Professional Documents
Culture Documents
التخريج اصطالحا:
َ
األحاديث من بطون األجزاء واملشيخات والكتب ونحوها ،وسياقها من مرويات نفسه أو بعض تعريف السخاوي :إخراج املحدِّ ث
شيوخه أو أقرانه أو نحو ذلك ،والكالم عليها ،وعزوها ملن رواها من أصحاب الكتب والدواوين مع بيان البدل واملوافقة ونحومها.
ثانيهام :عزو األحاديث إىل َمن أخرجها ِمن األئمة ،ومنه :كتاب «نصب الراية لتخريج أحاديث اهلداية للزيلعي».
َ
احلديث بإسناده يف كتابه( .وهو املشهور يف اصطالح املتقدمني ،وهو األصل لكونه -1التخريج بالرواية (األصيل) :وهو إيراد املؤلف
-2التخريج بالعزو (الفرعي) :وهو عزو احلديث إىل مصادره األصلية( .هو املشهور يف استعامل املتأخرين واملعارصين ،وهو املقصود
بالدراسة هنا) .مثل :نصب الراية للزيلعي ،وإحتاف املهرة البن حجر.
َ
األحاديث فيها بإسناده .مثل :صحيح البخاري ،ومسلم. -1املصادرة األصلية :هي املؤلفات التي يذكر املؤلف
َ
األحاديث فيها بال إسناد .مثل :بلوغ املرام ،ورياض الصاحلني. -2املصادر الفرعية :هي املؤلفات التي يذكر املؤلف
صيغ العزو للمصادر الفرعية :ذكره ،أو أورده .مثل قولك :أورده ابن حجر يف «بلوغ املرام».
الثاين :التخريج التفصييل (عزو تفصييل)( :وهو العمدة يف البحوث العلمية) ،ويزيد عىل األركان األربعة للعزو اإلمجال ما يأيت:
مثال :نقول يف ختريج حديث رواه ابن عمر ريض اهلل عنه :أخرجه البخاري يف «صحيحه» ،كتاب العلم ،باب فضل العلم
مدار احلديث :هو الراوي الذي جيتمع يف الرواية عنه اثنان فأكثر ،إن اتفقوا فمتابعة ،وإن اختلفوا فمخالفة.
َ
لباحث بيان درجة احلديث عند التخريج؟ (أي :احلكم عىل احلديث). السؤال :هل يلزم ا
اجلواب :ال يلزم؛ ألن بيان درجة احلديث غي داخل يف حقيقة التخريج وماهيته لعدة أمور ،منها ما يأيت:
أ -أن بيان درجة احلديث هي الثمرة والغاية من التخريج ،والثمرة والغاية ال تذكر يف التعريف عند أهل الفن.
ب-أن التخريج له فوائد وأغراض خمتلفة ،منها :معرفة درجة احلديث ،ومعرفة فقه احلديث وغريبه ،وغي ذلك.
ت-أن أهل االختصاص كالزيلعي والعراقي وابن حجر الذي تصدوا لتخريج األحاديث مل يلتزموا بيان الدرجة.
تنبيه :إذا كانت درجة احلديث يف مصادر التخريج فنقلها جزء من التخريج ،كقول الرتمذي« :هذا حديث حسن غريب».
أشهر املصنفات يف التخريج« :ختريج أحاديث األم للشافعي» للبيهقي ،وهومن أقدم الكتب يف التخريج ،و«نصب الراية» للزيلعي،
النموذج األول
حديث« :ال تباغضوا ،وال حتاسدوا ،وال تدابروا ،وكونوا عباد اهلل إخوانا ،وال حيل ملسلم أن هيجر أخاه فوق ثالث».
أخرجه البخاري يف «صحيحه» كتاب األدب ،باب ما ينهى عن التحاسد والتدابر (/19/8برقم ،)6063 :ومسلم يف «صحيحه» كتاب
الرب والصلة ،باب حتريم الظن ،والتجسس ،والتنافس ،والتناجش ونحوها (/1985/4برقم )2563 :من حديث أنس بن مالك ريض
النموذج الثاين
أخرجه البخاري يف «صحيحه» كتاب اإليامن ،باب من اإليامن أن حيب ألخيه ما حيب لنفسه (12/ 1برقم ،)13 :ومسلم يف «صحيحه»
كتاب اإليامن ،باب الدليل عىل أن من خصال اإليامن أن حيب ألخيه ما حيب لنفسه من اخلي ( 49/ 1برقم ،)45 :والنسائي يف «املجتبى»
كتاب اإليامن ورشائعه ،باب عالمة اإليامن ( 970/ 1برقم ،)5031 :والرتمذي يف «جامعه» أبواب صفة القيامة والرقائق والورع عن
رسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم ،باب ( 284/ 4برقم ،)2515 :وابن ماجه يف «سننه» أبواب السنة ،باب يف اإليامن ( 46/ 1برقم)66 :
هو الطرق والقواعد والصطلحات التي يعتمد عليها يف عملية التخريج بنوعيها األصيل والفرعي.
رشح التعريف :املراد بالطرق :هي الوسائل التي يسلكها الباحث من أجل الوصول إىل احلديث الطلوب يف التي وجد فيها ،سواء كانت
املخرج
ِّ تلك املصادر أصلية أو فرعية .واملراد بالقواعد واملصطلحات :هو ما قرره أهل احلديث من قواعد ومصطلحات عامة يلتزم
للحديث مراعتَها ليكون خترجيه علم ًّيا وفن ًّيا ،مثل استعامل عبارة« :أخرجه» يف العزو إىل الصادر األصلية ،وعبارة «أورده» يف العزو إىل
املصادر الفرعية.
السؤال :متى ظهر التصنيف يف (علم التخريج)؟ ومن أول من صنَّف فيه؟
اجلواب :ظهر التصنيف يف علم التخريج يف العرص احلارض ،وأول من صنف فيه أمحد بن الصديق الغامري (ت 1380هـ).
(وهو يشتمل عىل طرق التخريج( ،)1وهي الطرق التي تستعمل للداللة عىل مكان احلديث غالبا .وقد استغنى عنها األئمة الكبار املتقدمون
بسبب ضبطهم ،وإتقاهنم ،وقوة ذاكرهتم ،وحفظهم ألماكن األحاديث يف املصادر .قال اإلمام إسحاق بن راهوية :أعرف مكان مائة ألف
حديث كأين أنظر إليها ،وأحفظ سبعني ألف حديث عن ظهر قلبي ،وأحفظ أربعة آالف حديث مزورة .أي موضوعة).
املخرج).
الصياغة العملية لتخريج احلديث( ،وظائف ِّ
الثاينِّ :
-1بلفظه ،وبمثله :إذا كان النص موافقا للنص يف املصدر الذي يعزو إليه بنسبة 95%فام فوق.
-3بمعناه :إذا كان االختالف بني النصني واسعا ولكن اتفا َقا يف املعنى.
-4خمترصا :إذا كان النص يف املصدر الذي يعزو إليه فيه اختصار ،وحذف بالنسبة للنص الذي أمام الباحث.
-5مطوال :إذا كان النص يف املصدر الذي يعزو إليه فيه طول يف السياق بالنسبة للنص الذي أمام الباحث.
( )1
طرق التخريج مخسة سيأيت بياهنا إن شاء هللا.
-6يف أثناء حديث :إذا كان النص الذي أمام الباحث موجودا يف املصدر الذي يعزو إليه يف ضمن حديث مطول.
-7يف أوله أو يف آخره زيادة أو قصة :إذا كان احلديث هبذه الصفة يف املصدر الذي يعزو إليه الباحث.
-8م ّفرقا :إذا كان النص الذي أمام الباحث موجودا يف املصدر الذي يعزو إليه يف أماكن متفرقة يف الكتاب ،يف كل مكان جزء من
-9مل ًفقا :إذا كان النص الذي أمام الباحث موجودا يف املصدر الذي يعزو إليه ولكنه يف عدة أحاديث.
انفرد به :وهذه الصيغة ال ينبغي للباحث أن يستعملها إال إذا أحاط بالسنة حفظا ومجعا. -10
)2أن يذكر متن احلديث مقيدا بصحايب .فيجب مراعاة الصحايب املذكور.
)3أن يذكر جزء من متن احلديث فقط .فيجب مراعاة أقرب لفظ للمتن.
)4أن يذكر معنى احلديث .فيجب مراعاة أقرب لفظ موافق ملعنى احلديث املذكور.
فوائد التخريج:
-4تقوية احلديث فقد يكون احلديث ضعيفا ،وبالتخريج نقف عىل متابعات وشواهد لذلك احلديث.
سميت بذلك؛ ألن التخريج من خالهلا ال بد فيه من معرفة الراوي األعىل للحديث ،والراوي األعىل قد يكون صحابيا إذا كان احلديث
-1يمكن ختريج احلديث بسهولة ويرس ،خاصة إذا كان الراوي األعىل مقال يف الرواية.
الكتب التي ختدم هذه الطريقة :هي كتب املسانيد ،واملعاجم ،واألطراف.
-1املسانيد :هي الكتب التي ترتَّب فيها األحاديث عىل مسانيد الصحابة ،كمسند أمحد بن حنبل ،ومسند احلميدي.
-2املعاجم :هي الكتب التي ترتَّب فيها األحاديث عىل شيوخ املصنف ،كاملعجم الكبي للطرباين.
-3األطراف :هي الكتب التي جيمع فيها طرف كل حديث ،الذي يدل عىل بقيته ،لتحفة األرشاف للمزي.
ومن املؤلفات يف كتب األطراف:
يوسف بن عبد الرمحن بن يوسف ،أبو احلجاج ،مجال الدين ابن الزكي أيب حممد القضاعي الكلبي املزي :حمدث الديار الشامية يف
عرصه .ولد بظاهر حلب ،ونشأ باملزة (من ضواحي دمشق) وتويف يف دمشق .مهر يف اللغة ،ثم يف احلديث ومعرفة رجاله .وصنف
كتبا ،منها« :هتذيب الكامل يف أسامء الرجال» اثنا عرش جملدا ،و «حتفة األرشاف بمعرفة األطراف» يف احلديث ثامين جملدات ،قال ابن
طولون :ومن املعلوم أن املحدّ ثني بعده عيال عىل هذين الكتابني.
والدمياطي أعرفهم باألنساب ،وابن تيمية أحفظهم للمتون ،واملزي أعرفهم بالرجال .وقال
ّ فابن دقيق العيد أفقههم يف احلديث،
الكتاين :أفرده احلافظ أبو سعيد العالئي بمؤلف سامه «سلوان التعزي باحلافظ أيب احلجاج املزي».
يبدو أن املزي كان يشتغل بنسخ الكتب النافعة وبيعها ،سيام وأن خطه كان مليحا متقنا ،وكتابته حلوة ،وقال ابن عبد اهلادي
والذهبي« :ونسخ بخطه املليح املتقن لنفسه ولغيه» .ومما نسخه بخطبه لغيه كتابيه« :هتذيب الكامل» ،و«حتفة األرشاف» ،ومكث فيه
أكثر من عرشين سنة .تويف اإلمام املزي سنة 742هـ رمحه اهلل رمحة واسعة.
موضوع الكتاب:
مجع أطراف أحاديث الكتب الستة ،وبعض لواحقها مرتبة عىل املسانيد ،كـ«مقدمة» كتاب مسلم ،وكتاب «املراسيل» أليب داود،
وكتاب «العلل» للرتمذي ،وكتاب «الشامئل» له ،وكتاب «عمل اليوم والليلة» للنسائي ،فاملجموع أحد عرش كتابا ،وأما عدد أحاديثها:
19626حديثا.
الغرض من تأليفه:
هو مجع أحاديث الكتب الستة وما يلتحق هبا ،بطريقة يسهل عىل القارئ معرفة أسانيدها يف موضع واحد ،مع الداللة عىل أماكن
موارد الكتاب:
« -4اإلرشاف عىل معرفة األطراف» أليب القاسم ابن عساكر (ت 571هـ) .وقد اعتمد احلافظ املزي يف «حتفة األرشاف» عىل هذا
الكتاب البن عساكر؛ ألنه أعجب برتتيبه ،فرتب كتابه عىل نحو كتابه.
قسم املزي هذا الكتاب بعداملقدمة إىل كتابني :كتاب املسانيد ،وكتاب املراسيل.
أوال :كتاب املسانيد :مجع احلافظ املزي فيه مسانيد الصحابة الذي هلم رواية يف الكتب الستة وما جيري جمراها ،وبلغ عدد املسانيد 986
-رتب أسامء الصحابة عىل حروف املعجم ،ويرتب الرجال أوال عىل حروف اهلجاء يف أسامئهم ثم يف كناهم ،ثم املبهمني من
الرجال ،ثم ثانيا يذكر النساء يف نفس ترتيب الرجال عىل ترتيب اهلجاء ،وقد أحلق َمن نسب إىل أبيه أو جده أو غي ذلك بالكنى ،كابن أم
مكتوم.
-ثم إذا كان الصحايب مكثرا رتب أحاديثه عىل حسب الرواة عنه عىل حروف املعجم ،ويضع حتت كل راو أحاديثه التي رواها
عن هذا الصحايب ،فإذا كان التابعي قد أكثر من الرواية عن هذا الصحايب فإنه يرتب الرواة عنه عىل حروف املعجم أيضا ،ويضع حتت اسم
-رتب طرق وأسانيد كل حديث عىل حسب املتابعات التامة فالقارصة ،ورتب الكتب الستة يف التخريج عىل حسب القوة
والشهرة .وللحافظ املزي استدراكات وزيادات يف الكتاب يرمز هلا بــ«ك» ،و«ز».
ثانيا :املراسيل :مجع احلافظ املزي فيه أسامء التابعني ومن بعدهم عىل حروف اهلجاء ،وممن هلم رواية مرسلة أو مقطوعة يف الكتب الستة
وما جيري جمراها ،وبلغ عددهم 400تابعي وتابعات ،تضمت ترامجهم 1237حديثا .ورتبها عىل نفس ترتيب املسانيد يف ذكر األسامء
مميزات الكتاب:
-3مجع طرق احلديث يف مكان واحد ،وعليه يمكن معرفة مدار احلديث يف الكتب الستة.
طريقته يف التخريج :هي طريقة العزو ،حيث أنه يذكر الصحايب ،ثم يذكر رموز َمن أخرج له هذا احلديث ،ثم يذكر طرفا من احلديث ،ثم
يذكر تفصيل َمن أخرجه من أصحاب الكتب األصيلة مستعمال الرموز ،ثم يذكر الكتاب الذي أخرجه فيه ،فيقول مثال :ثم يذكراإلسناد
حتى يصل إىل الراوي املذكور يف عنوان الباب ،فيقول« :به» ،أي ببقية اإلسناد.
تنبيه :اقرؤوا عن الكتاب « :إحتاف املهرة بالفوائد املبتكرة من أطراف العرشة» يف كتاب املقرر ،وهو أيضا من املقرر.
واالمتحان للتخريج العميل يكون من خالل كتاب «موسوعة أطراف احلديث النبوي» للشيخ أبو هاجر.