You are on page 1of 9

‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬

‫ختريج احلديث ‪/‬أ‪.‬د سامح عبد القوي حفظه اهلل‬

‫كلية أصول الدين الفرقة الثالثة (قسم احلديث)‬

‫تعريف التخريج لغة واصطالحا‪.‬‬

‫التخريج لغة‪ :‬مادة (خ ر ج) تدور يف معناها العام عىل الظهور والربوز‪.‬‬

‫التخريج اصطالحا‪:‬‬

‫َ‬
‫األحاديث من بطون األجزاء واملشيخات والكتب ونحوها‪ ،‬وسياقها من مرويات نفسه أو بعض‬ ‫تعريف السخاوي‪ :‬إخراج املحدِّ ث‬

‫شيوخه أو أقرانه أو نحو ذلك‪ ،‬والكالم عليها‪ ،‬وعزوها ملن رواها من أصحاب الكتب والدواوين مع بيان البدل واملوافقة ونحومها‪.‬‬

‫تعريف السيوطي‪ :‬أطلق التخريج يف االصطالح عىل شيئني‪:‬‬

‫خرجه البخاري ومسلم»‪.‬‬


‫أحدمها‪ :‬إيراد احلديث بإسناده يف كتاب أو إمالء‪ ،‬ومنه قوهلم‪َّ « :‬‬

‫ثانيهام‪ :‬عزو األحاديث إىل َمن أخرجها ِمن األئمة‪ ،‬ومنه‪ :‬كتاب «نصب الراية لتخريج أحاديث اهلداية للزيلعي»‪.‬‬

‫يستفاد من التعريفني لإلمام السخاوي والسيوطي أن التخريج االصطالحي نوعان‪:‬‬

‫َ‬
‫احلديث بإسناده يف كتابه‪( .‬وهو املشهور يف اصطالح املتقدمني‪ ،‬وهو األصل لكونه‬ ‫‪ -1‬التخريج بالرواية (األصيل)‪ :‬وهو إيراد املؤلف‬

‫أسبق)‪ .‬مثل‪ :‬صحيح البخاري‪ ،‬وصحيح مسلم‪.‬‬

‫‪ -2‬التخريج بالعزو (الفرعي)‪ :‬وهو عزو احلديث إىل مصادره األصلية‪( .‬هو املشهور يف استعامل املتأخرين واملعارصين‪ ،‬وهو املقصود‬

‫بالدراسة هنا)‪ .‬مثل‪ :‬نصب الراية للزيلعي‪ ،‬وإحتاف املهرة البن حجر‪.‬‬

‫تنقسم املصادر احلديثية يف فن التخريج إىل قسمني‪:‬‬

‫َ‬
‫األحاديث فيها بإسناده‪ .‬مثل‪ :‬صحيح البخاري‪ ،‬ومسلم‪.‬‬ ‫‪ -1‬املصادرة األصلية‪ :‬هي املؤلفات التي يذكر املؤلف‬

‫خرجه‪ ،‬أو رواه‪ .‬مثل قولك‪ :‬أخرجه البخاري يف «صحيحه»‪.‬‬ ‫ِ‬


‫ص َيغ العزو للمصادر األصلية‪ :‬أخرجه‪ ،‬أو َّ‬

‫َ‬
‫األحاديث فيها بال إسناد‪ .‬مثل‪ :‬بلوغ املرام‪ ،‬ورياض الصاحلني‪.‬‬ ‫‪ -2‬املصادر الفرعية‪ :‬هي املؤلفات التي يذكر املؤلف‬
‫صيغ العزو للمصادر الفرعية‪ :‬ذكره‪ ،‬أو أورده‪ .‬مثل قولك‪ :‬أورده ابن حجر يف «بلوغ املرام»‪.‬‬

‫ثم التخريج بالعزو (الفرعي) نوعان‪:‬‬

‫األول‪ :‬التخريج اإلمجال (عزو إمجال)‪ .‬وله أركان أربعة‪.‬‬

‫‪-4‬حكم احلديث إن وجد‬ ‫‪-3‬اسم الكتاب‬ ‫‪-2‬اسم املؤلف‬ ‫‪-1‬الصيغة‬


‫حديث حسن أو صحيح كام عند الرتمذي واحلاكم‪.‬‬ ‫البخاري‪ ،‬وأبو داود يف «صحيحه» أو يف «سننه»‬ ‫أخرجه‪ ،‬أو رواه‬

‫الثاين‪ :‬التخريج التفصييل (عزو تفصييل)‪( :‬وهو العمدة يف البحوث العلمية)‪ ،‬ويزيد عىل األركان األربعة للعزو اإلمجال ما يأيت‪:‬‬

‫(‪ – )1‬ذكر الكتاب‪ ،‬والباب الفقهي‪ ،‬ورقم احلديث إن وجد‪ ،‬والصحايب‪.‬‬

‫مثال‪ :‬نقول يف ختريج حديث رواه ابن عمر ريض اهلل عنه‪ :‬أخرجه البخاري يف «صحيحه»‪ ،‬كتاب العلم‪ ،‬باب فضل العلم‬

‫(ج‪/1‬ص‪/22‬رقم ‪ )61‬من حديث ابن عمر ريض اهلل عنه‪.‬‬

‫(‪ – )2‬حتديد الطرق بذكر االختالف عىل املدار‪.‬‬

‫ما هو مدار احلديث ؟‬

‫مدار احلديث‪ :‬هو الراوي الذي جيتمع يف الرواية عنه اثنان فأكثر‪ ،‬إن اتفقوا فمتابعة‪ ،‬وإن اختلفوا فمخالفة‪.‬‬

‫َ‬
‫لباحث بيان درجة احلديث عند التخريج؟ (أي‪ :‬احلكم عىل احلديث)‪.‬‬ ‫السؤال‪ :‬هل يلزم ا‬

‫اجلواب‪ :‬ال يلزم؛ ألن بيان درجة احلديث غي داخل يف حقيقة التخريج وماهيته لعدة أمور‪ ،‬منها ما يأيت‪:‬‬

‫أ‪ -‬أن بيان درجة احلديث هي الثمرة والغاية من التخريج‪ ،‬والثمرة والغاية ال تذكر يف التعريف عند أهل الفن‪.‬‬

‫ب‪-‬أن التخريج له فوائد وأغراض خمتلفة‪ ،‬منها‪ :‬معرفة درجة احلديث‪ ،‬ومعرفة فقه احلديث وغريبه‪ ،‬وغي ذلك‪.‬‬

‫ت‪-‬أن أهل االختصاص كالزيلعي والعراقي وابن حجر الذي تصدوا لتخريج األحاديث مل يلتزموا بيان الدرجة‪.‬‬

‫تنبيه‪ :‬إذا كانت درجة احلديث يف مصادر التخريج فنقلها جزء من التخريج‪ ،‬كقول الرتمذي‪« :‬هذا حديث حسن غريب»‪.‬‬

‫أشهر املصنفات يف التخريج‪« :‬ختريج أحاديث األم للشافعي» للبيهقي‪ ،‬وهومن أقدم الكتب يف التخريج‪ ،‬و«نصب الراية» للزيلعي‪،‬‬

‫و«التخليص احلبي»‪ ،‬و«إحتاف املهرة» كالمها البن حجر‪.‬‬


‫نامذج للصياغة العلمية للتخريج‬

‫النموذج األول‬

‫حديث‪« :‬ال تباغضوا‪ ،‬وال حتاسدوا‪ ،‬وال تدابروا‪ ،‬وكونوا عباد اهلل إخوانا‪ ،‬وال حيل ملسلم أن هيجر أخاه فوق ثالث»‪.‬‬

‫أخرجه البخاري يف «صحيحه» كتاب األدب‪ ،‬باب ما ينهى عن التحاسد والتدابر (‪/19/8‬برقم‪ ،)6063 :‬ومسلم يف «صحيحه» كتاب‬

‫الرب والصلة‪ ،‬باب حتريم الظن‪ ،‬والتجسس‪ ،‬والتنافس‪ ،‬والتناجش ونحوها (‪/1985/4‬برقم‪ )2563 :‬من حديث أنس بن مالك ريض‬

‫اهلل عنه مرفوعا بلفظه‪.‬‬

‫النموذج الثاين‬

‫حديث‪« :‬بيت ال متر فيه جياع أهله»‪.‬‬

‫أخرجه البخاري يف «صحيحه» كتاب اإليامن‪ ،‬باب من اإليامن أن حيب ألخيه ما حيب لنفسه (‪12/ 1‬برقم‪ ،)13 :‬ومسلم يف «صحيحه»‬

‫كتاب اإليامن‪ ،‬باب الدليل عىل أن من خصال اإليامن أن حيب ألخيه ما حيب لنفسه من اخلي (‪ 49/ 1‬برقم‪ ،)45 :‬والنسائي يف «املجتبى»‬

‫كتاب اإليامن ورشائعه‪ ،‬باب عالمة اإليامن (‪ 970/ 1‬برقم‪ ،)5031 :‬والرتمذي يف «جامعه» أبواب صفة القيامة والرقائق والورع عن‬

‫رسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم‪ ،‬باب (‪ 284/ 4‬برقم‪ ،)2515 :‬وابن ماجه يف «سننه» أبواب السنة‪ ،‬باب يف اإليامن (‪ 46/ 1‬برقم‪)66 :‬‬

‫مجيعا من حديث أنس مرفوعا بلفظه‪.‬‬

‫تعريف علم التخريج‪:‬‬

‫هو الطرق والقواعد والصطلحات التي يعتمد عليها يف عملية التخريج بنوعيها األصيل والفرعي‪.‬‬

‫رشح التعريف‪ :‬املراد بالطرق‪ :‬هي الوسائل التي يسلكها الباحث من أجل الوصول إىل احلديث الطلوب يف التي وجد فيها‪ ،‬سواء كانت‬

‫املخرج‬
‫ِّ‬ ‫تلك املصادر أصلية أو فرعية‪ .‬واملراد بالقواعد واملصطلحات‪ :‬هو ما قرره أهل احلديث من قواعد ومصطلحات عامة يلتزم‬

‫للحديث مراعتَها ليكون خترجيه علم ًّيا وفن ًّيا‪ ،‬مثل استعامل عبارة‪« :‬أخرجه» يف العزو إىل الصادر األصلية‪ ،‬وعبارة «أورده» يف العزو إىل‬

‫املصادر الفرعية‪.‬‬

‫الفرق بني التخريج وعلم التخريج‪:‬‬

‫التخريج‪ :‬هو عمل الباحث يف التفتيش عن األحاديث يف املصادر والداللة عليها‪.‬‬


‫علم التخريج‪ :‬هو القواعد والطرق واملصطلحات التي يستعني هبا الباحث يف البحث والتفتيش‪.‬‬

‫السؤال‪ :‬متى ظهر التصنيف يف (علم التخريج)؟ ومن أول من صنَّف فيه؟‬

‫اجلواب‪ :‬ظهر التصنيف يف علم التخريج يف العرص احلارض‪ ،‬وأول من صنف فيه أمحد بن الصديق الغامري (ت ‪1380‬هـ)‪.‬‬

‫املقصود من دراسة فن التخريج أمران‪:‬‬

‫األول‪ :‬تيسي الوصول للحديث يف املصادر‪.‬‬

‫(وهو يشتمل عىل طرق التخريج(‪ ،)1‬وهي الطرق التي تستعمل للداللة عىل مكان احلديث غالبا‪ .‬وقد استغنى عنها األئمة الكبار املتقدمون‬

‫بسبب ضبطهم‪ ،‬وإتقاهنم‪ ،‬وقوة ذاكرهتم‪ ،‬وحفظهم ألماكن األحاديث يف املصادر‪ .‬قال اإلمام إسحاق بن راهوية‪ :‬أعرف مكان مائة ألف‬

‫حديث كأين أنظر إليها‪ ،‬وأحفظ سبعني ألف حديث عن ظهر قلبي‪ ،‬وأحفظ أربعة آالف حديث مزورة‪ .‬أي موضوعة)‪.‬‬

‫املخرج)‪.‬‬
‫الصياغة العملية لتخريج احلديث‪( ،‬وظائف ِّ‬
‫الثاين‪ِّ :‬‬

‫وهي تتمثل يف أمور ينبغي عىل الباحث مراعتها‪ ،‬وأمها‪:‬‬

‫‪ -1‬كيفية مجع الطرق‪.‬‬

‫‪ -2‬ترتيب مصادر التخريج‪.‬‬

‫‪ -3‬ترتيب املتابعات التامة فالقارصة‪.‬‬

‫‪ -4‬بيان االختالف عىل الراوي إن وجد‪.‬‬

‫‪ -5‬املقارنة بني ألفاظ املتون‪.‬‬

‫مصطلحات األئمة يف بياهنم لفروق املتن واالتفاق واالختالف بطريقة جمملة‪:‬‬

‫‪ -1‬بلفظه‪ ،‬وبمثله‪ :‬إذا كان النص موافقا للنص يف املصدر الذي يعزو إليه بنسبة ‪ 95%‬فام فوق‪.‬‬

‫‪ -2‬بنحوه‪ :‬إذا كان االختالف بني النص يسيا بنسبة ‪.80%‬‬

‫‪ -3‬بمعناه‪ :‬إذا كان االختالف بني النصني واسعا ولكن اتفا َقا يف املعنى‪.‬‬

‫‪ -4‬خمترصا ‪ :‬إذا كان النص يف املصدر الذي يعزو إليه فيه اختصار‪ ،‬وحذف بالنسبة للنص الذي أمام الباحث‪.‬‬

‫‪ -5‬مطوال‪ :‬إذا كان النص يف املصدر الذي يعزو إليه فيه طول يف السياق بالنسبة للنص الذي أمام الباحث‪.‬‬

‫( ‪)1‬‬
‫طرق التخريج مخسة سيأيت بياهنا إن شاء هللا‪.‬‬
‫‪ -6‬يف أثناء حديث‪ :‬إذا كان النص الذي أمام الباحث موجودا يف املصدر الذي يعزو إليه يف ضمن حديث مطول‪.‬‬

‫‪ -7‬يف أوله أو يف آخره زيادة أو قصة‪ :‬إذا كان احلديث هبذه الصفة يف املصدر الذي يعزو إليه الباحث‪.‬‬

‫‪ -8‬م ّفرقا‪ :‬إذا كان النص الذي أمام الباحث موجودا يف املصدر الذي يعزو إليه يف أماكن متفرقة يف الكتاب‪ ،‬يف كل مكان جزء من‬

‫احلديث ويف جمموعها النص كله‪.‬‬

‫‪ -9‬مل ًفقا‪ :‬إذا كان النص الذي أمام الباحث موجودا يف املصدر الذي يعزو إليه ولكنه يف عدة أحاديث‪.‬‬

‫انفرد به‪ :‬وهذه الصيغة ال ينبغي للباحث أن يستعملها إال إذا أحاط بالسنة حفظا ومجعا‪.‬‬ ‫‪-10‬‬

‫جيه ال خيرج عن صور أربع‪ ،‬وهي كاآليت‪:‬‬


‫* حديث نريد ختر َ‬

‫‪ )1‬أن يكون احلديث بإسناده‪ .‬فيكون التخريج باملتابعات التامة فالقارصة‪.‬‬

‫‪ )2‬أن يذكر متن احلديث مقيدا بصحايب‪ .‬فيجب مراعاة الصحايب املذكور‪.‬‬

‫‪ )3‬أن يذكر جزء من متن احلديث فقط‪ .‬فيجب مراعاة أقرب لفظ للمتن‪.‬‬

‫‪ )4‬أن يذكر معنى احلديث‪ .‬فيجب مراعاة أقرب لفظ موافق ملعنى احلديث املذكور‪.‬‬

‫فوائد التخريج‪:‬‬

‫‪ -1‬الداللة عىل مواضع احلديث يف مصادره األصلية‪.‬‬

‫‪ -2‬معرفة درجة احلديث من حيث الصحة والضعف‪.‬‬

‫‪ -3‬الوقوف عىل أقوال أئمة احلديث يف نقد الرجال واحلديث‪.‬‬

‫‪ -4‬تقوية احلديث فقد يكون احلديث ضعيفا‪ ،‬وبالتخريج نقف عىل متابعات وشواهد لذلك احلديث‪.‬‬

‫‪ -5‬الوقوف عىل الترصيح بالسامع يف رواية املدلسني‪.‬‬

‫‪ -6‬معرفة االتصال واالنقطاع يف األسانيد‪.‬‬

‫‪ -7‬معرفة سبب ورود احلديث‪.‬‬

‫‪ -8‬تعيني املبهم من الرواة‪ ،‬ومتييز املهمل منهم‪.‬‬

‫‪ -9‬التعرف عىل مصادر السنة ومناهجها‪ ،‬ووحوه التصنيف فيها‪.‬‬

‫طرق ختريج احلديث‪:‬‬

‫‪ -1‬الطريقة األوىل‪ :‬ختريج احلديث بواسطة الراوي األعىل‪.‬‬


‫‪ -2‬الطريقة الثانية‪ :‬ختريج احلديث بواسطة موضوع احلديث‪.‬‬

‫‪ -3‬الطريقة الثالثة‪ :‬ختريج احلديث بواسطة لفظة بارزة من احلديث‪.‬‬

‫‪ -4‬الطريقة الرابعة‪ :‬ختريج احلديث بواسطة أول احلديث (مطلع احلديث)‪.‬‬

‫‪ -5‬الطريقة اخلامسة‪ :‬ختريج احلديث بواسطة صفة يف احلديث‪.‬‬

‫‪ -‬ثم الطريقة اجلديدة‪ :‬ختريج احلديث بواسطة احلاسوب‪.‬‬

‫ختريج احلديث بواسطة الراوي األعىل‬

‫سميت بذلك؛ ألن التخريج من خالهلا ال بد فيه من معرفة الراوي األعىل للحديث‪ ،‬والراوي األعىل قد يكون صحابيا إذا كان احلديث‬

‫متصل اإلسناد‪ ،‬وقد يكون تابعيا إذا كان احلديث مرسال‪.‬‬

‫مزايا هذه الطريقة‪:‬‬

‫‪ -1‬يمكن ختريج احلديث بسهولة ويرس‪ ،‬خاصة إذا كان الراوي األعىل مقال يف الرواية‪.‬‬

‫‪ -2‬حرص أحاديث لكل صحايب بمفردها‪.‬‬

‫‪ -3‬مقارنة األسانيد مما تظهر معه فوائد عديدة‪.‬‬

‫مآخذ هذه الطريقة‪:‬‬

‫‪ -1‬ال يكون استعامهلا إال بمعرفة الراوي األعىل‪.‬‬

‫‪ -2‬ترتيب األحاديث حتت الراوي فيه يشء من البعد‪.‬‬

‫الكتب التي ختدم هذه الطريقة‪ :‬هي كتب املسانيد‪ ،‬واملعاجم‪ ،‬واألطراف‪.‬‬

‫‪ -1‬املسانيد‪ :‬هي الكتب التي ترتَّب فيها األحاديث عىل مسانيد الصحابة‪ ،‬كمسند أمحد بن حنبل‪ ،‬ومسند احلميدي‪.‬‬

‫‪ -2‬املعاجم‪ :‬هي الكتب التي ترتَّب فيها األحاديث عىل شيوخ املصنف‪ ،‬كاملعجم الكبي للطرباين‪.‬‬

‫‪ -3‬األطراف‪ :‬هي الكتب التي جيمع فيها طرف كل حديث‪ ،‬الذي يدل عىل بقيته‪ ،‬لتحفة األرشاف للمزي‪.‬‬
‫ومن املؤلفات يف كتب األطراف‪:‬‬

‫حتفة األرشاف بمعرفة األطراف‬

‫نبذة عن مؤلف الكتاب‪:‬‬

‫يوسف بن عبد الرمحن بن يوسف‪ ،‬أبو احلجاج‪ ،‬مجال الدين ابن الزكي أيب حممد القضاعي الكلبي املزي‪ :‬حمدث الديار الشامية يف‬

‫عرصه‪ .‬ولد بظاهر حلب‪ ،‬ونشأ باملزة (من ضواحي دمشق) وتويف يف دمشق‪ .‬مهر يف اللغة‪ ،‬ثم يف احلديث ومعرفة رجاله‪ .‬وصنف‬

‫كتبا‪ ،‬منها‪« :‬هتذيب الكامل يف أسامء الرجال» اثنا عرش جملدا‪ ،‬و «حتفة األرشاف بمعرفة األطراف» يف احلديث ثامين جملدات‪ ،‬قال ابن‬

‫طولون‪ :‬ومن املعلوم أن املحدّ ثني بعده عيال عىل هذين الكتابني‪.‬‬

‫والدمياطي‪ ،‬وابن تيمية‪ ،‬واملزي‪،‬‬


‫ّ‬ ‫قال ابن نارص الدين‪ :‬قال احلافظ أبو عبد اهلل الذهبي‪ :‬أحفظ من رأيت أربعة‪ :‬ابن دقيق العيد‪،‬‬

‫والدمياطي أعرفهم باألنساب‪ ،‬وابن تيمية أحفظهم للمتون‪ ،‬واملزي أعرفهم بالرجال‪ .‬وقال‬
‫ّ‬ ‫فابن دقيق العيد أفقههم يف احلديث‪،‬‬

‫الكتاين‪ :‬أفرده احلافظ أبو سعيد العالئي بمؤلف سامه «سلوان التعزي باحلافظ أيب احلجاج املزي»‪.‬‬

‫يبدو أن املزي كان يشتغل بنسخ الكتب النافعة وبيعها‪ ،‬سيام وأن خطه كان مليحا متقنا‪ ،‬وكتابته حلوة‪ ،‬وقال ابن عبد اهلادي‬

‫والذهبي‪« :‬ونسخ بخطه املليح املتقن لنفسه ولغيه»‪ .‬ومما نسخه بخطبه لغيه كتابيه‪« :‬هتذيب الكامل»‪ ،‬و«حتفة األرشاف»‪ ،‬ومكث فيه‬

‫أكثر من عرشين سنة‪ .‬تويف اإلمام املزي سنة ‪ 742‬هـ رمحه اهلل رمحة واسعة‪.‬‬

‫موضوع الكتاب‪:‬‬

‫مجع أطراف أحاديث الكتب الستة‪ ،‬وبعض لواحقها مرتبة عىل املسانيد‪ ،‬كـ«مقدمة» كتاب مسلم‪ ،‬وكتاب «املراسيل» أليب داود‪،‬‬

‫وكتاب «العلل» للرتمذي‪ ،‬وكتاب «الشامئل» له‪ ،‬وكتاب «عمل اليوم والليلة» للنسائي‪ ،‬فاملجموع أحد عرش كتابا‪ ،‬وأما عدد أحاديثها‪:‬‬

‫‪ 19626‬حديثا‪.‬‬

‫الغرض من تأليفه‪:‬‬

‫هو مجع أحاديث الكتب الستة وما يلتحق هبا‪ ،‬بطريقة يسهل عىل القارئ معرفة أسانيدها يف موضع واحد‪ ،‬مع الداللة عىل أماكن‬

‫وجودها يف الكتب التي أخرجتها‪.‬‬

‫موارد الكتاب‪:‬‬

‫‪« -1‬أطراف الصحيحني» أليب مسعود الدمشقي (ت ‪ 400‬هـ)‪.‬‬


‫‪« -2‬أطراف الكتب الستة» البن طاهر املقديس (ت ‪ 507‬هـ)‪.‬‬

‫‪« -3‬أطراف الصحيحني» أليب نعيم األصبهاين (ت ‪ 517‬هـ)‪.‬‬

‫‪« -4‬اإلرشاف عىل معرفة األطراف» أليب القاسم ابن عساكر (ت ‪ 571‬هـ)‪ .‬وقد اعتمد احلافظ املزي يف «حتفة األرشاف» عىل هذا‬

‫الكتاب البن عساكر؛ ألنه أعجب برتتيبه‪ ،‬فرتب كتابه عىل نحو كتابه‪.‬‬

‫الرتتيب العام للكتاب‪:‬‬

‫قسم املزي هذا الكتاب بعداملقدمة إىل كتابني‪ :‬كتاب املسانيد‪ ،‬وكتاب املراسيل‪.‬‬

‫أوال‪ :‬كتاب املسانيد‪ :‬مجع احلافظ املزي فيه مسانيد الصحابة الذي هلم رواية يف الكتب الستة وما جيري جمراها‪ ،‬وبلغ عدد املسانيد ‪986‬‬

‫مسندا‪ ،‬ضمت ‪ 18389‬حديثا‪.‬‬

‫‪ -‬رتب أسامء الصحابة عىل حروف املعجم‪ ،‬ويرتب الرجال أوال عىل حروف اهلجاء يف أسامئهم ثم يف كناهم‪ ،‬ثم املبهمني من‬

‫الرجال‪ ،‬ثم ثانيا يذكر النساء يف نفس ترتيب الرجال عىل ترتيب اهلجاء‪ ،‬وقد أحلق َمن نسب إىل أبيه أو جده أو غي ذلك بالكنى‪ ،‬كابن أم‬

‫مكتوم‪.‬‬

‫‪ -‬ثم إذا كان الصحايب مكثرا رتب أحاديثه عىل حسب الرواة عنه عىل حروف املعجم‪ ،‬ويضع حتت كل راو أحاديثه التي رواها‬

‫عن هذا الصحايب‪ ،‬فإذا كان التابعي قد أكثر من الرواية عن هذا الصحايب فإنه يرتب الرواة عنه عىل حروف املعجم أيضا‪ ،‬ويضع حتت اسم‬

‫كل تابع تابعي ما رواه عن هذا التابعي وهكذا‪.‬‬

‫‪ -‬رتب طرق وأسانيد كل حديث عىل حسب املتابعات التامة فالقارصة‪ ،‬ورتب الكتب الستة يف التخريج عىل حسب القوة‬

‫والشهرة‪ .‬وللحافظ املزي استدراكات وزيادات يف الكتاب يرمز هلا بــ«ك»‪ ،‬و«ز»‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬املراسيل‪ :‬مجع احلافظ املزي فيه أسامء التابعني ومن بعدهم عىل حروف اهلجاء‪ ،‬وممن هلم رواية مرسلة أو مقطوعة يف الكتب الستة‬

‫وما جيري جمراها‪ ،‬وبلغ عددهم ‪ 400‬تابعي وتابعات‪ ،‬تضمت ترامجهم ‪ 1237‬حديثا‪ .‬ورتبها عىل نفس ترتيب املسانيد يف ذكر األسامء‬

‫والكنى واملبهمني إىل غي ذلك‪.‬‬

‫مميزات الكتاب‪:‬‬

‫‪ -1‬يمكن به مجع أحاديث الصحايب الواحد من الكتب الستة يف موضع واحد‪.‬‬


‫‪ -2‬به يعرف تفرد الراوي والصحايب‪.‬‬

‫‪ -3‬مجع طرق احلديث يف مكان واحد‪ ،‬وعليه يمكن معرفة مدار احلديث يف الكتب الستة‪.‬‬

‫‪ -4‬يمكن به ضبط أسانيد الكتب الستة‪.‬‬

‫طريقته يف التخريج‪ :‬هي طريقة العزو‪ ،‬حيث أنه يذكر الصحايب‪ ،‬ثم يذكر رموز َمن أخرج له هذا احلديث‪ ،‬ثم يذكر طرفا من احلديث‪ ،‬ثم‬

‫يذكر تفصيل َمن أخرجه من أصحاب الكتب األصيلة مستعمال الرموز‪ ،‬ثم يذكر الكتاب الذي أخرجه فيه‪ ،‬فيقول مثال‪ :‬ثم يذكراإلسناد‬

‫حتى يصل إىل الراوي املذكور يف عنوان الباب‪ ،‬فيقول‪« :‬به»‪ ،‬أي ببقية اإلسناد‪.‬‬

‫تنبيه‪ :‬اقرؤوا عن الكتاب ‪« :‬إحتاف املهرة بالفوائد املبتكرة من أطراف العرشة» يف كتاب املقرر‪ ،‬وهو أيضا من املقرر‪.‬‬

‫واالمتحان للتخريج العميل يكون من خالل كتاب «موسوعة أطراف احلديث النبوي» للشيخ أبو هاجر‪.‬‬

‫حممد عامر الغزال‬

‫كلية أصول الدين قسم احلديث‬

‫جامعة األزهر الرشيف بالقاهرة‬

You might also like