
‫ْ‬
‫ص ـيْا ًما‪ ،‬فْ ْال ت ُف ِطروا ْحتَّى ت ُمس ـوا‪ِ ،‬ا َّال أ ْ ُن‬ ‫ص ـبْ ُحت ُم ِ‬ ‫ض‪ ،‬فْإِذْا أ ْ ُ‬ ‫ظم ِم ُن بْ ُع ٍ‬ ‫ُاأل ْ ِهلَّةْ بْ ُعض ـ ْها أ ْ ُع ْ‬
‫ع ُبده‬ ‫شـ ـ ِريك لْه‪ْ ،‬وأ ْ َّن م ْح َّمدًا ْ‬ ‫ان أ ْ َّن ْال ِالْهْ ِا َّال َّ ْوحُ ْده ْال ْ‬ ‫ان ْي ُشـ ـ ْه ْد ِ‬‫ْي ُشـ ـ ْه ْد ْرج ْال ِن م ُسـ ـ ِل ْم ِ‬
‫ع ِشـ ـيَا» رواه الطبري في تهذيب اآلثار وصـــحح شـــيخ‬ ‫ْو ْرسـ ـوله‪ ،‬أْنَّه ْما أْه َّْاله ِب ُاأل ْ ُم ِس ْ‬
‫طا للصوم في الطرفين‪.‬‬ ‫اإلسالم اسناده واستدل به‪ ،‬والتفريق بين أول الشهر وآخره احتيا ً‬
‫الن َّي ِة» متفق عليه‪.‬‬ ‫(‪ )131‬ظال النبي ‪ِ « ‬انَّ ْما ُاأل ْ ُع ْمال ِب ِ‬
‫ام لْه» رواه النســــائي‬ ‫ام ِمنْ اللَّ ُي ِل‪ ،‬فْ ْال ِ‬
‫صــــ ْي ْ‬ ‫الصــــ ْي ْ‬
‫ت ِ‬ ‫(‪ )132‬ظْا ْل النَّ ِبي ‪ْ « ‬م ُن لْ ُم ي ْب ِي ِ‬
‫وصححه األلباني‪ ،‬وصححه شيخ اإلسالم في مبحث لطيا في شرح العمدة‪.‬‬
‫‪31‬‬
‫جيه اال أن ذل ااك اليوم من رمض ا ا ا ا ا ا ااان‪ ،‬وأم ااا النف اال فيجزئ بني ااة من النه ااار(‪ ،)133‬ولو بع ااد‬
‫الزوال(‪ ،)134‬والثواب من حني النية(‪ ،)135‬وإن مل ينو الص ااوم ولكن اش ااتهى األكل واس ااتمر‬
‫به ااوع فيكون جوعه من ابب املصا ااائب اليت تكفر هبا خطاايه ويثاب على صا ااثه عليها‬
‫وال يكون من ابب الصوم الذي هو عبادة يثاب عليها ثواب الصوم‪.‬‬
‫وتصا ااح النية يف مجيع ليلة الصا ااوم‪ ،‬وال جيب اسا ااتصا ااحاب ذكرها‪ ،‬بل يكفي اسا ااتصا ااحاب‬
‫ليال‪ ،‬ص ا ااار كأنه مل ينو‪ ،‬وإن أكل‬
‫حكمها إىل آخر النهار‪ ،‬ما مل يفس ا ااخها‪ ،‬فإن فس ا ااخها ً‬
‫مفطرا مبنزلة من مل ينو ومل‬
‫هنارا أبن نوى الفطر صار ً‬
‫بعدها أو جامع مل تبطل‪ ،‬وإن فسخها ً‬
‫أيكل‪ ،‬وإن تردد يف قطع الصا ا ا ا ا ااوم‪ ،‬أو نوى أنه يقطعه فيما بعد [مل يفطر](‪ ،)136‬وإن نوى‬
‫أناه إن وجاد طعاا ًماا أفطر وإال فال‪[ ،‬مل يفطر](‪ ،)137‬ومجيع الليال حمال للنياة‪ ،‬ح لو نوت‬
‫احلائض وقد عرفت من حاهلا الطهر قبل الفجر صا ا ااحت نيتها‪ ،‬وال بد أن تكون النية قبل‬

‫ي النَّ ِبي ‪ ‬ذْ ْ‬


‫ات يْ ُو ٍم فْقْا ْل «ه ُْل‬ ‫علْ َّ‬‫ت‪ْ :‬د ْخ ْل ْ‬ ‫شةْ أ ِم ُالم ُ ِمنِينْ ‪ ،‬ظْالْ ُ‬ ‫عائِ ْ‬ ‫ع ُن ْ‬ ‫(‪ْ )133‬‬
‫صائِ ٌم» ث َّم أْت ْانْا يْ ُو ًما آخ ْْر فْق ُلنْا‪ :‬يْا ْرسو ْل هللاِ‪،‬‬‫ش ُي ٌء؟» فْق ُلنْا‪ْ :‬ال‪ ،‬ظْا ْل «فْإِنِي ِاذْ ُن ْ‬ ‫ِع ُن ْدك ُم ْ‬
‫صائِ ًما» فْأ ْ ْك ْل‪ ،‬رواه مسلم وأحمد‪.‬‬ ‫ص ْبحُت ْ‬ ‫ُس فْقْا ْل «أ ْ ِرينِي ِه‪ ،‬فْلْقْ ُد أ ْ ُ‬ ‫ِي لْنْا ْحي ٌ‬
‫أ ُهد ْ‬
‫ع ُب ْد َّ ِ بُنْ ْم ُسـ ـعودٍ‪ْ ،‬رج ٌل‬ ‫ْا ظْا ْل‪ْ :‬جا ْء ْرج ٌل‪ْ ،‬ي ُعنِي ْجا ْء ْ‬ ‫ع ِن ُالم ُسـ ـت ُْو ِر ِد ب ُِن ُاألْحُ ن ِ‬‫(‪ْ )134‬‬
‫اضـى غ ِْري ًما‬ ‫صـا ِئ ًما ْو ْال م ُف ِط ًرا‪ ،‬ك ُنت أْتْقْ ْ‬ ‫ظلْ ُلت ُال ْي ُو ْم‪ْ ،‬ال ْ‬ ‫صـلَّى ْم ْعه الظ ُه ْر‪ ،‬فْقْا ْل‪ِ :‬ا ِني أ ْ ُ‬ ‫فْ ْ‬
‫ت» رواه البيهقي وحرب‪ ،‬واستدل‬ ‫ط ُر ْ‬ ‫ت أ ْ ُف ْ‬
‫ت‪ْ ،‬واِ ُن ِشئُ ْ‬ ‫ت ص ُم ْ‬ ‫ِلي‪ ،‬فْ ْما ت ْْرى؟ ظْا ْل «اِ ُن ِشئُ ْ‬
‫ضا‪" -‬انه المأثور عن الصحابة"‪.‬‬ ‫به شيخ اإلسالم وظال‪-‬أي ً‬
‫(‪ )135‬يقول شـيخ اإلسـالم "ألن اإلمسـاك صـدر النهار كان بىير نية‪ ،‬وانما لكل امرن ما‬
‫نوى‪ ،‬فكيا يثاب على امســاك لم يقصــده ولم ينوه؟! وكونه صــام اليوم كله ال يوجب أن‬
‫يثاب عليه كله"‪.‬‬
‫(‪ )136‬ظال شيخ اإلسالم "فهو على الخالا في الصالة"‪ ،‬وظد أثبتنا في الصالة أن‬
‫األظرب الى اختياره بال ريب أن الصالة ال تبطل‪ ،‬وذكرنا أدلة المسألة في ‪ 1521‬من‬
‫كتاب الصالة‪.‬‬
‫(‪ )137‬ذكر وجهين ولم يرجح‪ ،‬واألظرب أنها كالتي ظبلها‪ ،‬وهللا أعلم‪.‬‬
‫‪32‬‬
‫غدا‬
‫هنارا قبل يوم الص ا ااوم بليلة مثل أن ينوي أن يص ا اوم ً‬
‫الفجر‪ ،‬وال تص ا ااح معه‪ ،‬وإن نوى ً‬
‫من قض ا ا ا ا ا ا اااء رمض ا ا ا ا ا ا ااان جيزئااه(‪ ،)138‬خبالف مااا إذا نوى يف ليلااة صا ا ا ا ا ا ايااام اليوم الااذي يلي‬
‫يومهاا(‪ ،)139‬والنياة تتبع العلم‪ ،‬فاإن علم أن غ ًادا من رمض ا ا ا ا ا ا ااان فال باد من التعيني يف هاذه‬
‫صوما مطل ًقا مل جيزئه(‪ ،)140‬واألكل والشرب بنية الصوم نية‪ ،‬هو‬
‫نفال أو ً‬
‫الصورة‪ ،‬فإن نوى ً‬
‫حني يتعشا ااى‪ ،‬يتعشا ااى عشا اااء من يريد الصا ااوم(‪ ،)141‬وكل مسا االم يعتقد أن الصا ااوم واجب‬
‫غدا من رمضان فال بد أن ينوي‬
‫عليه وهو يريد أن يصوم شهر رمضان‪ ،‬فإذا كان يعلم أن ً‬
‫الصا ا ا ا ااوم؛ فإن النية حملها القلب وكل من علم ما يريد فال بد أن ينويه‪ ،‬والتكلم ابلنية ليس‬
‫واجبًا(‪.)142‬‬

‫(‪ )138‬يقول شـيخ اإلسـالم "ألن ليلة الصـوم تابعة له‪ ،‬فجاز تقديم النية عليها كما يجوز‬
‫تقـديمهـا على النوم‪ ،‬وألن النيـة اذا لم تفســـــخ فـإن حكمهـا بـا وان تقـدمـت على العبـادة‬
‫بزمن طويل‪ ،‬ما لم تفصـل بينهما عبادة من جنسـها ‪ ...‬فإن ظوله «ال صـيام لمن لم يجمث‬
‫الصـيام من الليل» ليس بنص [أي يحتمل التأويل]‪ ،‬فإن من نوى من النهار واسـتصـحب‬
‫النيـة الى الفجر فقـد أجمث الصــــيـام من الليـل ألن اإلجمـاع أعم من أن يكون مبتـدأ أو‬
‫ذكرا أو حك ًما"‪.‬‬
‫مستصحبًا ً‬
‫(‪ )139‬يقول شـيخ اإلسـالم "تخلل بين وظت النية ووظت العبادة وظت يصـلح ألداء مثل تلك‬
‫العبادة"‬
‫(‪ )140‬يقول شـيخ اإلسـالم "ألن هللا أمره أن يقصـد أداء الواجب عليه وهو شـهر رمضـان‬
‫الذي علم وجوبه‪ ،‬فإذا لم يفعل الواجب لم تبرأ ذمته"‪.‬‬
‫(‪ )141‬يقول شيخ اإلسالم "ولهذا يفر بين عشاء ليلة العيد وعشاء ليالي رمضان"‪.‬‬
‫(‪ )142‬يقول شـــيخ اإلســـالم "بإجماع المســـلمين فعامة المســـلمين انما يصـــومون بالنية‬
‫وصومهم صحيح بال نزاع بين العلماء"‪.‬‬
‫‪33‬‬
‫ابب أحكام املفطرين يف رمضان‬
‫ويباح الفطر يف رمضان ألربعة أقسام‪:‬‬
‫أحدها‪ :‬املريض(‪ )143‬الذي يتضا ا اارر به؛ مثل احلمى‪ ،‬أو ختاف املرأة اللوزتني‪ ،‬أو إذا احتاج‬
‫جهدا‬
‫ض ا ا ا اا أو ً‬
‫إىل مداواة عينه‪ ،‬ويف معىن املريض‪ :‬الص ا ا ا ااحيح الذي خياف من الص ا ا ا ااوم مر ً‬
‫اديدا‪ ،‬مثل من به عطاش ال يقدر يف احلر على الصا ااوم‪ ،‬وهو يقدر عليه يف الشا ااتاء‪ ،‬أو‬
‫شا ا ً‬
‫امرأة قد حاضت ‪-‬وهي صغرية‪ -‬والصوم جيهدها‪ ،‬وإن خاف من الصوم ضع ًفا عن عدوه‬

‫سفْ ٍر فْ ِع َّدة ٌ‬ ‫ش ُه ْر فْ ُليْص ُمه ْو ْم ُن ْكانْ ْم ِري ً‬


‫ضا أ ْ ُو ْ‬
‫علْى ْ‬ ‫ش ِه ْد ِم ُنكم ال َّ‬
‫(‪ )143‬ظال هللا تعالى {فْ ْم ُن ْ‬
‫ِم ُن أْي ٍَّام أخ ْْر}‪.‬‬
‫‪34‬‬
‫يف احلض ا ا ا اار أفطر(‪ ،)144‬واملريض يس ا ا ا ااتحب له الفطر‪ ،‬ويكره له الص ا ا ا ااوم(‪ ،)145‬فإن ص ا ا ا ااام‬
‫أجزأه(‪.)146‬‬

‫علْ ُي ِه‪ْ ،‬فلْ َّما ت ْ ْف َّر ْ النَّاس‬


‫ور ْ‬ ‫ي ‪ْ ،‬وه ْو ْم ُكث ٌ‬ ‫ســــ ِعي ٍد ُالخ ُد ِر َّ‬‫عة ظْا ْل‪ :‬أْتْيُت أْبْا ْ‬ ‫(‪ )144‬عن ظْزْ ْ‬
‫الس ـفْ ِر؟ فْقْا ْل‪:‬‬
‫الص ـ ُو ِم ِفي َّ‬ ‫َّ‬ ‫ع ِن‬ ‫س ـأ ْ ُلته‪ْ :‬‬
‫ع ُنه‪ْ ،‬‬‫ع َّما ْي ُس ـأْل ْك ْه ْال ِء ْ‬ ‫ع ُنه‪ ،‬ظ ُلت‪ِ :‬ا ِني ْال أ ْ ُس ـأْل ْك ْ‬ ‫ْ‬
‫صـيْا ٌم‪ ،‬ظْا ْل‪ :‬فْنْزْ ُلنْا ْم ُن ِز ًال‪ ،‬فْقْا ْل ْرسـول هللاِ ‪‬‬ ‫سـافْ ُرنْا ْم ْث ْرسـو ِل هللاِ ‪ ‬اِلْى ْم َّكةْ ْونْحُن ِ‬ ‫ْ‬
‫ام‪ْ ،‬و ِمنَّا ْم ُن‬
‫صـ ْ‬‫صـةً‪ ،‬فْ ِمنَّا ْم ُن ْ‬ ‫ْت ر ُخ ْ‬ ‫طر أ ْ ُظ ْوى لْك ُم» فْ ْكان ُ‬ ‫عد ِوك ُم‪ْ ،‬و ُال ِف ُ‬
‫« ِانَّك ُم ظْ ُد ْدن ُْوت ُم ِم ُن ْ‬
‫طر أ ْ ُظ ْوى لْك ُم‪ ،‬فْأ ْ ُف ِطروا»‬ ‫عد ِوك ُم‪ْ ،‬و ُال ِف ُ‬ ‫صــــبِحو ْ‬ ‫ط ْر‪ ،‬ث َّم نْزْ ُل ْنـا ْم ُن ِز ًال آخ ْْر‪ ،‬فْقْـا ْل «اِنَّك ُم م ْ‬ ‫أ ْ ُف ْ‬
‫ط ُرنْا‪ ،‬ث َّم ظْا ْل‪ :‬لْقْ ُد ْرأْيُتنْا نْصـوم ْم ْث ْرسـو ِل هللاِ ‪ ‬بْ ُع ْد ذْ ِل ْك فِي ال َّ‬
‫سـفْ ِر"‬ ‫ع ُز ْمةً‪ ،‬فْأ ْ ُف ْ‬ ‫ْو ْكان ُ‬
‫ْت ْ‬
‫رواه مســـلم وأحمد‪ ،‬يقول شـــيخ اإلســـالم "والمســـلمون اذا ظاتلوا عدوهم وهم صـــيام لم‬
‫يمكنهم النكاية فيهم‪ ،‬وربما أضـعفهم الصـوم على القتال‪ ،‬فاسـتباح العدو بيضـة اإلسـالم‪،‬‬
‫وهل يشــك فقيه أن الفطر ههنا أولى من فطر المســافر‪ ،‬وظد أمرهم النبي ‪ ‬في غزوة‬
‫الفتح بـاإلفطـار ليتقووا على عـدوهم" نقلـه عنـه ابن القيم في بـدائث الفوائـد ‪ ،54/4‬وعقـب‬
‫ظائال "فعلل ذلك للقوة على العدو‪ ،‬ال للســفر"‪ ،‬وظد ذكرها شــيخ اإلســالم رواية عن أحمد‬ ‫ً‬
‫نقال عن الخالل في كتاب "الســــير"‪ ،‬وظال المرداوي "واختار الشــــيخ تقي الدين الفطر‬
‫للتقوي على الجهـاد‪ ،‬وفعلـه هو‪ ،‬وأمر بـه لمـا نزل العـدو دمشـــــق‪ ،‬وظـدمـه في «الفـائق»‪،‬‬
‫وهو الصواب"‪.‬‬
‫ضـانْ فْأ ْ ْم ْرهْا ْرسـول هللاِ ‪ ‬أ ْ ُن‬ ‫ع ُن ْ‬
‫صـ ُو ِم ْر ْم ْ‬ ‫ت ْي ُو ًما ْ‬ ‫ضـعفْ ُ‬‫عا ِئشـْ ةْ ‪« ‬أْنَّ ْها ْ‬
‫ع ُن ْ‬
‫(‪ْ )145‬‬
‫ي ْم ْكانْه ْي ُو ْمي ُِن» رواه النسائي في الكبرى وأعل باالنقطاع بين أبي العالء وعائشة‪،‬‬ ‫ض ْ‬‫ت ْ ُق ِ‬
‫وال يمنث االحتجاج وان صــح االنقطاع‪ ،‬وجود شــيخ اإلســالم اســناده‪ ،‬وظد ورد الحديث‬
‫ي يْ ُو ًما‪ ،‬أ ْ ُو ظْا ْل‪ :‬يْ ُو ْمي ُِن" أي شك الراوي بين‬ ‫ض ْ‬ ‫ت أ ْ ُن ت ْ ُق ِ‬‫برواية أخرى في النسائي " فْأ ِم ْر ُ‬
‫اليوم واليومين‪.‬‬
‫سا على المسافر كما سيأتي ‪-‬بإذن هللا‪.-‬‬ ‫(‪ )146‬ظيا ً‬
‫‪35‬‬
‫وللمس ا ااافر(‪ )147‬الذي له القص ا اار(‪ ،)148‬والفطر له أفض ا اال(‪ ،)149‬سا ا اواء كان س ا اافر حج أو‬
‫جهاد أو جتارة أو ‪،‬و ذلك من األسافار اليت ال يكرهها هللا ورساوله ‪ ،)150( ‬وكذلك لو‬
‫عاجزا‪ ،‬وسواء شق عليه الصوم‬
‫قادرا على الصيام أو ً‬
‫ً‬ ‫كان‬ ‫اء‬
‫و‬ ‫س‬‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫(‪)151‬‬
‫مكروها‬
‫ً‬ ‫كان السفر‬
‫اافرا يف الظل واملاء ومعه من خيدمه(‪( ،)152‬وال يفطر يف السا اافر‬
‫أو مل يشا ااق؛ كأن يكون مسا ا ً‬

‫(‪ )147‬لآلية التي في ‪.143‬‬


‫(‪ )148‬يقول شـيخ اإلسـالم في شـرح العمدة "وألن السـفر المطلق هو السـفر الذي يتكرر‬
‫فيه الشد والحل‪ ،‬وذلك هو مسافة القصر"‪ ،‬لكن ظال المرداوي في اإلنصاا "وظال الشيخ‬
‫ظصــيرا"‪ ،‬وال ريب أن هذا اختياره بناء على‬
‫ً‬ ‫تقى الدين‪ :‬يباح له الفطر‪ ،‬ولو كان الســفر‬
‫اختياره المخالا للمذهب في الصــــالة‪ ،‬وأثبتنا ما ظاله في شــــرح العمدة في المتن ألن‬
‫عمومه ال يخالا اختياره في الصــــالة وال يخالا المذهب‪ ،‬وظد فصــــلنا المســــألة عند‬
‫الحديث عمن له القصر في كتاب الصالة‪.‬‬
‫سـفْ ٍر فْ ْرأْى ِز ْحا ًما ْو ْرج ًال‬ ‫ع ُب ِد هللاِ ‪ ‬ظْا ْل « ْكانْ ْرسـول هللاِ ‪ ‬فِي ْ‬ ‫ع ُن ْجابِ ِر ب ُِن ْ‬ ‫(‪ْ )149‬‬
‫الس ـفْ ِر» رواه‬ ‫الص ـ ُوم فِي َّ‬ ‫ُس ِمنْ ُالبِ ِر َّ‬
‫ص ـائِ ٌم فْقْا ْل‪ :‬لْي ْ‬
‫علْ ُي ِه‪ ،‬فْقْا ْل‪ْ :‬ما ْهذْا‪ ،‬فْقْالوا‪ْ :‬‬ ‫ظْ ُد ظ ِل ْل ْ‬
‫ضـانْ ‪،‬‬ ‫ح فِي ْر ْم ْ‬ ‫ام ُالفْتُ ِ‬ ‫َّاس ‪« ‬أ ْ َّن ْرسـو ْل هللاِ ‪ ‬خ ْْر ْج ْ‬
‫ع ْ‬ ‫عب ٍ‬ ‫ع ِن اب ُِن ْ‬ ‫البخاري وأحمد‪ ،‬و ْ‬
‫ط ْر» متفق عليه‪ ،‬يقول شــيخ اإلســالم "وألنه آخر األمرين‬ ‫ام ْحتَّى بْلْ ْغ ُال ْكدِي ْد‪ ،‬ث َّم أ ْ ُف ْ‬ ‫فْ ْ‬
‫صــ ْ‬
‫مفطرا‪ ،‬ثم لم يسـافر بعدها في‬ ‫ً‬ ‫من النبي ‪ ،‬فإنه أفطر في أثناء غزوة الفتح‪ ،‬ثم لم يزل‬
‫رمضـــان‪ ،‬وانما ي خذ باألحدث فاألحدث من أمر رســـول هللا ‪ ،‬ولهذا كانت األحوال‬
‫التي في آخر عمره أفضل من األحوال التي في أول عمره"‪.‬‬
‫(‪ )150‬يقول شيخ اإلسالم "باتفا المسلمين"‪.‬‬
‫(‪ )151‬لما ذكرنا في كتاب الصالة في ‪.2009‬‬
‫علْى‬ ‫ع ُم ٍرو ُاأل ْ ُســــلْ ِمي ِ ‪ ،‬أ ْ َّنـه ْظـا ْل‪ْ :‬يـا ْرســــو ْل هللاِ‪ ،‬أ ْ ِجـد ِبي ظ َّوة ً ْ‬ ‫ع ُن ْح ُمزْ ة ْ ب ُِن ْ‬ ‫(‪ْ )152‬‬
‫صـةٌ ِمنْ هللاِ‪ ،‬فْ ْم ُن أ ْ ْخذْ‬ ‫ي ر ُخ ْ‬ ‫ي جنْا ٌح؟ فْقْا ْل ْرسـول هللاِ ‪ِ « ‬ه ْ‬ ‫علْ َّ‬ ‫سـفْ ِر‪ ،‬فْ ْه ُل ْ‬ ‫صـيْ ِام فِي ال َّ‬ ‫ال ِ‬
‫علْ ُي ِه» رواه مسـلم‪ ،‬والحديث عام‪ ،‬و"الحسـن‬ ‫سـ ٌن ْو ْم ُن أ ْ ْحبَّ أ ْ ُن يْصـ ْ‬
‫وم فْ ْال جنْا ْح ْ‬ ‫بِ ْها‪ ،‬فْ ْح ْ‬
‫هو المستحب" كما ظال شيخ اإلسالم‪.‬‬
‫‪36‬‬
‫احملرم)(‪ ،)153‬ومن قال‪ :‬إن الفطر ال جيوز للمسا ااافر إال إن عجز عن الصا اايام فإنه يسا ااتتاب‬
‫فإن ب وإال قتل(‪ ،)154‬وكذلك من أنكر على املفطر فإنه يسااتتاب من ذلك‪ ،‬ومن قال‪:‬‬
‫إن املفطر عليه إمث فإنه يستتاب من ذلك(‪ ،)155‬وليس يف الصوم يف رمضان للمسافر زايدة‬
‫وقت قضااه‪ ،‬وإال فال شايء عليه(‪ ،)157‬وإن صاام املساافر‬
‫فضال ‪ ،‬مث إذا أقام واتساع له ٌ‬
‫(‪)156‬‬

‫أجزأه(‪ ،)158‬لكن إن ش ااق عليه الص ااوم‪ ،‬أبن يكون ماش اايًا‪ ،‬أو ال جيد عش اااء يقويه‪ ،‬أو بني‬
‫يدي ه عدو خياف الض ا ااعف عنه ابلص ا ااوم‪ ،‬أو يص ا ااري كال على رفقائه‪ ،‬أو يس ا ااوء خلقه و‪،‬و‬
‫وغلوا بيث يعتقد أن الفطر نقص يف‬
‫ً‬ ‫ا‬ ‫ق‬
‫ً‬ ‫تعم‬ ‫اام‬
‫ا‬ ‫ص‬ ‫إن‬ ‫كذلك‬
‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ذلك‪ ،‬كره له الص ااوم(‪)159‬‬

‫(‪ )153‬لما ذكرنا في كتاب الصالة في ‪ ،2010‬ويخالا في هذه المسألة شيخ اإلسالم‬
‫المذهب كما فصلنا في نفس النقطة من كتاب الصالة‪ ،‬وأثبتنا ظول المذهب في المتن‬
‫على شرطنا‪.‬‬
‫(‪ )154‬ألنه خالا اإلجماع‪.‬‬
‫(‪ )155‬يقول شـيخ اإلسـالم "فإن هذه األحوال خالا كتاب هللا وخالا سـنة رسـول هللا ‪‬‬
‫وخالا اجماع األمة"‪.‬‬
‫جُر ِمثُل ْما ْكانْ ْي ُع ْمل‬‫ب لْه ِمنْ ُاأل ْ ِ‬ ‫سـافْ ْر كتِ ْ‬ ‫ض ُال ْعبُد أ ْ ُو ْ‬‫(‪ )156‬ظْا ْل ْرسـول هللاِ ‪ِ " ‬اذْا ْم ِر ْ‬
‫صـ ـ ِحي ًحا" رواه أحمد والبخاري‪ ،‬يقول شـــيخ اإلســـالم "فإذا ســـافر في رمضـــان‬ ‫م ِقي ًما ْ‬
‫وأفطر كتب له صوم رمضان‪ ،‬ثم اذا ظضاه كتب له صوم القضاء‪ ،‬فال يكون في الصوم‬
‫زيادة فضل"‪.‬‬
‫(‪ )157‬ألنه فعل ما شرع له ولم يفرط‪.‬‬
‫علْ ُي ِه" الذي في ‪.152‬‬ ‫وم فْ ْال جنْا ْح ْ‬ ‫( ) لحديث " ْو ْم ُن أ ْ ْحبَّ أ ْ ُن يْص ْ‬
‫‪158‬‬

‫ضانْ‬‫ح ِالْى ْم َّكةْ فِي ْر ْم ْ‬‫ام ُالفْتُ ِ‬


‫ع ْ‬‫ع ُب ِد هللاِ ‪ ،‬أ ْ َّن ْرسو ْل هللاِ ‪ ‬خ ْْر ْج ْ‬ ‫ع ُن ْجابِ ِر ب ُِن ْ‬ ‫(‪ْ )159‬‬
‫ظ ْر النَّاس‬ ‫ح ِم ُن ْماءٍ فْ ْرفْ ْعه‪ْ ،‬حتَّى نْ ْ‬ ‫ام النَّاس‪ ،‬ث َّم ْد ْ‬
‫عا بِقْ ْد ٍ‬ ‫ع ُالى ِْم ِيم‪ ،‬فْ ْ‬
‫ص ْ‬ ‫ام ْحتَّى بْلْ ْغ ك ْرا ْ‬‫ص ْ‬‫فْ ْ‬
‫صـاة‪ ،‬أولْئِ ْك‬ ‫ام‪ ،‬فْقْا ْل «أولْئِ ْك ُالع ْ‬ ‫اس ظْ ُد ْ‬
‫صـ ْ‬ ‫ض النَّ ِ‬‫ب‪ ،‬فْ ِقي ْل لْه بْ ُع ْد ذْ ِل ْك‪ِ :‬ا َّن بْ ُع ْ‬
‫ِالْ ُي ِه‪ ،‬ث َّم شـْ ِر ْ‬
‫صاة» رواه مسلم‪.‬‬ ‫ُالع ْ‬
‫‪37‬‬
‫ال اادين و‪،‬و ذل ااك(‪ ،)160‬وأم ااا من ص ا ا ا ا ا ا ا ااام وهو مرف ااه من غري تغري يف ح ااال ااه‪ ،‬فال يكره‬
‫صومه(‪ ،)161‬فإن أضعفه عن ااهاد كره له‪ ،‬بل جيب إن منعه عن الواجب(‪.)162‬‬
‫وإذا نوى املس ا ا ا ا ا ا ااافر اإلقااماة يف بلااد أقال من أربعااة أايم فلااه الفطر(‪ ،)163‬ويفطر من عاادتاه‬
‫السا ا اافر إذا كان له بلد أيوي إليه؛ كالتاجر ااالب الذي جيلب الطعام وغريه من السا ا االع‪،‬‬
‫وكااملكااري الاذي يكري دواباه من ااالب وغريهم‪ ،‬وكاالثياد الاذي يس ا ا ا ا ا ا ااافر يف مص ا ا ا ا ا ا اااحل‬
‫املسا االمني‪ ،‬و‪،‬وهم‪ ،‬وكذلك املالح الذي له مكان يف الث يسا ااكنه(‪ ،)164‬فأما من كان معه‬
‫اافرا فهذا ال يقص ا ا اار وال يفطر(‪ ،)165‬وأهل‬
‫يف الس ا ا اافينة امرأته ومجيع مص ا ا اااحله وال يزال مس ا ا ا ً‬

‫ضــ ِر»‬ ‫الســفْ ِر ْك ُالم ُف ِط ِر فِي ُال ْح ْ‬


‫«الصــائِم فِي َّ‬
‫َّ‬ ‫ع ُواٍ ‪ ‬ظْا ْل‬ ‫الرحُ ْم ِن ب ُِن ْ‬ ‫ع ُن ْ‬
‫ع ُب ِد َّ‬ ‫(‪ْ )160‬‬
‫رواه النســائي‪ ،‬وظال البيهقي في اســناده انقطاع‪ ،‬وال يمنث عندنا االحتجاج‪ ،‬وظد احتَ به‬
‫شـيخ اإلسـالم وظال "يعني‪ :‬من صـامه معتقدًا وجوب صـومه‪ ،‬والتشـبيه به في اإلثم ال في‬
‫وجوب القضاء"‪.‬‬
‫صـ ْيا ٌم‪،‬‬‫اء ْوالنَّاس ِ‬ ‫السـ ْم ِ‬ ‫سـ ِعي ٍد ‪ ‬ظْا ْل‪ :‬أْت ْى ْرسـول هللاِ ‪ْ ‬‬
‫علْى نْ ْه ٍر ِمنْ َّ‬ ‫ع ُن أ ْ ِبي ْ‬ ‫(‪ْ )161‬‬
‫"اشـ ْربوا أْي ْها النَّاس" ظْا ْل‪ :‬فْأْبْ ُوا‪ ،‬ظْا ْل‬
‫علْى بْ ُىلْ ٍة لْه‪ ،‬فْقْا ْل ُ‬ ‫شـاةً‪ْ ،‬ونْ ِبي هللاِ ْ‬ ‫صـائِاٍ م ْ‬ ‫فِي يْ ُو ٍم ْ‬
‫ب" فْأْبْ ُوا‪ ،‬ظْا ْل‪ :‬فْثْنْى ْرسول هللاِ ‪ ‬فْ ِخذْه‪ ،‬فْنْزْ ْل‪،‬‬ ‫سرك ُم‪ِ ،‬انِي ْرا ِك ٌ‬ ‫" ِانِي لْسُت ِمثُلْك ُم‪ِ ،‬انِي أ ْ ُي ْ‬
‫ب" رواه احمد وصــححه محققو المســند‪،‬‬ ‫ب النَّاس‪ْ ،‬و ْما ْكانْ ي ِريد أ ْ ُن يْ ُش ـ ْر ْ‬ ‫ش ـ ِر ْ‬‫ب ْو ْ‬ ‫فْ ْ‬
‫ش ـ ِر ْ‬
‫واستدل به شيخ اإلسالم وظال "فقد فر رسول هللا ‪ ‬بين الراكب والماشي"‪.‬‬
‫(‪ ) 162‬ألن الجهاد الواجب أوجب من الصيام الواجب‪ ،‬يقول شيخ اإلسالم "فالعدو‬
‫الصائل الذي يفسد الدين والدنيا ال شيء أوجب بعد اإليمان من دفعه" االختيارات‬
‫للبعلي‪.‬‬
‫سـا على الصـالة‪ ،‬كما بينا أدلة ذلك في حكم ظصـر الصـالة في كتاب الصـالة رظم‬ ‫(‪ )163‬ظيا ً‬
‫‪ ، 2000‬وهـذا نص نقـل البعلي عنـه في االختيـارات‪ ،‬ويوهم أنـه لو نوى أكثر من ذلـك‬
‫ليس له أن يفطر‪ ،‬وهو مخالا لما ظاله في ظصــــر الصــــالة‪ ،‬وعلى كل حال المثبت في‬
‫المتن المذهب‪.‬‬
‫(‪ )164‬لعموم األدلة‪.‬‬
‫(‪" ) 165‬غير ظاعن عن منزله‪ ،‬فلم يبح له الترخص‪ ،‬كالمقيم في البلد" المىني ‪.119/3‬‬
‫‪38‬‬
‫الباادياة‪ :‬كاأعراب العرب واألكراد والرتك وغريهم الاذين يش ا ا ا ا ا ااتون يف مكاان ويصا ا ا ا ا ا اايفون يف‬
‫مكان إذا كانوا يف حال ظعنهم من املش ا ا إىل املص ا اايف ومن املص ا اايف إىل املش ا ا ‪ :‬فإهنم‬
‫يقصا ا ا ا اارون‪ ،‬وأما إذا نزلوا مبشا ا ا ا ااتاهم ومصا ا ا ا اايفهم مل يفطروا ومل يقصا ا ا ا ااروا‪ ،‬وإن كانوا يتتبعون‬
‫املراعي(‪.)166‬‬
‫والثاين‪ :‬احلائض والنفس ا ا ا اااء تفطران(‪ )167‬وتقض ا ا ا اايان‪ ،‬وإن ص ا ا ا ااامتا مل جيزئهما‪ ،‬وال يص ا ا ا ااح‬
‫ص ا ااومهما(‪ ،)168‬وال جيوز هلما نية الص ا ااوم والكف عن األكل(‪ ،)169‬وم حاض ا اات يف أثناء‬
‫يوم بطل صا ا ا ا ااومها‪ ،‬ولو انقطع دمها يف أثناء يوم‪ ،‬وجب عليها قضا ا ا ا اااؤه(‪ ،)170‬وإن انقطع‬
‫دمها قبل الفجر وبيتت النية صح صومها وإن مل تغتسل(‪.)171‬‬

‫(‪ )166‬ألنهم أشبه بالمقيم‪.‬‬


‫(‪" )167‬أجمعت األمة على تحريم الصـــوم على الحائض والنفســـاء وعلى أنه ال يصـــح‬
‫صـــــومهـا كمـا ظـدمنـا نقلـه عن ابن جرير وكـذا نقـل اإلجمـاع غيره" المجموع للنووي‬
‫‪.354/2‬‬
‫(‪ )168‬باإلجماع‪.‬‬
‫(‪ )169‬لما ذكرنا من اجماع في ‪.167‬‬
‫(‪ )170‬ألن صومها فسد‪.‬‬
‫سا على الرجل اذا أصبح جنبًا‪ ،‬كما سنبين في ‪.241‬‬ ‫(‪ )171‬ظيا ً‬
‫‪39‬‬
‫والثالث‪ :‬احلامل واملرضااع(‪ ،)172‬فاحلامل إذا خافت من الصااوم على ولدها؛ إما ألن ااوع‬
‫يضا ا ا ا ا ا اار به‪ ،‬أو الحتياجه إىل دواء تشا ا ا ا ا ا اربه‪ ،‬فيجوز هلا أن تفطر(‪ ،)173‬وعليهما مع الفطر‬
‫رطال‬
‫ض اا الفدية‪ ،‬وهي أن تطعم عن كل يوم مس ااكينًا(‪)175‬؛ تطعم ً‬ ‫القض اااء ‪ ،‬وعليها أي ً‬
‫(‪)174‬‬

‫من خبز أبدمه(‪ ،)176‬كذلك إن خافت على نفسا ااها تفطر وتقضا ااي وتطعم(‪ ،)177‬واملرضا ااع‬

‫علْ ُينـْا ْخيـُل‬‫ت ْ‬ ‫ب‪ْ  -‬ظـا ْل‪ :‬أْغـ ْ‬


‫ْار ُ‬ ‫هللا ب ُِن ْك ُعـ ٍ‬
‫ع ُبـ ِد ِ‬‫ع ُن أْن ِْس ب ُِن ْمـا ِلـكٍ ‪ْ -‬رجـ ٍل ِم ُن بْنِي ْ‬ ‫(‪ْ )172‬‬
‫س أ ْحدِثُ ْك‬ ‫ص ـائِ ٌم‪ ،‬ظْا ْل "ا ُج ِل ُ‬‫ْرس ـو ِل هللاِ ‪ ‬فْأْتْيُته ْوه ْو يْت ْ ْىدَّى‪ ،‬فْقْا ْل "ا ُدن فْك ُل" ظ ُلت‪ :‬اِنِي ْ‬
‫س ـافِ ِر‬ ‫ع ِن ُالم ْ‬ ‫الص ـ ْالةِ‪ْ ،‬و ْ‬
‫َّ‬ ‫شـ ُ‬
‫ط ْر‬ ‫س ـافِ ِر ْ‬ ‫ع ِن ُالم ْ‬ ‫ض ـ ْث ْ‬‫هللا ‪ْ ‬و ْ‬ ‫الص ـائِ ِم‪ِ ،‬ا َّن ْ‬
‫َّ‬ ‫الص ـ ُو ِم أ ْ ِو‬
‫َّ‬ ‫ع ِن‬‫ْ‬
‫ام"‪ْ ،‬وهللاِ لْقْ ُد ظْالْه ْما ْرســـول هللاِ ‪ِ ‬ك ْاله ْما أ ْ ُو‬ ‫الصـــيْ ْ‬ ‫الصـــ ُو ْم أ ْ ِو ِ‬
‫ضـــ ِث َّ‬ ‫ام ِل ْو ُالم ُر ِ‬ ‫ْو ُال ْح ِ‬
‫ط ْع ِام ْرســ ـو ِل هللاِ ‪ ،‬رواه أحمد وأبو‬ ‫ط ِع ُمت ِم ُن ْ‬ ‫ا نْ ُف ِســ ـي‪ ،‬ه َّْال ك ُنت ْ‬ ‫أ ْ ْح ْده ْما‪ ،‬فْ ْيا لْ ُه ْ‬
‫داود وظال األلباني حسن صحيح‪.‬‬
‫(‪ ) 173‬يقول شــيخ اإلســالم "ألنها أحوج الى الفطر من المســافر وبعض المرضــى‪ ،‬فإنه‬
‫يخاا هالك الولد بصومها"‪.‬‬
‫ظياس ـا على المســافر الذي ذكرت معه في ســيا واحد في الحديث الذي في ‪،172‬‬ ‫ً‬ ‫(‪)174‬‬
‫يقول شــيخ اإلســالم "ولم يرد اال وضــث األداء دون القضــاء ألنه ذكر المســافر‪ ،‬وانما‬
‫وضــث عنه ا ألداء فقط‪ ،‬وألنها ترجو القدرة على القضــاء‪ ،‬فهي كالمريض"‪ ،‬وظال "ألنها‬
‫ترجو القدرة عليه‪ ،‬فإذا ظدرت صامت كالمريض والمسافر"‪.‬‬
‫ضــــ ِث» رواه أبو داود وصـــــححـه‬ ‫ْت ِل ُلح ُبلْى ْو ُالم ُر ِ‬ ‫َّاس ‪ْ ‬ظـا ْل «أثُ ِبتـ ُ‬ ‫عبـ ٍ‬‫(‪ )175‬عن ابُنْ ْ‬
‫ين}‪.‬‬
‫ط ْعام ِم ُس ِك ٍ‬ ‫علْى الَّذِينْ ي ِطيقونْه فِ ُد ْيةٌ ْ‬ ‫{و ْ‬‫األلباني‪ ،‬يعني ظوله تعالى ْ‬
‫ط ٍة ربعه ِا ْدامه" رواه البيهقي وابن‬ ‫ين م ٌّد ِم ُن ِح ُن ْ‬ ‫َّاس ‪ ‬ظْا ْل " ِلك ِل ِم ُس ِك ٍ‬ ‫عب ٍ‬ ‫ع ِن اب ُِن ْ‬ ‫(‪ْ )176‬‬
‫ين"‪ ،‬وصـــححه الطريفي في التحجيل ‪ ،445‬والصـــاع‬ ‫ارةِ ُاليْ ِم ِ‬
‫أبي شـــيبة وزاد " فِي ْكفَّ ْ‬
‫ْســـا [بن مالكٍ ‪]‬‬ ‫ع ُن م ْح َّمدٍ‪ ،‬أ ْ َّن أْن ً‬ ‫خمســــة أرطال وثلث بالعراظي وهو أربعة أمداد‪ ،‬و ْ‬
‫ط ِعمه ُم خب ًُزا‬ ‫وم‪ ،‬فْ ْكانْ يْ ُج ْمث ث ْ ْالثِينْ ِم ُس ِكينًا‪ ،‬فْي ُ‬ ‫وت‪ ،‬فْلْ ُم يْ ُست ِْط ُث أ ْ ُن يْص ْ‬ ‫ض ظْ ُب ْل أ ْ ُن يْم ْ‬ ‫« ْم ِر ْ‬
‫اح ْدةً» رواه ابن أبي شيبة‪.‬‬ ‫ْولْ ُح ًما أ ْ ُكلْةً ْو ِ‬
‫اإلســــالم "فكأن ايجاب الفدية‬ ‫(‪ )177‬لعموم ظول ابن عباس ‪ ‬في ‪ ،175‬ويقول شــــيخ ٍ‬
‫ألجـل طـاظتهـا في الحـال ال ألجـل ولـدهـا‪ ،‬وابن عمر ذكر خوفهـا على ولـدهـا‪ ،‬وألن خوفهـا‬
‫على نفسها بسبب الحمل"‪.‬‬
‫‪40‬‬
‫كااحلاامال يف وجوب الفادياة(‪ ،)178‬وحكمهاا حكم احلاامال يف مجيع أمورهاا(‪ ،)179‬مث ال خيلو‬
‫ظئرا أبجرة أو غريها‪[ ،‬فأما األم فإن قبل غريها‪ ،‬وقدرت أن تستأجر‬
‫إما أن تكون والدة أو ً‬
‫له‪ ،‬أو كان له مال تسا ا ااتأجر منه‪ ،‬فلتفعل ذلك ولتصا ا اام‪ ،‬وإال جاز هلا الفطر](‪[ ،)180‬وأما‬
‫الظئر اليت ترضا ا ا ا ااع ولد غريها أبجرة أو بدوهنا فتسا ا ا ا ااتبيح اإلفطار كاسا ا ا ا ااتباحته لولدها‪ ،‬إذا‬
‫كانت حمتاجة إىل اإلرض اااع أو احتاج الولد إليها](‪ ،)181‬وطرده العمل يف الص اانائع الش اااقة‬
‫إذا بلغت منه ااهد‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬العاجز عن الصا ا ا ا ااوم يف احلال‪ ،‬وال يرجى قدرته عليه يف املآل‪ ،‬مثل الشا ا ا ا اايخ الكبري‬
‫ض ا ا اا ال يرجى برؤه‪ ،‬مثل ص ا ا اااحب‬
‫والعجوز الكبرية اللذين ال يطيقان الص ا ا ااوم‪ ،‬واملريض مر ً‬
‫العطاش الذي ال يصا ا ا ا ااث عن شا ا ا ا اارب املاء‪ ،‬أو من ال يصا ا ا ا ااث عن النكاح خياف إن قطعه‬
‫تش ااققت أنثياه‪ ،‬فيس ااقط الص اايام‪ ،‬وينتقل إىل اإلطعام‪ ،‬فيطعم لكل يوم مس ااكينًا(‪ ،)182‬وال‬
‫يكون على الذي ال يص ااث على النكاح كفارة مجاع(‪ ،)183‬و[يباح له ااماع مطل ًقا](‪،)184‬‬

‫(‪ ) 178‬يقول شـيخ اإلسـالم "ألنها انما ترضـث الطفل باختيارها في الجملة‪ ،‬بخالا الحامل‬
‫فإنها ال تسـتطيث مفارظة الجنين ‪ ...‬ووجوب الفدية هنا اذا خافت على نفسـها ظاهر فإنها‬
‫ظادرة على الصوم‪ ،‬وانما ارضاعها الذي يضعفها‪ ،‬وهو فعل لها"‪.‬‬
‫(‪ )179‬فإنها تخاا على ولدها اذا صــامت بتىير اللبن أو نقصــه‪ ،‬وظد تخاا على نفســها‬
‫اذا صامت وأرضعته بأن يضعفها ارضاعه‪.‬‬
‫(‪ )180‬نقلها شــيخ اإلســالم عن جده ‪-‬على األغلب‪ ،-‬ولم يذكر غيرها فدل على ترجيحه‬
‫لها‪ ،‬وهي وجه واحد في المذهب‪.‬‬
‫(‪ )181‬ألنه أكثر ما فيه أنه نوع ضرر ألجل المشا ‪ ،‬فهو كالمسافر في المضاربة يستبيح‬
‫بسفره ما يستبيح بالسفر لنفسه‪ ،‬وظد نقلها شيخ اإلسالم عن ابن عقيل ولم ينقل غيرها‪.‬‬
‫(‪ )182‬لما ذكرناه في ‪.44‬‬
‫(‪ )183‬ألن الصيام غير متعين عليه‪ ،‬فهو كالمسافر اذا وط ‪.‬‬
‫(‪ )184‬ذكر عن ابن عقيل أنه ال يجامث ويســـتخرج ماءه باالســـتمناء أو المباشـــرة‪ ،‬ونقل‬
‫المثبتة عن القاضــي واســتدل لها بقوة مما يدل على ميله اليها‪ ،‬ومما اســتدل به "ألن من‬
‫‪41‬‬
‫و[يب ا اااح ل ا ااه األك ا اال إذا أبيح ل ا ااه اام ا اااع](‪ ،)185‬وأم ا ااا تفطريه غريه‪ ،‬فال جيوز إال عن ا ااد‬
‫الض اارورة(‪ ،)186‬فإن أراد وطء زوجته أو أمته الص ااائمة‪ ،‬مل حيل له‪ ،‬وال هلا متكينه‪ ،‬وإمنا يباح‬
‫إخراج املاء‪ ،‬وال ضا اارورة إىل ما وراءه(‪[ ،)187‬فإذا مل تندفع الضا اارورة إال إبفسا اااد صا ااوم الغري‬
‫أبيح ذلك](‪.)188‬‬
‫حدا إن ترك األكل هلاك‪ ،‬وإمنا من‬
‫وليس املراد ابلش ا ا ا ا ا اايخ الكبري والعجوز الكبرية من بل ً‬
‫يلحقه مشاقة شاديدة يف الصايام‪[ ،‬وإن قوي الشايخ أو العجوز بعد ذلك على القضااء‪ ،‬أو‬
‫عويف املريض امليؤوس من برئه؛ أبن زال عطاش ااه وزال ش اابقه و‪،‬و ذلك بعد إخراج الفدية‪،‬‬
‫فال قضاء عليه](‪.)189‬‬

‫أبيح له اسـتخراج الماء بالمباشـرة دون الفرج أبيح له الجماع في الفرج كالمسـافر‪ ،‬وذلك‬
‫جميعـا ‪ ...‬وألنـه من أبيح لـه الفطر لعـذر صـــــار في حكم‬
‫ً‬ ‫ألن الفطر يحصـــــل بهمـا‬
‫المفطرين‪ ،‬وجاز له ما يجوز لهم مطلقًا كالمريض"‪.‬‬
‫(‪ ) 185‬ظدمها ومال اليها واستدل لها بأن "كما أنه يباح الجماع لمن يباح له األكل"‪.‬‬
‫(‪ )186‬يقول شيخ اإلسالم "ألنه افساد صوم صحيح لىير حاجة"‪.‬‬
‫(‪ ) 187‬ألن الضــــرورة تندفث بما دون الفرج واالســــتمناء باليد‪ ،‬فال يجوز التعدي الى ما‬
‫يضر بالىير‪.‬‬
‫(‪ ) 188‬نقلها شــيخ اإلســالم عن ابن ظدامة ولم ينقل غيرها فدل على اختياره لها‪ ،‬ودليل‬
‫ابن ظدامة "ألنه مما تدعو الضـــرورة اليه‪ ،‬فأبيح كفطره‪ ،‬وكالحامل والمرضـــث يفطران‬
‫خوفًا على ولديهما" المىني ‪.405/4‬‬
‫(‪ ) 189‬ظدمها شـيخ اإلسـالم واسـتدل لها أكثر ومما اسـتدل به "كما ظالوا في المعضـوب اذا‬
‫حجَ عن نفســـــه ثم ظوي ألن االعتبـار بمـا في اعتقـاده‪ ،‬وألنـه لو اعتقـد أنـه يقـدر على‬
‫القضــاء ثم مات ظبل القدرة عليه لم يكن عليه شــيء‪ ،‬فكذلك اذا اعتقد أنه ال يقدر عليه ثم‬
‫ظدر"‪ ،‬كما أنها الموافقة ألصوله‪ ،‬وهللا أعلم‪.‬‬
‫‪42‬‬
‫يوما)(‪ ،)190‬وفطره من‬
‫ومن أفطر بغري هذه األعذار‪( ،‬فيجب عليه القضا ا ا ا اااء عن كل يوم ً‬
‫الكبااائر‪ ،‬وفوات العني اب يف ذمتااه‪ ،‬عليااه أن يتوب منااه‪ ،‬وهو أعظم من أن متحوه كفااارة‬
‫مستحال لذلك‬
‫ً‬ ‫مقدرة أو تكرار الصيام أو غري ذلك(‪ ،)191‬وإذا أفطر يغري عذر يف رمضان‬
‫وهو عامل بتحرميه وجب قتله(‪ ،)192‬وإن مل يس ا ا ا ا ااتحل كان فاس ا ا ا ا ا ًقا عوقب بس ا ا ا ا ااب ما يراه‬

‫ضــانْ فْأ ْ ْم ْره ْرســول َّ ِ ‪ ‬أ ْ ُن ي ُع ِتقْ‬ ‫ط ْر فِي ْر ْم ْ‬ ‫ع ُن أْبِي ه ْري ُْرة ْ ‪ ،‬أ ْ َّن ْرج ًال أ ْ ُف ْ‬ ‫(‪ْ )190‬‬
‫ط ِع ْم ِسـتِينْ ِم ُسـ ِكينًا‪ ،‬ظْا ْل‪ْ :‬ال أ ْ ِجد‪ ،‬فْقْا ْل لْه ْرسـول‬ ‫شـ ُه ْري ُِن متْت ْابِ ْعي ُِن‪ ،‬أ ْ ُو ي ُ‬ ‫ْرظْبْةً‪ ،‬أ ْ ُو يْصـ ْ‬
‫وم ْ‬
‫ْصــ ـ َّد ُ بِ ِه»‪،‬‬ ‫ي ْرســــول َّ ِ ‪ ‬بِ ْع ْر ٍ فِي ِه ت ُْم ٌر‪ ،‬فْقْا ْل «خ ُذ ْهذْا فْت ْ‬ ‫س»‪ ،‬فْأتِ ْ‬ ‫َّ ِ ‪« ‬اجُ ِل ُ‬
‫ت أ ْ ُن ْيابه‪ْ ،‬وظْا ْل لْه‬
‫ض ِح ْك ْرسول َّ ِ ‪ْ ‬حتَّى ْب ْد ُ‬ ‫فْقْا ْل‪ْ :‬يا ْرسو ْل َّ ِ‪ْ ،‬ما أ ْ ْح ٌد أْحُ ْوج ِمنِي‪ ،‬فْ ْ‬
‫اسـ ـت ْ ُى ِف ِر َّ ْ» رواه أبو داود وصـــححه األلباني‪،‬‬ ‫ت‪ْ ،‬وأ ْ ُهل بْ ُيتِ ْك‪ْ ،‬وصـ ـ ُم يْ ُو ًما‪ْ ،‬و ُ‬ ‫«ك ُله أ ْ ُن ْ‬
‫أيضـا "ألنه‬ ‫ً‬ ‫وفي اسـناده كالم طويل‪ ،‬وظد اسـتدل به شـيخ اإلسـالم في شـرح العمدة‪ ،‬وظال‬
‫اذا وجب القضـاء على المعذور‪ ،‬فعلى غير المعذور أولى ‪ ،"...‬لكنه ضـعا الحديث في‬
‫منهاج السـنة وظال "وظد جاء ذكر أمره بالقضـاء في حديث ضـعيا ضـعفه العلماء‪ :‬أحمد‬
‫أيضــــا "وكذلك جاء في الذي يســــتقيء عمدًا أنه يعيد‪ ،‬وهذا لم‬ ‫ً‬ ‫بن حنبل وغيره"‪ ،‬وظال‬
‫يثبـت رفعـه‪ ،‬وانمـا ثبـت أنـه موظوا على أبي هريرة‪ ،‬وبتقـدير صـــــحتـه فيكون المراد بـه‬
‫المعـذور الذي اعتقـد أنه يجوز له االســـــتقـاء‪ ،‬أو المريض الذي احتـاج الى أن يســـــتقيء‬
‫أيضــــا‪ ،‬هذا وان كانت له‬ ‫ً‬ ‫نحوا من هذا الكالم في مجموع الفتاوى‬ ‫فاســــتقاء ‪ ،"...‬وظال ً‬
‫فتوى في مجموع الفتـاوى أنـه يقضـــــي‪ ،‬لكن عـدم القضـــــاء موافق الختيـاره األخير في‬
‫ا لصـالة‪ ،‬ولما نقله أصـحابه عنه‪ ،‬وان كان عدم القضـاء في الصـالة خرجناه على مذهب‬
‫اإلمام وهو رواية لبعض األصــحاب على تفصــيل بيناه في كتاب الصــالة النقطة ‪،759‬‬
‫ظائال به من األصـحاب اال شـيخ اإلسـالم‪ ،‬وان كان‬ ‫لكن عدم القضـاء في الصـوم ال أعلم ً‬
‫هناك وجهة لتخريجه معتمدة على رواية تكفير تارك الصـيام كما فعلنا في الصـالة‪ ،‬لكن‬
‫ظائال بها من األصــــحاب بخالا الصــــالة‪ ،‬فأثبتنا في المتن ما‬ ‫يعكر عليها أني ال أعلم ً‬
‫أجمث عليه األصحاب خال شيخ اإلسالم‪.‬‬
‫ص ـةٍ‪ ،‬لْ ُم‬ ‫ض‪ْ ،‬و ْال ر ُخ ْ‬ ‫ض ـانْ ِم ُن ْ‬
‫غي ُِر ْم ْر ٍ‬ ‫ط ْر ْي ُو ًما ِفي ْر ْم ْ‬ ‫ع ِن النَّ ِبي ِ ‪ ‬ظْا ْل " ْم ُن أ ْ ُف ْ‬ ‫(‪ْ )191‬‬
‫صــــا ْمه" رواه أحمد‪ ،‬والبخاري لكن علقه بصــــيىة‬ ‫صــــ ْيام ال َّد ُه ِر ك ِل ِه‪ْ ،‬و ِا ُن ْ‬ ‫ع ُنه ِ‬ ‫ض ْ‬ ‫ْي ُق ِ‬
‫التمريض‪ ،‬وضعفه األلباني وغيره بجهالة راويين‪ ،‬وال يمنث االحتجاج عندنا‪ ،‬وظد استدل‬
‫به وبىيره مما في معناه شــيخ اإلســالم في شــرحه للعمدة على ما في المتن فيسـتفاد منه‬
‫ضا بين هذا الحديث وبين وجوب القضاء‪ ،‬كما يقول بعضهم‪.‬‬ ‫أنه ال يرى تعار ً‬
‫(‪ )192‬ألنه كفر باإلجماع‪.‬‬
‫‪43‬‬
‫اإلمام(‪ ،)193‬أما الكفارة فال جتب إال اباماع يف رمضااان(‪ ،)194‬وهي على الرتتيب‪ :‬العتق‪،‬‬
‫فإن مل جيد فصاايام شااهرين متتابعني‪ ،‬فإن مل يسااتطع فإطعام سااتني مسااكينًا(‪ ،)195‬فإن عجز‬
‫عن الكفارات الثالث تسا ااقط عن ذمته(‪ ،)196‬بينما تبقى سا ااائر الكفارات ككفارة الظهار‬

‫ضانْ ‪ ،‬فْقْا ْل‪:‬‬ ‫ب ُالخ ُْم ْر فِي ْر ْم ْ‬ ‫ُخ ش ِْر ْ‬ ‫شي ٍ‬


‫ي ع ْمر بِ ْ‬ ‫ع ُب ِد َّ ِ ب ُِن أْبِي ُالهذْ ُي ِل‪ ،‬ظْا ْل‪ :‬أتِ ْ‬ ‫ع ُن ْ‬ ‫(‪ْ )193‬‬
‫ش ِام‪ ،‬رواه عبد‬ ‫سيَّره ِالْى ال َّ‬ ‫ض ْر ْبه ث ْ ْمانِينْ ‪ ،‬ث َّم ْ‬
‫ص ْيا ٌم‪ ،‬ظْا ْل‪ :‬فْ ْ‬ ‫ِل ُل ْم ُن ِخ ْري ُِن ِل ُل ْم ُن ِخ ْري ُِن‪ْ ،‬و ِو ُل ْداننْا ِ‬
‫اء ب ُِن أ ْ ِبي‬
‫ط ِ‬ ‫ع ْ‬
‫ع ُن ْ‬ ‫الرزا والبيهقي‪ ،‬وصححه اسناده الطريفي في التحجيل ‪ ،523‬و ْ‬
‫ب ُالخ ُْم ْر فِي ْر ْمضانْ ‪،‬‬ ‫ع ْر ش ِْر ْ‬ ‫شا ْ‬ ‫ي ال َّ‬ ‫ي ُال ْح ِ‬
‫ارثِ َّ‬ ‫ب النَّ ْجا ِش َّ‬ ‫ض ْر ْ‬ ‫ع ِليَا ْ‬ ‫ع ُن أْبِي ِه‪ ،‬أ ْ َّن ْ‬ ‫ْم ُر ْوانْ ‪ْ ،‬‬
‫ض ْربْه ِع ُش ِرينْ ‪ ،‬ث َّم ظْا ْل لْه "اِنَّ ْما ْجلْ ُدت ْك ْه ِذ ِه‬ ‫سه‪ ،‬فْأ ْ ُخ ْر ْجه ُال ْى ْد‪ ،‬فْ ْ‬ ‫ض ْربْه ث ْ ْمانِينْ ‪ ،‬ث َّم ْحبْ ْ‬ ‫فْ ْ‬
‫ضانْ " رواه عبد الرزا والبيهقي وحسن‬ ‫ار ْك فِي ْر ْم ْ‬ ‫ط ِ‬‫علْى َّ ِ‪ ،‬وا ُف ْ‬ ‫ُال ِع ُش ِرينْ ِلج ُرأْتِ ْك ْ‬
‫اسناده األلباني‪ ،‬واستدل بهما شيخ اإلسالم‪.‬‬
‫ش ـأُن ْك؟‬ ‫ع ُن أْبِي ه ْري ُْرة ْ ‪ ‬ظْا ْل « ْجا ْء ْرج ٌل ِالْى النَّبِي ِ ‪ ‬فْقْا ْل‪ْ :‬هلْ ُكت‪ ،‬ظْا ْل‪ْ :‬و ْما ْ‬ ‫(‪ْ )194‬‬
‫ضـــانْ ‪ ،‬ظْا ْل‪ :‬ه ُْل ت ِْجد ْما ت ُعتِق ْرظْبْةً؟‪ ،‬ظْا ْل‪ْ :‬ال‪ ،‬ظْا ْل‪ :‬فْ ْه ُل‬ ‫علْى ُام ْرأْتِي فِي ْر ْم ْ‬ ‫ظْا ْل‪ْ :‬وظْ ُعت ْ‬
‫ط ِع ْم ِسـتِينْ ِم ُسـ ِكينًا‪،‬‬ ‫شـ ُه ْري ُِن متْت ْا ِب ْعي ُِن؟‪ ،‬ظْا ْل‪ْ :‬ال‪ ،‬ظْا ْل‪ :‬فْ ْه ُل ت ْ ُسـت ِْطيث أ ْ ُن ت ُ‬ ‫وم ْ‬‫ت ْ ُسـت ِْطيث أ ْ ُن تْصـ ْ‬
‫علْى أ ْ ُفقْ ْر‬ ‫ْصـــ َّد ُ بِ ِه‪ ،‬فْقْا ْل‪ :‬أ ْ ْ‬
‫ي النَّبِي ‪ ‬بِ ْع ْر ٍ فِي ِه ت ُْم ٌر‪ ،‬فْقْا ْل‪ :‬خ ُذ ْهذْا فْت ْ‬ ‫ظْا ْل‪ْ :‬ال أ ْ ِجد‪ ،‬فْأتِ ْ‬
‫ط ِع ُمه أ ْ ُهلْ ْك» متفق عليه‪ ،‬يقول شـيخ اإلسـالم‬ ‫ِمنَّا؟ ْما بْيُنْ ْالبْت ْ ُي ْها أ ْ ُفقْر ِمنَّا‪ ،‬ث َّم ظْا ْل‪ :‬خ ُذه فْأ ْ ُ‬
‫"فـأمره النبي ‪ ‬بـالكفـارة عقيـب ذلـك‪ ،‬فهـذا مفســـــر في أن النبي ‪ ‬انمـا أمره بـالكفـارة‬
‫ألجـل الجمـاع ‪ ...‬نعم داعيـة األكـل أكبر وأعم‪ ،‬لكن داعيـة الجمـاع اذا وظعـت كـانـت أشـــــد‬
‫وأظوى‪ ،‬فلو سـوى بين األكل والجماع في الكفارة‪ ،‬لسـوى بين شـيئين ظد فرظت األصـول‬
‫بينهما‪ ،‬بحيث لم يســــو بينهما في موضــــث واحد من الشــــريعة‪ ،‬فكيا يصــــح مثل هذا‬
‫أيضــا باألثرين في النقطة الســابقة على أن الكفارة‬ ‫ً‬ ‫القياس؟!"‪ ،‬واســتدل شــيخ اإلســالم‬
‫مختصة بالجماع ألنه لم يأمر أي من الخليفتين بالكفارة‪.‬‬
‫(‪ ) 195‬يدل على الترتيب الحديث المذكور في النقطة الســـابقة‪ ،‬وهي الرواية المشـــهورة‬
‫للحديث وتحمل عليها الروايات األخرى‪.‬‬
‫(‪ )196‬يقول شــــيخ اإلســــالم "لحديث األعرابي [الذي في ‪ ]194‬فإن النبي ‪ ‬أمره أن‬
‫عاجزا‪ ،‬ألن التكفير انما‬ ‫ً‬ ‫يطعم العر أهل بيته‪ ،‬ولم يأمره أن يقضــــي اذا أيســــر‪ ،‬وكان‬
‫يكون بما يفضــــل عن حاجته‪ ،‬وألنه حق مالي يجب ى على وجه الطهرة للصــــائم‪ ،‬فلم‬
‫يجـب على العـاجز كصـــــدظـة الفطر‪ ،‬بخالا بقيـة الكفـارات‪ ،‬فـإنهـا ال تجـب على وجـه‬
‫الطهرة في الصيام"‪.‬‬
‫‪44‬‬
‫واليمني يف ذمته(‪ ،)197‬كذلك الكفارة الص ا ا ا ااغرى يف الص ا ا ا اايام‪ ،‬وهي فدية املرض ا ا ا ااع واحلامل‬
‫والشيخ الكبري والعجوز الكبرية(‪.)198‬‬
‫وجيب العتق إذا وجد الرقبة أو نها فاضا ا ًاال عن حوائجه األصا االية‪ ،‬فإن قدر على العتق يف‬
‫الصا ا ا ا ا ا اياام مل يلزماه االنتقاال(‪ ،)199‬كاذلاك إن كاان عااد ًماا هلاا وقات الوجوب‪ ،‬مث وجادهاا قبال‬
‫الصوم ال تلزمه(‪.)200‬‬

‫(‪ )197‬لما ذكرنا في النقطة السابقة‪.‬‬


‫(‪ ) 198‬ألنها بدل عن الصــيام الواجب‪ ،‬فلما لم يســقط الصــيام بالعجز عنه فكذلك بدله ال‬
‫يسقط بالعجز عنه اذا ظدر عليه بعد ذلك‪.‬‬
‫مطرد لنا في الكفارات كلها‪ ،‬اذا ظدر على التكفير‬ ‫(‪ )199‬يقول شـيخ اإلسـالم "وهذا أصـ ٌل َّ‬
‫بالمال بعد الشـــروع في الصـــيام لم يلزمه االنتقال ألن الصـــوم ال يبطل بوجود الرظبة‬
‫والهدي"‪ ،‬وهو منصــوص أحمد في كفارة الجماع كما ذكر ابن مفلح في الفروع ‪،56/5‬‬
‫وال خالا في المذهب فيها‪.‬‬
‫(‪ ) 200‬يقول ابن ظـدامـة "الكفـارة تجـب على وجـه الطهرة‪ ،‬فكـان االعتبـار فيهـا بحـالـة‬
‫الوجوب كالحد‪ ،‬أو نقول‪ :‬من وجب عليه الصــيام في الكفارة‪ ،‬لم يلزمه غيره‪ ،‬كالعبد اذا‬
‫أعتق‪ ،‬ويفار الوضـوء‪ ،‬فإنه لو تيمم ثم وجد الماء‪ ،‬بطل تيممه‪ ،‬وههنا لو صـام‪ ،‬ثم ظدر‬
‫على الرظبة‪ ،‬لم يبطل صـومه‪ ،‬وليس االعتبار في الوضـوء بحالة األداء‪ ،‬فإن أداءه فعله‪،‬‬
‫وليس ا العتبار به‪ ،‬وانما االعتبار بأداء الصــــالة‪ ،‬وهي غير الوضــــوء‪ ،‬وأما الحَ فهو‬
‫عبـادة العمر‪ ،‬وجميعـه وظـت لهـا‪ ،‬فمتى ظـدر عليـه في جزء من وظتـه وجـب‪ ،‬بخالا‬
‫مسألتنا" المىني ‪ ،108/11‬هذا ويوجد سقط في الصيام في شرح العمدة عند ذكر الحكم‪،‬‬
‫لكنه ذكر في الحَ "فإن وجب عليه الصــوم فلم يشــرع فيه حتى وجد الهدي‪ ،‬فهل يلزمه‬
‫أيضــا‪ ،‬وبنوا ذلك‬
‫ً‬ ‫االنتقال اليه؟ ذكر أصــحابنا فيه روايتين‪ ،‬أصــحهما ال يلزمه االنتقال‬
‫على الروايتين في الكفـارة‪ :‬هل العبرة بحـال الوجوب أو بأغلظ الحـالين من حال الوجوب‬
‫واألداء؟" وهو يوسـث في االنتقال في الهدي أكثر من الصـوم‪ ،‬فصـار المثبت اختياره بال‬
‫ريب‪.‬‬
‫‪45‬‬
‫دبرا‪ ،‬من ذكر أو أنثى(‪ ،)201‬وسا ا ا اواء‬
‫قبال أو ً‬
‫والكفارة جتب اباماع يف الفرج‪ ،‬سا ا ا اواء كان ً‬
‫أنزل املاء أو مل ينزل(‪[ ،)202‬كذلك إذا أوجل يف فرج هبيمة](‪.)203‬‬
‫فأما املباشا ا ا ا ا اارة فيما دون الفرج بقبلة أو جس أو وطء دون الفرج أو غري ذلك بيث ميس‬
‫بادناه بادن امرأة لش ا ا ا ا ا ااهوة‪ ،‬إذا مل ينزل هباا فال قض ا ا ا ا ا اااء علياه وال كفاارة(‪ ،)204‬وإن أنزل املااء‬
‫األعظم فسد صومه(‪ ،)205‬وال كفارة على من أنزل ابملعانقة والقبلة واملباشرة(‪[ ،)206‬كذلك‬
‫إن أنزل اباماع دون الفرج؛ أبن يباش ا اارها بفرجه يف موض ا ااع من بدهنا على أي وجه كان‪،‬‬
‫س اواء أوجل بني فخذيها و‪،‬ومها من بدهنا أو مل يوجل](‪ ،)207‬وإن اسااتمىن بيده فعليه القضاااء‬

‫(‪ )201‬ألنه أفسد صوم رمضان بجماع فأوجب الكفارة‪ ،‬كالوطء‪.‬‬


‫(‪ ) 202‬يقول شــيخ اإلســالم "ألنه جماع يوجب الىســل‪ ،‬فأفســد الصــوم‪ ،‬وأوجب الكفارة‪،‬‬
‫كجماع المرأة"‪.‬‬
‫(‪ )203‬ألنه وطء في فرج موجب للىسل‪ ،‬مفسد للصوم‪ ،‬فأشبه وطء اآلدمية‪ ،‬وظد مال الى‬
‫هذه الرواية شــيخ اإلســالم واســتدل لها أكثر‪ ،‬كما أن الرواية األخرى مأخذها أنه ال يقام‬
‫على من يطأ البهيمة الحد‪ ،‬ويميل شيخ اإلسالم الى أنه يقتل هو والبهيمة‪.‬‬
‫صـــائِ ٌم‪ْ ،‬و ْكانْ أ ْ ُملْ ْكك ُم‬ ‫ت « ْكانْ النَّ ِبي ‪ ‬يقْ ِبل ْويبْ ِ‬
‫اشـ ـر ْوه ْو ْ‬ ‫شـــةْ ‪ ‬ظْالْ ُ‬ ‫ع ُن ْ‬
‫عائِ ْ‬ ‫(‪ْ )204‬‬
‫ِ ِإل ُربِ ِه» متفق عليه‪.‬‬
‫(‪ )205‬يقول ابن ظدامة "ال نعلم بين أهل العلم خالفًا‪ ،‬في أن من جامث في الفرج فأنزل أو‬
‫لم ينزل‪ ،‬أو دون الفرج فأنزل‪ ،‬أنه يفسـد صـومه‪ ،‬وظد دلت األخبار الصـحيحة على ذلك"‬
‫المىني ‪ ،372/4‬وظـد خـالا ابن حزم في اإلنزال دون الفرج ولعلـه ال ْيعتـْد بخالفـه‪ ،‬أو‬
‫مسبو بإجماع السلا‪.‬‬
‫(‪ ) 206‬ألن األصـــــل براءة الـذمـة‪ ،‬والوطء في الفرج يفـار غيره في ثبوت اإلحصـــــان‬
‫واإلحالل ووجوب الىسـل بمجرده‪ ،‬والحد والمهر والعدة والصـهر اتفاظًا‪ ،‬وهو االسـتمتاع‬
‫التام‪ ،‬فال يلزم من وجوب الكفارة فيه وجوبها فيما دونه‪ ،‬وكون هذه اختيار شـيخ اإلسـالم‬
‫بين ألنه نص أن ظاهر مذهب أحمد أنه ال كفارة اال بالجماع‪.‬‬
‫(‪ )207‬لنفس ما عللت به النقطة السـابقة‪ ،‬وان كان شـيخ اإلسـالم ذكرها رواية من ثالث‪،‬‬
‫وذكر أن ظول ظدماء أصــــحاب أحمد على التفريق بين هذه النقطة والتي ظبلها فيوجبون‬
‫هنـا الكفـارة‪ ،‬لكنـه اســــتـدل لعـدم الكفـارة أكثر وظـدمهـا‪ ،‬كمـا أن ظـاهر اطالظـه في مجموع‬
‫الفتاوى بأن مذهب أحمد أنه ال كفارة اال بالجماع‪ ،‬يدل على اختياره ما أثبتناه‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫دون الكفارة‪ ،‬وإن تسا ا ا ا ا اااحقت امرأ ن فأنزلتا‪ ،‬وجب القضا ا ا ا ا اااء وال كفارة عليهما‪ ،‬كذلك‬
‫اجملبوب إذا سا ا ا ا اااحق النسا ا ا ا اااء أو فاخذ الرجال فأنزل(‪ ،)208‬أما اخلصا ا ا ا ااي‪ ،‬فبمجرد إيالجه‬
‫يفسد صومه وجتب الكفارة(‪.)209‬‬
‫وأماا النظر‪ :‬فنظر الفجاأة معفو عناه‪ ،‬فاإن خرج مناه املااء يف عقبهاا فال ش ا ا ا ا ا اايء علياه(‪،)210‬‬
‫وإن تعمد النظر لش ا ا ا ا ااهوة مل حيل له‪ ،‬فإن أنزل بذلك وكان قد ص ا ا ا ا اارف بص ا ا ا ا ااره يف احلال؛‬
‫فصا ا ااومه صا ا ااحيح(‪ ،)211‬أما إن كان كرر النظر فأمىن‪ ،‬لزمه القضا ا اااء(‪ ،)212‬وال كفارة عليه‪،‬‬
‫وإن تفكر يف شاايء ح أنزل‪ :‬إن كان غلبه الفكر مل يفطر(‪ ،)213‬أما إن اسااتدعاه أو قدر‬
‫على دفعه عن قلبه فلم يفعل‪[ ،‬أفطر](‪.)214‬‬

‫(‪ )208‬كل ما سبق دليله ما ذكرناه في ‪ ،205‬و‪ ،206‬و‪.207‬‬


‫(‪ )209‬يقول شيخ اإلسالم "كما يجب عليه الحد"‪.‬‬
‫ظ ْر‪ ،‬فْإِ َّن ُاألولْى لْ ْك‬
‫ظ ْر النَّ ْ‬ ‫ع ِلي ٍ‪ ، ،‬ظْا ْل‪ :‬ظْا ْل ِلي ْرسـول هللاِ ‪ْ ‬‬
‫"ال تتُ ِب ِث النَّ ْ‬ ‫ع ُن ْ‬ ‫(‪ْ )210‬‬
‫ت ْلـ ْك ُاآل ِخ ْرة" رواه أحمـد وأبو داود وحســــنـه األلبـاني‪ ،‬يقول ابن ظـدامـة "النظرة‬ ‫ْولْي ْ‬
‫ُســــ ُ‬
‫األولى ال يمكن التحرز منها‪ ،‬فال يفسد الصوم ما أفضت اليه‪ ،‬كالفكرة" المىني ‪.364/4‬‬
‫(‪ )211‬ظـال مجـاهـد‪ :‬جـاء رجـل الى ابن عبـاس فقـال‪ :‬اني أحرمـت‪ ،‬فـأتتني فالنـة في زينتهـا‪،‬‬
‫فما ملكت نفسـي أن سـبقتني شـهوتي؟ فضـحك ابن عباس حتى اسـتلقى‪ ،‬وظال‪ :‬انك لشـبق‬
‫ال بأس عليك أهر د ًما‪ ،‬وظد تم حجك‪ ،‬رواه ســعيد في ســننه واســتدل به شــيخ اإلســالم‬
‫وظال "وال نعرا له مخالفًا في الصحابة وال في التابعين" ويقاس الصوم على الحَ‪.‬‬
‫ظ ِر ُالف ْجـا ْءةِ‬ ‫«ســـــأ ْ ُلـت ْرســــو ْل هللاِ ‪ْ ‬‬
‫ع ُن نْ ْ‬ ‫عبـُ ِد هللاِ ‪ْ ‬ظـا ْل ْ‬ ‫ع ُن ْج ِر ِ‬
‫ير ب ُِن ْ‬ ‫(‪ْ )212‬‬
‫ص ِري» رواه أحمد ومسلم‪ ،‬يقول شيخ اإلسالم "ألنه أنزل باستمتاع‬ ‫ا بْ ْ‬‫ص ِر ْ‬‫فْأ ْ ْم ْرنِي أ ْ ُن أ ْ ُ‬
‫محرم فأشـبه اإلنزال بالمباشـرة‪ ،‬وذلك ألن اسـتدامة النظر تحت ظدرته" واسـتدل بالحديث‬
‫الذي أوردناه‪.‬‬
‫عا فإنه ال‬ ‫(‪ )213‬يقول شـيخ اإلسـالم "ألنه يصـير كاإلنزال باالحتالم‪ ،‬وهو ال يفطر اجما ً‬
‫يدخل تحت ظدرته"‪.‬‬
‫(‪ )214‬ظهر ميله اليها ألنه نقل استدالالت أظوى وأكثر لها عن ابن عقيل‪ ،‬ومما نقله "ألنه‬
‫نهاه عن أن يذكر ذلك‪ ،‬ألن هذا افطار بسبب من جهته‪ ،‬داخل تحت ظدرته‪ ،‬فهو كاإلنزال‬
‫بإدامة النظر‪ ،‬فإن التفكر ي مر به تارة وينهى عنه أخرى‪ ،‬كمـا في الحـديث‪« :‬تفكروا في‬
‫‪47‬‬
‫وجتب كفارة ااماع يف رمضاان حلرمة الزمان وليس إلفسااد الصاوم الصاحيح‪ ،‬فلو جامع يف‬
‫القضاء أو النذر أو الكفارة‪ ،‬مل جتب عليه الكفارة(‪ ،)215‬وجتب بكل صوم يف هنار رمضان‪،‬‬
‫جممعا على وجوبه‬
‫مقطوعا أبنه من رمضان أم ال‪ ،‬وسواء كان صومه ً‬
‫ً‬ ‫سواء كان ذلك اليوم‬
‫أم ال(‪ ،)216‬ولو وطئ يف أول النهار‪ ،‬مث مرض أو جن أو سافر أو حاضت املرأة‪ ،‬مل تسقط‬
‫الكفارة(‪ ،)217‬ولو وطئ يف آخر يوم من رمضا ا ا ا ااان‪ ،‬فتبني له أنه من شا ا ا ا اوال‪ ،‬مل يكن عليه‬
‫كفارة(‪ ،)218‬وإن ترك النية لعدم العلم أبنه من رمض ا ا ا ااان وأمس ا ا ا ااك‪ ،‬مل يلزمه الكفارة(‪،)219‬‬
‫وإذا علم يف أثناء النهار أن اليوم من رمض ا ا ااان‪ ،‬وجب عليه اإلمس ا ا اااك‪ ،‬فلو وطئ فيه لزمته‬
‫الكفارة(‪.)220‬‬

‫آالء هللا وال تفكروا في هللا»"‪ ،‬والحديث المذكور ظال عنه السـخاوي في المقاصـد الحسـنة‬
‫مرفوعـا‪ :‬تفكروا في آالء َّ وال تتفكروا في َّ ‪ ،‬وأســـــانيـدهـا‬
‫ً‬ ‫"من حـديـث ابن عمر‬
‫ضعيفة‪ ،‬لكن اجتماعها يكتسب ظوة‪ ،‬والمعنى صحيح" ص ‪.261‬‬
‫(‪ )215‬ألنه لم يرد به نص‪ ،‬وغيره ال يساويه‪ ،‬ورد ابن ظدامة على من استثنى الجماع في‬
‫ظائال "جامث في غير رمضـان‪ ،‬فلم تلزمه كفارة‪ ،‬كما لو جامث في صـيام الكفارة‪،‬‬ ‫القضـاء ً‬
‫ويفار القضاء األداء ألنه متعين بزمان محترم‪ ،‬فالجماع فيه هتك له‪ ،‬بخالا القضاء"‬
‫المىني البن ظدامة ‪.378/4‬‬
‫(‪ )216‬يقول شيخ اإلسالم "ألن الكفارات ال تسقط بالشبهات كالحدود فإنها ليست عقوبة‪،‬‬
‫وزجرا عن اإلثم"‪.‬‬
‫ً‬ ‫وجبرا للفائت‪،‬‬
‫ً‬ ‫محوا للخطيئة‪،‬‬
‫بل ظد تجب ً‬
‫(‪ )217‬ألن وجبت في ذمته ظبل وجود العذر‪.‬‬
‫(‪ )218‬يقول شيخ اإلسالم "ألنه تبين أن الصوم لم يكن واجبا عليه"‪.‬‬
‫(‪ )219‬يقول شيخ اإلسالم "ألنه ليس بإمساك مأمور به"‪.‬‬
‫(‪ )220‬ألنه وطء محرم لحرمة رمضان‪ ،‬فأوجب الكفارة كوطء الصيام‪.‬‬
‫‪48‬‬
‫ض ا اا إذا جامع؛ مثل أن أيكل مث جيامع(‪ ،)221‬أو يرتك‬
‫وجتب الكفارة يف الص ا ااوم الفاس ا ااد أي ً‬
‫النية مث جيامع‪ ،‬أو جيامع ويكفر مث جيامع(‪)222‬؛ فالصا اايام الفاسا ااد كاإلحرام الفاسا ااد كالمها‬
‫جيب إمتامه واملض ااي فيه‪[ ،‬وإذا أس االم الكافر أو بل الص اايب أو عقل اجملنون ووطئ‪ ،‬وجبت‬
‫عليه الكفارة](‪.)223‬‬

‫(‪ )221‬يقول شــيخ اإلســالم "هي في هذا الموضــث أشــد ألنه عاص بفطره أوال فصــار‬
‫عاصــيًا مرتين فكانت الكفارة عليه أوكد‪ ،‬وألنه لو لم تجب الكفارة على مثل هذا لصــار‬
‫ذريعة الى أال يكفر أحد‪ ،‬فإنه ال يشـــاء أحد أن يجامث في رمضـــان اال أمكنه أن يأكل ثم‬
‫يجـامث‪ ،‬بـل ذلـك أعون لـه على مقصـــــوده‪ ،‬فيكون ظبـل الىـدا عليـه كفـارة واذا تىـدى هو‬
‫وامرأته ثم جامعها فال كفارة عليه‪ ،‬وهذا شــــنيث في الشــــريعة ال ترد بمثله ‪ ...‬والكفارة‬
‫فيها شـوب العبادة وشـوب العقوبة وشـرعت زاجرة وماحية فبكل حال ظوة السـبب يقتضـي‬
‫ظوة المسبب ‪."...‬‬
‫(‪ )222‬يقول شيخ اإلسالم "الكفارة انما وجبت لما انتهك من حرمة الزمان بالجماع فيه‪،‬‬
‫‪ ...‬وألنها عبادة يجب اتمام فاسدها‪ ،‬فوجبت الكفارة فيه كالحَ الفاسد"‪.‬‬
‫(‪ )223‬ألن شـيخ اإلسـالم يختار أن اإلمساك واجب عليهم‪ ،‬وهذه الرواية مخرجة على هذا‬
‫األصـــــل‪ ،‬لكن يوجـد روايـة أنـه ال كفـارة عليهم‪ ،‬وحملهـا القـاضـــــي على الروايـة التي ال‬
‫توجب عليهم اإلمسـاك‪ ،‬ونقلها شـيخ اإلسـالم عنه ولم يتعقبها بشـيء فدل على ميله اليها‪،‬‬
‫كما أن هذا موافق لعموم كالمه في وجوب الكفارة على كل من وجب عليه اإلمساك‪.‬‬
‫‪49‬‬
‫وإذا وطئ مرات يف يوم واحااد ومل يكفر‪ ،‬فكفااارة واحاادة(‪ ،)224‬كااذلااك إن وطئ يف يومني‬
‫ومل يكفر(‪ ،)225‬أما إذا جامع يف رمضانني [لزمته كفار ن](‪.)226‬‬

‫(‪ ) 224‬كمـا لو أكـل مرات في يوم لم يجـب عليـه اال ظضـــــاء يوم واحـد‪ ،‬يقول ابن ظـدامـة‬
‫"فكفارة واحدة تجزئه‪ ،‬بىير خالا بين أهل العلم" المىني ‪.386/4‬‬
‫(‪ )225‬ألن الكفـارات بمنزلـة الحـدود في أنهـا عقوبـات‪ ،‬والحـدود بمنزلـة الكفـارات في أنهـا‬
‫كفارات ألهلها‪ ،‬ثم لو زنى مرات أو شـرب مرات أو سـر مرات لم يجب عليه اال حد‬
‫واحد‪ ،‬فكذلك اذا أفسـد عبادات‪ ،‬ويقول شـيخ اإلسـالم بعد كالم عن تداخل الحدود "وكذلك‬
‫كفارة الجماع في رمضــــان اذا وط ثم وط ظبل أن يكفر" وذلك في مجموع الفتاوى‪،‬‬
‫وان كان ظد نقل في شرحه للعمدة خالا األصحاب ولم يرجح‪.‬‬
‫(‪ ) 226‬كـالحجتين والعمرتين‪ ،‬وال خالا في هـذه المســـــألـة في المـذهـب‪ ،‬لكن ظـال شـــــيخ‬
‫اإلســـالم عنها في شـــرح العمدة "فقياس ظول أبي بكر" ويوجد بياض في النســـختين ولم‬
‫يك ْمـل الكالم‪ ،‬والظـاهر أن ظيـاس ظول أبي بكر هو كفـارة واحـدة لنفس التعليـل الـذي في‬
‫النقطة السابقة‪ ،‬وهو الذي استدل به أبو بكر‪ ،‬والراجح عندي أن شيخ اإلسالم توظا فيها‬
‫ولذا لم يكملهـا (أي أنه ال يوجد ســـــقط) وتركها لحين البحث‪ ،‬وعلى كل حال فالمثبت ال‬
‫خالا في المذهب فيه‪ ،‬وهو رأي الجماهير من مالكية وشـــافعية وأكثر الحنفية‪ ،‬وهو ما‬
‫تدل عليه األدلة وتسد به ذريعة التهاون‪ ،‬وهو األورع بال ريب‪ ،‬وهللا أعلم‪.‬‬
‫‪50‬‬
‫واملرأة إن جومعاات مطاااوعااة فعليهااا الكفااارة(‪[ ،)227‬واملوطوءة يف الاادبر كاااملوطوءة يف القباال‬
‫يف لزوم الكفارة‪ ،‬وكذلك املفعول به لواطًا](‪ ،)228‬وإن كانت مس ا ا ا ااتكرهة أبن يض ا ا ا ااطجعها‬
‫ويطاأهاا وال تقادر أن متتنع مناه‪ ،‬أو يقيادهاا و‪،‬و ذلاك‪ ،‬فال قض ا ا ا ا ا اااء عليهاا وال كفاارة(‪،)229‬‬

‫(‪ ) 227‬هتكت حرمة شــــهر رمضــــان بالجماع‪ ،‬فوجبت الكفارة عليها كالرجل‪ ،‬فإنها اذا‬
‫طـاوعتـه على الجمـاع‪ ،‬كـان كـل منهمـا ف ً‬
‫ـاعال لـه ومشـــــار ًكـا فيـه‪ ،‬ولهـذا يجـب الحـد عليهـا‬
‫كوجوبـه عليـه‪ ،‬وتفطر بهـذا الجمـاع كمـا يفطر هو‪ ،‬وتســـــتحق العقوبـة في اآلخرة كمـا‬
‫يســـتحقها‪ ،‬والكفارة ماحية من وجه وزاجرة من وجه وجابرة من وجه‪ ،‬والمرأة محتاجة‬
‫الى هـذه المعـاني كـالرجـل‪ ،‬وأمـا حـديـث األعرابي واالحتجـاج بـأن النبي ‪ ‬لم يخبره أن‬
‫على امرأته كفارة‪ ،‬فقد أجاب أصحابنا عنه بوجوه‪ ،‬منها‪:‬‬
‫أن بيـانـه لحكم األعرابي بيـان لحكم من في مثـل حـالـه اذ من المعلوم أنهـا تشـــــاركـه في‬
‫الجماع فتشـــاركه في حكمه‪ ،‬وهي ظضـــية في عين‪ ،‬فلعل المرأة كانت مكرهة أو نائمة‪،‬‬
‫وظد ذكر شـــيخ اإلســـالم روايتين في شـــرح العمدة ولم يرجح‪ ،‬لكن نقل عنه البعلي في‬
‫االختيـارات "واذا أكره الرجـل زوجتـه على الجمـاع في رمضـــــان يحمـل عنهـا مـا يجـب‬
‫عليها" مما يدل على اختياره المثبتة‪.‬‬
‫(‪ ) 228‬ألنهما يشـــتركان في اإلفطار بذلك‪ ،‬ووجوب الحد به‪ ،‬فكذلك في لزوم الكفارة به‪،‬‬
‫وظد ذكر وج ًها أنه ال كفارة‪ ،‬والمثبت أظرب الى أصوله‪.‬‬
‫اسـت ُك ِرهوا‬
‫الن ُسـ ْيانْ ‪ْ ،‬و ْما ُ‬ ‫ع ُن أ َّم ِتي ُال ْخ ْ‬
‫طأْ‪ْ ،‬و ِ‬ ‫( ) ظْا ْل ْرسـول َّ ِ ‪ِ « ‬ا َّن َّ ْ ظْ ُد ت ْ ْج ْ‬
‫اوزْ ْ‬ ‫‪229‬‬

‫علْ ُي ِه» رواه ابن ماجه وصححه األلباني‪ ،‬وألن هذه المرأة لم يصدر منها فعل ألبته‪،‬‬ ‫ْ‬
‫ولهذا ال يجب عليها حد وال اثم وال تعزير وال ضــمان‪ ،‬فإنه لو ألقى انســان انســانًا على‬
‫آخر فقتله‪ ،‬لم يضــمنه‪ ،‬فإذا لم يجب الضــمان مث وجوبه مث الســهو وغيره‪ ،‬فأن ال يفســد‬
‫العبادة أولى‪ ،‬لكن يشـكل على هذا نقل البعلي عنه "واذا أكره الرجل زوجته على الجماع‬
‫في رمضـــــان يحمـل عنهـا مـا يجـب عليهـا"‪ ،‬اذ كيا يجـب عليهـا كفـارة وهي لم تفطر‪،‬‬
‫ويحل اإلشـكال ظول ابن أبي موسـى "ولو وطئها في الفرج وهي نائمة فلم تسـتيقظ اال بعد‬
‫مفارظته الفعل لم يكن عليها ظضـاء وال كفارة وكان عليه القضـاء والكفارة ً‬
‫ظوال واحدًا ولو‬
‫ألزمناه كفارتين عنه وعنها كان وج ًها" اإلرشـاد الى سـبيل الرشـاد ‪ ،146‬وظد نقله شـيخ‬
‫اإلســـالم في شـــرح العمدة‪ ،‬فتكون الكفارة عليه في هتك صـــومها دون أن يكون عليها‬
‫شــــيء‪ ،‬مثل لو دفعها على انســــان فقتلته‪ ،‬ويظهر اختياره أكثر عند الحديث عن اكراه‬
‫الرجل كما في ‪ 234‬القادمة من باب أولى‪.‬‬
‫‪51‬‬
‫كذلك إن كان إكراه متكني مثل أن ضا ا ا ا ارهبا ح مكنت من نفسا ا ا ا ااها(‪ ،)230‬وحيمل عنها‬
‫الرجل ما جيب عليها(‪ ،)231‬وم قدرت على الدفع عن نفسها فلم تفعل‪ ،‬فهي كاملطاوعة‪،‬‬
‫وإن ماانعتاه يف أول الفعال مث اس ا ا ا ا ا ااتالنات يف أثناائاه‪ ،‬فهي كااملطااوعاة(‪ ،)232‬وإن وطئهاا وهي‬
‫انئمة ومل تسااتيقظ إال بعد مفارقته للفعل فال قضاااء عليها وال كفارة(‪ ،)233‬والرجل إن أكره‬
‫على ااماع فال قضاء عليه وال كفارة(‪.)234‬‬

‫(‪ ) 230‬لعموم الحديث في النقطة الســـابقة‪ ،‬وظد ذكر في شـــرح العمدة أن المكرهة بالىلبة‬
‫واختيارا‪ ،‬وان كانت‬
‫ً‬ ‫عليها الكفارة "فعليها الكفارة هنا ألن لها فعال صــــحي ًحا وظصــ ـدًا‬
‫معـذورة فيـه‪ ،‬فإن العـذر ال يمنث وجوب الكفـارة‪ ،‬كالنســــيـان والجهـل"‪ ،‬وظد رأى في آخر‬
‫ظوليه في مجموع الفتاوى أن النسيان والجهل ال يبطل الصيام ولو في الجماع كما سيأتي‬
‫في ‪ ،235‬اال أن عبـارة شـــــرح العمـدة موهمـة والظـاهر أن هنـاك ســـــق ً‬
‫طـا لم ينتبـه اليـه‬
‫اإلسـالم المضـطردة‪ ،‬كما‬ ‫المحقق‪ ،‬وعلى كل حال فالمثبت صـحيح موافق ألصـول شـيخ ٍ‬
‫أن األمر ســيظهر أكثر عند تحقيق ظوله في اكراه الرجل كما ســيأتي في ‪ 234‬ان شــاء‬
‫هللا‪.‬‬
‫(‪ )231‬لما ذكرناه في ‪.229‬‬
‫(‪ )232‬ألن استدامة الوطء كابتدائه في ايجاب الكفارة‪.‬‬
‫(‪ )233‬ال شــك في اختيار شــيخ اإلســالم هذا القول وان كان نقل أظوا ًال في شــرح العمدة‬
‫أخيرا في عذر الناسـي والمخط والجاهل في الجماع كما في‬ ‫ً‬ ‫وذلك لما اسـتقر عليه رأيه‬
‫‪ 235‬اآلتي‪ ،‬ولرأيه في اإلكراه في ‪ 229‬و‪ 230‬من باب أولى‪.‬‬
‫(‪" )234‬ألنه معنى حرمه الصــــوم‪ ،‬فإذا وجد منه مكر ًها أو ناســ ـيًا‪ ،‬لم يفســــده كاألكل"‬
‫المىني ‪ ، 374/4‬وهي روايـة عن أحمـد بال ريـب "نقـل ابن القـاســـــم‪ :‬كـل أمر غلـب عليـه‬
‫الصـائم فليس عليه ظضـاء وال كفارة‪ ،‬ظال األصـحاب‪ :‬وهذا يدل على اسـقاط القضـاء مث‬
‫اإلكراه والنســيان" الفروع وتصــحيح الفروع ‪ ،44/5‬وتحقيق رأي شــيخ اإلســالم فيها‬
‫يحتاج بعض التأمل ألنه في شــرح العمدة اختار أن صــومه يفســد‪ ،‬وذكر في مواضــث‬
‫كثيرة من كتبــه تفريق العلمــاء بين اإلكراه على الوطء للرجــل وبين غيره من أنواع‬
‫اإلكراه بســبب مســألة االنتشــار‪ ،‬وهل ينافيها اإلكراه أم ال؟‪ ،‬يقول في مجموع الفتاوى‬
‫"لكن تنـازع العلمـاء هـل يمكن اإلكراه على الفـاحشـــــة على ظولين‪ :‬ظيـل ال يمكن ‪...‬ألن‬
‫اإلكراه يمنث االنتشـــار‪ ،‬والثاني‪ :‬يمكن ‪ ...‬ألن اإلكراه ال ينافي االنتشـــار فإن اإلكراه ال‬
‫اختيارا بل المكره يختار دفث أعظم الشــــرين بالتزام أدناهما‪ ،‬وأيضــــا‬ ‫ً‬ ‫ينافي كون الفعل‬
‫فاال نتشــار بال فعل منه بل ظد يقيد ويضــجث فتباشــره المرأة فتنتشــر شــهوته فتســتدخل‬
‫‪52‬‬
‫واجملامع الناسااي ال قضاااء عليه وال كفارة(‪ ،)235‬وإن جامع ونزع قبل الفجر‪ ،‬مث أمىن بذلك‬
‫بعااد طلوع الفجر‪ ،‬فص ا ا ا ا ا ااومااه ص ا ا ا ا ا ااحيح(‪ ،)236‬وإن طلع عليااه الفجر وهو موجل‪ ،‬وعلم بااه‬
‫واسا ااتدام ااماع‪ ،‬فهو مفطر وعليه الكفارة(‪ ،)237‬وإن طلع عليه الفجر‪ ،‬وهو خمالط أصا اال‬
‫ذكره‪ ،‬فنزع حني طلع‪ ،‬وأمكن ذلااك برعااايتااه للفجر‪ ،‬أو إبخبااار خمث بااه حني طلوعااه‪ ،‬أو‬
‫أبناه حني تبني لاه طلوعاه نزع‪ ،‬فلم يتحرك بغري انتزاعاه‪ ،‬ومل يتيقن أناه اسا ا ا ا ا ا اتادام اامااع بعاد‬
‫طلوعه‪[ ،‬ال يفطر](‪.)238‬‬

‫ذكره" ولم يختر‪ ،‬لكن ظال المرداوي في اإلنصــــاا "واختار الشــــيخ تقي الدين‪ ،‬أنه ال‬
‫ظضـاء مث اإلكراه"‪ ،444/7‬ظال هذا في معرض كالمه على مسـألة اإلكراه على الوطء‪،‬‬
‫كما ي كد األمر ظوله في المسـودة "ظولنا في الصـائم اذا أكره على األكل والشـرب ان ماال‬
‫يفســد الصــوم بســهوه ال يفســده اذا كان مىلوبًا عليه كالقيء" ‪ 429‬وهو يرى في آخر‬
‫ظوليه أن من جامث ساهيًا ال يفسد صومه‪ ،‬وهللا أعلم‪.‬‬
‫(‪ )235‬ذكرنا أدلة المسـألة العامة في ‪ 222‬من كتاب الطهارة‪ ،‬وظلنا انها ظاعدة مضـطردة‬
‫محظورا‬
‫ً‬ ‫عند شـيخ اإلسـالم‪ ،‬يقول شـيخ اإلسـالم "ثبت بداللة الكتاب والسـنة أن من فعل‬
‫مخطئًا أو ناسيًا لم ي اخذه هللا بذلك وحينئذ يكون بمنزلة من لم يفعله فال يكون عليه اثم‪،‬‬
‫ومن ال اثم عليه لم يكن عاصــ ـيًا وال مرتكبًا لما نهي عنه‪ ،‬وحينئذ فيكون ظد فعل ما أمر‬
‫بـه ولم يف عـل مـا نهي عنـه‪ ،‬ومثـل هـذا ال يبطـل عبـادتـه انمـا يبطـل العبـادات اذا لم يفعـل مـا‬
‫أمر به أو فعل ما حظر عليه"‪.‬‬
‫(‪ ) 236‬يقول شـــيخ اإلســـالم "ألن أكثر ما فيه خروج المني بىير اختياره‪ ،‬وخروج المني‬
‫بىير اختياره ال يفطره‪ ،‬كاالحتالم"‪.‬‬
‫(‪ )237‬ألن استدامة الجماع بمنزلة ابتدائه‪.‬‬
‫(‪ )238‬ذكر شــيخ اإلســالم روايتين‪ ،‬والمثبت اســتدل لها أكثر ومما اســتدل به "أحدهما‪:‬‬
‫النزع ليس بجمـاع‪ ،‬بـل هو ترك كخلث القميص والخروج من الـدار‪ ،‬والثـاني‪ :‬أنـه وان‬
‫عـا‪ ،‬لكنـه مىلوب عليـه‪ ،‬فال تجـب عليـه الكفـارة على احـدى الروايتين‪ ،‬وكمـا لو‬ ‫كـان جمـا ً‬
‫أوجب هللا عليـه في هذه الحـال أن يترك الجمـاع‪ ،‬فإن تركه انمـا يجـب بطلوع الفجر"‪ ،‬وال‬
‫ريب أنها أظرب الى أصوله وهللا أعلم‪.‬‬
‫‪53‬‬
‫ولو طلع علي ااه الفجر وهو أيك اال‪ ،‬أو أك اال انسا ا ا ا ا ا ايً اا‪ ،‬ف ااذكر‪ ،‬فقطع األك اال‪ ،‬فصا ا ا ا ا ا ااوم ااه‬
‫ص ا ا ا ااحيح(‪ ،)239‬ولو احتلم الص ا ا ا ااائم يف النهار يف املنام مل يفطر(‪ ،)240‬وإن أص ا ا ا اابح جنبًا من‬
‫احتالم(‪ )241‬أو مجاع(‪ )242‬فصا ااومه صا ااحيح‪ ،‬لكن عليه أن يغتسا اال ويصا االي‪ ،‬فإن مل يفعل‬
‫فعليه إمث ترك الص ااالة وص ااومه ص ااحيح‪ ،‬كذلك املرأة إذا طهرت قبل الفجر(‪ ،)243‬وإذا رأى‬
‫يف منااماه أناه جياامع ومل ينزل ح اس ا ا ا ا ا ااتيقظ‪ ،‬فخرج مناه املااء بغري اختيااره‪ ،‬ال يفطر(‪،)244‬‬
‫وإذا خرج منه املين بغري سعي منه وال عمل مل يفطر(‪.)245‬‬

‫(‪ )239‬لما ذكرنا من العفو عن النسيان والخطأ كما في ‪.235‬‬


‫(‪ )240‬بال خالا ألنه عن غير اختيار منه‪ ،‬فأشبه ما لو دخل حلقه شيء وهو نائم‪.‬‬
‫اء‬‫ي ت ُْســ ـ ْمث ِم ُن ْو ْر ِ‬ ‫شــ ـةْ ‪ ،‬أ ْ َّن ْرج ًال ْجا ْء ِالْى النَّ ِبي ِ ‪ْ ‬ي ُســ ـت ْ ُف ِتي ِه‪ْ ،‬و ِه ْ‬ ‫ع ُن ْ‬
‫عا ِئ ْ‬ ‫(‪ْ )241‬‬
‫ب‪ ،‬أْفْأْصــوم؟ فْقْا ْل ْرســول هللاِ ‪‬‬ ‫الصــ ْالة ْوأْنْا جن ٌ‬
‫َّ‬ ‫ب‪ ،‬فْقْا ْل‪ :‬يْا ْرســو ْل هللاِ‪ ،‬ت ُد ِركنِي‬ ‫ُالبْا ِ‬
‫غفْ ْر هللا‬ ‫ت ِمثُلْنْا‪ ،‬يْا ْرس ـو ْل هللاِ‪ ،‬ظْ ُد ْ‬ ‫ب فْأْص ـوم» فْقْا ْل‪ :‬لْ ُس ـ ْ‬ ‫الص ـ ْالة ْوأْنْا جن ٌ‬ ‫َّ‬ ‫«وأْنْا ت ُد ِركنِي‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫شــ ـاك ُم ِ َّّلِلِ‪ْ ،‬وأ ُعلْ ْمك ُم‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫«وهللاِ‪ِ ،‬انِي ْأل ُرجو أ ُن أكونْ أ ُخ ْ‬ ‫ْ‬
‫لْ ْك ْما تْقْد َّْم ِم ُن ذْ ُن ِب ْك ْو ْما ت ْأ َّخ ْر‪ ،‬فْقْا ْل ْ‬
‫ِب ْما أْت َّ ِقي» رواه مسلم وأحمد‪.‬‬
‫غي ُِر‬‫صـــ ِبح جنبًا ِم ُن ْ‬ ‫شـــةْ‪ ، ،‬ظالتا " ْكانْ ْرســـول هللاِ ‪ ‬ي ُ‬ ‫عائِ ْ‬ ‫ســـلْ ْمةْ‪ْ ،‬و ْ‬ ‫(‪ )242‬عن أ ِم ْ‬
‫احُ تِ ْال ٍم‪ ،‬ث َّم ْيصوم" متفق عليه‪.‬‬
‫(‪" ) 243‬حدث يوجب الىسل‪ ،‬فتأخير الىسل منه الى أن يصبح ال يمنث صحة الصوم‪،‬‬
‫كالجنابة" المىني ‪.393/4‬‬
‫(‪ ) 244‬يقول شــــيخ اإلســــالم "كما ال يفطر اذا أنزل في منامه‪ ،‬ألن الماء خرج منه بىير‬
‫اختياره"‪.‬‬
‫سا على االحتالم‪.‬‬ ‫(‪ )245‬ظيا ً‬
‫‪54‬‬
‫وجيوز أتخري قض اااء رمض ااان إىل ش ااعبان(‪ ،)246‬فالقض اااء مؤقَّت مبا بني الرمض ااانني‪ ،‬يقض ااي‬
‫م شا اااء إىل أن يدخل شا ااهر رمضا ااان‪ ،‬وإن قضا اااه مفرقًا جاز ومل يكره(‪ ،)247‬وليس له أن‬
‫يؤخره إىل رمضا ااان آخر إال لعذر‪ ،‬مثل أن ميتد به املرض أو السا اافر إىل أن يدخل رمضا ااان‬
‫الثاين‪ ،‬فإن أخره إليه لعذر‪ ،‬صاام الرمضاان الذي أدركه‪ ،‬وقضاى الرمضاان الذي فاته بعده‪،‬‬
‫وال ش ا ا اايء عليه‪ ،‬وإن أخره إىل الثاين لغري عذر أمث(‪ ،)248‬وعليه أن يص ا ا ااوم الذي أدركه‪ ،‬مث‬
‫يقضا ا ا ااي األول‪ ،‬ويطعم لكل يوم مسا ا ا ااكينًا(‪ ،)249‬فإن كان قد أمكنه قضا ا ا اااء بعض ما فاته‬
‫دون بعض‪ ،‬لزماه اإلطعاام عن قادر ماا أمكناه قضا ا ا ا ا ا اااؤه مث فرط(‪)250‬؛ [ وجيوز اإلطعاام قبال‬

‫ض ْيه‬ ‫ضانْ ‪ ،‬فْ ْما أ ْ ُست ِْطيث أ ْ ُن أ ْ ُظ ِ‬


‫ص ُوم ِم ُن ْر ْم ْ‬ ‫ي ال َّ‬ ‫شةْ ‪ ‬ظالت « ْكانْ ْيكون ْ‬
‫علْ َّ‬ ‫(‪ )246‬عن ْ‬
‫عا ِئ ْ‬
‫ش ُعبْانْ ‪ ،‬الش ُىل ِم ُن ْرسو ِل هللاِ ‪ ،‬أ ْ ُو بِ ْرسو ِل هللاِ ‪ »‬رواه مسلم والبخاري‪.‬‬ ‫ِا َّال فِي ْ‬
‫صـيْ ِام‬ ‫اء ِ‬ ‫يث ظْ ْ‬
‫ضـ ِ‬ ‫ع ُن ت ْ ُق ِط ِ‬ ‫ع ُن م ْح َّم ِد ب ُِن ُالم ُن ْكد ِِر‪ ،‬ظْا ْل‪ :‬بْلْ ْىنِي أ ْ َّن ْرسـو ْل َّ ِ ‪ ‬سـئِ ْل ْ‬ ‫(‪ْ )247‬‬
‫ضى الد ُِره ْْم ْوالد ُِر ْه ْمي ُِن‬ ‫علْى أ ْ ْحدِك ُم ْدي ٌُن فْقْ ْ‬‫ُت لْ ُو ْكانْ ْ‬ ‫ضانْ فْقْا ْل «ذْ ِل ْك ِالْي ُْك‪ ،‬أ ْ ْرأْي ْ‬ ‫ش ُه ِر ْر ْم ْ‬
‫ْ‬
‫اّلِل أ ْ ْح َّق أ ْ ُن يْ ُعف ْو ْويْ ُى ِف ْر» رواه الدارظطني وظال "اســـناد حســـن اال أنه‬ ‫ضــا ًء‪ ،‬فْ َّ ِ‬‫أْلْ ُم يْك ُن ظْ ْ‬
‫مرسـل"‪ ،‬وظد اسـتدل به شـيخ اإلسـالم وظال بعد ايراد آثار كثيرة للصـحابة "وهذه اآلثار‬
‫تعضد األحاديث المتقدمة وتجعلها حجة عند من ال يقول بالمرسل المجرد"‪.‬‬
‫(‪ )248‬يقول شـيخ اإلسـالم "ألن العبادات اما أن تجب م ظتة أو على الفور فإنها ال تكون‬
‫على التراخي عندنا‪ ،‬كما نذكر ان شــاء هللا في الحَ‪ ،‬فلما لم يجب ظضــاء رمضــان على‬
‫الفور علم أنه م ظت‪ ،‬وبهذا يتبين أن ظوله تعالى { فْ ِع َّدة ٌ ِم ُن أْي ٍَّام أخ ْْر} لوال حديث عائشــة‬
‫لحمل على الفور‪ ،‬وحديث عائشــة انما أفاد جواز التأخير الى شــعبان‪ ،‬وما زاد على ذلك‬
‫ال يعلم جواز التأخير فيه‪ ،‬ومطلق األ[مر] يقتضـــيه ‪ "...‬ولما ســـيأتي في النقطة القادمة‬
‫طا‪.‬‬ ‫وفيها سماه أبو هريرة ‪ ‬مفر ً‬
‫ضـان آخْر‪ ،‬ظْا ْل‬ ‫ضـانْ ْحتَّى أ ْ ُد ْر ْكه ْر ْم ْ‬ ‫اء ْر ْم ْ‬ ‫ضـ ِ‬‫ط ِفي ظْ ْ‬ ‫ع ُن أ ْ ِبي ه ْري ُْرة ْ ‪ِ ‬في ْم ُن فْ َّر ْ‬ ‫(‪ْ )249‬‬
‫ط ِعم ِلك ِل ْي ُو ٍم ِم ُسـ ِكينًا» رواه الدارظطني‬ ‫ط ِفي ِه‪ْ ،‬وي ُ‬ ‫اس ْو ْيصـوم الَّذِي فْ َّر ْ‬ ‫« ْيصـوم ْهذْا ْم ْث النَّ ِ‬
‫آثارا أخرى هذا أصــحها‪ ،‬وهللا‬ ‫وظال "اســناد صــحيح موظوا"‪ ،‬وظد أورد شــيخ اإلســالم ً‬
‫أعلم‪.‬‬
‫(‪ )250‬يقول شـيخ اإلسـالم "ألنه هو الذي فرط فيه‪ ،‬فلم يلزمه اال فديته‪ ،‬كما لو أفطر في‬
‫رمضان أيا ًما‪ ،‬لم يلزمه اال ظضا ها"‪.‬‬
‫‪55‬‬
‫القض ا ا ا ا ا اااء ومعاه وبعاده](‪ ،)251‬فاإن أخره إىل رمضا ا ا ا ا ا ااان ‪،‬لاث‪ ،‬مل يلزماه أكثر من كفاارة مع‬
‫اإلمث(‪ ،)252‬فإن مل يفرط ح أدركه الرمضا ا ا ااان الثاين‪ ،‬مث قدر على القضا ا ا اااء ففرط فيه ح‬
‫دخل الرمض اان الثالث‪ ،‬لزمته الكفارة(‪[ ،)253‬ومن عليه قض اااء رمض ااان‪ ،‬ال جيوز أن يص ااوم‬
‫تطو ًع اا](‪ [ ،)254‬وكااذلااك من عليااه ص ا ا ا ا ا ااوم واجااب غري القضا ا ا ا ا ا ا اااء جيااب أن يباادأ بااه قباال‬

‫(‪ )251‬لم يذكرها شيخ اإلسالم‪ ،‬وهي رواية واحدة في المذهب‪.‬‬


‫(‪ )252‬يقول شـيخ اإلسـالم "ألنه ظد لزمه كفارة بتأخيره عن وظته‪ ،‬فلم يلزمه كفارة أخرى‬
‫بزيادة التأخير‪ ،‬كما لو أخر ظضـاء الحَ من عام الى عام‪ ،‬وألن وظت القضـاءين رمضان‬
‫األول ورمضـ ـان الذي يليه‪ ،‬فإذا فات وظته لم يبق للقضـــاء وظت محصـــور‪ ،‬فال شـــيء‬
‫بتأخيره"‪.‬‬
‫سا على من أخره الى الثاني مفر ً‬
‫طا‪.‬‬ ‫(‪ )253‬ظيا ً‬
‫ضـه‪ ،‬لم‬ ‫شـ ُي ٌء لم يْ ُق ِ‬‫ضـانْ ْ‬ ‫علْ ُي ِه ِم ُن ْر ْم ْ‬ ‫(‪ )254‬عن رسـول َّ ‪ ‬ظال " ْم ُن أ ْ ُد ْر ْك ْر ْم ْ‬
‫ضـانْ ْو ْ‬
‫ضـ ِه‪ ،‬فْإِنَّه ْال يتْقْبَّل ِم ُنه ْحتَّى‬‫ضـانْ شـْ ُي ٌء لْ ُم يْ ُق ِ‬
‫علْ ُي ِه ِم ُن ْر ْم ْ‬
‫عا ْو ْ‬ ‫ام ت ْ ْ‬
‫طو ً‬ ‫يتْقْب َُّل منه‪ْ ،‬و ْم ُن ْ‬
‫صـ ْ‬
‫يْصو ْمه " رواه أحمد وفي اسناده ابن لهيعة‪ ،‬لكن ظال شيخ اإلسالم "والفتيا المذكورة فيما‬
‫بعد عن أبي هريرة [ســتأتي في ‪ 256‬ان شــاء هللا] ت يد هذا المســند‪ ،‬واحتجاج أحمد به‬
‫أيضــا "وألنه انما جاز له تأخير القضــاء‬ ‫ً‬ ‫يدل على أنه من جيد حديث ابن لهيعة"‪ ،‬وظال‬
‫رفقًا به و تخفيفًا عنه‪ ،‬فلم يجز له أن يشـتىل عنه بىيره كاألداء‪ ،‬فإنه لو أراد المسـافر أن‬
‫يصــوم في رمضــان عن غيره‪ ،‬لم يجز له ذلك" ‪ ،‬هذه المســألة والمســألتان بعدها فيهم‬
‫خالا طويل وروايات في المذهب‪ ،‬فصــله شــيخ اإلســالم في شــرح العمدة‪ ،‬والىالب أن‬
‫المثبت اختياره ألسـباب منها‪ :‬تصـحيحه الحديث الوارد واحتجاجه به مث عدم ذكر حديث‬
‫للرأي الثــاني‪ ،‬وال الرد على اســـــتــدالل الرأي األول بــالحــديــث‪ ،‬على خالا عــادتــه‬
‫المضطردة ان أراد ترجيح رأي على رأي‪ ،‬كما أنه استدل له أكثر من الرأي الثاني‪ ،‬كما‬
‫أنه ظدمه بطريقة تدل على اختياره له‪ ،‬لكن يشـــكل على هذا أن شـــيخ اإلســـالم ظال في‬
‫الرأي الثاني عند تفصــيله الخالا داخله حول كراهية القضــاء في العشــر "واألوجه‪ :‬أن‬
‫عا وظضـاء‪ ،‬والتطوع أفضـل كالسـنن الراتبة في أول وظت الصـالة"‪،‬‬ ‫يجوز صـومهما تطو ً‬
‫لكن الســيا الســابق والالحق يدل أن ظصــده‪ :‬أن هذا لو ســلمنا بصــحة القول الثاني‪ ،‬وال‬
‫ريب أن هذا القول أورع‪ ،‬كما أن ظضـــاء رمضـــان أكثر ثوابًا ‪-‬بال خالا‪ -‬من التطوع‪،‬‬
‫فصـــيامه في األيام التي تســـتحب فيها الطاعة أولى كما يدل أثرا عمر وأبي هريرة ‪‬‬
‫القادمان في ‪.256‬‬
‫‪56‬‬
‫التطوع](‪[ ،)255‬وال يكره قض ا اااء رمض ا ااان يف العش ا اار‪ ،‬بل ال جيوز له أن يص ا ااوم فيه التطوع‬
‫قبل القض ا اااء مبا يف ذلك يوم عرفة](‪[ ،)256‬وإذا اجتمع عليه نذر مطلق وقض ا اااء رمض ا ااان‪،‬‬
‫بدأ بقضاء رمضان(‪ ،)257‬أما إذا كان النذر ألايم معينة بدأ ابلنذر(‪.])258‬‬
‫ومن ترك القض اااء بس اابب اس ااتمرار العذر من س اافر أو مرض ح مات قبل إدراك رمض ااان‬
‫الثاين أو بعده‪ ،‬فإنه ال شا ا اايء عليه من قضا ا اااء وال كفارة(‪ ،)259‬فإذا فرط يف القضا ا اااء ح‬
‫مات قبل أن يدركه الرمضا ااان الثاين‪ ،‬فإنه يُطعم عنه لكل يوم مسا ااكني(‪ ،)260‬فإذا مل يغلب‬

‫سا على ما ذكر في النقطة السابقة‪.‬‬ ‫(‪ )255‬ظيا ً‬


‫ي أْيَّا ًما ِم ُن‬ ‫ســأْلْه ْرج ٌل ظْا ْل‪ِ :‬ا َّن ْ‬
‫ع ِل َّ‬ ‫ســ ِم ُعت أْبْا ه ْري ُْرة ْ ْو ْ‬ ‫ب ظْا ْل‪ْ :‬‬ ‫ع ُن عثُ ْمانْ ب ُِن ْم ُو ِه ٍ‬ ‫(‪ْ )256‬‬
‫ت»‬ ‫ع بْ ُع ْد ْما ِشـئُ ْ‬ ‫ط َّو ُ‬ ‫ق َّ ِ‪ ،‬ث َّم ت ْ ْ‬ ‫«ال‪ْ ،‬و ِل ْم؟ ا ُب ْدأُ بِ ْح ِ‬
‫عا؟ ظْا ْل ْ‬ ‫طو ً‬‫ضـانْ ‪ ،‬أْفْأْصـوم ُال ْع ُشـ ْر ت ْ ْ‬ ‫ْر ْم ْ‬
‫رواه عبد الرزا في مصـنفه وصـححه العلماء واسـتدل به شـيخ اإلسـالم وظوى به حديث‬
‫ضــــى‬ ‫ع ِن ُاأل ْ ُســــ ْو ِد ب ُِن ظْي ٍُس‪ ،‬أ ْ َّن ع ْم ْر ْكانْ ْي ُســــت ِْحب أ ْ ُن ي ُق ْ‬ ‫ابن لهيعة الذي في ‪ ،254‬و ْ‬
‫ي أ ْ ُن‬ ‫ضـان ِفي ُال ْع ُشـ ِر رواه عبد الرزا ‪ ،‬ورواه عنه البيهقي بلفظ " ْما ِم ُن أْي ٍَّام أ ْ ْحب ِالْ َّ‬ ‫ْر ْم ْ‬
‫ض ـانْ ِم ُن أْي َِّام ُال ْع ُش ـ ِر" واســتدل به شــيخ اإلس ـالم‪ ،‬وحســن العلماء‬ ‫ش ـ ُه ْر ْر ْم ْ‬‫ي فِي ْها ْ‬‫ضـ ْ‬ ‫أ ْ ُظ ِ‬
‫اسناده‪.‬‬
‫(‪ )257‬ألن وجوبه آكد‪.‬‬
‫(‪ )258‬ألن المعين مضيق وظته‪ ،‬وظضاء رمضان موسث وظته‪.‬‬
‫(‪ ) 259‬ألنـه لم يجـب عليـه الصـــــوم ظضـــــاء وال أداء‪ ،‬فلم تجـب عليـه الكفـارة‪ ،‬كـالمجنون‬
‫والصـــــبي‪ ،‬والفر بين المريض الــذي ال يرجى بر ه والمريض الــذي يرجى بر ه‬
‫والمسـافر أنهما عازمان على القضـاء بشـرط القدرة‪ ،‬فال يجمث عليهما واجبان على سـبيل‬
‫البدل‪ ،‬يقول شــيخ اإلســالم "بإدراك الشــهر اســتقر الوجوب في ذمته‪ ،‬لكن هذه الواجبات‬
‫في الذمة ظبل التمكن معناها ايجاب القضــاء عند التمكن‪ ،‬فأما اذا لم يتمكن من القضــاء‪،‬‬
‫فإنه يموت غير آثم بال تردد"‪.‬‬
‫ع ُنـه ْم ْكـانْ كـ ِل ْي ُو ٍم‬ ‫ط ْع ُم ْ‬ ‫شــــ ُه ٍر فْ ُلي ُ‬
‫صــــ ْيـام ْ‬ ‫علْ ُيـ ِه ِ‬
‫ات ْو ْ‬‫ع ِن النَّ ِبي ِ ‪ْ ‬ظـا ْل « ْم ُن ْمـ ْ‬ ‫(‪ْ )260‬‬
‫ضـا‬‫ِمسـُ ِكينًا» رواه الترمذي وظال الصـحيح انه موظوا على ابن عمر وصـحح البيهقي أي ً‬
‫ط ْعم‬ ‫ضــانْ ي ُ‬ ‫شــ ُه ِر ْر ْم ْ‬ ‫صــ ُو ِم ْ‬ ‫َّاس ‪ ‬أْنَّه ظْا ْل فِي ْ‬ ‫عب ٍ‬‫ع ِن اب ُِن ْ‬ ‫وظفه على ابن عمر ‪ ،‬و ْ‬
‫ع ُنه ْو ِليه‪ ،‬رواه البيهقي وصــحح ابن حزم اســناده‪ ،‬وظال شــيخ‬ ‫ع ُنه‪ْ ،‬وفِي النَّ ُذ ِر يْصــوم ْ‬ ‫ْ‬
‫اإلسالم "وعن ابن عباس وابن عمر مثله‪ ،‬وال يعرا لهم في الصحابة مخالا"‪.‬‬
‫‪57‬‬
‫على ظناه املوت قبال القض ا ا ا ا ا اااء مل أيمث‪ ،‬وإن غلاب على ظناه املوت قبلاه أمث(‪ ،)261‬واإلطعاام‬
‫دين يف تركتاه‪ ،‬إن كاان لاه تركاة‪ ،‬فاإن أطعم رجال عناه من غري ماالاه إبذن الويل أو بغري إذناه‪،‬‬
‫أو مل يكن لااه مااال‪ ،‬فتثع رجاال ابإلطعااام عنااه [أجزأ](‪ ،)262‬فااإن مل يكن لااه تركااة‪ ،‬فااأحااب‬
‫أحد أن يصااوم عنه [مل جيزئ](‪ ،)263‬وكذلك احلكم يف صااوم الكفارة(‪ ،)264‬ومن فرط ح‬
‫أدركه رمض ااان الثاين قبل القض اااء‪ ،‬ومات يف أثناء ذلك الرمض ااان‪ ،‬أو بعده قبل أن يص ااوم‪،‬‬
‫[فليس عليه إال كفارة واحدة عن كل يوم](‪ ،)265‬أما الص ا ا ا ا ا ااوم املنذور إذا مات قبل فعله‪،‬‬
‫فإنه يصا ا ااام عنه‪ ،‬سا ا اواء كان معينًا أو مطل ًقا(‪ ،)266‬ويصا ا ااام عنه‪ ،‬سا ا اواء تركه لعذر أو لغري‬

‫(‪ )261‬ألنه يفضي الى تفويت واجب‪ ،‬كما ظلنا في كتاب الصالة في ‪.792‬‬
‫(‪ ) 262‬يوجد بياض في نسـختي شـرح العمدة مكان كلمة "أجزأ"‪ ،‬والىالب أنه يرى صـحة‬
‫اإلجزاء كما ذكر في كفارة اليمين بإذن الحانث‪ ،‬وان كان هنا اإلذن متعذر‪ ،‬كما أنه يرى‬
‫ذلك في النذر على الميت كما سنوضح في ‪ 271‬ان شاء هللا‪.‬‬
‫(‪ )263‬ظدمه شـيخ اإلسـالم ونسـبه للقاضـي‪ ،‬وظال "ويحتمل كالم أحمد أنه يجزن ألنه سـماه‬
‫دينًا" ولم يرجح فظهر أن األظرب ما ظدم خاصة مث ذكره الثاني بلفظ االحتمال‪.‬‬
‫(‪ ) 264‬يقول شـيخ اإلسـالم "والصـوم انما أوجبه هللا سـبحانه على بدن المكلا‪ ،‬فإذا عجز‬
‫ففي ماله‪ ،‬فإذا عجز عن األصل انتقل الى البدل الذي شرعه هللا سبحانه‪ ،‬ولهذا لم يوجب‬
‫هللا عليه من الصـوم اال ما يطيقه‪ ،‬وكذلك كل صـوم وجب بإيجاب هللا‪ ،‬فإنه بدله اإلطعام‪،‬‬
‫وان كان سبب وجوبه من المكلا كصوم الكفارة‪ ،‬بخالا النذر"‪.‬‬
‫(‪ ) 265‬يقول شــيخ اإلســالم "ألنه ال يجب في اليوم الواحد بدالن من جنس واحد‪ ،‬كما لم‬
‫يجب في شيء من األيام صوم يومين‪ ،‬وألنه اذا أدرك رمضان الثاني‪ ،‬فإنما وجبت عليه‬
‫الكفارة لترك القضــاء في وظته‪ ،‬وهذا بعينه هو المقتضــي لوجوب الكفارة بالموت‪ ،‬واذا‬
‫ظوال للقاضــــي وأبي الخطاب‬‫كان الســــببان من جنس واحد تداخل موجبهما"‪ ،‬وظد ذكر ً‬
‫وابن عقيل أن عليه لكل يوم مســـكينان لكنه ظال عن المثبتة انها منصـ ـوص اإلمام أحمد‬
‫واستدل لها أكثر بما أوردناه‪.‬‬
‫َّاس ‪ْ ،‬ظـا ْل‪ْ :‬جـا ْء ْرجـ ٌل ِالْى النَّبِي ِ ‪ْ ‬ف ْقـا ْل‪ْ :‬يـا ْرســــو ْل ِ‬
‫هللا ِا َّن أ ِمي‬ ‫عبـ ٍ‬ ‫ع ِن اب ُِن ْ‬ ‫(‪ْ )266‬‬
‫ت ظْ ِ‬
‫اضــيْه‬ ‫علْى أ ِم ْك ْدي ٌُن‪ ،‬أْك ُن ْ‬
‫ع ُن ْها؟ فْقْا ْل «لْ ُو ْكانْ ْ‬
‫ضــي ِه ْ‬‫شــ ُه ٍر‪ ،‬أْفْأ ْ ُظ ِ‬
‫صــ ُوم ْ‬‫علْ ُي ْها ْ‬ ‫ْمات ُ‬
‫ْت ْو ْ‬
‫ضـى» متفق عليه‪ ،‬وفي رواية عند البخاري‬ ‫ع ُن ْها؟» ظْا ْل‪ :‬نْ ْع ُم‪ ،‬ظْا ْل «فْ ْديُن هللاِ أ ْ ْحق أ ْ ُن ي ُق ْ‬
‫ْ‬
‫‪58‬‬
‫ض ا ا ا اا‪ ،‬أو ينذر ص ا ا ا ااوم ش ا ا ا ااهر مث‬
‫عذر ‪[ ،‬فال فر بني أن ينذر وهو مريض فيموت مري ً‬
‫(‪)267‬‬

‫ميوت قبل مضي شهر](‪ ،)268‬وهذا الصوم ال جيب على الويل‪ ،‬بل خيري بني أن يصوم وبني‬
‫أن يطعم عن املياات عن كاال يوم مس ا ا ا ا ا ااكينًاا إن كااان لااه تركااة‪ ،‬فااإن مل يكن لااه تركااة مل يلزم‬
‫الوارث(‪ ،)269‬ولو تثع الويل أو غريه ابإلطعام عنه دون الص ا اايام أجزأ‪ ،‬ويص ا ااوم عنه األقرب‬
‫اتحبااب‪ ،‬فإن صا ا ا ااام غري الويل عنه إبذنه جاز(‪ ،)270‬وإن صا ا ا ااام بغري إذنه جاز‬
‫فاألقرب اسا ا ا ا ً‬
‫ض اا(‪ ،)271‬وال كفارة مع الص ااوم عنه أو اإلطعام‪[ ،‬فأما إن نذر ص ااوم ش ااهر بعينه‪ ،‬فمات‬
‫أي ً‬

‫صــ ُوم نْ ُذ ٍر"‪ ،‬وفي رواية عند أحمد صــححها شــيخ اإلســالم "أ ْ َّن‬ ‫علْ ُي ْها ْ‬ ‫ْت ْو ْ‬ ‫" ِا َّن أ ِمي ْمات ُ‬
‫شـ ُه ًرا‪ ،‬فْأ ْ ُن ْجاهْا هللا ‪ ‬فْلْ ُم تْصـ ُم‬ ‫ت‪ِ :‬ا ِن هللا ‪ ‬أ ْ ُن ْجاهْا أ ْ ُن تْصـ ْ‬
‫وم ْ‬ ‫حُر‪ ،‬فْنْذْ ْر ُ‬ ‫ت ُالبْ ْ‬ ‫ُام ْرأْة ً ْر ِكبْ ِ‬
‫ومي" وصـححها‬ ‫ت ذْ ِل ْك لْه‪ ،‬فْقْا ْل "صـ ِ‬ ‫ت ظْ ْرابْةٌ لْ ْها اِلْى النَّبِي ِ ‪ ،‬فْذْ ْك ْر ُ‬‫ْت‪ ،‬فْ ْجا ْء ُ‬ ‫ْحتَّى ْمات ُ‬
‫محققو المسـند‪ ،‬وظد ذكر شـيخ اإلسـالم أن هذا يفسـر حديث ْعا ِئ ْشـةْ ‪ :‬أْ َّن ْرسـو ْل هللاِ ‪‬‬
‫ع ُنه ْو ِليه» متفق عليه‪ ،‬وظال "والذي يدل على ذلك أنه‬ ‫ام ْ‬‫صـ ْ‬
‫صـ ْيا ٌم ْ‬ ‫علْ ُي ِه ِ‬‫ات ْو ْ‬ ‫ظْا ْل « ْم ُن ْم ْ‬
‫عا أنهم ظالوا في صــــوم‬ ‫ظد تقدم عن عائشــــة وابن عباس وعن ابن عمر موظوفًا ومرفو ً‬
‫رمضـان‪ :‬ال يقضـى عنه‪ ،‬بل يطعم عنه لكل يوم مسـكينًا‪ ،‬وابن عباس وعائشة رويا هذين‬
‫الحـديثين وهمـا أعلم بمعنى مـا رويـا من غيرهمـا‪ ،‬فلو لم يكن معنـاه عنـدهمـا في غير‬
‫رمضان لما جاز لهما خالفه"‪.‬‬
‫(‪ ) 267‬يقول شــيخ اإلســالم "ألن النذر محله الذمة‪ ،‬وهو أوجبه على نفســه ولم يشــترط‬
‫القدرة‪ ،‬وهللا سـبحانه ظد شـرط فيما أوجبه على خلقه القدرة‪ ،‬ولهذا ظد يجب على اإلنسـان‬
‫من الديون بفعل نفســــه ما يعجز عنه‪ ،‬وال يجب عليه بإيجاب هللا عليه اال ما يقدر عليه‪،‬‬
‫ولهذا لو تكفل من الدين بما ال يقدر عليه‪ ،‬لزمه في ذمته"‪.‬‬
‫ظياسـا على صـيام رمضـان‪،‬‬ ‫ً‬ ‫(‪ )268‬ذكر عن القاضـي وابن عقيل تفريقهما بين المسـألتين‬
‫لكن يظهر ميل شيخ اإلسالم ا لى المثبتة‪ ،‬كما أنها المستقيمة مث تعليله لمسائل النذر الذي‬
‫ذكرنا بعضه في النقطة السابقة‪.‬‬
‫(‪ )269‬كما ال يلزمهم أن يقضوا دينه باإلجماع‪.‬‬
‫(‪ )270‬يقول شــيخ اإلســالم "وأيضــا فقوله في الحديث الصــحيح (صــام عنه وليه) يتناول‬
‫الولـد وغيره ممن يكون وليـً ا للميـت‪ ،‬فال يجوز أن يقـال‪ :‬الحكم مختص بـالولـد" جـامث‬
‫المسائل ‪.259/4‬‬
‫(‪ )271‬كما لو كان عليه دين يصح أن يقضيه الولي وغيره‪.‬‬
‫‪59‬‬
‫قبل دخوله‪ ،‬مل يُص ا ا ا ا اام ومل يُقض عنه‪ ،‬وإن مات يف أثنائه‪ ،‬س ا ا ا ا ااقط ابقيه](‪ ،)272‬وهل جيوز‬
‫صوم مجاعة عنه يف يوم واحد وجيزئ عن عدهتم من األايم؟ فيها وجهان(‪.)273‬‬

‫(‪" )272‬ظـال المجـد في «شـــــرحـه»‪ :‬وهـذا مـذهـب ســـــائر األئمـة‪ ،‬وال أعلم فيـه خال ًفـا"‬
‫اإلنصاا ‪.508/7‬‬
‫(‪ )273‬ذكرهما شـيخ اإلسـالم ولم يظهر لي ترجيحه‪ ،‬لكني أميل الى أن أصـوله تدل على‬
‫الجواز مفصــــ ًـال بطريقـة ابن مفلح في الفروع حيـث ظـال "نقـل أبو طـالـب [عن أحمـد]‪:‬‬
‫يصـوم واحد‪ ،‬ظال [القاضـي] في الخالا‪ :‬فمنث االشـتراك كالحجة المنذورة تصـح النيابة‬
‫فيهـا من واحـد ال من جمـاعـة‪ ،‬وحكى أحمـد عن طـاووس الجواز‪ ،‬وحكـاه البخـاري عن‬
‫الحســـن وهو أظهر ‪ ...‬وحمل ما ســـبق [من رواية المنث] على صـــوم شـــرطه التتابث‪،‬‬
‫وتعليـل القـاضـــــي يـدل عليـه‪ ،‬فـإن مـا جـاز تفريقـه كـل يوم كحجـة مفردة‪ ،‬فـدل ذلـك أن من‬
‫أوصـــــى بثالث حجَ جـاز صـــــرفهـا الى ثالثـة يحجون عنـه في ســــنـة واحـدة" الفروع‬
‫وتصحيح الفروع ‪.75-74/5‬‬
‫‪60‬‬
‫وإذا نذر غري الصا ا ااوم من عتق أو صا ا اادقة أو هدي(‪ )274‬أو حج(‪ ،)275‬فإنه جيوز أن يفعله‬
‫عن ا ااه ولي ا ااه‪ ،‬أوص ا ا ا ا ا ااى أو مل يوص(‪[ ،)276‬وك ا ااذل ا ااك الص ا ا ا ا ا ااالة املن ا ااذورة والقرآن وال ا ااذكر‬
‫والدعاء(‪ ،)278(])277‬وكذلك االعتكاف(‪.)279‬‬

‫اص بُنْ ْوائِ ٍل نْذْ ْر فِي ُال ْجا ِه ِل َّي ِة‬ ‫ع ُن ْج ِد ِه ‪ ،‬أ ْ َّن ُال ْع ْ‬ ‫ع ُن أْبِي ِه ْ‬ ‫ب ْ‬ ‫ع ُم ِرو ب ُِن ش ـ ْع ُي ٍ‬ ‫(‪ )274‬عن ْ‬
‫ي‬ ‫سـأ ْ ْل النَّ ِب َّ‬‫ع ُم ًرا ْ‬ ‫صـت ْه خ ُْم ِسـينْ ْب ْدنْةً ْوأ ْ َّن ْ‬ ‫صـي نْ ْح ْر ِح َّ‬ ‫ْام بُنْ ُال ْعا ِ‬ ‫أ ْ ُن ْي ُن ْح ْر ِمائْةْ ْب ْدنْ ٍة ْوأ ْ َّن ِهشـ ْ‬
‫ع ُنه‪ ،‬نْفْ ْعه ذْ ِل ْك"‬ ‫ت ْ‬ ‫صـ َّد ُظ ْ‬
‫ت ْوت ْ ْ‬ ‫وك‪ ،‬فْلْ ُو ْكانْ أْظْ َّر ِبالت َّ ُو ِحيدِ‪ ،‬فْصـ ُم ْ‬ ‫ع ُن ذْ ِل ْك؟ فْقْا ْل "أ ْ َّما أْب ْ‬ ‫‪ْ ‬‬
‫رواه أحمد وأبو داود وحسنه األلباني‪.‬‬
‫ت‪ِ :‬ا َّن أ ِمي‬ ‫ت ِالْى النَّ ِبي ِ ‪ ‬فْ ْقـ ْالـ ُ‬ ‫اس ‪« ‬أ ْ َّن ُام ْرأْة ً ِم ُن ج ْهيُنـْ ةْ‪ْ ،‬جـا ْء ُ‬ ‫عبـَّ ٍ‬
‫ع ِن اب ُِن ْ‬ ‫(‪ْ )275‬‬
‫ت لْ ُو ْكـانْ‬ ‫ع ُن ْهـا‪ ،‬أ ْ ْرأ ْ ُيـ ِ‬
‫ع ُن ْهـا؟ ْظـا ْل‪ :‬نْ ْع ُم‪ ،‬ح ِجي ْ‬ ‫ْت‪ ،‬أ ْ ْفـأْحَ ْ‬ ‫ت أ ْ ُن ت ْح ََّ‪ ،‬فْلْ ُم ت ْح ََّ ْحتَّى ْمـاتـ ُ‬ ‫ْنـذْ ْر ُ‬
‫اء» رواه البخاري وأحمد‪.‬‬ ‫هللا‪ ،‬فْاى أ ْ ْحق ِب ُال ْوفْ ِ‬ ‫اض ْيةً؟ ا ُظضوا ْ‬ ‫ت ظْ ِ‬ ‫علْى أ ِم ِك ْدي ٌُن أْك ُن ِ‬ ‫ْ‬
‫‪276‬‬
‫( ) يقول شـــيخ اإلســـالم "وألن هذه األمور يجوز أن تف ْعل عنه من هذه العبادات ما‬
‫وجب بالشرع بعد موته بدون اذنه‪ ،‬فشن يف ْعل عنه ما وجب بالنذر أولى وأحرى"‪.‬‬
‫اء" الذي في ‪ ،275‬فالنبي ‪ ‬عمم اإلجابة‪،‬‬ ‫هللا‪ ،‬فْاى أ ْ ْحق بِ ُال ْوفْ ِ‬ ‫( ) لحديث "ا ُظضــــوا ْ‬
‫‪277‬‬

‫اري ْرســو ْل هللاِ ‪ ‬فِي نْ ُذ ٍر‬ ‫صــ ِ‬ ‫ســ ُعد بُن ع ْبا ْدة ْ ُاأل ْ ُن ْ‬ ‫«اســت ْ ُفت ْى ْ‬
‫ُ‬ ‫َّاس ‪ ‬ظْا ْل‬ ‫عب ٍ‬ ‫ع ِن اب ُِن ْ‬ ‫و ْ‬
‫ع ُن ْها» متفق عليه‪،‬‬ ‫ضــ ِه ْ‬ ‫ضــيْه‪ ،‬فْقْا ْل ْرســول هللاِ ‪ :‬ا ُظ ِ‬ ‫ت ظْ ُب ْل أ ْ ُن ت ْ ُق ِ‬‫علْى أ ِم ِه‪ ،‬توفِيْ ُ‬ ‫ْكانْ ْ‬
‫يقول شــيخ اإلســالم "وال يخلو اما أن يكون ســعد ســأل النبي ‪ ‬عن نذر كان على أمه‬
‫وأجابه النبي ‪ ‬على مقتضى هذا الس ال ولم يستفصله‪ ،‬فيكون كأنه ظال‪ :‬اذا كان عليها‬
‫نذر فاظضه عنها ألن الس ال كالمعاد في الجواب‪ ،‬وهذا عام مطلق في جميث النذور‪ ،‬أو‬
‫يكون ظد ســــأله عن نذر معين من صــــوم ونحوه‪ ،‬فيكون اخبار ابن عباس أنه أمره أن‬
‫يقضـــي عنها النذر ‪ -‬ولم يعين ابن عباس أي نذر هو‪ -‬دليل على أنه فهم أن مناط الحكم‬
‫نذرا‪ ،‬ال خصــــوص ذلك المنذور‪ ،‬وأن كل النذور مســــتوية في هذا الحكم‪،‬‬ ‫عموم كونه ً‬
‫وابن عباس أعلم بمراد النبي ‪ ‬ومقصوده"‪.‬‬
‫(‪ ) 278‬ال ريب أن هذا اختيار شــيخ اإلســالم وان كان ذكر روايتين عن اإلمام أحمد‪ ،‬ولم‬
‫ينص على الترجيح ألنه اســـتدل للمثبتة أكثر بكثير‪ ،‬واســـتدل لها بأحاديث ولم يســـتدل‬
‫للثانية بشـيء من السـنة‪ ،‬كما أنه يرى وصـول ثواب هذه العبادات للميت ان أهديت اليه‪،‬‬
‫ظال في مجموع الفتاوى "وتنازعوا في وصــــول األعمال البدنية‪ :‬كالصــــوم والصــــالة‬
‫والقراءة‪ ،‬والصواب أن الجميث يصل اليه"‪ ،‬والعالظة بين المسألتين بينة‪.‬‬
‫‪61‬‬
‫ابب ما يفسد الصوم‪.‬‬
‫يفس ا ا ا ااد الص ا ا ا ااوم ابألكل والش ا ا ا اارب(‪ )280‬وااماع(‪ ،)281‬وسا ا ا ا اواء يف ذلك مجيع املأكوالت‬
‫واملش ا ا ا ا ا ااروابت من األغاذياة واألدوياة وغريهاا‪ ،‬مثال الثلج والثد‪( ،‬وسا ا ا ا ا ا اواء يف ذلاك الطعاام‬
‫والش ا ا ا ا ا اراب املعتادان‪ ،‬اللذان حيصا ا ا ا ا اال هبما االقتيات‪ ،‬وغريمها‪ ،‬فلو اسا ا ا ا ا ااتف تر ًااب أو ابتلع‬
‫حص ا اااة‪ ،‬أفطر)(‪ ،)282‬و(الواص ا اال إىل ااوف يفطر من أي موض ا ااع دخل‪ ،‬ال خيتص ذلك‬
‫مبدخل دون مدخل‪ ،‬كما مل خيتص بداخل دون داخل)(‪ ،)283‬وال بد أن يصا ا ا اال إىل البطن‬
‫أو ما بينه وبني البطن جمرى انفذ(‪ ،)284‬فإذا اساتعط بدهن أو ماء أو غريمها‪ ،‬أبن أدخله يف‬

‫(‪ ) 279‬لما ذكرنا في النقاط السـابقة‪ ،‬يقول شـيخ اإلسـالم "وكذلك ظال أصـحابنا ولم يذكروا‬
‫خالفًا الحاظا له بالصوم‪ ،‬فإنه به أشبه منه بالصالة"‪.‬‬
‫اشـ ْربوا ْحتَّى يْتْبْيَّنْ‬‫ْب َّ لْك ُم ْوكلوا ْو ُ‬ ‫اشـروه َّن ْوا ُبت ْىوا ْما ْكت ْ‬ ‫(‪ )280‬ظال هللا تعالى {فْ ُاآلنْ بْ ِ‬
‫ام ِالْى اللَّ ُي ِل}‪ ،‬وباإلجماع‪،‬‬ ‫جُر ث َّم أْتِموا ِ‬
‫الصـ ْي ْ‬ ‫لْكم ُال ْخيُط ُاأل ْ ُب ْيض ِمنْ ُال ْخي ُِط ُاأل ْ ُسـ ْو ِد ِمنْ ُالفْ ِ‬
‫والعلم بها عام مستفيض‪.‬‬
‫شـــ ُه ْوت ْه ْوأ ْ ُكلْه‬
‫جُزي ِب ِه‪ْ ،‬ي ْدع ْ‬ ‫الصـــ ُوم ِلي ْوأْنْا أ ْ ِ‬
‫ع ِن النَّ ِبي ِ ‪ ‬ظْا ْل‪ْ :‬يقول هللا ‪َّ « ‬‬ ‫(‪ْ )281‬‬
‫ْان‪ :‬فْ ُر ْحةٌ ِحينْ ي ُف ِطر‪ْ ،‬وفْ ُر ْحةٌ ِحينْ ْي ُلقْى‬ ‫الصـ ُوم جنَّةٌ ْو ِل َّ‬
‫لصـائِ ِم فْ ُر ْحت ِ‬ ‫ْوشـ ُر ْبه ِم ُن أْجُ ِلي‪ْ ،‬و َّ‬
‫ُك» متفق عليه‪ ،‬وباإلجماع‪.‬‬ ‫يح ُال ِمس ِ‬
‫ط ْيب ِع ُن ْد هللاِ ِم ُن ِر ِ‬ ‫صائِ ِم أ ْ ُ‬
‫ْربَّه‪ْ ،‬ولْخلوا فْ ِم ال َّ‬
‫(‪ ) 282‬يقول ابن ظـدامـة "ولنـا‪ ،‬داللـة الكتـاب والســــنـة على تحريم األكـل والشـــــرب على‬
‫العموم‪ ،‬فيدخل فيه محل النزاع [أي ما ال يعذي]" المىني ‪ ،355/4‬لكن ظال شيخ اإلسالم‬
‫في مجموع الفتـاوى "واألظهر أنـه ال يفطر بـالكحـل وال بـالتقطير في اإلحليـل وال بـابتالع‬
‫ما ال يىذي كالحصاة"‪ ،‬وظد خالا في هذه المسائل اإلمام‪ ،‬فأثبتنا ظول اإلمام‪.‬‬
‫(‪" )283‬أوصـل الى حلقه ما هو ممنوع من تناوله بفيه فأفطر به‪ ،‬كما لو أوصـله من أنفه"‬
‫المىني ‪ ، 355/4‬ويخالا شـيخ اإلسـالم ما بين القوسـين وهو المذهب‪ ،‬وال رواية لامام‬
‫تخالا المثبت‪.‬‬
‫(‪ )284‬يقول شيخ اإلسالم "وال بد عند أصحابنا أن يصل الى البطن أو ما بينه وبين‬
‫البطن مجرى نافذ‪ ،‬هذا كالم أحمد وعامة أصحابه‪ ،‬وهو الذي حرره القاضي في كتبه‬
‫المعتمدة‪ :‬أن المفطر وصول الواصل الى الجوا من أي موضث كان"‪.‬‬
‫‪62‬‬
‫أنفه‪ ،‬فوصل إىل دماغه أفطر(‪ ،)285‬سواء تيقن وصوله إىل حلقه وجوفه أو مل يتحققه(‪،)286‬‬
‫وإذا قطر يف أذناه دهنًاا أو غريه‪ ،‬فوص ا ا ا ا ا ا اال إىل دمااغاه أفطر(‪ ،)287‬ولو مل يكن بني الادماا‬
‫وااوف منفاذ مل يفطر ابلواص ا ا ا ا ا ا اال إلياه وإن نبات اللحم واغتاذى‪ ،‬كماا يقطر يف اإلحليال‪،‬‬
‫وكااالكحاال الااذي تتغااذى بااه العني‪ ،‬وليس لااه نفوذ إىل احللق‪ ،‬وكاااملراهم اليت توضا ا ا ا ا ا ااع يف‬
‫أعم ااا ااراح و‪،‬وه ااا(‪ ،)288‬ف ااأم ااا ش ا ا ا ا ا اام األرواح الطيب ااة من البخور وغريه‪ ،‬فال أبس ب ااه‬
‫للصائم(‪ ،)289‬وال أبس أن ينغمس يف املاء إن مل خيف أن يدخل مسامعه وحلقه‪ ،‬وإن قطر‬

‫ع ِن ُالوض ِ‬
‫وء‪ ،‬ظْا ْل «أ ْ ُس ِب ِغ‬ ‫صبِ ْرة ْ ‪ ‬ظْا ْل‪ :‬ظ ُلت يْا ْرسو ْل َّ ِ‪ ،‬أ ْ ُخبِ ُرنِي ْ‬ ‫يط ب ُِن ْ‬ ‫(‪ )285‬عن لْ ِق ِ‬
‫صـائِ ًما» رواه ابن ماجه وصـححه األلباني‪،‬‬ ‫ُالوضـو ْء‪ْ ،‬وبْا ِل ُغ فِي ِاال ـُس تِ ُنشـْا ِ ‪ ،‬اِ َّال أ ْ ُن ت ْكونْ ْ‬
‫مفطرا كما يفطر ما يدخل في الفم‪ ،‬لم‬ ‫ً‬ ‫يقول شـيخ اإلسـالم "فلو لم يكن ما يدخل في األنا‬
‫ينهه عن المبالىة في االسـتنشـا اذا كان صـائ ًما ‪ ...‬وألن ما يدخل من األنا يحصـل به‬
‫للبدن اغتذاء ونمو وان ظل‪ ،‬كما يحصل بالقليل من الطعام والشراب"‪.‬‬
‫(‪ ) 286‬يقول شــــيخ اإلســــالم "بناء على أن بين الدما والجوا مجرى‪ ،‬فما يصــــل الى‬
‫الدما ال بد أن ينزل الى الحلق ويصــــل الى الجوا‪ ،‬والحكمة اذا خفيت أظيمت المظنة‬
‫أيضـا نفس العلة التي علل بها فطر الحاجم في‬ ‫ً‬ ‫مقامها"‪ ،‬ذكر هذا في شـرح العمدة‪ ،‬وهي‬
‫مجموع الفتاوى‪ ،‬فهو لم يرجث عن هذ ا التعليل تعليل الفطر بإظامة مظنة الشيء مقامه‪.‬‬
‫(‪ )287‬يقول شـيخ اإلسـالم "ألنه واصـل الى الدما فيفطر‪ ،‬كما لو وصـل من األنا"‪ ،‬وما‬
‫أيض ـا‪ ،‬لكنه رجث‬ ‫ً‬ ‫في المتن نص كالمه في شــرح العمدة‪ ،‬وظد ذكر فيها أن الكحل مفطر‬
‫عن اإلفطـار بـالكحـل في مجموع الفتـاوى وخـالا المـذهـب‪ ،‬ولم يشــــر من ظريـب أو بعيـد‬
‫الى مســـــألـة التقطير في األذن‪ ،‬وبين الكحـل ومـا يقطر في األذن فر بين‪ ،‬وظـد ظـال في‬
‫شــــرح العمدة "وهو ظياس ظول أحمد‪ :‬فإنه يفطر بما يدخل من العين‪ ،‬فمن األذن أولى"‪،‬‬
‫كما أن تعليالته في منث اإلفطار من الكحل ال يظهر منها ظياس ما ينزل من األذن عليه‪.‬‬
‫(‪ )288‬يقول شـــيخ اإلســـالم "فإن اللحم [ال] ينبت بها فال تفطر‪ ،‬وألن الىذاء الذي به ظيام‬
‫البنية ال بد أن يحصـــل في المعدة"‪ ،‬والمذكور في المتن موافق لكالم اإلمام وعليه عامة‬
‫األصــحاب كما أشــار شــيخ اإلســالم‪ ،‬ويجدر التنبيه أن في النســخة المطبوعة من شــرح‬
‫العمدة مكتوب "فإن اللحم ينبت ‪ "...‬وهو خطأ والصواب اضافة [ال]‪.‬‬
‫(‪ )289‬المثبت في المتن نص كالم شــيخ اإلســالم في شــرح العمدة والذي يرى فيه افطار‬
‫الصـائم بالكحل والحقنة والحصـاة ‪ ...‬الخ‪ ،‬لكن ظال ابن مفلح في الفروع "ويكره ‪ ...‬شـم‬
‫ما ال يأمن أن يجذبه نفســه الى حلقه كســحيق مســك وكافور ودهن ونحوه" ‪ ،25/5‬وبين‬
‫‪63‬‬
‫يف عين ااه فوص ا ا ا ا ا ا ا اال إىل حلق ااه أفطر(‪( ،)290‬وإن اكتح اال مب ااا يتحقق وصا ا ا ا ا ا اول ااه إىل حلق ااه‬
‫اريا(‪ ،)292‬وإن شا ا ا ا ا ااك يف وصا ا ا ا ا اوله‪،‬‬
‫ً‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫كان‬ ‫إذا‬ ‫املطيب‬ ‫غري‬ ‫د‬ ‫اإل‬ ‫يفطر‬ ‫وال‬ ‫‪،‬‬ ‫أفطر)(‪)291‬‬

‫فاألص ا ا ا اال ص ا ا ا ااحة الص ا ا ا ااوم‪ ،‬ويكره أن يكتحل مبا خيش ا ا ا ااى دخوله‪ ،‬وإن قطر يف إحليله ال‬
‫يفطر(‪[ ،)293‬وإن أدخلاات املرأة أص ا ا ا ا ا اابعهااا أو غريه يف فرجهااا‪ ،‬أو وضا ا ا ا ا ا اعاات فيااه دواء ال‬

‫أن سبب الكراهة خوا جذب النفس ولم يعتبر هذا شيخ اإلسالم سببًا في كراهة البخور‪،‬‬
‫وال أعلم لامام ً‬
‫ظوال في المسألة‪.‬‬
‫(‪ ) 290‬هـذا الزم كالمـه في شـــــرح العمـدة‪ ،‬حيـث أثبتـه في الكحـل فـالتقطير من بـاب أولى‬
‫ظط ًعـا‪ ،‬وحين رجث عن الكحـل في مجموع الفتـاوى اســــتـدل لـذلـك بـأدلـة منهـا "أن الكحـل‬
‫ونحوه ممـا تعم بـه البلوى ‪ ...‬فلو كـان هـذا ممـا يفطر لبينـه النبي ‪ ‬كمـا بين اإلفطـار"‪،‬‬
‫وليس التقطير في العين كذلك في زمن النبي ‪ ،‬ومنها "أن الكحل ال يىذي ألبتة"‪ ،‬لكن‬
‫التقطير في العين ان وصـل الى المعدة فهو ماء وصـل الى المعدة وان كان ظطرة واحدة‪،‬‬
‫وظد ذكر في اإلفطار باالسـتنشـا في مجموع الفتاوى "وألن ما يدخل من األنا يحصـل‬
‫بـه للبـدن اغتـذاء ونمو وان ظـل"‪ ،‬واســــتـدل للكحـل بـأدلـة أخرى ليس منهـا أن هـذا خالا‬
‫المنفذ المعتاد كما يســـتدل الشـــافعية‪ ،‬وبالتالي ال وجه لقياس ما يقطر في العين أو األذن‬
‫على ظوله في االكتحال‪ ،‬وهللا أعلم‪.‬‬
‫(‪" )291‬أوصـل الى حلقه ما هو ممنوع من تناوله بفيه فأفطر به‪ ،‬كما لو أوصـله من أنفه"‬
‫المىني ‪ ، 353/4‬وظـد رجث شـــــيخ اإلســـــالم عن هـذا القول في مجموع الفتـاوى فخـالا‬
‫منصوص اإلمام والمذهب‪.‬‬
‫(‪ )292‬ألنه ال يصل الى الحلق‪.‬‬
‫(‪ )293‬يقول شـيخ اإلسـالم في شـرح العمدة "ظال أصـحابنا‪ :‬الفطر انما هو بما يصـل الى‬
‫البطن أو الى ما بينه وبين البطن طريق ألن الصــوم هو اإلمســاك عن األكل والشــرب‬
‫ونحوهما مما يصـل الى المعدة‪ ،‬والواصـل من األنا و العين واألذن يصـل الى الدما ‪،‬‬
‫وبين الدما والبطن مجرى يصل منه الى البطن‪ ،‬وليس بين المثانة مجرى الى الجوا‪،‬‬
‫وما يحصـل منها من البول‪ ،‬فإنما يحصـل بالرشـح كالعر يخرج من البدن‪ ،‬فإذا لم يصـل‬
‫منهـا الى الجوا لم يفطر‪ ،‬كمن أخـذ في فمـه مـاء لم يفطره"‪ ،‬وظـد ثبـت في العلم الحـديـث‬
‫أن البول يخرج من الكليــة‪ ،‬لكن ال عالظــة بين مجــاري البول والمثــانــة وبين المعــدة‬
‫فيستقيم التعليل القد يم‪ ،‬خاصة أن تعليل الجوا أنه يىذي‪ ،‬أو في مظنة التىذية‪.‬‬
‫‪64‬‬
‫تفطر](‪( ،)294‬ولو احتقن يف دبره أو أدخاال دهنًاا أو غريه إىل مقعاادتااه‪ ،‬أفطر)(‪[ ،)295‬وإن‬
‫احتقن يف الورياد(‪ )296‬أفطر‪ ،‬سا ا ا ا ا ا اواء كاانات احلقناة مغاذياة(‪ ،)297‬أو غري مغاذياة‪ ،‬أو كاانات‬
‫لنقل الدم](‪،)298‬‬

‫(‪ ) 294‬يقول الرحيباني "وال يفســــد صــــوم ان (دخل في ظبل) كإحليل‪( ،‬ولو) كان القبل‬
‫(ألنثى ‪ -‬غير ذكر أصــلي كإصــبث وعود)‪ ،‬وذكر خنثى مشــكل بال انزال ألن مســلك‬
‫الذكر من الفرج في حكم الظاهر كالفم لوجوب غســل نجاســة‪ ،‬واذا ظهر حيضــها اليه‬
‫فسـد صـومها‪ ،‬ولو لم يخرج‪ ،‬ولو كان في حكم الباطن لم يفسـد صـومها حتى يخرج منه‪،‬‬
‫عا ال لكونه‬ ‫ولم يجب غسـله كالدبر‪ ،‬وانما فسـد صـومها بإيالج ذكر الرجل فيه لكونه جما ً‬
‫وصــوال الى باطن‪ ،‬بدليل أنه لو أولَ أصــبعه في ظبلها فإنه ال يبطل صــومها‪ ،‬والجماع‬
‫يف سـد لكونه مظنة اإلنزال‪ ،‬فأظيم مقام اإلنزال ولهذا يفسـد" مطالب أولي النهى في شـرح‬
‫غاية المنتهى ‪ ،193/2‬وفي هذه المســــألة خالا في المذهب ألن بعضــــهم يعد باطن‬
‫الفرج جوفًا‪ ،‬لكن ثبت ظط ًعا بالعلم الحديث أنه ال اتصـــال بين "الجهاز التناســـلي للمرأة"‬
‫وبين "الجهـاز الهضـــــمي" الـذي فيـه المعـدة‪ ،‬وأنـه ال يمكن أن تتىـذى المرأة منـه اال بمـا‬
‫يشــــبـه االدهـان ووضـــــث الـدواء في الجرج الىـائر اآلتي حكمـه في ‪ ،313‬وال ريـب في‬
‫اختيارا لشـيخ اإلسـالم الذي يقول في شـرح العمدة "ظال أصـحابنا‪ :‬الفطر انما‬ ‫ً‬ ‫تخريَ هذا‬
‫هو بما يصـل الى البطن أو الى ما بينه وبين البطن طريق ألن الصـوم هو اإلمسـاك عن‬
‫وأيضــا لتعليالته في عدم اإلفطار‬
‫ً‬ ‫األكل والشــرب ونحوهما مما يصــل الى المعدة ‪،"...‬‬
‫بالكحل المذكورة في ‪.291‬‬
‫(‪" )295‬ألنه واصـل الى جوفه باختياره‪ ،‬فأشـبه األكل" ‪ ،353/4‬والمثبت رأيه في شـرح‬
‫العمـدة وظـد رجث عنـه في مجموع الفتـاوى وعلـل الرجوع بـأســــبـاب عـدة من أوجههـا أن‬
‫الحقنة تســــتفر ما في البدن مثل اخراج الىائط والبول وال تىذي‪ ،‬وال ريب في وجاهة‬
‫ما ظال‪ ،‬لكن أثبتنا ما في المتن تب ًعا لشــرطنا‪ ،‬والعلم الحديث أثبت أن الحقنة الشــرجية ال‬
‫يصل الى المعدة منها شيء وان كان يمكن أن يمتص القليل من أجزائها في األمعاء‪.‬‬
‫(‪" ) 296‬الوريـد‪ :‬وعـاء أنبوبي يحمـل الـدم في اتجـاه القلـب‪ ،‬حيـث يجري الـدم في الجســــم‬
‫بواسـطة شـبكة من األنابيب تسـمى األوعية الدموية ‪ ...‬وتقوم معظم األوردة بإرجاع الدم‬
‫الى القلـب بعـد أن يقوم بتىـذيـة الخاليـا وتنقيتهـا من الفضـــــالت والســـــموم‪... ،‬والحقن‬
‫الوريـديـة هي ادخـال مواد الى داخـل دم اإلنســـــان عن طريق الوريـد‪ ،‬وهي امـا ســـــوائل‬
‫مىذية تعوض الجســــم عن حاجاته الىذائية‪ ،‬أو عقاظير عالجية‪ ،‬أو مواد مســــاعدة على‬
‫التشخيص" المفطرات الطبية المعاصرة (دراسة فقهية طبية مقارنة) ‪.277‬‬
‫‪65‬‬
‫(‪ )297‬المقطوع به طبيًا أن الجســـم يســـتفيد من الحقن المحتوية على مىذيات كأي غذاء‬
‫يهضم‪ ،‬بل أسهل ألنه يتجاوز مشقة الهضم وغيرها‪.‬‬
‫(‪ ) 298‬لم يكن في عصــر شــيخ اإلســالم اال الحقنة الشــرجية وعليها يحمل كل كالمه في‬
‫اختيارا لشيخ اإلسالم‬
‫ً‬ ‫عدم اإلفطار بالحقن‪ ،‬أما حقن الوريد فالصواب تخريَ المنث منها‬
‫وذلـك من عين تعليلـه بعـدم اإلفطـار بـالكحـل والحقنـة الشـــــرجيـة‪ ،‬يقول شـــــيخ اإلســـــالم‬
‫"وظياســهم على االســتنشــا أظوى حججهم كما تقدم‪ ،‬وهو ظياس ضــعيا وذلك ألن من‬
‫نشـق الماء بمنخريه ينزل الماء الى حلقه والى جوفه فحصـل له بذلك ما يحصـل للشـارب‬
‫بفمـه ويىـذي بـدنـه من ذلـك المـاء ويزول العط ويطبخ الطعـام في معـدتـه كمـا يحصـــــل‬
‫بشـــــرب المـاء‪ ،‬فلو لم يرد النص بـذلـك لعلم بـالعقـل أن هـذا من جنس الشـــــرب فـإنهمـا ال‬
‫يفترظـان اال في دخول المـاء من الفم وذلـك غير معتبر‪ ،‬بـل دخول المـاء الى الفم وحـده ال‬
‫مفطرا وال جز ًءا من المفطر لعـدم تـأثيره بـل هو طريق الى الفطر‪ ...‬ان‬ ‫ً‬ ‫يفطر فليس هو‬
‫الشـيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم فضـيقوا مجاريه بالجوع بالصـوم‪ ،‬فالصـائم نهي‬
‫عن األكل والشـرب ألن ذلك سـبب التقوي‪ ،‬فترك األكل والشـرب الذي يولد الدم الكثير‬
‫الـذي يجري فيـه الشـــــيطـان انمـا يتولـد من الىـذاء ال عن حقنـة وال كحـل وال مـا يقطر في‬
‫الذكر وال ما يداوي به المأمومة والجائفة‪ ،‬وهو متولد عما اســتنشــق من الماء ألن الماء‬
‫ممـا يتولد منـه الدم فكـان المنث منـه من تمـام الصـــــوم ‪ ...‬ظيـل‪ :‬هذا كمـا ظد يقـال في البخـار‬
‫الذي يصـــعد من األنا الى الدما فيســـتحيل د ًما وكالدهن الذي يشـــربه الجســـم [أي ال‬
‫يفطر]‪ ،‬والممنوع منه انما هو ما يصــــل الى المعدة فيســــتحيل د ًما ويتوزع على البدن‪،‬‬
‫ـادس ـا) فنقيس الكحل والحقنة ونحو ذلك على البخور والدهن ونحو‬ ‫ونجعل هذا (وجها سـ ً‬
‫ذلك لجامث ما يشـتركان فيه من أن ذلك ليس مما يتىذى به البدن ويسـتحيل في المعدة د ًما‬
‫وهـذا الوصـــــا هو الـذي أوجـب أال تكون هـذه األمور مفطرة‪ ،‬وهـذا موجود في محـل‬
‫النزاع‪ ،‬والفرع ظد يتجاذبه أصــالن فيلحق كال منهما بما يشــبهه من الصــفات"‪ ،‬كما أنه‬
‫ظليال كمـا نقلنـا عنـه في ‪ ،285‬وال ريـب أن‬ ‫أكـد أن دخول المـاء من األنا مفطر ولو كـان ً‬
‫أيضـا‪-‬‬
‫النازل من األنا باالسـتنشـا ظليل جدًا أظل مما تحتويه الحق من ماء‪ ،‬وال ريب ‪ً -‬‬
‫في جريان المسـألة على اعتبار شـيخ اإلسـالم المعاني والتعليل في الصـوم وغيره‪ ،‬فنجده‬
‫مثال‪ -‬يفطر الحاجم وال يفطر الشـارط العتبار المعنى كما سـنبين في ‪ 327‬ان شـاء هللا‪،‬‬ ‫‪ً -‬‬
‫وال ريب أن كل ما ذكره علة لمنث ظياس الكحل والحقنة على االســتنشــا موجود مناطه‬
‫في الحقنة الوريدية ولو كانت دواء ألن الدواء يفطر لو شــرب من الفم‪ ،‬وال توجد حقنة‬
‫اال وفيها نسـبة ماء ظلت أو كثرت‪ ،‬والتفريق بين الماء المذاب فيه دواء وغير المذاب فيه‬
‫تنزال‪ -‬ان الـدواء بمفرده ال يفطر‪ ،‬وال ريـب في‬ ‫دواء تفريق ال اعتبـار بـه‪ ،‬هـذا لو ظلنـا ‪ً -‬‬
‫تخريَ هذه المســـألة على المذهب الحنبلي الذي يرى الفطر بالكحل والحقنة الشـــرجية‪،‬‬
‫يقول الفوزان "أما ظضـية الحقن التي تحقن جسـم الصـائم‪ ،‬وهي اإلبر‪ ،‬فهذه ان كانت من‬
‫اإلبر المىذية فال شـــك أنها تفطر الصـــائم‪ ،‬ألنها تقوم مقام األكل والشـــرب في تنشـــيط‬
‫‪66‬‬
‫الجسـم وتىذيته‪ ،‬فهي تأخذ حكم الطعام والشـراب‪ ،‬وكذلك اذا كانت من اإلبر غير المىذية‬
‫أيضـــ ـا‬
‫ً‬ ‫والتي ت خـذ للـدواء والمعـالجـة وأخـذت عن طريق العر ‪ ،‬طريق الوريـد‪ ،‬فهـذه‬
‫تفطر الصـــائم‪ ،‬ألنها تســـير مث الدم‪ ،‬وتصـــل الى الجوا ويكون لها تأثير على الجســم‬
‫كتأثير الطعام والشــراب‪ ،‬كما لو أنه ابتلث الحبوب عن طريق الفم‪ ،‬فإنها تبطل صــيامه‪،‬‬
‫ضا ي ثر على صيامه" مجموع فتاوى‬ ‫فكذلك اذا أخذ الدواء عن طريق الحقن‪ ،‬فإن هذا أي ً‬
‫فضيلة الشيخ صالح بن فوزان ‪.400/2‬‬
‫‪67‬‬
‫[وال يفطر ابحلقناة يف العض ا ا ا ا ا ا اال(‪ )299‬إال إن كاانات مغاذياة مثال حقن التقوياة والفيتااميناات‬
‫(‪،])300‬‬

‫(‪" ) 299‬حقيقتهـا ادخـال مواد دوائيـة عن طريق الىرز في الجلـد والنفـاذ الى العضـــــل ليتم‬
‫تشـرب الدواء فيها ثم توزيعه على الجسـم عن طريق األوردة الدموية" المفطرات الطبية‬
‫المعاصـــرة ص ‪ ،269‬وعدم الفطر بها تخريَ على ظول شـــيخ اإلســـالم وعلى المذهب‬
‫ضـا‪ ،‬يقول شـيخ اإلسـالم في شـرح العمدة "فإن تجوا جوا في فخذه أو يده أو‬ ‫الحنبلي أي ً‬
‫ظهره أو غير ذلك‪ ،‬وليس بينه وبين البطن منفذ‪ ،‬فوضـــث فيه شـــيء‪ ،‬لم يفطره‪ ،‬كما لو‬
‫وضــــعه في فمه وأنفه"‪ ،‬ونســــب الكالم الى المذهب ولم يذكر فيه خالفًا‪ ،‬ظال ابن مفلح‬
‫دهن ـا لم يفطر‪ ،‬نص عليــه ‪ ...‬كمــداواة جرح عميق لم ينفــذ الى‬ ‫"وان ظطر في ذكره ً‬
‫الجوا" الفروع ‪ ،17/5‬وألنه ظال "هذا كمـا ظد يقـال في البخـار الذي يصـــــعد من األنا‬
‫الى الدما فيستحيل د ًما‪ ،‬وكالدهن الذي يشربه الجسم [فال يفطر]"‪ ،‬فالدهن يشربه الجسم‬
‫مفطرا وال رآه المذهب كذلك‪ ،‬ذلك ألنه ظد‬ ‫ً‬ ‫ويتقوى به وبالطيب نوع تقو ومث ذلك لم يره‬
‫يعترض بأن هناك نســبة ماء تتوزع على الجســم من أي حقنة عضــلية ‪-‬كما ســنرى من‬
‫ظول الفوزان‪ ، -‬كمـا أن "الـدواء يـدخـل من منفـذ الجلـد الـذي هو منفـذ غير معتـاد لشكـل‬
‫والشـرب‪ ،‬وال يصـل الى المعدة محل الطعام والشـراب‪ ،‬وال الى ما اعتبره الفقهاء جوفًا"‬
‫المفطرات الطبية ‪ ،271‬وعلى هذا القول جمهور المعاصــــرين خالفًا للفوزان الذي ظال‬
‫"أما الحقن التي ت خذ في العضـل وال ت خذ في الوريد‪ ،‬وليسـت مىذية‪ ،‬فهذه رخص فيها‬
‫تأثيرا على الجســـــم ولها‬
‫ً‬ ‫بعض العلمـاء لكن الذي أراه أنهـا تأخذ حكم بقيـة اإلبر‪ ،‬ألن لها‬
‫مفعول في الجســــم‪ ،‬فهي كما لو أخذ الدواء عن طريق الدم‪ ،‬ال فر بين أخذ الدواء عن‬
‫طريق العضـــل وأخذه عن طريق الفم‪ ،‬ألن كال ينفذ الى الجســـم‪ ،‬ويصـــل الى أعضـــاء‬
‫طا في جســمه‪ ،‬هذا من المفطرات‪ ،‬فاألولى بالصــائم أال‬ ‫تأثيرا وتنشــي ً‬
‫ً‬ ‫الجســم‪ ،‬ويجد لها‬
‫مريضـا ويحتاج الى أخذ األدوية والحقن‪ ،‬فإنه يأخذها‬ ‫ً‬ ‫يتسـاهل في هذه األمور‪ ،‬واذا كان‬
‫نظرا ألنـه‬
‫ألنـه مريض‪ ،‬ورخص هللا للمريض بـأن يفطر‪ ،‬فيـأخـذهـا ويقضـــــي هـذا اليوم‪ً ،‬‬
‫مريض‪ ،‬أما اذا كان في غنى عنها‪ ،‬ويســتطيث أن ي خرها الى الليل‪ ،‬فإنه ال يجوز له أن‬
‫يأخذها في نهار الصيام" مجموع فتاوى فضيلة الشيخ صالح بن فوزان ‪.401/2‬‬
‫(‪ )300‬يقـال فيهـا كـل مـا ظيـل في الحقن الوريـديـة كمـا في ‪ ،298‬وال تقـاس على الـدهن‬
‫واالكتحـال الـذي في النقطـة الســـــابقـة للفـار الم ثر الكبير فـإن هـذه تقوم مقـام الطعـام‬
‫بـدرجـة كبيرة بخالا غير المىـذيـة األشــــبـه بـالـدهن‪ ،‬وال يقـال ان كميتهـا ظليلـة‪ ،‬فـإن هـذه‬
‫الكمية لو أخذت بالفم مباشــرة ألفطرت بال خالا‪ ،‬وأخذها عضــليًا أســهل على الجســد‬
‫وأغذى له من أخذها بالفم‪ ،‬وهللا أعلم‪.‬‬
‫‪68‬‬
‫[وال تفطر احلقن االااديااة](‪[ ،)301‬وخباااا الربو(‪ )302‬ال يفطر إن كااان غااازًاي‪ ،‬أمااا إن كااان‬
‫سائال فطر(‪،])303‬‬
‫غبارا له جرم أو ً‬
‫ً‬

‫(‪" ) 301‬الحقن الجلـدية‪ :‬هي الحقن التي يتم فيهـا اعطـاء الدواء بين طبقات الجلد‪ ،‬ومن هذه‬
‫الحقن حقن األنســـــولين وحقن التجميـل‪ ،‬وحقن التطعيمـات‪ ،‬وفي التخـدير الموضـــــعي‪،‬‬
‫وغيرهـا‪ ،‬وهـذه الحقن تحتوي على مواد عالجيـة أو تجميليـة‪ ،‬فـأمـا الحقن العالجيـة فيتم‬
‫امتصـــاص المواد التي فيها عبر المســـامات الى داخل الجســـم ثم تمتصـــها الشـــعيرات‬
‫الدموية‪ ،‬ومن ذلك حقن األنســـــولين‪ ،‬وحقن التطعيمـات‪ ،‬وأما الحقن التجميليـة فهـذه تظل‬
‫المواد المحقونـة تحـت الجلـد كمواد تعويضــــيـة عن األنســــجـة التـالفـة" المفطرات الطبيـة‬
‫المعاصـــرة ‪ ، 273-272‬ويقال فيها نفس ما ظيل في الحقن العضـــلية من باب أولى فإن‬
‫نفوذها الى الجسد أظل‪ ،‬كما أنه ال يوجد منها حقن مىذية‪.‬‬
‫(‪ )302‬الربو‪ :‬مرض يصـيب الجهاز التنفسـي ي دي الى الشـعور باالختنا وصـعوبة في‬
‫التنفس‪.‬‬
‫(‪ )303‬يرى شــيخ اإلســالم أن البخور ال يفطر الصــائم ولو شــمه عمدًا‪ ،‬يقول في شــرح‬
‫العمدة "فأما شــم األرواح الطيبة من البخور وغيره‪ ،‬فال بأس به للصــائم"‪ ،‬وال يفطر في‬
‫أيضـا "وكره له (شـم ما ال ي من) من شـمه (أن يجذبه نفس لحلق) شـام كسـحيق‬ ‫ً‬ ‫المذهب‬
‫مسـك‪( ،‬و) سـحيق (كافور ودهن ونحوه) كبخور بنحو عود خشـية وصـوله مث نفسـه الى‬
‫جوفه وعلم منه‪ :‬أنه ال يكره شـــم نحو ورد وظطث عنبر ومســـك غير مســـحو " شـــرح‬
‫منتهى اإلرادات للبهوتي ‪ ،487/1‬ويقول شـيخ اإلسـالم "والبخور ظد يتصـاعد الى األنا‬
‫ويدخل في الدما وينعقد أجســــا ًما‪ ،‬والدهن يشــــربه البدن ويدخل الى داخله ويتقوى به‬
‫اإلنســــان وكذلك يتقوى بالطيب ظوة جيدة‪ ،‬فلما لم ينه الصــــائم عن ذلك دل على جواز‬
‫تطييبـه وتبخيره وادهـانـه وكـذلـك اكتحـالـه ‪ ...‬البخور والـدهن ونحو ذلـك‪ ،‬لجـامث مـا‬
‫يشـــــتركـان فيـه من أن ذلـك ليس ممـا يتىـذى بـه البـدن ويســـــتحيـل في المعـدة د ًمـا‪ ،‬وهـذا‬
‫الوصـا هو الذي أوجب أن ال تكون هذه األمور مفطرة وهذا موجود في محل النزاع"‪،‬‬
‫وبخـا الربو الىـازي غـاز ال يثبـت وال يبقى‪ ،‬وفي فتـاوى اللجنـة الـدائمـة "يوجـد في‬
‫األســوا بخا معطر للفم اذا بخ داخل الفم ظد يترشــح أو يتكثا الى ســائل‪ ،‬فهل يجوز‬
‫اســـتخدامه للصـــائم من أجل ازالة رائحة الفم؟ ج‪ :13‬يجوز للصـــائم اســـتعمال البخا‬
‫المطيب لرائحة الفم اذا كان مجرد هواء‪ ،‬أما ان كان فيه شـــيء من الســـوائل أو المواد‬
‫المـذابـة فـإنـه يجـب عليـه لفظ مـا يجـده في فمـه من ذلـك‪[ .‬األعضـــــاء‪ :‬بكر أبو زيـد‪ ،‬عبـد‬
‫العزيز آل الشـيخ‪ ،‬صـالح الفوزان‪ ،‬الرئيس‪ :‬عبد العزيز بن عبد هللا بن باز]‪ ،‬ويجيب ابن‬
‫عثيمين عن ســــائل "أضــــطر الســــتعمال بخا الصــــدر وله رائحة النعناع فهل يفطر‬
‫اســتعماله‪ ،‬وماذا أفعل وأنا محتاج اليه؟ الجواب‪ :‬هذا ال يفطر حســب ما اســتمعته اآلن‪،‬‬
‫‪69‬‬
‫عودا ولو بقي طرف ا ا ااه‬
‫[ويفطر ش ا ا ا ا ا اارب ال ا ا اادخ ا ا ااان] ‪( ،‬ويفطر إن أدخ ا ا اال يف دبره ً‬
‫(‪)304‬‬

‫خ ااار ًج اا)(‪( ،)305‬أو ابتلع خيطًاا ولو ظ اال طرف ااه بي ااده)(‪( ،)306‬وإن داوى م اأموم ااة(‪ )307‬أو‬
‫جائفة(‪ )308‬بدواء يص ا اال إىل ااوف لرطوبته أفطر)(‪ ،)309‬فأما الدواء اليابس فال يفطر به‪،‬‬

‫ألن فيه شيئًا مثل الىاز ما يلبث حتى ينتهي‪ ،‬على كل حال اذا علم أن فيه جر ًما فال يبتلث‬
‫الجرم‪ ،‬تكفيه الرائحة‪ ،‬وهذا الهواء البارد ربما يفتح مناسـم الهواء يعني النفس‪ ،‬ووصـول‬
‫الشــيء الى الحلق ال يفطر الصــائم‪ ،‬والذي يفطر الصــائم ما يصــل الى المعدة‪ ،‬كما ظال‬
‫هذا شـيخ اإلسـالم ابن تيمية ‪ ،‬ولكن ال يورد انسـان على كالم شـيخ اإلسـالم ابن تيمية‬
‫الدخان‪ ،‬فهم يقولون‪ :‬انه يصــل الى الرئة وال يصــل الى المعدة‪ ،‬ألن هذا ليس بصــحيح‪،‬‬
‫فإنه يصـل الى المعدة ويصـل جزء كبير منه الى الرئة‪ ،‬ولهذا يوجد أثر الدخان في أمعاء‬
‫الشـارب‪ ،‬فهو يصـل بال شـك الى المعدة‪ ،‬ثم هو يسـمى شـربًا‪ ،‬يقال شـرب‪ :‬فيدخل في ظوله‬
‫اشــ ـ ْربوا ْحتَّى يْتْبْيَّنْ لْكم ُال ْخيُط ُاأل ْ ُبيْض ِمنْ ُال ْخي ُِط ُاأل ْ ُســ ـ ْودِ} يدخل في ذلك من‬
‫{وكلوا ْو ُ‬
‫ْ‬
‫حيث انه يفطر الصـــائم‪ ،‬ال من حيث انه مأمور به‪ ،‬بل هو منهي عنه‪ ،‬وشـــرب الدخان‬
‫ضـا‬
‫أيضـا "وأما اسـتعمال البخا في الفم فهذا أي ً‬ ‫ً‬ ‫حرام" جلسـات رمضـانية ‪ ،16/19‬وظال‬
‫ال بأس به اذا كان ليس ذا أجزاء تصل الى المعدة فأما اذا كان ذا أجزاء تصل الى المعدة‬
‫بخارا ال يعدو الفم فإنه‬
‫ً‬ ‫فإنه ال يجوز اسـتعماله ألن ذلك يفضـي لفسـاد صـومه أما اذا كان‬
‫ال يضــر ســواء اســتعمله لتطييب فمه أو اســتعمله لتســهيل النفس عليه كما يفعله بعض‬
‫المصابين بالضىط ونحو هذا" فتاوى نور على الدرب ‪.2/11‬‬
‫(‪ ) 304‬لما ذكرنا من كالم الشـيخ ابن عثيمين في النقطة السـابقة فالدخان له جرم يتجمث‬
‫ويصـل الى المعدة‪ ،‬ونقل فيه اجماع معاصـر "ما علمت أن أحدًا من فقهاء المسـلمين ظال‪:‬‬
‫ان شرب هذا الدخان غير مفطر للصائم" المنار ‪.189/31‬‬
‫(‪ )305‬نص شـيخ اإلسـالم أن األصـحاب يرون أنه يفطر في شـرحه العمدة‪ ،‬لكن رأيه بعدم‬
‫الفطر بالحقنة الشرجية يجعله يرى أن هذه ال تفطر من باب أولى‪.‬‬
‫(‪ )306‬ذكر شــيخ اإلســالم في شــرح العمدة "أو ابتلث خيطا طرفه بيده‪ ،‬ثم أخرجه‪ ،‬فقال‬
‫أصــــحابنا‪ :‬يفطر"‪ ،‬لكن ظوله في ابتالع الحصــــاة الذي في ‪ 282‬ي يد رجوعه عن هذا‬
‫ضا‪.‬‬
‫القول أي ً‬
‫(‪ )307‬جرح في الرأس يكشا المخ‪.‬‬
‫(‪ )308‬جرح يصل الى باطن الجوا‪.‬‬
‫(‪ ) 309‬اختار شــــيخ اإلســــالم الفطر في شــــرح العمدة‪ ،‬واختار أنه ال يفطر في مجموع‬
‫الفتـاوى‪ ،‬وعلـل ذلـك بنفس مـا علـل في الكحـل بـأن هـذا غير مىـذ التىـذيـة التي من األكـل‬
‫‪70‬‬
‫(فإن وص ا ا ا ا اال إليه فهو والرطب س ا ا ا ا اواء)‪ ،‬وال فر بني الواص ا ا ا ا اال من املخار املعتادة وغري‬
‫املعتادة(‪( ،)310‬فإن جرح نفسا ا ا ا ااه أو جرحه غريه ابختياره فوصا ا ا ا اال إىل جوفه أفطر‪ ،‬سا ا ا ا اواء‬
‫اس ا ااتقر النص ا اال يف جوفه أو مل يس ا ااتقر)(‪ ،)311‬وإن جرح بغري اختياره فوص ا اال إىل جوفه‪ ،‬مل‬
‫يفطر(‪ ،)312‬فااإن جتوف جوف يف فخااذه أو يااده أو ظهره أو غري ذلااك‪ ،‬وليس بينااه وبني‬
‫البطن منفذ‪ ،‬فوضع فيه شيء‪ ،‬مل يفطره(‪.)313‬‬
‫وذو الطعام يكره لغري حاجة‪ ،‬لكن ال يفطره‪ ،‬أما للحاجة فهو كاملض ا ا اامض ا ا ااة‪ ،‬وإن غلبه‬
‫القيء مل يفطر(‪ ،)314‬وإذا اسا ا ا ااتقاء‪ :‬أفطر(‪ ،)315‬واالسا ا ا ااتقاء‪ :‬أن يسا ا ا ااتدعي القيء بيده أو‬
‫جبذب نفسا ااه‪ ،‬وإن نظر إىل شا اايء يغثيه أو تفكر يف شا اايء يغثيه وهو قادر على دفعه فلم‬
‫يفعال ح قااء أفطر(‪ ،)316‬والقيء املفطر‪ :‬هو الطعاام و‪،‬وه الاذي خيرج من ااوف‪ ،‬فاأماا‬

‫والشـــرب فال يصـــح القياس عليه‪ ،‬والمذهب يرى أنها تفطر لوصـــول جرم الى الجوا‬
‫فيفطر كما لو وصلت حصاة‪.‬‬
‫(‪ ) 310‬هذه نص عبارة شــــيخ اإلســــالم في شــــرح العمدة‪ ،‬ولم يرجث عنها في مجموع‬
‫الفتاوى‪ ،‬وهي مهمة جدًا في تخريَ رأيه في التقطير والحقن وما شـــابه‪ ،‬وأن ظوله ليس‬
‫كقول الشافعية والحنفية الذين فرظوا بين في المداخل المعتادة وغير المعتادة‪.‬‬
‫(‪" ) 311‬ألنه ذاكر لصــــومه‪ ،‬وصــــل الى جوفه باختياره ما أمكنه االحتراز منه"‪ ،‬وهذا‬
‫تعليل شيخ اإلسالم في شرح العمدة وظد رجث عنه‪.‬‬
‫(‪ )312‬ألنه في حكم المكره الذي ذكرنا حكمه في ‪ 234‬وسيأتي تفصيل حكمه أكثر‪.‬‬
‫(‪ )313‬يقول شيخ اإلسالم "كما لو وضعه في فمه وأنفه"‪.‬‬
‫ض" رواه‬ ‫ضا ٌء‪ْ ،‬و ْم ُن ا ُستْقْا ْء فْ ُل ْي ُق ِ‬
‫علْ ُي ِه ظْ ْ‬ ‫عه ُالقْ ُيء فْلْي ْ‬
‫ُس ْ‬ ‫(‪ )314‬ظْا ْل ْرسول هللاِ ‪ْ " ‬م ُن ذْ ْر ْ‬
‫أحمد وابن ماجه وظال الدارظطني رواته كلهم ثقات‪ ،‬وصححه األلباني‪.‬‬
‫(‪ ) 315‬ظـال ابن المنـذر "وأجمعوا على ابطـال صـــــوم من اســـــتقـاء عـامـدًا" اإلجمـاع البن‬
‫المنذر ص ‪.49‬‬
‫(‪ )316‬بين شــيخ اإل ســالم أنها مخرجة على مســألة من تفكر حتى أنزل‪ ،‬وظد خرجنا رأيه‬
‫هناك أنه يفطر‪ ،‬فيخرج أنه يفطر هنا‪ ،‬وظد ظدم الفطر هنا مما يدعم صـحة تخريجنا لرأيه‬
‫هنـاك في النقطـة ‪ ، 214‬لكنـه ظـال في مجموع الفتـاوى "واذا كـان كـذلـك فبـأي وجـه أراد‬
‫‪71‬‬
‫م ااا ينزل من الرأس‪ ،‬فال أبس ب ااه‪ ،‬وق اادر القيء ال ااذي حيص ا ا ا ا ا ا ا اال ب ااه الفطر هو [م ااا ك ااان‬
‫فاحشا](‪.)317‬‬
‫ً‬
‫جرحا‬
‫فأما ما غلب عنه املرء من هذه األشااياء‪ ،‬مثل أن يذرعه القيء‪ ،‬أو يرعف‪ ،‬أو جيرح ً‬
‫بغري اختياره‪ ،‬أو حيتلم‪ ،‬و‪،‬و ذلك مل يفطر به(‪.)318‬‬

‫اخراج الدم أفطر كما أنه بأي وجه أخرج القيء أفطر ســواء جذب القيء بإدخال يده أو‬
‫بشــــم ما يقيئه أو وضــــث يده تحت بطنه واســــتخرج القيء فتلك طر إلخراج القيء"‬
‫ويدخل ‪-‬بال ريب‪ -‬في عموم ما ذكره المذكور في المتن فاعتبر في حكم المنصوص‪.‬‬
‫(‪ )317‬أثبت شيخ اإلسالم كالم القاضي أنه "مبني على ظدر ما يحصل به نقض الطهر"‪.‬‬
‫(‪ )318‬يقول شــــيخ اإلســــالم "ألنه بمنزلة ما يدخل جوفه من الىبار والدظيق ونحو ذلك‪،‬‬
‫وألن امتناعه من هذه األشياء ال يدخل تحت ظدرته"‪.‬‬
‫‪72‬‬
‫ويفطر ابحلجامة يف مجيع البدن‪ ،‬مثل أن حيتجم يف يده أو سا ا اااقه أو عضا ا ااده أو رأسا ا ااه أو‬
‫قفاه(‪ ،)319‬وإن شرط ابملشرط ومل خيرج دم ال يفطر (‪ ،)320‬وإن ركب احملاجم ال يفطر(‪،)321‬‬
‫فإن ش ا ا ا اارط وأخرج الدم من غري حمجمة ميتص هبا‪ ،‬مثل الش ا ا ا اارط يف األذن أفطر هبا(‪،)322‬‬
‫وجيوز أن توض ا ا ا ااع احملاجم على العض ا ا ا ااو ويلني قبل غروب الش ا ا ا اامس‪ ،‬مث يقع الش ا ا ا اارط بعد‬

‫علْى ْرج ٍل يْ ُحت ِْجم‬


‫ح ْ‬ ‫هللا ‪ ‬زْ ْمنْ ُالفْتُ ِ‬ ‫شــدَّا ِد ب ُِن أ ْ ُو ٍس ‪ ،‬أْنَّه ْم َّر ْم ْث ْرســو ِل ِ‬
‫ع ُن ْ‬ ‫(‪ْ )319‬‬
‫اجم ْو ُال ْمحُ جوم"‬
‫ط ْر ُال ْح ِ‬ ‫آخذٌ ِبيْدِي‪ ،‬فْقْا ْل "أ ْ ُف ْ‬ ‫ع ُشــ ْرة ْ ْخلْ ُ‬
‫ت ِم ُن ْر ْم ْ‬
‫ضــانْ ْوه ْو ِ‬ ‫ان ْ‬‫يث ِلث ْ ْم ِ‬ ‫ُ‬
‫ِبالبْ ِق ِ‬
‫رواه أحمد وأبو داود وصــــححه األلباني‪ ،‬يقول شــــيخ اإلســــالم "والذين لم يروا افطار‬
‫المحجوم احتجوا بما ثبت في الصــحيح {أن النبي ‪ ‬احتجم وهو صــائم محرم}‪ ،‬وأحمد‬
‫وغيره طعنوا في هـذه الزيـادة وهي ظولـه {وهو صـــــائم} وظـالوا‪ :‬الثـابـت أنـه احتجم وهو‬
‫محرم ‪ ...‬ظلـت‪ :‬وهـذا الـذي ذكره اإلمـام أحمـد هو الـذي اتفق عليـه الشـــــيخـان البخـاري‬
‫ومسـلم‪ ،‬ولهذا أعرض مسـلم عن الحديث الذي ذكر حجامة الصـائم ولم يثبت اال حجامة‬
‫المحرم ‪ ...‬والـذي يقوي أن احرامـه الـذي احتجم فيـه كـان ظبـل فتح مكـة‪ :‬ظولـه {أفطر‬
‫الحـاجم والمحجوم} فـإنـه كـان عـام الفتح بال ريـب هكـذا في أجود األحـاديـث ‪ ...‬وظـال‬
‫الترمذي‪ :‬ســــألت البخاري فقال‪ :‬ليس في هذا الباب أصــــح من حديث شــــداد بن أوس‬
‫وحديث ثوبان فقلت‪ :‬وما فيه من االضــــطراب؟ فقال‪ :‬كالهما عندي صــــحيح ‪ ...‬ظلت‪:‬‬
‫وهذا الذي ذكره البخـاري من أظهر األدلة على صــــحـة كال الحـديثين اللـذين رواهمـا أبو‬
‫ظالبة ‪ ...‬وظد بينا أن الفطر بالحجامة على وفق األصـــول والقياس وأنه من جنس الفطر‬
‫بدم الحيض واالستقاءة وباالستمناء ‪."...‬‬
‫(‪ ) 320‬لما ذكرنا في النقطة السـابقة‪ ،‬ظال ابن مفلح "وظاهر كالم أحمد واألصـحاب ‪ ‬ال‬
‫فطر ان لم يظهر دم‪ ،‬وهو متجه‪ ،‬واختاره شـــيخنا [ابن تيمية] وضـــعا خالفه" الفروع‬
‫وتصحيح الفروع ‪.7/5‬‬
‫أيضـا‪ ،‬يقال «ما حجم الصـبي‬
‫ً‬ ‫(‪ )321‬يقول شـيخ اإلسـالم "ألن الحجامة هي االمتصـاص‬
‫ثدي أمه»‪ ،‬أي‪ :‬ما مصـــه‪ ،‬والحجام‪ :‬ما يجعل في خطم البعير لئال يعض‪ ،‬يقال‪ :‬حجمت‬
‫البعير أحجمه‪ :‬اذا جعلت على فيه حجا ًما‪ ،‬فالقارورة تحجم الدم عن أن يسيل"‪.‬‬
‫(‪ )322‬يقول شيخ اإلسالم "ألن وضث المحجمة على العضو ال أثر له في الفطر"‪.‬‬
‫‪73‬‬
‫غروهبا(‪ ،)323‬والفص اااد مفطر (‪ ،)324‬ويفطر من جرح نفس ااه ابختياره‪ ،‬ومن اس اارتعف(‪،)325‬‬
‫ويفطر احلاجم إذا كان حيجم مبص الدم(‪ ،)326‬وال يفطر لو ش ا ا ا ا ا اارط أو حجم بدون مص؛‬
‫مثل شرط األذن(‪ ،)327‬وكذلك الفاصد(‪.)328‬‬

‫(‪ ) 323‬ألن التليين وتركيب المحاجم مقدمات فقط مثل وضث الماء في الفم‪.‬‬
‫(‪ ) 324‬يقول شـيخ اإلسـالم "وظد بينا أن الفطر بالحجامة على وفق األصـول والقياس وأنه‬
‫من جنس الفطر بدم الحيض واالســــتقاءة وباالســــتمناء‪ ،‬واذا كان كذلك فبأي وجه أراد‬
‫اخراج الدم أفطر كما أنه بأي وجه أخرج القيء أفطر ســـواء جذب القيء بإدخال يده أو‬
‫بشــم ما يقيئه أو وضــث يده تحت بطنه واســتخرج القيء فتلك طر إلخراج القيء وهذه‬
‫طر إلخراج الدم ولهذا كان خروج الدم بهذا وهذا سواء في باب الطهارة"‪.‬‬
‫(‪ ) 325‬لم أعلم أحدًا من األصــحاب ظبل شــيخ اإلســالم ظال بها‪ ،‬لكن ال يوجد منصــوص‬
‫لامام ينافيها‪ ،‬كما أنها مقتضــى ما ذهب اليه شــيخ اإلســالم من أن الحكم معلل كما بينا‬
‫في النقطة الســابقة‪ ،‬فقاس على الحجامة الشــرط والفصــد‪ ،‬والقياس على الحجامة رواية‬
‫في المذهب لم يخترها أكثر األصــحاب‪ ،‬ولعل هذا ســبب عدم تخريجهم وج ًها في الفطر‬
‫باإلرعاا والجرح‪.‬‬
‫اجم ْو ُال ْمحُ جوم" الذي في ‪.319‬‬
‫ط ْر ُال ْح ِ‬
‫(‪ )326‬لحديث "أ ْ ُف ْ‬
‫(‪ )327‬يقول شـيخ اإل سـالم "وأما الحاجم فإنه يجتذب الهواء الذي في القارورة بامتصـاصـه‬
‫والهواء يجتذب ما فيها من الدم فربما صــــعد مث الهواء شــــيء من الدم ودخل في حلقه‬
‫وهو ال يشــعر والحكمة اذا كانت خفية أو منتشــرة علق الحكم بالمظنة‪ ... ،‬كما ينتقض‬
‫وضـــوء النائم وان لم يســـتيقن خروج الريح منه ألنه يخرج وال يدري وكذلك الحاجم ظد‬
‫يدخل الدم في حلقه وهو ال يدري‪ ،‬وأما الشارط فليس بحاجم وهذا المعنى منتا فيه فال‬
‫يفطر الشـــــارط‪ ،‬وكـذلـك لو ظـدر حـاجم ال يمص القـارورة بـل يمتص غيرهـا أو يـأخـذ الـدم‬
‫بطريق أخرى لم يفطر‪ ،‬والنبي ‪ ‬كالمـه خرج على الحـاجم المعروا المعتـاد‪ ،‬واذا‬
‫شــخصــا بعينه فيشــترك في الحكم ســائر النوع للعادة‬
‫ً‬ ‫كان اللفظ عا ًما وان كان ظصــده‬
‫الشـــــرعيـة من أن مـا ثبـت في حق الواحـد من األمـة ثبـت في حق الجميث‪ ،‬فهـذا أبلغ‪ ،‬فال‬
‫ظا ومعنى أنه لم يدخل فيه مث بعده عن الشرع والعقل ‪"...‬‬ ‫يثبت بلفظه ما يظهر لف ً‬
‫(‪ )328‬لما ذكرنا في النقطة السابقة‪.‬‬
‫‪74‬‬
‫وخروج الدم الذي ال ميكن االحرتاز منه كدم املسااتحاضااة(‪ )329‬وااروح‪ ،‬والرعف‪ ،‬وخروج‬
‫الادم اباراح والادماامال‪ ،‬و‪،‬و ذلاك‪ ،‬مماا ليس لاه وقات حمادد ميكن االحرتاز مناه‪ ،‬ال يفطر‪،‬‬
‫وكذلك بط الدماميل والقروح(‪ ،)330‬أما خروج دم احليض والنفاس فيفطر(‪.)331‬‬

‫(‪ )329‬يقول شـيخ اإلسـالم "فإن االسـتحاضـة تعم أوظات الزمان‪ ،‬وليس لها وظت ت مر فيه‬
‫بالصوم"‪.‬‬
‫(‪ )330‬هذه الدماء فضالت ال يضعا خروجها‪ ،‬يقول شيخ اإلسالم "بخالا المستحاضة‬
‫فإن االسـتحاضـة تعم أوظات الزمان وليس لها وظت ت مر فيه بالصـوم وكان ذلك ال يمكن‬
‫االحتراز منـه‪ :‬كـذرع القيء وخروج الـدم بـالجراح والـدمـامـل واالحتالم ونحو ذلـك ممـا‬
‫ليس له وظت محدد يمكن االحتراز منه‪ ،‬فلم يجعل هذا منافيًا للصوم كدم الحيض"‪.‬‬
‫(‪ )331‬يقول شيخ اإلسالم "باتفا العلماء"‪.‬‬
‫‪75‬‬
‫واحلجامة إذا فعلها انس ا اايا مل يفطر(‪ ،)332‬والص ا اايام ال يبطل بفعل بش ا ا ٍ‬
‫ايء من املفطرات إذا‬
‫فعلاه انسا ا ا ا ا ا ايًاا أو خمطئًاا(‪ )333‬وال قضا ا ا ا ا ا اااء علياه‪ ،‬وال كفاارة(‪،)334‬وال فر بني األكال الكثري‬
‫مكرها مل يفسد صومه أيضا‪ .‬وهو نوعان‪:‬‬
‫مفطرا ً‬
‫ً‬ ‫فعل‬ ‫من‬‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫والقليل(‪)335‬‬

‫أحدمها‪ :‬أال يكون له فعل يف األكل والش ا ا اارب و‪،‬ومها‪ ،‬مثل أن يفتح فوه ويوض ا ا ااع الطعام‬
‫والش اراب فيه‪ ،‬أو يلقى يف ماء فيدخل إىل أنفه وفمه‪ ،‬أو يرش عليه ماء فيدخل مس ااامعه‪،‬‬
‫أو حيجم كرًهاا‪ ،‬أو تاُداوى ماأمومتاه أو جاائفتاه بغري اختيااره‪ ،‬أو جيرح جر ًحاا انفا ًذا إىل جوفاه‬
‫بغري اختياره و‪،‬و ذلك‪ ،‬فال يفطر‪ ،‬والرجل يرمي ابلش ا ا ا ا اايء فيدخل حلق اآلخر‪ :‬وكل أمر‬
‫ذاكرا لصومه أو انسيًا(‪،)336‬‬
‫غلب عليه فليس عليه قضاء وال غريه‪ ،‬وهذا كله سواء كان ً‬

‫(‪ )332‬ذكر شيخ اإلسالم أنها منصوص أحمد ونقل وج ًها عن ابن عقيل أنه يفطر‪ ،‬لكن ال‬
‫ريب أنها اختيار شـــيخ اإلســـالم فهو يختار أن المجامث ناســـيًا ال يفطر وهذه من باب‬
‫أولى‪ ،‬كما أنها الموافقة ألصــله المطرد في مســائل الخطأ والنســيان المذكورة في ‪222‬‬
‫من كتاب الطهارة‪.‬‬
‫سـقْاه»‬
‫ط ْع ْمه هللا ْو ْ‬‫صـ ُو ْمه‪ ،‬فْإِنَّ ْما أ ْ ُ‬
‫ب فْ ُليتِ َّم ْ‬‫ي فْأ ْ ْك ْل ْوشـْ ِر ْ‬
‫ع ِن النَّ ِبي ِ ‪ ‬ظْا ْل « ِاذْا ن ِْسـ ْ‬‫(‪ْ )333‬‬
‫متفق عليه‪ ،‬ولما ذكرنا من ظاعدة مضطردة في ‪ 222‬من كتاب الطهارة‪.‬‬
‫ارة ْ" رواه‬‫علْيه وال ْكف ْ‬ ‫ط ْر في ْر ْمضـــانْ ناسـ ـيًا فال ظْضـــا ْء ْ‬ ‫ي ‪ْ " ‬من أف ْ‬ ‫( ) وظال النَّ ِب َّ‬
‫‪334‬‬

‫البيهقي وصـححه ابن خزيمة والدارظطني وحسـنه األلباني‪ ،‬يقول شـيخ اإلسـالم "واألصـل‬
‫محظورا ناســيًا لم يكن ظد فعل منهيًا عنه فال‬ ‫ً‬ ‫الذي دل عليه الكتاب والســنة أن من فعل‬
‫يبطل بذلك شـيء من العبادات وال فر بين الوطء وغيره سـواء كان في احرام أو صـيام‬
‫‪ ...‬ما يفعله الناســي ال يضــاا اليه بل فعله هللا به من غير ظصــده ولهذا ظال النبي ‪‬‬
‫{من أكل أو شـرب ناسـيا فليتم صـومه فإنما أطعمه هللا وسـقاه}‪ ،‬فأضـاا اطعامه واسـقاءه‬
‫الى هللا ألنه لم يتعمد ذلك ولم يقصــــده‪ ،‬وما يكون مضــــافًا الى هللا ال ينهى عنه العبد‪،‬‬
‫فإنما ينهى عن فعله‪ ،‬واألفعال التي ليسـت اختيارية ال تدخل تحت التكليا‪ ،‬ففعل الناسـي‬
‫كفعل النائم والمجنون والصىير"‪.‬‬
‫(‪ )335‬لعموم األدلة التي في النقطة السابقة والتي ظبلها‪.‬‬
‫علْ ُي ِه" الذي في ‪ 229‬ولما سيأتي في النقطة القادمة‪.‬‬ ‫"و ْما اسُت ُك ِرهوا ْ‬‫( ) لحديث ْ‬
‫‪336‬‬

‫‪76‬‬
‫والثاين‪ :‬أن يكره على األكل ابلضا ا ا ا ا اارب‪ ،‬أو احلبس‪ ،‬أو الوعيد حيث يكون إكر ًاها‪ ،‬ح‬
‫أيضا(‪.)338‬‬
‫أكل بنفسه‪ ،‬فيجوز له ‪ ،‬فال يفطر ً‬
‫(‪)337‬‬

‫أما ااهل‪ :‬فإما أن جيهل أن ذلك الوقت من هنار رمض ا ا ا ااان‪ ،‬مثل أن يعتقد أن ذلك اليوم‬
‫ليس من رمضا ا ا ا ا ا ا ااان ف ااإن ه ااذا يفطر(‪ ،)339‬وإم ااا أن جيه اال أن ذل ااك الش ا ا ا ا ا اايء مفطر فال‬
‫يفطر(‪.)340‬‬
‫وماا دخال إىل فم الصا ا ا ا ا ا ااائم بغري اختيااره ال يفطره‪ ،‬مثال أن يطري إىل حلقاه غباار الادقيق أو‬
‫الذابب و‪،‬و ذلك(‪ ،)341‬فإن قص ا ا ا ااد مجع الغبار‪ ،‬و‪،‬وه وابتالعه أفطر‪ ،‬وإن اجتمع يف فيه‬

‫اإلســــالم أن‬ ‫علْ ُي ِه" الذي في ‪ ،229‬ويرى شــــيخ ٍ‬ ‫اســــت ُك ِرهوا ْ‬ ‫"و ْما ُ‬ ‫( ) لعموم حديث ْ‬
‫‪337‬‬

‫اإلكراه على الفعـل معفو عنـه‪ ،‬يقول ‪" ‬احـداهمـا‪ :‬أنـه ال يبـاح بـاإلكراه اال األظوال دون‬
‫األفعال‪ ،‬والثاني‪ :‬وهو ظول األكثرين‪ :‬ان المكرهة على الزنا‪ ،‬وشرب الخمر معفو عنها‬
‫ور ْر ِحي ٌم}"‪.‬‬ ‫لقوله تعالى { ْو ْم ُن ي ُك ِره َّن فْإِ َّن َّ ْ ِم ُن بْ ُع ِد ا ُك ْرا ِه ِه َّن غْف ٌ‬
‫(‪ )338‬لمـا ذكرنـا من مســـــائـل اإلكراه على الجمـاع في ‪ 230‬و‪ 234‬وهي هنـا من بـاب‬
‫أولى‪.‬‬
‫(‪ )339‬ألنه لم ينو الصوم وال صوم اال بنية‪.‬‬
‫اشــــ ْربوا ْحتَّى ْيت ْ ْبيَّنْ لْكم ُال ْخيُط‬‫{وكلوا ْو ُ‬ ‫ت ْ‬ ‫«وأ ُن ِزلْ ُ‬‫ســــ ُع ٍد ‪ ‬ظْا ْل ْ‬ ‫ســ ـ ُه ِل ب ُِن ْ‬ ‫ع ُن ْ‬
‫(‪ْ )340‬‬
‫جُر} ْو ْكانْ ِر ْجا ٌل ِاذْا أ ْ ْرادوا َّ‬
‫الصـ ـ ُو ْم ْر ْب ْ‬
‫ط‬ ‫{منْ ُالفْ ِ‬ ‫األ ْ ُب ْيض ِمنْ ُال ْخي ُِط األ ْ ُسـ ـ ْودِ} ْولْ ُم ْي ُن ِز ُل ِ‬
‫ط ُاأل ْ ُس ـ ْو ْد‪ْ ،‬و ْال ْيزْ ال ْيأُكل ْحتَّى ْيت ْ ْبيَّنْ لْه ر ُ ْيته ْما‪،‬‬ ‫ض ْو ُال ْخ ُي ْ‬
‫ط ُاأل ْ ُب ْي ْ‬‫أ ْ ْحده ُم ِفي ِرجُ لْ ُي ِه ُال ْخ ُي ْ‬
‫ار» رواه البخاري ومســـــلم‬ ‫جُر} فْ ْع ِلموا أْنَّ ْما يْ ُعنِي اللَّ ُي ْل ِمنْ النَّ ْه ِ‬ ‫{منْ ُالفْ ِ‬ ‫فْأ ْ ُنزْ ْل هللا بْ ُع ْده ِ‬
‫يقول شـيخ اإلسـالم "الذين أكلوا في رمضـان حتى تبين ألحدهم الحبال البيض من الحبال‬
‫ـاال بـالوجوب فلم‬ ‫الســـــود أكلوا بعـد طلوع الفجر ولم يـأمرهم بـاإلعـادة فه الء كـانوا جه ً‬
‫يأمرهم بقضـــاء ما تركوه في حال الجهل‪ ،‬كما ال ي مر الكافر بقضـــاء ما تركه في حال‬
‫عذرا من النسـيان فإن الناسـي ظد كان علم ثم ذكر‪،‬‬ ‫كفره وجاهليته"‪ ،‬ويقول "الجهل أشـد ً‬
‫عذرا في منث اإلفطار فالجهل أولى"‪.‬‬ ‫أصال‪ ،‬فإذا كان النسيان ً‬ ‫ً‬ ‫والجاهل لم يعلم‬
‫(‪ )341‬ألنه مىلوب على ذلك‪ ،‬فأشبه االحتالم وذرع القيء‪.‬‬
‫‪77‬‬
‫ض اا(‪ ،)342‬فإن اعتمد القعود يف موض ااع يص اايبه ذلك‬
‫بغري قص ااده‪ ،‬فابتلعه بقص ااده‪ ،‬أفطر أي ً‬
‫حل اااج ااة‪ ،‬مث اال أن يغرب اال ال اادقيق أو يقع ااد عن ااد من يغربل ااه حل اااج ااة‪ ،‬ف اادخ اال إىل فم ااه‪ ،‬مل‬
‫ض اا(‪،)344‬‬
‫يفطر ‪ ،‬وإن قعد لغري حاجة أو قدر على إمساااك فمه فلم يفعل‪ ،‬مل يفطر أي ً‬
‫(‪)343‬‬

‫وإذا ابتلع بقااي ما بني األس اانان بغري اختياره مل يفطر(‪ ،)345‬وإذا متض اامض أو اس ااتنش ااق ومل‬
‫يزد على الثالث ومل يبال ‪ ،‬فساابقه املاء فدخل يف جوفه‪ ،‬ال يفطر‪ ،‬س اواء توضااأ لفريضااة أو‬
‫انفلة(‪ ،)346‬فإن ابل يف االساتنشاا أو زاد على املرة الثالثة‪ ،‬فدخل املاء إىل حلقه حرم إن‬
‫غلاب على الظن دخولاه إىل ااوف(‪[ ،)347‬ولزماه القض ا ا ا ا ا ا اااء](‪ ،)348‬وإن اغتمس يف مااء‪،‬‬
‫فدخل املاء حلقه أو أنفه أو أذنه‪ ،‬أو اغتس ا ا ا اال فدخل فمه أو أذنه أو أنفه‪ ،‬أو متض ا ا ا اامض‬
‫لغري الوض ا ااوء ‪ ،‬فدخل املاء حلقه بغري اختياره‪ ،‬فإن كان لطهارة مش ا ااروعة‪ ،‬مثل أن يغس ا اال‬
‫اروعا كاانابة واامعة‪ ،‬فهو كما لو ساابقه املاء يف‬
‫فمه من جناسااة به‪ ،‬أو يغتساال غسا ًاال مشا ً‬

‫(‪ )342‬النتفاء العلة المذكورة في النقطة السابقة‪.‬‬


‫(‪ )343‬يقول شــيخ اإلســالم "وذلك ألن الشــرع اذا أذن له في الســبب لم ي اخذه بما يتولد‬
‫منه‪ ،‬ولهذا ظلنا‪ :‬ســراية القود غير مضــمونة‪ ،‬وســراية التأديب والتعزير غير مضــمونة‪،‬‬
‫كسراية اظامة الحد"‪.‬‬
‫(‪ )344‬لنفس ما ذكر في النقطة السابقة‪.‬‬
‫(‪ )345‬ألنه [لم يتعد] المشروع فلم يضمنه‪.‬‬
‫(‪ ) 346‬يقول شيخ اإلسالم "ألنه دخل بىير اختياره فلم يفطره‪ ،‬كالذباب والىبار‪ ،‬وألنه من‬
‫نوع ال يوجب الكفارة‪ ،‬فال يفطر ما وظث بىير اختياره كذرع القيء"‪.‬‬
‫ع ُم ِرو‬
‫ص ـائِ ًما" الذي في ‪ ،285‬وعن ْ‬ ‫ش ـا ِ ‪ِ ،‬ا َّال أ ْ ُن ت ْكونْ ْ‬
‫"وبْا ِل ُغ فِي ِاال ُس ـتِ ُن ْ‬
‫( ) لحديث ْ‬
‫‪347‬‬

‫ي ِالْى النَّبِي ِ ‪ ‬يْ ُســـــأْلـه ْ‬


‫ع ِن‬ ‫ع ُن ْجـ ِد ِه ‪ْ ‬ظـا ْل‪ْ :‬جـا ْء أْع ُْرابِ ٌّ‬ ‫ع ُن أْبِيـ ِه‪ْ ،‬‬ ‫ب‪ْ ،‬‬
‫ب ُِن شــــ ْعيـُ ٍ‬
‫وء؟ فْأ ْ ْراه ث ْ ْالثًا‪ ،‬ث ْ ْالثًا ظْا ْل " ْهذْا ُالوضـــوء فْ ْم ُن زْ ا ْد ْ‬
‫علْى ْهذْا فْقْ ُد أ ْ ْ‬
‫ســـا ْء‪ْ ،‬وت ْ ْعدَّى‪،‬‬ ‫ُالوضـــ ِ‬
‫ظلْ ْم" رواه أحمد والنسائي وظال األلباني حسن صحيح‪.‬‬ ‫ْو ْ‬
‫(‪ )348‬ذكر رواية أنه ال يفطر‪ ،‬لكنه استدل لفطره أكثر بكثير ومما ظاله "فإذا فعل ما نهي‬
‫مفطرا لما نهى النبي‬ ‫ً‬ ‫عنه لم يعا عن ســـرايته ‪ ...‬وألنه لو لم يكن ما ينزل من المبالىة‬
‫‪ ‬عنه"‪ ،‬كما أن هذا الزم اختياره تحريم الزيادة على ثالث الذي في النقطة السابقة‪.‬‬
‫‪78‬‬
‫املضا اامضا ااة واالسا ااتنشا ااا يف الوضا ااوء‪ ،‬وإن وضا ااع املاء يف فمه للتثد أو عبثًا أو اغتمس يف‬
‫املاء‪ ،‬أو أس ا ا اارف يف االغتس ا ا ااال أو اغتس ا ا اال عبثًا إن غلب على ظنه دخول املاء إىل جوفه‬
‫أيضا](‪ ،)350‬والسباحة‬
‫حرم وأفطر إن دخل إىل جوفه ‪[ ،‬وإن مل يغلب على ظنه أفطر ً‬
‫(‪)349‬‬

‫ال تفطر‪ ،‬وأماا االغتس ا ا ا ا ا ا ااال(‪ )351‬ودخول احلماام‪ ،‬فال أبس باه إذا مل خيف الضا ا ا ا ا ا ااعف من‬
‫احلمام‪ ،‬وال أبس ابالغتسال من احلر(‪.)352‬‬
‫ومااا جيتمع يف فمااه من الريق و‪،‬وه إذا ابتلعااه‪ ،‬مل يفطر ومل يكره لااه ذلااك‪ ،‬سا ا ا ا ا ا اواء ابتلعااه‬
‫ابختياره أو جرى إىل حلقه بغري اختياره‪ ،‬إذا كان الريق قد اجتمع بنفسا ا ا ا ا ااه(‪ ،)353‬فأما إن‬
‫مجعه وابتلعه فإنه يكره له ذلك و[ال يفطر](‪ ،)354‬وإن أخرج لسا ا ا ااانه وعليه ريق فأبرزه عن‬

‫(‪ )349‬يقول شـيخ اإلسـالم "فأما ان غلب على ظنه‪ ،‬حرم عليه فعله‪ ،‬وأفطر بما يتولد منه‬
‫بال تردد"‪ ،‬ودليلها في النقطة القادمة ان شاء هللا‪.‬‬
‫(‪ ) 350‬ذكر روايتين وظدم المثبتة واسـتدل لها أكثر بكثير فدل على ميله اليها‪ ،‬ومما اسـتدل‬
‫به "ألنه غير مأمور من الشـرع بهذه األشـياء‪ ،‬فإذا فعلها‪ ،‬كان ضـامنًا لما يتولد منها من‬
‫الفطر كما يضـمن ما يتولد من ضـرب الىير‪ ،‬وألن مباشـرته للسـبب المقتضي لدخول هذه‬
‫األشياء الى جوفه بىير أمر الشرع اختيار منه وظصد"‪.‬‬
‫ضــانْ ِم ُن أ ْ ُه ِل ِه‪ ،‬ث َّم‬ ‫صــ ِبح جنبًا فِي ْر ْم ْ‬ ‫شــةْ ‪" ‬أ ْ َّن ْرســو ْل هللاِ ‪ْ ‬كانْ ي ُ‬ ‫ع ُن ْ‬
‫عائِ ْ‬ ‫(‪ْ )351‬‬
‫يْ ُىت ْ ِسل‪ْ ،‬ويْصوم" متفق عليه‪.‬‬
‫ي‬ ‫ي ‪ ‬رئِ ْ‬ ‫ب النَّبِي ِ ‪" ‬أ ْ َّن النَّبِ َّ‬ ‫ص ـ ْحا ِ‬ ‫ض‪ ،‬أ ْ ُ‬ ‫ع ُن بْ ُع ِ‬
‫الرحُ ْم ِن‪ْ ،‬‬ ‫ع ُن أْبِي بْ ُك ِر ب ُِن ْ‬
‫ع ُب ِد َّ‬ ‫(‪ْ )352‬‬
‫صـائِ ٌم" رواه أحمد‬ ‫ط ِ ‪ْ ،‬وه ْو ْ‬ ‫علْى ْرأُ ِسـ ِه ُال ْما ْء ِمنْ ُال ْح ِر أ ْ ُو ِمنْ ُال ْع ْ‬ ‫ج‪ْ ،‬وه ْو يْصـب ْ‬ ‫بِ ُال ْع ُر ِ‬
‫وأبو داود وصححه األلباني‪.‬‬
‫(‪ ) 353‬يقول شــيخ اإلســالم "ألن اجتماع الريق بنفســه أمر معتاد‪ ،‬وفي ايجاب التبصــق‬
‫مشـــقة عظيمة"‪ ،‬ويقول ابن ظدامة "ألن اتقاء ذلك يشـــق‪ ،‬فأشـــبه غبار الطريق‪ ،‬وغربلة‬
‫الدظيق" المىني ‪.355/4‬‬
‫(‪" )354‬ألنه يصـل الى جوفه من معدته‪ ،‬أشـبه ما اذا لم يجمعه ‪ ...‬فإن الريق ال يفطر اذا‬
‫لم يجمعه‪ ،‬وان ظصـد ابتالعه‪ ،‬فكذلك اذا جمعه‪ ،‬بخالا غبار الطريق" المىني ‪،355/4‬‬
‫وظد ذكر شيخ اإلسالم وجهين وظال عن المثبتة انها ظاهر كالم اإلمام وظهر ميله اليها‪.‬‬
‫‪79‬‬
‫ش اافتيه‪ ،‬مث أعاده وابتلعه‪ ،‬مل يفس ااد ص ااومه(‪ ،)355‬وإن انفص اال الريق عن فيه إىل ثوبه أو يده‬
‫و‪،‬و ذلاك‪ ،‬مث أعااده إىل فياه وازدرده‪[ ،‬أفطر](‪ ،)356‬وإن خرج ريقاه إىل ش ا ا ا ا ا اافتياه مث ازدرده‬
‫[أفطر](‪ ،)357‬وإن كان يف فمه حص ا اااة أو درهم‪ ،‬فأخرجه وعليه بلل ريقه‪ ،‬مث أعاده وابتلع‬
‫اريا مل يفطر](‪،)358‬‬
‫كثريا أفطر‪ ،‬وإن كان يسا ا ا ً‬
‫بعد ذلك ريقه [فإن كان الذي عليه من الريق ً‬
‫ض ا ا اا لو أدخل إىل فيه حص ا ا اااة مبلولة مباء أو ‪،‬وه‪ ،‬أو مص لس ا ا ااان غريه و‪،‬و‬
‫ومثل هذا أي ً‬
‫ذلك مما يكون عليه رطوبة يس ا ا ا اارية‪ ،‬كذلك لو تعلق بص ا ا ا اااقه خبيط و‪،‬وه مث أعاده إىل فمه‬
‫وإن كان للخيط طعم(‪.)359‬‬

‫(‪ )355‬يقول شيخ اإلسالم "ألنه بلل متصل به‪ ،‬فلم يفطره كما لو بقي في الفم"‪.‬‬
‫(‪ )356‬ألنـه يمكنـه االحتراز منـه‪ ،‬وألنـه ابتلعـه من غير فمـه‪ ،‬فـأشــــبـه مـا لو ابتلث غيره‪،‬‬
‫ونسبها شيخ اإلسالم الى بعض األصحاب واستدل لها ولم يذكر غيرها‪.‬‬
‫(‪ )357‬ألنه صـار بخروجه عن فمه في حكم الظاهر‪ ،‬ونسـبها شـيخ اإلسـالم الى ابن عقيل‬
‫واستدل لها ولم يذكر غيرها‪.‬‬
‫(‪ )358‬ألنه ال يتحقق انفصـال ذلك البلل ودخوله الى حلقه‪ ،‬فال تفطره‪ ،‬كآثار المضـمضـة‬
‫والســواك الرطب‪ ،‬وظد ذكر عن ابن عقيل وج ًها باإلفطار واســتدل لهذه أكثر‪ ،‬وال ريب‬
‫أنها األظرب الى أصوله‪.‬‬
‫(‪ )359‬لنفس ما ظلنا في النقطة السابقة‪.‬‬
‫‪80‬‬
‫وال ينبغي أن يتنخم ويقلع من جوفاه بلغ ًماا أو غريه‪ ،‬إال أن يغلباه أمر فيقاذفاه وال يزدرده‪،‬‬
‫فإن ابتلع خنامة من صا ا ا ا اادره أو رأسا ا ا ا ااه‪ ،‬فإنه يكره‪[ ،‬وال يفطر](‪ ،)360‬فأما القلس(‪ )361‬إذا‬
‫عمدا أفطر(‪ ،)363‬أما يف الصا ا ااالة‪ ،‬فإن‬
‫خرج مث عاد بغري اختياره‪ ،‬مل يفطر ‪ ،‬وإذا ابتلعه ً‬
‫(‪)362‬‬

‫كان بقدر ما يكون يف األسنان‪ ،‬فليس عليه قضاء الصالة‪.‬‬


‫وما يبقى بني األساانان من خبز أو حلم أو سااويق و‪،‬و ذلك‪ ،‬أو ُجرح فمه فسااال دمه‪ ،‬إذا‬
‫كثريا(‪ ،)364‬وإن كان ال‬
‫قليال أو ً‬
‫ذاكرا لص ا ا ااومه‪ ،‬أفطر‪ ،‬سا ا ا اواء كان ً‬
‫أمكنه أن يلفظه فابتلعه ً‬
‫يعلم به‪ ،‬فجرى به الريق عن غري قص ا ااد فازدرده‪ ،‬مل يفطر‪ ،‬وإن أص ا اابح وهو يف فيه فلفظه‪،‬‬
‫مل يفطر‪ ،‬فاأماا ماا جيري باه الريق وهو ماا ال يتميز عن الريق ال يفطر باه(‪ ،)365‬وإذا تنجس‬

‫(‪ ) 360‬ألنه معتاد في الفم‪ ،‬غير واصـل من خارج‪ ،‬أشـبه الريق‪ ،‬وظد نقل شـيخ اإلسـالم في‬
‫المســألة روايتين‪ ،‬لكنه نقل عن ابن عقيل تصــحيحه لعدم الفطر ولم يتعقبه‪ ،‬وال ريب أن‬
‫عـدم الفطر بهـا يوافق مـا اســـــتقرت عليـه أصـــــولـه في األخير من ظوليـه حين علـل عـدم‬
‫الفطر بالكحل بقوله "واذا كانت األحكام التي تعم بها البلوى ال بد أن يبينها الرســول ‪‬‬
‫بيـا ًنـا عـا ًمـا وال بـد أن تنقـل األمـة ذلـك‪ :‬فمعلوم أن الكحـل ونحوه ممـا تعم بـه البلوى كمـا تعم‬
‫بـالـدهن واالغتســـــال والبخور والطيـب‪ ،‬فلو كـان هـذا ممـا يفطر لبينـه النبي ‪ ‬كمـا بين‬
‫اإلفطار بىيره" وعموم البلوى بالنخامة أكثر من الكحل بكثير‪ ،‬فتكون أولى بالبيان منه‪،‬‬
‫كذلك رأيه في الحصاة وما شابه الذي في ‪ 282‬ي كد صحة التخريَ‪ ،‬وهللا أعلم‪.‬‬
‫(‪ " )361‬القلس‪ :‬ما خرج من الحلق ملء الفم أو دونه‪ ،‬وليس بقيء‪ ،‬فإذا غلب فهو القيء"‬
‫الصحاح للجوهري ‪" ،965/3‬القلس ما يخرج من المعدة عند التجشي مثالً انسان‬
‫تجشى فخرج منه ظلس‪ ،‬وهو ما دون ملء الفم" تعليقات ابن عثيمين على الكافي‬
‫‪.177/3‬‬
‫(‪ )362‬ألنه دخل بىير ارادته كىبار الطريق وما شابه‪.‬‬
‫(‪" ) 363‬ألن الفم في حكم الظاهر‪ ،‬واألصل حصول الفطر بكل واصل منه‪ ،‬لكن عفي‬
‫عن الريق لعدم امكان التحرز منه‪ ،‬فما عداه يبقى على األصل" المىني ‪.355/4‬‬
‫(‪ )364‬لنفس ما ظلنا في القلس في النقطة السابقة‪.‬‬
‫(‪ )365‬يقول شيخ اإلسالم "ألنه ال يمكن االحتراز عنه اال بمشقة‪ ،‬وهو التبز "‪.‬‬
‫‪81‬‬
‫فمه ابلقيء أو الدم و‪،‬ومها‪ ،‬أو بشا اايء من خارج‪ ،‬وابتلع ريقه‪ ،‬مل يفطر اببتالع الريق وإن‬
‫عمدا‪ ،‬أو يكون معه جزء من‬
‫كان جن ًسا ا اا ‪ ،‬إال أن يكون قد وضا ا ااع النجاسا ا ااة يف فمه ً‬
‫(‪)366‬‬

‫النجاسا ا ا ااة ميكن لفظه‪ ،‬وما يوضا ا ا ااع يف الفم من طعام أو غريه ال يفطر(‪ ،)367‬وكذلك ابقي‬
‫األشااياء إذا دخلت فم الصااائم ال تضااره‪ ،‬لكن يكره ذلك إذا مل تدع إليه حاجة(‪ ،)368‬فأما‬
‫خال و‪،‬وه ممااا‬
‫إن كااان حلاااجااة‪ ،‬كمااا إذا ذا طعااا ًماا ولفظااه مثاال أن يااذو طعم القاادر أو ً‬
‫عسال وجمه‪ ،‬أو ميض اخلبز للصيب و‪،‬و ذلك‪ ،‬فال يكره(‪،)369‬‬
‫يريد شراءه‪ ،‬أو وضع يف فيه ً‬
‫فاإن فعال فوجاد طعماه يف حلقاه أو نزل إىل جوفاه بغري اختيااره‪[ ،‬ال يض ا ا ا ا ا ااره وال قض ا ا ا ا ا ا اااء‬
‫عليا ااه](‪ ،)370‬ما ااا مل يبلعا ااه أو يزدرده متعما ا ًادا‪ ،‬فا ااأما ااا ما ااا يبقى يف الفم من أجزاء املا اااء يف‬

‫(‪ )366‬يقول شيخ اإلسالم "ألن ما يجري به الريق ال يفطر به‪ ،‬كأثر المضمضة وأثر‬
‫الطعام"‪.‬‬
‫ي‪،‬‬ ‫ش ُشـت ْي ُو ًما فْقْب َُّلت ْوأْنْا ْ‬
‫صـائِ ٌم‪ ،‬فْأْتْيُت النَّ ِب َّ‬ ‫ب ‪ ‬ظْا ْل‪ْ :‬ه ـْ‬ ‫ع ُن ع ْم ْر ب ُِن ُالخ َّ‬
‫ْطا ِ‬ ‫(‪ْ )367‬‬
‫صــ ـا ِئ ٌم‪ ،‬فْقْا ْل ْرســ ـول هللاِ ‪" ‬أ ْ ْرأْي ْ‬
‫ُت لْ ُو‬ ‫ع ِظي ًما‪ ،‬ظْب َُّلت ْوأْنْا ْ‬ ‫صــ ـنْ ُعت ُال ْي ُو ْم أ ْ ُم ًرا ْ‬‫فْق ُلت‪ْ :‬‬
‫يم؟" رواه‬ ‫س بِذْ ِل ْك‪ ،‬فْقْا ْل ْرس ـول هللاِ ‪" ‬فْ ِف ْ‬ ‫ص ـائِ ٌم؟" ظ ُلت‪ْ :‬ال بْأ ُ ْ‬
‫ت ْ‬ ‫ت بِ ْماءٍ ْوأ ْ ُن ْ‬‫ضـ ْ‬ ‫ت ْ ْم ُ‬
‫ض ـ ْم ُ‬
‫أحمد وصــحح اســناده محققو المســند‪ ،‬وصــححه ابن خزيمة واســتدل به شــيخ اإلســالم‪،‬‬
‫وا ســتدل لها شــيخ اإلســالم بأن "المضــمضــة جائزة بالســنة المســتفيضــة‪ ،‬فإن النبي ‪‬‬
‫وأصحابه كانوا يتمضمضون في وضوئهم وهم صيام"‪.‬‬
‫(‪ )368‬يقول شيخ اإلسالم "ألن فيه حو ًما حول الحمى"‪.‬‬
‫س أ ْ ُن يْذو ْ ُال ْخ َّل أ ْ ِو‬ ‫«ال بْأ ُ ْ‬‫َّاس ‪ ،‬ظْا ْل ْ‬ ‫عب ٍ‬ ‫(‪ )369‬كالمضـمضـة واالسـتنشـا ‪ ،‬و ْ‬
‫ع ِن اب ُِن ْ‬
‫صـــائِ ٌم» رواه ابن أبي شـــيبة واســـتدل به اإلمام أحمد‪،‬‬ ‫الشـــ ُي ْء‪ْ ،‬ما لْ ُم يْ ُدخ ُل ْح ُلقْه ْوه ْو ْ‬
‫َّ‬
‫ط َّع ْم ُال ِقـ ُد ْر أ ْ ِو‬
‫س أ ْ ُن يْت ْ ْ‬ ‫اس ْال ْبـأ ُ ْ‬ ‫"و ْظـا ْل ابُن ْ‬
‫عبـَّ ٍ‬ ‫جـازمـا في صـــــحيحـه ْ‬ ‫ً‬ ‫وروى البخـاري‬
‫ش ُي ْء"‪.‬‬ ‫ال َّ‬
‫(‪ )370‬وهي مبنية على عدم كراهة وضعه في فمه التي في النقطة السابقة‪.‬‬
‫‪82‬‬
‫املض ا ا اامض ا ا ااة‪ ،‬فإنه ال يفطر بوص ا ا اوله إىل جوفه وإن أمكن االحرتاز عنه ابلبص ا ا ااق(‪ ،)371‬وال‬
‫يس ا ااتحب إخراجه(‪ ،)372‬ويكره للص ا ااائم مض ا ا العلك‪ ،‬الذي كلما علكه قوي وص ا االب ومل‬
‫يتحلل منه شا ا ا اايء(‪ ،)373‬ومجع الريق بعد مضا ا ا ا العلك وبلعه مكروه‪[ ،‬وال يفطر ابجتماع‬
‫هاذا الريق وابتالعاه](‪[ )374‬ولو وجاد طعم العلاك يف حلقاه](‪[ ،)375‬وحيرم مضا ا ا ا ا ا ا العلاك‬
‫الذي تتحلل منه أجزاء‪ ،‬إال أال يبلع ريقه](‪ ،)376‬والساواك جائز للصااائم(‪ )377‬ويسااتحب له‬
‫ولو بعد الزوال(‪[ ،)378‬وال يكره السواك الرطب](‪ ،)379‬وابتالع ريق الغري يفطر(‪.)380‬‬

‫(‪" )371‬ألنه واصل بىير ظْصد‪ ،‬أشبه الذباب" كشاا القناع للبهوتي ‪.263/5‬‬
‫(‪ )372‬ألنه لم يرد عن النبي ‪ ‬وال عن السلا‪.‬‬
‫(‪ ) 373‬يقول شــيخ اإلســالم "لما تقدم من أنه ال حاجة اليه‪ ،‬وهو يحلب الفم ويجمث الريق‬
‫فيه ويورث العط "‪.‬‬
‫(‪ )374‬وهي مخرجة على رواية بلث الريق التي في ‪.354‬‬
‫(‪" ) 375‬ألن الطعم عرض‪ ،‬وهو لم ينزل في حلقه شــــيء من األجســــام‪ ،‬وهو ال يفطر‬
‫بهـذا كمـا لو وضـــــث رجلـه في المـاء فوجـد بردهـا‪ ،‬وكمـا لو لطخ رجلـه بـالحنظـل فوجـد‬
‫طعمـه في فيـه‪ ،‬فـإنـه ال يفطر"‪ ،‬وظـد ذكر شـــــيخ اإلســـــالم وجهين‪ ،‬واســــتـدل لهمـا بـأدلـة‬
‫متقاربة‪ ،‬والمثبتة أظرب الى أصــوله ‪-‬بال ريب‪ ،-‬خاصــة بعد رجوعه عن مســألة الفطر‬
‫بالكحل ولو وجد طعمه‪.‬‬
‫(‪ )376‬نقل ابن ظدامة وغيره فيها اإلجماع‪.‬‬
‫(‪ )377‬بال خالا‪.‬‬
‫(‪ )378‬لم يقم على كراهيته دليل شــرعي يصــلح أن يخص عمومات نصــوص الســواك‪،‬‬
‫وظياسه على دم الشهيد ونحوه ضعيا‪ ،‬وظد ذكرنا المسألة في ‪ 260‬من كتاب الطهارة‪.‬‬
‫ب ْو ُاليْابِ ِس» رواه‬ ‫الر ُ‬
‫ط ِ‬ ‫اك َّ‬‫الس ْو ِ‬
‫صائِم بِ ِ‬
‫ْاك ال َّ‬ ‫«ال بْأ ُ ْ‬
‫س أ ْ ُن يْ ُست ْ‬ ‫ع ِن اب ُِن ع ْم ْر ‪ ‬ظْا ْل ْ‬
‫(‪ْ )379‬‬
‫ابن أبي شـيبة وح ِسـن اسـناده‪ ،‬وظد ذكر شـيخ اإلسـالم روايتين في شـرح العمدة‪ ،‬وذكر أن‬
‫المثبتة اختيار أبي بكر‪ ،‬وهي أظرب الى أصوله في مسائل الصيام‪.‬‬
‫(‪ )380‬يقول شـيخ اإلسـالم "واعتذروا عما روي عن عائشة‪ :‬أن النبي ‪ ‬كان يقبلها وهو‬
‫صــــائم ويمص لســــانها‪ .‬رواه أحمد وأبو داود فإنه ظد روي عن أبي داود أنه ظال‪ :‬هذا‬
‫اســــناد ليس بصــــحيح‪ ،‬وأنه يجوز أن يكون المص في غير وظت التقبيل‪ ،‬وأن يكون ظد‬
‫‪83‬‬
‫واالدهان والتطيب والتبخر ال يفطر(‪ ،)381‬وال يفس ا ااد ص ا ااومه لو أنزل بغري ش ا ااهوة‪ ،‬كالذي‬
‫خيرج منه املين لغري شا ا ا ااهوة(‪ ،)382‬والقبلة إذا خاف الصا ا ا ااائم أن ينتشا ا ا اار‪ ،‬اجتنبها‪ ،‬وإذا أمن‬
‫ذلك فال أبس هبا(‪ [ ،)383‬أما املباشا اارة لشا ااهوة فتحرم على الشا اااب(‪ ،)384‬وتكره إذا كانت‬
‫من الش ا ا اايخ اهلرم(‪ ،)386(])385‬واملباش ا ا اارة لغري ش ا ا ااهوة‪ ،‬مثل أن ميس يدها ملرض و‪،‬وه‪ ،‬فال‬

‫مصـه ولم يبت لعه‪ ،‬وحمله بعضـهم على أن البلل الذي على لسـانها لم يتحقق انفصـاله الى‬
‫فيه ودخوله الى جوفه لقلته‪ ،‬فلم يفطر على أحد الوجهين المتقدمين"‪.‬‬
‫صــــبْحُ ت ُم‬ ‫ع ُبـ ِد َّ ِ بن مســـــعود ‪ ‬ظْا ْل « ِاذْا أ ْ ُ‬ ‫ع ُن ْ‬ ‫(‪ )381‬ليس لهم أجزاء تدخل الجوا‪ْ ،‬‬
‫صائِ ِم أ ْ ُن‬ ‫ع ُن ظْت ْا ْدة ْ «ي ُست ْ ْحب ِلل َّ‬‫صـبِحوا م َّد ْهنِينْ » رواه ابن أبي شـيبة وصـحح‪ ،‬و ْ‬ ‫صـيْا ًما‪ ،‬فْأ ْ ُ‬
‫ِ‬
‫صائِ ِم» رواه عبد الرزا في مصنفه‪.‬‬ ‫ع ُنه غب ُْرة ال َّ‬ ‫ْب ْ‬ ‫يْ َّدهِنْ ْحتَّى ت ْ ُذه ْ‬
‫سا على االحتالم كما بينا في ‪.240‬‬ ‫(‪ )382‬ظيا ً‬
‫سأ ْ ْل ْرسو ْل هللاِ ‪ :‬أْيقْ ِبل ال َّ‬
‫صائِم؟ فْقْا ْل لْه‬ ‫سلْ ْمةْ ‪ ،‬أْنَّه ْ‬ ‫ع ُن ع ْم ْر ب ُِن أ ْ ِبي ْ‬ ‫(‪ْ )383‬‬
‫صنْث ذْ ِل ْك‪ ،‬فْقْا ْل‪ :‬يْا‬ ‫سلْ ْمةْ فْأ ْ ُخبْ ْرتُه‪ ،‬أ ْ َّن ْرسو ْل هللاِ ‪ ‬يْ ُ‬ ‫ْرسول هللاِ ‪ْ « ‬‬
‫س ُل ْه ِذ ِه» ِأل ِم ْ‬
‫غفْ ْر هللا لْ ْك ْما تْقْد َّْم ِم ُن ذْ ُن ِب ْك ْو ْما تْأ ْ َّخ ْر‪ ،‬فْقْا ْل لْه ْرسول هللاِ ‪« ‬أ ْ ْما‬ ‫ْرسو ْل هللاِ‪ ،‬ظْ ُد ْ‬
‫ْوهللاِ‪ِ ،‬انِي ْألْتُقْاك ُم ِ َّّلِلِ‪ْ ،‬وأ ْ ُخشْاك ُم لْه» رواه مسلم‪.‬‬
‫ص لْه»‬ ‫صـائِ ِم‪« ،‬فْ ْر َّخ ْ‬ ‫ع ُن ُالم ْباشـ ْْرةِ ِلل َّ‬ ‫ي‪ْ ‬‬ ‫سـأ ْ ْل النَّ ِب َّ‬
‫ع ُن أ ْ ِبي ه ْري ُْرة ْ ‪ ‬أ ْ َّن ْرج ًال ْ‬ ‫(‪ْ )384‬‬
‫شــابٌّ " رواه أبو داود‬ ‫شــ ُي ٌخ‪ْ ،‬والَّذِي نْ ْهاه ْ‬ ‫ص لْه ْ‬ ‫ســأْلْه «فْنْ ْهاه»‪ ،‬فْإِذْا الَّذِي ْر َّخ ْ‬ ‫ْوأْت ْاه آخْر فْ ْ‬
‫وظال األلباني حسن صحيح‪.‬‬
‫صـــائِ ٌم‪ْ ،‬و ْكانْ أ ْ ُملْ ْكك ُم‬ ‫اشـــر ْوه ْو ْ‬ ‫ت « ْكانْ النَّ ِبي ‪ ‬يقْ ِبل ْوي ْب ِ‬ ‫شـــةْ ‪ ‬ظْالْ ُ‬ ‫عائِ ْ‬ ‫(‪ )385‬عن ْ‬
‫ِ ِإل ُر ِبـ ِه» متفق عليـه‪ ،‬ووجـه الكراهـة الخوا من اإلفضـــــاء الى محـذور مثـل اإلنزال أو‬
‫الجماع‪ ،‬ولهذا ظالت عائشة ‪ْ " ‬و ْكانْ أ ْ ُملْ ْكك ُم ِ ِإل ُربِ ِه"‪.‬‬
‫(‪ )386‬ذكر شـــــيخ اإلســـــالم روايـات ولم ينص على اختيـار‪ ،‬والتفريق بين القبلـة‪ ،‬وبين‬
‫المباشرة لشهوة‪ ،‬وبين الشاب والشيخ الهرم‪ ،‬أظرب الى أصوله‪.‬‬
‫‪84‬‬
‫يكره(‪ ،)387‬وتكرار النظر مكروه ملن حترك ش ا ا ااهوته خبالف من ال حترك ش ا ا ااهوته(‪ ،)388‬وإذا‬
‫قبل أو ابشر فأمذى مل يفسد صومه(‪.)389‬‬

‫(‪ )387‬كما ال يكره في اإلحرام واالعتكاا‪.‬‬


‫ش ُي ٌخ‪ْ ،‬والَّذِي نْ ْهاه شْابٌّ " الذي في ‪.384‬‬ ‫(‪ )388‬لحديث "فْإِذْا الَّذِي ْر َّخ ْ‬
‫ص لْه ْ‬
‫تأمال وذلك ألنه ســئل في‬‫(‪ )389‬اســتخراج رأي شــيخ اإلســالم في هذه المســألة يحتاج ً‬
‫الفتاوى الكبرى عن "رجل اذا ظبل زوجته أو ضـمها فأمذى‪ ،‬هل يفسـد ذلك صـومه أم ال؟‬
‫واذا أمذى فهل يلزمه وضـوء أم ال؟ واذا صـبر الرجل على زوجته الشـهر والشـهرين ال‬
‫يط هـا فهـل عليـه اثم أم ال؟ وهـل يطـالـب الزوج بـذلـك؟"‪ ،‬فـأجـاب "أمـا الوضــــوء فينتقض‬
‫بذلك وليس عليه اال الوضــوء‪ ،‬لكن يىســل ذكره وأنثييه‪ ،‬ويفســد الصــوم بذلك عند أكثر‬
‫العلمـاء‪ ،‬ويجـب على الرجـل أن يطـأ زوجتـه بـالمعروا ‪ ...‬والوطء الواجـب ظيـل‪ :‬انـه‬
‫واجب في كل أربعة أشـــهر مرة‪ ،‬وظيل‪ :‬بقدر حاجتها وظدرته‪ ،‬كما يطعمها بقدر حاجتها‬
‫وظدرته‪ ،‬وهذا أصح القولين"‪،‬‬
‫فنالحظ أنه جزم بالوضـوء وبوجوب الوطء‪ ،‬أما افسـاد الصـوم فنسـبه ألكثر العلماء‪ ،‬فإذا‬
‫ضـممنا هذا الى المنقول عنه عند أصـحابه أنه ال يفطر بالمذي ظال ابن مفلح "وان مذى‬
‫أيضـا‪ ،‬نص عليه (وم)‪ ،‬واختار اآلجري وأبو محمد الجوزي وأظن وشـيخنا‪:‬‬ ‫ً‬ ‫بذلك أفطر‬
‫عمال باألصــل‪ ،‬وظياســه على المني ال يصــح‪ ،‬لظهور‬ ‫ال يفطر وهو أظهر (وهـــــ ـ ) ً‬
‫الفر " الفروع وتصــحيح الفروع ‪ ،10/5‬ونقل البعلي عنه "وال يفطر بمذي بســبب ظبلة‬
‫أو لمس أو تكرار نظر"‪ ،‬وظـال المرداوي "‪ ...‬ظولـه‪ :‬أو أمـذى يعني اذا ظبـل أو لمس‬
‫فأمذى فســـد صـــومه‪ ،‬على الصـــحيح من المذهب‪ ،‬نص عليه‪ ،‬وعليه أكثر األصـــحاب‪،‬‬
‫وظيـل‪ :‬ال يفطر‪ ،‬اختـاره اآلجري وأبو محمـد الجوزي والشـــــيخ تقي الـدين‪ ،‬نقلـه عنـه في‬
‫«االختيـارات»‪ ... ،‬ظلـت‪ :‬وهو الصـــــواب‪ ،‬واختـار في «الفـائق» أن المـذي عن لمس ال‬
‫يفسـد الصـوم" نالحظ أن ابن مفلح وابن ظاضـي الجبل صـاحب الفائق وهما تلميذا شـيخ‬
‫اإلسـالم يصـوبان هذ ا االختيار رغم مخالفته لجمهور المذهب وكذلك فعل المرداوي‪ ،‬وظد‬
‫فصـال في مجموع الفتاوى بعنوان "فيما يفطر الصـائم وما ال يفطره"‬ ‫ً‬ ‫عقد شـيخ اإلسـالم‬
‫وعدد المفطرات بما في ذلك الدظيق منها‪ ،‬وذكر االســتمناء والحجامة والفصــاد ولم يذكر‬
‫المـذي بحـال‪ ،‬بـل تعليلـه لعـدم اإلفطـار بـالكحـل والحقنـة وغيرهمـا بـأن "الصــــيـام من دين‬
‫المســـــلمين الذي يحتاج الى معرفته الخاص والعام فلو كانت هذه األمور مما حرمها هللا‬
‫ورسـوله في الصـيام ويفسـد الصـوم بها لكان هذا مما يجب على الرسـول بيانه ولو ذكر‬
‫ذلك لعلمه الصـحابة وبلىوه األمة كما بلىوا سـائر شـرعه‪ ،‬فلما لم ينقل أحد من أهل العلم‬
‫ً‬
‫مرســال علم أنه لم‬ ‫عن النبي ‪ ‬في ذلك ال حديثًا صــحي ًحا وال ضــعيفًا وال مســندًا وال‬
‫‪85‬‬
‫معتقدا بقاء الليل‪ ،‬فتبني له أنه أكل بعد طلوع‬
‫هنارا‪ ،‬س اواء أكل ً‬
‫ليال فبان ً‬
‫ومن أكل يظنه ً‬
‫معتقدا غروب الش ا ا ا ا ا اامس لتغيم الس ا ا ا ا ا ااماء و‪،‬و ذلك‪ ،‬فتبني أنه أكل قبل‬
‫الفجر‪ ،‬أو أكل ً‬
‫مغيبهااا‪ ،‬مل يفطر(‪ ،)390‬ومن وطئ امرأتااه وقاات طلوع الفجر معتقا ًادا بقاااء اللياال مث تبني أن‬

‫يذكر شــــيئ ًا من ذلك" يتناول المذي أيضــــا‪ ،‬وظد ذكر في نفس المبحث في تعليل الفطر‬
‫باالسـتمناء "وكذلك االسـتمناء مث ما فيه من الشـهوة فهو يخرج المني الذي هو مسـتحيل‬
‫في ال معـدة عن الدم فهو يخرج الدم الذي يتىـذى به‪ ،‬ولهـذا كان خروج المني اذا أفرط فيـه‬
‫يضر اإلنسان ويخرج أحمر" وترى هذه العلة غير موجودة في المذي‪.‬‬
‫نهـارا‬
‫ً‬ ‫(‪ )390‬وهي روايـة عن أحمـد‪ ،‬يقول ابن مفلح "وكـذا من جـامث يعتقـده ً‬
‫ليال فبـان‬
‫يقضـــي‪ ،‬جزم به األكثر ‪ ...‬وفي الرعاية رواية [عن اإلمام أحمد]‪ :‬ال يقضـــي‪ ،‬واختاره‬
‫شـيخنا"‪ ،‬يقول شـيخ اإلسـالم "وأما أصـحاب الشـافعي وأحمد فقالوا النسـيان ال يفطر ألنه‬
‫ال يمكن االحتراز منه بخالا الخطأ فإنه يمكنه أال يفطر حتى يتيقن غروب الشمس وأن‬
‫يمسك اذا شك في طلوع الفجر‪ ،‬وهذا التفريق ضعيا واألمر بالعكس‪ ،‬فإن السنة للصائم‬
‫أن يعجل الفطر وي خر الســحور‪ ،‬ومث الىيم المطبق ال يمكن اليقين الذي ال يقبل الشــك‬
‫ضا فقد ثبت في صحيح البخاري‬ ‫اال بعد أن يذهب وظت طويل جدًا يفوت المىرب ‪ ...‬وأي ً‬
‫عن {أســماء بنت أبي بكر ظالت‪ :‬أفطرنا يوما من رمضــان في غيم على عهد رســول هللا‬
‫‪ ‬ثم طلعت الشـمس}‪ ،‬وهذا يدل على شـيئين‪ :‬على أنه ال يسـتحب مث الىيم التأخير الى‬
‫أن يتيقن الىروب فـإنهم لم يفعلوا ذلـك ولم يـأمرهم بـه النبي ‪ ،‬والصــــحـابـة مث نبيهم‬
‫أعلم وأطوع ى ولرســــوله ممن جاء بعدهم‪ ،‬والثاني ال يجب القضــــاء فإن النبي ‪ ‬لو‬
‫أمرهم بالقضــاء لشــاع ذلك كما نقل فطرهم‪ ،‬فلما لم ينقل ذلك دل على انه لم يأمرهم به‪،‬‬
‫فإن ظيل‪ :‬فقد ظيل لهشــام بن عروة‪ :‬أمروا بالقضــاء؟ ظال‪ :‬أو بد من القضــاء؟ ظيل‪ :‬هشــام‬
‫معمرا‬
‫ً‬ ‫ظـال ذلـك برأيـه لم يرو ذلـك في الحـديـث‪ ،‬ويـدل على أنـه لم يكن عنـده بـذلـك علم‪ :‬أن‬
‫روى عنه ظال‪ :‬سـمعت هشـا ًما ظال‪ :‬ال أدري أظضـوا أم ال؟ ذكر هذا وهذا عنه البخاري‪،‬‬
‫والحديث رواه عن أمه فاطمة بنت المنذر عن أسـماء‪ ،‬وظد نقل هشـام عن أبيه عروة أنهم‬
‫لم ي مروا بالقضـــاء‪ ،‬وعروة أعلم من ابنه‪ ،‬وهذا ظول اســـحا بن راهويه ‪ -‬وهو ظرين‬
‫ضا فإن هللا ظال في كتابه {وكلوا واشربوا حتى‬ ‫أحمد بن حنبل ويوافقه في المذهب ‪ ...‬وأي ً‬
‫يتبين لكم الخيط األبيض من الخيط األســــود من الفجر}‪ ،‬وهذه اآلية مث األحاديث الثابتة‬
‫‪86‬‬
‫الفجر قد طلع مل يفطر(‪ ،)391‬من ابشاار زوجته وهو يساامع املتسااحر يتكلم فال يدري‪ :‬أهو‬
‫يتس ا ااحر؟ أم يؤذن؟ مث غلب على ظنه أنه يتس ا ااحر فوطئها وبعد يس ا ااري أض ا اااء الص ا اابح فال‬
‫قضا اااء عليه وال كفارة (‪ ،)392‬وإن أكل شا ااا ًكا يف طلوع الفجر مل يفسا ااد صا ااومه(‪ ،)393‬وإن‬
‫أكل ش ااا ًكا يف غروب الش اامس ودام ش ااكه‪ ،‬أو أكل يظن بقاء النهار‪ ،‬فس ااد ص ااومه(‪،)394‬‬
‫ليال صح صومه](‪.)395‬‬
‫[فلو ابن ً‬

‫عن النبي ‪ ‬تبين أنـه مـأمور بـاألكـل الى أن يظهر الفجر فهو مث الشـــــك في طلوعـه‬
‫مأمور باألكل كما ظد بسط في موضعه"‪.‬‬
‫(‪ )391‬لما ذكرنا في النقطة الســابقة‪ ،‬ويقول شــيخ اإلســالم "وهذا القول أصــح األظوال‪،‬‬
‫وأشبهها بأصول الشريعة وداللة الكتاب والسنة‪ ،‬وهو ظياس أصول أحمد وغيره‪ ،‬فإن هللا‬
‫رفث الم اخذة عن الناسي والمخط ‪ ،‬وهذا مخط وظد أباح هللا األكل والوطء حتى يتبين‬
‫الخيط األبيض من الخيط األسـود من الفجر‪ ،‬واسـتحب تأخير السـحور‪ ،‬ومن فعل ما ندب‬
‫اليه وأبيح له لم يفرط‪ ،‬فهذا أولى بالعذر من الناسي"‪.‬‬
‫(‪ )392‬يقول شــيخ اإلســالم "وهذا ظول النبي ‪ ‬وهو أظهر األظوال وألن هللا تعالى عفا‬
‫عن الخطأ والنســـيان وأباح ‪ ‬األكل والشـــرب والجماع حتى يتبين الخيط األبيض من‬
‫الخيط األسـود‪ ،‬والشـاك في طلوع الفجر يجوز له األكل والشـرب والجماع باالتفا ‪ ،‬وال‬
‫ظضاء عليه اذا استمر الشك"‪.‬‬
‫(‪ )393‬ألن األصـل بقاء الليل وهو لم يتقين سـبب القضـاء‪ ،‬وسـيظهر األمر أكثر في النقطة‬
‫القادمة ان شاء هللا‪.‬‬
‫(‪ )394‬نقل ابن مفلح فيهما اإلجماع‪ ،‬الفروع ‪ ،37/5‬يقول شــيخ اإلســالم موضــ ًحا الفر‬
‫بين المســـــألتين "ألن األصـــــل بقـاء النهـار فـإذا أكـل ظبـل أن يعلم الىروب فقـد أكـل في‬
‫الوظت الذي يحكم بأنه نهـار‪ ،‬واذا أكل ظبـل أن يتبين الفجر فقـد أكل في الوظت الذي يحكم‬
‫بأنه ليل‪ ،‬وألن هللا ســــبحانه ظال { ْحتَّى يْتْبْيَّنْ لْكم ُال ْخيُط ُاأل ْ ُبيْض ِمنْ ُال ْخي ُِط ُاأل ْ ُســــ ْو ِد ِمنْ‬
‫ُالفْج ُِر} فمن أكل وهو شاك فقد أكل ظبل أن يتبين له الخيط األبيض"‪.‬‬
‫(‪ )395‬هكذا ذكرها ابن مفلح في الفروع وتبعه المرداوي في اإلنصاا‪ ،‬ولم يذكرا خالفًا‬
‫ال داخل المذهب وال خارجه‪.‬‬
‫‪87‬‬
‫والوقت الذي جيب صيامه هو من طلوع الفجر الثاين(‪ )396‬إىل مغيب قرص الشمس(‪،)397‬‬
‫فإذا غاب مجيع القرص أفطر الصا ا ا ا ا ااائم وال عثة ابحلمرة الشا ا ا ا ا ااديدة الباقية يف األفق(‪،)398‬‬
‫ويسااتدل على مغيبها ابسااوداد انحية املشاار ؛ فإنه إذا غاب مجيع القرص ظهر الساواد من‬
‫املش اار (‪ ،)399‬والس اانة تعجيل الفطور(‪ ،)400‬ويس ااتحب التعجيل إذا غاب القرص مع بقاء‬

‫ق‬ ‫ورك ُم أْذْان بِ ْال ٍل‪ْ ،‬و ْال بْ ْيـاض ُاألف ِ‬ ‫ســــح ِ‬ ‫«ال يْى َّرنَّك ُم ِم ُن ْ‬ ‫هللا ‪ْ ‬‬ ‫(‪ْ )396‬ظـا ْل ْرســــول ِ‬
‫ير ْه ْكذْا» ْو ْح ْكاه ْح َّما ٌد [أحد رواة الحديث] بِيْ ْد ُي ِه‪ ،‬ظْا ْل‪ :‬يْ ُعنِي‬ ‫ُالم ُسـت ِْطيل ْه ْكذْا‪ْ ،‬حتَّى يْ ُسـت ِْط ْ‬
‫صــابِ ْعه‪ ،‬ث َّم‬ ‫ُس الَّذِي يْقول ْه ْكذْا ‪ْ -‬و ْج ْم ْث أ ْ ْ‬ ‫ضــا‪ ،‬وظْا ْل ْرســول هللاِ ‪« ‬اِ َّن ُالفْج ُْر لْي ْ‬ ‫م ُعت ِْر ً‬
‫علْى ُالم ْ‬
‫س ِب ْح ِة ْو ْم َّد ْي ْد ُي ِه»‬ ‫س ِب ْحةْ ْ‬ ‫ض ْث ُالم ْ‬ ‫ض ‪ْ ،-‬ولْ ِك ِن الَّذِي ْيقول ْه ْكذْا ‪ْ -‬و ْو ْ‬ ‫س ْها ِالْى ُاأل ْ ُر ِ‬ ‫نْ ْك ْ‬
‫رواه مســلم‪ ،‬يقول شــيخ اإلســالم "وفر بين الســبابتين"‪ ،‬وظد أتيت بهذه الرواية للحديث‬
‫بســبب كثرة خالا المعاصــرين في وظت طلوع الفجر الصــاد ليعرا المقصــود من‬
‫"ال يْى َّرنَّك ُم نِ ْداء بِ ْال ٍل‪ْ ،‬و ْهذْا ُالبْيْاض ْحتَّى‬ ‫انفجار الفجر الذي في حديث ْرســــول هللاِ ‪ْ ‬‬
‫طل ْث ُالفْجُر" رواه أحمد وظال محققو المســــند حســــن صــــحيح‪ ،‬وظد‬ ‫يْ ُنفْ ِج ْر ُالفْجُر"‪ ،‬أ ْ ُو "يْ ُ‬
‫راظبت الفجر بنفســي في شــمال بالد الشــام ما ال أحصــي من المرات وفي أماكن عدة‪،‬‬
‫فكان أظرب توظيت الى الصـــحة توظيت رابطة العالم اإلســـالمي يطلث الفجر فيه أو ظبله‬
‫بدظيقة أو دظيقتين أو بعده بدظيقة أو دظيقتين‪.‬‬
‫(‪ )397‬ظـال تعـالى { ْحتَّى ْيت ْ ْبيَّنْ لْكم ُال ْخيُط ُاأل ْ ُب ْيض ِمنْ ُال ْخي ُِط ُاأل ْ ُســــ ْو ِد ِمنْ ُالفْج ُِر ث َّم أ ْ ِتموا‬
‫ار" الذي في ‪.340‬‬ ‫ام اِلْى اللَّ ُي ِل}‪ ،‬ولحديث "فْ ْع ِلموا أْنَّ ْما يْ ُعنِي اللَّ ُي ْل ِمنْ النَّ ْه ِ‬ ‫الصيْ ْ‬
‫ِ‬
‫ت‬ ‫(‪ْ )398‬ظـا ْل ْرســــول هللاِ ‪ِ « ‬اذْا أ ْ ُظ ْبـ ْل اللَّيـُل ِم ُن هـْاهنـْا‪ْ ،‬وأ ْ ُد ْب ْر النَّ ْهـار ِم ُن هـْاهنـْا‪ْ ،‬وغ ْْر ْبـ ِ‬
‫صائِم» متفق عليه‪.‬‬ ‫ط ْر ال َّ‬ ‫ش ُمس‪ ،‬فْقْ ُد أ ْ ُف ْ‬ ‫ال َّ‬
‫شـــ ُه ِر‬‫ســـفْ ٍر فِي ْ‬ ‫ع ُب ِد هللاِ ب ُِن أ ْ ِبي أ ْ ُوفْى ‪ ،‬ظْا ْل‪ :‬كنَّا ْم ْث ْرســـو ِل هللاِ ‪ ‬فِي ْ‬ ‫ع ُن ْ‬ ‫(‪ْ )399‬‬
‫الشـ ـ ُمس ظْا ْل «يْا ف ْالن‪ ،‬ا ُن ِز ُل فْا ُج ْد ُح لْنْا» ظْا ْل‪ :‬يْا ْرسـ ـو ْل هللاِ‪ِ ،‬ا َّن‬ ‫ت َّ‬ ‫ضـ ـانْ ‪ ،‬فْلْ َّما غْابْ ِ‬ ‫ْر ْم ْ‬
‫ب النَّبِي ‪ ،‬ث َّم‬ ‫شــــ ِر ْ‬ ‫ارا‪ْ ،‬ظـا ْل «ا ُن ِز ُل ْفـا ـُجدْحُ لْنـْا» ْظـا ْل‪ :‬فْنْزْ ْل فْ ْجـ ْد ْح‪ْ ،‬فـأْتـْاه ِبـ ِه‪ ،‬فْ ْ‬ ‫علْيـ ُْك نْ ْهـ ً‬
‫ْ‬
‫صائِم» متفق‬ ‫ط ْر ال َّ‬ ‫ش ُمس ِم ُن هْا هنْا‪ْ ،‬و ْجا ْء اللَّيُل ِم ُن هْا هنْا‪ ،‬فْقْ ُد أ ْ ُف ْ‬ ‫ت ال َّ‬ ‫ظْا ْل‪ :‬بِيْ ِد ِه « ِاذْا غْابْ ِ‬
‫ســــ ِعيـ ٍد فْ ْرآه ي ُف ِطر ظْ ُبـ ْل ْم ِىيـ ِ‬
‫ب‬ ‫علْى أ ْ ِبي ْ‬ ‫ع ُبـ ِد ُال ْوا ِحـ ِد ب ُِن أ ْ ُي ْمنْ ْ‬
‫ع ُن أ ْ ِبيـ ِه أ ْ َّنـه نْزْ ْل ْ‬ ‫ع ُن ْ‬ ‫عليـه‪ْ ،‬‬
‫ص‪ ،‬رواه ســـعيد في ســـننه‪ ،‬وظال عنه شـــيخ اإلســـالم "وهذا محمول على القرص‬ ‫ُالق ُر ِ‬
‫األحمر ال على نفس ظرص الشمس"‪.‬‬
‫ط ْر» متفق عليه‪.‬‬ ‫ع َّجلوا ُال ِف ُ‬‫(‪ )400‬ظْا ْل ْرسول هللاِ ‪ْ « ‬ال ْيزْ ال النَّاس ِب ْخي ٍُر ْما ْ‬
‫‪88‬‬
‫تلك احلمرة الش ا ااديدة‪ ،‬فإذا تيقن أو غلب على ظنه مغيب الش ا اامس‪ ،‬جاز له الفطر(‪،)401‬‬
‫وليس عليه أن يبحث بعد ذلك‪ ،‬فأما مع الشا ا ا ااك‪ ،‬فال جيوز له الفطر(‪ ،)402‬واالختيار أن‬
‫ال يفطر ح يتيقن الغروب(‪ ،)403‬ويساتحب أن يفطر قبل الصاالة(‪ ،)404‬وينبغي أن يفطر‬
‫على خلوفه(‪ ،)405‬ويس ا ا ااتحب الفطر على رطب‪ ،‬فإن مل يكن فعلى متر‪ ،‬فإن مل يكن فعلى‬
‫مااء(‪ ،)406‬ويس ا ا ا ا ا ااتحاب أن يادعو عناد فطره فيقول «ذهاب الظماأ‪ ،‬وابتلات العرو ‪ ،‬وثبات‬
‫األجر إن شاء هللا تعاىل»(‪ ،)407‬ويقول «اللهم‪ ،‬لك صمت‪ ،‬وعلى رزقك أفطرت»(‪.)408‬‬

‫ع ُه ِد النَّبِي ِ ‪ ‬يْ ُو ْم ْ‬
‫غي ٍُم‪ ،‬ث َّم‬ ‫علْى ْ‬ ‫ت «أ ْ ُف ْ‬
‫ط ُرنْا ْ‬ ‫ت أْبِي بْ ُك ٍر ‪ ‬ظْالْ ُ‬ ‫ع ُن أ ْ ُس ْما ْء بِ ُن ِ‬ ‫(‪ْ )401‬‬
‫ضاءٍ‬ ‫اء؟ ظْا ْل‪ :‬ب ٌّد ِم ُن ظْ ْ‬
‫ض ِ‬ ‫ش ُمس»‪ِ ،‬ظي ْل ِل ِهش ٍْام [أحد رواه الحديث]‪ :‬فْأ ِمروا ِب ُالقْ ْ‬ ‫ت ال َّ‬‫طلْ ْع ِ‬
‫ْ‬
‫ض ُوا أ ْ ُم ْال‪ .‬رواه البخاري‪ ،‬وألن غلبة الظن في‬ ‫س ِم ُعت ِهشْا ًما‪ْ :‬ال أ ْ ُد ِري أْظْ ْ‬ ‫ْوظْا ْل ْم ُع ْم ٌر‪ْ :‬‬
‫مواظيت العبادات تجري مجرى اليقين‪.‬‬
‫(‪ )402‬لما ذكرنا من بطالن صومه في ‪.394‬‬
‫طا للعبادة وخرو ًجا من الخالا‪.‬‬ ‫(‪ )403‬احتيا ً‬
‫ط ْبـاتٍ‪،‬‬‫علْى ر ْ‬ ‫ي ْ‬ ‫ع ُن أْن ِْس ب ُِن ْمـا ِلـكٍ ‪ْ ‬ظـا ْل « ْكـانْ النَّ ِبي ‪ ‬ي ُف ِطر ظْ ُبـ ْل أ ْ ُن ي ْ‬
‫صــــ ِل ْ‬ ‫(‪ْ )404‬‬
‫ت ِم ُن ْماءٍ » رواه الترمذي‬ ‫سـ ْوا ٍ‬ ‫سـا ْح ْ‬ ‫ات ْح ْ‬‫ات‪ ،‬فْإِ ُن لْ ُم ت ْك ُن ت ْمي ُْر ٌ‬
‫ات فْت ْمي ُْر ٌ‬
‫طبْ ٌ‬ ‫فْإِ ُن لْ ُم ت ْك ُن ر ْ‬
‫وظال حسـن غريب وصـححه األلباني‪ ،‬وكما يدل عليه حديث «ا ُن ِز ُل فْاجُ دْحُ لْنْا» الذي في‬
‫‪.399‬‬
‫ض فْ ْال يْم َّجه لْ ِك ُن يْسـ ُْرط» رواه ابن‬ ‫ض ْم ْ‬ ‫صـائِم فْت ْ ْم ـُ‬‫ط ْر ال َّ‬ ‫(‪ )405‬ظْا ْل أْبو ه ْري ُْرة ْ ‪ِ « ‬اذْا أ ْ ُف ْ‬
‫أبي شــيبة‪ ،‬وأعل باإلرســال وليس بعلة عندنا على ما فصــلنا في المقدمة‪ ،‬ويقول شــيخ‬
‫اإلسالم "ألنه أثر العبادة فلم يضيعه"‪.‬‬
‫(‪ )406‬لما في الحديث الذي في ‪.404‬‬
‫ت ُالعرو ‪،‬‬ ‫الظ ْمأ ْوا ُبت ْلَّ ِ‬
‫ْب َّ‬
‫ط ْر ظْا ْل «ذْه ْ‬ ‫ع ِن اب ُِن ع ْم ْر ‪ْ ‬كانْ ْرسـول َّ ِ ‪ِ ‬اذْا أ ْ ُف ْ‬ ‫(‪ْ )407‬‬
‫ت ُاألْجُر ِا ُن شْا ْء َّ » رواه أبو داود وحسن اسناده الدارظطني وحسنه األلباني‪.‬‬ ‫ْوثْبْ ْ‬
‫ط ْر ْظـا ْل «اللَّه َّم لْـ ْك صــــ ُمـت‪،‬‬
‫ي ‪ْ ‬كـانْ ِاذْا أ ْ ُف ْ‬ ‫ع ُن م ْعـا ِذ ب ُِن ز ُه ْرة ْ‪ ،‬أ ْ َّنـه بْلْىـْه أ ْ َّن النَّبِ َّ‬ ‫(‪ْ )408‬‬
‫ط ُرت» رواه أبو داود وضعفه األلباني لارسال والجهالة وال يمنث العمل‬ ‫علْى ِر ُزظِ ْك أ ْ ُف ْ‬
‫ْو ْ‬
‫به عندنا كما فصلنا في المقدمة‪.‬‬
‫‪89‬‬
‫والس ااحور س اانة(‪ ،)409‬ويكون على أكل إن قدر عليه(‪ ،)410‬والس اانة أتخريه(‪ ،)411‬وجيوز أن‬
‫أيكال ماا مل يتبني طلوع الفجر وإن كاان ش ا ا ا ا ا ااا ًكاا فياه من غري كراهاة(‪ ،)412‬فاإذا كاان املؤذن‬
‫يؤذن قباال طلوع الفجر كمااا كااان بالل يؤذن قباال طلوع الفجر على عهااد النيب ‪ ‬وكمااا‬
‫يؤذن املؤذنون يف دمشا ا ا ا ااق وغريها قبل طلوع الفجر فال أبس ابألكل والشا ا ا ا اارب بعد ذلك‬
‫بزمن يسري‪.‬‬
‫لكن يسااتحب تركه إذا شااك يف طلوع الفجر(‪ ،)413‬والشااك رة يكون مع رعايته للفجر‪،‬‬
‫فال يدري أطلع الضوء أم ال؟ و رة الختالف املخثين به‪ ،‬و رة لكونه يف موضع حمجوب‬
‫عن الفجر‪ ،‬وليس عليااه أن يبحااث(‪ ،)414‬لكن إن غلااب على ظنااه طلوعااه مل جيز األكاال‪،‬‬

‫ور بْ ْر ْكةً» متفق عليه‪.‬‬ ‫سح ِ‬ ‫س َّحروا‪ ،‬فْإِ َّن فِي ال َّ‬ ‫(‪ )409‬ظْا ْل النَّبِي ‪« ‬ت ْ ْ‬
‫ب‪ ،‬أ ْ ُكلْة َّ‬
‫السـ ْح ِر"‬ ‫صـيْ ِام أ ْ ُه ِل ُال ِكت ْا ِ‬ ‫امنْا ْو ِ‬
‫صـيْ ِ‬‫صـ ْل ْما بْيُنْ ِ‬ ‫(‪ )410‬ظْا ْل ْرسـول هللاِ ‪" ‬اِ َّن فْ ُ‬
‫ســــحور ُالم ُ ِم ِن الت َّ ُمر» رواه أبو داود‬ ‫ع ِن النَّ ِبي ِ ‪ْ ‬ظـا ْل «نِ ُع ْم ْ‬ ‫رواه أحمـد ومســـــلم‪ ،‬و ْ‬
‫وصححه األلباني‪.‬‬
‫الصـــ ْالةِ‪ ،‬ظ ُلت ْك ُم‬
‫ام ِالْى َّ‬ ‫ت ‪ ‬ظْا ْل «ت ْْســـ َّح ُرنْا ْم ْث النَّ ِبي ِ ‪ ،‬ث َّم ظْ ْ‬ ‫ع ُن زْ ُي ِد ب ُِن ثْا ِب ٍ‬‫(‪ْ )411‬‬
‫ور؟ ظْا ْل‪ :‬ظْ ُدر خ ُْم ِسينْ آيْةً» متفق عليه‪.‬‬ ‫سح ِ‬ ‫ان ْوال َّ‬‫ْكانْ بْيُنْ ُاألْذْ ِ‬
‫ور؟‬ ‫َّاس‪ ،‬فْقْا ْل لْه ْمت ْى أ ْ ْدع الس ـح ْ‬ ‫عب ٍ‬ ‫ُح‪ ،‬ظْا ْل‪ْ :‬جا ْء ْرج ٌل ِالْى اب ُِن ْ‬ ‫ع ُن م ُس ـ ِل ِم ب ُِن ص ـ ْبي ٍ‬ ‫(‪ْ )412‬‬
‫ت ْحتَّى‬ ‫َّاس «ك ُل ْما شـْ ْك ُك ْ‬ ‫عب ٍ‬ ‫ت فْ ْدعُه‪ ،‬فْقْا ْل ابُن ْ‬ ‫س ِع ُن ْده‪ :‬ك ُل ْحتَّى ِاذْا شـْ ْك ُك ْ‬ ‫فْقْا ْل ْرج ٌل ْجا ِل ٌ‬
‫ْال ت ْش َّك» رواه عبد الرزا في مصنفه وابن أبي شيبة واستدل به شيخ اإلسالم‪.‬‬
‫طا للعبادة‪.‬‬ ‫(‪ )413‬احتيا ً‬
‫اب ْال يْ ُف ْج نْا الص ـبُح"‬ ‫ع ُن أْبِي ظِ ْالبْةْ‪ ،‬أ ْ َّن أْبْا بْ ُك ٍر [الصــديق] ْكانْ يْقول "أ ْ ِجيفوا ُالبْ ْ‬ ‫(‪ْ )414‬‬
‫رواه عبد الرزا في مصنفه‪ ،‬وأجيفوا الباب‪ :‬أي ردوه‪.‬‬
‫‪90‬‬
‫فإن أكل قض ا ا ا ا ا ااى(‪ ،)415‬وأما ااماع فيكره مع الش ا ا ا ا ا ااك(‪ ،)416‬وإذا حلت الصا ا ا ا ا ا ااالة حرم‬
‫الطعام(‪.)417‬‬

‫(‪ )415‬يقول شيخ اإلسالم "ألن غالب الظن في المواظيت كاليقين"‪.‬‬


‫(‪ ) 416‬علل شــــيخ اإلســــالم الحكم بما نقل عن اإلمام أحمد "وأخاا عليه من الجماع ال‬
‫يسلم"‪.‬‬
‫ت { ْحتَّى ْيت ْ ْبيَّنْ لْكم ُال ْخيُط األ ْ ُب ْيض ِمنْ ُال ْخي ُِط‬ ‫عـدِي ِ ب ُِن ْحـاتِ ٍم ‪ْ ‬ظـا ْل «لْ َّمـا نْزْ ْلـ ُ‬ ‫ع ُن ْ‬ ‫(‪ْ )417‬‬
‫ســـا ْدتِي‪ ،‬فْ ْج ْع ُلت‬ ‫ض‪ ،‬فْ ْج ْع ُلته ْما تْح ْ‬
‫ُت ِو ْ‬ ‫ع ْم ُدت ِالْى ِعقْا ٍل أ ْ ُســـ ْو ْد ْو ِالْى ِعقْا ٍل أ ْ ُبيْ ْ‬ ‫األ ْ ُســـ ْودِ} ْ‬
‫علْى ْرسـ ـو ِل هللاِ ‪ ‬فْذْ ْك ُرت لْه ذْ ِل ْك‪ ،‬فْقْا ْل‪ِ :‬انَّ ْما‬ ‫أ ْ ُنظر فِي اللَّ ُي ِل فْ ْال يْ ُسـ ـتْبِين ِلي‪ ،‬فْ ْى ْد ُوت ْ‬
‫فجران فأْما‬ ‫ِ‬ ‫ار» متفق عليه‪ ،‬وظال رســـول َّ ِ ‪" ‬الفْجر‬ ‫سـ ـ ْواد اللَّ ُي ِل ْوبْيْاض النَّ ْه ِ‬
‫ذْ ِل ْك ْ‬
‫عام‪ ،‬وأْما الذي ْيذهْب‬ ‫الصــالة ْ وال ي ْح ِرم َّ‬
‫الط ْ‬ ‫رحان فال ي ِحل َّ‬ ‫ِ‬ ‫الســ‬‫ب ِ‬ ‫الفْجر الذي ْيكون ْكذْنْ ِ‬
‫عام" رواه البيهقي وصححه األلباني‪،‬‬ ‫الط ْ‬ ‫صالة ْ وي ْح ِرم َّ‬ ‫ق فإِنَّه ي ِحل ال َّ‬ ‫ْطيال في األف ِ‬ ‫مست ً‬
‫يقول شـيخ اإلسـالم " ألن هللا تعالى ظال {حتى يتبين لكم الخيط األبيض من الخيط األسـود‬
‫من الفجر}‪ ،‬فمنه أدلة‪ :‬أحدها‪ :‬ظوله {الخيط األبيض}‪ ،‬ولو كان المراد به انتشـار الضـوء‬
‫لقيل‪ :‬الخيط األحمر‪ ،‬فإن الضــوء اذا انتشــر ظهرت الحمرة ‪ ...‬الثالث‪ :‬تســميته لبياض‬
‫النهار وسـواد الليل بالخيط األبيض والخيط األسـود دليل على أنه أول البياض الذي يبين‬
‫في الســواد مث لطفه ودظته‪ ،‬فإن الخيط يكون مســتدظًا‪ ،‬الرابث‪ :‬ظوله {من الخيط األســود}‬
‫دليل على أنه يتميز أحد الخيطين من اآلخر‪ ،‬واذا انتشر الضوء لم يبق هناك خيط أسود‪،‬‬
‫وأيضــا فإن النبي ‪ ‬ظال لعدي «انما هو بياض النهار وســواد الليل»‪ ،‬فعلم أنه أول ما‬
‫يبدو البياض الصـاد يدخل النهار‪ ،‬كما أنه أول ما يقبل من المشـر السـواد يدخل الليل‬
‫‪ ...‬وأيضــــا ظوله «ولكن يقول هكذا» وفر بين الســــبابتين [ذكرنا الحديث في ‪"]396‬‬
‫وأطلت هنا ألدعم أكثر مســــألة االختالا في الفجر في عصــــرنا التي تكلمت عنها في‬
‫‪.396‬‬
‫‪91‬‬
‫ويكره الوص ااال الذي يس ااميه بعض الناس‪ :‬الطي(‪ ،)418‬وهي كراهة تنزيه(‪ ،)419‬فإن واص اال‬
‫إىل السا ا ا ااحر‪ ،‬جاز من غري كراهة(‪ )420‬وإن كان تعجيل الفطر أفضا ا ا اال(‪ ،)421‬فإن أكل أو‬
‫شرب ما يرويه وإن قل‪ ،‬خرج عن حكم النهي‪.‬‬
‫حمرما من األقوال واألعمال يف غري زمن الصا ا ااوم‪ ،‬فهو يف زمن الصا ا ااوم‬
‫مكروها أو ً‬
‫ً‬ ‫وما كان‬
‫أشا ا ااد حترميًا وكراهة‪ ،‬وهذا يف شا ا ااهر رمضا ا ااان أعظم (‪ ،)422‬فيجب على الصا ا ااائم أن حيفظ‬
‫صااومه من قول الزور والعمل به(‪ ،)423‬وجيتنب الغيبة والرفث وااهل وغري ذلك من خطااي‬

‫اصــــل‪ ،‬ظْا ْل‪ :‬اِنِي أْبِيت‬ ‫صــــا ْل‪ْ ،‬م َّرتْي ُِن ظِي ْل‪ :‬اِنَّ ْك ت ْو ِ‬ ‫ع ِن النَّبِي ِ ‪ ‬ظْا ْل «اِيَّاك ُم ْو ُال ِو ْ‬ ‫(‪ْ )418‬‬
‫ين‪ ،‬فْا ُكلْفوا ِمنْ ُال ْع ْم ِل ْما ت ِطيقونْ » متفق عليه‪ ،‬ظال شـــيخ اإلســـالم‬ ‫ط ِعمنِي ْربِي ْويْ ُســـ ِق ِ‬ ‫ي ُ‬
‫"وتفسيره في أظهر الوجهين‪ :‬أن هللا يىذيه بما يىنيه عن األكل والشرب المعتاد من العلم‬
‫واإليمـان‪ ،‬لقولـه «أظـل عنـد ربي» وذاك انمـا يكون بـالنهـار‪ ،‬ولو أكـل األكـل المعتـاد‬
‫ً‬
‫مواصال"‪.‬‬ ‫بالنهار ألفطر‪ ،‬وألنه بين أنه يواصل‪ ،‬ولو كان يأكل لم يكن‬
‫اس‪ ،‬فْبْلْ ْغ‬ ‫ْاس ِمنْ النَّ ِ‬
‫اصـ ْل أن ٌ‬ ‫الشـ ُه ِر‪ْ ،‬و ْو ْ‬ ‫آخ ْر َّ‬ ‫اصـ ْل النَّ ِبي ‪ِ ‬‬ ‫«و ْ‬ ‫ع ُن أْن ٍْس ‪ ‬ظْا ْل ْ‬ ‫(‪ْ )419‬‬
‫اال يْ ْدع ُالمت ْ ْع ِمقونْ ت ْ ْعمقْه ُم‪ ،‬اِنِي لْ ُســت‬ ‫اصــ ُلت ِو ْ‬
‫صــ ً‬ ‫الشــ ُهر‪ ،‬لْ ْو ْ‬ ‫ي َّ‬ ‫ي ‪ ‬فْقْا ْل‪ :‬لْ ُو م َّد بِ ْ‬ ‫النَّبِ َّ‬
‫معلال الكراهة‬ ‫ً‬ ‫ين» متفق عليه‪ ،‬يقول شــيخ اإلســالم‬ ‫ط ِعمنِي ْربِي ْويْ ُســ ِق ِ‬ ‫ظل ي ُ‬ ‫ِمثُلْك ُم‪ ،‬اِنِي أ ْ ْ‬
‫دون التحريم "ألن أصــحاب رســول هللا واصــلوا بعد نهيهم‪ ،‬ولو فهموا منه التحريم لما‬
‫استجازوا أن يعصوا هللا ورسوله‪ ،‬بل فهموا أنه نهى رحمة ورفقًا بهم‪ ،‬فظنوا أن بهم ظوة‬
‫على الوصـال‪ ،‬وأنهم ال حاجة بهم الى الفطر‪ ،‬فىضـب ‪ ‬من هذا الظن المخط ‪ ،‬وألنه‬
‫مجرد ترك األكل بىير نية الصـوم على وجه ال يخاا معه التلا وال ترك واجب‪ ،‬ومثل‬
‫هذا ال يكون محر ًما"‪.‬‬
‫صـلوا فْأْيك ُم أ ْ ْرا ْد‬ ‫"ال ت ْوا ِ‬ ‫سـ ِم ْث ْرسـو ْل هللاِ ‪ ‬يْقول ْ‬ ‫سـ ِعي ٍد ُالخ ُد ِري ِ ‪ ،‬أْنَّه ْ‬ ‫ع ُن أْبِي ْ‬ ‫(‪ْ )420‬‬
‫اص ـل‪ ،‬ظْا ْل "اِنِي لْ ُس ـت ْك ْه ُيئْتِك ُم‪ ،‬اِنِي‬ ‫الس ـ ْح ِر" فْقْالوا‪ :‬اِنَّ ْك ت ْو ِ‬ ‫اص ـ ُل ْحتَّى َّ‬ ‫اص ـ ْل فْ ُلي ْو ِ‬ ‫أ ْ ُن ي ْو ِ‬
‫سا ٍ يْ ُس ِقينِي" رواه أحمد والبخاري‪.‬‬ ‫ط ِعمنِي‪ْ ،‬و ْ‬ ‫ط ِع ٌم ي ُ‬‫أْبِيت ِلي م ُ‬
‫(‪ )421‬لما ذكرنا في ‪.400‬‬
‫(‪ )422‬لحرمة الشهر‪.‬‬
‫ّلِل ْحـا ْجـةٌ فِي أ ْ ُن‬
‫ُس ِ ِ‬‫ور ْو ُال ْع ْمـ ْل ِبـ ِه‪ ،‬فْلْي ْ‬
‫ع ظْ ُو ْل الز ِ‬ ‫(‪ْ )423‬ظـا ْل ْرســــول هللاِ ‪ْ « ‬م ُن لْ ُم ْيـ ْد ُ‬
‫ط ْعا ْمه ْوش ْْرابْه» رواه البخاري‪.‬‬ ‫ع ْ‬ ‫يْ ْد ْ‬
‫‪92‬‬
‫اللسا ا ا ا ا ااان(‪ ،)424‬وال تفطر الغيبة والكذب والنميمة الصا ا ا ا ا ااائم(‪ ،)425‬وينبغي له أن يرتك من‬
‫املباح ما ال يعنيه من األلفاظ(‪.)426‬‬
‫وتص اافد الش ااياطني يف رمض ااان(‪ ،)427‬فض ااعفت قوهتم وعملهم بتص اافيدهم فلم يس ااتطيعوا أن‬
‫يفعلوا فيه ما كانوا يفعلونه يف غريه(‪ ،)428‬واملصا ا اافد من الشا ا ااياطني قد يؤذي لكن هذا أقل‬
‫وأض ااعف مما يكون يف غري رمض ااان‪ ،‬وهو بس ااب كمال الص ااوم ونقص ااه؛ فمن كان ص ااومه‬
‫دفعا ال يدفعه دفع الصوم الناقص‪.‬‬
‫كامال دفع الشيطان ً‬
‫ً‬

‫ام‪ ،‬فْإِنَّه ِلي ْوأْنْا أْج ُِزي‬ ‫الصـيْ ْ‬ ‫ع ْم ِل اب ُِن آ ْد ْم لْه ِا َّال ِ‬ ‫(‪ )424‬ظْا ْل ْرسـول هللاِ ‪ :‬ظْا ْل هللا «كل ْ‬
‫سـابَّه أ ْ ْح ٌد أ ْ ُو‬‫صـخْبُ ‪ ،‬فْإِ ُن ْ‬ ‫ث ْو ْال يْ ُ‬ ‫صـ ُو ِم أ ْ ْحدِك ُم فْ ْال يْ ُرف ُ‬‫الصـيْام جنَّةٌ‪ْ ،‬واِذْا ْكانْ يْ ُوم ْ‬ ‫بِ ِه‪ْ ،‬و ِ‬
‫طيْب ِع ُن ْد هللاِ‬ ‫الصــائِ ِم أ ْ ُ‬
‫َّ‬ ‫صــائِ ٌم‪ْ ،‬والَّذِي نْ ُفس م ْح َّم ٍد بِيْ ِد ِه‪ ،‬لْخلوا فْ ِم‬ ‫ظْاتْلْه فْ ُليْق ُل‪ِ :‬انِي ُامر ٌ ْ‬
‫صـ ُو ِم ِه»‬ ‫ي ْربَّه فْ ِر ْح ِب ْ‬ ‫ط ْر فْ ِر ْح‪ْ ،‬و ِاذْا لْ ِق ْ‬ ‫ْان يْ ُف ْرحه ْما‪ِ :‬اذْا أ ْ ُف ْ‬
‫لصـائِ ِم فْ ُر ْحت ِ‬‫يح ُال ِمسـُ ِك‪ِ ،‬ل َّ‬ ‫ِم ُن ِر ِ‬
‫متفق عليه‪.‬‬
‫(‪ ) 425‬يقول شـيخ اإلسـالم "والكذب والىيبة والنميمة اذا وجدت من الصـائم فمذهب األئمة‬
‫أنه ال يفطر‪ ،‬ومعناه أنه ال يعاظب على الفطر كما يعاظب من أكل أو شـــرب‪ ،‬والنبي ‪‬‬
‫حيث ذكر «رب صــائم حظه من الصــوم الجوع والعط » لما حصــل من اإلثم المقاوم‬
‫أيضــا ال تنازع فيه بين األئمة ومن ظال‪ :‬انها تفطر بمعنى أنه لم يحصــل‬ ‫ً‬ ‫للصــوم‪ ،‬وهذا‬
‫مقصــود الصــوم‪ ،‬أو أنها ظد تذهب بأجر الصــوم‪ ،‬فقوله يوافق ظول األئمة‪ ،‬ومن ظال انها‬
‫تفطر بمعنى أنه يعاظب على ترك الصيام فهذا مخالا لقول األئمة" االختيارات للبعلي‪.‬‬
‫ط ِلي ٌق‬ ‫ت» ْو ْكانْ ْ‬ ‫ظ ْما ا ُست ْ ْ‬
‫ط ُع ْ‬ ‫ت فْت ْ ْحفَّ ُ‬
‫ق ب ُِن ظْي ٍُس ظْا ْل‪ :‬ظْا ْل أْبو ذْ ٍر « ِاذْا ص ُم ْ‬ ‫(‪ )426‬عن ْ‬
‫ط ِلي ِ‬
‫ص ْالةٍ" رواه ابن أبي شيبة‪ ،‬وصحح سنده‪.‬‬ ‫ص ُو ِم ِه ْد ْخ ْل فْلْ ُم يْ ُخرجُ ِا َّال ِل ْ‬‫ِاذْا ْكانْ يْ ُوم ْ‬
‫ار‪،‬‬ ‫ت أْب ُْواب النَّ ِ‬ ‫ت أْب ُْواب ُال ْجنَّ ِة‪ْ ،‬وغ ِلقْ ُ‬ ‫ضان فتِ ْح ُ‬ ‫(‪ )427‬ظْا ْل ْرسول هللاِ ‪ِ « ‬اذْا ْجا ْء ْر ْم ْ‬
‫اطين"‪.‬‬ ‫شيْ ِ‬ ‫ت ال َّ‬ ‫"وس ُل ِسلْ ِ‬ ‫اطين» رواه أحمد ومسلم‪ ،‬وفي البخاري ْ‬ ‫شيْ ِ‬ ‫ت ال َّ‬‫ْوص ِف ْد ِ‬
‫(‪ )428‬يقول شيخ اإلسالم "ولم يقل انهم ظتلوا وال ماتوا بل ظال (صفدت)"‬
‫‪93‬‬
‫ابب صيام التطوع‬
‫يوما(‪ ،)429‬وأفضا اال الصا اايام بعد‬
‫يوما ويفطر ً‬
‫أفضا اال الصا اايام صا اايام داود ‪ ،‬كان يصا ااوم ً‬
‫احدا‪ ،‬واألوىل‬
‫اهرا و ً‬
‫ً‬ ‫ا‬ ‫ش‬ ‫اوم‬
‫ا‬ ‫ص‬ ‫ي‬ ‫ملن‬ ‫ايام‬
‫ا‬ ‫ص‬ ‫ال‬ ‫ال‬
‫ا‬ ‫ض‬ ‫أف‬ ‫وهذا‬ ‫‪،‬‬ ‫ش ااهر رمض ااان‪ :‬ش ااهر هللا احملرم(‪)430‬‬

‫دائما يف كل وقت(‪ ،)431‬ويسا ااتحب الصا ااوم يف األشا ااهر‬


‫اوما ً‬
‫أفضا اال الصا اايام ملن يصا ااوم صا ا ً‬
‫احلرم(‪ ،)432‬ويكره إفراد رجب ابلصا ااوم‪ ،‬فإذا صا ااام قبله أو بعده مل يكره(‪ ،)433‬وما من أايم‬
‫العمل الصا اااحل فيهن أحب إىل هللا ‪ ‬من عشا اار ذي احلجة؛ فيسا ااتحب صا ااوم تسا ااع ذي‬

‫صـيْام ْداو ْد ْكانْ يْصـوم يْ ُو ًما ْوي ُف ِطر‬ ‫الصـيْ ِام ِالْى ِ‬
‫هللا ِ‬ ‫(‪ )429‬ظْا ْل ْرسـول هللاِ ‪« ‬أ ْ ْحب ِ‬
‫سـه»‬ ‫ا اللَّ ُي ِل ْويْقوم ثلثْه ْويْنْام سـد ْ‬ ‫صـ ْ‬‫صـ ْالة ْداو ْد ْكانْ يْنْام نِ ُ‬ ‫صـ ْالةِ ِالْى هللاِ ْ‬ ‫يْ ُو ًما‪ْ ،‬وأ ْ ْحب ال َّ‬
‫متفق عليه‪.‬‬
‫ض ـل‬ ‫ش ـ ُهر هللاِ ُالم ْح َّرم‪ْ ،‬وأ ْ ُف ْ‬ ‫ض ـانْ ‪ْ ،‬‬ ‫الص ـيْ ِام‪ ،‬بْ ُع ْد ْر ْم ْ‬‫ض ـل ِ‬ ‫(‪ )430‬ظْا ْل ْرس ـول هللاِ ‪« ‬أ ْ ُف ْ‬
‫ص ْالة اللَّ ُي ِل» رواه أحمد ومسلم‪.‬‬ ‫ض ِة‪ْ ،‬‬ ‫ص ْالةِ‪ ،‬بْ ُع ْد ُالفْ ِري ْ‬ ‫ال َّ‬
‫طا في شـــرح العمدة عند هذا الكالم‪،‬‬ ‫(‪ )431‬جم ًعا بين األدلة‪ ،‬جدير بالذكر أن هناك ســـق ً‬
‫ويحتمل أنه ذكر آراء أخرى‪ ،‬لكن المذكور أشبه بطريقته في جمث األدلة‪.‬‬
‫طلْقْ فْأْت ْاه‬ ‫ع ِم ْها ‪ ،‬أْنَّه أْت ْى ْرسو ْل َّ ِ ‪ ،‬ث َّم ا ُن ْ‬ ‫ع ُن م ِجيبْةْ ُالبْا ِه ِليَّ ِة‪ْ ،‬‬
‫ع ُن أ ْ ِبي ْها أ ْ ُو ْ‬ ‫(‪ْ )432‬‬
‫ت؟»‬ ‫«و ْم ُن أ ْ ُن ْ‬
‫ت ْحاله ْو ْه ُيئْته‪ ،‬فْقْا ْل‪ :‬يْا ْرس ـو ْل َّ ِ‪ ،‬أ ْ ْما ت ْ ُع ِرفنِي‪ ،‬ظْا ْل ْ‬ ‫س ـنْةٍ‪ْ ،‬وظْ ُد ت ْ ْىي َّْر ُ‬
‫بْ ُع ْد ْ‬
‫ســــنْ ُال ْه ُيئ ْـ ِة؟»‪،‬‬ ‫ت ْح ْ‬ ‫غي َّْر ْك‪ْ ،‬و ْظـ ُد ك ُنـ ْ‬ ‫ام ُاأل ْ َّو ِل‪ْ ،‬ظـا ْل «فْ ْمـا ْ‬‫عـ ْ‬ ‫ْظـا ْل‪ :‬أْنـْا ُال ْبـا ِه ِلي‪ ،‬الَّـذِي ِجئُتـ ْك ْ‬
‫سـ ـ ْك‪ ،‬ث َّم ظْا ْل‬ ‫ُت نْ ُف ْ‬ ‫عذَّب ْ‬ ‫ار ُظت ْك‪ ،‬فْقْا ْل ْرسـ ـول َّ ِ ‪ِ ‬ل ْم ْ‬ ‫ط ْعا ًما ِا َّال ِبلْ ُي ٍل م ُنذ فْ ْ‬ ‫ظْا ْل‪ْ :‬ما أ ْ ْك ُلت ْ‬
‫شـ ُه ٍر»‪ ،‬ظْا ْل‪ِ :‬ز ُدنِي فْإِ َّن بِي ظ َّوةً‪ ،‬ظْا ْل «صـ ُم يْ ُو ْمي ُِن»‪،‬‬ ‫صـب ُِر‪ْ ،‬ويْ ُو ًما ِم ُن ك ِل ْ‬ ‫ش ُه ْر ال َّ‬ ‫«صـ ُم ـْ‬
‫ظْا ْل‪ِ :‬ز ُدنِي‪ ،‬ظْا ْل «صــ ُم ث ْ ْالثْةْ أْي ٍَّام»‪ ،‬ظْا ْل‪ِ :‬ز ُدنِي‪ ،‬ظْا ْل‪ :‬صــ ُم ِمنْ الحر ِم ْواتُر ُك‪ ،‬صــ ُم ِمنْ‬
‫سـلْ ْها" رواه‬ ‫ضـ َّم ْها ث َّم أ ْ ُر ْ‬ ‫الحر ِم ْواتُر ُك‪ ،‬صـ ُم ِمنْ الحر ِم ْواتُر ُك"‪ْ ،‬وظْا ْل‪ِ :‬بأ ْ ْ‬
‫صـا ِب ِع ِه الث َّ ْالث ْ ِة فْ ْ‬
‫مجيُبة الباهلية‪ ،‬وال يمنث االحتجاج عندنا على تفصــيل‬ ‫أبو داود وضــعفه األلباني لجهالة ِ‬
‫بيناه في المقدمة‪.‬‬
‫ب ك ِل ِه ِلئ ْ َّال يت َّ ْخذْ ِعيدًا» رواه‬ ‫صـيْ ِام ْر ْج ٍ‬ ‫ع ُن ِ‬ ‫َّاس يْ ُن ْهى ْ‬‫عب ٍ‬ ‫طاءٍ ظْا ْل « ْكانْ ابُن ْ‬ ‫ع ْ‬ ‫ع ُن ْ‬ ‫(‪ْ )433‬‬
‫عبد الرزا في مصنفه وصححه ابن حجر وغيره‪.‬‬
‫‪94‬‬
‫احلجة(‪ ،)434‬وآكدها يوم الرتوية وعرفة‪ ،‬وإتباع رمض ااان بس اات من ش اوال مس ااتحب(‪)435‬؛‬
‫اهرا بعشارة أشاهر‪ ،‬وساواء صاامها عقيب الفطر أو فصال بينهما‪،‬‬
‫ألن ساتة أايم بشاهرين‪ ،‬وش ً‬

‫ت « ْكانْ ْرســـول‬ ‫ض‪ ،‬أ ْ ُز ْو ِ‬


‫اج ال َّن ِبي ِ ‪ْ ‬ظا ْل ُ‬ ‫ع ِن ُام ْرأ ْ ِت ِه‪ْ ،‬‬
‫ع ُن ْب ُع ِ‬ ‫ع ُن هنْ ُي ْدة ْ ب ُِن خْا ِلدٍ‪ْ ،‬‬
‫(‪ْ )434‬‬
‫شـ ُه ٍر‪ ،‬أ ْ َّو ْل اثُنْي ُِن ِمنْ‬
‫ورا ْء‪ْ ،‬وث ْ ْالثْةْ أْي ٍَّام ِم ُن ك ِل ْ‬
‫عاشـ ْ‬ ‫َّ ِ ‪ ‬يْصـوم تِ ـُس ْث ذِي ُال ِح َّج ِة‪ْ ،‬ويْ ُو ْم ْ‬
‫يس» رواه أبو داود وصححه األلباني‪.‬‬ ‫ش ُه ِر ْو ُالخ ِْم ْ‬
‫ال َّ‬
‫شــ َّوا ٍل‪ ،‬فْذْ ِل ْك ِ‬
‫صــيْام‬ ‫ضــانْ ‪ ،‬ث َّم أْتُبْ ْعه ِســتَا ِم ُن ْ‬‫ام ْر ْم ْ‬
‫صــ ْ‬ ‫(‪ )435‬ظْا ْل ْرســول هللاِ ‪ْ " ‬م ُن ْ‬
‫ال َّد ُه ِر" رواه أحمد ومســلم‪ ،‬يقول شــيخ اإلســالم "وظول النبي ‪« ‬فذلك صــيام الدهر»‪،‬‬
‫و«كان كصـيام الدهر» هو مثل ظوله لعبد هللا بن عمرو «صـم من الشـهر ثالثة أيام‪ ،‬فإن‬
‫الحسـنة بعشـر أمثالها‪ ،‬وذلك مثل صـيام الدهر» وكذلك ظوله في حديث أبي ظتادة «ثالثة‬
‫أيام من كل شــهر‪ ،‬ورمضــان الى رمضــان‪ ،‬فهذا صــيام الدهر كله»‪ ،‬وذلك أن صــيام‬
‫الدهر هو اسـتىرا العمر بالعبادة‪ ،‬وذلك عمل صـالح‪ ،‬لكن لما فيه من صـوم أيام النهي‬
‫والضعا عن ما هو أهم منه‪ ،‬كره"‪.‬‬
‫‪95‬‬
‫ضاا(‪،)438‬‬
‫وساواء بعها أو فرقها ‪ ،‬وصااوم عاشااوراء كفارة ساانة ‪ ،‬وكان صااومه مفرو ً‬
‫(‪)437‬‬ ‫(‪)436‬‬

‫مث نس ا ااخ(‪ )439‬وأص ا اابح مس ا ااتحبًا(‪ ،)440‬وعاش ا ااوراء هو اليوم العاش ا اار من احملرم‪ ،‬والس ا اانة ملن‬

‫(‪ )436‬يقول شـيخ اإلسـالم "ألن النبي ‪ ‬ظال «وأتبعه بسـت من شـوال»‪ ،‬وفي رواية‪:‬‬
‫محال لصـومها‪ ،‬ولم يخصـص بعضـه من بعض‪ ،‬ولو‬ ‫«سـتًا من شـوال»‪ ،‬فجعل شـوال كله ً‬
‫اختص ذلك ببعضـه لقال «وسـتًا من أول شـوال أو من آخر شـوال»‪ ،‬واتباعه بسـت من‬
‫شــوال يحصــل بفعلها من أوله وآخره ألنه ال بد من الفصــل بينها وبين رمضــان بيوم‬
‫الفطر‪ ،‬وهو من شوال‪ ،‬فعلم أنه لم يرد باإلتباع أن تكون متصلة برمضان‪ ،‬وألن تقديمها‬
‫أرجح من جهة كونه أظرب وأشــد اتصـ ً‬
‫ـاال‪ ،‬وتأخيرها أرجح لكونه ال يلحق برمضــان ما‬
‫ليس منه‪ ،‬أو يجعل عيد ثان كما يفعله بعض الناس‪ ،‬فاعتدال"‪.‬‬
‫ب ْرسول هللاِ ‪‬‬ ‫ْض ْ‬ ‫ُا ت ْصوم؟ فْى ِ‬ ‫ي ‪ ‬فْقْا ْل‪ْ :‬كي ْ‬ ‫ع ُن أ ْ ِبي ظْت ْا ْدة ْ ‪ْ :‬رج ٌل أْت ْى النَّ ِب َّ‬
‫(‪ْ )437‬‬
‫ض ـينْا بِاىِ ْربَا‪ْ ،‬وبِ ُ ِ‬
‫اإل ُس ـ ْال ِم دِينًا‪ْ ،‬وبِم ْح َّم ٍد نْبِيَا‪ ،‬نْعوذ‬ ‫ْض ـبْه‪ ،‬ظْا ْل‪ْ :‬ر ِ‬ ‫فْلْ َّما ْرأْى ع ْمر ‪ ،‬غ ْ‬
‫ضب ه ‪،‬‬ ‫س ْكنْ ْ‬
‫غ ْ‬ ‫ب ْرسو ِل ِه‪ ،‬فْ ْج ْع ْل ع ْمر ‪ ‬ي ْردِد ْهذْا ُال ْك ْال ْم ْحتَّى ْ‬ ‫ض ِ‬‫غ ْ‬‫ب هللاِ ْو ْ‬‫ض ِ‬
‫غ ْ‬ ‫ِباىِ ِم ُن ْ‬
‫ط ْر» ‪ -‬أ ْ ُو‬ ‫ام ْو ْال أ ْ ُف ْ‬
‫صــ ْ‬‫«ال ْ‬ ‫ُا ِب ْم ُن ْيصــوم ال َّد ُه ْر كلَّه؟ ظْا ْل ْ‬ ‫فْقْا ْل ع ْمر‪ْ :‬يا ْرســو ْل هللاِ‪ْ ،‬كي ْ‬
‫«وي ِطيق ذْ ِل ْك‬ ‫ُا ْم ُن ْيصـوم ْي ُو ْمي ُِن ْوي ُف ِطر ْي ُو ًما؟ ظْا ْل ْ‬ ‫ظْا ْل ‪« -‬لْ ُم ْيصـ ُم ْولْ ُم ي ُف ِط ُر» ظْا ْل‪ْ :‬كي ْ‬
‫ُا‬‫صــ ُوم ْداو ْد ‪ »‬ظْا ْل‪ْ :‬كي ْ‬ ‫اك ْ‬ ‫ُا ْم ُن ْيصــوم ْي ُو ًما ْوي ُف ِطر ْي ُو ًما؟ ظْا ْل «ذْ ْ‬ ‫أ ْ ْحدٌ؟» ظْا ْل‪ْ :‬كي ْ‬
‫«و ِد ُدت أْنِي ط ِو ُظت ذْ ِل ْك» ث َّم ظْا ْل ْرســ ـول هللاِ ‪‬‬ ‫ْم ُن يْصــ ـوم يْ ُو ًما ْوي ُف ِطر يْ ُو ْمي ُِن؟ ظْا ْل ْ‬
‫ع ْرفْةْ‪،‬‬ ‫صـيْام يْ ُو ِم ْ‬ ‫صـيْام ال َّد ُه ِر ك ِل ِه‪ِ ،‬‬ ‫ضـانْ ‪ ،‬فْ ْهذْا ِ‬‫ضـان ِالْى ْر ْم ْ‬ ‫ث ِم ُن ك ِل شـْ ُه ٍر‪ْ ،‬و ْر ْم ْ‬ ‫«ث ْ ْال ٌ‬
‫ورا ْء‪،‬‬ ‫عاشــ ْ‬ ‫صــيْام يْ ُو ِم ْ‬ ‫الســنْةْ الَّتِي بْ ُع ْده‪ْ ،‬و ِ‬ ‫الســنْةْ الَّتِي ظْ ُبلْه‪ْ ،‬و َّ‬ ‫علْى هللاِ أ ْ ُن ي ْك ِف ْر َّ‬ ‫أْحُ ت ِْســب ْ‬
‫سنْةْ الَّتِي ظْ ُبلْه» رواه مسلم‪.‬‬ ‫علْى هللاِ أ ْ ُن ي ْك ِف ْر ال َّ‬ ‫أْحُ ت ْ ِسب ْ‬
‫اس‪:‬‬ ‫ع ‪ ‬ظْا ْل «أ ْ ْم ْر النَّ ِبي ‪ْ ‬رج ًال ِم ُن أ ْ ُسـلْ ْم‪ :‬أ ْ ُن أْذ ُِن فِي النَّ ِ‬ ‫سـلْ ْمةْ ب ُِن ا ُأل ْ ُك ْو ِ‬
‫ع ُن ْ‬‫(‪ْ )438‬‬
‫ورا ْء»‬ ‫عاشــ ْ‬ ‫أ ْ َّن ْم ُن ْكانْ أ ْ ْك ْل فْ ُليْصــ ُم بْ ِقيَّةْ يْ ُو ِم ِه‪ْ ،‬و ْم ُن لْ ُم يْك ُن أ ْ ْك ْل فْ ُليْصــ ُم‪ ،‬فْإِ َّن ُاليْ ُو ْم يْ ُوم ْ‬
‫خصـوصـا في الصـوم فإنه لم‬ ‫ً‬ ‫متفق عليه‪ ،‬يقول شـيخ اإلسـالم "واألمر يقتضـي اإليجاب‬
‫يكن يأمر بصــــيام التطوع‪ ،‬وانما يرغب فيه ويحض عليه‪ ،‬ثم أذانه بذلك في الناس أذانًا‬
‫عا ًما وأمره لآلكل بصوم بقية يومه توكيد ومبالىة ال يكون مثله لصوم مستحب"‪.‬‬
‫ورا ْء فْقْا ْل‪ :‬يْا أْبْا ْ‬
‫ع ُب ِد‬ ‫عاشـ ْ‬ ‫علْى اب ُِن ْم ُسـعو ٍد ْوه ْو يْأُكل يْ ُو ْم ْ‬ ‫(‪ْ )439‬د ْخ ْل ُاأل ْ ُشـ ْعث بُن ظْي ٍُس ْ‬
‫ض ـان‪ ،‬فْلْ َّما نْزْ ْل‬ ‫صــام ظْ ُب ْل أ ْ ُن يْ ُن ِز ْل ْر ْم ْ‬
‫ورا ْء فْقْا ْل «ظْ ُد ْكانْ ي ْ‬ ‫عاش ـ ْ‬ ‫الرحُ ْم ِن‪ِ ،‬ا َّن ُاليْ ُو ْم يْ ُوم ْ‬‫َّ‬
‫اط ْع ُم» متفق عليه‪.‬‬ ‫ت م ُف ِط ًرا فْ ُ‬ ‫ضان‪ ،‬ت ِر ْك‪ ،‬فْإِ ُن ك ُن ْ‬ ‫ْر ْم ْ‬
‫‪96‬‬
‫ام‬
‫ع ْ‬ ‫ورا ْء ْ‬
‫عاش ْ‬ ‫س ِم ْث م ْعا ِويْةْ بُنْ أ ْ ِبي س ُفيْانْ ‪ ‬يْ ُو ْم ْ‬ ‫الرحُ ْم ِن أْنَّه « ْ‬ ‫ع ُن ح ْم ُي ِد ب ُِن ْ‬
‫ع ُب ِد َّ‬ ‫(‪ْ )440‬‬
‫س ـ ِم ُعت ْرســو ْل هللاِ ‪ ‬يْقول‪ْ :‬هذْا‬ ‫علْى ُال ِم ُنبْ ِر يْقول‪ :‬يْا أ ْ ُه ْل ُال ْمدِينْ ِة‪ ،‬أْيُنْ علْ ْما ك ُم‪ْ ،‬‬‫ْح ََّ‪ْ ،‬‬
‫صـائِ ٌم‪ ،‬فْ ْم ُن شـْا ْء فْ ُليْصـ ُم ْو ْم ُن شـْا ْء فْ ُلي ُف ِط ُر»‬
‫صـيْامه‪ْ ،‬وأْنْا ْ‬‫علْيُك ُم ِ‬ ‫عاشـو ْرا ْء‪ْ ،‬ولْ ُم ي ُكتْبُ ْ‬ ‫يْ ُوم ْ‬
‫متفق عليه‪ ،‬يقول شــيخ اإلســالم "ومعاوية لم ير النبي ‪ ‬بعد الهجرة يوم عاشــوراء اال‬
‫وهو مســـــلم ألنه ظبـل ذلك كان بمكـة‪ ،‬والنبي ‪ ‬بالمـدينـة‪ ،‬وانمـا أســـــلم بعـد الفتح‪ ،‬وظد‬
‫فرض رمضان ظبل ذلك بست سنين"‪.‬‬
‫‪97‬‬
‫منفردا(‪ ،)442‬وصا اايام يوم‬
‫صا ااامه أن يصا ااوم سا ااوعاء معه ‪ ،‬ويكره أن يصا ااام عاشا ااوراء ً‬
‫(‪)441‬‬

‫عرفة كفارة سانتني(‪ ،)443‬وال يساتحب صاومه ملن بعرفة(‪ ،)444‬ومن صاامه كره له(‪)445‬؛ ألنه‬

‫ام ِه ظْالوا‪:‬‬ ‫صـ ْي ِ‬ ‫ورا ْء ْوأ ْ ْم ْر ِب ِ‬


‫عاشـ ْ‬ ‫ام ْرسـول هللاِ ‪ْ ‬ي ُو ْم ْ‬ ‫صـ ْ‬‫َّاس ‪ِ :‬حينْ ْ‬ ‫عب ٍ‬ ‫(‪ )441‬ظال ابُن ْ‬
‫ارى فْقْا ْل ْرســـول هللاِ ‪« ‬فْإِذْا ْكانْ ُال ْعام‬ ‫صـــ ْ‬ ‫يْا ْرســـو ْل هللاِ ِانَّه يْ ُو ٌم ت ْع ِظمه ُاليْهود ْوالنَّ ْ‬
‫ي ْرسـول هللاِ‬ ‫ت ُال ْعام ُالم ُقبِل‪ْ ،‬حتَّى توفِ ْ‬ ‫اسـ ْث» ظْا ْل‪ :‬فْلْ ُم يْأ ُ ِ‬‫ش ا ْء هللا صـ ُمنْا ُاليْ ُو ْم الت َّ ِ‬ ‫ُالم ُقبِل اِ ُن ـْ‬
‫‪ ، ‬رواه مســـلم وأحمد‪ ،‬ظال شـــيخ اإلســـالم "لما كان آخر عمره ‪ ‬وبلىه أن اليهود‬
‫يتخذونه عيدا ظال {لئن عشـت الى ظابل ألصـومن التاسـث} ليخالا اليهود وال يشـابههم في‬
‫اتخاذه عيدًا ‪ ...‬ألن هذا آخر أمر النبي ‪ ‬لقوله {لئن عشـت الى ظابل ألصـومن التاسـث‬
‫مفســرا في بعض طر الحديث‪ ،‬فهذا الذي ســنه رســول هللا‬ ‫ً‬ ‫مث العاشــر} كما جاء ذلك‬
‫‪."‬‬
‫(‪ )442‬للحديث السـابق‪ ،‬ويقول شـيخ اإلسـالم في شـرح العمدة "واألشـبه بكالمه [أي اإلمام‬
‫أحمــد] أنــه يكره وألنــه افراد يوم يعظمــه غير أهــل اإلســـــالم‪ ،‬فكره كــإفراد النيروز‬
‫والمهرجان‪ ،‬وألن التشــبه بأهل الكتاب مكروه‪ ،‬وظطث التشــبه بهم مشــروع ما وجد الى‬
‫ذلك ســبيل‪ ،‬فإذا صــيم وحده كان فيه تشــبه بأهل الكتاب"‪ ،‬ويقول في اظتضــاء الصــراط‬
‫المســتقيم "ومقتضــى كالم أحمد‪ :‬أنه يكره االظتصــار على العاشــر ألنه ســئل عنه فأفتى‬
‫بصــوم اليومين‪ ،‬وأمر بذلك‪ ،‬وجعل هذا هو الســنة لمن أراد صــوم عاشــوراء واتبث في‬
‫ذلك حديث ابن عباس‪ ،‬وابن عباس كان يكره افراد العاشـــر على ما هو مشــهور عنه"‪،‬‬
‫لكن يقول ابن مفلح "وال يكره افراد العاشــر بالصــوم‪ ،‬وظد أمر أحمد بصــومهما‪ ،‬ووافق‬
‫شــيخنا المذهب أنه ال يكره‪ ،‬وظال‪ :‬مقتضــى كالم أحمد يكره" ‪ ،91/5‬ويظهر من النقلين‬
‫في األعلى أنه يرجح الكراهة ويختارها‪ ،‬ولم أر في م لفاته ما يشـــير الى عدم الكراهة‪،‬‬
‫بل الكراهة أوفق ألصوله في مسائل التشبه‪.‬‬
‫السـنْةْ الَّتِي‬
‫السـنْةْ الَّتِي ظْ ُبلْه‪ْ ،‬و َّ‬ ‫علْى هللاِ أ ْ ُن ي ْك ِف ْر َّ‬ ‫ع ْرفْةْ‪ ،‬أ ْ ُحت ِْسـب ْ‬ ‫"صـيْام يْ ُو ِم ْ‬ ‫(‪ )443‬لحديث ِ‬
‫ْب ُع ْده" الذي في ‪.437‬‬
‫ت ِالْ ُي ِه‬
‫ســلْ ُ‬ ‫ع ْرفْةْ‪ ،‬فْأ ْ ُر ْ‬ ‫صــ ْي ِام النَّ ِبي ِ ‪ْ ‬ي ُو ْم ْ‬ ‫شــكوا فِي ِ‬ ‫اس ْ‬ ‫ع ُن ْميُمونْةْ ‪« ‬أ ْ َّن النَّ ْ‬ ‫(‪ْ )444‬‬
‫ب ِم ُنه ْوالنَّاس يْ ُنظرونْ » رواه البخاري ومسلم‪.‬‬ ‫ا‪ ،‬فْش ِْر ْ‬ ‫ا فِي ُال ْم ُوظِ ِ‬ ‫ب‪ْ ،‬وه ْو ْواظِ ٌ‬ ‫ِب ِح ْال ٍ‬
‫ع ْرفْةْ‪،‬‬ ‫صــ ُو ِم ْي ُو ِم ْ‬‫ع ُن ْ‬ ‫ســأ ْ ُلته ْ‬‫علْى أ ْ ِبي ه ْري ُْرة ْ فِي ْب ُيتِ ِه‪ ،‬فْ ْ‬ ‫ع ُن ِع ُك ِر ْمةْ‪ ،‬ظْا ْل ْدخ ُْلت ْ‬ ‫(‪ْ )445‬‬
‫ع ْرفْةْ ِب ْع ْرفْاتٍ» رواه أحمد‬ ‫ع ُن ْ‬
‫ص ُو ِم ْي ُو ِم ْ‬ ‫ت فْقْا ْل أْبو ه ْري ُْرة ْ «نْ ْهى ْرسـول َّ ِ ‪ْ ‬‬ ‫ِب ْع ْرفْا ٍ‬
‫وابن ماجه وضــعفه األلباني وغيره لجهالة راو وال يمنث االحتجاج عندنا‪ ،‬وصــححه ابن‬
‫‪98‬‬
‫يوم عيد(‪ ،)446‬يسا ا ااتحب صا ا اايام ثالثة أايم من كل شا ا ااهر؛ فإهنا تعدل صا ا ااوم الدهر(‪،)447‬‬
‫ويسااتحب أن يكون يوم االثنني واخلميس‪ ،‬وأفضاال ذلك أن يكون من أوسااطه(‪ ،)448‬وهي‬

‫خزيمة‪ ،‬وظال شـيخ اإلسـالم "فقد احتَ به أحمد‪ ،‬ألن الصـوم يضـعفه عن الدعاء والذكر‬
‫الذي هو مقصود التعريا‪ ،‬وألن الحاج مسافر ظد رخص له في القصر والجمث"‪.‬‬
‫ق‪ِ ،‬عيدنْا أ ْ ُه ْل ُ ِ‬
‫اإل ُســ ْال ِم‪،‬‬ ‫ع ْرفْةْ ْويْ ُوم النَّح ُِر ْوأْيَّام الت َّ ُشــ ِري ِ‬ ‫(‪ )446‬ظْا ْل ْرســول هللاِ ‪" ‬يْ ُوم ْ‬
‫ب" رواه أحمد والترمذي وظال حسن صحيح وصححه األلباني‪.‬‬ ‫ْوه َّن أْيَّام أ ْ ُك ٍل ْوش ُر ٍ‬
‫ع ُم ٍرو ‪ ‬ظْا ْل «أ ُخبِ ْر ْرسـ ـول هللاِ ‪ ‬أْنِي أْظول‪ْ :‬وهللاِ ْألْصـ ـو ْم َّن‬ ‫ع ُب ْد هللاِ بُنْ ْ‬ ‫(‪ )447‬عن ْ‬
‫ت الَّذِي ت ْقول‪ْ :‬وهللاِ ْألْص ـو ْم َّن‬ ‫ار ْو ْألْظو ْم َّن اللَّ ُي ْل ْما ِع ُش ـت‪ ،‬فْقْا ْل لْه ْرس ـول هللاِ ‪ ‬أ ْ ُن ْ‬ ‫النَّ ْه ْ‬
‫ار ْو ْألْظو ْم َّن اللَّ ُي ْل ْما ِع ُشـت‪ ،‬ظ ُلت‪ :‬ظْ ُد ظ ُلته‪ ،‬ظْا ْل ِانَّ ْك ْال ت ُْسـت ِْطيث ذْ ِل ْك فْصـ ُم ْوأ ْ ُف ِط ُر ْوظ ُم‬ ‫النَّ ْه ْ‬
‫صـيْ ِام ال َّد ُه ِر‪ ،‬فْق ُلت‪:‬‬ ‫الشـ ُه ِر ث ْ ْالثْةْ أْي ٍَّام فْإِ َّن ُال ْح ْ‬
‫سـنْةْ بِ ْع ُشـ ِر أ ْ ُمثْا ِل ْها ْوذْ ِل ْك ِمثُل ِ‬ ‫ْونْ ُم ْوصـ ُم ِمنْ َّ‬
‫ض ـ ْل ِم ُن ذْ ِل ْك يْا ْرس ـو ْل هللاِ‪ ،‬ظْا ْل‪ :‬فْص ـ ُم يْ ُو ًما ْوأ ْ ُف ِط ُر يْ ُو ْمي ُِن‪ ،‬ظْا ْل‪ :‬ظ ُلت‪ :‬اِنِي‬ ‫اِنِي أ ِطيق أ ْ ُف ْ‬
‫ع ُدل ِ‬
‫الصـيْ ِام‪،‬‬ ‫صـيْام ْداو ْد ْوه ْو ْ‬ ‫ضـ ْل ِم ُن ذْ ِل ْك‪ ،‬ظْا ْل فْصـ ُم يْ ُو ًما ْوأ ْ ُف ِط ُر يْ ُو ًما ْوذْ ِل ْك ِ‬ ‫أ ِطيق أ ْ ُف ْ‬
‫ض ْل ِم ُن ذْ ِل ْك» متفق عليه‪.‬‬ ‫ض ْل ِم ُنه يْا ْرسو ْل هللاِ ظْا ْل‪ْ :‬ال أ ْ ُف ْ‬ ‫ظ ُلت‪ِ :‬انِي أ ِطيق أ ْ ُف ْ‬
‫شــ ُه ٍر ث ْ ْالثًا‪ ،‬فْصــ ُم‬ ‫ت ِم ُن ْ‬‫ع ُن أْبِي ذْ ٍر ‪ ‬ظْا ْل‪ :‬ظْا ْل ِلي ْرســول هللاِ ‪ِ " ‬اذْا صــ ُم ْ‬ ‫(‪ْ )448‬‬
‫ع ُشـ ْرة ْ" رواه أحمد والترمذي وحسـنه وظال األلباني‬ ‫س ْ‬ ‫ع ُشـ ْرة ْ‪ْ ،‬وخ ُْم ْ‬ ‫ع ُشـ ْرة ْ‪ْ ،‬وأ ْ ُربْ ْث ْ‬‫ث ْ‬ ‫ث ْ ْال ْ‬
‫حسن صحيح‪.‬‬
‫‪99‬‬
‫أايم البيض‪ ،‬واايد أن يقال‪ :‬أايم البيض(‪،)449‬وليس األايم البيض(‪ ،)450‬ويس ااتحب ص اايام‬
‫االثنني(‪ )451‬واخلميس(‪.)452‬‬
‫ومن نذر أن يصا ا ااوم االثنني واخلميس مث انتقل إىل صا ا ااوم يوم وفطر يوم‪ ،‬فقد انتقل إىل ما‬
‫هو أفضل‪ ،‬وذلك جائز(‪.)453‬‬

‫شـ ُه ِر ث ْ ْالثْةْ أْيَّام ُالبِيض‪:‬‬ ‫ع ُن أْبِي ذْ ٍر ‪ْ ‬ظا ْل "أ ْ ْم ْرنْا ْرسـول َّ ِ ‪ ‬أ ْ ُن نْصـ ْ‬
‫وم ِمنْ ال َّ‬ ‫(‪ْ )449‬‬
‫ع ُشـ ْرة ْ" رواه النسـائي وحسـنه األلباني‪ ،‬يقول شـيخ‬ ‫س ْ‬‫ع ُشـ ْرة ْ‪ْ ،‬وخ ُْم ْ‬ ‫ع ُشـ ْرة ْ‪ْ ،‬وأ ْ ُربْ ْث ْ‬ ‫ث ْ ْال ْ‬
‫ث ْ‬
‫اإلســالم "ألن البيض صــفة لليالي البيض‪ ،‬أي أيام الليالي البيض‪ ،‬وهذا جاء في الحديث‬
‫وكالم أكثر الفقهاء"‪.‬‬
‫(‪ )450‬عده بعض العلماء لحنًا ألن كل األيام بيض‪.‬‬
‫ص ـ ُو ِم ِه فْذْ ْك ْر‬
‫ع ُن ْ‬‫س ـأ ْ ْل ْرس ـو ْل هللاِ ‪ْ ‬‬ ‫اري ِ ‪ ‬أ ْ َّن أْع ُْرابِيَا ْ‬ ‫صـ ِ‬ ‫ع ُن أْبِي ظْت ْا ْدة ْ ُاأل ْ ُن ْ‬
‫(‪ْ )451‬‬
‫ي ِفي ِه" رواه أحمد‬ ‫علْ َّ‬
‫اك ْي ُو ٌم و ِل ُدت ِفي ِه ْوأ ُن ِز ْل ْ‬ ‫صــ ُوم ِاالثُنْي ُِن؟ ظْا ْل "ذْ ْ‬ ‫ِيث ِا َّال أْنَّه ظْا ْل‪ْ :‬‬‫ُال ْحد ْ‬
‫ومسلم‪.‬‬
‫يس‪،‬‬ ‫ع ُن أْبِي ه ْري ُْرة ْ ‪ ‬أ ْ َّن ْرســ ـو ْل هللاِ ‪ْ ‬كانْ أ ْ ُكث ْ ْر ْما يْصــ ـوم ِاالثُنْي ُِن ْو ُالخ ِْم ْ‬ ‫(‪ْ )452‬‬
‫يس ‪-‬‬ ‫يس ‪ -‬أ ْ ُو‪ :‬كـ َّل ْي ُو ِم اثُنْي ُِن ْوخ ِْم ٍ‬
‫فْ ِقيـ ْل ْلـه‪ ،‬فْ ْقـا ْل " ِا َّن ُاألْع ُْمـا ْل ت ُع ْرض كـ َّل اثُنْي ُِن ْوخ ِْم ٍ‬
‫اج ْري ُِن‪ ،‬فْ ْيقول‪ :‬أ ْ ِخ ُره ْما" رواه أحمد‬ ‫فْ ْي ُى ِفر هللا ‪ِ ‬لك ِل م ُســ ِل ٍم ‪ -‬أ ْ ُو‪ِ :‬لك ِل م ُ ِم ٍن ‪ِ -‬ا َّال ُالمت ْ ْه ِ‬
‫وصححه محققو المسند واأللباني‪.‬‬
‫(‪ ) 453‬كما لو نذر الصـــالة في المســـجد المفضـــول وصـــلى في األفضـــل مثل أن ينذر‬
‫الصـالة في المسـجد األظصـى فيصـلي في مسـجد أحد الحرمين‪ ،‬وسـتأتي المسـألة بأدلتها في‬
‫‪ 610‬ان شاء هللا‪.‬‬
‫‪100‬‬
‫والصا ا ااائم املتطوع أمري نفسا ا ااه‪ ،‬إن شا ا اااء صا ا ااام وإن شا ا اااء أفطر‪ ،‬وال قضا ا اااء عليه(‪،)454‬‬
‫يوما مكانه(‪ ،)455‬ومن س ا ااأله أبواه أو أحدمها أن يفطر‬
‫ويس ا ااتحب إن أفطر أن يقض ا ااي ً‬
‫من تطوع أفطر(‪ ،)456‬وله أجر الث وأجر الص ا ااوم‪ ،‬فإن دعاه والداه وهو يف ص ا ااالة انفلة‬

‫ْاولْ ْها‬
‫ب‪ ،‬ث َّم ن ْ‬ ‫ب‪ ،‬فْشـْ ِر ْ‬ ‫عا بِشـْ ْرا ٍ‬ ‫علْ ُي ْها‪ ،‬فْ ْد ْ‬‫ع ُن أ ِم هْانِ ٍ ‪ ،‬أ ْ َّن ْرسـو ْل هللاِ ‪ْ ‬د ْخ ْل ْ‬ ‫(‪ْ )454‬‬
‫"الصـ ـائِم‬
‫َّ‬ ‫صـ ـائِ ْمةً‪ ،‬فْقْا ْل ْرسـ ـول هللاِ ‪‬‬ ‫ت‪ْ :‬يا ْرسـ ـو ْل هللاِ‪ ،‬أ ْ ْما ِانِي ك ُنت ْ‬ ‫ت‪ ،‬فْقْالْ ُ‬ ‫فْ ْ‬
‫شـ ـ ِر ْب ُ‬
‫ط ْر" رواه أحمد والترمذي وصــححه‬ ‫شــا ْء أ ْ ُف ْ‬
‫ام‪ْ ،‬و ِا ُن ْ‬ ‫صــ ْ‬ ‫ط ِوع أ ْ ِمير نْ ُف ِســ ِه‪ِ ،‬ا ُن ْ‬
‫شــا ْء ْ‬ ‫ُالمت ْ ْ‬
‫ت‪:‬‬ ‫شـةْ أ ِم ُالم ُ ِمنِينْ ‪ ‬ظْالْ ُ‬ ‫ع ُن ْ‬
‫عائِ ْ‬ ‫األلباني‪ ،‬ورجح تصـحيحه شـيخ اإلسـالم واحتَ به‪ ،‬و ْ‬
‫ت‪ :‬فْق ُلت‪ :‬يْا ْرسـو ْل‬ ‫شـة‪ ،‬ه ُْل ِع ُن ْدك ُم شـْ ُي ٌء؟» ظْالْ ُ‬ ‫عائِ ْ‬ ‫ظْا ْل ِلي ْرسـول هللاِ ‪ ‬ذْ ْ‬
‫ات يْ ُو ٍم «يْا ْ‬
‫ت لْنْا ْه ِديَّةٌ ‪-‬‬ ‫ت‪ :‬فْخ ْْر ْج ْرســول هللاِ ‪ ‬فْأ ُه ِد ْي ُ‬ ‫صــا ِئ ٌم» ظْالْ ُ‬‫شــ ُي ٌء ظْا ْل «فْإِ ِني ْ‬ ‫هللاِ‪ْ ،‬ما ِع ُن ْدنْا ْ‬
‫ت لْنْا ْه ِديَّةٌ ‪ -‬أ ْ ُو‬ ‫ت‪ :‬فْلْ َّما ْر ْج ْث ْرسول هللاِ ‪ ‬ظ ُلت‪ :‬يْا ْرسو ْل هللاِ‪ ،‬أ ُه ِديْ ُ‬ ‫أ ْ ُو ْجا ْءنْا زْ ُو ٌر ‪ -‬ظْالْ ُ‬
‫ُس‪ْ ،‬ظـا ْل «هـْاتِيـ ِه» فْ ِجئُـت ِبـ ِه‬ ‫شــــ ُيئـًا‪ْ ،‬ظـا ْل « ْمـا ه ْو؟» ظ ُلـت‪ْ :‬حي ٌ‬ ‫ْجـا ْءنـْا زْ ُو ٌر ‪ْ -‬و ْظـ ُد ْخ ْبـأُت لْـ ْك ْ‬
‫صـائِ ًما» رواه مسـلم وأحمد‪ ،‬يقول شـيخ اإلسـالم "فهذا‬ ‫صـبْحُت ْ‬ ‫فْأ ْ ْك ْل‪ ،‬ث َّم ظْا ْل «ظْ ُد ك ُنت أ ْ ُ‬
‫نص في جواز اإلفطار بعد اجماع الصــــيام"‪ ،‬والمســــألة طويلة الباع‪ ،‬فيها روايتان في‬
‫المذهب‪ ،‬وظد أفاض فيها شـيخ اإلسـالم وأجاد واسـتقصـى في شـرح عمدة الفقه ‪ ،‬ورد‬
‫على أدلة المخالفين‪.‬‬
‫ط ُرنْا‪ ،‬ث َّم ْد ْخ ْل‬ ‫صـائِ ْمتْي ُِن فْأ ْ ُف ْ‬
‫ط ْعا ٌم‪ْ ،‬وكنَّا ْ‬ ‫صـةْ ْ‬ ‫ِي ِلي ْو ِل ْح ُف ْ‬‫ت‪ :‬أ ُهد ْ‬ ‫شـةْ ‪ ‬ظْالْ ُ‬ ‫ع ُن ْ‬
‫عائِ ْ‬ ‫(‪ْ )455‬‬
‫ط ُرنْا‪ ،‬فْقْا ْل‬ ‫اشـ ـت ْ ْه ُينْاهْا فْأ ْ ُف ْ‬‫ت لْنْا ْه ِديَّةٌ‪ ،‬فْ ُ‬ ‫ْرسـ ـول َّ ِ ‪ ،‬فْق ُلنْا لْه‪ :‬يْا ْرسـ ـو ْل َّ ِ‪ ،‬اِنَّا أ ُه ِديْ ُ‬
‫علْيُك ْما صـــو ْما ْم ْكانْه ْي ُو ًما آخ ْْر» رواه أبو داود وضـــعفه األلباني‬ ‫ْرســـول َّ ِ ‪ْ « ‬ال ْ‬
‫لجهـالـة راو وال يمنث االحتجـاج عنـدنـا على تفصــــيـل بينـاه في المقـدمـة‪ ،‬هـذا ان صـــــح‬
‫التجهيـل ‪ ،‬وفيـه كالم طويـل‪ ،‬ويقول شـــــيخ اإلســـــالم "وظولـه «ال عليكمـا» أي‪ :‬ال بـأس‬
‫عليكما‪ ،‬ولو كان الفطر حرا ًما والقضــاء واجبًا‪ ،‬لكان عليهما بأس"‪ ،‬والســتحباب اإلعادة‬
‫أدلة أخرى كثيرة ذكرها شــيخ اإلســالم تقوي ما اســتدل به هنا‪ ،‬وبها جمث بين أدلة من‬
‫يحرم الفطر ومن يبيحه‪.‬‬
‫(‪ )456‬ألن طاعة الوالدين واجبة والصوم صوم نفل‪.‬‬
‫‪101‬‬
‫أجاب أمه(‪ .)457‬ومن تلبس بصا ا ا اايام رمضا ا ا ااان‪ ،‬أو بصا ا ا ااالة يف أول وقتها‪ ،‬أو بقضا ا ا اااء‬
‫رمضااان(‪ ،)458‬أو بقضاااء الصااالة‪ ،‬أو بصااوم نذر أو كفارة‪ ،‬لزمه املضااي فيه‪ ،‬ومل يكن له‬
‫اخلروج منه إال من عذر(‪ ،)459‬خبالف املتلبس ابلص ا ا ااوم يف الس ا ا اافر(‪ ،)460‬وإذا ش ا ا اارعت‬
‫املرأة يف قضاااء رمضااان وجب عليها إمتامه ومل يكن لزوجها تفطريها(‪ ،)461‬وإن أمرها أن‬
‫تؤخر القض ا اااء قبل الش ا ااروع فيه جاز(‪ ،)462‬وس ا ااائر التطوعات من الطواف واالعتكاف‬
‫واهلدي واألض ا ااحية والص ا اادقة والعتق إذا ش ا اارع فيه فاألوىل أن يتمه‪ ،‬وإن قطعه جاز وال‬
‫قضا اااء عليه‪ ،‬وإن قضا اااه بعد قطعه فهو أحسا اان(‪[ ،)463‬إال الصا ااالة فإهنا تلزم ابلشا ااروع‬

‫ص ْالةِ فْأ ْ ِج ُب ْها‪،‬‬‫عتُ ْك أم ْك فِي ال َّ‬ ‫ع ُن م ْح َّم ِد ب ُِن ُالم ُن ْكد ِِر ظْا ْل‪ :‬ظْا ْل ْرسول َّ ِ ‪« ‬اِذْا ْد ْ‬ ‫(‪ْ )457‬‬
‫وك فْ ْال ت ِجبُه» رواه ابن أبي شــيبة‪ ،‬وهو مرســل يحتَ به عندنا‪ ،‬وظد احتَ‬ ‫اك أْب ْ‬ ‫ع ْ‬ ‫ْواِذْا ْد ْ‬
‫به اإلمام أحمد‪.‬‬
‫ع ُن‬ ‫ت ْ‬ ‫س ُ‬ ‫اط ْمة‪ ،‬فْ ْجلْ ْ‬ ‫ت فْ ِ‬ ‫ح ْم َّكةْ‪ْ ،‬جا ْء ُ‬ ‫ت‪ :‬لْ َّما ْكانْ يْ ُوم ُالفْتُ ِ‬
‫ح فْتُ ِ‬ ‫ع ُن أ ِم هْانِ ٍ ‪ ‬ظْالْ ُ‬ ‫(‪ْ )458‬‬
‫ْاولْتُه‬‫اب‪ ،‬فْن ْ‬ ‫ت ُال ْو ِلي ْدة ِبإِنْاءٍ فِي ِه ش ْْر ٌ‬ ‫ت‪ :‬فْ ْجا ْء ِ‬ ‫ار ْرسو ِل َّ ِ ‪ْ ‬وأم هْانِ ٍ ْ‬
‫ع ُن ْي ِمينِ ِه‪ ،‬ظْالْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ْي ْ‬
‫ط ُرت‪ْ ،‬وك ُنت‬ ‫ت‪ْ :‬يا ْرسو ْل َّ ِ‪ ،‬لْقْ ُد أ ْ ُف ْ‬ ‫ت ِم ُنه‪ ،‬فْقْالْ ُ‬ ‫ْاولْه أ َّم هْانِ ٍ ‪ ،‬فْش ِْر ْب ُ‬
‫ب ِم ُنه‪ ،‬ث َّم ن ْ‬ ‫فْش ِْر ْ‬
‫عا»‬ ‫طو ً‬ ‫ت‪ْ :‬ال‪ ،‬ظْا ْل «فْ ْال ْيضر ِك ِا ُن ْكانْ ت ْ ْ‬ ‫ش ُيئًا؟»‪ ،‬ظْالْ ُ‬ ‫ضينْ ْ‬ ‫صا ِئ ْمةً‪ ،‬فْقْا ْل لْ ْها «أْك ُن ِ‬
‫ت ت ْ ُق ِ‬ ‫ْ‬
‫رواه أبو داود وصححه األلباني‪.‬‬
‫(‪ )459‬يقول ابن ظدا مة "ومن دخل في واجب‪ ،‬كقضاء رمضان‪ ،‬أو نذر معين أو مطلق‪،‬‬
‫أو صيام كفارة‪ ،‬لم يجز له الخروج منه ألن المتعين وجب عليه الدخول فيه‪ ،‬وغير‬
‫المتعين تعين بدخوله فيه‪ ،‬فصار بمنزلة الفرض المتعين‪ ،‬وليس في هذا خالا بحمد‬
‫هللا" المىني ‪.412/4‬‬
‫(‪ )460‬ألن العذر المبيح للفطر ظائم‪.‬‬
‫(‪ )461‬لما ذكرنا في ‪ 458‬وفي ‪.459‬‬
‫ضـيْه ِا َّال فِي شـْ ُعبْانْ ‪ ،‬الشـ ُىل ِم ُن ْرسـو ِل هللاِ‬ ‫(‪ )462‬لحديث عائشـة ‪" ‬فْ ْما أ ْ ُسـت ِْطيث أ ْ ُن أ ْ ُظ ِ‬
‫‪ "‬الذي في ‪.246‬‬
‫ســان‬ ‫اإل ُن ْ‬ ‫َّاس ‪ْ ،‬كانْ ْال ْي ْرى ْبأ ُ ً‬
‫ســا أ ْ ُن ي ُف ِط ْر ُ ِ‬ ‫عب ٍ‬ ‫اح‪ ،‬أ ْ َّن ابُنْ ْ‬ ‫اء ب ُِن أ ْ ِبي ْر ْب ٍ‬
‫ط ِ‬‫ع ْ‬ ‫ع ُن ْ‬ ‫(‪ْ )463‬‬
‫ب أ ْ ُو‬
‫س ـ ُب ًعا ْولْ ُم ي ْوفِ ِه فْلْه ْما احُ ت ْْس ـ ْ‬
‫اا ْ‬
‫ط ْ‬‫اال‪ْ :‬رج ٌل ْ‬ ‫ض ـ ْرب ِلذْ ِل ْك أ ْ ُمث ْ ً‬ ‫ع‪ْ ،‬وي ُ‬ ‫طو ِ‬‫ص ـيْ ِام الت َّ ْ‬
‫فِي ِ‬
‫‪102‬‬
‫وجيب أن يتمها](‪ ،)464‬كذلك إذا أحرم بجة أو عمرة‪ ،‬لزمه املضا ا ااي فيها‪ ،‬وال جيوز له‬
‫أن يقصا ا ااد اخلروج منها‪ ،‬ولو نوى اخلروج منها ورفضا ا ااها‪ ،‬مل خيرج بذلك‪ ،‬ولو أفسا ا اادها‬
‫لزمه املض ااي فيها‪ ،‬وإمتام فاس ااده‪ ،‬وعليه قض اااؤها من العام املقبل إن كانت حجة(‪،)465‬‬
‫وعلى الفور إن كاانات [عمرة](‪ ،)466‬ح لو دخال فيهاا يعتقادهاا واجباة علياه بناذر أو‬

‫ب‪ ،‬رواه الشافعي في مسنده وعبد الرزا‬ ‫ص ِل أ ُخ ْرى فْلْه أْجُر ْما احُ ت ْ ْ‬
‫س ْ‬ ‫صـلَّى ْر ُك ْعةً ْولْ ُم ي ْ‬
‫ْ‬
‫سا على الصوم‪.‬‬ ‫في مصنفه‪ ،‬وظد استدل برواية أخرى مشابهة شيخ اإلسالم‪ ،‬وظيا ً‬
‫(‪ ) 464‬نقل شـيخ اإلسـالم روايتين وظهر ميله الى المثبتة فاسـتدل لها أكثر‪ ،‬ومما اسـتدل به‬
‫"ألن الصالة ذات احرام واحالل‪ ،‬فلزمت بالشروع كالحَ‪ ،‬وألن النبي ‪ ‬ظال «مفتاح‬
‫الصــــالة الطهور‪ ،‬وتحريمها التكبير‪ ،‬وتحليلها التســــليم» وهذا يعم جميث الصــــلوات‪،‬‬
‫ويقتضـــي أنه ليس له أن يتحلل منها اال بالتســـليم‪ ،‬كما ليس له أن يفتتحها اال بالطهور‪،‬‬
‫وال أن يحرم بهـا اال بـالتكبير‪ ،‬وي يـد الفر ‪ :‬أنـه لو أمره أحـد أبويـه بـالفطر في صـــــوم‬
‫التطوع أجابه‪ ،‬ولو دعاه أحدهما في صــالة التطوع‪ ،‬أجاب األم ولم يجب األب [الحديث‬
‫في ‪ ،"]457‬وهو ظـد اختـار أن األم تجـاب واألب ال يجـاب كمـا بينـا في ‪ ،457‬وهـذا ممـا‬
‫يرجح اختياره هنا‪ ،‬وكذلك ظوله "والجهاد يلزم بالشـروع‪ ،‬كما أن الكتاب يلزم بالشـروع‪،‬‬
‫كما ظال النبي ‪( ‬من ظرأ القرآن ثم نســيه لقي هللا وهو أجذم)‪ ،‬فقد ظال (من تعلم الرمي‬
‫ثم نسـيه فليس منا)‪ ،‬وفي رواية (فقد عصـى)‪ ،‬وهو في الصـحيح‪ ،‬واذا كانت الصـالة التي‬
‫يتلى فيها الكتاب يتعين وظتها بالفعل‪ ،‬فتلزم بالشــروع‪ ،‬فكذلك الجهاد ‪ ...‬فهما مشــتركان‬
‫في أن ما كان كذلك يلزم بالشـروع فيه اتمامه‪ ،‬فما كان وظته موسـ ًعا يتعين بالدخول فيه‪،‬‬
‫وما كان واجبًا على الكفاية يتعين على من باشـــره" جامث المســـائل ‪ ،316-314/6‬وان‬
‫ظهر هنا أن الكالم يحمل على الصـــالة المفروضـــة‪ ،‬لكن ذكرها بين الكتاب المســـنون‪،‬‬
‫ضا‪ ،‬بال تفصيل‪ ،‬ي كد ما ذهبنا اليه‪.‬‬ ‫والجهاد المسنون أي ً‬
‫(‪ ) 465‬يوجـد بيـاض بعـد هـذه الكلمـة في احـدى نســـــختي شـــــرح العمـدة‪ ،‬والتي يرمز لهـا‬
‫المحقق محمد عزيز شــمس ‪ ‬ب "س"‪ ،‬وظد اظترح ‪ ‬أن تكمل بكلمة "تطوع"‪ ،‬وهذا‬
‫غير مرض ألن حجة اإلســـالم وحجة التطوع‪ ،‬في حكم وجوب المضـــي في فاســـدهما‬
‫والحَ من العام القابل سـواء‪ ،‬ويوضـح األمر أكثر النقطة القادمة ان شـاء هللا‪ ،‬فالصـواب‬
‫أال يضاا شيء بعد كلمة حجة‪.‬‬
‫(‪ )466‬يوجد بياض مكان كلمة عمرة في نســختي شــرح العمدة‪ ،‬وظد اظترح محمد شــمس‬
‫‪ ‬اكمـالهـا بعبـارة "حجـة اإلســـــالم" بنـاء على ما ظاله في النقطـة الســـــابقـة‪ ،‬وهذا خطـأ‪،‬‬
‫والصـواب المثبت في المتن ألن العمرة هي التي يمكن ظضـا ها على الفور بعد المضـي‬
‫‪103‬‬
‫قضاااء و‪،‬و ذلك‪ ،‬مث تبني أهنا ليساات عليه‪ ،‬لزمه املضااي فيها‪ ،‬وم أفساادها كان عليه‬
‫القضاء(‪.)467‬‬
‫ويسن ملن ُشتم وهو صائم أن يقول "إين صائم" جيهر هبا يف فرض ونفل(‪.)468‬‬

‫في فاســـدها‪ ،‬أما لو مضـــى في فاســـد الحَ فال يمكنه ظضـــا ه اال في العام المقبل ألن‬
‫شرائث الحَ مرتبة بأيام محددة كالتروية وعرفة‪ ،‬وهي ال تكرر في العام اال مرة‪ ،‬بعكس‬
‫عا‪ .‬وهللا أعلم‪.‬‬ ‫ضا أو تطو ً‬ ‫العمرة‪ ،‬وعليه أن يمضي في فاسد الحَ سواء كان مفرو ً‬
‫(‪ )467‬يقول شـيخ اإلسـالم "واألصـل في ذلك ظوله تعالى { ْوأْتِموا ُال ْح ََّ ْو ُالع ُم ْرة ْ ِ َّّلِلِ} وفي‬
‫حرا عبد هللا «الى البيت»‪ ،‬وظد أجمث أهل التفســــير على أنها نزلت عام الحديبية‪ ،‬لما‬
‫كان رسـول هللا ‪ ‬ظد أحرم هو وأصـحابه بالعمرة‪ ،‬وسـاظوا الهدي‪ ،‬فصـده المشـركون‪،‬‬
‫فأنزل هللا تعالى هذه اآلية يأمر فيها بإتمام الحَ والعمرة‪ ،‬ويذكر شــأن اإلحصــار‪ ،‬وهذا‬
‫عـا ألن الحَ لم يكن ظـد فرض بعـد‪ ،‬فـإن اآليـة نزلـت ســــنـة‬ ‫أمر بـاإلتمـام لمن دخـل متطو ً‬
‫ســت‪ ،‬والحَ انما فرض بعد فتح مكة‪ ،‬ثم ان هللا تعالى أمر باإلتمام مطلقًا‪ ،‬فدخل فيه كل‬
‫منشــ للحَ والعمرة‪ ،‬بخالا اآلية التي فيها اتمام الصــيام [ثم ذكر الفار بين الصــيام‬
‫وغيره من التطوعات والحَ والعمرة في بحث لطيا]"‪.‬‬
‫صائِ ٌم" الذي في ‪ ،424‬يقول شيخ‬ ‫سابَّه أ ْ ْح ٌد أ ْ ُو ظْاتْلْه فْ ُليْق ُل‪ِ :‬انِي ُامر ٌ ْ‬
‫(‪ )468‬لحديث "فْإِ ُن ْ‬
‫اإلسالم "ألن القول (المطلق) باللسان" الفروع البن مفلح ‪.29/5‬‬
‫‪104‬‬
‫فصل‪ :‬األايم اليت هني عن صيامها‬
‫وهنى رس ااول هللا ‪ ‬عن ص ااوم يومني‪ :‬يوم الفطر ويوم األض ااحى(‪)469‬؛ فال جيوز ص ااومهما‬
‫قصدا‪ ،‬انعقد‬
‫عن كفارة وال قضاء وال نذر يف الذمة ؛ فإن نذر صوم يوم أحد العيدين ً‬
‫(‪)470‬‬

‫يوما روايتان(‪.)472‬‬
‫ً‬ ‫الكفارة‬ ‫مع‬ ‫قضائه‬ ‫ويف‬ ‫‪،‬‬ ‫نذره موجبا لكفارة ميني(‪)471‬‬
‫ً‬
‫وهنى رسااول هللا ‪ ‬عن صااوم أايم التشاريق(‪[ ،)473‬إال أنه جيب صااومها على املتمتع إذا مل‬
‫جيااد اهلاادي ومل يص ا ا ا ا ا اام األايم الثالثااة قباال يوم النحر](‪ ،)474‬و[جيوز ص ا ا ا ا ا ااومهااا عن مجيع‬

‫صــ ـيْ ِام يْ ُو ْمي ُِن‪ ،‬يْ ُو ِم‬‫ع ُن ِ‬ ‫ســ ـ ِعي ٍد ُالخ ُد ِري ِ ‪« ‬أ ْ َّن ْرســ ـو ْل هللاِ ‪ ‬نْ ْهى ْ‬ ‫ع ُن أْبِي ْ‬ ‫(‪ْ )469‬‬
‫حُر» متفق عليه‪.‬‬ ‫ط ِر‪ْ ،‬ويْ ُو ِم النَّ ِ‬ ‫ُال ِف ُ‬
‫ب ‪،‬‬ ‫ْطا ِ‬ ‫شـ ِه ُدت ُال ِعي ْد ْم ْث ع ْم ْر ب ُِن ُالخ َّ‬ ‫ع ُن أ ْ ِبي ع ْب ُيدٍ‪ْ ،‬م ُولْى اب ُِن أ ْ ُزه ْْر‪ ،‬أْنَّه ظْا ْل‪ْ :‬‬ ‫(‪ْ )470‬‬
‫ع ُن‬ ‫ان‪ ،‬نْ ْهى ْرسـول هللاِ ‪ْ ‬‬ ‫اس فْقْا ْل « ِا َّن ْهذْي ُِن ْي ُو ْم ِ‬‫ب النَّ ْ‬ ‫ط ْ‬‫ا فْ ْخ ْ‬ ‫صـلَّى‪ ،‬ث َّم ا ُن ْ‬
‫صـ ْر ْ‬ ‫فْ ْجا ْء فْ ْ‬
‫امك ُم‪ْ ،‬و ُاآلخْر يْ ُو ٌم ت ْأُكلونْ فِي ِه ِم ُن نســ ِكك ُم» متفق عليه‪،‬‬ ‫صــيْ ِ‬ ‫ط ِرك ُم ِم ُن ِ‬ ‫ام ِه ْما‪ ،‬يْ ُوم فِ ُ‬ ‫صــيْ ِ‬ ‫ِ‬
‫والنهي عام ويقتضي فساد المنهى عنه وتحريمه‪.‬‬
‫ين» رواه أحمد وابن‬ ‫ارة ْي ِم ٍ‬ ‫ارته ْكفَّ ْ‬ ‫صــ ْيةٍ‪ْ ،‬و ْكفَّ ْ‬ ‫«ال نْ ُذ ْر فِي ْم ُع ِ‬ ‫(‪ )471‬ظْا ْل ْرســول َّ ِ ‪ْ ‬‬
‫ماجه وصححه األلباني‪.‬‬
‫نذرا صــــحي ًحا‪ ،‬ولم يا به‪ ،‬فلزمه‬ ‫(‪ )472‬من ظال عليه القضــــاء ظال "ألنه نذر صــــو ًما ً‬
‫القضـاء والكفارة‪ ،‬كسـائر المنذورات"‪ ،‬من ظال ال ظضـاء عليه ظال "ألن هذا نذر معصـية‪،‬‬
‫فلم يوجب ظضاء‪ ،‬كسائر المعاصي وهو لم ينذر صو ًما صحي ًحا"‪.‬‬
‫ع ُم ِرو ب ُِن‬ ‫علْى أْبِيـ ِه ْ‬ ‫ع ُم ٍرو ْ‬ ‫عبـُ ِد هللاِ ب ُِن ْ‬ ‫ع ُن أْبِي م َّرة ْ‪ْ ،‬م ُولْى أ ِم هـْانِ ٍ أْنَّـه ْد ـْخ ْل ْم ْث ْ‬ ‫(‪ْ )473‬‬
‫ع ُم ٌرو "ك ُل‪ ،‬فْ ْه ِذ ِه ُاألْيَّام الَّتِي‬ ‫ص ـائِ ٌم‪ ،‬ظْا ْل ْ‬ ‫ط ْعا ًما فْقْا ْل‪ :‬ك ُل‪ ،‬ظْا ْل‪ِ :‬انِي ْ‬ ‫ب ِالْ ُي ِه ْما ْ‬ ‫اص فْقْ َّر ْ‬ ‫ُال ْع ِ‬
‫ي أْيـَّام‬‫"و ِه ْ‬‫ام ْهـا"‪ ،‬ظْـا ْل ْمـا ِلـ ٌك ْ‬ ‫صــــ ْيـ ِ‬‫ع ُن ِ‬ ‫ْكـانْ ْرســــول هللاِ ‪ْ ،‬يـأُمرنـْا بِ ِف ُ‬
‫ط ِرهـْا‪ْ ،‬ويْ ُن ْهى ْ‬
‫ق" رواه أحمد وأبو داود وصححه األلباني‪.‬‬ ‫الت َّ ُش ِري ِ‬
‫صــ ُمنْ ‪،‬‬ ‫ق أ ْ ُن ي ْ‬ ‫ص فِي أْي َِّام الت َّ ُشــ ِري ِ‬ ‫اال «لْ ُم ي ْر َّخ ُ‬ ‫ع ِن اب ُِن ع ْم ْر‪  ،‬ظْ ْ‬ ‫شــةْ‪ْ ،‬‬ ‫عائِ ْ‬‫ع ُن ْ‬ ‫(‪ْ )474‬‬
‫ي» رواه البخاري‪ ،‬وظد اســتدل شــيخ اإلســالم بهذا الحديث وأحاديث‬ ‫اِ َّال ِل ْم ُن لْ ُم يْ ِج ِد ُال ْه ُد ْ‬
‫غيره على رواية الوجوب‪ ،‬ولم يســــتـدل على الرواية التي ال ترى صـــــومها اال بعموم‬
‫النهي والقياس‪ ،‬ولم يجب على األحاديث مما يدل على ميله الى المثبتة وهي األظرب الى‬
‫أصوله‪ ،‬بال ريب‪.‬‬
‫‪105‬‬
‫الواجب ا ااات‪ ،‬من الن ا ااذر والقضا ا ا ا ا ا ا ا اااء والكف ا ااارات؛ ككف ا ااارات األمي ا ااان و‪،‬وه ا ااا‪ ،‬وكف ا ااارات‬
‫ض اا إذا‬
‫احلج] ‪ ،‬ويوم الصااحو يوم شااك أو يقني من شااعبان ينهى عن صااومه ‪ ،‬أي ً‬
‫(‪)476‬‬ ‫(‪)475‬‬

‫رأى اهلالل من ال يثبات بقولاه‪ ،‬وكون الكراهاة على التحر أو التنزياه على وجهني‪ ،‬ويكره‬
‫تطوعا أو أطلق النية‪[ ،‬وال تزول‬
‫اإلمسا اااك يف هناره‪ ،‬وسا اواء صا ااامه عن رمضا ااان أو صا ااامه ً‬
‫الكراهاة إن مجعااه إىل غريه](‪[ ،)477‬أماا إن وافق عاادة؛ مثاال إن كاانات عاادتاه صا ا ا ا ا ا ااوم يوم‬
‫نذرا(‪ ،)478‬كذلك إن صا ا ا ا ااامه عن قضا ا ا ا اااء أو نذر أو كفارة‪ ،‬فال يكره(‪[ ،])479‬وإن‬
‫االثنني ً‬
‫نذر صا ااوم السا اانة كلها مل يدخل فيها يوم الشا ااك](‪ ،)480‬أما صا ااوم اليوم الذي يشا ااك فيه‪:‬‬
‫هل هو سع ذي احلجة‪ ،‬أو عاشر ذي احلجة؟ فجائز(‪ ،)481‬وإن شهد هبالل ذي احلجة‬
‫من يثبت الشهر به لكن مل يقبله احلاكم‪ ،‬إما لعذر ظاهر أو لتقصري يف أمره‪ ،‬فال يستحب‬
‫له صومه‪ ،‬لكن ال حيرم عليه(‪.)482‬‬

‫سا على المتمتث اذا لم يجد الهدي‪.‬‬ ‫(‪ )475‬ظيا ً‬


‫ص ـى" الذي في ‪ ،68‬يقول شــيخ اإلســالم "لما‬ ‫ع ْ‬ ‫ام ْهذْا ُاليْ ُو ْم‪ ،‬فْقْ ُد ْ‬
‫صـ ْ‬‫(‪ )476‬لحديث " ْم ُن ْ‬
‫يخاا من الزيادة في الفرض"‪.‬‬
‫ص ُو ِم ْي ُو ٍم ْو ْال ْي ُو ْمي ُِن ِا َّال ْرج ٌل ْكانْ ْيصوم‬
‫ضانْ ِب ْ‬‫«ال تْقْدَّموا ْر ْم ْ‬ ‫(‪ )477‬ظال ْرسو ْل هللاِ ‪ْ ‬‬
‫ص ُو ًما‪ ،‬فْ ُليْص ُمه» متفق عليه‪ ،‬وظد استدل شيخ اإلسالم لهذا القول ولم يستدل لآلخر‪.‬‬ ‫ْ‬
‫‪478‬‬
‫( ) للحديث الذي في النقطة السابقة‪.‬‬
‫وظياسـا على يوم الجمعة اآلتي حكمه في‪ 487‬ان شـاء هللا‪ ،‬وظد‬ ‫ً‬ ‫(‪ )479‬كما لو وافق عادة‪،‬‬
‫أظواال أخرى وظهر ميله الى المثبت‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ذكر شيخ اإلسالم‬
‫ظياس ـا على األيام الخمســة العيدين وأيام التشــريق‪ ،‬وظد اســتدل شــيخ اإلســالم لهذا‬ ‫ً‬ ‫(‪)480‬‬
‫القول ولم يستدل لآلخر‪.‬‬
‫(‪ )481‬يقول شيخ اإلسالم "بال نزاع بين العلماء ألن األصل عدم العاشر"‪.‬‬
‫(‪ )482‬يقول شـيخ اإلسـالم "هذه الصـورة تخرج على الخالا المشـهور في مسـألة المنفرد‬
‫عمال بر يته أم ال يفطر اال مث الناس‪ ،‬في ذلك ظوالن مشـهوران‪،‬‬ ‫بهالل شـوال هل يفطر ً‬
‫فعلى ظول من يقول ال يفطر المنفرد بر يـة هالل شـــــوال بـل يصـــــوم وال يفطر اال مث‬
‫‪106‬‬
‫ويكره اسا ااتقبال رمضا ااان ابليوم واليومني(‪ ،)483‬أما اسا ااتقباله ابلثالثة‪ ،‬فال أبس به(‪ ،)484‬وال‬
‫أبس بصايام النصاف الثاين من شاعبان(‪ ،)485‬ويكره إفراد يوم اامعة ابلصاوم(‪ )486‬فإن وافق‬
‫يوما(‪ ،)488‬أو مل يقصده بعينه؛‬
‫ً‬ ‫بعده‬ ‫أو‬ ‫ا‬ ‫يوم‬
‫ً‬ ‫قبله‬ ‫صام‬ ‫بل‬ ‫يفرده‬ ‫مل‬ ‫إن‬ ‫أما‬ ‫‪،‬‬ ‫نذرا صامه(‪)487‬‬
‫ً‬

‫الناس‪ ،‬فإنه يقول ال يســتحب صــوم يوم عرفة للشــاهد الذي لم تقبل شــهادته بهالل ذي‬
‫ـرا ظال هنا انه يفطر وال يصــوم ألنه‬ ‫الحجة‪ ،‬ومن ظال في الشــاهد بهالل شــوال يفطر سـ ً‬
‫يوم عيـد في حقـه‪ ،‬ولكن ال يضـــــحي وال يقا بعرفة بذلك" نقلهـا البعلي في االختيارات‪،‬‬
‫وهو ظد اختار أنه ال يفطر‪ ،‬وفي النفس منها شــيء ألن على أص ـول شــيخ اإلســالم يوم‬
‫عرفه في حقه هو اليوم الذي عرفه الناس فيكون على أصوله أنه يستحب له صومه‪.‬‬
‫(‪ )483‬للحديث الذي في ‪477‬‬
‫(‪ )484‬ألن مفهوم الحديث الذي في ‪ 477‬أنه يجوز التقدم بالثالثة‪ ،‬يقول شـــيخ اإلســـالم‬
‫"وألنه انما كره التقدم خشـية أن يزاد في الشهر ويلحق به ما ليس منه‪ ،‬وهذا أكثر ما يقث‬
‫في اليوم واليومين‪ ،‬فأما الثالثة‪ ،‬فال يقث فيها لبس"‪.‬‬
‫ت " ْكانْ‬ ‫ُا ْكانْ ْرسـول هللاِ ‪ ‬يْصـوم؟ ظْالْ ُ‬ ‫شـةْ‪ْ :‬كي ْ‬ ‫سـأ ْ ُلت ْ‬
‫عائِ ْ‬ ‫ع ُن أْبِي ْ‬
‫سـلْ ْمةْ‪ ،‬ظْا ْل‪ْ :‬‬ ‫(‪ْ )485‬‬
‫صـيْا ًما‬ ‫يْصـوم ْحتَّى نْقو ْل‪ْ :‬ال ي ُف ِطر‪ْ ،‬وي ُف ِطر ْحتَّى نْقو ْل‪ْ :‬ال يْصـوم‪ ،‬لْ ُم أ ْ ْره فِي شـْ ُه ٍر أ ْ ُكث ْ ْر ِ‬
‫يال‪ ،‬بْ ُل ْكانْ يْصـوم شـْ ُعبْانْ كلَّه" رواه أحمد‬ ‫ِم ُنه فِي شـْ ُعبْانْ ‪ْ ،‬كانْ يْصـوم شـْ ُعبْانْ كلَّه ِا َّال ظْ ِل ً‬
‫صـ ُو ْم ْحتَّى‬ ‫ش ُعبْانْ فْ ْال ْ‬ ‫صـا ِم ُن ـْ‬ ‫ومسـلم‪ ،‬أما ما روي أن ْرسـول َّ ِ ‪ ‬ظال «اِذْا ْكانْ النِ ُ‬
‫ضـان» رواه أحمد وابن ماجه وصـححه األلباني‪ ،‬فقد ضـعفه اإلمام أحمد وظال‬ ‫يْ ِجي ْء ْر ْم ْ‬
‫"حـديـث منكر" كمـا ضـــــعفـه أبو زرعـة والنســـــائي وابن معين وعلـة النكـارة أنـه خـالا‬
‫ي ‪ ‬يْصوم ْ‬
‫ش ُه ْري ُِن متْت ْابِ ْعي ُِن اِ َّال‬ ‫ت « ْما ْرأْيُت النَّبِ َّ‬ ‫سـلْ ْمةْ ‪ ‬ظْالْ ُ‬‫ع ُن أ ِم ْ‬‫الحديث المحفوظ ْ‬
‫ضــانْ » رواه الترمذي وظال حديث حســن وصــححه األلباني ورواه اإلمام‬ ‫شــ ُعبْانْ ْو ْر ْم ْ‬
‫ْ‬
‫ضا‪.‬‬‫أحمد‪ ،‬وحديث عائشة ‪ ‬أي ً‬
‫صـ ُو ِم ْي ُو ِم ُالجم ْع ِة؟‬ ‫ع ُن ْ‬ ‫سـأ ْ ُلت ْجا ِب ًرا ‪ :‬نْ ْهى النَّ ِبي ‪ْ ‬‬ ‫عبَّا ٍد ظْا ْل « ْ‬
‫ع ُن م ْح َّم ِد ب ُِن ْ‬ ‫(‪ْ )486‬‬
‫ظْا ْل‪ :‬نْ ْع ُم» متفق عليه‪.‬‬
‫(‪ ) 487‬ظال اإلمام أحمد "ألن هذا أســـهل من العيدين‪ ،‬وال يخصـــه رجل بصـــيام" الجامث‬
‫لعلوم اإلمام أحمد ‪.475/7‬‬
‫«ال ْيصــو ْم َّن أ ْ ْحدك ُم ْي ُو ْم ُالجم ْع ِة ِا َّال ْي ُو ًما ظْ ُبلْه أ ْ ُو ْب ُع ْده» متفق‬
‫(‪ )488‬ظْا ْل ْرســول هللاِ ‪ْ ‬‬
‫عليه‪.‬‬
‫‪107‬‬
‫يوما(‪ ،)489‬أو أراد أن يص ا ا ا ااوم يوم عرفة أو يوم عاش ا ا ا ااوراء‪،‬‬
‫يوما ويفطر ً‬
‫كأن كان يص ا ا ا ااوم ً‬
‫فكاان يوم مجعاة‪ ،‬و‪،‬و ذلاك مل يكره إفراده (‪ ،)490‬وال يكره ص ا ا ا ا ا ااوماه وحاده عن فرض من‬
‫قضا اااء أو نذر و‪،‬و ذلك‪ ،‬ويكره إفراده ابلقيام على ما ذكر من تفصا اايل يف الصا اايام(‪،)491‬‬
‫وال يكره إفراد يوم السبت ابلصوم(‪ ،)492‬ويكره إفراد يوم النريوز ويوم املهرجان(‪.)493‬‬

‫(‪ )489‬ألن أفضــل الصــيام صــيام داود ‪ ‬كان يصــوم يو ًما ويفطر يو ًما كما في ‪429‬‬
‫وهذا ال بد أن يوافق افراد الجمعة‪ ،‬وكذلك من صام يومين وأفطر يو ًما أو من صام يو ًما‬
‫وأفطر يومين كما في ‪.447‬‬
‫«ال ت ُْختْصـوا لْ ُيلْةْ ُالجم ْع ِة ِب ِق ْي ٍام ِم ُن ْبي ُِن اللَّ ْيا ِلي‪ْ ،‬و ْال ت ْخصـوا ْي ُو ْم‬
‫ع ِن النَّ ِبي ِ ‪ ‬ظْا ْل ْ‬ ‫(‪ْ )490‬‬
‫ص ُو ٍم ْيصومه أ ْ ْحدك ُم» رواه مسلم‪.‬‬ ‫ُالجم ْع ِة ِب ِ‬
‫ص ْي ٍام ِم ُن ْبي ُِن ُاألْي َِّام‪ِ ،‬ا َّال أ ْ ُن ْيكونْ فِي ْ‬
‫(‪ )491‬للحديث في النقطة السابقة‪.‬‬
‫ت ْو ْي ُو ْم ُاأل ْ ْح ِد أ ْ ُكث ْ ْر‬ ‫ســلْ ْمةْ ‪ ‬ظالت‪ْ :‬كانْ ْرســول هللاِ ‪ْ ‬يصــوم ْي ُو ْم َّ‬
‫الس ـ ُب ِ‬ ‫ع ُن أ ِم ْ‬ ‫(‪ْ )492‬‬
‫ِم َّما ْيصـــوم ِمنْ ُاألْي َِّام‪ْ ،‬و ْيقول " ِانَّه ْما ْي ُو ْما ِعي ِد ُالم ُشـــ ِر ِكينْ ‪ ،‬فْأْنْا أ ِحب أ ْ ُن أخْا ِلفْه ُم" رواه‬
‫أحمد والنسائي في الكبرى وصححه ابن خزيمة وحسن األلباني اسناده‪،‬‬
‫علْيُك ُم‪ ،‬فْإِ ُن لْ ُم يْ ِج ُد أ ْ ْحدك ُم اِ َّال عو ْد‬‫ض ْ‬‫ت اِ َّال فِي ْما ا ُفت ِر ْ‬‫الســ ُب ِ‬
‫"ال ت ْصــوموا يْ ُو ْم َّ‬ ‫أما حديث ْ‬
‫ش ـ ْج ْرةٍ فْ ُليْ ُمض ـ ُى ْها" الذي رواه أحمد وحس ـنه الترمذي وصــححه األلباني‪،‬‬ ‫اء ْ‬ ‫ب أ ْ ُو ِل ْح ِ‬
‫ِعنْ ٍ‬
‫فيقول شــيخ اإلســالم في شــرح العمدة "وعنه [اإلمام أحمد] ما يدل على أنه ال يكره ‪...‬‬
‫ألن ظـاهر الحـديـث خالا اإلجمـاع"‪ ،‬وظـال عنـه ابن حجر في بلو المرام "ورجـالـه‬
‫ثقات‪ ،‬اال أنه مضـطرب" ص ‪ ،199‬ويقول شـيخ اإلسـالم في اظتضـاء الصـراط المسـتقيم‬
‫"وعلى هذا فيكون الحديث‪ :‬اما شـــاذًا غير محفوظ‪ ،‬واما منســـو ًخا‪ ،‬وهذه طريقة ظدماء‬
‫أصــحاب أحمد الذين صــحبوه كاألثرم‪ ،‬وأبي داود"‪ ،‬وكالم شــيخ اإلســالم في اظتضــاء‬
‫الصـراط المسـتقيم ال يجزم باختياره فقد عرض الرأيين‪ ،‬وهذا الكتاب كتبه شـيخ اإلسـالم‬
‫سـنة ‪694‬هــــــ تقريبًا‪ ،‬وظد نقل عنه ابن مفلح الجزم بعدم الكراهة‪ ،‬ونقل كالمه الذي في‬
‫اظتضـــاء الصـــراط المســـتقيم‪ ،‬فإما أنه فهم ذلك منه‪ ،‬واما أنه ســـمعه منه أو ظرأه له في‬
‫موضث آخر‪ ،‬وفي الحالتين يثبت ما ظررناه في المتن‪ ،‬وهللا أعلم‪.‬‬
‫(‪" )493‬وأخرج ابن وضـــ ـاح القرطبي في «البـدع والنهي عنهـا» من طريق الربيث بن‬
‫سـا عن ظوم يجتمعون يوم النيروز والمهرجان‬ ‫صـبيح‪ ،‬عن أبان بن أبي عيا أنه سـأل أن ً‬ ‫ْ‬
‫ويصــــومونهما‪ ،‬فأنكره أنس ووصــــفه بالبدعة‪ ،‬وأبان صــــالح في نفســــه‪ ،‬لكنه متروك‬
‫الحديث‪ ،‬كان يســـمث من أنس ومن الحســـن البصـــري‪ ،‬فال يميز بينهما‪ ،‬فربما اذا حدث‬
‫‪108‬‬
‫وص ا اايام الدهر منهي عنه(‪ )494‬وإن ترك األايم اخلمس ا ااة املنهي عن ص ا اايامها(‪[ ،)495‬وهو يف‬
‫حق بعض الناس حرام؛ وهو من ترك به واجبًا‪ ،‬أو وقع به يف حمرم من ضرر النفس(‪،)496‬‬
‫ويف حق بعض ا ا ا ا ا ااهم مكروه؛ وهو من أوقعاه يف أفعاال مكروهاة‪ ،‬أو أوجاب أن يفعال املاأمور‬
‫على وجه مكروه‪ ،‬مثل أن يسا اايء خلقه ح خياف عليه سا ااوء العشا اارة ألهله‪ ،‬وأن يصا االي‬

‫عا وهو ال يعلم‪ ،‬اال أن هذا األثر جاء في ظصــــة هو‬ ‫جعل كالم الحســــن عن أنس مرفو ً‬
‫الســائل فيها‪ ،‬فمثله ‪-‬ان شــاء هللا‪ -‬مظنة الضــبط‪ ،‬وظد صــح عن الحســن كراهة صــوم‬
‫النيروز من وج ٍه آخر عند ابن أبي شــيبة" حاشــية تهذيب ســنن أبي داود لنبيل الســندي‬
‫‪ ،121/2‬يقول شــيخ اإلســالم "وظد يقال‪ :‬يكره صــوم يوم النيروز والمهرجان ونحوهما‬
‫من األيام التي ال تعرا بحســــاب العرب‪ ،‬بخالا ما جاء في الحديث من يوم الســــبت‬
‫واألحد ألنه اذا ظصــد صــوم مثل هذه األيام العجمية أو الجاهلية كانت ذريعة الى اظامة‬
‫شــــعـار هـذه األيـام‪ ،‬واحيـاء أمرهـا‪ ،‬واظهـار حـالهـا‪ ،‬بخالا الســــبـت واألحـد‪ ،‬فـإنهمـا من‬
‫حسـاب المسـلمين فليس في صـومهما مفسـدة‪ ،‬فيكون اسـتحباب صـوم أعيادهم المعروفة‬
‫بالحســاب العربي اإلســالمي‪ ،‬مث كراهة األعياد المعروفة بالحســاب الجاهلي العجمي‪،‬‬
‫ـذكورا هنـا بصـــــيىـة التمريض‪ ،‬لكن يظهر اختيـاره‬ ‫ً‬ ‫توفيقـا بين اآلثـار"‪ ،‬وان كـان رأيـه م‬
‫لكراهية افرادهما بالصيام في شرح العمدة‪.‬‬
‫ام ْو ْال‬ ‫صـ ْ‬ ‫"ال ْ‬ ‫ام ُاألْبْ ْد" متفق عليه‪ ،‬ولحديث ْ‬ ‫صـ ْ‬ ‫ام ْم ُن ْ‬ ‫صـ ْ‬ ‫(‪ )494‬ظْا ْل ْرس ـول هللاِ ‪ْ " ‬ال ْ‬
‫ط ْر" الذي في ‪.437‬‬ ‫أ ْ ُف ْ‬
‫(‪ )495‬يقول شيخ اإلسالم "ألن النبي ‪ ‬لو كان ظصده مجرد صوم الخمسة لم يذكر‬
‫الصوم المشتمل على أكثر من ثالثمئة وخمسين يو ًما ويريد به كراهة صوم خمسة فقط‬
‫مجازا‪ ،‬وألن تلك الخمسة نهي عن صومها لمعنى‬ ‫ً‬ ‫فإن اللفظ ال يحتمل هذا ال حقيقة وال‬
‫يخصها‪ ،‬سواء صام غيرها أو أفطره فلو صامها شخص وأفطر ما سواها نهي عن‬
‫ذلك وان لم يصم الدهر‪ ،‬ولو أفطرها لم ينه على هذا التقدير وان صام سائر الدهر فعلم‬
‫أن صوم سائر الدهر ال تأثير له في المنث"‪.‬‬
‫ع ُم ٍرو ‪ ،‬ظْا ْل‪ :‬ظْا ْل ِلي ْرسول هللاِ ‪« ‬أْلْ ُم أ ُخبْ ُر أْنَّ ْك ت ْقوم اللَّ ُي ْل‬ ‫ع ُن ْ‬
‫ع ُب ِد هللاِ ب ُِن ْ‬ ‫(‪ْ )496‬‬
‫ت‬‫عيُن ْك‪ْ ،‬ونْ ِف ْه ُ‬
‫ت ْ‬ ‫ار؟‪ ،‬ظ ُلت‪ِ :‬انِي أ ْ ُف ْعل ذْ ِل ْك‪ ،‬ظْا ْل‪ :‬فْإِنَّ ْك ِاذْا فْ ْع ُل ْ‬
‫ت ذْ ِل ْك ْه ْج ْم ُ‬ ‫ْوت ْصوم النَّ ْه ْ‬
‫نْ ُفس ْك‪ْ ،‬و ِا َّن ِلنْ ُف ِس ْك ْح ٌّق‪ْ ،‬و ِأل ْ ُه ِل ْك ْح ٌّق‪ ،‬فْص ُم ْوأ ْ ُف ِط ُر‪ْ ،‬وظ ُم ْونْ ُم» رواه البخاري ومسلم‪.‬‬
‫‪109‬‬
‫صا ا ا ا ا ااالة مكروهة‪ ،‬و‪،‬و ذلك‪ ،‬ويف حق بعض الناس ال له وال عليه‪ ،‬فلم يرتك به واجبًا وال‬
‫]‬
‫(‪)498( )497‬‬
‫مكروها‬
‫ً‬ ‫حمرما وال‬
‫مستحبًا‪ ،‬وال فعل ألجله ً‬
‫وم كانت العبادة توجب له ض ا ا ا ًاررا مينعه عن فعل واجب أنفع له منها كانت حمرمة؛ مثل‬
‫اوما يض ااعفه عن الكس ااب الواجب‪ ،‬أو مينعه عن العقل أو الفهم الواجب‪ ،‬أو‬
‫أن يص ااوم ص ا ً‬
‫مينعااه عن ااهاااد الواجااب‪ ،‬وكااذلااك إذا كاااناات توقعااه يف حماال حمرم ال يقاااوم مفسا ا ا ا ا ا ا اادتااه‬
‫مصاالحتها مثل أن خيرج ماله كله مث يسااتشاارف إىل أموال الناس ويسااأهلم‪ ،‬وأما إن أضااعفته‬

‫(‪ )497‬يقول شيخ اإلسالم وهو الذي ورد فيه "ال صام وال أفطر" التي في ‪ ،437‬ويقول‬
‫"والذين فعلوه من السلا ظد يثابون على حسن ظصدهم واجتهادهم‪ ،‬وان كانوا أخطأوا‬
‫المشروع‪ ،‬أو لم يكونوا يسردونه دائ ًما‪ ،‬ولكن فعلوا ذلك أحيانًا‪ ،‬أو يقال‪ :‬انتفعوا به في‬
‫ترك اآلثام‪ ،‬وان كانوا لم ينتفعوا به في حصول الحسنات‪ ،‬بحيث لو أفطروا ألذنبوا فإذا‬
‫صاموا الدهر كانوا بحيث لم يذنبوا ولم يحسنوا والسالمة أحد المطلوبين ‪ ...‬وصائم‬
‫ليال‪ ،‬واعتادت النفس ذلك‪ ،‬فلم تحصل له بالصوم التقوى التي هي‬ ‫الدهر جعل نهاره ً‬
‫علْى الَّذِينْ ِم ُن ظْ ُب ِلك ُم لْ ْعلَّك ُم‬
‫ب ْ‬ ‫علْيُكم ِ‬
‫الص ْيام ْك ْما ك ِت ْ‬ ‫ب ْ‬‫مقصود الصوم‪ ،‬كما ظال {ك ِت ْ‬
‫تْتَّقونْ }"‪.‬‬
‫(‪ )498‬وان كان شيخ اإلسالم أتى بما سبق من تفصيل بصيىة أنه أحد الوجهين في‬
‫تفسير النهي عن صيام الدهر ظسيم ترك األولى‪ ،‬ولكن يظهر من تفصيله أنه يختاره‪،‬‬
‫وال ريب أنه األظرب الى أصوله‪.‬‬
‫‪110‬‬
‫عما هو أصا ا ا االح منها وأوقعته يف مكروهات فإهنا مكروهة(‪)499‬؛ فمن الناس من إذا صا ا ا ااام‬
‫يوم ا شغله عما هو أفضل من ذلك فال يكون الصوم أفضل يف حقه(‪.)500‬‬
‫يوما وأفطر ً‬
‫ومن نذر عبادة مكروهة مثل قيام الليل كله وصا ا ا ا ا اايام النهار كله مل جيب الوفاء هبذا النذر‪،‬‬
‫وعليه كفارة ميني(‪.)501‬‬
‫مجيعا ابلصا ااوم أو االعتكاف مل يرد فيه عن النيب ‪ ‬شا اايء وال‬
‫وختصا اايص رجب وشا ااعبان ً‬
‫عن أصا ا ااحابه وال أئمة املسا ا االمني(‪ ،)502‬ويكره صا ا ااوم رجب كله‪ ،‬ويف حتر إفراده وجهان‪،‬‬

‫(‪ )499‬يقول شـــــيخ اإلســـــالم "وظـد أنزل هللا تعـالى في ذلـك ظولـه { ْيـا أْي ْهـا الَّـذِينْ آ ْمنوا ال‬
‫ت ْمـا أ ْ ْحـ َّل َّ لْك ُم ْوال ت ْ ُعتـْدوا ِا َّن َّ ْ ال ي ِحـب ُالم ُعت ْـدِينْ } فـإنهـا نزلـت في‬ ‫ت ْح ِرموا ْ‬
‫طيِ ْبـا ِ‬
‫أظوام من الصـحابة كانوا ظد اجتمعوا وعزموا على التبتل للعبادة هذا يسـرد الصـوم وهذا‬
‫يقوم الليـل كلـه وهـذا يجتنـب أكـل اللحم وهـذا يجتنـب النســـــاء‪ ،‬فنهـاهم هللا ‪ ‬عن تحريم‬
‫الطيبـات من أكـل اللحم والنســـــاء وعن االعتـداء وهو الزيـادة على الـدين المشـــــروع في‬
‫الصيام والقيام والقراءة والذكر ونحو ذلك"‪.‬‬
‫(‪ )500‬يقول شـيخ اإلسـالم "وكان النبي ‪ ‬هكذا‪ ،‬فإنه كان أفضـل من صـوم داود‪ ،‬ومث‬
‫هذا فقد ثبت عنه في الصــحيح ‪{ ...‬وســئل عمن يصــوم يوما ويفطر يومين فقال‪ :‬وددت‬
‫أني طوظت ذلك} {وسـئل عمن يصـوم يو ًما ويفطر يوما فقال‪ :‬ذلك أفضـل الصـيام} فأخبر‬
‫أنه ود أن يطيق صــوم ثلث الدهر ألنه كان له من األعمال التي هي أوجب عليه وأحب‬
‫الى هللا ما ال يطيق معه صـوم ثلث الدهر ‪ ...‬وظال ابن مسـعود‪ :‬اني اذا صـمت ضـعفت‬
‫عن ظراءة القرآن وظراءة القرآن أحب الي"‪.‬‬
‫(‪" )501‬وأمـا نـذر المبـاح فال يلزم بـإجمـاع من األمـة" أحكـام القرآن للقرطبي ‪ ،32/6‬وفيـه‬
‫ين»‬ ‫ارته ْكفَّ ْ‬
‫ارة ْي ِم ٍ‬ ‫«ال نْ ُذ ْر ِفي ْم ُع ِ‬
‫صـ ْيةٍ‪ْ ،‬و ْكفَّ ْ‬ ‫ظياسـا له على اليمين‪ ،‬ولحديث ْ‬ ‫ً‬ ‫كفارة يمين‬
‫الذي في ‪" 471‬واذا وجبت الكفارة في المعصــية‪ ،‬ففي المباح أولى" الكافي البن ظدامة‬
‫‪ ،212/4‬وما يقال في نذر المباح يقال في المكروه من باب أولى‪.‬‬
‫(‪ )502‬يقول شـــيخ اإلســـالم "بل ظد ثبت في الصـــحيح‪ ،‬أن رســـول هللا ‪ ‬كان يصـــوم‬
‫شـعبان‪ ،‬ولم يكن يصـوم من السـنة أكثر مما يصـوم من شـعبان من أجل شـهر رمضـان‪،‬‬
‫وأما صـوم رجب بخصـوصـه فأحاديثه كلها ضعيفة بل موضوعة ال يعتمد أهل العلم على‬
‫شـيء منها‪ ،‬وليسـت من الضـعيا الذي يروى في الفضـائل بل عامتها من الموضـوعات‬
‫‪111‬‬
‫ضا اا مل يكره صا ااوم البعض‪ ،‬ومن نذر صا ااوم رجب كل سا اانة أفطر بعضا ااه‬
‫لكن م أفطر بع ً‬
‫معتقدا أنه أفضا ا ا اال من غريه من األشا ا ا ااهر أمث‬
‫وقضا ا ا اااه‪ ،‬ويف الكفارة اخلالف‪ ،‬ومن صا ا ا ااامه ً‬
‫وعزر(‪ ،)503‬وإذا أفطر الصائم بعض رجب وشعبان كان حسنًا(‪.)504‬‬

‫المكـذوبـات‪ ،‬وأكثر مـا روي في ذلـك {أن النبي ‪ ‬كـان اذا دخـل رجـب يقول‪ :‬اللهم بـارك‬
‫لنا في رجب وشـــعبان وبلىنا رمضـــان}‪ ،‬وظد روى ابن ماجه في ســـننه عن ابن عباس‬
‫{عن النبي ‪ ‬أنه نهى عن صـــوم رجب}‪ ،‬وفي اســـناده نظر‪ ،‬لكن صـــح أن عمر بن‬
‫الخطـاب كـان يضـــــرب أيـدي النـاس ليضـــــعوا أيـديهم في الطعـام في رجـب‪ ،‬ويقول‪ :‬ال‬
‫تشــبهوه برمضــان‪ ،‬ودخل أبو بكر فرأى أهله ظد اشــتروا كيزانًا للماء واســتعدوا للصــوم‬
‫فقال (ما هذا فقالوا‪ :‬رجب فقال‪ :‬أتريدون أن تشبهوه برمضان؟ وكسر تلك الكيزان)"‪.‬‬
‫(‪ )503‬لفعل أبي بكر وعمر ‪ ‬الذي في النقطة السابقة‪.‬‬
‫(‪ )504‬ألنه هكذا لم يشبههما برمضان‪.‬‬
‫‪112‬‬
‫فصل‪ :‬يف ليلة القدر‬
‫وليلاة القادر(‪ )505‬ابقياة يف رمض ا ا ا ا ا ا ااان إىل يوم القيااماة(‪ ،)506‬يف العش ا ا ا ا ا اار األواخر مناه(‪،)507‬‬
‫والس ا ا اابع األواخر أرجى العش ا ا اار(‪ ،)508‬وأرجاها ليايل الوتر(‪ ،)509‬مث الوتر ابعتبار ما بقي ال‬
‫ابعتبار ما مضى(‪)510‬؛ فإذا كان الشهر ثالثني‪ ،‬فتاسعة تبقى ليلة اثنتني وعشرين‪ ،‬وسابعة‬

‫ســــابًا‪ ،‬غ ِف ْر لْه ْما تْقْد َّْم ِم ُن ذْ ُن ِب ِه‪،‬‬ ‫ام لْ ُي ْلـةْ ُال ْقـ ُد ِر ِاي ْمـانًا ْواحُ ِت ْ‬ ‫ع ِن النَّ ِبي ِ ‪ ‬ظْا ْل « ْم ُن ظْ ْ‬ ‫(‪ْ )505‬‬
‫سابًا غ ِف ْر لْه ْما تْقْد َّْم ِم ُن ذْ ُن ِب ِه» متفق عليه‪.‬‬ ‫ضانْ ِاي ْمانًا ْواحُ ِت ْ‬ ‫ام ْر ْم ْ‬ ‫ص ْ‬ ‫ْو ْم ُن ْ‬
‫(‪ )506‬يقول شـيخ اإلسـالم "واجماع الصـحابة على طلبها والتماسـها بعد موت النبي ‪‬‬
‫دليل ظاطث على ذلك"‪.‬‬
‫اخ ِر‬ ‫ت « ْكانْ ْرسـول هللاِ ‪ ‬ي ْجا ِور فِي ُال ْع ُشـ ِر ُاأل ْ ْو ِ‬ ‫شةْ ر ضـي هللا عنها ظْالْ ُ‬ ‫عائِ ْ‬‫ع ُن ْ‬ ‫(‪ْ )507‬‬
‫ضانْ » متفق عليه‪.‬‬ ‫اخ ِر ِم ُن ْر ْم ْ‬ ‫ضانْ ‪ْ ،‬ويْقول‪ :‬ت ْ ْح َّر ُوا لْ ُيلْةْ ُالقْ ُد ِر فِي ُال ْع ُش ِر ُاأل ْ ْو ِ‬ ‫ِم ُن ْر ْم ْ‬
‫ب النَّبِي ِ ‪ ‬أروا لْ ُيلْـةْ ُال ْقـ ُد ِر فِي ُال ْمنـ ِْام‬ ‫صــــ ْحـا ِ‬ ‫اال ِم ُن أ ْ ُ‬ ‫ع ِن اب ُِن ع ْم ْر ‪« ‬أ ْ َّن ِر ْجـ ً‬ ‫(‪ْ )508‬‬
‫اخ ِر‪،‬‬ ‫الســب ُِث ُاأل ْ ْو ِ‬ ‫ت ِفي َّ‬ ‫طأ ْ ُ‬
‫اخ ِر‪ ،‬فْقْا ْل ْرســول هللاِ ‪ :‬أ ْ ْرى ر ُ ْياك ُم ظْ ُد ت ْْوا ْ‬ ‫الســب ُِث ُاأل ْ ْو ِ‬ ‫ِفي َّ‬
‫اخ ِر» متفق عليه‪.‬‬ ‫سب ُِث ُاأل ْ ْو ِ‬ ‫فْ ْم ُن ْكانْ مت ْ ْح ِري ْها فْ ُل ْيت ْ ْح َّرهْا ِفي ال َّ‬
‫ضانْ »‬ ‫اخ ِر ِم ُن ْر ْم ْ‬ ‫(‪ )509‬ظْا ْل ْرسول هللاِ ‪« ‬ت ْ ْح َّر ُوا لْ ُيلْةْ ُالقْ ُد ِر فِي ُال ِوتُ ِر‪ِ ،‬منْ ُال ْع ُش ِر ُاأل ْ ْو ِ‬
‫رواه البخاري وأحمد‪.‬‬
‫ضـ ـانْ ‪ ،‬لْ ُيلْةْ ُالقْ ُد ِر فِي‬ ‫اخ ِر ِم ُن ْر ْم ْ‬ ‫«الت ِْمسـ ـوهْا فِي ُال ْع ُشـ ـ ِر ُاأل ْ ْو ِ‬ ‫ع ِن النَّ ِبي ِ ‪ ‬ظْا ْل ُ‬ ‫(‪ْ )510‬‬
‫سـ ِعي ٍد ُالخ ُد ِري ِ‬ ‫ع ُن أْبِي ْ‬ ‫سـ ٍة ت ْ ُبقْى» رواه البخاري‪ ،‬و ْ‬ ‫سـابِ ْع ٍة ت ْ ُبقْى‪ ،‬فِي خ ِ‬
‫ْام ْ‬ ‫ت ْا ِسـ ْع ٍة ت ْ ُبقْى‪ ،‬فِي ْ‬
‫ضـانْ ‪ ،‬يْ ُلت ِْمس لْ ُيلْةْ ُالقْ ُد ِر ظْ ُب ْل أ ْ ُن‬ ‫ط ِم ُن ْر ْم ْ‬ ‫سـ ْ‬ ‫ا ْرسـول هللاِ ‪ُ ‬ال ْع ُشـ ْر ُاأل ْ ُو ْ‬ ‫‪ ،‬ظْا ْل‪ :‬ا ُعت ْ ْك ْ‬
‫اخ ِر‪ ،‬فْأ ْ ْم ْر‬ ‫ْت لْه أْنَّ ْها فِي ُال ْع ُشــــ ِر ُاأل ْ ْو ِ‬ ‫ض‪ ،‬ث َّم أبِين ُ‬ ‫ْاء فْق ِو ْ‬ ‫ضــــيُنْ أ ْ ْم ْر بِ ُالبِن ِ‬‫تبْانْ لْه‪ ،‬فْلْ َّما ا ُنقْ ْ‬
‫ْت ِلي لْ ُيلْـة ُال ْقـ ُد ِر‪،‬‬ ‫ْت أبِينـ ُ‬ ‫اس‪ ،‬فْ ْقـا ْل « ْيـا أْي ْهـا ال َّنـاس‪ِ ،‬انَّ ْهـا ْكـانـ ُ‬ ‫علْى ال َّنـ ِ‬ ‫ْاء ْفـأ ِعيـ ْد‪ ،‬ث َّم خ ْْر ْج ْ‬ ‫ِبـ ُالبِنـ ِ‬
‫طان‪ ،‬فْن ِسيت ْها‪ ،‬فْ ُالت ِْمسوهْا فِي‬ ‫ش ُي ْ‬ ‫ان ْم ْعه ْما ال َّ‬ ‫ْو ِانِي خ ْْرجُت ِأل ُخ ِب ْرك ُم ِب ْها‪ ،‬فْ ْجا ْء ْرج ْال ِن ْي ُحتْقَّ ِ‬
‫سـ ِة» ظْا ْل ظ ُلت‪ْ :‬يا أ ْ ْبا‬ ‫ْام ْ‬‫سـا ِب ْع ِة ْو ُالخ ِ‬ ‫ضـانْ ‪ُ ،‬الت ِْمسـوهْا ِفي التَّا ِسـ ْع ِة ْوال َّ‬ ‫اخ ِر ِم ُن ْر ْم ْ‬ ‫ُال ْع ُشـ ِر ُاأل ْ ْو ِ‬
‫اســ ـ ْعة‬ ‫ســ ـ ِعيدٍ‪ ،‬اِنَّك ُم أ ْ ُعلْم بِ ُال ْع ْد ِد ِمنَّا‪ ،‬ظْا ْل «أ ْ ْج ُل‪ ،‬نْحُن أ ْ ْحق بِذْ ِل ْك ِم ُنك ُم»‪ ،‬ظْا ْل ظ ُلت‪ْ :‬ما الت َّ ِ‬ ‫ْ‬
‫ي‬‫اح ْدة ٌ ْو ِع ُشـرونْ ‪ ،‬فْالَّتِي ت ْ ِلي ْها ثِ ُنتْي ُِن ْو ِع ُشـ ِرينْ ْو ِه ْ‬ ‫ت ْو ِ‬ ‫ضـ ُ‬ ‫سـة؟ ظْا ْل «اِذْا ْم ْ‬ ‫ْام ْ‬ ‫سـابِ ْعة ْو ُالخ ِ‬ ‫ْوال َّ‬
‫س ْو ِع ُشـرونْ‬ ‫ضـى خ ُْم ٌ‬ ‫السـابِ ْعة‪ ،‬فْإِذْا ْم ْ‬ ‫ث ْو ِع ُشـرونْ ‪ ،‬فْالَّتِي ت ْ ِلي ْها َّ‬ ‫ت ث ْ ْال ٌ‬‫ضـ ُ‬ ‫اسـ ْعة‪ ،‬فْإِذْا ْم ْ‬ ‫الت َّ ِ‬
‫سة» رواه مسلم وأحمد‪.‬‬ ‫ْام ْ‬ ‫فْالَّتِي ت ْ ِلي ْها ُالخ ِ‬
‫‪113‬‬
‫تبقى ليلة أربع وعشا ا ا ا ا ارين‪ ،‬وخامسا ا ا ا ا ااة تبقى ليلة سا ا ا ا ا اات وعشا ا ا ا ا ارين‪ ،‬و‪،‬لثة تبقى ليلة ان‬
‫تسعا وعشرين‪ ،‬ف ااتاسعة تبقى ليلة‬
‫ً‬ ‫الشهر‬ ‫كان‬ ‫وإن‬ ‫‪،‬‬ ‫وعشرين‪ ،‬وواحدة تبقى آخر ليلة(‪)511‬‬

‫إحدى وعشرين‪ ،‬ويستوي على هذا التقدير الوتر ابعتبار ما مضى وما بقي(‪ ،)512‬وأرجاها‬
‫ليلة الساابع والعشارين(‪ ،)513‬ويليها ساابعة تبقى(‪ ،)514‬إما ليلة ثالث وعشارين(‪ )515‬أو أربع‬
‫وعش ا ا ا ا ارين(‪ ،)516‬فليلة القدر متنقلة يف ليايل العش ا ا ا ا اار‪ ،‬فال جنزم لليلة بعينها أهنا ليلة القدر‬

‫(‪ )511‬يقول شـيخ اإلسـالم "لتاسـعة تبقى لسـابعة تبقى لخامسـة تبقى لثالثة تبقى‪ ،‬فعلى هذا‬
‫اذا كان الشــهر ثالثين يكون ذلك ليالي األشــفاع‪ ،‬وتكون االثنين والعشــرين تاســعة تبقى‬
‫وليلة أربث وعشـرين سـابعة تبقى‪ ،‬وهكذا فسـره أبو سـعيد الخدري في الحديث الصـحيح‪،‬‬
‫وهكذا أظام النبي ‪ ‬في الشــهر‪ ،‬وان كان الشــهر تس ـ ًعا وعشــرين كان التاريخ بالباظي‪،‬‬
‫كالتاريخ الماضي"‪.‬‬
‫(‪ )512‬لما ذكرنا في النقطة السـابقة‪ ،‬وعن عبد الرحمن بن ْجوشـْن‪ ،‬ظْا ْل‪ :‬ذْ ْك ُرت لْ ُيلْةْ ُالقْ ُد ِر‬
‫اخ ِر‪،‬‬ ‫ع ُشـ ِر ُاأل ْ ْو ِ‬ ‫سـ ِم ُعت ْرسـو ْل هللاِ ‪ ‬اِ َّال فِي ْ‬ ‫ِع ُن ْد أْبِي بْ ْك ْرة ْ‪ ،‬فْقْا ْل‪ْ :‬ما أْنْا بِم ُلت ِْم ِسـ ْها بْ ُع ْد ْما ْ‬
‫اخ ِر‪ ،‬فِي ُال ِو ُت ِر ِم ُنه" ْظا ْل‪ْ :‬ف ْكانْ أْبو‬ ‫"الت ِْمسـوهْا فِي ُال ْع ُش ِر ُاأل ْ ْو ِ‬ ‫سـ ِم ُعت ْرسـو ْل هللاِ ‪ْ ‬يقول ُ‬ ‫ْ‬
‫سـنْ ِة فْإِذْا ْد ْخ ْل ُال ْع ُشـر اجُ ت ْ ْه ْد"‬ ‫صـ ْالتِ ِه فِي ْ‬
‫سـائِ ِر ال َّ‬ ‫ضـانْ ْك ْ‬ ‫صـ ِلي فِي ُال ِع ُشـ ِرينْ ِم ُن ْر ْم ْ‬ ‫بْ ْك ْرة ْ "ي ْ‬
‫رواه أحمد والترمذي وظال حسن صحيح‪ ،‬وصححه األلباني‪.‬‬
‫ي اللَّ ُي ْلـة الَّتِي أ ْ ْم ْرنـْا‬‫«وهللاِ ِانِي ْأل ْ ُعلْم ْهـا‪ْ ،‬وأ ْ ُكثْر ِع ُل ِمي ِه ْ‬ ‫ب ‪ْ ‬ظـا ْل ْ‬ ‫ع ُن أ ْبي ِ ب ُِن ْك ُعـ ٍ‬ ‫(‪ْ )513‬‬
‫سب ٍُث ْو ِع ُش ِرينْ » رواه مسلم وأحمد‪.‬‬ ‫ي لْ ُيلْة ْ‬ ‫ام ْها ِه ْ‬ ‫ْرسول هللاِ ‪ ‬بِ ِقيْ ِ‬
‫سـب ٍُث ْي ُبقْيُنْ " رواه أحمد‬ ‫ضـينْ ‪ ،‬أ ْ ُو ْ‬ ‫سـب ٍُث ْي ُم ِ‬‫ي ِفي ُال ْع ُشـ ِر‪ِ ،‬في ْ‬ ‫( ) ظْا ْل ْرسـول هللاِ ‪ِ " ‬ه ْ‬
‫‪514‬‬

‫وصححه‪.‬‬
‫صـ ِبي ْحت ْ ْها أْسـُ جد فِي ْماءٍ ‪،‬‬ ‫"رأْيُت لْ ُيلْةْ ُالقْ ُد ِر ث َّم أ ُن ِسـيت ْها‪ْ ،‬وأ ْرانِي ْ‬ ‫(‪ )515‬ظْا ْل ْرسـو ْل هللاِ ‪ْ ‬‬
‫اء‪،‬‬ ‫ا ْو ِا َّن أْث ْ ْر ُال ْم ِ‬ ‫صـلَّى بِنْا ْرسـول هللاِ ‪ ‬فْا ُن ْ‬
‫صـ ْر ْ‬ ‫ث ْو ِع ُشـ ِرينْ ‪ ،‬فْ ْ‬ ‫ين‪ ،‬فْم ِط ُرنْا لْ ُيلْةْ ث ْ ْال ٍ‬
‫ْو ِط ٍ‬
‫علْى ْج ُب ْهتِ ِه ْوأ ْ ُن ِف ِه" رواه أحمد ومسلم‪ ،‬وللحديث الذي في النقطة السابقة‪.‬‬ ‫ين ْ‬
‫الط ِ‬
‫ْو ِ‬
‫(‪ )516‬ظْا ْل ْرسـ ـول َّ ِ ‪« ‬لْ ُيلْة ُالقْ ُد ِر لْ ُيلْة أ ْ ُربْ ٍث ْو ِع ُشـ ـ ِرينْ » رواه أبو داود الطيالســـي‬
‫ي فِي ُال ْع ُشـ ِر‪،‬‬ ‫َّاس ‪ :‬ظْا ْل ْرسـول هللاِ ‪ِ « ‬ه ْ‬ ‫عب ٍ‬‫وظال شـيخ اإلسـالم اسـناده جيد‪ ،‬ظْا ْل ابُن ْ‬
‫‪114‬‬
‫على اإلطال ‪ ،‬بال هي مبهماة يف العش ا ا ا ا ا اار(‪ ،)517‬وينبين على ذلاك‪ :‬أناه لو ناذر قياام ليلاة‬
‫القادر لزماه‪ ،‬ومل جيزئاه يف غريهاا‪ ،‬فيلزماه قياام لياايل العش ا ا ا ا ا اار كلهاا(‪ ،)518‬ولو علق عتااقًاا أو‬
‫طالقًا بليلة القدر قبل دخول العش ا ا ا ا اار‪ ،‬حكم به إذا انقض ا ا ا ا ااى العش ا ا ا ا اار‪ ،‬وإن كان يف أثناء‬
‫العشر‪ ،‬مل حيكم به ح ينصرم العشر من العام القابل(‪.)519‬‬
‫وعالمتها أن الشاامس تطلع يومئذ ال شااعاع هلا‪ ،‬كأهنا الطساات ح ترتفع(‪ ،)520‬وروي ‪-‬‬
‫ضا ا ا ا ا ا اا‪ -‬يف عالمااهتاا أهناا ليلاة بلجاة منرية سا ا ا ا ا ا اااكناة ال قوياة احلر وال قوياة الثد(‪ ،)521‬وقاد‬
‫أي ً‬
‫يكش اافها هللا لبعض الناس يف املنام أو اليقظة‪ ،‬فريى أنوارها‪ ،‬أو يرى من يقول له هذه ليلة‬

‫َّاس‪ُ :‬الت ِْمسـوا فِي‬ ‫عب ٍ‬ ‫سـب ٍُث يْ ُبقْيُنْ »‪ ،‬يْ ُعنِي لْ ُيلْةْ ُالقْ ُد ِر‪ ،‬ظال اب ُِن ْ‬ ‫ضـينْ ‪ ،‬أ ْ ُو فِي ْ‬ ‫ي فِي تِ ُسـ ٍث يْ ُم ِ‬ ‫ِه ْ‬
‫أ ْ ُربْ ٍث ْو ِع ُش ِرينْ ‪ ،‬رواه البخاري في صحيحه‪.‬‬
‫(‪ )517‬جم ًعا بين األحاديث الماضية‪ ،‬وأن كل حديث كان في سنة‪.‬‬
‫(‪ )518‬يقول شيخ اإلسالم "كمن نذر ونسي صالة من يوم ال يعلم عينها"‪.‬‬
‫(‪ )519‬ألن ليلة القدر تنتقل‪.‬‬
‫احبْنْا‪،‬‬ ‫ص ِ‬‫ع ُن لْ ُيلْ ِة ُالقْ ُد ِر‪ ،‬فْإِ َّن ْ‬‫ب‪ :‬أْبْا ُالم ُنذ ِِر‪ ،‬أ ْ ُخبِ ُرنِي ْ‬ ‫ع ُن ِز ٍر ظْا ْل‪ :‬ظ ُلت ِألبْي ِ ب ُِن ْك ُع ٍ‬ ‫(‪ْ )520‬‬
‫ص ُب ْها‪ ،‬فْقْا ْل‪ :‬يْ ُر ْحم هللا أْبْا ْ‬
‫ع ُب ِد‬ ‫ع ُن ْها‪ ،‬ظْا ْل‪ْ :‬م ُن يْق ِم ُال ْح ُو ْل ي ِ‬ ‫يْ ُعنِي ابُنْ ْمسُعودٍ‪ْ ،‬كانْ اِذْا سئِ ْل ْ‬
‫ســــب ٍُث‬ ‫ضــــانْ ‪ْ ،‬ولْ ِك ُن أ ْ ْحبَّ أ ْ ُن ْال يْت َّ ِكلوا‪ْ ،‬و ِانَّ ْها لْ ُيلْة ْ‬ ‫ع ِل ْم أْنَّ ْها فِي ْر ْم ْ‬ ‫الرحُ ْم ِن‪ ،‬أ ْ ْما ْوهللاِ لْقْ ُد ْ‬ ‫َّ‬
‫ت ذْ ِل ْك؟ ظْا ْل‪ِ :‬ب ُاآليْ ِة الَّتِي ظْا ْل لْنْا ْرسـول هللاِ‬ ‫ْو ِع ُشـ ِرينْ لْ ُم يْ ـُس تْثُ ِن‪ ،‬ظ ُلت‪ :‬أْبْا ُالم ُنذ ِِر‪ ،‬أْنَّى ْ‬
‫ع ِل ُم ْ‬
‫ت ْحتَّى ت ُْرت ْ ِف ْث" رواه أحمد‬ ‫ط ـُس ٌ‬ ‫ع لْ ْها‪ْ ،‬كأْنَّ ْها ْ‬ ‫شـ ُمس ْال شـ ْعا ْ‬ ‫صـبِي ْحةْ لْ ُيلْ ِة ُالقْ ُد ِر ت ُْطلث ال َّ‬ ‫‪ْ "‬‬
‫ومسلم‪.‬‬
‫اط ًعا‪،‬‬ ‫سـ ِ‬ ‫ص ـافِيْةٌ بْ ُل ْجةٌ ْكأ ْ َّن فِي ْها ظْ ْم ًرا ْ‬ ‫ارة ْ لْ ُيلْ ِة ُالقْ ُد ِر أْنَّ ْها ْ‬
‫(‪ )521‬ظْا ْل ْرس ـول هللاِ ‪ِ " ‬ا َّن أ ْ ْم ْ‬
‫ب أ ْ ُن ي ُر ْمى بِ ِه فِي ْها ْحتَّى ت ُ‬
‫صـبِ ْح‪ْ ،‬واِ َّن‬ ‫وال ْح َّر‪ْ ،‬و ْال يْ ِحل ِل ْك ُو ْك ٍ‬ ‫اجيْةٌ ْال بْ ُر ْد فِي ْها‪ْ ،‬‬ ‫سـ ِ‬ ‫سـا ِكنْةٌ ْ‬ ‫ْ‬
‫ُس لْ ْها شـ ْعاعٌ ِمثُ ْل ُالقْ ْم ِر لْ ُيلْةْ ُالبْ ُد ِر‪ْ ،‬ال يْ ِحل‬ ‫صـبِي ْحت ْ ْها ت ُْخرج م ـُس ت ْ ِويْةً لْي ْ‬ ‫س ْ‬ ‫ارت ْ ْها أ ْ َّن ال َّ‬
‫شـ ُم ْ‬ ‫أ ْ ْم ْ‬
‫ان أ ْ ُن يْ ُخر ْج ْم ْع ْهـا يْ ُو ْم ِئـذٍ" رواه أحمـد وأعـل بـاالنقطـاع وال يمنث االحتجـاج عنـدنـا‬ ‫طـ ِ‬ ‫لشــــ ُي ْ‬
‫ِل َّ‬
‫ع ُن ْرســـو ِل هللاِ ‪ ‬ظْا ْل «لْ ُيلْة‬ ‫كما بينا في المقدمة‪ ،‬وصـــححه الضـــياء في المختارة‪ ،‬و ْ‬
‫ط ْر‪ْ ،‬و ْال ِري ْح‪ْ ،‬و ْال ي ُر ْمى فِي ْهـا‬ ‫اب فِي ْهـا‪ْ ،‬و ْال ْم ْ‬ ‫ســــ ْحـ ْ‬ ‫ار ْدةٌ‪ْ ،‬و ْال ْ‬ ‫ُال ْقـ ُد ِر بْ ُل ْجـةٌ‪ْ ،‬ال ْحـ َّ‬
‫ارة ٌ ْو ْال ْبـ ِ‬
‫ع لْ ْها» رواه الطبراني وحسنه األلباني‪.‬‬ ‫ش ُمس ْال ش ْعا ْ‬ ‫ع ْال ْم ِة يْ ُوم ْها ت ُْطلث ال َّ‬ ‫ِبنْج ٍُم‪ْ ،‬و ِم ُن ْ‬
‫‪115‬‬
‫القدر‪ ،‬وقد يفتح على قلبه من املشااهدة ما يتبني به األمر‪ ،‬ومن وافق ليلة القدر اساتحب‬
‫أن يقول "اللهم إنك عفو حتب العفو فاعف عين"(‪.)522‬‬
‫وحيص اال النص اايب من ليلة القدر إذا قام مع اإلمام ح ينص اارف(‪ ،)523‬ومن ش ااهد العش اااء‬
‫ليلة القدر يف مجاعة فقد أخذ بظه منها(‪ ،)524‬ويستحب االجتهاد يف العشر مطل ًقا(‪.)525‬‬

‫شـ ـة ‪ :‬يْا ْرسـ ـو ْل هللاِ ِا ُن ْوافْ ُقت لْ ُيلْةْ ُالقْ ُد ِر بِ ْم أ ْ ُدعو؟ ظْا ْل "ظو ِلي‪ :‬الله َّم‬ ‫عائِ ْ‬ ‫ت ْ‬ ‫(‪ )522‬ظْالْ ُ‬
‫عنِي" رواه أحمد والترمذي وظال حســن صــحيح وصــححه‬ ‫عف ٌّو ت ِحب ُال ْع ُف ْو‪ ،‬فْاعُا ْ‬ ‫ِانَّ ْك ْ‬
‫األلباني‪.‬‬
‫شـــ ُيئًا ِمنْ‬ ‫ضـــانْ فْلْ ُم يْق ُم بِنْا ْ‬ ‫ع ُن أْبِي ذْ ٍر ‪ ‬ظْا ْل‪ :‬صـــ ُمنْا ْم ْث ْرســـو ِل هللاِ ‪ْ ‬ر ْم ْ‬ ‫(‪ْ )523‬‬
‫ْب ثلث‬ ‫ام بِنْا ْرسـول هللاِ ‪ْ ‬حتَّى ْكا ْد أ ْ ُن يْ ُذه ْ‬ ‫الشـ ُه ِر‪ْ ،‬حتَّى اِذْا ْكانْ لْ ُيلْة أ ْ ُربْ ٍث ْو ِع ُشـ ِرينْ ‪ ،‬ظْ ْ‬ ‫َّ‬
‫ام ِبنْا ْرسول‬ ‫ت ْو ِع ُش ِرينْ ‪ ،‬ظْ ْ‬ ‫ت اللَّ ُيلْة الَّ ِتي ت ْ ِلي ْها‪ ،‬لْ ُم ْيق ُم ِبنْا‪ ،‬فْلْ َّما ْكان ُ‬
‫ْت لْ ُيلْة ِس ٍ‬ ‫اللَّ ُي ِل‪ ،‬فْلْ َّما ْكانْ ِ‬
‫طر اللَّ ُي ِل‪ ،‬ظْا ْل‪ :‬ظ ُلت‪ْ :‬يا ْرسـو ْل هللاِ‪ ،‬لْ ُو نْفَّ ُلتْنْا ْب ِقيَّةْ لْ ُيلْ ِتنْا ْه ِذ ِه‬ ‫شـ ُ‬‫ْب ْ‬ ‫هللاِ ‪ْ ‬حتَّى ْكا ْد أ ْ ُن ْي ُذه ْ‬
‫ت اللَّ ُيلْة‬ ‫ب لْه ظِ ْيام لْ ُيلْةٍ"‪ ،‬فْلْ َّما ْكانْ ِ‬ ‫ا‪ ،‬ح ِسـ ْ‬ ‫صـ ِر ْ‬ ‫اإل ْم ِام ْحتَّى ْي ُن ْ‬ ‫ام ْم ْث ُ ِ‬ ‫الرج ْل ِاذْا ظْ ْ‬ ‫"ال‪ِ ،‬ا َّن َّ‬ ‫ظْا ْل ْ‬
‫ان ْو ِع ُشـ ِرينْ ‪ْ ،‬ج ْم ْث ْرسـول هللاِ ‪ ‬أ ْ ُهلْه ْوا ُجت ْ ْم ْث‬ ‫ْت لْ ُيلْة ث ْ ْم ٍ‬ ‫الَّتِي ت ْ ِلي ْها لْ ُم ْيق ُم ِبنْا‪ ،‬فْلْ َّما أ ْ ُن ْكان ُ‬
‫صــــلَّى بِنـْا ْرســــول هللاِ ‪ْ ‬حتَّى ْكـا ْد يْفوتنـْا ُالفْ ْالح‪ ،‬ظ ُلـت‪ْ :‬و ْمـا ُالفْ ْالح؟ ْظـا ْل‪:‬‬ ‫لْـه النَّـاس فْ ْ‬
‫الشـــ ُه ِر" رواه أحمد وأبو داود وصـــححه‬ ‫شـــ ُيئًا ِمنْ َّ‬ ‫الســـحور‪ ،‬ث َّم لْ ُم يْق ُم بِنْا يْا ابُنْ أ ْ ِخي ْ‬
‫األلباني‪.‬‬
‫ضـانْ فْقْ ُد أ ْ ُد ْر ْك‬ ‫ع ٍة فِي ْر ْم ْ‬ ‫شـا ْء ُاآل ِخ ْرة ْ فِي ْج ْما ْ‬ ‫صـلَّى ُال ِع ْ‬ ‫(‪ )524‬ظْا ْل ْرسـول َّ ِ ‪ْ « ‬م ُن ْ‬
‫لْ ُيلْةْ ُالقْ ُد ِر» صـــححه ابن خزيمة وضـــعفه األلباني بجهالة راو‪ ،‬وعن ْما ِلك أْنَّه بْلْىْه أ ْ َّن‬
‫ش ا ْء لْ ُيلْ ِة ُالقْ ُد ِر‪ ،‬فْقْ ُد أ ْ ْخذْ بِ ْح ِظ ِه ِم ُن ْها" رواه مالك‬ ‫ش ِه ْد ُال ِع ـْ‬
‫ب ْكانْ يْقول‪ْ :‬م ُن ـْ‬ ‫سـيَّ ِ‬ ‫سـ ِعي ْد بُنْ ُالم ْ‬ ‫ْ‬
‫ب ظْا ْل « ْم ُن‬ ‫سـ ِي ِ‬ ‫ع ِن اب ُِن ُالم ْ‬ ‫في الموطأ والبيهقي في السـنن واسـتشـهد به شـيخ اإلسـالم‪ ،‬و ْ‬
‫ْصي ْبه ِم ُن ْها» رواه ابن أبي شيبة‪.‬‬ ‫ع ٍة لْ ُيلْةْ ُالقْ ُد ِر‪ ،‬فْقْ ُد أ ْ ْخذْ ن ِ‬‫ب ْو ُال ِعشْا ْء فِي ْج ْما ْ‬ ‫صلَّى ُال ْم ُى ِر ْ‬ ‫ْ‬
‫شـــ َّد ِمئُزْ ْره‪ْ ،‬وأْحُ ْيا لْ ُيلْه‪،‬‬ ‫ت « ْكانْ النَّ ِبي ‪ِ ‬اذْا ْد ْخ ْل ُال ْع ُشـــر ْ‬ ‫شـــةْ ‪ ‬ظْالْ ُ‬ ‫عائِ ْ‬ ‫ع ُن ْ‬ ‫(‪ْ )525‬‬
‫ظ أ ْ ُهلْه» متفق عليه‪.‬‬ ‫ْوأ ْ ُيقْ ْ‬
‫‪116‬‬
‫وليلة اإلسا ا اراء أفضا ا اال يف حق النيب ‪ ‬وليلة القدر أفضا ا اال ابلنسا ا اابة إىل األمة(‪ ،)526‬وأايم‬
‫عش ا ا اار ذي احلجة أفض ا ا اال من أايم العش ا ا اار من رمض ا ا ااان(‪ ،)527‬والليايل العش ا ا اار األواخر من‬
‫رمضا ااان أفضا اال من ليايل عشا اار ذي احلجة(‪ ،)528‬وأفضا اال أايم األسا اابوع يوم اامعة(‪،)529‬‬
‫وأفض اال أايم العام‪ :‬يوم النحر(‪ ،)530‬ورمض ااان أفض اال الش ااهور(‪ ،)531‬ويكفر من فض اال رجبًا‬

‫(‪ )526‬يقول شــيخ اإلســالم "فحظ النبي ‪ ‬الذي اختص به ليلة المعراج منها أكمل من‬
‫حظـه من ليـالي القـدر‪ ،‬وحظ األمـة من ليلـة القـدر أكمـل من حظهم من ليلـة المعراج‪ ،‬وان‬
‫كان لهم فيها أعظم حظ‪ ،‬لكن الفضــــل والشــــرا والرتبة العليا انما حصــــلت فيها لمن‬
‫أسري به ‪."‬‬

‫صا ِلح فِي ْها أ ْ ْحب ِالْى َّ ِ ِم ُن ْه ِذ ِه ُاألْي َِّام»‬‫(‪ )527‬ظْا ْل ْرسول َّ ِ ‪ْ « ‬ما ِم ُن أْي ٍَّام ُال ْع ْمل ال َّ‬
‫س ِبي ِل َّ ِ؟ ظْا ْل « ْو ْال ُال ِج ْهاد فِي‬ ‫َّام ُال ْع ُش ِر‪ ،‬ظْالوا‪ :‬يْا ْرسو ْل َّ ِ‪ْ ،‬و ْال ُال ِج ْهاد فِي ْ‬ ‫يْ ُعنِي أْي ْ‬
‫ش ُيءٍ » رواه أحمد وأبو داود‬ ‫س ِبي ِل َّ ِ‪ِ ،‬ا َّال ْرج ٌل خ ْْر ْج ِبنْ ُف ِس ِه ْو ْما ِل ِه‪ ،‬فْلْ ُم ْي ُر ِج ُث ِم ُن ذْ ِل ْك ِب ْ‬
‫ْ‬
‫وصححه األلباني‪.‬‬
‫(‪ )528‬ظال ابن القيم "واذا تأمل الفاضــل اللبيب هذا الجواب‪ ،‬وجده شــافيًا كافيًا فإنه ليس‬
‫من أيام العمل فيها أحب الى هللا من أيام عشــــر ذي الحجة وفيها‪ :‬يوم عرفة ويوم النحر‬
‫ويوم التروية‪ ،‬وأما ليالي عشـــر رمضـــان فهي ليالي اإلحياء التي كان رســـول هللا ‪‬‬
‫يحييها كلها‪ ،‬وفيها ليلة خير من ألا شـــهر‪ ،‬فمن أجاب بىير هذا التفصـــيل لم يمكنه أن‬
‫يدلي بحجة صحيحة"‪.‬‬
‫الشــ ُمس يْ ُوم ُالجم ْع ِة‪ ،‬فِي ِه خ ِلقْ آ ْدم‪ْ ،‬وفِي ِه‬
‫ت فِي ِه َّ‬ ‫طلْ ْع ُ‬ ‫(‪ )529‬ظْا ْل ْرســول هللاِ ‪ْ " ‬خيُر يْ ُو ٍم ْ‬
‫أ ُد ِخ ْل ُال ْجنَّةْ‪ْ ،‬وفِي ِه أ ُخ ِر ْج ِم ُن ْها" رواه أحمد ومسلم‪.‬‬
‫ظ ْم ُاألْيـَّ ِام ِع ُنـ ْد َّ ِ ‪ ‬يْ ُوم النَّح ُِر‪ ،‬ث َّم يْ ُوم ُالقْ ِر» ْظـا ْل‬
‫ع ِن النَّبِي ِ ‪ْ ‬ظـا ْل «اِ َّن أ ْ ُع ْ‬
‫(‪ْ )530‬‬
‫سى‪ ،‬ظْا ْل ث ْ ُو ٌر‪ْ :‬وه ْو ُاليْ ُوم الثَّانِي‪ ،‬رواه أحمد وأبو داود وصححه األلباني‪.‬‬ ‫ِعي ْ‬
‫علْيُك ُم ِ‬
‫ص ْيا ْمه‪،‬‬ ‫ض هللا ْ‬ ‫ار ٌك‪ ،‬ا ُفت ْْر ْ‬ ‫ش ُه ٌر م ْب ْ‬
‫ضان‪ْ ،‬‬ ‫(‪ )531‬ظْا ْل ْرسول هللاِ ‪" ‬ظْ ُد ْجا ْءك ُم ْر ْم ْ‬
‫اطين‪ ،‬فِي ِه لْ ُيلْةٌ ْخي ٌُر ِم ُن‬
‫ش ْي ِ‬ ‫ت ُفت ْح فِي ِه أْب ُْواب ُال ْجنَّ ِة‪ْ ،‬وت ُىلْق فِي ِه أْب ُْواب ُال ْج ِح ِيم‪ْ ،‬وتىْل فِي ِه ال َّ‬
‫ش ُه ٍر‪ْ ،‬م ُن ح ِر ْم ْخي ُْرهْا‪ ،‬فْقْ ُد ح ِر ْم" رواه أحمد والنسائي وصححه األلباني‪ ،‬ولم يقل‬ ‫ا ْ‬ ‫أ ْ ُل ِ‬
‫‪ ‬هذا في غيره من األشهر‪.‬‬
‫‪117‬‬
‫عليه(‪ ،)532‬ومكة أفض ا اال بقاع هللا(‪ ،)533‬والص ا ااالة وغريها من القرب مبكة أفض ا اال‪ ،‬واجملاورة‬
‫مبكان يكثر فيه إميانه وتقواه أفضاال حيث كان‪ ،‬وتضاااعف الساايئة واحلساانة مبكان أو زمان‬
‫فاضل(‪.)534‬‬

‫عا به في الشرع‪.‬‬ ‫(‪ )532‬خالا مقطو ً‬


‫(‪ )533‬لما في فضــل الصــالة في المســجد الحرام عن غيره من بقاع األرض كما ســيأتي‬
‫في ‪ ،602‬ولىير ذلك من األدلة‪ ،‬يقول شيخ اإلسالم "وال أعلم أح ًدا فضل تربة النبي ‪‬‬
‫على الكعبة اال القاضي عياض‪ ،‬ولم يسبقه اليه أحد وال وافقه"‪.‬‬
‫ي ِم ُن أ ْ ُن‬
‫ْطيئ ْ ٍة بِر ُكبْةْ أ ْ ْحب اِلْ َّ‬
‫س ُب ِعينْ خ ِ‬ ‫ب ‪" ‬أ ْ ُن أ ُخ ِط ْ ْ‬ ‫ْطا ِ‬ ‫(‪ )534‬ظْا ْل ع ْمر بُنْ ُالخ َّ‬
‫اح ْدة ً بِ ْم َّكةْ" رواه عبد الرزا ‪ ،‬وضعا النقطاعه وال يمنث االحتجاج‬ ‫ْطيئْةً ْو ِ‬
‫أ ُخ ِط ْ خ ِ‬
‫اص بِ ْع ْرفْةْ‪ْ ،‬و ْم ُن ِزله فِي ُال ِح ِل‪،‬‬ ‫ع ُم ِرو ب ُِن ُال ْع ِ‬ ‫ع ُب ْد َّ ِ بُنْ ْ‬ ‫به‪ ،‬وعن م ْجا ِه ٍد ظال‪ْ :‬رأْيُت ْ‬
‫ْطيئ ْةْ أ ْ ُع ْ‬
‫ظم‬ ‫ضل‪ْ ،‬و ُالخ ِ‬ ‫"أل ْ َّن ُال ْع ْم ْل فِي ِه أ ْ ُف ْ‬
‫ص َّاله فِي ُال ْح ْر ِم‪ ،‬فْ ِقي ْل لْه‪ِ :‬ل ْم ت ْ ُف ْعل ْهذْا؟ فْقْا ْل ِ‬
‫ْوم ْ‬
‫فِي ِه" رواه عبد الرزا ‪.‬‬
‫‪118‬‬
‫فصل‪ :‬يف األعياد واملواسم وعاداهتم‬
‫مجع الناس للطعام يف العيدين وأايم التش ا اريق س ا اانة وهو من ش ا ااعائر اإلس ا ااالم(‪ ،)535‬وإعانة‬
‫اائما فله مثل أجره من‬
‫الفقراء ابإلطعام يف ش ااهر رمض ااان من س اانن اإلس ااالم‪ ،‬ومن فطر ص ا ً‬
‫غري أن ينقص من أجره شيء(‪ ،)536‬واملراد بتفطريه أن يشبعه(‪.)537‬‬
‫أما اختاذ موسا ا اام غري املواسا ا اام الشا ا اارعية كبعض ليايل شا ا ااهر ربيع األول اليت يقال‪ :‬إهنا ليلة‬
‫املولااد أو بعض ليااايل رجااب أو ‪،‬من عش ا ا ا ا ا اار ذي احلجااة أو أول مجعااة من رجااب‪ ،‬فمن‬
‫الباادع(‪ ،)538‬و‪،‬من شا ا ا ا ا ا اوال الااذي يس ا ا ا ا ا ااميااه ااهااال عيااد األبرار ليس عيا ًادا ال لألبرار وال‬
‫عيدا وال حيدث فيه شاايئًا من شااعائر األعياد(‪ ،)539‬وما‬
‫للفجار‪ ،‬وال جيوز ألحد أن يعتقده ً‬
‫يفعله الناس يف يوم عاش ااوراء‪ ،‬من املص ااافحة أو طبخ احلبوب وإظهار الس اارور وغري ذلك‪،‬‬
‫واختاذ طعام خارج عن العادة إما حبوب وإما غري حبوب‪ ،‬وجتديد لباس أو توس ا ا ا ا اايع نفقة‬
‫أو اشرتاء حوائج العام ذلك اليوم أو فعل عبادة خمتصة؛ كصالة خمتصة به‪ ،‬أو قصد الذبح‬

‫اإلسـالم "سـنها رسـول هللا ‪ ‬للمسـلمين"‪ ،‬ولعل دليله الحديث الذي في‬ ‫(‪ )535‬يقول شـيخ ٍ‬
‫النقطة القادمة‪.‬‬
‫غي ُْر أْنَّه ْال يْ ُنقص ِم ُن‬ ‫صـــائِ ًما ْكانْ لْه ِمثُل أ ْ ِ‬
‫جُر ِه‪ْ ،‬‬ ‫(‪ )536‬ظْا ْل ْرســـول َّ ِ ‪ْ « ‬م ُن فْ َّ‬
‫ط ْر ْ‬
‫ش ُيئًا» رواه أحمد والترمذي وظال حسن صحيح وصححه األلباني‪.‬‬ ‫أْج ُِر ال َّ‬
‫صائِ ِم ْ‬
‫(‪" )537‬وظال بعض العلماء‪ :‬المراد بتفطيره أن يشبعه ألن هذا هو الذي ينفث الصائم‬
‫طول ليله وربما يستىني به عن السحور" شرح رياض الصالحين البن عثيمين‬
‫‪.315/5‬‬
‫(‪ )538‬ال دليل عليها من كتاب وال ســنة‪ ،‬ويقول شــيخ اإلســالم "لم يســتحبها الســلا ولم‬
‫يفعلوها"‪.‬‬
‫عا‪ ،‬وال شـعائره شـعائر‬ ‫(‪ )539‬يقول شـيخ اإلسـالم عن ثامن شـوال "فإنه ليس بعيد اجما ً‬
‫العيد"‪.‬‬
‫‪119‬‬
‫أو ادخار حلوم األضااحي ليطبخ هبا احلبوب أو االكتحال أو االختضااب أو االغتساال أو‬
‫التصافح أو التزاور أو زايرة املساجد واملشاهد و‪،‬و ذلك‪ ،‬فهذا من البدع املنكرة (‪.)540‬‬

‫(‪ )540‬يقول شيخ اإلسالم "لم يرد في شيء من ذلك حديث صحيح عن النبي ‪ ‬وال عن‬
‫أصــحابه‪ ،‬وال اســتحب ذلك أحد من أئمة المســلمين ال األئمة األربعة وال غيرهم‪ ،‬وال‬
‫روى أهل الكتب المعتمدة في ذلك شــيئًا ال عن النبي ‪ ‬وال الصــحابة وال التابعين‪ ،‬ال‬
‫صـحي ًحا وال ضـعيفًا‪ ،‬ال في كتب الصـحيح وال في السـنن وال المسـانيد‪ ،‬وال يعرا شـيء‬
‫من هـذه األحـاديـث على عهـد القرون الفـاضــــلـة‪ ،‬ولكن روى بعض المتـأخرين في ذلـك‬
‫أحاديث مثل ما رووا أن من اكتحل يوم عاشــوراء لم يرمد من ذلك العام‪ ،‬ومن اغتســل‬
‫يوم عـاشـــــوراء لم يمرض ذلـك العـام‪ ،‬وأمثـال ذلـك‪ ،‬ورووا فضـــــائـل في صـــــالة يوم‬
‫عاشــوراء‪ ،‬ورووا أن في يوم عاشــوراء توبة آدم واســتواء الســفينة على الجودي ورد‬
‫يوســـــا على يعقوب وانجـاء ابراهيم من النـار وفداء الذبيح بالكب ‪ ،‬ونحو ذلك‪ ،‬ورووا‬
‫في حديث موضـوع مكذوب على النبي ‪{ ‬أنه من وسـث على أهله يوم عاشـوراء وسـث‬
‫هللا عليه ســـائر الســـنة}‪ ،‬ورواية هذا كله عن النبي ‪ ‬كذب‪ ،‬ولكنه معروا من رواية‬
‫سـفيان بن عيينة عن ابراهيم بن محمد بن المنتشـر عن أبيه ظال {بلىنا أنه من وسـث على‬
‫أهله يوم عاشـوراء وسـث هللا عليه سـائر سـنته}‪ ،‬وابراهيم بن محمد بن المنتشـر من أهل‬
‫الكوفة‪ ،‬وأهل الكوفة كان فيهم طائفتان طائفة رافضــــة يظهرون مواالة أهل البيت وهم‬
‫في الباطن اما مالحدة زنادظة واما جهال وأصـــحاب هوى‪ ،‬وطائفة ناصـــبة تبىض عليًا‬
‫وأصــحابه لما جرى من القتال في الفتنة ما جرى ‪ ...‬فصــارت طائفة جاهلة ظالمة‪ :‬اما‬
‫ملحدة منافقة‪ ،‬واما ضـــالة غاوية‪ ،‬تظهر مواالته ومواالة أهل بيته‪ ،‬تتخذ يوم عاشـــوراء‬
‫يوم مـأتم وحزن ونيـاحـة وتظهر فيـه شــــعـار الجـاهليـة من لطم الخـدود وشـــــق الجيوب‬
‫والتعزي بعزاء الجـاهليـة ‪ ...‬فعـارض ه الء ظوم امـا من النواصـــــب المتعصـــــبين على‬
‫الحســين وأهل بيته‪ ،‬واما من الجهال الذين ظابلوا الفاســد بالفاســد والكذب بالكذب والشــر‬
‫بالشـــر والبدعة بالبدعة فوضـــعوا اآلثار في شـــعائر الفرح والســـرور يوم عاشـــوراء‬
‫كاالكتحال واالختضـاب وتوسـيث النفقات على العيال وطبخ األطعمة الخارجة عن العادة‬
‫ونحو ذلك مما يفعل في األعياد والمواسـم‪ ،‬فصـار ه الء يتخذون يوم عاشـوراء موسـ ًما‬
‫كمواســـــم األعيـاد واألفراح‪ ،‬وأولئـك يتخـذونـه مـأت ًمـا يقيمون فيـه األحزان واألتراح‪ ،‬وكال‬
‫جهال وأظهر‬‫الطائفتين مخطئة خارجة عن الســنة‪ ،‬وان كان أولئك أســوأ ظصــدًا وأعظم ً‬
‫ظل ًما ‪ ...‬ولم يسـن رسـول هللا ‪ ‬وال خلفا ه الراشـدون في يوم عاشـوراء شـيئًا من هذه‬
‫األمور ال شــعائر الحزن والترح وال شــعائر الســرور والفرح ‪ ...‬وال اســتحبها أحد من‬
‫‪120‬‬
‫وال جيوز ش ا ا ااهود أعياد اليهود والنص ا ا ااارى وغريهم من الكفار(‪ ،)541‬كاخلميس احلقري الذي‬
‫كبريا‪ ،‬وال حيل معاونتهم على أعيادهم إبهداء أو مبايعة أو شا ا ا اايء من مصا ا ا االحة‬
‫يسا ا ا اامونه ً‬
‫ثواب وال يعارون دابة وال يعاونون على شا ا ا ا اايء من دينهم(‪،)542‬‬
‫دما وال ً‬
‫حلما وال ً‬
‫عيدهم ال ً‬
‫وحيرم أكاال مااا ذبوه ألعيااادهم وقرابينهم ومااا يتقربون بااذبااه إىل غري هللا؛ مثاال مااا يااذبون‬

‫أئمة المســلمين ال مالك وال الثوري وال الليث بن ســعد وال أبو حنيفة وال األوزاعي وال‬
‫الشــافعي وال أحمد بن حنبل وال اســحا بن راهويه وال أمثال ه الء من أئمة المســلمين‬
‫وعلماء المســــلمين‪ ،‬وان كان بعض المتأخرين من أتباع األئمة ظد كانوا يأمرون ببعض‬
‫ذلـك ويروون في ذلـك أحـاديـث وآثـارا ويقولون‪ :‬ان بعض ذلـك صـــــحيح‪ ،‬فهم مخطئون‬
‫غالطون بال ريب عند أهل المعرفة بحقائق األمور‪ ،‬وظد ظال حرب الكرماني في مسائله‪:‬‬
‫سـئل أحمد بن حنبل عن هذا الحديث {من وسـث على أهله يوم عاشـوراء} فلم يره شـيئًا‪،‬‬
‫وأعلى ما عندهم أثر يروى عن ابراهيم بن محمد بن المنتشر عن أبيه أنه ظال‪ :‬بلىنا {أنه‬
‫من وسـث على أهله يوم عاشـوراء وسـث هللا عليه سـائر سـنته} ظال سـفيان بن عيينة جربناه‬
‫منذ سـتين عاما فوجدناه صـحي ًحا‪ ،‬وابراهيم بن محمد كان من أهل الكوفة ولم يذكر ممن‬
‫سمث هذا وال عمن بلىه‪ ،‬فلعل الذي ظال هذا من أهل البدع الذين يبىضون عليًا وأصحابه‬
‫ويريدون أن يقابلوا الرافضــة بالكذب‪ :‬مقابلة الفاســد بالفاســد والبدعة بالبدعة‪ ،‬وأما ظول‬
‫ابن عيينة‪ ،‬فإنه ال حجة فيه‪ ،‬فإن هللا سبحانه أنعم عليه برزظه وليس في انعام هللا بذلك ما‬
‫يدل على أن ســبب ذلك كان التوســيث يوم عاشــوراء‪ ،‬وظد وســث هللا على من هم أفضــل‬
‫الخلق من المهاجرين واألنصــــار‪ ،‬ولم يكونوا يقصــــدون أن يوســــعوا على أهليهم يوم‬
‫عاشوراء بخصوصه"‪.‬‬
‫ب ‪" ‬ا ُجتْنِبوا أ ْ ُع ْدا ْء هللاِ فِي ِعي ِد ِه ُم" رواه البيهقي واســتدل به‬ ‫طا ِ‬ ‫(‪ )541‬ظْا ْل ع ْمر بُن ُال ْخ َّ‬
‫شـيخ اإلسـالم جاز ًما‪ ،‬ونقل شـيخ اإلسـالم عن اإلمام أحمد ظوله "ظال هللا تعالى { ْوالَّذِينْ ْال‬
‫ور} ظال الشعانين وأعيادهم"‪.‬‬ ‫ْي ُش ْهدونْ الز ْ‬
‫(‪ )542‬يقول شـــيخ اإلســـالم "ألن ذلك من تعظيم شـــركهم وعونهم على كفرهم‪ ،‬وينبىي‬
‫علْى ُالبِ ِر ْوالت َّ ُقوى‬
‫ْعاونوا ْ‬
‫للسـالطين أن ينهوا المسـلمين عن ذلك‪ ،‬ألن هللا تعالى يقول { ْوت ْ‬
‫وان}‪ ،‬ثم ان المسـلم ال يحل له أن يعينهم على شـرب الخمور‬ ‫اإلثُ ِم ْو ُالع ُد ِ‬
‫علْى ُ ِ‬
‫ْعاونوا ْ‬
‫ْوال ت ْ‬
‫بعصرها أو نحو ذلك‪ ،‬فكيا على ما هو من شعائر الكفر‪ ،‬واذا كان ال يحل له أن يعينهم‬
‫هو فكيا اذا كان هو الفاعل لذلك"‪.‬‬
‫‪121‬‬
‫للمس ا ا ا ا ا اايح والزهرة وإن مل يس ا ا ا ا ا ااموا عليهااا غري هللا(‪ ،)543‬والااذبح مبكااان كااان فيااه عياادهم‬
‫معصية(‪.)544‬‬
‫وال حيل للمس ا االمني أن يتش ا اابهوا هبم يف ش ا اايء مما خيتص أبعيادهم؛ ال من طعام وال لباس‬
‫وال اغتس ا ا ا ااال وال إيقاد نريان وال تبطيل عادة من معيش ا ا ا ااة أو عبادة أو غري ذلك‪ ،‬وال حيل‬

‫ب}‬ ‫علْى النصـ ِ‬ ‫{و ْما ذ ِب ْح ْ‬‫( ) يقول شـيخ اإلسـالم "ظال المروزي‪ :‬ظرن على أبي عبد هللا ْ‬
‫‪543‬‬

‫{و ْما أ ِه َّل ِب ِه‬ ‫ظال (على األصـــنام) وظال (كل شـــيء ذبح على األصـــنام ال ي كل)‪ ،‬وظال ْ‬
‫ِل ْىي ُِر َّ ِ} فكـل مـا ذبح لىير هللا فال ي كـل لحمـه ‪ ...‬فـاحتجـاج أبي عبـد هللا بـاآليـة دليـل على‬
‫أن الكراهة عنده كراهة تحريم وهذا ظول عامة ظدماء األصـــحاب" اظتضـــاء الصـــراط‬
‫‪ ،54/2‬يقول شـيخ اإلسـالم "فعن أحمد روايتان‪ :‬أشـهرهما في نصـوصـه أنه ال يباح أكله‪،‬‬
‫وان لم يســـم عليه غير هللا تعالى‪ ،‬ونقل النهي عن ذلك‪ ،‬عن عائشـــة وعبد هللا بن عمر"‬
‫اظتضـاء الصـراط المسـتقيم ‪ ،.53/2‬ويقول "فلما تعارض العموم الحاظر‪ ،‬وهو ظول هللا‬
‫ْاب ِحـ ٌّل‬ ‫ط ْعـام الَّـذِينْ أوتوا ُال ِكتـ ْ‬ ‫{و ْ‬ ‫{و ْمـا أ ِهـ َّل ِبـ ِه ِل ْىي ُِر َّ ِ} والعموم المبيح‪ ،‬وهو ظولـه ْ‬ ‫تعـالى ْ‬
‫لْك ُم} اختلا العلماء في ذلك‪ ،‬واألشــبه بالكتاب والســنة‪ :‬ما دل عليه أكثر كالم أحمد من‬
‫الحظر‪ ،‬وان كان من متأخري أصــحابنا من لم يذكر هذه الرواية بحال وذلك ألن عموم‬
‫ب} عموم محفوظ لم تخص منـه‬ ‫علْى النصـــ ـ ِ‬ ‫{و ْمـا أ ِهـ َّل ِل ْىي ُِر َّ ِ ِبـ ِه ْو ْمـا ذبِ ْح ْ‬ ‫ظولـه تعـالى ْ‬
‫صـــــورة ‪ ،‬بخالا طعـام الـذين أوتوا الكتـاب‪ ،‬فـإنـه يشـــــترط لـه الـذكـاة المبيحـة‪ ،‬فلو ذكى‬
‫الكتـابي في غير المحـل المشـــــروع لم تبح ذكـاتـه‪ ،‬وألن غـايـة الكتـابي‪ :‬أن تكون ذكـاتـه‬
‫كالمســلم‪ ،‬والمســلم لو ذبح لىير هللا‪ ،‬أو ذبح باســم غير هللا لم يبح‪ ،‬وان كان يكفر بذلك‪،‬‬
‫ط ْعـامك ُم ِحـ ٌّل لْه ُم}‬ ‫ْاب ِحـ ٌّل لْك ُم ْو ْ‬‫ط ْعـام الَّـذِينْ أوتوا ُال ِكتـ ْ‬ ‫{و ْ‬
‫فكـذلـك الـذمي ألن ظولـه تعـالى ْ‬
‫سـواء‪ ،‬وهم وان كانوا يسـتحلون هذا‪ ،‬ونحن ال نسـتحله فليس كل ما اسـتحلوه حل‪ ،‬وألنه‬
‫ظد تعارض دليالن‪ ،‬حاظر ومبيح‪ ،‬فالحاظر‪ :‬أولى‪ ،‬وألن الذبح لىير هللا‪ ،‬وباســــم غيره‪،‬‬
‫ظد علمنا يقينا أنه ليس من دين األنبياء ‪ ،‬فهو من الشــرك الذي أحدثوه‪ ،‬فالمعنى الذي‬
‫ألجله حلت ذبائحهم‪ ،‬منتا في هذا" اظتضاء الصراط ‪.60/2‬‬
‫ع ُه ِد ْرسـو ِل َّ ِ ‪ ‬أ ْ ُن يْ ُن ْح ْر اِبِ ًال‬ ‫علْى ْ‬ ‫اك ‪ ‬ظْا ْل‪ :‬نْذْ ْر ْرج ٌل ْ‬ ‫ضـ َّح ِ‬‫ت ب ُِن ال َّ‬ ‫ع ُن ثْابِ ِ‬ ‫(‪ْ )544‬‬
‫ي ‪ ، ‬فْ ْقـا ْل‪ِ :‬ا ِني ْنـذْ ُرت أ ْ ُن أ ْ ُن ْح ْر ِا ِب ًال ِبب ْوا ْنـةْ‪ ،‬فْ ْقـا ْل النَّ ِبي ‪« ‬هـ ُْل ْكـانْ‬ ‫ِبب ْوا ْنـةْ ْفـأْت ْى النَّ ِب َّ‬
‫ان ُال ْجـا ِه ِل َّيـ ِة ي ُع ْبـد؟» ْظـالوا‪ْ :‬ال‪ْ ،‬ظـا ْل «هـ ُْل ْكـانْ فِي ْهـا ِعيـ ٌد ِم ُن أ ْ ُع ْيـا ِد ِه ُم؟»‪،‬‬ ‫فِي ْهـا ْوث ْ ٌن ِم ُن أ ْ ُوث ْـ ِ‬
‫ص ـ ْي ِة َّ ِ‪ْ ،‬و ْال فِي ْما‬ ‫ا ِبنْ ُذ ِر ْك‪ ،‬فْإِنَّه ْال ْوفْا ْء ِلنْ ُذ ٍر فِي ْم ُع ِ‬‫ظْالوا‪ْ :‬ال‪ ،‬ظْا ْل ْرس ـول َّ ِ ‪« ‬أ ْ ُو ِ‬
‫ْال يْ ُم ِلك ابُن آ ْد ْم» رواه أبو داود وصححه األلباني‪.‬‬
‫‪122‬‬
‫فعل وليمة وال اإلهداء وال البيع مبا يسااتعان به على ذلك ألجل ذلك‪ ،‬وال متكني الصاابيان‬
‫و‪،‬وهم من اللعب الذي يف األعياد وال إظهار زينة‪ ،‬واباملة ليس هلم أن خيص ا اوا أعيادهم‬
‫بشيء من شعائرهم‪ ،‬بل يكون يوم عيدهم عند املسلمني كسائر األايم؛ ال خيصه املسلمون‬
‫بشاايء من خصااائصااهم‪ ،‬وكذلك ختصاايصااه بطبخ األطعمة وغري ذلك من صااب البيض وما‬
‫شااابه‪ ،‬ومن ذلك ما يفعله النساااء من أخذ ور الزيتون أو االغتسااال مبائه فإن أصاال ذلك‬
‫ماء املعمودية(‪ ،)545‬ومن ذلك أيضا ااا ترك الوظائف الراتبة من الصا اانائع والتجارات أو حلق‬
‫العلم يف أايم عيادهم واختااذه يوم راحاة وفرحاة وغري ذلاك(‪ ،)546‬وإيقااد الناار والفرح هباا من‬
‫شعار اجملوس عباد النريان‪ ،‬وكل ما خصت به هذه األايم من أفعاهلم وغريها فليس للمسلم‬
‫أن يش اااهبهم يف أص االه وال يف وص اافه(‪ ،)547‬وكما ال يتش اابه هبم فال يعان املس االم املتش اابه هبم‬

‫(‪ )545‬لما ذكرناه من حكم التشبه بالكفار في ‪ 280‬من كتاب الطهارة‪.‬‬


‫(‪ )546‬يقول شــيخ اإلســالم "فإن النبي ‪ ‬نهاهم عن اليومين اللذين كانوا يلعبون فيهما‬
‫في الجاهلية‪ ،‬ونهى النبي ‪ ‬عن الذبح بالمكان اذا كان المشـركون يعبدون فيه ويفعلون‬
‫أمورا يقشعر منها ظلب الم من الذي لم يمت ظلبه‪ ،‬بل يعرا المعروا وينكر المنكر"‪.‬‬ ‫ً‬
‫(‪ )547‬يقول شـــيخ اإلســـالم "وظد ظال ‪{ ‬من تشـــبه بقوم فهو منهم}‪ ،‬وظد روى البيهقي‬
‫بإسـناد صـحيح في باب كراهية الدخول على المشـركين يوم عيدهم في كنائسـهم والتشـبه‬
‫بهم يوم نيروزهم ومهرجانهم‪ ،‬عن ســفيان الثوري عن ثور بن يزيد عن عطاء بن دينار‬
‫ظال‪ :‬ظال عمر بن الخطاب ‪( ‬ال تعلموا رطانة األعاجم وال تدخلوا على المشركين في‬
‫كنائســهم يوم عيدهم فإن الســخط ينزل عليهم)‪ ،‬فهذا عمر ظد نهى عن تعلم لســانهم وعن‬
‫مجرد دخول الكنيســة عليهم يوم عيدهم فكيا من يفعل بعض أفعالهم؟‪ ،‬أو ظصــد ما هو‬
‫من مقتضــيات دينهم؟‪ ،‬أليســت موافقتهم في العمل أعظم من موافقتهم في اللىة؟‪ ،‬أو ليس‬
‫عمل بعض أعمال عيدهم أعظم من مجرد الدخول عليهم في عيدهم‪ ،‬واذا كان الســـــخط‬
‫ينزل عليهم يوم عيدهم بسـبب عملهم‪ ،‬فمن يشـركهم في العمل أو بعضـه أليس ظد تعرض‬
‫لعقوبـة ذلـك‪ ،‬ثم ظولـه (اجتنبوا أعـداء هللا في عيـدهم) أليس نهيـا عن لقـائهم واالجتمـاع بهم‬
‫فيـه؟ فكيا بمن عمـل عيـدهم‪ ،‬وظـال ابن عمرو [‪ ]‬في كالم لـه‪ :‬من صـــــنث نيروزهم‬
‫ومهرجانهم وتشــبه بهم حتى يموت حشــر معهم ‪ ...‬ونص اإلمام أحمد على أنه ال يجوز‬
‫‪123‬‬
‫يف ذلاك بال ينهى عن ذلاك؛ فمن ص ا ا ا ا ا اانع دعوة خماالفاة للعاادة يف أعياادهم مل جتاب دعوتاه‪،‬‬
‫ومن أهدى من املس ا ا ا االمني هدية يف هذه األعياد خمالفة للعادة يف س ا ا ا ااائر األوقات مل تقبل‬
‫صاا إن كانت اهلدية مما يسااتعان به على التشاابه هبم؛ مثل إهداء الشاامع و‪،‬وه‬
‫هديته خصااو ً‬
‫يف امليالد‪ ،‬وإهداء البيض واللنب والغنم يف اخلميس الصا ا ا ا ااغري الذي يف آخر صا ا ا ا ااومهم وهو‬
‫اخلميس احلقري‪ ،‬وال يبايع املس ا ا االم ما يس ا ا ااتعني به املس ا ا االمون على مش ا ا اااهبتهم يف العيد من‬
‫الطعاام واللبااس والبخور(‪ ،)548‬وال جيوز رقي البخور مطل ًقاا؛ يف ذلاك الوقات‪ ،‬أو غريه‪ ،‬أو‬
‫قصد شراء البخور املرقي(‪.)549‬‬
‫وكل ما عظم ابلباطل من مكان أو زمان أو حجر أو شاجر أو بنية جيب قصاد إهانته كما‬
‫هتان األو‪،‬ن املعبودة وإن كانت لوال عبادهتا لكانت كسا ا ااائر األحجار‪ ،‬والتثك ابلصا ا االيب‬
‫والتعماد يف املعمودياة كفر‪ ،‬وقول القاائال‪ :‬املعبود واحاد وإن كاانات الطر خمتلفاة و‪،‬و ذلاك‬

‫ور} ظال‬ ‫شــهود أعياد اليهود والنصــارى واحتَ بقول هللا تعالى { ْوالَّذِينْ ال يْ ُشــ ْهدونْ الز ْ‬
‫الشـــعانين وأعيادهم‪ ،‬وظال عبد الملك بن حبيب من أصـــحاب مالك في كالم له ظال‪ :‬فال‬
‫يعـاونون على شـــــيء من عيـدهم ألن ذلـك من تعظيم شـــــركهم وعونهم على كفرهم‪،‬‬
‫وينبىي للسـالطين أن ينهوا المسـلمين عن ذلك وهو ظول مالك وغيره‪ ،‬لم أعلم أنه اختلا‬
‫ارى أ ْ ُو ِليْا ْء بْ ُعضـه ُم‬ ‫فيه ‪ ...‬وظد ظال هللا تعالى {يْا أْي ْها الَّذِينْ آ ْمنوا ال تْت َّ ِخذوا ُاليْهو ْد ْوالنَّ ْ‬
‫صـ ْ‬
‫ض ْو ْم ُن يْت ْْولَّه ُم ِم ُنك ُم ْفـإِ َّنـه ِم ُنه ُم} فيوافقهم ويعينهم { ْفـإِ َّنـه ِم ُنه ُم} ‪ ...‬وظـد دل‬ ‫أ ْ ُو ِل ْيـاء بْ ُع ٍ‬
‫الكتاب وجاءت ســنة رســول هللا ‪ ‬وســنة خلفائه الراشــدين التي أجمث أهل العلم عليها‬
‫بمخالفتهم وترك التشبه بهم"‪.‬‬
‫(‪ ) 548‬ألن في ذلك اعانة على المنكر‪ ،‬يقول شـيخ اإلسـالم "وهذا كله تصـديق ظول النبي‬
‫‪{ ‬لتتبعن سـنن من كان ظبلكم}‪ ،‬واذا كانت المتابعة في القليل ذريعة ووسـيلة الى بعض‬
‫هذه القبائح‪ ،‬كانت محرمة‪ ،‬فكيا اذا أفضـــت الى ما هو كفر باى من التبرك بالصـــليب‬
‫والتعمد في المعمودية"‪.‬‬
‫(‪ )549‬يقول شيخ اإلسالم "فإن رظي البخور واتخاذه ظربانًا هو دين النصارى والصابئين‪،‬‬
‫وانما البخور طيب يتطيب بدخانه كما يتطيب بسائر الطيب"‪.‬‬
‫‪124‬‬
‫من األقوال واألفعاال اليت تتض ا ا ا ا ا اامن‪ :‬إماا كون الشا ا ا ا ا ا اريعاة النصا ا ا ا ا ا ارانياة أو اليهودياة املبادلني‬
‫املنس ا ااوخني موصا ا الة إىل هللا‪ ،‬وإما اس ا ااتحس ا ااان بعض ما فيها مما خيالف دين هللا أو التدين‬
‫بذلك أو غري ذلك‪ ،‬كفر ابهلل ورس ا ا اوله وابلقرآن وابإلس ا ا ااالم(‪ ،)550‬وأص ا ا اال ذلك املش ا ا اااهبة‬
‫واملشا ا اااركة‪ ،‬وينبغي للمسا ا االم إذا طلب منه أهله وأوالده شا ا اايئًا من ذلك أن حييلهم على ما‬
‫عند هللا ورسوله ويقضي هلم يف عيد هللا من احلقو ما يقطع استشرافهم إىل غريه‪.‬‬
‫وعلى املسلم أن جيتهد يف إحياء السنن‪ ،‬وإماتة البدع(‪.)551‬‬

‫(‪ )550‬يقول شيخ اإلسالم " بال خالا بين األمة"‪.‬‬


‫(‪ )551‬ظْا ْل ْرس ـو ْل َّ ِ ‪ْ « ‬م ُن أْحُ يْا س ـنَّةً ِم ُن س ـنَّتِي‪ ،‬فْ ْع ِم ْل بِ ْها النَّاس‪ْ ،‬كانْ لْه ِمثُل أْج ُِر‬
‫علْ ُي ِه أ ْ ُوزْ ار‬
‫عةً‪ ،‬فْع ِم ْل بِ ْها‪ْ ،‬كانْ ْ‬ ‫ش ـ ُيئًا‪ْ ،‬و ْم ُن ا ُبت ْ ْد ْ‬
‫ع بِ ُد ْ‬ ‫ع ِم ْل بِ ْها‪ْ ،‬ال يْ ُنقص ِم ُن أج ِ‬
‫ور ِه ُم ْ‬ ‫ْم ُن ْ‬
‫شــــ ُيئ ًـا» رواه ابن مـاجـة وظـال األلبـاني‬ ‫ع ِمـ ْل بِ ْهـا‪ْ ،‬ال يْ ُنقص ِم ُن أ ْ ُوزْ ِار ْم ُن ْ‬
‫ع ِمـ ْل بِ ْهـا ْ‬ ‫ْم ُن ْ‬
‫صحيح لىيره‪.‬‬
‫‪125‬‬
‫ابب االعتكاف‬
‫وهو لزوم املسااجد لعبادة هللا فيه(‪ ،)552‬ويساامى أيضااا‪ :‬ااوار واجملاورة(‪ ،)553‬ويساامى املقام‬
‫مبكاة‪ :‬جمااورة(‪ ،)554‬واالعتكااف سا ا ا ا ا ا اناة(‪ ،)555‬ال جياب إال ابلناذر(‪ ،)556‬وهو يف العشا ا ا ا ا ا اار‬
‫األواخر من رمضا ا ا ا ااان من السا ا ا ا اانن املؤكدة(‪ ،)557‬وإذا شا ا ا ا اارع يف االعتكاف ينوي مدة من‬

‫بدال من "لطاعة هللا" التي‬ ‫(‪ )552‬اختار شــــيخ اإلســــالم أن يكون التعريا "لعبادة هللا" ً‬
‫ذكرها ابن ظدامة‪ ،‬وعلل ذلك بأن "الطاعة موافقة األمر‪ ،‬وهذا يكون بما هو في األصـــل‬
‫عبادة كالصــالة‪ ،‬وبما هو في األصــل غير عبادة‪ ،‬وانما يصــير عبادة بالنية‪ ،‬كالمباحات‬
‫وأيضــا فإن ما لم ي مر به من العبادات‪ ،‬بل‬ ‫ً‬ ‫كلها‪ ،‬بخالا العبادة فإنها التذلل لاله ‪،‬‬
‫رغب فيه هو عبادة‪ ،‬وان لم يكن طاعة لعدم األمر"‪.‬‬
‫ي ْرأُ ْ‬
‫سـه ْوه ْو م ْجا ِو ٌر ِفي ُال ْم ـُس ِجدِ‪،‬‬ ‫ت « ْكانْ النَّ ِبي ‪ ‬ي ُ‬
‫صـ ِىي ِالْ َّ‬ ‫ش ةْ ‪ ‬ظْالْ ُ‬ ‫ع ُن ْ‬
‫عا ِئ ـْ‬ ‫(‪ْ )553‬‬
‫ض» رواه البخاري‪ ،‬يقول شــــيخ اإلســــالم "ألنه ظد جاور هللا ســــبحانه‬ ‫فْأ ْر ِجله ْوأْنْا ْحائِ ٌ‬
‫ومكـانـا واحـدًا لعبـادتـه‪ ،‬كمـا في الحـديـث «يقول هللا تعـالى‪ :‬أنـا جليس من‬ ‫ً‬ ‫بلزومـه بيتـه‬
‫ذكرني»"‪.‬‬
‫(‪ )554‬يقول شيخ اإلسالم "ألنه مجاور بيت هللا‪ ،‬كما يجاور الرجل بيت الرجل"‪.‬‬
‫ضــانْ ‪ْ ،‬حتَّى‬ ‫اخ ْر ِم ُن ْر ْم ْ‬ ‫ي ‪ْ « ‬كانْ يْ ُعت ْ ِكا ُال ْع ُشــ ْر ُاأل ْ ْو ِ‬ ‫شــةْ ‪ ،‬أ ْ َّن النَّ ِب َّ‬ ‫ع ُن ْ‬
‫عائِ ْ‬ ‫(‪ْ )555‬‬
‫ا أ ْ ُز ْواجه ِم ُن بْ ُع ِد ِه» متفق عليه‪ ،‬وباإلجماع‪.‬‬ ‫ت ْْوفَّاه هللا ‪ ،‬ث َّم ا ُعت ْ ْك ْ‬
‫فرضــــا اال أن‬ ‫ً‬ ‫(‪ )556‬ظـال ابن المنـذر "وأجمعوا على أن االعتكـاا ال يجـب على النـاس‬
‫يوجبـه المرء على نفســـــه‪ ،‬فيجـب عليـه" اإلجمـاع ص ‪ ،50‬ظْـا ْل النَّبِي ‪ْ « ‬م ُن ْنـذْ ْر أ ْ ُن‬
‫ص ِه» رواه البخاري‪.‬‬ ‫ص ْيه فْ ْال ْي ُع ِ‬ ‫هللا فْ ُلي ِط ُعه‪ْ ،‬و ْم ُن نْذْ ْر أ ْ ُن ْي ُع ِ‬ ‫ي ِطي ْث ْ‬
‫ضــانْ ‪،‬‬ ‫اخ ْر ِم ُن ْر ْم ْ‬ ‫ي ‪ْ ‬كانْ ْي ُعت ْ ِكا ُال ْع ُشــ ْر ُاأل ْ ْو ِ‬ ‫ب ‪« ‬أ ْ َّن النَّ ِب َّ‬ ‫ع ُن أ ْبي ِ ب ُِن ْك ُع ٍ‬ ‫(‪ْ )557‬‬
‫ا ِع ُشــــ ِرينْ لْي ُْلـةً» رواه أبو داود‬ ‫امـا‪ ،‬فْلْ َّمـا ْكـانْ فِي ُال ْعـ ِام ُالم ُق ِبـ ِل ا ُعت ْ ْك ْ‬ ‫عـ ً‬ ‫ا ْ‬‫فْلْ ُم ْي ُعت ْ ِك ُ‬
‫والترمذي وظال حسـن صـحيح غريب وصـححه األلباني‪ ،‬وكل ما واظب عليه رسـول هللا‬
‫‪ ‬كان من السنن الم كدة‪ ،‬كقيام الليل ونحوه‪.‬‬
‫‪126‬‬
‫الزمان‪ ،‬مل يلزم ابلشا ا ا ااروع‪ ،‬ولو قطعه مدة مل يلزمه قضا ا ا اااؤه‪ ،‬لكن يسا ا ا ااتحب له إمتامه‪ ،‬وأن‬
‫يقضيه إذا قطعه(‪.)558‬‬
‫وكذلك لو كان له ورد من االعتكاف ففاته‪ ،‬استحب له قضاؤه(‪.)559‬‬
‫وال يصا ااح االعتكاف إال من مسا االم عاقل(‪[ ،)560‬وال يصا ااح من الصا اايب غري املميز](‪،)561‬‬
‫مدبرا أو أم ولد ا ا ا ا ا االعتكاف بغري‬
‫ً‬ ‫أو‬ ‫كان‬ ‫ا‬‫ً‬‫قن‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫قيق‬
‫ر‬ ‫لل‬ ‫ليس‬‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫[ويصح من املميز](‪)562‬‬

‫إذن السا ا ا ا ا ا اياد‪ ،‬وال للزوجاة االعتكااف بادون إذن الزوج(‪ ،)563‬فاإن أذن لاه يف االعتكااف‪،‬‬

‫(‪ )558‬كما ذكرنا في سائر النوافل في ‪.463‬‬


‫ص ـلَّى الص ـ ُب ْح‪ ،‬ث َّم‬‫ا ْ‬ ‫ت‪ْ :‬كانْ ْرس ـول هللاِ ‪ِ ‬اذْا أ ْ ْرا ْد أ ْ ُن ْي ُعت ْ ِك ْ‬ ‫ش ـةْ ‪ ‬ظْالْ ُ‬ ‫عا ِئ ْ‬‫ع ُن ْ‬ ‫(‪ْ )559‬‬
‫ضانْ ‪،‬‬ ‫اخ ْر ِم ُن ْر ْم ْ‬‫ا ُال ْع ُش ْر ُاأل ْ ْو ِ‬ ‫ا فِي ِه‪ ،‬فْأ ْ ْرا ْد أ ْ ُن ْي ُعت ْ ِك ْ‬ ‫ان الَّذِي ي ِريد أ ْ ُن ْي ُعت ْ ِك ْ‬ ‫ْد ْخ ْل فِي ُال ْم ْك ِ‬
‫ب لْ ْها‬ ‫ص ـة فْض ـ ِر ْ‬ ‫ت ْح ُف ْ‬ ‫ب لْ ْها ِخ ْبا ٌء‪ْ ،‬وأ ْ ْم ْر ُ‬ ‫ش ـة فْض ـ ِر ْ‬ ‫عا ِئ ْ‬
‫ت ْ‬ ‫ب لْه ِخ ْبا ٌء‪ْ ،‬وأ ْ ْم ْر ُ‬ ‫فْأ ْ ْم ْر فْض ـ ِر ْ‬
‫ب لْ ْها ِخ ْبا ٌء‪ ،‬فْلْ َّما ْرأْى ْرســول هللاِ ‪ ‬ذْ ِل ْك‬ ‫ت فْضــ ِر ْ‬ ‫ت زْ ُينْب ِخ ْبا ْءه ْما أ ْ ْم ْر ُ‬ ‫ِخ ْبا ٌء‪ ،‬فْلْ َّما ْرأ ْ ُ‬
‫ع ُشـ ًرا ِم ُن شـ َّْوا ٍل" رواه أحمد ومسـلم‪،‬‬ ‫ا ْ‬ ‫ضـانْ ‪ْ ،‬وا ُعت ْ ْك ْ‬ ‫ا فِي ْر ْم ْ‬ ‫"ال ِبر ت ِر ُدنْ ؟ فْلْ ُم ْي ُعت ْ ِك ُ‬‫ظْال ُ‬
‫يقول شــيخ اإلســالم "ولم يأمر أزواجه بالقضــاء ألنه لم يكن من عادتهن‪ ،‬وانما عزمن‬
‫عليه ذلك العام‪ ،‬وألن ظضــاءه غير واجب‪ ،‬وألنهن لم يكن شــرعن فيه‪ ،‬وهو ‪ ‬كان ظد‬
‫شـرع فيه ألن المسـجد كله موضـث لالعتكاا‪ ،‬وهو ظد دخل المسـجد حين صـلى بالناس‪،‬‬
‫فالظاهر أنه نوى االعتكاا من حينئذ ألنه لم يكن في نيته الخروج منه بعد ذلك"‪.‬‬
‫(‪ )560‬ألن الكافر والمجنون ليسا من أهل العبادة‪.‬‬
‫(‪ )561‬ألنه ال نية له‪.‬‬
‫(‪ ) 562‬كما تصــح منه الصــالة والصــوم‪ ،‬ويوجد بياض في شــرح العمدة عند تبيين أحكام‬
‫الصـبي‪ ،‬والمذكور هنا موافق ألصـوله بال ريب‪ ،‬وفي الموسـوعة الفقهية الكويتية "اتفق‬
‫الفقهاء على أنه يصح االعتكاا من الرجل والمرأة والصبي المميز" ‪.209/5‬‬
‫(‪ )563‬ألن منافث العبد والزوجة مســتحقة للســيد والزوج‪ ،‬وفي االعتكاا تعطيل منافعهم‬
‫عليه‪.‬‬
‫‪127‬‬
‫اعتكف ما شا اااء‪ ،‬ومل خيرج إىل اامعة(‪ ،)564‬فإن أراد السا اايد أو الزوج منع من أذن له بعد‬
‫نذرا وقد دخل فيه إبذنه‪ ،‬مل يكن له أن خيرجه منه‪،‬‬
‫ً‬ ‫كان‬ ‫فإن‬ ‫‪،‬‬ ‫الدخول فيه‪ ،‬فله ذلك(‪)565‬‬

‫س ا ا اواء كان معينًا أو مطل ًقا(‪ ،)566‬وإن دخل ليعتكف النذر بغري إذنه‪ ،‬وقد كان نذره إبذنه‬
‫وهو معني‪ ،‬مل ميلاك منعاه(‪ ،)567‬وإن كاان ناذره إبذناه وهو غري معني‪ ،‬ففياه وجهاان‪ ،‬وإن مل‬
‫أيذن يف الناذر [فلاه منعاه مناه وقطعاه علياه](‪ ،)568‬وأماا املكااتاب فلاه أن يعتكف بادون إذن‬
‫سا ا ا اايده(‪ ،)569‬واملعتق بعضا ا ا ااه ليس له أن يعتكف بغري إذن سا ا ا اايده إال أن يكون بينه وبني‬
‫السيد مهاأية‪ ،‬فيعتكف يف أايمه خاصة(‪.)570‬‬

‫(‪ )564‬يقول شـيخ اإلسـالم "ألنها غير واجبة على أحد منهم" وهذا في شـرحه للعمدة‪ ،‬وظد‬
‫ذكرنـا في صـــــالة الجمعـة اختيـاره "وتجـب على العبـد كـذلـك امـا مطل ًقـا‪ ،‬وامـا اذا أذن لـه‬
‫ســــيده" في النقطة ‪2507‬من كتاب الصــــالة‪ ،‬وعلقنا أن األظرب أن يكون اختياره بإذن‬
‫السيد جم ًعا بين األدلة‪ ،‬واختياره هنا ي يد ما أشرنا اليه هناك‪ ،‬وى الفضل‪.‬‬
‫(‪ )565‬ألنه تطوع والخروج منه جائز‪.‬‬
‫(‪ )566‬كما لو أذن له في اإلحرام والصيام الواجب‪.‬‬
‫(‪ )567‬ألن كونه معينًا يتضمن اإلذن بعقده اإلذن بأدائه‪.‬‬
‫(‪ )568‬أشـــار الى رواية أخرى بصـــيىة التمريض ولم يفصـــل فيها‪ ،‬فدلنا على ميله الى‬
‫المثبتة وظد استدل لها ً‬
‫ظائال "ألنه ال يملك تفويت حقه"‪.‬‬
‫(‪ )569‬يقول شـيخ اإلسـالم "ألنه ال يسـتحق منافعه‪ ،‬كما له أن يحَ في المنصـوص عنه اذا‬
‫لم يحل نجم في غيبته ألنه بمنزلة المدين"‪.‬‬
‫(‪ )570‬ألنه في حكم الرظيق القن‪.‬‬
‫‪128‬‬
‫واالعتكاف ال يصح إال يف مسجد(‪ ،)571‬ويصح يف كل مسجد يف ااملة‪ ،‬سواء يف ذلك‬
‫مسا ا ا ا ا ا ا اااج ااد األنبي اااء؛ وهي املسا ا ا ا ا ا ا اااج ااد الثالث ااة أو غريه ااا(‪ ،)572‬ول ااه أن يلزم بقع ااة بعينه ااا‬
‫العتكاافاه(‪ ،)573‬وإن كره ذلاك لغري االعتكااف(‪ ،)574‬وقيااماه مناه حلااجاة ال يسا ا ا ا ا ا ااقط حقاه‬
‫منه(‪.)575‬‬
‫واملسجد هو املكان املبين للصلوات اخلمس‪ ،‬وبيت قناديله وسطحه منه‪ ،‬وحوائطه‪ ،‬واملنارة‬
‫املبنياة يف حيطااناه أو داخلاه؛ فلو اعتكف فيهاا أو صا ا ا ا ا ا اعاد عليهاا جااز‪ ،‬وإن كاانات املئاذناة‬
‫متصالة بائط املساجد‪ ،‬وهي خارجة عن تت حائط املساجد‪ ،‬فهي منه(‪ ،)576‬وإن كانت‬
‫املنارة خارج املس ا ا ا ا ا ااجد وخارج رحبته‪ ،‬فخرج املعتكف للتأذين فيها [بطل اعتكافه](‪،)577‬‬

‫اجدِ}‪ ،‬يقول شــــيخ اإلســــالم‬ ‫عا ِكفونْ فِي ُال ْم ْ‬


‫ســــ ِ‬ ‫اشــــروه َّن ْوأ ْ ُنت ُم ْ‬‫{و ْال تبْ ِ‬ ‫( ) ظال هللا ْ‬
‫‪571‬‬

‫"وتخصـيصـه بالذكر يقتضـي أن ما عداه بخالفه‪ ،‬وتبقى مباشـرة العاكا في غير المسـجد‬
‫على اإلباحة‪ ،‬واذا لم يكن العاكا في غير المســــجد منهيًا عن المباشــــرة‪ ،‬علم أنه ليس‬
‫باعتكاا شرعي ألنا ال نعني باالعتكاا الشرعي اال ما تحرم معه المباشرة"‪.‬‬
‫اجدِ}‪.‬‬‫س ِ‬‫عا ِكفونْ فِي ُال ْم ْ‬ ‫(‪ )572‬لعموم ظوله سبحانه { ْ‬
‫ع ُب ِد هللاِ ب ُِن ع ْم ْر ‪« ‬أ ْ َّن ْرسو ْل هللاِ ‪ْ ‬كانْ يْ ُعت ْ ِكا ُال ْع ُش ْر ُاأل ْ ْو ِ‬
‫اخ ْر‬ ‫ع ُن ْ‬ ‫(‪ )573‬عن نْافِ ٍث ْ‬
‫«ال ْم ْكانْ الَّذِي ْكانْ ْي ُعت ْ ِكا فِي ِه ْرسـ ـول‬ ‫عبُد هللاِ ‪ُ ‬‬ ‫ضـ ـانْ » ظْا ْل نْافِ ٌث‪ْ :‬وظْ ُد أ ْ ْرانِي ْ‬ ‫ِم ُن ْر ْم ْ‬
‫هللاِ ‪ِ ‬منْ ُال ْمس ُِجدِ» رواه مسلم‪ ،‬يقول شيخ اإلسالم "ألن االعتكاا عبادة واحدة‪ ،‬فلزوم‬
‫المكان ألجلها كلزومه لصالة واحدة‪ ،‬واظراء ظرآن في وظت‪ ،‬ونحو ذلك"‪.‬‬
‫ب‪،‬‬ ‫ع ُن نْ ُق ْرةِ ُالى ْرا ِ‬ ‫الرحُ ْم ِن ب ُِن ِشــــبـُ ٍل ‪ْ ‬ظـا ْل «نْ ْهى ْرســــول َّ ِ ‪ْ ‬‬ ‫عبـُ ِد َّ‬ ‫ع ُن ْ‬‫(‪ْ )574‬‬
‫الرجل ُال ْم ْكانْ فِي ُال ْم ُســـ ِج ِد ْك ْما ي ْو ِطن ُالبْ ِعير» رواه أحمد‬ ‫بث‪ْ ،‬وأ ْ ُن ي ْو ِطنْ َّ‬ ‫الســـ ِ‬
‫َّ‬ ‫ْوا ُفتِ ْرا ِ‬
‫وأبو داود وحسنه األلباني‪.‬‬
‫ام أ ْ ْحدك ُم ِم ُن ْمجُ ِل ِسـ ـ ِه‪ ،‬ث َّم ْر ْج ْث اِلْ ُي ِه‪ ،‬فْه ْو أ ْ ْحق بِ ِه" رواه‬ ‫( ) ظْا ْل ْرسـ ـول هللاِ ‪" ‬اِذْا ظْ ْ‬
‫‪575‬‬

‫أحمد ومسلم‪.‬‬
‫سا على المحراب‪.‬‬ ‫(‪ )576‬ظيا ً‬
‫(‪ )577‬ألنها ليسـت من المسـجد‪ ،‬وظد ذكر شـيخ اإلسـالم وجهين ولم يرجح‪ ،‬لكن ظهر ميله‬
‫الى المثبتة ألنه نقل اختيار ابن عقيل لها‪ ،‬ولم يذكر اختيار أحد لشخرى‪.‬‬
‫‪129‬‬
‫أما الرحبة [إن كانت حموطة عن الطريق‪ ،‬وعليها أبواب‪ ،‬فهي بعة للمسا ااجد‪ ،‬وإن كانت‬
‫مش ا ا ا اارعة على الطريق وغري حموطة‪ ،‬مثل رحاب جامع املنص ا ا ا ااور‪ ،‬ورحاب جامع دمش ا ا ا ااق‪،‬‬
‫فحكمها حكم الطريق‪ ،‬ال جيوز اخلروج إليها لغري حاجة](‪ ،)578‬وال يصح اعتكاف الرجل‬
‫إال يف مس ا ا ا ااجد تقام فيه الص ا ا ا االوات اخلمس مجاعة(‪ ،)579‬س ا ا ا اواء كانت ااماعة تتم بدون‬
‫املعتكف أو ال تتم إال باه‪ ،‬ح لو اعتكف رجالن يف مسا ا ا ا ا ا اجاد فاأقااماا باه اامااعاة جااز‪،‬‬
‫ف ااإن رج ااا أن جيمع في ااه وغل ااب على ظن ااه ذل ااك؛ مث اال أن ينوي أن يؤذن في ااه فيجيء من‬
‫يص ا ا ا االي معه ص ا ا ا ااار مس ا ا ا ااجد مجاعة‪ ،‬فإن غلب على ظنه أال يص ا ا ا االي معه أحد مل يص ا ا ا ااح‬

‫ضــنْ ‪ ،‬أ ْ ْم ْر ْرســول هللاِ بِإِ ُخ ْر ِ‬


‫اج ِه َّن ِمنْ‬ ‫ظالت "ك َّن الم ُعت ْ ِكفْات اذْا ِح ُ‬ ‫ُ‬ ‫(‪ )578‬عن عائشــةْ ‪‬‬
‫طه ُرنْ " ظال عنه ابن مفلح اسناده‬ ‫ال ْمس ُِجدِ‪ْ ،‬وأ ْ ُن ْيض ُِربُنْ األ ْ ُخ ِب ْبةْ ِفي ْرحُ ْب ِة ال ْمس ُِج ِد‪ْ ،‬حتَّى ْي ُ‬
‫جيد‪ ،‬الفروع وتصــحيح الفروع ‪ ،167/5‬وظد اســتدل به شــيخ اإلســالم جاز ًما‪ ،‬وظد ذكر‬
‫شـيخ اإلسـالم ثالث روايات في شـرح العمدة ولم يختر‪ ،‬ورواية التفصـيل التي في المتن‬
‫تتوافق مث أصـــــولـه‪ ،‬وظهر ميلـه اليهـا حين ظـال في مجموع الفتـاوى "كمـا أن صـــــحن‬
‫المســـجد هو تبث للمســـجد‪ ،‬ويشـــبه أن يكون الكالم فيها كالكالم في رحبة المســـجد فإن‬
‫الرحبة الخارجة عن ســــور المســــجد غير الرحبة التي هي صــــحن مكشــــوا بجانب‬
‫المســـقوا من المســـجد المعد للصـــالة"‪ ،‬كما أنه اســـتدل للرواية التي ال ترى أنها من‬
‫المسـجد بقول اإلمام أحمد "اذا سـمث أذان العصـر في رحبة المسـجد الجامث‪ ،‬انصـرا ولم‬
‫يصـل‪ ،‬ليس هو بمنزلة المسـجد‪ ،‬حد المسـجد هو الذي جعل عليه حائط وباب" وهي كما‬
‫ترى ت ول الى المثبتـة ‪ ،‬وغني عن البيـان أن المســـــاجـد الممثـل بهـا كـان هـذا حـالهـا في‬
‫زمانه‪ ،‬وال أعلم حال رحباتها في زماننا‪.‬‬
‫أن رسـول َّ ‪ ‬ظال "ال ا ُع ِت ْك ْ‬
‫اا َّاال في‬ ‫ت َّ‬‫(‪ )579‬ظال حذيفة البن مسـعود ‪ :‬لقد ع ِل ُم ْ‬
‫المســاج ِد الثالث ِة"‪ ،‬أو ظال "في ْم ُسـ ِج ِد جماع ِة" رواه ســعيد في ســننه وظال شــيخ اإلســالم‬
‫"وأيضـ ـا فإنه اجماع‬‫ً‬ ‫اســـناده جيد‪ ،‬وصـــححه ابن مفلح واأللباني‪ ،‬وظال شـــيخ اإلســـالم‬
‫الصــحابة ‪ ...‬وهذا ظول عامة التابعين‪ ،‬ولم ينقل عن صــحابي خالفه‪ ،‬اال ظول من خص‬
‫االعتكاا بالمسـاجد الثالثة أو بمسـجد نبي‪ ،‬فقد أجمعوا كلهم على أنه ال يكون في مسـجد‬
‫ال جماعة فيه"‪ ،‬ونقل عن الصحابة والتابعين الكثير من اآلثار‪.‬‬
‫‪130‬‬
‫االعتكاف(‪ ،)580‬ومن ميكنه حض ااور ااماعة وال جيب عليه؛ كاملريض وغريه من املعذورين‬
‫ضاا إال يف مساجد ااماعة](‪ ،)581‬واملرأة ال يصاح اعتكافها إال‬
‫والعبد‪[ ،‬فال يصاح منهم أي ً‬
‫يف املسا ااجد املتخذ للصا االوات اخلمس الذي حيرم مقام اانب فيه وتناله أحكام املسا اااجد‪،‬‬
‫فأما مسجد بيتها؛ وهو مكان من البيت يتخذه الرجل أو املرأة للصالة فيه مع بقاء حكم‬
‫امللك عليه‪ ،‬فال يصااح االعتكاف فيه(‪ ،)582‬كذلك ال يصااح اعتكافها إال يف مسااجد تقام‬

‫(‪ )580‬يقول شــيخ اإلســالم "ألن االعتكاا ال يكون اال بالعزم على المقام في المســجد‪،‬‬
‫والعزم يتبث االعتقاد‪ ،‬فإذا اعتقد حصول الصالة فيه‪ ،‬عزم على العكوا فيه‪ ،‬واال فال"‪.‬‬
‫(‪ )581‬ألنه من أهل الوجوب‪ ،‬فإذا تكلا االعتكاا في مسـجد‪ ،‬وجب أن يكون في مسـجد‬
‫الجمـاعـة‪ ،‬واذا تكلا حضـــــور محلهـا وجبـت عليـه كمـا تجـب عليـه الجمعـة اذا حضـــــر‬
‫المســجد‪ ،‬ألن المسـقط للحضــور ظد التزمه‪ ،‬كما يجب عليه اذا حضــرها‪ ،‬وظد ذكر شــيخ‬
‫اإلسالم وج ًها بالصحة‪ ،‬واستدل للمثبت أكثر‪ ،‬وهو األشبه بأصوله‪ ،‬بال ريب‪.‬‬
‫(‪ ) 582‬ألن هذا ليس مســجدًا‪ ،‬وال يســمى في الشــرع مســجدًا‪ ،‬بدليل جواز مكث الحائض‬
‫فيه‪ ،‬واالعتكاا انما يكون في المسـاجد‪ ،‬وألن أزواج النبي ‪ ‬اعتكفن في المسـجد بعده‬
‫كما تقدم في ‪ ،549‬ولو كان اعتكافهن في غير المســجد العام ممكنًا الســتىنين بذلك عن‬
‫ضـرب األخبية في المسـجد كما اسـتىنين بالصـالة في بيوتهن عن الجماعة في المسـاجد‪،‬‬
‫وألمرهن النبي ‪ ‬بذلك‪ ،‬كما ظال في الصالة «وبيوتهن خير لهن»‪.‬‬
‫‪131‬‬
‫فيه ااماعة كالرجل(‪ ،)583‬وال يكره االعتكاف للعجوز‪ ،‬وال للشا ا ا ااابة(‪ ،)584‬بل يسا ا ا ااتحب‬
‫االعتكاف للنسا ا ا اااء إذا مل يكن فيه مفسا ا ا اادة‪ ،‬ويسا ا ا ااتحب هلا أن تسا ا ا ااترت من الرجال خبباء‬
‫و‪،‬وه(‪ ،)585‬واألفض ا ا ا اال للنس ا ا ا اااء أن ال يرين الرجال وال يراهم الرجال‪ ،‬ويض ا ا ا اارب اخلباء يف‬
‫أيضا(‪.)587‬‬
‫موضع ال يصلي فيه الرجال ‪ ،‬ويستحب أن يسترت الرجل ً‬
‫(‪)586‬‬

‫(‪ )583‬عن ابن عباس ‪ ، ‬أنه ســـئل عن اعتكاا المرأة في مســـجد بيتها؟ فقال "بدعة‪،‬‬
‫وأبىض األعمال الى هللا البدع‪ ،‬ال اعتكاا اال في مسجد تقام فيه الصالة"‬
‫خرجه حرب الكرماني‪ ،‬وظال ابن مفلح اســناده جيد‪ ،‬وأعله بعضــهم باالنقطاع وال يمنث‬
‫االحتجاج‪ ،‬وظد احتَ به شـــيخ اإلســـالم وظال "والصـــحابي اذا ظال‪ :‬بدعة‪ ،‬علم أنه غير‬
‫وأيضـا فإن المقصـود من المسـجد‬
‫ً‬ ‫مشـروع‪ ،‬كما أنه اذا ظال‪ :‬سـنة‪ ،‬علم أنه مشـروع ‪...‬‬
‫اظامة الصـالة فيه‪ ،‬فاعتكافها في مسـجد ال جماعة فيه كاعتكافها في بيتها‪ ،‬والجماعة وان‬
‫لم تكن واجبـة عليهـا في األصـــــل‪ ،‬لكن اذا أرادت االعتكـاا‪ ،‬جـاز أن يجـب عليهـا مـا لم‬
‫يكن واجبـً ا ظبـل ذلـك كمـا لو أرادت الجمعـة والجمـاعـة‪ ،‬وجـب عليهـا مـا يجـب على‬
‫المأموم‪ ،‬وان لم يجب بدون ذلك‪ ،‬واذا كان االعتكاا يوجب االحتباس في المســـجد‪ ،‬مث‬
‫أنه غير مقصود لنفسه بل لىيره‪ ،‬فشن يوجب الجماعة التي هي أفضل العبادات أولى"‪.‬‬
‫(‪ )584‬يقول شــيخ اإلســالم "ألن النبي ‪ ‬أذن لعائشــة وحفصــة أن يعتكفا معه‪ ،‬وكانتا‬
‫شابتين [الحديث في ‪"]559‬‬
‫(‪ )585‬اظتداء بأزواج النبي ‪ ‬كما في ‪ 559‬وألن المسجد يحضره الرجال‪.‬‬
‫(‪ )586‬لئال تقطث صفوفهم وتضيق عليهم‪.‬‬
‫ضــانْ ‪ ،‬فْأ ْ ْم ْر فْضــ ِر ْ‬
‫ب لْه ِخبْا ٌء"‬ ‫ا ُال ْع ُشــ ْر ُاأل ْ ْو ِ‬
‫اخ ْر ِم ُن ْر ْم ْ‬ ‫(‪ )587‬لحديث " فْأ ْ ْرا ْد أ ْ ُن يْ ُعت ْ ِك ْ‬
‫الذي في ‪ ،559‬يقول شـيخ اإلسـالم "وليجتمث له فضـل الصـالة في المسـجد‪ ،‬وفضـل اخفاء‬
‫العمل‪ ،‬وليجتمث عليه ظلبه بذلك‪ ،‬فال يشـتىل بر ية الناس وسـماع كالمهم‪ ،‬ولينقطث الناس‬
‫عنه فال يجالسونه ويخاطبونه"‪.‬‬
‫‪132‬‬
‫واالعتكاف يف املس ااجد ااامع الذي تقام فيه اامعة وااماعة أفض اال(‪ ،)588‬فإن اعتكف‬
‫تطوعا‪،‬‬
‫يف غري مس ا ا ا ا ااجد اامعة‪ ،‬وخرج للجمعة‪ ،‬جاز‪ ،‬س ا ا ا ا اواء كان االعتكاف واجبًا أو ً‬
‫قليال ميكن فعله يف غري يوم‬
‫نذرا مطل ًقا‪ ،‬وسواء كان االعتكاف ً‬
‫متتابعا أو ً‬
‫نذرا ً‬ ‫وسواء كان ً‬
‫اامعة أو ال بد من ختلل اامعة له (‪.)589‬‬
‫وركن االعتكاف شيئان‪:‬‬
‫أحدمها‪ :‬لزوم املس ا ا ا ا ا ااجد‪ ،‬فلو خرج منه لغري حاجة‪ ،‬بطل اعتكافه(‪ ،)590‬الثاين‪ :‬النية‪ ،‬فال‬
‫يصا ا ا ااح االعتكاف ح يقصا ا ا ااد لزوم املسا ا ا ااجد لعبادة هللا(‪ ،)591‬فلو لزم املسا ا ا ااجد من غري‬
‫قصد‪ ،‬مل يكن معتك ًفا ولو قصد القعود فيه لعبادة يعملها؛ كصالة مكتوبة أو تعلم علم أو‬
‫تعليمه‪ ،‬وإذا قطع النية؛ أبن نوى ترك االعتكاف‪ ،‬بطل(‪.)592‬‬

‫(‪ )588‬يقول شـيخ اإلسـالم "ألنه اذا اعتكا في غيره لم يجز له ترك الجمعة‪ ،‬فيجب عليه‬
‫الخروج من معتكفه‪ ،‬وظد كان يمكنه االحتراز عن هذا الخروج باالعتكاا في المســــجد‬
‫األعظم"‪.‬‬
‫يض‪ْ ،‬و ُل ْي ُشــ ْه ِد‬
‫الرجل‪ ،‬فْ ُل ْي ُشــ ْه ِد ُالجم ْعةْ‪ْ ،‬و ُل ْيع ِد ُال ْم ِر ْ‬
‫ا َّ‬‫ع ِلي ٍ ‪ ‬ظْا ْل « ِاذْا ا ُعت ْ ْك ْ‬ ‫ع ُن ْ‬ ‫(‪ْ )589‬‬
‫ت أ ْ ُهلْه ْو ُل ْيأُم ُره ُم ِب ُال ْحا ْج ِة ْوه ْو ظْا ِئ ٌم» رواه ابن أبي شـــيبة‪ ،‬وحســـن العلماء‬ ‫ُال ِجنْازْ ة ْ‪ْ ،‬و ُل ْيأ ُ ِ‬
‫"وأيضـا فإن الخروج للجمعة خروج لحاجة ال‬ ‫ً‬ ‫اســناده‪ ،‬وظد احتَ به شــيخ اإلســالم وظال‬
‫وأيضـــا فإن من أصـــلنا‪ :‬أنه يجوز له‬ ‫ً‬ ‫تتكرر‪ ،‬فلم يقطث االعتكاا كالخروج للحيض ‪...‬‬
‫اشتراط الخروج لما له منه بد‪ ،‬فالخروج الذي يقث مستثنى بالشرع أولى وأحرى"‪.‬‬
‫س ـه فْأ ْر ِجله‪ْ ،‬و ْكانْ‬ ‫ي ْرأُ ْ‬ ‫ا‪ ،‬ي ُدنِي ِالْ َّ‬ ‫ت « ْكانْ النَّبِي ‪ِ ‬اذْا ا ُعت ْ ْك ْ‬ ‫ش ـةْ ‪ ‬ظْالْ ُ‬ ‫عائِ ْ‬ ‫ع ُن ْ‬ ‫(‪ْ )590‬‬
‫ان» متفق عليه‪.‬‬ ‫س ِ‬‫اإل ُن ْ‬ ‫ْال يْ ُدخل ُالبْي ْ‬
‫ُت اِ َّال ِل ْحا ْج ِة ُ ِ‬
‫(‪ )591‬ألن النية شرط في صحة أي عبادة‪.‬‬
‫(‪ )592‬كما في الصوم والصالة والطواا ونحوها‪ ،‬راجث في ‪ 1520‬في كتاب الصالة‪.‬‬
‫‪133‬‬
‫والص ااوم ش اارط يف االعتكاف(‪)593‬؛ فال يص ااح إفراده ابلزمان الذي ال يص ااح ص ااومه‪ ،‬كليلة‬
‫مفردة‪ ،‬ويوم العيد‪ ،‬وأايم التش ا ا ا ا اريق‪ ،‬ولو نذر اعتكافًا لزمه الص ا ا ا ا ااوم‪ ،‬فأما إن اعتكف يوم‬
‫ويوما آخر معه صااح‪ ،‬وهل يصااح اعتكاف بعض يوم‪ ،‬أو ليلة وبعض يوم‪ ،‬إذا صااام‬
‫العيد ً‬
‫اليوم كله؟ فيه وجهان‪ ،‬وال يشاارع ملن قصااد املسااجد للصااالة أو غريها أن ينوي االعتكاف‬
‫اائما(‪ ،)594‬وإذا نذر اعتكافا مطل ًقا‪ ،‬فأقله يوم واحد‪ ،‬وإذا أفطر‬
‫مدة لبثه فيه وإن كان صا ا ا ا ا ا ً‬
‫متتابعا كان عليه االس ا ا ا ا ا ااتئناف‪ ،‬وإن كان معينًا‬
‫يف اعتكافه‪ ،‬بطل اعتكافه ‪ ،‬فإذا كان ً‬
‫(‪)595‬‬

‫ففيه وجهان‪.‬‬

‫يض ـا‪ْ ،‬و ْال ْي ُش ـ ْه ْد‬‫ا‪ :‬أ ْ ُن ْال ْيعو ْد ْم ِر ً‬ ‫علْى ُالم ُعت ْ ِك ِ‬ ‫ت "الس ـنَّة ْ‬ ‫ش ـةْ ‪ ‬أْنَّ ْها ظْالْ ُ‬ ‫عائِ ْ‬‫ع ُن ْ‬ ‫(‪ْ )593‬‬
‫اا‬ ‫اشــ ْرهْا‪ْ ،‬و ْال ْي ُخر ْج ِل ْحا ْجةٍ‪ِ ،‬ا َّال ِل ْما ْال ب َّد ِم ُنه‪ْ ،‬و ْال ا ُعتِ ْك ْ‬ ‫س ُام ْرأْةً‪ْ ،‬و ْال ي ْب ِ‬ ‫ْجنْازْ ةً‪ْ ،‬و ْال ْي ْم َّ‬
‫الر ُح ْم ِن ْال ْيقول‬ ‫ع ُب ِد َّ‬‫غيُر ْ‬‫ام ٍث"‪ ،‬ظْا ْل أْبو ْداو ْد‪ْ :‬‬ ‫اا ِا َّال فِي ْم ُســ ِج ٍد ْج ِ‬ ‫صــ ُو ٍم‪ْ ،‬و ْال ا ُعتِ ْك ْ‬‫ِا َّال ِب ْ‬
‫عا ِئشـْ ةْ» رواه أبو داود وظال األلباني حسـن‬ ‫ت‪ :‬السـنَّة"‪ ،‬ظْا ْل أْبو ْداو ْد « ْج ْعلْه ظْ ُو ْل ْ‬ ‫ِفي ِه‪ :‬ظْالْ ُ‬
‫صـــحيح‪ ،‬وألن المعتكا ممنوع مما لم يمنث منه الصـــائم من القبلة ونحوها‪ ،‬فشن يمنث‬
‫مما منعه الصـائم كاألكل والشـرب أولى‪ ،‬وظد ذكر شـيخ اإلسـالم روايتين في المسـألة أكثر‬
‫من مرة في مجموع الفتاوى وغيرها من كتبه‪ ،‬واسـتدل للروايتين بقوة في شـرحه للعمدة‬
‫ولم يرجح بينهمـا‪ ،‬لكن ظـال ابن القيم "فـالقول الراجح في الـدليـل الـذي عليـه جمهور‬
‫السـلا‪ :‬أن الصـوم شـرط االعتكاا‪ ،‬وهو الذي كان يرجحه شـيخ اإلسـالم أبو العباس ابن‬
‫تيمية" زاد المعاد ‪ ،88 /2‬وان ظهر ميل شـيخ اإلسـالم في شـرح العمدة الى عدم وجوب‬
‫الصوم‪.‬‬
‫(‪ )594‬ألن النبي ‪ ‬والصحابة رضوان هللا عليهم كانوا يأتون المسجد‪ ،‬ولم يرد أنهم‬
‫كانوا ينوون االعتكاا عند دخولهم‪.‬‬
‫اشـ ـ ْرهْا‪ْ ،‬و ْال يْ ُخر ْج ِل ْحا ْجةٍ‪ ،‬اِ َّال ِل ْما ْال‬ ‫س ُام ْرأْةً‪ْ ،‬و ْال يبْ ِ‬ ‫"و ْال يْ ْم َّ‬
‫( ) لما ذكرنا من حديث ْ‬
‫‪595‬‬

‫صــــ ُو ٍم" في ‪ 593‬فكمـا يبطـل بـالوطء والخروج يبطـل بترك‬ ‫اا ِا َّال بِ ْ‬ ‫بـ َّد ِم ُنـه‪ْ ،‬و ْال ا ُعتِ ْكـ ْ‬
‫الصوم‪.‬‬
‫‪134‬‬
‫وإذا نذر الصاالة أو االعتكاف يف مساجد بعينه غري املسااجد الثالثة‪ ،‬فإن امتاز على غريه‬
‫مبزيااة ش ا ا ا ا ا اارعيااة‪ :‬كقاادم(‪ ،)596‬وكثرة مجع(‪ )597‬لزمااه‪ ،‬وإال فلااه فعاال ذلااك فيااه‪ ،‬ويف غريه من‬
‫املساااجد(‪ ،)598‬إال لو كان ما عينه حيتاج إىل شااد رحل فال جيوز الوفاء(‪[ ،)599‬وعليه كفارة‬
‫ميني](‪ ،)600‬ولو نذر االعتكاف بزاوية من املسا ا ا ا ا ااجد‪ ،‬فله فعله يف زاوية أخرى(‪ ،)601‬لكن‬
‫إذا صا ا ا ا ا االى أو اعتكف يف غري املسا ا ا ا ا ااجد الذي عينه مما جيوز له‪[ ،‬أو الزاوية اليت عينها]‪،‬‬

‫(‪" )596‬ألن الطاعة فيه أسبق" الكافي البن ظدامة ‪.287/1‬‬


‫"شـ ـا ِه ٌد ف ْال ٌن؟"‬ ‫صـ ـلَّى ْرسـ ـول هللاِ ‪ ‬الصـ ـ ُب ْح فْقْا ْل ْ‬ ‫ب ‪ ‬ظْا ْل‪ْ :‬‬ ‫ع ُن أبْي ِ ب ُِن ْك ُع ٍ‬‫(‪ْ )597‬‬
‫"شــا ِه ٌد ف ْال ٌن" فْقْالوا‪ْ :‬ال‪ ،‬فْقْا ْل " ِا َّن هْاتْي ُِن‬ ‫"شــا ِه ٌد ف ْال ٌن؟" فْقْالوا‪ْ :‬ال‪ ،‬فْقْا ْل ْ‬ ‫فْقْالوا‪ْ :‬ال‪ ،‬فْقْا ْل ْ‬
‫علْى ُالمنْافِ ِقينْ ‪ْ ،‬ولْ ُو يْ ُعلْمونْ ْما فِي ِه ْما ْألْت ُْوه ْما ْولْ ُو ْحب ًُوا‪،‬‬ ‫ت ْ‬ ‫الصـــ ْالتْي ُِن ِم ُن أْثُقْ ِل ا َّ‬
‫لصـــلْ ْوا ِ‬ ‫َّ‬
‫صـــ ْالة‬ ‫ضـــيلْت ْه ْال ُبت ْ ْد ُرتموه‪ْ ،‬و ْ‬ ‫ا ُال ْم ْالئِ ْك ِة‪ْ ،‬ولْ ُو ت ْ ُعلْمونْ فْ ِ‬ ‫علْى ِمثُ ِل ْ‬
‫صـــ ِ‬ ‫الصـــا ُالمقْدَّم ْ‬ ‫ْو َّ‬
‫صـــ ْالته ْم ْث ْرجلْي ُِن أ ْ ُز ْكى ِم ُن ْ‬
‫صـــ ْال ِت ِه ْم ْث‬ ‫صـــ ْال ِت ِه ْوحُ ْده ْو ْ‬‫الرج ْل أ ْ ُز ْكى ِم ُن ْ‬ ‫الرج ِل ْم ْث َّ‬ ‫َّ‬
‫ْرج ٍل‪ْ ،‬و ْما ْكانْ أ ْ ُكث ْ ْر فْه ْو أ ْ ْحب اِلْى هللاِ" رواه أحمد والنسائي وحسنه األلباني‪.‬‬
‫ص ِه»‬ ‫ص ْيه فْ ْال ْي ُع ِ‬ ‫هللا فْ ُلي ِط ُعه‪ْ ،‬و ْم ُن نْذْ ْر أ ْ ُن ْي ُع ِ‬
‫ع ِن النَّ ِبي ِ ‪ ‬ظْا ْل « ْم ُن نْذْ ْر أ ْ ُن ي ِطي ْث ْ‬ ‫(‪ْ )598‬‬
‫رواه البخاري فال يجب بالنذر اال ما كان ظربة ظبل النذر‪ ،‬وليس ظصـد مسـجد بعينه دون‬
‫أمرا‬‫غيره طاعة‪ ،‬اال المسـاجد الثالثة‪ ،‬فإن كانت الصـفة التي يمتاز بها مسـجد عن مسـجد ً‬
‫مبا ًحا‪ ،‬لم يجب الوفاء‪.‬‬
‫اج ْد ُال ْم ـُس ِج ِد ُال ْح ْر ِام‪ْ ،‬و ْم ـُس ِج ِد‬ ‫سـ ِ‬ ‫ع ِن النَّبِي ِ ‪ ‬ظْا ْل « ْال تشـْد ِ‬
‫الر ْحال اِ َّال اِلْى ث ْ ْالث ْ ِة ْم ْ‬ ‫(‪ْ )599‬‬
‫صـى» متفق عليه‪ ،‬يقول شـيخ اإلسـالم "هذا الحديث يقتضـي‬ ‫الرسـو ِل ‪ْ ،‬و ْم ُسـ ِج ِد ُاأل ْ ُظ ْ‬ ‫َّ‬
‫النهي‪ ،‬والنهي يقتضــي التحريم" ويقول "فلو نذر الرجل أن يشــد الرحل ليصــلي بمســجد‬
‫أو مشـهد أو يعتكا فيه أو يسـافر اليه غير هذه الثالثة‪ ،‬لم يجب عليه ذلك باتفا األئمة"‪،‬‬
‫ضا‪.‬‬ ‫واختياره هذا اختيار ابن عقيل أي ً‬
‫ين" الـذي في‬ ‫ارة يْ ِم ٍ‬ ‫ارتـه ْكفَّـ ْ‬ ‫(‪ )600‬ألن نـذر المعصــــيـة مو ْجبـه كفـارة يمين لحـديـث " ْو ْكفَّـ ْ‬
‫‪.471‬‬
‫(‪ )601‬لنفس ما ذكرنا في المساجد في ‪.598‬‬
‫‪135‬‬
‫[فعلياه كفاارة ميني](‪ ،)602‬فاإن اعتكف يف مسا ا ا ا ا ا اجاد‪ ،‬مل جيز لاه اخلروج مناه إىل غريه(‪،)603‬‬
‫فإن خرج حلاجة فأص اعتكافه يف مس ا ا ا ا ا ااجد مر به جاز‪ ،‬وإن كان أبعد من حاجته مل جيز‪،‬‬
‫ولو اعتكف يف غري مسا ااجد مل جيزئه(‪ ،)604‬ولو صا االى الصا ااالة املنذورة يف مسا ااجد يف غري‬
‫مس ااجد‪ ،‬مثل الس ااو و‪،‬وه مل جيزئه(‪ ،)605‬ولو ص ااالها يف بيته [أجزأته](‪ ،)606‬وس اواء كان‬
‫نذر الصا ا ا ااالة يف مسا ا ا ااجد أبعد عن داره أو مل يكن(‪ ،)607‬وإن نذر أن يصا ا ا االي مكتوبة يف‬
‫منفردا‪ ،‬ص ا ااحت ص ا ااالته وبقي عليه‬
‫عبدا‪ ،‬فإن ص ا االى ً‬
‫مجاعة‪ ،‬لزمه ذلك وإن كان امرأة أو ً‬
‫إمث ترك النذر‪.‬‬

‫(‪ )602‬هذه المسألة مبنية على من نذر مبا ًحا فلم يفعله‪ ،‬هل يلزمه كفارة يمين أم ال؟ وفيها‬
‫وجهان في المذهب‪ ،‬وأطلقهما شيخ اإلسالم في عين المسألة ولم يرجح في شرح العمدة‪،‬‬
‫لكنـه ظـال في مجموع الفتـاوى "فلو نـذر الرجـل فعـل مبـاح أو مكروه أو محرم لم يجـب‬
‫عليـه فعلـه كمـا يجـب عليـه اذا نـذر طـاعـة هللا أن يطيعـه بـل عليـه كفـارة يمين اذا لم يفعـل‬
‫عند أحمد وغيره‪ ،‬وعند آخرين ال شـــيء عليه" مما يدل أن اختياره في مذهب اإلمام أن‬
‫عليـه كفـارة يمين‪ ،‬وظـال في نقـد مراتـب اإلجمـاع "بـل النزاع في نـذر المبـاح هـل يلزم فيـه‬
‫كفارة اذا تركه كالنزاع في نذر المعصـــية وأوكد‪ ،‬وظاهر مذهب أحمد لزوم الكفارة في‬
‫الجميث‪ ،‬وكذلك مذهب أكثر السلا" ‪.301‬‬
‫(‪ )603‬ألنه خروج لما له منه بد‪.‬‬
‫(‪ )604‬ألن االعتكاا ال يصح اال في مسجد‪.‬‬
‫(‪ )605‬ألن المساجد لها مزية شرعية على سائر البقاع‪.‬‬
‫صــ ْالةِ ُال ْم ُر ِء فِي بْ ُيتِ ِه اِ َّال ُال ْم ُكتوبْةْ" متفق عليه‪ ،‬وظد‬ ‫(‪ )606‬ظْا ْل ْرســول هللاِ ‪" ‬أ ْ ُف ْ‬
‫ضــل ْ‬
‫ذكر شــيخ اإلســالم وج ًها آخر "ال يجزئه" ألن المســجد أفضــل من غيره‪ ،‬وانما فضــلت‬
‫الصـالة في البيت ألجل اإلخفاء‪ ،‬لكن بتتبث كالمه ال نجده يعتمد هذا التعليل‪ ،‬بل يرى أن‬
‫األفضل ألهل مكة والمدينة أن يصلوا النافلة في بيوتهم مطلقًا بال تفصيل‪.‬‬
‫(‪ )607‬كما لو نذر الصـالة في المسـجد األظصـى وهو بالمدينة‪ ،‬أجزأته الصـالة في مسـجد‬
‫المدينة‪.‬‬
‫‪136‬‬
‫وإذا ناذر الص ا ا ا ا ا ااالة أو االعتكااف يف املسا ا ا ا ا ا اجاد احلرام‪ ،‬مل جيزئاه إال فياه(‪ ،)608‬وإن ناذره يف‬
‫مساجد النيب ‪ ‬مل جيزئه إال فيه أو يف املساجد احلرام(‪ ،)609‬وإن نذره يف املساجد األقصاى‬
‫مل جيزئه إال يف أحد الثالثة(‪ ،)610‬واملسااجد احلرام ومسااجد النيب ‪ ‬قد زيد فيهما يف عهد‬
‫اخللفااء الراش ا ا ا ا ا اادين وخلفااء بين أمياة وبين العبااس [وغريهم]‪ ،‬وحكم الزايدة حكم املزياد يف‬
‫مجيع األحكام(‪ ،)611‬ولو نذر املش ا ا ا ااي إىل مكة لزمه(‪ ،)612‬وال جيزئه املش ا ا ا ااي إال يف حج أو‬

‫اج ْد" الذي في ‪ 599‬وما كان مرغبًا في‬ ‫س ِ‬ ‫الر ْحال ِا َّال ِا ْلى ث ْ ْالث ْ ِة ْم ْ‬‫(‪ )608‬لحديث " ْال تشْد ِ‬
‫غي ُِر ِه‬ ‫علْى ْ‬ ‫ص ْالةِ فِي ُال ْمس ُِج ِد ُال ْح ْر ِام ْ‬ ‫فعله وجب بالنذر‪ ،‬وظْا ْل ْرسول َّ ِ ‪" ‬فْضُل ال َّ‬
‫ص ْالةٍ"‬ ‫ت ُال ْم ُقد ِِس خ ُْمس ِمائ ْ ِة ْ‬ ‫ص ْالةٍ ْوفِي ْمس ُِج ِد بْ ُي ِ‬ ‫ص ْالةٍ‪ْ ،‬وفِي ْمس ُِجدِي أ ْ ُلا ْ‬ ‫ا ْ‬ ‫ِمائْة أ ْ ُل ِ‬
‫رواه البزار وظال حديث حسن‪.‬‬
‫شــــفْانِي هللا‬ ‫ت‪ِ :‬ا ُن ْ‬ ‫شــــ ُك ْوى‪ ،‬فْقْالْ ُ‬ ‫ت ْ‬ ‫اشــــت ْ ْك ُ‬‫َّاس ‪ ‬أْنَّه ظْا ْل‪ِ :‬ا َّن ُام ْرأْة ً ُ‬ ‫عب ٍ‬ ‫ع ِن اب ُِن ْ‬ ‫(‪ْ )609‬‬
‫ت ْميُمونْةْ‬ ‫ت ت ِريد ُالخرو ْج‪ ،‬فْ ْجا ْء ُ‬ ‫ت‪ ،‬ث َّم ت ْ ْج َّهزْ ُ‬ ‫ت ُال ْم ُقد ِِس‪ ،‬فْبْ ْرأ ْ ُ‬ ‫صـــ ِليْ َّن فِي بْ ُي ِ‬‫ْأل ْ ُخر ْج َّن فْ ْش ْ‬
‫صـ ِلي فِي‬ ‫صـنْ ُعتِ‪ْ ،‬و ْ‬ ‫ت‪ :‬اجُ ِل ِسـي فْك ِلي ْما ْ‬ ‫علْ ُي ْها‪ ،‬فْأ ْ ُخبْ ْرتُ ْها ذْ ِل ْك‪ ،‬فْقْالْ ُ‬
‫سـ ِلم ْ‬ ‫زْ ُو ْج النَّبِي ِ ‪ ‬ت ْ‬
‫صـ ْال ٍة‬
‫ا ْ‬ ‫ضـل ِم ُن أ ْ ُل ِ‬ ‫صـ ْالة ٌ ِفي ِه أ ْ ُف ْ‬
‫سـ ِم ُعت ْرسـو ْل هللاِ ‪ْ ‬يقول « ْ‬ ‫الرسـو ِل ‪ ،‬فْإِ ِني ْ‬ ‫ْمسـ ُِج ِد َّ‬
‫اجدِ‪ِ ،‬ا َّال ْمس ُِج ْد ُال ْك ُع ْب ِة» رواه مسلم وأحمد‪.‬‬ ‫س ِ‬ ‫ِفي ْما ِس ْواه ِمنْ ُال ْم ْ‬
‫ح‪ْ :‬يـا ْرســــو ْل هللاِ‪ِ ،‬انِي ْنـذْ ُرت ِا ُن فْت ْ ْح هللا‬ ‫ع ُن ْجـا ِب ٍر ‪ ،‬أ ْ َّن ْرج ًال ْظـا ْل ْي ُو ْم ُالفْتُ ِ‬ ‫(‪ )610‬و ْ‬
‫"صــ ِل هْاهنْا"‪،‬‬ ‫ســأْلْه فْقْا ْل ْ‬ ‫"صــ ِل هْاهنْا"‪ ،‬فْ ْ‬ ‫ت ُال ْم ُقد ِِس‪ ،‬فْقْا ْل ْ‬ ‫ي فِي ْب ُي ِ‬
‫صــ ِل ْ‬ ‫علْي ُْك ْم َّكةْ أ ْ ُن أ ْ‬ ‫ْ‬
‫سألْه‪ ،‬فْقْا ْل "شْأن ْْك ِاذًا" رواه أحمد واحتَ به‪ ،‬ورواه أبو داود وصححه األلباني‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫فْ ْ‬
‫(‪ )611‬يقول ابن عبد الهادي "المسجد الحرام حكم الزيادة فيه حكم المزيد‪ ،‬فيجوز‬
‫الطواا فيه والطواا ال يكون اال في المسجد ال خار ًجا منه‪ ،‬ولهذا اتفق الصحابة على‬
‫أنهم يصلون في الصا األول [في مسجد النبي ‪ ]‬من الزيادة التي زادها عمر‪ ،‬ثم‬
‫عثمان‪ ،‬وعلى ذلك عمل المسلمين كلهم‪ ،‬فلوال أن حكمة حكم مسجده لكانت تلك صالة‬
‫في غير مسجده‪ ،‬والصحابة وسائر المسلمين بعدهم ال يحافظون عن العدول عن مسجده‬
‫الى غير مسجده ويأمرون بذلك" الصارم المنكي في الرد على السبكي ‪.153‬‬
‫(‪ )612‬يقول شيخ اإلسالم "باتفا المسلمين"‪.‬‬
‫‪137‬‬
‫عمرة(‪ ،)613‬وإذا نذر املش ا ا ا ااي إىل بيت املقدس أو إىل مس ا ا ا ااجد النيب ‪ ‬انعقد نذره ولزمه‬
‫ذلك‪ ،‬وكان موجبه الصااالة فيه(‪ ،)614‬فأما إن نذر الصااوم مبكان بعينه‪ ،‬أجزأه الصااوم بكل‬
‫اوما يف وقت بعينه‪ ،‬فله االنتقال‬
‫ً‬ ‫ا‬ ‫ص‬ ‫نذر‬ ‫إذا‬‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫مكان‪[ ،‬ولزمته الكفارة لفوات التعيني](‪)615‬‬

‫إىل زمن أفضل منه(‪.)616‬‬


‫وإذا أراد أن يعتكف العشاار األواخر أو شااهر رمضااان و‪،‬و ذلك‪ ،‬فإنه يدخل معتكفه قبل‬
‫غروب الشا ا ا ا ا اامس من أول ليلة(‪ ،)617‬وإذا نذر اعتكاف العشا ا ا ا ا اار‪ ،‬مل يكن له أن خيرج إىل‬

‫(‪ )613‬يقول ابن ظدامة "وال أعلم فيه خالفًا وذلك ألن المشي المعهود في الشرع‪ ،‬هو‬
‫المشي في حَ أو عمرة‪ ،‬فإذا أطلق الناذر‪ ،‬حمل على المعهود الشرعي‪ ،‬ويلزمه المشي‬
‫فيه لنذره" المىني ‪.635/13‬‬
‫(‪" )614‬ألن المساجد غير المسجد الحرام انما تقصد للصالة" كشاا القناع ‪.501/14‬‬
‫(‪ )615‬مبنية على مسألة نذر المباح التي ذكرناها في ‪.602‬‬
‫(‪ )616‬لما ذكرنا في ‪.453‬‬
‫سـ ِط‬ ‫سـ ِعي ٍد ُالخ ُد ِري ِ ‪ :‬أ ْ َّن ْرسـو ْل هللاِ ‪ْ « ‬كانْ ْي ُعت ْ ِكا ِفي ُال ْع ُشـ ِر ُاأل ْ ُو ْ‬ ‫ع ُن أ ْ ِبي ْ‬ ‫(‪ْ )617‬‬
‫ي اللَّ ُيلْة الَّتِي يْ ُخرج‬ ‫عا ًما‪ْ ،‬حتَّى ِاذْا ْكانْ لْ ُيلْةْ ِاحُ ْدى ْو ِع ُش ـ ِرينْ ‪ْ ،‬و ِه ْ‬ ‫ا ْ‬ ‫ض ـانْ ‪ ،‬فْا ُعت ْ ْك ْ‬ ‫ِم ُن ْر ْم ْ‬
‫اخ ْر‪ْ ،‬وظْ ُد‬ ‫ا ُال ْع ُشــــ ْر ُاأل ْ ْو ِ‬
‫ا ْم ِعي فْ ُل ْي ُعت ْ ِك ِ‬‫صــــ ِبي ْح ِت ْها ِمنْ ا ُع ِت ْكا ِف ِه‪ ،‬ظْا ْل‪ْ :‬م ُن ْكانْ ا ُعت ْ ْك ْ‬ ‫ِم ُن ْ‬
‫ص ـ ِبي ْحتِ ْها‪ ،‬فْ ُالت ِْمس ـو ْها‬ ‫ين ِم ُن ْ‬ ‫أ ِريت ْه ِذ ِه اللَّ ُيلْةْ ث َّم أ ُن ِس ـيت ْها‪ْ ،‬وظْ ُد ْرأْيُتنِي أ ْ ُس ـجد فِي ْماءٍ ْو ِط ٍ‬
‫الس ـ ْماء تِ ُل ْك اللَّ ُيلْةْ‪ْ ،‬و ْكانْ ُال ْم ُس ـ ِجد‬ ‫ت َّ‬ ‫ط ْر ِ‬‫اخ ِر‪ْ ،‬و ُالت ِْمس ـوهْا فِي ك ِل ِوتُ ٍر‪ ،‬فْ ْم ْ‬ ‫فِي ُال ْع ُش ـ ِر ُاأل ْ ْو ِ‬
‫اء‬‫علْى ْج ُب ْهتِ ِه أْثْر ُال ْم ِ‬ ‫ْاي ْرســـو ْل هللاِ ‪ْ ‬‬ ‫ع ُين ْ‬ ‫ت ْ‬ ‫ا ُال ْم ُســـ ِجد‪ ،‬فْبْصـــ ْر ُ‬ ‫ع ِري ٍ ‪ ،‬فْ ْو ْك ْ‬ ‫علْى ْ‬ ‫ْ‬
‫ُح ِا ُح ْدى ْو ِع ُشـ ِرينْ » رواه البخاري‪ ،‬يقول شـيخ اإلسـالم "فقد بين ‪ ‬أن‬ ‫ين‪ِ ،‬م ُن صـب ِ‬ ‫الط ِ‬‫ْو ِ‬
‫ضـا "ألنه ال يكون‬ ‫من اعتكا العشـر األواخر فإنه يعتكا ليلة احدى وعشـرين"‪ ،‬وظال أي ً‬
‫معتكفًا جميث العشــــر أو جميث الشــــهر اال باعتكاا أول ليلة منه‪ ،‬الســــيما وهي احدى‬
‫الليالي التي يلتمس فيها ليلة القدر"‪.‬‬
‫‪138‬‬
‫اعتكاف عش ا ٍر‬
‫ُ‬ ‫ص اا(‪ ،)619‬ولو نُذر‬
‫ً‬ ‫انق‬ ‫أو‬ ‫ا‬ ‫م‬
‫ً‬ ‫اهر‬
‫ا‬ ‫ش‬ ‫ال‬ ‫كان‬ ‫اء‬
‫و‬ ‫ا‬ ‫س‬ ‫ئه‬
‫ز‬ ‫وجي‬ ‫‪،‬‬ ‫هالل ش اوال(‪)618‬‬

‫مطلق أو عشارة أايم‪ ،‬مل جيزئه إال عشارة مة‪ ،‬فإذا اعتكف العشار اآلخر من رمضاان وكان‬
‫ٌ‬
‫ص اا‪ ،‬لزمه أن يعتكف يوم العيد‪ ،‬وإذا نذر اعتكاف ش ااهر مطلق‪ ،‬أجزأه ما بني اهلاللني‬
‫انق ً‬
‫يوما‪ ،‬وإن قال‪ :‬ثالثني‬
‫صاا‪ ،‬وإن كان شارع يف أثناء شاهر‪ ،‬لزمه اساتيفاء ثالثني ً‬
‫وإن كان انق ً‬
‫صا ا اا فعليه يوم آخر‪ ،‬وإذا نذر اعتكاف شا ا ااهر‪ ،‬لزمه‬
‫يوما‪ ،‬مل جيزئه إال ثالثني‪ ،‬فإذا كان انق ً‬
‫ً‬
‫متتابعا(‪ ،)620‬فإن نوى شيئًا أو شرطه بلفظه‪ ،‬عمل مبقتضاه‪.‬‬
‫شهرا ً‬ ‫أن يعتكف ً‬
‫وينبغي للمعتكف أن يشا ا ا ا ا ااتغل ابلعبادات احملضا ا ا ا ا ااة اليت بينه وبني هللا تعاىل‪ ،‬مثل‪ :‬القرآن‪،‬‬
‫وذكر هللا تعاىل‪ ،‬والدعاء‪ ،‬واالسا ا ا ا ا ااتغفار‪ ،‬والصا ا ا ا ا ااالة‪ ،‬والتفكر‪ ،‬و‪،‬و ذلك‪ ،‬فأما العبادات‬
‫املتعلقاة ابلنااس‪ ،‬مثال‪ :‬إقراء القرآن‪ ،‬والتحادياث‪ ،‬وتعليم العلم‪ ،‬وتادريس ا ا ا ا ا ا ااه‪ ،‬واملنااظرة فياه‪،‬‬
‫وجمالسا ا ااة أهله [فال تسا ا ااتحب له](‪ )621‬وإن قصا ا ااد هبا وجه هللا تعاىل ال املباهاة‪ ،‬لكن من‬

‫(‪ )618‬وان كان العشر عبارة عن الليالي ألن بياض نهار كل يوم يدخل في ليلته‪.‬‬
‫(‪ )619‬يقول شــيخ اإلســالم "ألنه اذا أطلق العشــر‪ ،‬انما يفهم منه ما بين العشــر األوســط‬
‫وهالل شوال"‪.‬‬
‫(‪ ) 620‬يقول شــيخ اإلســالم "ألن االعتكاا يصــح بالليل والنهار‪ ،‬فاظتضــى التتابث‪ ،‬كمدة‬
‫اإليالء والعنة"‪.‬‬
‫(‪ )621‬ذكر شــيخ اإلســالم روايتين واســتدل للمثبتة أكثر ومما اســتدل به "ألن النبي ‪‬‬
‫كان اذا اعتكا دخل معتكفه‪ ،‬واشـتىل بنفسـه‪ ،‬ولم يجالس أصـحابه‪ ،‬ولم يحادثهم كما كان‬
‫يفعل ظبل االعتكاا‪ ،‬ولو كان ذلك أفضـــل لفعله‪ ،‬وألن االعتكاا هو من جنس الصـــالة‬
‫طـا ِئ ِفينْ ْو ُال ْعـا ِك ِفينْ ْوالر َّك ِث‬
‫ي ِلل َّ‬ ‫والطواا‪ ،‬ولهـذا ظرن هللا تعـالى بينهمـا في ظولـه { ْ‬
‫ط ِه ْرا ْب ُي ِت ْ‬
‫السـجودِ}‪ ،‬ولما كان في الصـالة والطواا شـىل عن كالم الناس‪ ،‬فكذلك االعتكاا‪ ،‬وذلك‬
‫أنها عبادة شـرع لها المسـجد‪ ،‬فال يسـتحب اإلظراء حين التلبس بها كالصـلوات والطواا‬
‫عا في كل عبادة‪ ،‬بل وضـث الفاضـل‬ ‫‪ ...‬ال يلزم من كون الشـيء أفضـل أن يكون مشـرو ً‬
‫ً‬
‫مفضوال‪ ،‬وبالعكس"‪.‬‬ ‫في غير موضعه يجعله‬
‫‪139‬‬
‫أراد أن يبتدئ االعتكاف‪ ،‬فتشا ا اااغله إبقراء القرآن أفضا ا اال من تشا ا اااغله ابالعتكاف(‪،)622‬‬
‫هنارا وأراد أن ينام‪ ،‬فال أبس أن يساتند‬
‫ً‬ ‫كان‬ ‫فإذا‬ ‫‪،‬‬ ‫(‪)623‬‬
‫واملعتكف إذا أراد أن ينام انم مرت ًبعا‬
‫إىل سا ا ا ا ا ا ا ا اااريا ااة‪ ،‬ويكون ما اااء طها ااارتا ااه قريبًا اا منا ااه(‪ ،)624‬وال ينا ااام إال عن غلبا ااة‪ ،‬وال ينا ااام‬
‫قاعدا‬
‫اطجعا ‪ ،‬لكن يفعل منه ما تدعو إليه الض ا ا اارورة ‪ ،‬فإن ش ا ا ااق عليه النوم ً‬
‫(‪)626‬‬ ‫(‪)625‬‬
‫مض ا ا ا ً‬
‫اض ا ا ا ااطجع(‪ ،)627‬وينبغي له اجتناب ما ال يعنيه من القول والعمل(‪ ،)628‬وجيوز احلديث ما‬

‫(‪ )622‬ظ ال أحمد في رواية المروذي وظد ســــئل عن رجل يقرن في المســــجد‪ ،‬ويريد أن‬
‫يعتكا؟ فقال "اذا فعل هذا كان لنفســه‪ ،‬واذا ظعد كان له ولىيره‪ ،‬يقرن أعجب الي" نقلها‬
‫شيخ اإلسالم في شرح العمدة‪.‬‬
‫(‪ )623‬يقول شيخ اإلسالم "لئال تبطل عليه الطهارة"‪.‬‬
‫(‪ )624‬لئال يقوم من نومه وليس معه ماء‪.‬‬
‫ت « ْكانْ ْرســـول هللاِ ‪ِ ‬اذْا ْد ْخ ْل ُال ْع ُشـــر‪ ،‬أ ْ ُح ْيا اللَّ ُي ْل‪ْ ،‬وأ ْ ُي ْق ْ‬
‫ظ‬ ‫شـــ ْة ‪ْ ‬ظا ْل ُ‬ ‫ع ُن ْ‬
‫عائِ ْ‬ ‫(‪ْ )625‬‬
‫ش ـ َّد ُال ِمئُزْ ْر» متفق عليه‪ ،‬يقول شــيخ اإلســالم "ألن هللا ســمى العاكا ظائ ًما‪،‬‬ ‫أ ْ ُهلْه‪ْ ،‬و ْج َّد ْو ْ‬
‫والقائم هو المراظب للشــــيء المراعي له‪ ،‬والنوم يضــــيث ذلك عليه‪ ،‬وألن العكوا على‬
‫الشيء هو القيام عليه على سبيل الدوام‪ ،‬وذلك ال يكون من النائم"‪.‬‬
‫(‪ )626‬كما يخرج من المسجد للضرورة‪.‬‬
‫ضث‬‫ا ط ِر ْح لْه فِ ْراشه‪ ،‬أ ْ ُو يو ْ‬
‫ع ِن ال َّنبِي ِ ‪« ‬أ ْ َّنه ْكانْ ِاذْا ا ُعت ْ ْك ْ‬‫ع ِن اب ُِن ع ْم ْر ‪ْ ،‬‬
‫(‪ْ )627‬‬
‫سـ ِريره ْو ْرا ْء أسـُط ْوانْ ِة الت َّ ُوبْ ِة» رواه ابن ماجه وصـححه ابن خزيمة‪ ،‬وضـعفه األلباني‬ ‫لْه ْ‬
‫لكن حسنه األرنا وط وظال انه له متابث‪.‬‬
‫الم ُال ْم ُر ِء ت ُْركه ْما ْال يْ ُعنِي ِه" رواه أحمد وابن‬‫(‪ )628‬ظْا ْل ْرسـ ـول هللاِ ‪ِ " ‬م ُن ح ُسـ ـ ِن ِا ُسـ ـ ِ‬
‫ماجه وصححه األلباني‪ ،‬وأعل باإلرسال وال يمنث االحتجاج‪ ،‬وظد استدل به شيخ اإلسالم‬
‫جاز ًما‪.‬‬
‫‪140‬‬
‫مل يكن إ ًا(‪ ،)629‬فإن خالف وخاصا ا ا ا ا اام أو قاتل مل يبطل اعتكافه(‪ ،)630‬وفضا ا ا ا ا ااول الكالم‬
‫ينبغي الصا ا اامت عنه‪ ،‬فأما الصا ا اامت عن كل كالم‪ ،‬فليس مبشا ا ااروع يف دين اإلسا ا ااالم‪ ،‬بل‬
‫بدعة مكروهة(‪ ،)631‬فإن أراد املعتكف أن يفعل ذلك‪ ،‬مل يس ا ا ا ااتحب له ذلك‪ ،‬وهو مكروه‬
‫أو حمرم علي ااه(‪ ،)632‬ك ااذل ااك ال يؤمر الن اااذر أن يفعله ااا‪ ،‬فمن فعله ااا على وج ااه التعب ااد هب ااا‬
‫والتقرب واختااذ ذلاك دينًاا وطري ًقاا إىل هللا تعااىل فهو ض ا ا ا ا ا ااال جااهال(‪ ،)633‬وفعلاه على وجاه‬

‫ا ِفي‬ ‫ت ْرســو ْل هللاِ ‪ ‬ت ْزوره‪ْ ،‬وه ْو م ُعت ْ ِك ٌ‬ ‫صــ ِفيَّةْ زْ ُو ْج النَّ ِبي ِ ‪« ‬أْنَّ ْها ْجا ْء ُ‬ ‫ع ُن ْ‬‫(‪ْ )629‬‬
‫ام ْم ْع ْها ْرســول هللاِ ‪،‬‬ ‫ت ت ْ ُنقْ ِلب‪ ،‬فْقْ ْ‬
‫ضــانْ ‪ ،‬ث َّم ظْا ْم ُ‬ ‫اخ ِر ِم ُن ْر ْم ْ‬ ‫ُال ْم ُســ ِجدِ‪ ،‬فِي ُال ْع ُشــ ِر ُاأل ْ ْو ِ‬
‫ج النَّبِي ِ ‪ْ ،‬م َّر بِ ِه ْما ْرج ْال ِن‬ ‫س ـلْ ْمةْ زْ ُو ِ‬
‫ب أ ِم ْ‬ ‫ب ُال ْم ُس ـ ِجدِ‪ِ ،‬ع ُن ْد بْا ِ‬‫ْحتَّى اِذْا بْلْ ْغ ظْ ِريبًا ِم ُن بْا ِ‬
‫علْى ِر ُسـ ِلك ْما‬ ‫علْى ْرسـو ِل هللاِ ‪ ‬ث َّم نْفْذْا‪ ،‬فْقْا ْل لْه ْما ْرسـول هللاِ ‪ْ :‬‬ ‫سـلَّ ْما ْ‬
‫ار‪ ،‬فْ ْ‬ ‫ِمنْ ُاأل ْ ُن ْ‬
‫صـ ِ‬
‫ان‬‫ســ ِ‬ ‫طانْ ْيبُلغ ِمنْ ُ ِ‬
‫اإل ُن ْ‬ ‫الشــ ُي ْ‬
‫علْ ُي ِه ْما ذْ ِل ْك‪ ،‬فْقْا ْل‪ِ :‬ا َّن َّ‬‫اال‪ :‬ســ ُب ْحانْ هللاِ ْيا ْرســو ْل هللاِ‪ْ ،‬و ْكب ْر ْ‬ ‫ظْ ْ‬
‫ش ُيئًا» رواه البخاري ومسلم‪.‬‬ ‫ِا ِفي ظلو ِبك ْما ْ‬ ‫ْم ُبلْ ْغ الد َِّم‪ْ ،‬و ِا ِني ْخ ِشيت أ ْ ُن ْي ُقذ ْ‬
‫(‪ ) 630‬يقول شـــيخ اإلســـالم "ألن ما ال يبطل العبادة مباحه ال يبطلها محظوره‪ ،‬كالنظر‪،‬‬
‫وعكسه الجماع"‪.‬‬
‫(‪ )631‬يقول شيخ اإلسالم "باتفا أهل العلم"‪.‬‬
‫ع ُنـه‬‫ســـ ـأ ْ ْل ْ‬
‫َّاس ‪ ‬ظْـا ْل «بْ ُينـْا النَّبِي ‪ ‬يْ ُخطـب‪ ،‬اِذْا ه ْو بِ ْرجـ ٍل ظْـائِ ٍم‪ ،‬فْ ْ‬ ‫عبـ ٍ‬ ‫ع ِن اب ُِن ْ‬ ‫(‪ْ )632‬‬
‫وم‪ .‬فْقْا ْل النَّبِي‬ ‫وم ْو ْال يْ ُقع ْد‪ْ ،‬و ْال يْ ُسـت ِْظ َّل‪ْ ،‬و ْال يْت ْ ْكلَّ ْم‪ْ ،‬ويْصـ ْ‬ ‫فْقْالوا‪ :‬أْبو اِ ُسـ ْرائِي ْل‪ ،‬نْذْ ْر أ ْ ُن يْق ْ‬
‫ع ُن ظْي ُِس ب ُِن أ ْ ِبي‬ ‫صــ ـ ُو ْمه» رواه البخاري‪ ،‬و ْ‬ ‫‪ :‬م ُره فْ ُل ْيت ْ ْكلَّ ُم ْو ُل ْي ُســ ـت ِْظ َّل ْو ُل ْي ُقع ُد‪ْ ،‬و ُلي ِت َّم ْ‬
‫س ي ْقـال لْ ْهـا زْ ُينـْب‪ ،‬فْ ْرآهـْا ْال ت ْ ْكلَّم فْ ْقـا ْل‪ْ :‬مـا‬ ‫علْى ُام ْرأْةٍ ِم ُن أْحُ ْم ْ‬ ‫از ٍم ْظـا ْل « ْد ـْخ ْل أْبو ْب ُك ٍر ْ‬ ‫ْحـ ِ‬
‫صــــ ِمت ْـةً‪ْ ،‬ظـا ْل لْ ْهـا‪ ،‬ت ْ ْكلَّ ِمي‪ْ ،‬فـإِ َّن هـْ ذْا ْال يْ ِحـل‪ ،‬ـْه ذْا ِم ُن ْ‬
‫ع ْمـ ِل‬ ‫تم ُ‬ ‫لْ ْهـا ْال ت ْ ْكلَّم؟ ظْـالوا‪ْ :‬ح َّجـ ُ‬
‫اج ِرينْ ؟‬ ‫ت‪ :‬أْي ُالم ْهـ ِ‬ ‫ت؟ ظْـا ْل‪ُ :‬امر ٌ ِمنْ ُالم ْهـ ِ‬
‫اج ِرينْ ‪ ،‬ظْـالْـ ُ‬ ‫ت‪ْ :‬م ُن أ ْ ُنـ ْ‬ ‫ت‪ ،‬فْقْـالْـ ُ‬ ‫ُال ْجـا ِه ِل َّيـ ِة‪ ،‬فْت ْ ْكلَّ ْمـ ُ‬
‫ت‪ْ :‬ما بْقْا نْا‬ ‫سـئو ٌل‪ ،‬أْنْا أْبو بْ ُك ٍر‪ ،‬ظْالْ ُ‬ ‫ت؟ ظْا ْل‪ِ :‬انَّ ِك لْ ْ‬ ‫ت ِم ُن أْي ِ ظ ْر ُي ٍ أ ْ ُن ْ‬ ‫ظْا ْل‪ِ :‬م ُن ظ ْر ُي ٍ ‪ ،‬ظْالْ ُ‬
‫ت ِبك ُم‬‫علْ ُي ِه ْما اسـُ تْقْا ْم ُ‬‫ح الَّذِي ْجا ْء هللا ِب ِه بْ ُع ْد ُال ْجا ِه ِليَّ ِة؟ ظْا ْل‪ :‬بْقْا ك ُم ْ‬ ‫الصـا ِل ِ‬
‫َّ‬ ‫علْى ْهذْا ُاأل ْ ُم ِر‬ ‫ْ‬
‫اا‪ْ ،‬يأُمرونْه ُم فْي ِطيعونْه ُم‪:‬‬ ‫وس ْوأ ْ ُشـــ ْر ٌ‬‫ت‪ْ :‬و ْما ُاألْئِ َّمة؟ ظْا ْل‪ :‬أ ْ ْما ْكانْ ِلقْ ُو ِم ِك رء ٌ‬ ‫أْئِ َّمتك ُم‪ ،‬ظْالْ ُ‬
‫اس» رواه البخاري‪.‬‬ ‫علْى النَّ ِ‬ ‫ت‪ْ :‬بلْى‪ ،‬ظْا ْل‪ :‬فْه ُم أولْ ِئ ِك ْ‬ ‫ظْالْ ُ‬
‫(‪ )633‬ألنه مخالا ألمر هللا ورسوله ‪.‬‬
‫‪141‬‬
‫اذورا جبهلاه إذا مل‬
‫ً‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫يكون‬ ‫اد‬‫ق‬ ‫ف‬ ‫اه‬‫ي‬‫إل‬ ‫العلم‬ ‫بلو‬ ‫ال‬‫ب‬‫ق‬ ‫اك‬‫ل‬‫ذ‬ ‫ال‬‫ع‬ ‫ف‬ ‫من‬ ‫لكن‬ ‫‪،‬‬ ‫التادين حرام(‪)634‬‬

‫تقم عليه احلجة‪ ،‬فإذا بلغه العلم فعليه التوبة‪ ،‬ومن ص ا اامت عن كالم واجب كأمر مبعروف‬
‫وهني عن منكر تعني عليه و‪،‬و ذلك حرم‪ ،‬وإن سا ا ا ا ااكت عن مسا ا ا ا ااتحب أو فرض قام به‬
‫غريه كتعليم العلم واإلصالح بني الناس و‪،‬و ذلك فهو مكروه(‪.)635‬‬
‫ادال عن الكالم(‪ ،)636‬أمااا إن قرأ عنااد احلكم الااذي أنزل لااه أو‬
‫وال جيوز أن جيعاال القرآن با ً‬
‫ما يناس اابه و‪،‬وه فحس اان؛ كقوله ملن دعاه لذنب ب منه {ما يكون لنا أن نتكلم هبذا}‪،‬‬
‫وقوله عند ما أمهه {إمنا أشكو بثي وحزين إىل هللا}‪.‬‬
‫وال جيوز له التجارة‪ ،‬إال أن يشا ا ا اارتي ما ال بد له منه؛ طعام أو ‪،‬و ذلك‪ ،‬وال ينبغي له إذا‬
‫حمتاجا‬
‫ً‬ ‫كان‬ ‫اء‬
‫و‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫س‬ ‫‪،‬‬ ‫اعتكف أن خييط تكسا اابا أو يعمل أو يبيع ويشا اارتي يف املسا ااجد (‪)637‬‬
‫ً‬
‫أو غريه‪ ،‬وسواء قل أو كثر(‪ ،)638‬وإذا كان به حاجة إىل االكتساب واالجتار‪ ،‬فال يعتكف‪،‬‬

‫(‪ )634‬يقول شـــيخ اإلســـالم "فإنه يعتقد ما ليس بقربة ظربة‪ ،‬ويتقرب الى هللا تعالى بما ال‬
‫يحبه هللا‪ ،‬وهذا حرام"‪.‬‬
‫ت‪،‬‬ ‫صــ ـم ُ‬ ‫(‪ )635‬ظْا ْل ْرســ ـول هللاِ ‪ْ « ‬م ُن ْكانْ ي ُ ِمن ِباىِ ْو ُال ْي ُو ِم ُاآل ِخ ِر فْ ُل ْيق ُل ْخي ًُرا أ ْ ُو ِل ْي ُ‬
‫اره‪ْ ،‬و ْم ُن ْكـانْ ي ُ ِمن ِبـاىِ ْو ُال ْي ُو ِم ُاآل ِخ ِر‬ ‫ْو ْم ُن ْكـانْ ي ُ ِمن ِبـاىِ ْو ُال ْي ُو ِم ُاآل ِخ ِر فْ ْال ي ُ ِذ ْجـ ْ‬
‫ض ُيفْه» متفق عليه‪.‬‬ ‫فْ ُلي ُك ِر ُم ْ‬
‫(‪ ) 636‬ألنه اســتعمال له في غير ما وضــث له‪ ،‬فأشــبه اســتعمال المصــحا في التوســد‬
‫والوزن ونحو ذلك‪.‬‬
‫ق يْ ُو ْم‬ ‫ع ُن ْج ِد ِه ‪« ‬أ ْ َّن النَّبِ َّ‬
‫ي ‪ ‬نْ ْهى ْ‬
‫ع ِن الت َّ ْحل ِ‬ ‫ع ُن أْبِي ِه‪ْ ،‬‬
‫ب‪ْ ،‬‬ ‫ع ُن ْ‬
‫ع ُم ِرو ب ُِن شـ ْع ُي ٍ‬ ‫(‪ْ )637‬‬
‫اء ْو ُالبْي ُِث فِي ُال ْم ُسـ ِجدِ» رواه النســائي وحســنه األلباني‪،‬‬ ‫الشـ ْر ِ‬
‫ع ِن ِ‬ ‫ُالجم ْع ِة ظْ ُب ْل َّ‬
‫الصـ ْالةِ‪ْ ،‬و ْ‬
‫كما أن التجارة والصـناعة تشـىل عن مقصـود االعتكاا‪ ،‬فال يفعله في المسـجد‪ ،‬وال اذا‬
‫خرج منه لحاجة‪.‬‬
‫(‪ )638‬لعموم األدلة‪ ،‬وألن االعتكاا ليس واجبًا‪.‬‬
‫‪142‬‬
‫وله أن يتزوج يف املسا ا ااجد‪ ،‬وأن يزوج غريه‪ ،‬وأن يشا ا ااهد النكاح(‪ ،)639‬وجيوز للمعتكف أن‬
‫يغسل رأسه ويرجله حال االعتكاف(‪ ،)640‬وجيوز غسل جسده والتنظيف أبنواع التنظيف‪،‬‬
‫وأخذ الش ااارب وتقليم األظفار واالغتس ااال(‪ ،)641‬و[ال حيرم عليه الطيب](‪ ،)642‬وال ش اايء‬
‫من اللباس املباح(‪ ،)643‬لكن املسا ا ااتحب له أال يلبس الرفيع من الثياب‪ ،‬وأال يتطيب(‪،)644‬‬
‫وأن يبيت ليلة العيد يف معتكفه ‪-‬إن كان اعتكافه يف العشاار األواخر من شااهر رمضااان‪،-‬‬
‫اااب غريه ا ااا ح يرجع من‬
‫وخيرج إىل املص ا ا ا ا ا االى يف ثي ا اااب اعتك ا اااف ا ااه ‪ ،‬وال جي ا اادد ثي ا ا ً‬
‫(‪)645‬‬

‫املصلى(‪.)646‬‬

‫(‪ )639‬يقول شيخ اإلسالم "ألنها عبادة ال تحرم الطيب‪ ،‬فلم تمنث النكاح كالصيام‪ ،‬وعكسه‬
‫اإلحرام والعدة"‪.‬‬
‫سه فْأ ْر ِجله" الذي في ‪.590‬‬‫ي ْرأُ ْ‬ ‫(‪ )640‬لحديث « ْكانْ النَّ ِبي ‪ِ ‬اذْا ا ُعت ْ ْك ْ‬
‫ا ي ُد ِني ِالْ َّ‬
‫(‪ )641‬ألن هذا من باب النظافة والطهارة‪ ،‬وهو مما يســتحب للمعتكا‪ ،‬كما أنها عبادة ال‬
‫تحرم الطيب‪ ،‬فال تحرم الىسل والتنظيا من باب أولى‪.‬‬
‫(‪ )642‬ألن االعتكاا ال يحرم عقد النكاح فال يحرم الطيب‪ ،‬وظد ذكر شـيخ اإلسـالم رواية‬
‫بالمنث واستدل للمثبتة أكثر وبنى عليها‪.‬‬
‫(‪ )643‬يقول شــــيخ اإلســــالم "ألن النبي ‪ ‬كان يعتكا الى أن مات‪ ،‬ولم ينقل عنه أنه‬
‫تجرد العتكافه"‪.‬‬
‫(‪ )644‬يقول شيخ اإلسالم "ألنها عبادة تختص بلبث في مكان مخصوص‪ ،‬فلم يكن الطيب‬
‫ـروعـا كـالحَ‪ ،‬وألن االعتكـاا يحرم الوطء ومـا دونـه‪،‬‬ ‫والرفيث من الثيـاب فيهـا مشــــ ً‬
‫والطيب من دواعيه‪ ،‬فإذا لم يحرمه‪ ،‬فال أظل من أال يستحب"‪.‬‬
‫يت لْ ُيلْةْ‬ ‫يم النخعي ‪-‬التابعي الجليل‪ -‬ظْا ْل « ْكانوا ْي ُســت ِْحبونْ ِل ُلم ُعت ْ ِك ِ‬
‫ا أ ْ ُن ْي ِب ْ‬ ‫ع ُن ِا ُب ْرا ِه ْ‬
‫(‪ْ )645‬‬
‫ط ِر فِي ْمس ُِج ِد ِه‪ْ ،‬حتَّى يْكونْ غدوه ِم ُنه» رواه ابن أبي شيبة‪.‬‬ ‫ُال ِف ُ‬
‫(‪ )646‬يقول شيخ اإلسالم "وذلك ألن يوم العيد يوفى الناس أجر أعمالهم‪ ،‬وفي ليلة الفطر‬
‫ينزل جوائز للصــوام ‪ ...‬فاســتحب له أن يصــل اعتكافه بعيده‪ ،‬كما اســتحب للمحرم أن‬
‫يصل احرامه بعيده"‪.‬‬
‫‪143‬‬
‫وم خرج من معتكفاه لغري فاائادة بطال اعتكاافاه‪ ،‬سا ا ا ا ا ا اواء طاال لبثاه أو مل يطال(‪ ،)647‬فاأماا‬
‫خروجه ملا ال بد له منه مما يعتاد االحتياج إليه وال يطول زمانه؛ وهو حاجة اإلنسا ا ا ا ااان من‬
‫غائط وبول‪ ،‬وصالة اامعة‪ ،‬فيجوز‪ ،‬ويكون يف خروجه يف حكم املعتكف بيث ال يقطع‬
‫استحبااب(‪ ،)648‬ويف معىن ذلك‪ :‬كل ما حيتاج إىل اخلروج له‪،‬‬
‫ً‬ ‫وجواب أو‬
‫عليه التتابع املشروع ً‬
‫وهو ما خياف من تركه ضا ا ا ا ا ا ًاررا يف دينه أو دنياه(‪)649‬؛ مثل اخلروج لفعل واجب وترك حمرم‬
‫وإزالة ضرر‪ ،‬ك احليض‪ ،‬والنفاس‪ ،‬وغسل اانابة‪ ،‬وأداء شهادة تعينت عليه‪ ،‬وإطفاء حريق‪،‬‬
‫ومرض شااديد‪ ،‬وخوف على نفسااه من فتنة وقعت‪ ،‬وجهاد تعني‪ ،‬وشااهود مجعة‪ ،‬وسالطان‬

‫ان" الذي في ‪ ،590‬وحاجة اإلنسـان‬ ‫سـ ِ‬ ‫"و ْكانْ ْال يْ ُدخل ُالبْي ْ‬
‫ُت اِ َّال ِل ْحا ْج ِة ُ ِ‬
‫اإل ُن ْ‬ ‫‪647‬‬
‫( ) لحديث ْ‬
‫اجـةٍ‪ِ ،‬ا َّال ِل ْمـا ْال بـ َّد ِم ُنـه" الـذي في ‪،593‬‬‫"و ْال ْي ُخر ْج ِل ْحـ ْ‬ ‫هي الىـائط والبول‪ ،‬ولحـديـث ْ‬
‫ويقول شيخ اإلسالم " ألنه لم يبق عاكفًا في المسجد"‪.‬‬
‫(‪ )648‬لما أشرنا اليه من أحاديث في النقطة السابقة‪.‬‬
‫ام ْم ْع ْها ْرسـول هللاِ ‪ْ ،‬حتَّى ِاذْا ْبلْ ْغ ظْ ِريبًا‬ ‫ت ت ْ ُنقْ ِلب‪ ،‬فْقْ ْ‬
‫(‪ )649‬يدل على هذا حديث "ث َّم ظْا ْم ُ‬
‫ج النَّبِي ِ ‪ " ‬الذي في ‪ ،629‬ففي رواية عند‬ ‫ســـلْ ْمةْ زْ ُو ِ‬
‫ب أ ِم ْ‬ ‫ب ُال ْم ُســـ ِجدِ‪ِ ،‬ع ُن ْد بْا ِ‬
‫ِم ُن بْا ِ‬
‫ا ْم ْع ِك‪ْ ،‬و ْكانْ بْيُت ْها فِي ْد ِار‬‫صــــ ِر ْ‬‫ت حيْي ٍ‪ْ :‬ال ت ْ ُع ْج ِلي ْحتَّى أ ْ ُن ْ‬ ‫صــــ ِفيَّةْ بِ ُن ِ‬
‫البخاري "فْقْا ْل ِل ْ‬
‫ار ‪ ،"...‬يقول شـــيخ اإلســـالم‬ ‫صـــ ِ‬‫ســـا ْمةْ‪ ،‬فْخ ْْر ْج النَّبِي ‪ْ ‬م ْع ْها‪ ،‬فْلْ ِقيْه ْرج ْال ِن ِمنْ ُاأل ْ ُن ْ‬ ‫أ ْ‬
‫"وظوله «ال تعجلي حتى أنصــرا معك»‪ ،‬وظيامه معها ليقلبها‪ ،‬دليل على أن مكانها كان‬
‫ليال‪ ،‬وذلك وهللا أعلم ظبل أن‬ ‫بينه وبين المسـجد مسـافة يخاا فيها من سـير المرأة وحدها ً‬
‫يتخذ حجرتها ظريبًا من المســـجد‪ ،‬ولهذا ظال «كان مســـكنها في دار أســـامة»‪ ،‬وهذا كله‬
‫مبين لخروجـه من المســــجـد فـإن خروجـه الى مجرد بـاب المســــجـد ال فـائـدة فيـه‪ ،‬وال‬
‫خصـوص لصـفية فيه لو كان منزلها ظريبًا دون سـائر أزواجه‪ ،‬فهذا خروج للخوا على‬
‫عا‪ ،‬وللمتطوع أن يدع‬ ‫أهله‪ ،‬فيلحق به كل حاجة ‪ ...‬وال يجوز أن يقال‪ :‬اعتكافه كان تطو ً‬
‫االعتكاا ألن النبي ‪ ‬كان يحفظ اعتكافه مما ينقصـه‪ ،‬ولهذا كان ال يدخله اال لحاجة‪،‬‬
‫ويصـىي رأسـه الى عائشـة لترجله‪ ،‬وال يدخل‪ ،‬وألنه لو ترك االعتكاا سـاعة لم يكن ظد‬
‫اعتكا العشــر األواخر‪ ،‬وهو ‪ ‬كان يعتكا العشــر األواخر‪ ،‬ثم انه كان يقضــي هذا‬
‫االعتكاا اذا فاته‪ ،‬فكيا يفسده أو يترك منه شيئا؟!"‪.‬‬
‫‪144‬‬
‫أحضا ا ا ا ااره‪ ،‬وحضا ا ا ا ااور جملس حكم‪ ،‬وقضا ا ا ا اااء عدم الوفاء‪ ،‬وغري ذلك‪ ،‬فإنه جيوز له اخلروج‬
‫ألجله‪ ،‬وال يبطل اعتكافه‪ ،‬لكن منه ما يكون يف حكم املعتكف إذا خرج بيث حيس ا ا ا ااب‬
‫له من مدة االعتكاف وال يقض ا ا اايه؛ وهو ما ال يطول زمانه‪ ،‬ومنه ما ليس كذلك؛ وهو ما‬
‫يطول زمانه‪ ،‬وأما عيادة املريض وش ااهود اانازة [فال جيوز إال أن يش ارتط](‪ ،)650‬فإذا خرج‬
‫ضا اا‪ ،‬بل يسا ااأل‬
‫حلاجة‪ ،‬فله أن يسا ااأل عن املريض يف طريقه‪ ،‬وال جيلس عنده‪ ،‬وال يقف أي ً‬
‫مارا(‪.)651‬‬
‫عنه ً‬
‫وإن تعني عليه الصااالة على اانازة‪ ،‬وأمكنه فعلها يف املسااجد‪ ،‬مل جيز اخلروج إليها‪ ،‬وإن مل‬
‫ميكنااه فلااه اخلروج إليهااا(‪ ،)652‬وكااذلااك خيرج لتغسا ا ا ا ا ا اياال املياات ومحلااه ودفنااه إذا تعني ذلااك‬
‫عليه(‪ ،)653‬أما إذا اشرتط ذلك‪ ،‬فيجوز وإن مل يتعني‪.‬‬

‫مريضـا" الذي في‬ ‫ً‬ ‫ان" الذي في ‪ ،590‬ولحديث "ال يعود‬ ‫سـ ِ‬ ‫(‪ )650‬لحديث "اِ َّال ِل ْحا ْج ِة ُ ِ‬
‫اإل ُن ْ‬
‫أيضـا بآثار عن علي ‪ ،‬منها األثر الذي في‬ ‫ً‬ ‫‪ ،593‬وظد ذكر رواية أخرى واسـتدل لها‬
‫‪ ،589‬واســـتدل لها بحديث عن النبي ‪ ‬وظال‪ :‬ان فيه راويًا مترو ًكا‪ ،‬أما المثبتة فظهر‬
‫ميله اليها وظال فيها "ويشبه أن تكون هي اآلخرة [من ظولي أحمد] ألن ابن الحكم ظديم"‪،‬‬
‫ا‪،‬‬‫يض‪ْ ،‬وه ْو م ُعت ْ ِك ٌ‬ ‫ت « ْكانْ النَّبِي ‪ ‬يْمر بِ ُال ْم ِر ِ‬ ‫شـةْ ‪ ‬ظْالْ ُ‬ ‫عائِ ْ‬ ‫ع ُن ْ‬ ‫واسـتدل لها بحديث ْ‬
‫ع ُنه» رواه أبو داود وضـــعفه األلباني وغيره لضـــعا‬ ‫فْيْمر ْك ْما ه ْو‪ْ ،‬و ْال ي ْع ِرج يْ ُســـأْل ْ‬
‫راو‪ ،‬لكن شيخ اإلسالم لم يذكر تضعيفه عكس ما فعل في حديث الرواية األخرى‪.‬‬
‫ُت ِل ُل ْحا ْج ِة‪ْ ،‬و ُال ْم ِريض فِي ِه‪ ،‬فْ ْما أ ْ ُســـأْل‬
‫ت « ِا ُن ك ُنت ْأل ْ ُدخل ُالبْي ْ‬ ‫شـــةْ ‪ ‬ظْالْ ُ‬ ‫ع ُن ْ‬
‫عائِ ْ‬ ‫(‪ْ )651‬‬
‫سـه ْوه ْو فِي ُال ْم ُسـ ِج ِد فْأ ْر ِجله‪،‬‬ ‫ي ْرأُ ْ‬
‫علْ َّ‬‫ارةٌ‪ْ ،‬واِ ُن ْكانْ ْرسـول هللاِ ‪ ‬لْي ُد ِخل ْ‬ ‫ع ُنه اِ َّال ْوأْنْا ْم َّ‬
‫ْ‬
‫ُت اِ َّال ِل ْحا ْجةٍ‪ ،‬اِذْا ْكانْ م ُعت ْ ِكفًا» رواه مسلم وأحمد‪.‬‬ ‫ْو ْكانْ ْال يْ ُدخل ُالبْي ْ‬
‫(‪ )652‬ألنه يجوز له اشتراط الخروج لما له منه بد‪ ،‬فالخروج الذي يقث مستثنى بالشرع‬
‫أولى وأحرى‪.‬‬
‫(‪ )653‬لما في النقطة السابقة‪.‬‬
‫‪145‬‬
‫وجيوز الش ا ا ا ا ا اارط يف االعتكااف(‪)654‬؛ فللمعتكف أن يش ا ا ا ا ا اارتط كال ماا يف فعلاه قرباة؛ مثال‪:‬‬
‫العيادة‪ ،‬وزايرة بعض أهله‪ ،‬وقص ا ا ااد بعض العلماء‪ ،‬أما ش ا ا اارط املباح كالفرجة والنزهة والبيع‬
‫يف األسا ا اوا (‪[ ،)655‬كذا املبيت يف املنزل](‪ ،)656‬وكذا لو شا ا اارط أن جيامع م شا ا اااء(‪،)657‬‬
‫[فال يصح‪ ،‬وم خرج إليه بطل اعتكافه](‪ ،)658‬وإن شرط األكل يف بيته [صح](‪.)659‬‬
‫خروجا ال يقطع االعتكاف‪ ،‬أن‬
‫خارجا منه إذا خرج ً‬
‫وال حيل للمعتكف يف املس ا ا ااجد‪ ،‬وال ً‬
‫يباشر زوجته بوطء وال ملس وال قبلة لشهوة‪ ،‬بل ذلك حرام عليه(‪ ،)660‬فأما إن مسها لغري‬

‫ت الزبْي ُِر فْقْا ْل لْ ْها‪:‬‬


‫عةْ بِ ُن ِ‬
‫علْى ضــبْا ْ‬ ‫ت « ْد ْخ ْل ْرســول هللاِ ‪ْ ‬‬ ‫شــةْ ‪ ‬ظْالْ ُ‬ ‫عائِ ْ‬ ‫ع ُن ْ‬‫(‪ْ )654‬‬
‫اشــــت ِْر ِطي‪ ،‬ظو ِلي‬ ‫ت‪ْ :‬وهللاِ ْال أ ْ ِجـدنِي اِ َّال ْو ِج ْعـةً‪ ،‬فْقْـا ْل لْ ْهـا‪ :‬ح ِجي ْو ُ‬ ‫ت ُال ْح ََّ؟ ظْـالْـ ُ‬‫لْ ْعلَّـ ِك أ ْ ْر ُد ِ‬
‫ْحُت ُال ِم ُق ْدا ِد ب ُِن ُاأل ْ ُســــ ْودِ» متفق عليه‪ ،‬وفي رواية‬ ‫ْت ت ْ‬ ‫اللَّه َّم ْم ِح ِلي ْحيُث ْحبْ ُســــتْنِي‪ْ ،‬و ْكان ُ‬
‫علْى ْربِ ِك ْما ا ـُس ت ْثُنْ ُيتِ" ظال األلباني حسـن صـحيح‪ ،‬يقول شـيخ اإلسـالم‬ ‫النسـائي " فْإِ َّن لْ ِك ْ‬
‫"وظولـه «لـك على ربـك مـا اشـــــترطـت» عـام‪ ،‬فـإذا كـان اإلحرام الـذي هو ألزم العبـادات‬
‫بالشروع يجوز مخالفة موجبه بالشرط‪ ،‬فاالعتكاا أولى"‪.‬‬
‫(‪ )655‬ألنه ال يالئم االعتكاا بخالا القربة‪.‬‬
‫(‪ )656‬يقول شـيخ اإلسـالم "فإن أحمد أجاز األكل بالشـرط مطلقًا‪ ،‬وأجاز المبيت في األهل‬
‫عا‪ ،‬ولم يعلقه بشـرط‪ ،‬فعلم أنه ال يجوز في النذر‪ ،‬وليس هذا ألجل الشـرط‪،‬‬ ‫اذا كان متطو ً‬
‫بل ألن التطوع له تركه متى شاء‪ ،‬فإذا بات في أهله‪ ،‬فكأنه اعتكا النهار دون الليل"‪.‬‬
‫اجدِ}‪ ،‬فهذا شرط معصية‪.‬‬ ‫عا ِكفونْ فِي ُال ْم ْ‬
‫س ِ‬ ‫{و ْال ت ْبا ِشروه َّن ْوأ ْ ُنت ُم ْ‬‫( ) ظال هللا تعالى ْ‬
‫‪657‬‬

‫(‪ )658‬في األمثلة المذكورة لم يذكر اال ظول القاضي وظهر ميله اليه‪.‬‬
‫(‪ )659‬ألن االعتكاا يجب بعقده‪ ،‬فكان الشـــرط اليه فيه كالوظا‪ ،‬وألنه ال يختص بقدر‪،‬‬
‫فإذا شـــرط الخروج فكأنه نذر القدر الذي أظامه‪ ،‬وظد ظهر ميل شـــيخ اإلســـالم اليها بما‬
‫نقلناه عنه في النقطة السابقة‪ ،‬كما أنه استدل لها أكثر‪.‬‬
‫اجدِ} يقول شـيخ اإلسـالم "فنهى‬ ‫سـ ِ‬ ‫عا ِكفونْ فِي ُال ْم ْ‬ ‫اشـروه َّن ْوأ ْ ُنت ُم ْ‬‫{و ْال تبْ ِ‬ ‫( ) لقوله ‪ْ ‬‬
‫‪660‬‬

‫عن المباشـرة لمن اعتكا في المسـجد وان كان في غيره ألن المباشـرة في نفس المسـجد‬
‫ال تحل للعاكا وال غيره‪ ،‬فع ِلم من هذا أن العاكا في المسـجد ظد يكون في حكم العاكا‬
‫مث خروجه منه‪ ،‬حتى تحرم عليه المباشرة"‪.‬‬
‫‪146‬‬
‫ش ا ا ا ا ا ااهوة‪ ،‬مثال أن ينااوهلاا حااجاة أو تنااولاه‪ ،‬فال أبس(‪ ،)661‬والوطء يبطال االعتكااف(‪،)662‬‬
‫جاهال](‪ ،)663‬فأما املباشا ا ا اارة دون الفرج‪ ،‬كالقبلة واللمس‪ ،‬فإهنا ال‬
‫[إال إن كان انسا ا ا اايًا أو ً‬
‫تبطله(‪ ،)664‬إال أن يقرتن هبا اإلنزال‪ ،‬فإن أنزل فس ا ا ااد االعتكاف(‪ ،)665‬وإذا أبطل اعتكافًا‬
‫اذورا ابامااع لزماه قضا ا ا ا ا ا اااؤه‪ ،‬وال كفاارة مجااع علياه(‪ ،)666‬ويبطال االعتكااف ابلردة(‪،)667‬‬
‫من ً‬
‫وابلسكر(‪.)668‬‬
‫وإن خرج من املسجد انسيًا [مل يبطل اعتكافه](‪)669‬؛ وسواء يف ذلك إن نسي املسجد أو‬
‫نساي أنه معتكف‪ ،‬فإن أكره على اخلروج مل يبطل اعتكافه‪ ،‬ساواء أكره بق؛ مثل إحضااره‬

‫(‪ )661‬لحديث ترجيل عائشة للنبي ‪ ‬الذي في ‪.553‬‬


‫(‪ ) 662‬ظـال ابن المنـذر "وأجمعوا على أن من جـامث امرأتـه‪ ،‬وهو معتكا عـامـدًا لـذلـك في‬
‫فرجها أنه مفسد العتكافه" اإلجماع ص ‪ ،50‬وأظره عليه شيخ اإلسالم‪.‬‬
‫ظوال له على ظوله في الصوم‪ ،‬راجث النقطة ‪.333‬‬ ‫(‪ )663‬ال ريب في تخريَ هذا ً‬
‫(‪ )664‬كما ال يبطل اإلحرام والصيام‪.‬‬
‫(‪ )665‬كما يفسد الصيام باإلنزال‪.‬‬
‫(‪ )666‬وال تقاس على الصــــوم ألنه ال تجب الكفارة بالوطء فيه اال في نهار رمضــــان‬
‫خاصـــة‪ ،‬ولهذا تجب على من وجب عليه اإلمســـاك وان لم يكن صـــائ ًما‪ ،‬فكانت الكفارة‬
‫لحرمة الزمان ال لحرمة جنس الصــــوم‪ ،‬وال على الحَ ألنه يلزم جنســــه بالشــــروع‪،‬‬
‫وكفارته مختلفة عن غيره‪.‬‬
‫(‪ )667‬يقول شـيخ اإلسـالم "ألن الردة تبطل جميث العبادات من الطهارة والصـالة والصـوم‬
‫واإلحرام‪ ،‬فكذلك االعتكاا ألن الكافر ليس من أهل العبادات"‪.‬‬
‫(‪ )668‬يقول شـيخ اإلسـالم "السـ ُكران ممنوع من دخول المسـجد لقوله تعالى {يْاأْي ْها الَّذِينْ‬
‫ارى ْحتَّى ت ْ ُعلْموا ْما ت ْقولونْ }"‪.‬‬‫ص ْالة ْ ْوأ ْ ُنت ُم س ْك ْ‬
‫آ ْمنوا ْال ت ْ ُق ْربوا ال َّ‬
‫(‪ )669‬ذكر وجهين في شـــــرح العمـدة‪ ،‬وال ريـب أن المثبـت موافق لمـا اســـــتقرت عليـه‬
‫أصـوله في مسـائل النسـيان‪ ،‬لكن يعكر عليه أنه اسـتدل لوجه البطالن ب "جعلوه أوكد من‬
‫الجماع ألن اللبث في المســـجد من باب المأمور به‪ ،‬فيســـتوي في تركه العمد والخطأ‪،‬‬
‫كترك أركـان الصـــــالة وأركـان الحَ وواجبـاتـه‪ ،‬بخالا الجمـاع فـإنـه من بـاب المنهي‬
‫عنـه"‪ ،‬لكن اختيـاره في المكره أنـه ال يبطـل اعتكـافـه ‪-‬كمـا في المســـــألـة المقبلـة‪ -‬يرجح‬
‫‪147‬‬
‫جملس احلكم‪ ،‬أو بباطل؛ أبن حيمل أو يكره على اخلروج ملصاادرة أو تساخري(‪ ،)670‬فأما إن‬
‫أمكنااه االمتناااع أبداء مااا وجااب عليااه أو بغري ذلااك‪ ،‬أبن يكون عليااه حق وهو قااادر على‬
‫وفااائااه‪ ،‬فيمتنع ح خيرجااه اخلص ا ا ا ا ا اام إىل جملس احلكم‪ ،‬بطاال اعتكااافااه‪ ،‬وإذا تعيناات عليااه‬
‫خمتارا لألداء‪ ،‬بطل اعتكافه‪ ،‬سا اواء كان قد تعني‬
‫ً‬ ‫ج‬‫خر‬ ‫فإن‬ ‫‪،‬‬ ‫شا ااهادة مل يبطل اعتكافه(‪)671‬‬

‫عليه التحمل أو مل يتعني‪.‬‬


‫ويسا ا ا ااتحب له أن يتحرى االعتكاف يف مسا ا ا ااجد تكون املطهرة قريبة منه(‪ ،)672‬وإذا خرج‬
‫من املسجد وله منزالن‪ ،‬أو هناك مطهر ن إحدامها أقرب من األخرى‪ ،‬وهو ميكنه الوضوء‬
‫يف األقرب بال مش ا ا ااقة‪ ،‬فليس له املض ا ا ااي إىل األبعد‪ ،‬وإن كان هناك مطهرة هي أقرب من‬
‫منزله ميكنه التنظف فيها‪ ،‬مل يكن له املضاي إىل منزله(‪ ،)673‬وإن مل ميكنه التنظف فيها‪ ،‬فله‬
‫املض ا ااي إىل منزله‪ ،‬كذلك إن كان حيتش ا اام من دخوهلا‪ ،‬أو فيه نقيص ا ااة عليه وخمالفة لعادته‪،‬‬
‫فله املض ا ا ا ا ا ااي إىل منزله(‪ ،)674‬هذا إذا كان منزله قريبًا من معتكفه‪[ ،‬فأما إن تفاحش بعده‪،‬‬
‫فال ميضي إليه](‪ ،)675‬وليس عليه أن يسرع املشي‪ ،‬بل ميشي على عادته‪.‬‬

‫أيضــــا‪ ،‬كمـا أن‬


‫ً‬ ‫المثبـت في المتن ألن تلـك األمور لو فعلهـا في الصـــــالة مكر ًهـا تبطـل‬
‫للمعتكا أن يشترط ويخرج لما له من بد بخالا الصالة‪.‬‬
‫(‪ )670‬لعموم رفث الم اخذة باإلكراه كما ذكرنا في ‪.229‬‬
‫(‪ )671‬لما ظلنا في خروجه للجمعة وغيرها من الواجبات بالشرع في ‪.652‬‬
‫(‪ )672‬لئال يطول زمن خروجه‪.‬‬
‫(‪ )673‬ألن له من ذلك بدا‪.‬‬
‫(‪ )674‬لما فيه من المشقة عليه في ترك مروءته‪.‬‬
‫(‪ ) 675‬ألنه خرج عن عادة المعتكفين‪ ،‬وظد نسـبها الى القاضـي ولم يذكر غيرها فدل على‬
‫اختياره لها‪.‬‬
‫‪148‬‬
‫والبول يف املسجد ال جيوز وإن ابل يف طست أو ‪،‬وه(‪ ،)676‬وإن أراد أن يفتصد أو حيتجم‬
‫حلااجاة‪ ،‬فلاه أن خيرج من املسا ا ا ا ا ا اجاد(‪ ،)677‬وال جيوز أن يفعال ذلاك يف املسا ا ا ا ا ا اجاد حلااجاة‪،‬‬
‫[وحيتم اال التجويز مع الض ا ا ا ا ا اارورة](‪ ،)678‬ف ااأم ااا مع الق اادرة على اخلروج فال‪ ،‬ف ااإن ك ااان يف‬
‫املس ا ا ا ا ا ااجد هنر جار أو برك يفيض ماؤها إىل بالليع و‪،‬و ذلك‪ ،‬جاز غس ا ا ا ا ا اال اليد‪ ،‬وإزالة‬
‫الوسااخ فيها‪ ،‬فأما الفصااد والبول و‪،‬و ذلك‪ ،‬فال جيوز‪ ،‬وإذا خرج حلاجة اإلنسااان‪ ،‬فدخل‬
‫يف طريقه إىل مسا ااجد آخر ليتم فيه بقية اعتكافه‪ ،‬جاز‪ ،‬وكذلك إن خرج من مسا ااجد إىل‬
‫مسا ا ااجد آخر‪ ،‬وليس بينهما ما ليس مبسا ا ااجد(‪ ،)679‬وإن ذهب إىل مسا ا ااجد هو أبعد عن‬
‫بيتااه من املسا ا ا ا ا ا اجااد األول‪ ،‬بطاال اعتكااافااه(‪ ،)680‬كااذلااك إن خرج من املسا ا ا ا ا ا اجااد لتجااديااد‬
‫الطهارة(‪ ،)681‬وإن خرج للتوضا ا ا ااي عن حدث مل يبطل‪ ،‬سا ا ا اواء كان يف وقت صا ا ا ااالة أو مل‬
‫يكن(‪ ،)682‬وأما خروجه للجمعة‪ ،‬فال يس ا ا ا ا ا ااتحب له اإلطالة‪ ،‬لكنه يص ا ا ا ا ا االي اامعة‪ ،‬وإن‬
‫أحااب أن يتنفاال تنفاال أبربع قبلهااا وأربع بعاادهااا وعاااد إىل معتكفااه‪ ،‬وال يزيااد على ذلااك‪،‬‬

‫(‪ ) 676‬يقول شـيخ اإلسـالم "ألن هواء المسـجد تابث للمسـجد في الحرمة‪ ،‬بدليل أنه ال يجوز‬
‫له أن يترك في أرضـه نجاسـة‪ ،‬وال يجوز أن يعلق في هوائه نجاسـة‪ ،‬مثل ميتة يعلقها‪ ،‬أو‬
‫ً‬
‫ظنديال فيه خمر أو دم"‪.‬‬
‫(‪ )677‬كما يخرج لحاجة اإلنسان‪.‬‬
‫(‪ )678‬كما ورد في المستحاضة‪ ،‬وظد نسب الرواية البن عقيل وهي أظرب الى أصوله‪.‬‬
‫(‪ )679‬يقول شيخ اإلسالم "ألنه ال يتعين لالعتكاا بقعة واحدة"‪.‬‬
‫(‪ )680‬يقول شيخ اإلسالم "ألنه مشى اليه لىير عذر‪ ،‬فأشبه ما لو خرج اليه ابتداء"‪.‬‬
‫(‪ )681‬ظال شيخ اإلسالم "ألن له منه بدا"‪.‬‬
‫(‪ )682‬يقول شــــيخ اإلســــالم "ألن به اليه حاجة‪ ،‬وهو من تمام ســــنن االعتكاا‪ ،‬وألن‬
‫الوضوء ال بد منه‪ ،‬وانما يتقدم وظته"‪.‬‬
‫‪149‬‬
‫ويكره له املقام بعد الساانة الراتبة(‪ ،)683‬ولو نوى االعتكاف فيه مل جيز له العود إىل معتكفه‬
‫األول لغري حاااجااة‪ ،‬فااإذا كااان من نيتااه العود إىل معتكفااه‪ ،‬مل يكن مبقااامااه فيااه معتك ًفاا‪ ،‬باال‬
‫يكون مصليًا للجمعة‪ ،‬فال يزيد على القدر املشروع‪.‬‬
‫وال يؤويه س ا ا ا ااقف مس ا ا ا ااكن‪ ،‬أما يف حال مروره يف طريقه‪ ،‬أو يف حال دخوله إىل منزله إذا‬
‫آواه الباب‪ ،‬أو دخل الكنيف و‪،‬و ذلك مما حيتاج إليه‪ ،‬فال أبس به(‪.)684‬‬
‫وال جيوز له األكل يف بيته إن مل يشارتط(‪ ،)685‬كذلك إن خرج من املعتكف لقضااء احلاجة‬
‫و‪،‬وها مما جييز اخلروج فأراد األكل عند أهله [فليس له ذلك ولو كن لقيمات](‪ ،)686‬فأما‬
‫إن أكل وهو مار فال أبس بذلك(‪،)687‬وإذا أراد أن أيكل يف املس ا ا ا ا ااجد‪ ،‬وض ا ا ا ا ااع مائدة أو‬
‫غريها(‪ ،)688‬واألوىل أن يغسل يده يف طست(‪.)689‬‬

‫(‪ )683‬يقول شــيخ اإلســالم "ألن المكان وان صــلح لالعتكاا‪ ،‬فليس هو معتكفًا فيه حتى‬
‫ينوي االعتكاا فيه"‪.‬‬
‫(‪ )684‬يقول شـيخ اإلسـالم "وهذا ألن مقامه تحت السـقا دخول الى المسـاكن واظامة فيها‪،‬‬
‫وذلـك يخـالا حـال المقيم في المســــجـد‪ ،‬وألن النبي ‪ ‬أمر الحيض أن يقمن في رحبـة‬
‫المسجد‪ ،‬لئال يقمن في مساكنهن [الحديث في ‪.]578‬‬
‫(‪ )685‬يقول شــيخ اإلســالم "ألن النبي ‪ ‬لم يكن يدخل البيت اال لحاجة اإلنســان‪ ،‬وهذا‬
‫يقتضـي أنه كان يأكل في المسـجد‪ ،‬وألن الخروج من المسـجد مناا لالعتكاا‪ ،‬فال يباح‬
‫منه اال القدر الذي تدعو اليه الحاجة‪ ،‬وال حاجة الى الخروج لشكل والشرب"‪.‬‬
‫(‪ )686‬ألنه لبث في غير معتكفه لما له منه بد‪ ،‬فأشـبه اللبث لمحادثة أهله‪ ،‬وظد ذكر وج ًها‬
‫بجواز اللقيمـات لكن المثبـت أظرب الى رأيـه‪ ،‬خـاصـــــة بـالطريقـة التي علـل بهـا المنث من‬
‫األكل في النقطة القادمة‪.‬‬
‫(‪ )687‬ألنه ال احتباس فيه‪.‬‬
‫(‪ )688‬لئال يقث من طعامه فتات يلوث المسجد ويسقط فيه شيء من ادامه‪.‬‬
‫(‪ )689‬ليصب الماء خارج المسجد لئال يلوث المسجد‪.‬‬
‫‪150‬‬
‫وإذا حاضت املرأة أو نفست‪ ،‬جيب أن خترج من املسجد(‪ ،)690‬وتقيم يف رحبته(‪ ،)691‬فإن‬
‫مل يكن للمس ا ا ا ااجد رحبة أو كانت رحبة ال ميكنها املقام فيها‪ ،‬جاز هلا الذهاب إىل منزهلا‪،‬‬
‫واحليض ال يبطل ما مضااى من االعتكاف‪ ،‬س اواء كان اعتكافها زما ًان أمكن أن ينفك من‬
‫يوما‪ ،‬أو مل ميكن؛ مثل أن تنذر اعتكاف‬
‫احليض؛ مثل أن تنذر اعتكاف أسا ا ا ا ا ااة عشا ا ا ا ا اار ً‬
‫ش ا ااهر و‪،‬و ذلك‪ ،‬فإذا طهرت بنت على ما قبل احليض‪ ،‬ومل تس ا ااتأنف االعتكاف‪ ،‬س ا اواء‬
‫كان االعتكاف معينًا‪ ،‬أو مطل ًقا‪[ ،‬وال كفارة عليها وإن كان منذورا](‪[ ،)692‬وال حتتس ا ااب‬
‫نذرا معينًا أو مطل ًقا‪ ،‬فعليها قضا ا ا ا ا اااء مدة‬
‫ً‬ ‫كان‬ ‫إن‬ ‫بل‬‫[‬ ‫‪،‬‬ ‫مبدة احليض من االعتكاف](‪)693‬‬

‫نذرا مل يكن عليها قضاء‪ ،‬لكن ال يتم هلا اعتكاف املدة اليت نوهتا إال‬
‫احليض‪ ،‬وإن مل يكن ً‬

‫(‪ )690‬ألن المسجد ال يحل لجنب وال حائض كما ذكرنا في ‪ 513‬من كتاب الطهارة‪ ،‬كما‬
‫أن االعتكاا ال يصح اال بصوم‪ ،‬والحيض ال يصح معه الصوم‪.‬‬
‫اج ِه َّن ِمنْ ال ْم ُســ ِجدِ‪ْ ،‬وأ ْ ُن يْ ُ‬
‫ضــ ِربُنْ األ ْ ُخبِبْةْ فِي ْر ُحبْ ِة‬ ‫(‪ )691‬لحديث "أ ْ ْم ْر ْرســول هللاِ بِإِ ُخ ْر ِ‬
‫طه ُرنْ " الذي في ‪ ،578‬يقول شـيخ اإلسـالم "وألن الخروج من المسـجد‬ ‫ال ْم ُسـ ِجدِ‪ْ ،‬حت َّى ْي ُ‬
‫انمـا يبـاح للحـاجـة‪ ،‬والحكم المقيـد بـالحـاجـة مقـدر بقـدرهـا‪ ،‬وانمـا يحتـاج في الخروج الى‬
‫الرحبة خاصة‪ ،‬فذهابها الى منزلها ال حاجة اليه"‪.‬‬
‫(‪ ) 692‬ألنه خروج ألمر معتاد‪ ،‬فأشبه الخروج للجمعة والجنابة وحاجة اإلنسان‪ ،‬وظد ذكر‬
‫عن األصحاب طريقة أخرى فيها تفصيل‪ ،‬والمذكور أظرب الى أصوله‪ ،‬وهللا أعلم‪.‬‬
‫(‪ ) 693‬ذكر وجهين آخرين‪ ،‬لكنه ظال عن المثبتة انها منصوص اإلمام في رواية حنبل‪.‬‬
‫‪151‬‬
‫ابلقض اااء](‪ ،)694‬أما املس ااتحاض ااة‪ ،‬فتقيم يف املس ااجد(‪ ،)695‬والواجب عليها أن تتحفظ من‬
‫تلويث املسااجد‪ ،‬إما ابلتحفظ وإما بوضااع شاايء حتتها‪ ،‬فإن مل متكن صاايانة املسااجد منها‪،‬‬
‫خرجت منه(‪.)696‬‬
‫ومن وجباات عليهااا عاادة وفاااة وهي معتكفااة‪ ،‬خترج لتعتااد يف منزهلااا وإن كااان االعتكاااف‬
‫منذورا(‪ ،)697‬وعليها قض ا اااء ما تركته من االعتكاف إن كان واجبًا‪ ،‬ويس ا ااتحب هلا قض ا اااؤه‬
‫إن كان مسااتحبًا(‪ ،)698‬مث إن كان معينًا‪ ،‬فإهنا تبين على ما مضااى [وعليها الكفارة](‪،)699‬‬
‫وإن كان مطل ًقا‪ ،‬فلها اخليار بني أن تبين وتكفر‪ ،‬وبني أن تستأنف االعتكاف‪.‬‬
‫وإذا وقعت فتنة خاف منها على نفسا ااه أو ماله أو أهله احلاضا اار عنده أو الغائب‪ ،‬فله أن‬
‫تطوعا‪ ،‬فإن أحب أن يتمه‪ ،‬وإن أحب أال‬
‫تطوعا‪ ،‬مث إن كان ً‬
‫خيرج‪ ،‬س ا ا ا اواء كان واجبًا أو ً‬

‫(‪ )694‬وهي مبنية على التي ظبلها‪ ،‬لكن ظال شيخ اإلسالم "ويتوجه أن ال ظضاء عليها وان‬
‫لم يحســب من االعتكاا‪ ،‬ال ســيما ان كانت المدة التي نذرتها مما ال تنفك عن الحيض‪،‬‬
‫فإن مدة الحيض تقث مسـتثناة بالشـرع والنية والنذر‪ ،‬ووجه األول‪ :‬أنه زمن يطول" وهذا‬
‫ميال اليه‪ ،‬والمثبت أورع فلم‬ ‫المتوجه يظهر ظربه الى أصـــوله‪ ،‬لكنه لم يختره ولم يظهر ً‬
‫اختيارا‪.‬‬
‫ً‬ ‫أجر على تخريجه‬
‫اضـةٌ‪،‬‬ ‫ت ْم ْث ْرسـو ِل هللاِ ‪ُ ‬ام ْرأْة ٌ ِم ُن أ ْ ُز ْو ِ‬
‫اج ِه م ُسـت ْ ْح ْ‬ ‫ت "ا ُعت ْ ْكفْ ُ‬ ‫شـةْ ‪ ‬ظْالْ ُ‬ ‫ع ُن ْ‬
‫عائِ ْ‬ ‫(‪ْ )695‬‬
‫صــ ِلي" رواه أحمد‬ ‫يت ْ‬ ‫ت تْحُ ت ْ ْها ْو ِه ْ‬
‫الط ُســ ْ‬ ‫ْت ت ْْرى الصــ ُف ْرة ْ ْو ُالح ُم ْرة ْ‪ ،‬فْربَّ ْما ْو ْ‬
‫ضــ ُعنْا َّ‬ ‫فْ ْكان ُ‬
‫والبخاري‪.‬‬
‫(‪ )696‬ألنه عذر‪.‬‬
‫(‪ )697‬يقول شـيخ اإلسـالم "ألن ظضـاء العدة في منزلها أمر واجب‪ ،‬فخرجت من اعتكافها‬
‫اليـه‪ ،‬كخروج الرجـل للجمعـة‪ ،‬وخروجهـا لمجلس الحـاكم‪ ،‬وأداء الشـــــهـادة‪ ،‬وذلـك ألن‬
‫االعتكاا وان كان واجبًا لكن يقدم عليه ظضاء العدة في منزل الزوج ونحوه"‪.‬‬
‫(‪ )698‬يقول شـــــيخ اإلســـــالم "ألنهـا تركـت االعتكـاا ألمر غير معتـاد‪ ،‬وهو ممـا يطول‬
‫زمانه"‪.‬‬
‫(‪ )699‬ذكر أن هناك روايتين ولم يذكر اال المثبتة مما يدل على ميله اليها‪.‬‬
‫‪152‬‬
‫يتمه‪ ،‬وإن كان واجبًا ابلنذر معينًا‪ ،‬مثل‪ :‬هذا الشااهر‪ ،‬فإنه يبين على ما مضااى ويقضااي ما‬
‫متتابعا؟ أم جيوز أن يفرقه ويقطعه؟ على‬
‫تركه‪ ،‬وهل جيب يف القضا ا ا ا ا اااء أن يكون متصا ا ا ا ا ا ًاال ً‬
‫وجهني‪ ،‬وعليااه كفااارة ميني لفوات التعيني(‪ ،)700‬وإن كااان مطل ًق اا غري متتااابع بىن على مااا‬
‫متتابعا‪ ،‬فله اخليار‬
‫فعل‪ ،‬لكن يبتدئ اليوم الذي خرج فيه من أوله ‪[ ،‬وإن كان مطل ًقا ً‬
‫(‪)701‬‬

‫بني أن يسا ا ا ا ا ا اتاأنف وال كفاارة علياه‪ ،‬أو يبين على ماا فعال وعلياه الكفاارة](‪ ،)702‬ولو خااف‬
‫اهنادام املسا ا ا ا ا ا اجاد علياه‪ ،‬أو اهنادم بياث مل ميكناه إمتاام االعتكااف‪ ،‬خرج فاأمتاه يف غريه‪ ،‬وال‬
‫مرضا ال ميكنه املقام معه يف املسجد‪،‬‬
‫يبطل اعتكافه‪ ،‬وال كفارة عليه‪ ،‬ومثل هذا إذا مرض ً‬
‫كالقيام املتدارك(‪ )703‬وس ا االس البول واإلغماء‪ ،‬أو ميكنه القيام مبش ا ااقة ش ا ااديدة‪ ،‬أبن حيتاج‬
‫إىل خدمة وفراش؛ فله ترك االعتكاف‪ ،‬ويكون كما لو تركه للخوف‪.‬‬
‫ض ا ا ا ا اا خفي ًفا‪ ،‬كاحلمى اخلفيفة‪ ،‬ووجع الض ا ا ا ا اارس والرأس‪ ،‬فال خيرج ألجله‪ ،‬فإن‬
‫وإن كان مر ً‬
‫خرج استأنف‪.‬‬
‫جائزا حلق وجب عليه فال كفارة عليه‪ ،‬وإن كان لغري واجب‪ ،‬كاخلروج‬
‫خروجا ً‬
‫[وم خرج ً‬
‫من فتنة أو ملرض ميكن معه املقام بغري مشقة‪ ،‬فعليه الكفارة(‪.)705(])704‬‬

‫(‪ )700‬ظط ٌث لالعتكاا بأمر غير معتاد‪ ،‬وهو لحظه‪.‬‬


‫(‪ )701‬يقول شيخ اإلسالم "ألن التتابث في اليوم الواحد واجب"‪.‬‬
‫(‪ )702‬ظال عنها مشهور المذهب وظهر ميله اليها وهي الموافقة لالختيارات السابقة‪.‬‬
‫ار ِك وهو مرض المبطون الذي أصـــابه اإلســـهال" المطلث على ألفاظ‬ ‫(‪" )703‬القيام ُالمت ْ ْد ْ‬
‫المقنث ‪ ،354‬ألبي عبد هللا شمس الدين البعلي‪.‬‬
‫(‪ )704‬ألنه خرج لحظ نفسه‪.‬‬
‫(‪ )705‬ما بين المعقوفتين نقلهما شيخ اإلسالم عن القاضي وابن عقيل ولم يتعقبهما بشيء‪.‬‬
‫‪153‬‬
‫واملعتكف ينفر إذا تع النفري(‪ ،)706‬كذلك إذا تعني عليه اخلروج للجهاد؛ أبن حيضار عدو‬
‫عاما(‪ ،)707‬وإن مل يكن ااهاد متعينًا [جاز له‬
‫خيافون كلبه‪ ،‬أو يس ا ا ا ا ااتنفر اإلمام اس ا ا ا ا ااتنفارا ً‬
‫ض اا](‪ ،)708‬وااهاد والرابط أفض اال من االعتكاف(‪ ،)709‬مث إذا قض ااى غزوه‪ ،‬وكان‬
‫اخلروج أي ً‬
‫تطوعا‪ ،‬فله اخليار بني أن يقضاايه أو ال يقضاايه‪ ،‬واألفضاال أن يقضاايه‪ ،‬وإن كان‬
‫االعتكاف ً‬
‫اذرا‪ ،‬يبين إن كااان معينً اا [وال كفااارة عليااه](‪ ،)710‬وإن كااان مطل ًق اا‪ ،‬فهو ابخليااار بني أن‬
‫نا ً‬
‫يستأنف وبني أن يبين‪.‬‬

‫(‪ )706‬ألن ما وجب بأصل الشرع من الجمعة والجماعة يجوز تركه بمثل هذا‪ ،‬فما وجب‬
‫بالنذر أولى‪.‬‬
‫(‪ ) 707‬يقول شـــــيخ اإلســـــالم "ألن الجهـاد من أعظم الواجبـات‪ ،‬والتخلا عنـه من أعظم‬
‫المفاسد"‪.‬‬
‫(‪ ) 708‬يقول شــيخ اإلســالم " فهل يجوز الخروج اليه‪ ،‬كصــالة الجنازة وعيادة المريض‬
‫وأولى؟ لم يجز له الخروج عند أصــحابنا‪ ،‬مث أن الجهاد والرباط أفضــل من االعتكاا‪،‬‬
‫وظـال في روايـة األثرم‪ :‬الخروج الى عبـادان أحـب الي من االعتكـاا‪ ،‬وليس يعـدل الجهـاد‬
‫والرباط شيء" وهذا يدل على ميله الى المثبت‪.‬‬
‫س‪،‬‬ ‫الســـ ـا ِحـ ِل‪ ،‬ث َّم ِظيـ ْل‪ْ :‬ال ْبـأ ُ ْ‬ ‫اط‪ ،‬فْفْ ِزعوا ِالْى َّ‬ ‫ع ُن أ ْ ِبي ه ْري ُْرة ْ ‪ ‬أ ْ َّنـه ْكـانْ ِفي ِ‬
‫الر ْبـ ِ‬ ‫(‪ْ )709‬‬
‫ان فْقْا ْل‪ْ :‬ما يو ِظف ْك ْيا أ ْ ْبا ه ْري ُْرة ْ‪ ،‬فْقْا ْل‪:‬‬ ‫ســ ٌ‬ ‫ا النَّاس ْوأْبو ه ْري ُْرة ْ ْوا ِظ ٌ‬
‫ا‪ ،‬فْ ْم َّر ِب ِه ِا ُن ْ‬ ‫فْا ُن ْ‬
‫صــ ْر ْ‬
‫ســ ِبي ِل َّ ِ ْخي ٌُر ِم ُن ظِ ْي ِام لْ ُيلْ ِة ُالقْ ُد ِر ِع ُن ْد‬‫ع ٍة فِي ْ‬ ‫ســا ْ‬ ‫ســ ِم ُعت ْرســو ْل َّ ِ ‪ْ ‬يقول " ْم ُوظِا ْ‬ ‫ْ‬
‫ُال ْح ْج ِر ُاألْسـُ ْودِ" رواه البيهقي وابن حبان وصـححه‪ ،‬وصـححه األلباني‪ ،‬وذكرنا في كتاب‬
‫الصـالة في ‪ 2110‬أن شـيخ اإلسـالم نقل اإلجماع على أنه ليس في التطوعات أفضـل من‬
‫الجهاد‪.‬‬
‫(‪ )710‬بناها على المســألة الســابقة التي في ‪ ،704‬وظد ذكر في الســابقة أن القاضــي تأول‬
‫كالم الخرظي وظهر اظراره لـه‪ ،‬وهنـا ذكر الروايـة األخرى عن الخرظي أن عليـه الكفـارة‪،‬‬
‫وعدم الكفارة ال ريب أنه الموافق ألصوله‪.‬‬
‫‪154‬‬
‫وإذا كاان االعتكااف تطو ًعاا‪ ،‬فعرض لاه جناازة أو مريض يعااد و‪،‬و ذلاك‪[ ،‬فاإمتاام اعتكاافاه‬
‫أفضل](‪.)711‬‬
‫تطوعا‪:‬‬
‫نذرا أو ً‬
‫وإذا أبطل االعتكاف فإما أن يكون ً‬
‫أما النذر؛ فأربعة أقسام‪:‬‬
‫أحدها‪ :‬أن يكون معينًا‪ ،‬مثل أن يقول‪ :‬هلل علي أن أعتكف هذا الشااهر‪ ،‬أو هذه العشاار‪،‬‬
‫أو العشا ا ا ا اار األواخر من رمضا ا ا ا ااان‪ ،‬و‪،‬و ذلك‪[ ،‬فيبطل ما مضا ا ا ا ااى من اعتكافه‪ ،‬وعليه أن‬
‫يبتادئ االعتكااف‪ ،‬فيعتكف ماا بقي من املادة‪ ،‬ويصا ا ا ا ا ا الاه ابعتكااف ماا فوتاه منهاا](‪،)712‬‬
‫وعليه كفارة ميني ملا فوته من التعيني يف نذره‪.‬‬

‫واجب ـا عليــه‪ ،‬وألن اتمــام‬


‫ً‬ ‫(‪" )711‬ألن النبي ‪ ‬لم يكن يعرج على مريض‪ ،‬ولم يكن‬
‫العبادة التي شـــرع فيها أفضـــل من انشـــاء عبادة أخرى ألن اتمامها واجب عند بعض‬
‫العلماء‪ ،‬وم كد االســــتحباب عند بعضــــهم‪ ،‬وظد أمر النبي ‪ ‬الصــــائم اذا دعي وكان‬
‫صــائ ًما أن يصــلي‪ ،‬ولم يأمره باألكل"‪ ،‬وظد نســبها شــيخ اإلســالم الى بعض األصــحاب‬
‫واستدل لها بما نقلناه ولم يذكر غيرها مما يدل على اختياره لها‪ ،‬ولوال ما يظهر من نوع‬
‫تضــارب بينها وبين تعليل النقطة الســابقة التي في ‪ 708‬من ظوله " فهل يجوز الخروج‬
‫اليه‪ ،‬كصالة الجنازة وعيادة المريض وأولى؟" لنسبتها اليه مباشرة وليس تخري ًجا‪.‬‬
‫(‪ )712‬ذكر رواية يبني ويقضــي‪ ،‬واســتدل للمثبتة أكثر ومما اســتدل به "ألنه وجب عليه‬
‫أن يعتكا تلـك األيـام متتـابعـة‪ ،‬فـإذا أبطـل االعتكـاا ظطث التتـابث‪ ،‬فعليـه أن يـأتي بـه في‬
‫القضــــاء متتاب ًعا ألن القضــــاء يحكي األداء‪ ،‬ووجب عليه أن يعتكا ما بقي من المدة‬
‫ألجل التعيين‪ ،‬وهذا أولى من الصـــوم ألن الصـــوم عبادة يتخللها ما ينافيها‪ ،‬فإذا أفطر‬
‫يو ًمـا لم يلزم منـه فطر يوم آخر‪ ،‬بخالا االعتكـاا‪ ،‬فـإنـه عبـادة واحـدة متواصــــلـة‪ ،‬فـإذا‬
‫أبطل آخرها‪ ،‬بطل أولها‪ ،‬كاإلحرام وصوم اليوم الواحد والصالة"‪.‬‬
‫‪155‬‬
‫القس ا ا ا ا ا اام الثااين‪ :‬أن يناذر اعتكااف وقات معني متتااب ًعاا‪ ،‬أبن يقول‪ :‬علي أن أعتكف هاذا‬
‫متتابعا‪ ،‬فإذا ترك بعض ا ا ااه كان عليه اس ا ا ااتئناف االعتكاف(‪ ،)713‬فيعتكف ما بقي‪،‬‬
‫العش ا ا اار ً‬
‫ويصله ابلقضاء‪[ ،‬وعليه الكفارة](‪.)714‬‬
‫متتابعا غري معني‪ ،‬مثل أن يقول‪ :‬علي أن أعتكف عشا ا ا ا ا ا اارة أايم‬
‫الثالث‪ :‬أن ينذر اعتكافًا ً‬
‫متتابعا‪ ،‬فإذا ترك بعضا ا ااه كان عليه أن يسا ا ااتأنف االعتكاف يف أي وقت‬
‫اهرا ً‬ ‫متتابعة أو شا ا ا ً‬
‫كان‪ ،‬وال كفارة عليه(‪.)715‬‬
‫الرابع‪ :‬أن ينااذر اعتكااافًاا مطل ًق اا غري متتااابع‪ ،‬مثاال أن يقول‪ :‬علي اعتكاااف عشا ا ا ا ا ا اارة أايم‬
‫متفرقة‪ ،‬فإذا ترك اعتكاف بعضها مل يبطل غري ذلك اليوم‪.‬‬
‫ولو نذر اعتكاف العشار األواخر من رمضاان‪ ،‬مث أفساده‪ ،‬لزمه أن يقضايه من قابل يف مثل‬
‫وقته(‪.)716‬‬
‫تطوعا‪ ،‬فال قضاء عليه‪.‬‬
‫فإن كان االعتكاف الذي أفسده ً‬

‫(‪ )713‬يقول شيخ اإلسالم "لفوات التتابث المشروط فيه‪ ،‬ال لفساد ما مضى منه"‪.‬‬
‫(‪ )714‬لم يذكرها شــيخ اإلســالم‪ ،‬لكنها الزمة الختياراته‪ ،‬ولعلها ســقطت‪ ،‬كما يدل عليها‬
‫نفي الكفارة في الثالث‪.‬‬
‫(‪ ) 715‬ألن االعتكـاا المتتـابث عبـادة واحـدة‪ ،‬فـإذا طرأ عليهـا مـا يبطلهـا أبطـل مـا مضـــــى‬
‫منها‪ ،‬كاإلحرام والصيام‪.‬‬
‫(‪ )716‬يقول شـيخ اإلسـالم "ألن االعتكاا هذه األيام أفضـل من غيرها‪ ،‬ولهذا كان رسـول‬
‫هللا ‪ ‬يختصـــها باالعتكاا‪ ،‬ويوظظ فيها أهله‪ ،‬ويحيي الليل‪ ،‬ويشـــد المئزر‪ ،‬وفيها ليلة‬
‫القدر‪ ،‬فال يقوم مقامها اال ما أشــبهها‪ ،‬وهو العشــر من العام القابل‪ ،‬كما ظلنا فيما اذا عين‬
‫صا بالسفر اليه‪ ،‬مثل المسجد الحرام‪ ،‬لم يجزئه االعتكاا اال فيه‪ ،‬ولو أفسد‬ ‫مكانًا مخصو ً‬
‫االعتكاا الواجب فيه‪ ،‬لم يجزئه ظضا ه اال فيه"‪.‬‬
‫‪156‬‬
‫اافرا‪ ،‬أو أصااوم شااعبان‬
‫ض اا أو مسا ً‬
‫ومن قال‪ :‬علي أن أعتكف شااهر رمضااان إن مل أكن مري ً‬
‫اافرا‪ ،‬أو أتصاد بكذا إن مل حيتج إليه‪ ،‬جاز(‪ ،)717‬وإن قال‪ :‬علي‬
‫ضاا أو مس ً‬
‫إن مل أكن مري ً‬
‫أن أعتكف هذا الشاهر‪ ،‬على أين م عرض يل ما مينعين املقام خرجت‪ ،‬جاز ذلك(‪،)718‬‬
‫ويكون فائدة ذلك أنه ال يلزمه قضاء وال كفارة‪.‬‬
‫والسياحة يف البالد لغري قصد شرعي كما يفعله بعض النساك منهي عنه(‪.)719‬‬

‫(‪ ) 717‬يقول شــيخ اإلســالم "ألن النذر عقد من العقود‪ ،‬يصــح تعليقه بشــرط‪ ،‬فشن يصــح‬
‫االستثناء فيه واالشتراط أولى وأحرى"‪.‬‬
‫(‪ )718‬يقول شـيخ اإلسـالم "كما لو ظال في الحَ‪ :‬ان حبسـني حابس فمحلي حيث حبسـت"‪،‬‬
‫كما في حديث ضباعة ‪ ‬الذي في ‪.654‬‬
‫(‪ )719‬ظال شـيخ اإلسـالم " ظال اإلمام أحمد‪ :‬ليسـت السـياحة من اإلسـالم في شـيء وال من‬
‫فعل النبيين والصالحين"‪.‬‬
‫‪157‬‬
‫فُر منه بفضل هللا ومنته وكرمه يف شهر رمضان سنة ‪1444‬ه‪ ،‬مبدينة إدلب العز‪.‬‬
‫أس ااأل هللا أن ينفع به اإلس ااالم واملس االمني‪ ،‬وأن يغفر يل‪ ،‬ولوالدي‪ ،‬وملش اااخيي‪ ،‬وألص ااحاب احلقو‬
‫علي‪ ،‬وللمسا ا االمني واملسا ا االمات األحياء منهم واألموات‪ ،‬وأن ينصا ا اار اإلسا ا ااالم وأهله ويذل الشا ا اارك‬
‫وجنده‪ ،‬وأن ميكن لدينه يف أرض ااه‪ ،‬ويعلي كلمته‪ ،‬ويقيد لألمة أمر رش ااد يعز فيه أهل طاعته‪ ،‬ويذل‬
‫فيه أهل معصيته‪ ،‬ويؤمر فيه ابملعروف وينهى فيه عن املنكر‪.‬‬
‫وما كان فيما كتبت من حق وص ا ا ا ا اواب فمن هللا وحده‪ ،‬حمض توفيق وفض ا ا ا ا اال وكرم منه‪ ،‬فله احلمد‬
‫كله‪ ،‬والش ا ااكر كله‪ ،‬والثناء كله‪ ،‬وما كان من تقص ا ااري وزلل فمين وحدي‪ ،‬وهللا ورس ا ااوله منه بريئان‪.‬‬
‫واحلمد هلل رب العاملني‪ ،‬والصالة والسالم على رسول هللا ﷺ وعلى آله وصحبه أمجعني‪.‬‬
‫كتبه‪ /‬أبو عبد هللا حيىي بن طاهر العطيفي الفرغلي‪.‬‬

‫‪158‬‬
‫الفهرست‬
‫املقدمة ‪1.....................................................................‬‬
‫كتاب الصيام ‪8.............................................................‬‬
‫ابب أحكام املفطرين يف رمضان ‪34.............................................‬‬
‫ابب ما يفسد الصوم ‪62.......................................................‬‬
‫ابب صيام التطوع ‪94..........................................................‬‬
‫فصل‪ :‬األايم اليت هني عن صيامها ‪105...........................................‬‬
‫فصل‪ :‬يف ليلة القدر ‪113 .......................................................‬‬
‫فصل‪ :‬يف األعياد واملواسم وعاداهتم ‪119 .........................................‬‬
‫ابب االعتكاف ‪126 ..........................................................‬‬

‫‪159‬‬

You might also like