You are on page 1of 31

‫الترجمة اآللية‬

‫األستاذ الدكتور عبدالمجيد نصير‬

‫أستاذ الشرف ‪ -‬جامعة العلوم والتكنولوجيا األردنية‬

‫مجمع اللغة العربية األردني‬

‫الُم لخص‪:‬‬

‫تعد الترجمة اآللية فرع من فروع المعالجة اآللية للغة‪ ،‬تهتم بترجمة لغة إلى لغة أخرى‪ ،‬باستعمال‬
‫الحاسوب‪ ،‬ويتم ذلك باالنتقال من شكل لغة المصدر إلى شكل لغة الهدف‪ ،‬عبر البنية الداللية‪ .‬وتحتاج‬
‫الترجمة البنيوية في أبنيتها وتركيباتها ودالالتها المعجمية إلى شكل لغة الهدف‪ ،‬بخصوصياتها البنيوية‬
‫في أبنيتها وتركيباتها ودالالتها المعجمية التي قد تقترب أو تبتعد من لغة المصدر‪.‬‬

‫يناقش هذا البحث تاريخ وطرائق الترجمة باإلضافة إلى آلية عمل المترجم العربي‪ ،‬وأهم الصعوبات‬
‫والمعيقات التي تتعلق بالغموض المعجمي‪ ،‬والتعقيدات النحوية‪ ،‬واختالف األلفاظ بين اللغات‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫مقدمة‬

‫الترجم‪DD‬ة‪ ،‬بش كل ع ام‪ ،‬هي نق ل نص من لغ ة (تس مى لغ ة المص در) إلى لغ ة أخ رى (تس مى لغ ة‬


‫اله دف)‪ .‬وهي ب ذاك قديم ة ق دم وج ود لغ تين مختلف تين‪ ،‬وحاج ة المتكلمين فيهم ا إلى التواص ل اللفظي‪ .‬أم ا‬
‫المعالج‪DD‬ة اآللي‪DD‬ة للغ‪DD‬ة فهي علم يهتم بمعالج ة اللغ ة بوس اطة الحاس وب‪ ،‬بط رق علمي ة س داها خوارزمي ات‪.‬‬
‫ول ذلك‪ ،‬فهي ت زاوج بين علمي اللغ ة والحوس بة‪ .‬وينتمي ه ذا العلم إلى مجموع ة العل وم اإلدراكي ة‪ ،‬بتداخل ه‬
‫مع الذكاء االصطناعي‪ .‬كما أن الترجمة اآللية هي فرع من فروع المعالجة اآللية للغة‪ ،‬تهتم بترجمة لغة‬
‫إلى لغة أخرى‪ ،‬باستعمال الحاسوب‪.‬‬

‫ويتم ذل ك باالنتق ال من ش كل لغ ة المص در إلى ش كل لغ ة اله دف‪ ،‬ع بر البني ة الداللي ة‪ .‬وتحت اج‬
‫الترجمة البنيوية في أبنيتها وتركيباتها ودالالتها المعجمية إلى شكل لغة الهدف‪ ،‬بخصوصياتها البنيوية في‬
‫أبنيته ا وتركيباته ا ودالالته ا المعجمي ة ال تي ق د تق ترب أو تبتع د من لغ ة المص در‪ .‬والحاج ة إلى الترجم ة‬
‫تتضاعف يومًا بعد يوم‪ ،‬بسبب كثرة اللغات‪ ،‬وما يعبر فيها‪ ،‬وسهولة التواصل العالمي بين الدول واألقوام‬
‫والمجتمعات المختلفة‪ .‬إضافة إلى ما هو موجود أو ما قد يوجد من مؤسسات عالمية أو إقليمية‪ ،‬أو حتى‬
‫في البلد الواحد الذي فيه تسود أكثر من لغة(‪.)1‬‬

‫ويمكن أن ندرك ذاك أكثر إذا علمنا‪:‬‬

‫* عدد اللغات المستعملة في العالم يتجاوز ‪ .6500‬على أن منها زهاء ‪ 3000‬لغة عدد الناطقين بها أقل‬
‫من ‪ 10000‬شخص‪.‬‬

‫* ع دد اللغ ات المه ددة ب االنقراض ين وف على ‪ 2500‬لغ ة‪ ،‬انق رض منه ا أك ثر من ‪ 200‬لغ ة في غض ون‬
‫األجيال الثالثة األخيرة‪.‬‬

‫* ‪ 75%‬من س كان المعم ورة يس تعملون ‪ 5‬لغ ات‪ ،‬و‪ %20‬يس تعملون ‪ 400‬لغ ة‪ ،‬و‪ %5‬يس تعملون ‪6000‬‬
‫لغة(‪.)2‬‬

‫ويظهر الجدول التالي أهم اللغات وترتيبها‪:‬‬

‫عدد المستعملين‬ ‫اللغة‬ ‫الترتيب‬


‫‪1036‬‬ ‫الصينية‪ -‬جميع اللهجات‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫‪618‬‬ ‫اإلنجليزية‬ ‫‪2‬‬
‫‪487‬‬ ‫الهندي‪ /‬األوردو‬ ‫‪3‬‬
‫‪422‬‬ ‫العربية‬ ‫‪4‬‬
‫‪376‬‬ ‫اإلسبانية‬ ‫‪5‬‬
‫‪278‬‬ ‫الروسية‬ ‫‪6‬‬
‫‪234‬‬ ‫اإلندونيسية‬ ‫‪7‬‬
‫‪213‬‬ ‫الفرنسية‬ ‫‪8‬‬
‫‪207‬‬ ‫البنغالية‬ ‫‪9‬‬
‫‪203‬‬ ‫البرتغالية‬ ‫‪10‬‬
‫‪127‬‬ ‫اليابانية‬ ‫‪11‬‬
‫‪91‬‬ ‫األلمانية‬ ‫‪12‬‬

‫وبالنسبة إلى عدد المستخدمين للغات على الشابكة‪ ،‬فإنه ما يأتي (‪:)2016‬‬

‫النسبة العالمية‬ ‫عدد المستعملين‬ ‫اللغة‬


‫‪26.3%‬‬ ‫‪948.6‬‬ ‫اإلنجليزية‬
‫‪20.8%‬‬ ‫‪751.9‬‬ ‫الصينية‬
‫‪7.7%‬‬ ‫‪277.1‬‬ ‫اإلسبانية‬
‫‪4.7%‬‬ ‫‪168.4‬‬ ‫العربية‬

‫(‬
‫وبالنسبة لعدد المقاالت المنشورة في موسوعة ويكيبيديا ف إن العربية ال توجد في قائم ة العش رين األوائ ل‬
‫‪ .)3‬وبالنس بة إلى نش‪DD‬اط الترجم‪DD‬ة العالمي‪DD‬ة‪ ،‬ف إن العربي ة ليس ت من أعاله ا‪ .‬إذ تس تأثر اإلنجليزي ة بنس بة‬
‫‪ ،%49‬وبع دها الفرنس ية بنس بة ‪ ،%11‬ثم األلماني ة والروس ية بنس بة ‪ %9‬لك ل منهم ا‪ .‬والب اقي ‪ %22‬لك ل‬
‫اللغات األخرى‪.‬‬

‫ويبين الجدول التالي عدد المداخل في ستة معاجم عربية أحادية اللغة‪ ،‬من المعاجم متوسطة الحجم‬
‫وكبيرة الحجم؛ إضافة إلى معجمين إنجليزيين شهيرين‪ ،‬ومعجمين ثنائيي اللغة‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫عدد المداخل باأللوف‬ ‫المعجم‬
‫‪25‬‬ ‫المعجم العربي األساسي‬
‫‪30‬‬ ‫المعجم الوسيط‬
‫‪32‬‬ ‫معجم اللغة العربية المعاصرة‬
‫‪40‬‬ ‫معجم الصحاح‬
‫‪60‬‬ ‫القاموس المحيط‬
‫‪80‬‬ ‫لسان العرب‬
‫‪50‬‬ ‫‪Oxford‬‬
‫‪55‬‬ ‫‪Longman‬‬
‫‪200‬‬ ‫المغني األكبر‬
‫‪250‬‬
‫(‪)4‬‬
‫المورد األكبر‬

‫أما بالنسبة إلى عدد المفردات في عدد من اللغات فهو‪:‬‬

‫العربية ‪12.302.912‬؛ اإلنجليزية ‪600.000‬؛ الفرنسية ‪150.000‬؛ الروسية ‪.130.000‬‬

‫ونذكر ثالثة أنواع من الترجمة‪ :‬الترجمة الحرفية‪ ،‬وفيها يعمد المترجم إلى نقل الكلمات من لغة‬
‫المصدر إلى لغة الهدف‪ ،‬كلمة كلمة‪ ،‬دون االهتمام إلى االختالف الداللي بين اللغ تين‪ .‬والترجمة المعنوي‪D‬ة‪،‬‬
‫وفيها يعمد المترجم إلى فهم نص المصدر‪ ،‬ثم ينقله إلى لغة الهدف بالمعنى الذي فهمه‪ .‬ونجد مثل ذلك في‬
‫ترجمة القرآن الكريم‪ .‬فإن مترجميه يدعون أنهم يترجمون معاني اآليات كما فهموها‪ .‬ولهذا نجد اختالفات‬
‫في ترجمة النص‪ ،‬كبيرة أو صغيرة اعتمادًا على ما فهمه الم ترجم‪ .‬والن وع الث الث ه و الترجمة االتصالية‪،‬‬
‫وفيها يتعرف المترجم إلى هدف المؤلف‪ ،‬فيعبر عنه بأسلوب مماثل في لغة الهدف(‪.)5‬‬

‫وبالنس بة إلى الق ائم على الترجم ة‪ ،‬فالترجم ة ثالث ة أن واع‪ :‬ترجم‪DD‬ة بش‪DD‬رية‪ ،‬وهي ال تي يق وم به ا‬
‫ش خص أو أك ثر‪ .‬وترجمة آلية‪ ،‬باس تخدام الحاس وب‪ ،‬عن طريق ب رامج حاسوبية خاص ة‪ ،‬أو أجهزة مع دة‬
‫لذلك‪ ،‬أو طرق هجينة فيها برامج حاسوبية وتدخل بشري مهم‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫وتحتاج الترجمة اآللية أحيانًا إلى تحرير سابق‪ ،‬وفي ه يق وم الم ترجم البش ري على إع داد النص من‬
‫مفردات وتراكيب محددة تمهيدًا للترجمة الحاسوبية‪ ،‬وبخاصة عندما ال يستطيع برنامج الترجمة أن يميز‬
‫بين أن واع الكلم ات‪ .‬وق د يحت اج إلى تحرير الحق‪ ،‬إذ يق رأ المترجم البش ري النص الم ترجم من الحاس وب‪،‬‬
‫ويحرره من األخطاء إن وجدت في المفردات أو التراكيب أو البنية‪ .‬ويوجد تحرير تفاعلي‪ ،‬ويعني ذلك أن‬
‫يجلس الم ترجم إلى الحاس وب‪ ،‬ويتب ادل مع ه الخي ارات ليص ل إلى أفض ل ص يغة مترجم ة‪ .‬ومن ناحي ة‬
‫اختصار الجهد والوقت‪ ،‬فإن التحرير الالحق هو األنسب(‪.)6‬‬

‫وال شك في أن فوائد الترجمة اآللية واضحة‪ ،‬وأهمها توفير الجهد والمال؛ فقدرة المترجم البشري‬
‫على العم ل المتواص ل مح دودة‪ ،‬ال تق ارن بق درة الحاس وب ال ذي ال يع رف الكل ل أو المل ل‪ .‬كم ا أن تكلف ة‬
‫الترجمة اآللية صغيرة جدًا مقارنة بتكلفة الترجمة البشرية‪ .‬إضافة إلى أن المترجم اآللي حيادي‪ ،‬ال يعرف‬
‫المحسوبية أو االنحياز مع الهوى‪ .‬ومن البّين أننا في عصر االنفجار المعرفي‪ ،‬والحاجة الماسة للترجمة‬
‫بين اللغات‪ ،‬ال نستطيع أن نستغني عن الترجمة اآللية‪.‬‬

‫كما يمكن تقسيم الترجمة اآللية من حيث األهداف إلى‪:‬‬

‫الترجم ‪DD‬ة اآللي ‪DD‬ة للراص ‪DD‬د‪ :‬وفيه ا يكتفي الق ارئ بالوص ول إلى معلوم ات مكتوب ة بلغ ة أجنبي ة‪،‬‬ ‫‪-1‬‬
‫وبمراجعة بسيطة يحصل على ترجمة متواضعة أو سطحية مباشرة‪.‬‬
‫الترجمة اآللية للمنِّقح ‪ :‬وتهدف إلى إنتاج ترجمة آلية‪ ،‬يقوم فيها المترجم المحترف بمراجعة النص‬ ‫‪-2‬‬
‫وتنقيحه‪ .‬وهذه الترجمة تعتمد إحدى طرق التحرير المذكورة آنفًا‪.‬‬

‫‪ -3‬الترجمة اآللية للمترجم‪ :‬وه ذه تتطل ع إلى مس اعدة الم ترجم لتزوي ده ب القواميس والموس وعات وذاك رة‬
‫الترجم ة للعب ارات االص طالحية‪ .‬وهن ا ال يق وم البرن امج بالترجم ة الفعلي ة‪ ،‬ب ل بمس اعدة الم ترجم إلى‬
‫الوصول إلى ترجمة جيدة‪.‬‬

‫‪ -4‬الترجم‪DD‬ة اآللي‪DD‬ة للمؤَّل ف‪ :‬وتمكن ه ذه المؤل ف أح ادي اللغ ة الحص ول على نص وص مترجم ة من لغ ة‬
‫أخ رى‪ ،‬بمس تًو ى م رٍض دون مراجع ة‪ .‬ويتم فيه ا مح اورة المؤل ف بلغت ه األم لمعرف ة قص ده من عب ارة أو‬
‫تركيب ما‪ ،‬إلى أن يظهر النص في اللغة األخرى‪.‬‬

‫حول أهداف الترجمة وصعوباتها‬

‫‪5‬‬
‫ال تهدف أكثر الترجمات اآللية في العالم إلى ترجمة نصوص أدبي ة راقي ة أو ذات مستًو ى ثقافي‬
‫رفيع‪ .‬إذ إن أكثر ترجمات المحترفين مسخرة لتلبية الطلب الشديد المتنامي لنصوص علمية‪ ،‬ووثائق تقني ة‪،‬‬
‫وتع امالت تجاري ة‪ ،‬وكتب تعليم ات‪ ،‬وكتب تدريس ية ذات محت ًو ى زراعي أو ط بي‪ ،‬وب راءات اخ تراع‬
‫صناعية‪ ،‬ومطويات عامة‪ ،‬وتقارير إعالمية‪ ،‬وما إلى ذلك‪ .‬والترجمة في عدد من هذه الميادين فيها كثير‬
‫من التح دي‪ .‬على أن كث يرًا من الترجم ات فيه ا تك رار وتعب‪ ،‬وإ ن ظ ل المطل وب ترجم ة دقيق ة متس قة‪.‬‬
‫وي زداد الطلب على ه ذه المي ادين بم ا يتج اوز ق درات الترجم ة المحترف ة‪ .‬وله ذا ال ب د من االس تعانة‬
‫بالحواسيب‪ .‬وتقاس فائدة أي ترجمة آلية بجودة المخرج فيها‪ .‬وهذا مفهوم فيه غموض ويصعب تحديده‬
‫بدق ة؛ إذ إن ذاك يعتم د على الظ روف والمقص ود بالترجم ة‪ .‬وتبقى مع ايير الص دق والدق ة والمفهومي ة‬
‫واألسلوب المناسب معايير غير موضوعية بشكل عام‪ .‬وما يهم بالنسبة إلى الترجمة اآللية هو كم نحتاج‬
‫إلى تع ديالت على النص الم ترجم آلي ًا ليك ون مقب وًال ل دى الق ارئ البش ري‪ .‬وه ذا يف رض على الب احثين‬
‫والمط ورين ل برامج الترجم ة اآللي ة أن يطمح وا للوص ول إلى ترجم ات مفي دة في ظ رف معين‪ .‬ويبقى‬
‫المعيار البشري هو المعيار األعلى لقياس دقة أي ترجمة آلية‪.‬‬

‫إن الترجم ة اآللي ة ج زء من مي دان أوس ع في البحث المحض المختص بمعالج ة حوس بية للغ ات‬
‫الطبيعي ة‪ ،‬وه و "اللغوي‪DD‬ات الحاس‪DD‬وبية وال‪DD‬ذكاء االص‪DD‬طناعي"؛ ال ذي يهتم باكتش اف اآللي ات األساس ية للغ ة‬
‫والتفك ير‪ ،‬باس تعمال النمذج ة والمحاك اة في ال برامج الحاس وبية‪ .‬وتق ترب الترجم ة اآللي ة كث يرًا من ه ذه‬
‫الجهود‪ ،‬باختيار وتطبيق للمناحي النظرية والتقنيات العملياتية لمراحل الترجمة؛ مما يوفر نظرات عميقة‬
‫وحلوًال لمشكالت معين ة‪ .‬إض افة إلى أن الترجم ة اآللي ة قد توفر فرش ة اختبار على مدى واس ع لكثير من‬
‫النظريات والتقنيات المطورة من تجارب ذات مدى ضيق في اللغويات الحاسوبية والذكاء االصطناعي‪.‬‬

‫على أن أهم الص عوبات والمعيقات في الترجم ة اآللي ة لم تكن حاسوبية بل لغوي ة‪ .‬وهي ص عوبات‬
‫تتعل ق ب الغموض المعجمي‪ ،‬والتعقي دات النحوي ة‪ ،‬واختالف األلف اظ بين اللغ ات‪ ،‬والتع ابير المقع رة أو غ ير‬
‫المعتادة‪ ،‬أو استخالص "معاني" عبارات ونصوص ناتجة من تحليل إشارات‪ ،‬وأو وضعها في شكل رم زي‬
‫من لغ ة اله دف‪ .‬ول ذلك‪ ،‬تعتم د الترجم ة اآللي ة كث يرًا‪ ،‬على التق دم في البح وث اللغوي ة‪ ،‬وبخاص ة تل ك ال تي‬
‫تظهر درج ات عالي ة من التعام ل الرس مي (‪ ،)formalization‬وتبقى ك ذلك‪ .‬لكن الترجم ة اآللي ة ال يمكنه ا‬
‫تطبيق النظريات اللغوية مباشرة‪ ،‬ألن هذه مهتمة بتفسير اآلليات األساسية إلنتاج اللغة واالستيعاب‪ .‬وتركز‬
‫على المالمح الحاسمة‪ ،‬وال تحاول تفسير كل شيء‪ .‬بينما‪ ،‬في المقابل‪ ،‬تتعامل مع نصوص واقعية‪ .‬وبهذا‪،‬‬

‫‪6‬‬
‫تواج ه م ًد ى واس عًا من الظ اهر اللغوي ة‪ ،‬وتعقي دات المص طلح‪ ،‬وأخط اء التهجئ ة الخاطئ ة‪ ،‬والمس تحدثات (‬
‫‪ ،)neologisms‬ومناحي من اإلنجاز‪ ،‬التي قد ال تكون في صميم االهتمامات اللغويات النظرية المجردة‪.‬‬

‫وه ذا يع ني أن الترجم ة اآللي ة ليس ت حقًال مس تقًال في البحث المحض‪ .‬فهي تس تمد من اللغوي ات‬
‫وعلم الحاس وب وال ذكاء االص طناعي ونظري ات الترجم ة ك ل م ا يمكن االس تفادة من ه من ط رق وتقني ات‬
‫لتط وير أنظمته ا وتحس ينها‪ .‬فهي‪ ،‬حقيق ة‪ ،‬بحث تط بيقي‪ ،‬لكنه ا بنت هيكًال مهم ًا من تقني ات ومف اهيم يمكن‬
‫تطبيقها في ميادين أخرى تتعلق بعمليات لغة الحاسوب(‪.)8‬‬

‫تعريفات‬

‫نقدم تعريفات لمصطلحات تتعلق بالترجمة اآللية وما يتعلق بها‪.‬‬

‫الترجم ‪DD‬ة اآللي ‪DD‬ة ‪ )Machine Translation(:‬كم ا ذكرن ا تع ني األنظم ة الحاس وبية ال تي تنتج‬
‫ترجمات من لغة إلى أخرى‪ ،‬بعون بشري‪ ،‬أو بدونه‪ .‬وال يعني هذا أدوات الترجمة التي أساسها حاسوبي‪،‬‬
‫الداعمة للمترجمين مثل المعاجم‪ ،‬وقواعد البيانات المتعلقة بالمصطلحات‪ ،‬ميسرا نقل نصوص قابلة للقراءة‬
‫آلي ًا وقبوله ا‪ ،‬أو تتفاع ل م ع معالج ة الكلم ات‪ ،‬أو تحري ر النص وص‪ ،‬أو ع دة الطباع ة‪ .‬على أنه ا تش مل‬
‫األنظمة التي بها يساعد المترجمون أو المتعاملون الحاسوب للقيام بالترجمات‪ ،‬بما فيه إعداد النصوص‪،‬‬
‫والتفاعل المباشر (‪ )online‬والمراجعات التالية للمخرجات‪ .‬وال تتضح الحدود بين "الترجمة اآللية المعانة‬
‫بشريًا (‪ ")MAHT‬و"الترجمة البشرية المعانة حاسوبيًا (‪ .")HAMT‬كذلك‪ ،‬فإن المصطلح "الترجمة المعانة‬
‫حاسوبيًا (‪ ")CAT‬يمكن أن يشمل كليهما‪ .‬لكن لب الترجمة اآللية هو األتمتة التامة لعمليات الترجمة‪.‬‬

‫وبما أن ه‪ ،‬في أغلب األحيان تكون الترجم ة المثلى هي المطلوبة‪ ،‬فإن ه ال بد من التحرير الالحق‪.‬‬
‫وح تى الترجم ة البش رية‪ ،‬ق د تحت اج إلى تحري ر الح ق‪ .‬على أن أخط اء الترجم ة اآللي ة تختل ف عن أخط اء‬
‫الترجمة البشرية‪ .‬وقد نرضى بالترجمة اآللية باعتبار أنها ترجمة خام يقصد بها المختصون في موضوع‬
‫النص المترجم‪ .‬كما أن باإلمكان تحسين الترجمة اآللية عن طريق تحسين طرقها‪ ،‬وكذلك بفرض بعض‬
‫القي ود على الم دخالت‪ .‬وق د يص مم نظ ام الترجم ة ليتعام ل م ع "لغ‪DD‬ة جزئي‪DD‬ة" (‪ ،)Sublanguage‬معني ة‬
‫ب المفردات والقواع د‪ ،‬لمي دان م ا (مث ل موض وع كيمي ائي أو ب راءة اخ تراع)‪ .‬ويمكن أن ت ترجم بعض‬
‫النص وص إلى لغ‪DD‬ة مض‪DD‬بوطة (‪ ،)Controlled Language‬وهي ال تي تزي ل م ا في النص من غم وض‪،‬‬

‫‪7‬‬
‫وتبتع د عن تعقي دات ال تراكيب‪ .‬وه ذا يتب ع م ا س ميناه التحري ر الس ابق‪ .‬كم ا يمكن للنظ ام أن يطب ق حال ة‬
‫التفاعل بين اإلنسان واآللة‪.‬‬

‫ويمكن تص ميم أنظم ة الترجم ة لتتعام ل م ع لغ تين أو أك ثر‪ ،‬وتس مى ثنائية اللغ‪D‬ة (‪ ،)Bilingual‬أو‬
‫أك ثر من ذل ك‪ ،‬وتس مى متع‪DD D‬ددة اللغ‪DD D‬ات (‪)Multilingual‬؛ وق د يك ون ذل ك أح‪DD D‬ادي‪ -‬االتج‪DD D‬اه (‪Uni-‬‬
‫‪ ،)directional‬أو ثنائية االتجاه (‪ ،)Bi-directional‬حيث تكون فيه الترجمة في كال االتجاهين‪ .‬كما أنه‬
‫يمكن تص نيف نظم الترجم ة في ثالث ة‪ :‬الترجمة المباشرة (‪ ،)Direct Translation‬وه و األق دم تاريخي ًا؛‬
‫وتك ون الترجم ة في ه من لغ ة إلى أخ رى دون أي وس ائط‪ ،‬أي من لغ ة المص در إلى لغ ة اله دف‪ .‬ويج ري‬
‫تحلي ل بس يط لنص وص لغ ة المص در‪ .‬والن وع الث اني م ا يس مى اللغ‪DD‬ة الوس‪DD‬يطة (‪ ،)Interlingua‬وهن ا يتم‬
‫ترجمة المعاني‪ .‬وتكون الترجمة على مرحلتين‪ :‬من لغة المصدر إلى اللغة الوسيطة‪ ،‬ثم من اللغة الوسيطة‬
‫إلى لغ ة اله دف‪ .‬وتك ون ب رامج التحلي ل مس تقلة عن ب رامج التولي د‪ ،‬ولكْن بينهم ا ارتب اط في ح ال تع دد‬
‫اللغات‪ .‬والنوع الثالث ذو أسلوب تحويلي (‪)Transfer‬؛ وتتم فيه الترجم ة على ثالث مراح ل‪ :‬في األولى‪،‬‬
‫يص ير تحوي ل النص وص إلى ص يغ متوس طة‪ ،‬تك ون خالي ة من الغم وض في لغ ة المص در‪ .‬وفي المرحل ة‬
‫الثانية‪ ،‬تحول الصيغ المتوسطة إلى صيغ تمثيلية في لغة الهدف‪ .‬وفي المرحلة الثالثة‪ ،‬يجري تحويل هذه‬
‫الص يغ المتوس طة إلى نص وص في لغ ة اله دف‪ .‬وتك ون ب رامج التحلي ل والتولي د خاص ة به اتين اللغ تين‪.‬‬
‫وتعالج اختالفات المفردات والتراكيب في المرحلة المتوسطة‪.‬‬

‫وفي مراح ل التحلي ل والتولي د‪ ،‬تظه ر أك ثر أنظم ة الترجم ة اآللي ة‪ ،‬أس اليب منفص لة للتعام ل م ع‬
‫المس تويات المختلف ة للوص ف اللغ وي‪ :‬الش كلي (‪ )morphological‬والنح وي (‪ )syntactic‬وال داللي (‬
‫‪ .)semantics‬ويمكن تقسيم كل من الجزء التحليلي والتوليدي إلى هذه المستويات الثالث(‪.)9‬‬

‫موجز تاريخ الترجمة اآللية‬

‫يرجع بعض الباحثين تاريخ الترجمة اآللية إلى القرن السابع عشر‪ ،‬عندما فكر ديكارت واليبنتز‬
‫بعم ل معاجم تعتمد كودات رقمي ة‪ .‬وقد نشر كيف ب ك (‪ )Cave Beck‬وأثاناس يوس كيرشر ‪thanasius‬‬
‫‪ Kircher‬ويوه ان بك ر ‪ ))Johann Becher‬أمثل ة في منتص ف ذل ك الق رن‪ .‬وك ان المبتغى لغ ة عالمي ة‬
‫مؤسس ة على قواع د منطقي ة ورم وز أيقوني ة‪ ،‬خالي ة من الغم وض‪ ،‬يتواص ل به ا البش ر جميع ًا‪ .‬وق د ط ور‬
‫بكر‪ ،‬وهو كيميائي‪ ،‬سنة ‪ 1661‬منظومة يمكن أن تعد الخطوة األولى في الترجمة اآللية‪ ،‬سماها "األشكال‬

‫‪8‬‬
‫لكتابة لغة عامية"‪ ،‬وفيها قدم "اختراع لغوي سري غير معروف الذي يعين كل واحد ليشرح ويفهم لغات‬
‫مختلفة‪ ،‬بل وكل اللغ ات‪ ،‬بعد يوم واح د من التوجي ه ب القراءة في لغ اتهم الخاص ة"‪ .‬وهو توج ه مبني على‬
‫مع اجم يرتب ط بعض ها ببعض بك ودات عددي ة‪ .‬كم ا أن ج ون ولك نز (‪ )John Wilkins‬نش ر س نة ‪1668‬‬
‫فكرته بمقال عنوانه "مقالة نحو لغة ذات شكل حقيقي فلسفي"‪ .‬وقد اقترحت لغة (اسبرنتو) فيما بعد لتكون‬
‫لغة عالمية‪ ،‬ولم يكتب لها النجاح‪.‬‬

‫وقد سجلت سنة ‪ 1933‬براءتا اختراع بشكل مستقل‪ :‬واحدة في فرنسا وضعها جورج أرتسروني‬
‫(‪ )George Artrsrouni‬الذي صمم جهاز خزن من شريط ورقي‪ ،‬ويمكن استعماله إليجاد الكلمة المقابلة‬
‫لكلم ة م ا في لغ ة أخ رى‪ .‬وق د ُص نع نم وذج ل ه س نة ‪ .1937‬وال براءة الثاني ة هي للروس ي بط رس‬
‫س كيرنوف‪-‬ترويانس كي (‪ )Peter Smirnov-Troyanskii‬ال ذي تص ور ثالث مراح ل للترجم ة اآللي ة‪:‬‬
‫األولى‪ ،‬وهي األهم‪ ،‬فيه ا يق وم مح رر ال يع رف إال لغ ة المص در بالتحلي ل المنطقي للكلم ات إلى ص يغها‬
‫األساسية‪ ،‬ووظائفها النحوية‪ .‬وفي المرحلة الثانية‪ ،‬تقوم اآللة بتحويل هذه الصيغ والوظائف إلى ما يعادلها‬
‫من صيغ ووظائف في لغة الهدف‪ .‬وفي المرحلة الثالثة‪ ،‬يقوم محرر ال يعرف إال لغة الهدف‪ ،‬بتحويل هذه‬
‫الص يغ والوظ ائف األخ يرة إلى ص يغ مقبول ة في لغ ة اله دف‪ .‬ومن الواض ح‪ ،‬أن ترويانس كي ك ان س ابقًا‬
‫لزمانه‪ .‬إذ إنه بعد ذلك بسنوات قالل‪ ،‬ظهرت إمكانية استعمال الحواسيب للترجمة على يد وارن ويفر (‬
‫‪ )Warren Weaver‬من مؤسس ة روكفل ر وأن درو ب وذ (‪ ،)Andrew Booth‬وه و بريط اني مختص‬
‫بالبلورات‪ .‬كما تعتبر الرسائل المتبادلة بينهما تاريخ والدة الترجمة اآللية‪ .‬وقد كتب ويفر لبوذ (‪:)1955‬‬

‫"[‪ ]...‬إن ه من المغ ري ج دًا أن كتاب ًا ُك تب باللغ ة الص ينية ه و‪ ،‬ببس اطة‪ ،‬مكت وب باإلنجليزي ة مرم زًا بك ود‬
‫ص يني‪ .‬وإ ذا كن ا نمتل ك حل ول ك ل المس ائل المش فرة تقريب ًا‪ ،‬أليس أن ه بالتأوي ل المناس ب يمكن إيج اد ط رق‬
‫مفيدة للترجمة"‪.‬‬

‫وفي لن دن‪ ،‬تع اون ب وذ م ع ريش ارد ريش نز (‪( )Richard Richens‬من جامع ة ك امبردج) ال ذي‬
‫استعمل البطاقات المثقبة إلنتاج ترجمة كلمة بكلمة في الملخصات العلمية‪ .‬كما كانت مذكرة من ويفر في‬
‫تموز ‪ 1949‬التي أشهرت فكرة الترجمة اآللية للعامة‪ ،‬واقترحت طرقًا استعملت في الحرب العالمية الثانية‬
‫مثل فك التعميات والتحليل اإلحصائي‪ ،‬ونظرية شانون للمعلومات‪ ،‬واستكشاف المنطق والمالمح العالمية‬
‫للغة‪ .‬كما يعتبر فك رموز الشيفرة األلمانية "إنيجما" (‪ ،)ENIGMA‬من قبل آالن تورنج (‪)Alan Turing‬‬

‫‪9‬‬
‫وفريقه باستعمال وسائل إحصائية‪ ،‬استخدمت فيها اآلالت الحاسبة‪ ،‬التمهيد األول في القرن العشرين ألسس‬
‫الترجمة اآللية‪ .‬وفي غضون سنوات‪ ،‬بدأت البحوث في الترجمة اآللية تجرى في عدة مراكز في الواليات‬
‫المتح دة األمريكي ة‪ .‬وأول من عين باحث ًا في ه ذا الموض وع ك ان يهوش وا ب ار‪-‬هل ل ‪Yehoshua Bar-‬‬
‫‪ ،Hillel‬في معهد ماساتشوتس التكنولوجي (م م ت) سنة ‪ .1951‬وبعد سنة‪ ،‬عقد هذا الباحث أول مؤتمر‬
‫للترجم ة اآللي ة؛ وفي ه ُو ّض حت الخط وط العام ة للبحث المس تقبلي‪ .‬ووض عت اقتراح ات للتعام ل م ع النح و‪،‬‬
‫وأن تكتب النص وص بلغ ات مض بوطة‪ ،‬م ع نقاش ات ح ول ت ركيب نظم للغ ات جزئي ة‪ ،‬والحاج ة إلى ت دخل‬
‫بش ري (تحري ر س ابق والح ق)‪ ،‬من أج ل الوص ول إلى ترجم ة آلي ة تام ة‪ .‬وأث ار البعض مش كلة الج دوى‬
‫التقنية‪ .‬وبعدها‪ ،‬قام ليون دوستيرت (‪ )Leon Dostert‬من جامعة جورجتاون بالتشارك مع شركة آي بي‬
‫أم (‪ )IBM‬باالنخراط في مشروع‪ ،‬أنتج أول عرض عام للترجمة اآللية في كانون الثاني سنة ‪ .1954‬وفيه‬
‫تمت الترجم ة لكلم ات مخت ارة من الروس ية إلى اإلنجليزي ة‪ ،‬باس تخدام قاع دة من ‪ 250‬كلم ة وس ت قواع د‬
‫نحوي ة‪ .‬وم ع أن قيم ة ذل ك علمي ًا ك انت غ ير مهم ة‪ ،‬إال أن ه ول د اهتمام ًا بالموض وع أدى إلى تموي ل واف ر‬
‫للبح وث في الوالي ات المتح دة‪ ،‬وأن يلهم آخ رين ليب دأوا البح وث في الترجم ة اآللي ة‪ ،‬وبخاص ة في االتح اد‬
‫السوفيتي‪.‬‬

‫وعلى مدى العقد التالي نشطت مجموعات عديدة‪ :‬بعضها عمل بطريقة التجربة والخطأ؛ وآخرون‬
‫اتبع وا نهج البح وث النظري ة‪ ،‬بم ا فيه ا األساس يات اللغوي ة‪ ،‬من أج ل الوص ول إلى حل ول بعي دة الم دى‪.‬‬
‫وانخ رطت في ه ذا المج ال مؤسس ات مختلف ة في الوالي ات المتح دة األمريكي ة وكن دا واالتح اد الس وفيتي‬
‫وبريطانيا وفرنسا وإ يطاليا‪ .‬وكان أكبرها مجموعة جامعة جورجتاون‪ ،‬التي يعد اليوم نظامها للترجمة بين‬
‫اإلنجليزية والروسية النموذج األفضل للجيل األول في بحوث الترجمة اآللية‪ .‬وكان لكثير من هذه البحوث‬
‫أثره ا ال دائم في الترجم ة اآللي ة‪ ،‬ب ل وفي اللغوي ات الحاس وبية وال ذكاء االص طناعي‪ ،‬م ا أدى إلى مع اجم‬
‫إلكتروني ة‪ ،‬وإ لى تحليالت ص رفية‪ ،‬وإ لى إس هامات مهم ة في النظري ة اللغوي ة‪ .‬وم ع أن التف اؤل ك ان عالي ًا‪،‬‬
‫إال أن ما نتج من أنظمة قادرة على إنتاج ترجمات جيدة لم يتحقق‪ .‬ومع الوقت قويت التعقيدات اللغوية؛‬
‫وهو ما أدى بالباحث بار‪ -‬هلل إلى مراجعة سنة ‪ ،1960‬انتقد فيها الفرضيات القائمة من حيث إن هدف‬
‫الترجمة اآللية هو خلق أنظمة ترجمة أوتوماتية ذات مستوى عال‪ ،‬تؤدي إلى نصوص ال تختلف عن تلك‬
‫التي يقوم بها العنصر البشري‪ .‬وناقش أنه ال يمكن تخطي "الحواجز الداللية" إال بإدخال مقادير ضخمة من‬

‫‪10‬‬
‫المعرفة الموسوعية من العالم الحقيقي‪ .‬ولذلك‪ ،‬أوصى أن يكون طموح الترجمة اآللية الوصول إلى أنظمة‬
‫تجعل التفاعل البشري مع اآللة ذا جدوى اقتصادية‪.‬‬

‫ثم ألفت جه ات الحكوم ة األمريكي ة الداعم ة للترجم ة البش رية س نة ‪" 1964‬اللجن ة االستش ارية‬
‫للمعالجة األوتوماتية للغة" (‪ ،)ALPAC‬لفحص التطلعات‪ .‬وكان تقريرها سلبيًا؛ إذ ذكر أن الترجمة اآللية‬
‫بطيئة‪ ،‬وأق ل دق ة‪ ،‬وتكلف ض عف تكلف ة الترجم ة البشرية‪ .‬وأن ه ال حاج ة للمزي د في اإلنفاق على الترجم ة‬
‫اآللي ة‪ .‬وأوص ت بالمقاب ل بتط وير المعين ات على الترجم ة‪ ،‬مث ل المع اجم األوتوماتي ة‪ ،‬كم ا أوص ت ب دعم‬
‫البحوث في اللغويات الحاسوبية‪ .‬على أن هذا التقرير قد رفض من عدة جهات‪ ،‬واتهم بأنه ضيق العطن‪،‬‬
‫ومتح يز وقص ير النظ ر‪ .‬وم ع ذل ك‪ ،‬ف إن ه ذا التقري ر أدى إلى إنه اء فعلي للبحث في الترجم ة اآللي ة في‬
‫الواليات المتحدة لما يزيد على عقد من السنوات‪ ،‬كما أثر في التصور الجماهيري لها لمدة طويلة‪.‬‬

‫وعلى هذا‪ ،‬فإن بحوث الترجمة اآللية تركزت خارج الواليات المتحدة‪ ،‬وبخاصة في كندا وأوربا‪،‬‬
‫بس بب الثنائي ة اللغوي ة في كن دا (اإلنجليزي ة والفرنس ية)‪ ،‬بينم ا الس وق األوربي ة المش تركة ك انت تتطلب‬
‫ترجمات لنصوص مختلفة من علمية واقتصادية وتقنية وإ دارية وتشريعية‪ .‬ففي مونتلاير (كندا)‪ ،‬لم تنجح‬
‫المجموع ة البحثي ة في بن اء منظوم ة إنجليزي ة‪ -‬فرنس ية كب يرة لترجم ة كتب التعليم ات للط ائرات‪ ،‬لكنه ا‬
‫نجحت في خل ق منظوم ة "لغ ة جزئي ة" س نة ‪ ،1976‬س ميت مي تيو (‪ ،)METEO‬من أج ل ترجم ة تق ارير‬
‫الطقس للنش ر الي ومي‪ .‬كم ا أن الس وق األوربي ة المش تركة أدخلت س نة ‪ 1976‬نظ ام سيس تران (‬
‫‪ ،)SYSTRAN‬للترجم ة بين اإلنجليزي ة والفرنس ية‪ .‬وه و نظ ام ط وره بي تر توم ا (طعم ة)‪ ،‬أح د أعض اء‬
‫فريق جامعة جورجتاون‪ ،‬للترجمة بين اإلنجليزية والروسية لمصلحة القوات الجوية األمريكية‪ ،‬منذ سنة‬
‫‪ .1970‬وأدى ذلك إلى ضخ األموال لدعم بحوث الترجمة بين عدة لغات‪ ،‬مستفيدًا من التقدم في الترجمة‬
‫اآللية واللغويات الحاسوبية‪ .‬وسمي هذا مشروع يوروترا (‪.)EUROTRA‬‬

‫وقد يكون أهم تطور في الترجمة اآللية في العقد األخير هو ظهور أنظمة تجارية‪ .‬وقد نزلت إلى‬
‫المي دان الش ركات اإللكتروني ة الياباني ة وغيره ا‪ .‬كم ا ط ورت أنظم ة ترجم ة خاص ة بمطوريه ا‪ ،‬أو بمن‬
‫ُط ورت ل ه‪ .‬كم ا أن كث يرًا من أنظم ة سيس تران ُفص لت على ق در مس تعمليها‪ .‬وأك ثر ه ذه األنظم ة تعتم د‬
‫التحرير الالحق إلنتاج ترجمات مقبولة‪ .‬كما أن التحرير السابق شائع أيض ًا؛ وذلك لتمييز حدود الكلمات‪،‬‬

‫‪11‬‬
‫أو مدى الجمل وأشباه الجمل؛ أو يصاغ النص المطلوبة ترجمته بلغة إنجليزية مضبوطة‪ .‬والترجمة اآللية‬
‫اليوم شائعة وتستعمل على نطاق واسع‪.‬‬

‫وقد بدأت الترجمة اآللية على الشابكة بنظام سيستران‪ ،‬خدمة مجانية‪ ،‬بترجمة نصوص قصيرة (‬
‫‪ .)1996‬وتب ع ذل ك نظ ام (‪)AltaVista Babelfish‬؛ ثم ك ثرت النظم إلى ح د م ا‪ .‬من ذل ك نظ ام (‬
‫‪ ،)Moses‬الذي استعمل للرسائل القصيرة على الهواتف النقالة في اليابان (‪ .)2008‬كما طورت جوجل‬
‫نظام (‪ .)Google Translate‬ومنذ أوائل ‪ 2010‬سمحت تكنولوجيا الذكاء االصطناعي الجديدة والشبكات‬
‫العص بية العميق ة ب التعرف على الص وت للوصول إلى مس توى ج ودة أدى بفريق م ترجم ميكروس وفت إلى‬
‫أن يجم ع بين التع رف على الص وت وتكنولوجي ا الترجم ة النص ية‪ .‬وهك ذا انطلقت تكنولوجي ا الترجم ة‬
‫الصوتية الجديدة‪ .‬ومترجم ميكروسوفت للنص والصوت هو جزء من مجموعة الخدمات المعرفية ِلـ( ‪An‬‬
‫)‪ . Application Programming Interface (API‬وه و مت اح للعمالء من ذ ‪ ،2011‬لترجم ة النص‪،‬‬
‫ومنذ ‪ 2014‬لترجمة الصوت ابتداء من سكايب منذ سنة ‪2014‬؛ كما هو متاح للعمالء منذ ‪ 2016‬بوصفه‬
‫خدمة (‪ )API‬مفتوحة مع وجود التطبيق في أنظمة (‪.)10()Android, IOS, Windows‬‬

‫طرائق الترجمة اآللية‬

‫تطورت طرائق الترجمة اآللية مع الزمن؛ فمن طرق بسيطة مباشرة غير فعالة‪ ،‬إلى طرق متقدمة‬
‫قابلة للتطبيق الواسع‪ .‬ويمكن إجمال هذه الطرق في ثالث‪:‬‬

‫ترجمة آلية تعتمد القواعد (ت آ ع ق) )‪Rule-Based Machine Translation (RMBT‬‬ ‫‪-1‬‬

‫وهي ترجم ة ط ورت من ذ عق ود‪ ،‬وك انت أول أس لوب عملي للترجم ة اآللي ة‪ ،‬وتعت بر كالس يكية‪ .‬لكنه ا‬
‫مطبقة في الحلول التجارية إلى حد ما‪ .‬وتقوم على (إعراب) عبارة ما في لغة المصدر‪ ،‬وتحديد كلماتها‪،‬‬
‫وتحلي ل تركيبه ا‪ ،‬ثم تحوي ل ذل ك إلى لغ ة اله دف‪ ،‬باالس تفادة من قواع د مرم زة‪ ،‬تح دد بش ريًا من قب ل‬
‫مختصين لغويين‪ .‬وهذه القواعد تحدد التناظر التراكيبي بين لغة المصدر ولغة الهدف‪ .‬أي توجد ما يمكن‬
‫أن يك ون وس يطًا رمزي ًا بينهم ا‪ .‬وتح وي ه ذه الطريق ة ثالث ة نم اذج (‪ :)paradigms‬ترجمة آلية تحويلية‬
‫القواع‪DD‬د (‪ ،)Transfer-Based‬وترجم‪DD‬ة اإلش‪DD‬ارات اللغوي‪DD‬ة (‪ ،)Interlingual‬وترجم‪DD‬ة آلي‪DD‬ة معجمي‪DD‬ة‬
‫القواع‪DD‬د (‪ .)Dictionary-Based‬وأك ثر م ا تس تخدم ه ذه الترجم ة في عم ل المع اجم وب رامج النح و‬
‫والصرف‪ .‬كما تفيد في ترجمة نصوص كبيرة دون الحاجة إلى نصوص كبيرة ثنائية اللغة‪ ،‬كما في حال‬

‫‪12‬‬
‫الترجمة اإلحصائية‪ .‬ومن عيوبها حاجتها لوقت وجهد بشري كبيرين؛ كما أن القواعد المرمزة بشريًا قد ال‬
‫تكون كافية لتشمل كل الظواهر اللغوية الممكنة‪ ،‬وقد تتعارض مع قواعد واقعية موجودة في النص‪.‬‬

‫وبالنسبة إلى الترجمة اآللية تحويلية القواعد‪ ،‬فهي شبيهة بتلك التي تعتمد اإلشارات اللغوية‪ ،‬من حيث‬
‫أنها تولد تمثيًال وسيطًا محاكيًا للغة نص المصدر‪ .‬وتختلف عنها في أنها تعتمد جزئي ًا على الزوج اللفظي‬
‫المختص بالترجمة‪.‬‬

‫وفي الترجم ة اآللي ة ذات اإلش ارات اللغوي ة‪ ،‬يح ول نص المص در إلى إش ارات لغوي ة‪ ،‬أي تمثي ل بلغ ة‬
‫حيادية مستقل عن أي لغة‪ .‬ثم يتم استخراج النص الهدف من اللغة الوسيطة‪ .‬ومن فوائد هذه الطريقة‪ ،‬أن‬
‫اإلش ارات اللغوي ة تص ير أك ثر أهمي ة م ع ع دد لغ ات المص در المطل وب الترجم ة إليه ا‪ .‬إال أن ه من الناحي ة‬
‫العملية‪ ،‬لم يتم تطوير إال لغة إشارات لغوية واحدة تسمى كانت (‪ )KANT‬سنة ‪ ،1992‬استخدمت لترجمة‬
‫كتاب التعليمات لكاتربلر من اللغة اإلنجليزية إلى لغات أخرى‪.‬‬

‫وأخيرًا‪ ،‬فإن الترجمة اآللية التي تعتمد المعاجم‪ ،‬تقوم على ترجمة الكلمات من لغة إلى أخرى كما هي‬
‫في المعاجم‪.‬‬

‫الترجمة اآللية اإلحصائية (تآح) )‪Statistical MT (SMT‬‬ ‫‪-2‬‬

‫بدأت الترجمة اآللية اإلحصائية سنة ‪1988‬عندما قدم بيتر براون (‪- )Peter Brown‬وهو باحث في‬
‫شركة آي بي منهج ًا جديدًا للترجمة اآللية يعتمد على المقاييس اإلحصائية في مؤتمر للترجمة اآللية عقد‬
‫في جامعة كارنيجي ملون‪ .‬وأساس ذلك هو أن يصنع كل قرار للترجمة بناء على االحتماالت الشرطية (‬
‫‪ ،)conditional probabilities‬أي احتمال وقوع حدث ما اعتمادًا على وقوع حدث آخر‪.‬‬

‫ومن الناحية الصورية‪ ،‬تعمل الترجمة اآللية اإلحصائية كما يلي‪ :‬لترجمة جملة فرنس ية (ف) إلى جمل ة‬
‫إنجليزي ة (إ)‪ ،‬نأخ ذ بعين االعتب ار ك ل الجم ل اإلنجليزي ة (إ) ال تي يمكن (أو ال يمكن) أن تك ون ترجم ة‬
‫للجملة الفرنسية (ف)‪ .‬ولكن بعضها له احتمال أكبر في أن يكون الترجمة‪ .‬ح (إ‪/‬ف) هو احتمال أن تكون‬
‫(إ) ترجمة مقبولة للجملة (ف)‪ .‬وفلسفيًا‪ ،‬نفرض أن قائل الجملة (ف) فكر بالجملة (إ)‪ ،‬ثم في داخل عقله‬
‫أخرجه ا بالص يغة (ف)‪ .‬وه و م ا ي ذكرنا باالقتب اس ال ذي نقلن اه آنف ًا عن ويف ر‪ .‬وهك ذا‪ ،‬نفتش عن الجمل ة‬
‫األصلية (إ) التي هي االحتمال األكبر للترجمة‪ .‬وعقدة هذه الحالة أنه من المستحيل الوصول إلى كل جمل‬
‫لغة ما‪ .‬لذلك‪ ،‬تقبل (تآح) التقريبات التي تسمى نماذج (‪ .)models‬وتحدد مجاميع ثنائية اللغة متراصفة‬
‫‪13‬‬
‫نموذج الترجمة الذي يمثل كل إمكانيات الترجمات بين لغتين‪ .‬ومن الواضح‪ ،‬أنه كلما كان النموذج أكبر‬
‫كانت النتائج أفضل‪ .‬ومعنى ذلك‪ ،‬أن كل كلمة يمكن اعتبارها ترجمة لكل الكلمات في اللغة األخرى‪ ،‬ولكن‬
‫االحتمال األعلى هو للكلمات المتراصفة‪.‬‬

‫ويعرف نموذج لغوي آخر في لغة الهدف‪ ،‬لمجاميع من أحادية اللغة‪ .‬ويمثل كل العبارات الصالحة في‬
‫اللغ ة‪ .‬وتح دد خوارزمي ة الجمل ة‪ ،‬عن طري ق معرف ة أعلى ن اتج للجم ل الص الحة في نم وذج اللغ ة‪ ،‬وك ذلك‬
‫ترجمة الكلمات‪ ،‬وترتيبها (نموذج الترجمة)‪ .‬والناتج هو أفضل ترجمة محتملة‪.‬‬

‫وق د اس تعمل ب راون المجم وع اإلنجل يزي الفرنس ي الم وازي هانس ارد ( ‪ ،)Hansard‬ال ذي يح وي‬
‫بروتوكوالت من البرلمان الكندي‪ .‬وظلت (تآح) تعتمد نموذج بروان األصلي‪ ،‬حيث المخرجات اللغوي ة في‬
‫لغ ة اله دف اش تقت بتط بيق مبرهن ة ش انون للمعلوم ات (‪ )Shannon‬فيم ا يخص ضوض اء قن اة نم وذج‬
‫الترجمة‪ .‬ولكن منذ ‪ 2002‬اقترح أوخ ونيه ( (‪Och & Ney‬نظام ًا يحل فيه نموذج سجل خطي تمييزي‬
‫‪ discriminative log model‬مح ل قن اة الضوض اء‪ .‬وق د ف رض ه ذا النهج نفس ه على واق ع الترجم ة‬
‫وبخاصة لما فيه من مرونة‪.‬‬

‫أنواع الترجمة اآللية اإلحصائية‬

‫ال تهتم (تآح) بتحليل جمل تامة‪ ،‬إذ من المستحيل أن تحتوي المجاميع المخزنة على كل الجم ل (أو‬
‫ح تى أكثره ا) الممكن ة في لغ ة م ا‪ .‬ول ذلك ج رى االتج اه إلى تحلي ل وح دات أص غر‪ ،‬وهي‪ :‬األس اس ه و‬
‫الكلمة‪ ،‬واألساس هو شبه الجملة‪.‬‬

‫األساس هو الكلمة (‪)Word- Based‬‬

‫األساس هو الكلمة‪ ،‬هو النهج األصل‪ ،‬ويحلل على مستوى الوحدات المعجمية‪ .‬وهو ما يعني أن‬
‫كل كلمة في المصدر لها كلمة مقابلة في الهدف‪ .‬ونعلم أن كثيرًا من الكلمات في كثير من اللغات لها أكثر‬
‫من معنى‪ .‬ومن الواضح‪ ،‬أن هذا األمر هو معضلة للترجمة اآللية‪ ،‬يجب حلها‪ ،‬ربما بتحرير سابق‪ .‬وقد‬
‫نجد صعوبات أخرى في لغات غير موجودة في لغات أخرى‪.‬‬

‫األساس هو شبه الجملة ( (‪Phase- Based‬‬

‫‪14‬‬
‫نهج "األس اس ه و ش به الجمل ة" في (ت آح) وض ع لح ل المش كالت الم ذكورة أعاله‪ .‬لكن المص طلح‬
‫"شبه الجملة" ال يدل على أنظمة قادرة على تحديد أشباه جمل محفزة لغوي ًا‪ ،‬وتحليلها وفصل بعضها عن‬
‫بعض‪ .‬ويدل المصطلح على سالسل من كلمات متتالية (نغرام‪ /‬تعريب ‪ ،)n-gram‬ظهرت في بيانات ما‪.‬‬
‫ويسمح استعمال هذه السالسل بمعالجة بعض نقائص (تآح) الناتجة من استعمال "األساس هو الكلمة"‪ .‬كما‬
‫تيسر هذه المعالجة بعمل خوارزميات أفضل لمعالجة الغموض في المعاني لكلمة ما‪ .‬وكذلك‪ ،‬اعتمادًا على‬
‫طول هذه السالسل فقد صار باإلمكان معالجة قضايا ترتيب الكلمات أو أي ظواهر نحوية‪ .‬كما أن (تآح)‬
‫التراتبي ة ذات نهج "األس اس ه و ش به الجمل ة"‪ ،‬ويع رف أيض ًا بأن ه (ت آح) من نهج "األس اس ه و النح و" ه و‬
‫أس لوب متق دم يس مح باس تعمال بيان ات نحوي ة ش جرية األس اس في نم وذج ش به الجمل ة‪Hierarchical .‬‬
‫‪phrase-based SMT, also known as syntax-based SMT is an advanced approach‬‬
‫)‪that allows the use of tree-based syntax in the phrase-model. (cf. Koehn, 2010‬‬

‫(تآح) ما لها وما عليها‬

‫إن أهم فوائد (تآح) هي إمكانية عمل ترجمة آلية فعالة دون أي معرفة بلغة المصدر أو الهدف أو‬
‫معرف ة المالمح الخاصة ألي منهما‪ .‬ومع أن جودة الترجمة اآللية المحضة ضعيفة؛ فإنها مقاربة ألنظمة‬
‫(ت آ ع ق)‪ .‬وتك ون الترجم ة اآللي ة ممكن ة للغ ات ال تي ال تتمت ع بق وى بش رية كافي ة لعم ل نظ ام (ت آعق)‬
‫واسع‪ ،‬ولكن بوجود نصوص كافية من لغتي المصدر والهدف (وهذا ينطبق على كثير من لغات االتحاد‬
‫األوربي)‪.‬‬

‫وبالنس بة إلى ج ودة الترجم ة‪ ،‬ف إن كلت ا (ت آ ع ق) و(ت آ ح) تحبالن باألخط اء‪ ،‬وم ع اختالف ات‬
‫أساس ية في ن وع األخط اء‪ .‬ففي أنظم ة (ت آ ع ق) تج د جمًال أفض ل في ت رتيب الكلم ات‪ ،‬والنح و‪،‬‬
‫والتماسك‪ .‬بينما أنظمة (ت آ ح) تنتج ترجمات أفضل من حيث اختيار األلفاظ‪ ،‬وإ زالة الغموض‪ .‬ومع ذلك‬
‫تتحسن (ت آ ح) مع كثرة عناصر المجاميع المرجعية‪.‬‬

‫على أن نق اط ض عف (ت آ ح) قريب ة من نق اط قوته ا‪ .‬فإن ه يص عب تحدي د أس باب أخط اء ه ذه‬


‫الترجمة‪ ،‬نظرًا لضخامة النصوص المستعملة‪ .‬وهو ما يجعل الجهد البشري لتصحيح األخطاء مضنيًا‪ ،‬وق د‬
‫تعتمد على إضافة أمثلة أخرى أفضل‪ .‬كما أنه ستظهر صعوبات جمة للترجمة بين لغتين إذا كان بينهما‬

‫‪15‬‬
‫اختالفات أساسية في ترتيب الكلمات‪ ،‬واالنثناء (‪ ،)flexion‬واستعمال الضمائر‪ ،‬وصيغ الصياغات الزمنية‬
‫(‪ )temporal‬وعددها‪ .‬وذلك جلي في الترجمة بين العربية واإلنجليزية‪.‬‬

‫ذكرن ا أن التحس ين في (ت آ ح) يعتم د على حجم المج اميع اللغوي ة المتوازي ة‪ .‬ول ذلك‪ ،‬ك ان من‬
‫الطبيعي أن يفكر الباحثون بتحسين الترجمة دون الحاجة إلى مجاميع لغوية ضخمة‪ .‬وبخاصة أن عمل مثل‬
‫هذه المجاميع يتطلب جهدًا بشريًا ووقتًا فائقين‪ .‬وهذا أدى إلى تعديل في النهج؛ وهو ما أدى إلى ما يسمى‬
‫مجاميع مقارن ة (‪ ،)comparable‬وهي مجاميع ليست متوازية‪ ،‬بل لها عالق ة بعضها ببعض‪ ،‬مثل حالة‬
‫موسوعة الويكيبيديا‪.‬‬

‫وتحس ين آخ ر على (ت آ ح)‪ ،‬ص ار في االس تفادة من ع دة أنظم ة‪ .‬وق د نش رت ع دة مق االت ح ول‬
‫هذا األمر‪ ،‬تهتم بمعالجة مسبقة لقضايا النحو‪ ،‬وإ زالة الغموض الداللي‪ ،‬وما ماثل من تطبيقات‪ .‬وال تزال‬
‫مثل هذه األنظمة (الهجينة) في بدايتها‪ ،‬ولم تحقق تقدمًا ذا شأن(‪.)10‬‬

‫ترجمة آلية مبنية على المثل (ت آ ب م)( ‪( )Example -Based Machine Translation‬‬
‫‪)EBMT‬‬

‫اق ترح ه ذا النهج‪ ،‬م اكوتو ناق او (‪ )Makato Nagao‬س نة ‪1984‬؛ ويق وم على فك رة التش ابه‬
‫الج زئي (‪ .)analogy‬حيث تس تعمل عب ارات مترجم ة مس بقًا من لغ تي المص در واله دف لترجم ة عب ارات‬
‫جديدة‪ ،‬وهنا يسعى النظام لتحديد عبارات مترجمة قريبة من التي يراد ترجمتها‪ .‬وألن التشابه لجمل تامة‬
‫قليل‪ ،‬فإنه يجري تقسيم الجملة إلى وحدات أصغر‪ ،‬ويمضي التشابه على هذه الوحدات‪ .‬وتعتمد جودة هذه‬
‫الترجم ة الناتج ة على وج ود ترجم ات مخزن ة‪ .‬ففي ح ال وجوده ا تك ون الترجم ة جي دة‪ ،‬وفي ح ال ع دم‬
‫الوجود تكون ضعيفة(‪.)11‬‬

‫الترجمة اآللية العصبونية (ت آ ع) (‪)NMN( )Neural Machine Network‬‬

‫قبل التعرف على تقنية الترجم ة اآللي ة العص بونية دعون ا نع رف م ا هي الش بكات العص بية؟ حس ب‬
‫تعريف جوجل للشبكات العصبية فهي عبارة عن تقنيات مصممة لمحاكاة الطريقة التي يؤدي بها الدماغ‬
‫البش ري مهم ات معين ة‪ ،‬وتتك ون من وح دات معالج ة مكون ة من عناص ر حس ابية تس مى عص بونات (‬
‫مهمته ا تخ زين المعلوم ات والبيان ات ح تى تص بح متاح ة للجمي ع‪ .‬وتك ون الترجم ة اآللي ة‬ ‫‪)Neurons‬‬
‫العصبونية نهجًا للترجمة اآللية يستخدم شبكة عصبونية اصطناعية ضخمة‪ ،‬ليتنبأ إمكانية حصول سالسل‬
‫‪16‬‬
‫من الكلم ات‪ ،‬معالجته ا هي نمذج ة جم ل تام ة في نم وذج متكام ل‪ .‬ويتف رع عنه ا م ا يس مى الترجمة اآللي‪D‬ة‬
‫العصبونية العميقة ‪ ،‬التي تختلف عنها في أنها تستخدم طبقات من الشبكات العصبية وليس طبقة واحدة‪.‬‬

‫ومن أهم مميزاته ا أن حاجته ا لل ذاكرة ه و معش ار حاج ة (ت آ ح)‪ .‬كم ا أنه ا تتعام ل م ع جمي ع‬
‫مكون ات نظ ام الترجم ة مع ًا‪ .‬كم ا أن ه يمكن ت دريب نظ ام واح د على النص األص لي‪ .‬وعلى خالف أنظم ة‬
‫الترجم ة القائم ة على الكلم ات‪ ،‬وتتك ون من عدي د من الوح دات الفرعي ة الص غيرة‪ ،‬التي يتم ض بطها بش كل‬
‫منفصل بعضها عن بعض‪ ،‬فإن (ت آ ع) تعمل على بناء شبكة عصبية واحدة كبيرة وتدربها على قراءة‬
‫النص بكامل ه‪ ،‬وإ نت اج ترجم ة أق رب للغ ة المص در‪ .‬ويك ون ه ذا عن طري ق اس تعمال متجه ات للكلم ات‬
‫والح االت الداخلي ة ق د يك ون بع ده (ع دد مركبات ه) ‪ ،500‬تح دد الش بكة العص بونية بع ده ال دقيق‪ .‬فيمكن أن‬
‫ترمز مفاهيم بسيطة للجنس (ذكر‪ ،‬أنثى‪ ،‬محايد)‪ ،‬ولمستوى اللطف (عامي‪ ،‬عفوي‪ ،‬مكتوب‪ ،‬شكلي‪،)... ،‬‬
‫ونوع الكلمة (فعل‪ ،‬اسم‪ ،‬حرف)‪ .‬وتكون بنية النماذج أبسط منها في نماذج "األساس هو شبه الجملة"‪ .‬وال‬
‫يف رد لك ل لغ ة نم وذج لغ ة‪ ،‬ونم وذج ترجم ة‪ ،‬ونم وذج إع ادة ت رتيب‪ .‬ولكن يوج د نم وذج متت ال وحي د يتنب أ‬
‫بالجملة تامة في لغة الهدف‪.‬‬

‫تاريخي ًا‪ ،‬ك انت الب دايات في عق د ‪ .1990‬وك انت نمذج ة متتالي ة الكلم ات تتم باس تعمال الش‪DD‬بكة‬
‫العصبونية المتكررة (ش ع ك) ( ‪ .)RNN( )recurrent neural network‬حيث تستخدم شبكة عصبونية‬
‫متك ررة ثنائي ة االتج اه‪ ،‬تت ألف من المش ‪DD‬فر (‪ )encoder‬لتش فير جمل ة في المص در‪ ،‬وف ‪DD‬اك التش ‪DD‬فير (‬
‫‪ )decoder‬للتنب ؤ بالجمل ة المناس بة في اله دف‪ .‬وظه ر أول بحث في الترجم ة اآللي ة العص بونية س نة‬
‫‪ ،2014‬وتبع ه تق دم س ريع في الس نوات الالحق ة‪ ،‬في مي ادين مختلف ة متعلق ة به ذه الترجم ة‪ .‬وظه ر س نة‬
‫‪ 2015‬أول نظام جماهيري تنافسي هو نظام (‪)OpenMT’15‬؛ كما ظهر منافس آخر هو (‪.)WMT”15‬‬
‫وم ع نهاي ة س نة ‪ 2016‬ف از ه ذا النظ ام بـ‪ %90‬من أنظم ة (ت آ ع)‪ .‬وتس تعمله جوج ل (ونظامه ا الخ اص‬
‫يسمى "الترجمة اآللية العصبونية لجوجل")‪ ،‬كما أن ميكروسوفت لها تكنولوجيا مماثلة للترجمة الصوتية‬
‫بما فيها ‪.))Microsoft Translator and Skype Translator‬‬

‫كما أن مجموعة هارفرد (‪ )NLP‬قدمت ترجمة آلية عصبونية مفتوحة هي (‪ .)OpenNMT‬كذلك‪،‬‬


‫ف إن ل دى م ترجم يان دكس (‪ )YANDEX‬نظام ًا هجين ًا من (ت آ ح) و(ت آ ع)‪ .‬وتعين ه في اختي ار أفض ل‬
‫النتائج خوارزمية كاتبوست (‪ ،)CatBoost‬المبنية على تعلم اآللة‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫ويعتبر عدد من الباحثين أن الترجمة اآللية العصبونية هي مستقبل أنظمة الترجمة‪ ،‬ألسباب كثيرة‬
‫منها‪:‬‬

‫هي تترجم النصوص وليس الكلمات‪.‬‬ ‫‪-1‬‬


‫تحل مشكلة الكلمات الغامضة‪ ،‬أو ما ليس لها مقابل في لغات أخرى‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫كثرة اللغات التي تدعمها‪ ،‬فحتى أوائل ‪ 2017‬كان عددها ‪ 59‬لغة‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫يمكن أن تعمل بدون االتصال بالشابكة‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫يسهل تعلمها بسرعة مع إمكانية دمج المعرفة السابقة‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫تحل مشكالت الصرف والتراكيب المعقدة‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫تعيد ترتيب المسافات البعيدة بين الكلمات(‪.)12‬‬ ‫‪-7‬‬
‫كما يمكن ترتيب خطوات الترجمة اآللية العصبونية كما يأتي‪:‬‬ ‫‪-8‬‬
‫يجري نقل كلمة ما‪ ،‬أو باألحرى متجه ذي ‪ُ 500‬بعد يمثلها‪ ،‬إلى أول طبقة من العصبونات التي‬ ‫‪-1‬‬
‫تشفرها في متجه ذي ‪ُ 1000‬ب عد يمثل تلك الكلمة في سياق الكلمات األخرى في الجملة‪.‬‬
‫وبعد تشفير كل الكلمات في متجهات ذات ‪ 1000‬بعد‪ ،‬تعاد هذه العملية عدة مرات‪ ،‬لتحسين هذه‬ ‫‪-2‬‬
‫المتجهات الممثلة للكلمات‪ ،‬في سياق الجملة التامة‪.‬‬
‫ثم تس تخدم طبق ة التنبي ه (‪( )attention layer‬وهي خوارزمي ة) مص فوفة المخ رج النهائي ة وك ذلك‬ ‫‪-3‬‬
‫مخرج ات الكلم ات المترجم ة س ابقًا لتع يين الكلم ة التالي ة الواجب ة ترجمته ا من لغ ة المص در‪ .‬كم ا‬
‫يستفاد من هذه الحسابات إلسقاط الكلمات غير الالزمة في لغة الهدف‪.‬‬
‫ثم تقوم طبقة فاك التشفير (المترجمة) بترجمة الكلمة المختارة (أي المتجه ذو ‪ 1000‬بعد الممثل‬ ‫‪-4‬‬
‫للكلم ة في س ياق الجمل ة التام ة) إلى أفض ل مقاب ل في لغ ة اله دف‪ .‬ثم ُتلقم ه ذه الطبق ة األخ يرة في‬
‫طبقة التنبيه التي تحدد الكلمة التالية في طبقة التنبيه من لغة المصدر لترجمتها(‪.)13‬‬
‫الترجمة اآللية واللغة العربية‬ ‫‪-5‬‬

‫تعود المحاوالت األولى لتطوير برامج للترجمة اآللية من اإلنجليزية إلى العربية إلى د‪ .‬بشاي ‪-‬وهو‬
‫أستاذ في جامعة هارفرد‪ -‬في أوائل سبعينيات القرن العشرين‪ .‬واعتمد أسلوب التحرير السابق للنصوص‪.‬‬
‫ولم يكتمل هذا المشوار(‪.)15‬‬

‫‪18‬‬
‫ومن الرواد في هذا الموضوع شركة صخر‪ ،‬وهي شركة كويتية األصل أنشئت سنة ‪ 1982‬ثم بيعت‬
‫لمستثمرين آخرين وانتقلت إلى القاهرة‪.‬‬

‫نظام صخر للترجمة للمؤسسات‬ ‫‪-1‬‬

‫نظام صخر للترجمة للمؤسسات (‪ )SET‬هو محرك ترجمة آلية‪ ،‬رائد في مجاله للترجمة ثنائية االتج اه‬
‫من اإلنجليزي ة إلى العربي ة والعكس‪ ،‬ويمكن اس تخدامه في الترجم ة اآللي ة للنص وص الح رة‪ ،‬ومس تندات‬
‫معالجة الكلمات (‪ )MS Word‬فض ًال عن ترجمة مواقع الويب مع توفير عنصر األمان للوثائق حتى ال‬
‫يطلع عليها أحد‪.‬‬

‫ويعم ل النظ ام باس تخدام مجموع ة من الط رق القائم ة على اإلحص ائيات والقواع د الخاص ة بالمعالج ات‬
‫اآللية للغة العربية‪ ) )NLP‬ويقوم بتحليل شامل بهدف فهم النص وسياقه‪ ،‬ومن ثم حل كل أشكال االلتباس‬
‫وتقديم ترجمة عالية الجودة‪.‬‬

‫يتم استخدام نظام (‪ )SET‬من قبل العديد من المؤسسات الكبرى في الشرق األوسط بما في ذل ك وزارة‬
‫الداخلية بدولة اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬ووزارة الدفاع بعمان‪ ،‬وشرطة دبي‪ ،‬ومجلس الشورى بالمملكة‬
‫العربية السعودية‪.‬‬

‫إن نظ ام ص خر للترجم ة للمؤسس ات يس اعد الش ركات في مش اريع الترجم ة المتوس طة والكب يرة‪ .‬وفي ه‬
‫إمكانية زيادة كفاءة الترجمة باستخدام مفردات مخصصة وقواميس وذاكرات الترجمة لترجمات سابقة‪.‬‬

‫ويدعم نظام صخر للترجمة‪:‬‬

‫ترجمة النص الحر‪.‬‬ ‫‪-1‬‬


‫ترجمة الملفات اإللكترونية (‪.)txt – doc- docx – RTF - HTML‬‬ ‫‪-2‬‬
‫ترجمة مواقع وصفحات الويب‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫مصحح األخطاء‬

‫‪19‬‬
‫يق وم مص حح األخط اء باكتش اف األخط اء اللغوي ة ويق وم بإظه ار اختي ارات مناس بة للكلم ة الخط أ‬
‫لالختيار‪.‬‬

‫مدينة عبدالعزيز للعلوم والتقنية‪ -‬مركز المعلومات‬ ‫‪-2‬‬

‫يعمل هذا المركز منذ سنوات على بناء بنك آلي للمصطلحات العربية‪ .‬ومن نشاط هذا البنك‪:‬‬

‫أ‪ -‬قاعدة البيانات للمصطلحات اآللية‪ ،‬تشمل المصطلح ومصدره وتاريخه واستعماله أو ظهوره ألول مرة‪،‬‬
‫والمقابل له بعدة لغات‪.‬‬

‫ب‪ -‬قاعدة بيانات للكتب العلمية المؤلفة بالعربية أصًال والمترجمة‪ ،‬داخل المملكة وخارجها‪.‬‬

‫ج‪ -‬قاعدة بيانات بالمعاجم العربية المحوسبة وغيرها‪.‬‬

‫دار حوسبة النص باألردن‪:‬‬ ‫‪-3‬‬


‫أص درت ه ذه الش ركة برن امج القلم الض وئي الع ربي للتع رف على النص الع ربي آلي ًا وغيره ا من‬
‫ال برامج العربي ة اآللي ة ال تي تثبت واق ع اللغ ة العربي ة من الترجمـة اآللي ة من خالل الممارس ة والتط بيق‬
‫لمواكبة عصر التكنولوجيا والمعلومــات السريعة مع مراعاة الدقة في ذلك ‪.‬‬

‫الترجمة اآللية من اللغة اإلنجليزية إلى اللغة العربية‪:‬‬


‫برنامج المترجم العربي(‪ )ATA‬للترجمة من اللغة اإلنجليزية‪:‬‬ ‫‪-4‬‬
‫ص در ه ذا البرن امج ألول م رة ع ام ‪1996‬م‪ .‬وه و م زود ببرن امج "وين دوز" م ع دعم ع ربي‪ ،‬وه و‬
‫يتضمن قاموسًا عالميًا‪ ،‬ويتضمن عـددًا من المعاجم المتخصصة ويسمح للمستفيد ببناء قاموس خاص به ‪.‬‬
‫ويمكن إدخال النص األصلي بواحد من األساليب الثالثة المعروفة‪ .‬بوساطة ملف إلكتروني جاهز‪ ،‬أو‬
‫بوساطة لوحة المفاتيح‪ ،‬أو بوساطة ماسح إلكتروني‪ .‬ويتضمن البرنامج مدققًا إمالئي ًا للنص اإلنجليزي‪ ،‬تتم‬
‫الترجمة من خالله بصورة كلية قبل التدقيق والمراجعة من قبل المستخدم‪ ،‬كما يمكن تجـ ــزيء الترجمة إلى‬
‫فقرات متتالية‪ ،‬فيقوم المستخدم بمراجعة كل فقرة بعـد ترجمتها ‪.‬‬
‫ويتضمن البرنامج عددًا من القواميس خالل عملية الترجمة اآللية ‪.‬‬
‫النص وص اإلنجليزي ة ال تي يقبله ا البرن امج يجب أن تك ون بص يغة نص (‪ )text‬ويمكن أن ت أتي من‬ ‫‪‬‬

‫مصادر عدة كما هو مبين في المخطط‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫يبدأ البرنامج بالتعرف على النص اإلنجليزي أوًال متحققًا من كلماته جميعًا في القاموس العام للبرنامج‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫والكلم ات ال تي ال توج د في الق اموس يمكن ت دقيقها في الم دقق اإلمالئي اإلنجل يزي لتص حيح األخط اء‬
‫اإلمالئية‪ ،‬وإ ذا لم يعثـر عليها فتعرض ضمن النص العربي المترجم كما هي‪.‬‬
‫يستند البرنامج في عمله إلى المكونات التالية‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫قاموس إنجليزي عربي ‪.‬‬ ‫‪.1‬‬


‫محلل نحوي إنجليزي‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫محلل صرفي عربي‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫محلل عربي ‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫الق ‪DD‬اموس اإلنجل ‪DD‬يزي الع ‪DD‬ربي‪ :‬مص نف بحيث يتعام ل م ع الكلم ات اإلنجليزي ة المف ردة‪ ،‬وك ذلك‬
‫المص طلحات ال تي تزي د على الكلم ة الواح دة م ع مقابالتــها العربي ة معطي ًا جمي ع المعلوم ات ال تي يتطلبه ا‬
‫عمل البرنامج في الترجمـة‪ ،‬فاألفعال اإلنجليزية بكل أزمنتها تعطي مقابالتها بالجذور العربية غيـر المشكلة‬
‫مع اعتبار الشدة من ضمـن الجذر ‪.‬‬
‫الق ‪DD‬اموس اإلنجل ‪DD‬يزي الع ‪DD‬ربي‪ :‬مص نف بحيث يتعام ل م ع الكلم ات اإلنجليزي ة المف ردة‪ ،‬وك ذلك‬
‫المصطلحات التي تزيد على الكلمة الواحدة مع مقابالتـها العربية معطيًا جميع المعلومات التي يتطلبها عمل‬
‫البرنامج في الترجمـة‪ .‬فاألفعال اإلنجليزية بكل أزمنتها تعطي مقابالتها بالجذور العربية غيـر المشكلة مع‬
‫اعتبار الشدة من ضمـن الجذر ‪.‬‬
‫فالفعل كتب= (‪ )write‬بدون تشكيل‪ ،‬بينما الفعل ش ّد د= (‪ )stress‬بوضــع الشدة على حرف الدال‬
‫باعتبارها جزءًا ال يتجزأ من الفعل‪.‬‬
‫كيف يعمل "المترجم العربي"؟‬ ‫‪‬‬

‫‪21‬‬
‫‪‬‬
‫تبدأ عملية الترجمة بتحليل الجملة اإلنجليزية على الجملة‪ ،‬ويحدد باالستعانة بمعلومات القاموس‪،‬‬
‫المعلومات القاموسية من اسم وفعل وصفة‪ ،‬والصيغ النحوية من فعل وفاعل ومفعول به… إلخ‪ ،‬لكل كلمة‬
‫من كلماتها بحسب موقعها في الجملة‪ .‬ويعطي المحلل الصرفي المواقع العربية الكاملة للكلمات العربية‪.‬‬
‫بينم ا يح دد المحل ل النح وي الع ربي –بع د استش ارة المعلوم ات القادم ة من المحل ل النح وي اإلنجل يزي–‬
‫الوظ ائف النحوي ة للكلم ات العربيـــة وموقعه ا في الجملـــة‪ ،‬ويض ع الحرك ات الص حيحة بحس ب ذل ك‪ ،‬م ع‬
‫اعتبار طبيعة الجمل ــة العربية؛ إذ يسبق الفعل الفاعل والموصوف الصفة بدًال من العكس كما هو الحال في‬
‫الجملة اإلنجليزية‪.‬‬
‫نتائج‬

‫‪22‬‬
‫– دقة الترجمة‪ ،‬وسالمة النص المترجم لغويًا‪.‬‬
‫– سهولة تعديل أو تصحيح النص المترجم‪ ،‬وسهولة مقارنته بالنص األصلي‪.‬‬
‫– سهولة إدخال أو إضافة تعديالت إلى النظام نفسه لتحسينه‪.‬‬
‫– نوعية القواميس المرفقة وحجمها‪ ،‬وتنوع المفردات العربية للمفردة األجنبية الواحدة‪ ،‬وشمولها لمختلف‬
‫المعاني الممكنة وإ مكانية انتقاء المناسب منها‪.‬‬
‫– الزمن الذي تستغرقه الترجمة للنصوص المختلفة في تعقيداتها واختص ــاص مضمونهـ ــا‪.‬‬
‫– كلفة البرنامج‪ ،‬وسهولة استخدامه عل ــى الحواسيب المختلفة‪.‬‬
‫‪ -‬االتصاالت الشبكية لتسهيل النقل والنش ـ ــر اإللكتروني‪.‬‬
‫‪ -‬اللغات للمصطلحات المستخدمة في النـ ـ ــص المترجم… إلخ(‪.)16‬‬
‫برامج أخرى للترجمة إلى العربية‬
‫ال يمكنن ا حص ر ك ل ال برامج ال تي طورته ا جه ات مختلف ة‪ ،‬وال ت زال تط ور‪ ،‬للترجم ة إلى اللغ ة‬
‫العربية من لغات أخرى‪ .‬ونذكر منها‪:‬‬
‫‪ -‬برنامج المترجم العربي (‪ .)ATA‬وقد ذكرناه آنف ًا‪ .‬وأصدرت الشركة برنامج ًا مصغرًا منه هو برنامج‬
‫"الوافي"‪ ،‬ومنه ثالثة إصدارات‪ :‬الوافي ‪ ،1‬والوافي ‪ ،2‬والوافي الذهبي‪ .‬ويحتوي الوافي على مجموع ة من‬
‫الق واميس؛ منه ا الق اموس الع ام‪ ،‬ويحت وي على أك ثر من ملي ون كلم ة‪ .‬وفي ه ق اموس المس تعمل‪ ،‬وق اموس‬
‫اللغتين العربية واإلنجليزية‪ .‬كما يحوي مدققًا إمالئيًا مع إمكانية ضبط النص العربي بالشكل‪.‬‬
‫‪ -‬برن ‪DD‬امج (‪ ،)Arab Transfer‬من ش ركة (‪ ،)ARABNET‬ويعم ل في بيئ ة (‪ .)Windows‬ويح وي‬
‫قاموسه أكثر من مليون كلمة‪.‬‬
‫‪ -‬برن‪DD‬امج س‪DD‬يموس (‪ )CIMOS‬للترجم ة من اإلنجليزي ة والفرنس ية للعربي ة‪ ،‬ويح وي قاموس ه ‪400.000‬‬
‫كلمة‪.‬‬
‫‪ -‬برنامج ترانسفير (‪ )TRANSFER‬خ اص بش ركة (‪ ،)APPTEK‬وي ترجم من اإلنجليزي ة إلى العربي ة‪.‬‬
‫ويحوي قاموسه ‪ 100.000‬كلمة‪.‬‬
‫‪ -‬برن ‪DD‬امج أرامي ‪DD‬د (‪ ،)ARAMED‬ي ترجم من اإلنجليزي ة والفرنس ية واأللماني ة إلى العربي ة في المج ال‬
‫الطبي‪ ،‬تابع لالتحاد األوربي‪.‬‬
‫‪ -‬برنامج (‪ ،)TRANSLATE MANAGER‬خاص بشركة (‪.)17()IBM‬‬
‫مشكالت خاصة باللغة العربية والترجمة استلزمت حلوًال لها‪ ،‬وأمثلة لها‪:‬‬
‫‪ -1‬المفردات ‪ ،‬حيث الكلمة اإلنجليزية قد يكون لها أكثر من معنى‪ ،‬وكذلك الكلمة العربية‪ .‬مثل‪:‬‬

‫‪23‬‬
‫(‪)The driver of the other truck escaped without injury‬‬
‫الترجمة العربية (الوافي الذهبي)‪ :‬سائق الشاحنة األخرى هرب بدون جرح‪.‬‬
‫وترجمة ‪ ))escaped‬بكلمة هرب غير مناسبة‪ ،‬واألفضل نجا‪.‬‬
‫‪))?How fast can cars go‬‬
‫الترجمة العربية (الوافي الذهبي)‪ :‬كيف تصوم يمكن أن سيارات تذهب؟‬
‫فترجمة (‪ )fast‬بكلمة تصوم‪ ،‬وهو معنى من المعاني غير مناسب جدًا‪.‬‬
‫داللة حروف الجر‬ ‫‪-3‬‬
‫(‪)Smoking is dangerous to your health‬‬
‫الترجمة العربية (الوافي الذهبي)‪ :‬التدخين خطر إلى صحتك‪ .‬واألصح على‪.‬‬
‫‪3-RTA would like to inform you of the new launch of number plates electronic.‬‬
‫‪:‬المطابقة‪ ،‬وهي في عدة أمور‬
‫أ‪ -‬في النوع‬
‫‪A change of the climate which is attributed directly or indirectly to human activity‬‬
‫‪.that alter the composition of the global atmosphere‬‬
‫الترجمة العربية (موقع ‪ :)www.targem.org‬تغيير المناخ الذي يع زى بصورة مباشرة أو غير مباشرة‬
‫إلى النشاط البشري التي تغير تكوين الغالف الجوي‪.‬‬
‫هنا ترجم (‪ )that‬بـ(التي)‪ .‬ألن في اإلنجليزية ثالثة أنواع‪ :‬مذكر ومؤنث وحيادي‪ ،‬بينما في العربية اثنان‪.‬‬
‫ب‪ -‬في العدد‬
‫‪He loved the tree and the tree loved to play to play with him. Time went by, the‬‬
‫‪.little boy had grown up‬‬
‫الترجمة العربية (‪ :)http://google.com/translste‬هو كان يحب الش جرة‪ ،‬والش جرة يحب اللعب مع ه‪.‬‬
‫مع مرور الوقت‪ ،‬ولد صغير قد كبروا‪.‬‬
‫واضح أن كبروا للجمع مع أن األصل مفرد‪ .‬كما أن األصح والشجرة تحب‪.‬‬
‫ج‪ -‬في الضمير‬
‫الترجم ة العربي ة (جوج ل أعاله)‪ :‬هيئ ة الط رق والمواص الت أود أن احيطكم علم ا إطالق أرق ام لوح ات‬
‫الكترونية‪.‬‬
‫وهنا نجد ضميرين للشيء نفسه‪ :‬أود للمفرد‪ ،‬وأحيطكم للجمع‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫وكمثل على االنحراف الداللي مع ضمير المخاطب‬
‫‪Don’t be afraid of making mistake. They’re an essential part of learning, but if‬‬
‫‪.you don’t learn from your mistake, you’ll missing a golden opportunity‬‬
‫الترجم ة العربي ة (‪ :)http://www.systran.co.uk‬لس ت يخش ى من يجع ل غلط ة‪ .‬هم ج زء أساس ي من‬
‫يعلم‪ .‬غير أّن إْن أنت ال تعلم من غلطتك‪ ،‬سيفتقد أنت كذلك [غولدن وبورتينيتي]‪.‬‬
‫واألخط اء في ه ذه الترجم ة كث يرة‪ ،‬فهي أق رب إلى الترجم ة الحرفي ة‪ .‬وأس ند الفع ل إلى المخ اطب‬
‫(لست) ثم انتقل إلى الغائب (يخشى‪ ،‬ويجعل)‪ .‬كما ترجم (‪ )they’re‬بـ(هم)‪ ،‬والنسب العربي (هي)‪ .‬ثم لم‬
‫يستطع ترجمة آخر كلمتين فكتبهما بالعربية كما هما‪.‬‬
‫د‪ -‬في التركيب‪ ،‬وله أكثر من حالة‬
‫(‪ )1‬تركيب مبني للمجهول‬
‫‪))Tobacco was first smoked in America in America‬‬
‫الترجم ة العربي ة (جوج ل أعاله)‪ :‬ت دخن التب غ ألول م رة في امريك ا من قب ل اليه ود‪ .‬وأنس ب ترجم ة هي‪:‬‬
‫دّخ ن الهنود التبغ ألول مرة في أمريكا‪.‬‬
‫ففي النص اإلنجليزي الفاعل معروف‪ ،‬والترجمة العربية حولته إلى مبني للمجهول‪ ،‬إضافة إلى أن‬
‫ترجمة (‪ِ )by‬بـ(من قبل) ليست تعبيرًا عربيًا‪.‬‬
‫(‪ )2‬بين الجملة الفعلية واالسمية‬
‫( ‪A woman last week gave birth to a girl with two faces and two brains on a single‬‬
‫‪)head‬‬
‫الترجم ة العربي ة (جوج ل أعاله)‪ :‬ام رأة األس بوع الماض ي أنجبت فت اة م ع وجهين والعق ول على‬
‫رأس واحد‪.‬‬
‫وأنس ب ترجم ة‪ :‬أنجبت ام رأة األس بوع الماض ي فت اة ب وجهين وعقلين في رأس واح دة‪ .‬م ع أن‬
‫الجملة اإلنجليزية اسمية إال أن الترجمة العربية الفضلى هي فعلية‪.‬‬
‫(‪ )3‬التركيب العددي‪ ،‬حيث تختلف اللغتان في بناء العدد في تركيب الجملة‬
‫( ‪Schools in Kenya are poor. They do not have enough money to buy the things‬‬
‫‪)they need, and one thing they are short of its books‬‬
‫الترجم ة العربي ة (‪ :)Arabgate.com‬م دارس في كيني ا فق يرة‪ ،‬ليس يمتلك ون نق ودا كافي ة لش راء‬
‫الحاجات هم يحتاجون واحد شيء الذي نقص في الكتب‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫فالعالق ة بين الع دد والمع دود في اللغ تين مختلف ة‪ .‬فالترجم ة الحرفي ة (واح د ش يء) غ ير مقبول ة‬
‫عربيًا؛ واألصح شيء واحد‪.‬‬
‫(‪)The research team consists of fifteen researches‬‬
‫الترجمة العربية (جوجل أعاله)‪ :‬فريق البحث يتكون من خمسة عشر الباحثين‪.‬‬
‫(‪ )4‬بين التركيب الوصفي واإلضافي‪ ،‬إذ يكون أحدهما أنسب من اآلخر‬
‫‪))Ahmed is student development coordinator‬‬
‫أحمد وطالب منسق التنمية‪( .‬تعبير وصفي)‬
‫واألفضل‪ :‬أحمد منسق التطوير الطالبي‪( .‬تعبير إضافي)‬
‫‪))Ahmed is an academic advisor‬‬
‫الترجمة العربية (جوجل أعاله)‪ :‬أحمد وهو مستشار األكاديمية‪( .‬تعبير إضافي)‬
‫واألفضل‪ :‬أحمد مستشار أكاديمي‪( .‬تعبير إضافي)‬
‫(‪ )5‬التعبيرات االصطالحية (‪)Idioms‬‬
‫التعب يرات االص طالحية عموم ًا مجازي ة‪ .‬وق د ال تحس ن ب رامج الترجم ة ترجمته ا الص حيحة بنس بة‬
‫عالية‪ .‬وما يلي بعض هذه التعابير وترجمتها في نظامي صخر وجوجل‪:‬‬
‫التقييم‬ ‫ترجمة جوجل‬ ‫التقييم‬ ‫ترجمة صخر‬ ‫النص العربي‪ /‬المصدر‬
‫‪ They are from‬حرفية‬ ‫‪ They are from‬صحيحة‬ ‫هن من بنات الليل‬ ‫‪1‬‬
‫‪the daughters‬‬ ‫‪the prostitutes‬‬
‫‪of the night‬‬
‫‪ He knows the‬حرفية‬ ‫‪ He knows the‬حرفية‬ ‫هو يعرف بنات األرض‬ ‫‪2‬‬
‫‪land girls‬‬ ‫‪land girls‬‬
‫‪ I’m having a‬حرفية‬ ‫‪ I‬صحيحة‬ ‫‪face‬‬ ‫أواجه بنات الدهر‬ ‫‪3‬‬
‫‪girls forever‬‬ ‫‪misfortunes‬‬
‫‪ Girls‬حرفية‬ ‫‪chest‬‬ ‫‪ The chest girls‬حرفية‬ ‫تؤرقني بنات الصدر‬ ‫‪4‬‬
‫‪giving‬‬ ‫‪me‬‬ ‫‪worry me‬‬
‫‪sleepless‬‬
‫‪nights‬‬
‫والجدول من مدكور‪ ،‬حيث قدم ‪ 12‬تعبيرًا اصطالحيًا‪ ،‬مع ترجمتها‪ .‬وكانت مالحظاته‪:‬‬

‫‪26‬‬
‫ع دد الترجم ات الص حيحة لص خر ‪ 5‬من ‪ 12‬بنس بة ‪%41.7‬؛ بينم ا هي عن د جوج ل ‪ 3‬بنس بة‬
‫‪ .%25‬وبلغ عدد الترجمات الحرفية عند صخر ‪ 5‬بنسبة ‪%41.7‬؛ بينما هي عند جوجل ‪ 6‬بنسبة ‪.%50‬‬
‫وهي خطأ عند النظامين‪ .‬ويالحظ طغيان الترجمة الحرفية‪ .‬وقد يكون ذلك بسبب أن األنظمة المستخدمة‬
‫قديمة نسبيًا(‪.)18‬‬
‫وفرة المصادر العربية على الشابكة‬
‫وف رة المص ادر على الش ابكة مهم ة للترجم ة اآللي ة اإلحص ائية‪ ،‬وك ذلك في ع دد من التطبيق ات‬
‫الحاسوبية‪ .‬ويوضح الجدول أدناه وفرة المصادر العربية األحادية والثنائية مع اللغة اإلنجليزية(‪.)20‬‬
‫ذخيرة أحادية اللغة‬
‫عدد الكلمات‬ ‫االسم التقني‬
‫‪362.712‬‬ ‫)‪Arabic Learner Corpus (ALC‬‬
‫‪407.005‬‬ ‫‪Arabic Web‬‬
‫‪7.475.624.797‬‬ ‫)‪Arabic Web 2012 (ArTenTen, Stanford tagger‬‬
‫‪115.315.274 Arabic Web 2012 Sample 115M (arTenTen12, mada‬‬
‫)‪tagger‬‬
‫‪300.000.057‬‬ ‫‪OPUS Arabic‬‬
‫‪128.243‬‬ ‫‪Quran Annotated Corpus‬‬
‫‪976.573.611‬‬ ‫‪Timestamped JSI web Corpus 2014-2016‬‬
‫ومن الذخائر ثنائية اللغة‬
‫عدد الكلمات‬ ‫اللغات‬ ‫االسم التقني‬
‫‪3.794.677‬‬ ‫‪ English-Arabic Parallel Corpus of United‬إنجليزي‪ -‬عربي‬
‫)‪Nations Texts (EAPCOUNT‬‬
‫‪204.117‬‬ ‫إنجليزي‪ -‬عربي‬ ‫‪English-Arabic Parallel Corpus‬‬
‫‪61.662‬‬ ‫عربي‪ -‬إنجليزي‬ ‫‪GALE Phase 3&4 Arabic Web Parallel Text‬‬
‫‪46.710‬‬ ‫‪ Gale‬عربي‪ -‬إنجليزي‬ ‫‪Arabic-English‬‬ ‫‪Parallel‬‬ ‫‪Aligned‬‬
‫‪Treebank-Web Training‬‬

‫تقويم الترجمة اآللية‬

‫‪27‬‬
‫ليس من السهل تقويم الترجمات اآللية وبخاصة إذا كان مبتغانا آليات فعالة‪ ،‬سهلة التطبيق‪ ،‬قليلة‬
‫الكلفة‪ ،‬مع تفضيل الوسائل األوتوماتية‪ .‬كذلك‪ ،‬تدخل عوامل كثيرة تؤثر في تقويم الترجمة اآللية‪ .‬ومنها‬
‫الغاي ة من الترجم ة‪ ،‬ون وع الترجم ة‪ ،‬واللغ ات ال تي ي ترجم منه ا أو إليه ا‪ .‬فالترجم ة اإلحص ائية (ت آ ح)‬
‫أفضل من الترجمة المعتمدة على المثل (ت آ م ب) بشكل عام‪ .‬على أن باحثين وجدوا أنه في الترجمة من‬
‫اإلنجليزي ة إلى الفرنس ية‪ ،‬تك ون (ت آ م ب) أفض ل من (ت آ ح)‪ .‬وفي الوث ائق التقني ة تك ون المترجم ة‬
‫بوساطة (ت آ ح) أفضل‪ .‬وفي بعض التطبيقات‪ ،‬وعند استعمال لغة مضبوطة‪ ،‬تنتج الترجمة التي أساسها‬
‫معجمي مخرجًا مناسبًا‪.‬‬
‫أم ا بالنس بة لوس ائل التق ييم‪ ،‬فاألق دم ه و العنص ر البش ري ال ذي يه دف إلى قي اس الكف اءة وسالس ة‬
‫الترجمة‪ .‬وتظل هي الفضلى‪ ،‬مع أنها مكلفة وتستهلك الوقت‪ .‬على أن التقويمات‪ ،‬وبخاصة غير البشرية‪،‬‬
‫تظ ل بمق اييس مقارن ة وليس بمق اييس مطلق ة‪ .‬إال أن الترجم ات اآللي ة غ ير المح ررة تتجاه ل أن االتص ال‬
‫باللغات البشرية محدد بالسياق الموجود فيه النص‪ .‬وتعتمد (ت آ ح) و(ت آ م ب) على مخزون ضخم من‬
‫الجمل الحقيقية كقاعدة للترجمة‪ .‬وعندما يكون المخزون كبيرًا جدًا أو صغيرًا فالترجمة الناتجة ضعيفة‪.‬‬
‫فق د وج د الب احثون أن برنامج ًا م دربًا على ‪ 203.529‬جمل ة مزدوج ة‪ ،‬ي ؤدي إلى تن اقص دق ة الترجم ات‪.‬‬
‫كما وجدوا أن العدد األفضل لعدد هذه الجمل هو ‪ ،100.000‬لتكون الترجمة أدق‪.‬‬
‫ونذكر بعض برامج التقويمات األوتوماتية‬
‫* معدل أخطاء الكلمات )‪ )WORD Error Rate) (WER‬وهو مبني على أساس المسافة بين مخرجات‬
‫نظام الترجمة والترجمة المرجعية على مستوى الكلمة‪.‬‬
‫* معدل األخطاء المستقلة عن الموضع )‪ )Position-Independent Error Rate) (PER‬وهو يحسب‬
‫معدل أخطاء الكلمات بالتعامل مع كل جملة على أنها سلة كلمات‪ ،‬متجاهًال ترتيبها‪.‬‬
‫* ب ديل التق ويم ثن ائي اللغ ة )‪ )Bilingual Evaluation Understudy) (BLEU‬وه و يحس ب دق ة ن‪-‬‬
‫غرام (سالسل الكلمات) وليس معدل أخطاء الكلمات‪.‬‬
‫* مقي اس تق ويم الترجم ة ذات ال ترتيب الواض ح ‪Metric for Evaluation of Translation with‬‬
‫)‪ Explicit Ordering (MRTEOR‬وتأخذ الحشو والمرادفات باالعتبار(‪.)20‬‬
‫مالحظات ختامية‬
‫ناقش نا في ه ذه المقال ة الترجم ة اآللي ة تاريخ ًا وموض وعًا وأنواع ًا‪ ،‬م ع مقارن ات وتوض يحات‪.‬‬
‫وشرحنا أهمية هذه الترجمة في عصر انفجار المعلومات‪ ،‬والحاجة الماسة إلى التواصل السريع بين الدول‬

‫‪28‬‬
‫والشعوب والثقافات‪ ،‬وبخاصة مع كثرة اللغات البشرية‪ ،‬واعتماد ست منها‪ ،‬اللغة العربية إح داها‪ ،‬في األمم‬
‫المتحدة لغات رسمية‪.‬‬

‫وق د دلن ا ت اريخ الترجم ة اآللي ة على التط ور الس ريع في ط رق الترجم ة‪ ،‬وعالق ة ذل ك بال ذكاء‬
‫االص طناعي وعلم اللغوي ات‪ .‬وم ع أن الترجم ات اآللي ة ال ت زال في حاج ة إلى التط ور والتق دم‪ ،‬ف إن ذل ك‬
‫يشكل حافزًا وتحديًا‪ .‬وبما أن المستوى المطلوب هو ترجمة آلية على مستوى الترجمة البشرية‪ ،‬فإن ميدان‬
‫السبق مفتوح‪ .‬والدول المتقدمة سخية باإلنفاق‪ ،‬وكذلك الشركات الكبرى‪ .‬وننوه هنا بما قامت به شركتا‬
‫جوجل وميكروسوفت‪.‬‬

‫وعرجن ا في ه ذه المقال ة على الترجم ة من العربي ة وإ ليه ا‪ .‬ووج دنا أن البح وث والط رق في ه ذا‬
‫الميدان كثيرة؛ وبخاصة أن بنية اللغة العربية تختلف اختالفات كثيرة في بنيتها عن اللغات األوربية‪ .‬لكن‬
‫المس اهمات الرس مية في ه ذا المي دان قليل ة‪ ،‬وك ذلك التموي ل الرس مي ض عيف‪ ،‬على عكس م ا في ال دول‬
‫المتقدمة‪ .‬وال نعرف معهدًا أو مؤسسة رسمية تابعة لدولة أو جامعة رسمية‪ .‬وتبقى البحوث الجامعية فردية‬
‫مبعثرة دون خيط ينظمها‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫المراجع‬

‫‪ -1‬ملدري د الرس ون‪ ،‬الترجم ة والمع نى‪ ،‬دلي ل التك افؤ بين اللغ ات‪ ،‬ترجم ة د‪ .‬محم د محم د هلي ل‪ ،‬جامع ة‬
‫الكويت‪ ،‬الكويت‪ ،‬ط‪.2007 ،1‬‬

‫رم زي روحي البلبكي‪ ،‬ومن ير البلبكي‪ ،‬معجم المص طلحات اللغوي ة‪ ،‬دار العلم للماليين‪ ،‬ب يروت‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪.1990‬‬

‫‪ -2‬مروان البواب‪ ،‬الترجمة اآللية‪ ،‬محاضرة ألقيت في مجمع اللغة العربية بدمشق‪ ،28/10/2015 ،‬ص‬
‫‪.1‬‬

‫‪ -3‬موسوعة ويكيبيديا‪ ،‬مادة الترجمة اآللية‪ ،‬باللغة العربية‬

‫موسوعة ويكيبيديا‪http://en.wikipedia.org/wiki/Machine_translation ،‬‬

‫‪ -4‬مروان البواب‪ ،‬ص‪.5‬‬

‫‪ -5‬عمرو محمد فرج مدكور‪ ،‬الترجمة اآللية‪ ،‬مفهومها‪ -‬مناهجها‪ ،‬نماذج تطبيقية في اللغة العربية‪ ،‬مجلة‬
‫دار العلوم‪ ،‬العدد ‪ ،26‬ديسمبر ‪ ،2011‬ص ص‪.937-893‬‬

‫‪ -6‬محم ود إس ماعيل الص يني‪ ،‬الترجم ة اآللي ة‪ :‬التط ورات الجدي دة‪ ،‬من وق ائع ن دوة التع ريب والحاس وب‪،‬‬
‫الجمعية السورية للمعلوماتية‪ ،‬دمشق ‪ ،1996‬ص‪.151‬‬

‫‪ -7‬عبداهلل بن حم د الحمي دان‪ ،‬مقدم ة في الترجم ة اآللي ة‪ ،‬مكتب ة العبيك ان‪ ،‬الري اض‪ ،‬ط‪1421 ،1‬هـ‪/‬‬
‫‪2001‬م‪ ،‬ص‪.68‬‬

‫‪W. J. Hutchins, An Introduction to Machine Translation, Academic Press, -8‬‬


‫‪.London, 1992, Chapter 1‬‬

‫‪30‬‬
Hutchins-9

Daniel Stein, Machine Translation, Past, Present and Future, In Georg Rehm,-10
Felix Sasaki, Daniel Stein & Andreas Witt (eds.), Language technologies for a
.multilingual Europe: TC3 III, 5–17. Berlin: Language Science Press

www.andover.com/machine-translation-11

‫ في الذكاء‬،‫ ما هي تقنية الترجمة اآللية العصبونية وكيف تشكل مستقبل الترجمة اآللية؟ سمير سليم‬-12
.‫االصطناعي‬

https://www.arageek.com/tech/2018/06/20/neural-machine-translation.html

/https://www.microsoft.com/en-us/translator/business/machine-translation -14

.900‫ ص‬،‫ مدكور‬-15

.2018 ،‫ مركز مقديشو للبحوث والدراسات‬،‫ الترجمة اآللية في اللغة العربية‬،‫ راضية بن عربية‬-16

.44‫ ص‬،‫ الترجمة اآللية‬،‫ الندوة العامية األولى‬-17

.929‫ ص‬،‫ مدكور‬-18

،‫ الجزائر‬،‫ الملتقى الوطني حول اللغة العربية والترجمة‬،‫ اللغة العربية والترجمة اآللية‬،‫ صادق بسو‬-19
.67-61‫ ص ص‬،2017 ‫ديسمبر‬

Andover -20

31

You might also like