Professional Documents
Culture Documents
العقد يف اللغة الشدة ،1و الربط ،2وامجلع ،3والتوثيق ،4والعهد ،5والضامن ،6ولكها معاين متقاربة تدل عىل
الشد ،وشدة الوثوق ،و يدل بعضها عىل املعىن احليس ،كعقد احلبل ،7وبعضها عىل املعىن املعنوي ،كعقد
البيع والعهد.8
اثنيا :العقد اصطالحا
-1العقد يف الفقه االإساليم:
والعقد يف اصطالح الفقهاء يطلق عىل معنيني:
أ – املعىن العام للعقد:
ويراد به لك عهد والزتام ألزم به االإنسان نفسه ،و هذا الالزتام قد يكون يف مقابل الزتام أخر اكلبيع
واالإجارة وغريهام من العقود اليت تنشأ إبرادة طرفني ،أو بغري مقابل فيكون إبرادة منفردة اكلوقف ،والنذر
وحنوهام.
وذلا جند املفرسين والفقهاء املتقدمني اإذا أطلقوا العقد فاإمنا يردون به املعىن العام للعقد.
- 1معجم مقاييس اللغة ،ابن فارس ،ج 6ص .23والقاموس المحيط ،الفيروزآبادي ،ص .323
- 2تهذيب األسماء واللغات ،محي الدين ابن شرف النووي ،دار الكتب العلمية -بيروت ،ج 3ص .228ولسان العرب،
محمد ابن مكرم ابن علي جمال الدين ابن منظور ،دار صادرـ بيروت ،الطبعة الثالثة 1414هـ ،ج 3ص .296
-3مفردات ألفاظ القرآن ،الراغب األصفهاني ،تحقيق محمد حسن إسماعيل ،دار الكتب العلمية 1421هـ2000 ،م،
ص .353و المنثور في القواعد ،الزركشي ،ج 2ص .397
-4معجم مقاييس اللغة ،ابن فارس ،ج ص .86والمصباح المنير ،الفيومي ،ص .160القاموس المحيط ،الفيروزآبادي،
ص .383
- 5الصحاح ،الجوهري ،ج 2ص .510لسان العرب ،ابن منظور ،ج 3ص .297
- 6القاموس المحيط ،الفيروزآبادي ،ص .383
- 7الصحاح ،الجوهري ،ج 2ص .510المصباح المنير ،الفيومي ،ص .160
- 8مفردات ألفاظ القرآن ،األصفهاني ،ص .353
1
قال أبو بكر بن العريب " : 1ربط العقد اترة يكون مع هللا ،واترة يكون مع الديم ،واترة يكون بلقول،
واترة يكون بلفعل".2
وأطلق االإمام الشافعي 3العقد عىل النذر.4
وقال االإمام أمحد :5العقود يه العهود لكها.6
وهذه النصوص املذكورة تدل عىل أن العقد يشمل ما صدر من إارادة واحدة أومن إارادتني.
وأضاف أبو بكر اجلصاص 7اإىل ذكل ،الرشط املضاف اإىل املس تقبل فقال" :العقد ما يعقده العاقد عىل أمر
يفعهل هو ،أو يعقد عىل غريه فعهل عىل وجه اإلزامه اإايه ،ولك رشط رشطه اإنسان عىل نفسه يف يشء يفعهل
يف املس تقبل فهو عقد".8
-1هو أبوبكر محمد بن عبد هللا بن محمد المعروف بابن العربي اإلشبيلي ،ولد سنة 468هـ ،وتوفي سنة 543هـ،
ومنصرفه من مراكش ،وحمل إلى فاس ودفن بباب المحروق ،وقبره معروف متبرك به .شجرة النورالزكية في طبقات
المالكية ،محمد بن محمد بن عمر ابن علي ابن سالم مخلوف ،دار الكتب العلمية – لبنان ،الطبعة األولى 2003م،
ج 1ص.136
-2أحكام القرءان ،أبو بكر بن العربي ،تحقيق محمد عبد القادر عطا ،دار الكتب العلمية – 2003م ،ج 2ص .526
-3هو محمد ين إدريس بن عباس بن عثمان بن شافع ،من بني المطلب من قريش ،ولد سنة 150هـ ،أحد أئمة المذاهب
األربعة ،وإليه ينتسب الشافعية ،جمع إلى علم الفقه القراءات وعلم األصول والحديث واللغة والشعر ،كان شديد الذكاء،
نشر مذهبه بالحجاز والعراق ،ثم انتقل إلى مصرسنة 199هـ ،ونشر بها مذهبه أيضا ،وبها توفي سنة 204هـ .من
تصانيفه "األم" في الفقه ،و"الرسالة" في أصول الفقه ،و"أحكام القرآن" و"اختالف الحديث" وغيرها .األعالم ،الزركلي،
ج 1ص ، 329وتذكرة الحفاظ شمس الدين أبو عبد هللا محمد بن أحمد بن عثمان بن َقايْماز الذهبي توفي سنة 748هـ ،دار
الكتب العلمية -بيروت -لبنان ،الطبعة األولى 1419هـ1998 ،م ،ج 1ص .329وطبقات الحنابلة ،أبو الحسين ابن أبي
يعلى ،محمد بن محمد توفي سنة 526هـ ،تحقيق محمد حامد الفقي ،دار المعرفة – بيروت ،ج 1ص ،284-280وتاريخ
بغداد ،أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي الخطيب البغدادي نوفي سنة 463هـ ،تحقيق بشارعواد معروف،
دار الغرب اإلسالمي – بيروت ،الطبعة األولى1422 ،هـ 2002 -م ،ج 2ص.103-56
-4أحكام القرآن ،محمد ابن إدريس الشافعي ،دار إحياء العلوم ـ بيروت ،الطبعة األولى 1410هـ1990 ،م،
ج 2ص .67-65
-5هوأحمد بن محمد بن حنبل الشيباني ،أبوعبد هللا ،من بني ذهل بن شيبان الذين ينتمون إلى قبيلة بكر بن وائل ،إمام
المذهب الحنبلي ،وأحد أئمة الفقه األربعة ،أصله من مرو ،وولد ببغداد سنة 164هـ ،امتحن في أيام المأمون والمعتصم
ليقول بخلق القرآن فأبى وأظهر هللا على يديه مذهب أهل السنة ،ولما توفي الواثق وولي المتوكل أكرم أحمد ،ومكث مدة ال
يولي أح دا إال بمشورته ،له "المسند" وفيه ثالثون ألف حديث ،و"المسائل" ،و"األشربة" و "فضائل الصحابة" وغيرها
توفي سنة 241هـ ،األعالم للزركلي ج 1ص ،192وطبقات الحنابلة ألبي يعلى ج 1ص ،20والبداية والنهاية ،ج 10
ص .343-325
-6العقود ،نظرية العقد ،تقي الدين ابن تيمية ،تحقيق محمد حامد الفقي ،محمد ناصر الدين األلباني ،مكتبة السنة المحمدية،
الطبعة األولى 1386هـ 1949 -م ،ص .95
-7أحمد بن علي الرازي أبو بكر الجصاص ،فاضل من أهل الرأي ،سكن بغداد ومات بها ،انتهت إليه رياسة الحنفية،
وخوطب في أن يلي القضاء فامتنع ،ولد سنة 305هـ ،وتوفي سنة 370هـ ،من مؤلفاته أحكام القرءان و أصول الفقه.
األعالم ،الزركلي ،ج 1ص .171
-8أحكام القرآن ،أحمد بن علي أبو بكر الرازي الجصاص ،تحقيق محمد صادق القمحاوي ،دار إحياء التراث العربي –
بيروت ،1992ج 2ص .294
2
2
ومن هذا االإطالق العام قول اللويس 1يف تفسري قوهل تعاىل:
حيث قال :املراد هبا يعم مجيع ما ألزم هللا عباده وعقد علهيم من التاكليف والحاكم ادلينية وما يعقدون فهيا بيهنم
من عقود الماانت واملعامالت وحنوهام مما جيب الوفاء به. 3
و هذا هو املعىن العام للعقد اذلي ذكره املفرسون وكثري من الفقهاء يف كتهبم ،وهو الشائع عند املتقدمني.
ب -املعىن اخلاص للعقد:
ويراد به معىن الربط فقط ،أي ربط االإجياب بلقبول عىل وجه يثبت الثر يف املعقود عليه ،وهذا هو
الغالب عند االإطالق ،ويعين أن العقد مبعناه اخلاص ال يقع اإال من طرفني فأكرث.
قال ابن عابدين " :العقد امس جملموع االإجياب و القبول".4
وقال ابن جنمي " : 5املراد بلعقد مطلقا ناكحا اكن أو غريه :مجموع اإجياب أحد املتلكمني مع قبول الخر".6
وقال ادلردير 7يف الرشح الصغري " :وال يكون العقد اإال بني اثنني".8
-1هو محمود بن عبد هللا الحسيني األلوسيّ ،شهاب الدين أبو الثناء ،مفسِّر مح ِّدث أديب من المجددين .وُ لِد في بغداد سنة
1217هـ1802 /م ،وعاش بها ،كان عالمًا باختالف المذاهب ،مطل ًعا على الملل والنحل ،شافعيَّ المذهب ،وكان شيخ
العلماء في العراق ،سلفيَّ االعتقاد ،مجته ًدا ،نادر ًة من نوادر األيام ،جمع كثيرً ا من العلوم حتى أصبح عالَّمة في المنقول
والمعقول ،فهَّامة في الفروع واألصول ،مح ِّد ًثا ال يُجارى ،ومفسرً ا لكتاب هللا ال يبارىُ .تو ِّفي يوم الجمعة 25من ذي
القعدة سنة 1270هـ الموافق 1854م .وقيل :توفي في 21من ذي القعدة ،و ُدفِن بالقرب من الشيخ معروف الكرخي ،وقبره
مشهور يُزار .ألعالم ،الزركلي ج 7ص ،176التفسير والمفسرون ،محمد حسين الذهبي ،مكتبة وهبة ،الطبعة السابعة،
2000م ،ج 1ص ،251ومعجم المؤلفين ،كحالة ،ج 12ص .175
-2سورة المائدة ،اآلية.1 :
- 3روح المعاني في تفسير القرآن الكريم والسبع المثاني ،شهاب الدين محمود بن عبد هللا الحسيني األلوسي ،تحقيق علي
عبد الباري عطية ،دار الكتب العلمية – بيروت ،الطبعة األولى 1415هـ ،ج 6ص .48
-4حاشية ابن عابدين ،ج 4ص .509
-5هو زين الدين بن إبراهيم بن محمد الشهير بابن نجيم ،من أهل مصر فقيه وأصولي حنفي ،كان عالما محققا ومكثرا
من التصنيف ،أخذ من شرف الدين البلقيني وشهاب الدين الشلبي وغيرهما ،أجيز باإلفتاء والتدريس وانتفع به خالئق ،من
تصانيفه "البحر الرائق في شرح كنز الدقائق" ،و "الفوائد الزينية في فقه الحنفية" ،و "األشباه والنظائر" ،و" شرح
المنار" في األصول ،توفي سنة 970هـ ،شذرات الذهب في أخبار من ذهب ،عبد الحي بن أحمد بن محمد ابن العماد
ال َعكري الحنبلي ،أبو الفالح ،تحقيق محمود األرناؤوط ،دار ابن كثير ،دمشق – بيروت ،الطبعة األولى 1406هـ 1986م
ج 8ص .358واألعالم ،الزركلي ،ج 3ص ،104ومعجم المؤلفين ،عمر رضا كحالة ،ج 4ص .192
-6البحر الرائق شرح كنز الدقائق ،زين الدين بن إبراهيم بن محمد ،المعروف بابن نجيم المصري ،دار الكتاب اإلسالمي،
الطبعة الثانية ،ج 3ص .85
- 7هو أبو البركات أحمد بن محمد بن أحمد العدوي المصري األزهري ،الشهير بالدردير ،فاضل من فقهاء المالكية ،ولد
في بني عدي بمصر ،وتعلم باألزهر ،من مؤلفاته" :شرح مختصر خليل" ،و"أقرب المسالك لمذهب اإلمام مالك" ،توفي
سنة 1201هـ .وعجائب اآلثار في التراجم واألخبار ،عبد الرحمان حسن الجبرتي ،دار الجيل -بيروت ،ج 2ص .223
- 8حاشية الصاوي على الشرح الصغير ،بلغة السالك ألقرب المسالك ،أحمد ابن محمد الخلوتي ،الصاوي المالكي ،دار
المعارف ،ج 3ص .16
3
وفرق ادلسويق 1بني الطالق ،والعتق ،واحلدود ،وبني العقود ،جفعل العقود :لك ما يتوقف عىل اإجياب
وقبول ،أما الطالق والعتق فهيي اإخراجات ،وال تتوقف عىل اإجياب ،وقبول.2
وبناء عىل هذه النقول يتبني أن العقد اإذا أطلق عند املتأخرين يراد به املعىن اخلاص.
ومن هذا يتبني أن املناط يف وجود العقد عىل وجه االإجامل هو التحقق من وجود إاراديت العاقدين وتوافقهام
عىل اإنشاء الزتام بيهنام مبا يدل عىل عبارة أو كتابة أو اإشارة أو فعل .وعىل ذكل فالعقد عند الفقهاء ال يكون
اإال بني طرفني وال يكون من طرف واحد .و اإذا اكن من طرف واحد مل يكن عقدا ،وإامنا مسي الزتاما أو
ترصفا ،وقد يسمى عقدا تسمية لغوية.
فالعقد عىل هذا ليس بعقد ،لنه يمت من املاكل وحده دون أن يشاركه فيه خشص أخر ،وكذكل الطالق
اجملرد عن املال ليس عقدا ،وكذكل العتق والتنازل عن احلقوق :اكلتنازل عن حق الشفعة ،والتنازل عن
حق املرور ،أو حق املس يل ،أو عن رد املبيع بسبب عيب يظهر فيه ،كذكل ال يسمى عقدا وإامنا يسمى
ترصفا أو الزتاما من طرف واحد وإان اكن ملزما ،فاإن مل يكن ملزما اكن وعدا.3
اللفاظ ذات الصةل:
الالزتام:
أصل الالزتام يف اللغة ،من لزم ويلزم لزوما :أي ثبت ودام ،يقال لزمه املال :وجب عليه ،ولزمه الطالق:
وجب عليه حمكه ،وألزمته املال والعمل فالزتم ،والالزتام الاعتناق.4
ويف الاصطالح ،اإلزام الشخص نفسه مامل يكن الزما عليه من قبل ،وقال احلطاب" : 5اإنه اإلزام الشخص
نفسه شيئا من املعروف مطلقا أو معلقا عىل يشء ...وقد يطلق يف العرف عىل ما هو أخص من ذكل،
والزتام املعروف بلف الالزتام".1
-1هو محمد بن أحمد بن عرفة الدسوقي ،فقيه مالكي من علماء العربية والفقه ،من أهل َدسُوق بمصر ،تعلم وأقام وتوفي
بالقاهرة ،ودرَّ س باألزهر ،من تصانيفه "حاشيته على الشرح الكبير على مختصر خليل في الفقه المالكي" و"حاشية على
شرح السنوسي لمقدمته أم البراهين" في العقائد ،توفي سنة 1230هـ ،األعالم ،الزركلي ج 6ص ،242ومعجم المؤلفين،
ج 9ص ،292وشجرة النور الزكية ص.361 :
- 2حاشية الدسوقي على الشرح الكبير ،محمد بن أحمد بن عرفة الدسوقي المالكي ،دار الفكر ،ج 3ص 5و .6
- 3أحكام المعامالت الشرعية ،علي خفيف ،دار الفكر العربي ،ص .138
-4لسان العرب ،ابن منظور ،مادة (لزم) ،ج 12ص .542و المصباح المنير ،الفيومي ،مادة (لزم) ،ص .552
-5هو محمد بن محمد بن عبد الرحمان الرُّ عيني المعروف بالحطاب ،فقيه مالكي من علماء المتصوفين ،أصله من
المغرب ،ولد واشتهر بمكة ،ومات في طرابلس الغرب ،من مصنفاته "مواهب الجليل في شرح مختصر خليل" ستة
مجلدات ،في الفقه المالكي ،و"شرح نظم نظائر رسالة القيرواني" البن غازي ،ورسالة في استخراج أوقات الصالة
باألعمال الفلكية بال آلة ،وجزءان في اللغة .نيل االبتهاج بتطريز الديباج ،أحمد بابا بن أحمد بن الفقيه الحاج أحمد بن
عمر بن محمد التكروري التنبكتي السوداني ،أبو العباس ،تقديم عبد الحميد عبد هللا الهرام ،دار الكاتب ،طرابلس – ليبيا
4
فااللزتام أمع من العقد بملعىن اخلاص.
الترصف:
الترصف يف اللغة ،التقلب يف المور ،والسعي يف طلب الكسب.2
ويفهم من الكم الفقهاء أن الترصف عندمه هو :ما يصدر عن الشخص إبرادته ،ويرتب الرشع عليه أحاكما
خمتلفة ،ويشمل الترصف الفعال والقوال ،وبناء عىل ذكل فالترصف أمع من العقد.3
العهد والوعد:
العهد يف اللغة ،الوصية ،يقال :عهد اإليه يعهد اإذا أوصاه ،والعهد :المان واملوثق واذلمة ،ويطلق عىل لك ما
عوهد هللا عليه ،ولك ما بني العباد من املواثيق.4
فهو هبذا املعىن قريب من معىن العقد بالإطالق العام ،وأمع منه بالإطالق اخلاص.
أما الوعد يف اللغة ،فهو االإخبار عن فعل املرء أمرا يف املس تقبل يتعلق بملوعود .5ويف الاصطالح ،ال
خيرج عن اس تعامهل اللغوي عند مجهور الفقهاء ،خالفا للاملكية اذلين درجوا عىل اس تعامل لكمة "الوعد" و
خص ،وهو "االإعالن عن رغبة الواعد يف اإنشاء معروف يف املس تقبل يعود بلنفع"العدة" يف الغالب مبعىن أ ّ
والفائدة عىل املوعود".6
-2العقد يف الترشيع املعارص:
لقد تعددت التعاريف القانونية اليت عرف هبا العقد ،حىت أن البعض مهنا ياكد يكون صورة طبق الصل
لبعضها الخر ،لكن املالحظة اجلوهرية ،أن أغلب هذه التعاريف يه من صنع فقهاء القانون وال دخل
للترشيع فهيا.
الطبعة الثانية 2000م ،ص ،337واألعالم ،الزركلي ج 7ص ،286و المنهل العذب في تاريخ طرابلس الغرب ،أحمد
بك بن حسين النائب األنصار ،تحقيق الشيخ فالح بن محمد الظاهري المهنوي ،دارالفرجاني -طرابلس ،ج 1ص .190
-1فتح العلي المالك في الفتوى على مذهب اإلمام مالك ،محمد بن أحمد بن محمد عليش ،دار المعرفة ،ج 1ص 217
و .218
- 2القاموس المحيط ،الفيروزآبادي ،ص ،827والمصباح المنير ،الفيومي ،ص .338
- 3الموسوعة الفقهية ،وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية – الكويت – 1983م ،ج 30ص .199
- 4لسان العرب ،ابن منظور ،مادة ( عهد) ،ج 3ص ،311والمصباح المنير ،الفيومي ،مادة ( عهد) ،ص .435
- 5أساس البالغة ،أبو القاسم محمود بن عمرو بن أحمد ،الزمخشري ،تحقيق محمد باسل عيون السود ،دار الكتب العلمية
– بيروت ،الطبعة األولى 1998م ،ج 1ص .504و المفردات في غريب الفرآن ،الراغب األصفهاني ،ص .875
- 6تحرير الكالم في مسائل االلتزام ،الحطاب ،دار الغرب اإلسالمي – بيروت – 1404هـ ،ص .153
5
مفعظم الترشيعات املدنية املعارصة مل تعرف العقد ،مبا يف ذكل قانون الالزتامات والعقود املغريب ،والقانون
املدين املرصي ،و غريهام ،لكن جند أن القانون املدين الفرنيس قد شذ يف هذا اخلصوص وعرف العقد يف
املادة 1101 :من القانون املدين الفرنيس بأنه" :اتفاق يلزتم مبقتضاه خشص أو أكرث جتاه خشص أو عدة
أشخاص بإعطاء يشء أو بلقيام بعمل أو بالمتناع عنه".1
ومصطلح االتفاق املنصوص عليه يف تعريف العقد من قبل املرشع الفرنيس يبقى واسع النطاق بملقارنة مع
ما مت اس تعامهل يف تعاريف بعض فقهاء القانون الفرنيس ،اإذ اس تعملوا مصطلح التعهد اذلي يعد أضيق معىن
من االتفاق ،فعرفوا العقد بأنه " :تعهد أو مطابقة ل إالرادات من أجل اإنتاج أاثر قانونية".2
وعرفه فقهاء القانون بأنه" :اتفاق ارادتني عىل اإنشاء حق ،أو عىل نقهل ،أو عىل اإهنائه".3
ويالح من خالل هذه التعاريف أن هناك خلط وقع فيه فقهاء القانون ،فاالتفاق قد ال ينتج أاثرا قانونية،
ومثاهل اتفاق طرفني عىل القيام بزنهة ،يف حني أن االتفاق يف معناه القانوين الرصف يفيد اإنشاء الالزتام أو
نقهل أو اإهنائه.
أما العقد فاإنه يقترص يف الصل عىل اإنشاء الالزتام حفسب ،و بلرمغ من النقاش الفقهيي القانوين اذلي
حصل خبصوص مسأةل التفرقة بني العقد واالتفاق ،اإال أن الفقه القانوين املعارص يذهب اإىل جتنب اإاثرة مثل
هذه التفرقة ،حبيث يراها عدمية الفائدة واجلدوى ،اإذ يس توي التعبري بلعقد أو االتفاق مادامت العربة
مبضمون العقد أو االتفاق.4
و املرشع املغريب حنى هذا النحو ،فيالح أنه مل يعر أي اهامتم لهذه التفرقة بني العقد و االتفاق ،اإذ جنده
قد عرب عن العقد بالتفاق و عن االتفاق بلعقد يف عدة فصول من "قانون الالزتامات والعقود" ،أذكر مهنا
الفصول التالية.478 ،260 ،228 ،24 ،22 ،19 ،1 :
اثلثا :املوازنة بني التعريف الفقهيي و التعريف الترشيعي للعقد
يتضح بملوازنة بني التعريفني ،أن العقد عند الفقهاء ليس هو اتفاق ا إالرادتني نفسه ،بل هو الارتباط
احلاصل هبذا االتفاق .فقد حيصل اتفاق بني إارادتني دون أن يتحقق ابرام العقد ،ويف هذه احلاةل ال يعترب
ذكل عقدا رمغ اتفاق ا إالرادتني ،فهو عقد بطل ال ينتج أي أثر.
-1مصادر االلتزام ،الكتاب األول :نظرية العقد ،عبد القادر العرعاري ،دار األمان – الرباط ،الطبعة الثالثة 2013م،
ص .30
-2المرجع السابق ،ص .31
-3المدخل الفقهي العام ،مصطفى أحمد الزرقاء ،مطابع ألف باء – األديب – دمشق ،الطبعة التاسعة 1968م،
ج 1ص .292
- 4الوسيط في شرح القانون المدني ،عبد الرزاق السنهوري ،دار إحياء التراث العربي – بيروت – لبنان،
ج 1ص .150
6
وهذا جيعل التعريف القانوين للعقد يشمل العقد الباطل اذلي يعتربه الترشيع لغوا ،ال ارتباط فيه وال أثر هل،
ذكل أن التعريف القانوين إامنا ّعرف العقد بواقعته املادية ،ويه اتفاق ا إالرادتني ،...أما التعريف الفقهيي
فيعرفه حبسب واقعته الاعتبارية.
"اإن تعريف فقهائنا للعقد أدق تصورا وأحمك منطقا ،اإن اكن التعريف القانوين أوحض تصويرا وأسهل فهام يف
طريق التعلمي" ، 1اإذ التعريف الفقهيي للعقد ميتاز يف تصوير احلقيقة العقدية ببيان الداة املكونة للعقد ،ويه
يعرف وجوده ،فيبقى خفيا حىت يكشفه االإجياب االإجياب والقبول ،لن مضمن اتفاق ا إالرادتني يف ذاته ال ّ
والقبول الذلان يعتربان من عنارص العقد مبا فهيام من اإعراب عن حترك لك ا إالرادتني حنو الخرى و تالقهيام
وفاقا.