You are on page 1of 11

‫المبحث الثاني ‪ :‬نهاية القرارات اإلدارية‬

‫المطلب األول‪ :‬نهاية االرادية‬


‫أوال‪ :‬نهاية القرار اإلداري عن طريق الغاء اإلداري‬
‫اإللغاء اإلداري للقرارات هو إنهاء و إعدام اآلثار القانونية للقرارات اإلدارية بالسبة للمستقبل‬
‫فقط‪ ،‬و ذلك اعتبارا من تاريخ اإللغاء مع ترك وإ بقاء آثارها السابقة قائمة بالنسبة للماضي‬
‫وسلطة اإللغاء اإلداري للقرارات اإلدارية تنصب على القرارات اإلدارية غير المشروعة‬
‫واإلدارية مقيدة في إستعمال سلطة اإللغاء اإلداري بالمدة القانونية وهي شهران ‪.‬أما بالنسبة‬
‫لإللغاء اإلداري للقرارات اإلدارية المشروعة ومدى إمكانية إلغائها إداريا فيجب التميز في هذا‬
‫الشأن بين القرار اإلداري الفردي والقرار اإلداري التنظيمي مثال كان يوظف شخص أو يستفيد‬
‫شخص من سكن فالقرار الفردي المشروع ال يجوز لإلدارة العامة أن تمس بإلغاء أو تعديله على‬
‫إعتبار أنها أنشأت مراكز قانونية ذاتية وفردية أي ولدت حقوقا ذاتية مكتسبة ألصحابها ال يجوز‬
‫المساس بها وأن استعمال اإلدارة العامة لسلطة اإللغاء في وجه هذا النوع من القرارات يشكل‬
‫اغتصابا لحقوق مكتسبة وإ ستثناء على هذه القاعدة فإنه يجوز إلغاء القرار اإلداري في الحاالت‬
‫‪1‬‬
‫اآلتية ‪:‬‬
‫‪- 1‬إذا كان مؤقتا ومثال ذلك قرار اإلستالء على عقار معين يلغى بعد انتهاء أسباب اإلستالء ‪.‬‬
‫‪-2‬إذا كان إلغاؤه متروكا لتقدير اإلدارة حيث تلغي اإلدارة قرارات ندب وإ عادة الموظفين مثال‬
‫متى ترى أن حاجة العمل تقتضي ذلك ‪.‬‬
‫‪- 3‬إذا كان اإللغاء ال يمس حقوقا مكتسبة ألحد كقرار رفض منح الجنسية أما بالنسبة للقرار‬
‫التنظيمي المشروع‬
‫فإنه يجوز لإلدارة أن تعدلها أو تلغيها وفقا لمتطلبات الصالح العام وفي حدود األوضاع‬
‫واإلجراءات القانونية المقررة وذلك راجع إلى أن القرار التنظيمي يخلف مراكز قانونية عامة‬
‫وموضوعية وال ينشئ مراكز قانونية ذاتية‬
‫وشخصية ولذلك ال يعتبر تعديل أو إلغاء قرار تنظيمي إغتصابا لحق مكتسب والقيد الوحيد الذي‬
‫يجد من سلطة اإلدارة في إلغاء القرار التنظيمي هو مقتضبات المصلحة العامة وقواعد‬
‫‪1‬‬
‫خالد سيد محمد حماد‪،‬حدود الرقابة القضائية على سلطة اإلدارة التقديرية ‪،‬دراسة مقارنة‪،‬الطبعة الثانية‪،‬بدون دار نشر‪،2013،‬مصر‪،‬ص‪.220.‬‬
‫‪1‬‬
‫المشروعية والموضوعية والشكلية أي أن قرار تنظيمي يلغي سهولة فال يصطدم بمبدأ الحق‬
‫المكتسب كما أمه يلغى في كل وقت ألنه ال يؤدي إلى حقوق فردية لحقوق المكتسبة‬
‫ثانيا ‪ :‬نهاية القرارات اإلدارية عن طريق سحب االداري ‪:‬‬
‫يقصد بالسحب إزالة آثار هذه القرارات بالنسبة للمستقبل والماضي على السواء وذلك بإعدام‬
‫آثارها بأثر رجعي‬
‫اعتبارا من تاريخ صدورها يجعلها كأنها لم تكن وهذا يؤدي إلى مالحظة تكمن في اإلشارة إلى‬
‫مبدأ عدم رجعية األعمال اإلدارية وبالتالي فالسحب يسيء إلى هذا المبدأ مما يؤدي إلى إصابة‬
‫خطيرة لحقوق األفراد وحرياتهم ويجب أن يتقيد السحب بشروط قد ترقى إلى درجة ضمانات‬
‫الفرد في مواجهة عمليات سحب القرارات اإلدارية وإ نطالقا من ذلك يجب التمييز بين القرار‬
‫الفردي والقرار التنظيمي (السحب يستند إلى عدم المشروعية)‪.‬‬
‫‪-1‬بالنسبة للقرار الفردي‬
‫‪ :‬القرار الفردي يسحب في أي وقت حتى وإ ن أنشأ حقوق مكتسبة فالسحب جاء من أجل إنهاء‬
‫القرار اإلداري الباطل فمادام ال يمكن إلغاء القرار الفردي كما أشرنا سابقا ألنه أنشأ حق مكتسب‬
‫فأنشأ وخدعة قانونية وهي السحب فيكون‬
‫القرار كأن لم يكن‪ ،‬وهذا بشرط أن يكون القرار أنشأ حق مكتسب وباطل وسحب القرار اإلداري‬
‫يكون مقبول فيكون السحب إذا تعذر اإللغاء ويكون في أي وقت ولكن بشروط هي ‪:‬‬
‫‪-‬أن يستند لشرعية (وليس بالمالءمة) بمعنى بشروط أنه يمكن سحب القرار اإلداري إستنادا إلى‬
‫أنه باطل (للعيوب ‪ )04‬إستنادا إلى أنه غير مالئم والمالءمة تكمن في عملية التفسير ‪.‬‬
‫‪-‬أن يتم السحب خالل شهرين حتى تتراجع على القرار وبالتالي ال يحق للفرد خالل مدة‬
‫الشهرين أن يطالب بسحبه وأساس الشهرين ألنها المدة المحددة لمباشرة الرقابة القضائية على‬
‫ذلك القرار فقانون اإلجراءات المدنية يمنع الفرد من إلغاء قرار إداري إال بعد مرور شهرين من‬
‫صدوره م ‪ 280‬ق ‪ .‬إ ‪ .‬م وبعدها يطالب بسحبه أمام القضاء عن طريق اإللغاء القضائي ومنه‬
‫السحب يجنب العمل القضائي أي فإنه إذا انقضت هذه المدة القانونية فإن القرار يكتسي اإللغاء‬

‫‪2‬‬
‫والسحب معا مما يجعله يولد حقوقا مكتسبة لألفراد ال يجوز تمسها اإلدارة باإللغاء وال بالسحب‬
‫ويضاف إلى هذين الشرطين شرط ‪.‬‬
‫‪-2‬بالنسبة للقرار التنظيمي‬
‫ال يمكن أن يشكل أبدا موضوعا للسحب وال يمكن ألي فرد االحتجاج بحق نشأ عنه‪ ،‬ولكن‬
‫اإلستثناء يمكن أن يسحب القرار لتنظيم مرفق أو مركز قانوني معين واستفاد بعد ذلك المعنيون‬
‫من هذا القرار بأن تم فعال إنشاء حقوق مكتسبة فال يمكن أن يسحب وإ ذا لم يستفيدوا منه يمكن‬
‫سحبه ‪.‬مثال ‪ :‬المرسوم المتعلق بإجراءات العفو من الخدمة الوطنية للدخول في مهنة ما فإنه‬
‫يمكن سحبه إذا لم يستفد منه شخصيا أي إعفاء أشخاص من الخدمة الوطنية ‪.‬‬
‫مثال آخر ‪ :‬أنه في حالة مرسوم تنظيمي أعلن عن مسابقة وطنية للدخول في مهنة ما فإنه يمكن‬
‫أن تسحب المسابقة الوطنية إذا لم تنشأ حقا مكتسبا الذي ينشأ يوم إعالن النتائج لكن قبل إعالن ‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬نهاية غير االرادية ‪:‬‬
‫اوال‪ :‬انقضاء االجل‬
‫تنتهي القرارات المؤقتة أو المحددة المدة بانقضاء فترة نفاذه‪:‬‬
‫‪ -‬فقرار منح رخصة الشغل جزء من األمالك الوطنية ينتهي بانتهاء الفترة المحددة فيها‪.‬‬
‫‪ -‬و قرار رخصة البناء ينتهي‪ ،‬طبقا للمادة ‪ 49‬من لمرسوم التنفيذي رقم ‪ 1971-91‬إذا ما لم‬
‫يستعمل البناء خالل المدة المحددة في رخصة البناء الممنوحة‪.‬‬
‫‪ -‬و المرسوم التنفيذي بتعيين مستشار في مهمة غير عادية بمجلس الدولة ينتهي بمرور ‪3‬‬
‫‪2‬‬
‫سنوات من تاريخ إصداره‬
‫* كذلك هناك قرار المتعلق بانعدام المحل و هو الذي يفضي إلى إنهاء القرار اإلداري سواء‬
‫تعلق األمر مثال بالشخص المخاطب بالقرار‪ :‬كوفاة الشخص المعني بالقرار أو بموضوع القرار‪:‬‬
‫كأن ينهار المحل المستفاد منه‪.‬‬
‫ثانيا‪:‬إلغاء القانون الذي يستند إليه القرار (اإللغاء التشريعي)‬
‫لما كنت السلطة التنظيمية التي يتمتع بها رئيس الحكومة هي سلطة مرتبطة بالسلطة التشريعية‬
‫وفقا للمادة ‪ 125‬فقرة‪ 2‬من الدستور على ما يلي‪:‬‬
‫‪ 2‬المادة ‪ 49‬من لمرسوم التنفيذي رقم ‪1971-91‬‬
‫‪3‬‬
‫” يندرج تطبيق القوانين في مجال التنظيمي الذي يعود لرئيس الحكومة “‬
‫و ما تشير إليه أيضا المادة ‪ 85‬فقرة ‪ 3‬من الدستور‪.‬‬
‫‪ -‬و من ثم فإن إلغاء القانون الذي يستند إليه القرارات اإلدارية (المراسيم التنفيذية) يؤدي بالتبعية‬
‫إلى إلغاء تلك القرارات‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬اإللغاء القضائي( دعوى اإللغاء)‬
‫ينتهي القرار القضائي بموجب عمل قضائي (حكم أو قرار قضائي) بناء على دعوى اإللغاء ترفع‬
‫من ذي المصلحة‪ .‬أمام القضاء اإلداري سواء كان مجلس الدولة أو الغرفة اإلدارية‪.‬‬
‫‪ -1‬مجلس الدولة‬
‫تنص المادة ‪ 3‬من القانون العضوي رقم ‪ 01-98‬على ما يلي‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫“يفصل مجلس الدولة ابتدائيا و نهائيا في‪:‬‬
‫‪ -‬الطعون باإللغاء المرفوعة ضد القرارات التنظيمية أو الفردية الصادرة عن السلطات اإلدارية‬
‫المركزية و الهيئات العمومية الوطنية و المنظمات المهنية الوطنية‪.‬‬
‫‪ -‬الطعون الخاصة بالتفسير و مدى شرعية القرارات التي تكون نزاعاتها من اختصاص مجلس‬
‫الدولة‪.‬‬
‫* يختص مجلس الدولة كقاضي اختصاص بالنظر إلى دعوى اإللغاء‪ ،‬إذا ما توفرت فيها‬
‫الشروط الشكلية الالزمة‪ ،‬طبقا لقانون اإلجراءات المدنية حيث تتعلق بشرط قبول دعوى اإللغاء‬
‫أمام مجلس الدولة ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬محل الطعن باإللغاء ‪ :‬تنصب دعوى اإللغاء عن قرار صادر عن إحدى الجهات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬السلطات اإلدارية المركزية‪ :‬مثل الوزارات و غيرها كما رأينا (سابقا) فقرة ‪ 28‬و ما بعدها‬
‫‪ -‬الهيئات العمومية الوطنية مثل المجالس و المراكز و المؤسسات الوطنية‬
‫‪ -‬المنظمات المهنية الوطنية العاملة في مختلف القطاعات مثل منطقة المحامين و األطباء و‬
‫المهندسين ‪..‬الخ‬
‫‪4‬‬
‫‪ -2‬الطاعن‪ :‬تنص المادة ‪ 459‬منه على ما يلي‪:‬‬

‫‪ 3‬المادة ‪ 03‬من القانون العضوي ‪01-98‬‬


‫‪ 4‬عمار عوابدي‪ ،‬نظرية القرار اإلداري بين علم اإلدارة العامة و القانون اإلداري‪،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر ص‪102‬‬
‫‪4‬‬
‫“ال يجوز ألحد أن يرفع دعوى أمام القضاء ما لم يكن حازا لصفة و أهلية التقاضي و له مصلحة‬
‫في ذلك ‪.‬‬
‫‪ -‬و يقر القضاء من تلقاء نفسه انعدام الصفة أو األهلية كما يقرر من تلقاء نفسه عدم وجود إذن‬
‫برفع الدعوى إذا كان هذا الزما”‬
‫‪ -‬ومن ثم فإنه يشترط في أشخاص الخصومة في الطعن باإللغاء توفر الصفة و األهلية و‬
‫المصلحة‪.‬‬
‫‪ -3‬الطعن اإلداري المسبق ‪ :‬أمام اإلدارة سواء كان طعنا رئاسيا أو والئيا طبقا للمادة ‪ 275‬من‬
‫قانون اإلجراءات المدنية التي تنص على ما يلي‪:‬‬
‫” ال تكون الطعون بالبطالن مقبولة ما لم يسبقها الطعن اإلداري التدريجي الذي يرفع أمام السلطة‬
‫اإلدارية التي تعلو مباشرة الجهة التي أصدرت القرار فإن لم توجد فأمام من أصدرت القرار‬
‫نفسه”‬
‫‪ -4‬اإلجراءات‪ :‬حيث يشترط في عريضة الحكومة أن تكون مستوفية الشروط وفقا للمادة ‪241‬‬
‫من قانون اإلجراءات المدنية موقعة من طرف محام مقبول لدى المحكمة العليا و مجلس الدولة‬
‫طبقا للمادة ‪ 241‬ق‪.‬إ‪.‬م مع إعفاء الدولة من تمثيلها بمحام (المادة ‪ 239‬ق‪.‬إ‪.‬م)‪.‬‬
‫‪ -5‬الميعاد‪ :‬يتم رفع دعوى اإللغاء خالل مدة شهرين تحسب إما‪:‬‬
‫‪ .1‬من تاريخ الرفض الكلي أو الجزئي للطعن اإلداري المسبق (وفقا للمادة ‪ 280‬منه)‬
‫‪ .2‬بعد مرور فترة ‪ 3‬أشهر في حالة سكوت اإلدارة و عدم الرد على الطعن اإلداري المسبق‬
‫طبقا (للمادة ‪ 279‬منه)‬
‫‪ -6‬انتفاء الدعوى الموازية (الطعن المقابل) حيث تنص المادة (‪ 276‬فقرة ‪ 1‬على ما يلي)‬
‫“ال تكون الطعون بالبطالن مقبولة أيضا إذا كان الطاعنون يملكون الدفاع عن مصالحهم طريق‬
‫‪5‬‬
‫الطعن العادي أمام أية جهة قضائية أخرى”‬
‫‪ -2‬الغرفة اإلدارية (المحاكم اإلدارية)‬
‫تنص المادة ‪ 7‬من قانون اإلجراءات المدنية على ما يلي‪:‬‬

‫‪5‬‬
‫عمار عوابدي _القانون اإلداري_ (الجزء الثاني) ديوان المطبوعات الجامعية الطبعة الرابعة الجزائر ‪ 2007‬ص ‪23‬‬
‫‪5‬‬
‫” تختص المجالس القضائية بالفصل ابتدائيا بحكم قابل لالستئناف أمام المحكمة العليا في جميع‬
‫القضايا أيا كانت طبيعتها التي تكون الدولة أو الواليات أو البلديات أو إحدى المؤسسات أو إحدى‬
‫المؤسسات ذات الصبغة اإلدارية طرفا فيها حسب قواعد االختصاصات التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬تكون من اختصاص مجلس قضاء الجزائر ووهران و قسنطينة و بشار و ورقلة التي يحدد‬
‫اختصاصها اإلقليمي عن طريق التنظيم‪:‬‬
‫‪ -‬الطعون بالبطالن في القرارات الصادرة عن الواليات‪.‬‬
‫‪ -‬الطعون الخاصة بتفسير هذه القرارات و الطعون و الخاصة بمدى مشروعيتها‬
‫‪ -2‬تكون من اختصاص المجالس القضائية التي تحدد قائمتها و كذا اختصاصها اإلقليمي عن‬
‫طريق التنظيم‪:‬‬
‫‪ -‬الطعون الخاصة بتفسير هذه القرارات و الطعون الخاصة بمدى مشروعيتها‪.‬‬
‫‪ -‬المنازعات المتعلقة بالمسؤولية المدنية للدولة و الوالية و البلدية و المؤسسات‬
‫العمومية ذات الصبغة اإلدارية وإ لزامية لطلب التعويض”‪.‬‬
‫* و عليه فإن قبول دعوى اإللغاء أمام الغرفة اإلدارية بالمجالس القضائية يقتضي توافر شروط‪،‬‬
‫كما هو الحال لدعوى اإللغاء المدفوعة أمام مجلس الدولة على تفصيل في األمر‪.‬‬
‫‪ -1‬محل الطعن باإللغاء‪ :‬طبقا للمادة ‪ 7‬من ق‪.‬إ‪.‬م يجب أن ينصب الطعن باإللغاء أمام الغرفة‬
‫اإلدارية بالمجلس القضائي على قرار صادر عن إحدى اإلدارات الالمركزية‪ :‬المحلة (البلدية و‬
‫الوالية) أو المرفقية (المؤسسات العمومية ذات الصبغة اإلدارية)‬
‫‪ -‬مع اإلشارة هنا إلى أن القرارات اإلدارية الصادرة عن الواليات يعود االختصاص بالنظر في‬
‫الطعون بإلغائها إلى الغرف الجهوية القائمة بكل من المجالس القضائية التالية‪ :‬الجزائر وهران‬
‫قسنطينة بشار ورقلة حسب اختصاصها المحلي‪.‬‬
‫‪ - 2‬محل الطعن‪ :‬يشترط في دعاوي اإللغاء المرفوعة أمام الغرفة اإلدارية (المحلية أو الجهوية)‬
‫أن تتوفر في الطاعن المواصفات المطلوبة في رفع أي طعن قضائي طبقا ألحكام المادة ‪ 459‬من‬
‫ق‪.‬إ‪.‬م حسب ما بينا من قبل بشأن اإللغاء المرفوعة أمام مجلس الدولة(سابقا الفقرة ‪)144‬‬
‫‪-3‬الميعاد‪ :‬تنص المادة ‪ 169‬مكرر على ما يلي‪:‬‬

‫‪6‬‬
‫“ال يجوز رفع الدعوى إلى المجلس القضائي من أحد األفراد إلى تطبيق الطعن في قرار إداري”‬
‫‪ -‬و ال يقبل أن يرفع الطعن المشار إليه آنفا إال خالل األربعة أشهر التابعة لتبليغ القرار‬
‫المطعون فيه أو نشره”‬
‫‪ -4‬اإلجراءات و األشكال ‪ ( :‬قبول الدعوة أمام الغرف اإلدارية يجب أ تكون العريضة مكتوبة‬
‫و مرفقة ب‪:‬‬
‫‪ -‬بالقرار اإلداري المطعون فيه باإللغاء‬
‫‪ -‬بنسخ عدد الخصوم‪.‬‬
‫* و جدير المالحظة هنا‪ ،‬أن تعديل قانون اإلجراءات المدنية بموجب القانون ‪ 23-90‬ال يشترط‬
‫في دعاوي اإللغاء المرفوعة أمام الغرفة اإلدارية ( المحلية أو الجهوية) خالفا لتلك المرفوعة‬
‫أمام مجلس الدولة‪ .‬الطعن أو التنظيم اإلداري المسبق ( سابقا الفقرة ‪ )144‬حيث أبدل فكرة‬
‫المصلحة اإلدارية بفكرة المصالح القضائية‪ ،‬حيث تنص المادة ‪ 3-169‬من قانون اإلجراءات‬
‫المدنية على ما يلي‪:‬‬
‫“على كاتب الضبط أن يرسل العريضة عقب قيدها إلى رئيس المجلس القضائي الذي يحيلها إلى‬
‫رئيس الغرفة اإلدارية لعين مستشار مقررا‬
‫‪ -‬في حالة ما إذا تم الصلح يصدر قرارا يثبت اتفاق األطراف و يخضع هذا القرار عند التنفيذ‬
‫إلى إجراءات المنصوص عليها في هذا القانون‬
‫‪ -‬و في حالة عدم الوصول إلى اتفاق يحرر عدم الصلح‪ ،‬و تخضع القضية إلى إجراءات التحقيق‬
‫المنصوص عليه في هذا القانون‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬نهاية السبب و المحل‪.‬‬
‫‪-1‬السبب‪:‬‬
‫يجب أن ينبني قرار إداري علة حالة واقعية أو قانونية تشكل سببا لإللغاء‬
‫و عليه فإن السبب الذي يقوم عليه قرار اإللغاء يختلف باختالف مدى مشروعية أو عدم‬
‫مشروعية القرار اإلداري المراد إلغاؤه‪ ،‬مع مراعاة طبيعته و نوعه و ما إدا كان تنظيميا أم‬
‫فرديا‪:‬‬

‫‪7‬‬
‫أوال‪ :‬القرارات المشروعة‬
‫يختلف سبب القرارات المشروعة باختالف نوع القرار المراد إلغاؤه‬
‫أ‌) القرارات التنظيمية‪ :‬يمكن لإلدارة أن تلغي القرارات التنظيمية في كل وقت‪ ،‬استنادا و‬
‫مستجدات التسيير اإلداري للمرافق العامة (مبدأ التكييف) من ناحية‪ ،‬و وجود األفراد المخاطبين (‬
‫الجمهور) في مركز قانوني عام ال يولد لهم أي حق مكتسب نظرا لكونهم في عالقة تنظيمية‬
‫الئحية‪ ،‬من ناحية أخرى‪.‬‬
‫ب‌) القرارات الفردية يكمن ركن السبب في مدى إلغاء هذا النوع من القرارات الفردية إلى قيام‬
‫حالة قانونية هي الحق المكتسب‪.‬‬
‫‪ -‬لقد استقر الفقه و القضاء اإلداري المقارن أن اإلدارة العامة ال يمكنها إلغاء القرارات الفردية‬
‫متى رتبت حقوق اإلداري المقارن أن اإلدارة العامة ال يمكنها إلغاء القرارات الفردية متى رتبت‬
‫حقوق مكتسبة تحقيقا لمبدأ الجمود و الحصانة‬
‫‪ -‬و مع ذلك فإن اإلدارة يمكنها أيضا أن تنهي القرارات الفردية عن طريق ما يعر بالقرار‬
‫المضاد‪ ،‬حيث تستطيع مثال أن تضع حدا للعالقة الوظيفية ال بواسطة إلغاء قرار التعيين و إنما‬
‫بموجب قرار آخر هو قرار الفصل طبقا للقانون‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬القرارات الغير المشروعة‬
‫يمكن إلدارة العامة ‪ ،‬من تلقاء نفسها أو بطلب و طعن من الغير‪ ،‬أن تتراحع و تلغي قراراتها‬
‫التنظيمية منها أو الفردية إذ تبين لها عدم مشروعيتها لوجود عيب في أركانها‪ ،‬كأن تكون صادرة‬
‫من غير مختص‪ ،‬أو دون مراعاة اإلجراءات الجوهرية الالزمة‪ ،‬أو تكون مخالفة للقانون‪ ،‬مثل‬
‫تعيين شخص ال تتوافر فيه الشروط القانونية فتقوم بإلغاء قرار التعيين‪ ،‬ال اتخاذ بفصله‪ ،‬و عليه‬
‫‪6‬‬
‫فإن ركن السبب في إلغاء القرار الغير مشروع و إنما يتمثل في انعدام السبب‪.‬‬
‫‪ :-2‬المحل‬
‫القاعدة العامة أن إلغاء القرار اإلداري يجب أن يتم وفق اإلجراءات و األشكال نفسها الالزمة‬
‫إلصداره‪ ،‬إعماال لقاعدة توازي األشكال‬
‫أمثلة‪:‬‬
‫‪ 6‬محمد الصغير بعلي_ القرارات اإلداري_ دار العلوم عنابة ‪2005‬‬
‫‪8‬‬
‫‪ - 1‬يتم إلغاء تعيين رئيس الدائرة بموجب صدور مرسوم رئاسي باقتراح من رئيس الحكومة‪،‬‬
‫ألن قرار تعيين الدائرة إنما يتم بمرسوم رئاسي من رئيس الحكومة طبقا ألحكام المرسوم‬
‫الرئاسي رقم ‪ 240 -99‬المؤرخ في ‪ 27‬أكتوبر ‪ 1999‬بالتعيين في الوظائف المدنية و‬
‫العسكرية للدولة‪.‬‬
‫‪ - 2‬يلغى القرار الوزاري بقرار وزاري آخر حيث ال يصح إلغاء قرار وزاري بمجرد منشور‬
‫وزاري‪.‬‬
‫‪ -‬إن احترام قاعدة توازي األشكال أصبح مبدأ مستقر فقه قضاء‪ ،‬خاصة بالنسبة للقرارات‬
‫التنظيمية ‪ ،‬خالفا للقرارات الفردية إذ يتميز تطبيق هذا المبدأ حيالها ببعض المرونة حيث أنه ال‬
‫يسري إال إذا كانت اعتبارات و مبررات فرض و تقرير تلك األشكال مازالت قائمة اعتبارات و‬
‫مبررات فرض و تقرير تلك األشكال مازالت قائمة‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫خاتمة‬
‫و في األخير نستنتج أن القرارات اإلدارية تنتهي اما نهاية ارادية ويكون ذلك عن طريق اإللغاء‬
‫اإلداري او السحب اإلداري او عن طريق نهاية الغير االرادية تزول آثارها بسبب اآلجال‬
‫المقررة لسريانها أو بسبب اإللغاء اإلداري آثارها بسبب اإللغاء القضائي‪.‬‬
‫و هذا ما يبين لنا قيمتها العلمية‪ ،‬النظرية و العملية الفعالة في إنهاء القرارات و ذلك بالمحافظة‬
‫على شرعية و صحة و مالئمة القرارات اإلدارية باستمرارها‪ ،‬كما تقوم لنا بتبيان القرارات‬
‫الغير شرعية من الناحية القانونية و من ناحية المالئمة و التكييفات اإليديولوجية و السياسية و‬
‫االجتماعية و االقتصادية لنهاية سريان القرارات اإلدارية‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫‪-‬خال‪ff f‬د س‪ff f‬يد محم‪ff f‬د حم‪ff f‬اد‪،‬ح‪ff f‬دود الرقاب‪ff f‬ة القض‪ff f‬ائية على س‪ff f‬لطة اإلدارة التقديري‪ff f‬ة ‪،‬دراس‪ff f‬ة‬ ‫‪.1‬‬
‫مقارنة‪،‬الطبعة الثانية‪،‬بدون دار نشر‪،2013،‬مصر‪،‬ص‪.220.‬‬
‫‪-‬عم‪ff f‬ار عواب‪ff f‬دي‪ ،‬نظري‪ff f‬ة الق‪ff f‬رار اإلداري بين علم اإلدارة العام‪ff f‬ة و الق‪ff f‬انون اإلداري‪،‬دار‬ ‫‪.2‬‬
‫هومة‪ ،‬الجزائر ‪.‬‬
‫‪-‬عم‪ff‬ار عواب‪ff‬دي _الق‪ff‬انون اإلداري_ (الج‪ff‬زء الث‪ff‬اني) دي‪ff‬وان المطبوع‪ff‬ات الجامعي‪ff‬ة الطبع‪ff‬ة‬ ‫‪.3‬‬
‫الرابعة الجزائر ‪. 2007‬‬
‫‪-4‬محمد الصغير بعلي_ القرارات اإلداري_ دار العلوم عنابة ‪. 2005‬‬

‫‪11‬‬

You might also like