You are on page 1of 12

‫دعوى �إلغاء رخ�صة البناء‬

‫ب�سبب تجاوز ال�سلطة‬


‫ﺩﻋﻮﻯ ﺇﻟﻐﺎﺀ ﺭﺧﺼﺔ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ‬ ‫ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ‪:‬‬
‫ذ‪ .‬بنقدور عبد النا�صر‬
‫ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﻣﺠﻠﺔ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ‪ -‬ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ‪:‬‬
‫باحث بكلية العلوم القانونية والإقت�صادية‬
‫والإجتماعية بوجدة‬ ‫ﻣﺤﻤﺪ ﺃﻭﺯﻳﺎﻥ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ‪:‬‬
‫ﻋﺒﺪﺍﻟﻨﺎﺻﺮ‪ ،‬ﺑﻨﻘﺪﻭﺭ‬ ‫ﺍﻟﻤؤﻟﻒ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ‪:‬‬
‫ﺍﻹﺻﺪﺍﺭ‪24‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﻠﺪ‪/‬ﺍﻟﻌﺪﺩ‪:‬مــقـدمــة‪:‬‬
‫ﻧﻌﻢمن د�ستور اململكة املغربية لفاحت يوليوز ‪� )1(2001‬أنه «ي�ضمن القانون‬
‫ين�ص الف�صل ‪35‬‬ ‫ﻣﺤﻜﻤﺔ‪:‬‬
‫من نطاقها وممار�ستها مبوجب القانون �إذا اقت�ضت ذلك متطلبات‬ ‫ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ‪:‬وميكن احلد‬
‫‪2015‬‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦحق امللكية‬
‫‪ 143‬للبالد‪ ،‬وال ميكن نزع امللكية �إال يف احلاالت ووفق الإجراءات‬
‫إجتماعية‬ ‫التنمية الإقت�صادية وال‬
‫‪- 153‬‬ ‫ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ‪:‬‬
‫ومن متة ف�إن القاعدة هي �أن املالك حر يف الت�صرف يف ملكه‬ ‫القانون‪،‬‬
‫‪766781‬‬
‫عليها‬ ‫ين�ص‬ ‫التي‬
‫ﺭﻗﻢ ‪:MD‬‬
‫ﻭﻣﻘﺎﻻﺕهذا الت�صرف من �أجل حتقيق املنفعة العامة‪ ،‬ومن �أبرز‬
‫القانون قد يقيد‬
‫ﺑﺤﻮﺙ‬
‫أن‬ ‫�‬ ‫غري‬ ‫�شاء‪،‬‬ ‫كيفما‬
‫ﻧﻮﻉ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫القوانني املنظمة للقيود الواردة على حق امللكية قانون التعمري ‪ 12.90‬املتعلق بالتعمري‬
‫‪Arabic‬‬ ‫ﺍﻟﻠﻐﺔ‪:‬‬
‫والقانون رقم ‪ 25.90‬املتعلق بالتجزئات العقارية واملجموعات ال�سكنية(‪ )3‬والقانون رقم ‪7.81‬‬
‫(‪IslamicInfo)4‬‬ ‫ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪:‬‬
‫املتعلق بنزع امللكية ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﻭﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﺎﺕ‪ ،‬ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻹﺩﺍﺭﻯ‪ ،‬ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ‬ ‫ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ‪:‬‬
‫ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﺍﺕاملنازعات املتعلقة مبيدان التعمري‪،‬‬
‫ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ‪،‬للنظر يف‬
‫ﺗﺮﺍﺧﻴﺺلإدارية‬
‫ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ‪،‬املحاكم ا‬
‫�إال �أنه قبل اللجوء �إلى‬
‫الطاعن �أهال قانونا‬ ‫ﺭﺍﺑﻂ‪ :‬يتعني ا�ستيفاء الإجراءات املتعلقة برفع الدعوى‪ ،‬حيث يتعني �أن يكون‬
‫‪http://search.mandumah.com/Record/766781‬‬
‫ملمار�سة الطعن يف القرار الإداري‪ ،‬و�أن يربر امل�صلحة يف هذا الطعن �ضد القرار مو�ضوع‬
‫النزاع‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى �شرطان يتعلقان مبو�ضوع النزاع املطعون فيه ب�أن يكون �ضارا ونهائيا‪.‬‬
‫كما يجب �أن يكون القرار املراد الطعن فيه م�شوبا ب�أحد العيوب املن�صو�ص عليها‬
‫يف املادة ‪ 20‬من قانون ‪ 90.41‬املحدث للمحاكم الإدارية(‪)5‬والتي جاء فيها‪« :‬كل قرار‬
‫�إداري �صدر من جهة غري خمت�صة �أو لعيب يف ال�شكل �أو النحراف يف ال�سلطة �أو النعدام‬
‫‪ - 1‬ظهري �شريف رقم ‪� 1.11.91‬صادر يف ‪ 27‬من �شعبان ‪ 23( 1432‬يوليوز ‪ )2011‬بتنفيذ الد�ستور‪.‬‬
‫‪ - 2‬ظهري �شريف رقم ‪� 1.92.31‬صادر يف ‪ 15‬من ذي احلجة ‪ 17( 1412‬يونيو ‪ )1992‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 12.90‬املتعلق بالتعمري‪.‬‬
‫‪ - 3‬ظهري �شريف رقم ‪� 1.92.7‬صادر يف ‪ 15‬من ذي احلجة ‪ 17( 1412‬يونيو ‪ )1992‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 25.90‬املتعلق بالتجزئات‬
‫العقارية واملجموعات ال�سكنية وتق�سيم العقارات‪.‬‬
‫‪ - 4‬ظهري �شريف رقم ‪� 1.81.254‬صادر يف ‪ 11‬من رجب ‪ 1402‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 81.7‬املتعلق بنزع امللكية من �أجل املنفعة العامة‬
‫ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪.‬عدد ‪ 3685‬بتاريخ ‪ 3‬رم�ضان ‪ 15( 1403‬يوليوز ‪.)1983‬‬ ‫من�شور ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ‬
‫باجلريدة الر�سمية‬ ‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪ .‬ﺟﻤﻴﻊ‬ ‫© ‪ 2020‬ﺩﺍﺭ‬
‫واالحتالل امل�ؤقت‪،‬‬
‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ‬
‫‪ - 5‬ظهري �شريف رقم ‪� 1.91.225‬صادر يف ‪ 22‬من ربيع االول ‪� 10( 1414‬شتنرب ‪ )1993‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 41.90‬املحدث‬
‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪.‬عدد ‪ 4227‬بتاريخ ‪ 3‬نونرب �ص ‪� 2183‬ص ‪.1993‬‬
‫باجلريدة الر�سمية‬ ‫ﺣﻘﻮﻕمن�شور‬
‫ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ ﺩﺍﺭ‬ ‫ﺃﺻﺤﺎﺏإدارية‪،‬‬
‫املحاكم ال‬
‫مبوجبه ﻣﻦ‬
‫ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ‬

‫‪����� ��������� ���������.indd 143‬‬ ‫‪4/11/14 10:22:27‬‬


‫دعوى �إلغاء رخ�صة البناء‬
‫ب�سبب تجاوز ال�سلطة‬
‫ذ‪ .‬بنقدور عبد النا�صر‬
‫باحث بكلية العلوم القانونية والإقت�صادية‬
‫والإجتماعية بوجدة‬

‫مــقـدمــة‪:‬‬
‫ين�ص الف�صل ‪ 35‬من د�ستور اململكة املغربية لفاحت يوليوز ‪� )1(2001‬أنه «ي�ضمن القانون‬
‫حق امللكية وميكن احلد من نطاقها وممار�ستها مبوجب القانون �إذا اقت�ضت ذلك متطلبات‬
‫التنمية الإقت�صادية والإجتماعية للبالد‪ ،‬وال ميكن نزع امللكية �إال يف احلاالت ووفق الإجراءات‬
‫التي ين�ص عليها القانون‪ ،‬ومن متة ف�إن القاعدة هي �أن املالك حر يف الت�صرف يف ملكه‬
‫كيفما �شاء‪ ،‬غري �أن القانون قد يقيد هذا الت�صرف من �أجل حتقيق املنفعة العامة‪ ،‬ومن �أبرز‬
‫(‪)2‬‬
‫القوانني املنظمة للقيود الواردة على حق امللكية قانون التعمري ‪ 12.90‬املتعلق بالتعمري‬
‫والقانون رقم ‪ 25.90‬املتعلق بالتجزئات العقارية واملجموعات ال�سكنية(‪ )3‬والقانون رقم ‪7.81‬‬
‫املتعلق بنزع امللكية(‪.)4‬‬
‫�إال �أنه قبل اللجوء �إلى املحاكم الإدارية للنظر يف املنازعات املتعلقة مبيدان التعمري‪،‬‬
‫يتعني ا�ستيفاء الإجراءات املتعلقة برفع الدعوى‪ ،‬حيث يتعني �أن يكون الطاعن �أهال قانونا‬
‫ملمار�سة الطعن يف القرار الإداري‪ ،‬و�أن يربر امل�صلحة يف هذا الطعن �ضد القرار مو�ضوع‬
‫النزاع‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى �شرطان يتعلقان مبو�ضوع النزاع املطعون فيه ب�أن يكون �ضارا ونهائيا‪.‬‬
‫كما يجب �أن يكون القرار املراد الطعن فيه م�شوبا ب�أحد العيوب املن�صو�ص عليها‬
‫يف املادة ‪ 20‬من قانون ‪ 90.41‬املحدث للمحاكم الإدارية(‪)5‬والتي جاء فيها‪« :‬كل قرار‬
‫�إداري �صدر من جهة غري خمت�صة �أو لعيب يف ال�شكل �أو النحراف يف ال�سلطة �أو النعدام‬
‫‪ - 1‬ظهري �شريف رقم ‪� 1.11.91‬صادر يف ‪ 27‬من �شعبان ‪ 23( 1432‬يوليوز ‪ )2011‬بتنفيذ الد�ستور‪.‬‬
‫‪ - 2‬ظهري �شريف رقم ‪� 1.92.31‬صادر يف ‪ 15‬من ذي احلجة ‪ 17( 1412‬يونيو ‪ )1992‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 12.90‬املتعلق بالتعمري‪.‬‬
‫‪ - 3‬ظهري �شريف رقم ‪� 1.92.7‬صادر يف ‪ 15‬من ذي احلجة ‪ 17( 1412‬يونيو ‪ )1992‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 25.90‬املتعلق بالتجزئات‬
‫العقارية واملجموعات ال�سكنية وتق�سيم العقارات‪.‬‬
‫‪ - 4‬ظهري �شريف رقم ‪� 1.81.254‬صادر يف ‪ 11‬من رجب ‪ 1402‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 81.7‬املتعلق بنزع امللكية من �أجل املنفعة العامة‬
‫واالحتالل امل�ؤقت‪ ،‬من�شور باجلريدة الر�سمية عدد ‪ 3685‬بتاريخ ‪ 3‬رم�ضان ‪ 15( 1403‬يوليوز ‪.)1983‬‬
‫‪ - 5‬ظهري �شريف رقم ‪� 1.91.225‬صادر يف ‪ 22‬من ربيع االول ‪� 10( 1414‬شتنرب ‪ )1993‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 41.90‬املحدث‬
‫مبوجبه املحاكم الإدارية‪ ،‬من�شور باجلريدة الر�سمية عدد ‪ 4227‬بتاريخ ‪ 3‬نونرب �ص ‪� 2183‬ص ‪.1993‬‬

‫‪����� ��������� ���������.indd 143‬‬ ‫‪4/11/14 10:22:27‬‬


‫دعو ى �إلغاء رخ�صة البناء ب�سبب جتاوز ال�سلطة‬ ‫‪144‬‬

‫التعليل �أو ملخالفة القانون‪ ،‬ي�شكل جتاوزا يف ا�ستعمال ال�سلطة يحق للمت�ضرر الطعن فيه‬
‫�أمام اجلهة الق�ضائية الإدارية املخت�صة»‪ .‬هذا ف�ضال عن كون املدعي يتعني �أن يكون‬
‫م�ؤازرا مبحامي‪.‬‬
‫وهناك �شرط خام�س يكمن يف عدم وجود الدعوى املوازية «�إذ تن�ص الفقرة الأخرية‬
‫من الـمادة ‪ 23‬من قانون الـمحاكم الإدارية على �أنه ال يقبل الطلب الهادف �إلى �إلغاء قرارات‬
‫�إدارية �إذا كان فـي و�سـع املعنيني بالأمر �أن يطالبوا مبا يدعونه من حقوق بطرق الطعن العادي‬
‫�أمــام الق�ضاء ال�شامل»‪ .‬وهذا ما تن�ص عليه املادة ‪ 360‬من قانون الـم�سطرة الـمدنية(‪.)6‬‬
‫�إال �أنه بالرغم من توافر هذه ال�شروط‪ ،‬ف�إن التقدم بطلب �إلغاء القرارات الإدارية‬
‫ال�صادرة عن ال�سلطات الإدارية ب�سبب جتاوز ال�سلطة داخل �أجل �ستني يوما‪ ،‬يبتدئ من تبليغ‬
‫القرار �إلى املعني بالأمر‪ ،‬ويجب على هذا الأخري �أن يقدم قبل انق�ضاء هذا الأجل‪ ،‬تظلما عن‬
‫القرار �إلى رئي�س املجل�س اجلماعي �أو العامل �أو الوايل وذلك يف حماولة لت�سوية النزاع ت�سوية‬
‫ودية وهو ما ن�ص عليه الف�صل ‪ 48‬من قانون امليثاق اجلماعي اجلديد‪ ،‬با�ستثناء دعاوي‬
‫احليازة �أو الدعاوي املرفوعة لدى الق�ضاء امل�ستعجل‪.‬‬
‫فالتظلم الذي يرفعه املدعي يف حالة النزاع لي�س تظلما اختياريا كما تن�ص على ذلك‬
‫املادة ‪ 23‬من قانون املحاكم الإدارية والف�صل ‪ 360‬من قانون امل�سطرة املدنية(‪ ،)7‬بل هو تظلم‬
‫وجوبي مفرو�ض على �صاحب امل�صلحة تقدميه‪ ،‬بحيث �إذا قامت الدعوى قبل تقدمي ذلك‬
‫التظلم اعتربت الدعوى غري مقبولة‪.‬‬
‫‪ - 6‬ينظر امليلود بوطريكي ‪ :‬تعليق على الفقرة الأخرية من املادة ‪ 23‬من قانون املحاكم الإدارية‪ ،‬املجلة املغربية للإدارة املحلية‬
‫والتنمية‪ .‬عدد ‪ ،73-72‬يناير ‪� -‬أبريل ‪� ،2007‬ص‪.182 ،‬‬
‫‪ - 7‬ين�ص الف�صل ‪ 360‬من قانون امل�سطرة املدنية على �أنه‪ « :‬يجب مع مراعاة مقت�ضيات الفقرة التالية من هذا الف�صل �أن تقدم‬
‫طلبات �إلغاء مقررات ال�سلطات الإدارية لل�شطط يف ا�ستعمال ال�سلطة داخل �أجل �ستني يوما من يوم ن�شر �أو تبليغ املقرر املطعون فيه‪.‬‬
‫غري �أنه ميكن للمعنيني بالأمر قبل ان�صرام الأجل املحدد للطعن النزاعي �أن يرفعوا تظلما ا�ستعطافيا �إلى ال�سلطة التي �أ�صدرت‬
‫املقرر �أو �إداريا �إلى التي تعلوها مبا�شرة وميكن يف هذه احلالة تقدمي الطلب �إلى املجل�س الأعلى ب�صفة �صحيحة خالل �ستني يوما‬
‫ابتداء من تبليغ مقرر الرف�ض ال�صريح كليا �أو جزئيا للطعن الإداري الأويل‪.‬‬
‫يعترب �سكوت ال�سلطة الإدارية �أكرث من �ستني يوما على امللتم�س اال�ستعطايف �أو الإداري رف�ضا و�إذا كانت ال�سلطة الإدارية هيئة من‬
‫الهيئات التي تعقد دورات للتداول ف�إن الأجل املحدد يف �ستني يوما لتقدمي الطلب ميتد �إذا اقت�ضى احلال �إلى نهاية �أول دورة قانونية‬
‫تلي تقدمي الطلب‪.‬‬
‫�إذا كانت الن�صو�ص التنظيمية اجلاري بها العمل تن�ص على م�سطرة خ�صو�صية للطعن الإداري ف�إن طلب الإلغاء ال يقبل �إال بعد �إتباع‬
‫امل�سطرة املذكورة و�ضمن الآجال املن�صو�ص عليها �أعاله‪.‬‬
‫يعترب �سكوت الإدارة �ستني يوما بعد تقدمي الطلب رف�ضا ويتعني على املعني بالأمر يف هذه احلالة �أن يقدم طلبا �إلى املجل�س الأعلى‬
‫داخل �ستني يوما ابتداء من ان�صرام الأجل الأول املحدد �أعاله‪.‬‬
‫ال يقبل طلب الإلغاء املوجه �ضد املقررات الإدارية �إذا كان يف ا�ستطاعة من يعنيهم الأمر املطالبة بحقوقهم لدى املحاكم العادية»‪.‬‬

‫‪����� ��������� ���������.indd 144‬‬ ‫‪4/11/14 10:22:28‬‬


‫‪145‬‬ ‫ذ‪ .‬بنقدور عبد النا�صر‬

‫�إال �أنه يتعني �إدخال الوكيل الق�ضائي للمملكة حتت طائلة بطالن الدعوى‪� ،‬إذا تعلق‬
‫الأمر مبديونية الدولة �أو �إدارة عمومية ح�سب منطوق الف�صل ‪ 514‬من امل�سطرة املدنية‪� ،‬أما‬
‫�إذا كانت الدعوى موجهة �ضد اجلماعات املحلية والتي تعترب م�صالح عمومية‪ ،‬ال �إدارات‬
‫عمومية حيث �أن لها �شخ�صية م�ستقلة ولي�ست م�شمولة مبقت�ضيات الف�صل ‪ 514‬الذي يجعل‬
‫�إدخال الوكيل الق�ضائي يف الدعوى �إلزاميا وبالتايل ال تتمتع بالإعفاء من الر�سوم الق�ضائية‬
‫وال من ت�أجيل �أدائها(‪.)8‬‬
‫وفـي حالة القبول ف�إن الق�ضاء الإداري عندما يبت فـي هذا النوع من الـمنازعات‪،‬‬
‫يحاول �أن يقدم نوعا من التوازن بني حـق الإدارة الـم�شرفة على تطبيق ومراقبة تدابري قوانني‬
‫التعمري واحرتامها وعدم الإخالل بها‪ ،‬وبني حـق الـمواطن بالـمقابل فـي احل�صول على بناء‬
‫م�ستوف ل�شروط ومعايري اجلمالية واجلودة وحمرتم فـي نف�س الوقت لهذه ال�ضوابط‪ ،‬غري‬
‫�أن الـم�ؤكد من خالل ر�صد �أغلب االجتهادات الق�ضائية �أن هناك �صرامة من جانب هذا‬
‫الق�ضاء فـي التعامل مع مثل هذه الـمنازعات‪ ،‬خا�صة فـي احلالة التي يكون هنـاك غياب‬
‫لأي ترخي�ص قانوين بخ�صو�ص عملية البناء �أو التجـزيء التي تتم مبا�شرتها‪ ،‬وبالتايل ف�إنه‬
‫يحاول �أن يحمي �إلى جانب الـم�شروعية وحق الـملكية الـم�ضمون د�ستوريا‪ ،‬حقوق الأفراد‬
‫معتمدا فـي كل ذلك على القيام بقراءة لـمقت�ضيات الن�صو�ص القانونية الـمنظمة لـمجال‬
‫التعمري‪ ،‬وحماولة �إعطاء تف�سري لها ق�صد �إيجاد مبادئ وقواعد ق�ضائية فـي جمال التعمري‪،‬‬
‫معتمدا فـي كل ذلك على االجتهادات التي كر�ستها خمتلف الـمحاكم الإدارية بالـمجل�س‬
‫الأعلى(‪.)9‬‬
‫و�إذا كانت �أغلب الق�ضايا التي تعر�ض على هذه املحاكم ي�ستهدف من خاللها رافعوها‬
‫�إما �إلغاء القرارات ال�صادرة عن ال�سلطات الـمكلفة بالتعمري‪� ،‬أو احل�صول على تعوي�ض ب�سبب‬
‫الـم�سا�س مب�صاحلهم ومراكزهم الـمادية‪ ،‬ف�إنني �س�أحاول من خالل هذا التعليق تناول‬
‫خمتلف جوانب هذه الـمنازعات عن طريق ر�صد �أغلب التدخالت التي يقوم بها القا�ضي‬
‫الإداري فـي هذا املجال‪ ،‬وذلك من خالل ما يعر�ض عليه من منازعات يهدف من خاللها‬
‫رافعوها لإلغاء بع�ض القرارات ال�صادرة عن �سلطة التعمري‪ ،‬من بينها رخ�ص البناء والهدم‬
‫و�إيقاف الأ�شغال‪.‬‬
‫‪ - 8‬ينظر موالي ادري�س احلالبي الكتاين ‪ :‬م�سطرة التقا�ضي الإدارية‪ ،‬اجلزء الأول‪ ،‬املجلة املغربية للإدارة املحلية والتنمية �سل�سلة‬
‫موا�ضيع ال�ساعة‪ ،‬عدد ‪� 1997.12‬ص ‪.52‬‬
‫‪ - 9‬ينظر �أحمد هرمو�ش‪ :‬دور اجلماعات املحلية يف جمال التعمري‪ ،‬ندوة باملحكمة الإدارية بوجدة حول مو�ضوع «الإ�شكاالت التي‬
‫يطرحها قانون التعمري»‪ ،‬بتاريخ ‪ 2‬دجنري ‪.2007‬‬

‫‪����� ��������� ���������.indd 145‬‬ ‫‪4/11/14 10:22:29‬‬


‫دعو ى �إلغاء رخ�صة البناء ب�سبب جتاوز ال�سلطة‬ ‫‪146‬‬

‫وهذا ما �س�أحاول التطرق �إليه يف مطلبني‪� ،‬أتناول يف املطلب الأول قرارات الرتخي�ص‬
‫بالبناء ويف املطلب الثاين قرارات الهدم ووقف الأ�شغال‪.‬‬
‫املطلب الأول ‪ :‬قرارات الرتخي�ص بالبناء‬
‫�إن رخ�صة البناء باعتبارها القرار الإداري الذي يت�ضمن الرتخي�ص بالقيـام‬
‫ب�أعمال البناء والت�شييد �أو غريهما‪ .‬قد تكون مو�ضوعا لع ــدة نزاعات بــني الإدارة‬
‫والأفراد‪� ،‬أو بني الأفراد فيما بينهم �أثناء تنفيذ الأ�شغال الـمرخ�ص لها‪ ،‬مع ما قد‬
‫ينتج عنها من �أ�ضرار قد تلح ــق بالغري‪� ،‬أو قد تك ــون كذلك حمال لـمخالفات يعاقــب‬
‫عليها القانون باعتبارها جرائم مت�س بالنظام العام العمراين وقواعد و�أنظمة التهيئة‬
‫والتعمري(‪.)10‬‬
‫�إن كل عملية بنـاء �أو �إعادة بناء �أو حتى �إدخال تغيريات و�إ�صالحات على البنـاءات‬
‫القائمة والتجزئة‪ ،‬تخ�ضع ح�سب مقت�ضيات الـمادة ‪ 40‬من قانـون ‪ 12.90‬الـمتعلق بالتعمري‬
‫وكذا الـمادة ‪ 2‬من قانون ‪ 25.90‬الـمتعلق بالتجزئة �إلى �ضرورة احل�صول على ترخي�ص‬
‫بذلك‪.‬‬
‫ويجب �أن يتوفر ملف طلب احل�صول على رخ�صة البناء الوثائق والإجراءات املن�صو�ص‬
‫عليها قانونا‪ .‬و�إذا كان هذا هو املبد�أ فقد تكون يف بع�ض احلاالت القرارات التي مبقت�ضاها‬
‫يتم منح هذه الرخ�ص‪� ،‬سواء كانت �صريحة �أو �ضمنية بالرف�ض �أو القبول‪ ،‬حمل طعن �أمام‬
‫جهة الق�ضاء الإداري‪ ،‬الذي يتولى البت يف م�شروعيتها ‪ -‬ك�سائر القرارات الإدارية الأخرى‪،‬‬
‫انطالقا من عيوب امل�شروعية املن�صو�ص عليها يف املادة ‪ 20‬من قانون ‪ 41.90‬املحدث للمحاكم‬
‫الإدارية‪.‬‬
‫ويعتبــر ر�ؤ�سـ ــاء الـمجال�س اجلماعية هم الــمخت�صون مبنـح الرتخي�ص بالبناء‬
‫وم�ستندهم فـي ذلك قانون الــميثاق اجلم ــاعي(‪ )11‬خا�صــة الف�صـل ‪ 44‬وكذا الـمواد ‪ 13‬و‬
‫‪ 22‬و ‪ 41‬و ‪ 45‬و‪ 46‬و ‪ 48‬و ‪ 55‬و ‪ ....58‬من قانون التعمري‪ ،‬فـي حني ورد على �سبيل الإ�ستثناء‬
‫وبخ�صو�ص جم ــاالت حم ـ ــددة‪� ،‬صالحية الرتخي�ص الـممنوحة للعامل مبقت�ضى ظهري‬
‫‪ - 10‬ينظر‪ :‬حممد بوجيدة‪ ،‬رخ�صة البناء‪ ،‬اجلزء الأول‪ ،‬الطبعة الأولى ‪ ،1998‬من�شورات املجلة املغربية للإدارة املحلية والتنمية‪،‬‬
‫�سل�سلة دالئل الت�سيري‪� ،‬ص ‪.7‬‬
‫‪ - 11‬ظهري �شريف رقم ‪� 1.08.153‬صادر يف ‪ 22‬من �صفر ‪ 18( 1430‬فرباير ‪ )2009‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 17.08‬املغري واملتمم‬
‫مبوجبه القانون رقم ‪ 78-00‬املتعلق بامليثاق اجلماعي كما مت تغيريه وتتميمه‪ ،‬من�شور باجلريدة الر�سمية رقم ‪ 5711‬ال�صادر يوم‬
‫االثنني ‪ 23‬فرباير ‪.2009‬‬

‫‪����� ��������� ���������.indd 146‬‬ ‫‪4/11/14 10:22:30‬‬


‫‪147‬‬ ‫ذ‪ .‬بنقدور عبد النا�صر‬

‫‪ 1984/10/02‬ورجال ال�سلطة الـمحلية بالن�سبة لبع�ض البلديـ ــات التي تخ�ضـع لأنظمة‬
‫�إداري ـ ــة(‪.)12‬‬
‫وبح�سب املادة ‪ 43‬من قانون ‪ 12.90‬املتعلق بالتعمري‪ ،‬ف�إن رخ�ص البناء ال ت�سلم �إال‬
‫بعد التحقق من �أن املبنى املزمع �إقامته تتوفر فيه ال�شروط التي تفر�ضها الأحكام الت�شريعية‬
‫والتنظيمية اجلاري بها العمل‪ ،‬خ�صو�صا الأحكام الواردة يف ت�صاميم التهيئة‪ ،‬و�أن �أي خرق‬
‫من جانب طالب الرخ�صة لهذه ال�ضوابط قد يكون مو�ضوع رف�ض من طرف ال�سلطة املخت�صة‪،‬‬
‫مما قد يدفعه �إلى رفع دعوى ق�ضائية للطعن يف م�شروعية هذا القرار‪.‬‬
‫ويعمل الق�ضاء الإداري على التحقق مما �إذا كانت طلبات الرتخي�ص املقدمة‬
‫لل�سلطات املخت�صة تتوفر فيها ال�شروط املن�صو�ص عليها يف القوانني والأنظمة اجلاري بها‬
‫العمل وكذلك بت�صاميم التهيئة املعمول بها وذلك عند مراقبته مل�شروعية هذه القرارات‪ .‬مع‬
‫مراعاة التوازن بني امل�صلحة العامة وامل�صلحة اخلا�صة حماوال دائما ترجيح الكفة الأولى‪،‬‬
‫وذلك لأن قوانني التعمري هي من النظام العام وبالتايل ملزمة للجميع‪ ،‬ومتى تبني �أن طلب‬
‫الإلغاء م�ؤ�س�س قانونا وت�أكد من �أن الإدارة قد جتاوزت �صالحياتها القانونية عند رف�ضها‬
‫طلب الرتخي�ص ف�إنه يق�ضي ب�إلغاء هذه القرارات �أو يحكم برف�ض الطلب متى تبني له وجود‬
‫�إخالل من �صاحب طالب الرخ�صة‪.‬‬
‫كما �أن هذه القرارات ‪ -‬الرتخي�ص بالبناء ‪ -‬مل يبني امل�شرع املغربي �صيغة منحها من‬
‫طرف �صاحب الإخت�صا�ص يف ذلك‪ ،‬هل يجب �أن يتخذ القرار ال�شكل املكتوب �أم يكفيه �أن‬
‫يكون �شفويا‪ ،‬الأمر الذي قد ي�ستع�صي معه معرفة تاريخ تبليغ القرار الحت�ساب �أجل الطعن‬
‫‪ - 12‬تن�ص املادة ‪ 59‬من قانون ‪ 12-90‬املتعلق بالتعمري على �أنه‪« :‬حتدد �ضوابط البناء العامة ‪:‬‬
‫‪� -‬شكل و�شروط ت�سليم الرخ�ص وغريها من الوثائق املطلوبة مبقت�ضى هذا القانون والن�صو�ص الت�شريعية املتعلقة بالتجزئات‬
‫العقارية واملجموعات ال�سكنية وتق�سيم العقارات والن�صو�ص ال�صادر ة لتطبيقها‪.‬‬
‫‪� -‬ضوابط ال�سالمة الواجب مراعاتها يف املباين وال�شروط الواجب توفرها فيها ملا ت�ستلزمه متطلبات ال�صحة واملرور واملتطلبات‬
‫اجلمالية ومقت�ضيات الراحة العامة خ�صو�صا‪:‬‬
‫• قواعد �إ�ستقرار املباين ومتانتها‪،‬‬
‫• م�ساحة املحالت وحجمها و�أبعادها‪،‬‬
‫• �شروط تهوية املحالت‪ ،‬خ�صو�صا فيما يتعلق مبختلف الأحجام والأجهزة التي تهم ال�صحة والنظافة‪،‬‬
‫• احلقوق التي يتمتع بها يف الطرق العامة �أ�صحاب العقارات املجاورة لها‪،‬‬
‫• مواد وطرق البناء املحظور �إ�ستخدامها ب�صورة دائمة‪،‬‬
‫• التدابري املعدة للوقاية من احلريق‪،‬‬
‫• طرق ال�صرف ال�صحي والتزود باملاء ال�صالح لل�شرب‪،‬‬
‫• الإلتزامات املتعلقة ب�صيانة الأمالك العقارية واملباين»‪.‬‬

‫‪����� ��������� ���������.indd 147‬‬ ‫‪4/11/14 10:22:31‬‬


‫دعو ى �إلغاء رخ�صة البناء ب�سبب جتاوز ال�سلطة‬ ‫‪148‬‬

‫فيه متى كان يخالف رغبة �صاحب الرتخي�ص وهو الأمر الذي ال يتما�شى وم�صلحة الإدارة يف‬
‫�ضبط �أمورها وم�صداقية تعاملها مع من اختارها لرتعى م�صاحله‪.‬‬
‫ويبقى الإ�شكال القانوين الذي تثريه الرخ�ص ال�صريحة بالبناء والتجزئة والتي‬
‫ت�سلم مبجرد ا�ستيفاء الطلب املقدم بخ�صو�صها لل�شروط التي ت�ستوجبها الأحكام الت�شريعية‬
‫والتنظيمية املعمول بها يف جمال التعمري‪ ،‬متمثال يف حالتني ‪:‬‬
‫‪ -‬احلالة الأولى‪� :‬إذا مت ت�سليمها من طرف امل�صالح املخت�صة دون ا�ستطالع ر�أي‬
‫بع�ض اجلهات الإدارية الأخرى ذات االرتباط مبو�ضوعها‪ .‬ذلك �أنه من املفرو�ض وبح�سب‬
‫الفقرة الثانية من املادة ‪ 43‬من قانون ‪� 12.90‬أن ت�سلم رخ�صة البناء بدون الإخالل بوجوب‬
‫�إحراز الرخ�ص الأخرى املن�صو�ص عليها يف الت�شريعات اخلا�صة‪ ،‬وبعد �أخذ الآراء واحل�صول‬
‫على الت�أ�شريات املقررة مبوجب الأنظمة اجلاري بها العمـل‪ ،‬و�إن كل �إخالل بهذا املقت�ضى‬
‫القانوين‪� ،‬سي�ؤدي �إلى جعل هذه الرخ�صة باطلة‪ ،‬بغ�ض النظر عن كونها �صادرة عن جهة‬
‫�إدارية خمت�صة‪ ،‬لأن ذلك لي�س وحده كافيا لإ�ضفاء �صبغة ال�شرعية عليها‪،‬‬
‫‪ -‬احلالة الثانية‪� :‬إذا مت الطعن يف هذه الرخ�ص من طرف الغري خا�صة من طرف‬
‫اجلوار‪ ،‬بعلة �أن من �ش�أن لبناء مو�ضوعها يف حالة �إجناز �أن ي�ؤدي �إلى �إحلاق �أ�ضرار ج�سيمة‬
‫لهم‪ ،‬وهذا ما كان مو�ضوع قراري‪ ،‬الذي ر�أى فيه قا�ضي املو�ضوع �أنه ال يتم البت يف الطلبات‬
‫بالإلغاء املوجه �ضد هذه الرخ�ص من طرف الغري �إال يف احلالة التي يثريون فيها بخ�صو�صها‬
‫و�سائل ودفوع مرتبطة بتطبيق القانون املنظم للتعمري‪ ،‬و�أنه فيما عدا ذلك يتم تطبيق‬
‫مقت�ضيات الفقرة الأخرية من املادة ‪ 23‬من القانون ‪ 41.90‬املحدث للمحاكم الإدارية املتعلقة‬
‫بالدعوى املوازية‪.‬‬
‫و�إذا كان االعتقاد ال�سائد �أن الهدف من وراء و�ضع هذا املقت�ضى القانوين‪ ،‬يعود �إلى‬
‫رغبة امل�شرع يف �إلزام الإدارة البت يف طلبات الرتخي�ص التي تقدم �إليها بال�سرعة املطلوبة‬
‫ق�صد ت�شجيع مبادرات الإ�ستثمار التي يقوم بها الأفراد خا�صة يف جمال العقار والعمران‪،‬‬
‫ف�إن الوا�ضح �أن هناك عدم فهم �أو�ضح لهذا املقت�ضى �سواء من جانب الإدارة املكلفة بالتعمري‬
‫�أو من جانب حتى الأفراد(‪.)13‬‬
‫املطلب الثاين ‪ :‬قرارات الهدم ووقف اال�شغال‬
‫�إن الغر�ض من ذكر بع�ض املراحل التي يقطعها �صاحب البناء �إلى غاية �إقامته باملن�ش�أة‪،‬‬
‫‪ - 13‬ينظر عبد النا�صر توفيق العطار ‪ :‬ت�شريعات تنظيم املباين‪ ،‬مطبعة ال�سعادة‪� ،1997 ،‬ص ‪.80‬‬

‫‪����� ��������� ���������.indd 148‬‬ ‫‪4/11/14 10:22:32‬‬


‫‪149‬‬ ‫ذ‪ .‬بنقدور عبد النا�صر‬

‫التي تولى بناءها ابتداء من ح�صوله على ترخي�ص �إلى غاية ا�ستقراره وح�صوله على رخ�صة‬
‫ال�سكن‪ ،‬هو البحث عما ميكن �أن تعرت�ضه من م�ضايقات ناجتة عن �صدور �أي قرار باملفهوم‬
‫الإداري من املمكن �أن مي�س مب�صاحله وي�ضايقه يف �إنهاء م�شروعه‪ ،‬خا�صة �إذا كان القرار‬
‫املذكور بعيدا عن ال�شرعية ومت�سم بال�شطط يف ا�ستعمال ال�سلطة‪ ،‬وغالبا ما تثار بعد ذلك‬
‫نزاعات �أخرى تت�صل يف الغالب بهذه الأ�شغال املراد �إقامتها �سواء يف طور الإحداث‪� ،‬أو الذي‬
‫مت فعال �إحداثها واالنتهاء من �إقامتها‪ ،‬خا�صة يف احلالة التي يكون هناك �أي �إخالل من‬
‫جانب املعني بالأمر بهذه الرخ�صة وعدم التقيد ب�ضوابط التعمري واجلمالية‪ ،‬مما ي�ستدعي‬
‫يف الغالب تدخل ال�سلطات املخت�صة لت�صحيح هذه الأو�ضاع املختلة عن طريق اتخاذ قرارات‬
‫تكون يف �شكل قرارات ب�إيقاف الأ�شغال �أو الهدم‪ ،‬ح�سب طبيعة وحجم املخالفة املرتكبة من‬
‫قبل املعني بالأمر‪ ،‬ودون امل�سا�س ب�إمكانية اللجوء يف هذه احلالة �إلى الق�ضاء اجلنحي املخت�ص‬
‫وفق م�سطرة دقيقة ن�صت عليها مقت�ضيات قانون ‪ 12.90‬املتعلق بالتعمري‪ ،‬وجتدر الإ�شارة �إلى‬
‫�أن القرارات الإدارية املتعلقة ب�إيقاف الأ�شغال �أو الهدم غالبا ما تكون حمل طعن ق�ضائى من‬
‫جانب املعنيني بها �أمام جهة الق�ضاء الإداري املخت�ص‪ ،‬ب�سبب التجاوز يف ا�ستعمال ال�سلطة‪،‬‬
‫وهذا ما ن�صت عليه مقت�ضيات املادة ‪ 65‬من قانون التعمري يف فقرتها الثانية على �أنه‪�« :‬إذا‬
‫كانت �أ�شغال البناء ما زالت يف طور الإجناز يبلغ رئي�س املجل�س اجلماعي فور ت�سلمه للمح�ضر‬
‫�أمر �إلى املخالف بوقف الأ�شغال يف احلال»‪.‬‬
‫وعليه �س�أحاول الوقوف يف هذا املطلب على قرارات بوقف الأ�شغال (فقرة �أولى)‬
‫والقرارات املتعلقة بالهدم (فقرة ثانية)‪.‬‬
‫الفقرة الأوىل ‪ :‬قرارات �إيقـاف الأ�شغـال‬
‫هناك فرق بني القرارات التي ت�صدر ب�إيقاف الأ�شغال‪ ،‬وبني تلك التي ي�صدرها ر�ؤ�ساء‬
‫املجال�س اجلماعية ب�صفتهم من �سلطات ال�شرطة الإدارية اجلماعية اخلا�صة املكلفة ب�شرطة‬
‫التعمري‪ ،‬طبقا للمادة ‪ 50‬من قانون ‪ 78.00‬املتعلق بامليثاق اجلماعي وكذا املادة ‪ 67‬من قانون‬
‫‪ 12.90‬املتعلق بالتعمري‪ ،‬خا�صة عندما يتعلق الأمر بالأبنية التي تتم �إقامتها بدون ترخي�ص‬
‫قانوين �أو بدون �أي احرتام ملقت�ضيات هذا الرتخي�ص يف حالة وجوده‪ ،‬وبني تلك التي ي�صدرها‬
‫والة اجلهات وعمال العماالت والأقاليم يف �إطار ال�ضوابط املن�صو�ص عليها يف املادة ‪ 71‬من‬
‫قانون ‪ 12.90‬املتعلق بالتجزئة العقارية وتق�سيم الأرا�ضي(‪.)14‬‬
‫‪ - 14‬ينظر ال�شريف البقايل‪ :‬رقابة القا�ضي الإداري على م�شروعية القرارات ال�صادرة يف جمال التعمري‪ ،‬دار القلم للطباعة‬
‫والن�شر والتوزيع‪ ،‬الطبعة الأولى ‪� ،2006‬ص ‪.202‬‬

‫‪����� ��������� ���������.indd 149‬‬ ‫‪4/11/14 10:22:33‬‬


‫دعو ى �إلغاء رخ�صة البناء ب�سبب جتاوز ال�سلطة‬ ‫‪150‬‬

‫و�إذا كانت �أهمية هذه القرارات تتمثل يف زجر املخالفات يف بداية البناء‪ ،‬ف�إننا نود‬
‫�أن ن�شري �إلى �أنه كان من الأجدى لو مت منح الإخت�صا�ص بكامله للوالة والعمال دون ر�ؤ�ساء‬
‫املجال�س اجلماعية(‪ ،)15‬ذلك �أن �أع�ضاء ال�سلطة املحلية الذين يهيمن على اخت�صا�صهم الطابع‬
‫والهاج�س الأمني واحرتام القانون‪ ،‬ويعتربون �أ�صال ممثلني لل�سلطة التنفيذية يف دوائرهم‬
‫الرتابية‪ ،‬ويتوفرون على تفوي�ض لبع�ض ال�سلط يف �إطار �سيا�سة عدم الرتكيز الإداري‪ ،‬بل‬
‫يتوفرون على كافة الو�سائل التي متكنهم من التدخل يف جميع امليادين واملجاالت‪ ،‬خا�صة‬
‫�إمكانية ا�ستعمال القوة العمومية بال�شكل الذي ميكنها من �إعطاء الدعم وامل�ساعدة لبع�ض‬
‫الأعمال التي تبا�شرها الدولة للمحافظة على الإ�ستقرار ال�سيا�سي والإقت�صادي واالجتماعي‪،‬‬
‫عك�س املجال�س اجلماعية الذين قد ال ميار�سون هذا الإخت�صا�ص لأ�سباب ذات طبيعة �سيا�سية‬
‫انتخابية وثقافية اجتماعية مت�أ�صلة يف املجتمع املحلي الذي يرف�ض فيه املنتخبون اتخاذ �أي‬
‫�إجراء قد مي�س م�صالح منتخبيهم‪.‬‬
‫ثم �إنه بالإ�ضافة �إلى ذلك ف�إن ال�سلطة املحلية (ب�شوات وقواد) ب�صفتهم �ضباطا لل�شرطة‬
‫الق�ضائية ‪ -‬كما ين�ص ذلك الف�صل ‪ 20‬من قانون امل�سطرة اجلنائية ميكنهم مبا�شرة �إيقاف‬
‫الأ�شغال وحجز �أدوات البناء باعتبارها �أداة ارتكاب املخالفة‪ ،‬وو�سائل �إثبات و�إقناع طبقا ملا‬
‫هو من�صو�ص عليه يف قانون امل�سطرة اجلنائية‪ .‬رغم �أن قانون ‪ 12.90‬مل ين�ص يف �صلبه على‬
‫الإجراءات املادية التي ميكن من خاللها تفعيل قرارات �إيقاف الأ�شغال من قبل حجز �أدوات‬
‫البناء املتواجدة يف الور�ش املرتكبة فيه املخالفة يف �إطار �ضوابط ال�شرطة الإدارية اجلماعية‪.‬‬
‫لكن هل هذه القرارات ال�صادرة ب�إيقاف الأ�شغال هي قرارات ممهدة التخاذ الإجراء‬
‫املالئم �أو لنوعية املخالفة املرتكبة والتي قد ت�ؤدي �إلى �صدور قرار بالهدم؟‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬قرارات الهدم‬
‫�إذا كانت املخالفة املرتكبة تتمثل يف القيام ببناء من غري احل�صول على ترخي�ص‬
‫�سابق �أو يف منطقة غري قابلة للبناء طبقا لل�ضوابط املعمول بها‪� ،‬أو كان البناء غري مطابق‬
‫للرتخي�ص املمنوح للمعني بالأمر �سواء من حيث عدم تقيده بالعلو امل�سموح به �أو بالأحجام‬
‫واملواقع امل�أذون فيها �أو بامل�ساحة املباح بناءها �أو بال�ضوابط املتعلقة بالبناء �أو بالغر�ض‬
‫املخ�ص�ص له البناء ح�سب املادة ‪ 68‬من قانون ‪ 12.90‬املتعلق بالتعمري‪ ،‬والذي يخول لل�سيد‬
‫العامل �إما بطلب من رئي�س املجل�س �أو تلقائيا اتخاذ جميع الإجراءات الإدارية يف حق املخالف‬
‫‪ - 15‬ينظر احلاج �شكرة ‪� :‬آفاق دعوى الإلغاء يف جمال التعمري‪ ،‬املجلة املغربية للإدارة املحلية والتنمية‪� ،‬سل�سلة موا�ضيع ال�ساعة‪،‬‬
‫عدد ‪� ،47‬ص ‪.247‬‬

‫‪����� ��������� ���������.indd 150‬‬ ‫‪4/11/14 10:22:34‬‬


‫‪151‬‬ ‫ذ‪ .‬بنقدور عبد النا�صر‬

‫ومن جملتها �إرجاع احلالة �إلى ما كانت عليه قبل املخالفة وذلك بهدم ما مت بنا�ؤه بدون‬
‫رخ�صة وخمالف للقانون‪..‬‬
‫كما �أنه وبح�سب املادة ‪ 77‬من نف�س القانون‪ ،‬ف�إنه ميكن للمحاكم املخت�صة (الق�ضاء‬
‫اجلنحي) يف احلالة التي ال تقوم فيها الإدارة بتفعيل مقت�ضيات املادة ‪ 68‬املذكورة �أعاله‪� ،‬أن‬
‫ت�أمر بهدم البناء �أو تنفيذ الأ�شغال الالزمة لي�صري العقار مطابقا للأنظمة املقررة وذلك‬
‫على نفقة مرتكب املخالفة‪ ،‬داخل �أجل ‪ 30‬يوما ابتداء من تاريخ احلكم النهائي‪.‬‬
‫وجميع الإجراءات املتخذة لزجر املخالفات يف �إطار قانون التعمري ل�سنة ‪ 1992‬تبقى‬
‫جميعها م�ساطر يجب احرتامها من طرف الإدارة‪ ،‬وتتمثل يف �إجناز حم�ضر ملعاينة و�ضبط‬
‫املخالفة وتبليغ املعني بالأمر �أمر بتوقف الأ�شغال‪ ،‬متى كان البناء يف طور الإجناز على �أن‬
‫يودع رئي�س املجل�س يف جميع احلاالت الواردة يف املادة ‪� 66‬شكوى لدى وكيل امللك باملحكمة‬
‫االبتدائية‪ ،‬ويحيط الوايل �أو العامل املعني علما بذلك و�إرفاق ال�شكوى بن�سخة من الإعذار‬
‫الذي طالبت مبوجبه الإدارة من املخالف ت�سوية املخالفة املرتكبة ‪ ،‬وعند عدم الإمتثال‬
‫للإعذار يتولى رئي�س املجل�س مطالبة العامل بالأمر بهدم جميع �أو جزء من البناء املخالف‬
‫لل�ضوابط املقررة‪ ،‬ويتولى رئي�س املجل�س مطالبة العامل بالأمر بهدم جميع �أو جزء من البناء‬
‫املخالف لل�ضوابط املقررة‪ ،‬ويتولى رئي�س املجل�س �إ�شعار النيابة العامة واملخالف بالإجراءات‬
‫التي اتخذها تنفيذا للمادة ‪ 68‬من قانون التعمري(‪.)16‬‬
‫وبالتايل ف�إن قرار الهدم قد يكون ذو طابع ق�ضائي ي�صدر عن الق�ضاء اجلنحي املتابع‬
‫�أمامه مرتكب املخالفة املن�صو�ص عليها يف املادة ‪ 66‬من قانون ‪ 12.90‬املتعلق بالتعمري ومن�شور‬
‫وزارة الداخلية عدد ‪ 61‬ال�صادر �سنة ‪ ،1994‬وقد يكون ذو طابع �إداري ي�صدر مبا�شرة من‬
‫وايل اجلهة �أو عامل العمالة �أو الإقليم املخت�ص �إما ب�صفة تلقائية �أو بطلب من رئي�س املجل�س‬
‫اجلماعي‪� .‬إذا كان القرار �أو الأمر ال يقبل يف احلالة الأولى الطعن فيه بالإلغاء �أمام جهة الق�ضاء‬
‫الإداري‪ ،‬ا�ستنادا ملبد�أ ف�صل ال�سلطات الذي ال يجيز جلهة ق�ضائية �أن تبث يف م�شروعية �أحكام‬
‫جهة ق�ضائية �أخرى‪ ،‬اللهم �إذا كانت جهة ثانية للبت يف �أحكامها يف �إطار طرق الطعن العادية‬
‫وغري العادية املن�صو�ص عليها يف قانون م ج‪ ،‬ف�إنه يف احلالة الثانية ف�إن كافة القرارات التي‬
‫ت�صدر يف هذا ال�صدد �إال وتكون قابلة للطعن فيها �أمام املحاكم الإدارية املخت�صة‪.‬‬
‫�إن ما جتب الإ�شارة �إليه يف هذا اخل�صو�ص �أن الأمر بالهدم ال ميكن �أن ي�صدر �إال من‬
‫‪ - 16‬ينظر حممد الأعرج‪ :‬قانون منازعة اجلماعات املحلية‪ ،‬من�شورات املجلة املغربية للإدارة املحلية والتنمية‪� ،‬سل�سلة موا�ضيع‬
‫ال�ساعة‪ ،‬عدد ‪� ،2008 ،58‬ص ‪.68‬‬

‫‪����� ��������� ���������.indd 151‬‬ ‫‪4/11/14 10:22:35‬‬


‫دعو ى �إلغاء رخ�صة البناء ب�سبب جتاوز ال�سلطة‬ ‫‪152‬‬

‫�أجل خمالفة رخ�صة البناء �أو ال�ضوابط اجلاري بها العمل يف ميدان التعمري‪ ،‬و�إن انتهاك‬
‫قواعد التهيئة والتعمري يف جمال البناء يولد م�س�ؤولية املخالفني باعتبارها خمالفات يعاقب‬
‫عليها بن�ص خا�ص‪ ،‬وهذا العتبارها قواعد قانونية من النظام العام وجوهرية مقرتنة بجزاء‬
‫وال يجوز االتفاق على خمالفتها‪ ،‬ولأنها تهدف �إلى حتقيق م�صلحة عامة �سيا�سية و�إجتماعية‬
‫و�إقت�صادية وثقافية تعلو على امل�صالح الفردية‪.‬‬
‫ويلعب القا�ضي العادي دورا مهما وحا�سما يف مهمة ردع املخالفات املرتكبة لرخ�صة‬
‫البناء‪ ،‬وهذا من �أجل احرتام �أكرب لقواعد التهيئة والتعمري‪.‬‬
‫(‪)17‬‬
‫ولعل من الأحكام الرائدة يف هذا املجال حكم للمحكمة الإدارية بوجدة للإحالة‬
‫�صادر بتاريخ ‪� 16‬أبريل ‪ 2009‬يف امللف عدد ‪ 5/08/1‬حتت رقم ‪( 953‬غري من�شور) وهو‬
‫يو�ضح جيدا التعقيد الذي يطرحه توزيع منازعات رخ�صة البناء بني الق�ضاء الإداري والق�ضاء‬
‫العادي‪ ،‬فالغري قد ال يعرف بال�ضبط املحكمة التي يجب �أن يرفع �إليها دعواه‪ ،‬ومبا �أن رخ�صة‬
‫البناء قرار �إداري �صادر عن �سلطة �إدارية فقد يعتقد املعني بالأمر �أنه يجب عليه �أن يرفع‬
‫دعواه �إلى قا�ضي الإلغاء وهنا ي�صطدم طلبه بعدم قبول الطلب‪.‬‬
‫وجتدر الإ�شارة �إلى �أن اعرتاف القا�ضي بكونه خمت�صا �أو باعتبار الطلب مقبوال يعني‬
‫نف�س ال�شيء من الناحية القانونية‪ :‬ففي احلالة الأولى‪� ،‬أي يف حالة الإخت�صا�ص‪ ،‬يعرتف‬
‫القا�ضي �أن له �سلطة الف�صل يف نزاع ما‪ ،‬فهو يبحث عن احلدود التي يجب عدم جتاوزها‬
‫واملرتبطة يف �أغلب احلاالت بجوهر الطلب ونوعه واملجال الذي يدخل فيه‪� .‬أما يف احلالة‬
‫الثانية‪� ،‬أي يف حالة القبول‪ ،‬ف�إن ال�س�ؤال ال يتجه بتاتا نحو القا�ضي و�إمنا نحو املتقا�ضي‪،‬‬
‫هل احرتم ال�شروط ال�شكلية حتى يكون طلبه مقبوال؟ بالإ�ضافة �إلى ذلك‪ ،‬ف�إن الإخت�صا�ص‬
‫ينبع من ن�ص قانوين ال ميكن للقا�ضي �إال �أن يقوم بتقدير حمتواه‪� .‬أما بالن�سبة ل�شروط قبول‬
‫الدعوى فيجب �أن تكون مرنة وميكن تعديلها من طرف القا�ضي خا�صة �إذا علمنا �أن الف�صل‬
‫‪ 16‬من قانون امل�سطرة املدنية(‪« )18‬يلزم على من يثري الدفع بعدم الإخت�صا�ص النوعي �أو‬
‫املكاين �أن يبني املحكمة التي ترفع �إليها الق�ضية و�إال كان الطلب غري مقبول و�إذا قبل الدفع‬
‫رفع امللف �إلى املحكمة املخت�صة‪ ،‬التي تكون الإحالة عليها بقوة القانون وبدون �صائر»‪ ،‬من‬
‫خالل هذه املادة يتبني لنا ب�أن امل�شرع املغربي كان �صارما من حيث �إجبار طالب الدفع‪ ،‬ب�أن‬
‫‪ - 17‬حكم للمحكمة االدارية بوجدة �صادر بتاريخ ‪� 16‬أبريل ‪ 2009‬يف امللف عدد ‪ 5/08/1‬حتت رقم ‪ ،953‬غري من�شور‪.‬‬
‫‪ - 18‬ظهري �شريف رقم ‪� 1.11.149‬صادر يف ‪ 16‬من رم�ضان ‪� 17( 1432‬أغ�سط�س ‪ )2011‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 35.10‬بتغيري‬
‫وتتميم قانون امل�سطرة املدنية كما �صادق عليه الظهري ال�شريف مبثابة قانون رقم ‪ 1.74.447‬ال�صادر يف ‪ 11‬من رم�ضان ‪28( 1394‬‬
‫�سبتمرب ‪ ، )1974‬من�شور باجلريدة الر�سمية عدد ‪ 4227‬ال�صادر بتاريخ ‪� 6‬شوال ‪� 5( 1432‬سبتمرب ‪.)2011‬‬

‫‪����� ��������� ���������.indd 152‬‬ ‫‪4/11/14 10:22:36‬‬


‫‪153‬‬ ‫ذ‪ .‬بنقدور عبد النا�صر‬

‫يبني املحكمة التي ترفع �إليها الق�ضية‪ ،‬علما �أن املواطن العادي يجهل عددا �أكرب من الأمور‬
‫القانونية والإجراءات ال�شكلية الواجب �إتباعها و�إال تعر�ض طلبه للرف�ض‪.‬‬
‫خامتة ‪:‬‬
‫�إذا كان تطور املنازعات املتعلقة برخ�صة البناء وتنوعها يو�ضح ان�شغال الق�ضاة �سواء‬
‫الإدارية والعاديني ‪ -‬يف �إطار بناء دولة القانون ‪ -‬بت�شجيع مراقبة ق�ضائية مو�سعة وفعالة‬
‫يف جمال التعمري‪ ،‬ف�إنه �أي�ضا م�صدر تعقيدات ملجرد قراءة ب�سيطة لهذا الق�ضاء نظرا‬
‫للإخت�صا�صات الق�ضائية املتعددة (قا�ضي الإلغاء‪ ،‬قا�ضي الق�ضاء ال�شامل‪ ،‬القا�ضي املدين)‬
‫يف جمال ق�ضاء رخ�صة البناء‪ ،‬وهو ما ال يعترب يف م�صلحة املتقا�ضني الذين عادة ما يبحثون‬
‫عن الأمن والو�ضوح القانونيني‪.‬‬
‫وين�ص م�شرع قانون ‪ 04/04‬القا�ضي ب�سن �أحكام تتعلق بال�سكنى والتعمري‪ ،‬على‬
‫اخل�صو�ص منع القيام بالبناء يف منطقة غري قابلة لأن يقام فيها املبنى امل�شيد‪ ،‬كما يفر�ض‬
‫احل�صول على رخ�صة البناء يف حال �إدخال تغيريات على املباين القائمة �إذا كانت التغيريات‬
‫متعلقة مبثابة البناية وا�ستقرارها ونظافتها‪ ،‬ومينح امل�شرع ال�سلطة املحلية متمثلة يف العامل‬
‫�صالحية الأمر بهدم جميع �أو بع�ض البناء املخالف لل�ضوابط املقررة‪� ،‬إذا تعلقت املخالفة‬
‫ببناء من غري �إذن �سابق و�إجنازه يف منطقة غري قابلة لأن يقام فيها املبنى امل�شيد �أو املوجود‬
‫يف طريق الت�شييد‪.‬‬

‫‪����� ��������� ���������.indd 153‬‬ ‫‪4/11/14 10:22:36‬‬


‫)‪Powered by TCPDF (www.tcpdf.org‬‬

You might also like