You are on page 1of 6

١٣

‫‪alanqri‬‬ ‫‪drangari‬‬ ‫‪alanqri1‬‬

‫الطﺊاﺲﻐﺋ واﻗﺠﺎﺛراﺾات واﻗﺻﺎراﺖات؛‬‫لﻖﺲﻘم باﻓخطاء ِّ‬


‫ﻏرجى المراﺠﻂﺋ ﺲﻂى الﺊرﻏﺛ الﺎالﻎ‪1:‬‬
‫‪tafreeghalangri@gmail.com‬‬
١٣
‫‪4‬‬

‫﷽‬

‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫يك َل ُه‪َ ،‬و َأ ْش َهدُ َأ َّن ُم َح َّمدا ا ََ ْْدُ ُه‬‫اهلل َو ْحدَ ُه ََل َش ِر َ‬ ‫ا ْل َح ْمدُ ل َّله َر ِّب ا ْل َعا َلمي َن‪َ ،‬و َأ ْش َهدُ َأن ََل إِ َل َه إِ ََّل ُ‬
‫يما كَثِ ايرا إِ َلى َي ْو ِم الدِّ ِ‬
‫ين‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫اهلل ََ َل ْيه َو ََ َلى آله َو َص ْحِْه َو َس َّل َم َت ْسل ا‬
‫َو َر ُسو ُل ُه َص َّلى ُ‬
‫َّأما َب ْعدُ ‪:‬‬

‫إذا وقعت هذه الزَلزل والرباكين والخسوف ونحوها‪ ،‬تكلم كثير من الناس بال َلم يف هذه‬
‫المسائل‪ ،‬يف هذه األقدار التي ُيقدرها اهلل يظنوهنا مجرد أخْار‪ ،‬ويخوضون يف سْْها‪ ،‬ويخوضون يف من‬
‫وقعة لهم؛ وسأقوم بإذن اهلل تعالى بإيجاز الوجهة الشرَية يف مثل هذه المسائل يف فقرات محدودة بإذن‬
‫اهلل‪:‬‬

‫ُ‬
‫ترتْط‬ ‫‪ ‬الفقرة األوىل‪ :‬هذه الموضوَات متعلقة بأفعال اهلل َل يحل الخوض فيها بال َلم؛ ألهنا‬
‫بحكم اهلل تعالى يف خلقه وحكمته؛ فليست مجرد خرب يتداوله الناس؛ بل هي اَتقاد يؤمن به المسلم‬
‫يتكلم المسلم إَل بأدب‬
‫ُ‬ ‫ويوقن‪ ،‬أن هلل فيه من الحكم العظيمة ما يدرك العاقل بعض ُه ويجهل بعضه؛ فال‬
‫وَلم مْني َلى برهان من النصوص أو يسكت؛ فال يتكلم يف أفعال ربه بشيء وهو يجهله‪.‬‬

‫‪ ‬الفقرررة الثاني ر ‪ :‬يف هذذذه األحذذدا مذذا ُي ذذكر المسذذلم بعظذذم قذذدرة اهلل ال ذذي أمسذذك السذذماوات‬
‫واألرض‪ ،‬ولذذو ل ذم ُيمسذذكهما لزالتذذا؛ كمذذا قذذال تعذذالى‪ { :‬ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗﮘ ﮙ ﮚ ﮛ‬

‫ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠﮡ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ} [اإلسذذراء‪ ،]44:‬قذذال ابذذن كثيذذر ‪( :‬أخذذرب تعذذالى َذذن ُقدرتذذه‬


‫الماسذ َك ِة لهمذا‪ ،‬فقذال‪ { :‬ﮐ ﮑ‬
‫ِ‬ ‫العظيمة التي هبا تقوم السماء واألرض َن أمره‪ ،‬وما جعل فيهما من القذوة‬
‫ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗﮘ} [فذذذا ر‪ ]41:‬أي‪ :‬أن َتضذذذ ِربا َذذذن أماكنهمذذذا‪ ،‬وقولذذذه‪ { :‬ﮙ ﮚ ﮛ‬

‫ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠﮡ} [فذذا ر‪ ]41:‬أي‪َ :‬ل يقذ ُ‬


‫ذدر َلذذى دوامهمذذا وإبقائهمذذا إَل هذذو‪ ،‬وهذذو مذ ذلذذك حلذذيم‬
‫ويسذرتُ آخذرين‬ ‫ُ‬
‫يعجل ْ‬ ‫ويؤج ُل وَل‬
‫ِّ‬ ‫ظر‬ ‫غفور أي يرى َْاد ُه وهم يكفرون به ويعصون ُه وهو َيح ُل ُم ِّ‬
‫فيؤخ ُر و ُينْ ُ‬
‫ِ‬
‫ويغفر؛ ولهذا قال‪ { :‬ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ}‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪5‬‬

‫الموت َلى كل أهل الدنيا فال ُبد لهم جمي اعا من الموت‪ ،‬وَل يْقى‬
‫َ‬ ‫‪ ‬الفقرة الثالث ‪ :‬كتب اهلل‬
‫سوى اهلل وحده‪ ،‬قال اهلل‪{ :‬ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ } [الرحمن‪ ،]27-26:‬وقد‬
‫ُ‬
‫اإلنسان فجأ اة‬ ‫فيموت‬
‫ُ‬ ‫جعل اهلل تعالى للموت أسْا ابا ُمنوَة ما بين قتل ومرض وموت بدون سْب ظاهر؛‬
‫وهو يف كامل َافيته‪.‬‬

‫الموت بالزلزلة؛ فيموت من حضر أجل ُه إذا وقعت دون غيره ممن لم يحضر‬
‫ُ‬ ‫ومن هذه األسباب‪:‬‬
‫أجل ُه حتى لو كان بجانْه‪ ،‬ويكون ذلك للميت المسلم شهادة‪ ،‬إذا مات باهندام المْاين َليه؛ كما روى‬
‫ب ا ْل َهدْ ِم» انتهى الحديث؛‬ ‫ِ‬ ‫«الْخاري» أن النْي ‪ ‰‬قال‪ُّ « :‬‬
‫الش َهدَ ا ُء َخ ْم َسة»‪ ،‬وذكر منهم‪َ « :‬صاح ُ‬
‫ويْعث كل َلى نيته‪ ،‬كما روت أم المؤمنين َائشة ‪ ‬أن النْي ‪ ‰‬قال‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫الموت أصنا افا‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫فيعم‬
‫ُ‬
‫ول اللِ‪،‬‬ ‫ت‪َ :‬يا َر ُس َ‬
‫ت‪ُ :‬ق ْل ُ‬‫آخرِ ِه ْم‪َ ،‬قا َل ْ‬
‫ف ِب َأولِ ِهم و ِ‬
‫ض ُيخْ َس ُ َّ ْ َ‬ ‫« َي ْغزُو َج ْيش ا ْل َك ْع َب َة‪َ ،‬فإِ َذا كَانُوا بِ َب ْيدَ ا َء ِم َن ْاألَ ْر ِ‬
‫آخ ِر ِه ْم‪ُ ،‬ث َّم‬
‫ف ِب َأولِ ِهم و ِ‬ ‫ِ‬ ‫آخ ِر ِه ْم‪َ ،‬وفِ ِ‬
‫يه ْم َأ ْس َوا ُق ُه ْم‪َ ،‬و َم ْن َل ْي َس من ُْه ْم؟ َق َال‪ُ :‬يخْ َس ُ َّ ْ َ‬
‫ف ِب َأولِ ِهم و ِ‬
‫ف ُيخْ َس ُ َّ ْ َ‬ ‫َك ْي َ‬
‫ون َع َلى نِ َّياتِ ِه ْم» رواه الْخاري‪.‬‬
‫ُي ْب َع ُث َ‬

‫وفيما تقدم من كالمنا ويف هذا الحديث جواب على سؤال ُيردده ُأناس اليوم يقولون‪:‬‬

‫كيف ميوتُ أطفالٌ يف هذه الزالزل؟!‬


‫فالموت َل ُبد منه لكل أهل‬
‫ُ‬ ‫أول‪ :‬هذا السؤال َل وجه له؛ بل هو اَرتاض َلى حكم اهلل وحكمته؛‬
‫ً‬
‫الدنيا صغارهم وكْارهم‪ ،‬ويف القيامة ُ‬
‫يْعث كل َلى نيته‪.‬‬

‫فالناس إذا وق الزلزال‬


‫ُ‬ ‫‪ ‬الفقرة الرابع ‪ :‬هذه الزَلزل هي للعقالء تذكرة بزلزلة القيامة العظمى؛‬
‫يحصل لهم ما َل يخفى من اض راب فيفرون منه يف كل جهة؛ فالذي سيكون يف القيامة أَظم من هذا‬
‫الذي نراه‪ ،‬قال اهلل‪{ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ‬

‫ﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰ‬
‫ﭱ ﭲ } [الحج‪ ،]2-1:‬قال ال ربي ‪( :‬ومعنى الكالم؛ وترى الناس يا محمد من َظيم ما نزل‬
‫ِ‬
‫الكرب وشدته ُسكارى من الفزع‪ ،‬وما هم بسكارى من شرب الخمر؛ ولكنهم صاروا سكارى‬ ‫هبم من‬
‫من خوف اهلل َند معاينتهم ما َاينوا من ِ‬
‫كرب ذلك وَظيم هوله‪ ،‬م َلمهم بشدة َذاب اهلل)‪.‬‬
‫‪6‬‬

‫من زَلزل وخسوف ونحوها مما ُيقدره اهلل‪ ،‬أكثر ما ُيقال‬ ‫أكثر ما ُيقال يف هذه األحدا‬
‫ختاما‪ُ :‬‬
‫ً‬ ‫‪‬‬

‫فيها َل نف وَل خير فيه؛ لما يف كالم كثيرين من الظن والقول بال َلم؛ كما قال اهلل‪ { :‬ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ‬

‫ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ‬
‫ﭪ ﭫ ﭬ} [النساء‪]114:‬؛ ولذلك فإن الذي ينف ُ إذا وقعت هذه الزَلزل أمران‪:‬‬

‫ويعلم أن ما وق لغيره من الناس ُيمكن أن يق ل ُه هو‬


‫ُ‬ ‫يتعلق بالذي َافاه اهلل منها؛ فيعترب‬
‫ُ‬ ‫‪ ‬أولهما‪:‬‬
‫أقرب لإلنسان مما يظن؛ فليستعد للقاء اهلل الذي ُيمكن أن‬
‫ُ‬ ‫أيضا؛ فيأخذ العربة ويعلم أن أمر الموت‬
‫ا‬
‫ُيفاجئه يف إي لحظة وبأي سْب يتوقع ُه أو َل يتوقعه‪.‬‬
‫م ِ‬
‫عانذاة إخوانذه المنكذوبين؛ كمذا قذال اهلل يف اةيذة‪:‬‬ ‫‪ ‬ثانيهما‪ :‬مما ينف أن يسذعى المسذلم يف تخفيذ‬
‫ُ‬
‫{ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ} [النسذذاء‪ ]114:‬؛ فذذالمنكوبين بحاجذذة لصذذدقة وإحسذذان‬
‫ومواساة؛ فقد فقدوا بيوهتم وأموالهم وأهلهذم؛ فيحتذاجون مذن إخذواهنم المعونذة‪ ،‬قذال اهلل‪ { :‬ﯜ ﯝ‬

‫ﯞ} [الحجرات‪. ]10:‬‬

‫فلنتق اهلل ولنلزم أحكام الشرع العظيمة يف مثل هذه األحدا ؛ ولنُعظم رب العالمين أن نتكلم يف‬
‫ِ‬
‫حكمته إَل بعلم وأدب‪.‬‬ ‫ُحكمه أو‬

‫نسأل اهلل أن ُيفرج َن إخواننا المنكوبين‪ ،‬ويرحم ضعفهم‪ ،‬ويجعل موتاهم يف الشهداء َنده‪.‬‬

‫اهلل ََ َلى ُم َح َّمد‪َ ،‬وَلى آله َو َصحِْ ِه َو َس َّل َم‪.‬‬


‫َو َص َّلى ُ‬

‫ألقيت هذه الكلمة يوم الخميس من شهر‬


‫رجب سنة أربع وأربعين وأربع مئة وألف‬
‫من الهجرة النبوية‪.‬‬

‫‪h‬‬

You might also like