Professional Documents
Culture Documents
ان الناس يف القدمي واحلديث ويف الكثري من أمورهم واحواهلم حباجة اىل الوكالة كتوكيل احملامني واخلرباء
ومن املبادئ اليت تعترب أصال يف القانون أن املرء ال يلتزم إال بإراداته 1ومن املستقر عليه قدميا أن احلقوق واإللتزامات
الناشئة من العقد تستمد أساسها من إرادة طرفية وهو ما عرف مببدأ سلطان اإلرادة وهذا دفع الفقه إىل القول بأن هناك
مثة ضرورة لوجود أطراف العقد شخصيا عند إبرام أي عقد من العقود واستمرت وجهة النظر هذه فرتة من الزمن Vمث فإن
العقود ال تربطها إال أطرافها فال يضارهبا واليستفيد منها سواهم.
وعقدة النكاح وغريه ،والعقد بالكسر القالدة ،واجلمع عقود ،واعتقدت كذا عقدت Vعليه الضمري والقلب Vحىت قيل:
6
يده حسنة ساملة من الشك واعتقدت ماال مجعته وادخرته ِ
العقيدة ما يدين اإلنسان به ،وله َعق َ
8
والعقد بالكسر :القالدة ، 7والعقد العهد ،وهي أكد العهود
1الدريعي ،سامى :الوكالة غير القابلة للعزل في القانون الكويتي والفرئسي مجلة الحقوق ،دختير ،2001ص - 161،186تقول المادة 165..
2الرازي ،محمد بن فارس أبو الحسين ،معجم مقاييس 0اللغة ،الطبعة األولى ،دار الكتب العلمية ،بیروت ،لبنان ج ٤ص ٨٦مادة عقد.
3األنصاري ،جمال الدين أبو الفضل محمد بن مكرم بن منظور اإلفريقي المصري ،لسان العرب ،تحقيق عامر أحمد حيدر ،الطبعة األولى ،دار
الكتب العلمية ،بيروت١٤٢٤ ، 0هـ ٢٠٠٣ ،م ،ج ،۳ص – ٣٦٣باب الدال فصل العين.
4آبادي ،مجد الدين محمد بن يعقوب 0الفيروز ،القاموس المحيط ،تحقيق مكتب التراث في مؤسسة الرسالة الطبعة الثانية ،مؤسسة الرسالة ،بيروت،
١٤٠٧هـ ١٩٨٧ -م ،ص -۳۸۳مادة (عقد)
وانظر :أحمد بن محمد بن علي الفيومي المقرئ ،المصباح المنير -مكتبة لبنان لبنان ،ص ١٦٠مادة (عقد) محمد بن أبو بكر عبد القادر الرازي
مختار الصحاح تحقيق زكي خالد توفيق الطبعة األولى مكتبة اآلداب القاهرى ١٤١٨هـ ١٩٩٨ -م ،ص .٤٤٤مادة (عقد) .إسماعيل بن حماد
الجوهري الصحاح ،تحقيق 0أحمد عبد الغفور ،الطبعة الثانية ،دار العلم للماليين ،بيروت ١٣۹۹ 0،هـ ١٩٧٩ -م ،ج ،۲ص ٥١مادة (عقد) محمد
مرتضى الحسيني الزبيدي ،تاج العروس تحقيق الدكتور عبد العزيز مطر ،دار الجيل ،بيروت 139،هـ ۱۹۷۰ -م ،ج ص ٣٩٤مادة (عقد).
5ابن منظور ، 0لسان العرب ،ج، 3ص296
6الفيومي ،المصباح المنير ،ص160
7الرازي مختار الصحاح ،ص ٤٤٤الفيومي المصباح المنير من ١٦٠الفيروز آبادي ،القاموس المحيط ص ۳۸۳الجوهري ،الصحاح :ج ،۲ص
٥١٠
8ابن منظور ،لسان العرب ،ج ، 3ص 365
قد نَِقيض احلَ ِّل
إن َأصل الع ِ
َ والعُ ْقدةُ بالضم :هو موضع العقد ،وهو ما عقد عليه 9وان الذي صرح به أئمة االشتقاق هو َّ
10
قده َي ْع ِق ده عقدا وتعقادا وعقده وقد العقد وتعقد مث استعمل يف انواع العقود من البيوعات والعقود وغريها"
َع َ
ويظهر للباحث من خالل تعريف العقد يف اللغة أنه ال خيرج يف أصل الوضع عن معىن الشد ،وباقي املعاين األخرى من
قبيل العهد والضمان راجعة إىل معىن الشد ،فالعهد هو شد بني طرفني ،والضمان كذلك.
مل يتطرق معظم الفقهاء -فيما اطلعت عليه -من خمتلف املذاهب الفقهية إىل تعريف للعقد Vتعريفا مستقال ،وإمنا توسعوا
يف بيان أنواعه وأركانه وشروطه.
واجلدير بالذكر أن الفقهاء قد قدموا تعريفات عديدة للعقد Vبإضافته إىل حمله من مثل عقد النكاح ،عقد اهلدئة ،عقد البيع،
وغري ذلك ،
نرى املناسبة بني املعنيني اللغوي واالصطالحي للعقد Vيف أن العقد لغة ويعين الشد وشرعاً هو االلتزام ،وواضح أن االلتزام
نوع شد بني الطرفني ،وهو سبب لتقارب الطرفني إىل بعضهما البعض ،ذلك التقارب الذي يعرب عن شد بني اإلرادتني.
وكذلك فإن الربط ،وهو أحد معاين العقد شرعا يقتضي الشد ،فال يكون ربط بني جهتني دون وجود شد يؤكد صورة
الربط ويوثقها.
14
ونقل الشرع احلكيم العقد Vمن معناه اللغوي وهو الشد ليعرب عن األميان واملبايعات ،إال اللزام الوفاء مبا عقد عليه
الوكالة وال ِوكالة ،يفتح الواو وكسرها ،تطلق على معان متعددة منها:
َ
-1هي اسم مصدر مبعىن التوكيل ،ويعين إظهار العجز واالعتماد على الغري ،واالسم التُّكالن ،واتكل على فالن يف أمره
15
تعىن اعتمده
- 2وتأيت مبعىن الكفالة جاء يف تاج العروس الوكيل يف أمساء اهلل احلسىن هو املقيم الكفيل بأرزاق العباد وحقيقته أنه
َّخ ُذوا ِمن
يستقل بأمر املوكول إليه ،وجاء كذلك والوكيل أيضا :مبعىن الكفيل والكايف ،وبه فسر قول اهلل تعاىلَ (:أاَّل َتت ِ
ُدويِن َوكِياًل ) ، 16وجاءايضا قول رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ":من توكل مبا بني حلييه ورجليه ،توكلت له باجلنة
17
"
18
أي :تكفل وضمن
-3وتأيت يف اللغة مبعىن القيام بأمر الغري ،وهو الذي يسعى يف عمل غريه وينوب عنه،
14احمد بن علي الرازي أبو بكر الجصاص ،أحكام القرآن ،تحقيق :محمد الصادق قمحاوي ،الطبعة األولى ،دار إحياء التراث العربي -بيروت ،
لبنان ١٤٠٥ ،هـ ،ج ، 3ص . ٢٨٥
15الصحاح مختار ،)١/٣٤٤( ،والقاموس المحيط ( ،)۱/۱۰۶۹وتاج العروس ( ،)۳۱/۹۸و أنيس الفقهاء ()۱/۸۸
16سورة االسراء
17أخرجه اإلمام أحمد بن حنبل في مسنده (باب :حديث سهل بن سعد الساعدي رضي هللا عنه -برقم ( )۲۲۸۲۳ت شعيب األرناؤوط الناشر :مؤسسة
الرسالة ،الطبعة األولى ١٤۲۱ ،هـ ۲۰۰۱ -م ،)٣٧/٤٧٩( ،وأخرجه الحاكم في مستدركة ،في كتاب الحدود ،برقم ،)٨٠٦٥وقال :هذا حديث صحيح
اإلسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه * انظر :المستدرك على الصحيحين للحاكم ،تحقيق :مصطفى عبد القادر عطا ،الناشر :دار الكتب العلمية -
بيروت،الطبعة األولى)٤/٣٩٩( ،١٩٩٠ - ١٤١١ ،۔
18تاج العروس ()99/31
19
:ووكيل الرجل الذي يقوم بأمره ،مسي وكيال ألن موكله قد وكل إليه القيام بأمر فهو موكول إليه وقال ابن منظور
21
األمر 20ومنه قول اهلل تعاىل( :ال إله إال هو فاختذه وكيال )
- 4وتأيت مبعىن احلفظ فقد جاء يف القاموس الفقهي كالوكيل :احلافظ ،ومنه قول اهلل تعاىل﴿ :ذَلِ ُكم اللَّهُ َربُّ ُك ْم اَل ِإلَهَ ِإاَّل
ُ
يل ) 22أي حفيظ ،23وقوهلم (الوكيل) احلافظ (والوكالة )احلفظ ِ
فاعبُ ُدوهُ َو ُه َو َعلَى ُك ِّل َشيء َوك ٌ
الق ُكل شيء ْ
ُه َو َخ ُ
َأنت َعلَْي ِهم بَِوكِ ٍيل ) ، 24أي لست عليهم حفيظاً " .وقال آخرون:وهو انتقع الوكالة على احلفظ وهو: (و َما َ
وقوله تعاىلَ :
25
اسم مصدر مبعىن التوكيل
-5وتأيت مبعىن الثقة والتفويض :فقد جاء يف املعجم الوسيط " 26وكل فالنا توكيالً اي استكفاه أمره ثقة به ،ويف األمر ،
وعليه فوضه إليه ،ومنه قول اهلل تعاىل ( َف َقالُوا َعلَى اللَّ ِه َت َو َّك ْلنَا ) ، 27أي وثقنا به ،وإليه فوضنا أمرنا ،وجاء يف املطلع
على ألفاظ ، 28املقنع الوكالة :بفتح الواو وكسرها كالتفويض .يفقال :وكله أي فوض إليه امره ،ووكلت أمري إىل فالن
30
أي فوضت إليه واكتفيت به وقال املناوي من املتأخرين ، 29الوكالة لغة التفويض إىل الغري ،ورد األمر له
قال الشنقيطي رمحه اهلل إال أن التفويض (الوكالة)) فيه عموم؛ ألن من فوض إىل الغري شيئاً فهو جعل له ذلك الشيء،
فإن هذا يستلزم أن يقوم مقامه من كل وجه يف تفويضه ،ولكن الوكالة احيانا ما تكون مقيدة ،وعلى هذا فإن التفويض
31
فيه شيء من العموم ،أي أعم من الوكالة ،والتداخل موجود بينهما ،والتفويض أبلغ يف اإلنابة
19محمد بن مكرم بن على ،أبو الفضل ،جمال الدين ابن منظور األنصاري الرويقعى اإلفريقي (المتوفى٧١١ :هـ).
20لسان العرب( )736/11
21سورة المزمل االية 9
22سورة االنعام :االية 102
23القاموس الفقي لغة واصطالحا ()387/1
24سورة الزمر االية 41
25المطلع ،لمحمد بن أبي الفتح ،ت األرناؤوط الناشر :مكتبة السوادي الطبعة األولى ١٤٢٣هـ ۲۰۰۳ -من()309/1
26المعجم الوسيط ( ،)۲/۱۰٥٤والقاموس الفقهي ()١/٣٨٦
27سورة يونس( :آية.)٨٥ :
28المطلع على ألفاظ المقنع ت /محمود األرناؤوط )۱/۳۰۹( ،
29عبد الروؤف بن تاج العارفين بن علي المناوي القاهري من كبار العلماء بالدين والفنون ،وكان أعلم معاصريه بالحديث ،وأكثرهم فيه تصنيفا ً
وإجادة ،وتحريراً له تصانيف كثيرة ،مات بمصر سنة ١٠٣١هـ انظر :فهرس الفهارس لعبد الحي ،تحقيق :إحسان عباس ،الناشر :دار الغرب
اإلسالمي -بيروت ،الطبعة ،)٢/٥٦٠( ۱۹۸۲ ،۲ :واألعالم (.)٦/٢٠٤
30المناوي ،الناشر :عالم الكتب ۳۸عبد الخالق ثروت القاهرة ،الطبعة األولى1410،هـ ١٩٩٠ -م .)١/٣٤٠( ،لسان العرب .)١١/٧٣٦( ،
31
وبالرجوع إىل معىن الوكالة يف اللغة ،تبني أن معناها يف مشتقاهتا اللغوية يرجع إىل معىن مشرتك وهو النيابة والتفويض
ولزوم ذلك ،وكذلك القيام على الشيء والكفالة ،فاستعماهلا يف احلفظ ،باعتبار انه يلزم الوكيل من حفظ ما وكل فيه،
واستعماهلا مبعىن االعتماد ،باعتبار أن املوكل يعتمد على وكيله يف تصريف اموره وحفظ أمواله وذلك نتيجة عجزه عن
تصريف أموره ،أو ترفعه عما ال يتناسب مع مكانته ،أو تكاسله عن القيام بذلك األمر.
ويالحظ من خالل املعاين السابقة للوكالة ،أهنا تعين استنتاج مما ذكره اللغويون من مدلوالت هذه الكلمة وقد وجدت هلا
تعريفا لغويا يف معظم كتب الشافعية ، 32حيث جاء يف هناية احملتاج الوكالة :هي بفتح الواو وكسرها يف الغة التفويض
واملراعاة ،واحلفظ،33
وقال زكريا األنصاري ان " :الوكالة لغة التفويض واحلفظ ،34وذكرت بعض كتب احلنفية؛ فقد جاء يف البدائع" وتذكر
ويراد هبا االعتماد وتفويض األمر ( ،)۲وجاء يف شرح حدود ابن عرفة ( ، )۳املالكي * :الوكالة لغة تطلق على معان:
أحدها احلفظ وهو يعم هذا الباب وغريه ،مث حص ذلك شرعاً على حفظ خاص (. )4
و جاء يف املبدع الوكالة التفويض ....وقد تطلق ويراد هبا احلفظ () ،فالوكالة يف هي :احلفظ وتفويض األمر إىل الغري،
واالعتماد فيه عليه .اللغة
بالنظر إىل التعاريف اللغوية للوكالة جند أهنا جاءت على عدة معاين وهي االعتماد على الغري والتكفل ،والضمان ،
والقيام بأمر الغري ،واحلفظ ،والتفويض والذي يراه الباحث األنسب من هذه املعاين ملفهوم الوكالة من الناحية اللغوية :
أهنا القيام بأمر الغري (وهو عمل الوكيل -واالعتماد على الغري (وهو املوكل).
البكري الناشر :دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ،الطبعة األولى ١٤١٨ ،هـ ١٩٩٧ -م )٢/١٠٠(، 32
الرملي ،نهاية المحتاج ،كتاب الوكالة الناشر :دار الفكر ،بيروت ،الطبعة :ط أخيرة ١٤٠٤ -هـ ١٩٨٤ /م ، 33
34