You are on page 1of 25

‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫الحماية القانونية للعامالت املنزليات على‬

‫ضوء املعايري الدولية وقانون ‪ 91.91‬املنظم‬


‫ﺍﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻟﻠﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﻟﻤﻨﺰﻟﻴﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺿﻮﺀ ﺍﻟﻤﻌﺎﻳﻴﺮ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻭﻗﺎﻧﻮﻥ ‪ 19.12‬ﺍﻟﻤﻨﻈﻢ‬ ‫ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ‪:‬‬
‫ﻣﺠﻠﺔ ﻋﺪﺍﻟﺔ ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ‪:‬‬

‫الروكي زكرياء‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﻄﻔﻰ ﺍﻟﻐﺸﺎﻡ ﺍﻟﺸﻌﻴﺒﻲ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ‪:‬‬

‫دكتور في الحقوق‬ ‫ﺯﻛﺮﻳﺎﺀ‪ ،‬ﺍﻟﺮﻭﻛﻲ‬ ‫ﺍﻟﻤؤﻟﻒ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ‪:‬‬


‫ﻉ‪13‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﻠﺪ‪/‬ﺍﻟﻌﺪﺩ‪:‬‬
‫ﻧﻌﻢ‬ ‫ﻣﺤﻜﻤﺔ‪:‬‬
‫‪2021‬‬
‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ‪:‬فرضةةت معطية‬
‫ةات العصةةر الحةةديث شةةروطا جديةةدة للتغييةةر فةةي واقةةن الحيةةاة‬
‫‪77 - 99‬‬ ‫ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ‪:‬‬
‫االجتماعية واالقتصادية والثقافية بشتى أنماطهاي وقد ام تد مداها بع يدا لي خيم بأعمق‬
‫‪1191973‬‬ ‫ﺭﻗﻢ ‪:MD‬‬
‫تحديداي فاضطر مع ها هذا األخ ير تدريجيا إ لى ت طوير‬ ‫البشري‬
‫ﻭﻣﻘﺎﻻﺕ‬ ‫اآلثار على العنصر‬
‫ﺑﺤﻮﺙ‬ ‫ﻧﻮﻉ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ‪:‬‬

‫‪Arabic‬داخل نسق المجت من اإلن ساني ا لذي إل يه ويتفا عل م عه وي تأثر‬


‫أدائه ومراجعة أدواره‬ ‫ﺍﻟﻠﻐﺔ‪:‬‬
‫‪IslamicInfo‬‬ ‫ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪:‬‬
‫به‪ .‬و بديهي أن تظ هر أو لى ب صمات هذا الت حول جل ية في مرآة الم حيط األ سري‬
‫ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﻭﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﺎﺕ‪ ،‬ﺍﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﻟﻤﻨﺰﻟﻴﺎﺕ‪ ،‬ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ‪ ،‬ﻗﺎﻧﻮﻥ‬ ‫ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ‪:‬‬
‫ﺍﻟﻤﻐﺮﺏمنظومة الو ظائف المتباد لة والعال قات الم شتركة ال تي‬
‫ﺍﻟﻌﻤﻞ‪،‬خالل‬
‫واالجتماعي للفردي من‬
‫‪http://search.mandumah.com/Record/1191973‬‬ ‫ﺭﺍﺑﻂ‪:‬‬
‫‪137‬‬
‫‪.‬‬ ‫تتبلور داخله بصورة جدلية‬

‫وإذا كان النشاط اإلنساني في أي مجت من يت خذ صورا مت عددة تخت لف بح سب‬


‫طبيعة هذا الن شاط و صفة من يؤد يه ومر كز من يؤدي لح سابهي ف من هذا المنط لق‬
‫يم كن استح ضار األهم ية الق صوى للع مل المنز ليي خا صة في ظل شروط الح ياة‬
‫الع صرية الجد يدةي وال تي أدت بف عل عوا مل متداخ لة إ لى و جود شريحة اجتماع ية‬
‫شغلية داخل البيوت تؤدي خدمات منزلية ذات سمة عائلية خاصة‪.138‬‬

‫حيةةث أن وجةةود العةةامالت المنزليةةات داخةةل البيةةوت يرجةةن باألسةةاس نتيجةةة‬


‫لخةةروج المةةرأة إلةةى العمةةل ممةةا يةةؤدي إلةةى اسةةتنزاف كثيةةر مةةن طاقتهةةا فةةي أداء‬
‫م سؤوليتها الوظيف يةي وبال تالي ت صب غ ير قادرة أن ت قوم بأع باء الب يتي و من ه نا‬

‫‪ - 137‬عبد السالم مفرج‪ :‬الوضعية القانونية لخدم البيوت في التشريع المغربي والمقارن‪ ،‬رسالة لنيل دب لوم الدرا سات العل يا‬
‫ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪.‬جام عة ع بد الما لك ال سعدي‪ ،‬كل ية الع لوم القانون ية واالجتماع ية‪ ،‬بطن جة‪ ،‬ال سنة الجامع ية‪،‬‬
‫ﺍﻟﺤﻘﻮﻕال خاص‪،‬‬
‫ﺟﻤﻴﻊ قانون‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪ .‬في ال‬
‫© ‪ 2023‬المعم قة‬
‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ‬
‫صﺃﻭ‪.5‬ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ‬ ‫‪،2442‬‬
‫ﺍﻟﻨﺴﺦ‬ ‫‪\2447‬‬
‫ﻭﻳﻤﻨﻊ‬ ‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ‪،‬‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪ - 138 .‬عبد السالم مفرج‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.5‬‬

‫‪77‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫الحماية القانونية للعامالت املنزليات على‬

‫ضوء املعايري الدولية وقانون ‪ 91.91‬املنظم‬


‫ﻟﻺﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻗﻢ ﺑﻨﺴﺦ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﺣﺴﺐ ﺇﺳﻠﻮﺏ ﺍﻹﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ‪:‬‬

‫ﺇﺳﻠﻮﺏ ‪APA‬‬
‫زكرياءﺍﻟﻤﻌﺎﻳﻴﺮ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻭﻗﺎﻧﻮﻥ ‪19.12‬‬
‫ﻋﻠﻰ ﺿﻮﺀ‬ ‫ﺯﻛﺮﻳﺎﺀ‪ ،‬ﺍﻟﺮﻭﻛﻲ‪ .(2021) .‬ﺍﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻟﻠﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﻟﻤﻨﺰﻟﻴﺎﺕ‬
‫الروكي‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻢ‪.‬ﻣﺠﻠﺔ ﻋﺪﺍﻟﺔ ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ‪ ،‬ﻉ‪ .99 - 77 ،13‬ﻣﺴﺘﺮﺟﻊ ﻣﻦ‬
‫‪ http://search.mandumah.com/Record/1191973‬دكتور في الحقوق‬
‫ﺇﺳﻠﻮﺏ ‪MLA‬‬
‫ﺯﻛﺮﻳﺎﺀ‪ ،‬ﺍﻟﺮﻭﻛﻲ‪" .‬ﺍﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻟﻠﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﻟﻤﻨﺰﻟﻴﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺿﻮﺀ ﺍﻟﻤﻌﺎﻳﻴﺮ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻭﻗﺎﻧﻮﻥ ‪19.12‬‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻢ‪".‬ﻣﺠﻠﺔ ﻋﺪﺍﻟﺔ ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔﻉ‪ .99 - 77 :(2021) 13‬ﻣﺴﺘﺮﺟﻊ ﻣﻦ‬
‫‪http://search.mandumah.com/Record/1191973‬ةروطا جديةةدة للتغييةةر فةةي واقةةن الحيةةاة‬
‫فرضةةت معطيةةات العصةةر الحةةديث شة‬
‫االجتماعية واالقتصادية والثقافية بشتى أنماطهاي وقد ام تد مداها بع يدا لي خيم بأعمق‬
‫اآلثار على العنصر البشري تحديداي فاضطر مع ها هذا األخ ير تدريجيا إ لى ت طوير‬
‫أدائه ومراجعة أدواره داخل نسق المجت من اإلن ساني ا لذي إل يه ويتفا عل م عه وي تأثر‬
‫به‪ .‬و بديهي أن تظ هر أو لى ب صمات هذا الت حول جل ية في مرآة الم حيط األ سري‬
‫واالجتماعي للفردي من خالل منظومة الو ظائف المتباد لة والعال قات الم شتركة ال تي‬
‫تتبلور داخله بصورة جدلية‪.137‬‬

‫وإذا كان النشاط اإلنساني في أي مجت من يت خذ صورا مت عددة تخت لف بح سب‬


‫طبيعة هذا الن شاط و صفة من يؤد يه ومر كز من يؤدي لح سابهي ف من هذا المنط لق‬
‫يم كن استح ضار األهم ية الق صوى للع مل المنز ليي خا صة في ظل شروط الح ياة‬
‫الع صرية الجد يدةي وال تي أدت بف عل عوا مل متداخ لة إ لى و جود شريحة اجتماع ية‬
‫شغلية داخل البيوت تؤدي خدمات منزلية ذات سمة عائلية خاصة‪.138‬‬

‫حيةةث أن وجةةود العةةامالت المنزليةةات داخةةل البيةةوت يرجةةن باألسةةاس نتيجةةة‬


‫لخةةروج المةةرأة إلةةى العمةةل ممةةا يةةؤدي إلةةى اسةةتنزاف كثيةةر مةةن طاقتهةةا فةةي أداء‬
‫م سؤوليتها الوظيف يةي وبال تالي ت صب غ ير قادرة أن ت قوم بأع باء الب يتي و من ه نا‬

‫‪ - 137‬عبد السالم مفرج‪ :‬الوضعية القانونية لخدم البيوت في التشريع المغربي والمقارن‪ ،‬رسالة لنيل دب لوم الدرا سات العل يا‬
‫ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪.‬جام عة ع بد الما لك ال سعدي‪ ،‬كل ية الع لوم القانون ية واالجتماع ية‪ ،‬بطن جة‪ ،‬ال سنة الجامع ية‪،‬‬
‫ﺍﻟﺤﻘﻮﻕال خاص‪،‬‬
‫ﺟﻤﻴﻊ قانون‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪ .‬في ال‬
‫© ‪ 2023‬المعم قة‬
‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ‬
‫صﺃﻭ‪.5‬ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ‬ ‫‪،2442‬‬
‫ﺍﻟﻨﺴﺦ‬ ‫‪\2447‬‬
‫ﻭﻳﻤﻨﻊ‬ ‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ‪،‬‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪ - 138 .‬عبد السالم مفرج‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.5‬‬

‫‪77‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫الحماية القانونية للعامالت املنزليات على‬

‫ضوء املعايري الدولية وقانون ‪ 91.91‬املنظم‬

‫الروكي زكرياء‬
‫دكتور في الحقوق‬

‫فرضةةت معطيةةات العصةةر الحةةديث شةةروطا جديةةدة للتغييةةر فةةي واقةةن الحيةةاة‬
‫االجتماعية واالقتصادية والثقافية بشتى أنماطهاي وقد ام تد مداها بع يدا لي خيم بأعمق‬
‫اآلثار على العنصر البشري تحديداي فاضطر مع ها هذا األخ ير تدريجيا إ لى ت طوير‬
‫أدائه ومراجعة أدواره داخل نسق المجت من اإلن ساني ا لذي إل يه ويتفا عل م عه وي تأثر‬
‫به‪ .‬و بديهي أن تظ هر أو لى ب صمات هذا الت حول جل ية في مرآة الم حيط األ سري‬
‫واالجتماعي للفردي من خالل منظومة الو ظائف المتباد لة والعال قات الم شتركة ال تي‬
‫تتبلور داخله بصورة جدلية‪.137‬‬

‫وإذا كان النشاط اإلنساني في أي مجت من يت خذ صورا مت عددة تخت لف بح سب‬


‫طبيعة هذا الن شاط و صفة من يؤد يه ومر كز من يؤدي لح سابهي ف من هذا المنط لق‬
‫يم كن استح ضار األهم ية الق صوى للع مل المنز ليي خا صة في ظل شروط الح ياة‬
‫الع صرية الجد يدةي وال تي أدت بف عل عوا مل متداخ لة إ لى و جود شريحة اجتماع ية‬
‫شغلية داخل البيوت تؤدي خدمات منزلية ذات سمة عائلية خاصة‪.138‬‬

‫حيةةث أن وجةةود العةةامالت المنزليةةات داخةةل البيةةوت يرجةةن باألسةةاس نتيجةةة‬


‫لخةةروج المةةرأة إلةةى العمةةل ممةةا يةةؤدي إلةةى اسةةتنزاف كثيةةر مةةن طاقتهةةا فةةي أداء‬
‫م سؤوليتها الوظيف يةي وبال تالي ت صب غ ير قادرة أن ت قوم بأع باء الب يتي و من ه نا‬

‫‪ - 137‬عبد السالم مفرج‪ :‬الوضعية القانونية لخدم البيوت في التشريع المغربي والمقارن‪ ،‬رسالة لنيل دب لوم الدرا سات العل يا‬
‫المعم قة في ال قانون ال خاص‪ ،‬جام عة ع بد الما لك ال سعدي‪ ،‬كل ية الع لوم القانون ية واالجتماع ية‪ ،‬بطن جة‪ ،‬ال سنة الجامع ية‪،‬‬
‫‪ ،2442\2447‬ص ‪.5‬‬
‫‪ - 138‬عبد السالم مفرج‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.5‬‬

‫‪77‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫كانت استعانتها وحاجتها إلى عاملة منزل ية أ مر محتو ما لت تولى هذه األخ يرة أع مال‬
‫المنزل من غسل وکي وطبن وتربية األطفال‪.139‬‬

‫من هذه الزاو يةي ت بدو الحا جة ما سة إ لى إحا طة ال مرأة ب تدابير حمائ ية كل ما‬
‫أصبحت طرفا أساسيا في أي عالقة شغل ك ما هو عل يه حال العام لة المنزل ية ن ظرا‬
‫لغلبة ال طابن الن سوي ع لى الع مل المنز ليي دون أن نن سى ف ئة ا لذكور ا لذين يؤدون‬
‫أع ماال و خدمات م حددة دون سواهاي ر غم أ نه ي سري علي ها ن فس أح كام األع مال‬
‫الممارسة من قبل النساء‪140‬ي وهي التي تشكل ظاهرة النساء المشتغالت في الب يوتي‬
‫سواء من حيث حجمها أو هزالة األجور والضمانات االجتماعية الدنيا‪...‬‬

‫ومنةةه مةةدى توفةةق المشةةرع المغربةةي فةةي اقةةرار الضةةمانات الحمائيةةة للعمةةال‬
‫المنزليين مقارنة بتوجهات باقي التشريعات؟‬

‫المحةةور األول‪ :‬وضةةعية العةةامالت المنزليةةات علةةى مسةةتوى المعةةايير الدوليةةة‬


‫ومدونة الشغل‪:‬‬

‫جاء القانون الخاص بتحديد شروط الشغل والتشغيل المتعلقة بالعمال المنزليين‬
‫نتيجة توق ين الم غرب وم صادقته ع لى العد يد من االتفاق يات والمواث يق الدول ية ال تي‬
‫تصب في مجال احترام ح قوق اإلن سان بمفهو مه الوا سن‪ .‬ويعت بر هذا ال قانون أي ضا‬
‫ام تدادا لمسل سل اإل صالحات االجتماع ية واالقت صادية ال تي ان خرط في ها الم غربي‬
‫والمجهودات الداعمة لحقوق اإلنساني والعدالة االجتماعيةي وتوسين الحماية لمخت لف‬
‫الفئات االجتماعية‪.‬‬

‫‪ - 139‬أفيالل الطريبق حنان‪ :‬وضعية خدمات البيوت القاصرات وآليات المعالجة‪ ،‬رسالة لنيل الماستر في ال قانون ال خاص‪،‬‬
‫جامعة عبد المالك السعدي‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية بطنجة‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2449\2449‬ص ‪.2‬‬
‫‪ - 140‬أ حالم شميعة‪ :‬الو ضعية االجتماع ية والقانون ية ل خدم الب يوت درا سة ع لى ضوء الم شروع "الط فالت ال صغيرات‬
‫نموذ جا"‪ ،‬ر سالة لن يل دب لوم الدرا سات العل يا المعم قة في ال قانون ال خاص‪ ،‬جام عة سيدي مح مد بن ع بد هللا‪ ،‬كل ية الع لوم‬
‫القانونية واالقتصادية واالجتماعية بفاس‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2449-2442‬ص ‪.07‬‬

‫‪78‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫ك ما أن هذا ال قانون جاء م تأثرا بم بادئ الد ستور الجد يدي المتمث لة في إ قراره‬
‫لمجمو عة من الح قوق االجتماع ية واالقت صاديةي خا صة الف صل ‪ 22‬م نه المتع لق‬
‫بمناهضة كل أشكال العنف والمعاملة المهينة أو الحاطة بكرامة اإلنسان‪.141‬‬

‫أوال‪ :‬وضعية العامالت المنزليات في القانون الدولي والتشريعات المقارنة‬

‫إن ال حديث عن الو ضعية القانون ية للع مل المنز لي وأشخا صه ي فرض بكيف ية‬
‫منهجية أفضلي عندما يتخذ منحى مقارنا في سياق التقابل المو ضوعيي بين ما أعل نت‬
‫عنه مواثيق المنظمات الدولية في هذا الم جالي و بين ما اتخذ ته جل دول ال عالم من‬
‫تدابير تنظيمية وحمائية في توجهاتها الداخلية لنفس الغاية‪.‬‬

‫أ ‪ -‬وضعية العامالت المنزليات في االتفاقيات الدولية‪:‬‬

‫ال يمكن ال حديث عن الو ضعية الخا صة بالع مل المنز لي بم عزل عن اإل طار‬
‫القانوني الدولي الذي ينظم م جال ت شغيلهم ب شكل عامي وم نه عما لة الن ساء والفت يات‬
‫القاصرات على و جه التحد يد وذ لك اعت بارا ل ما أ ضحت تمث له الخد مة المنزل ية من‬
‫شةةكل بةةارز ضةةمن األشةةكال المتعةةددة التةةي تتخةةذها هةةذه العمالةةة فةةي واقةةن العصةةر‬
‫الحديث‪.‬‬

‫وإزاء هذه الظاهرةي ما انفكت المنظمات الدولية تجتهد في إرسال منظو مة من‬
‫المعايير الحمائ ية ت ندرج في ثنايا ها سل سلة من االتفاق يات والتو صيات الرام ية إ لى‬
‫تنظيم قطاع الت شغيل و ضبط عالقا تهي ب ما ي ضمن االح ترام الفع لي لل حد األد نى من‬
‫الح قوق االن سانية للطب قة ال شغليةي وخصو صا ال شرائ ال ضعيفة من ها‪ .142‬و هذا ما‬
‫ساهم في تب لور االهت مام ا لدولي بتر سين القوا عد ال ضابطة لعما لة الن ساء والفت يات‬
‫القاصراتي وضمنها توجيه العناية الخاصة لتنظيم ومراقبة شروط الت شغيل وال شغل‬
‫داخل المنازل وتحسين ظروفهم‪.‬‬

‫‪ - 141‬ع فاف البوع ناني‪ :‬الجما ية القانون ية للع مل المنز لي في ظل م شروع قانون ر قم ‪ ،59.52‬ب حث لن يل دب لوم الما ستر‬
‫تخصص قانون األعمال‪ ،‬جامعة محمد الخامس أكدال‪ ،‬الرباط‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2457\2452‬ص‪.12 :‬‬
‫‪ - 142‬عبد السالم مفرج‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.522‬‬

‫‪79‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫ويرتكز هذا التدخل الدولي على نقطتين جوهريتيني تتعلق أوالهما بو ضن حد‬
‫أدنى لسن القبول في ال شغلي و تروم ثانيه ما سن القوا عد األسا سية ل ضمان الحما ية‬
‫القانونية والع مل الال ئق للع مال الم نزليين وتعت بر االتفاق ية ر قم ‪ 138‬ال صادرة سنة‬
‫‪ 1973‬من أهم المواثيق الدولية المتعلقة بضبط الحد األدنى للسن المسموح به قانو نا‬
‫في مجال الت شغيلي و قد سبقتها في الظ هور ت سن اتفاق يات متفر قة أ صدرتها منظ مة‬
‫العمل الدولية منذ تأسي سها سنة ‪ 1919‬وتناو لت ن فس المو ضوع ب شأن سن ت شغيل‬
‫األحداث في القطاعات المختلفة‪.‬‬

‫فإذا كان العمل بوجه عام ح قا مطل قا ال ق يد ع لى مزاول ته في حدود ال قانوني‬


‫ومفتو حا في و جه األ فراد دون أي تمي يزي فإن األ مر ليس كذلك بالن سبة للفت يات‬
‫القاصرات حيت أن تشغيلهن في سن مبكرة يؤدي إلى أضرار مختل فة تل حق ب همي إذ‬
‫ينتزعهم من بيئتهم العائلية قبل إتمام تعليمهن اإللزاميي فيؤثر ع لى صحتهن وي عوق‬
‫نموهن ال بدني وا لذهنيي ويق صر مدة إن تاجهم في الح ياةي بل و قد يف ضي إ لى ف ساد‬
‫أخالقهن بسبب االحتكاك بالعمل والعامالت البالغين‪.‬‬

‫من منطلق هذا الواقن جرى اعت ماد االتفاق ية ر قم ‪ 138‬المتعل قة بتحد يد ال سن‬
‫األدنى لتشغيل األطفال خالل المؤتمر العام لمنظ مة الع مل الدول ية في دور ته الثان ية‬
‫والخمسين المنعقدة بجنيف يوم ‪ 26‬يونيو ‪ 1973‬حيث دخلت حيز التنف يذ اب تداء من‬
‫تارين ‪ 19‬يونيو ‪ .1431976‬وقد حددت هذه االتفاقية السن األد نى للت شغيلي وأ كدت‬
‫ع لى عدم جواز أن ي كون ال حد األد نى ل سن الت شغيل أد ني من سن إن هاء الدرا سة‬
‫اإللزامية (‪ 11‬سنة) وعدم جواز أن يقل الحد األدنى عن (‪ 18‬سنة) للقبول بأي نوع‬
‫من أ نواع اال ستخدام أو الع مل ال تي يحت مل أن ي عرض للخ طر صحة أو سالمة أو‬
‫أخالق األحداث بسبب الطبيعة والظروف التي يؤدي فيها‪.‬‬

‫أما فيما يتعلق باالتفاقيات التي سنت القواعد األساسية لضمان الحماية والع مل‬
‫الال ئق لل عامالت المنزل ياتي ف قد تعر ضت االتفاق ية ر قم ‪ 177‬ل سنة ‪ 1997‬ب شأن‬

‫‪ - 143‬عبد السالم مفرج‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.522-527‬‬

‫‪81‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫العمل في المنزل وتعرضت في مادتها الرابعة إلى تعزيز المساواة في المعام لة في ما‬
‫يتع لق بالحما ية من التمي يز في اال ستخدام أو المه نة و كذلك في م جال األ جوري من‬
‫مراعاة السمات الخاصة للعمل في المنزل‪.‬‬

‫إضافة إلى ذلك هناك االتفاق ية الدول ية ر قم ‪ 189‬والتو صية ر قم ‪ 211‬ب شأن‬
‫العمل الال ئق للع مال الم نزليين المعت مدتين في ‪ 16‬يون يو ‪ 2111‬في مؤتمر الع مل‬
‫الدولي لمنظمة العمل الدولية‪.‬‬

‫ويستند الصكان أي االتفاقية والتوصية إلى الم بدأ األسا سي القا ئل بأن الع مال‬
‫المنزليين ليسوا خدما أو أفرادا من األسرة أو عماال من الف ئة الثان ية إ لى ذ لكي ي تي‬
‫المكان المجال أ مام تح سين شروط و ظروف الع مل الخا صة بع شرات المال يين من‬
‫العمال المنزليين الذين يؤدون عمال منقوص القيمة تقليديا ومحصورا بالنساء‪.‬‬

‫ويعتبر هذان الصكان تاريخيين ألنهما دوليان يطيقان ألول مرة ع لى شريحة‬
‫من الع مال في الق طاع غ ير الن ظامي في مخت لف أن حاء ال عالمي ويعتر فان بالقي مة‬
‫االقت صادية واالجتماعيةة للعمةل المنزلةيي وي شكالن قاعةدة لضةمان احتةرام العمةال‬
‫الم نزليين وح قوقهم أ سوة بالع مال الن ظاميين ا لذين نا ضلوا لو قت طو يل من أجل ها‬
‫واستحقاقها بموجب القانون‪.‬‬

‫ويتبةين مةةن مضةمون االتفاقيةةة أنهةةا تفتةرض تقيةةد الةدول بالمعةةايير األساسةةية‬
‫للعملي وتعمل على تطبيقها في إطار عال قة ال شغل من الع مال الم نزلييني إذ ت سري‬
‫أحكام االتفاقية على جمين العمال المنزلييني ل كن يم كن ا ستثناء ب عض الف ئات جزئ يا‬
‫أو كلياي سواء الستفادتها بطريقة أخرى من حما ية ت عادل ع لى األ قل ما ت ضمنته أو‬
‫لخصوصية المشاكل التي تطرحها وضعيتها‪.‬‬

‫وتتضمن هذه االتفاقية مجموعة من المعايير الحمائ ية المت صلة بتعز يز ح قوق‬
‫االنسان والمبادئ والحقوق األساسية في العملي ويمكن إجمالها في‪:‬‬

‫تعزيز حماية حقوق االنسان‪:‬‬

‫‪81‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫وذلك من خالل التنصيص على ال حق في شروط و ظروف ع مل عاد لةي ب ما‬


‫ف يه ال حق في أ جر مت ساو و مرض يك فل عي شة الئ قة بكرا مة اإلن ساني وال حق في‬
‫الراحة وفي أوقات الفراغي والسيما في تحد يد مع قول ل ساعات الع مل و في ع طالت‬
‫دورية بأجري إلى جانب أحكام ذات صلة بالحماية االجتماعية‪ .‬وتلزم المادة ‪ 3‬ا لدول‬
‫األعضاء باتخاذ تدابير تضمن على نحو فعال تعز يز وحما ية ح قوق االن سان لجم ين‬
‫الع مال المنةزلييني وتؤكةد ع لى حقهةم أسةوة بالعمةال األ خرين فةي احتةرام وحمايةة‬
‫المبادئ والحقوق األساسية في العملي أال وهي‪:‬‬

‫الحرية النقابية واالقرار الفعلي بحق المفاوضة الجماعية‪.‬‬

‫القضاء على جمين أشكال العمل الجبري أو اإللزامي‪.‬‬

‫القضاء الفعلي على عمل األطفال‪.‬‬

‫القضاء على التمييز في االستخدام والمهنة‪.‬‬

‫الحماية من اإلساءة والمضايقات والعنف‪:‬‬

‫يعتبةةر العمةةال المنزليةةوني ومعظمهةةم مةةن النسةةاء عرضةةة لشةةكل خةةاص إلةةى‬
‫اإلساءة والم ضايقات والع نف الج سدي والجن سي والنف سي و سواء ألن م كان عمل هم‬
‫مح جوب عن الع مومي وبمو جب االتفاق يةي تت خذ كل دو لة تدابير ت ضمن أن يتم تن‬
‫العمال المنزليون بحماية فعالة من جمين أشكال اإلساءة والمضايقات والعنف (ال مادة‬
‫‪.)1‬‬

‫شروط استخدام عادلة وظروف عمل ومعيشة الئقة‪:‬‬

‫بمو جب االتفاق يةي تت خذ كل دو لة تدابير ت ضمن أن يتم تن الع مال المنزل يون‬
‫شأنهم شأن الع مال عمو ما ب شروط ا ستخدام عاد لة (ال مادة ‪)6‬ي ف ضال عن ظروف‬
‫عمل الئقةي وإذا كانوا مقي مين من األ سرة أن يتمت عوا ب ظروف معي شية الئ قة تح ترم‬
‫حياتهم الخاصة‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫و تنص االتفاق ية ع لى جم لة من الح قوق لل عامالت والع مال الم نزلييني ح يث‬
‫نصت على المساواة في المعام لة بين الع مال الم نزليين والع مال عمو ما في ما يتع لق‬
‫ب ساعات الع مل العاد ية وتعوي ضات ال ساعة اإل ضافيةي وأن تت خذ ا لدول األع ضاء‬
‫التدابير ال تي ت ضمن أن يتم تن الع مال المنزل يون بال حد األد نى لأل جر ك ما تك فل ل هم‬
‫االتفاق ية ال حق في بي ئة آم نة و صحية وإ لزام ا لدول األع ضاء بات خاذ تدابير فعا لة‬
‫لضمان صحتهم وسالمتهم المهنية‪.144‬‬

‫ب ‪ -‬وضعية العامالت المنزليات في التشريعات المقارنة‪:‬‬

‫جرت ال عادة أن يتم ا ستبعاد الخد مة المنزل ية من كا فة الت شريعات الوطن ية‬
‫المنظ مة لل شغل وللعال قات القائ مة في ظ لهي فإذا كان ن طاق تطب يق ت شرين ال شغل‬
‫يتحدد تبعا للن ظام ال قانوني ل كل دو لةي من خالل تحد يد القطا عات والف ئات العمال ية‬
‫المشمولة بهذا التطبيق فإن األمر يشكل ا ستثناءا متم يزا في ما يتع لق بو ضعية الع مال‬
‫المنزليين‪.‬‬

‫فطبيعة العمل المنزلي بمواصفاته الذاتية تفرض النظر إليها والتدخل لتنظيم ها‬
‫وحماية أصحابها وفق نظام م ستقل وقوا عد خا صة ب هاي تغ طي أ هم عنا صرها ال تي‬
‫تطرح مشاكل واقع ية ال تح صى أث ناء ممار ستها ال سيما من ها ساعات الع ملي وأداء‬
‫األ جري وكيفيةة ق يام العالقةة بين العامةل المنز لي وصةاحب الب يتي ثةم اسةتمرارها‬
‫وانتهائهاي فضال عن حماية الحد األدنى من الحقوق اإلنسانية خاللها‪.‬‬

‫هذا ما تنبهت إليه بعض الدول فعملت على تنظيم هذا الق طاع وحما ية شغيلتهي‬
‫في إ طار عدد من القوا عد ال شكلية والمقت ضيات المو ضوعية ال تي تت فاوت أهميت ها‬
‫وحدود تفعيلها تبعا لكل دولة وخلفيتها االقتصادية واالجتماعية والسياسية‪.145‬‬

‫وقد تدخل المشرع في عدد من ا لدول األوروب ية لتحد يد مو قن خاص لل شغل‬


‫المنز ليي تن ضبط م عه شروط ممار سته و فق قوا عد حمائ ية وم بادئ تنظيم ية مت فق‬

‫‪ - 144‬حبيبة الريحاني‪ :‬الحماية القانونية للعمال المنزليين‪ ،‬دراسة في ضوء االتفاقية الدولية رقم ‪ 529‬والتوصية ر قم ‪،245‬‬
‫جامعة األمير عبد القادر للعلوم االسالمية‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬ص ‪.525-512‬‬
‫‪ - 145‬عبد السالم مفرج‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.525‬‬

‫‪83‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫عليهاي وتتكرس أولى الجوانب التنظيمية لهذا القطاع في ال قانون األورو بي الم قارن‬
‫مةن خةةالل وضةةن إطةةار تعريفةي واضة لكةةل مةةن العامةل المنزلةةي وعالقةةة الشةةغل‬
‫المنزلية على حد سواءي ويقدم قانون العمل الفرنسي في مادته (‪ )L722-1‬التعر يف‬
‫اآلتي للعامل المنزلي قهو شخص ي ستخدمه أ فراد للق يام بالع مل المنز ليق‪146‬ي بين ما‬
‫يعرفه القانون ال مدني اإلي طالي قال شغل المنز لي هو ت لك العال قة ال تي تن صب ع لى‬
‫ت قديم خد مة ذات طبي عة منزل يةقي و ينص الت شرين اإلي طالي في ال قانون ر قم ‪339‬‬
‫ال صادر في ‪ 2‬أبر يل ‪ 1918‬أ نه قي حدد م جال الع مل المنز لي بالن سبة لأل شخاص‬
‫الذين يمارسون أع ماال لح ساب م شغل وا حد و ع لى األ قل أر بن ساعات في ال يومي‬
‫التغطية االجتماعية تطبق على جمين خدم البيوت كيفما كانت مدة عملهمق ‪.147‬‬

‫وانطالقةةا مةةن هةةذه التعةةاريف يتض ة التأكيةةد القةةانوني علةةى الطةةابن العةةائلي‬
‫والداخلي لممارسة العمل المنزلي من طرف األشخاص المكلفين بهي في إطار عال قة‬
‫ع مل تجمع هم ب من ي ستفيد من خدماتهمي و في ضوء هذه العال قةي يخ ضن الع مل‬
‫المنزلي لنظام خاص تحدد فيه حقوق وواجبات الطرفين‪.‬‬

‫أما البلدان العربيةي فقد تباينت تشريعات العمل الخاصة بها بين الدول ا ستثنت‬
‫عةةامالت المنةةازل مةةن نطةةاق تطبيقهةةا ودول شةةملت عةةامالت المنةةازل سةةواء بشةةكل‬
‫مبا شر في قانون الع مل أو ع بر إحا لة قانون الع مل ع لى ن ظام خاص صدر ل هذه‬
‫الغايةي ودول رغم أنها نصت على اإلحا لة بالحما ية ع لى ت شرين آ خر ي صدري غ ير‬
‫أنه لم يصدر بعدي لتكون هذه الحماية بمثابة المعلقة على صدور ذلك التشرين‪.‬‬

‫فمن بين قوانين العمل التي استثنت عامالت الم نازل من ن طاق تطب يق قانون‬
‫العملي نجد القانون اإلماراتي (المادة ‪3‬ي فقرة جي من قانون الع مل ر قم ‪) 1981/8‬‬
‫والقانون السوري الذي أخضعهم لع قود عمل هم (ال مادة ‪ 1‬من قانون الع مل ر قم ‪11‬‬
‫لعةةام ‪)2111‬ي والقةةانون العراقةةي (المةةادة ‪ 66‬مةةن قةةانون رقةةم ‪ 71‬لسةةنة ‪)1987‬ي‬

‫‪ - 146‬مكتب العمل الدولي‪ :‬الحماية الفعالة للع مال الم نزليين‪ ،‬دل يل لو ضع قوانين الع مل‪ ،‬الطب عة األو لى‪( ،‬جن يف‪ ،‬منظ مة‬
‫العمل الدولية ‪ ،)2452‬ص ‪.57‬‬
‫‪ - 147‬رشيدة أحفوض‪ :‬الحماية االجتماعية لفئات األجراء المستثناة من مدونة الشغل‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2450 ،‬ص ‪.22‬‬

‫‪84‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫وال قانون الع ماني (ال مادة ‪ 3/2‬من قانون الع مل)ي وال قانون اللب ناني (ال مادة ‪ 7‬من‬
‫قانون العمل الصادر عام ‪ 1946‬وتعديال ته)ي وال قانون الم صري (ال مادة ‪ 4‬ب من‬
‫القانون ‪ 12‬لسنة ‪)2113‬ي وال قانون اليم ني (ال مادة ‪ 3‬للف قرة ‪ 9‬من ال قانون ر قم ‪1‬‬
‫لسنة ‪ 1996‬بشأن العمل وتعديالته) ‪.148‬‬

‫وجدير بالذكر أن الدول العرب ية لم ت صادق ع لى اتفاق ية منظ مة الع مل الدول ية‬
‫رقم ‪189‬ي ح يث إن كث يرا من الب لدان العرب ية لم تدرج الع مل المنز لي في قوانين‬
‫العمل الوطنية ي إذ لوحظ أن أحكام هذه االتفاق ية ال تتالءم من أو ضاعها المحل ية أو‬
‫تتماشةةى مةةن األعةةراف االجتماعيةةة السةةائدة فيهةةاي ولهةةذه المنطقةةة تقاليةةد وأعةةراف‬
‫اجتماعية راسخة نابعة من ثقافتها وقيمتها االجتماعية والروحيةي و هي متم سكة ب هاي‬
‫وتصر على احترام خصائصها الثقافية التي تشكل مكونات ثقافتها القوم يةي و قد ت جد‬
‫من غير المناسب الدخول في اتفاقية تصطدم بقوة بالثقافة والقيم العربية ‪.149‬‬

‫و في مع ظم الب لدان العرب يةي يتم ا ستثناء ال عامالت المنزل يات من ت شريعات‬
‫العمل الوطنيةي وأنظمة الضمان االجتماعي والرعا ية ال صحية وإ جراءات ال سالمةي‬
‫أ ما بالن سبة لل عامالت الوا فدات من ال خارجي فيرتب طون بأ صحاب الع مل من خالل‬
‫نظةةام الكفالةةة المقيةةدي حيةةت يةةتم حجةةز جةةوازات السةةفر وأوراق الكثيةةرات مةةنهني‬
‫وخضوعهن لما يشبه قاإلقامة الجبريةق الفعلية وبالتالي فطبيعة عملهن غير النظام ية‬
‫وغير المنظمة والمعزولة تجعلهن عرضة لالستغالل واإلساءة‪.150‬‬

‫ثانيا‪ :‬وضعية العامالت المنزليات في ظل مدونة الشغل‬

‫ي عود االهت مام ال خاص بت شغيل الن ساء عمو ما إ لى الع قود األخ يرة من ال قرن‬
‫العشريني نظرا لما اكتنف هذه المرحلة من رغبة وطنية في االنخراط ال تدريجي في‬
‫المنظو مة القانون ية الدول ية واالنف تاح ع لى الم عايير الدول ية المتعل قة بح قوق ال مرأةي‬

‫‪ - 148‬حبيبة الرحايببي‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.527-522‬‬


‫‪ - 149‬منظمة العمل العربية‪ ،‬ملحق مشروع اتفاقية العمل الدولية بشأن الع مل الال ئق الم نزليين‪ ،‬تقر ير ن تائج أع مال ا لدورة‬
‫(‪ )99‬لمؤتمر العمل الدولي (جنيف‪ ،‬يونيو ‪ ،)2454‬ص ‪.0‬‬
‫‪ - 150‬ندى الناشف‪ :‬آن للعرب االرتقاء بمطالبهم بالعدالة االجتماعية من خالل اتاحة الحماية للعمال المستضعفين‪ ،‬من تكون‬
‫أو دولة عربية ستصادق على اتفاقية العمل الالئق للعمال المنزليين‪ ،‬بيروت‪ ،‬مكتب منظمة العمل ا لدولي االقلي مي‪،2455 ،‬‬
‫ص ‪.5‬‬

‫‪85‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫وعلى رأسها اتفاقية القضاء على جم ين ا شكال التمي يز ضد ال مرأة ال صادرة ب تارين‬
‫‪ 18‬ديسمبر‪.1979‬‬

‫وهذا ما دفن بالمشرع المغربي إلى تبنيي مالءمة تشرين الشغل من االتفاق يات‬
‫الدولية اقتناعا منه بكون التشرين هو اآللية الحاسمة التفعيل الضمانات القانونية‪.‬‬

‫أ ‪ -‬اإلطار القانوني للعامالت المنزليات قبل صدور المدونة‪:‬‬

‫كان مفهوم العمل المنزلي ينحصر في أغلب األحيان في الخدمة المنزل ية ف قطي‬
‫أي ال طبن وال كي والتنظ يف دون األع مال األ خرى كالترب ية أو سياقة ال سيارة ‪...‬ي‬
‫وكنتي جة لذلك كان يط لق ع لى الع مال الم نزليين ت سمية ق خدم الب يوتق‪151‬ي وكا نت‬
‫وضعية هذه الف ئة ‪-‬ال تي ت شكل ال مرأة والفت يات معظمه ما إن لم ن قل جميع ها ‪-‬كا نت‬
‫كثيرا ما تكون قاب لة لالنت قادي و في ب عض األح يان مزر يةي بالنظر الرت فاع ساعات‬
‫الع ملي وت عدد األ شغال وطبيعت ها الم ضنية في كث ير من األح ياني و ضالة األ جري‬
‫فمعظم الخادمات كن يوجدن في حالة ال يغبطن علي ها‪ .‬والمال حظ أ نه باإل ضافة إ لى‬
‫كل هذه المعاناةي فإن العمال الم نزليين محرو مون من أ ية حما ية اجتماع يةي ك ما أن‬
‫أحكةةام الفصةةل ‪ 723‬مةةن قةةانون االلتزامةةات والعقةةود ال يضةةفي علةةى العالقةةة بةةين‬
‫الخادمة ومشغليها ضمانا قانون ياي ب قدر ما تجعل ها ت حت اإل طار ال عام لنظر ية الع قد‬
‫الذي يستلزم فقط التراضيي وركن األهلية غال با ما ي كون م عدوما في هذه العال قةي‬
‫فأي إرادة تتوفر لعاملة صغيرة تنتمي ألسرة فقيرةي وقد ال تت جاوز الخام سة ع شرةي‬
‫وفي بعض األحيان العشر سنوات مما يجعل هذه األحكام غير ذات محل‪.152‬‬

‫وبذلك تقصي الخادمات المنزليات من مج موع الت شرين االجت ماعيي ح يث لم‬
‫تط بق ع ليهن ن صوص أسا سية كظه ير ي ناير ‪ 1946‬حول العط لة ال سنوية ال مؤدى‬
‫عنهةةاي وظهيةةر ‪ 18‬يونيةةو ‪ 1936‬حةةول الحةةد األدنةةى لألجةةور وكةةذلك النصةةوص‬
‫القانونيةةة المتعلقةةة بالمةةادة القانونيةةة للعمةةل كظهيةةر ‪ 18‬يونيةةو ‪1936‬ي إضةةافة إلةةى‬

‫‪ - 151‬عفاف البوعناني‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.77‬‬


‫‪ - 152‬محمد أمزيان‪ :‬الحماية القانونية لخدمات المنازل‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2444 ،‬ص ‪.04‬‬

‫‪86‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫الحماية ضد أخطار وحوادث الشغل واأل مراض المهن يةي وظه ير ‪ 27‬يون يو ‪1972‬‬
‫المتعلق بالضمان االجتماعي‪.‬‬

‫ب‪ -‬اإلطار القانوني للعمال المنزليين يعد صدور مدونة الشغل‪:‬‬

‫ل كون أح كام ال قانون ال مدني لم ت كن تك فل ح قوق الع مال ك طرف ضعيف في‬
‫عالقات الشغلي وأمام تنامي الحركات النقابيةي تم وضن قانون ال شغل ك فرع م ستقل‬
‫بذاتةةه فةةي مجةةال تنظةةيم الشةةغلي وقةةد جةةاء ذلةةك بمثابةةة إطةةار ملةةزم يلبةةي الحاجةةة‬
‫االجتماعية إلى مختلف التدابير الوقائية والحماية للطبقة العاملة‪.153‬‬

‫وتعتبر هذه المدونة أهم حدث قانوني في م يدان عالم ال شغل وم يدان العال قات‬
‫المهن يةي ذ لك أن هذه المدو نة ت عد ب حق أول من توج قانوني خاص بتن ظيم عال قات‬
‫الشةةغل فةةي تةةارين المغةةربي هةةذا الحقةةل الةةذي ظةةل يعةةاني مةةن فةةراغ تقنةةين جةةامن‬
‫للمقت ضيات المنظ مة لعال قات ال شغل ل مدة ت قرب من ن صف قرن بدءا من تارين‬
‫حصول المغرب على االستقالل إلى تارين صدور هذه المدونة‪.‬‬

‫لذلك تو لت هذه المدو نة م نذ صدورها سنة ‪ 2113‬تن ظيم عال قة الع مل بين‬
‫األجراء والمشغلين في كل مناحي الحياة االقتصادية في القطاع الخاص‪.‬‬

‫أما فيما يتعلق بوضعية العامالت المنزليات في مدونة الشغلي فقد ا ستثنت في‬
‫الفقرة األولى من المادة الرابعة صراحة خدم البيوت من الخضوع إ لى أحكام ها‪154‬ي‬
‫حيث نصت أنه "يحدد قانون خاص شروط الت شغيل وال شغل المتعل قة ب خدم الب يوت‬
‫الذين تربطهم عالقة شغل بصاحب البيت‪...‬ق‪.‬‬

‫إذني في ظل مدونة الشغل أ صبحت األ مور وا ضحةي ف هي لن تط بق في حق‬


‫العمال المنزلييني وفي هذا الخيار تأكيد لالجتهاد القضائي الذي أقصى هذه الف ئة من‬
‫تطبيقها عل يهي و بذلك صدر ال قانون ال خاص ا لذي ت حدثت ع نه ال مادة ‪ 4‬من مدو نة‬

‫‪ - 153‬عبد اللطيف خالفي‪ :‬استقاللية قانون الشغل بين الوا قع والط موح‪ ،‬مج لة المراف عة‪ ،‬ال عدد ‪ ،2‬ماي ‪ ،5997‬ص ‪ 57‬و‬
‫‪.52‬‬
‫‪ - 154‬عفاف البوعناني‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.72‬‬

‫‪87‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫الشةةغل والمتعلةةق بتحديةةد شةةروط الشةةغل والتشةةغيل المتعلقةةة بالعةةامالت والعمةةال‬


‫المنزليين‪.‬‬

‫وتعود األسباب التي اعتمد علي ها كل من الم شرع ل شرعية ا ستثناء ال عامالت‬
‫المنزليات من مدونة الشغلي ويمكن إجمالها فيما يلي‪:‬‬

‫كون طبي عة الع مل ا لذي يؤد يه الع مال المنزل يون يخت لف عن طبي عة الع مل‬
‫ال مؤدى من طرف باقي طوا ئف الع مال في القطا عات األ خرىي إ ضافة إ لى أن‬
‫األعمةال المنزليةة تكةون وثيقةة الصةلة بشةخص صةاحب البيةتي ممةا يمكةن العمةال‬
‫المنزليين من االطالع على أسرارهم العائلية وشؤونهم الخاصة‪.‬‬

‫كون األع مال المنزل ية من األع مال المتوا ضعة ال تي تقت ضي المخال طة بين‬
‫القائمين لها والمستفيدين منهاي وبالتالي فتنظيمها قانونيا يقتضي حل مشكل المحاف ظة‬
‫ع لى حر مة الم نازلي ك ما أن ه ناك ب عض المقت ضيات القانون ية ا لواردة في مدو نة‬
‫الشغل التي يصعب ويستحيل تطبيقها في هذه العالقة كمبدأ إرجاع العامل إلى عم لهي‬
‫إذ ال يمكن إلزام صاحب البيت على قبول عودة العامل المنزلي الذي تم طرده‪.155‬‬

‫المحور الثاني‪ :‬مظاهر الحماية االجتماعية للعامالت المنزليات‬

‫يل عب الت شرين عمو ما دورا مه ما في حما ية الح قوق وتثبيت هاي ب يد أن ال حق‬
‫المط لوب حماي ته هذه ال مرة ‪ -‬حق ال شغل ‪ -‬ليس ب حق عاديي ع لى اعت بار أن في‬
‫حمايته حماية للكرامة اإلنسانية ولو في أبسط صورها ‪.156‬‬

‫واعتبارا لتطور القانون الدولي للعمل الذي تجسد في صدور اتفاق ية وتو صية‬
‫دولي تين للشةغل حةول قالع مل الالئةق للعمةال المنةزليين ق من طةرف منظمةة العمةل‬
‫الدول يةي أ صب الم غرب ملز ما بتطب يق م عايير الع مل الدول ية ذات ال صلةي ال سيما‬
‫اتفاقية الشغل رقم ‪ 138‬بتحديد السن األدنى للعملي واالتفاقية رقم ‪ 182‬حول أ سوء‬
‫أشكال ع مل الط فل واالتفاق ية الدول ية حول الق ضاء ع لى جم ين أ شكال التمي يز ضد‬

‫‪ - 155‬محمد أمزيان‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬


‫‪ - 156‬رشيدة أحفوض‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.02‬‬

‫‪88‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫المرأةي كلها اتفاقيات صادق عليها المغربي م ما يجع له م حل م ساءلة أ مام التزاما ته‬
‫تجاه المجتمن المدني‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الحماية االجتماعية من خالل قانون ‪ 11.11‬المنظم‬

‫إن القانون المتعلق بتحديد شروط الشغل والتشغيل الخا صة بالع مال الم نزليين‬
‫يكتسي أهمية قصوى ويشكل تقدما ملموسا في م جال الحما ية االجتماع ية ل هذه الف ئة‬
‫الموجةةودة فةةي وضةةعية هشاشةةةي والمتمثلةةة أساسةةا فةةي األطفةةال والنسةةاءي وإيجابيةةة‬
‫صدور هذا القانون تكمن كذلك في كونه يعزز التقدم الحقيقي ا لذي تعر فه بالد نا في‬
‫مجال الحماية االجتماعية‪.‬‬

‫أ‪ -‬وضعية العامالت المنزليات في قانون ‪:11.11‬‬

‫بناء على ما جاءت به ال مادة ‪ 4‬من مدو نة ال شغلي وب عد مرور ثالث ع شرة‬
‫سنةي صدر ال قانون ر قم ‪ 19.12‬المتع لق بتحد يد شروط الت شغيل وال شغل المتعل قة‬
‫بال عامالت والع مال الم نزليين‪ .‬و قد خرج هذا ال قانون إ لى الو جود ليكت سي أهم ية‬
‫كبرىي خاصة في الوضعية التي تعاني من ها ال عامالت ع لى و جه الخ صوصي فب عد‬
‫أن تم ا ستثناؤهن من أح كام مدو نة ال شغلي بات من ال ضروري ال تدخل الت شريعي‬
‫وأخذ بعين االعتبار التزامات المغرب الدولية في هذا الشأن‪.‬‬

‫وقد جاء هذا القانون في ‪ 27‬مادة موزعة ع لى خم سة أ بوابي و قد ت طرق في‬


‫الباب األول منه إلى تحديد تعر يف أل طراف العال قة ال شغلية ومو ضوعهاي وأول ما‬
‫يح سب له هو ا ستخدامه م صطل "العام لة أو العا مل المنز لي "ب صيغة المؤ نت‬
‫والمذكر في نفس الوقتي عوضا عن مصطل "خدم الب يوت "ا لذي ا ستخدمه م شرع‬
‫مدونة الشغلي والذي القى انتقادا من طرف البعض لما يشكله من تعبير عن ا ستعباد‬
‫اإلنسان ألخيه اإلنسان‪.‬‬

‫هذا وقد عرفت االتفاقية الدولية رقم ‪ 189‬بشأن العمل الال ئق للع مالي العا مل‬
‫المنزلي بأنه "أي شخص مستخدم في العمل في إطار عالقة استخدام"ي ك ما اعت برت‬
‫االتفاقية أنه ال يعتبر عامال منزل يا ال شخص ا لذي يؤدي ع مال منزل يا من حين إ لى‬

‫‪89‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫آخر أو على ن حو متق طن‪ .‬و حاول هذا ال قانون من خالل ماد ته األو لى ال سير ع لى‬
‫نفس اتجاه المعايير الدوليةي فأعطى تعري فا للعام لة أو العا مل المنز لي م فاده أ نه هو‬
‫''الذي يقوم بصفة دائمة واعتيادية مقابل أجري بإنجاز أشغال مرتبطة بالبيت واألسرة‬
‫كما هي محددة في المادة ‪ 2‬من هذا القانون سواء عند مشغل واحد أو أكثر "وهو ما‬
‫يدل على أن العمل المنزلي ي جب أن يت سم با لدوام ا لذي يف يد اال ستمرارية واألعت ياد‬
‫الذي يفيد تكرار العمل ولو بشكل متقطن‪.‬‬

‫إ ضافة إ لى أن ال قانون قد ا ستعمل م صطل "الم شغل و الم شغلة " بدال من‬
‫"صاحب البيت"ي وعرفه أنه "كل شخص ذاتي يستأجر عمل عام لة أو عا مل منز لي‬
‫إلنجاز األشغال المنصوص عليها في المادة ‪ 2‬أو أحدها "‪.‬‬

‫وإن الخضوع لنطاق تطبيق هذا القانون ال يتط لب ف قط في العام لة أداء الع مل‬
‫بصفة اعتيادية ودائمة مقابل أجر سواء عند مشغلة أو مشغل واحد أو أكثري بل ال بد‬
‫أن يكون العمل منزليا يدخل ضمن األشغال التي حددتها ال مادة الثان ية وال تي جاءت‬
‫على سبيل الم ثال ال الح صري أو يدخل ضمن التعر يف ا لذي حدده الم شرع الع مل‬
‫المنزلي بشكل عامي حيث عرفه في المادة ‪ 1‬من قانون ‪ 19.12‬أنه "العمل المنز لي‪:‬‬
‫هو العمل المنجز لدى أسرة أو عدة أسر"‪.157‬‬

‫ونظةةرا لكةةون القةةانون رقةةم ‪ 19.12‬سةةيكون تشةةريعا موازيةةا لمدونةةة الشةةغلي‬


‫وخا صا بتن ظيم ت شغيل ف ئة ال عامالت والع مال الم نزليين الم ستثنيين من تطب يق هذه‬
‫المدونة فإن مقتضياته ينبغي أن تتسم بالشمولية والوضوحي من ضرورة األ خذ ب عين‬
‫االعتبار طبيعة األشغال التي يقوم بها العمال المنزليون ومكان قيامهم بها‪.‬‬

‫وقةةد خصةةص هةةذا القةةانون البةةاب الثةةاني لشةةروط تشةةغيل العةةامالت والعمةةال‬
‫المنزليين والذي جاء في عشر موادي تطرق من خاللها الى كيفية ا برام ع قد ال شغلي‬
‫وشروط والتزامات األطراف إ بان هذا اإل برامي إال أ نه أغ فل أ هم المرا حل ال تي قد‬
‫يصل إليها العقد وهي انتهاؤه وأسباب هذا االنهاء ومسطرته‪.‬‬

‫‪ - 157‬المادة ‪ 5‬من قانون ‪ ،59.52‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ 22( ،2097‬أغسطس ‪ ،)2452‬ص ‪.2571‬‬

‫‪91‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫وقد تم تحد يد سن الت شغيل في ‪ 18‬سنة ك حد أد نى ال ي جوز للم شغل ال نزول‬


‫ع نهي غ ير أن الم شرع وكأ نه لم يست سغ االنت قادات ال تي تم توجيه ها لل قانون في‬
‫صيغته األول ية كم شروع باعت ماده ل سن ‪ 16‬سنة ك حد أد نىي ح يث ع مل ع لى فت‬
‫الباب أمام امكانية تشغيل األ شخاص ا لذين ت تراوح أع مارهم ما بين ‪ 16‬و‪ 18‬سنة‬
‫وذلك خالل ف ترة انتقال ية مدتها خ مس سنوات تب تدئ من تارين د خول هذا ال قانون‬
‫حيز التنفيذ‪.‬‬

‫إ ضافة ا لى أن هذا ال قانون ت طرق إ لى شروط ال شغلي وذ لك من خالل مدة‬


‫ال شغل والرا حة األ سبوعية والعط لة ال سنوية وأ يام العط لةي باإل ضافة لأل جر وا لذي‬
‫خصه بباب خاص به‪.‬‬

‫فقد حددت المادة ‪ 13‬من هذا القانون مدة ال شغل في ‪ 48‬ساعة في األ سبوع‬
‫وفي ‪ 41‬ساعة بالنسبة للعامالت والعمال المنزليين المتراوحة أع مارهم ما بين ‪16‬‬
‫و‪ 18‬سنة يتم توزيعها باتفاق من الطرفين‪.‬‬

‫وإذا مةةا حاولنةةا مقارنةةة بعةةض المقتضةةيات التةةي جةةاء بهةةا القةةانون بمةةا هةةو‬
‫من صوص عل يه بالن سبة ل باقي األ جراءي ن جد أن ا لبعض من ها جاء مواف قا ل ما هو‬
‫مكرس ضمن الكتاب الثاني من مدونة ال شغلي خا صة ما يتع لق بالرا حة األ سبوعية‬
‫والراحة في أيام األعياد المؤدى عنهاي إضافة إلى مدة العط لة ال سنويةي واال ستراحة‬
‫الخا صة بالر ضاعةي إال أن هذا ال قانون لم ي بين إذا ما كا نت ا ستراحة الر ضاعة‬
‫مؤدى عنها أم ال‪.‬‬

‫أ ما بخ صوص التغي بات القانون ية ف قد أ شار ال قانون إ لى ن فس التغي بات ال تي‬


‫نظمت ها مدو نة ال شغل في ال مواد ‪ 269‬و ‪274‬ي و ما يال حظ أن ها مواف قة ل ما جاء‬
‫بمدونة الشغل باستثناء زيادة ثالثة أ يام عن التغ يب ب سبب زواج العام لة المنزل ية أو‬
‫العامل المنزلي لتصب المدة ‪ 7‬أيام مؤداة األجر عن ‪ 4‬أيام منها فقط‪.‬‬

‫كما تطرق القانون لألجر واعتبره مبلغا ن قديا ال يم كن بأي حال من األ حوال‬
‫اعتبار مزايا اإلطعام والمسكن تدخل ضمن مكو نات هذا األ جري في مقا بل أال ي قل‬

‫‪91‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫هذا المبلغ النقدي عن ‪ 61 %‬من الحد األدنى ال قانوني لأل جر المط بق في قطا عات‬
‫الصناعة والتجارة والمهن الحرة‪.‬‬

‫هذا وإن كان القانون قد أغفل كيفية إن هاء ع قد شغل العا مل المنز لي وأ سباب‬
‫هذا االنهاءي فإنه تطرق من خالل المادة ‪ 21‬إلى ا ستحقاق العا مل المنز لي لت عويض‬
‫ع ند ف صلهي غ ير أ نه ا شترط ع لى هذا العا مل أن ي كون ق ضي ما ال ي قل عن سنة‬
‫متوا صلة من ال شغل الفع لي لدي ن فس الم شغلي و هي مدة طوي لة قد تدفن ب عض‬
‫المشغلين إلى التحايل من خالل فصل العامل المنزلي قبل مرور تلك المدة وتعويضه‬
‫بعا مل آ خري و كان األ جدر بالم شرع ج عل هذه ال مدة في ‪ 6‬أ شهر ك ما هو ال شأن‬
‫بالنسبة للمادة ‪ 12‬من مدونة الشغل‪.‬‬

‫والمال حظ أن هذا ال قانون قد أغ فل مجمو عة من الح قوق األسا سية للعام لة‬
‫المنزل ية ك عدم تحد يده ل ساعات الع مل اإل ضافية والت عويض عن ها وإغفا له إل جازة‬
‫األمومة كما لم يبين أحقية العامالت والع مال في الحر ية النقاب ية وال حق في التن ظيم‬
‫الن قابي و حق المفاو ضة الجماع ية ك ما هو م قرر باالتفاق ية ر قم ‪ 189‬ب شأن الع مل‬
‫الالئق للعمال المنزليين‪.‬‬

‫وجدير با لذكر أن أح كام هذا ال قانون لم تدخل ح يز التنف يذ ب عدي وإن كان قد‬
‫صةةدر سةةنة ‪ 2116‬بالجريةةدة الرسةةمية (‪ 22‬أغسةةطس ‪)2116‬ي إال أن المةةادة ‪27‬‬
‫نصت أن أحكامه تدخل ح يز التنف يذ ب عد ان صرام أ جل سنة اب تداء من ال تارين ا لذي‬
‫تنشر فيه بالجريدة الرسمية النصوص الالزمة لتطبي قه ال تامي ويت عين ع لى الم شغلين‬
‫فةةي التةةارين المةةذكور والةةذين يشةةغلون عةةامالت منزليةةات أو عمةةال منةةزليين التقيةةد‬
‫بأحكامه ابتداء من هذا التارين ‪.158‬‬

‫ب‪ -‬المراســيم التطبيقيــة لقــانون ‪ 11.11‬المتعلــق بشــروط التشــغيل والشــغل‬


‫المتعلقة بالعمالت والعمال المنزليين‬

‫‪ - 158‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ ،2097‬ذي القعدة ‪ 22( 5077‬أغسطس ‪ ،)2452‬ص ‪.2579‬‬

‫‪92‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫دخل قانون ‪ 19.12‬المتعلق بتحديد شروط عمل الع مال الم نزليين ح يز التنف يذ‬
‫أك توبر من ال عام ‪2118‬ي ب عد صدور المرا سيم التطبيق ية له في الجر يدة الر سمية‬
‫حيت صدر المر سومان ر قم ‪ 2.17.316 \2.17.311‬المتعل قان بالع مل المنز ليي‬
‫حيث نشرتهما الجريدة الرسمية في عددها ‪ 6619‬الصادر في ‪ 2‬أكتوبر ‪.2117‬‬

‫ويهةةدف المرسةةوم األول إلةةى إضةةفاء الحمايةةة القانونيةةة الضةةرورية للعةةامالت‬


‫والع مال الم نزليين ع بر توث يق العال قة ال شغلية بين طر في الع قد وتحد يد التزامات ها‬
‫المتبادلة درء تعسف يمكن أن يطال حقوق و مصال هذه ال شريحةي وذ لك في إ طار‬
‫تنز يل ال مادة ‪ 3‬من ال قانون ر قم ‪ 19.12‬المتع لق بتحد يد شروط ال شغل والت شغيل‬
‫المتعلقة بالعامالت والعمال المنزليين‪.‬‬

‫ويت ضمن هذا المر سوم مجمو عة من اإل جراءاتي من بين ها ت ضمين ن موذج‬
‫الع قد مجمو عة من البيا نات األسا سية ال تي ي جب أن ت توفر في ع قد الع مل ال خاص‬
‫بالعاملة أو العامل المنزليي وهي بيانات تتماشى من أحكام المادة ‪ 7‬من اتفاقية العمل‬
‫الدول ية ر قم ‪ 189‬ب شأن الع مل الال ئق لل عامالت والع مال الم نزلييني و كذا الح قوق‬
‫ا لدنيا ال تي ال يم كن لأل طراف االت فاق ع لى مخالفت ها ما عدا إذا تم ت ضمين الع قود‬
‫بنودا أكثر فائدة للعاملة أو العامل المنزلي‪.‬‬

‫و ينص أي ضا ع لى سبعة بيا نات أسا سية تتع لق ببيا نات حول طر في الع قدي‬
‫وبتحديد طبيعة الع مل والمه مةي وتحد يد ف ترة االخت باري وتحد يد مدة الع مل والرا حة‬
‫األسبوعية والعطل السنوية المؤدى عنهاي وتحد يد األ جري وي لزم كل م شغل باخت يار‬
‫صنفين من العقودي قعقد بمدة محدودةق أو قعقد غير م حدد ال مدة قي ك ما ي فرض أال‬
‫تتجاوز فترة االختبار بالنسبة للعقدين ‪ 11‬يوما‪.‬‬

‫أما المرسوم الثاني المتع لق بالئ حة األ شغال ال تي يم نن في ها ت شغيل ال عامالت‬


‫والعمال المنزليين المتراوحة أعمارهم بين ‪ 16‬و‪ 18‬سنةي في هدف إ لى تت ميم الئ حة‬
‫األ شغال المرتب طة ببعض الم هام المتعل قة بالع مل المنز ليي بالنظر لخطورت ها ع لى‬

‫‪93‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫سةةالمة وصةةحة العةةامالت والعمةةال المنةةزليين المنتمةةين لهةةذه الفئةةة العمريةةةي وعلةةى‬
‫سلوكهم األخالقي أو ما قد يترتب عنها وما قد يخل باآلداب العامة‪.‬‬

‫ونةةص هةةذا المرسةةوم علةةى تحديةةد الئحةةة األشةةغال المرتبطةةة بةةبعض المهةةام‬
‫المتعلقة بالعمل المنزلي على هؤالء العامالت والعمالي والتي تتضمن ‪ 11‬نو عا من‬
‫األشغال (المادة ‪ )28‬وتكت سي طابن الخ طورةي والمرتب طة أسا سا باالعت ناء ب شؤون‬
‫البيتي واالعتناء باألطفال أو بفرد من أ فراد الب يت ب سبب سنه أو ع جزه أو مر ضه‬
‫أو لكونه من األشخاص في وضعية إعاقةي والسياقة والبستنةي وحراسة البيت وح مل‬
‫األثقال‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬وضعية العامالت المنزل يات ع لى م ستوى ن ظامي ال ضمان االجت ماعي‬
‫والتعويض عن حوادث الشغل‬

‫يحتاج الع مال المنزل يون ك باقي الع مال إ لى حما ية لح قوقهمي وخا صة الح قوق‬
‫الشخصية وهي الحقوق الوثيقة الصلة بشخصية كل إنسان تعبر ع ما له من سلطات‬
‫مختلفة ترد على مقومات شخصيته فتضمن له االنتفاع ينفسه وحمايت ها من االع تداء‬
‫عليها‪.159‬‬

‫وباإل ضافة ا لى حاجتهم ل هذه الحما يةي ف هم أي ضا بحا جة للحما ية في حا لة‬


‫إصةةابتهم بحادثةةة أو مةةرض أثنةةاء قيةةامهم بعملهةةمي وبحاجةةة أيضةةا إلةةى الحمايةةة‬
‫االجتماعية المتمثلة في االستفادة من التعويضات االجتماع ية ال تي يمنح ها ال صندوق‬
‫الوطني للضمان االجتماعي‪.160‬‬

‫أ ‪ -‬الحماية على مستوى نظام الضمان االجتماعي‪:‬‬

‫إذا كان الضمان االجتماعي وليد تحوالت عرفتها البشريةي ف ما ذ لك إال نتي جة‬
‫شعور اإلنسان بالحاجة إ لى تأمين نف سه من مخت لف الم خاطر االجتماع يةي و هو ما‬
‫يدل ع لى أهم ية ال ضمان االجت ماعيي ويم كن تعر يف هذا األخ ير بكو نه قالن ظام‬

‫‪ - 159‬عفاف البوعناني‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬


‫‪ - 160‬الحاج الكوري‪ :‬قانون الضمان االجتماعي‪ ،‬دراسة تحليلية ومقارنة‪ ،‬الطبعة االولى ‪ ،2445‬ص ‪.54‬‬

‫‪94‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫المحقق لألمان من الم خاطر الحيات ية لفا ئدة أ شخاص معي نيني و في قطا عات معي نة‬
‫ومع نى هذا أن الحما ية ت ستوجب تحقق ها ضد عدة م خاطر سواء تعل قت بم خاطر‬
‫العملي أو المرض غير المهنيي أو ال شيخوخةي أو البطا لةي أو ا لوالدةي أو الو فاةي أو‬
‫غيرها من المخاطر االجتماعية"‪.161‬‬

‫وتعت بر االتفاق ية ر قم ‪ 112‬المتعل قة بال حد األد نى لل ضمان االجت ماعي ل سنة‬


‫‪1912‬ي االتفاقية األساسية التي عالجت فيها منظمة الشغل الدولية موضوع ال ضمان‬
‫االجتماعي بشكل مباشر‪.‬‬

‫وقد أوجبت المذكورة على الدول المصادقة عليها ت قديم التعوي ضات لجم ين أو‬
‫لبعض رعاياها بغرض تأمين معاشهم وراحتهم في حا لة ال مرض واألمو مة والع جز‬
‫الصحي والشيخوخة ‪...‬‬

‫أما فيما يتعلق بالت شرين المغر بيي ف قد حدد الف صل ‪ 2‬من ظه ير ‪ 27‬يول يوز‬
‫‪ 1972‬المنظم للضمان االجتماعيي باإلضافة إلى ما تضمنه الفصل ‪ 2‬من ظه ير ‪8‬‬
‫أبريةةةل ‪ -1981‬الفئةةةات االجتماعيةةةة التةةةي مةةةن المفةةةروض أن تتمتةةةن بالضةةةمان‬
‫االجت ماعيي وأ ضاف الف صل ال مذكور أ نه ستحدد بمرا سيم شروط تطب يق ال ضمان‬
‫االجتماعي على العاملين في م قاوالت ال صناعة التقليد ية واأل عوان الم ستخدمين في‬
‫المنازل و ‪.162 ...‬‬

‫وبعةةد صةةدور قةةانون ‪ 19.12‬المةةنظم والمرسةةومين التطبيقيةةين لةةهي مةةا زال‬


‫منت ظرا صدور المر سوم الثا لث المتع لق بت سجيل ال عامالت والع مال الم نزليين في‬
‫الضةةمان االجتمةةاعيي حيةةت سةةتتمكن هةةذه الفئةةة بصةةدوره وسةةتحظى بالتسةةجيل فةةي‬
‫الصةندوق الةوطني للضةةمان االجتمةاعي)‪ (CNSS‬ي إال أن هةذه الحمايةة ال تةةزال‬
‫معلقة على صدور المرسوم‪.‬‬

‫‪ - 161‬محمد العروصي‪ :‬المختصر في الحماية االجتماعية‪ ،‬الطبعة االولى‪ ،‬مطبعة الخطاب‪ ،2449 ،‬ص ‪.222-221-220‬‬
‫‪ - 162‬عبد الكريم غالي‪ :‬في القانون االجتماعي المغربي‪ ،‬ع لى ضوء مدو نة ال شغل وأنظ مة الحما ية االجتماع ية و في ظل‬
‫المستجدات االقتصادية والتكنولوجية الحديثة‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬دار القلم للطباعة‪ ،2454 ،‬ص ‪.292‬‬

‫‪95‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫وبةةالرجوع إلةةى التشةةريعات المقارنةةة فيمةةا يخةةص الحمايةةة القانونيةةة التةةي تةةم‬
‫تخصيصها للعامالت المنزلية في مصر نجد أن القانون الم صري في ماد ته الراب عة‬
‫قةةد اسةةتبعد فئةةة خادمةةات المنةةازل مةةن االسةةتفادة مةةن مقتضةةيات قةةانون التةةأمين‬
‫االجتمةةاعيي الةةذي أدخةةل فةةي نطةةاق تطبيقةةه المشةةتغلين باألعمةةال المتعلقةةة بالخدمةةة‬
‫المنزليةي واستثنى منهم من كان يشتغل في منازل خاصةي وع لى ن فس نه جه سارت‬
‫عدة تشريعات عربية‪.‬‬

‫إال أن قانون العمل التونسي كان أكتر حماية العاملة المنزليةي إذ أصدر قانو نا‬
‫خاصا بعامالت المنازلي والذي تضمن مجموعة من المقتضيات الحمائية لصال ف ئة‬
‫خادمات المنازلي إذ نص ع لى ال تزام الم شغل يتع هد ضمان سالمة العام لة بدنيا و‬
‫فكرياي إضافة إلى ضرورة اعالم المصال المكلفة برعاية الطفولةي إذا كان المؤاجر‬
‫يعتزم تشغيل خادمة عمرها ما بين ‪ 16‬و ‪ 18‬سنةي إ لى جا نب تحد يد لل سن األد نى‬
‫للت شغيل في حدود ‪ 16‬سنةي دون أن نن سى ا ستفادة هذه الف ئة من االمت يازات ال تي‬
‫جاء بها قانون الضمان االجتماعي التونسي وخاصة ما يتعلق بمجوعة من ال خدمات‬
‫األساسيةي كعالج في المستشفيات العمومية وفي المصحات التابعة للصندوق الوطني‬
‫للضمان االجتماعيي كما ينتفن المنضوون تحت هذا النظام بتعويضات ال شيخوخة أو‬
‫العجز أو الباقي بعد الوفاة ‪.163‬‬

‫ب ‪ -‬الحماية على مستوى نظام التعويض عن حوادث الشغل‪:‬‬

‫قبل صدور القانون رقم ‪ 18.12‬المتعلق بالتعويض عن حوادث ال شغلي كان‬


‫اإل طار ال قانوني ال منظم للت عويض عن ها هو ظه ير ‪ 6‬فبرا ير ‪1963‬ي ول كي ت ثار‬
‫مسؤولية المؤاجر في هذا الظه ير كان ال بد أن ي ستفيد الم صاب من مقت ضيات هذا‬
‫الت شريني وذ لك با شتغاله ع ند مؤاجر خا ضن لمقت ضيات ظه ير ‪ 6‬فبرا ير ‪1963‬ي‬

‫‪ - 163‬غزالن التاقي‪ :‬حماية المراة األجيرة في مدو نة ال شغل المغر بي‪ ،‬ب حث لن يل دب لوم الما ستر ال قانون ال خاص‪ ،‬ما ستر‬
‫قانون المدني واألعمال‪ ،‬جامعة عبد المالك السعدي‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقت صادية واالجتماع ية طن جة‪ ،‬ال سنة الجامع ية‬
‫‪ ، 2457/2452‬ص ‪.97‬‬

‫‪96‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫وأن يكةةون الفعةةل الةةذي تضةةرر منةةه هةةو إحةةدى الوقةةائن المشةةمولة بحمايةةة الظهيةةر‬
‫المذكوري وهذه الوقائن هي تالث‪ :‬حادثة شغلي حادثة الطريقي والمرض المهني‪.‬‬

‫ومن خالل التعداد الذي كان واردا في هذا الظهير في الفصلين ‪ 7‬و‪8‬ي يت ض‬
‫أن هةذا التشةرين كةان سةاريا علةى المؤسسةات الصةناعية والتجاريةة واالسةةتغالالت‬
‫الفالح ية والغابو يةي و كذا ع لى الم هن ال حرةي وباإل ضافة إ لى كل هذه المؤس ساتي‬
‫أوجد الم شرع المغر بي حاالت خا صة لم سؤولية ال مؤاجر ال تي يت عرض ل ها ب عض‬
‫األ شخاص ا لذين يعم لون لفائد ته‪ .‬و من ذ لك مالكو الع مارات الم عدة لل سكن بالن سبة‬
‫للحوادت التي تقن لبوابي هذه العماراتي كما يخضن له كل شخص ي شتغل في بي ته‬
‫خادما ت كون مهم ته األسا سية هي سياقة عر بة (ح سب الف قرة ‪ 1‬من الف صل ‪ 8‬من‬
‫الظهير المذكور)‪.‬‬

‫وقد نتج عن ذلك أن هذا الظهير كان يقصي فئة كب يرة من ال عامالت والع مال‬
‫المنزليين من االستفادة من أحكامهي فهم ال يستفيدون من الحماية االجتماعية الم قررة‬
‫فيهي وبذلك كان على العمال والعامالت المنزليات في حالة إصابتهم بحاد ثة شغل أن‬
‫يث يروا م سؤولية مؤاجريهم ح سب القوا عد العا مة للم سؤوليةي أي أ نه ي كون ع ليهم‬
‫إثبات الخطأ من جا نب ال مؤاجري و كان بإم كان هذا األخ ير د فن الم سؤولية ع نه إذا‬
‫وقعت الحادثة بخطأ من الخادم أو قوة قاهرة أو حادت ف جائيي وكا نت هذه الم سألة‬
‫تعد عيبا من عيوب الظهير المذكوري ألنها تحول دون استفادة كافة األ شخاص ا لذين‬
‫يتعاطون ويمارسون الع مل المنز لي من مقت ضيات ظه ير ‪ 6‬فبرا ير ‪1963‬ي وال تي‬
‫وضعت تمييزا ال أساس له بين عمال المنازل التي تكون مهمتهم هي سياقة ال سيارة‬
‫و بين ا لذين يقو مون باألع مال المنزل ية األ خرىي ك ما أن إ خراج ال عامالت والع مال‬
‫الم نزليين من الحما ية القانون ية ترت بت عن ها صعوبات تتج لى في تطب يق أو عدم‬
‫تطب يق مقت ضيات الظه يري ح يث كان ي صعب أحيا نا تحد يد صحة الم صابي وذ لك‬
‫ال ختالط صفة ال خدم ب صفة األج يري و في هذه الحا لة كان ال حل هو الق ضاء ا لذي‬
‫ي كون الفي صل في ها إذا كان األ مر ينط بق ع لى عام لة منزل ية أو أج يرة‪ .‬و في هذا‬
‫السةةياقي فةةإن قةةرارا صةةادرا عةةن محكمةةة الةةنقض عةةدد ‪ 1172‬والصةةادر بتةةارين‬
‫‪97‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫‪ 2119/11/14‬في الملف االجتماعي عدد ‪ 2118/1/1448‬غير منشور)‪164‬ي أكد‬


‫أن العمل في شركة إلى جانب الع مل في م نزل مدير ال شركة ال يج عل من ت قوم به‬
‫خادمة ومستثناة من تطبيق قانون الشغلي فالعمل األصلي ألجيرة كمنظ فة في شركة‬
‫إلى جانب العمل في أشغال البيت بمنزل مدير الشركة بصفة عرضية ال يضفي على‬
‫من تقوم به وصف خادمة منزلي وفي حيث يات ال قرار‪ :‬قح يث ت بين صحة ما عاب ته‬
‫الطاعنة على القراري ذلك أنه من الثابت من عقد ال شغل و شهادة الع مل وأوراق أداء‬
‫األجور المدلى ب ها أن الطال بة كا نت تع مل لذا المطلو بة منظ فة دا خل ال شركةي وأن‬
‫قيامها بأشغال المنزل داخل م نزل ال مدير ال ين في عن ها صفة م ستخدمة لذا ال شركة‬
‫الطالبةة مةادام عملهةةا األصةلي يكةةون داخةل الشةةركة خاصةة وأن العقةةد الةرابط بةةين‬
‫الطةةرفين يفةةرض عليهةةا القيةةام بعملهةةا داخةةل أو خةةارج الشةةركةي إال أن المحكمةةة‬
‫المطعونة في قرارها اعتبرت عملها يدخل في إ طار ع مل خدم الم نازلي وا ستثنتها‬
‫من تطبيق مدونة الشغلي مما تكون معه قد بنت قرارها على تعل يل فا سد و عر ضته‬
‫للنقض ‪...‬ق‪.‬‬

‫إال أنه بصدور الظهير رقم ‪ 1-14-191‬الصادر في ‪ 6‬رب ين األول ‪1436‬ي‬


‫‪ 29‬ديسةةمبر ‪ 2114‬بتنفيةةذ القةةانون رقةةم ‪ 18.12‬المتعلةةق بةةالتعويض عةةن حةةوادث‬
‫الشغلي فقد تم تجاوز العيب المذكور واالختالالت التي شابت الظه ير ال سابقي ح يث‬
‫إن مقتضةةيات القةةانون الجديةةد امتةةدت لتشةةمل بالحمايةةة جميةةن العةةامالت والعمةةال‬
‫المنزليين بتصري المادة ‪ 6‬منه‪ :‬قيستفيد أيضا من أح كام هذا ال قانون‪ - 9...‬الع مال‬
‫المنزليةةونق‪ .‬وبةةذلك يكةةون المشةةرع المغربةةي قةةد خطةةى خطةةوات هامةةة فةةي طريةةق‬
‫النهوض بوضعية هذه الفئة التي طالما نالها التهميش والظلم واإلقصاء‪.‬‬

‫خاتمة‪:‬‬

‫ال يمكةةن لمةةن اطلةةن علةةى مقتضةةيات حمايةةة المةةرأة األجيةةرة إال أن يعتةةرف‬
‫بالمجهود الذي بذلته هذه المنظومة في صياغتهاي والرغ بة القو ية للم شرع والق ضاء‬

‫‪ - 164‬محمد سعيد جرندي‪ :‬ا لدليل العم لي لمدو نة ال شغل‪ ،‬قراءة تحليل ية نقد ية لمقت ضيات المدع مة بأهم اجت هادات محك مة‬
‫النقض‪ ،‬الجزء االول‪ ،‬مطبعة صناعة الكتاب‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،2452 ،‬ص ‪.02-01‬‬

‫‪98‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدد ‪ / 21‬السنة الرابعة ‪1212‬‬ ‫مجلة عدالة‬

‫المغةةربيين فةةي حفةةظ حقةةوق المةةرأة وصةةيانتهاي اسةةتجابة للتطةةورات التةةي تعرفهةةا‬
‫المرجع يات القانون ية من اتفا قات دول ية وت شريعات مقار نة ال تي ت سعى إ لى ار ساء‬
‫دعائم هذه الحمايةي والتي ال يمكن في أي حال من األحوال تجاهلها‪ .‬إن هذه الرغ بة‬
‫التي أ بداها الم شرع المغر بي ترج مت بالعد يد من المقت ضيات اإليجاب ية ال تي ه مت‬
‫األج يرة ي ك ما غ طت و شملت جم ين مرا حل ال شغلي ق بل إ برام ع قد ال شغل وأث ناء‬
‫تنف يذهي ح يت كف لت ل ها ال حق في ال شغلي ك حق أسا سي تت فرع ع نه باقي الح قوق‬
‫واالمتيازات األخرىي والتي تتمتن بها كلها على قدم المساواة من الرجل‪.‬‬

‫‪99‬‬

‫)‪Powered by TCPDF (www.tcpdf.org‬‬

You might also like