‫‪03‬‬

‫أقسام احلكم الرشيع‪-‬الواجب‬

‫أقسام احلكم الرشيع‬

‫األحاكم املرادة يف قوهل األحاكم الرشعية فقال‪:‬‬ ‫َ‬ ‫ثم بني‬
‫المبَاحُ‬ ‫ند ُ‬
‫وب َو ُ‬ ‫والم ُ‬
‫ب َ‬ ‫الواج ُ‬ ‫األحاك ُم َس َ‬
‫أقسام احلكم الرشيع‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ َ ُ‬ ‫ِ‬
‫بعة‪َ :‬‬
‫ك ُر ُ َّ‬ ‫َ ْ ُ ُ َ ْ‬
‫(َ‬
‫و‬
‫العلم‬ ‫اطل)‪ .‬فالفقه‬ ‫وه والص ِحيح وابل ِ‬ ‫والمحظور والم‬
‫بهذه السبعة‪ ،‬أي معرفة جزئياتها‪ ،‬أي الواجبات‬
‫واملندوبات واملباحات واملحظورات واملكروهات‬
‫ا ُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ا‬ ‫ا ُ ا ا‬ ‫الصحيحة واألفعال ابلاطلة‪ ،‬اكلعلم بأن هذا‬ ‫واألفعال ا‬
‫جب والمندوب‬ ‫األحَكم سبعة‪ :‬الوا ِ‬ ‫الفعل مثًل واجب وهذا مندوب وهذا مباح وهذا‬
‫حكم إطالق األحَكم ىلع هذه األمور‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ا ُ ا ُ ا ْ ُ ُ ا ْ ُ ُ َّ‬
‫فيه ُّ‬ ‫حيح‬
‫ِ‬ ‫والص‬ ‫والمباح والمحظور والمكروه‬ ‫حمظور وهذا مكروه وهذا صحيح وهذا باطل‪ ،‬وليس‬
‫جتوز؛ ألنها متعلق األحَكم‬ ‫ُ‬ ‫املراد العلم بتعريفات هذه األحاكم املذكورة فإن ذلك‬
‫اوابلااطِل‬ ‫من علم أصول الفقه ال من علم الفقه‪ .‬وإطًلق‬
‫جتوز؛ ألنها متعلق‬ ‫األحاكم ىلع هذه األمور فيه ُّ‬
‫ُ‬
‫وانلدب‬ ‫ُ‬
‫اإلجياب‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫ْ ُ‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫األحاكم‪ ُ .‬واألحاكم ُالرشعية ُمخسة‪ُ ْ :‬‬
‫جعل بعضهم األحَكم تسعة وزاد‪:‬‬ ‫جعله األحَكم سبعة اصطالح هل‪ ،‬خالفا‬ ‫واإلباحة والكراهة واتلحريم‪ .‬وجعله األحاكم سبعة‬
‫اصطًلح هل‪ ،‬واذلي عليه اجلمهور أن األحاكم مخسة‬
‫الرخصة والعزيمة‬ ‫للجمهور‬ ‫ال سبعة كما ذكرناها‪ ،‬ألن الصحيح إما واجب أو‬
‫وابلاطل داخل يف املحظور‪ .‬وجعل بعضهم‬ ‫ا‬ ‫غريه‪،‬‬
‫األحاكم تسعة وزاد‪ :‬الرخصة والعزيمة‪ ،‬وهما راجعان‬
‫إىل األحاكم اخلمسة ا‬
‫أيضا‪ ،‬واهلل أعلم‪.‬‬
 ‫‪03‬‬
‫أقسام احلكم الرشيع‪-‬الواجب‬

‫تعريف الواجب‬ ‫تعريف الواجب‬

‫رشع يف تعريف األحاكم اليت ذكرها بُذكر‬ ‫ثم ِّ‬
‫َ ُ َ َ‬
‫اجب ما يثاب‬ ‫فقال‪( :‬فالو ِ‬ ‫الزمِ لك واحد منها‬
‫ْ‬ ‫َ َ ْ َ ُ َ ٍَ ُ َ َ َ‬
‫ىلع ِفع ِل ِه ويعاقب ىلع تر ِك ِه)‪ .‬أي فالواجب من‬
‫علة عدوهل عن‬ ‫اتلعريف املذِكور‬ ‫اا ْ‬ ‫ا ُا‬ ‫حيث وصفه بالوجوب‪ ،‬هو ما يثاب ىلع فعله‬
‫ُ‬
‫ً‬ ‫ما يثاب ىلع ف ِعلِ ِه‬ ‫ُ‬
‫العقاب‬ ‫ويعاقب ىلع تركه‪ .‬فاثلواب ىلع الفعل و‬
‫تعريف حقيقة‬ ‫ليس تعريفا‬ ‫ْ‬ ‫اُا ا ُ اا ا‬ ‫الرتك أمر الزم للواجب من حيث وصفه‬ ‫ِ‬ ‫ىلع‬
‫ويعاقب ىلع ترِك ِ ِه‬ ‫َّ‬
‫بالوجوب‪َ ،‬وليس هو حقيقة الواجب‪ ،‬فإن‬
‫الواجب‪:‬‬ ‫حلقيقة الواجب‪.‬‬ ‫َّ‬
‫متصور يف نفسه‪ ،‬وهو‬
‫َّ َ َ َ ا ْ‬
‫ًل أمر َمعقول‬
‫َّ‬ ‫الص ًُلة مث ُ‬
‫غري حصول اثلواب بفعلها والعقاب برتكها‪.‬‬
‫ا‬
‫فاتلعريف املذكور ليس تعريفا حبقيقة الواجب‬
‫أنه ال يمكن تعريف‬ ‫إذ ال يمكن تعريف حقيقته لكرثة أصناف‬
‫حقيقته لكرثة أصناف‬ ‫الواجبات واختًلف حقائقها‪ ،‬وإنما املقصود‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الوصف اذلي اشرتكت فيه حىت ص َّح ِصدق‬ ‫ِ‬ ‫بيان‬
‫الواجبات واختالف‬ ‫ب عليها‪ ،‬وذلك هو ما ذكره من‬ ‫الواج ِ‬
‫ِ‬ ‫اسم‬
‫ِ‬
‫اثلواب ىلع الفعل والعقاب ىلع الرتك‪ .‬وكذلك‬
‫حقائقها‬ ‫يقال يف بقية األحاكم‪.‬‬