You are on page 1of 26

‫‪Adıyaman Üniversitesi‬‬

‫‪İslami İlimler Fakültesi‬‬


‫‪İslami İlimler Araştırmaları Dergisi‬‬
‫‪1 (2017/2), 139-164‬‬

‫مثاني القرآن الكريم‬


‫إشارة إلى ِشفرة عمل الحاسب المثاني‪ ،‬األصفار والواحدات‬
‫‪1‬‬
‫خالد بكرو‬
‫ملخص‪.‬‬
‫وتوسعها‪ ،‬حيث نعيش عصر احلاسب‬ ‫وتنوعها ّ‬ ‫مع تطّور علوم العصر التّقنية ّ‬
‫الرقمي وثورة املعلومات‪ ،‬هذه املعلومات‬
‫ّ‬ ‫العصر‬ ‫الرقميّة‪،‬‬
‫واالتصاالت واألنظمة والتّقنيات ّ‬
‫ِ‬
‫وترسل باستخدام شفرة املثاين األصفار والواحدات‪،‬‬‫ُتثّل وتُكتب وتُعاجل وختُّزن وتُوثّق وتُنشر ُ‬
‫الت تعمل عليها معظم التّقنيّات واألنظمة‬
‫ّ‬ ‫و‬ ‫املثاين‪،‬‬ ‫تسمى أيضاً لغة عمل احلاسب‬ ‫واليت ّ‬
‫احلديثة‪.‬‬
‫وكررها يف‬
‫ألمهيّة هذه الشفرة‪ ،‬نعتقد أن القرآن الكرمي أشار إليها بكلمة {املثاين} ّ‬
‫سر يتعلق حبقيقة املسألة اليت‬
‫مثاين من اآليات‪ ،‬وألن تكرار الكلمة يف القرآن الكرمي ٌّ‬
‫تصفها وتسميّها هذه الكلمة‪ ،‬وباملعىن العلمي احملمول هبا‪ ،‬نسعى يف هذا البحث لنظهر‬
‫وشفرة عمل احلاسب‬ ‫أن كلمة {املثاين} القرآنية هي إشارة علمية قرآنية صرحية إىل لغة ِ‬
‫ّ‬
‫املثاين‪ ،‬األصفار والواحدات‪ ،‬اليت تدعى أيضاً لغة عمل اآللة‪.‬‬
‫كل آية من آي القرآن املنري تنشر مثاين من األنوار‪ ،‬نور هدايتها ونور إعجازها‪،‬‬
‫أي إشارة أو مشهد من مشاهد‬ ‫وكل طائفة من النّاس حسب درجاهتا‪ ،‬تأخذ حظّها من ّ‬
‫القرآن الكرمي‪ ،‬يف هذا البحث حظّنا أننا ُهدينا من نور كلمة {املثاين} القرآنية‪ ،‬وحناول‬
‫الشفرة املثاين‪ ،‬األصفار‬‫إظهار إعجاز نورها وأهنا اإلشارة العلمية القرآنية الصرحية إىل ِ‬
‫ّ ّ‬ ‫ّ‬
‫الصحيحة هلذه اإلشارة القرآنية‬‫والواحدات‪ ،‬وحناول كمختصني إظهار البيّنة العلميّة ّ‬
‫حسب الطّاقة البشريّة‪ ،‬ونسعى لتوضيح املعىن العلمي واللغوي للمثاين‪ ،‬وملاذا املثاين يف‬
‫اخللق والوجود‪.‬‬
‫وشفرة نقل وحفظ املعلومة الكونيّة‪ ،‬هو سبق قرآين وإعجاز‬ ‫إن اإلشارة القرآنية للغة ِ‬
‫ّ‬
‫علمي‪ ،‬فهذه الشفرة هي لغة اإلعجاز اجلديد لكتاب اهلل سبحانه وتعاىل بلغة القرن‬ ‫ّ‬
‫الواحد والعشرين‪ ،‬لغة نظام عمل أنظمته وتقنيّاته‪ ،‬لغة وأجبديّة توحيد كل تقنيّات العلم‬
‫وأدواته‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحية‪ :‬الشفرة املثاين يف القرآن الكرمي‪ ،‬اإلعجاز العلمي يف القرآن‬
‫الكرمي‪ ،‬القرآن الكرمي يشري إىل الشفرة املثاين‪ ،‬إعجاز الشفرات العددية‪ ،‬احلاسوب والقرآن‬
‫الكرمي‪.‬‬

‫‪ 1‬الدكتور املهندس‪ ,‬باحث يف االعجاز العلمي يف القرآن الكرمي‪,‬كلية العلوم وتقنية املعلومات ‪,‬استانبول‪,‬‬
‫‪ Dr.khaled.Bakro@gmail.com‬‬
Adıyaman Üniversitesi
İslami İlimler Fakültesi
İslami İlimler Araştırmaları Dergisi
1 (2017/2), 139-164

KUR’ÂN’DAKİ MESÂNİ (KAVRAMI) VE


BİLGİSAYARIN İKİLİ SAYI SİSTEMİ
Özet.
İçinde bulunduğumuz zaman dijital ve bilgi devriminin olduğu çağ olarak anıl-
maktadır. Bu bilgiler çift şifreleme yöntemi olan sıfır ve birler aracılığıyla sergi-
lenmekte, yazılmakta, saklanmakta, belgelenmekte, yayımlanmakta ve gönde-
rilmektedir. Çift şifreleme yöntemi aynı zamanda bilgisayar dili olarak da ifade
edilmekte ve modern teknik ve sistemlerin çoğu tarafından kullanılmaktadır. Bu
şifrelemenin ehemmiyetine binaen Kur’ân-ı Kerim de ona mesâni kelimesiyle
gönderme yapmakta ve bu kelimeyi iki ayette ve iki defa kullanmaktadır.
Bir uzman olarak bu makalede göstermeye çalıştığım şey; Kur’ân’daki mesâni
kelimesinin makine dili olarak da isimlendirilen bilgisayar şifreleme sisteminin
dili olan sıfır ve birlere gönderme yaptığıdır. Bu noktada kavramın bilimsel ve
lengüistik anlamını açıklamaya ve yaratılış ve varlıkta neden çift şifreleme sis-
teminin olduğunu ortaya koymaya çalışacağım.
Evrendeki “bilgi transfer şifreleme sistemi ve dili” Kur’ân’da yer alan yeni bir
mucizedir.
Anahtar Kelimeler: Kur’ân Bilimleri Mucizesi, Kur’ân’da Çift Şifreleme,
Kur’ân Çift Şifrelemeye Gönderme Yapmaktadır, Bilgisayar ve Kur’ân

THE MATHANI IN THE QUR’AN REFERS TO


BINARY COMPUTER CODE, ZEROS AND ONES
Abstract.
Our age is called digital age, and revolution of information age. These informa-
tions are represented, written, stored, documented, published and sent using Bi-
nary code, zeros and ones. Binary code is also called the binary work language
to computer, and most of the modern techniques and systems use it in their
works, Because of the importance of this code, the Holy Quran refers to it by
using the word{ Mathani: Binary، ‫ } يناثم‬and repeated it twice in two Verses.
In this research as a specialist I am trying to show that Qur’anic word { Matha-
ni: Binary، ‫ } يناثم‬is a Qur’anic scientific sign which refers to the computer
language code, binary code, zeros and ones, which is also called the machine
language work. I will try to clarify the scientific and linguistic meaning of it,
and why there is binary in the creation and existence.
This Qur’anic sign “information transfer code and language” in cosmic, is a
new miracle in the Holy Quran.
Key words: Miracles of the Quran Sciences, Binary code in the Holy Quran,
the Holy Quran refers to Binary code, Computer and the Holy Quran.
‫مثاين القرآن الكرمي إشارة إىل ِشفرة عمل احلاسب املثاين‪ ،‬األصفار والواحدات‬ ‫‪141‬‬

‫‪ -1‬مشكلة البحث‬
‫كررها يف مثاين من اآليات‪ ،‬وال يوجد تفسري‬ ‫لقد ذكر القرآن الكرمي كلمة {املثاين} و ّ‬
‫ِ‬
‫دقيق هلا يف كتب التفسري عرب العصور‪ ،‬وألن كلمة املثاين يف هذا العصر تعرب عن لغة وشفرة‬
‫عمل األنظمة الرقمية كاحلاسب وأنظمة االتصاالت‪ ،‬وهي اللغة والشفرة املثاين‪ ،‬األصفار‬
‫وشفرة نقل وحفظ املعلومة‬ ‫والواحدات‪ ،‬اليت تدعى أيضاً لغة عمل اآللة‪ ،‬وألمهيتها لكوهنا لغة ِ‬
‫الكونيّة‪ ،‬وأساس الثورة الرقمية بالكامل‪ ،‬حياول البحث دراسة احدى اإلشارات العلمية الواردة‬
‫يف القرآن الكرمي‪ ،‬وهي الشفرة املثاين‪ ،‬وإثبات أن هذه الشفرة ُمشار إليها يف القرآن الكرمي‬
‫مثاين من املرات يف مثاين من اآليات‪ ،‬و أن كلمة {املثاين} القرآنيّة هي اإلشارة العلميّة‬
‫وشفرة عمل احلاسب املثاين‪ ،‬األصفار والواحدات‪.‬‬ ‫القرآنية الصرحية إىل لغة ِ‬
‫ّ ّ‬

‫‪- 2‬أهميّة البحث ومبرراته‬


‫القرآن الكرمي املعجزة الكربى اخلالدة ال ّدائمة املتج ّددة‪ ،‬وعلومه ختاطب كل جيل‪ ،‬ومعارفه‬
‫تصلح لكل العصور‪ ،‬وآن األوان يف هذا العصر عصر العلم واملعرفة‪ ،‬عصر ثورة املعلومات‬
‫الرقميّة‪ ،‬أن نفهم كثرياً من اإلشارات العلمية الواردة يف القرآن الكرمي‪ ،‬وهي‬
‫واألرقام والتّقنيّات ّ‬
‫ال بد أهنا تتوافق مع املعطيات العلميّة احلديثة‪ ،‬ألن األمر اإلهلي بتدبّر القرآن الكرمي خياطب‬
‫كل األجيال مبختلف مستوياهتم العلمية والفكرية‪.‬‬
‫من إعجاز الكتاب اجمليد وإحكامه وجود عالقة وترابط بني الكلمة القرآنيّة وبني ما‬
‫وتسمي مسألة حم ّددة ومعلومة يف ظاهرها‪ ،‬لكنها حتمل‬ ‫تدل عليه‪ ،‬فقد تصف ّ‬ ‫تشري إليه أو ّ‬
‫حقائق كبرية وختتزل يف باطنها قوانني ونواميس هائلة ال يعلم حدودها إال اهلل سبحانه وتعاىل‪،‬‬
‫وهلا دور علمي يف ال ّداللة على أشياء وحوادث وظواهر علميّة‪ ،‬وحىت تكرارها يكون بقدر‬
‫سر يتعلق حبقيقة املسألة اليت‬‫حمدود ومقصود‪ ،‬وحلكمة يعلمها اهلل عز وجل‪ ،‬وهذا التّكرار ٌّ‬
‫تصفها وتسميّها هذه الكلمة‪ ،‬وهذا ما وجدناه يف هذا البحث من خالل ارتباط كلمة املثاين‬
‫وتكرارها‪ ،‬باملعىن العلمي احملمول هبا وبكلمات قرآنية تتّصل هبذا املعىن‪.‬‬
‫الصحيحة على هذا الربط‪ ،‬حسب الطّاقة‬ ‫حناول كمختصني إظهار اإلشارة والبيّنة العلميّة ّ‬
‫الصرحية‬
‫البشريّة‪ ،‬لنثبت يف النهاية‪ ،‬أن كلمة {املثاين} القرآنيّة هي اإلشارة العلميّة القرآنيّة ّ‬
‫وشفرة عمل احلاسب املثاين‪ ،‬األصفار والواحدات‪ ،‬اليت تدعى أيضاً لغة عمل اآللة‪،‬‬ ‫إىل لغة ِ‬
‫اللدن‪ ،‬وألمهيتها فالبد أن تكون مذكورةً‬
‫واليت نعتربها إحدى معجزات القدرة اإلهلية والعلم ّ‬
‫أو مشاراً إليها يف كتاب اهلل سبحانه وتعاىل‪ ،‬والبد أن حيتوي الكتاب اجمليد إعجازاً يتعلق‬
‫ِ‬
‫بالشفرات العددية‪.‬‬
‫‪142‬‬ ‫خالد بكرو‬

‫‪- 3‬أهداف البحث‬


‫يهدف البحث إىل جمموعة من األمور سنذكر أمهّها‪:‬‬
‫تدل عليه‪.‬‬
‫‪ - 1‬إثبات وجود عالقة وترابط بني الكلمة القرآنيّة وبني ما تشري إليه أو ّ‬
‫‪ - 2‬إثبات الدور العلمي للكلمة القرآنية يف ال ّداللة على أشياء وحوادث وظواهر علميّة‪.‬‬
‫‪ - 3‬إثبات أن تكرار الكلمة القرآنيّة يكون بقدر حمدود ومقصود‪ ،‬وحلكمة يعلمها اهلل‬
‫سر يتعلق حبقيقة املسألة اليت تصفها وتسميّها هذه الكلمة‪.‬‬
‫سبحانه وتعاىل‪ ،‬وهذا التّكرار ٌّ‬
‫‪ - 4‬إظهار وإثبات أن كلمة {املثاين} القرآنيّة هي إشارة علمية قرآنية صرحية إىل لغة‬
‫وشفرة عمل احلاسب املثاين‪ ،‬األصفار والواحدات‪ ،‬اليت تدعى أيضاً لغة عمل اآللة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫‪ - 5‬املسامهة يف أحباث وأعمال خدمة القرآن ولغة القرآن‪ ،‬وأمة القرآن‪ ،‬نبغي فيه رضا‬
‫منزل القرآن الكرمي سبحانه وتعاىل‪.‬‬
‫‪ - 6‬توظيف احلاسب وأدواته وعلومه‪ ،‬لكشف حقائق وأسرار جديدة معجزة للنّص‬
‫القرآين‪ ،‬تفتح للعلماء أبوابًا جديدة‪ ،‬وغري معهودة للتّدبّر يف الكتاب اجمليد‪.‬‬
‫‪ - 7‬وضع أسس املرحلة القادمة من أحباث اإلعجاز العلمي والع ّددي يف القرآن الكرمي‪،‬‬
‫الرموز‪ ،‬لكشف املزيد من املعان والفوائد‬
‫وما بعد العددي وهو إعجاز الشِّفرات العددية و ّ‬
‫واللطائف واستخراج اجلديد من احلقائق واألسرار واملعجزات من القرآن الكرمي‪.‬‬
‫‪ - 8‬تأكيد سبق القرآن الكرمي ال ّدائم يف اإلشارة إىل حقائق وعلوم كونيّة‪.‬‬
‫‪ - 9‬تأكيد السبق الدائم لكتاب اهلل سبحانه وتعاىل‪ ،‬يف الكشف للحقائق العلمية‬
‫والقوانني الكونية‪ ،‬فتأيت هذه احلقائق لتطابق ما جاء فيه‪ ،‬فيكون القرآن الكرمي كتاب‬
‫العلم واحلقائق األول‪ ،‬وأن كل ما يف كتاب اهلل املنظور له تبعية لكتاب اهلل املقروء‪.‬‬
‫‪ - 10‬عرض إعجاز القرآن الكرمي بطرق علمية جديدة‪ ،‬وبراهني مادية مقنعة‪.‬‬
‫وح ِفظَه من‬
‫‪ - 11‬إثبات أن القرآن الكرمي كتاب اهلل سبحانه وتعاىل وكالمه أنزله َ‬
‫التّحريف والتّبديل‪.‬‬
‫مثاين القرآن الكرمي إشارة إىل ِشفرة عمل احلاسب املثاين‪ ،‬األصفار والواحدات‬ ‫‪143‬‬

‫‪ - 12‬تقدمي دليل على مواكبة القرآن الكرمي للجديد من العلوم واالكتشافات اإلنسانيّة‪.‬‬
‫‪ - 13‬يهدف البحث إىل فتح باب جديد يف البحث العلمي املتعلق بالقرآن الكرمي‬
‫وعلومه‪.‬‬
‫جديدا‪ ،‬وأسلوبًا ماديًّا علميًّا للدَّعوة إىل اهلل سبحانه‬
‫‪ - 14‬اعتبار البحث ونتائجه سبيالً ً‬
‫وتعاىل‪ ،‬وإىل دينه احلنيف‪ ،‬وهي أهم أهداف البحث‪.‬‬

‫‪ - 4‬منهجيَّة البحث‬
‫العلمي يف البحث من خالل مجع البيانات حول املوضوع‬
‫ّ‬ ‫مت اتباع املنهج االستقرائي‬
‫ٍ‬
‫ومالحظة الظواهر املرتبطة به‪ ،‬لنصل إىل جمموعة من االستنتاجات القائمة على املالحظات‪،‬‬
‫والتقديرات‪ ،‬والتجارب‪.‬‬
‫الرسم العثماين‪ ،‬وبرتتيب اآليات‬ ‫للرسم األول أو ّ‬ ‫مت انتهاج طريقة الع ّد واإلحصاء وفقاً ّ‬
‫الشريف‪ ،‬ومت مراعاة ثوابت العقيدة اإلسالميّة‪ ،‬ومقاصد‬ ‫السور وفق ترتيبها يف املصحف ّ‬ ‫و ّ‬
‫الشريعة‪ ،‬وعدم اإلخالل مبا جاء فيهما‪ ،‬وااللتزام بقواعد اللغة العربيّة‪ ،‬وااللتزام ثوابت علوم‬ ‫ّ‬
‫السنة النّبويّة ومت احلرص على التّدقيق‬
‫ّ‬ ‫من‬ ‫صح‬ ‫وما‬ ‫فسري‪،‬‬ ‫الت‬
‫ّ‬ ‫و‬ ‫أويل‬‫ّ‬‫الت‬ ‫أصول‬‫و‬ ‫الكرمي‪،‬‬ ‫القرآن‬
‫والتحقيق‪ ،‬وااللتزام املوضوعية العلميّة‪ ،‬واملنهجيّة السويّة‪ ،‬ومراعاة األسس والنَّظْم الرياضيّة‬
‫العلميّة‪ ،‬وذكر احلقائق كما هي وبكل أمانة‪ ،‬بعيداً عن التّكلف واملبالغة والتّكرار‪ ،‬وحماولة‬
‫التكيز ما أمكن على اهلدف من البحث‪ ،‬دون ال ّدخول يف تفسري اآليات إال‬ ‫االختصار و ّ‬
‫الضرورة‪.‬‬
‫عند ّ‬

‫‪ - 5‬مق ّدمة‬
‫حد ينتهى إليه‪ ،‬حيث نُِق َل عن التّسرتي (‪ 283‬هـ)‪ ،‬قوله‪:‬‬ ‫ليس للقرآن الكرمي وفهمه ٌّ‬
‫"لو أُعطي العبد بكل ٍ‬
‫حرف من القرآن ألف فه ٍم مل يبلغ هناية ما أودع اهلل سبحانه وتعاىل يف‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬
‫آية من كتابه‪ ،‬ألنّه كالم اهلل سبحانه وتعاىل‪ ،‬وكالمه صفته‪ ،‬وكما أنّه ليس هلل هناية فكذلك‬
‫يفتح اهلل سبحانه وتعاىل على قلبه"(‪ " .)1‬قال‬
‫فهم كلٌّ مبقدار ما ِ‬‫ال هناية لفهم كالمه‪ ،‬وإّنا يَ ُ‬
‫حرف من كتاب اهلل سبحانه وتعاىل كثرياً من الفهم مدخوراً ألهله‬ ‫العلماء‪ :‬إن حتت كل ٍ‬

‫‪ 1‬الزركشي‪ .‬الربهان يف علوم القرآن‪ ،‬باب ‪ ،1‬ج ‪ ،1‬ص ‪.9‬‬


‫‪144‬‬ ‫خالد بكرو‬

‫على مقدار ما قُ ِس َم هلم‪ ،‬وهذا ما أشار إليه العليم سبحانه وتعاىل يف مثل قو َّ‬
‫له‪{:‬ما َّفرطْنَا‬
‫يء}‪ .‬قال ابن مسعود رضي اهلل عنه‪:‬‬ ‫اب ِمن شي ٍء}‪ ،‬ومثل قوله‪{ :‬تِبيٰنا لِّ ُكل ش ٍ‬ ‫ِف الْ ِكتَ ِ‬
‫ًَ ِّ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫" من أراد العلم ف ْليَتَ َّبوأْ من القرآن‪ ،‬فإن فيه علم األولني واآلخرين " ‪ .‬من املمكن ّ‬
‫لكل‬ ‫(‪)2‬‬

‫ختصصه‬ ‫هنة أن يكتشف يف كتاب اهلل سبحانه وتعاىل ما هو ُمتعلق مبجال‬ ‫وم ٍ‬
‫ذي عل ٍم ِ‬
‫ّ‬
‫من النّظريّات والقوانني اليت قد تكون مذكورًة بصورٍة مباشرٍة‪ ،‬أو غري مباشرة‪ ،‬وسعى كثري‬
‫أقر السيوطي ما يُعرف‬ ‫بعض من رموز القرآن العظيم‪ ،‬وقد َّ‬ ‫من الباحثني والعارفني تفسري ٍ‬
‫السلوك‬ ‫ِ‬
‫اإلشاري)‪ ،‬وهو تفسري القرآن الكرمي بغري ظاهره إلشارة خفيّة تظهر ألرباب ّ‬ ‫بـ(التّفسري‬
‫ختصصه وعلمه‪.‬‬
‫كل حسب ّ‬ ‫السلوك هم ٌ‬‫والتّصوف ‪ .‬وأرباب ّ‬
‫(‪)3‬‬

‫‪ - 6‬المبحث األول‪ :‬ما هي المثاني‬


‫‪ 1-6‬المعنى العلمي للثّـنائِيّة (المثاني) {‪}0،1‬‬
‫الرمزان (‪ )0،1‬لل ّداللة على جمموعة خمتلفة من األمور منها‪:‬‬‫استخدم ّ‬
‫الرقم (‪ ،)0‬أصل العدد‬ ‫‪ ‬خواص األعداد‪ :‬الفراغ (الشيء اخلايل) (ال شيء) يدل عليه ّ‬
‫الرقم (‪.)1‬‬
‫ومنشأه هو ّ‬
‫بالرقم (‪.)1‬‬
‫بالرقم (‪ ،)0‬وجود معلومة يرمز له ّ‬ ‫‪ ‬معلوماتيًّا‪ :‬عدم وجود معلومة يرمز له ّ‬
‫‪ ‬كهربائيًّا‪ :‬عدم وجود التّيار يرمز هلذه احلالة ّ‬
‫بالرقم (‪ ،)0‬مرور التّيار يرمز هلذه احلالة‬
‫بالرقم (‪.)1‬‬
‫ّ‬
‫بالرقم (‪ ،)0‬وجود شحنة يرمز هلذه‬ ‫‪ ‬مغناطيسيًّا‪ :‬عدم وجود شحنة يرمز هلذه احلالة ّ‬
‫بالرقم (‪.)1‬‬
‫احلالة ّ‬
‫بالرقم‬
‫يعب عنه ّ‬‫بالرقم (‪ ،)0‬ومفهوم " الوجود" ّ‬ ‫‪ ‬فلسفيًّا‪ :‬مفهوم "العدم ّ‬
‫"يعب عنه ّ‬
‫(‪.)1‬‬
‫بالرقم (‪.)1‬‬
‫يعب عنه ّ‬ ‫بالرقم (‪ ،)0‬وجود شيء ّ‬ ‫‪ ‬منطقيًّا‪ :‬عدم وجود أي شيء ّ‬
‫يعب عنه ّ‬
‫يعب عن هذه‬ ‫بالرقم (‪ ،)0‬وجود اإلشارة ّ‬ ‫‪ ‬شبكيًّا‪ :‬غياب اإلشارة ّ‬
‫يعب عن هذه احلالة ّ‬
‫بالرقم (‪.)1‬‬
‫احلالة ّ‬

‫‪ 2‬ابن كثري‪ .‬تفسري ابن كثري‪ ،‬باب مقدمة ابن كثري‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪.97‬‬
‫‪ 3‬التجييب‪ .‬مقدمة ُمصحف ُمتصر تفسري الطربي‪ ،‬مراجعة مروان سوار‪.‬‬
‫مثاين القرآن الكرمي إشارة إىل ِشفرة عمل احلاسب املثاين‪ ،‬األصفار والواحدات‬ ‫‪145‬‬

‫بالرقم‬
‫يعب عنه ّ‬
‫الصحيح ّ‬
‫السلوك ّ‬
‫بالرقم (‪ّ ،)0‬‬
‫يعب عنه ّ‬ ‫‪ ‬اجتماعيًّا‪ّ :‬‬
‫السلوك اخلاطئ ّ‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ ‬منهجيًّا‪ :‬احلل (اجلواب) خاطئ(‪ ،)0‬أو احلل (اجلواب) صحيح أي (‪.)1‬‬
‫بالرقم‬
‫يعب عنها ّ‬
‫الصحيحة ّ‬ ‫‪ ‬رياضيًّا‪ :‬الفرضيّة اخلاطئة يعرب عنها ّ‬
‫بالرقم (‪ ،)0‬الفرضيّة ّ‬
‫(‪.)1‬‬
‫بالرقم‬
‫يعب عنها ّ‬
‫الصحيحة ّ‬
‫بالرقم (‪ ،)0‬القضيّة ّ‬ ‫‪ ‬جبريًّا‪ :‬القضيّة اخلاطئة ّ‬
‫يعب عنها ّ‬
‫(‪.)1‬‬
‫‪ ‬احتماليًّا‪ :‬احتمال احلدث املستحيل يساوي (‪ ،)0‬احتمال وقوع احلدث األكيد‬
‫يساوي (‪.)1‬‬
‫‪ ‬تشغيليًّا‪ :‬حالة عدم العمل (إيقاف التّشغيل) يعرب عنها ّ‬
‫بالرقم (‪ ،)0‬وحالة العمل‬
‫بالرقم (‪.)1‬‬
‫يعب عنها ّ‬
‫(التّشغيل) ّ‬
‫بالرقم (‪ ،)0‬اإلرادة القويّة والطاقة‬ ‫‪ ‬روحيًّا‪ :‬اإلرادة املعدومة‪ ،‬والطاقة السلبية ّ‬
‫يعب عنها ّ‬
‫بالرقم (‪.)1‬‬
‫اإلجيابيةّ‪ ،‬والبدايات‪ ،‬ورمز الطهارة يرمز له ّ‬
‫بالرقم (‪ ،)0‬وأن اهلل‬ ‫‪ ‬إيمانيًّا‪ :‬ميكن أن ّ‬
‫نعب عن الباطل (وما يدعون من دون اهلل) ّ‬
‫بالرقم (‪.)1‬‬
‫يعب عنه ّ‬
‫سبحانه وتعاىل هو احلق وال ّدعوة إليه هي احلق ّ‬
‫‪ ‬دينيًّا‪ :‬أساس التّوحيد يف الكون هو نفي وإثبات‪ ،‬نفي األلوهيّة عن غري اهلل سبحانه‬
‫وتعاىل أي (‪ { )0‬وما من إله إال اهلل }{ ال إله إالّ اهلل }‪ ،‬وإثبات الوحدانية هلل‬
‫سبحانه وتعاىل أي (‪ { )1‬اهلل إله واحد }{ وإهلكم إله واحد }‪.‬‬

‫‪ 2-6‬المعنى اللغوي لكلمة َمثَاني‪َ ،‬مثنَى‬


‫ض َّم‬ ‫ِ‬
‫َمثَاين مجع َم َثن َم ْف َعل‪ ،‬من التّثنية والتّكرار أو املضاعفات‪ ،‬وثـَّن تـَثْنيَةً‪ :‬إذا فـََع َل ْأمراً ُثَّ َ‬
‫آخَر‪ ،‬وتستخدم لل ّداللة على التّثنية أو االثنان أو الثّنائية وثنَّاه أي جعله اثنني‪ ،‬وجاؤوا‬ ‫إليه َ‬
‫‪146‬‬ ‫خالد بكرو‬

‫مثىن‪ :‬أي اثنني اثنني‪ ،‬ومجع ُم َّثن بضم امليم مفعل من أثىن رباعياًّ (‪.)4‬‬
‫السبئية وهي األقرب إىل الفصحى‪(:‬ث ن ي) (ث ت ي)‪ ،‬ويف‬ ‫اثنان – اثنتان‪ :‬يف ّ‬
‫التّطورات حلّت الياء حمل اهلاء‪ ،‬ومن مث أضيفت األلف إىل بداية الكلمة (ء ث ن ي) ومن‬
‫مث النّون إىل العدد ليصبح (اثنان) أو (اثنني)‪.‬‬

‫‪ 3-6‬نظام الع ّد الثّنائي‬


‫يع ّد نظام العد الثّنائي (‪()Binary Number System‬نفسه نظام الرتميز الثنائي‬
‫يتكون من‬
‫الرقم(‪ ، )2‬إذ ّ‬ ‫(‪ ،)Binary Code System‬أبسط النّظم العدديّة‪ ،‬أساسه ّ‬
‫الرمزين (‪ ،)1،0‬ومها إسقاط مباشر ملفهومي "العدم" و "الوجود" فالعدم يعرب عنه بالعنصر‬ ‫ّ‬
‫"صفر" ‪ ،‬والوجود يعرب عنه بالعنصر "واحد "‪.‬‬
‫باستخدام رموز النظام الثنائي (‪ )1،0‬ميكن متثيل أي عدد من أي نظام عددي‪ ،‬إذ‬
‫يتكرران على شكل سلسلة مبا يتناسب مع العدد املطلوب‪ ،‬وميكن تطبيق قواعد اجلرب البولياين‬‫ّ‬
‫ٍ‬
‫على هذا النظام بشكل مباشر‪ ،‬وبالتّايل تنفيذ كافة العمليات املنطقية الالزمة من أجل تكوين‬
‫الدوائر الرقمية‪.‬‬

‫‪ 4-6‬لغة وشفرة عمل الحاسب (اآللة) الثنائية‬


‫تعتمد لغة وشفرة عمل احلاسب (اآللة) الثنائية نظام العد الثّنائي‪ ،‬إذ تستخدمها األجهزة‬
‫الرقميّة (‪Digital‬‬‫الرقميّة كاحلواسيب وأنظمة االتّصاالت يف ال ّدوائر اإللكرتونيّة ّ‬
‫واألنظمة ّ‬
‫‪ ،)Electronic Circuits‬إذ أن هذه ال ّدوائر عند معاجلة البيانات‪ ،‬وختزينها‪ ،‬ونقلها‪،‬‬
‫وحىت إرساهلا‪ ،‬ال تستطيع أن تفهم إال البيانات الثنائية‪ ،‬أي البيانات اليت تكون على شكل‬
‫سالسل من األصفار والواحدات‪ ،‬وسنستخدم نفس الكلمة القرآنية {املثاين} يف اإلشارة إىل‬
‫شفرة ولغة عمل احلاسب الثنائية‪ ،‬شفرة املثاين‪.‬‬

‫‪ 5-6‬تمثيل البيانات داخل األنظمة الرقمية‬


‫تكتب الربامج احلاسوبية على شكل تعليمات وتراكيب حسابية ومنطقية بإحدى لغات‬
‫‪ 4‬ابن عباد‪ .‬احمليط يف اللغة‪ ،‬باب و‪.‬ا‪.‬ي‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪.420‬‬
‫مثاين القرآن الكرمي إشارة إىل ِشفرة عمل احلاسب املثاين‪ ،‬األصفار والواحدات‬ ‫‪147‬‬

‫الربجمة‪ ،‬إذ جتري ترمجة هذه التعليمات والرتاكيب إىل سالسل من الرموز الرقمية الثنائيّة‬
‫تعب عن شيفرة يفهمها احلاسب تدعى لغة اآللة ‪.Machine Language‬‬ ‫(‪ )0،1‬اليت ّ‬
‫تعد شفرة املثاين أساس الثورة الرقمية بالكامل‪ ،‬وتأيت أمهيتها من كوهنا نظام التشفري‬
‫(الرتميز) املستخدم لتمثيل املعلومات والبيانات ضمن احلواسيب واألنظمة الرقمية‪ ،‬إذ يع ّد‬
‫من أبسط أنواع أنظمة التّشفري‪ ،‬فالعلوم واملعلومات اليوم بأشكاهلا وأنواعها ُتثّل وتُكتب‬
‫وترسل باستخدام الرموز الرقمية الثنائيّة (‪ ،)0،1‬وذلك على شكل‬ ‫وتُعاجل وختُّزن وتُوثّق وتُنشر ُ‬
‫ِشفرات (إشارات)‪ ،‬هذه اإلشارات هي سلسلة من شحنات كهربائيّة متساوية الكميّة‪ ،‬اخلانة‬
‫تسمى بت‪:‬‬‫السلسلة ّ‬ ‫الواحدة يف ّ‬
‫" بت " = ‪ bit‬أو خانة ثنائيّة (‪)bit=binary digit‬‬
‫‪8 Bit = 1 Byte‬‬
‫ختزن اخلانية الثنائية إحدى القيمتني‪ ،‬األوىل حالة وجود شحنة (‪ ،)1‬والثانية حالة عدم‬
‫ّ‬
‫وجود شحنة (‪ ،)0‬لتشكل بيانات مصفوفة من هذه األصفار والواحدات‪ ،‬تتم معاجلتها‬
‫ضمن األنظمة الرقمية‪ ،‬ومن مث يتم حتويل ناتج املعاجلة للشكل الذي نستوعبه‪ ،‬ويتم إظهاره‪.‬‬
‫وجمموعة ‪ 8‬بتات تشكل البايت ‪ Byte‬كما يظهر يف الشكل (‪.)1‬‬

‫الشكل (‪ )1‬البت والبايت‬


‫إذاً‪ :‬يتم متثيل البيانات يف أنظمة املعلومات كاحلواسيب يف صورة سالسل من الشفرات‬
‫الثنائية تتكون كل شفرة من عدد ‪ n‬من البتات‪ ،‬أي شفرة تتكون من ‪ n‬من البتات ميكن أن‬
‫منثل هبا حىت عدد يساوي ‪ 2n‬من العناصر املختلفة أو الشفرات املختلفة‪ ،‬حيث كل شفرة‬
‫ستمثل أحد هذه العناصر (‪.)5‬‬

‫‪ 5‬د‪ .‬خالد بكرو‪ ،‬أساسيات احلوسبة‪ ( ،‬حلب‪ ،‬سوريا‪ ،‬دار شعاع للنشر والعلوم‪ ،)2017 ،‬ص‪.303 :‬‬
‫‪148‬‬ ‫خالد بكرو‬

‫‪ - 7‬المبحث الثاني‪ :‬الشفرة المثاني في القرآن الكريم وإعجاز الشفرات العددية‪.‬‬


‫‪ 1-7‬اعجاز الشفرات العددية‬
‫مع التّطور العلمي الكبري وظهور احلاسب كأداة علميّة حسابيّة دقيقة وسريعة‪ ،‬ويف خضم‬
‫الرقمي وثورة املعلومات واألرقام‪،‬‬
‫الرقميّة‪ ،‬العصر ّ‬
‫التسارع يف تّقنيّات االتّصاالت واألنظمة ّ‬
‫عصر الع ّد واإلحصاء‪ ،‬وألن األرقام هي لغة أهل هذا العصر‪ ،‬وصنعة أهله‪ ،‬ولسان اجليل‬
‫فك شفرات كتب احلياة الشغل الشاغل لباحثيه وعلمائه‪ ،‬فالب ّد أن يظهر‬ ‫وأدواته‪ ،‬وألن ّ‬
‫ِ‬
‫حت ّدي القرآن الكرمي وإعجازه ألهل هذا العصر‪ ،‬بلغتهم وصنعتهم‪ ،‬عصر فك شفرات كتب‬
‫احلياة للمخلوقات‪ ،‬عصر ثورة املعلومات واالتصاالت الرقمية املش ّفرة‪ ،‬إعجازاً يعجز علمهم‬
‫وقدراهتم وأدواهتم والكبري من حاسباهتم‪ ،‬وكما أعجز أهل العصر األول‪ ،‬وسجد هلل سبحانه‬
‫فسيخر ساجدين له يف‬
‫وتعاىل جهابذة أهل البيان وأمراء الفصاحة وسحرة الكالم لبالغته‪ّ ،‬‬
‫هذا العصر أيقونات العلوم‪ ،‬ونوابغ العلماء وصنّاع ذكاء احلواسيب واألرقام إلعجازه وعجبه‬
‫وعظمته‪ .‬إذ نعتقد أن اإلعجاز اجلديد للقرآن الكرمي هو إعجاز الشِّفرات العددية‪.‬‬
‫اعجاز الشفرات العددية هو البحث العلمي يف الرتميزات والشِّفرات املستخرجة من‬
‫املعطيات الرقمية القرآنية‪ ،‬والسعي إلظهار وكشف ما حتمله هذه الشِّفرات من حقائق‬
‫ومعلومات ولطائف وفوائد وأسرار وعجائب وإعجاز‪ ،‬يؤكد حت ّدي القرآن الكرمي ألهل هذا‬
‫العصر بلغتهم وصنعتهم‪ ،‬على أن يأتوا مبثل ما احتوى‪.‬‬
‫الشفرات العددية في القرآن الكريم هي منظومات عددية غاية يف الدقة والتنظيم هلا‬ ‫ِّ‬
‫خصائص وقواعد‪ ،‬ختفي معلومات ما‪ ،‬تُستنبط من خالل ترميز حروف وكلمات القرآن‬
‫الكرمي برتميزات حمددة‪ ،‬هذه املعلومات تؤّكد عدداً من احلقائق اإلميانية والعلمية واألحداث‬
‫التارخيية‪ ،‬وهي إظهار قرآين رباين لروعة وعظمة نظم القرآن الكرمي‪ ،‬وأحد وجوه إعجازه‬
‫البياين‪ ،‬وإن ما تظهره الشفرات العددية من عظمة النظم باعتبارها نظم نتاج نظم‪ ،‬ومبا حتمله‬
‫من املعاين واحلقائق واللطائف والفوائد ومبا ختفي من معلومات وأسرار وعجائب وإعجاز‪،‬‬
‫وبرتكيزها على مقاصد القرآن الكرمي وأركان اإلميان‪ ،‬وبتناغمها املنطقي مع النظام الكلي لآلية‬
‫والسورة والنص القرآين كامالً‪ ،‬فهي ليست أرقام صماء تتساوى أو ختتلف‪ ،‬بل هي وجه من‬
‫وجوه اإلعجاز البياين يف القرآن الكرمي‪ ،‬وأحد معجزات نظمه (‪.)6‬‬

‫‪ 6‬د‪ .‬خالد بكرو‪ ،‬اعجاز الشفرات العددية يف القرآن الكرمي‪.‬‬


‫مثاين القرآن الكرمي إشارة إىل ِشفرة عمل احلاسب املثاين‪ ،‬األصفار والواحدات‬ ‫‪149‬‬

‫‪ 2-7‬ماهي الشفرة المثاني للقرآن الكريم‬


‫كل شيء حوله يسأله‪ ،‬كيف حيمل هذا اهلواء يف الفضاء املعلومات؟‬ ‫إن من يعمل فكره يف ّ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫مكتوبات وحمكيات‪ ،‬صور ثابتة ومتحركات‪ ،‬وينقلها ملسافات هائلة‪ ،‬يأتيه اجلواب بشفرة‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫من‬
‫الرمز ‪ ))1‬الذي حيمل املعلومة فيها‪ ،‬إال تسبيح‬ ‫املثاين‪ ،‬األصفار والواحدات (‪ ،)0،1‬وما ّ‬
‫وتوحيد بطريقته للباري سبحانه وتعاىل‪ ،‬الذي قال‪:‬‬
‫ض َوَمن فِي ِه َّن َوإِن ِّمن َش ْى ٍء إَِّل يُ َسبِّ ُح ِبَ ْم ِد ِه َوٰلَ ِكن‬
‫السْب ُع َو ْال َْر ُ‬
‫ت َّ‬‫الس َٰم َٰو ُ‬
‫﴿ تُ َسبِّ ُح لَهُ َّ‬
‫يح ُه ْم ﴾[اإلسراء‪ ،]44/17 :‬وهي أيضاً تأكيد على مثاين اخللق والوجود‪.‬‬ ‫َّل تَف َق ُهو َن تَ ْسبِ َ‬
‫الشفرة المثاني للقرآن الكريم هي منظومة عددية ناجتة عن تابع تقابل بني البنية الرقمية‬
‫للنص القرآين وبني سلسلة رمزيّة موزونة ذات بنية حم ّددة من األصفار والواحدات (‪،)0،1‬‬
‫قابلة للقراءة والتصنيف والتخزين واالسرتجاع واملعاجلة بسهولة (‪.)7‬‬
‫الشفرة املثاين للكلمة القرآنية‪ ،‬بإجياد الرقم العشري املشفر ثنائياً (‪Binary‬‬‫يتم إجياد ِ‬
‫‪ )Code Decimal‬للبنية الرقمية للكلمة القرآنية (عدد حروف الكلمة هو رقم عشري‬
‫حم ّدد بني ‪. )DSQW)Digital Structure of Qur’anic Word()10 ~ 1‬‬
‫عندما نقوم بصف البىن الرقمية لكلمات اآلية (‪ ،)DSQWs‬جبانب بعضها البعض‪،‬‬
‫حنصل على عدد عشري ندعوه‪ :‬البنية الرقمية لآلية يف القرآن الكرمي ‪Digital Structure‬‬
‫‪.)8( )of Qur’anic Verse (DSQV‬‬
‫تعترب الشفرة املثاين للقرآن الكرمي آخر ما توصل إليه البحث يف علوم القرآن الكرمي‪،‬‬
‫وجديد التدبر يف كلماته‪ ،‬وحلقة تربط إعجازه البياين بإعجازه العددي‪ ،‬فبعد حماوالت عديدة‬
‫عمد فيها الباحثون على ربط القرآن الكرمي ِ‬
‫وشفرة املثاين األصفار والواحدات‪ ،‬اليت تقوم‬ ‫َ‬
‫شت إلظهار ّشفرةٍ‬
‫الرقمني (‪ ،)0،1‬إذ استخدموها بتشكيالت رمزيّة خمتلفة‪ ،‬وبطرق ّ‬ ‫على ّ‬
‫لكلمات وآيات القرآن الكرمي‪.‬‬

‫‪ 7‬د‪ .‬خالد بكرو‪ ،‬الشفرة املثاين للقرآن الكرمي‪.‬‬


‫‪ 8‬د‪ .‬خالد بكرو‪ ،‬البنية الرقمية للكلمة القرآنية‪ ،‬اجمللة الدولية احملكمة للعلوم اهلندسية وتقنية املعلومات‪ ،‬جملد ‪ ،4‬عدد ‪ ،1‬ص ‪.26‬‬
‫‪150‬‬ ‫خالد بكرو‬

‫‪ - 8‬المبحث الثالث‪ :‬المثاني في القرآن الكريم‬


‫‪ 1-8‬الكلمة القرآنيّة والحقيقة التي تحملها‬
‫خياطب اهلل سبحانه وتعاىل خمتلف طبقات البشريّة املصط ّفة خلف العصور خطاباً أزلياً‪،‬‬
‫ويرشدهم مجيعاً ليهديهم‪ُ ،‬مدرجاً يف كتاب اهلدى املنري معاين ع ّدة لتالئم خمتلف األفهام‪،‬‬
‫مسمى ما‪ ،‬تعطي كل جيل يف‬ ‫ٍ‬
‫واضعاً أمارات على إرادته هذه‪ .‬والكلمة القرآنيّة اليت تصف ّ‬
‫املسمى هبذه الكلمة‪ ،‬ومن إعجاز‬ ‫كل زمان ومكان ما يناسب علمه وحضارته عن حقيقة ّ‬
‫هذا الكتاب وإحكامه أن النّصوص القرآنيّة حتمل إشارات ملاهيّات النّواميس اليت تنتظم وفقها‬
‫املسائل احملمولة هبذه النّصوص‪ ،‬إذ توجد عالقة وترابط بني الكلمة القرآنيّة وبني ما تشري إليه‬
‫وتسمي مسألة حم ّددة ومعلومة يف ظاهرها‪ ،‬لكنها حتمل‬ ‫تدل عليه‪ ،‬فتصف الكلمة القرآنيّة ّ‬‫أو ّ‬
‫حقائق كبرية وختتزل يف باطنها قوانني ونواميس هائلة ال يعلم حدودها إال اهلل سبحانه وتعاىل‬
‫‪ ،‬فالقرآن الكرمي هو احمليط باحلقائق وهو منبعها وهو مرجعها وهو مشسها‪.‬‬
‫السياق لل ّداللة على املعىن‪ ،‬ودور يف إبراز اجلانب‬
‫مبا أن للكلمة القرآنيّة دور وضرورة يف ّ‬
‫اللغوي البياين املعجز‪ ،‬ودور عددي يالئم املعىن ويرتبط به‪ ،‬فإن هلا دور علمي يف ال ّداللة على‬
‫سر‬
‫أشياء وحوادث وظواهر علميّة‪ ،‬وتكرارها كان حبكمة وقدر حمدود ومقصود‪ ،‬وهذا التّكرار ٌّ‬
‫الرقمي للنّص القرآين‬
‫يتعلق حبقيقة املسألة اليت تصفها وتسميّها هذه الكلمة‪ ،‬إذ يرتبط البناء ّ‬
‫بالبناء اللغوي‪ ،‬وببناء املعىن وال ّدالالت الذي حيمله هذا النّص‪.‬‬

‫‪ 2-8‬المثاني في القرآن الكريم وأهم ما جاء في تفسيرها‬


‫تكررت يف القرآن الكرمي مثاين‪ ،‬وجاء ذلك يف مثاين من اآليات وهي‬ ‫كلمة{املثاين} ّ‬
‫يم ﴾[احلِجر‪.]87/15 :‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك َسْبعاً ّم َن الْ َمثَان َوالْ ُق ْرآ َن الْ َعظ َ‬ ‫قوله سبحانه وتعاىل‪َ ﴿ :‬ولََق ْد آتينَ َ‬
‫يث كِٰتبا ُّمت ٰشبِها َّمث ِان ت ْقشعُِّر ِمْنه جلُ َّ ِ‬ ‫﴿ اللَّه َّنزَل أَحسن ْ ِ‬
‫ين َيْ َش ْو َن َرهبُ ْم ُثَّ‬
‫ود الذ َ‬ ‫ُ ُ ُ‬ ‫الَد ِ ًَ َ َ ً َ َ َ‬ ‫ْ ََ‬ ‫ُ‬
‫ضلِ ِل اللَّهُ فَ َما‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ٰ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ِ‬
‫ود ُ ْ َ ُ ْ ٰ‬
‫إ‬ ‫م‬ ‫وهب‬‫ل‬ ‫ق‬‫و‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ِ‬
‫ي‬ ‫ن‬ ‫م‬‫و‬ ‫اء‬
‫َ َ َ ُ ََ ُ ْ‬ ‫ش‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫د‬ ‫يه‬
‫ْ‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ى‬ ‫د‬ ‫ه‬
‫َ َ َُ‬‫ك‬ ‫ل‬ ‫ذ‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ر‬ ‫ك‬
‫ْ‬ ‫ذ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ني ُجلُ ُ‬
‫تَل ُ‬
‫﴾[الزمر‪.]23/39 :‬‬ ‫ِ ٍ‬
‫لَهُ م ْن َهاد ّ‬
‫أهم ما جاء عن املثاين مثاين من األحاديث‪:‬‬
‫* األول‪« :‬عن أيب سعيد بن املعلى قال‪ :‬قال يل رسول يل رسول اهلل صلى اهلل عليه‬
‫ني ِه َي َّ‬
‫السْب ُع الْ َمثَ ِان‬ ‫الم ُد لِلَّ ِه ر ِّ ِ‬
‫ب الْ َعالَم َ‬‫َ‬ ‫وسلم‪ :‬أال أعلّمك أعظم سورة يف القرآن‪ْ َْ ،‬‬
‫مثاين القرآن الكرمي إشارة إىل ِشفرة عمل احلاسب املثاين‪ ،‬األصفار والواحدات‬ ‫‪151‬‬

‫يم الَّ ِذي أُوتِيتُهُ» (‪.)9‬‬ ‫ِ‬


‫َوالْ ُق ْرآ ُن الْ َعظ ُ‬
‫* الثّاين حديث أبو هريرة عن اإلسراء‪ " :‬أنه فيما أخرب اهلل سبحانه وتعاىل رسوله صلى‬
‫اهلل عليه وسلم‪ :‬وأعطيتك سبعاً من املثاين مل يعطها نيب قبلك‪.)10(...،‬‬
‫يثن‬
‫اختلف يف تفسري املثّاين ومما جاء فيه أنه يصح أن يقال للقرآن الكرمي مثاين ملا ّ‬
‫ويتجدد حاالً فحاال من فوائده‪:‬‬
‫الزخمشري (ت ‪ 538‬هـ)‪ :‬جيوز أن تكون كتب اهلل سبحانه وتعاىل كلها مثاين‪،‬‬ ‫| قال ّ‬
‫املكررة‪ ،‬ويكون القرآن الكرمي بعضها (‪.)11‬‬
‫ألهنا تُثين عليه‪ ،‬وملا فيها من املواعظ ّ‬
‫مفصالً‬
‫| قال البقاعي (ت ‪ 885‬هـ)‪ “ :‬اعلم أن القرآن الكرمي منزل مثاين‪ ،‬وملّا كان ّ‬
‫تثن فيه‬
‫إىل سور وآيات ومجل‪ ،‬وصفه باجلّمع يف قوله‪{ :‬مثاين}‪ ،‬مجع مثىن أي ّ‬
‫القصص واملواعظ واألحكام واحلِكم‪ ،‬خمتلفة البيان يف وجوه من احلُكم‪ ،‬متفاوتة الطّرق‬
‫يف وضوح ال ّدالالت (‪.)12‬‬
‫| قال حقي (ت ‪ 1127‬هـ) ‪ " :‬القرآن كتاب متشابه يف الّلفظ مثاين يف املعىن من‬
‫وجهني‪ ،‬أحدمها أن لكل لفظ منه معاين خمتلفة بعضها يتعلق بلغة العرب وبعضها‬
‫يتعلق بإشارات احلق" (‪.)13‬‬
‫| جاء يف كتاب ابن كثري (ت ‪ 774‬هـ)‪ “ :‬فهو مثاين من وجه ومتشابه من وجه‪ ،‬قال‬
‫جماهد‪ :‬يعين القرآن كله متشابه مثاين‪ ،‬وقال قتادة‪ :‬اآلية تشبه اآلية‪ ،‬واحلرف يشبه‬
‫الضحاك‪ :‬مثاين ترديد القول ليفهموا عن رهبم سبحانه وتعاىل‪ ،‬وزاد‬
‫احلرف‪ ،‬وقال ّ‬
‫السورة األخرى آية تشبهها‪ ،‬وقال‬
‫السورة فيها آية ويف ّ‬
‫احلسن رضي اهلل عنه‪ ،‬تكون ّ‬
‫ويرد بعضه على بعض‪،‬‬
‫ابن عباس رضي اهلل عنه‪ :‬القرآن الكرمي يشبه بعضه بعضاً ّ‬

‫ابن كثري‪ .‬تفسري القرآن العظيم‪ ،‬باب ‪ ،87‬ج ‪ ،4‬ص ‪ .547‬ويف صحيح البخاري برقم(‪.)4703‬‬ ‫‪ 9‬‬
‫ابن كثري‪ .‬تفسري القرآن العظيم‪ ،‬باب ‪ ،1‬ج ‪ ،5‬ص ‪.37‬‬ ‫‪1 0‬‬
‫أبو حيان‪ .‬تفسري البحر احمليط باب ‪ ،85‬ج ‪ ،7‬ص ‪.207‬‬ ‫‪ 11‬‬
‫البقاعي‪ .‬نظم الدرر يف تناسب اآليات والسور‪ ،‬باب ‪ ،20‬ج ‪ ،7‬ص ‪.245‬‬ ‫‪ 12‬‬
‫حقي‪ .‬روح البيان يف تفسري القرآن‪ ،‬تفسري حقي‪ ،‬باب ‪ ،12‬ج ‪ ،23‬ص ‪.266-267‬‬ ‫‪ 13‬‬
‫‪152‬‬ ‫خالد بكرو‬

‫ويروى عن ابن عيينة قوله‪ :‬سياقات القرآن الكرمي تارًة تكون يف معىن واحد فهذان من‬
‫الشيء وض ّده كذكر املؤمنني مث الكافرين‪ ،‬وكصفة اجلنّة مث‬
‫املتشابه‪ ،‬وتارًة تكون بذكر ّ‬
‫صفة النّار‪ ،‬وما أشبه هذا‪ ،‬فهذا من املثاين‪ ،‬أي الكالم يف شيئني متقابلني"(‪.)14‬‬
‫واختالف التّفسري والتّأويل للقرآن الكرمي ألن له مثاين من األعماق‪:‬‬
‫‪ -1‬العمق الظاهر الذي تدركه املخلوقات‪.‬‬
‫‪ -2‬عمق التّأويل الذي ال يعلمه إالّ اهلل سبحانه وتعاىل القائل‪َ ﴿ :‬و َما ْيعلَ ُم تَأْ ِويلَهُ إَِّل‬
‫اللَّهُ ﴾ [آل عمران‪.]7/3 :‬‬
‫‪ 3-8‬اآليات في القرآن الكريم مثاني من األنواع‬
‫ت ُه َّن أ ُُّم الْ ِكٰتَ ِ‬ ‫ك الْ ِكٰتَ ِ‬ ‫ِ‬
‫ب َو‬ ‫ٰت ُّْم َك َٰم ٌ‬
‫ب مْنهُ ءَايَ ٌ‬‫َ‬ ‫وتعاىل‪﴿:‬ه َو الَّذى أ َ‬
‫َنزَل َعلَْي َ‬ ‫ُ‬ ‫قال سبحانه‬
‫ت﴾ [آل عمران‪.]7/3 :‬‬ ‫ُخ ُر ُمتَ َٰشبِ َٰه ٌ‬
‫أَ‬
‫إن اآليات يف القرآن الكرمي نوعان كما تشري اآلية السابقة‪ ،‬حمكمات‪ ،‬ومتشاهبات‪ ،‬وهلذه‬
‫ت كم تشري اآليات الكرمية التالية‪،‬‬ ‫ت و ُّمبيـِّٰنَ ٍ‬ ‫اآليات مثاين من الصفات يف القرآن الكرمي‪ ،‬بيـِّٰنَ ٍ‬
‫َن اللَّهَ يـَْه ِدى َمن يُِر ُ‬
‫يد ﴾ [احلج‪:‬‬ ‫ت َو أ َّ‬ ‫ٰت بيـِّٰنَ ٍ‬ ‫ك أَنزلْٰنَه ءاي ٍ‬ ‫ِٰ‬
‫قال سبحانه وتعاىل‪َ ﴿ :‬و َك َذل َ َ ُ َ َ‬
‫‪.]16/22‬‬
‫ت َو اللَّهُ يـَْه ِدى َمن يَ َشاءُ إِ َ ٰل ِص َٰر ٍط ُّم ْستَ ِقي ٍم ﴾ [النور‪.]46/24 :‬‬ ‫ٰت ُّمبيـِّٰنَ ٍ‬
‫﴿ لََّق ْد أَنزلْنَا ءاي ٍ‬
‫َ ََ‬
‫ولقد اختار سبحانه وتعاىل لبنائها مثاين من األوصاف‪ ،‬وله سبحانه وتعاىل مثاين من‬
‫الصفات عند احلديث عنها كما تشري اآلية الكرمية‪ ،‬قال سبحانه وتعاىل‪:‬‬
‫ت ِم ْن لَ ُد ْن َح ِك ٍيم َخبِي ٍر ﴾ [هود‪.]1/11 :‬‬ ‫ت آيَاتُهُ ُثَّ فُ ِّ‬
‫صلَ ْ‬ ‫ُح ِك َم ْ‬‫اب أ ْ‬
‫ِ‬
‫﴿ الر كتَ ٌ‬

‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اك َس ْبعاً ّم َن ال َْمثَاني َوالْ ُق ْرآ َن ال َْعظ َ‬
‫يم﴾‬ ‫المثاني﴿ولََق ْد آتـَيـْنَ َ‬
‫َ‬ ‫السبع‬
‫‪ 4-8‬الفاتحة وآية ّ‬
‫ّأم الكتاب وفاحتة الكتاب‪ ،‬أعظم سورة يف القرآن العظيم‪ ،‬ومفتاح اإلعجاز فيه‪ ،‬هي‬
‫وض َعها العليم احلكيم سبحانه وتعاىل يف مقدمة كتابه لِعِظَم‬
‫السبع املثاين‪ ،‬آياهتا سبعة ‪َ ،7‬‬
‫ّ‬
‫السورة الوحيدة اليت مسَّاها برقم‪ ،‬وقد تكون إشارة إىل أن إعجاز القرآن الكرمي‬
‫ّ‬ ‫فهي‬ ‫شأهنا‪،‬‬

‫‪ 14‬ابن كثري‪ .‬تفسري القرآن العظيم‪ ،‬باب ‪ ،23‬ج ‪ ،7‬ص ‪.94‬‬


‫مثاين القرآن الكرمي إشارة إىل ِشفرة عمل احلاسب املثاين‪ ،‬األصفار والواحدات‬ ‫‪153‬‬

‫الرقم سبعة‪ ،‬وإشارة إىل ّأنا حتتوي األنظمة العدديّة‪ ،‬ومنها نظام العد الثّنائي‪،‬‬ ‫يقوم على ّ‬
‫السبعة واملثاين‪.‬‬ ‫ِ‬
‫أو شفرة املثاين‪ ،‬وإشارة إىل أن هناك عالقة بني ّ‬
‫كرر وتُثىن يف الصالة‬ ‫مسّيت املثاين ألهنا جتمع بني نعتني مها‪ :‬التّثنية‪ ،‬والثّناء‪ ،‬والتّثنية ألهنا تُ ّ‬
‫َّب صلى اهلل عليه‬ ‫ال النِ ُّ‬‫وغريها‪ ،‬والثّناء ملا فيها من احلمد والثّناء على اهلل سبحانه وتعاىل‪ “ .‬قَ َ‬
‫ِ‬ ‫آن َوِه َي َّ‬ ‫وسلم‪َ :‬ما أَنـَْزَل اللَّهُ ِف التـَّْوَر ِاة َوَل ِف ِْ‬
‫ال ِْن ِيل ِمثْل أ ُِّم الْ ُقر ِ‬
‫السْب ُع الْ َمثَ ِان َوه َي َم ْق ُس َ‬
‫ومةٌ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫السبع املثاين مقسومة مثاين‪ .‬ومن إعجاز كتاب‬ ‫ي َعْبدي َول َعْبدي َما َسأ ََل" ‪ .‬أي ّ‬ ‫بـَْي ِن َوبـَْ َ‬
‫(‪)15‬‬

‫اهلل سبحانه وتعاىل وإحكامه وجود عالقة وترابط بني عدد كلمات اآلية وبني ما تشري إليه أو‬
‫السبع املثاين جند أن‪:‬‬ ‫تدل عليه‪ ،‬وبالعودة إىل آية ّ‬
‫عدد حروف كلمة{المثاني} ‪ 7‬سبعة‪:‬‬
‫* وعدد كلمات اآلية ‪ 7‬سبعة‪ ،‬فتكون ‪ 7‬سبعة مثناة‪.‬‬
‫* وعدد آيات سورة الفاحتة ‪ 7‬سبعة‪ ،‬فتكون ‪ 7‬سبعة مثناة أخرى‪.‬‬
‫* وعدد حروف كلمة{القرءان} ‪ 7‬سبعة‪ ،‬فتكون ‪ 7‬سبعة مثناة أخرى‪.‬‬
‫السورة سبعة‪ ،‬فتكون ‪ 7‬سبعة مثناة أخرى‪.‬‬
‫* وعدد أمساء اهلل سبحانه وتعاىل املذكورة يف ّ‬
‫* وعدد حروف األلف فيها ‪ 7‬سبعة‪ ،‬فتكون ‪ 7‬سبعة مثناة أخرى‪.‬‬
‫* وعدد الواحدات يف شفرهتا املثاين ‪ 7‬سبعة فتكون ‪ 7‬سبعة مثناة أخرى (‪.)16‬‬

‫السبع المثاني والمثاني‬


‫‪ 5-8‬سورة ّ‬
‫السبع املثاين على مثاين من األمور وهي (‪:)17‬‬
‫حتتوي ّ‬
‫| مثاين أنواع التّوحيد‪ ،‬التّوحيد العلمي (يف العلم واالعتقاد)‪ ،‬التّوحيد القصدي اإلرادي (يف‬
‫القصد واإلرادة‪.‬‬
‫| مثاين أركان التّوحيد لإلله الواحد سبحانه وتعاىل‪ ،‬توحيد األلوهيّة‪ ،‬وتوحيد الربوبيّة‪.‬‬

‫التمذي‪ .‬سنن الرتمذي‪ ،‬حديث رقم ‪ ،3050‬باب‪ :‬ومن سورة احلجر‪ ،‬ج ‪ ،10‬ص ‪.397‬‬ ‫‪ّ 1 5‬‬
‫‪ 16‬د‪ .‬خالد بكرو‪ ،‬الشفرة املثاين للقرآن الكرمي‪.‬‬
‫‪ 17‬ابن قيم اجلوزية‪ .‬مدارج السالكني بني منازل إياك نعبد وإياك نستعني‪ ،‬مقتطفات من اجلزء األول‪.‬‬
‫‪154‬‬ ‫خالد بكرو‬

‫| ثاين من األحكام للقرآن الكرمي‪ ،‬األحكام النظريّة‪ ،‬واألحكام العمليّة (‪.)18‬‬


‫الرحيم‪.‬‬ ‫| مثاين من صفات اهلل سبحانه وتعاىل يف اآلية األوىل(البسملة)‪ّ ،‬‬
‫الرمحن ّ‬
‫| مثاين أنواع التّوسل إىل اهلل سبحانه وتعاىل‪ ،‬التّوسل إليه بأمسائه وصفاته‪ ،‬والتّوسل إليه‬
‫بعبوديته‪.‬‬
‫| مثاين من األصول تقوم عليها حقيقة إيّاك نعبد وإيّاك نستعني‪ ،‬التّوكل واالستعانة‪.‬‬
‫| مثاين من ّ‬
‫الشفاء‪ ،‬شفاء للقلوب وشفاء لألبدان‪.‬‬
‫| مثاين من ّ‬
‫الشفاء للقلب‪ ،‬إيّاك نعبد تدفع الريّاء‪ ،‬وإّياك نستعني تدفع الكرب‪.‬‬
‫| مثاين أسس وأركان اإلميان‪ ،‬التّوحيد والعبودية‪ ،‬ومدارمها على إيّاك نعبد وإيّاك نستعني‪،‬‬
‫ومها مثاين من الكلمات مقسومتان بني العبد وربّه‪.‬‬
‫الصراط املستقيم‪ ،‬صراط الذين أنعمت عليهم‪.‬‬‫للصراط‪ّ ،‬‬
‫الصفات ّ‬‫| مثاين من ّ‬
‫| العبوديّة جتمع مثاين من األصول‪ :‬غاية احلب‪ ،‬بغاية ال ّذل واخلضوع‪.‬‬
‫| االستعانة جتمع مثاين من األصول‪ :‬الثّقة باهلل‪ ،‬واالعتماد عليه‪.‬‬
‫| إليّاك نعبد مثاين من املراتب العلميّة‪ ،‬األوىل العلم باهلل‪ ،‬والثّانية العلم بدينه‪ ،‬كل منها ّ‬
‫تتفرع‬
‫ملثاين من املراتب العمليّة‪:‬‬
‫‪ ‬مرتبة ألصحاب اليمني‪.‬‬
‫املقربني‪.‬‬
‫للسابقني ّ‬
‫‪ ‬مرتبة ّ‬

‫‪ - 9‬المبحث الثالث‪ :‬مثاني القرآن الكريم هي إشارة إلى ِشفرة المثاني األصفار‬
‫والواحدات‬
‫تساعد املعطيات العلميّة احلديثة وتقنيّاهتا‪ ،‬واملعارف اجلديدة وأدواهتا على فهم بعض‬
‫اآليات القرآنيّة اليت كانت بال تفسري صحيح حىت اآلن‪ ،‬فمع الفتح البشري الذي وصل إليه‬
‫اإلنسان باستخدام ِشفرة املثاين‪ ،‬األصفار والواحدات‪ ،‬هذه الشِّفرة إحدى معجزات القدرة‬
‫اللدن‪ ،‬حيث ميكن أل ٍي أن يعمل فكره يف كل شيء حوله يسأله‪ ،‬كيف‬ ‫اإلهليّة والعلم ّ‬
‫السيوطي‪ .‬أسرار ترتيب القرآن الكرمي‪ ،‬ص ‪.2‬‬
‫‪ّ 18‬‬
‫مثاين القرآن الكرمي إشارة إىل ِشفرة عمل احلاسب املثاين‪ ،‬األصفار والواحدات‬ ‫‪155‬‬

‫حيمل هذا اهلواء والفضاء املعلومات من مكتوبات وحمكيات‪ ،‬صور ثابتة ومتحركات‪ ،‬وينقلها‬
‫بشفرة املثاين‪ ،‬األصفار والواحدات‪ ،‬والواحد الذي حيمل‬ ‫ملسافات هائلة‪ ،‬يأتيه اجلواب ِ‬
‫املعلومة فيها‪ ،‬توحيد للباري سبحانه وتعاىل بكلمات فيقول‪ {:‬ال إله إال أنت سبحانك }‪،‬‬
‫أحطت بكل شيء علما‪ ،‬فلهذه الكلمات مثاين من الطّاقات‪ ،‬فلها قوة وقدرة على نشر عني‬
‫الريبة أو املرض‪ ،‬وهي برها ٌن جديد أنه كتاب اهلل‬ ‫اليقني يف كل من يف عقله أو قلبه بعض ّ‬
‫سبحانه وتعاىل‪ ،‬ورسالته إىل البشر مجيعاً‪.‬‬
‫سبق القرآن الكرمي العلم احلديث ومكتشفاته‪ ،‬باإلشارات القرآنيّة العلميّة ال ّدقيقة إىل‬
‫بعض العلوم الكونيّة‪ ،‬فالتّعابري القرآنيّة دقيقة جداً بكلماهتا اليت تأيت دائماً مناسبة ومتالئمة‬
‫مع احلقائق العلمية والنظريات احلديثة‪ ،‬وال تعارض بينهما‪ ،‬بل توافق متاماً ما يكتشفه العلم‬
‫حديثاً‪ ،‬وقد أشار القرآن الكرمي إىل هذه النّاحية من نواحي اإلعجاز القرآين بقوله سبحانه‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الَ ُّق ﴾ [فصلت‪:‬‬ ‫وتعاىل‪َ ﴿ :‬سنُ ِري ِه ْم آيَاتنَا ِف اآلفَاق َوِف أَن ُفس ِه ْم َح َّت َّ َ‬
‫يتبي َلُ ْم أَنَّهُ ْ‬
‫‪.]53/41‬‬
‫بعد دراسة للكلمات القرآنيّة ذات املعىن القريب علميًّا من املعىن الذي حتمله‬
‫كلمة{املثاين}‪ ،‬وجدنا مثاين من الكلمات وكل منهما ذكرت يف القرآن الكرمي مثاين‪ ،‬ومها‪:‬‬
‫‪ ‬كلمة {معلومت}‪.‬‬
‫‪ ‬كلمة {مرقوم}‪.‬‬
‫ونعتقد أيضاً أهنا إشارة قرآنية علميّة إعجازيّة لتعلق الكلمات القرآنيّة باملعىن احلامل هلا‬
‫وباحلقيقة العلميّة الكونيّة‪.‬‬
‫إذاً‪ :‬ألمهيّة ِشفرة املثاين كلغة عمل للحاسب ومرادفاته من األنظمة واآلالت احلديثة‪،‬‬
‫البد أن تكون مذكورًة أو مشاراً إليها يف كتاب اهلل سبحانه وتعاىل‪ ،‬فبعد أن عرضنا معىن‬
‫كلمة{املثاين}‪ ،‬وما جاء يف تفسريها‪ ،‬نالحظ أهنا ذكرت يف القرآن الكرمي مثاين‪ ،‬وجاء ذلك‬
‫الصرحية إىل ِشفرة عمل احلاسب‬ ‫يف مثاين من اآليات‪ ،‬لذلك اعتربناها اإلشارة العلميّة القرآنيّة ّ‬
‫املثاين‪ ،‬األصفار والواحدات‪ ،‬وسنطلق عليها نفس التّسمية القرآنيّة‪ِ ،‬شفرة املثاين‪.‬‬
‫‪156‬‬ ‫خالد بكرو‬

‫‪ - 10‬لماذا المثاني‪ ،‬ولغة المثاني‬


‫قال النّورسي (ت ‪ 1379‬هـ)‪ " :‬إن لكل شيء جهتني‪:‬‬
‫| جهة ُملكية هي قد تكون حسنة‪ ،‬وقد تكون قبيحة تتوارد عليها األشكال كظهر‬
‫املرآة‪.‬‬
‫| جهة ملكوتية تنظر إىل اخلالق " (‪.)19‬‬
‫من اجلهة اليت تنظر إىل اخلالق سوف حناول أن نعقل حقيقة املثاين‪ ،‬وملاذا املثاين‪.‬‬
‫ون ﴾[الذارايات‪:‬‬ ‫النْس إَِّل لِيـعب ُد ِ‬
‫ِ‬ ‫قال اهلل سبحانه وتعاىل‪ ﴿ :‬و ما خلَ ْقت ِْ‬
‫َْ ُ‬ ‫ال َّن َو ْ َ‬ ‫َ َ َ ُ‬
‫‪.]56/51‬‬
‫أي أن املقصود من إجياد اخللق العبادة‪ ،‬وأصل العبادة هو التوحيد‪ ،‬وأساس التّوحيد‬
‫يف الكون يتطلب من العبد مثاين من اإلقرار‪ ،‬النفي واإلثبات‪ ،‬نفي األلوهيّة عن غري اهلل‬
‫سبحانه وتعاىل‪ ،‬وإثبات الوحدانية هلل‪ ،‬وألجل هذا اإلقرار املثاين صاغ حقيقة التوحيد الكربى‬
‫والشهادة العظمى مثاين‪ ،‬وشهد عليها بنفسه‪ ،‬وأشهد عليها مالئكته وأولوا العلم الذين‬
‫اختصهم‪ ،‬فكان كل شيء يف الوجود مثىن وكان اخللق مثاين‪ ،‬فصار كل شيء يذكره مثاين‬ ‫ّ‬
‫يسبّح حبمده ويق ّدس له(سبّوح ق ّدوس)‪.‬‬
‫إذاً حقيقة العبودية اخلالصة والتوحيد املطلق مؤلفة من مثاين من احلقائق‪ ،‬يبحث عنها‬
‫العقل ليعقلها يف مثاين كتب اهلل سبحانه وتعاىل‪ ،‬الكتاب املنشور (الكون)‪ ،‬والكتاب املقروء‬
‫(القرآن الكرمي)‪.‬‬

‫‪ - 11‬المثاني من الحقائق التي تقوم عليها حقيقة مثاني الخلق والوجود‬


‫أصل احلقيقة يف الوجود وأصل العلم يف الكون‪ ،‬هو احلقيقة املطلقة اخلالدة‪ ،‬والعلم‬
‫بالواحد األحد‪ ،‬حقيقة وجود اإلله الواحد (‪ ،)1‬ومن هذه احلقيقة تتّفرع كل احلقائق والعلوم‪،‬‬
‫ِ ِ‬ ‫ِٰ َِّ َّ‬
‫اعلَ ْم أَنَّهُ َل إلَهَ إل اللهُ ﴾[حممد‪ِ﴿ .]19/49 :‬إنـَُّه ْم َكانُوا إ َذا ق َ‬
‫يل‬ ‫قال سبحانه وتعاىل‪ ﴿ :‬فَ ْ‬
‫ٰ‬
‫[الصافّات‪.]19/49 :‬‬ ‫َلُ ْم َل إِلَهَ إَِّل اللَّهُ يَ ْستَكِْبُو َن﴾ ّ‬
‫جاء ذكرها يف القرآن الكرمي مثاين لتشري إلينا إىل أن حقيقة مثاين اخللق مبخلوقاته وكائناته‪،‬‬

‫‪ 19‬سعيد النّورسي‪ .‬كليّات رسائل النّور‪ ،‬إشارات اإلعجاز يف مظان اإلجياز‪ ،‬ص ‪.78‬‬
‫مثاين القرآن الكرمي إشارة إىل ِشفرة عمل احلاسب املثاين‪ ،‬األصفار والواحدات‬ ‫‪157‬‬

‫ومكوناته تقوم على مثاين من احلقائق {توحيد اإلله‪ ،‬وإفراده بالعبوديّة}‪،‬‬ ‫والوجود مبوجوداته ّ‬
‫ومها مثاين أسس أركان اإلميان باهلل‪ ،‬التّوحيد والعبوديّة‪:‬‬
‫الص َم ُد‪َ ﴿ ،‬وَما ِم ْن إِٰلٍَه إَِّل‬ ‫ِ‬
‫‪/‬الحقيقة األولى‪ :‬حقيقة اإلله الْ َواح ُد ْال َ‬
‫َح ُد األَوح ْد‪ ،‬الْ َف ْرُد َّ‬
‫ٰ‬ ‫ٰ ِ‬ ‫إِ ٰلَهٌ و ِ‬
‫﴿إنَا ُه َو إِلَهٌ َوٰح ٌد ﴾ [األنعام‪ ﴿ ،]19/6 :‬إَِّنَا اللَّهُ إِلَهٌ‬ ‫ٰح ٌد ﴾ [املائدة‪َّ .]73/5 :‬‬ ‫َ‬
‫ٰح ٌد ﴾ [النساء‪.]171/4 :‬‬ ‫وِ‬
‫َ‬
‫وهذه الحقيقة مرّكبة من مثاني من الحقائق‪:‬‬
‫| األوىل‪ :‬حقيقة التّنزيه ونفي الشريك والصاحبة والولد واملكافئ والند (ال إله) (نفي ورمزه ‪.)0‬‬
‫| الثّانية‪ :‬حقيقة التوحيد وإثبات األلوهية والربوبية هلل‪ ،‬أي وجود اإلله الواحد األوحد وهو‬
‫اهلل سبحانه وتعاىل‪( ،‬إال اهلل)(اثبات ورمزه ‪.)1‬‬
‫أي حقيقة‪ :‬ال إله إال اهلل‬
‫(‪ 0‬نفي ‪1‬إثبات)‬ ‫ ‬
‫ٰح ٌد َّل إِ ٰلَهَ إَِّل ُه َو َّ‬
‫الر ْح َٰم ُن‬ ‫‪/‬الحقيقة الثّانية‪ :‬حقيقة املعبود الواحد‪ ﴿ ،‬وإِ ٰلَه ُكم إِ ٰلَهٌ و ِ‬
‫َ ُ ْ َ‬
‫يم ﴾[البقرة‪ ،]163/2 :‬املتفرد بالعبوديّة‪ ،‬وإن من شيء إىل يسبّح حبمده‪ ،‬حيث أمرنا‬ ‫َّ ِ‬
‫الرح ُ‬
‫بالعبوديّة له‪ ﴿ :‬ا ْعبُ ُدوا اللَّهَ َما لَ ُكم ِّم ْن إِ ٰلَ ٍه غَ ُيرهُ ﴾‪[ ،‬األعراف‪َ ﴿ ]73/7 :‬ل إِٰلَهَ إَِّل أَ َنا‬
‫ون ﴾ [األنبياء‪.]25/21 :‬‬ ‫فَا ْعب ُد ِ‬
‫ُ‬
‫وهذه الحقيقة مرّكبة من مثاني من الحقائق‪:‬‬
‫| األوىل‪ :‬حقيقة نفي العبادة عن كل شيء (ال نعبد) (نفي ورمزه ‪.)0‬‬
‫| الثانية‪ :‬حقيقة إثبات العبادة وإفرادها هلل (إال إياه) (اثبات ورمزه ‪.)1‬‬
‫أي حقيقة‪ :‬ال نعبد إال إياّه‬
‫(‪ 0‬نفي ‪ 1‬إثبات)‬ ‫ ‬
‫ومها مثاين رموز ِشفرة املثاين‪ ،‬ولغة عمل احلاسب‪ ،‬لغة اإلميان وأجبدية التّوحيد لكل أشياء‬
‫عامي يقول‪ :‬ال‬
‫العوامل‪ ،‬ولكل أدوات وتقنيات العلوم‪ .‬لذلك التّوحيد هو مثاين‪ " :‬توحيد ّ‬
‫شريك له‪ ،‬وما يف الكون ليس لغريه‪ ،‬وتوحيد حقيقي يقول‪ " :‬هو اهلل وحده‪ ،‬له امللك‪ ،‬وله‬
‫الكون‪ ،‬وله كل شيء‪ ،‬ال إله إال هو "‪.‬لتكتمل حقيقة اإلميان اخلالص والتّوحيد املطلق‪ :‬ال‬
‫إله إال اهلل وال نعبد إال إيّاه‪.‬‬
‫‪158‬‬ ‫خالد بكرو‬

‫‪ - 12‬خالق كل شيء في الكون والوجود من مخلوقات وموجودات‪ ،‬مثاني‬


‫احلمد هلل رب العلمني على نعمه املثاين‪ ،‬ظاهرةً وباطنة‪ ،‬الذي أنزل الكتاب املثاين بشرياً‬
‫ونذيراً للعاملني‪ ،‬قرآناً وفرقاناً‪ ،‬على البشري النذير صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬ومساه رمحة للعاملني‪،‬‬
‫ليكون هدى ًورمحةً للمؤمنني‪ ،‬وجعله نوراً وذكراً للعاملني‪ ،‬لريشدهم ويهديهم إىل معرفة العزيز‬
‫العليم سبحانه وتعاىل‪ ،‬خالق كل شيء على شكل أزواج ومثاين‪ ،‬وكل ما يف الوجود خلقه‬
‫شيء يف هذا الكون‪ ،‬فال يفلت منه أي‬ ‫وعبيده يدخلون يف قانون الزوجية‪ ،‬الذي حيتوي كل ٍ‬
‫َّ‬ ‫ّ‬
‫من خملوقاته على اإلطالق‪.‬‬
‫ي لَ َعلَّ ُك ْم تَ َذ َّكُرو َن ﴾[الذاريات‪:‬‬ ‫قال اهلل سبحانه وتعاىل‪ ﴿ :‬وِمن ُك ِّل َشى ٍء َخلَ ْقنَا َزْو َج ْ ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫‪َ ﴿.]49/51‬و َخلَ ْقٰنَ ُك ْم أ َْزَٰو ًجا ﴾[النبأ‪ُ ﴿ .]8/78 :‬سْب َٰح َن الَّ ِذى َخلَ َق ْال َْزَٰو َج ُكلَّ َها ِمَّا‬
‫ض َوِم ْن أَن ُف ِس ِه ْم َوِمَّا َل يـَْعلَ ُمو َن ﴾[يس‪َ ﴿ .]36/36 :‬والَّ ِذى َخلَ َق ْال َْزَٰو َج ُكلَّ َها‬ ‫ت ْال َْر ُ‬‫تُنبِ ُ‬
‫ك َو ْالَنـْ َٰع ِم َما تـَْرَكبُو َن ﴾[الزخرف‪.]12/43 :‬‬ ‫وجعل لَ ُكم ِّمن الْ ُف ْل ِ‬
‫َ‬ ‫َ ََ َ‬
‫إن خلالق العوامل سبحانه وتعاىل يف الكون مثاين‪ ،‬عامل اخللق وعامل األمر‪ ،‬مثاين من‬
‫املتلوة إىل التّفكر يف آياته املشهودة‪" ،‬وما يف‬ ‫وحيضهم بآياته ّ‬ ‫اآليات‪ ،‬حيث يدعو عباده ّ‬
‫السماوات إقامته ففي األرض صورته‪ ،‬فكان الوجود مثنّياًكما كان القرآن الكرمي مثاين إمجاالً‬ ‫ّ‬
‫وتفصيالً يف القرآن ومداداً وصوراً يف الكون"(‪.)20‬‬
‫فرب كل شيء‪َ ،‬خلَ َق من كل شيء يف‬ ‫إذاً‪ :‬نصل إىل تأكيد حقيقة مثاين اخللق والوجود‪ُّ ،‬‬
‫اجملرات مثاين‪ ،‬فهو اإلله الواحد‪،‬‬ ‫الكون والوجود‪ ،‬من خملوقات وموجودات من ال ّذرات إىل ّ‬
‫املتفرد بالعبادة املستحق هلا‪ ،‬ال إله إال هو‪.‬‬ ‫وهو اإلله ّ‬

‫‪ - 13‬أُن ِزل مع ّ‬
‫الرسل مثاني األشياء‬
‫أنزل احلق سبحانه وتعاىل مع رسله مثاين من األشياء ّتوضحها لنا مثاين اآليات‪ ،‬قال‬
‫ب َوال ِْم َيزا َن ﴾[احلديد‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫سبحانه وتعاىل‪ ﴿ :‬لََق ْد أ َْر َس ْلنَا ُر ُسلَنَا بِالْبـَيـِّٰنَت َوأ َ‬
‫َنزلْنَا َم َع ُه ُم الْك ٰتَ َ‬
‫ْح ِّق َوال ِْم َيزا َن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫﴾[الشورى‪.]17/42 :‬‬ ‫ّ‬ ‫ب بِال َ‬ ‫َنزَل الْكٰتَ َ‬ ‫‪ ﴿ .]25/57‬اللَّهُ الَّذى أ َ‬
‫الضابط للمقادير بالعدل‪ ،‬فمن فزع إىل الكتاب يف املعاين‬
‫الكتاب اآلمر بالعدل وامليزان ّ‬
‫وإىل امليزان يف األعيان فبىن أمره على حتقق العدل فيهما فاز هبما‪.‬‬

‫السور‪ ،‬باب ‪ ،255‬ج ‪ ،1‬ص ‪.411‬‬


‫‪ 20‬البقاعي‪ .‬نظم ال ّدرر يف تناسب اآليات و ّ‬
‫مثاين القرآن الكرمي إشارة إىل ِشفرة عمل احلاسب املثاين‪ ،‬األصفار والواحدات‬ ‫‪159‬‬

‫‪ - 14‬مجموعة من اللطائف عن المثاني في القرآن الكريم‬


‫‪--1‬مادة (ثىن)‪ ،‬وهي ال ّدالة على التّثنية وردت يف ‪ 28‬آية‪ ،‬بعدد حروف لغة القرآن الكرمي‪.‬‬
‫مفصل بعلم سبحانه وتعاىل اهلل مثاين‪ ،‬هدى ورمحة‪ ،‬قال سبحانه وتعاىل‪﴿ :‬‬ ‫‪--2‬القرآن الكرمي ّ‬
‫ص ْلٰنَهُ َعلَ ٰى ِع ْل ٍم ُه ًدى َو َر ْحَةً لَِّق ْوٍم ْيؤِمنُو َن ﴾ [األعراف‪.]52/7 :‬‬ ‫ولََق ْد ِج ٰئنَ ُهم بِ ِكٰتَ ٍ‬
‫ب فَ َّ‬ ‫َ‬
‫‪--3‬اآلية اليت يتحدث فيها عن وحدانيته سبحانه وتعاىل‪ ،‬أمر فيها مبثاين من األوامر‪ ،‬عبادته‬
‫وإقامة الصالة ذكراً له‪ ،‬اآلية قوله سبحانه وتعاىل‪ ﴿ :‬إِن َِّن أَنَا اللَّهُ ال إِلَهَ إِالَّ أَنَا فَا ْعبُ ْدنِي‬
‫لصالةَ لِ ِذ ْك ِري ﴾ [طه‪.]14/20 ،‬‬ ‫َوأَقِ ْم َّ‬
‫السمو ِ‬
‫ض َو‬ ‫ات َواأل َْر ِ‬ ‫‪--4‬آيات أويل األلباب مثاين‪ ،‬قال سبحانه وتعاىل‪ ﴿ :‬إِ َّن ِف َخل ِْق َّ َ َ‬
‫ُول األَلْب ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ َّ‬
‫اب ﴾ [آل عمران‪.]190/3 ،‬‬ ‫ا ْختالف الل ْي ِل َوالنـََّها ِر آليَات أل ِ َ‬
‫‪--5‬آيات اإلراءة اليت وعد سبحانه وتعاىل اهلل أنه سريي املعجزات للنّاس فيها حىت يتبيّنلهم‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫﴿سنُ ِري ِه ْم ءَايَٰتنَا ِف ْال َءافَاق َوفى أَن ُفس ِه ْم َح َّ ٰت َّ َ‬
‫يتبي‬ ‫احلق مثاين‪ ،‬قال سبحانه وتعاىل‪َ :‬‬
‫الَ ُّق﴾ [فصلت‪.]53/41 :‬‬ ‫َلُ ْم نَّهَُ ْ‬
‫‪--6‬وصف سبحانه وتعاىل كتابه مبثاين من الصفات بقوله سبحانه وتعاىل‪ ﴿ :‬إِ ْن ُه َو إَِّل ِذ ْك ٌر‬
‫ني ﴾ [يس‪.]69/36 :‬‬ ‫قرَءا ٌن ُّمبِ ٌ‬
‫َو ْ‬
‫‪--7‬القرآن الكرمي للمؤمنني له مثاين من األهداف‪ ،‬ولغري املؤمنني له مثاين من األهداف‪،‬قال‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ين َل ْيؤمنُو َن ِف ءَا َذان ْم َو ٌ‬
‫قر‬ ‫ين ءَ َامنُوا ُه ًدى َو ش َفاءٌ َو الذ َ‬ ‫سبحانه وتعاىل‪ُ ﴿ :‬ه َو للَّذ َ‬
‫َو ُه َو ل َْيَِه ْم َع ًمى ﴾ [فصلت‪.]44/41 :‬‬
‫الصدق والعدل‪ ،‬كما تشري اآلية‬ ‫‪--8‬متام كلمة اهلل سبحانه وتعاىل يف مثاين من األشياء مها ّ‬
‫ِّل لِ َكلِ َٰمتِ ِه َو‬
‫ص ْدقًا َو َع ْد ًل َّل ُمبَد َ‬ ‫ك ِ‬ ‫ت َربِّ َ‬
‫الكرمية‪ ،‬قال سبحانه وتعاىل‪ ﴿ :‬و َتَّ ِ‬
‫ت َكل َم ُ‬‫َ ْ‬
‫يم ﴾ [األنعام‪.]115/6 :‬‬ ‫الس ِم ِ‬
‫يع الْ َعل ُ‬‫ُه َو َّ ُ‬
‫‪--9‬للقرآن الكرمي يف اللوح احملفوظ مثاين من الصفات‪ ،‬كما تشري اآلية الكرمية‪ ،‬قال سبحانه‬
‫يم ﴾ [الزخرف‪ ،]4/43 :‬ويف األرض‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وتعاىل‪ ﴿:‬وإِنَّهُ ِف أ ُِّم الْ ِكٰتَ ِ‬
‫ب لَ َدينَا ل ََعل ٌّى َحك ٌ‬ ‫َ‬
‫الصفات﴿بَ ِش ًيرا َو نَ ِذ ًيرا﴾‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫من‬ ‫مثاين‬ ‫يف‬ ‫عليه‪،‬‬ ‫نزل‬ ‫من‬ ‫مع‬ ‫صفاته‬ ‫تتشابه‬
‫‪--10‬طلب اهلل سبحانه وتعاىل تدبّر القرآن الكرمي يف مثاين من اآليات وهي قوله سبحانه‬
‫اختِ ٰلَ ًفا َكثِ ًريا ﴾‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫وتعاىل‪ ﴿:‬أَفَ َل يتَ َد ُبرو َن الْ ُق ْرءَا َن َولَ ْو َكا َن م ْن عند َغ ِْي اللَّه لََو َج ُدوا فيه ْ‬
‫وب أَق َفا ُلَا﴾ [حممد‪.]24/7 :‬‬ ‫[النساء‪ ،]82/4:‬أَفَ َل يتَ َدبرو َن الْ ُقرءا َن أ َْم َعلَ ٰى قلُ ٍ‬
‫َْ‬ ‫ُ‬
‫‪160‬‬ ‫خالد بكرو‬

‫‪--11‬عملية اخللق مثاين‪ ،‬تسوية ونفخ‪ ،‬كما تشري اآلية الكرمية‪ ،‬قال سبحانه وتعاىل‪ ﴿ :‬فَِإ َذا‬
‫ِِ‬ ‫س َّويتُهُ و ن َف ْخ ُ ِ ِ ِ ِ‬
‫ين ﴾[ص‪.]72 /38 :‬‬ ‫ت فيه م ْن ُروحي ف َقعُوا لَهُ َساجد َ‬ ‫َ َ‬
‫السور يف القرآن الكرمي اليت عدد آياهتا سبعة هي مثاين(الفاحتة‪ ،‬املاعون)‪.‬‬ ‫‪ّ --12‬‬
‫السور يف القرآن الكرمي اليت عدد آياهتا من مضاعفات السبعة ‪ 14‬سورة‪ ،‬أي سبعة‬ ‫‪ّ --13‬‬
‫مثنّاة‪.‬‬
‫السور يف القرآن الكرمي اليت افتتحت باحلروف املميزة عدا املكرر ‪ 14‬سورة‪ ،‬أي سبعة‬
‫‪ّ --14‬‬
‫مثنّاة‪.‬‬
‫السور يف القرآن الكرمي اليت بدأت بالثّناء على اهلل سبحانه وتعاىل‪ 14 ،‬سورة‪ ،‬أي‬ ‫‪ّ --15‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫سبعة مثنّاة‪ ،‬سبعة إِثـْبَ ٌ‬
‫ات لص َفات الْ َم ْد ِح(تبارك‪ ،‬احلمد هلل‪ ،)...،‬وسبعة نـَْف ٌي َوتـَْن ِزيهٌ‬
‫ِم ْن صفات النقص(سبحان‪ ،‬سبح‪ ،‬يسبح‪.)...‬‬
‫املكرر‪ 14 ،‬حرف‪ ،‬أي سبعة مثنّاة‪.‬‬
‫‪--16‬عدد حروف االفتتاحيات املميزة عدا ّ‬
‫للصعق واملوت‪ ،‬والثّاين من أجل‬
‫الصور ثنائي األمر‪ ،‬لغرض ثنائي‪ ،‬األول ّ‬
‫‪ --17‬النّفخ يف ّ‬
‫اإلحياء والبعث‪.‬‬
‫‪--18‬ظهور هذا اإلعجاز يف القرآن الكرمي بعد ‪ 14‬قرناً من نزول القرآن الكرمي‪ ،‬أي سبعة مثناة‪.‬‬
‫‪--19‬كما ورد عن النّيب‪ ،‬لكل آية‪ :‬ظهر وبطن‪ ،‬ولكل حرف حد ومطلع (‪.)21‬‬

‫مالحظة‪:‬‬
‫‪--1‬عند إحصاء حروف وكلمات القرآن الكرمي‪ ،‬نلتزم طريقة الع ّد واإلحصاء اعتماداً على‬
‫الرسم العثماين‪ ‬برواية حفص عن‬ ‫للرسم األول أو ّ‬ ‫الرسم وليس اللفظ‪ ،‬وذلك وفقاً ّ‬ ‫ّ‬
‫عاصم‪ ،‬وباعتبار حرف الواو كلمة‪ ،‬باستخدام برنامج الشِّفرة املثاين للقرآن الكرمي ‪،‬‬
‫(‪)22‬‬

‫الشريف باملدينة‬
‫جملمع امللك فهد لطباعة املصحف ّ‬ ‫الذي يعتمد املصحف اإللكرتوين ّ‬
‫املنورة‪ ، www.qurancomplex.org ،‬والذي يستخدم نفس معطيات‬ ‫ّ‬
‫برنامج إحصاء القرآن الكرمي (‪.)23‬‬

‫الزركشي‪ .‬الربهان يف علوم القرآن‪ ،‬باب ‪ ،2‬ج ‪ ،2‬ص ‪.169‬‬ ‫‪ّ 2 1‬‬
‫‪ 22‬د‪ .‬خالد بكرو‪ .‬برنامج الشِّفرة املثاين للقرآن الكرمي‪.‬‬
‫الرسم األول‪ ،‬اإلصدار ‪.3.5‬‬
‫‪ 23‬املهندس عبد ال ّدائم كحيل‪ .‬برنامج إحصاء القرآن الكرمي حسب ّ‬
‫مثاين القرآن الكرمي إشارة إىل ِشفرة عمل احلاسب املثاين‪ ،‬األصفار والواحدات‬ ‫‪161‬‬

‫‪--2‬إن من عظمة القرآن الكرمي‪ ،‬أنه متعدد وجوه اإلعجاز مع كل رواية وكل رسم من رسوم‬
‫من رسوم املصحف الشريف‪ ،‬ويستوعبها مجيعها من دون استثناء وعلى مستوى واحد‬
‫من الدقة واإلتقان‪ ،‬واعجازه هو مع مثاين رمسيه‪ ،‬ومها الرسم األول (العثماين) وهو‬
‫خص اهلل سبحانه وتعاىل هبا كتابه العزيز دون‬‫رسم توقيفي كتب على هيئته ألسرار ّ‬
‫سائر الكتب السماوية‪ ،‬والرسم اإلمالئي احلديث‪ .‬لكن يؤكد العلماء على عدم اخلروج‬
‫على الرسم العثماين‪ ،‬إذ نقل‪ ‬السيوطي‪ ‬يف االتقان عن اإلمام‪ ‬أمحد‪ ‬أنه قال‪ :‬حيرم خمالفة‬
‫مصحف اإلمام يف واو أو ياء أو ألف أو غري ذلك (‪.)24‬‬

‫‪ - 15‬النتائج والخالصة‬
‫القرآن الكرمي املعجزة الكربى اخلالدة ال ّدائمة املتج ّددة‪ ،‬وعلومه ختاطب كل جيل‪ ،‬ومعارفه‬
‫تصلح لكل العصور‪ ،‬وآن األوان يف هذا العصر عصر العلم واملعرفة‪ ،‬عصر ثورة املعلومات‬
‫الرقميّة‪ ،‬أن نفهم كثرياً من اإلشارات العلمية الواردة يف القرآن الكرمي‪،‬‬ ‫واألرقام والتّقنيّات ّ‬
‫وهي ال بد أهنا تتوافق مع املعطيات العلميّة احلديثة‪ ،‬ألن األمر اإلهلي بتدبّر القرآن الكرمي‬
‫خياطب كل األجيال مبختلف مستوياهتم العلمية والفكرية‪ ،‬وإن اإلشارة القرآنية للغة ِ‬
‫وشفرة‬ ‫ّ‬
‫علمي‪ ،‬فهذه الشفرة هي لغة اإلعجاز اجلديد‬ ‫نقل املعلومة الكونيّة‪ ،‬هو سبق قرآين وإعجاز ّ‬
‫لكتاب اهلل سبحانه وتعاىل بلغة القرن الواحد والعشرين‪ ،‬لغة نظام عمل أنظمته وتقنيّاته‪ ،‬لغة‬
‫وأجبديّة توحيد كل تقنيّات العلم وأدواته‪.‬‬
‫من خالل ما سبق وجدنا جمموعة من النتائج أمجلناها فيما يلي‪:‬‬
‫ ألمهيّة ِشفرة ولغة عمل احلاسب املثاين‪ ،‬اليت تعتمد على نظام العد الثّنائي‪ ،‬واليت نعتربها‬
‫اللدن‪ ،‬فالبد أن تكون مذكورًة أو مشاراً إليها‬ ‫إحدى معجزات القدرة اإلهلية والعلم ّ‬
‫يف كتاب اهلل سبحانه وتعاىل‪ ،‬والبد أن حيتوي كتاب اهلل سبحانه وتعاىل إعجازاً يتعلق‬
‫ِ‬
‫بالشفرات العددية‪.‬‬
‫الشفرة املثاين‪ ،‬األصفار‬ ‫ مت اعتبار كلمة{املثاين} اإلشارة العلمية القرآنية الصرحية إىل ِ‬
‫ّ ّ‬ ‫ّ‬
‫والواحدات‪ ،‬اليت تعد شفرة ولغة عمل احلاسب‪.‬‬
‫وردت كلمة{املثاين} يف القرآن الكرمي مثاين‪ ،‬وذلك يف مثاين من اآليات‪.‬‬ ‫ ‬
‫بعد دراسة للكلمات القرآنيّة ذات املعىن القريب علمياًّ من املعىن الذي حتمله‬ ‫ ‬
‫‪ 24‬عبد الرمحن السيوطي‪ ،‬اإلتقان يف علوم القرآن‪.)443/2( ،‬‬
‫‪162‬‬ ‫خالد بكرو‬

‫كلمة{املثاين}‪ ،‬وجدنا أن كلمة{معلومت}‪ ،‬وكلمة{مرقوم} كل منهما ذكرت يف‬


‫القرآن الكرمي مثاين‪ ،‬وهي إشارة قرآنية علميّة إعجازيّة لتعلق الكلمات القرآنيّة باملعىن‬
‫احلامل هلا وباحلقيقة العلميّة الكونيّة‪.‬‬
‫علمي‬ ‫ِ‬
‫اإلشارة القرآنيّة لشفرة ولغة نقل وحفظ املعلومة الكونيّة‪ ،‬هو سبق قرآين وإعجاز ّ‬ ‫ ‬
‫للرصيد اإلعجازي هلذا الكتاب اجمليد‪.‬‬ ‫يضاف ّ‬
‫مبا أن العليم احلكيم سبحانه وتعاىل نظّم كتابه مع نظام الع ّد العشري‪ ،‬وكان هناك عدد‬ ‫ ‬
‫ال حيصى من اإلعجاز فيه‪ ،‬نعتقد أنه أيضاً نظّم حروف كتابه مبا يتوافق علمياً وإميانياً‬
‫وإعجازياً مع نظام العد الثّنائي‪ ،‬وستظهر الكثري من احلقائق‪ ،‬وسنجد كبريا من اإلعجاز‬
‫فيها‪.‬‬
‫نعتقد أن لغة وشفرة املثاين ستكون لغة اإلعجاز اجلديد يف كتاب اهلل‪ ،‬إعجاز الشفرات‬ ‫ ‬
‫العددية‪ ،‬اإلعجاز ما بعد العددي يف كتاب اهلل‪.‬‬
‫وتدل عليه بطريقتها‬
‫تعرف اخلالق ّ‬ ‫ِ‬
‫نعتقد أن شفرة احلاسب املثاين هذه‪ ،‬ورموز هذه اللغة‪ّ ،‬‬ ‫ ‬
‫توحد‬
‫اخلاصة‪ ،‬فهي لغة توحيد وتسبيح لألشياء واألدوات واآلالت يف هذا الكون‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫خالقها وتسبّح بارئها‪.‬‬
‫الرمز (‪ )1‬الذي حتتويه هذه الشِّفرة إال إشارة إىل وحدانيّة اخلالق سبحانه وتعاىل‪،‬‬ ‫ما ّ‬ ‫ ‬
‫يسخرها إلثبات وحدانيته‪ ،‬وما‬
‫ّ‬ ‫وواحداً من جنده الكثرية واليت ال يعلمها إال هو‪ ،‬اليت‬
‫رموزها (‪ )0،1‬إال إشارة إىل النّفي واإلثبات‪ ،‬أي حقيقة {ال إله إال اهلل}‪ ،‬وتأكيد على‬
‫حقيقة مثاين اخللق والوجود‪.‬‬
‫قد يثبت العلم قريباً أ ّن هذه اللغة هي لغة كتب احلياة‪ ،‬إذ قد تكون ِشفرة اجلينوم البشري‬ ‫ ‬
‫مكتوبة هبا‪ ،‬وقد أوجدنا أن لكلمات وآيات القرآن الكرمي ِشفرات هبذه اللغة‪ ،‬تؤّكد‬
‫حفظه‪ ،‬وتثبت مصدره‪ ،‬وتص ّدق مبلّغه صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬وتنشر أنوارها على العامل‪،‬‬
‫وشفرة الكتاب املرقوم‪.‬‬‫وقد يثبت الحقاً أهنا ِشفرة أوامر السماء‪ِ ،‬‬
‫ّ‬

‫‪ - 16‬الخاتمة‬
‫ويعرف اخلالق‬
‫اللهدوما‪ّ ،‬‬
‫ً‬ ‫" إن كل علم من العلوم اليت تقرؤوهنا يبحث عن سبحانه وتعاىل‬
‫املدرسني " (‪.)25‬‬
‫الكرمي بلغته اخلاصة‪ ،‬فاصغوا إىل تلك العلوم دون ّ‬

‫عرفنا خبالقنا‪ ،‬ص ‪.173‬‬


‫‪ 25‬سعيد النّورسي‪ .‬كليّات رسائل النّور‪ ،‬الكلمات‪ ،‬الكلمة الثالثة عشر‪ّ ،‬‬
‫مثاين القرآن الكرمي إشارة إىل ِشفرة عمل احلاسب املثاين‪ ،‬األصفار والواحدات‬ ‫‪163‬‬

‫بعد هذا القول لإلمام النّورسي‪ ،‬وبعد كل ما سردنا أعتقد أن البداهة والبالدة ستجرب‬
‫على اإلقرار بواحدنية اهلل سبحانه وتعاىل‪ ،‬وإعجاز كالمه يف كتابه‪ ،‬فهذا هو شأن كتابه‪،‬‬
‫مكان وزمان‪ ،‬موسوعةً ربانية جامعة سابقة ملدارك البشر وجتارهبم‪،‬‬ ‫املعجزة اخلالدة يف كل ٍ‬
‫ات طويلة ومتواصلة من التّجارب واألحباث‪،‬‬ ‫وإن ما يلهث البشر وراء معرفته عرب ٍ‬
‫عقود وسنو ٍ‬
‫كلمات من آياته‪ ،‬ال ميكن أن ينسجها سوى خالق األكوان‬ ‫ٍ‬ ‫جيدون حقيقته ُمملةً يف بضعة‬
‫سبحانه وتعاىل‪.‬‬
‫وشفرة نقل وحفظ املعلومة الكونيّة‪ ،‬هو سبق قرآين وإعجاز‬ ‫إن اإلشارة القرآنية للغة ِ‬
‫ّ‬
‫علمي‪ ،‬فهذه الشفرة هي لغة اإلعجاز اجلديد لكتاب اهلل سبحانه وتعاىل بلغة القرن الواحد‬ ‫ّ‬
‫والعشرين‪ ،‬لغة نظام عمل أنظمته وتقنيّاته‪ ،‬لغة وأجبديّة توحيد كل تقنيّات العلم وأدواته‪.‬‬

‫‪ - 17‬المراجع‬
‫الرسم العثماين‪.‬‬‫القرآن الكرمي‪ ،‬مصحف املدينة النّبويّة‪ ،‬حسب ّ‬ ‫‪) 1‬‬
‫برنامج الشِّفرة املثاين للقرآن الكرمي‪ .‬موقع الشِّفرة املثاين للقرآن الكرمي‪ ،‬الدكتور املهندس خالد‬ ‫‪ )2‬‬
‫بكرو‪/http://www.BinaryQuranCode.blogspot.com.tr.‬‬
‫‪ )3‬برنامج إحصاء القرآن الكرمي حسب الرسم األول‪ ،‬اإلصدار ‪ ،2017 ،3.5‬موقع أسرار اإلعجاز‬
‫العلمي‪ ،‬املهندس عبد ال ّدائم الكحيل‪/http://www.kaheel7.com/ar .‬‬
‫‪ )4‬أبو حيان‪ ،‬حممد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان أثري الدين األندلسي‪ ،‬البحر احمليط يف‬
‫التفسري‪ ،‬حتقيق‪ :‬صدقي حممد مجيل‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ 1420 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ )5‬ابن عبّاد‪ ،‬الصاحب إمساعيل بن عباد‪ ،‬احمليط يف اللغة‪ ،‬حتقيق‪ :‬الشيخ حممد حسن آل ياسني‪،‬‬
‫مطبعة املعارف بغداد‪ ،‬العراق‪.‬‬
‫‪ )6‬ابن قيّم اجلوزيّة‪ ،‬حممد بن أيب بكر ال ّدمشقي‪ ،‬مدارج السالكني بني منازل إياك نعبد وإياك نستعني‪،‬‬
‫حتقيق‪ :‬رضوان رضوان‪ ،‬مؤسسة املختار‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪2001 ،‬م‪.‬‬
‫‪ )7‬ابن كثري‪ ،‬إمساعيل بن عمر ال ّدمشقي‪ ،‬تفسري القرآن العظيم‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪1401 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ )8‬إمساعيل حقي بن مصطفى اإلستانبويل‪ ،‬روح البيان يف تفسري القرآن‪ .‬دار الفكر‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫‪ )9‬البقاعي‪ ،‬برهان الدين إبراهيم البقاعي‪ ،‬نظم الدرر يف تناسب اآليات والسور‪ ،‬حتقيق‪ :‬عبد الرزاق‬
‫غالب املهدي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪1995 ،‬م‪.‬‬
‫‪ ) 10‬التجييب‪ ،‬حممد بن صمادح‪ ،‬خمتصر من تفسري الطربي‪ ،‬مراجعة مروان سوار‪ ،‬دار الفجر اإلسالمي‪،‬‬
‫دمشق‪ ،‬سوريا‪ ،‬ط ‪ 1413 ،6‬هـ‪1993 /‬م ‪.‬‬
‫السيوطي‪ ،‬أسرار ترتيب القرآن الكرمي‪ ،‬دار‬
‫السيوطي‪ ،‬عبد الرمحن بن أيب بكر‪ ،‬جالل الدين ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪ )11‬‬
‫الفضيلة للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪2002 ،‬م‪.‬‬
‫التمذي‪ ،‬حممد بن عيسى الرتمذي السلمي‪ ،‬سنن الرتمذي‪ ،‬دار الفكر بريوت‪ ،‬لبنان‪1995 ،‬م‪.‬‬ ‫‪ّ )12‬‬
‫‪164‬‬ ‫خالد بكرو‬

‫الزركشي‪ ،‬الربهان يف علوم القرآن‪ ،‬تصحيح‬ ‫الزركشي‪ ،‬بدر الدين حممد بن عبد اهلل بن هبادر ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪ )13‬‬
‫وتعليق‪ :‬حممد رشيد رضا‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪1988 ،‬م‪.‬‬
‫بكرو‪ ،‬خالد‪ ،‬أساسيات احلوسبة‪ ،‬دار شعاع للنشر والعلوم‪ ،‬الرقم الدويل‬ ‫‪ )14‬‬
‫‪ ،‬ط‪ ،1‬حلب سوريا‪.2017 ،‬‬
‫بكرو‪ ،‬خالد‪ ،‬البنية الرقمية للكلمة القرآنية‪ ،‬اجمللة الدولية احملكمة للعلوم اهلندسية وتقنية املعلومات‪،‬‬ ‫‪ )15‬‬
‫جملد ‪ ،4‬عدد ‪ ،1‬رقم مرجعي ع‪ .‬ت‪ ،03 .‬ديسمرب ‪.2017‬‬
‫بكرو‪ ،‬خالد‪ ،‬الشفرة املثاين للقرآن الكرمي‪ ،‬قيد النشر‪.‬‬ ‫‪) 16‬‬
‫بكرو‪ ،‬خالد‪ ،‬إعجاز الشفرات العددية يف القرآن الكرمي‪ ،‬قيد النشر‪.‬‬ ‫‪ )17‬‬
‫سعيد النّورسي‪ ،‬كلياّت رسائل النّور‪ ،‬إشارات اإلعجاز يف مظان اإلجياز‪ ،‬حتقيق‪ :‬إحسان قاسم‬ ‫‪ )18‬‬
‫الصاحلي‪ ،‬مطبعة اخللود‪ ،‬بغداد‪ ،‬العراق‪1409،‬هـ ‪1989‬م‪.‬‬
‫سعيد النّورسي‪ ،‬كلياّت رسائل النّور‪ ،‬املكتوبات‪ ،‬سعيد‪ ،‬ترمجة‪ :‬إحسان قاسم الصاحلي‪ ،‬دار‬ ‫‪ )19‬‬
‫سوزلر للنشر‪ ،‬مصر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط ‪1960 ،2‬م‪.‬‬
‫تطور تفسري حقي‪ ،‬جامعة بغداد‪ ،‬بيت احلكمة‪ ،‬العراق‪1989 ،‬م‪.‬‬ ‫حمسن عبد احلميد‪ّ ،‬‬ ‫‪ )20‬‬

You might also like