You are on page 1of 8

‫‪74‬‬

‫مستجدات القسمة على ضوء قانون ‪80.93‬‬

‫املتعلق مبدونة احلقوق العينية‬


‫ﻣﺴﺘﺠﺪﺍﺕ ﺍﻟﻘﺴﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺿﻮﺀ ﻗﺎﻧﻮﻥ ‪ 39.08‬ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﺪﻭﻧﺔ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﻌﻴﻨﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ‪:‬‬
‫ﺍﻟﻤﻐﺮﺏفاتح كمال‬
‫ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﻣﺠﻠﺔ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ‪ -‬ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻳﺔ ‪-‬األستاذ‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ‪:‬‬
‫ﻛﻤﺎﻝ‪ ،‬ﻓﺎﺗﺢ‬ ‫ﺍﻟﻤؤﻟﻒ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ‪:‬‬
‫مستشار مبحكمة االستئناف بتازة‬
‫ﺍﻹﺻﺪﺍﺭ‪5‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﻠﺪ‪/‬ﺍﻟﻌﺪﺩ‪:‬‬

‫اصطالحا تعيني نصيب كل شريك يف مشاع ولو ابختصاص تصرفه (‪.)1‬‬


‫ﻣﺤﻜﻤﺔ‪ :‬لغة هي متييز األنصباء وﻧﻌﻢ‬
‫القسمة‬
‫‪2012‬‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ‪:‬‬
‫للقسمة كانت منذ قرون مستمدة من قواعد الفقه املالكي قبل صدور جمموعة من‬
‫املنظمة ‪47‬‬
‫ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ‪ :‬معلوم فإن القواعد ‪- 53‬‬
‫وكما هو‬
‫‪593101‬اعد العامة واخلاصة لتنظيم القسمة‪.‬‬
‫النصوص اليت تضمنت جمموعة من القو‬
‫ﺭﻗﻢ ‪:MD‬‬
‫ﺑﺤﻮﺙ ﻭﻣﻘﺎﻻﺕ‬ ‫ﻧﻮﻉ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ‪:‬‬
‫‪IslamicInfo‬جلملة من القوانني الوضعية واملراسيم التطبيقية احملددة اليت يسهل الرجوع‬
‫ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪:‬احملفظ خيضع يف تنظيمه‬
‫ﻗﻮﺍﻋﺪكان العقار‬
‫فإذا‬
‫ملصادر متنوعة منها ما هو مستمد من‬ ‫تنظيمه‬
‫ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﺍﺕ‬ ‫ضضع يف‬
‫ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ‪،‬‬ ‫احملفظ‬
‫ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‪،‬‬ ‫ﺍﻟﻌﻴﻨﻴﺔ‪ ،‬غري‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ‬ ‫ﺍﻟﺤﻘﻮﻕفإن العقار‬
‫وتوحد القواعد املطبقة عليه‪،‬‬ ‫إليها‬
‫ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ‪:‬‬
‫‪http://search.mandumah.com/Record/593101‬‬ ‫ﺭﺍﺑﻂ‪:‬‬
‫الفقه اإلسالمي وضصوصا املالكي منه وما هو مستمد من القانون الوضعي حيث يتم االعتماد يف استخراج القواعد‬
‫اليت يتعني تطبيقها عليه على مصادر فقهية من بينها‪:‬‬

‫‪ -‬منت الشيخ خليل بن إسحاق والشروح اليت وضعت له من طرف الفقهاء كشرح اخلطاب والزرقاين والدردير‪،‬‬

‫‪ -‬حتفة ابن عاصم الغرانطي وشروحها كشرح التسويل وميارة‪ ،‬واملهدي والوزاين‪،‬‬

‫‪ -‬ال مية الزقاق وشروحها كشرح التاودي واهلواري وميارة‪،‬‬

‫‪ -‬كتب النوازل كاملعيار للونشريسي ونوازل املهدي الوزاين‪،‬‬

‫‪ -‬وتتم االستعانة كذلك يف بعض املسائل أبمهات كتب الفقه املالكي كمدونة اإلمام مالك وبداية اجملتهد وهناية‬
‫املقتصد البن رشد والقوانني الفقهية البن جزي وتبصرة احلكام يف أصول االقضية واألحكام إلبن فرحون‪.‬‬

‫وقد عملت وزارة العدل على هتييئ مشروع ملدونة احلقوق العينية للعقارات غري افحمفظة لتاليف االختالفات والتأويالت‬
‫(‪ .)2‬وقد عرف املشروع أتخرا يف رؤيته النور إىل أن مت تقدمي اقرتاح مشروع قانون ‪ 80.93‬املتعلق ابحلقوق العينية من‬

‫(‪)1‬حسن منصف‪ ،‬قسمة األراضي السقوية‪ ،‬جملة افحمامون‪ ،‬عدد خاص بندوة العقار‪ ،‬العدد ‪ ،3‬مطبعة ‪ ،imprimerie mbh‬اجلديدة‪ ،3993 ،‬ص‪.321 .‬‬
‫© ‪ 2016‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪ .‬ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪.‬‬
‫ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ‬ ‫ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ص‬
‫‪،2119‬‬‫يع‪،‬ﻫﺬﻩ‬
‫ﺗﺤﻤﻴﻞشﺃﻭر والتوز‬
‫ﻃﺒﺎﻋﺔ‬ ‫ﻳﻤﻜﻨﻚاملغربية للن‬
‫ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪.‬اآلفاق‬
‫السادس‪ ،‬دار‬ ‫ﺟﻤﻴﻊد املزدو‬
‫ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ‬ ‫مالك‪ ،‬العد‬ ‫جملة األ‬
‫ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ‬ ‫التنمية‪،‬‬
‫ﺍﻟﻨﺸﺮ‪،‬‬ ‫ﺣﻘﻮﻕ‬ ‫ﺃﺻﺤﺎﺏ يف‬
‫العقارﻣﻊغري افحمف‬
‫إلدما ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ‬ ‫املقرتحة‬
‫ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ‬ ‫ﺑﻨﺎﺀري ﻋﻠﻰ‬
‫ﻣﺘﺎﺣﺔلتداب‬
‫ﺍﻟﻤﺎﺩﺓمومن‪ ،‬ا‬
‫ﻫﺬﻩ)حممد‬
‫(‪2‬‬
‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ ﺩﺍﺭ‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪..‬‬
‫‪ 13‬و‪12‬‬
‫‪74‬‬

‫مستجدات القسمة على ضوء قانون ‪80.93‬‬

‫املتعلق مبدونة احلقوق العينية‬


‫األستاذ فاتح كمال‬

‫مستشار مبحكمة االستئناف بتازة‬

‫القسمة لغة هي متييز األنصباء واصطالحا تعيني نصيب كل شريك يف مشاع ولو ابختصاص تصرفه (‪.)1‬‬

‫وكما هو معلوم فإن القواعد املنظمة للقسمة كانت منذ قرون مستمدة من قواعد الفقه املالكي قبل صدور جمموعة من‬
‫النصوص اليت تضمنت جمموعة من القواعد العامة واخلاصة لتنظيم القسمة‪.‬‬

‫فإذا كان العقار احملفظ خيضع يف تنظيمه جلملة من القوانني الوضعية واملراسيم التطبيقية احملددة اليت يسهل الرجوع‬
‫إليها وتوحد القواعد املطبقة عليه‪ ،‬فإن العقار غري احملفظ ضضع يف تنظيمه ملصادر متنوعة منها ما هو مستمد من‬
‫الفقه اإلسالمي وضصوصا املالكي منه وما هو مستمد من القانون الوضعي حيث يتم االعتماد يف استخراج القواعد‬
‫اليت يتعني تطبيقها عليه على مصادر فقهية من بينها‪:‬‬

‫‪ -‬منت الشيخ خليل بن إسحاق والشروح اليت وضعت له من طرف الفقهاء كشرح اخلطاب والزرقاين والدردير‪،‬‬

‫‪ -‬حتفة ابن عاصم الغرانطي وشروحها كشرح التسويل وميارة‪ ،‬واملهدي والوزاين‪،‬‬

‫‪ -‬ال مية الزقاق وشروحها كشرح التاودي واهلواري وميارة‪،‬‬

‫‪ -‬كتب النوازل كاملعيار للونشريسي ونوازل املهدي الوزاين‪،‬‬

‫‪ -‬وتتم االستعانة كذلك يف بعض املسائل أبمهات كتب الفقه املالكي كمدونة اإلمام مالك وبداية اجملتهد وهناية‬
‫املقتصد البن رشد والقوانني الفقهية البن جزي وتبصرة احلكام يف أصول االقضية واألحكام إلبن فرحون‪.‬‬

‫وقد عملت وزارة العدل على هتييئ مشروع ملدونة احلقوق العينية للعقارات غري افحمفظة لتاليف االختالفات والتأويالت‬
‫(‪ .)2‬وقد عرف املشروع أتخرا يف رؤيته النور إىل أن مت تقدمي اقرتاح مشروع قانون ‪ 80.93‬املتعلق ابحلقوق العينية من‬

‫(‪)1‬حسن منصف‪ ،‬قسمة األراضي السقوية‪ ،‬جملة افحمامون‪ ،‬عدد خاص بندوة العقار‪ ،‬العدد ‪ ،3‬مطبعة ‪ ،imprimerie mbh‬اجلديدة‪ ،3993 ،‬ص‪.321 .‬‬

‫(‪)2‬حممد مومن‪ ،‬التدابري املقرتحة إلدما العقار غري افحمف يف التنمية‪ ،‬جملة األمالك‪ ،‬العدد املزدو السادس‪ ،‬دار اآلفاق املغربية للنشر والتوزيع‪ ،2119 ،‬ص‬
‫‪ 13‬و‪.12‬‬
‫األستاذ فاتح كمال‬ ‫‪73‬‬

‫طرف احلكومة إىل جملس النواب بتاريخ ‪ 1929/5/21‬حيث ظل حوايل شهر موضوع مناقشة عامة للجنة املختصة‬
‫اليت مل تتوقف إال عند ‪ 7‬مواد كانت موضوع خالف منها ‪ 8‬مواد تتعلق ابلقسمة ليوافق على املشروع جملس النواب‬
‫بتاريخ ‪ 1922/7/28‬ابإلمجاع‪ .‬أما جملس املستشارين فلم يدخل أي تعديل على املشروع ووافق عليه بتاريخ‬
‫‪ 1922/22/25‬ابإلمجاع (‪.)3‬‬

‫وحماولة يف االقرتاب أكثر من مستجدات تنظيم القسمة يف القانون املذكور سأحاول التطرق إليها من ضالل‬
‫التقسيم االيت‪:‬‬

‫الفقرة األوىل‪ :‬مستجدات شروط القسمة‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬مستجدات أاثر القسمة‪ ،‬الكل على ضوء القانون اجلديد‪.‬‬

‫الفقرة األوىل‪:‬‬

‫مستجدات شروط القسمة على ضوء القانون اجلديد‬

‫سأتطرق إىل مستجدات هاته الشروط ال من حيث الشروط الشكلية (‪ )I‬أو املوضوعية (‪.)II‬‬

‫أوال‪ :‬الشروط الشكلية‬

‫أخضع القانون رقم ‪ 80.93‬القسمة إىل مقتضياته وما مل يرد به خيضع ملقتضيات ظهري مثابة قانون االلتزامات والعقود‪،‬‬
‫فإذا مل يوجد يرجع إىل الراجح واملشهور وما جرى به العمل من الفقه املالكي (‪.)4‬‬

‫ولعل اهم شرط قد يتبادر إىل الذهن يف هذا اجملال هو شرط الكتابة حيث رتب املشرع على ختلفها يف جمال القسمة‬
‫البطالن بل وأوجب أن تكون الكتابة يف حمرر رمسي أي أن تكون أمام موثق أو عدل‪.‬‬

‫وإستثناءا يقبل حترير القسمة يف عقد غري رمسي شريطة أن يكون اثبت التاريخ أي مسجل (لدى مصلحة التسجيل‬
‫والتمرب) وأن يكون ذلك العقد حمرر من طرف حمام مقبول للرتافع أمام حمكمة النقض ما مل ينص قانون خاص على‬
‫خالف ذلك (‪.)5‬‬

‫(‪)3‬راجع الصفحة املتعلقة ابملشروع على الرابط‪http://www.mcrp.gov.ma/etudelois.aspx?IDL=768 :‬‬

‫(‪)4‬املادة ‪ 3‬من قانون ‪39.13‬‬

‫(‪)5‬املادة ‪ 4‬من قانون ‪39.13‬‬


‫‪70‬‬ ‫مستجدات القسمة على ضوء قانون ‪ 80.93‬املتعلق مبدونة احلقوق العينية‬

‫ويطرح جزاء البطالن عدة تساؤالت ما إذا كام املشرع يقصد به البطالن العام أو اخلاص ‪nullité ou annulation‬‬
‫وابلتايل من له احلق يف االحتجا بذلك املقتضى وأي أاثر على إرجاع احلالة إىل ماكنت عليه بني املتقامسني رضائيا؟‬

‫أما خبصوص األجل‪ :‬جند مثال أن القسمة الرضائية ال ميكن إبطاهلا إال بواسطة دعوى داخل سنة من اتريخ إجرائها حتت‬
‫طائلة سقوط الدعوى (‪.)6‬‬

‫وخبصوص الصفة يف اإلدعاء أو املدعى عليهم‪ :‬تتوجب اإلشارة أن املشرع كرس مبدأ أنه ال تقبل دعوى القسمة إال إذا‬
‫وجهت ضد مجيع الشركاء وأضاف شرطا حمل نظر هو وجوب تقييدها تقييدا احتياطيا إذا تعلقت بعقار حمف رغم أن‬
‫هذا الشرط جاء جممال دون توضيح كيفية وزمن هذا التقييد (‪.)7‬‬

‫كما أن على الشركاء أن يدخلوا يف دعوى القسمة مجيع أصحاب احلقوق العينية املرتتبة على العقار (‪.)8‬‬

‫أما من حيث اإلجراءات قبل حكمها بقسمة العقار املشاع قسمة عينية تتأكد من كون القسمة ممكنة وبفرز احلصص‬
‫وتكوين األنصبة على أساس اصغر حصة وعن طريق التقومي والتعديل‪ ،‬مث توزع االنصبة املفرزة بني الشركة ابلقرعة‪ ،‬وتصدر‬
‫حكمها بنا على تصميم خبري يف املسح الطبوغرايف يعني موقع وحدود ومساحة كل نصيب مفرز (‪.)9‬‬

‫أما إذا كان العقار املشاع غري قابل للقسمة العينية‪ ،‬أو كان من شان قسمته خمالفة القوانني والضوابط اجلاري هبا العمل أو‬
‫إحداث نقص كبري يف قيمته‪ ،‬فإن افحمكمة حتكم ببيعه يف املزاد العلين (‪.)10‬‬

‫اثنيا‪ :‬الشروط املوضوعية‪:‬‬

‫إن التضارب يف االجتهاد القضائي والفقه العقاري حول مدى وجوب تطبيق ظهري االلتزامات والعقود على العقارات غري‬
‫افحمفظة كان مثار جدل أثر على النظام القانوين الواجب التطبيق على قسمة تلك العقارات السيما فيما يتعلق ابلقسمة‬

‫(‪)6‬املادة ‪ 331‬من قانون ‪39.13‬‬

‫يقابل هذه املادة الفصل ‪ 322‬من مشروع القانون حيث مت إدخال تعديل صغري على الفصل يتعلق عجعل كلمة الرضى ابأللف املقصورة عوض األلف املمدودة‬
‫يف النص القدمي مما يدل على ضعف اإلضافة النوعية للفصل األصلي من طرف جملسي النواب واملستشارين‬

‫(‪)7‬املادة ‪ 313‬من قانون ‪39.13‬‬

‫(‪)8‬املادة ‪ 321‬من قانون ‪.39.13‬‬

‫(‪)9‬املادة ‪ 333‬من قانون ‪39.13‬‬

‫يقابل هذه املادة الفصل ‪ 324‬من مشروع القانون حيث مت إدخال تغيري على كلمة الطبغرايف عجعلها الطبوغرايف يف النص اجلديد‬

‫(‪)10‬الفصل ‪ 333‬من قانون ‪39.13‬‬


‫األستاذ فاتح كمال‬ ‫‪09‬‬

‫غري الرضائية‪ .‬وقد أتى املشرع ليحل هذا اإلشكال من خالل املادة ‪ 12‬حيث بني أنه "تسري أحكام هذا القانون ‪-‬‬
‫‪ -80.93‬مع مراعاة األحكام الواردة يف قانون االلتزامات والعقود والنصوص اخلاصة" مما يدل على أن املشرع أراد حسم‬
‫اجلدل الذي ترتب عن ظهري مغربة وتعريب القضاء وسد الفراغ القانوين املتواجد سابقا ابعتماد قواعد حمددة وإعتبار‬
‫مقتضيات ظهري االلتزامات والعقود قواعد مكملة هلا واليت أمهها قواعد تنظيم الشياع والقسمة يف ظهري االلتزامات‬
‫والعقود‪.‬‬
‫(‪)11‬‬
‫حيث إنه وإن جاز للشركاء أن يتفقوا‬ ‫وهكذا أصبح القانون حدا من حدود القسمة بنص الرضائية بنص القانون‬
‫على قسمة العقار ابلطريقة اليت يرتضوهنا فان ذلك مشروط بوقوع تلك القسمة وفق القوانني والضوابط اجلاري هبا العمل‬
‫وليس وفق قواعد متناثرة ورما غري مدونة‪.‬‬

‫هاته القواعد القانونية املدونة واملنشورة هي تطبقها افحمكمة يف تنظيم القسمة يف حالة جلوء طاليب القسمة إليها (‪.)12‬‬

‫بل حىت إن اتفق املتقامسني على البقاء يف الشياع‪ ،‬فإن ذلك االتفاق ال جيوز إال ملدة معينة وتبقى تلك املدة حتت رقابة‬
‫افحمكمة اليت ميكنها احلكم بفسخ ذلك االتفاق ولو قبل حلول األجل لكون ال جيرب أحد على البقاء يف الشياع (‪.)13‬‬

‫إن القسمة إبعتبارها عقد يؤول إىل عقد البيع حيث يفوت هبا العقار إىل املتقامسني‪ ،‬ال تفيد ملكية العقارات غري افحمفظة‬
‫أو أي حق عيين إال إذا استندت على أصل التملك طبقا للمادة ‪ 8‬من قانون ‪ .80.93‬ولعل هذا املستجد يبني إرادة‬
‫املشرع يف حسم اخلالف الفقهي الذي طال يف ميدان التوثيق العديل حول مساح بعض قضاة التوثيق ابملخاطبة على رسوم‬
‫قسمة عقارات غري حمفظة مدخلها لفيف متخلف أو تركة واعتماد تلك الرسوم الحقا أمام قضاء املوضوع‪.‬‬

‫بل إن املشرع أضاف شرطا أخر هو عنصر حيازة املفوت له للعقار حيازة متوفرة على الشروط القانونية‪.‬‬

‫ولعل أهم مستجد للقانون املذكور هو حتديده لنطاق احلقوق العينية العقارية (‪ )14‬وتعريفه لألشياء العقارية (‪ )15‬مما حيدد‬
‫النطاق العقاري الذي قد تنصب عليه القسمة بني املتقامسني‪.‬‬

‫(‪)11‬املادة ‪ 24‬من قانون ‪39.13‬‬

‫(‪)12‬املادة ‪ 23‬من قانون ‪39.13‬‬

‫(‪)13‬املادة ‪ 23‬من قانون ‪39.13‬‬

‫(‪ )14‬ينظر الكتاب األول من قانون ‪39.13‬‬

‫(‪ )15‬ينظر الفصول ‪ 1‬و‪ 3‬و‪ 3‬من قانون ‪39.13‬‬


‫‪05‬‬ ‫مستجدات القسمة على ضوء قانون ‪ 80.93‬املتعلق مبدونة احلقوق العينية‬

‫وهبذا اخلصوص أوضح القانون املذكور خبصوص امللكية املشرتكة للطريق اخلاص املشرتك أنه ال جيوز للشركاء يف الطريق‬
‫(‪)16‬‬
‫لكون الطريق اخلاص املشرتك ملك شاع بني من هلم حق املرور‬ ‫املشرتك أن يطلبوا قسمته ما مل يقع االستغناء عنه‬
‫فيه(‪.)17‬‬

‫ويشرتط إلجراء القسمة أن يكون امللك مملوكا على الشياع للشركاء عند إجرائها‪ ،‬وأن يكون قابال لقسمة‪ ،‬وأن ال تزول‬
‫املنفعة املقصودة منه ابلنسبة لكل جزء من أجزائه بعد القسمة (‪.)18‬‬

‫وخبصوص الشروط املوضوعية لدعوى الطعن يف القسمة الرضائية فال تقبل إال لسبب عيب من عيوب الرضى ‪ -‬الغلط‬
‫التدليس واإلكراه‪ -‬أو إذا حلق احد الشركاء غنب ال يقل عن الثلث بني قيمة ما أل إليه مقتضى القسمة وبني القيمة‬
‫احلقيقية حلصته يف العقار املقسوم‪ .‬وتكون العربة يف تقديره لقيمته وقت إجراء القسمة‪ ،‬وللمدعى عليه يف هذه احلالة‬
‫األخرية طلب اإلبقاء على القسمة إذا هو أكمل للمدعي ما نقص من نصيبه عينا أو نقدا (‪.)19‬‬

‫الفقرة الثانية‪:‬‬

‫مستجدات أثار القسمة على ضوء القانون اجلديد‬

‫قام املشرع يف مدونة احلقوق العينية بتقسيم القسمة إىل بتية وقسمة مهاأية وعرف القسمة البتية ابهنا أداة لفرز نصيب كل‬
‫شريك يف امللك وينقضي هبا الشياع‪ .‬يف حني تقتصر قسمة املهاأية على املنافع وهي إما زمانية وإما مكانية وتتم القسمة‬
‫إما ابلرتاضي وإما حبكم قضائي مع مراعاة القوانني والضوابط اجلاري هبا العمل (‪.)20‬‬

‫ويعترب كل متقاسم مالكا على وجه االستقالل للحصة املفرزة اليت آلت إليه نتيجة القسمة‪ ،‬وتكون ملكيته خالصة من‬
‫كل حق عيين رتبه غريه من الشركاء إال إذا رتب هذا احلق الشركاء جمتمعون (‪.)21‬‬

‫وما جيب اإلشارة إليه إىل أن مصروفات وتكاليف القسمة يتحملها املتقامسون مجيعا وتوزع بينهم على أساس حصة كل‬
‫واحد منهم (‪.)22‬‬

‫(‪ )16‬ينظر املادة ‪ 33‬من قانون ‪39.13‬‬

‫(‪ )17‬يراجع مقتضيات املادة ‪ 32‬من قانون ‪39.13‬‬

‫(‪ )18‬املادة ‪ 334‬من قانون ‪39.13‬‬

‫(‪ )19‬املادة ‪ 331‬من قانون ‪39.13‬‬

‫(‪ )20‬املادة ‪ 333‬من قانون ‪39.13‬‬

‫(‪ )21‬املادة ‪ 811‬من قانون ‪.80.93‬‬


‫األستاذ فاتح كمال‬ ‫‪05‬‬

‫ولالقرتاب أكثر من دراسة ابقي اآلاثر‪ ،‬سأدرس أوال أاثر القسمة الرضائية (‪ )I‬مث القضائية (‪)II‬‬

‫أوال‪ :‬أاثر القسمة الرضائية‪:‬‬

‫إن من أاثر القسمة الرضائية جعلها انفذة يف حق الشركاء الذين حضروها وإهناء حالة الشياع بينهم خبصوص موضوع‬
‫القسمة‪.‬‬

‫لكنها ال تكون انفذة بني األطراف إال إذا صادق عليها مجيع أصحاب احلقوق العينية املرتتبة على العقار (‪.)23‬‬

‫إن قسمة املهاأية كما قلنا تقتصر على املنافع وهي إما زمانية وإما مكانية‪.‬‬

‫ومن أاثر املهاأية الزمانية إتفاقا الشركاء على أن يتناوبوا االنتفاع عجميع العقار املشاع كل منهم كدة تناسب مع صحته فيه‬
‫وجيب فيه تعيني املدة اليت خيتص هبا كل منهم‪ .‬أما إذا وقع خالف بني الشركاء حول تلك املدة تعينها افحمكمة تبعا‬
‫لطبيعة العقار املشاع كما تعني اتريخ الشروع فيها ومن يبدأ منهم ابالنتفاع (‪.)24‬‬

‫ومن أاثر املهاأية املكانية كذلك اتفاق الشركاء خيتص كل واحد منهم ابالنتفاع عجزء من العقار املشاع يتناسب مع حصته‬
‫فيه على أن يتنازل لشركائه يف مقابل ذلك عن االنتفاع بباقي أجزائه األخرى وجيب فيها تعيني اجلزء الذي يستقل به كل‬
‫منهم وإال عينته افحمكمة ومن أهم نتائج تلك القسمة أنه ال يلتزم أي متقاسم جتاه املتقامسني اآلخرين بتقدمي أي حساب‬
‫كما قبضه خالل مدة انتفاعه (‪.)25‬‬

‫وتنتقل احلقوق والتزامات املتعلقة ابملهاأية إىل اخللف الذي آلت إليه ملكية احلصة املشاعة سواء كان عاما أو خاصا(‪.)26‬‬

‫ويضمن املتقامسون بعضهم لبعض أنصبتهم مما قد تقع عليها من تعرض أو استحقاق بسبب سابق عن القسمة إال إذا مت‬
‫االتفاق صراحة على اإلعفاء منه أو نشأ بسبب خطأ املتقاسم نفسه (‪.)27‬‬

‫(‪ )22‬املادة ‪ 881‬من قانون ‪.80.93‬‬

‫(‪ )23‬املادة ‪ 812‬من قانون ‪.80.93‬‬

‫(‪ )24‬املادة ‪ 817‬من قانون ‪.80.93‬‬

‫(‪ )25‬الفصل ‪ 889‬من قانون ‪.80.93‬‬

‫(‪ )26‬املادة ‪ 333‬من قانون ‪39.13‬‬

‫(‪ )27‬الفصل ‪ 324‬من قانون ‪ 324‬من قانون ‪39.13‬‬


‫‪08‬‬ ‫مستجدات القسمة على ضوء قانون ‪ 80.93‬املتعلق مبدونة احلقوق العينية‬

‫وإذا كان العقار غري حمف واستحقت حصة املتقاسم كلها أو بعضها ما زاد على الثلث كان له أن يطلب فسخ القسمة‬
‫وإجراء قسمة جديدة فيما بقي من العقار الشائع كله إذا كان ذلك ممكنا ومل يلحق أي ضرر ابلغري‪ ،‬فإذا تعذر إجراء‬
‫قسمة جديدة كان ملستحق الضمان الرجوع على املتقامسني اآلخرين ابلتعويض‪.‬‬

‫وإذا كان ما استحق من املتقاسم يف حدود الثلث فما دون‪ ،‬فليس له سوى الرجوع على املتقامسني ابلتعويض‪.‬‬

‫وإذا كان العقار حمفظا واستحقت حصة املتقاسم كال أو بعضا فليس له سوى الرجوع على املتقامسني ابلتعويض (‪.)28‬‬

‫اثنيا‪ -‬أاثر القسمة البتية‪:‬‬

‫جاء يف إطار املادة ‪ 23‬من مدونة احلقوق العينية أنه من أاثر قسمة العقار افحممل ابرتفاق لفائدته بقاء حق االرتفاق‬
‫لكل جزء من العقار على أن ال يزيد ذلك يف عبء التكليف الواقع على العقار املرتفق به أما إذا جزء العقار املرتفق به‬
‫بقي حق االرتفاق ساراي على اجلزء الذي كان يشغله (‪.)29‬‬

‫إن جتميع هذه املقتضيات املهمة يف هذه املدونة لن يثنينا عن التساؤل حول مدى اعتبار هذا املشروع احلل لتفادي أزمة‬
‫العقار غري افحمف يف املغرب والسيما أزمة منازعات قسمة العقار غري افحمف ؟ أم أنه سيعمق واقع اهلوة بني العقارات‬
‫افحمفظة وغري افحمفظة يف جمال القسمة؟‬

‫(‪ )28‬املادة ‪ 321‬من قانون ‪39.13‬‬

‫(‪ )29‬املادة ‪ 49‬من قانون ‪39.13‬‬

‫)‪Powered by TCPDF (www.tcpdf.org‬‬

You might also like