Professional Documents
Culture Documents
**************************
تظهر أهمية التخريج بمجرد النظر إلى العلم الذي يتعامل معه المخرج وهو حديث الرسول صلى هللا عليه وسلم ،الذي يعد مصدرا ً ثاني ا ً
بعد كتاب هللا تعالى في الداللة على ما يكون به التعبد و ويقوم به االعتقاد الصحيح ،وللباحث عما يدله على ا هميته هذا الفن أن يعرف أنه
ضروري لجميع المشتغلين بالعلوم الشرعية على اختالف تخصصانهم ،كما أنه هناك أمرا ً يزيد من أهمية هذا الفن ،وهو أن هذا الزمان
الذي نحن فيه ،غلب على أهله عدم المعرفة بمضان الحديث ،و علم التخريج يعيننا على التعامل مع كتب ومصادر الحديث ،ومن أهم
الفوائد المكتسبة من معرفة التخريج وعلمه :
أوال :معرفة مصدر الحديث ومن رواه من أصحاب التصانيف . .1
ثانيا :معرفة رواة الحديث و التعرف على تراجمهم وأحوالهم من حيث الجرح و التعديل. .2
ثالثا :معرفة طرق الحديث وجمع األسانيد التي جاء بها حين الرواية ،وهو ما ي َُمكن من معرفة نوعه ،كأن يكون متواترا ً أو مشهور اً .3
أو عزيزا ً أو غريبا ً ،كما أنه يسهل الوقوف على اإلختالف الواقع بين رجاالت كل طريق من حيث القوة و الض عف في الرواية ،كم ا
نعرف العلل الموجود ة في بعض تلك الطرق .فالسند قد يكون رجاله كلهم ثقات وقد يكون متصال ولكن بعض الثقات قد يخطئ ويروي
الحديث على أنه موصول إلى النبي صلى هللا عليه وسلم ،ولكن إذا ُجمعت طرق الحديث األخرى وجدت أن ذلك الراوي قد خالف
باقي الرواة اآلخرون في الطرق األخرى ،وهم ثقات و أكثر عددا ً منه ،فيجعلون هذا الحديث مرسالً ،و المرسل لم يتوفر فيه شرط
من شروط صحة الحديث وهو اتصال السند فيكون حديثا ضعيفا .
رابعا :معرفة درجة الحديث و اإلطالع على أحكام النقاد عليه. .4
خامسا :عدم اإلستعجال في الحكم على الحديث فمجموع طرقه و ألفاظه مع ما تستوجبه من النظر في أحوال رواته وفقه حديثه ،كل .5
هذه األمور تهيئ أسباب الحكم على الحديث ،فقد يحكم أحينا على حديث من األحاديث أنه ضعيف بسبب وجود راو م ضعف في ذلك
ال متسرعا ،ويكون الحديث في حقيقته صحيحا ،حيث إنه لم يرد من تلك الطريق فقط بل ورد السند ،فهذا الحكم يعتبر حكم متعج ً
من طرق أخرى ،وإما أن تكون تلك الطرق بعضها صحيحة لذاتها فيصح الحديث التحاقا ً بها ،و إما أن تكون تلك الطرق فيها شيء
ضمت هذه الطرق بعضها إلى بعض تقوى الحديث بها وانجبر ضعفه ،فأصبح إما حسنا لغيره أو صح يحا من الضعف ولكن إذا ما ُ
لغيره.
سادسا :التأكد من صحة و قوع التدليس ،ففي أسانيد بعض االحاديث يكون الراوي معروفا بالتدليس أي يتعمد إخفاء بعض العيوب .6
في إسناده أو يسقط بعض رجاالته ممن فيه جرح حتى ال يؤثر ذلك في روايته ،فال يؤخذ بروايته مالم يصرح بالساع المباشر عن
الراوي بقوله :حدثني أو أخبرني أو سمعت ،لكن التخريج و التوسع فيه قد يوقفنا على طرق أخرى صرح فيها هذا الراوي بالسماع ،
فتُقبل روايته التي لم تُقبل من قبل ،وهو يستعمل صيغا توهم بالسماع ،كأن يقول :عن فالن عن فالن ،فالعنعنة من غير تصريح
بالسماع يُحكم عليها بالتوقف إلى أن يتأكد من سماع ه .و التخريج يوقفنا على حقيقة السماع و هذه صورة من صور عدم التسرع في
الحكم على الحديث ،وقريب من هذا وهو صورة أخرى من صوره :الوقوف على رواية راو عن شيخه الذي ُعرف باالختالط ،
فالمتسرع قد يحكم على الحديث بالرد إذ رواه عنه بعد اختالطه ،لكن التخريج قد يوقفنا على رواية هذا الشيخ لتلك الرواية قب ل
اختالطه براو آخر فتقبل تلك الرواية ،ومثاله :أبو إسحاق السبيعي فهو شيخ اختلط في آخر عمره ،سمع منه أبو األحوص بعد
اختالطه وسمع منه شعبة و سفيان الثوري قبل ذلك ،فإذا روى عنه أبو األحوص حديثا تابعه عليه شعبة أو سفيان ،أو كالهما ،وهذا
يعني أن أبا إسحاق السبيعي لم َي ِهن في روايته هذا الحديث ألبي األحوص.
ومن الفوائد أيضا التفريق بين المتقدم و المتأخر من الروايات ،والوقوف على ناسخ الحديث ومنسوخه و معرفة سبب ورود الحديث أو
الظروف التي قيل فيها .
1
مادة علوم الحديث
.2الخطوة الثانية :دراسة األحدايث المجتمعة من مرحلة البحث ثم المقارنة بينها لمعرفة مدى حصول االتفاق أو االختالف بينها سندا
أو متنا ،وت ُ َدعَّم الدراسة بنصوص النقاد في ذلك االتفاق أو االختالف ثم نقوم بتصنيف ذلك تصنيفا علميا ً من شأنه أن يعطي القارئ
فكرة مؤسسة حول مالبسات الرواية وحكم النقاد عليها ،وعلى الباحث في هذه المرحلة أن يضع خالصة لكل الروايات المخرجة
ثم يصنفها ،ويضيف إليها بعد ذلك نتائج المقارنة ،وحتى نصل إلى هذه النتيجة البد من أن ندعم نتائج الجمع و المقارنة بآراء
أئمة الحديث المستوعبة لعشرات الطرق التي قد ال نعثر عليها وإن بدلنا جهدنا في الجمع ،فكتب أولئك العلماء مخصصة لبيان م ا
يتعلق بالتفرد و المخالفة .
.3الخطوة الثالثة :الترجمة لرواة الحديث بغرض الوصول إلى الحكم على الحديث من حيث الصحة و الضعف ،وتقترن الترجمة
بدراسة وجمع آراء العلماء في الرواة ،فترجمة الرواة وسيلة من وسائل الوقوف على مدى خطأهم و وهمهم أو صوابهم و ضبطهم
فيما رووه حينما ال نجد تنصيص النقاد على ذلك ،كما أنها تسعفنا في التأكد من دقة األحكام التي يصدرها النقاد على أحاديث
هؤالء الرواة ،فالترجمة تكون متوجهة باألساس للرواة المؤثرين في الرواية بالمخالفة أو التفرد بزيادة في السند أو المتن ،كما
تكون متجهة للر واة الذين عليهم مدار الرواية ،و ينبغي أن تكون الترجمة دالة على المراد منها ،بحيث ال تتجاوز الحد الذي ال
يفيد في الحكم على الرواية.
طرق التخريج:
طرق التخريج والتعبير بطرق التخريج على سبيل التوسع الشائع عند المعاصرين ،وإال فإن بعض الباحثين يرى أن األنسب في القول:
طرق استخراج الحديث ،ألن غاية هذه الطرق تيسير الوصول إلى الحديث واستخراجه ،و المقصود بطرق تخريج الحديث عند
المعاصرين :الطرق التي تُست عمل للداللة على مكان الحديث غالبا ،فهذه الطرق عبارة عن وسيلة نقل إلى موضع الحديث في المصادر .
وهذه الطرق احتاج إليها المعاصرون لصعوبة الوصول إلى الحديث والحاجة في كل حديث إلى تصفح المصادر صفحة صفحة ،للوقوف
ال ،وأحيانا يكون شبه متعذر ،وقد استغن السابقون عن هذه الطرق لح صول الفهم على الحديث ،وهذا يأخذ جهدا ً كبيرا ً و وقتا ً طوي ً
والمعرفة لديهم ،و قوة الحفظ عندهم .يقول إسحاق بن راهويه « :أعرف مئة ألف حديث كأني انظر إليها ،و أحفظ سبعين ألف حديث عن
ضهر قلب و أحفظ أربعة آالف حديث مزورة».
وقال البخاري« :أحفظ مائة ألف حديث صحيح ومائتي ألف حديث غير صحيح».
ولمعرفة قيمة هذا التخريج ،يقول الشيخ أحمد شاكر في مقدمة كتابه" :مفتاح كنوز السنة" « فإني أعياني تطلب بعض األحاديث في
مظانها ،وأغرب من هذا أني لبثت نحو خمس سنين أطلب حديث ًا معينً ا في سنن الترمذي ،وهو كتاب تلقيته كله سماع ا ولي به ِشبه
اختصاص ».
ي ثالثة أرباع عمري الذي صرفته ويقول الشيخ رشيد رضا « :فلو كان بيدي هو أو مثله من أول عهدي باالشتغال بكتب السنة لو ّفرعل ّ
ي ان أضع كتابا جامعا للمعتمد منها ،وكتابا آخر للمشكل منها ،في نظر علوم هذا العصر فيها ،ولمكنني من االستجابة لمن اقترحوا عل ّ
وفلسفته ،والجواب المقنع عنه» .،وقد ظهر في القديم عند الحفاظ نوع من الفهارس ُي َيسر الوصول إلى الحديث ،و هو التأليف على
األطراف ،و من أشهرها كتاب " :تحفة اإلشراف بمعرفة األطراف " للحافظ المزي ،وهذا النوع يستعان به في التخريج بواسطة الراوي
األعلى ،ثم ظهر في هذا العصر قبل أكثر من مئة سنة ،التأليف في فهارس أوائل األحاديث وكانت تسمى بكتب المفاتيح ،ومن أوائل هذه
الكتب" :مفتاح صحيح البخاري" و "مفتاح صحيح مسلم" لمحمد الشريف بن مصطفى التوقاتي ،وهذه المؤلفات يستعان بها في التخريج
بواسطة مطلع الحديث .
الطريقة األولى
التخريج عن طريق معرفة الراوي األعلى:
والراوي األعلى هو الراوى الذى اسمه في السند قبل رسول هللا صلى هللا عليه وسلم مباشرة ،وذلك الراوي قد يكون صحابيا ً إذا كان
الحديث موصوالً ،وهو األكثر .وقد يكون تابعيا ً إذا كان الحديث مرسالً ،وهو األقل.
وهذه الطريقة يُلجأ إليها عندما يكون اسم الصحابي مذكورا في إسناد الحديث المراد تخريجه ،فإن لم يُعرف الصحابي ،فال يمكن اللجوء
لهذه الطريقة.
وهي هي مصنفاتٌ حديثيةٌ مسندة ٌ ُرتبت األحاديث فيها على أسماء رواتها من صحاب ٍة أو تابعين .و هذا الترتيب:
2
مادة علوم الحديث
-قد يكون وفق حروف المعجم .
وهذه المسانيد تقرب من مائة مسند وأشهرها :مسند اإلمام أحمد -مسند ابي داود سليمان الطيالسي -مسند ابي بكر الحميدي.
* وابتدأ مروياته
بالعشرة المبشرين بالجنة
كما أنه يتكرر ا سم الصحابي في أكثر من موضع لذلك نحتاج الفهارس .
* الفهرس الذي وضعه ابن عساكر بعنوان « ترتيب أسماء الصحابة في مسند اإلمام أحمد» وهو مطبوع بتحقيق الدكتور عامر صبري.
* وفهرس آخر ُملحق بالطبعة الميمنية من وضع الشيخ محمد ناصر الدين األلباني.
* كما قام المكتب اإلسالمي بطباعة المسند طباعة جديد مرتبة و مرقمة بإشراف الدكتور سمير المجدوب مع فرقة من الباحثين ،ذ كرو فيه
ا سم كل صحابي مرتبا على حروف المعجم و مقابل كل صحابي رقم الجزء و الصفحة.
وقد قام شعيب األرناؤوط بتحقيق المسند و تخريج أحاديثه و الحكم عليها .
وطريقة البحث و التخريج من المسند ،أن يعرف المخرج اسم راوي الحديث فيبحث في مروياته مستعينا في ذلك بالفهر س الموضوع للمسند
إلى أن يقف على الرواية التي يريد إخراجها ،فيقول :أخرجه اإلمام أحمد في مسنده في جزء كذا وصفحة كذا ويستحسن نقل كالم اإلمام
على الحديث أو رواته .
3
مادة علوم الحديث
مسند ابي داود سليمان الطيالسي (ت204هـ) : أ.
وعدد أحاديثه
* ابتدأ بأحاديث العشرة المبشرين بالجنة ثم ذكر بقية الصحابة من غير ترتيب معين
* قال عامر بن إبراهيم األصبهاني :سمعت أبا داود يقول :كتبت عن ألف شيخ
* وورد عن أبي داود أنه كان يسرد من حفظه ثالثين ألف حديث
* وبقية الصحابة ال يظهر لهم ترتيب معين ويمكن االستعانة بفهارس الكتاب
~ وممن سهل الوصول إلى مرويات األسانيد أبو الفداء السامي التوني ،فقد فهرس لتسعة كتب :
- 2الطيالسي .
- 3الحميدي .
و المعجم عند المتحدثين هي :الكتاب الذي تُذكر فيه األحاديث على ترتيب أسماء الصحابة أو الشيوخ أو البلدان أو غير ذلك والغالب أن
يكونوا مرتبين على أحرف المعجم ،والمعاجم المرتبة على أسماء الصحابة تعد من بين المسانيد ،ال فرق بينهما إال أن المعاجم مرتبة على
حروف المعجم ،و المسانيد ليست مرتبة على ترتيب معين وأشهر المعاجم :المعجم الكبير للطبراني.
4
مادة علوم الحديث
ابتدأ الطبراني ُم عجمه بالعشرة المبشرين بالجنة فذكر لكل واحد منهم مشاهير حديثه وأسانيده ،ثم بدأ بالصحابة على حروف المعجم ،و
ترك التخريج ألحاديث بعض المكثرين من ا لصحابة ،كأبي هريرة ،حيث أفرد أحاديثه في كتب مستقلة ،ولم يراعي الطبراني في معجمه
الحرف الثاني في ترتيب األسماء .ويمتاز كتابه بأنه يستقصي ما رواه التابعي عن ذلك الصحابي ،تم ينتقل إلى تابعي آخ ر ،وهكذا .و هو
يبدأ بالتابعين من أهل الحجاز ،ثم ينتقل إلى غير هم حسب القبائل والبلدان ،ولمن أراد أن يخرج حديثا من المعجم الكبير ،فعليه أن يعرف
اسم الصحابي ثم اسم التابعي الراوي عنه ،ألن الطبراني قصد في معجمه جمع طرق الرواية عن كل صحابي ولذلك نجد مروايات مكررة.
وامتاز الطبراني بترجمته للصحابة ،فيذكر بعض األحاديث و اآلثار في سيرة الصحابي ومناقبه ووفاته ،ثم بعد ذلك يورد ما أسنده ذلك
الصحابي من أحاديث.
* «الطبقات الكبرى» البن سعد ،فقد رتب كتابه ترتيبا محكما ،فجعله على الطبقات ،وقسمه على المدن ،ففي كل بلد طبقات ،وهو في
ثنايا التراجم يُورد أحيانا أحاديث أو آثار تُروى من طريق صاحب الترجمة أو لصاحب الترجمة نفسه .
* وأيضا « كتاب حلية األولياء» ألبي نعيم األصفهاني ،ترجم فيه لكثير من العلماء و الصالحين ،معتمدا على الرواية باألسانيد.
* ومن الكتب أيضا «االستيعاب في معرفة األصحاب» البن عبد البر ،وميزة هذه الكتب ،حفظها لمرويات الصحابة خاصة المقللين منهم ،
وذلك بسبب قصد مؤلفيها إلى إثبات صحبة الراوي لرسول هللا صلى هللا عليه وسلم ،وهي مرتبة إما على حروف المعجم أو على القبائل ،
فمن أراد تخريج حديث معين فله أن ينظر فيها علَّه يظفر بتراجم الرواة على أحاديث مسندة تتضمن حديثه الذي يريد تخريجه.
والمقصود بكتب األطراف :هو ذِكر طرف الحديث الدال على بقيته مع الجمع ألسانيده إما على سبيل االستيعاب أو على جهة التقييد بكتب
مخصوصة ،وقد دأب المصنفون في كتب األطراف على ترتيبها على مسانيد الصحابة ،بحيث ترتب أسمائهم على حروف الم عجم ،ثم
يذكر عند كل سند طرف الحديث ،ثم من رواه بهذا السند من األئمة و المصنفين ،مع مالحظة عدم التفريق بين الصحابي و التابعي في
الترتيب في الرواية عن الصحابي صاحب الترجمة ،بل يكون الترتيب بحسب حروف المعجم ،فإذا كان كتاب ألطراف الكتب الستة مثال ،
فمعناه جمع أحاديث كل صحابي على حدى من الكتب الستة ،مقتصرين على جزء من المتن أو ما يشير إليه ،وإن لم يكن منه ،على أن
يورد الحديث بكل طرقه من هذه الكتب الستة عن هذا الصحابي .فإذا طالعت هذا الكتاب ،تكون قد اطلعت على جميع ط رق الحديث
المكررة في الكتب الستة.
* «أطراف الصحيحين» ألبي مسعود إبراهيم بن محمد بن عبيد الدمشقي (ت401هـ) .
* «أطراف الكتب الستة» ألبي الفضل محمد بن ظاهر المقدسي (ت 507هـ) (( ،جمع فيه أطراف البخاري ومسلم و ابي داود و الترمذي و
النسائي و ابن ماجه)) .
* «األشراف على معرفة األطراف» البن عساكر المتوفي (ت 571هـ) (( ،جمع فيه أطراف السنن األربعة أي سنن أبي داود وسنن ابن
ماجه وسنن النسائي وسنن الترمذي)) .
هو فهرس على األطراف لكل ما في الكتب الستة وملحقاتها من األحاديث وأسانيدها ( .وهي صحيحي البخاري ومسلم +كتب السنن
األربعة) .
* بلغ عدد الصحابة الذين لهم رواية في هذه الكتب وملحقاتها 986
1 " -أطراف الصحيحين" ألبو مسعود إبراهيم بن محمد بن عبيد الدمشقي (ت401هـ).
2 " -أطراف الصحيحين" ألبو محمد الواسطي خلف بن محمد بن علي (ت401هـ) .
3 " -اإلشراف على معرفة األطراف" ألبو القاسم علي بن الحسن بن هبة هللا بن عساكر الدمشقي (ت571هـ).
رتب الحافظ المزي أسماء الصحابة على حروف المعجم في الصحابة المكثرين من الرواية ،و ليُسهل الوقوف على الصحابة المكثرين في
الرواية يُرتب الرواة عنهم على حروف المعجم.
وقد وضع المحققان فهرسا ً كاشفا ً ألسماء الرواة ،والتزما في الرواة المكثرين أن يضعا قبل الصحابي رقما يدل على ترتيبه بين الصحابة
،ويضع قبل التابعي نجمة ،وقبل تابع التابعي نجمتين.
• وللكتاب طبعتان:
الطبعة األولى :طبعة عبد الصمد شرف الدين ،وطبع مع هذه الطبعة كتاب آخر البن حجر " النكت الظراف على األطراف".
وكتاب تحفة اإلشراف للحافظ المزي يقع في 14مجلدا ً ،والمجلد الرابع عشر عبارة عن كشاف وفهارس للكتب واألبواب للكتب الستة ،
وميزة تحفة اإلشراف أنه كتاب يُيسر الوصول إلى للحديث في المصادر األصلية ،فهو من المراجع التي يخرج بها وال يخرج منها ،أي أنه
6
مادة علوم الحديث
واسطة بين الباحث و المصادر األصلية ،وال يصاغ إلى التخريج منه إال في حالة عدم وجود الحديث في الكتب األصلية ،لسقط في
األصل أو لغير ذلك من األسباب.
• الرموز:
ع = للجماعة في كتبهم الستة.
م = لمسلم في صحيحه.
ت = للترمذي في سننه.
س = للنسائي في سننه.
م = في المقدمة.
س = في الكبرى.
= في المراسيل. د
ت = في العلل الصغيرة.
س = في خصائص علي.
عند تخريج الحديث من هذا الكتاب ،ننظر في سند الحديث لنعرف من خالله اسم الصحابي وبأي حرف يبدأ ،لنبحث ع نه في موضعه من
الكتاب ،فإن كان الصحابي مكثرا ً نظرنا في اسم الراوي عنه على أي حرف هو ،ثم بحثنا في الرواة عن الصحابي نفسه ،فإن كان اسم
الصحابي مبهما نظرنا في المبهمين على ترتيب من روى عنه من التابعين وهكذا.
أما إذا كان أثرا مرسال ،فنبحث عنه في آخر الكتاب في جزء المراسيل ،ضمن صاحب األثر وعندما نقف على الحديث المراد تخريجه ،
نجد أن المزي رحمه هللا ،يُعلم على كلمة حديث برموز من أخرجه من أصحاب الكتب الستة ،ثم يَسوق طرفه الدَّال على بقيته ،ثم بع د ذلك
يذكر أسانيد الذين أخرجوه ،والموضع الذي أُخرج فيه من تلك الكتب ،ل َيرجع إليه من أراد.
7
مادة علوم الحديث
أخرج البخاري في صحيحه عن أبي نعيم عن س فيان الثوري عن محمد بن المنكدر و إبراهيم بن ميسرة كالهما عن أنس رضي هللا عنه قال:
" صليت الظهر مع النبي صلى هللا عليه وسلم بالمدينة أربعا وصليت معه العصر بدي الحليفة ركعتين".
عند البحث عن هذا الحديث في التحفة ،ننظر في مسند أنس ،وبما أنه من المكثرين ،فأيسر السبل أن ننظر في من روى عنه ،فنجد محمد
و إبراهيم ،فنبحث في إبراهيم ألن حرفه األول هو األلف.
حين نجد الحديث نجد المزي يرمز له ب :خ م د ت ،ثم يذكر طرف الحديث ثم يبدأ بتفصيل الرموز:
ت و س = عن قتيبة.
كما نالحظ أن محقق الكتاب يضع إيضاحات بين قوسين () .ب عض هذه اإليضاحات تذل على رقم الباب في كتاب الصالة ،ورقم الحديث
في ذلك الباب ،وقد وضع كشافا طبع مع الكتاب ،بيَّن فيه الطبعات التي اعتمدها في اإلحاالت ،وطريقة ترقيمه لألبواب ال غنى للباح ث
عنها في تحفة األشراف ،حيث يسمي له الباب الذي رقم له في أثناء التح فة ،وبذلك يعرف الحديث في أي باب هو ،فيُرجع إليه في أي
طبعة كانت ،حتى ولو إلى غير الطبعة التي اعتمدها المحقق.
سن بنا أن نتعرف على مميزات هذه الطريقة ،أي التخريج عن طريق معرفة الراوي األعلى و قبل أن ننتقل إلى الطريقة الثانية يح ُ
للحديث ،ونتعرف على بعض المآخذ التي قيدها بعض الباحثين عليها.
-سهولة العثور على الحديث وإن كان مرويا بالمعنى أو مختصرا أو مقطعا .
-جمع كتب األطراف ألسانيد الحديث المتعددة من كتبها التي كانت أصال في روايتها .مما يُمكن من دراسة الحدي ث ومعرفة نوعه أمشهو ر
هو أم عزيز أم غريب.
-داللة كتب األطراف على مصنفات الحديث التي أخرجت الحديث وروته مع بيان مواضعها فيه.
-بيان كتب األطراف لعدد مروي ات كل صحابي في الكتب المصنفة في الحديث ،والتي عنيت كتب األطراف بفهرستها.
-حصول المشقة للباحث عن أحاديث راو مبهم ،كأن يأتي في سند الحديث :حدثني رجل من أصحاب النبي صلى هللا عليه وسلم.
-عدم التمكن من التعرف على شواهد الحديث إن كانت لتفرق األحاديث حسب أسماء الرواة.
-تكرار الحديث في مواضع عديدة في المسانيد و المعاجم و األطراف ،والسبب في ذلك إلتزام هذه الكتب إيراد الطرق المختلفة للحديث.
-اختالف مناهج أصحاب المسانيد في ترتيب أسماء الصحابة ،فيحتاج المخرج منها إلى التعرف على كيفية ترتيب كل مسند.
-جمع المسانيد و المعاجم ألحاديث كل صحابي في مكان واحد ال يستوعب جميع رواياته.
8
مادة علوم الحديث
-غالبا ال يذكر الحديث في كتب األطراف بلفظه الذي هو في المصادر األصلية .
وشرط استعمال هذه الطريقة القدرة على الفهم و المعرفة بموضوعات األحاديث ،و التمكن من استنباط قضايا الحديث ،وهي طريقة قد
تكون صعبة بالنسبة للمبتدئ الذي ليست لديه خبرة باألحاديث وموضوعاتها ،وبكتب الحديث وبمناهج مصنفيها ،ويُلجؤ إلى هذه الطريقة
بالخصوص عند تعذر استحضار لفض الحديث ،أو عند االختصاص بموضوع معين في بحث من األبحاث العلمية.
ولنأخذ بعض األمثلة لنتع رف على مواضع الحديث الواحد في مصادر الحديث المتعددة:
قال رسول هللا صلى هللا عليه « :كان زكريا عليه السالم نجارا » ،هذا الحديث أخرجه مسلم وابن ماجة والحاكم ،وأما مسلم فأخرجه
في صحيحه في كتاب الفضائل ،باب فضائل زكريا عليه السالم ،وأخرجه ابن ماجه في سننه كتاب التجارات باب الصناعات ،و أخرجه
الحاكم في المستدرك في كتاب التاريخ باب ذكر زكريا بن آدن عليه السالم.
ج .مصنفات اختصت بموضوع معين في الدين ،كاإليمان و الزهد واألدب .وهذه مصادر أصلية ُيخرج منها .
وهذه التي يُخرج بها أي يستعان بها على التخريج من المصنفات األصلية ،وال يخرج منها إال عند تعذر التخريج عند المصدر األصلي.
3.الفهارس الموضوعية:
مثل "مفتاح كنوز السنة " ل ِفن ِسنك ،وهذه يُخرج بها وال يُخرج منها ،إال عند تعذر التخريج من المصدر األصلي
ويمكن أن نضيف إلى هذه الكتب أيضا كتب المستخرجات والمستدركات والزوائد وشروح الحديث وكتب التخاريج .
واإلسم الذي اختصه به " :الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وسننه وأيامه" ،وقد جعله مرتبا
على األبواب مبتدأ بكتاب "بدء الوحي" ،منتهيا بكتاب " التوحيد" وعدد كتبه 97كتابا وجعل شرطه فيه :الصحة ،م ع بيان الفقه العام
للحديث .
9
مادة علوم الحديث
2.التعريف بسنن أبي داوود السجستاني (ت275هـ):
واسم كتابه " السنن" وهو معروف عند أصحاب الفهارس بمصنف أبي داوود ،وقد جعله مرتبا على األبواب الفقهية ،إذ جعله مختص ا
باألحكام الفقهية على جهة االستقصاء و التتبع ،مبتدأ بكتاب " الطهارة " ومنتهيا بكتاب " اآلدب " وعدد أبواب سننه 40بابا ،وعدد أحاديثه
4800حديث ،انتقاها من 100ألف حديث .
جمع أحاديث الكتب الستة وهي البخاري ومسلم وأبي داوود و الترمذي و النسائي وجعل مكان ابن ماجة موطأ اإلمام مالك ،وقد جعله
مرتبا على المواضيع(الطهارة والصالة والزكاة ، )......ورتب المواضيع على حروف الهجاء ،وقد حدف أسانيد األحاديث إال اسم
الصحابي ،وشرح غريب الحديث ،وعدد أحاديثه 9523حديثا.
4.كنز العمال في سنن األقوال واألفعال للمتقي الهندي البرهان فوري (ت975هـ):
رتب أحاديث الجامع الكبير و الجامع الصغير وزياداته للسيوطي على األبواب والموضوعات العلمية ،فاصل هذا الكتاب جمع المتقي
الهندي كتب السيوطي الثالثة :جمع الجوامع المعروف بالجامع الكبير والجامع الصغير الذي اختاره من جمع الجوامع من ج هة االختصار ،
وأضاف إليها ثالثا ً وهو ز يادة الجامع الصغير للسيوطي ،أضاف فيه زيادات على ما جاء به من األحاديث الوجيزة في الجماع الصغير ،
بعد أن بوب كتب السيوطي ،قام بترتيب عناوين الكتب على حروف المعجم ،على نسق ترتيب ابن أثير ،ويعتبر هذا الكتاب أضخم
موسوعة حديثة مرتبة على المواضيع ،وال غرابة في هذا الوصف فالحافظ السيوطي قصد جمع السنة النبوية كلها ،بلغ عدد ا ألحاديث
واآلثار فيه .46624
س ْن ك (ت1358هـ ):
5.مفتاح كنوز السنة للمستشرق الهولندي أرند جان فِ ْن ِ
بدأ ِف ْن ِس ْنك في عمل معجم مفهرس أللفاظ الحديث الشريف مستعينا ً بعدد كبير من الباحثين وتمويل من أكاديمية العلوم في أمستردام
ومؤسسات هولندية وأوروبية أخرى .وأصدر هذا الكتاب في فهرسة الحديث ،ترجمه محمد فؤاد عبد الباقي بعنوان ( مفتاح كنو ز السنة) مع
تصحيحه وتنقيح نصوصه ،وفهرس هذا الكتاب لموضوعات أربعة عشر كتابا ً من كتب السنة ،وهي الكتب الستة والموطأ وسن الدارمي
ومسند أحمد ومسند الطيالسي ومسند زيد ابن علي وطبقات ابن سعد وسيرة ابن هشام ومغازي الواقدي ،ويعتبر كتابه أول فهرس موضوعي
لألحاديث النبوية.
قال أحمد شاكر مبينا منهج مفتاح كنوز السنة " :وقد رتب األستاذ ونسنك كتابه على المعاني والمسائل العلمية واألعالم التاريخية وقسم
كل معنى أو ترجمة إلى الموضوعات التفصيلية المتعلقة بذلك ،ثم رتب عناوين الكتاب على حروف المعجم ،واجتهد في جمع ما يتعلق بكل
مسالة من األحاديث واآلثار الواردة في هذه الكتب" .
فمن قصد البحث عن أحاديث في موضوع معين ،قد يصعب عليه أن يحدد مواضعها في كتب السنة الختالف مناهج أصحابها في عرض
األحاديث .لكن فِ ْن ِس ْن ك سهل هذا األمر بفهرسته لموضوعات تلك المصادر ،وتقسيمه لتلك الموضوعات إلى موضوعات وقضايا جزئية يورد
تحتها األحاديث واآلثار الموجودة في تلك المصادر .
ولإلستفادة من هذا الكتاب البد من اعتماد طبعات المصادر التي اعت ُمدت فيه ،فإذا لم يمكنك ذلك عليك عندئذ اإلستعانة بكتاب " تيسير
المنفعة " لألستاذ محمد فؤاد عبد الباقي ،الذي رقم فيه األبواب واألحاديث بنفس الترقيم الذي في الكتب الثمانية ال تي هي من أص ل الكتب
األربع عشرة السالف ذكرها.
-صحيح مسلم (مس) والرقم بعده هو رقم الكتاب ،ورقم الحديث في ذلك الباب.
-سنن أبي داود (بد) والرقم بعده هو رقم الكتاب ،ورقم الباب
-سنن النسائي (المجتبى) (نس) والرقم بعده هو رقم الكتاب ،ورقم الباب.
10
مادة علوم الحديث
-سنن ابن ماجه (مج) والرقم بعده هو رقم الكتاب ،ورقم الباب.
-موطأ مالك (ما) والرقم بعده هو رقم الكتاب ،ورقم الحديث في ذلك الباب.
-الطبقات الكبرى البن سعد (عد) والرقم بعده هو رقم القسم إن ُو ِج َد ،ورقم الجزء ،ورقم الصفحة.
ك = كتاب
ب = باب
ح = حديث
ص = صفحة
جـ = جزء
ق = قسم
م م م = فوق العدد من جهة اليسار تدل على أن الحديث مكرر عدة مرات مثال 786 :م م م.
رقم صغير = فوق الباب أو الصفحة يعني تكرر الحديث بقدره فيهما.
= ) (324الرقم الصغير فوق العدد من جهة اليسار يدل على أن الحديث مكرر بقدره في الصفحة وفي الباب.
مثال من موضوع (األئمة) نجد تحته عنوان السمع والطاعة في غير المعصية تحت العنوان ،الرموز التالية:
1ب 95ك 4 ،ب 59 ،935ب 64ك 111 ،قا 109و 108ب 565بخ
أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الجهاد والسير باب 108السمع وطاعة االمام وباب 109بأن يقاتل من وراء االمام ويتقى به وقابل مع
باب 111باب عزم االمام على الناس فيما يطيقون وكتاب المغازي باب 59وكتاب االحكام باب 4السمع والطاعة لالمام ما لم تكن معصية
وكتاب أخبار االحاديث 1ما جاء في إجازة خبر الواحد الصدوق في االذان والصالة.
11
مادة علوم الحديث
أما المآخذ على هذه الطريقة:
) 1اإلعتماد على هذه الطريقة ال ينتهي إلى استقرار تام لتخريج الحديث ،ألجل أن األبواب الفقهية ال تشترط رواية جميع األحاديث
المتعلقة بها.
) 2الحاجة إلى اإللمام بجميع الموضوعات التي يثيرها الحديث المراد تخريجه للوقوف على مواضعه في كتب الحديث.
) 3إقصاء هذه الطريقة لكثير من كتب المسانيد والمعاجم التي ضمت عددا ً مهما من األحاديث المفيدة في موضوعات الحد يث
وتخريجه.
«الطريقة الثالثة»
« التخريج عن طريق معرفة أول لفظ من متن الحديث»
إن تخريج الحديث حسب هذه الطريقة يتطلب من المخرج أن يكون حافظا لبداية الحديث ،ثم يراجع له الكتب التي ُرتبت فيها األحاديث
على أوائلها ترتيبا – ألفبائيا – أي على حروف المعجم ،ومعظمها كتب غير أصلية.
ولهذه الطريقة مصنفات وكتب تعين الباحث على الوصول إلى الحديث أو األثر وهي على ثالثة أنواع :
النوع األول :الكتب المصنفة على أوائل األحاديث المرتبة على حروف المعجم :
~ " الجامع الكبير " ،المسمى بجمع الجوامع (قسم األقوال) لجالل الدين السيوطي (ت911هـ)
~ " الجامع الصغير في أحاديث البشير النذير " ،لإلمام السيوطي جمع فيه ما يزيد على 10آالف حديث رتبها على حروف المعجم.
~ " زيادات الجامع الصغير " ،للسيوطي أيضا ،وفيه األحاديث التي فاتته من الجامع الصغير ،مرتبة على حروف المعجم.
~ " صحيح الجامع الصغير وزيادته " ،للشيخ محمد ناصر الدين األلباني ،رتبه على الحروف ورقمه وحكم على االحاديث بالصحة أو
ووضع عليها رموز الجامع و بعض التعليقات المفيدة.
ال ُحسن َ ،
~ " ضعيف الجامع ال صغير وزيادته " ،للشيخ محمد ناصر الدين األلباني ،رتبه على الحروف ورقمه وحكم على أحاديث.
النوع الثاني :الكتب المصنفة في األحاديث المشتهرة على األلسنة :
ُوجدت كتب جمعت األحاديث المشتهرة على ألسنة الناس مرتبة على حروف المعجم بحسب أوائل األحاديث مع بيان درجتها بقصد تيسير
الوصول إليها والوقوف على مدى ثبوتها .
~ " الآللئ المنثورة في األحاديث المشهورة مما ألفه الطبع وليس له أصل في الشرع " ،للحافظ ابن حجر (ت852هـ) ،والكتاب لم يُطبع
َبع ُد ،إال أن كثيرا ً من مادته أوردها العجلوني في كشف الخفاء.
~ " المقاصد الحسنة في بيان كثير من األحاديث المشتهرة على األلسنة " ،للسخاوي (ت902هـ) ،وهو مرتب على ح روف المعجم.
~ " الدرر المنتثرة في األحاديث المشتهرة " ،لجالل الدين السيوطي (ت911هـ) ،والكتاب مطبوع ومرتب على حروف المعجم .يذكر من
أخرج الحديث ويبين رتبته غالبا.
إذا أراد الباحث أن يخرج حديثا ً من كتب هذين النوعين لهذه الطريقة فيجب عليه اتباع المراحل اآلتية:
ج) فلينقل ِمن هناك َمن ذُكر من مخرجي ذلك الحديث إلى ورقه مسودة.
د) ثم ينظر فهارس الكتب المذكورة لمعرفة موضع الحديث فيها إن ُوجدت لها فهارس.
12
مادة علوم الحديث
وإال فينظر كيف رتب أولئك المخرجون كتبها ،فإن رتبوها على أسماء الصحابة مثال ،فليبحث في كتبهم عن ذلك الحديث في مسند
ذلك الصحابي الذي رواه ،وإن رتبوها على األبواب الفقهية والموضوعات العلمية ،فليستنبط من الحديث موضوعه ،ثم ليبحث عنه
في تلك الكتب في باب ذلك الموضوع.
" نفقه الرجل على أهله صدقه " حم ت عن أبي مسعود البدري ،طب عبد هللا بن أبي أوفى والخرائطي في مكارم ا ألخالق عن عبد هللا
ابن مغفل.
بين لنا السيوطي في هذا الحديث أنه ُمخرج عند أحمد والترمذي كالهما عن أبي مسعود البدري ،و أخرجه الطبراني في المعجم الكبي ر
عن عبد هللا بن أبي أوفى ،وأخرجه والخرائطي في مكارم االخالق.
في مسند اإلمام أحمد نبحث عن إسم أبي مسعود البدري في الفهرس ،حينها سنجد أحاديثه في الجزء الخامس صفحة 118و ، 272
وبعد البحث في أحاديثه سنجد الحديث المراد تخريجه في 273/5بلفظ " :نفقة الرجل على األهل يحتسبها صدقة ".
وفي جامع الترمذي الموضوع على حسب األبواب الفقهية سنجتهد في استنباط الموضوع المناسب لقضية الحديث والموجود ضمن
موضوعات الترمذي فيكون الظن مترددا ً على الغالب بين النكاح أو كتاب البر والصلة ألن الموضوع في فضل الصدقة ع لى األهل و بعد
البحث سنجده في 344/4رقم 1965ان الترمذي يقول حسن صحيح.
أما في المعجم الكبير للطبراني الموضوع على مسانيد الصحابة مرتب على حروف المعجم فإننا سنبحث عن الحديث في مسند ع بد هللا بن
أبي أوفى ،فإن لم نجده عرفنا أنه قد يكون في األجزاء المفقودة من الكتاب.
أما كتاب مكارم األخالق للخرائطي (ت 327هـ) ،فإنه لما كان مختصا بمكارم األخالق فإننا سنتتبع أبوابه التي وضعت فيه لنبحث ع ن
الحديث حينها سنجد أنه في الصفحة .14
النوع الثالث :المفاتيح والفهارس التي صنفها العلماء والباحثون :
وفكرة هذه الفهارس قصد عدد من العلماء المتأخرين لوضع مفاتيح وفهارس لكتب معينة ،رتبت فيها األحاديث على حروف المعجم ،
تقريبا لألحاديث وتيسيرا للوصول إليها ومن هذه المفاتيح والفهارس :
" .1مفتاح الصحيحين " ،للتوقادي رتب فيه أحاديث الصحيحين على حروف المعجم وأضاف إليهما شرح القسطالني و العسقالني
وشرح العيني و شرح النووي على صحيح مسلم ،كلها على حروف المعجم ،وقد ذكر في فهرسته ،الكتاب و رقم الباب فإذا لم
يوافق المخرج التوقا دي في الطبعات التي اعتمدها فله أن يستفيد منه من خالل الرجوع إلى الكتاب والباب .
" .2مفتاح الترتيب ألحاديث تاريخ الخطيب " ،ألحمد بن الصديق الغماري ،فهرس فيه لجميع األحاديث الموجودة في تاريخ بغداد
للخطيب في نحو 90صفحه واألحاديث في األصل وصلت في صفحاتها حوالي 7000صفحة وقد قسم األحاديث إلى قسمين
قولية ،وفعلية .
~ أما القولية :فمرتبة على حروف المعجم يُورد طرف الحديث ويذكر رقم الجزء والصفحة التي توافيها .
~ أما الفعلية :فمرتبة على أسماء الصحابة المرتبين على حروف المعجم ،فيورد اسم الصحابي مرتبا على حروف المعجم ،ويذكر
بجانبه اسم الموضوع الذي يختص به الحديث ،ثم يذكر رقم الجزء والصفحة التي هو فيها .
واألحاديث المكررة عند الخطيب والمذكورة في بعض المواضع بغير اللفظ المعروف ،يكررها الغماري و يوردها في الحرف الذي تعلق
بها ،ثم يُعيد الحديث بلفظه المشهور ،ليعين ذلك على جمع طرق الحديث والحكم عليه من حيث الصحة والضعف ويمكن من معرفه عدد
من رواه .
13
مادة علوم الحديث
.3فهرس أحاديث صحيح مسلم القولية لألستاذ محمد فؤاد عبد الباقي ،رتب فيها أحاديث مسلم على حروف المعجم ،فيذكر عند
الحرف طرف الحديث الذي تعلق أوله به وبجانبه رقم الصفحة من الطبعة التي حققها األستاذ نفسه ،إن أراد الباحث أن يخرج
حديثا من المفاتيح والفهارس فعليه أن يكون عارفا ً باللفظ األول للحديث ،حينها سيدله ال ُمفهرس على طرفه ورقم الصفحة التي هو
فيها في مصادره التي تعلقت الفهرسة بها .
مميزات هذه الطريقة:
.1إمكانية استعمالها للمتخصص وغيره فهي يسيرة وسهلة.
.2كثرة فهارس الكتب الحديثية ،فاغلب الكتب الحديثية المطبوعة لها فهارس ترتب أطراف حديثها .
وأهم المآخذ :
تغير مطلع الحديث في عدد من الروايات المتعددة في الحديث الواحد ،مما قد يصعب الوقوف على الحديث .
«الطريقة الرابعة»
« التخريج عن طريق لفظة غريبة من الحديث»
إن تخريج حديث ما حسب هذه الطريقة يفرض على الباحث أن يكون عارفا بكلمات الحديث الغريبة ،و قليلة االستعمال أو المهمة ،
أي المعبر بها عن مضمون الحديث ،مثل كلمتي :كذب و متعمدا ،في حديث "من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار" ،ثم يراجع
له الكتب التي فهرست فيها األحاديث على ألفاظ الحديث الغريبة ،أو التي لها أهمية في ذلك الحديث ورتبت فيها تلك األلفاظ على النظام
األلفبائي ،وهذه الكتب على نوعين ،هما:
و من هذه الكتب:
~ " غريب الحديث و األثر " ،ألبي عبيد القاسم بن سالم الهروي البغدادي (ت224هـ) .
~ " غريب الحديث " ،ألبي محمد عبد هللا بن مسلم بن قتيبة الدينوري (ت276هـ) .
~ " غريب الحديث " ،إلبراهيم بن اسحاق الحربي البغدادي (285هـ) ُ ،
طبع ما ُوجد منه .
وإذا أراد الباحث أن يُخرج حديثا من كتب غريب الحديث ،فله أن يختار كلمة غريبة منه ويبحث عنها في فهرس الكلمات الغريبة ،فتدله
على الصفحة ،وحين الرجوع إليها سيجد الحديث بسنده مع إضافات من المحقق تُعينه على مزيد من التخريج .
14
مادة علوم الحديث