Professional Documents
Culture Documents
ا ا اف ا رو
7 328دﻗﺎﺋﻖ • ﻣﻨﺬ أﺳﺒﻮع واﺣﺪ
إﺑﺮاﻫﻴﻢ ﺳﺪزاوي
ﻋﺮف ﻗﺎﻧﻮن اﻟﺸﻐﻞ ﺗﻄﻮرا ﻣﻠﺤﻮﻇﺎ ﺑﺎﺧﺘﻼف اﻟﻌﺼﻮر ﺣﻴﺚ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻫﻨﺎك ﻗﻮاﻋﺪ
ﻣﻨﻈﻤﺔ ﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺸﻐﻞ ﻓﻲ اﻟﻘﺪﻳﻢ ،وأﺧﺪت ﻗﻮاﻋﺪه ﺗﻈﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ أﻧﻈﻤﺔ إﻗﻄﺎﻋﻴﺔ
ﻓﻲ اﻟﺰراﻋﺔ وأﻧﻈﻤﺔ اﻟﻄﻮاﺋﻒ اﻟﺤﺮﻓﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﺧﻼل اﻟﻌﺼﺮ اﻟﻮﺳﻴﻂ ،اﻟﻰ أن ﺗﻢ
اﻹﻋﻼن ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺎدئ اﻟﺤﺮﻳﺔ واﻟﻤﺴﺎواة اﻟﺘﻲ ﺗﻮﻟﺪ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﺒﺪأ ﺳﻠﻄﺎن اﻹرادة ﻓﻲ اﻟﻌﺼﺮ
اﻟﺤﺪﻳﺚ.
وﻳﻌﺪ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﺸﻐﻞ ﻣﻦ أﻫﻢ ﻓﺮوع اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺨﺎص ﻋﻠﻰ اﻻﻃﻼق ،وﻳﻌﺮف ﺑﻜﻮﻧﻪ
ﻣﺠﻤﻮع اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ اﻟﻤﻄﺒﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻔﺮدﻳﺔ واﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﺑﻴﻦ
اﻟﻤﺆاﺟﺮﻳﻦ اﻟﺨﺼﻮﺻﻴﻴﻦ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ وﻣﻦ ﻳﺸﺘﻐﻠﻮن ﺗﺤﺖ ﺳﻠﻄﺘﻬﻢ وإﺷﺮاﻓﻬﻢ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ
أﺧﺮى ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺸﻐﻞ.
ﻛﻤﺎ أﺛﺎرت ﻣﺨﺎﻃﺮ اﻷوﺑﺌﺔ واﻻﻣﺮاض ﺧﻼل اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ اﻷﺧﻴﺮة اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ
اﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺎت ذات اﻻﺑﻌﺎد اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ارﺗﺒﺎﻃﻬﺎ ﺑﺎﻷﻣﻦ
اﻟﺼﺤﻲ اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ] [1وﺑﺎﻟﻌﻮاﺋﻖ واﻻﻛﺮاﻫﺎت اﻟﻨﺎﺟﻤﺔ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل ﺗﺒﺎدل اﻟﺴﻠﻊ
واﻟﺨﺪﻣﺎت وذﻟﻚ ﻣﺮورا ﺑﻮﺑﺎء ” ﺳﺮاس ” ﻓﻲ 2003و”اﺑﻮﻻ” ﺳﻨﺔ ]2009[2
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻋﺪة أوﺑﺌﺔ أﺧﺮى ﻟﻴﺘﺠﺪد ﺑﺬﻟﻚ اﻟﻨﻘﺎش ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺣﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ وﻃﻨﻴﺎ ودوﻟﻴﺎ
ﺑﺨﺼﻮص أﺛﺎر ﻫﺬه اﻷوﺑﺌﺔ ﻋﻠﻰ أﻃﺮاف ﻋﻼﻗﺔ اﻹﻧﺘﺎج.
ﻳﻘﺼﺪ ﺑﺎﻟﺘﻜﻴﻴﻒ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﺗﺤﻠﻴﻞ واﻗﻌﺔ أو ﺗﺼﺮف ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ ﻣﻌﻴﻦ ﻗﺼﺪ وﺿﻌﻬﺎ ﻓﻲ
اﻟﻤﻜﺎن اﻟﻤﻼﺋﻢ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ اﻟﺘﻘﺴﻴﻤﺎت اﻟﺴﺎﺋﺪة ﻓﻲ ﻓﺮع ﻣﻌﻴﻦ ﻣﻦ ﻓﺮوع اﻟﻘﺎﻧﻮن وﻫﻮ
اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺬﻫﻨﻴﺔ اﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ إﻧﺰال ﺣﻜﻢ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻋﻠﻰ اﻟﻮاﻗﻊ أو إدراج اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﻓﻲ
ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ[3].
وﻳﻘﺼﺪ ﺑﺎﻟﻘﻮة اﻟﻘﺎﻫﺮة ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺒﺎب وﺣﺴﺐ ﻣﻨﻄﻮق اﻟﻔﺼﻞ 269ﻣﻦ ﻇﻬﻴﺮ
اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت واﻟﻌﻘﻮد ﻛﻞ اﻣﺮ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻻﻧﺴﺎن أن ﻳﺘﻮﻗﻌﻪ ﻛﺎﻟﻈﻮاﻫﺮ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ
وﻳﻜﻮن ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ان ﻳﺠﻌﻞ ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻻﻟﺘﺰام ﻣﺴﺘﺤﻴﻼ.
وﻻ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ اﻟﻘﻮة اﻟﻘﺎﻫﺮة اﻻﻣﺮ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻣﻦ اﻟﻤﻤﻜﻦ دﻓﻌﻪ ،ﻣﺎﻟﻢ ﻳﻘﻢ اﻟﻤﺪﻳﻦ
اﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﺑﺬل ﻛﻞ اﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﻟﺪرﺋﻪ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ.
ﻛﻤﺎ ﻻ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ اﻟﻘﻮة اﻟﻘﺎﻫﺮة اﻟﺴﺒﺐ اﻟﺬي ﻳﻨﺘﺞ ﻋﻦ ﺧﻄﺄ ﺳﺎﺑﻖ ﻟﻠﻤﺪﻳﻦ.
ﻟﻜﻦ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﻘﺮر اﻻﻋﻔﺎء ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻘﻮة اﻟﻘﺎﻫﺮة ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻠﺰم ﺗﻮﻓﺮ اﻟﺸﺮوط
اﻻﺗﻴﺔ:
وﻳﻘﺼﺪ ﺑﻬﺬا اﻟﺸﺮط ان ﻻ ﻳﺨﻄﺮ ﻓﻲ اﻟﺤﺴﺒﺎن ﺣﺼﻮل ﻣﺜﻠﻪ ﻋﻨﺪ وﻗﻮع اﻟﻔﻌﻞ
اﻟﻀﺎر] ،[4وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ إذا أﻣﻜﻦ ﺗﻮﻗﻊ ذﻟﻚ ﻛﻔﻴﻀﺎن ﻧﻬﺮ ﻳﺤﺼﻞ ﻓﻲ أوﻗﺎت دورﻳﺔ][5
ﻓﻼ ﻳﺸﻜﻞ ﻗﻮة ﻗﺎﻫﺮة ﺣﺘﻰ وﻟﻮ اﺳﺘﺤﺎل دﻓﻌﻪ و اﺛﺒﺎت أن اﻟﺤﺎدث ﻛﺎن ﻏﻴﺮ ﻣﻤﻜﻦ
اﻟﺘﻮﻗﻊ ﻳﻘﺎس ﺑﻤﻌﻴﺎر اﻟﺸﺨﺺ اﻟﻌﺎدي اﻟﺬي ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻈﺮوف اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ
وﻟﻴﺲ اﻟﺮﺟﻞ ﺷﺪﻳﺪ اﻟﻔﻄﻨﺔ و اﻟﺬﻛﺎء
وﻳﻘﺼﺪ ﺑﺬﻟﻚ أن ﻳﺴﺘﺤﻴﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺨﺺ ﺗﺠﻨﺐ ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻟﺤﺎدث اﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ﻣﻄﻠﻘﺔ
ﺑﻤﻌﻨﻰ أﻧﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﻤﻨﻊ ﻧﺘﺎﺋﺠﻪ ﺑﺄي ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻛﺎﻧﺖ أﻣﺎ اذا ﻛﺎن ﻣﻦ ﺷﺄن اﻟﺤﺎدث
أن ﻳﺠﻌﻞ ﺗﻔﺎدي اﻟﻀﺮر أﻛﺜﺮ ارﻫﺎﻗﺎ و ﻣﺸﻘﺔ ﻓﺎﻧﻪ ﻻ ﺗﻜﻮن ﻫﻨﺎك ﻗﻮة ﻗﺎﻫﺮة ﺗﻨﺘﻔﻲ
ﻣﻌﻬﺎ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ و اﻻﺳﺘﺤﺎﻟﺔ اﻟﻤﻘﺼﻮدة ﻫﻨﺎ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮن ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻷي ﺷﺨﺺ
ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻒ اﻟﻤﺪﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ او اﻟﻤﺘﺎﺑﻊ.
ﺑﻤﻌﻨﻰ أن ﻻ ﻳﻜﻮن ﻫﻨﺎك ﺧﻄﺄ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻤﺴﺆول أدى اﻟﻰ اﻟﺤﺎدث و ﻋﻠﻴﻪ اذا ﻛﺎن
اﻟﺤﺎدث ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺨﻄﺄ اﻟﻤﺪﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﻜﻮن أﻣﺎم ﻗﻮة ﻗﺎﻫﺮة و ﻫﺬا ﻧﺺ ﻋﻠﻴﻪ
ﺻﺮاﺣﺔ اﻟﻔﺼﻞ 95ل.ع وﻫﻜﺬا ﻓﺈن ﻗﻴﺎم اﻟﻘﻮة اﻟﻘﺎﻫﺮة ﻳﻘﺘﻀﻲ أن ﻳﻜﻮن اﻟﺤﺎدث
ﺧﺎرﺟﻴﺎ ﻻ ﻳﺪ ﻟﻠﻤﺪﻳﻦ ﻓﻴﻪ ﺳﻮاء ﺑﻔﻌﻠﻪ أو ﻣﺴﺎﻫﻤﺘﻪ أو ﻣﺸﺎرﻛﺘﻪ.
وﺑﺈﻋﻤﺎل اﻟﺸﺮوط أﻋﻼه ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﻓﻴﺮوس ﻛﻮروﻧﺎ ﻳﺘﻀﺢ ﻟﻨﺎ أن ﻫﺬا اﻷﺧﻴﺮ
“ﻓﻴﺮوس” ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻮﻗﻊ ﺣﻴﺚ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺣﺴﺐ ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻓﺼﻴﻠﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻣﻦ
اﻟﻔﻴﺮوﺳﺎت اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﺴﺒﺐ اﻟﻤﺮض ﻟﻺﻧﺴﺎن و ﻳﺴﺒﺐ ﻟﺪى اﻟﺒﺸﺮ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﻀﻴﻖ ﻓﻲ
اﻟﺠﻬﺎز اﻟﺘﻨﻔﺴﻲ ﻣﺜﻞ ﻣﺘﻼزﻣﺔ اﻟﺸﺮق اﻟﻮﺧﻴﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮف ﺑﺎﻟﺴﺎرس ﻛﻤﺎ أﻧﻪ
ﻳﺴﺘﺤﻴﻞ دﻓﻊ اﻟﻀﺮر اﻟﻨﺎﺗﺞ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﻫﺎﺗﻪ اﻷﻳﺎم اﻟﻌﺼﻴﺒﺔ و ﻟﻴﺲ ﻟﻠﻤﺪﻳﻦ دﺧﻞ ﻓﻲ
إﺛﺎرﺗﻪ ﻛﻤﺎ أﻧﻪ ذات ﻣﺼﺪر اﺟﻨﺒﻲ ﻋﻦ اﻟﻤﺪﻳﻦ ﻣﻤﺎ ﻳﺠﻌﻠﻪ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻗﻮة ﻗﺎﻫﺮة] [6إذ
ﻧﻔﺲ اﻻﺗﺠﺎه ﺳﺎرت ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻓﻲ إﺣﺪى ﻗﺮاراﺗﻬﺎ ﺣﻴﺚ
اﻋﺘﺒﺮت ﺟﺎﺋﺤﺔ ﻛﻮروﻧﺎ اﺣﺪى ﺗﻄﺒﻴﻘﺎت اﻟﻘﻮة اﻟﻘﺎﻫﺮة] [7و ﻳﺠﻌﻞ ﺗﺒﻌﺎ ﻟﺬﻟﻚ ﺗﻨﻔﻴﺬ
اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت اﻟﺘﻌﺎﻗﺪﻳﺔ اﻟﺸﻐﻠﻴﺔ ﻣﺴﺘﺤﻴﻠﺔ وﻫﺬا ﻣﺎ ﺳﻨﺤﺎول اﻹﺣﺎﻃﺔ ﺑﻪ ﻓﻲ إﻃﺎر
اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻧﻲ
اﻋﺘﺒﺎرا ﻟﻜﻮن ﻋﻘﺪ اﻟﺸﻐﻞ ﻋﻘﺪ ﺗﺒﺎدﻟﻲ ﻳﺮﺗﺐ اﻟﺘﺰاﻣﺎت ﻣﺘﺒﺎدﻟﺔ ﻓﻲ ذﻣﺔ ﻃﺮﻓﻴﻪ ﻓﺈن
اﻻﺟﻴﺮ ﻓﻲ إﻃﺎر اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻔﺮﺿﻬﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺪوﻧﺔ اﻟﺸﻐﻞ ﻳﻜﻮن ﻣﺴﺆوﻻ ﻋﻦ ﻓﻌﻠﻪ
واﻫﻤﺎﻟﻪ ﻛﻤﺎ ﻳﺮﺗﺐ اﻟﺘﺰاﻣﺎت ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻖ اﻟﻤﺸﻐﻞ اﻟﺬي ﻳﻜﻮن ﻣﻘﻴﺪ ﺑﺎﺣﺘﺮاﻣﻬﺎ وﺗﺒﻌﺎ
ﻟﻤﺎ ﻗﻠﻨﺎه ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻣﻦ ﺗﻜﻴﻴﻒ ﺟﺎﺋﺤﺔ ﻛﻮروﻧﺎ ﺑﻜﻮﻧﻬﺎ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻗﻮة ﻗﺎﻫﺮة ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺜﺎر ﺳﺆال
ﺣﻮل ﻣﺸﺮوﻋﻴﺔ أﺛﺮ ﻋﺪم أداء اﻻﺟﻴﺮ اﻟﻤﺸﻐﻞ ﻟﻬﺎﺗﻪ اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت
ﺑﺎﻟﺮﺟﻮع اﻟﻰ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎت اﻟﻔﺼﻞ 723ق ل ع و اﻟﻤﺎدة 6م ش ﻓﺎﻟﻌﻤﻞ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ أﻫﻢ
اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻖ اﻻﺟﻴﺮ و ﺗﺒﻌﺎ ﻟﺬﻟﻚ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻪ اﻟﺘﺤﻠﻞ ﻣﻦ ﻫﺬا
اﻻﻟﺘﺰام إﻻ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك ﻗﻮة ﻗﺎﻫﺮة ﺗﺤﻮل ﺑﻴﻨﻪ و ﺑﻴﻦ اﻻﻟﺘﺰام اﻟﻤﻠﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻪ
ﻛﻠﻤﺎ ﺗﻮﻓﺮت اﻟﺸﺮوط اﻟﻤﺒﻴﻨﺔ أﻋﻼه .
إذا ﻛﺎن ﻣﺮض اﻻﺟﻴﺮ ﻣﺜﺒﺖ ﺑﻤﻮﺟﺐ ﺷﻬﺎدة ﻃﺒﻴﺔ ﻓﺈن ﻋﻘﺪ اﻟﺸﻐﻞ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻋﻨﺪ
ﺗﻐﻴﺐ اﻻﺟﻴﺮ ﺑﺴﺒﺐ ﻫﺬا اﻟﻤﺮض ﻏﻴﺮ اﻟﻤﻬﻨﻲ و ذﻟﻚ وﻓﻖ ﺷﺮﻃﻴﻦ اﻷول أن ﻻ ﺗﺰﻳﺪ
ﻣﺪة اﻟﻐﻴﺎب ﻋﻦ 180ﻳﻮﻣﺎ ﻣﺘﻮاﻟﻴﺔ ﺧﻼل ﻓﺘﺮة 365ﻳﻮﻣﺎ ،و اﻟﺜﺎﻧﻲ أن ﻻ ﻳﺘﺮﺗﺐ
ﻋﻦ اﻟﻤﺮض ﻓﻘﺪان اﻻﺟﻴﺮ ﻟﻘﺪرﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﻤﺮار ﻓﻲ ﻣﺰاوﻟﺔ ﻟﺸﻐﻠﻪ ،وﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ
ﺳﻴﻜﻮن ﻫﺬا اﻟﻐﻴﺎب ﻣﺸﻤﻮل ﺑﻤﻘﺘﻀﻴﺎت ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻀﻤﺎن اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ و أي ﻓﺼﻞ
ﻟﻸﺟﻴﺮ ﺧﻼﻟﻪ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻜﻴﻴﻔﻪ ﻛﻔﺼﻞ ﺗﻌﺴﻔﻲ
أﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻣﺮض اﻻﺟﻴﺮ ﻏﻴﺮ ﻣﺜﺒﺖ ﺑﺸﻬﺎدة ﻃﺒﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ إذا دﺧﻞ اﻻﺟﻴﺮ
ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺤﺠﺮ اﻟﺼﺤﻲ ﺑﺸﻜﻞ ارادي ﻓﺈن ﺗﻐﻴﺒﻪ ﻫﺬا ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺗﻐﻴﺒﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺮر وﻳﻌﺘﺒﺮ ﺗﺒﻌﺎ
ﻟﻠﻤﺎدة 39ﻣﻦ م ش ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ اﻷﺧﻄﺎء اﻟﺠﺴﻴﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺮﺗﻜﺒﻬﺎ اﻻﺟﻴﺮ إذا ﺗﺠﺎوز ﻣﺪة
اﻟﻐﻴﺎب أﻛﺜﺮ ﻣﻦ 4أﻳﺎم أو ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ أﻧﺼﺎف ﻳﻮم ﺧﻼل اﻻﺛﻨﻲ ﻋﺸﺮ ﺷﻬﺮا ،وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ
ﺗﺤﺮﻳﻚ اﻟﻤﺸﻐﻞ ﻟﻤﺴﻄﺮة اﻟﺨﻄﺄ اﻟﺠﺴﻴﻢ واﺣﺘﺮاﻣﻪ اﻵﺟﺎل اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ،ﻳﻤﻜﻦ أن
ﻳﻔﺼﻞ اﻻﺟﻴﺮ ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ وﻳﻌﺘﺒﺮ ذﻟﻚ ﻓﺼﻼ ﻣﺒﺮرا ،ﺑﻤﺎ ﻳﻌﻨﻲ أن ﻣﺪوﻧﺔ اﻟﺸﻐﻞ ﻟﻢ
ﺗﺘﻨﺎول ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺤﺠﺮ اﻟﺼﺤﻲ اﻟﻄﻮﻋﻲ.
ﻟﻜﻦ ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﺤﺪ ﻣﻦ وﻟﻮج أﻣﺎﻛﻦ اﻟﻌﻤﻞ ﻟﻸﺟﻴﺮ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ إﺻﺎﺑﺘﻪ ﺑﻬﺬا اﻟﻤﺮض
ﻧﺘﻴﺠﺔ اﻟﻮﺑﺎء؟؟
ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺸﻐﻞ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن أن ﻳﻤﻨﻊ اﻻﺟﻴﺮ اﻟﺬي ﺗﻢ ﺗﺴﺠﻴﻞ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺮﺿﻪ ﻣﻦ
وﻟﻮج أﻣﺎﻛﻦ اﻟﻌﻤﻞ ،ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر اﻟﻤﺸﻐﻞ ﻣﺴﺆوﻻ ﻋﻠﻰ ﻧﻈﺎﻓﺔ أﻣﺎﻛﻦ اﻟﺸﻐﻞ وﻣﻠﺰﻣﺎ ﺑﺘﻮﻓﻴﺮ
ﺷﺮوط اﻟﻮﻗﺎﻳﺔ اﻟﺼﺤﻴﺔ وﻣﺘﻄﻠﺒﺎت اﻟﺴﻼﻣﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻠﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺔ اﻻﺟﺮاء
وﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺸﻐﻞ اﻻﺗﺼﺎل ﺑﺎﻟﺠﻬﺎت اﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﻗﺼﺪ اﺗﺨﺎذ اﻟﺘﺪاﺑﻴﺮ اﻟﻼزﻣﺔ.
أﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ إذا رﻓﺾ اﻻﺟﻴﺮ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻌﻤﻠﻪ ﺑﺴﺒﺐ اﻧﺘﺸﺎر ﺟﺎﺋﺤﺔ ﻛﻮروﻧﺎ ﻓﺎﻟﻤﺪوﻧﺔ
ﻟﻢ ﺗﺘﻄﺮق ﺻﺮاﺣﺔ ﻷﺛﺎر ذﻟﻚ وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻣﺘﻰ رﻓﺾ اﻻﺟﻴﺮ أداء اﻟﻌﻤﻞ ﻟﻌﻠﺔ اﻧﺘﺸﺎر
اﻟﻔﻴﺮوس ﻳﻜﻮن ﻗﺪ ارﺗﻜﺐ ﺧﻄﺄ ﺟﺴﻴﻤﺎ ﻳﺨﻮل ﻟﻠﻤﺸﻐﻞ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﻓﺼﻠﻪ وﻓﻖ
ﻟﻤﻘﺘﻀﻴﺎت اﻟﻤﺎدة 62وﻣﺎ ﻳﻠﻴﻬﺎ ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻤﺎ ﻧﺼﺖ ﻋﻠﻴﻪ اﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ رﻗﻢ 155ﻣﻨﻈﻤﺔ
اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺪوﻟﻴﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺴﻼﻣﺔ واﻟﺘﻲ اﻗﺮت ﺑﺤﻖ اﻻﺟﻴﺮ ﻓﻲ اﻻﻧﺴﺤﺎب ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻞ
ﻛﻠﻤﺎ ﻛﺎن ﻫﻨﺎك ﺳﺒﺐ ﻣﻌﻘﻮل ﻳﻬﺪده وﻳﺸﻜﻞ ﺧﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎﺗﻪ وﻋﻠﻰ ﺻﺤﺘﻪ.
إذا ﻛﺎن اﻻﺟﻴﺮ ﻣﻠﺰﻣﺎ ﺑﺎﻟﻘﻴﺎم ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره اﺣﺪ اﻫﻢ اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت اﻟﻤﻠﻘﺎة ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻪ
ﻓﺈن اﻟﻤﺸﻐﻞ ﺑﺪوره ﻣﻠﺰﻣﺎ ﺑﺎﺣﺘﺮام ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت أﻫﻤﻬﺎ أداء اﻻﺟﺮ و ﺗﻮﻓﻴﺮ
اﻟﻈﺮوف اﻟﻤﻼﺋﻤﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ و اﺗﺨﺎذ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺘﺪاﺑﻴﺮ اﻟﻤﻤﻜﻨﺔ ﻟﻠﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺔ و ﺳﻼﻣﺔ
اﻻﺟﺮاء ﻟﻬﺬا اﻟﻐﺮض ﺟﺎءت ﻣﺪوﻧﺔ اﻟﺸﻐﻞ ﺑﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ
ﺗﺴﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﺣﻔﻆ ﺻﺤﺔ وﺳﻼﻣﺔ اﻻﺟﺮاء ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ ﻃﺒﻴﺐ اﻟﺸﻐﻞ و ﻟﺠﺎن اﻟﺼﺤﺔ و
اﻟﺴﻼﻣﺔ و ﺗﻌﺰﻳﺰ و ﺗﻘﻮﻳﺔ دور ﻣﻔﺘﺸﻲ اﻟﺸﻐﻞ ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺠﺎﺋﺤﺔ ﻛﻮروﻧﺎ ﺗﻀﻊ اﻟﻤﺸﻐﻞ
ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻮﺿﻌﻴﺎت ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺰاﻣﺎﺗﻪ ﺗﺠﺎه اﻻﺟﺮاء ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ:
ﺗﺘﻴﺢ ﻣﺪوﻧﺔ اﻟﺸﻐﻞ ﻓﻲ ﻣﺎدﺗﻬﺎ 8إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺗﺸﻐﻴﻞ اﻻﺟﺮاء ﺑﺎﻟﻤﻨﺎزل ﻟﻔﺎﺋﺪة اﻟﻤﺸﻐﻞ
ﺷﺮﻳﻄﺔ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﺷﺮوط اﻟﺼﺤﺔ واﻟﺴﻼﻣﺔ واﻟﻤﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺮﺳﻮم رﻗﻢ
2.12.262اﻟﺼﺎدر ﺑﺘﺎرﻳﺦ 10ﻳﻮﻟﻴﻮز 2012وﻛﺬا ﺗﻮﻓﻴﺮ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﺿﺪ ﺣﻮادث
اﻟﺸﻐﻞ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻤﻘﺘﻀﻴﺎت اﻟﻘﺎﻧﻮن 18.12وﺷﺮﻳﻄﺔ ﺣﺼﻮل اﺗﻔﺎق ﺑﻴﻦ اﻟﻄﺮﻓﻴﻦ ودون
ﻣﺴﺎس ﺑﺎﻟﺤﻘﻮق اﻟﻤﻜﺘﺴﺒﺔ اﻟﻨﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺸﻐﻠﻴﺔ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻗﺒﻞ اﻟﻠﺠﻮء اﻟﻰ
اﻟﻨﻤﻂ ﻣﻦ اﻟﺘﺸﻐﻴﻞ.
ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻤﺸﻐﻞ ﻟﻠﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻦ اﻻزﻣﺎت اﻟﺪورﻳﺔ اﻟﻌﺎﺑﺮة ﺗﺨﻔﻴﺾ ﻣﺪة اﻟﻌﻤﻞ وﻓﻘﺎ
ﻟﻤﻘﺘﻀﻴﺎت اﻟﻤﺎدة 185ﻣﻦ ﻣﺪوﻧﺔ اﻟﺸﻐﻞ ،ﻣﻊ اﺣﺘﺮام ﺷﺮط اﺳﺘﺸﺎرة ﻣﻨﺪوب
اﻻﺟﺮاء واﻟﻤﻤﺜﻞ اﻟﻨﻘﺎﺑﻲ ﺑﺎﻟﻤﻘﺎوﻟﺔ ﻋﻨﺪ وﺟﻮدﻫﻢ ،واﻟﺘﺰاﻣﻪ ﺑﺄداء اﻻﺟﺮ ﻋﻦ ﻣﺪة
اﻟﺸﻐﻞ اﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ﻋﻠﻰ أﻻ ﻳﻘﻞ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺤﺎﻻت ﻋﻦ 50ﻓﻲ اﻟﻤﺌﺔ ﻣﻦ اﻻﺟﺮ اﻟﻌﺎدي ﻣﺎ
ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻫﻨﺎك ﻣﻘﺘﻀﻴﺎت أﻛﺜﺮ ﻓﺎﺋﺪة ﻟﻸﺟﺮاء.
-ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﺘﻨﺎوب
أﺟﺎز اﻟﻤﺸﺮع ﻫﺬه اﻻﻣﻜﺎﻧﻴﺔ وﻓﻖ اﻟﻤﺎدة 188ﻣﻦ ﻣﻮﻧﺔ اﻟﺸﻐﻞ ﺷﺮﻳﻄﺔ اﻻ ﺗﺘﺠﺎوز
اﻟﻤﺪة اﻟﻤﻘﺮر ﻟﻜﻞ ﻓﺮﻗﺔ ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺳﺎﻋﺎت ﻓﻲ اﻟﻴﻮم وﻳﻨﺒﻐﻲ ان ﺗﻜﻮن ﻫﺬه اﻟﻤﺪة ﻣﺘﺼﻠﺔ
ﻣﻊ اﻟﺘﻮﻗﻒ ﻟﻔﺘﺮة اﺳﺘﺮاﺣﺔ ﻻ ﺗﺘﻌﺪى اﻟﺴﺎﻋﺔ
ﻳﺴﺘﺤﻖ ﻛﻞ اﺟﻴﺮ ﻗﻀﻰ ﺳﺘﺔ أﺷﻬﺮ ﻣﺘﺼﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﻐﻞ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻤﻘﺎوﻟﺔ ﻋﻄﻠﺔ
ﺳﻨﻮﻳﺔ ﻣﺆدى ﻋﻨﻬﺎ ﺗﺤﺪد ﻣﺪﺗﻬﺎ ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎت اﻟﻤﺎدة 231ﻣﻦ م ش و ﻳﻤﻜﻦ
اﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ اﻟﻌﻄﻠﺔ اﻟﺴﻨﻮﻳﺔ اﻟﻤﻮدى ﻋﻨﻬﺎ ،ﺧﻼل أي ﻓﺘﺮة ﻣﻦ ﻓﺘﺮات اﻟﺴﻨﺔ و
ﻳﺘﻮﻟﻰ اﻟﻤﺸﻐﻞ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺗﻮارﻳﺦ اﻟﻌﻄﻠﺔ اﻟﺴﻨﻮﻳﺔ ﺑﻌﺪ اﺳﺘﺸﺎرة ﻣﻨﺪوﺑﻲ اﻻﺟﺮاء و
اﻟﻤﻤﺜﻠﻴﻦ اﻟﻨﻘﺎﺑﻴﻴﻦ ﺑﺎﻟﻤﻘﺎوﻟﺔ ﻋﻨﺪ وﺟﻮدﻫﻢ وﻳﻤﻜﻦ ﺗﺠﺰﺋﺔ اﻟﻌﻄﻠﺔ اﻟﺴﻨﻮﻳﺔ اﻟﻤﺆدى
ﻋﻨﻬﺎ أو اﻟﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ أﺟﺰاء ﻣﻦ ﻣﺪدﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺪى ﺳﻨﺘﻴﻦ ﻣﺘﺘﺎﻟﻴﺘﻴﻦ وﻳﺘﻢ ﺗﺤﺪﻳﺪ
ﺗﻮارﻳﺦ ﻣﻐﺎدرة اﻻﺟﺮاء ﻟﺸﻐﻠﻬﻢ ﻗﺼﺪ ﻗﻀﺎء ﻋﻄﻠﻬﻢ اﻟﺴﻨﻮﻳﺔ اﻟﻤﺆدى ﻋﻨﻬﺎ ﺑﻌﺪ
اﺳﺘﺸﺎرة اﻟﻤﻌﻨﻴﻴﻦ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎت اﻟﻤﺎدة 245ﻣﻦ ﻣﺪوﻧﺔ اﻟﺸﻐﻞ ﻣﻊ
ﺿﺮورة اﺷﻌﺎر ﻣﻔﺘﺶ اﻟﺸﻐﻞ إذا اﻗﺘﺮﻧﺖ اﻟﻌﻄﻠﺔ ﺑﺎﻹﻏﻼق اﻟﻜﻠﻲ أو اﻟﺠﺰﺋﻲ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺔ
وﻫﻨﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﺴﺘﻔﻴﺪ اﻟﻤﻘﺎوﻟﺔ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻻﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﻛﺈﺟﺮاء وﻗﺎﺋﻲ ﻣﻦ اﻟﺤﺪ ﻣﻦ
اﻧﺘﺸﺎر ﺟﺎﺋﺤﺔ ﻛﻮروﻧﺎ وﺧﻼل ﻓﺘﺮة اﻟﻄﻮارئ اﻟﺼﺤﻴﺔ ،وﻫﻨﺎ ﻳﺴﺘﺤﻖ اﻻﺟﺮاء
اﺟﻮرﻫﻢ ﻋﻦ أﻳﺎم اﻟﻌﻄﻠﺔ اﻟﺴﻨﻮﻳﺔ.
أﺟﺎز اﻟﻤﺸﺮع ﻓﻲ اﻟﻤﺎدة 66ﻟﻠﻤﺸﻐﻞ اﻣﻜﺎﻧﻴﺔ إﻏﻼق اﻟﻤﻘﺎوﻟﺔ ﻛﻠﻤﺎ ﺗﻌﻠﻖ اﻻﻣﺮ
ﺑﺎﻟﻤﻘﺎوﻻت اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻐﻞ اﻋﺘﻴﺎدﻳﺎ 10اﺟﺮاء أو اﻛﺜﺮ ﻷﺳﺒﺎب اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ او ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ
أو ﻫﻴﻜﻠﻴﺔ أو ﻣﺎ ﻳﻤﺎﺛﻠﻬﺎ وﻓﻖ إﺟﺮاءات اﺳﺘﺸﺎرة واﻟﺘﻔﺎوض ﻣﻊ ﻣﻨﺪوب اﻻﺟﺮاء او
اﻟﻤﻤﺜﻞ اﻟﻨﻘﺎﺑﻲ ﺑﺎﻟﻤﻘﺎوﻟﺔ ﻋﻨﺪ وﺟﻮدﻫﻢ أو ﻋﺒﺮ ﻟﺠﻨﺔ اﻟﻤﻘﺎوﻟﺔ و ﺗﻮﺟﻴﻪ ﻣﺤﻀﺮ ﻧﺘﺎﺋﺞ
اﻟﻤﺸﺎورات و اﻟﻤﻔﺎوﺿﺎت اﻟﻰ اﻟﻤﻨﺪوب اﻹﻗﻠﻴﻤﻲ اﻟﻤﻜﻠﻒ ﺑﺎﻟﺸﻐﻞ واﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ
إذن ﻳﺴﻠﻤﻪ ﻋﺎﻣﻞ اﻟﻌﻤﺎﻟﺔ أو اﻹﻗﻠﻴﻢ ﻟﻬﺬا ﻳﻤﻜﻦ اﻋﺘﺒﺎر ﺟﺎﺋﺤﺔ ﻛﻮروﻧﺎ ﻣﻦ اﻷﺳﺒﺎب
اﻟﻤﺆدﻳﺔ ﻟﺘﻘﻠﻴﺺ ﻋﺪد اﻻﺟﺮاء ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺎﻷﺟﺮاء ﻳﺴﺘﻔﻴﺪون ﻣﻦ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ أﺟﻞ
اﻻﺧﻄﺎر و اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ اﻟﻔﺼﻞ ﻣﻊ اﺳﺘﻔﺎدﺗﻬﻢ ﻣﻦ ﺣﻖ اﻷوﻟﻮﻳﺔ ﻓﻲ إﻋﺎدة ﺗﺸﻐﻠﻴﻬﻢ.
-اﻻﻏﻼق اﻟﺠﺰﺋﻲ
ﺑﺎﻟﺮﺟﻮع اﻟﻰ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎت اﻟﻤﺎدة 66ﻣﻦ م ش ﻧﺠﺪﻫﺎ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻠﻤﺸﻐﻞ ﺗﺨﻔﻴﺾ ﻋﺪد
اﻻﺟﺮاء ﺑﺎﻟﻤﻘﺎوﻟﺔ ﻛﻠﻤﺎ ﺗﻌﻠﻖ اﻻﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻘﺎوﻻت اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻐﻞ اﻋﺘﻴﺎدﻳﺎ 10اﺟﺮاء أو اﻛﺜﺮ
ﻹﺳﺒﺎب اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ او ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ أو ﻫﻴﻜﻠﻴﺔ أو ﻣﺎ ﻳﻤﺎﺛﻠﻬﺎ وﻓﻖ إﺟﺮاءات اﺳﺘﺸﺎرة
واﻟﺘﻔﺎوض ﻣﻊ ﻣﻨﺪوب اﻻﺟﺮاء او اﻟﻤﻤﺜﻞ اﻟﻨﻘﺎﺑﻲ ﺑﺎﻟﻤﻘﺎوﻟﺔ ﻋﻨﺪ وﺟﻮدﻫﻢ أو ﻋﺒﺮ
ﻟﺠﻨﺔ اﻟﻤﻘﺎوﻟﺔ و ﺗﻮﺟﻴﻪ ﻣﺤﻀﺮ ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻟﻤﺸﺎورات و اﻟﻤﻔﺎوﺿﺎت اﻟﻰ اﻟﻤﻨﺪوب
اﻹﻗﻠﻴﻤﻲ اﻟﻤﻜﻠﻒ ﺑﺎﻟﺸﻐﻞ واﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ إذن ﻳﺴﻠﻤﻪ ﻋﺎﻣﻞ اﻟﻌﻤﺎﻟﺔ أو اﻹﻗﻠﻴﻢ ﻟﻬﺬا
ﻳﻤﻜﻦ اﻋﺘﺒﺎر ﺟﺎﺋﺤﺔ ﻛﻮروﻧﺎ ﻣﻦ اﻷﺳﺒﺎب اﻟﻤﺆدﻳﺔ ﻟﺘﻘﻠﻴﺺ ﻋﺪد اﻻﺟﺮاء ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ
ﻓﺎﻟﻸﺟﺮاء ﻳﺴﺘﻔﻴﺪون ﻣﻦ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ أﺟﻞ اﻻﺧﻄﺎر و اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ اﻟﻔﺼﻞ ﻣﻊ
اﺳﺘﻔﺎدﺗﻬﻢ ﻣﻦ ﺣﻖ اﻷوﻟﻮﻳﺔ ﻓﻲ إﻋﺎدة ﺗﺸﻐﻠﻴﻬﻢ.
اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ وﻓﻲ إﻃﺎر ﻣﻤﺎرﺳﺘﻬﺎ ﻟﺼﻼﺣﻴﺘﻬﺎ ﺳﻮآءا ﻓﻲ اﻟﻈﺮوف اﻟﻌﺎدﻳﺔ او
ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﻄﻮارئ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻬﺎ اﺗﺨﺎذ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﺮارات اﻹدارﻳﺔ ﻟﺤﻔﻆ اﻟﻨﻈﺎم
اﻟﻌﺎم اﻟﻤﺘﺠﻠﻲ ﻓﻲ اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وأن ﺗﻤﻨﻊ ﺑﻌﺾ اﻷﻧﺸﻄﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ وﺗﺎﻣﺮ
ﺑﺈﻏﻼﻗﻬﺎ ﻣﺆﻗﺘﺎ وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻘﻊ ﻓﻲ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻘﻄﺎﻋﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﺑﺎﻟﻤﻐﺮب ﺑﺴﺒﺐ
ﺟﺎﺋﺤﺔ ﻛﻮروﻧﺎ .
ﻣﻦ ﺧﻼل ﻛﻞ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ﻓﻌﻘﺪ اﻟﺸﻐﻞ ﻣﻦ اﻟﻌﻘﻮد اﻟﺘﺒﺎدﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻔﺮض ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ
اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻖ ﻃﺮﻓﻴﻪ ،وﻻ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﺘﺤﻠﻞ ﻣﻨﻬﺎ اﻻ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎ ﻗﻮة ﻗﺎﻫﺮة
ﺗﺤﻮل دون ﺗﻨﻔﻴﺬﻫﺎ ،وﻧﻈﺮا ﻟﻬﺬه اﻷﻫﻤﻴﺔ ﻓﻘﺪ أوﻟﻰ اﻟﻤﺸﺮع ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺪوﻧﺔ اﻟﺸﻐﻞ
أﻫﻤﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻟﺤﺎﻻت إﻧﻬﺎء ﻫﺬا اﻟﻌﻘﺪ ﻟﻤﺎ ﻳﺮﺗﺒﻪ ﻣﻦ أﺛﺎر ﻋﻠﻰ اﻻﺟﻴﺮ ﻣﻦ ﻣﺎﺳﻲ
اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﺸﻲء اﻟﺬي ﺳﻴﺤﻈﻰ ﻻ ﻣﺤﺎل ﺑﻨﻘﺎش ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﻧﻈﺮ اﻟﻤﺤﺎﻛﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ
ﺑﺘﻜﻴﻴﻒ ﻫﺬه اﻟﺠﺎﺋﺤﺔ ﻫﻞ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻗﻮة ﻗﺎﻫﺮة أم ﻻ ؟؟
-دراﺳﺔ ﺑﻌﻨﻮان “وﺑﺎء ﻛﻮروﻧﺎ وﻋﺎﻟﻢ اﻟﻌﻤﻞ ” اﺛﺎر اﻟﻤﺮض و ردود اﻷﻓﻌﺎل ﻋﻠﻴﻪ ”
ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺪوﻟﻴﺔ 18ﻣﺎرس [1] 2020
ﻣﺤﻤﺪ ﻃﺎرق ” أﺛﺮ ﺟﺎﺋﺤﺔ ﻛﻮروﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺎت اﻟﺸﻐﻞ ” س 2020ص [3]1
1430-2009
-أﻣﻴﻨﺔ رﺿﻮان “ﻣﺪى ﻣﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻴﺮوس ﻛﻮروﻧﺎ ﻓﻲ إﻧﻬﺎء اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺸﻐﻠﻴﺔ ][6