Professional Documents
Culture Documents
وبعد:
مجبرا" -أهميَّةً وضرورة ً يجب فه ُمها وتعلمُّ
ً اآلمِر ،ما لَم ْ
يكن ِ "يضاف الفع ُل إلى الفاع ِل ال إلى
ُ َّ
فإن لقاعدة:
ل على سماح ِة اإلسالم ورحمتِه.يدل ُ
ومعان؛ مما ِ
ٍ ت
أحكام ،ومستثنيا ٍ
ٍ ما تحتويه من
خطة البحث
الفعل:
التأثير َّأوالً ،كالهيئ ِة الحاصلة للقاطع؛ بسب ِ
ب كونِه قاطعًا، ِ ب
غيره بسب ِ ُ
الفعل :هو الهيئة العارضة للمؤثِر في ِ
مقترن بأح ِد األزمن ِة الثالثة.
ٍ اصطالح النُّحاة ما د َّل على معنًى في نفسِه،
ِ وفي
الفاعل:
قيام الفعل؛ ليخر َج عنه مفعو ُل ما لَم ُ
الفاعل :ما أ ْسنِد إليه الفع ُل أو شب ُهه على جه ِة قيامِ ه به؛ أي :على جه ِة ِ
س َّم فاعلُه.
يُ َ
الفاعل عند النُّحاة :اسم أ ُ ْسنِ َد إليه الفع ُل المعلو ُم ،أو شب ُهه باألصال ِة المقدَّم عليه.
مجبرا:
ً
ُورا" :كأَجْ َب َره" ،فهو ُمجْ ِبر.
ُ ً بج و اْر بج ه ُر ب
ْ َ ُ ُ َ ً جْ ي ر"مَ أل ا "على ه رب
َََج و ، رب
ِ مج فهو أكرهه أي: كذا؛ على أجبره
الرج َل على كذا فهو ُمجْ َبر ،إذا أكرهتُه عليه.
أجبرتُ َّ
كره.
اإلجبار :يرا ُد به هنا اإلكراهُ ،المجبِ ُر هو ال ُم ِ
ُ
المطلب الثالث :معني القاعدة اإلجمالي
ع يبحث عن أفعال المكلَّفين ،من حيث أحكا ُمها ،ال من حيث سبُ ُحك ُمه؛ َّ
ألن الشر َ يضاف الفعل؛ أي :يُن َ
اآلمر في زعمِ ه؛ ألنه -أي الفاعل -هو
ِ ويقتصر عليه إذا كان عاقالً بالغًا ،ولَم يص َّح ُ
أمر ُ ذواتُها إلى الفاعل،
األمر لَم
ُ بالتصرف في مِ لك الغير باطل ،ومتى ب َ
طل ُّ األمر
َ اآلمر به؛ َّ
ألن ِ سبُ الفع ُل إلىالعلَّة للفعل ،وال يُن َ
اآلمِر.
ُ يضمن
ِ
أخيرا
ً ت وصفين يُضاف ال ُح ْك ُم إلى الوصف الذي وجد منهما
المطلب السادس :كل حُكم يثبت بعل ٍة ذا ِّ
أخيرا:
ً ت وصفين يُضاف ال ُح ْك ُم إلى الوصف الذي وجد منهما
كل حُكم يثبت بعل ٍة ذا ِّ
البئر ضمِ نَ الذي ألقى الحيوانَ ، شخص في ذلك ِ ٍ العام ،فألقى أحد حيوانَ
ِ بئرا في الطريق مثل :لو حفر رجل ً
الحيوان ،ولو لَم ينض َّم إليه فع ُل
ِ فبحد ذاته ال يستوجب تلَ َ
حفر البئر ِ البئر؛ ألن َ
ِ حافر
ِ وال شي َء على
وربَّ قائ ٍل يقول بأنه لو لَم يحصل ِف الحيوانُ بحفر ِ
البئر فقطُ ، البئر -لَما تل َ
المباشِر -وهو إلقاءِ الحيوان في ِ
ف إليه. َ َّ
يف التل ُ
ض َ ُ
الوصف األخير فقد أ ِ
ُ أن فعل اإللقاءِ هو الحفر لَما تأتَّى فع ُل اإللقاء ،فبما َّ
ِ فع ُل
المبحث الثالث:أدلة القاعدة
المطلب األول :أدلة القاعدة من القران
صد ًْرا فَعَلَ ْي ِّه ْم
ِّن َم ْن ش ََر َح ِّبا ْلكُ ْف ِّر َ
ان َولَك ْ اَّلل مِّ ْن بَ ْع ِّد ِّإي َمانِّ ِّه ِّإال َم ْن أُك ِّْرهَ َوقَ ْلبُهُ ُم ْط َمئِّنٌّ ِّب ْ ِّ
اإلي َم ِّ َ ﴿ -1م ْن َكفَ َر ِّب ِّ
عذَاب عَظِّ يم ﴾ َّللا َولَ ُه ْم َ
غضَب مِّ نَ ِّ َ
]النحل.[106 :
عقدِه ،ولحِ قَته ضرورة في حالِه ،خفَّف عنه ُحكمه ،ودفع عنه
صدْقَ عبدِه بقلبه ،وإخالصه في َ هللا ِ
إذا علم ُ
العذر فيما بينه وبين هللا -تعالى -وكذلك
َ ٌّ
مستحق موحد ،وهو
الكفر إال مكرهًا وهو ِ ِ عنا َءه فال يلفظ بكلم ِة
عرضت لهم أسباب ،واتَّفقت لهم األعذار ،لم يكن ذلك وتجردوا لسلوكِ طريق هللا ،ثم َ َّ عقدوا بقلو ِبهم الذين َ
قاد ًحا في ص َّح ِة إرادتِهم ،وال يُ َع ُّد ذلك فس ًخا لعهودهم ،وال ينفي بذلك عنهم سمةَ القصد إلى هللا -تعالى.
هللا -عز وجل -عن مواالة الكافرين من دون المؤمنين ،سواء كان ذلك لصداق ٍة أو لقراب ٍة أو لمصال َح ال نَهى ُ
ينتفع بها المسلمون ،ومن يفعل ذلك فليس من َوالية هللا في شيءٍ ،ثم استثنى هللا "حال الخوف من شيءٍ
شرعيةَُّ :
"أن در َء المفاسد مقدَّم على تت َّقونه منهم ،فلكم حينئذ أن تتَّقُوهم ِ
بقدر ما يُتَّقى ذلك الشي ُء؛ إذ القاعدة ُ ال َّ
المصالح".
ِ ب
جل ِ
ضطُ ِّر ْرت ُ ْم إِّلَ ْي ِّه ﴾ علَ ْي ِّه َوقَ ْد فَص َل لَكُ ْم َما حَر َم َ
علَ ْيكُ ْم إِّال َما ا ْ َّللا َ َ ﴿ -3و َما لَكُ ْم أَال تَأْكُلُوا مِّ ما ذُك َِّر ا ْ
س ُم ِّ
]األنعام.[119 :
عمر -رضي هللاُ فإن اإلكراهَ نوع من االضطرار ،كما جاء في األثر عن علي ٍ -رضي هللا عنه -حيث أُتِي َّ
تمكنَه من نفسِها ففعلت، راع فاستسقت فأبَى ْ
أن يسقيَها إال أن ِ ٍ فمرت علىالعطشَّ ،
ُ عنه -بامرأةٍ جه َدها
َ
ِي سبيلها ،ففعل".ي -رضي هللا عنه " :-هذه مضطرة ،أرى أن تخل َ اس في رجمِ ها ،فقال عل ٌّفشاور النَّ َ
ُّ
يشق على األمر بما
ُ سا فوق طاقتِها ،فالتَّكليف هو إن من رحم ِة هللاِ بنا أنه -سبحانه وتعالى -ال يكل ُ
ِف نف ً َّ
النَّفس.
علَى ا ْلبِّغَاءِّ إِّ ْن أَ َردْنَ تَحَصنًا ِّلتَ ْبتَغُوا ع ََرضَ ا ْل َحيَا ِّة الد ْنيَا َو َم ْن يُ ْك ِّر ْههُن فَ ِّإن َ
َّللا مِّ ْن بَ ْع ِّد ﴿ َو َال تُك ِّْرهُوا فَتَيَاتِّكُ ْم َ
غفُور َرحِّ يم ﴾ إِّك َْرا ِّه ِّهن َ
]النور.[33 :
الزنا ﴿ ،إِّ ْن أَ َردْنَ تَحَص ًنا ﴾ ،يقول :إن أردْنَ تعفُّفًا عن
هللا -عز وجل -عن إكرا ِه اإلماءِ على البغاءِ ؛ أيِ : نَهى ُ
الزنا
َّاهن على ِ الزناِّ ﴿ ،لتَ ْبتَغُوا ع ََرضَ ا ْل َحيَا ِّة الد ْنيَا ﴾ ،يقول :لتلتمسوا بإكراهِكم إي َّ
﴿ ع ََرضَ ا ْل َحيَا ِّة الد ْنيَا ﴾ِ : ،
يكر ْه فتياتِه :وذلك ما تعرض لهم إليه الحاجة من رياشِها وزينتها ،وأموالهاَ ﴿ ،و َم ْن يُك ِّْر ْههُن ﴾ يقول :ومن ِ
غفُور َرحِّ يم ﴾ ،ووزر ما كان من ذلك عليهم لهن ﴿ َ
َّاهن على ذلك َّ على البغاء ،فإن هللا من بعد إكراهِهم إي َّ
دونهن.
سيْكةَ على ِ
الزنَا. أن هذه اآليةَ أُنزلت في عبدِهللا بن أ ُ َبي ِ بن سلو ٍل حين َ
أكره أمتَه ُم َ وذكر َّ
وتصرفُه.
ُّ المكرهَ مغلَق عليه ُ
أمره َ واإلغالقُ :اإلكراه؛ َّ
ألن
والمكره".
َ -2حديث علي ِ بن أبي طالب -رضي هللا عنه -موقوفًا" :ك ُّل طال ٍ
ق جائز إال طالقَ المعتوه
تزوج أ َّم ولد لعبدالرحمن بن زيد بن الخطاب ،قال :فدعاني عبدُهللا بن -4عن ثابت بن األحنف أنه َّ
ْدان له
عب ِ عبدالرحمن بن زيد بن الخطاب ،فجئتُه فدخلتُ عليه ،فإذا سِياط موضوعة ،وإذا قَي ِ
ْدان من حديدٍ ،و َ
تزوجت أ َّم ول ِد أبِي بغير رضاي ،فأنا ال أزال أضربُك حتى تموت ،ثم قال :طلِقها قد أجلسهما ،وقال ليَّ :
ْ
وإال فعلتُ ،فقلت :هي طالق ألفًا ،فلما خرجتُ من عنده أتيت عب َدهللا بنَ عمر ،فأخبرتُه فقال :ليس هذا
ارجع إلى أهلِك ،فأتيتُ عب َدهللا بن ُّ
الزبير فقال مث َل ذلك. ْ ق،
بطال ٍ
أن َمن أ ُ ْك ِرهَ على شيءٍ -قوليًّا كان أو فعليًّا -ال يُؤاخَذ به" ،لكن إذا كان
سعة رحمة هللا -عز وجلَّ -إن من ََّ
شرعية". ُ َّ
حق آدميٍ ،فإنه يُعا َمل بما تقتضيه األدلة ال َّ
اإلكراهُ في ِ
اإليمان.
ِ جرت كلمةُ الكفر على لسانِه ُمكرهًا وهو معت ِق ُد
-6عمار بن ياسر -رضي هللا عنه -الذي َ
ضمانُ على
ِف بعمله شيء من غير أن يجا ِوزَ المعتا َد ،فال َّ
لآلمِر ،فتل َ
ِ صا
أجيرا خا ًّ
ً المأمور
ُ -3لو كان
مر.
غرقت السَّفينة من مدِه ،فالضمان على أستاذِه اآل ِ تخرقَ الثوبُ من دقِه ،أو ِ
اآلمِر له ،فلو َّ
ِ أستاذِه
أمره فالضَّمان
اآلمِر ،وإن بغير ِ
ِ فرش ،فما تولَّد منه فضمانُه على
َّ برش الماء في فناء د َّكانه،
-4لو أمر ِ
اش.
الر ِ
على َّ
فإن الفع َل يضاف إلى المأمور ،ويضمن الما َل الذي أتلفه، غير عاق ٍل ،أو كان صبيًّاَّ ،
المأمور َ
ُ -5إذا كان
ضمانُ
َّرر الذي نشأ من فِ ْعلِهم ،ولكن ال يقتصر ال َّ و ِد َية العضو أو النَّفس؛ ألن المحجورين يضمنون الض َ
صغيرا أو
ً بأن كان بالغًا عاقالً ،أ َّما إذا كان
أمره معت َب ًرا ْ
اآلمِر إذا كان ُ
ِ عليهم ،بل يرجعون بما ضمِ نوه على
غير عاق ٍل فال يرجع إليه.
َ
لهذه القاعدة مستثنًى واحد :وهو أنه لو أمر رجل بالغ عاقل صبيًّا بإتالفِ ما ٍل فأتلفه " :وفي درر الحكام
اآلمِر بما دفعه من ما ِل الصبيِ ،بخالف ا لو
ِ ع على
لوليه الرجو َ
أن ِي ،فالضَّمان في ما ِل الصبي ،إال َّ الصب ُّ
حق الرجوع عليه".اآلمِر صبيًّا ،فليس للولي ِ ُّ
ُ كان
صحيح البخاري
صحيح المسلم