Professional Documents
Culture Documents
في أصول النحو الخمسة
في أصول النحو الخمسة
ص ْو ُل النَّ ْح ِو اَ ْل َخ ْم َ
َّرجيح وما ت وال ول ب ق وال ض ف الر َّ
ألن ؛ ِ
و َّحن ال ِ
ْمل وتطبيقات قديمةٌ ِق َدم ِ
ع باد م ي ول النَّحـ ِوِ :
ه
َ َ َ َُ ْ َّ ْ َ ٌ َ َ ُئ ُأص ُ ْ ُ
ُّحاةُ ,وقد يرجع إليها الن َ قرَرةٌ ُ ومةُ ُم َّولِ ,إ ْن لَ ْم تَ ُك ْن َمكتوبةً ف ِه ي َمعلُ َ ُأص ٍيرجع إلي ُ إلي ذلك؛ ُكلُّ ه ُ
ائل لُغَ ِويٍَّة كثيرةٍ
س ِ مذكر النُّحاةُ معظَمها في ثنايا دراستِ ِهم لِ
ْ ََ َ َ ُْ ََ
تفرعت منها فروعه وفصوله ،كما تعالى":أصول النّحو أدلّة النّحو الّتي ّ ُ األنباري رحمه اهلل
ّ قال ابن
تنوعت عنها جملته وتفصيله". أ ّن أصول الفقه أدلّة الفقه الّتي ّ
ول ِ
الف ْق ِه أدلَّةُ ُأص َ ص ْولُهُ ،كما َّ ِ َّح و أدلَّ
أن ُ فرْوعُهُ وفُ ُُ منها ت ْ ع
َ تفر
َّ التي و َّح
ْ ن ال ة
ُ أصول الن ْ
ض اُ : ويقول أي ً
ُ
الحج ِة والت ِ
َّعليل. على ِ
الحكم ت عنها جملتُهُ وتفصيلُهُ ،وفائ َدتُهُ التَّعويل في ِ
إثبات ْ ع
َ تنو
َّ التي ِ
ه ق
ْ ِ
الف
ّ ُ
وعرف ه المتأ ّخرون بأنّ ه":العل م باألحكام النّحويّ ة ،وأدلّته ا اإلجماليّ ة ،وكيفيّ ة االس تدالل ،وحال ّ
المستدل".
ّ
يوطي":هو بالنّسبة إلى النّحو ،كأصول الفقه بالنّسبة إلى الفقه". الس ّ وقال ّ
ول فِي ما يلي: ُأل وتتلخص ه ِذ ِ
ص ُُ ا ه َّ ُ َ
الح ِ
ال). اب ح ص ِ
ت اسو , اع مواإلج , ن اس حِت واالس , اس ِ
َْ ُ َ ْ ْ َ ُ َ ُ ْ َْ (الس َماعُُ َ ,
ي والق َّ
أهم مصاد دراسة أصول النحو العربي
ُّحاةُ َه ِذ ِه
ن ال نوَّ د
َ ِ
ات اس ر ِّ
الد ي ِالو ت
َو ِ
األيام ِ
ر ور وبم •
َ ََ َ ُُ
واألبواب ,بَ ْل ول ص ف ال لها وا د ر ف وأ , م ِ
ه ِ
ات ف َّ
ل ؤ م ي ِ
ف ول ص ُأل
َ َ ُ ُ ُ ْ
ْ َ َ ُ َ ا ُ
خاصةً بِ َها؛ مثل:
فات َّ صصوا لَ َها مؤلَّ ٍ
ُ َخ َّ ُ
• لُ َم ِع األدلَّ ِة ،البن األنباري.
• واإليضاح في علل النحو .للزجاجي.
• واالقتراح ف ي أص ول النحو .للس يوطي ،وغي ر ذل ك
الكثير.
ع: ص ُل اََأل َّو ُل :ال َّ
سما ُ اَأل ْ
القلَّ ِة إل ي َح ِّد ِج َعن ح ِّد ِ
حيح ال َخار ِ ْ َ الص ِ بالن ْق ِل َّ ول َّ الم ْن ُق ُ
يحَ , بي الفص ُ الم العر ُّ ُه َو ال َك ُ •
ال َك ْثرةِ
َ
احتِ ِه ْم؛ ص ف
َ ِ
ب ق َثو ي ن م ِ
الم ك
َ ن ِ
م بِ ر الع ن ع ت ب ث
َ ا م ل
َّ ك
ُ ل م ش
ْ ي اع م الس
َّ َّ
ن ِأ ي و َه َذا ي ْعنِ •
َ َ ُ َ ْ ُْ ْ ْ ََ َ َ َ َ َ َ َُ َ َ َ
قبل بِ ْعثَتِ ِه ,وفِ ي َ بالعر ِ
َ ََ كالم و , ه
ُ ي
َّ ِ
بَن كالم
َ و ؛ يم
َ ر الك آن
َ ر ق
ُ ال
َ َ ْ و ه
ُ و ي, َلا ع
َ تَ فَ َشمل َكالم ِ
اهلل ََ َ
المولَّ ِديْ َن ,نَظ ًْما وَن ْث ًرا َع ْن ُم ْسلِ ٍم َْأو َكافِ ٍر". َ ُ
ْسنَةُ بِ َك ْثرةِ ت اَألل ِ ْ د
َ سَ ف
َ نْ أ إلي ,ُهدَ ع
ْ ب
َو َ َ
َزمنِ ِ
ه
ين ,وغي ِرِه ْم. ُ َ
ب َأو كَاَل ِم المولَّ ِ
د الع َر ِ ْ اء َشاذًّا؛ َك َكاَل ِم غَْي ِر َ الس َم ِاع َما َج َ ج َع ْن َّ خر ُويَ ُ •
َّح ِو َم ْبنِ ٌّين ال َّ
ألن ؛ ب ِ ر الع ن ع
َ اع
ِ م الس
َّ ِب ذولََق ْد َأجمع النُّحاةُ العرب والعلَماء َعلَ ي اََأل ْخ ِ •
ْ ْ ََ َ ْ َ َ َ ََ ُ ُ َ ُ َ
َّح ِو ن ال ب َقبل نَ ْش ِ
َأة ِ ر الع ِ
الم ك ن تِ
م ذ خ َأ ة يوِ َّح ن ال د ِ
اع و ق ال ف , ِ
ب الع َر
ْ َ ْ َ َ َ ْ ْ َ َ ُ َّ ْ ُ َ َ َ الس َم ِاع َع ْن َ ََّأواًل َعلَي َّ
َّح ِو. ِ
ب َب ْع َد نشأة الن ْ العر ِ
الم ََ ف ِح َمايَِة َك ِ قواع ِدهِ؛ بِه ِد ِ
َ
واستِ ْقرا ِر ِ
ْ َ
أن قدامى النحويين لم يعتمدوا في االستشهاد على الحديث النبوي ويالحظ الباحثون َّ •
الشريف ،وهذه مسألةٌ مشهورة وال داعي لإلطالة في تفصيلها هنا.
اَأل ْ
ص ُل الثَّانِي :اَ ْلقِيَ ُ
اس:
القياس هو حمل غير المنقول على المنقول إذا كان في معناه. •
أو هو حمل شيء على شيء إذا كان في معناه لعلة جامعة. •
والقياس هو معظم أدلّة النّحو والقواعد الكلّية ،والتّعويل عليه في أغلب المسائل النّحويّة ،قال ابن •
ألن النّح و كلّ ه قياس ،ولهذا قي ل ف ي ح ّده:
أن إنكار القياس ف ي النّح و ال يتح ّق قّ ،
األنباري اعل م ّ
ّ
النّحو علم بالمقاييس المستنبطة من استقراء كالم العرب ،فمن أنكر القياس فقد أنكر النّحو ".
السماع والنّقل ،ال دخل والص رف ليسا مثل اللّغة ،فاللّغة مبناها على ّ
أن النّحو ّ ويرى بعض العلماء َّ •
للقياس والعقل فيها.
قال اب ن األنباري ف ي "اللّم ع" ...":بخالف اللّغ ة ،فإنّه ا وضع ت وضع ا نقليّ ا ال عقليّ ا ،فال يجوز •
شيء أن "القارورة" ُس ّميت بذلك الستقرار ال ّ القياس فيها ،بل يُقتصر على ما ورد به النّقل ،أال ترى ّ
كل مستدير سمى ّ سميت "ال ّدار" الستدارتها ،وال يُ ّ
مستقر فيه قارورة ،وكذلك ّّ كل
سمى ّفيها ،وال يُ ّ
دارا".
ً
ولق د نه ض القياس بترتي ب المادة المدروس ة وتص نيفها وف ًق ا لضوابط توص ل إل ى الحكم ،وذلك •
بإخراج المادة المشتتة في صورة منظمة تساعد على وضع قواعد تصفها وتفسرها.
ّ
أهم شروط القياس النحوي:
النص أو اإلجماع:
األول :انعدام ّ شرط ّ • ال ّ
شرط الثّاني :أالّ يكون المقيس عليه شاذّا: • ال ّ
• وُأثِ ر عن أهل العلم قولهم :ما خالف القياس؛ أي :القواعد
كل م ا ُس ِمع ع ن العرب يُقاس
ّ س فلي . قاسُي ال ه فعلي ة، العام
ّ
عليه.
شرط الثّالث :االتّحاد في العلّة: ال ّ
مثالً :قاسوا (ال) النافية وأخواتها على (ليس) في العمل؛ لعلة
إفادة النفي في الجميع.
ما تدرك به العلة النحوية
األول:اإلجماع :أن يجمع أهل العربية على أ ّن علّة الحكم ّ •
ينص العربي على العلة.
الثاني :النص :وهو أن َّ •
الثال ث:اإليماء:وه و اإلشارة إل ى العلّ ة بخفاء،وه و أكث ر •
العلل.
الراب ع :المناس بة :أن يحم ل الفرع عل ى األص ل بالعل ة الت ي •
علّ ق عليه ا الحك م ف ي األص ل.كجعل أحكام الفاع ل للنّائ ب ع ن
الفاعل.
• والحاصل أنّ ه إذا انعدم ال ّدليل على حكم كلمة معيّنة ،ولم
يكن األصل المقيس عليه شاذا ،واتحد األصل مع الفرع في
أقسام المسموع:
ينقسم المسموع عن العرب إلى أربعة أقسام:
-النّوع األول :مطّرد في القياس واالستعمال معاً :وهو الغاية في الفصاحة ،وهو الغالب ثبوته عن العرب.
وضابطه أمران :أنّه الكالم:
(أ) الّذي ال يخرج عن القواعد العامة المبنية على األعم واألشمل.
العامة.
فكل من (خرج) و(قام) لم يخالفا القواعد ّ
(ب) والّذي كثر استعماله في العربية .نحو :خرج زيد ،وقام عمروّ .
الثّاني :مطّرد في القياس ،شاذّ في االستعمال .وضابطه أمران أيضا :أنّه الكالم: -
األعم واألشمل.
العامة المبنية على ّ
(أ) الّذي ال يخرج عن القواعد ّ
ع) ماضي (يذر ويدع).
و(و َد َ
(ب) وندر استعماله.نحو( :وذر) َ
النّوع الثالث :مطّرد في االستعمال شاذّ في القياس :وضابطه :أنّه الكالم: -
األعم واألشمل.
العامة المبنية على ّ
(أ) الّذي خرج عن القواعد ّ
بأن تُبدل الواو ألفا؛ ألنّها ساكنة مفتوح ما قبلها ،ونظيرها:
العامة تقضي ْ
(ب) الّذي كثر استعماله.من ذلك( :استحوذ) ،فالقاعدة ّ
استقام واستنار وغير ذلك .وهذا النّوع يُحفظ ،وال يقاس عليه :يُحفظ ويستعمل ألنّه الثّابت ،وال يقاس عليه لمخالفته القواعد
العامة.
ّ
الرابع :شاذّ في القياس واالستعمال معاً:وضابطه :أنّه الكالم:
-النّوع ّ
األعم واألشمل.
العامة المبنية على ّ
(أ) الخارج عن القواعد ّ
ص ُوون ،وفرس م ْق ُوود
(ب) ولم تستعمله العرب .وهذا النّوع مجمع على رفضه .ومن األمثلة ذلك قولهم :ثوب َم ْ
أركان القياس النحوي
التوس َع فيها ال جُي دي، اإلمعان و َُّ • -أ َّم2ا االتجاه اآلخ2ر :فهو ال يقيم للعلة وزنًا ،بل يرى َّ
أن
أهم
ختلفة ،وتصنيفها ،وتبويبها().ومن ِّ إحصاء الظَّواه ِر اللُّغويَِّة اَلْم ِ ِ ويدعو إىل ضرورة ال ُقصور على
ُ
ُّحاة -ـجاه ابن سنان اخلفاجي (ت466هـ) ،فقال":إنَّـما جيب اتِّباعهم – الن ِ أصحاب هذا االتِّ ِ ِ
ُ ُ
َّظر إذا ُس لِّ َط عل ى م ا يُ َعلِّ ُل ب ه فإن الن َ َّعليل َّ ه…فأم ا طريقةُ الت ِ َّ فيم ا حيكون ع ن العرب ويرون
يثبت شيءٌ البَتَّةَ ؛ ولذا كان املصيب منهم احملصل ُ يثبت مع ه إال ُّ
الفذ ال َف ْرُد ،بل ال النَّحويون مل ْ
ِ ُ يادة على ذلك .فرمّب ا اعتذ ِ من يقول :هكذا قالت العرب ،من غ ِري ز ٍ
عتذر هلم َّ
بأن علَلَ ُه ْم إنَّـما ُ ُ م ل
َْا ر ُ ْ َْ
أن
فأم ا ْويقوى بتأملها اَلْ ُمبتدُئ ّ . ، مِّ
ل تع مل ا ـها يتدرب بِ
ُ ُ َ َْ لتصري صناعةً ورياضةً ُ َّ ، َ ذكروها وأوردوها
يذهب إليه يكاد ال دٌ بعي فذلك مالقياس اَلْ ُمستقي ِ
ِ و حيح
ِ الص
َّ ِ
َّعليل
ت ال يكو َن ذلك جاريا على ِ
قانون
ُ ُ ً
ـحص ٌل"().
ُم ِّ
ـ"أن أقسام النَّح ِو ِ
ت من ْ ذ
َ ُأخ َ صرح ب ـ ـ ـ َّ ابن األثري (ت637ه ــ) وذلك حني َّ • ومنهم -كذلكُ -
نكرهُ ،فإنَّ ُه ي وال اه يأب ل قْ الع كان ا م ل
َو ذلك؛ له جلاز فيها َالقضية عكس لو ىَّتح ، اضعِها بالت ِ
َّقليد وِ
َ ُ َُ ُ ُ َ َ َ
فوع ا َقلَّ َد يف ذل ك كم ا َقلَّ د يف رف ع الفاع ل ونص ب ر م عول
ُ ف
ْ م ل
َْا
و ا،وب ص ن
ْ م ل ل و جعِل ال َف ِ
اع
َْ ً ُ َ ً َ ُ َ
املفعول"().
أن اب ن مضاء األندلس ي (ت592هـ) يع ّد حامل لو ِ
.