Professional Documents
Culture Documents
إشكالات إثبات العلاقة السببية بين الفعل الضار والضرر في حادثة الشغل
إشكالات إثبات العلاقة السببية بين الفعل الضار والضرر في حادثة الشغل
اﻟ ﺸﺮ ﻊ اﳌﻐﺮ ﻲ ،ﻣﻄﺒﻌﺔ اﻟﻨﺠﺎح ا ﺪﻳﺪة ،اﻟﺒﻴﻀﺎء -93آﻣﺎل ﺟﻼل ،ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﳌﺆاﺟﺮ ﻋﻦ ﺣﻮادث اﻟﺸﻐﻞ و ﻣﺮاض اﳌ ﻨﻴﺔ
،1977ﺻﻔﺤﺔ 188و .189
2020ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ .ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ. ©
ﺃﺻﺤﺎﺏ .ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ،ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ .ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ
ص:ﻣﻊ 69و 70 ﺍﻹﺗﻔﺎﻕﺳﺎﺑﻖ
ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻋﻠﻰﻣﺮﺟﻊ
أﻧﻈﺮآﻣﺎلﺑﻨﺎﺀﺟﻼل ﻫﺬﻩ -94
ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ
ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ ،ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ ﺩﺍﺭ
51 ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ.
ﳎﻠﺔ ﺍﻷﲝﺎﺙ ﻭﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ-ﺍﻟﻌﺪﺩ 12 -11ﻣﺰﺩﻭﺝ 2018
ﺗﻘﺪﻳﻢ:
ﻳﻨﺠﻢ ﻋﻦ إﳒﺎز اﻟﺸﻐﻞ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﳌﺨﺎﻃﺮ ،ﻟﻌﻞ ﻣﻦ أﳘﻬﺎ ﺣﻮادث اﻟﺸﻐﻞ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ
اﻷﻣﺮاض اﳌﻬﻨﻴﺔ .وﻣﺎ ﳝﻴﺰ ﺣﻮادث اﻟﺸﻐﻞ ﻋﻦ اﻷﻣﺮاض اﳌﻬﻨﻴﺔ ﻫﻮ أن ﺣﻮادث اﻟﺸﻐﻞ ﺗﻘﻊ ﻓﺠﺄة،93
وﺗﱪز ﺑﺼﻮرة ﻣﻬﻮﻟﺔ ،ﻫﺬا ﻣﺎ اﺳﺘﺪﻋﻰ ﺗﻨﻈﻴﻤﻬﺎ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺎ ﺑﺎﻟﺪرﺟﺔ اﻷوﱃ.
وﻗﺪ وﺿﻊ اﳌﺸﺮع اﳌﻐﺮﰊ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎت ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﰲ ﻇﻬﲑ 6ﻓﱪاﻳﺮ 1963اﻟﺬي ﺣﻞ ﳏﻠﻪ اﻟﻘﺎﻧﻮن
رﻗﻢ 12.18اﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ ﺣﻮادث اﻟﺸﻐﻞ ،ﺑﺴﻴﻄﺔ وﺳﻬﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﺟﲑ ﻹﺛﺒﺎت ﺗﻌﺮﺿﻪ
ﻷﺣﺪ اﳌﺨﺎﻃﺮ اﳌﻬﻨﻴﺔ اﳌﺬﻛﻮرة أﻋﻼﻩ ،ﲢﻘﻴﻘﺎ ﻟﻠﻄﺎﺑﻊ اﳊﻤﺎﺋﻲ ﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺸﻐﻞ.
وﻣﺎ ﻳﻬﻤﻨﺎ ﰲ ﻣﻮﺿﻮﻋﻨﺎ ﻫﺬا ﻫﻮ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻹﺷﻜﺎﻻت اﻟﱵ ﺗﻄﺮﺣﻬﺎ ﻣﺴﺄﻟﺔ إﺛﺒﺎت اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺴﺒﺒﻴﺔ
ﺑﲔ اﻟﻔﻌﻞ اﻟﻀﺎر و اﻟﻀﺮر ،ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻀﺢ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻇﻬﲑ 6ﻓﱪاﻳﺮ 1963أن إﺛﺒﺎت اﻟﻌﻼﻗﺔ
اﻟﺴﺒﺒﻴﺔ ﺑﲔ اﳊﺎدﺛﺔ و اﻟﻀﺮر ﻳﺘﻢ ﺑﺪون ﺻﻌﻮﺑﺔ إذا ﻣﺎ اﻛﺘﺴﻰ اﻟﻔﻌﻞ اﻟﻀﺎر ﺻﻔﺔ ﺣﺎدﺛﺔ ﺷﻐﻞ و ﺗﺮﺗﺐ
ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺼﻮل ﺿﺮر ﻟﻸﺟﲑ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻋﻠﻰ اﺛﺮ اﻹﺻﺎﺑﺔ .
ﺣﻴﺚ إﻧﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺴﺘﺨﻠﺺ اﶈﺎﻛﻢ وﺟﻮد ﻋﻼﻗﺔ ﺑﲔ اﻟﺸﻐﻞ واﳊﺎدﺛﺔ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺒﻘﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ أن
ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺴﺒﺒﻴﺔ ﺑﲔ اﻟﻀﺮر واﳊﺎدﺛﺔ ،ﻷﻧﻪ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ وﺟﻮد ﺿﺮر ﻳﻜﻮن ﻧﺎﲡﺎ ﻋﻦ اﳊﺎدﺛﺔ اﻟﱵ
ﻫﻲ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﻓﻌﻞ ﺿﺎر ﻳﺼﻴﺐ اﻷﺟﲑ ﻓﺠﺄة 94ﳌﻄﺎﻟﺒﺔ اﳌﺸﻐﻞ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ ﻫﺬا اﻟﻀﺮر اﻟﺬي
أﺻﺎﺑﻪ ،ﻷﻧﻪ ﻳﻜﻔﻴﻪ أن ﻳﺜﺒﺖ وﻗﻮع اﻹﺻﺎﺑﺔ ﰲ ﻣﻜﺎن وزﻣﺎن اﻟﺸﻐﻞ ،دون أن ﻳﺜﺒﺖ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺴﺒﺒﻴﺔ
اﻟ ﺸﺮ ﻊ اﳌﻐﺮ ﻲ ،ﻣﻄﺒﻌﺔ اﻟﻨﺠﺎح ا ﺪﻳﺪة ،اﻟﺒﻴﻀﺎء -93آﻣﺎل ﺟﻼل ،ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﳌﺆاﺟﺮ ﻋﻦ ﺣﻮادث اﻟﺸﻐﻞ و ﻣﺮاض اﳌ ﻨﻴﺔ
،1977ﺻﻔﺤﺔ 188و .189
-94أﻧﻈﺮآﻣﺎل ﺟﻼل ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ص 69 :و .70
51
ﳎﻠﺔ ﺍﻷﲝﺎﺙ ﻭﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ-ﺍﻟﻌﺪﺩ 12 -11ﻣﺰﺩﻭﺝ 2018
ﺑﲔ اﻟﺸﻐﻞ و اﻹﺻﺎﺑﺔ ،ﻣﺴﺘﻨﺪا ﰲ ذﻟﻚ إﱃ ﻗﺮﻳﻨﺔ اﻹﺳﻨﺎد ،واﻟﱵ ﲟﻮﺟﺒﻬﺎ ﻳﻌﺘﱪ أن ﻛﻞ إﺻﺎﺑﺔ ﳊﻘﺖ
اﻷﺟﲑ ﻣﻦ ﺟﺮاء اﻟﺸﻐﻞ أو ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻪ ،ﺗﻌﺘﱪ إﺻﺎﺑﺔ ﺷﻐﻞ ،ﻣﺎ ﱂ ﻳﻘﻢ اﳌﺸﻐﻞ أو ﻣﺆﻣﻨﻪ اﻟﺪﻟﻴﻞ
ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺲ ذﻟﻚ ،أي ﻧﺴﺒﺘﻬﺎ إﱃ ﺳﺒﺐ أﺟﻨﱯ ﻋﻦ اﻟﺸﻐﻞ ،ﻟﻜﻦ اﳌﻼﺣﻆ أﻧﻪ ﰲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻮال
ﻳﺼﻌﺐ إﺛﺒﺎت اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺴﺒﺒﻴﺔ ﺑﲔ اﻟﻀﺮر واﳊﺎدﺛﺔ و ﻳﺼﲑ ﻣﻦ ﻏﲑ اﻟﺴﻬﻞ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ وﺟﻮدﻫﺎ ،ﺣﻴﺖ
ﺗﺜﺎر إﺷﻜﺎﻻت ﲞﺼﻮص إﺛﺒﺎت اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺴﺒﺒﻴﺔ ﺑﲔ اﻟﻀﺮر واﻟﻔﻌﻞ اﻟﻀﺎر.
و ﻟﺘﻨﺎول ﻫﺪا اﳌﻮﺿﻮع ﺳﻨﻘﺴﻤﻪ إﱃ ﻣﻄﻠﺒﲔ ﺳﻨﺒﺤﺚ ﰲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ إﺛﺒﺎت اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺴﺒﺒﻴﺔ ﺑﲔ
اﳊﺎدﺛﺔ واﻟﻀﺮر " اﳌﻄﻠﺐ اﻷول " ،ﰒ ﻧﻨﺘﻘﻞ ﻟﺼﻌﻮﺑﺎت إﺛﺒﺎت ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻀﺮر ﺑﺎﳊﺎدﺛﺔ "اﳌﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﱐ".
اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻷول :إﺛﺒﺎت اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺴﺒﺒﻴﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﺤﺎدﺛﺔ واﻟﻀﺮر.
ﻗﺮﻳﻨﺔ اﻹﺳﻨﺎد 95ﻛﺄﺳﻠﻮب ﻏﲑ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻟﻺﺛﺒﺎت ،ﺪف إﱃ ﻧﻘﻞ ﻋﺒﺊ اﻹﺛﺒﺎت ﻣﻦ ﻋﺎﺗﻖ ﻣﻦ
ﻳﻄﺎﻟﺐ ﺑﺎﳊﻖ إﱃ ﻋﺎﺗﻖ اﳌﺪﻳﻦ ﺑﻪ ،ﻓﺘﺨﻔﻴﻔﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﺟﲑ اﳌﻀﺮور ﻳﻘﻴﻢ اﳌﺸﺮع اﳌﻐﺮﰊ ،وﻛﺬا اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﺎت
اﳌﻘﺎرﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻮاء ﻗﺮﻳﻨﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﺻﻞ اﳌﻬﲏ ﻟﻠﺤﺎدﺛﺔ ﺳﻮاء ﻧﺘﺠﺖ ﻋﻦ ﺣﺎدﺛﺔ ﺷﻐﻞ أو ﺣﺎدﺛﺔ ﻃﺮﻳﻖ
96
أو ﻣﺮض ﻣﻬﲏ .وﻫﺬا ﻣﺎ ﺳﺎر ﻋﻠﻴﻪ اﻻﺟﺘﻬﺎد اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ اﳌﻐﺮﰊ وﻛﺬا اﻟﻘﻀﺎء اﳌﻘﺎرن ﰲ ﺑﻌﺾ أﺣﻜﺎﻣﻪ
ﺣﻴﺚ أن اﻟﻘﺎﻋﺪة ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺤﻮادث اﻟﻮاﻗﻌﺔ أﺛﻨﺎء اﻟﻌﻤﻞ أو ﺑﺴﺒﺒﻪ " أن ﻛﻞ إﺻﺎﺑﺔ ﺗﺘﺤﻘﻖ ﰲ وﻗﺖ
وﻣﻜﺎن اﻟﻌﻤﻞ ،ﳚﺐ اﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻛﺤﺎدث ﺗﻔﱰض ﻧﺴﺒﺘﻪ إﱃ اﻟﻌﻤﻞ" ،97وﻣﻦ ﰒ ﻓﺈن اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻟﱵ ﺗﺘﻜﻮن
ﻣﻨﻬﺎ ﻗﺮﻳﻨﺔ اﻹﺳﻨﺎد ﺗﺘﻤﺜﻞ ﰲ:
وﺟﻮد إﺻﺎﺑﺎت ﲜﺴﻢ اﻷﺟﲑ وﻫﺬا اﻟﺸﺮط ﺑﺪﻳﻬﻲ. -1
أن ﺗﺘﺤﻘﻖ اﻹﺻﺎﺑﺔ ﰲ وﻗﺖ اﻟﻌﻤﻞ وﰲ اﳌﻜﺎن اﻟﺬي ﻳﺒﺎﺷﺮ ﻓﻴﻪ اﻷﺟﲑ ﻧﺸﺎﻃﻪ. -2
-95أﻧﻈﺮ:
Y Saint-Jour, accident du travail : l’enjeu de la présomption d’imputabilité, Dalloz 1995, Chronique, page 13-17
أﻧﻈﺮأﻳﻀﺎ:
رﺷﻴﺪة أﺣﻔﻮض ،ﺣﻤﺎﻳﺔ اﳌﺘﻀﺮر ﻣﻦ ﺣﺎدﺛﺔ اﻟﺸﻐﻞ ﺑ ن اﻟﻈ اﻟﺸﺮ ﻒ 1963/2/6وﻗﺎﻧﻮن 18-01اﻟﺼﺎدر ﺑﺘﺎر ﺦ ،2002/07/29
اﻟﻄﺒﻌﺔ و ،2002ﻣﻄﺒﻌﺔ اﻟﺪاودﻳﺎت ﻣﺮاﻛﺶ ،ﺻﻔﺤﺔ.98:
-96أﻧﻈﺮCass Soc, 16 Avril 1986, J.C.P.1986 IV, page 169:
وﻗﺮار اﳌﺠﻠﺲ ﻋ ﺑﺘﺎر ﺦ 27ﻳﻮﻧﻴﻮ 1961ﻣ ﺸﻮر ﺑﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻗﺮارات اﳌﺠﻠﺲ ﻋ اﻟﻐﺮﻓﺔ اﳌﺪﻧﻴﺔ ،ا ﺰء ول اﻟﺼﻔﺤﺔ ، .263
ذﻛﺮ ﻢ ﺳﺘﺎذ آﻣﺎل ﺟﻼل ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ﺻﻔﺤﺔ .220
-97أﻧﻈﺮآﻣﺎل ﺟﻼل ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ﺻﻔﺤﺔ 819و .820
52
ﳎﻠﺔ ﺍﻷﲝﺎﺙ ﻭﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ-ﺍﻟﻌﺪﺩ 12 -11ﻣﺰﺩﻭﺝ 2018
وإذا ﻣﺎ ﺗﻮاﻓﺮ ﻫﺬان اﻟﺸﺮﻃﺎن ،ﻓﺈن اﻷﺟﲑ اﳌﺼﺎب ﻳﻌﻔﻰ ﻛﻘﺎﻋﺪة ﻣﻦ إﺛﺒﺎت اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺴﺒﺒﻴﺔ ﺑﲔ
اﻹﺻﺎﺑﺔ واﻟﻀﺮر .وﻻﺳﺘﺒﻌﺎد ﻗﺮﻳﻨﺔ إﺳﻨﺎد اﻹﺻﺎﺑﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ ،ﳚﺐ ﻋﻠﻰ اﳌﺆﻣﻦ أن ﻳﺜﺒﺖ أن اﻹﺻﺎﺑﺔ ﻻ
ﻋﻼﻗﺔ ﳍﺎ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ .وﻣﱴ ﻛﺎﻧﺖ اﻹﺻﺎﺑﺔ اﻟﱵ ﳊﻘﺖ اﻷﺟﲑ ﰲ زﻣﺎن وﻣﻜﺎن اﻟﺸﻐﻞ ﱂ ﺗﻈﻬﺮ أﺛﺎرﻫﺎ إﻻ
ﺑﻌﺾ اﻧﺼﺮام ﻣﺪة ﻋﻠﻰ ﺣﺪوﺛﻬﺎ ،ﻓﺈن اﻷﺟﲑ ﻳﺒﻘﻰ ﻣﻄﺎﻟﺒﺎ ﺑﺈﺳﻨﺎد اﻟﻀﺮر ﻟﻠﺤﺎدﺛﺔ وﻳﺼﺒﺢ ﻣﻄﺎﻟﺒﺎ
ﺑﺈﺛﺒﺎت ﻫﺬﻩ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻜﻞ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﺛﺒﺎت.
وﻫﻜﺬا ﻟﺘﻨﺎول ﻫﺬا اﶈﻮر ﺳﻨﻘﺴﻤﻪ إﱃ ﻓﻘﺮﺗﲔ ﺳﻨﺘﻌﺮض ﰲ أوﳍﻤﺎ إﱃ إﻋﻤﺎل ﻗﺮﻳﻨﺔ اﻹﺳﻨﺎد ﰲ
اﻟﻀﺮر اﳌﺒﺎﺷﺮ ،ﰒ ﰲ ﺛﺎﻧﻴﻬﻤﺎ زوال ﻗﺮﻳﻨﺔ اﻹﺳﻨﺎد ﰲ اﻟﻀﺮر ﻏﲑ اﳌﺒﺎﺷﺮ.
اﻟﻔﻘﺮة اﻷوﻟﻰ :إﻋﻤﺎل ﻗﺮﻳﻨﺔ اﻹﺳﻨﺎد ﻓﻲ اﻟﻀﺮر اﻟﻤﺒﺎﺷﺮ
ﻋﻤﻞ اﳌﺸﺮع اﳌﻐﺮﰊ ﰲ ﳎﺎل ﲪﺎﻳﺔ اﻟﻌﻤﺎل ﻣﻦ اﳌﺨﺎﻃﺮ اﳌﻬﻨﻴﺔ،ﻋﻠﻰ وﺿﻊ ﻗﻮاﻋﺪ اﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﻋﻠﻰ
اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﰲ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﳌﺪﻧﻴﺔ .ﻓﺈذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﰲ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﳌﺪﻧﻴﺔ ﺗﻘﺮر ﺛﻼﺛﺔ أرﻛﺎن
ﻟﻘﻴﺎﻣﻬﺎ ،وﻫﻲ اﳋﻄﺄ ،و اﻟﻀﺮر ،واﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺴﺒﺒﻴﺔ ،وأن ﻛﻞ ﺧﻄﺄ ﻳﻜﻠﻒ اﻟﺪاﺋﻦ ﺑﺈﺛﺒﺎﺗﻪ ﰲ ﺟﺎﻧﺐ
اﳌﺪﻳﻦ ،98ﻓﺈن ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﳌﺆاﺟﺮ ﻋﻦ ﺣﻮادث اﻟﺸﻐﻞ ﺗﻌﺪ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ ﺑﺪون ﺧﻄﺄ ،ﻟﻜﻮن اﻻﻫﺘﻤﺎم ﻳﻨﺼﺐ
ﻋﻠﻰ اﻟﻀﺮر ﻓﻼ ﺗﻌﺪ اﳊﺎدﺛﺔ ﺣﺎدﺛﺔ ﺷﻐﻞ ،إﻻ إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺴﺒﺐ ﰲ ﺣﺼﻮل ﻫﺬا اﻟﻀﺮر .99ﻓﺤﺎدﺛﺔ
اﻟﺸﻐﻞ ﻻ ﺗﺆﺧﺬ ﺑﻌﲔ اﻻﻋﺘﺒﺎر إﻻ إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺴﺒﺐ ﰲ ﺣﺼﻮل ﻫﺬا اﻟﻀﺮر ،ﻳﻌﲏ أن اﻷﺟﲑ إذا ﻣﺎ
ﺗﻌﺮض ﳊﺎدﺛﺔ ،وﻫﻮ ﻳﻘﻮم ﺑﻌﻤﻠﻪ وﺧﺮج ﻣﻨﻬﺎ ﺳﺎﳌﺎ وﻏﲑ ﻣﺼﺎب ﺑﺄي أذى ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﳝﻜﻨﻪ ﻣﻄﺎﻟﺒﺔ ﻣﺆاﺟﺮﻩ
ﺑﺸﻲء ،إذ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ وﺟﻮد ﺿﺮر ﻟﻠﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ.
ﻟﻜﻦ وﺟﻮد اﻟﻀﺮر وﺣﺪﻩ ﻻ ﻳﻜﻔﻲ ﺑﻞ ﻻﺑﺪ أن ﻳﻜﻮن ﻫﺬا اﻷﺧﲑ ﻧﺎﲡﺎ ﻋﻦ اﳊﺎدﺛﺔ.
وﰲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ اﳊﺎﻟﺔ ﻓﺈن اﶈﺎﻛﻢ ﺗﺄﺧﺬ ﺑﺼﺪد ﻫﺬا اﻟﻀﺮر اﳌﺒﺎﺷﺮ ﺑﻘﺮﻳﻨﺔ اﻹﺳﻨﺎد أو اﻟﻌﺰوﻳﺔ ،اﻟﱵ
. 100
ﲟﻘﺘﻀﺎﻫﺎ ﻳﻌﺰى اﻟﻀﺮر أو ﻳﺴﻨﺪ إﱃ اﳊﺎدﺛﺔ .
ﺷﺮح اﻟﻘﺎﻧﻮن اﳌﺪ ﻲ ،ا ﺰء ول– ﻧﻈﺮ ﺔ ﻟ ام ﺑﻮﺟﮫ ﻋﺎم -ﻣﺼﺎدر ﻟ ام – دار -98أﻧﻈﺮ ﻋﺒﺪ اﻟﺮزاق اﻟﺴ ﻮري اﻟﻮﺳﻴﻂ
اﻟ ﺸﺮﻟ ﺎﻣﻌﺎت اﳌﺼﺮ ﺔ اﻟﻘﺎ ﺮة .1952
ﺻﻔﺤﺔ ، 775ﻓﻘﺮة ،587وﻣﺎ ﻌﺪ ﺎ ،و ﺬا اﻟﺼﺪد ﻧﺼﺖ اﳌﺎدة 77ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن ﻟ اﻣﺎت واﻟﻌﻘﻮد ﻋ أن " :ﻞ ﻓﻌﻞ ارﺗﻜﺒﮫ
ﺴﺎن ﻋ ﺑ ﻨﺔ واﺧﺘﻴﺎر وﻣﻦ ﻏ أن ﺴﻤﺢ ﺑﮫ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻓﺄﺣﺪث ﺿﺮرا ﻣﺎدﻳﺎ أو ﻣﻌﻨﻮ ﺎ ﻟﻠﻐ ،أﻟﺰم ﻣﺮﺗﻜﺒﮫ ﺑﺘﻌﻮ ﺾ ﺬا اﻟﻀﺮر ،إذا
ﺛ ﺖ أن ذﻟﻚ اﻟﻔﻌﻞ ﻮ اﻟﺴ ﺐ اﳌﺒﺎﺷﺮ ﺣﺼﻮل اﻟﻀﺮر.
و ﻞ ﺷﺮط ﻣﺨﺎﻟﻒ ﻟﺬﻟﻚ ﻳﻜﻮن ﻋﺪﻳﻢ ﺛﺮ".
-99ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻌﺮو ،اﳌﺨﺘﺼﺮ ا ﻤﺎﻳﺔ ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ،اﻟﻄﺒﻌﺔ و ﺻﻔﺤﺔ .46
-100آﻣﺎل ﺟﻼل ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ﺻﻔﺤﺔ .219
53
ﳎﻠﺔ ﺍﻷﲝﺎﺙ ﻭﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ-ﺍﻟﻌﺪﺩ 12 -11ﻣﺰﺩﻭﺝ 2018
وﻗﺎﻋﺪة اﻹﺳﻨﺎد ﺗﻔﻴﺪ أن ﻛﻞ إﺻﺎﺑﺔ ﳊﻘﺖ اﻷﺟﲑ ﻣﻦ ﺟﺮاء اﻟﺸﻐﻞ أو ﻋﻨﺪ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻪ ،ﺗﻌﺘﱪ
إﺻﺎﺑﺔ ﺷﻐﻞ ﻣﺎ ﱂ ﻳﻘﻢ اﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺲ ذﻟﻚ ،101ﲟﻌﲎ أ ﺎ ﻗﺮﻳﻨﺔ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻹﺛﺒﺎت اﻟﻌﻜﺲ ﻣﻦ
ﺟﺎﻧﺐ اﳌﺆاﺟﺮ أو ﻣﺆﻣﻨﻪ ،أي ﻧﺴﺒﺘﻬﺎ إﱃ ﺳﺒﺐ أﺟﻨﱯ ﻋﻦ اﻟﺸﻐﻞ رﻏﻢ وﻗﻮﻋﻬﺎ ﰲ زﻣﺎن و ﻣﻜﺎن
اﻟﺸﻐﻞ.
وﳑﺎ ﻻ ﺷﻚ ﻓﻴﻪ أن اﻟﻠﺠﻮء إﱃ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ اﻟﻘﺮﻳﻨﺔ ﻳﺒﻠﻮر اﻟﻄﺎﺑﻊ اﳊﻤﺎﺋﻲ ﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺸﻐﻞ و ﻟﻠﺘﺸﺮﻳﻊ
اﳋﺎص ﲝﻮادث اﻟﺸﻐﻞ و اﻷﻣﺮاض اﳌﻬﻨﻴﺔ ،ﻷن اﻷﺟﲑ اﳌﺼﺎب ﻳﻜﻔﻴﻪ أن ﻳﺜﺒﺖ اﻟﺴﺒﺒﻴﺔ ﺑﲔ اﻟﺸﻐﻞ
وﺑﲔ اﻹﺻﺎﺑﺔ ،ﻋﻠﻰ اﻋﺘﺒﺎر أن ﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﻣﻔﱰض ﲟﻘﺘﻀﻰ ﻗﺮﻳﻨﺔ اﻹﺳﻨﺎد ،ﻟﻴﺒﻘﻰ ﻋﻠﻰ اﳌﺸﻐﻞ أو ﻣﺆﻣﻨﻪ
إﺛﺒﺎت اﻟﻌﻜﺲ ،أو ﻳﱪﻫﻦ ﻋﻠﻰ أن اﻷﺟﲑ اﳌﺼﺎب ﺑﺎﳊﺎدﺛﺔ ﻋﺮﺿﺔ ﺳﻬﻠﺔ ﻟﻸﻣﺮاض ،اﺳﺘﻨﺎدا إﱃ
ﻣﻘﺘﻀﻴﺎت اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻦ ﻇﻬﲑ 6ﻓﱪاﻳﺮ ،1963اﻟﺬي ﺟﺎء ﻓﻴﻪ " ﺗﻌﺪ ﲟﺜﺎﺑﺔ ﺣﺎدﺛﺔ ﻟﺸﻐﻞ
اﳊﺎدﺛﺔ ﻛﻴﻔﻤﺎ ﻛﺎن ﺳﺒﺒﻬﺎ اﻟﱵ ﺗﺼﻴﺐ ﻣﻦ ﺟﺮاء اﻟﺸﻐﻞ أو ﻋﻨﺪ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻪ ،ﻛﻞ ﺷﺨﺺ ،ﺳﻮاء ﻛﺎن
أﺟﲑا ،أو ﻳﻌﻤﻞ ﺑﺄﻳﺔ ﺻﻔﺔ ﻛﺎﻧﺖ....اﻟﻠﻬﻢ إﻻ إذا ﺑﺮﻫﻦ اﳌﺆاﺟﺮ أو اﳌﺆﻣﻦ أن اﳌﺼﺎب ﺑﺎﳊﺎدﺛﺔ ﻋﺮﺿﺔ
ﺳﻬﻠﺔ ﻟﻸﻣﺮاض " ،و ﺣﱴ ﻳﻔﺴﺮ اﻟﻌﻜﺲ ﻓﻌﻠﻰ اﻷﺟﲑ أن ﻳﺜﺒﺖ وﻗﻮع اﳊﺎدث ﰲ زﻣﺎن و ﻣﻜﺎن
اﻟﺸﻐﻞ ،وﻫﻮ ﰲ ﻏﲎ ﻋﻦ إﺛﺒﺎﺗﻪ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ اﻟﺴﺒﺒﻴﺔ ﺑﲔ اﻟﺸﻐﻞ واﻹﺻﺎﺑﺔ.102
و ﺗﻄﺒﻴﻘﺎ ﻟﺬﻟﻚ ذﻫﺒﺖ ﳏﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ " :103إﱃ أن ﺣﺪوث اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻌﻤﻞ،
ﻳﻌﺘﱪ ﻗﺮﻳﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻮاﻓﺮ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﲔ اﻹﺻﺎﺑﺔ و اﻟﻀﺮر ،وﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻓﻼ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻣﻦ اﻷﺟﲑ اﳌﺼﺎب
إﺛﺒﺎت أن اﻟﻀﺮر ﻧﺎﺷﺊ ﻋﻠﻰ اﻹﺻﺎﺑﺔ ،وﻻﺳﺘﺒﻌﺎد ﻗﺮﻳﻨﺔ إﺳﻨﺎد اﻹﺻﺎﺑﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﳚﺐ ﻋﻠﻰ اﳌﺆﻣﻦ إﺛﺒﺎت
أن ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﳍﺎ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ".
ﻛﻤﺎ ﻗﺮر ا ﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﰲ ﻗﺮار ﻣﺆرخ ﰲ 20ﺷﺘﻨﱪ 1041990ﺑﺄﻧﻪ":ﲟﻘﺘﻀﻰ اﻟﻔﺼﻞ 3ﻣﻦ
اﻟﻈﻬﲑ اﻟﺸﺮﻳﻒ اﳌﺆرخ ﰲ ﻓﱪاﻳﺮ ،1963ﻓﺈن اﳊﺎدﺛﺔ ﺗﻌﺘﱪ ﺣﺎدﺛﺔ ﺷﻐﻞ ﻛﻴﻔﻤﺎ ﻛﺎن ﺳﺒﺒﻬﺎ ،ﺣﱴ وﻟﻮ
101
- Y : Francis Lefebvre, accident du travail ; maladies professionnelles Maury 1993 l, page 106 n° 10700 et
suivantes
-102ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻌﺮو ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ﺻﻔﺤﺔ.46:
-103ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ اﻟﻔﺮ ﺴﻴﺔ ﻐﺮﻓ ﺎ ﻣﺠﺘﻤﻌﺔ ﺑﺘﺎر ﺦ 17أﺑﺮ ﻞ ،1921ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺳ ي ﻟﺴﻨﺔ ،1921ﺻﻔﺤﺔ ،81
ذﻛﺮﻩ آﻣﺎل ﺟﻼل ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ﺻﻔﺤﺔ ,219
-104ﻗﺮار رﻗﻢ 2065ﺻﺎدر 10ﺷ ﻨ 1990ﻣﻠﻒ اﺟﺘﻤﺎ ﻋﺪدﻩ 89/957ﻣ ﺸﻮر ﺑﻤﺠﻠﺔ ﻗﺮارات اﳌﺠﻠﺲ ﻋ اﳌﺎدة ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ
،1968-1996ﺻﻔﺤﺔ 79و .80
54
ﳎﻠﺔ ﺍﻷﲝﺎﺙ ﻭﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ-ﺍﻟﻌﺪﺩ 12 -11ﻣﺰﺩﻭﺝ 2018
ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ اﳊﺎدﺛﺔ ﻧﺎﲡﺔ ﻋﻦ ﺣﺎﻟﺔ ﻗﻮة ﻗﺎﻫﺮة،اﻟﻠﻬﻢ إﻻ إذا ﺑﺮﻫﻦ اﳌﺆاﺟﺮ أو اﳌﺆﻣﻦ ﻋﻠﻰ أن اﳌﺼﺎب
ﺑﺎﳊﺎدﺛﺔ ﻋﺮﺿﺔ ﺳﻬﻠﺔ ﻟﻸﻣﺮاض" .وﰲ ﻗﺮار ﻗﺪﱘ ﻟﻪ ﻣﺆرخ ﰲ 13ﻳﻮﻧﻴﻮ 1962اﻋﺘﱪ ":أن اﻟﺘﻜﺜﻒ ﰲ
ﻋﺪﺳﺔ اﻟﻌﲔ اﻟﺬي ﻳﻈﻬﺮ ﺑﻌﺪ ﺳﺎﻋﺎت ﻋﻠﻰ إﺻﺎﺑﺎ ﺎ ﻣﻦ ﺟﺮاء اﻧﻜﺴﺎر ﺣﺠﺮة ﻳﻌﺘﱪ ﻧﺎﲡﺎ ﻋﻦ ﺣﺎدﺛﺔ
ﺷﻐﻞ ،ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن اﳋﱪة اﻟﻄﺒﻴﺔ ﱂ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﺗﺄﻛﻴﺪ أﺻﻞ ﻫﺬﻩ اﻹﺻﺎﺑﺔ ،وﻋﻠﻰ اﳌﺆاﺟﺮ أو ﻣﺆﻣﻨﻪ أن
ﻳﻘﻴﻢ اﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ أن ﻫﺬا اﻟﺘﻜﺜﻴﻒ ﻣﱰﺗﺐ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ أﺟﻨﱯ ﻋﻦ اﳊﺎدﺛﺔ ".105
واﳌﻼﺣﻆ أن اﻻﺟﺘﻬﺎد اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ اﳌﻐﺮﰊ أﺧﺬ ﺑﻘﺮﻳﻨﺔ اﻹﺳﻨﺎد ﺣﱴ ﰲ اﳊﺎﻻت اﻟﱵ ﻳﻜﺘﻨﻒ ﻓﻴﻬﺎ
اﻟﺸﻚ ﻣﺼﺪر اﻟﻀﺮر اﳊﺎﺻﻞ ﻟﻸﺟﲑ ،ﲝﻴﺚ ﻻ ﻳﻌﺮف ﺳﺒﺐ اﻟﻀﺮر ﺣﱴ وﻟﻮ ﺣﺼﻞ ﰲ زﻣﺎن و ﻣﻜﺎن
اﻟﺸﻐﻞ ،ﻛﻤﺎ ﻟﻮ وﺟﺪ اﻷﺟﲑ ﻣﻴﺘﺎ ﰲ زﻣﺎن و ﻣﻜﺎن اﻟﺸﻐﻞ دون إﻣﻜﺎن ﲢﺪﻳﺪ اﻟﺴﺒﺐ اﳊﻘﻴﻘﻲ ﻟﻠﻮﻓﺎة.
وﻫﻜﺬا ﻓﺎﻻﺟﺘﻬﺎد اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﰲ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻓﺮﻧﺴﺎ و اﳌﻐﺮب ﻳﻌﻤﺪ ﰲ ﳎﺎل إﺛﺒﺎت اﻟﻀﺮر اﻟﻨﺎﺟﻢ ﻋﻦ
ﺣﻮادث اﻟﺸﻐﻞ إﱃ ﻗﻠﺐ ﻋﺐء اﻹﺛﺒﺎت ،ﻣﻌﻔﻴﺎ اﻷﺟﲑ ﻣﻦ إﺛﺒﺎت اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺴﺒﺒﻴﺔ ﺑﲔ اﻹﺻﺎﺑﺔ و
اﳊﺎدﺛﺔ ﻣﺴﺘﻨﺪا ﰲ ذﻟﻚ إﱃ ﻗﺮﻳﻨﺔ اﻹﺳﻨﺎد .ﻓﻘﺪ ﺟﺎء ﰲ ﻗﺮار ﻟﻠﻤﺠﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ 106أن...." :اﻟﻮﻓﺎة اﻟﱵ
ﱂ ﻳﻌﺮف ﺳﺒﺒﻬﺎ واﳊﺎﺻﻠﺔ ﻟﻸﺟﲑ ﰲ ﻣﻜﺎن اﻟﺸﻐﻞ وﻫﻮ ﻳﻘﻮم ﺑﺸﻐﻠﻪ اﻟﻌﺎدي ﺗﻌﺪ ﺣﺎدﺛﺔ ﺷﻐﻞ " ،ﻛﻤﺎ
ذﻫﺒﺖ ﳏﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ﲟﺮاﻛﺶ 107إﱃ أن":اﻷﺟﲑ اﻟﺬي ﻳﺪﺧﻞ ﺳﻴﺎرﺗﻪ إﱃ اﳌﺮآب ﻃﺒﻘﺎ ﻟﺘﻮﺟﻴﻬﺎت
اﳌﺆاﺟﺮ ،واﻟﺬي وﺟﺪ ﻣﻴﺘﺎ داﺧﻞ ﺳﻴﺎرﺗﻪ ،ﺑﻌﺪ أن أوﻗﻔﻬﺎ ﰲ ﻫﺬا اﳌﺮآب ﻳﻌﺘﱪ أﻧﻪ أﺻﻴﺐ ﰲ ﺣﺎدﺛﺔ
ﺷﻐﻞ ،ﻷﻧﻪ ﻻ زال ﻳﻮﺟﺪ وﻗﺖ إﺻﺎﺑﺘﻪ ﲢﺖ اﻟﺘﺒﻌﻴﺔ اﻟﱵ ﺗﺮﺑﻄﻪ ﺑﺎﳌﺆاﺟﺮ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ،و ﻷن أﺳﺒﺎب اﻟﻮﻓﺎة
ﻻ ﳝﻜﻦ ﲢﺪﻳﺪﻫﺎ أو ﺗﻮﺿﻴﺤﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى" ،وﻫﻜﺬا ﻳﺘﺒﲔ أن اﳊﻤﺎﻳﺔ ﻻ ﺗﺘﺤﻘﻖ ﻟﻸﺟﲑ إﱃ إذا
وﻗﻌﺖ ﰲ زﻣﺎن و ﻣﻜﺎن اﻟﺸﻐﻞ ،ﺣﻴﺚ ﻳﺴﻬﻞ إﺳﻨﺎد اﳊﺎدﺛﺔ ﻟﺸﻐﻞ. 108
ﻳﺘﺒﲔ ﳑﺎ ﺳﺒﻖ أن ﻋﺐء اﻹﺛﺒﺎت ﰲ اﳊﺎﻻت اﻟﱵ ﻳﻜﻮن ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻀﺮر ﻣﺒﺎﺷﺮا ﻟﻠﺤﺎدﺛﺔ ﻳﻘﻊ ﻋﻠﻰ
ﻋﺎﺗﻖ اﳌﺆاﺟﺮ ،اﺳﺘﻨﺎدا إﱃ ﻗﺮﻳﻨﺔ اﻹﺳﻨﺎد ﰲ اﻟﻀﺮر اﳌﺒﺎﺷﺮ ،ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻠﺤﺎﻻت اﻟﱵ ﻳﻜﻮن ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻀﺮر ﻏﲑ
ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻟﻠﺤﺎدﺛﺔ ،ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻖ اﳌﺼﺎب أو ذوي ﺣﻘﻮﻗﻪ ﻋﻨﺪ وﻓﺎﺗﻪ ﻋﺐء اﻹﺛﺒﺎت ،ﻟﺰوال ﻗﺮﻳﻨﺔ
اﻹﺳﻨﺎد ﰲ اﻟﻀﺮر ﻏﲑ اﳌﺒﺎﺷﺮ ﻛﻤﺎ ﺳﻨﺮى ﰲ اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ .
ﻋ ﻣﺆرخ 19ﻳﻮﻧﻴﻮ 1961ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻗﺮارات اﳌﺠﻠﺲ ﻋ ،اﻟﻐﺮﻓﺔ اﳌﺪﻧﻴﺔ ،ا ﺰء اﻟﺜﺎ ﻲ ،ﺻﻔﺤﺔ .45 -105ﻗﺮاراﳌﺠﻠﺲ
ﻋ ﺑﺘﺎر ﺦ 24ﻣﺎرس ،1964ﻣ ﺸﻮر ﺑﻤﺠﻠﺔ اﳌﺤﺎﻛﻢ اﳌﻐﺮ ﻴﺔ ،اﻟﺴﻨﺔ ،44اﻟﻌﺪد ،1350ﺻﻔﺤﺔ .49 -106ﻗﺮاراﳌﺠﻠﺲ
ﺳﺘ ﻨﺎف ﺑﻤﺮاﻛﺶ ﺑﺘﺎر ﺦ 21أﻛﺘﻮ ﺮ 1961ﻣ ﺸﻮر ﺑﺎﳌﺠﻠﺔ اﳌﻐﺮ ﻴﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن ،ﺳﻨﺔ ،1963ﺻﻔﺤﺔ.46: -107ﻗﺮارﻣﺤﻜﻤﺔ
،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ﺻﻔﺤﺔ.48: -108ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻌﺮو
55
ﳎﻠﺔ ﺍﻷﲝﺎﺙ ﻭﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ-ﺍﻟﻌﺪﺩ 12 -11ﻣﺰﺩﻭﺝ 2018
-109راﺟﻊ ﻣﻘﺎل ﺳﺘﺎذ ﺟﺎن ﺟﺎك دﻳ و ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮان زوال ﻗﺮ ﻨﺔ ﺳﻨﺎد ،داﻟﻮز ﻟﺴﻨﺔ ،1971ﺻﻔﺤﺔ.81:
Jean Jacques Dupeyroux : le déclin de la présomption d’imputabilité Dollar 1971, chronique, page :81
-110آﻣﺎل ﺟﻼل اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﺻﻔﺤﺔ ،224
-111ﻗﺮار ﺻﺎدر 18أﺑﺮ ﻞ 1958ﻣﻦ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﺳﺘ ﻨﺎف ﺑﺎﻟﺮ ﺎط ﻣ ﺸﻮر ﺑﻤﺠﻠﺔ اﳌﺤﺎﻛﻢ اﳌﻐﺮ ﻴﺔ ،اﻟﺴﻨﺔ 33اﻟﻌﺪد ،1155اﻟﺼﺎدر
ﻳﻮﻟﻴﻮز 1954ﺻﻔﺤﺔ.139:
-112ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﺳﺘ ﻨﺎف ﺑﺎﻟﺮ ﺎط ﺑﺘﺎر ﺦ 7ﻓ اﻳﺮ ،1953ﻣ ﺸﻮر ﺑﻤﺠﻠﺔ اﳌﺤﺎﻛﻢ اﳌﻐﺮ ﻴﺔ ،اﻟﺴﻨﺔ 33اﻟﻌﺪد 1138
اﻟﺼﺎدر 10ﻧﻮﻓﻤ 1953ﺻﻔﺤﺔ ، 175:ذﻛﺮﻩ ﺳﺘﺎذ آﻣﺎل ﺟﻼل ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ﺻﻔﺤﺔ .225
56
ﳎﻠﺔ ﺍﻷﲝﺎﺙ ﻭﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ-ﺍﻟﻌﺪﺩ 12 -11ﻣﺰﺩﻭﺝ 2018
ﳑﺎ ﺗﻘﺪم ﻳﺘﺒﲔ أﻧﻪ ﻣﱴ ﻣﺎ ﺗﺄﺧﺮ اﻟﻀﺮر ﰲ ﻇﻬﻮرﻩ ،ﻓﺈن اﻻﺟﺘﻬﺎد اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﻳﺬﻫﺐ إﱃ ﻗﻠﺐ ﻋﺒﺊ
اﻹﺛﺒﺎت ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻖ اﳌﺼﺎب ،أو ذوو ﺣﻘﻮﻗﻪ ،ﻟﻜﻮن أﻧﻪ ﳝﻜﻦ أن ﺗﺘﺪﺧﻞ أﺳﺒﺎب أﺧﺮى ﻻﺣﻘﺔ
ﻟﻠﺤﺎدﺛﺔ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ اﻧﺪﻻﻋﻪ.
ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻳﺘﻀﺢ ﻟﻨﺎ أن إﺛﺒﺎت اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺴﺒﺒﻴﺔ ﺑﲔ اﳊﺎدﺛﺔ واﻟﻀﺮر ﻳﺘﻢ ﺑﺪون ﺻﻌﻮﺑﺔ ،إذا ﻣﺎ
اﻛﺘﺴﻰ اﻟﻔﻌﻞ اﻟﻀﺎر ﺻﻔﺔ ﺣﺎدﺛﺔ ﺷﻐﻞ ،وﺗﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺼﻮل ﺿﺮر ﻟﻸﺟﲑ ﰲ ﺟﺴﻤﻪ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻋﻠﻰ إﺛﺮ
اﻹﺻﺎﺑﺔ ،ﻟﻜﻦ ﰲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻮال ﻗﺪ ﻳﺼﲑ ﻣﻦ ﻏﲑ اﻟﺴﻬﻞ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺴﺒﺒﻴﺔ ﳑﺎ ﺳﻨﺮاﻩ
ﺑﺘﻔﺼﻴﻞ ﰲ اﳌﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﱐ اﻟﺬي ﺳﻨﺨﺼﺼﻪ ﻟﺼﻌﻮﺑﺎت إﺛﺒﺎت ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻀﺮر ﺑﺎﳊﺎدﺛﺔ.
اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻧﻲ :ﺻﻌﻮﺑﺎت إﺛﺒﺎت ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻀﺮر ﺑﺎﻟﺤﺎدﺛﺔ
إن ﻣﺴﺎﻟﺔ إﺛﺒﺎت اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺴﺒﺒﻴﺔ ﺑﲔ اﻟﻔﻌﻞ اﻟﻀﺎر و اﻟﻀﺮر ﺗﺜﲑ ﻋﺪة ﺻﻌﻮﺑﺎت ﰲ ﺑﻌﺾ
اﻷﺣﻮال ،ﺣﻴﺚ ﻻ ﳝﻜﻦ ﲢﺪﻳﺪ ﻫﺬﻩ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ،ﻛﻤﺎ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺪم ﻇﻬﻮر اﻟﻀﺮر ﻣﺒﺎﺷﺮة ﺑﻌﺪ
اﳊﺎدﺛﺔ ،وﻛﺬا ﰲ أﺣﻮال أﺧﺮى ،وﺳﻨﺒﺤﺚ ﰲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﻇﻬﻮر اﻟﻀﺮر ﺑﻌﺪ ﻣﻀﻲ ﻣﺪة ﺑﻌﺪ اﻹﺻﺎﺑﺔ "
اﻟﻔﻘﺮة اﻷوﱃ" ،ﰒ ﻧﻨﺘﻘﻞ ﻟﺼﻌﻮﺑﺔ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺴﺒﺒﻴﺔ ﰲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻮال اﻷﺧﺮى " اﻟﻔﻘﺮة
اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ".
اﻟﻔﻘﺮة اﻷوﻟﻰ :ﻇﻬﻮر اﻟﻀﺮر ﺑﻌﺪ ﻣﻀﻲ ﻣﺪة ﺑﻌﺪ اﻹﺻﺎﺑﺔ
رأﻳﻨﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ أﻧﻪ إذا ﺣﺼﻞ اﻟﻀﺮر ﻣﺒﺎﺷﺮة ﺑﻌﺪ وﻗﻮع اﳊﺎدﺛﺔ اﻓﱰض أن ﻫﺬﻩ اﻷﺧﲑة ﻫﻲ اﻟﺴﺒﺐ
ﻓﻴﻪ .ﻓﻔﻲ ﻫﺬﻩ اﳊﺎﻟﺔ ﻓﺈن إﺛﺒﺎت اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺴﺒﺒﻴﺔ ﺑﲔ اﻟﻔﻌﻞ اﻟﻀﺎر و اﻟﻀﺮر ﻳﺘﻢ ﺑﺪون ﺻﻌﻮﺑﺔ ،وﻟﻜﻦ
ﰲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻮال ﻗﺪ ﻳﺘﻌﺮض اﻷﺟﲑ إﱃ اﳊﺎدﺛﺔ ﻓﻼ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺄي أﱂ ،ﰒ ﺑﻌﺾ ﻣﻀﻲ ﻣﺪة ﻛﺄﺳﺒﻮﻋﲔ أو
ﺛﻼﺛﺔ ﻋﻠﻰ وﻗﻮﻋﻬﺎ ﻣﺜﻼ ،ﻳﺸﺘﻜﻲ ﻣﻦ وﺟﻮد ﺿﺮر ﰲ ﺟﺴﻤﻪ ،ﻓﻔﻲ ﻫﺬﻩ اﳊﺎﻟﺔ ﻗﺪ ﻳﺼﲑ ﻣﻦ ﻏﲑ
اﻟﺴﻬﻞ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺴﺒﺒﻴﺔ ﻟﻜﻮن اﻷﺟﲑ اﳌﺼﺎب ﻳﺒﻘﻰ ﻋﻠﻴﻪ أن ﻳﺜﺒﺖ ﺑﺄن اﻟﻀﺮر اﻟﺬي
أﺻﺎﺑﻪ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺳﺒﺐ ﺳﻮى اﳊﺎدﺛﺔ ،ﻟﻜﻮن أﻧﻪ ﻣﻦ اﶈﺘﻤﻞ أن ﺗﻜﻮن ﻫﻨﺎك أﺳﺒﺎب أﺧﺮى ﻻﺣﻘﺔ
ﻟﻮﻗﻮﻋﻬﺎ ﻫﻲ اﻟﱵ أدت إﱃ وﺟﻮد اﻟﻀﺮر ﰲ ﺟﺴﻤﻪ .113ذﻟﻚ أﻧﻪ إذا اﻋﺘﱪت ﺣﺎدﺛﺔ ﺷﻐﻞ إﺣﺪى
أﺳﺒﺎب اﻟﻀﺮر "ﻋﻠﻤﺎ ﺑﺎن اﻟﻀﺮر ﱂ ﻳﻈﻬﺮ ﺑﻌﺪ وﻗﻮﻋﻬﺎ ،ﻓﺎن آﺧﺮ ﺿﺮر اﺷﺘﻜﻰ ﻣﻨﻪ اﳌﺼﺎب ﺑﻌﺪ
وﻗﻮﻋﻬﺎ ،ﻳﻌﺪ ﺳﺒﺒﺎ أﺟﻨﺒﻴﺎ ﻋﻨﻬﺎ ،إذ ﻣﻦ اﳌﻤﻜﻦ ﺟﺪا أﻧﻪ ﻟﻮﻻ ﻫﺬا اﻟﺴﺒﺐ اﻷﺟﻨﱯ ﳌﺎ ﺷﻌﺮ اﳌﺼﺎب
57
ﳎﻠﺔ ﺍﻷﲝﺎﺙ ﻭﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ-ﺍﻟﻌﺪﺩ 12 -11ﻣﺰﺩﻭﺝ 2018
ﺑﻀﺮر ،وﻣﺎ دام ﱂ ﻳﺸﺘﻚ ﻣﻨﻪ ﻗﺒﻞ وﻗﻮﻋﻪ "وﻫﻮ ﻻﺣﻖ ﻟﻠﺤﺎدﺛﺔ" ﻓﻌﻠﻴﻪ أن ﻳﻘﻴﻢ اﻟﺪﻟﻴﻞ ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ ارﺗﺒﺎط
اﻟﻀﺮر ﺑﺎﳊﺎدﺛﺔ ﻓﻘﻂ ،وﻟﻜﻦ ﻋﻠﻰ ﻛﻮن اﻟﻀﺮر ﱂ ﳛﺼﻞ ﺬا اﻟﺴﺒﺐ اﻷﺟﻨﱯ ﻛﺬﻟﻚ.
واﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﻫﺬا اﳌﺒﺪأ ،ﳒﺪ اﻻﺟﺘﻬﺎد اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﻳﺼﺮح أﻧﻪ " :إذا ﻧﺘﺠﺖ وﻓﺎة اﳌﺼﺎب ﲝﺎدﺛﺔ
ﺷﻐﻞ ﰲ وﻗﺖ اﻟﻌﻼج اﻟﺬي ﻓﺮﺿﺘﻪ ﻫﺬﻩ اﳊﺎدﺛﺔ ،ﲝﻴﺚ ﻳﺼﺢ اﻋﺘﺒﺎر اﳌﺆاﺟﺮ ﻣﺴﺆوﻻ ﻋﻦ اﻟﻮﻓﺎة ﻛﺬﻟﻚ
ﻧﻈﺮا ﻟﻜﻮ ﺎ ﺗﺸﻜﻞ ﻣﻊ اﳊﺎدﺛﺔ وﺣﺪة ﻏﲑ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﺘﺠﺰﺋﺔ" ،114ﻓﺈن اﳌﺆاﺟﺮ ﻻ ﻳﻜﻮن ﻣﺴﺆوﻻ ﻋﻦ ﺗﻔﺎﻗﻢ
ﺟﺮح اﳌﺼﺎب ﺑﺴﺒﺐ رﻓﻀﻪ اﻟﻌﻼج ،أو ﻋﻦ اﻟﻮﻓﺎة اﻟﱵ ﲢﺪث ﺑﺴﺒﺐ أﺟﻨﱯ ﺧﺎرج ﻋﻦ اﳊﺎدﺛﺔ.115
وﻫﻜﺬا ﳒﺪ ﳏﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﰲ ﻗﺮارﻫﺎ اﻟﺼﺎدر ﻋﻦ ﻏﺮﻓﺘﻬﺎ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺑﺘﺎرﻳﺦ 5ﻏﺸﺖ
1161952ﺗﺮﻓﺾ اﻷﺧﺬ ﺑﻘﺮﻳﻨﺔ إﺳﻨﺎد اﻟﻀﺮر ﻟﻠﺤﺎدﺛﺔ ﰲ اﳊﺎﻟﺔ اﻟﱵ ﳜﺮج ﻓﻴﻬﺎ اﻷﺟﲑ ﻳﻮم 23ﻏﺸﺖ
وﳝﻮت ﻣﺘﺄﺛﺮا ﺑﺎﻟﻄﻴﻄﺎﻧﻮس ﻳﻮم 6أﻛﺘﻮﺑﺮ ﻣﻊ أﻧﻪ ﱂ ﻳﻮﻗﻒ اﻟﺸﻐﻞ ،وﱂ ﻳﻄﺎﻟﺐ ﺑﺄي ﻋﻼج ،ﻛﻤﺎ ﻗﺮرت
ﳏﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط ﰲ ﺣﻜﻤﻬﺎ اﻟﺼﺎدر ﺑﺘﺎرﻳﺦ 18أﻛﺘﻮﺑﺮ 1171952أﻧﻪ ":إذا اﻧﺘﺤﺮ اﻷﺟﲑ
اﳌﺼﺎب ﺑﻌﺠﺰ داﺋﻢ ﺟﺰﺋﻲ ،ﻧﺎﺗﺞ ﻋﻦ ﺣﺎدﺛﺔ ﺷﻐﻞ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﰲ ﻫﺬﻩ اﳊﺎﻟﺔ ﻗﺮﻳﻨﺔ إﺳﻨﺎد اﻟﻀﺮر
ﻟﻠﺤﺎدﺛﺔ ،وﻋﻠﻰ ذوي ﺣﻘﻮﻗﻪ أن ﻳﻘﻴﻤﻮا اﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ وﺟﻮد ﻋﻼﻗﺔ ﺳﺒﺒﻴﺔ ﺑﲔ اﳊﺎدﺛﺔ واﻻﻧﺘﺤﺎر.".
ﻓﻬﻜﺬا ﻳﺘﺒﲔ أن اﻻﺟﺘﻬﺎد اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳛﻤﻞ اﻷﺟﲑ اﳌﺼﺎب ،أو ذوي ﺣﻘﻮﻗﻪ ،ﻣﺴﺄﻟﺔ إﺛﺒﺎت
اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺴﺒﺒﻴﺔ ﺑﲔ اﻟﻔﻌﻞ اﻟﻀﺎر و اﻟﻀﺮر ،ﻣﱴ ﻣﺎ ﺗﺄﺧﺮ ﻫﺬا اﻷﺧﲑ ﰲ اﻟﻈﻬﻮر ﺑﻌﺪ وﻗﻮع اﳊﺎدﺛﺔ،
وذﻟﻚ ﻟﻜﻮن أﻧﻪ ﻣﻦ اﶈﺘﻤﻞ أن ﺗﺘﺪﺧﻞ أﺳﺒﺎب أﺧﺮى ﻻﺣﻘﺔ ﻟﻠﺤﺎدﺛﺔ ﻗﺪ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ اﻧﺪﻻﻋﻪ ،ﻛﻤﺎ أﻧﻪ
ﻗﺪ ﻳﺼﻌﺐ ﰲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻮال اﻷﺧﺮى ﲝﺚ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺴﺒﺒﻴﺔ ﺑﲔ اﻟﻔﻌﻞ اﻟﻀﺎر و اﻟﻀﺮر ،ﳑﺎ ﺳﻨﺮاﻩ
ﺑﺘﻔﺼﻴﻞ ﰲ اﻟﻔﻘﺮة اﳌﻮاﻟﻴﺔ.
اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ :ﺻﻌﻮﺑﺔ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺴﺒﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻮال اﻷﺧﺮى
ﻗﺪ ﻳﺼﻌﺐ أﺣﻴﺎﻧﺎ إﻗﺎﻣﺔ اﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺴﺒﺒﻴﺔ ﺑﲔ اﳊﺎدﺛﺔ و اﻟﻀﺮر ﰲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻮال،
-114اﳌﺠﻠﺲ ﻋ ﺑﺘﺎر ﺦ 5ﻳﻮﻧﻴﻮ ،1962ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻗﺮارات اﳌﺠﻠﺲ ﻋ ،اﻟﻐﺮﻓﺔ اﳌﺪﻧﻴﺔ ،ا ﺰء اﻟﺜﺎ ﻲ ،ﺻﻔﺤﺔ.34:
-115آﻣﺎل ﺟﻼل ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ﺻﻔﺤﺔ.266:
-116اﻟ ﺸﺮة اﳌﺪﻧﻴﺔ ﺑﻤﺤﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ اﻟﻔﺮ ﺴﻴﺔ ﻟﺴﻨﺔ IV 1952رﻗﻢ ،880ذﻛﺮﻩ ﺳﺘﺎذ آﻣﺎل ﺟﻼل ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ﺻﻔﺤﺔ .226
-117ﻣ ﺸﻮر ﺑﻤﺠﻠﺔ اﳌﺤﺎﻛﻢ اﳌﻐﺮ ﻴﺔ ،اﻟﺴﻨﺔ ،34اﻟﻌﺪد ،1145اﳌﺆرخ 25ﻓ اﻳﺮ ،1954ﺻﻔﺤﺔ 27ﻟﻠﻤﺰ ﺪ ﻣﻦ ﻳﻀﺎح أﻧﻈﺮ ﺑﺤﺚ
ﺳﺘﺎذ ﺳﺎن ﺟﻮر ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮان :ﻧﺘﺤﺎروﻗﺎﻧﻮن اﻟﻀﻤﺎن ﺟﺘﻤﺎ ،داﻟﻮز ﻟﺴﻨﺔ ،1970ﺻﻔﺤﺔ93:
، Y. Saint Jour, le Suicide et le droit de la sécurité sociale, Dalloz 1970 Chronique, page 93ذﻛﺮﻩ ﺳﺘﺎذ آﻣﺎل ﺟﻼل،
ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ﺻﻔﺤﺔ ,226
58
ﳎﻠﺔ ﺍﻷﲝﺎﺙ ﻭﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ-ﺍﻟﻌﺪﺩ 12 -11ﻣﺰﺩﻭﺝ 2018
ﻧﺬﻛﺮ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻋﺪم ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﻈﺮوف اﻟﱵ وﻗﻌﺖ ﻓﻴﻬﺎ اﳊﺎدﺛﺔ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﻛﺄن ﻳﺴﻘﻂ أﺣﺪ اﻟﺒﺤﺎرة ﻣﻦ
أﻋﻠﻰ اﻟﺴﻔﻴﻨﺔ إﱃ اﻟﺒﺤﺮ ﻟﻴﻼ ﻓﻴﻤﻮت ﻏﺮﻗﺎ ،وﻻ ﻳﺪري ﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻷﻣﺮ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﲝﺎدﺛﺔ ﺷﻐﻞ أم ﺑﺎﻧﺘﺤﺎر
ﻣﺜﻼ ،وإﻣﺎ ﻟﻮﺟﻮد أﺳﺒﺎب ﻣﺘﻌﺪدة ﻣﻦ وراء اﻟﻔﻌﻞ اﻟﻀﺎر ،ﻛﺄن ﻳﻜﻮن اﻷﺟﲑ ﻋﻠﻴﻞ اﳉﺴﻢ أو ﻣﻦ
ﻣﻌﻄﻮﰊ اﳊﺮب ﻣﺜﻼ ،ﻛﻤﺎ أﻧﻪ ﻗﺪ ﻳﺼﻌﺐ أﺣﻴﺎﻧﺎ إﻗﺎﻣﺔ اﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺴﺒﺒﻴﺔ ﺑﲔ اﳊﺎدﺛﺔ واﻟﻀﺮر،
ﻟﻌﺪم اﻟﺘﻨﺎﺳﺐ ﺑﲔ ﺟﺴﺎﻣﺔ اﻟﻀﺮر وﻫﻮن اﳊﺎدﺛﺔ.118
ﻛﻤﺎ ﻳﺼﻌﺐ أﺣﻴﺎﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﺟﲑ إﺛﺒﺎت اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺴﺒﺒﻴﺔ ﺑﲔ اﻟﻀﺮر و اﳌﻬﻨﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﺟﺮاء
اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺸﺘﻐﻠﻮن ﻋﻦ ﺑﻌﺪ ،ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﺳﺘﻌﻤﺎل وﺳﺎﺋﻞ اﻟﻜﱰوﻧﻴﺔ ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻋﻤﻠﻬﻢ ،دون رﻗﺎﺑﺔ ﻣﻦ ﻃﺮف
ﻣﺸﻐﻠﻬﻢ ﻓﻴﺼﺎﺑﻮن ،ﻓﻔﻲ ﻫﺬﻩ اﳊﺎﻟﺔ ﻳﻜﻮن ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ إﺛﺒﺎت ﺗﻌﺮﺿﻬﻢ ﳊﺎدﺛﺔ ﺷﻐﻞ إﻣﺎ ﻟﻌﺪم
وﺟﻮد ﺷﻬﻮد ﻋﺎﻳﻨﻮا اﳊﺎدﺛﺔ و ﻛﺬا ﻟﻐﻴﺎب اﳌﺸﻐﻞ أﺛﻨﺎء وﻗﻮﻋﻬﺎ ..إﱃ ﻏﲑ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﳊﺎﻻت اﻷﺧﺮى
اﻟﱵ ﻳﺼﻌﺐ ﻓﻴﻬﺎ اﻹﺛﺒﺎت ﻋﻠﻰ اﻷﺟﲑ اﳌﺼﺎب.
ﻓﻔﻲ ﻫﺬﻩ اﻷﺣﻮال ﻛﻠﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻌﺬر ﻋﻠﻰ اﶈﻜﻤﺔ اﻟﻮﺻﻮل إﱃ ﻗﻨﺎﻋﺔ ﲞﺼﻮص ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ
اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﳌﻌﺮوﺿﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﺈ ﺎ ﺗﺼﺪر ﻗﺮارا إدارﻳﺎ ﻳﻘﻀﻲ ﺑﺎﳊﻔﻆ اﳌﺆﻗﺖ ،و ذﻟﻚ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎدة 291
ﻣﻦ ﻇﻬﲑ 12رﻣﻀﺎن ، (1963/2/6 ) 1382ﰲ اﻧﺘﻈﺎر اﻟﺘﻮﺻﻞ إﱃ ﻗﺮاﺋﻦ داﻣﻐﺔ ﺗﻘﻮي اﻗﺘﻨﺎﻋﻬﺎ
ﲞﺼﻮص اﳊﻜﻢ اﻟﺬي ﺳﺘﺼﺪرﻩ ،وﰲ ﻫﺬا ﲪﺎﻳﺔ أﻛﺜﺮ ﻟﻸﺟﲑ اﳌﻀﺮور ﺣﻴﺚ ﺗﱰك ﻟﻪ ﻣﺪة ﻛﺎﻓﻴﺔ
ﻹﺛﺒﺎت ﺗﻌﺮﺿﻪ ﳊﺎدﺛﺔ اﻟﺸﻐﻞ.
59