Professional Documents
Culture Documents
﷽
ِ ِ ِ
يك َل ُهَ ،و َأ ْش َهدُ َأ َّن ُم َح َّمدا ا ََ ْْدُ ُهاهلل َو ْحدَ ُه ََل َش ِر َ ا ْل َح ْمدُ ل َّله َر ِّب ا ْل َعا َلمي َنَ ،و َأ ْش َهدُ َأن ََل إِ َل َه إِ ََّل ُ
يما كَثِ ايرا إِ َلى َي ْو ِم الدِّ ِ
ين. ِ ِ ِِ ِ
اهلل ََ َل ْيه َو ََ َلى آله َو َص ْحِْه َو َس َّل َم َت ْسل ا
َو َر ُسو ُل ُه َص َّلى ُ
َّأما َب ْعدُ :
إذا وقعت هذه الزَلزل والرباكين والخسوف ونحوها ،تكلم كثير من الناس بال َلم يف هذه
المسائل ،يف هذه األقدار التي ُيقدرها اهلل يظنوهنا مجرد أخْار ،ويخوضون يف سْْها ،ويخوضون يف من
وقعة لهم؛ وسأقوم بإذن اهلل تعالى بإيجاز الوجهة الشرَية يف مثل هذه المسائل يف فقرات محدودة بإذن
اهلل:
ُ
ترتْط الفقرة األوىل :هذه الموضوَات متعلقة بأفعال اهلل َل يحل الخوض فيها بال َلم؛ ألهنا
بحكم اهلل تعالى يف خلقه وحكمته؛ فليست مجرد خرب يتداوله الناس؛ بل هي اَتقاد يؤمن به المسلم
يتكلم المسلم إَل بأدب
ُ ويوقن ،أن هلل فيه من الحكم العظيمة ما يدرك العاقل بعض ُه ويجهل بعضه؛ فال
وَلم مْني َلى برهان من النصوص أو يسكت؛ فال يتكلم يف أفعال ربه بشيء وهو يجهله.
الفقرررة الثاني ر :يف هذذذه األحذذدا مذذا ُي ذذكر المسذذلم بعظذذم قذذدرة اهلل ال ذذي أمسذذك السذذماوات
واألرض ،ولذذو ل ذم ُيمسذذكهما لزالتذذا؛ كمذذا قذذال تعذذالى { :ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗﮘ ﮙ ﮚ ﮛ
الموت َلى كل أهل الدنيا فال ُبد لهم جمي اعا من الموت ،وَل يْقى
َ الفقرة الثالث :كتب اهلل
سوى اهلل وحده ،قال اهلل{ :ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ } [الرحمن ،]27-26:وقد
ُ
اإلنسان فجأ اة فيموت
ُ جعل اهلل تعالى للموت أسْا ابا ُمنوَة ما بين قتل ومرض وموت بدون سْب ظاهر؛
وهو يف كامل َافيته.
الموت بالزلزلة؛ فيموت من حضر أجل ُه إذا وقعت دون غيره ممن لم يحضر
ُ ومن هذه األسباب:
أجل ُه حتى لو كان بجانْه ،ويكون ذلك للميت المسلم شهادة ،إذا مات باهندام المْاين َليه؛ كما روى
ب ا ْل َهدْ ِم» انتهى الحديث؛ ِ «الْخاري» أن النْي ‰قالُّ « :
الش َهدَ ا ُء َخ ْم َسة» ،وذكر منهمَ « :صاح ُ
ويْعث كل َلى نيته ،كما روت أم المؤمنين َائشة أن النْي ‰قال: ُ الموت أصنا افا، ُ فيعم
ُ
ول اللِ، تَ :يا َر ُس َ
تُ :ق ْل ُآخرِ ِه ْمَ ،قا َل ْ
ف ِب َأولِ ِهم و ِ
ض ُيخْ َس ُ َّ ْ َ « َي ْغزُو َج ْيش ا ْل َك ْع َب َةَ ،فإِ َذا كَانُوا بِ َب ْيدَ ا َء ِم َن ْاألَ ْر ِ
آخ ِر ِه ْمُ ،ث َّم
ف ِب َأولِ ِهم و ِ ِ آخ ِر ِه ْمَ ،وفِ ِ
يه ْم َأ ْس َوا ُق ُه ْمَ ،و َم ْن َل ْي َس من ُْه ْم؟ َق َالُ :يخْ َس ُ َّ ْ َ
ف ِب َأولِ ِهم و ِ
ف ُيخْ َس ُ َّ ْ َ َك ْي َ
ون َع َلى نِ َّياتِ ِه ْم» رواه الْخاري.
ُي ْب َع ُث َ
وفيما تقدم من كالمنا ويف هذا الحديث جواب على سؤال ُيردده ُأناس اليوم يقولون:
ﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰ
ﭱ ﭲ } [الحج ،]2-1:قال ال ربي ( :ومعنى الكالم؛ وترى الناس يا محمد من َظيم ما نزل
ِ
الكرب وشدته ُسكارى من الفزع ،وما هم بسكارى من شرب الخمر؛ ولكنهم صاروا سكارى هبم من
من خوف اهلل َند معاينتهم ما َاينوا من ِ
كرب ذلك وَظيم هوله ،م َلمهم بشدة َذاب اهلل).
6
من زَلزل وخسوف ونحوها مما ُيقدره اهلل ،أكثر ما ُيقال أكثر ما ُيقال يف هذه األحدا
ختاماُ :
ً
فيها َل نف وَل خير فيه؛ لما يف كالم كثيرين من الظن والقول بال َلم؛ كما قال اهلل { :ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ
ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ
ﭪ ﭫ ﭬ} [النساء]114:؛ ولذلك فإن الذي ينف ُ إذا وقعت هذه الزَلزل أمران:
فلنتق اهلل ولنلزم أحكام الشرع العظيمة يف مثل هذه األحدا ؛ ولنُعظم رب العالمين أن نتكلم يف
ِ
حكمته إَل بعلم وأدب. ُحكمه أو
نسأل اهلل أن ُيفرج َن إخواننا المنكوبين ،ويرحم ضعفهم ،ويجعل موتاهم يف الشهداء َنده.
h